الفصل الأول: تشارلز ساندر بيرس وجذور الفلسفة البراجماتية PDF

Document Details

GlisteningGingko3150

Uploaded by GlisteningGingko3150

جامعة سوهاج كلية الآداب

Tags

فلسفة البراجماتية الفلسفة المعاصرة تشارلز ساندر بيرس فلسفة

Summary

يُلخص هذا المستند مفهوم الفلسفة البراجماتية، و يُركز على جذورها الفلسفية، ويُقدم نظرة عامة على أفكار تشارلز ساندر بيرس، وليام جيمس، وجون ديوي. يهدف إلى تقديم نظرة عامة حول تطور الفلسفة من خلال مناقشة أهمية التفكير في العمل.

Full Transcript

# الفصل الأول ## تشارلز ساندر بيرس ### جذور الفلسفة البراجماتية - الجذور العلمية - أهم الأفكار البراجماتية ## مفهوم البراجماتية: المعني الاشتقاقي للبراجماتية *Pragmatism* مشتق من اللفظ اليوناني *Pragma* بمعني العمل التي تؤخذ منها كلمتي " مزاولة " و " عملي ". وقد ظهرت هذه الفلسفة في الولايات...

# الفصل الأول ## تشارلز ساندر بيرس ### جذور الفلسفة البراجماتية - الجذور العلمية - أهم الأفكار البراجماتية ## مفهوم البراجماتية: المعني الاشتقاقي للبراجماتية *Pragmatism* مشتق من اللفظ اليوناني *Pragma* بمعني العمل التي تؤخذ منها كلمتي " مزاولة " و " عملي ". وقد ظهرت هذه الفلسفة في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين علي يد ثلاثة من أقطابها تشارلز ساندر بيرس ( ١٨٣٩ - ١٩١٤ ) ووليم جيمس *W.James* ( ١٨٤٢ - ۱۹۱۰ ) وجون ديوي *John Dewsy* ( ١٨٥٩ - ١٩٥٢ ). وعلى الرغم من اتفاق الأقطاب الثلاثة على أصل يشتركون فيه ألا وهو توجيه الفكر إلى العمل دون النظر إلا أن لكل منهم خصائص ينفرد بها دون زميله. لقد جعلت البراجماتية معيار صدق القول هو ما يترتب على ذلك القول من نتائج فأعطني من القول ما يهديني سواء السبيل في حياة عامة أو في صناعة وزراعة وتجارة أسلم لك من فوري بأنه قول حق بغض النظر عما كان ، وما هو " كائن " بالفعل فليس " الحق " شيئا قائما هناك ثم يجيء الناس ليشخصوا إليه بأبصارهم وليقوموا فيه ما يقولون ، بل الحق هو طريق سير نمشي في الحياة على هداها. ## أهم رواد الفلسفة البراجماتية : ### ( ۱ ) تشارلز ساندر بيرس : إذا نظرنا إلى بيرس نجد أنه كان واحدا من أشهر وأكفاً علم الرياضة في الولايات المتحدة الأمريكية وهو أحد مؤسسي منطق العلاقات الرمزي الحديث . ومن سوء الحظ أنه لم يكن كاتبا منهجيا ، ولم يقم مرة واحدة بشرح آرائه في مذهب واحد ، والطريقة البراجماتية التي قدمها لا تنطبق إلا على عالم محدود وضيق جدا من عوالم النظر والاستنباط. لقد عرف بيرس كلمة *براجماتية* من دراسته لكانط ، وهذا يخالف الرأي السائد الذي يذهب إلى اعتبار البراجماتية نظرية أمريكية خالصة ، ففي كتاب ميتافيزيقا الأخلاق ميز كانط بين ما هو *براجماتي* ، وما هو عملي : فالعملي ينطبق عللي القوانين الأخلاقية التي يعتبرها كانط أولية ) قبلية ( بينما البراجماتي ينطبق على قواعد الفن ، وأسلوب التناول اللذين يعتمدان على الخبرة ويطبقان في مجال الخبرة . وقد كان بيرس تجريبيا متشبعا بعقلية المعمل ، لهذا رفض أن يسمى مذهبه * بالمذهب العملي* ، وكان بيرس رجل منطق فأهتم بفن التفكير الحقيقي ، وطرائقه ، وبخاصة فيما يتعلق بدور الطريقة البراجماتية في فن إيضاح المدركات العقلية أو ابتكار تعريفات وافية ، وفعالة طبقا لروح الطريقة العلمية. وقد ورد في كلام بيرس أنه عند الشخص الذي لا يزال يفكر بالطريقة الكانطية يكون " العملي " و " البراجماتي " بمثابة الشئ ونقيضه ، وينتمي أولهما إلى نطاق فكري حيث لا يستطيع أن عقل تجريبي أن يطمئن إلى صلابة الأرض التي تحت قدميه ، بينما الثاني يعبر عن الارتباط بهدف محدد . ولقد نشر بيرس مقالاً في عام ١٨٧٨ م في مجلة *Popular Science Monthly* قال فيه " كيف نجعل أفكارنا واضحة لأنفسنا ؟ " *How to make our Ideas clear to our selves?* ذهب فيه بيرس " إلي أن توضيح معني الفكرة يكون بالقياس إلى نتائجها العملية بالنسبة للإنسان فالمسلك بالنسبة لأي فكرة هو مغزاها الوحيد الذي يعول عليه . إذن لكي نبلغ الوضوح التام في أفكارنا عن موضوع ما ، فإننا لا نحتاج إلا إلى اعتبار ما قد يترتب من آثار يمكن تصورها ذات طابع عملي ، قد يتضمنها الشئ أو الموضوع ، وما هي الأحاسيس التي يتعين علينا أن نتوقعها منه ، فإدراكنا وتصورنا للمعاني الكلية لهذه الآثار ، والنتائج سواء مباشرة أم بعيدة هو عندئذ بالنسبة لنا هو كل تصورنا للموضوع أو الشئ ما دام هذا التصور له أهميه أو مغزى إيجابي علي الإطلاق ذلك هو مبدأ بيرس مبدأ البراجماتية. ولكي يوضح بيرس مقاله بشئ من التفصيل قال " إننا لا نعرف علي وجه التحقيق ما هي الكهرباء في حد ذاتها ؟ أي أن فكرتنا عن الكهرباء غامضة ، ولكن هذا الغموض يزول إذا وجهنا نظرنا إلى ما تؤديه لنا الكهرباء أو إلى ما تحققه من أغراض عملية . وكذلك لا نعرف فيما يتعلق بفكرة الثقل نفسها شيئا ، وكل ما نعلمه حين نقول إن جسما ما ثقيل ، إنه يسقط علي الأرض في حالة عدم وجود قوة مضادة تمنعه من السقوط ، المهم أن معني الثقل يتحدد بالنظر إلى آثاره التي نلمسها في تجربتنا اليومية ، والأمر على هذا النحو فيما يتعلق بمعظم الأفكار ، فدقة الجرس معناه أن المحاضرة قد انتهت فسماعنا له ، أو أثره الحسي قد نسي واتجه ذهننا فقط إلى ما يترتب عليه من آثار عملية . وإذا كان بيرس قد أكد علي أن توضيح معني الفكرة يكون بالقياس إلى آثارها فقد اعتبر الكلمات والعبارات التي تتألف منها *خططا للعمل* *Plans of action* . وكل فكرة لا تنتهي إلى سلوك عملي في دينا الواقع فهي فكرة باطلة أو غير ذات معني يعول عليه ، واعتبر الاعتقاد من نوع الأفكار هو حق متي دل علي سلوك عملي ، وإلا كان خلوا من كل دلالة ، وانتهي بيرس إلى ضرورة تطبيق مناهج البحث العلمي علي الفلسفة . بحيث أن التسليم بفكرة تقتضى لا محالة أن ينشأ عنها سلوك عملي ، وتمني لو أمكن إقامة مجتمع معملي يقوم علي نفس المنهج الذي يصطنعه العالم في معمله ، عندئذ يتسير الوصول إلى الحق ( أو الصواب ) الذي لا يقبل جدلا ولا يحتمل نزاعا . وبذلك فقد جعل بيرس للبراجماتية بعض المهام : - ( أ ) أنها يجب أن تمنحنا إمكانية التخلص السريع والفعال من جميع الأفكار التي تكون غير واضحة - ( ب ) يجب علي البراجماتية أن تزودنا بدعم وتأييد للأفكار الواضحة ، وذلك من خلال إصدار حكم لتمييزها عن القضايا الميتافيزيقية - ( ج ) كذلك فقد ربط بيرس الفلسفة البراجماتية بالعلم ويجدر بنا قبل أن نتعرض لباقي أقطاب البراجماتية ، وأعني بذلك وليم جيمس وجون ديوي أن نتناول بشئ من الإيجاز الأصول الفلسفية والعلمية للبراجماتية أو بعبارة أخرى الرواد الأول والسابقين للبراجماتية . يقول وليم جيمس " لا يوجد أي شئ جديد علي الإطلاق في الطريقة البراجماتية فقد كان سقراط بارعا حاذقا فيها ، واستعملها أرسطو بطريقة منهجية ، ولقد أسهم كل من لوك ، وباركلي ، وهيوم بقسط خطير ذي شأن في خدمة الحقيقة بواسطة البراجماتية . أما شادورث هودجسون فيصر علي أن الحقائق أو الوقائع ليست سوي كما تعرف ولقد رأي جيمس أن هؤلاء الرواد السابقين للبراجماتية استخدموها بعضا لا كلاً واستعملوها أجزاء وشظايا ، وبذلك فقد كانوا ممهدين فقط ، إذا لم يقدر للبراجماتية أن تعمم نفسها إلا في زمننا المعاصر حيث أصبحت واعية برسالة عالمية تدعي أن مصيرها الفوز والغزو . إن ما أشار إليه جيمس من رواد سابقين ، أو من فلاسفة سابقين كانت لهم إرهاصات براجماتية هو في حقيقة الأمر قليل من كثير خاصة إذا عرفنا أن هذه الإرهاصات تبدأ من الفكر اليوناني مرورا بالعصر الوسيط حتى العصر الحديث والمعاصر. ## فما هي تلك الجذور الحقيقية للفلسفة البراجماتية؟ ### ( ۱ ) جذور الفلسفة البراجماتية : إذا أردنا أن نتلمس جذورا للفلسفة البراجماتية فيمكن أن نجد لها جذورا منذ الفكر اليوناني وبصفة خاصة لدي السوفسطائيين الذين أقروا بأن الخبرة الحسية تختلف من فرد لآخر ، وهو ما عبر عنه *بروتاجوراس* ( ٤٨١ - ٤١١ ق . م ) " الإنسان مقاس كل شئ *The man is the measure of all things* فأدي بهم هذا الاعتقاد إلي الجنوح نحو الذاتية ، والنسبية في كل شئ خاصة الأخلاق والدين كذلك تعود جذور البراجماتية إلى *أفلاطون* ( *Plato* ( ٤٢٧ - ٣٤٧ ق . م ) وأرسطو *Aristotles* ( ۳۸۴ - ۳۲۲ ق . م ) خاصة فيما يتعلق بتركيز ارسطو على التجربة باعتبارها مكون من مكونات المعرفة ، كذلك فقد نادي أفلاطون بالتكهن بالمستقبل مقدما في مجال المعرفة ، وكان هذا الأمر موضع تركيز من جانب البراجماتيين المعاصرين. كذلك تأثرت البراجماتية بالأبيقورية في ابتعادها عن القول التقليدي بالصدق المطلق ، كما أن التفلسف عندهم هو نشاط عملي . كذلك تأثر بعض البراجماتيين ببعض الآراء الدينية التي قالها *أوغسطين* ( ٣٥٤ - ٤٣٠ م ) و*دانز كت* *D.Scott* ( ١٢٧٠ - ١٣٠٨ ). لقد ساهم كل من بيكون ، وكوبرنيقوس ، وجالليليو ، بنصيب وافر في خلفية التفكير البراجماتي : فنجد عند بيكون العديد من النظريات التي قال بها البراجماتيون المحدثون ، وأدرك بيكون الدور الأساسي الذي تلعبه الملاحظة في مجال المعرفة ، ورفض جميع صور المذهب العقلي مؤكدا علي أن المعرفة قوة ، أي أن المعرفة تتيح لنا أن نخضع الطبيعة لسيطرتنا ، وبذلك تتحقق الغايات الإنسانية . أما الثاني كوبرنيقوس ) ١٥٤٣ - ١٤٧٣ ( فقد أقام نظرية في الفلك مخالفة لنظرية *بطليموس* ، وقد رأي كوبرنيقوس أن صحة الفرض تقوم علي ملائمته للواقع ، ومن هذه الناحية كانت نظريته صحيحة ، وقد أكد *جالليلو* ( ١٦٢٣ - ١٦٦٢ ) علي أن المنهج العلمي لا يضمن لنا معرفة أصيلة لطبيعة الواقع لأنه يتعلق بنظم رياضية للعالم الملاحظ . أما تأثير كانط ، و*كونت* *Comte* . ( ۱۷۹۸ - ١٨٥٧ ) و*جون ستيورت مل* *J.S.Mill*.. ( ١٨٠٦ - ١٨٧٣ ) فقد فاق كل تأثير : لقد ميز كانط بين أنشطة العقل الخالص ، والعقل العملي وهاجم الميتافيزيقا التقليدية ، وقد أكد *جون ديوي* نفسه في مقاله *نمو البراجماتية الأمريكية* - على أن كلمة *البرجماتية* أخذها بيرس عن كانط نفسه . أما كونت فقد كان رائدا هاما للبراجماتية إذ نادي بتعميق اتحاد الفكر مع العمل ، أما *جون ستيورت مل* فقد أقر جيمس بأثره وأنه هو الذي علمه سعة الأفق البراجماتية . فقد أهدي إليه جيمس كتابه عن البراجماتية فقال " إلى ذكري *جون ستيورت مل* الذي كان أول من علمني سعة الأفق البراجماتية ، والذي يطيب لخيالي أن يتصوره كقائد لنا لو كان اليوم حيا ". ## الجذور العلمية: كان لانتشار نظريات علمية جديدة مثل نظرية التطور عند *دارون* *Charles Darwin* ( ۱۸۰۹ - ۱۸۸۲ ) ونظرية *إينشتاين* *Albert Einstein* ( ۱۸۷۹ - ١٩٥٥ ) في مجال الفيزياء والفلك أثر كبير على البراجماتية الأمر الذي جعلها ترفض الواحدية *Monism* ، وتتمسك بالتعددية *Pluralism* ومما هو جدير بالملاحظة أن البراجماتية ليست نظرية فلسفية دقيقة التحديد ، وإنما هي تيار فلسفي دقيق يتجسد في موقف مبدئي مؤداه أن للاعتبارات الشخصية دورا هاما في عمليات المعرفة كافة . كما أن البراجماتية ليست بدعة تامة كما يزعم البعض ، وليس مجرد تحوير الأفكار قديمة ، كما يعتقد خصومها ، بل هي مركب أصيل من القديم والحديث ، ونقطة تجمعت فيها قوي بعضها جاذب ، وبعضها طارد ، وحركة لم تظهر بناء علي اهتمام نظري بحت بقدر ما ظهرت من العلاقة المباشرة بالحياة ذاتها ، ونتائجها بالنسبة إلى الوجود الإنساني. لقد استبدلت البراجماتية النظر إلى الماضي فنظرت إلى المستقبل ، وبدلا من أن تهتم بتحليل الأشياء والمعرفة ، وردها إلى أصولها البسيطة ) كما فعل لوك وهيوم ( ربطت معارفنا بعالم التجربة ، فلم تسأل عن كيفية نشأة المعرفة أو الأفكار بقدر ما تسأل عن النتائج التي تترتب علي هذه الأفكار في الواقع . وعلي ذلك فإن الفيلسوف البراجماتي يتسم بأنه يولي ظهره للأفكار المجردة ، ويتجه إلى دراسة ما هو مشخص ، أو واقعي ، أو حقيقي ، وإلي الفعل الذي يتناول تلك النتائج ، كذلك يتسم الفيلسوف البراجماتي بأنه ليس فيلسوفا قطعيا ، يعتقد اعتقادا جازما في صحة بعض الأفكار إنما هو فيلسوف حر . و نحن نتفق مع ما ذهب إليه د/ زكي نجيب محمود في مقدمته للترجمة العربية لكتاب جيمس " البراجماتية " حيث أكد أنه مهما تختلف الآراء في الفلسفة البراجماتية قبولا ورفضا فإن تلك الآراء المختلفة جميعا تلتقي عند نقطة يتفق عليها القابلون والرافضون على حد سواء ، هي أن البراجماتية إنما جاءت تعبيرا عن عصرنا العلمي من بعض وجوهه ، و إنّه ليتعذر - بل يستحيل - على المتعقب لثقافة هذا العصر أن يغمض عينيه عن هذا التيار الذي يعد واحدا من أهم اتجاهات الفلسفة المعاصرة ، كما أنه ركيزة رئيسية تلتف حول أطرافها ، وأركانها دراسات فرعية كثيرة . إن الفلسفة البراجماتية هي في صميمها عبارة عن انصراف عن المجرد وتعلق بالشخص ، وهي لذلك تريد أن تفسر الواقع بمبادئ متعددة ، بدلا من الاستعانة بطائفة من التجريدات الجوفاء التي لا تكفي مطلقا لتفسير ما في العالم من خصب ، وجدة ، وثراء . وإن الفلسفة العملية لتؤمن بأن الحياة وحدها هي الكفيلة بأن تقضي علي كل تلك المذاهب الأيديولوجية المطلقة التي تقوم على طائفة من التجريدات العقلية الفارغة فهي لهذا تنادي بتعدد المذاهب ، وتؤكد أنه ليس هناك وجهة نظر واحدة شاملة مطلقة ، ما دامت وقائع الحياة ، وقيمها هي في حاجة دائما إلى عقول متعددة يمكن أن تنكشف لها علي أنحاء متعددة ، وفي جوانب متباينة. المختلفة فنحن وهم على يقين من أننا نحيا عصر المتناقضات: عصر الحرب والسلام يرفع شعار الحرية ويطبق الديكتاتورية يدعو إلى الفكر علي المستوي الظاهري وعلي المستوي الفعلي يمحو ماهيتنا. إن ما نقدمه اليوم هو محاولة للوصول إلى إجابة عن تساؤل حقيقي يشغل أذهاننا ويدور حول أين الحقيقة ؟ فهل تتمثل في وجودي كجسد باحث عن ملذاته ؟ أم باعتباره روحا تنشد الصفاء ؟ هل انا ماء أم هواء أم أنني كلمة مقدسة هل تتجسد الحقيقة في عالم الرفاهية أم في عالم العبودية هل الأنا أم الأنت أم الأنا والآخر في ذات اللحظة ؟ هل هي البحث عن المادة أم الهروب من الذات ؟ هل هي العولمة أم البرجمة أم عصر المعلومات ؟ هل هي أحادية القطب أم أزدواجية المعيار ؟ هي هي لغة العنف أم لغة الحوار ؟ وفي النهاية لا يسعنا إلا القول بأن هذا الكتاب قد استفدنا فيه كثيراً مما كتبه أساتذتنا الأجلاء وبصفة خاصة في القسم الأول الذي قمنا فيه بتجميع أكبر قدر من المذاهب الفلسفية المعاصرة ، وذلك من أجل أن نقدم منهجاً لطلابنا باسلوب سهل مبسط يتناسب مع إمكانياتهم ويسعى لتطوير فكرهم في القسم الثانى الذى هو ثمرة لجهد فلسفي استمر من جانبنا لعدة سنوات . # مدخل ## ۱ مفهوم الفلسفة المعاصرة تبدأ الفلسفة الغربية الحديثة مع كل من فرنسيس بيكون *F.Bacon* ( ١٥٦١ - ١٦٢٦) وديكارت *R.Descartes* ( ١٥٩٦ - ١٦٥٠ ) ويختار لبدئها تاريخ اصطلاحي هو عام ١٦٠٠ م أي بداية القرن السابع عشر الميلادي ، ويفصل بين الفلسفة الغربية الحديثة ، والفلسفة المدرسية عصر هام هو عصر النهضة ( ١٤٥٠ - ١٦٠٠ م ) وفيه أخذت فلسفة القرون الوسطي المسيحية تتلقي الضربات الشديدة حتى انهارت مع نهايته . وتمتد الفلسفة المدرسية أو الاسكولائية أحيانا من القرن العاشر إلى القرن السادس عشر الميلادي ، وسميت كذلك علي يد مفكرى عصر النهضة لأنها كانت تدرس في مدارس خاضعة لسلطة الكنيسة. وإذا نظرنا إلى العصور الحديثة نجد تغيرا واضحا في الاهتمام الفلسفي عما كان عليه الأمر أيام اليونان والعصور الوسطي ، فالمشكلة الخلقية هي المشكلة الأساسية لدي فلاسفة اليونان ، ومشكلة العلاقة بين الدين والفلسفة هي المشكلة الأساسية في العصور الوسطي ، أما العلم الحديث بمعناه العملي فهو المشكلة الأساسية التي سادت العصر الحديث فكان عاملا هاما في تغيير حياة الناس فغير الكثير من النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، والفكرية . ولعل أهم ما يميز الفلسفة الحديثة أنها أولا وقبل كل شئ فلسفة نقدية تعني بمشكلة المعرفة أكثر ما تهتم بمشكلة الوجود . ومن الملاحظ أن الحياة الفكرية في القرن التاسع عشر كانت أعقد من الحياة الفكرية في القرن الثامن عشر لعدة أسباب : - - **أولاً**: إن الحياة الفكرية لم تعد قصرا على أوربا بل امتدت وتشعبت لتشمل أمريكا وروسيا. - **ثانيا**: تحقيق العلم للكثير من الانتصارات وخاصة في الجيولوجيا ، والبيولوجيا ، والكيمياء العضوية - **ثالثا**: الثورة الفلسفية والسياسية على النظم التقليدية في الفكر والسياسة فإذا نظرنا مثلا إلى نظرية التطور عند دارون نجد أن لها جانبان : ( - ( ۱ ) أن الكائنات الحية قد تطورت بالتدريج من سلالة واحدة ، أما الجانب الثاني فيتمثل في الصراع من أجل الوجود والبقاء للأصلح . وقد أثرت هذه النظرية على *نيتشه* *F.Nietzsche* ( ۱٨٤٤ - ۱۹۰۰ ) والبراجماتيون *Pragmatism* و*برجسون* ( *Bergson* ( ١٨٥٩ - ١٩٤١ ). - وإذا كان فكر ديكارت قد سيطر علي معظم الحركات الفلسفية في القرن السابع عشر ، وسيطر فكر *كانط* *Kant* ( ١٧٢٤ - ١٨٠٤ ( علي شتي المذاهب الفلسفية في القرن الثامن عشر ووسم تفكير هيجل بطابعه الخاص معظم الاتجاهات الفكرية التي ظهرت في القرن التاسع عشر إلا أننا نجد أن الفكر المعاصر ، قد اتسم بالتعدد ، والتنوع فليس في القرن العشرين شخصية بعينها يمكن القول عنها بأنها التي حددت ملامح الفلسفة المعاصرة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي أسهم فيه الفلاسفة بالفعل قبل القرن العشرين ؟ يري *برتراند رسل* أن الفلاسفة قد أدوا وظيفة ما ، يقع تصنيفها بين العلم واللاهوت : ( فالفلسفة ( مثل اللاهوت تقوم علي التأمل في مسائل التي لم تتحقق فيها بعد المعرفة النهائية ؛ لكنها مثل العلم تنجذب نحو المنطق الإنساني " وتتناول الفلسفة من وجهة نظر رسل ، القضايا الأبدية المؤكدة - هل يوجد فكر أم مجرد مادة ؟ - هل الحياة تافهة لا قيمة لها ؟ هل الخير شئ واحد أبدي ؟ كل الأسئلة السابقة تؤكد الموضوعات الثابتة للفلسفة . فقد كان دور الفيلسوف أن يفكر بعمق وبشكل أكثر ترتيبا من الناس العاديين فيما يتعلق بالقضايا المعقدة التي لا يستطيع كل من الكاهن ، وعالم الطبيعة مواجهتها : الكاهن ) لأنه سلم بعقائد معينة ثابتة كقضايا إيمانية تتعلق بالوحي . وعالم الطبيعة ) لأنه على الرغم من أن بحثه لم يكن مقيدا بقضايا مسبقة ، لكنه ليس بمقدوره أن يتعامل مع القضايا غير المادية الملموسة والقضايا الوجودية المفارقة للواقع المادي ويعتبر الطبيب - من وجهة نظر رسل - أقرب للفيلسوف فكلاهما يشفي من خلال المعرفة . والمتأمل للفلسفة الغربية في طورها الحديث والمعاصر يجد أن هناك استخداما لثلاثة اصطلاحات " الفلسفة الحديثة " والمعاصرة " والحالية " ويقصد المؤلفون الغربيون بالتعبير الأول فلسفتهم من ١٦٠٠ إلى ۱۹۰۰ م . وبالتعبير الثاني فلسفتهم من ۱۹۰۰ م إلى وقت كتابتهم ، والتعبير الثالث أكثر تحديداً ، ويدل على التيارات الفلسفية التي تكون مؤثرة بالفعل عن طريق فلاسفة أحياء وقت الكتابة . لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ماذا نعني باصطلاح فلسفة *Contemporary Philosophy* معاصرة ؟ للإجابة على هذا السؤال يمكن القول بأن الفلسفة المعاصرة هي اسم يطلق علي مجموعة من الفلسفات التي ظهرت خلال المائة عام الماضية تقريبا ) خلال القرن العشرين ) ، إلا أن كلمة " ظهرت " لا تعني أن هذه الفلسفات جديدة كل الجدة ، أو أصيلة تماما ، فالفكر الإنساني متصل على الدوام يأتي اللاحق متأثرا بالسابق سواء سلبا أم إيجابا ، فأي فكرة فلسفية معاصرة يمكن أن نجد لها جذور في الماضي البعيد . في الحقيقة أن لفظ معاصر هو لفظ نسبي فبعض المؤرخين يرون أن الفلسفة المعاصرة تبدأ عام ١٨٣١ وهو نفس عام وفاة *هيجل* *Hegel* ( ۱۷۷۱ - ۱۸۳۱ ) في حين يري البعض أنها تبدأ بعام ١٩١٤ وهو العام الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الأولي . ومن هذا المنطلق فإنه ليس في الفلسفة المعاصرة وحدات مذهبية قائمة بذاتها بل هناك تواصل وتفاعل إن لم نقل حلقة متشابكة معقدة من الخيوط الفكرية المتداخلة ، وربما كان من بعض مزايا العصر الذي نعيش فيه أنه عصر الاحتكاك الفكري . فلم تعد هناك عزلة فكرية في أية بقعة من بقاع العالم ، ولم يعد هناك أي مجال للحديث عن فلسفة إنجليزية ، أو أمريكية ، أو فرنسية ، أو ما إلى ذلك ، والدليل على ذلك أننا نجد فلسفات وجودية لا في ألمانيا ، وفرنسا وحدهما بل في كل من إيطاليا ، وأسبانيا ، وإنجلترا ، وأمريكا وكذلك لا نجد الوضعية المنطقية في النمسا ، أو ألمانيا ، أو إنجلترا فقط بل في سويسرا والولايات المتحدة وغيرها . وهكذا الحال بالنسبة إلى سائر التيارات الفلسفية المعاصرة . لقد جاءت الفلسفات المعاصرة كرد فعل ضد الفلسفات التقليدية المثالية التي سادت النصف الثاني من القرن التاسع عشر وخاصة فلسفة هيجل التي تعتد بسلطة العقل وحدة كمعيار لمعرفتنا بالواقع ، وقد شاركه في هذا الاعتقاد *جوزيا رويس* *Josiah Royce* ( ١٨٥٥ - ١٩٢٤ ). ومن هنا فقد اقترنت الغالبية العظمي من التيارات الفلسفية المعاصرة بحملات شديدة وجهت إلى نزعة هيجل المثالية التي وحدت بين الفكر والواقع ، وكان من أهمها ما وجهه دعاة النزعة الماركسية *Marxism* والوضعية المنطقية *Logical Positivism* ، وفلاسفة التحليل ، ودعاة النزعة العملية وأنصار الفلسفة الوجودية *Existentialism* إلى هذه المثالية الهيجلية من مآخذ جدية تمس صميم المنهج نفسه . بيد أن هذا الأمر لا يمنع من أن *ماركس* *Marx*. ( ۱۸۱۸ - ۱۸۸۳ ) ، وكير كيجارد *Kierkegaard*. ( ۱۸۱۳ - ١٨٥٥ ) وجون ديوي *Dewey* ( - ١٩٥٢ ) و*رسل* *B.Russel* ( ۱۸۷۲ - ۱۹۷۰ ) ومور *G.E.Moore* ( ۱۸۷۳ - ۱۹۵۸ ) كانوا في وقت من الأوقات مجردا تلاميذ لهيجل ثم لم يلبثوا أن انفصلوا عن أستاذهم فكان تفكيرهم بمثابة رد فعل ضد الهيجلية. لقد أصبح الإنسان لا المذهب هو محور اهتمام الفكر المعاصر ، والفيلسوف المعاصر . وفي الحقيقة أن الفلسفة المعاصرة لم تعد ترغب في منافسة العلم أو في تكوين نسق كلي شامل يتألف من مجموع نتائج العلوم الجزئية أو حتى في مناقشة القضايا التي لم يتوصل العلم بعد إلي حلها بل هي قد أصبحت ترغب في إعادة بناء العقل علي ضوء فهمها الدوره في المعرفة وإدراكها للمناهج التي اصطنعها في مضمار العلوم المختلفة من طبيعية ورياضية وإنسانية . وعلي ذلك فقد تخلي القرن العشرين بشكل ما عن العقل بوصفه تشريعا داخليا للذات ووضع مكان المراقبة الداخلية للأفكار بالحتمية ، والبداهة ، مراقبة خارجية يقوم بها العمل والنجاح وبقليل من المبالغة يمكن القول بأنه حدث تراجع للعقل. ولعل أهم ما يميز الفلسفة المعاصرة في أوروبا : هو تقارب المفكرين واتصالهم اتصالا مباشرا عن طريق المؤتمرات الفلسفية ، والتبادل الثقافي ، وتنظيم العلاقات بين الجامعات المتعددة ، فقد شهدت بدايات القرن العشرين عقد عدة مؤتمرات فلسفية متوالية استطاعت أن تضم عددا كبيرا من أساتذة الفلسفة في مختلف جامعات أوروبا ، وأمريكا مما عمل على التقريب بين النزعات المتباينة ، والعقليات المختلفة ، هذا بالإضافة إلى أن قيام مجلات عالمية ، ودوريات دولية قد أدي إلى التقريب بين الفلاسفة المختلفين ( ممن ينتسبون إلي حضارات متعددة ) وهذه كلها عوامل أدت إلى تداخل التيارات الفلسفية واتصالها بشكل مباشر مما لم نعهده من قبل في أي عصر من العصور منذ نشأة الفلسفة الحديثة . وعلي ذلك فقد شهدت الفلسفة المعاصرة في بدايات القرن العشرين نشاطا فلسفيا مكثفا ظهرت فيه أسماء عدد كبير من المفكرين الكبار الذين اكتسبوا نفوذا ، وتأثيرا . ومن هذه الوجهة فإنه يمكن اعتبار هذه الفترة من أخصب فترات الحضارة الغربية الحديثة من ناحية الإنتاج الفلسفي . ## ۲ - تصنيف المذاهب الفلسفية المعاصرة : هناك تصنيفات متعددة للمذاهب الفلسفية المعاصرة ، ولعل أوضح هذه التصنيفات وأبسطها هي تلك التصنيفات التي قدمها د/ محمد مهران في كتابه مدخل إلى دراسة الفلسفة المعاصرة فقد ذكر ستة اتجاهات للفلسفة المعاصرة : - ۱ - المذهب البراجماتي : وأهم دعاته " وليم جيمس " و " جون ديوي " . - ۲ - المذهب المثالي : وأهم ممثليه برادلي ، وكروتشه ، وجرين . - ۳ - المذهب الفينومينولوجي : وأهم ممثل له إدموند *هوسرل* *E.Husserl* (١٨٥٩ - ١٩٣٨) - المذهب الوجودي : وأهم ممثليه ؛ كيركيجارد ، نيتشه ، هيدجر ، سارتر ، ياسبرز . - ه - فلسفة التحليل : وأهم ممثليها " مور " و " رسل " و " فنتجنشتاين " - ٦ - الواقعية الجديدة : وتضم صمويل الكسندر ، وواتيهيد ، وبعض جوانب رسل. ## - الخصائص العامة للفلسفة المعاصرة : - يوضح *بوشنسكي* *I.M.Bochenski* الخصائص العامة للفلسفة المعاصرة فيري أن هذه الخصائص إن لم تكن منطبقة علي كل الفلاسفة فإنها تصدق على الأقل على غالبيتهم ، ويبدو أن *وايتهد* كان مصيبا عندما قال إن التفرع الثنائي الذي كان ممثلا للفكر الأوروبي الحديث أي الانقسام بين العالم والآلة من ناحية ، والذات المفكرة من ناحية أخرى هذا الانقسام قد تعداه الفكر الجديد بسبب الفشل الذريع الذي لاقاه كل من التيار الميكانيكي والتيار الذاتي على السواء . ويذهب بوشنسكي إلى أن هناك اتجاها يتأكد نحو تصور عضوي للحقيقة يقبل وجود التمايزات والاختلافات بين الموجودات ، بحيث أصبح الفكر يعترف بأن الواقع ذو بينية تدريجية ، ويعترف بوجود طبقات وجودية " في ذلك الواقع . وهناك سمات أخرى وهي تكفي لتعريف الفكر الجديد ، وإن لم تكن عامة تنطبق علي الجميع : وهذه الخصائص تتأرجح ما بين خصائص داخلية ، وخصائص خارجية . ### الخصائص الداخلية - ( أ ) معارضة الواقعية : وهذا الموقف موجود عند سائر المفكرين باستثناء فلاسفة المادة ، وبعض المثاليين ويزايد فلاسفة الحياة والفينومينولوجيون والوجوديون على الميتافيزيقا في هذا الموقف فبينما يعترض الفريق الأول على أن يكون للعلوم الطبيعية أية قيمة كمصدر للمعرفة الفلسفية ، فإن الميتافيزيقيين يكتفون في نقدهم للعلم الطبيعي بأن يحددوا له مكانا لا يتجاوزه. - ( ب ) التحليل : استخدمه فلاسفة القرن العشرين بطرق كثيرة وبذلك اختلفوا عما كان عليه الفلاسفة السابقين ، إذ استخدم الفلاسفة المعاصرون التحليل أحيانا بمناهج جديدة ودقيقة كل الدقة . - ( ج ) الواقعية : وهذا الموقف يقول به كل من الميتافيزيقيين ، ومعظم فلاسفة الحياة ، وفلاسفة المادة ، وقسم من الفلاسفة الوجوديين ، وهذا الموقف هو علي العكس تماما من الموقف المثالي ، والذين يقولون بالواقعية يقولون بها في صورتها المباشرة حيث ينسبون إلى الإنسان القدرة على إدراك الوجود مباشرة ، وبصفة عامة فإن تمييز كانط بين الوجود في ذاته ، والظواهر أصبح تمييزا ترفضه كل الجبهات . - ( د ) التعددية : يغلب على الفلاسفة المعاصرين القول بالتعدد ، وهم بذلك يعارضون الاتجاه الواحدى سواء في صورته المادية أو في صورته المثالية الذي كان سائدا في القرن التاسع عشر الميلادي ، ولكننا نجد أن هناك بعض الاستثناءات : فالفيلسوف الإنجليزي *صمويل الكسندر* *Alexander*. ( ١٨٥٩ - ۱۹۳۸ ) بين الميتافيزيقيين ، والفيلسوف الإيطالي *كروتشه* *B.Groce* ) ١٨٦٦ - ١٩٥٢ ) بين المثاليين يقولان بالمذهب الواحدى *Monism* ، ولكنهم قلة من يأخذون بالواحدية ، وتأثيرهم يتناقص يوما بعد يوم. - ( هـ ) الاتجاه النشاطي أو الفعلي : وهذا الاتجاه يقول به معظم الفلاسفة المعاصرين في الغرب إن لم يكن كلهم فهم يوجهون انتباههم إلى الصيرورة ، وهي صيرورة يتناولونها أكثر فأكثر باعتبارها حدوث الواقعة في التاريخ ، أو تاريخية الواقعة ، بحيث أن علم التاريخ أخذ يحل في أهميته محل علم البيولوجيا ( علم الحياة ( وهو الذي كان المعيار الحاسم الذي استخدمته فلسفات الحياة في أوائل القرن العشرين ومن حيث أن الفلسفة الجديدة تقول بالفعل ، فإنها تنفى وجود الجواهر مع استثناء التوماويين وبعض الواقعيين الجدد الإنجليز - ( و ) الاتجاه الشخصاني : يركز معظم الفلاسفة المعاصرين جل اهتمامهم على الشخص الإنساني . وباستثناء فلاسفة المادة ، فإن كل مفكرى العصر الجديد يأخذون صراحة بموقف روحي إلى درجة أو أخرى ، ويؤكدون علي الأهمية الخاصة لكرامة الشخص الإنساني. - ويعلن الفلاسفة الوجوديون عن هذا الاتجاه الشخصاني في صورة شديدة القوة ، ولكن كثيراً من أنصار الفينومينولوجيا ، ومن الميتافيزيقيين يدافعون عنه دفاعا حارا. ## أما الخصائص الخارجية للفلسفة المعاصرة - ( أ ) التخصص : تتسم الفلسفة المعاصرة بأنها شديدة التخصص فكل مدرسة أو اتجاه من الاتجاهات المعاصرة يتضمن مجموعة من المفاهيم والمصطلحات التي تتميز بها عن مدرسة أخرى - ( ب ) خصوبة الإنتاج : ينتج الفلاسفة في هذا العصر إنتاجا وفيرا ، وخير مثال على ذلك أننا نجد في إيطاليا وحدها كان عدد المجلات الفلسفية المتخصصة لا يقل عن الثلاثين في عام ١٩٤٦ م . - ( ج ) العلاقات المتبادلة بين المدارس : فقد شهدت بدايات القرن العشرين ظهور عدد من المؤتمرات الف

Use Quizgecko on...
Browser
Browser