أولى_أساسي_علم_نفس_النمو PDF
Document Details
Tags
Summary
يقدم هذا الكتاب لمحة عامة عن علم نفس النمو، مناقشا مفهوم النمو النفسي، أهمية دراسة علم نفس النمو، ومراحل النمو المختلفة، في محاولة لفهم السلوك الإنساني عبر المراحل العمرية المختلفة.
Full Transcript
كلية التربية قسـم الصحة النفسية قائمة المحتويات الموضـــوع الباب األول الفصل األول :مقدمة في سيكولوجية النمو -مقدمة -معني النمو النفسي -أهمية د...
كلية التربية قسـم الصحة النفسية قائمة المحتويات الموضـــوع الباب األول الفصل األول :مقدمة في سيكولوجية النمو -مقدمة -معني النمو النفسي -أهمية دراسة علم نفس النمو -مراحل النمو -مطالب النمو الفصل الثاني:مبادئ النمو وقوانينه الفصل الثالث :العوامل المؤثرة في النمو -أوالً:العوامل البيولوجية -ثانياً :العوامل البيئية الباب الثاني النمو ـ مظاهره ـ مراحله الفصل األول (مرحلة ما قبل الميالد) -حدوث الحمل -مراحل نمو الجنين -أوالً :النطفة (الالقحة) Zygote -ثانياً :المضغة Embryo -ثالثا :الجنين Fetus الفصل الثاني (النمو العضوي) الفصل الثالث (النمو الفسيولوجي) الفصل الرابع (النمو الحركي) الفصل الخامس (النمو اللغوي) الفصل السادس (النمو العقلي) الفصل السابع (النمو الحسي) الفصل الثامن (النمو االنفعالي) الفصل التاسع (النمو االجتماعي) الباب الثالث المشكالت المرتبطة بالنمو لدي األطفال. المراجع 2 الباب األول الفصل األول مقدمة في سيكولوجية النمو مقدمة: معني النمو النفسي: أهمية دراسة علم نفس النمو: مراحل النمو في الطفولة: مطالب النمو في مرحلة الطفولة: 3 الباب األول الفصل األول الفصل األول ( مقدمة في سيكولوجية النمو) مقدمة: إن دراسة النمو النفسي لالنسان عبر مراحله المختلفة بدء من اإلخصاب حتي مرحلة الشيخوخة يسهم إلي حد كبير في فهم السلوك اإلنساني في مظاهره المختلفة الجسمية والعقلية واالجتماعية واالنفعالية.وقد وردت العديد من األيات في القرآن الكريم تناولت النمو النفسي لإلنسان ومراحله المختلفة؛ ومن هذه اآليات ما يلي: قال هللا تعاليَ [ :وهللاُ َخلَقَ ُك ْم ث ُ َّم يَت َ َوفَّا ُك ْم َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُ َر ُّد إِلَى أ َ ْرذَ ِل العُ ُم ِر ِلك َْي َل يَ ْعلَ َم ِير] {النحل}70: ع ِلي ٌم قَد ٌ ش ْيئ ًا ِإنَّ هللاَ َ َب ْع َد ِع ْل ٍم َ ث فَ ِإنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن ت ُ َرا ٍ ب ث ُ َّم ب ِمنَ البَ ْع ِ اس إِ ْن ُك ْنت ُ ْم فِي َر ْي ٍ قال هللا تعالي[ :يَا أَيُّ َها النَّ ُ غي ِْر ُم َخلَّقَ ٍة ِلنُبَيِنَ لَ ُك ْم َونُ ِق ُّر فِي ضغَ ٍة ُم َخلَّقَ ٍة َو َ علَقَ ٍة ث ُ َّم ِم ْن ُم ْ ِم ْن نُ ْطفَ ٍة ث ُ َّم ِم ْن َ ش َّد ُك ْم َو ِم ْن ُك ْم َم ْن س ًّمى ث ُ َّم نُ ْخ ِر ُج ُك ْم ِط ْف ًال ث ُ َّم ِلت َ ْبلُغُوا أ َ ُ األ َ ْر َح ِام َما نَشَا ُء ِإلَى أ َ َج ٍل ُم َ ض ش ْيئ ًا َوت َ َرى األ َ ْر َ يُت َ َوفَّى َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُ َر ُّد ِإلَى أ َ ْرذَ ِل العُ ُم ِر ِل َك ْي َال يَ ْعلَ َم ِم ْن بَ ْع ِد ِع ْل ٍم َ علَ ْي َها ال َما َء ا ْهت َ َّزتْ َو َربَتْ َوأ َ ْنبَتَتْ ِم ْن ُك ِل َز ْوجٍ بَ ِهيجٍ] ام َدةً فَ ِإذَا أ َ ْن َز ْلنَا َ َه ِ {الحج. }5: س َال َل ٍة ِم ْن ِطي ٍن * ث ُ َّم َجعَ ْل َناهُ نُ ْط َفةً فِي َق َر ٍار سانَ ِم ْن ُ اإل ْن َقال هللا تعالي [ َو َل َق ْد َخ َل ْق َنا ِ س ْونَا َ َ ضغَة ِعظا ًما ف َك َ َ َ ضغَة ف َخلَ ْقنَا ال ُم ْ ً َ َ علَقَة ف َخلَ ْقنَا العَلَقَة ُم ْ ً ين * ث ُ َّم َخلَ ْقنَا النُّ ْطفَةَ َ َم ِك ٍ سنُ ال َخا ِل ِقينَ ] {المؤمنون- 12: َ اركَ هللاُ أحْ َ َ َ ً ْ َ ْ ْ َ ُ ال ِع َظا َم لحْ ًما ث َّم أنشَأنا ُه َخلقا آ َخ َر فتَبَ َ َ }14 ضعْفٍ قُ َّوةً ث ُ َّم َجعَ َل ِم ْن ضعْفٍ ث ُ َّم َجعَ َل ِم ْن بَ ْع ِد َ قال هللا تعالي[ :هللاُ الَّذِي َخ َل َق ُك ْم ِم ْن َ ِير] {الروم}54: َ ق َما يَشَا ُء َو ُه َو العَ ِلي ُم القد ُ ش ْيبَةً يَ ْخلُ ُض ْعفًا َو َ بَ ْع ِد قُ َّو ٍة َ ع َل َق ٍة ث ُ َّم يُ ْخ ِر ُج ُك ْم ب ث ُ َّم ِم ْن نُ ْطفَ ٍة ث ُ َّم ِم ْن َ قال هللا تعاليُ [ :ه َو الَّذِي َخ َل َق ُك ْم ِم ْن ت ُ َرا ٍ َ َ َّ شيُو ًخا َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُت َ َوفى ِم ْن ق ْب ُل َو ِلت َ ْبلُغُوا أ َج ًال ش َّد ُك ْم ث ُ َّم ِلتَكُونُوا ُ ِط ْف ًال ث ُ َّم ِلت َ ْبلُغُوا أ َ ُ س ًّمى َولَعَلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ ] {غافر. }67: ُم َ لقد أوضح القرآن الكريم ،ثم أكد العلم بعد ذلك أن النمو يمثل مراحل مختلفة، متتابعة ومتصلة ،وتؤثر كل مرحلة منها في المرحلة التي تليها ،كما تتأثر بسابقتها ،ومن الثابت أنه ال توجد فترات زمنية محددة تفصل بين مرحلة وأخري، بمعني أنه ال يوجد عمر زمني معين يبدأ عنده مرحلة ما أو ينتهي عنده مرحلة من المراحل ،والسبب في ذلك هو مبدأ الفروق الفردية الذي نسلم به في ميدان علم 4 النفس ،ومن هنا حاول العلماء تحديد مالمح عامة أو خصائص تميز كل مرحلة عن سواها في ضوء المتوسط العام. معني النمو النفسي: يقصد بالنمو لغويا الزيادة ،وقد ال يختلف معني النمو في علم النفس عنه في اللغة، فالنمو النفسي هو الزيادة التي تحدث للكائن الحي منذ بدء تكوينه في رحم األم إلي أن تنتهي حياته مرورا ً بوالدته وبفرعته وشبابه ورجولته وشيخوخته. وعلم نفس النمو هو ذلك المجال الفرعي من علم النفس الذي يهتم بدراسة التغيرات التي تتم علي مدي حياة الفرد .Life long changes مع مالحظة أن هذه التغيرات تكون إيجابية منذ بدء التكوين في رحم األم حتى مرحلة الرشد ثم تبدأ بعد ذلك التغيرات السلبية ،أي االنحدار التدريجي حتى مرحلة الشيخوخة ،لذا فإن النمو هنا يقصد به التغيرات التي تطرأ علي الكائن الحي منذ اإلخصاب وحتى نهاية حياته في الشيخوخة. وتشمل هذه التغيرات النواحي الجسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية ،وينعكس أثر ذلك علي جميع تصرفات وسلوكيات الكائن الحي في ضوء كل تغير يلحق به وفي ضوء ما سبق ،فإن النمو النفسي يشير إلي نوعين من التغيرات: أولهما :التغيرات العضوية: ويقصد بها التغيرات الجسمية المتعلقة بشكل الجسم واألعضاء الظاهرة وحجمها، وكذلك التغيرات الفسيولوجية الداخلية والتي تتعلق بالغدد واألجهزة الداخلية في الجسم التي ال تري وإنما تظهر آثارها علي األعضاء الظاهرة. ثانيهما :التغيرات الوظيفية: وتتعلق بالوظائف النفسية والعقلية للكائن الحي وهي بدورها تتأثر بدرجة نضج الكائن ،ومرحلة النضج التي يمر بها أيضا ،وترتبط التغيرات الوظيفية إلي حد ما بالتغيرات العضوية. أهمية دراسة علم نفس النمو: لقد أهتم الكتاب والفالسفة علي مر العصور بمالحظة ورصد وتحليل مظاهر النمو عند الطفل ومع التقدم العلمي الهائل وحيث الدقة والتقنين واالساليب المتقدمة وظهور نظريات نفسية في العصر الحديث تهتم بديناميات النمو لدي الطفل (مثل نظرية التحليل النفسي ،وغيرها) تحددت مالمح ذلك الفرع الجديد من علم النفس وهو ما يعرف بعلم (النمو النفسي) أو (علم نفس النمو) وقد اقتصر هذا الفرع من علم النفس في بدايته علي ميدان الطفولة ،ثم امتد اهتمامه إلي ميدان المراهقة والرشد والشيخوخة. وتكمن أهمية دراسة علم نفس النمو في شموليته وتعمقه عند التصدي بالدراسة لكافة سلوك األفراد في مراحل اعمارهم المختلفة بهدف فهم هذا السلوك وتفسيره 5 والتنبؤ به وإمكانية ضبطه والتحكم فيه ،وبذلك يتسني للفرد أن يهييء نفسه للمتغيرات التي تقابله في مراحل عمره المختلفة. وتتجلي األهمية العلمية لدراسة علم نفس النمو في ضوء ما يلي: أولً :فهم الطفل: يستطيع الباحث من خالل البحث المنظم للنمو النفسي والتوافق االجتماعي أن يقف علي ما هو عادي بالنسبة للطفل عند سن معينة ،وبالتالي يتمكن من تقويم أي طفل ،فيعرف ما إذا كان الطفل يتقدم ويتحسن كما ينبغي له ،وهل هو متوسط أو دون المتوسط في هذه الناحية أو تلك ؟ كما أن دراسة علم نفس النمو توضح ما للطفل من نواح وراثية وتكوين جسمي وما يتم بداخله من عمليات بيولوجية وكيميائية وفسيولوجية ،وما يتعرض له من قوي البيئة ،وهذه النواحي جميعها تؤثر في نموه الجسمي والعقلي وفي صحته النفسية وتكيفه االجتماعي ،ومن هنا فإن فهم هذه العوامل وعالقة كل منها باألخر يساعد علي حل أنواع المشكالت السلوكية التي تأتي باألطفال إلي محاكم األحداث ومؤسسات الرعاية االجتماعية وإلي العيادات الطبية النفسية. ثانياً :فهم سلوك الراشدين: تكشف البيانات اإلكلينيكية المستمدة من تواريخ الحاالت الخاصة بالمجرمين والمرضي في العيادات النفسية والمستشفيات العقلية ،تكشف لنا أن سوء التوافق الشخصي واالجتماعي الذي يشيع بين الكبار يرجع غالبا ً إلي الظروف السيئة التي القاها الفرد في طفولته ،وأكد ذلك (سيجموند فرويد) أبو التحليل النفسي من خالل تحليالته النفاذة لمرضاه وهو بذلك أوضح صدق القول المشهور (الطفل أب للرجل) أو (الطفل أبو الراشد). فهناك خصائص هامة لشخصية الفرد الراشد العادي ترجع إلي عوامل معينة في حياته المبكرة ،فقد يكون الشاب خجوال انسحابيا،أو مقداما ،كريما أو بخيال ،كسوال أو طموحا ،متوترا أو متزنا ،عدوانيا أو ودودا ،مستقال أو معتمدا علي غيره، وهذه خصائص ترجع إلي تاريخ نمو الشخصية بصفة عامة وإلي خبرات الطفولة بصفة خاصة. ثالثاً :فهم المشكالت الجتماعية: حقيقة أن تأثير الطفولة متصل ومستمر ودائم ،ويظهر ذلك في بناء وتكوين الشخصية في كل مراحلها ،ونظرة إلي الصراعات القائمة بين الجماعات ،تشير إلي خالفات شخصية بين أعضاء هذه الجماعات طبقا لبنية ومكون شخصية العضو المنتمي إلي الجماعة وإلي الظروف البيئية االجتماعية التي سلحته باتجاهات معينة جعلته يدرك علي نحو ما وينفعل بأسلوب ما أمام ما يدركه ،ثم ينزع علي نحو معين في ضوء انفعاله ،هكذا يتضح األمر وتبرز األهمية الخاصة 6 لتاريخ نمو الشخصية ،وهو ما يرتكز علي دراسة النمو النفسي أو ما يسمي بعلم نفس النمو. رابعاً :فهم المعلم لطالبه: حيث تتطلب مهنة التدريس التزود بقدر كاف من دراسة علم نفس النمو لفهم وتفسير سلوك الطالب في الفصل وكذلك التنبؤ بتصرفاته في المستقبل وأيضا إمكانية الضبط والتحكم في جميع ما يصدر عند داخل الفصل الدراسي ،ليس في ذلك صع وبة حيث أن المعلم قد درس خصائص ومبادئ وقواعد النمو وكذلك تعرف علي مراحل النمو المختلفة وأهم متطلباتها. خامساً :فهم الوالدين لطفلهما: ال شك أن أباء اليوم الذي يفتقدون إلي ثقافة النمو النفسي هم بمثابة أميين عند تفاعلهم من أبنائهم ،حيث أن االحساس األبوي الذي يتولد في األباء يتطلب منهم الفهم الكامل والوعي التام بكل ما يؤثر ـ سلبا ً أو إيجابا ـ في فلذات أكبادهم، وثمرات أفئدتهم ،اتقاء لشرور الجهل بهذه النواحي ،وتفاديا ً للوقوع في مشكالت قد يصعب التخلص منها. سادساً :فهم األخصائي /المرشد /المعالج النفسي للحالة: يتطلب إعداد األخصائي النفسي او المرشد النفسي أو المعالج النفسي والطبيب النفسي ،وكل من يعمل في ميدان التوجيه واإلرشاد والعالج النفسي ان يخصص جانب من جوانب اإلعداد لدراسة علم نفس النمو حيث يتسني فهم وتفسير السلوك، وذلك في ضوء خصائص ومراحل النمو ومتطلباته في كل مرحلة ،ويسهل التشخيص ومعرفة األسباب ،ومن ثم استخدام فنيات عالج أكثر مالءمة وأجدي سبالً للوصول إلي تحقيق الهدف المنشود وهو تغيير السلوك وتعديله في االتجاه الصحيح لدي الحالة. مراحل النمو: تشمل فترة النمو التي نقصدها بالدراسة هنا ،تلك الفترة الواقعة بين لحظة اإلخصاب ـ تلقيح البويضة ـ ونهاية حياة الفرد في شيخوخته ،وتتضمن هذه الفترة سلسلة من الحلقات المتتابعة تنطوي علي دورات خاصة تشمل جميع جوانب شخصية الفرد. ولما كانت فترة النمو بحلقاتها المتتابعة ،و بدوراتها الخاصة لكل جانب من جوانب الشخصية ،تمثل صعوبة عند التعرض لدراسة ما بها من العمليات المعقدة المتعددة الجوانب والمتشابكة األطراف دفعة واحدة (دراسة كلية) هنا فضل العلماء تقسيم هذه الفترة إلي مراحل ،تمثل كل مرحلة منها وحدة ،لها مميزاتها وخصائصها. 7 جدير بالذكر ،أن هذا التقسيم مصطنع لتسهيل عملية الدراسة فقط ،فواقع الحياة النفسية ال يخضع للتقسيم.حيث ال يمكن اتخاذ سن معينة كبداية أو نهاية لمرحلة ما من مراحل النمو النفسي ،وإنما يمكن القول أن االنتقال من مرحلة إلي أخري تشبه من ينتقل من منطقة إلي أخري يفصلهما تخوم وليست حدود ،األمر الذي يحتاج إلي فترات انتقالية تختفي فيها خصائص مرحلة سابقة لتحل محلها خصائص المرحلة التالية ،ويذكرنا هذا بتقسيم السنة إلي فصول جغرافية ،فأنت ال تشعر بفارق في درجة الحر بين أخر يوم في الصيف وأول يوم في الخريف بالرغم من اتخاذ يوم محدد (جغرافيا) واعتباره بداية او نهاية لفصل من تلك الفصول. وتوجد عدة تقسيمات لمراحل النمو النفسي ،تعتمد كل منها علي أسس معينة ،ومن هذه التقسيمات ،التقسيم الذي يقوم علي األسس التربوية التعليمية ،حيث تقسم فترة النمو حسب المراحل الدراسية ،فتقابل كل مرحلة دراسية ،مرحلة نمو نفسي تناسبها. ويوجد التقسيم الذي يعتمد علي أسس اجتماعية ،وإن كان هذا التقسيم غير شامل، فهو يقوم علي اللعب ،ومشاركة الطفل لغيره أثناء لعبه كمؤشر بدرجة نضجه اجتماعيا وانفعاليا. وهنا التقسيم الذي يقوم علي األسس العضوية البيولوجية وهي بدورها تعتمد علي إفرازات الغدد. ونورد فيما يلي هذ التقسيم األخير لمراحل النمو والذي أوردته إليزابيث هيرلوك: – 1ما قبل الميالد :وتمتد من بداية التلقيح حتى الوالدة ،ومدتها 280يوما تقريبا. – 2مرحلة المهد :ومدتها أسبوعين بعد الوالدة مباشرة. – 3مرحلة الرضاعة :وتبدأ من نهاية األسبوع الثاني حتى نهاية السنة الثانية. – 4مرحلة الطفولة المبكرة :وتبدأ من نهاية السنة الثانية حتى نهاية السنة السادسة. – 5مرحلة الطفولة المتأخرة :وتبدأ بنهاية السنة السادسة وتمتد إلي بداية البلوغ. – 6مرحلة البلوغ :وفيها يختلف الذكور عن اإلناث من حيث نقطة البداية ،حيث تمتد من ( 10ـ 13لإلناث) ،ومن ( 12ـ 14للذكور) تقريبا. – 7مرحلة المراهقة المبكرة :وتبدأ من سن ( )13لإلناث أو ( )14للذكور وتمتد حتى سن (.)17 – 8مرحلة المراهقة المتأخرة :وتبدأ من سن ( )17وتمتد حتى بداية سن الرشد وهو سن (.)21 – 9مرحلة الرشد :وتبدأ من سن ( )21حتى سن (.)40 – 10مرحلة وسط العمر :وتبدأ من سن ( )40وتمتد حتى سن ( )60سنة. 8 – 11مرحلة الشيخوخة :وتبدأ من سن ( )60وتمتد إلي نهاية العمر. مطالب النمو: مفهوم مطالب النمو Developmental Tasksمفهوم حديث في علم نفس النمو، ويرجع إلي أوائل الخمسينات من القرن العشرين ،وقصد به (هافرجست) الحاجة التي تظهر في كل فترة زمنية من حياة اإلنسان ،والتي إذا نجح في إشباعها شعر بالسعادة ،والعكس صحيح ،بل إن عدم إشباع إحداهما يؤثر قطعا ً علي إمكانية إشباع باقي المطالب األخري ،أو يؤثر علي السعادة بها إذا تحققت. ـ ونقدم فيما يلي أهم مطالب النمو األساسية لكل مرحلة من مراحل العمر ،في ضوء ما ذكرته (هيرلوك): مطالب النمو في المهد والطفولة المبكرة :من الميالد حتى سن 6سنوات: ـ تعلم (األكل ،المشي ،الكالم ،ضبط عمليتي التبول واإلخراج ،الفروق الجنسية). ـ الوصول إلي درجة االتزان العصبي والفسيولوجي. ـ تكوين عالقة اجتماعية عاطفية تربط الطفل بأبويه وأخوته وباألخرين. ـ تمييز الصواب والخطأ ،والخير والشر ،وتكوين الضمير. مطالب النمو في الطفولة المتأخرة :من سن 6سنوات حتى 12سنة: ـ تعلم المشاركة في األلعاب الجماعية المختلفة. ـ تعلم المهارات األساسية للقراءة والكتابة والحساب. ـ تكوين مفاهيم ومدركات خاصة بالحياة اليومية. ـ تكوين اتجاه عام عن النفس ككائن حي ينمو. ـ تعلم الفرد كيف يكون صداقات مع من هم في مثل سنه. ـ أن يفهم الفرد دوره في الحياة في ضوء التنميط الجنسي. ـ اكتساب قيم خلقية ومعايير سلوكية ،وتكوين الضمير. ـ تكوين اتجاهات نحو المؤسسات االجتماعية ،والجماعات ،والتجمعات البشرية المختلفة. مطالب النمو في البلوغ والمراهقة :من سن 12حتى 21سنة: ـ أن يتقبل الفرد التغيرات التي تطرأ علي جسمه نتيجة نموه. ـ أن يتمكن الفرد من تكوين صداقات جديدة وعالقات مع كل من الجنسين. ـ االستقالل عن الوالدين وعن الكبار عاطفيا و مالياً. 9 ـ المشاركة االجتماعية والتفاعل مع الجماعة. ـ التهيؤ الختيار مهنة او حرفة وتقبلها. ـ الشعور بالوالء واالنتماء للوطن. ـ االستعداد للزواج وتكوين أسرة وتحمل المسئولية االجتماعية. مطالب نمو مرحلة الرشد المبكر :من سن 21حتى سن 40سنة: ـ االلتحاق بعمل في مهنة ما يختارها الفرد بنفسه لنفسه. ـ اختيار زوج ،أو زوجة ،وتكوين أسرة. ـ تحمل مسئولية األسرة وتربية األوالد ،وإدارة المنزل. ـ تكوين فلسفة خاصة بالفرد في حياته. مطالب نمو مرحلة وسط العمر :من سن 40حتى سن 60سنة: ـ تحقيق مستوي اجتماعي واقتصادي مناسبين. ـ توطيد العالقة القائمة بين الزوجين علي أساس من الثقة والتفاهم والتقدير والحب. ـ القدرة علي التكيف للتغيرات الجسمية والفسيولوجية التي تحدث للفرد في هذه المرحلة (وخاصة الزوجات). ـ حسن رعاية ومعاملة األباء والشيوخ. مطالب نمو مرحلة الشيخوخة :من سن 60حتى نهاية العمر: ـ تقبل المتاعب الصحية الناتجة عن التدهور الجسمي. ـ تقبل اإلحالة إلي المعاش والتكيف مع نقص الموارد المالية. ـ التكيف مع ظروف الحياة الطارئة (خاصة عند وفاة الزوج أو الزوجة أو فقد عزيز) ـ مزاولة نشاط يالئم تلك المرحلة العمرية. ـ تقبل مساعدة األخرين ،أو قيام الغير بالرعاية. ويري بعض علماء النفس ،أن مطالب النمو يجب أن تصاغ علي نحو يفيد في مجال التربية ،وحتى يوفق رجال التربية والمشرفين علي التعليم بين مطالب النمو لكل جانب من جوانبه ـ كل في مرحلته العمرية ـ وبين األهداف التربوية ،أي تحدد مطالب النمو الجسمي كجانب مستقل ،وتحدد مطالب النمو العقلي كجانب أخر ،وتحدد مطالب النمو االنفعالي كجانب وهكذا.. 10 ـ جدير بالذكر أن مطالب النمو ـ السابق ذكرها ـ تحددت في ضوء احتياجات األفراد بشكل عام ،وقد تكون لكل فرد مطالب نمو خاصة به فقط ،تحددها متغيرات تلحق به دون األخرين ،ويرجع اختالف تحديد هذه المطالب إلي ما يلي: ـ مطلب معمم يخص كل األفراد (مثل اشباع مطلب الغريزة الجنسية) وهذا المطلب يفرضه التاريخ التطوري العضوي للفرد. ـ مطلب يخص مجموعة دون األخري ،وهذا المطلب يتوقف علي نوع البيئة، ومستوي ثقافة الوسط الذي يعيشه الفرد. ـ مطلب خاص بالفرد دون غيره ،وهذا المطلب يرتبط بطموحات الفرد. 11 الباب األول الفصل الثاني مبادئ النمو وقوانينه 12 الباب األول الفصل الثاني مبادئ النمو وقوانينه النموووو لووويس عمليوووة عشووووائية ،بووول هوووو عمليوووة تنظووويم الحيووواة اإلنسوووانية وإعوووداد لتكاملها.وهو بذلك يخضع لمبادئ عامة أساسية تحكم سلوك األطفوال واألفوراد مون بدء الحياة إلي ختامها ،وينتظم النمو االنساني وفق مجموعة من القوانين والمبوادئ التووي تفسووره وتووتحكم فيووه وأن خضوووع النمووو لقوووانين ومبووادئ محووددة يمكننووا موون الكشف عن كثير من حقائقه وتجعلنا نهيئ الظوروف المناسوبة التوي تتويح للطفول أن ينمو بشكل سليم كما تعيننا معرفة القوانين والمبادئ الي تفادي الوقوع في كثير من األخطاء من الممارسات التربوية (عادل االشول )47 :1991 ويساعد فهم هذه القوانين والمبادئ الوالدين والمربين حيث يسهل عليهم التعاون مع االتجاه الطبيعي للنمو بدال مون أن يجاهدوا في اتجاه مضاد(حامد زهران .)48 :1977وهذه القوانين هي: – 1القااانون األول" :النمووو عمليووة متصوولة الحلقووات مسووتمرة متدرجووة تتضمن نواحي التغير الكمي والكيفي والعضوي والوظيفي " فالنمو العادي عملية دائمة متصلة منذ بدء الحمول حتوى بلووغ تموام النضوج أي أنهوا عملية ال تتوقف ففي كل مرحلة وفي كل لحظة تحدث مجموعة من التغيرات وكول مرحلة مون مراحول النموو التوي تتوقوف علوي موا قبلهوا وتوؤثر فيموا بعودها وال توجود ثغرا ت أو وقفا ت في عملية النمو العادي ولكن يوجد نمو كامن ونمو ظواهر ونموو بطئ ونمو سريع إلي أن يتم النضج ،لكننا في حقيقة األمر نتعامل مع مفهووم النموو كأنه شيء ثابت حيث أننا ال نري عملية النموو ذاتهوا بول نوري مظاهرهوا الخارجيوة سواء فوي شوكل سولوك معوين أو خصوائص معينوة وأن ظهوور عالموات محوددة فوي النمو ال تعني أنها تظهر فجأة أو دفعة واحدة ولكن قد يسبقها نموو كوامن فموثال نجود االسنان األولوي تظهور خوالل العوام األول مون حيواة الطفول بينموا يبودأ تكوينهموا مون الشهر الخوامس مون عمور الجنوين ،وهوذه التغيورات تتضومن التغيور الكموي والكيفوي والعضوي والوظيفي والسبب في أننا ال نالحظ هذا ألن النموو يمور بمراحول بطيئوة جدا غير قابلة لالدراك ،فالطفل يزداد وزنه مع تقدم العمر كما أن جهوازه العصوبي يزداد تعقيدا وكل أجهزة الجسم تزداد حجما وتنمو وظيفياً. وأن النموو لويس إضوافة مجموعوة موون السونتيمترات أو الكيلوجراموات أو زيوادة فووي مثيرات البيئوة المحيطوة أو ظهوور أسونان جديودة لودي الطفول ،بول يتخطاهوا ليصوبح عمليووة اسووتيعاب وتمثوول البيئووة المحيطووة موون خووالل مكوناتووه المعرفيووة والوجدانيووة ليكون نمطا جديدا مع البيئوة ،فعنودما يوتعلم الطفول عمليوة الضورب أو القسومة ويبودأ 13 باستيعابها من خالل دمجها مع ما لديه من معارف فتتكوون لديوه طريقوة جديودة فوي التعامل مع البيئة (جوردون )1990 – 2القانون الثاني" :النمو يسير في مراحل " أن النمو يسوير فوي مراحول ،لكول مرحلوة خصائصوها الجسومية والعقليوة والمعرفيوة واالنفعالية واالجتماعية المميزة ،إذ رغم أن حياة االنسوان سلسولة متصولة الحلقوات منذ اإلخصاب حتى الممات إال أن العلماء قود قسوموها إلوي فتورات أو مراحول علوي أسس بيولوجية وحضوارية وتربويوة فكول مرحلوة مون مراحول النموو نتواج المرحلوة السابقة ومقدمة للمرحلة التالية. ويصدق ذلك علي نمو الطفول قبول المويالد وبعود المويالد وذلوك أن النموو الوذي يقووم علي اساس التتابع التطوري بظهور خصائص معينة في كل فترة عمريوة ،فالطفول علووي سووبيل المثووال يسووتطيع أن يقووف قبوول أن يمشووي وأن يجلووس قبوول أن يقووف وأن يناغي قبل أن يتكلم ويرسم الودائرة قبول أن يرسوم المربوع وكول مرحلوة لهوا مظواهر خاصة ومطالب مميزة للنمو...الخ ويذهب البعض إلوي القوول بوأن كول مرحلوة مون مراحل النمو لها سويكولوجيتها الخاصوة فالطفول ال يمكون أن نتعامول معوه علوي انوه ناضج صغير والشيخ يمكن أن نتعامل معه علي أنه شاب كبير...وهكذا. – 3القانون الثالث ":اختالف معدالت سرعة النمو " أن سورعة النموو ليسووت واحودة فوي مختلووف مراحول النموو فهووي شوديدة فوي المرحلووة ا لجنينية والعامين األولين ثوم الوبطء فوي مرحلوة موا قبول المدرسوة ومرحلوة الطفولوة الوسووطي والمتووأخرة ثووم تعوواود الشوودة فووي مرحلووة المراهقووة لتهوودأ بعدئووذ مووع بوودايات الرشد وتسمي هذه السرعة الكلية وتختلف سرعة النمو من سنة إلي أخري ،فوالنمو الجسمي والفسيولوجي يكون سوريعا فوي المرحلوة الجنينيوة والعوامين األولوين بينموا النموو الجسومي والعقلوي والمعرفوي يبلوه أشوده بوالبلوغ وتموايز القودرات فوي مرحلوة المراهقة ويصل الفرد إلي النضج االنفعالي واالجتماعي في سن الرشد ولذا وجدنا علماء النمو يقابلون السرعة الجزئية لكل مظهر من مظاهر النمو مدي اقترابه مون الوسط الشائع أو بعده عنه وفقا للمقاييس المتعارف عليها. ولكل مظهر من مظاهر النمو سرعته الخاصة به ويختلف معودل النموو مون مظهور إلي أخور وال تنموو أجوزاء الجسوم بسورعة واحودة وال تنموو جميوع الوظوائف العقليوة بسوورعة واحوودة ،ويختلووف الحجووم النسووبي لمختلووف أعضوواء الجسووم موون مرحلووة إلووي أخري ،فالجمجمة مثال تنمو بأقصي سرعة في مرحلة ما قبول المويالد ثوم تهودأ هوذه السرعة بعد المويالد وموع اخوتالف معودل النموو الجسومي هنواك اخوتالف بوين نسوب أعضوواء الجسووم فووي المراحوول العمريووة المختلفووة ففووي الوقووت الووذي يمثوول فيووه حجووم الرأس نصف حجم الجسوم بالنسوبة للجنوين ،تقول هوذه النسوبة إلوي الربوع عنود الطفول حديث الووالدة ثوم تقول هوذه النسوبة بعود ذلوك ،وبالنسوبة للنموو اللغووي فوإن الطفول ال يكتسب خالل عامه األول سوي بضوع كلموات قليلوة فقوط ولكنهوا تصول إلوي حووالي 14 مائة وخمسين مفردة جديدة في نهايوة العوام الثواني فوي حوين أنوه يحقوق حووالي سوتة أضعاف هذه الحصيلة اللغوية خالل العام الثالث بينما ال يسوتطيع فوي كول سونة مون السنوات التالية أن يكتسب ضعف ما لديه من حصيلة لغوية ،أما فيما يتعلوق بوالنمو الحركي فإنوه يعتبور مون أسورع صوور النموو التوي تحودث فوي السونوات المبكورة ،إذ يسير بسرعة مذهلة حيث يعكس نمو التحكم في العضالت نمو الموخ حيوث أنوه مون المعروف أن نمو التحكم في الجسم يوازي النمو فوي المسواحات الحركيوة فوي الموخ (عادل عبد هللا.)16 :1991 ، – 4القااانون الرابااع " :النمووو يخضووع لمجموعووة موون الشووروط الداخليووة والخارجية (البيئة) أو الفردية " يتأثر النمو بالظروف المختلفة الداخلية فهوو يخضوع للعوامول الوراثيوة التوي تتقبلهوا الجينات إلي الفرد من أبويه وأجداده وساللته والعوامول الخلقيوة التوي تمثول صوفات وراثية فالغدد المختلفة خاصة الغدد الصماء ،فالنمو االساسوي الووراثي للفورد الوذي يحوودد نقطووة االنطووالق لمظوواهر النمووو الجسوومي والعقلووي واالنفعووالي واالجتموواعي فنقص إفرازات الغدد قد يؤدي إلي الضعف العقلي كما في حالة نقوص إفوراز الغودة الدرقية أو انعدامه. فضووال عوون خضوووعه لظووروف الحيوواة داخوول الوورحم أول بيئووة يحيووا فووي كنفهووا ومووا يكتنفها فيها من عوامل التغذية والتنفس وما يؤثر فيوه مون ظوروف جسومية وعقليوة وانفعالية وسلوكية خاصة باألم باإلضافة إلوي توأثره عقوب مولوده علوي مودي حياتوه بمؤثرات البيئة الطبيعية والثقافية التي يعيش فيها سني حساته ،فنقص التغذية موثال يؤدي إلي أمراض تعوق النمو وقود تجتموع الظوروف الداخليوة والخارجيوة معوا كموا فووي حوواالت نقووص الطعووام والرياضووة والحيوواة الرغوودة ،إلووي جانووب انفصووال األسوور وتشتت الجماعات وتدهور القيم. هذا إلي جانب بعوض الظوروف الطبيعيوة التوي قود توجود فوي البيئوة كموا فوي حواالت نقص اليود عند بعض األفوراد مموا يوؤدي إلوي القزميوة نتيجوة لعودم اإلفوراز الكوافي للغدة الدرقية كذلك فهناك بعض األموراض مثول مورض الكسواح ولوين العظوام تنشوأ عن نقص الطعام أو أشعة الشمس مما يترك أثرا ظاهرا في نمو الجسم. – 5القانون الخامس ":أن النموعملية متكاملة كلية تتداخل مظاهره " فالطفل الذي يتجواوز نمووه المتوسوط العوام يكوون كوذلك مون حيوث الصوحة والحجوم والروح االجتماعية والقودرات الخاصوة والطفول بطوئ الوتعلم يتوأثر كوذلك فوي نمووه الجسوومي واالنفعووالي واالجتموواعي وقوود بينووت أبحوواث (تيرمووان) ارتباطووا وثيقووا ب وين المستوي العقلي العام وبين التبكيور أو التوأخر فوي تعلوم المشوي وفوي تعلوم الكوالم أو غيره من خصائص النمو المختلفة. وتعتبر عملية النمو عملية معقدة وغاية في التعقد ويرجوع ذلوك إلوي توداخل مظواهر النمو تداخال كبيرا نظرا الرتباط مظاهر النمو بعضها البعض ارتباطا يصعب معه 15 فصل أحد هذه المظاهر عن غيره فمثال ال يمكن فهم النمو الجسومي للطفول دون أن نضع نموه االنفعالي في اعتبارنا ،كموا يوؤثر النموو االنفعوالي بودوره فوي غيوره مون المظاهر وهكذا ،ولذلك يجوب أن ننظور إلوي الفورد النوامي علوي أنوه وحودة ال تتجوزأ وأن هووذه الوحوودة تتووألف موون عوودد موون األجووزاء أو المكونووات ونقصوود بووه هنووا تغيوور تقدمي أي نمو ـ ويؤثر علي غيره من األجزاء. ومن األمثلة علي ذلك يري الطحان وأخرون 1987أن تعلم الطفل المشي يتيح لوه المزيد من الفرص للنمو العقلي بما يراه ويفحصه من اشياء كثيورة وجديودة لوم تكون في متناول يده من قبل كما أن النمو العقلي المعرفوي يتويح لوه إدراكوا أكبور لمشواعر األخرين فيعدل من أساليبه في التعامل معهم بموا يجعلوه مقبووال مونهم متوافقوا معهوم كمووا ينمووي الجانووب االنفعووالي موون شخصوويته كضووبطه لالنفعوواالت مووثال يتوويح النمووو االجتماعي الفرصة لزيادة الحصيلة اللغوية وتطور الميول و القيم. كذلك فالنمو العقلي يساعد الطفل علي أن يضع نفسه موضوع األخورين ،وأن ينظور لألمور بأعين ا ألخرين و من ثم يراعي مشاعرهم ويقدر مواقفهم ويتوافوق معهوم، كما يؤدي ذلك بالتالي إلي أن يصبح بمقدور الطفل أن يحكم علي األموور تبعوا لنيوة أو قصد الفرد الذي يقوم بالفعل وهو ما يمثل تقدما في نموه االخالقي. وفي الوقت نفسه فإن التأخر في أي من هذه الجوانب يؤثر بالسولب علوي غيوره مون الجوانب ،فتأخر النمو العقلي مثال يؤخر النمو اللغوي ويؤخر النمو االخالقي ونمو القدرة علي أخذ الدور كما يتوأخر النموو االجتمواعي أيضوا إلوي غيور ذلوك ومون هنوا تعتبر عملية النمو عملية معقدة (عادل عبد هللا.)1991:14 ، – 6القاانون الساادس" :يخضوع النموو لمبودأ الفوروق الفرديوة وكول فورد ينمو بطريقة واسلوب خاص به " تنبع الفروق الفردية من العوامل الذاتية والبيئية التي كونت شخصية الفرد ،وغالبوا مووا نجووود األفووراد فوووي سوووماتهم المختلفووة الجسووومية والعقليووة والمعرفيوووة واالنفعاليوووة واالجتماعية تتوزع حظوظهم منهوا وفوق المنحنوي اإلعتودالي (أي أن معظوم النواس سووماتهم متوسووطة) بحيووث نجوود فووي سوومة كالووذكاء :األغلبيووة ( )%68موون متوسووطي الووذكاء موون 110 :90بينمووا نجوود فووي طرفووي المنحنووي المتخلفووين عقليووا والمتفوووقين ( %3 ،%2,5لكل من الفئتين) ويترتب علي ذلك أن كل فرد له اسلوبه الخاص وسرعته الخاصة في النمو ولذا ال يصح المقارنة بين األفراد كما ال يصح إسناد نفس المهام لهم. ويالحظ أن لكل طفل مواعيده الخاصة فوي النموو ،كموا أن معودل النموو يختلوف مون طفل إلي أخر ،ولذلك فإن األطفال يختلفون فيما بينهم في زمن عبور مرحلوة وبودء دخول مرحلة تالية من مراحل النمو ،وال يمكن أن ينمو أي طفلين بطريقة متشابهة تماما حتى فوي األسورة الواحودة ،ويالحوظ أن الفوروق الفرديوة فوي النموو تظول ثابتوة نسبيا في مراحل النمو المتتالية هذا المبدأ يفيد في التنبوؤ ـ بدقوة نسوبية ـ بالمسوتوي 16 النهائي الوذي يصول إليوه نموو الفورد وال يعووق هوذا التنبوؤ إال تودخل عوامول طارئوة تؤثر في النمو ويالحظ وجود فروق بوين الجنسوين فوي النموو فموثال نجود فروقوا فوي الوزن بين البنين والبنات حيث يزيد البنين أكثر من البنات في معظم مراحل النموو إال في المرحلة بين 14 – 9سنة تقريبا حيث نجد أن البنات يسوبقن البنوين فوي هوذه المرحلة (حامد زهران.)53 :1977 ، ولو أننا نظرنا إلي مجموعة من األطفال في نفس السن فسوف نجد بينهم اختالفات كثيرة في كل من مظاهر النمو تقريبا ،ولما كان معدل النمو ومداه يتأثران بما يرثه الفرد من والديه وأجداده وبما ينتج من تفاعل تلك الموروثات موع مكونوات البيئوات االسرية والمدرسية واالجتماعية والطبيعية التي يعيش فيها لهذا كوان مون الطبيعوي أن تختلف محصلة هذا كله من فرد ألخر فال نجد فردين متطابقين في كافة مظاهر النمو. ومن هذا المنطلق نجد أن هناك اطفاال يمشون قبل غيرهم ومنهم من يتوأخر ومونهم من يمشي دون أن يحبو مثال مع أن الغالبية يمشون بعد الحبو كذلك منهم من تظهر لديه االسنان اللبنية قبل غيره ومنهم من هو أطول أو أقصور أو اسومن أو انحوف أو أشجع أو أجبن من غيره مثال ومنهم من يتفوق علي غيره في القدرات المعرفية أو من يستطيع ضبط مخارج األصووات أو الوتحكم فوي حركاتوه أو يقورأ ويكتوب ويعود قبل غيره من االقران إلي غير ذلك مون المظواهر العديودة للنموو وهوو موا عبور عنوه البعض بأن كل طفل ينمو بطريقته الخاصة. – 7القاااانون الساااابع " :النموووو ينتقووول مووون االسوووتجابات العاموووة إلوووي االستجابات الجزئية المتخصصة ،ومن الكل إلي الجزء ". يسير النمو في كل جوانبه أو مظاهره من البسيط إلوي المعقود كموا تكوون اسوتجابات الفرد من نوع عام قبل أن تصبح خاصة أو متخصصة ويشومل هوذا جميوع وظوائف الفرد من عضوية وحركية وانفعالية وعقلية فبعد ان كان الكائن الحوي خليوة واحودة ن جدها بعدئذ تأخوذ فوي االنقسوام والتخصوص والتمييوز فنجود خاليوا عصوبية وحسوية وعضلية...الخ فلكي يصل الطفول إلوي لعبتوه موثال فإنوه يحورك جسومه ككول فوي آن واحد بدال من أن يحرك جزءا معينا منه ،ومع النمو يحاول التقاطها باليدين معا ثوم بيد واحدة ثم بالكف كله ثم باصوابعه فيموا بعود وتكوون حركاتوه فوي البدايوة حركوات عشوائية تتطور لتصبح متخصصة فيمد ذراعه القريب للعبة ويتناولها باصابعه أو باصووبعين فقووط هووذا بالنسووبة السووتجاباته الحركيووة وموون الناحيووة االنفعاليووة تتمووايز االستثارة العامة إلي االنفعاالت المختلفة ومن الناحية العقلية نجد في المراهقوة إلوي جانووووب الووووذكاء العووووام بووووزوغ القوووودرات الطائفيووووة (اللغويووووة الحسووووابية الفنيووووة الميكانيكية) وتكملة بالنسبة للمجال الوجداني فوإن الوليود ال يبودي سووي نووعين مون االنفعواالت هما االرتياح وعودم االرتيواح ،وحوين يكبور فوإن كول نووع منهموا يتموايز إلوي أنوواع فرعيووة أكثوور تخصصووا كووالفرح لرؤيووة أمووه مووثال والبهجووة عنوودما يداعبووه الكبووار أو 17 الغضب إذا لم يكن لبن األم كافيا له أو الغيرة من االطفال االخورين أو الخووف مون أشياء ال يجود لها وحتى هذا األخير يتمايز فيما بعد ،ومن المالحوظ أنوه فوي العديود من هذه األنواع الفرعية نجد التعميم أوال ثم التخصيص فنجد الطفل موثال يسوتجيب في البداية لالشياء الغريبة أو غير المألوفة بخوف عام ثم ال تلبث مخاوفه هذه فيموا بعوود أن تصووبح أكثوور تخصصووا وتتميووز بأنموواط مختلفووة موون السوولوك فووي المواقووف المختلفة وهكذا... وفي النمو اللغوي يستخدم الطفل كلمة بابا للداللة علي أي رجل وماما للداللة علوي كل امرأة ثم بعد ذلك يمايز بين األفراد المختلفين..وهكذا ،ويصدق هذا المبدأ علوي النمو الحركي والنمو العقلي حيث تظهر المهارات الخاصة والقدرات الخاصوة فوي سن متأخرة نسبيا لهذا نري التربيوة الحديثوة تؤكود تعلويم الطفول العبوارة قبول الجملوة والجملة قبل الكلمة والكلمة قبل الحروف الهجائية. – 8القانون الثامن" النمو يتخذ اتجاها طوليا من الرأس إلي القدمين " يتجه النمو اتجاها طوليوا فوي تطووره العضووي والووظيفي مون الورأس إلوي القودمين ويسمي هذا باالتجاه الطولي للنمو حيث نجد عند الطفل الصغير موجات الحساسية وا لضووغط الحركووي تنتقوول وفقووا لمب ودأ فسوويولوجي معووين موون منطقووة الوورأس مووارا بالووذراعين واليوودين والجووذع إلووي السوواقين والقوودمين ويطلووق علووي هووذه العمليووة اسووم التعاقب الرأسي الذنبي ولهذا يرفع الطفل رأسه قبول أن يقوف كموا أنوه يسويطر علوي ذراعيه بدرجة كبيرة قبل أن يستطيع السيطرة علي ساقيه. – 9القانون التاساع " :النموو يتخوذ أيضوا اتجاهوا مستعرضوا مون الجوذع إلي األطراف الخارجية " يتجووه النمووو فووي تطوووره العضوووي والوووظيفي اتجاهووا مستعرضووا موون الجووذع إلووي األطراف أي أنه من المحور الرأسي للجسم ثم ينتشر حتى يصل إلوي إصوبعه وفوي هذا الصدد نجد الطفل يمسك الشيء براحة يده قبل أن يتناوله بإصبعه وبذلك يسبق تكون ووظائف األجزاء الوسطي مون الجسوم األجوزاء البعيودة عنود األطوراف ،وأن النموووو المتعلوووق بوووأجهزة التووونفس والهضوووم يسوووبق النموووو الخووواص بووواالطراف مثووول الذراعين والساقين ،فالسيطرة الحركية تتدرج من الذراع إلي اليد إلي االصابع. – 10القانون العاشر ":النمو يمكن التنبؤ به وباتجاهه العام " يمكننا التنبؤ بمسوار النموو لكول فورد ومون ثوم يمكننوا توجيهوه صووب األنشوطة التوي تحقووووق لووووه اسووووتغالل أقصووووي قدراتووووه الجسوووومية والعقليووووة والمعرفيووووة واالنفعاليووووة واالجتماعية فيتوافوق موع نفسوه وموع اآلخورين وهوذا الهودف األصويل للتربيوة ،وإن دراسة النمو والسلوك في الماضي والحاضر مع االستعانة باالختبارات والمقواييس النفسية ومعايير النمو المختلفة تساعد في عملية التنبؤ هذه فمثال لو لوحظ أن الفرد 18 في مراحل طفولته كان ضعيف التحصيل غير متوافق اجتماعيا وانفعاليوا فإنوه مون الممكوون ـ إذا كانووت االختبووارات والمقوواييس صووادقة وثابت وة وإذا تسوواوت الظووروف األخري ـ التنبؤ بأنه ال يمكن أن ينجح في الحصوول علوي شوهادة تمكنوه مون دخوول الجامعة ،وهنا نالحظ أنه بوالرغم مون أن التنبوؤ باالتجواه العوام للنموو والشوكل العوام للسلوك ممكن فإن أي فحص أو تشخيص ال يمكون أن يحويط بكول العوامول الممكنوة التي تؤثر في اتجاه الفرد وشكل سلوكه ،وقد يلجأ الفورد إلوي حيلوة التعوويض أو قود يستغل إمكانياته المحدودة استغالال حسنا (أو ممتازا). – 11القانون الحادي عشر " :النمو عملية مستمرة طوال الحياة " فووالنمو يسووتمر منووذ فتوورة الحموول حتووى وصووول الفوورد إلووي النضووج ،ويووتم النمووو وفقوا لمعوودل بطووئ نسووبيا أكثوور ممووا يووتم وفقووا لمعوودل سووريع ،ويسووتمر نمووو الخصووائص الجسمية والعقلية بالتدريج حتى تصل هذه الخصائص إلي أقصي نموها خالل فترة المراهقة المتأخرة وإذا كنا نسوتخدم مصوطلحات معينوة لمراحول معينوة للنموو فلكوي نؤكد الحقيقة بأن ثمة نمطا خاصا للنمو يحدث في هذه الفترة بعينها. وهكذا ينطوي إقرار مبدأ استمرارية النمو علي حكمة تربوية إذ يجعل في مقدورنا أن نسعي إلي تحديد مسار النمو والتنبؤ به والتخطيط له. وأن التغيوورات التووي تضووبط بواسووطة العمليووة النمائيووة تكووون خاضووعة لنظووام معووين وتميل إلي أن تحدث في توالي غيور متبواين وهوذا يعنوي أن جسوم الشوخص وأنمواط سلوكه تستمر في التغير في اتجاهات يمكن التنبؤ بها ما دام الشخص يبقي علي قيد الحياة فكل طفل يتوقع منه أن يجلس قبل أن يقف وأن يقف قبل أن يمشي كما يتوقع من جميع المسنين أن يفقودوا تودريجيا قودراتهم التوي يمتلكونهوا ،وهوذه الحقيقوة التوي أدت بها فيجهرست وعلماء نفس أخرون إلي أن يخطوا المطالب النمائيوة المتوقعوة لجميع فترات العمر ـ ولقد أدي ذلك بأحد الباحثين إلي أن يصف الموت كما لوو أنوه المرحلة األخيرة من النمو)Rossik , 1975 (. – 12القااانون الثاااني عشاار ":لكوول علميووة نمووو (مرحلووة حرجووة) يكووون الطفل فيها مهيئا لتعلم مهارات معينة " يشير علماء نفس الطفل بأنه توجد فتورات حاسومة أو ذات حساسوية كبيورة فوي نموو االطفال والتي أثنائها يصبح تعلم أنماط سولوكية ممكنوا ،ومون جانوب أخور يشويرون إلي وجود تووفر تفواعالت بيئيوة ،معينوة أثنواء هوذه الفتورة لكوي يتقودم النموو بصوورة عادية والعامول الحاسوم هنوا هوو التوقيوت ،فوإن لوم يحودث تفاعول مناسوب أثنواء فتورة معينة نجد النمو قد يبطئ أو يتوقف وبمعني أخر توجد فترات مناسبة وأخري غير مناسبة في نمو مهارات معينة. فاألطفال الذين يتلقون االنتباه والمديح لمحاوالتهم اللغوية المبكرة يكونوا أميل إلوي التكلم بطالقة في عمر مبكر إذا ما قورنوا باالطفال الذين ال يتلقوون اسوتثارة لفظيوة عنوودما يكونووون فووي حالووة اسووتعداد او تهيووؤ للووتعلم ،وعمومووا فووإن الطفوول الووذي يفتقوود 19 فرصة التعلم يتوقع أن يكون لديه صعاب فوي نموو اسوتجابات متعلموة أخوري تكوون مفيدة للتعلم المدرسي (عادل عز الدين االشول .)42 :1982 وعلي سبيل المثال الطفل يتعلم الزحف في سن 5شهور ويقف في سن حووالي 10 شهور ويبدأ السير في حوالي 12شهرا وهكذا فإذا ما اتيحت الفرصوة للطفول لوتعلم تلك المهارات فإن ناتج التعليم يكون مناسبا أما إذا بدأ التعليم في وقوت مبكور للغايوة أو في وقت متأخر عن الفترة الحرجة للمهارة فربموا نجود أن التعلويم غيور كوفء أو أن يأتي بنتائج ضارة كما في حالة الطفل الذي يجبوره والديوه علوي المشوي فوي سون مبكرة للغاية فتنحني عظام الساقين لديه (هدي براده ،فاروق صادق )1996:27 20 الباب األول الفصل الثالث العوامل المؤثرة في النمو أولً:العوامل البيولوجية أ.العوامل الوراثية ب.الغدد )Endocrine system (glands ثانياً :العوامل البيئية environmental Factors أ.عوامل ما قبل الولدة: ب.عوامل أثناء الولدة: ج.عوامل ما بعد الولدة: 21 22 الفصل الثالث العوامل المؤثرة في النمو تتضافر كل من العوامل الوراثية والبيئية في التاثير علي سولوك الفورد طووال فتورة حياته من بداية تكوينه وحتى نهاية الحياة. أولً:العوامل البيولوجية أ.العوامل الوراثية يبدأ تأثير العوامل الوراثية عندما تتحد الخلية الذكرية والخليوة األنثويوة حيوث تتحود بعض الجوانب نهائيا عن طريق الوراثة وال تتودخل البيئوة فيهوا إال بالقودر الضوئيل منها الجنس والطول ،ولون الشعر. ومن المعروف أن جنس المولود يتحدد عن طريق كروموزوموات األب وذلوك ألن كل من الخلية الذكرية واألنثوية تحتوي علي 23زوجوا مون الكروموزوموات منهوا 22زوجا يتشابه فيه الجنسين بينما يختلفان في الزوج الثالث والعشرين حيث يحدد هذا الزوج جنس المولود ففوي األنثوي يكوون هوذا الوزوج متجوانس ويسومي Xبينموا يكون في الوذكر أحود زوجوي الكروموزوموات Xواآلخور Yويكوون المولوود أنثوي عندما يتحد كروموزوم Xمن األم موع كرومووزوم Xمون األب بينموا يكوون ذكورا عنوودما يتحوود كروموووزوم xمووع األم مووع كروموووزوم Yموون األب ويحوودث الحموول عندما يتحد نصف كروموزومات الخلية األنثوية مع نصوف كروموزوموات الخليوة الذكرية وهكذا فوإن األم واألب يشوتركان فوي تحديود خصوائص الجنوين بينموا تكوون كروموزومات األب هي المسئولة عن تحديد جنسه. تسووووومي الوووووـ 22زوجوووووا مووووون الكروموزوموووووات بالكروموزوموووووات الذاتيوووووة أو كروموزوموووات الجسوووم ،بينموووا يسووومي الوووزوج الثالوووث والعشووورين بكروموزوموووات الجوونس ،أو يحموول كوول كروموووزوم عوودد موون الجينووات هووي المسووئولة عوون تحديوود خصائص الجنين الوراثية التي يرثها عن أسالفه. ب.الغدد )Endocrine system (glands الغدد أعضاء داخل الجسم تفرز مواد مفيدة تعمل علي تنظيم النمو ووظائف الجسم المختلفة وهي نوعان: أ – غدد قنوية )Non – endocrine glands (Exocrine glands 23 مثل البنكرياس ،الغدد اللعابية ،الغدد الدمعية ،الغدد المعدية ،البروستاتا حيث تصل إفرازاتهووا عوون طريووق قنوووات مباشوورة الووي األموواكن المخصصووة لك ول منهووا لتقوووم بوظائفها. ب – غدد صماء :Endocrine glands وهووي غوودد لوويس لهووا قنوووات لووذلك فهووي تصووب إفرازاتهووا مباشوورة فووي الوودم وهووذه اإلفرازات عبارة عن مواد كيميائية تسمي هرمونات يحملها الدم إلوي الجسوم حيوث يظهر تأثيرها علي أجزاء خاصة فيه ،وهكذا فإن الهرمونات تشوترك موع التيوارات العصبية في تنظيم أنشطة الجسم ولكنهما يختلفان من حيث طريقة العمول ،ويمكون تشبيهها بالحديث التليفزيوني والحديث خالل اإلذاعة فالحديث التليفووني يصول مون خووالل األسووالك إلووي شووخص واحوود كووذلك فووإن التيووار العصووبي يموور خووالل النسوويج العصبي إلي عضو محدد أو غدة معينة ،أموا الحوديث خوالل اإلذاعوة فيكوون لجميوع الناس ولكن ال يسمعه وال يستجيب له إال أشخاص معينين يهمهم هذا الحديث كذلك الهرمونات يتم وصولها إلي جميع خاليا الجسم خالل تيار الدم وال يستجيب لها إال خاليا خاصة فقط. وتفرز الهرمونات كميات صغيرة إال أن تأثيرها علي الجسم عميق ويمتود مفعولهوا لفترة طويلة فهي مسئولة عن تنظيم نمو الجسم وتطور الخصائص الجنسية ،وتقدم القوودرات العقليووة والشخصووية ،وعمومووا فووإن الصووحة الجسوومية والعقليووة تعتموود علوي إفرازات الغدد الصماء بالكميات المناسبة وفي الوقت المناسب. والواقووع أنووه لوويس موون المعووروف حتووى اآلن كيووف تقوووم الهرومونووات بعملهووا فموون الممكن أن تؤثر علي معدل توفر المواد الكيميائية الالزموة للتفواعالت الحيويوة كموا أنه من المحتمل أن تعمل علوي رفوع أو خفوض سورعة تلوك التفواعالت ،كوذلك تقووم الهرمونات بالتحكم وضوبط االنمواط الكيميائيوة التوي تحتاجهوا الخليوة أو تفقودها مون . خالل غشائها ونوضح فيما يلي أهم الغدد الصماء والهرمونات التي تفرزها في الجسم – 1الغدة النخامية the pituitary gland توجود تلوك الغودة فووي تجويوف صوغير موون الجمجموة تحوت المووخ وفووق سوقف الفووم، وتفرز تلك الغدة العديود مون الهرمونوات بعضوها يوؤثر علوي الجسوم عاموة وبعضوها األخر يضبط تأثير باقي الغودد الصوماء ولهوذا السوبب تعورف تلوك الغودة باسوم الغودة القائوودة أو تووؤثر الغوودة النخاميووة تووأثيرا قويووا علووي النمووو بطريقووة مباشوورة بواسووطة هرمون النمو الذي تفرزه كما تؤثر بطريقة غير مباشورة بالتوأثير علوي بواقي الغودد الصماء األخري. ويعمل هرمون النمو علي ضبط حجم عظام الجسوم ،فوإذا زاد االفوراز يكوون النموو غير طبيعي أو العمالق حيث يصبح طول الشخص مترين أو أكثر ،كوذلك فوإن قلوة اإلفراز يؤدي إلي تأخر النمو أو القزامة كذلك فإن أحد هرمونوات تلوك الغودة يعمول 24 علي رفع ضغط عن طريوق التوأثير علوي عضوالت جودران األوعيوة الدمويوة لكلوي تنقوبض كمووا أن هنواك هرمووون أخوور يووؤدي إلووي انقبوواض شووديد للوورحم أثنوواء الوووالدة ويعموول أيضووا علووي إدرار اللووبن موون الغوودد اللبنيووة بينمووا يقوووم هرمووون ثالووث بتنظوويم عملية إخراج الماء من الكليتين. – 2الغدد الدرقية :the thyroid gland وهي غدة علي شكل الفراشة توجد في الرقبة أمام القصبة الهوائية وتقوم تلك الغودة بإفراز عدة هرمونات مثول هرموون الثيروكسوين الوذي يعمول علوي تنظويم اسوتهالك األكسووجين وعمليووات األكسوودة داخوول الخاليووا كمووا يعموول علووي تنظوويم عمليووات الهوودم والبناء في الجسم كله وتلعب تلك الغدد دور رئيسيا في النمو الجسومي والعقلوي مون الميالد حتى مرحلة الشيخوخة حيث يؤدي نقص إفرازها إلي حالوة مون الشويخوخة حيث يؤدي نقص إفرازها إلوي حالوة مون الضوغط العقلوي وحتوى فوي مرحلوة الرشود يؤدي نقص إفرازها إلي نتائج سيئة حيث يصوبح الفورد شوديد الحساسوية للبورد وقود يفقد الذاكر ة ويصبح شكله أكبر من سنه الحقيقي وفي حالة زيادة إفوراز تلوك الغودد فووإن معوودل عمليووات الهوودم يووزداد ويصوواب بالنحافووة وشوودة التوووتر وسوورعة التعووب وتصبح حالة االنفعالية غير مستقرة. وتوجد علي جانبي الغدة الدرقية أربع غودد أخوري صوغيرة اثنتوان علوي كول جانوب تسمي جوارات الغودة الدرقيوة تفورز هرموون البواراثومون ويعمول علوي تنظويم نسوبة الكالسيوم والفسفور في الدم والعظام ويؤدي نقوص إفرازاتهوا إلوي نقوص الكالسويوم في الدم وبالتالي تقلص العضالت كما يوؤدي زيوادة إفرازاتهوا إلوي نقوص الكالسويوم في الدم وحدوث كسور وتشوهات بها. – 3الغدة الكظرية ):Arsenal gland (suprarenal gland وتوجد فوق الكليتين وتتكون من فصين وتسمي أحيانا بالغدة فووق الكلويوة وتتكوون كل غدة من قشرة خارجية ولب داخلي ويختلف إفراز القشرة عن اللوب الوداخلي إذ يفرز كل منهما إفرازا يختلف من حيث التكوين والوظيفوة عون اآلخور حيوث يوؤدي اختالف افراز القشرة إلي اخوتالل نموو العظوام و النموو الجنسوني و العقلوي ،ويفورز اللوب هرمووون األدرنوالين الووذي يووؤثر علوي سوورعة تلبيووة الفورد واسووتجابته للمواقووف وبالتالي سلوكه ،ويظهر تأثير ذلك الغدة من المثال التالي. إذا تصورنا أن شخصا يشعر بالتعب يسير في الطريق بعد يوم عمول مجهود وفجوأة ظهرت أمامه عربة مسرعة فقودت توازنهوا فاتجهوت نحووه فإنوه سووف ينسوي تعبوه ويجري مسرعا ليقفوز فووق أي مكوان مرتفوع كوان مون الصوعب أن يصوعد فوقوه لوو كان في حالته العادية. فما هو سبب هذا التغير المذهل ؟ أن مظهر العربة المتجهة نحوه أدي إلوي سورعة افوراز االدرينوالين وفوي ثووان ادي هذا الهرمون إلي تنبيوه القلوب لكوي يودق أسورع وأن تتسوع الشوعب الهوائيوة ويوزداد 25 معدل التنفس ليمد الدم بنسبة أكبر من االكسجين وكذلك الجلوكوز الذي ينتجه الكبد ليندفع إلي العضالت والمخ و يزداد اندفاع الدم إلي تلك المناطق بطوريقتين األولوي عندما يعمل االدرينالين علي تضييق االوعية الدموية في الجلد والثانية عن طريوق توسيع االوعية الدموية في العضالت فيندفع الدم إليها. وباختصار فإن األدرينالين يعمل علي إعداد الجسم في لحظوات لالسوتجابة بسورعة وبقوة للموقف الذي يواجهه الفرد. – 4جزر لنجرر هانز :Islets of langerhans وهووي مجموعووة موون الغوودد توجوود فووي البنكريوواس تفوورز االنسووولين وهووو يوونظم نسووبة السكر في الدم عن طريق زيادة معدل تحويل الجلوكوز إلوي جليكووجين فوي الكبود، كما يساعد الخاليا علي امتصاص الجلوكوز (ما عدا الخاليا العصبية والعضالت) ويؤدي نقص افراز االنسولين إلي مرض السكر. – 5الغدد التناسلية: تزيوود عوودد الغوودد عنوود الووذكور عنهووا عنوود اإلنوواث حيووث تفوورز تلووك الغوودد هرمووون تستسرون عند الذكور فيعمل علي ظهور الخصوائص الجسومية االنثويوة كموا تفورز هرمووون ايسووتروجين عنوود اإلنوواث فيعموول أيضووا علووي ظهووور الخصووائص الجنسووية الثانوية كما يعد الرحم الستقبال البويضة المخصبة وكذلك لتغذية وحمايوة الجنوين، وأي اختالل في تلك الغدد يؤدي الي اختالل في الصفات الجنسية األولية والثانويوة كما يؤدي إلي إضطرابات نفسية شديدة. ثانياً :العوامل البيئية environmental Factors تؤثر البيئة التي ينشأ فيها الطفل علي نموه؛ وهي تشمل جميع المؤثرات التي تؤثر فيه بدء من اإلخصاب حتي إكتمال النمو النفسي ،كموا تمتود العوامول البيئيوة لتشومل المؤثرات االجتماعية كأفراد األسرة والجيوران وجماعوة الرفواق كوذلك توؤثر البيئوة المدرسية والوظيفية في اتجاهات الفرد وميوله وطرق تفكيره واستجاباته. وسوف نتناول العوامل البيئية في ثالثة عناصر أساسية كما يلي: أ.عوامل ما قبل الوالدة: ب.عوامل أثناء الوالدة: ج.عوامل ما بعد الوالدة: 26 أ.عوامل ما قبل الولدة: إن تشكيل شخصية اإلنسان منذ بداية تكوينوه ،أمور ال يتوقوف فقوط علوي العوامول الوراثيووة ،إذ تلعووب العواموول البيئيووة أثنوواء فتوورة الحموول دورا ً كبيوورا فووي تش وكيل هووذه الشخصية أيضا. فمووع اعتبووار أن رحووم األم بيئووة ثابتووة إلووي ح ود كبيوور ،إال أن ظووروف األم الصووحية (الجسمية والنفسية) وما يحيط بها من عوامل بيئية يؤثر كثيرا علوي صوحة الجنوين (جسمانيا ونفسيا) وذلك ألن أي تغيير في كيمياء الدم عند األم قد ينتقل إلي الجنوين من خالل الحبل السري والمشيمة ،وهنواك العديود مون العوامول التوي قود توؤثر علوي النمو اإلنساني في هذه المرحلة وهي كالتالي: – 1األمراض التي تصيب األم: علي الرغم مون أنوه مون النوادر أن ينتقول الفيوروس مون األم إلوي الجنوين إال أنوه فوي حوواالت نووادرة يولوود الطفوول وهووو مصوواب بموورص مصوول الحصووبة أو الجووديري أو التهاب الغدد النكفية التي تكون قد انتقلت إليه من األم وهكذا فإن نموو الجنوين يتوأثر بأي مرض يصيب األم فمورض مثول الزهوري قود يوؤدي إلوي حواالت االجهواض أو الوالدة الميتة أما في األحوال التوي يعويش فيهوا الجنوين فقود يولود بوبعض التشووهات الخطيوورة كالضووعف العقلووي أو العمووي وتووزداد خطووورة العوودوي إذا مووا كانووت فووي الشهور األولي من الحمل ،وكذلك وجد أن مرض مثل الحصبة األلمواني قود تسوبب اضوورارا شووديدة للجنووين إذا أصوويب بهووا األم الحاموول كإصووابات القلووب أو الضووعف العقلي أو الصمم أو البكم. – 2التغذية :Nutrition ينمو الجنين خالل 9شهور من خلية مفردة إلي كائن غاية في التعقيد ويتوقوف هوذا النمو علي التغذية المستمدة من األم ،وترجوع كثيور مون الحواالت مووت الجنوين إلوي سوء تغذية األم ،كما يري بعض الباحثين إن نقص التغذيوة فوي األم يمكون أن توؤثر علي الجنين بطريقة مباشرة عن طريق عدم تلبية احتياجاته الغذائية أو عن طريوق غيوور مباشوور بزيووادة قابليووة األم لإلصووابة بوواألمراض المختلفووة والتووي تووؤثر بوودورها علي الجنين أن سوء التغذية ال يؤدي فقط إلوي احتموال معانواة الجنوين مون اإلصوابة بالكسوواح أو سوووء الحالووة الصووحية والقابليووة لإلصووابة بوواألمراض أو ضووعف البني وة ولكنه قد يؤدي أيضا إلي ميالد طفول متخلوف عقليوا وفوي دراسوة قوام بهوا ثالثوة مون الباحثين قسموا مجموعوة مون األمهوات الحوامول الالتوي ال يتلقوين تغذيوة كافيوة إلوي مجموعتين وأعطوا المجموعة األولي فيتامينوات بينموا تركووا الثانيوة كموا هوي وقود سووجل أطفووال المجموعووة األولووي مسووتوي ذكوواء أعلووي بفوورق دال ـ عنوودما اختبووروا باختبارات الذكاء في سن 4 – 3سنوات عن أطفال المجموعة الثانية وفي الحقيقوة أنووه موون المحتموول أن االطفووال سوويئي التغذيووة تكووون خاليووا المووخ لووديهم أقوول بحوووالي %20من االطفال العاديين. 27 إن غذاء األم ليس هو العامل الهام الوحيد الوذي يوؤثر علوي نموو الجنوين فواألم التوي تعاني من سوء التغذية عادة ما تكون من بيئة فقيرة ال تلقي عناية طيبة مناسوبة وال تهتم بتوفير الشروط الصحية المناسبة وقود اهتموت هيررلووك بوالتمييز بوين نمطوين من التغذية غير المناسبة الجوع الكيفي (النوعي) وتعني سووء التغذيوة ،النواتج عون نقص الفيتامينات الضرورية للنمو السوي أو العادي والجوع الكمي الناتج عن عدم كفاية كمية الطعوام وقود أظهور أن األول أكثور خطوورة ومون الواضوح أنوه لويس مون المهم كم تأكل األم ولكن األهم هو ما يحويه طعامها. ان أهم الفترات خطوورة علوي الجانوب الجسومي والعقلوي يحودث فوي مرحلوة تكووين االعضاء وهي تتراوح بين ثالثة أسابيع بعد الحمل وحتى الشهر الثاني أو الثالث. – 3التدخين :Smoking أ ثبتت األبحاث النيكوتين يؤثر علي نمو الجنين إال أنها لم تستطيع أن تتوصل إلوي الكمية التوي يمكون أن تحودث التوأثير الضوار حيوث قوام أحود البواحثين بووزن وقيواس الوليوود الجوودد لألمهووات الموودخنات وغيوور الموودخات وتوصوول إلووي أن متوسووط وزن أطفوووال المووودخنات كموووا يميلوووون إلوووي أن يكونووووا أصوووغر حجموووا إال أن األطبووواء لوووم يستطيعوا أن يتوصلوا إلي كما يميلون إلي أن يكونوا أصوغر حجموا إال أن األطبواء لم يستطيعوا أن يتوصلوا إلي كيفية أو سبب (كيف ولماذا) حدوث هذه الظواهرة إال أنهووم اسووتنتجوا أن السووبب قوود يرجووع إلووي أن جنووين األم غيوور المدخنووة يتلقووي نصويبه الكاموول موون االكسووجين بينمووا تكووون االم المدخنووة لووديها غووازات أخووري موون القووار والنيكوتين تصل إلي الجنين عن طريق المشيمة عالوة علي ما يحدثه التدخين مون أضرار من حيث زيادة ضرابات قلب الجنين كما يجعلوه زائود النشواط بدرجوة غيور عاديووة وقوود توصوول باحثووان اخووران إلووي أن الموودخنات غالبووا مووا ينجووبن اطفوواال غيوور مكتملي النمو بمقارنتهن بغير المدخنات. – 4المخدرات :drugs تشووكل المخوودرات خطووورة أيضووا للجنووين فووي رحووم األم فقوود وجوود أن إعطوواء األم مهدئات اثناء عملية الوضوع يوؤدي إلوي انخفواض النشواط الكهربوي لموخ الوليود كموا يؤدي إلي زيادة المهدئ إلي حدوث اختناق للطفل. ك ما أثبت االبحاث تلو االخري أن األم المدمنة تضع اطفاال لديهم أعراض اإلدم?