التخطيط الإقليمي PDF
Document Details
Tags
Related
- Maharashtra Regional and Town Planning Act, 1966 PDF
- MARCER MCI Plan 2015 PDF
- Introduction to Urban & Regional Planning PDF
- G1_URBAN-REGIONAL-PLANNING_241008_214011-compressed.pdf
- Urban-Regional Planning History (TARLAC STATE UNIVERSITY) PDF
- İmar Hukuku Dersi (HKS4021) - Dr. Öğr. Üyesi Serdar YILMAZ PDF
Summary
This document discusses regional planning, defining it as a methodology for identifying and utilizing regional resources to achieve specific goals. It outlines the stages of planning, including objective setting, resource utilization strategies, and implementation. The text also explores the concept of a region, its natural and human characteristics, and various regional classifications.
Full Transcript
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗـﻠﻴﻤﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗـﻠﻴﻤﻲ Regional Planning ١ ٢ ٣ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺄﻧﻪ أﺳﻠوب أو ﻣﻧﻬﺞ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺣﺻر ودراﺳﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟﻣوارد اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ اﻹﻗﻠﯾم أو اﻟدوﻟﺔ أو أي ﻣوﻗﻊ آﺧر ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﺑﺗداء ﻣن اﻟﺷرﻛﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أو اﻟﻘرﯾﺔ أو...
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗـﻠﻴﻤﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻹﻗـﻠﻴﻤﻲ Regional Planning ١ ٢ ٣ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺄﻧﻪ أﺳﻠوب أو ﻣﻧﻬﺞ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺣﺻر ودراﺳﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟﻣوارد اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ اﻹﻗﻠﯾم أو اﻟدوﻟﺔ أو أي ﻣوﻗﻊ آﺧر ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﺑﺗداء ﻣن اﻟﺷرﻛﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أو اﻟﻘرﯾﺔ أو اﻹﻗﻠﯾم أو اﻟدوﻟﺔ ،وﺗﺣدﯾد ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣوارد واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣرﺟوة ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ.وان ﻛﺎﻧت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط ﺗرى أن اﻟﺗﺧطﯾط ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻻ ﺗرﺗﺑط ﺑﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن أﻧﻣﺎط اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺄﺗﻲ ذﻛرﻫﺎ ﺑﻌد ﻗﻠﯾل ،ﯾؤﻟف ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻧوع ﻣﻣﯾز ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑﺷرى اﻟذى ﯾﻧظم وﯾطور ﻗطﺎﻋﻪ اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ أو إﻗﻠﯾﻣﻪ اﻟﺧﺎص ﺣﺳب أﻧظﻣﺔ وﻗواﻋد دﻗﯾﻘﺔ ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻣرة وﺷﺎﻣﻠﺔ. واﻟﺗﺧطﯾط ﺑﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾرﺗﺑط ﺑﻛل اﻟﻌﻠوم اﻟدارﺳﺔ ﻟﻠﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﻬدف ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻣر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺛﻼث ﻣراﺣل - ١ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف اﻟﻣﻧﺷودة. -٢ﻣرﺣﻠﺔ اﺧﺗﯾﺎر أﺳﻠوب اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ. -٣ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ. وﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن اﻟﺗﺧطﯾط ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وزﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻬدف رﺧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ورﻓﺎﻫﯾﺗﻪ وذﻟك ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻣن ﺧﻼل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻧﻔذ ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﻛﻣﺎ ﺳﺑق أن ذﻛرﻧﺎ.أﻣﺎ اﺧﺗﯾﺎر أﺳﻠوب اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﯾﺗم ﺑﻌد إﺟراء ﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾن اﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر أﻧﺳﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟظروف اﻟﺑﻼد ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﺎ ،وأﺣﺳﻧﻬﺎ اﺳﺗﻐﻼﻻ ﻟﻠﻣوارد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﻛﺛرﻫﺎ رﺑﺣﺎ. وﻗد ﺣﺎول ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺗﻧظﯾم وﺗﻘﻧﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط Planningوﺗﺣدﯾد ﺧطواﺗﻬﺎ ،وﻣﻧﻬم اﻟن وﯾﻠﺳون Alan Wilsonاﻟذي ﺣدد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺛﻣﺎن ﺧطوات ﻣﻘﺳﻣﺔ إﻟﻰ ٤ ﺛﻼﺛﺔ ﻣراﺣل رأﺳﯾﺔ ،اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :وﻫﻰ ﻗﺎﺻرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ ﺣﯾث ﯾدرس ﺧﻼﻟﻬﺎ أدوات اﻹﻧﺗﺎج اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﻣن اﻟﻧواﺣﻲ أو اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻣﺧططﺎت ،أﻣﺎ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺗﺧﺗص ﺧطواﺗﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻔﻧون واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذٕ ،واﻋداد ﻣﻔردات و اطﺎر اﻟﻣﺷروع ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻬﺗم ﺧطوات اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﯾﻣﻛن ﻋرض اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﺻﺎﻏﻬﺎ اﻟن وﯾﻠﺳون ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط. أوﻻ -اﻟﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ. ﺛﺎﻧﯾﺎ -وﺿﻊ اطﺎر اﻟﻣﺷروع ﺑﻌد ﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل. ﺛﺎﻟﺛﺎ – اﻟﺗﻧﻔﯾذ. اﻟﺧطوات. اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻔﻧﯾﺔ. اﻟﻣﺧططﺎت. ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺷﺎﻛل. ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷروع. ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺷروع. اﻟﺗﻘﯾﯾم . ﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف. اﻟﺗﻧﻔﯾذ. ٥ وﯾﻬدف اﻟﺗﺧطﯾط إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﺣد اﻷﻫداف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ : ﺗﺣﺳﯾن ﻛل ﻣن اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺧدﻣﺎت ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻟﻛم أو اﻟﻛﯾف و زﯾﺎدة درﺟﺔ اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ أو ﺧدﻣﺎت وﻣﺣﺎوﻟﺔ إﯾﺟﺎد ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج وﻧوﻋﯾﺗﻪ وﻣﺳﺗوى اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ وﺑﯾن ﺣﺟم اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ وارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،وﻗد ﺗﻬدف ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺛر ﻣن ﻫدف ﻣن اﻷﻫداف اﻟﻣذﻛورة. وﻛذﻟك ﺿﻣﺎن ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣﻧﻬﺎ أي ﺧطﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻗﺎﻟﯾم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻌددة أوﻗطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔق وظروف ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وﺣﺎﺟﺔ ﻛل إﻗﻠﯾم أو ﻗطﺎع ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻧب اﻟﻧﻣو ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﻹﻗﻠﯾم ﻣن اﻷﻗﺎﻟﯾم أو ﻗطﺎع ﻣن ﻗطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎج دون اﻵﺧر وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ﻣن ﻣظﺎﻫر ﺗﺧﻠف ﻣﺗﻌددة ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل. وﻗﺑل أن ﻧﺑدأ دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻣوﺿوع اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ Regional Planningﯾﺣﺳن أن ﻧﺗﻌرض أوﻻ ﻟﺗﻌرﯾف اﻻﻗﻠﯾم Region ﻓﺎﻻﻗﻠﯾم ﻋﺑﺎرة ﻋن رﻗﻌﺔ ﻣن اﻷرض ﺗﺗﺳم ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋﻣﺎ ﯾﺟﺎورﻫﺎ ﻣن أﻗﺎﻟﯾم أﺧرى، واﻟﺗﻌﻠﯾم ﻗد ﯾﻛون ﻣﻧﺎﺧﯾﺎ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﺟد رﻗﻌﺔ اﻻرض ﺗﺗﺳم ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻣﻧﺎﺧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺳودﻫﺎ وﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋﻣﺎ ﯾﺟﺎورﻫﺎ ﻣن أﻗﺎﻟﯾم ﻣﻧﺎﺧﯾﺔ أﺧرى ،وﻗد ﯾﻛون اﻻﻗﻠﯾم ﻧﺑﺎﺗﯾﺎ أو طﺑﯾﻌﯾﺎ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﺗﺟﺎﻧس ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﻣوﻗﻊ ﺟﻐراﻓﻲ وﺗﺿﺎرﯾس وﻣﻧﺎخ وﺗرﺑﺔ وﻧﺑﺎت وﺣﯾوان وﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻣﺎ ﯾﺟﺎورﻩ ﻣن أﻗﺎﻟﯾم أﺧرى ،وﻟﯾس ﻣن ﺷك ﻓﻰ أن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑق اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﻬﺎ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﻛﺎن اﻻﻗﻠﯾم وﺗﺣدد ﺧﺻﺎﺋﺻﻬم وأﻧﺷطﺗﻬم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣدد ﻣدى ﺗواﻓر ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻬم اﻟﻣﺧﻠﻔﺔ وﻣﺳﺗواﻫم اﻟﺣﺿﺎرى. ٦ ﻫذا ﻋن اﻟﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﻰ ﻟﻼﻗﻠﯾم ،أﻣﺎ اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺑﺷرى ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﺧطﻬﺎ اﻻﻧﺳﺎن ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو ادارﯾﺔ وﻫﻲ ﺣدود ﻗﺳﻣت ﺳطﺢ اﻷرض ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻰ دول ﻣﺗﻣﯾزة ﻓﻰ اﻟﻐﺎﻟب ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺳم اﻟدوﻟﺔ اﻟواﺣدة اﻟﻰ وﻻﯾﺎت أو ﻣدﯾرﯾﺎت أو ﻣﻘﺎطﻌﺎت أو ﻣﺣﺎﻓظﺎت أو اﻣﺎرات ،وﻗد ﺗﺗﻔق ﻫذﻩ اﻟﺣدود اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺣدود اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻗد ﻻ ﺗﺗﻔق ﻓﻣﺛﻼ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺟﺎﻧس اﻟﺳﻛﺎن وﺗﺗﻛﺎﻣل ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ داﺧل اﻟوﺣدات اﻟﺻﻐﯾرة ،وﻟﻛن ﻓﻰ أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة ﻻ ﻧﺟد ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ذﻟك ﺑل ﻗد ﻧﺟد ﻓﻲ اﻻﻗﻠﯾم اﻟواﺣد أﻧﻣﺎطﺎ ﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺷذ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻋن اﻟﻧﻣط اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ اﻟﺳﺎﺋد ،وﻗد ﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أو ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘل واﻟﻣواﺻﻼت واﻟﺣدود اﻟﺑﺷرﯾﺔ )اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ( أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻰ ﺣﯾﺎة اﻟدول واﻟﺷﻌوب ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣدد ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﻛﺎن وأﻧﺷطﺗﻬم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺳﺗوى اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ،ﻟﻬم ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺣدد اﻟﻧطﺎﻗﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ. وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺎﻻﻗﻠﯾم ﻋﺑﺎرة ﻋن رﻗﻌﺔ ﻣن اﻷرض ﯾﺳودﻫﺎ ﻋﻧﺎﺻر طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﺣددة ﺗﻣﯾزﻩ ﻋﻣﺎ ﯾﺟﺎورﻩ ﻣن أﻗﺎﻟﯾم أﺧرى ،ﻛﻣﺎ ﺗﺳﻛﻧﻪ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣن اﻟﺳﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ اﻟﻣﻣﯾزة ﺳواء ﻣن ﺣﯾث ﻋددﻫم أو ﻛﺛﺎﻓﺗﻬم أو ﺗرﻛﯾﺑﻬم أو ﺗوزﯾﻌﻬم اﻟﺟﻐراﻓﻲ أو ﻋﺎداﺗﻬم وﺗﻘﺎﻟﯾدﻫم وﺗﺎرﯾﺧﻬم أو ﻧﺷﺎطﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدى وﻣﺳﺗواﻫم اﻟﺣﺿﺎرى اﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .وﻗد ﯾﺷﻐل اﻻﻗﻠﯾم رﻗﻌﺔ واﺳﻌﺔ ﻣن اﻷرض ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻗﺎرة أو ﺟزءا ﻣن ﻗﺎرة أو دوﻟﺔ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗﻌدد ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﺗﺗﺑﺎﯾن اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻗد ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ﺻﻐﯾر اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗﺄﻟف ﻣن دوﻟﺔ ﺻﻐﯾرة اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﺟدا أو ﺟزء ﻣن دوﻟﺔ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺗﺟﺎﻧس ﻓﯾﻪ اﻟﻣظﺎﻫر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ،ﻟذﻟك ﺗﺧﺗﻠف اﻷﻗﺎﻟﯾم وﺗﺗﺑﺎﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻓﻰ داﺧل اﻟدوﻟﺔ اﻟواﺣدة ﺑل وﻓﻲ داﺧل اﻟوﺣدة اﻻدارﯾﺔ) ﻗد ﺗﻛون وﻻﯾﺔ أو اﻣﺎرة أو ﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘﺳم ﺑدورﻫﺎ اﻟﻰ ﻣراﻛز وﻧواﺣﻲ( ﻣﻣﺎ أدى اﻟﻰ ﺿرورة دراﺳﺔ اﻻﻗﻠﯾم دراﺳﺔ ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ واﺑراز ﻣﺷﺎﻛﻠﻪ وﺗﻘرﯾر أﻫﻣﯾﺗﻪ ودورﻩ. ٧ وﻋﻣوﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﻰ ﺳﺗﺔ أﻧواع ﻫﻲ: - ۱اﻻﻗﻠﯾم اﻟطﺑﯾﻌﻲ:Physical (Natural) Region : وﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ أي ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻗد ﯾﻛون اﻻﻗﻠﯾم ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺳﻠﺳﻠﺔ ﺟﺑﻠﯾﺔ أو ﻧطﺎق ﺳﻬﻠﻰ أو اﻗﻠﯾم ﻫﺿﺑﻲ أو واد ﻧﻬرى أو ﻧطﺎق ﻣﻧﺎﺧﻰ أو اﻗﯾم ﻧﺑﺎﺗﻲ طﺑﯾﻌﻲ - ٢اﻻﻗﻠﯾم اﻟﺑﺷرى :Human Region ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻰ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺑﺷرى ﻟﻸﻗﺎﻟﯾم اﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣدود اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧطﻬﺎاﻻﻧﺳﺎن ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺣدودا دوﻟﯾﺔ أم ﺣدودا ادارﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ،أو ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺑﺷرﯾﺔ ﻛﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻛﺎن وﻛﺛﺎﻓﺎﺗﻬم أو ﺣرﻓﻬم أو ﻣﺳﺗواﻫم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﻌﯾﺷﻰ أو ﻣظﺎﻫرﻫم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ . - ٣اﻻﻗﻠﯾم اﻟﻣﺗروﺑوﻟﯾﺗﺎن :Metropolitan Region ﻣن اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻰ ظﻬرت ﻓﻰ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﺗﻌﻧﯾف اﻷﻗﺎﻟﯾم وﺗﺣدﯾد أﺑﻌﺎدﻫﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ،ﻣﺛﺎل ذﻟك دراﺳﺔ اﻗﻠﯾم اﻟﻘﺎﻫرة اﻟﻛﺑرى ،أو اﻗﻠﯾم ﻟﻧدن اﻟﻛﺑرى ،أو اﻗﻠﯾم ﻧﯾوﯾورك وﻫﻛذا. - ٤اﻗﻠﯾم أو أﻗﺎﻟﯾم ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻰ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﺎﺛل ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﺗﺣدﯾد ﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟوﺟﻪ اﻟﺑﺣرى أو ﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟوﺟﻪ اﻟﻘﺑﻠﻰ ﻓﻰ ﻣﺻر ،أو وﻻﯾﺎت ﻧﯾو اﻧﺟﻠد ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ. -٥اﻗﻠﯾم أو أﻗﺎﻟﯾم ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ادارى أو ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺧﺎص ﻛﺄن ﻧﺣدد أﻗﻠﯾم ﻏرب دﻟﺗﺎ اﻟﻧﯾل أو ﻧطﺎق ﻣﺻر اﻟوﺳطﻰ ،أو اﻗﻠﯾم ﻣدن ﻗﻧﺎة اﻟﺳوﯾس. - ٦اﻗﻠﯾم أو أﻗﺎﻟﯾم ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﺣدودﻫﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ اﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺿم ﺳﻣﺎت ﺣﺿﺎرﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻛرﻗﻌﺔ ﻣن اﻷرض ﻣﺛﻼ ﻓﻰ دوﻟﺔ ﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﻣﺑﺎﻧﯾﻬﺎ ﺑﺗﺻﻣﯾم ﻫﻧدﺳﯽ ﺧﺎص ،أو ﯾﺳﺗﻐل ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﻣﺎدة ﻣﻌﯾﻧﺔ. ٨ وﯾﻣﻛن أﯾﺿﺎ ﺗﻘﺳﯾم اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن رﺋﯾﺳﯾﺗﯾن ،ﺗﺿم اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ Formal Regionsوﻫﻲ اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎﻧس أو ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ ظﺎﻫرة ﻣن اﻟظﺎﻫرات اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻣوﺿوع ﻗﯾد اﻟﺑﺣث ﻛﺎﻻﻗﺎﻟﯾم اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ أو اﻻﻗﺎﻟﯾم اﻟﺗﺿﺎرﯾﺳﯾﺔ أو اﻻﻗﺎﻟﯾم اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻫﻛذا ،أﻣﺎ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺗﺷﻣل اﻻﻗﺎﻟﯾم اﻟوظﯾﻔﯾﺔ Functional Regionsأو اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﻫﻰ اﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدول أو أﺟزاء ﻣن اﻟدول ،أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣدﯾﻧﺔ أو ﻗرﯾﺔ. ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻛﻠﻣﺗﻰ اﻟﺗﺧطﯾط Planningواﻻﻗﻠﯾم Regionاﻟﺳﺎﺑق ﺗﻌرﯾف ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻰ ﺑﺄﻧﻪ دراﺳﺔ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺳواء اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﺔ أم ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﺔ ﻓﻲ رﻗﻌﺔ ﻣﺣددة ﻣن اﻷرض )اﻗﻠﯾم( ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻫذا اﻻﻗﻠﯾم وﻣواردﻩ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻬدف أﺳﺎﺳﺎ اﻟﻰ اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻻﻗﻠﯾم واﻧﻌﺎﺷﻪ. واﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻰ ﺑﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟﻣﺣﻠﻰ اﻟذي ﯾﺣﻣﻰ وﯾﺻون وﯾﺳﺗﺛﻣر اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﻠﯾم واﻟدوﻟﺔ ﻛﻛل ،ذﻟك وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻬو ـ أى اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻰ -ﺟزء ﻣن اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻘوﻣﻰ National Planningاﻟذي ﯾرﺗﺑط أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،وﻣن أﻫداف اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻘوﻣﻰ اﺳﺗﺧدام ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻛﺎﻓﺔ أﻗﺎﻟﯾﻣﻬﺎ وﺗﻧﺳﯾق وﺗﻧظﯾم اﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣوارد ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺻﺑو ﻟﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة. ﻟذا ﺗﺗﺧذ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،أي ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻘوﻣﻰ ﻷﻧﻬﺎ ﻫﻰ اﻟﺗﻰ ﺗﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻫﻰ اﻷدرى ﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟدوﻟﺔ وﻣطﺎﻟﺑﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﺎ وﻫﻲ أﻣور ﺗﻌﺟز ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ أو اﻟوﺣدات اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻧوﻋﯾﺔ. ٩ وﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻰ ﺗواﺟﻪ اﻟﺗﺧطﯾط ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ ﻣوارد اﻟدوﻟﺔ واﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﺎ وﻣﺷروﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻋﻠﻰ أوﺟﻪ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ،ﻟذا ﻛﺎن ﻻﺑد أن ﯾﺗوﻟﻰ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻣوارد اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﺟﻬﺎز ﻣرﻛزى ﯾﻛون ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣوارد ﺣﺳب اﻷﻫداف اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ أﺟﻬزة اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ. وﯾﺟب ﻗﺑل ﺗوطﯾن اﻟﻣﺷروع ﻓﻰ ﻣوﻗﻊ أو اﻗﻠﯾم ﻣﻌﯾن داﺧل اﻟدوﻟﺔ دراﺳﺔ اﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻛل اﻗﻠﯾم ﻣن أﻗﺎﻟﯾم اﻟدوﻟﺔ وﺗﺣدﯾد ﻣدى ﻛﻔﺎﯾﺗﻬﺎ ﻻﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣدرﺟﺔ ﻓﻰ ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،أى ﻻﺑد ﻣن اﻟرﺑط ﺑﯾن ﻣﻘوﻣﺎت واﻣﻛﺎﻧﺎت ﻛل اﻗﻠﯾم واﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌددة . وﻣن اﻷﻫداف اﻟﺗﻰ ﯾﺟب أن ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﺗﺧطﯾط ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﯾﺟﺎد ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدى ﺑﯾن أﻗﺎﻟﯾم وﺟﻬﺎت اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣﺿرﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎطق اﻟرﯾﻔﯾﺔ ،وﺑﯾن اﻟﻧطﺎﻗﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ واﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﻛل ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻪ ،أو ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﺑﯾن اﻟﻧطﺎﻗﺎت اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ وﺗﻠك اﻟﻣﺗطورة. واﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ﯾﻬدف اﻟﻰ اﻟﻧﻬوض ﺑﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺣددة )اﻗﻠﯾم( ﻟذﻟك ﻓﻬو أﻗرب اﻟﻰ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺣﻠﻰ أو اﻟﻧظﺎم اﻟﻼﻣرﻛزي ،ﻓﺎﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ أدرى ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ أدرى ﺑﺎﻟﻣﺷﺎﻛل واﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻰ ﯾﻣﻛن أن ﺗواﺟﻪ ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻟذا ﻓﺎﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ( ،وﻟﻬذا اﻟﺳﺑب ﯾﻘﺎل داﺋﻣﺎ أن ﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻘوﻣﻰ ﺗرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ ﻗوﯾﺎ ﺑﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻻﻗﺗراح واﻟﺗﻧﻔﯾذ أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻓﺎن ﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ﯾﺗوﻗف ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ. وﻟذﻟك ﻓﺎن دراﺳﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻘوﻣﻰ ،ﺣﯾث ﺗﺗﺟﻣﻊ ﻛل اﻟدراﺳﺎت اﻻﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻗﺎﻟﯾم وﯾﺗم اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻟﺗﺑدو ﻛﺧطﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ اﻻﺑﻌﺎد وﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﺔ ﻟﯾﻘوم ﻛل اﻗﻠﯾم أو وﺣدة أو ﻗطﺎع ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﯾﺧﺻﻪ ﻣن ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺗﺷﻣﻠﻬﺎ اﻟﺧطﺔ ١٠ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﺔ ،وﻫﻰ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺳﺑق واﻗﺗرﺣت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ )اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ( ﻣﻌظﻣﻬﺎ ان ﻟم ﺗﻛن ﻛﻠﻬﺎ ،وان ﻛﺎن ذﻟك ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻻطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺧطﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ وﻋﻠﻰ اﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟدوﻟﺔ وﻣواردﻫﺎ. ﺗﺗﻌدد اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻰ ﯾﺷﻣﻠﻬﺎ اﻟﺗﺧطﯾط ﺳواء ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﺔ أو اﻻﻗﻠﯾم أو ﺣﺗﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ واﻟﻘرﯾﺔ ،وﺗﺿم ﻫذﻩ اﻟﺟواﻧب : ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ واﻻﻧﺗﺎﺟﺎﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻻﻧﺗﺎج اﻟﺗﻌدﯾﻧﻰ واﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎرى واﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﻛل ﻧﺷﺎط. )أ( اﻟﺗﺧطﯾط اﻟزراﻋﻲ: ﯾﻬدف اﻟﺗﺧطﯾط اﻟزراﻋﻰ اﻟﻰ اﻟﺗوﺳﻊ اﻻﻓﻘﻰ أى زﯾﺎدة ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟزﻣﺎم اﻟﻣزروع ،وﻫذا ﯾﺗطﻠب اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ إﻧﺷﺎء ﺷﺑﻛﺎت اﻟرى واﻟﺻرف ،واﺳﺗﺻﻼح اﻷراﺿﻲ واﺳﺗزراﻋﻬﺎ ،واﺳﺗﺧدام اﻵﻻت اﻟزراﻋﯾﺔ. وﺗﺗﺣدد ﻣﺣﺎور اﻟﺗوﺳﻊ اﻷﻓﻘﻰ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣوارد واﻻﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،ﻓﻘد ﯾﺗم ﻫذا اﻟﺗوﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب أراض ﺻﺣراوﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻣﻧﺎطق ﻣرﯾوط ،اﻟﻧوﺑﺎرﯾﺔ ،ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﺣرﯾر ،وادى اﻟﻧطرون ،اﻟﺻﺎﻟﺣﯾﺔ ، اﻟوادى اﻟﺟدﯾد( وﻓﻰ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻰ )اﻟﺗرﻛﺳﺗﺎن اﻟروﺳﯾﺔ( وﺑﻌض ﺟﻬﺎت اﻟﻣﻛﺳﯾك واﻷرﺟﻧﺗﯾن واﻟﺳﻌودﯾﺔ وﻟﯾﺑﯾﺎ ،وﻗد ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻧطﺎﻗﺎت ﺑﺣﯾرﯾﺔ أو ﻣﺳﺗﻧﻘﻌﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻰ ﻣﺻر )ﻣﻧﺎطق أﺑﯾس ،ادﻛو ،ﺣﻔﯾر ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن( واﯾطﺎﻟﯾﺎ)ﻣﺳﺗﻧﻘﻌﺎت اﻟﻣﺟرى اﻷدﻧﻰ ﻟﻧﻬر اﻟﺗﯾﺑر( أو ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻧطﺎﻗﺎت ﻏﺎﺑﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن دول أورﺑﺎ ،أو ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب أراض ﻣﻘﺗطﻌﺔ ﻣن اﻟﺑﺣر ﻛﻣﺎ ﻓﻰ ﻫوﻟﻧدا وﻛورﯾﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ . ١١ اﻟﺗوﺳﻊ اﻟرأﺳﻰ أى زﯾﺎدة اﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻷراﺿﻰ اﻟزراﻋﯾﺔ ،وﻫذا ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻰ اﺳﺗﺧدام ﺗﻘﺎوى وﺑذور ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎج ﻣﻊ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺗﺳﻣﯾد اﻷرض ،وﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻵﻓﺎت واﻟﻌواﻣل اﻟﺟوﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﻗد ﺗﺣد ﻣن زﯾﺎدة اﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﻣزروﻋﺔ ،ﻣﻊ ﺿرورة اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟزراﻋﯾﯾن ،وزﯾﺎدة ﺧﺑراﺗﻬم اﻟﻔﻧﯾﺔ وﺗطوﯾرﻫﺎ واﺧﺗﯾﺎر أﻓﺿل اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ وأﻛﺛرﻫﺎ اﻧﺗﺎﺟﺎ ،وﯾﺗطﻠب ذﻟك دراﺳﺔ وﺣﺻر ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﻣﻧﺎخ وﻣﯾﺎﻩ وﺗرﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﺑﻣﻛن ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ اﺧﺗﯾﺎر أﻧﺳب اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﺗﻰ ﯾﻣﻛن زراﻋﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﻠﯾم. )ب( اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗﻌدﯾﻧﻲ: ﯾﻬدف اﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣوارد اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻰ اﻻﻗﻠﯾم أو اﻟدوﻟﺔ ،ﻣﻊ ﺗﻧظﯾم اﻟﻘطﺎع اﻟﺗﻌدﯾﻧﻰ وﺗطوﯾرﻩ ،ووﺿﻌﻪ ﻓﻰ ﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻣﻊ ﻗطﺎﻋﺎت اﻻﻧﺗﺎج اﻷﺧرى ﺑﻬدف زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻰ واﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون طﻐﯾﺎن ﻗطﺎع اﻟﺗﻌدﯾن ﻋﻠﻰ ﻗطﺎﻋﺎت اﻻﻧﺗﺎج اﻷﺧرى ،ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم ،ﺣﯾث أدى ظﻬور اﻟﺑﺗرول وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدى اﻟﻰ ﺗرك اﻟﺳﻛﺎن اﻟﺣرﻓﻬم اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺗﺣول اﻟﻰ ﻗطﺎع اﻟﺑﺗرول اﻷﻛﺛر رﺑﺣﺎ ﻣﻣﺎ أدى اﻟﻰ اﺿﻣﺣﻼل ﻗطﺎﻋﺎت اﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﺣرﻓﺔ اﻟرﻋﻲ ﻓﻲ ﻟﯾﺑﯾﺎ وزراﻋﺔ اﻟﻧﺧﯾل واﻧﺗﺎج اﻟﺗﻣر ﻓﻰ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ وﺻﯾد اﻷﺳﻣﺎك واﺳﺗﺧراج اﻟﻠؤﻟؤ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن دول اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ. وﯾﻬدف اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﺗﺻﺎدى اﻟﺣدﯾث ﻓﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟدول اﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺟزء ﻣن ﻋواﺋد اﻟﺑﺗرول ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﻗطﺎﻋﺎت اﻻﻧﺗﺎج اﻷﺧرى ﻣﻣﺎ أدى اﻟﻰ ازدﻫﺎر اﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ، وﺣرﻓﺔ ﺻﯾد اﻷﺳﻣﺎك ﻓﻲ ﻋﻣﺎن واﻻﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ،واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻛوﯾت. ١٢ )ج( اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ: ﯾﻬدف اﻟﻰ ﺗطوﯾر اﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ وﺗﺣدﯾﺛﻪ وذﻟك ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﻧﺷﺎط ﺻﻧﺎﻋﻰ ﺑﺎﻟﻔﻌل ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾرﻣﻰ اﻟﻰ اﻗﺎﻣﺔ ﺻﻧﺎﻋﺎت وطﻧﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎﻣﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أﯾﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وذﻟك ﻓﻰ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻘطﻊ ﺷوطﺎ طوﯾﻼ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ .وأﯾﺎ ﻛﺎن ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟذي ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣوارد واﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟدوﻟﺔ أو اﻻﻗﻠﯾم ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻬدف إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺳﻛﺎن ﻧظ ار ﻻرﺗﻔﺎع اﻟدﺧل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اذا ﻗﯾس ﺑﺎﻟدﺧول اﻷﺧرى وﺧﺎﺻﺔ اﻟدﺧل اﻟﻣزراﻋﻰ وﺗوﻓﯾر ﻓرص ﻋﻣل ﻷﻋداد ﻏﯾر ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﺳﻛﺎن) ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ( ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔﻣﺣﻠﯾﺎ. واﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺻﻧﺎﻋﻰ أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾدا ﻣن اﻟﺗﺧطﯾط اﻟزراﻋﻲ واﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗﻌدﯾﻧﻲ ﻷن اﻟﻧﺷﺎط اﻟزراﻋﻰ واﻟﺗﻌدﯾﻧﻲ أﻛﺛر ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﺎﻟﻌواﻣل اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟزراﻋﺔ أو اﻟﺗﻌدﯾن ﺗوﺟد ﺣﯾث ﺗﺳﻣﺢ اﻟظروف اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ،أﻣﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻬﻲ أﻗل ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﺎﻟظروف اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻻرﺗﺑﺎطﻬﺎ اﻟوﺛﯾق ﺑﺎﻟظروف اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ،ﻓﺎﻟﺗﺧطﯾط ﻻﻧﺷﺎء ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﺣدد ﯾﺗطﻠب أن ﯾﺿﻊ اﻟﻣﺧططون ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺻﺎدر اﻟﻘوى اﻟﻣﺣرﻛﺔ وﻣوارد اﻟﺧﺎﻣﺎت وﻣواﻗﻊ اﻷﺳواق وﻣﺻﺎدر اﻷﯾدى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻﻧﺗﺎج وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﻘل ،وﻣﺻﺎدر رأس اﻟﻣﺎل) اﻟﺗﻣوﯾل( وﻗﯾﻣﺔ اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻧﻬﺎﺋﻰ واﻷرﺑﺎح ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﺟواﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وأﺳرﻫم وﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻬم. )د( اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗﺟﺎري: ﯾﺗطﻠب اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗﺟﺎرى دراﺳﺔ اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺳﻠﻌﻰ ﻟﻛل ﻣن اﻟﺻﺎدرات واﻟواردات واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻰ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ وذﻟك ﺑﻬدف وﺿﻊ ﺧطﺔ ﺗﻧﻣﻰ ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات اﻟﻘوﻣﯾﺔ وﺗﻘﻠل ﻗدر اﻟﻣﺳﺗطﺎع ﻣن ﺣﺟم اﻟواردات وﻫذا ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟزراﻋﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﻋﺎﺋد اﻟﺑﻼد ﻣن اﻟﻌﻣﻼت اﻟﺣرة ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗوﺳﯾﻊ ١٣ داﺋرة اﻟدول اﻟﺗﻰ ﺗﺗﺟﻪ اﻟﯾﻬﺎ اﻟﺻﺎدرات اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﺣﺗﻛﺎر دوﻟﺔ أو ﻋدة دول ﻣﺣدودة ﻟﻣﻌظم اﻟﺻﺎدرات اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻣﻊ اﻻﻫﺗﻣﺎم أﯾﺿﺎ ﺑﺗوﺳﯾﻊ داﺋرة اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗورد ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺧرج اﻟدول ﻣن داﺋرة اﻻﺣﺗﻛﺎر وﯾﺟﻧﺑﻬﺎ ﻣﺷﺎﻛل ﻋدﯾدة وﯾﺿﻣن ﻟﻬﺎ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻌﺗدﻟﺔ ودون اﻟﺗﻌرض ﻷﯾﺔ ﺿﻐوط ،وﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق ﻋﻘد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻊ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ. )ﻫـ( اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺳﯾﺎﺣﻰ: ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣوارد واﻻﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﺑﻬدف اﺳﻬﺎم ﻫذا اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدى ﻓﻲ زﯾﺎدة ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻰ وﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺻﺎدرﻩ ،وﺗﺗﻣﺛل اﻟﻣوارد اﻟﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌض أﺷﻛﺎل ﺳطﺢ اﻷرض اﻟﺗﻰ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺗﻌدد أﺷﻛﺎل ﻛل ﻣن اﻟﻧﺑﺎت اﻟطﺑﯾﻌﻲ واﻟﺣﯾوان اﻟﻔطرى ﺑﻬﺎ ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﻣﺗﻌﻬﺎ ﺑﻣﯾزﺗﻲ اﻟﺟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ وﺗﻧوع اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻘﻣم اﻟﺟﺑﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﺳﻔوح اﻟﻣﻐطﺎة ﺑﺎﻟﺟﻠﯾد ( ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻰ أﻏراض اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ) اﻻﻧزﻻق ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻠﯾد ،ﺗﺳﻠق اﻟﻣرﺗﻔﻌﺎت ، اﻟﺻﯾد( وﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﻌﺎت اﻟﺟﺑﻠﯾﺔ ﺑﻐرض اﻟراﺣﺔ واﻻﺳﺗﺟﻣﺎم ﻛﻣﺎ ﻓﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن أﻗﺎﻟﯾم اﻟﻣرﺗﻔﻌﺎت ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ وأورﺑﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺎت اﻷﻟب ﺟﻧوﺑﻰ اﻟﻘﺎرة اﻷورﺑﯾﺔ . ﻣوارد ﻧﺑﺎﺗﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﺳﯾﺎﺣﯾﺎ ﻛﺎﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ واﻟﻣروج اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺧﺿراء اﻟﻣﻛﺷوﻓﺔ ،وﻣن أﺣﺳن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﺗﻧزﻫﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺔ National Parksﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﻔطرﯾﺔ وﺑﺗﻌدد ﻣﻧﺎظرﻫﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ. ﻣوارد ﺣﯾواﻧﯾﺔ ﻓطرﯾﺔ ،ﻗد ﺗﺗواﻓر ﻫذﻩ اﻟﻣوارد ﻓﻲ دول ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻣﺎط اﻟﺣﯾواﻧﯾﺔ اﻟﺑرﯾﺔ ﺑﻬﺎ ﺳواء ﻷﻏراض ﻋﻠﻣﯾﺔ أو ﻷﻏراض اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺳﯾﺎﺣﻰ ﻛﻣﺎ ﻫﻰ اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺣﻣﯾﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺷرة ﻓﻲ ﻛﯾﻧﯾﺎ وﺗﻧزاﻧﯾﺎ وﺟﻧوب اﻓرﯾﻘﯾﺎ واﻟﻬﻧد وﺗﺎﯾﻼﻧد واﻟﺳواﺣل اﻟﺑﺣرﯾﺔ واﻟﺟزر ﺣﯾث ﺗﺗﻌدد ١٤ اﻟﺷواطﻲء واﻟﻣﻧﺗﺟﻌﺎت اﻟﺳﺎﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌدد ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻧﺷطﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺣﻣﺎم واﻟﻣﻧﺗزﻫﺎت وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﯾﺎﺿﺎت اﻟﺑﺣرﯾﺔ ) اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ واﻟﻐطس ،اﻟﺻﯾد ،اﻻﻧزﻻق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎء ،رﯾﺎﺿﺎت اﻟﺗﺟدﯾف واﻟﺷراع ) ﻛﻣﺎ ﻓﻰ اﻟرﯾﻔﯾﯾ ار اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﻻﯾطﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻧوﺑﻲ أورﺑﺎ وﺟزر ﻫﺎواى ﻓﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﻌدﯾد ﻣن ﺟزر اﻟﺑﺣر اﻟﻛﺎرﯾﺑﻰ ،وﺳواﺣل اﻟﺑﺣر اﻷﺣﻣر وﺷواطﻰء اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر .وﯾﺿﺎف اﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﺑق اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣواﻗﻊ اﻷﺛرﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﺣوﯾﻪ ﻣن آﺛﺎر ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ واﻟﻣﺗﺎﺣف ) اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ( ،واﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﻘدﺳﺔ واﻟﻣ ازرات اﻟدﯾﻧﯾﺔ ) اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ( ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ، وﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻗد ﯾﻛون ﺗﺧطﯾطﺎ ﺣﺿرﯾﺎ أو ﺗﺧطﯾطﺎ رﯾﻔﯾﺎ ،وﻫو ﻋﻣوﻣﺎ ﯾﻬﺗم ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻼت اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ ﻓﻰ اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣﻊ ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﺑﻧﻣط ﻣﻌﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺟم واﻟﻌدد واﻟﺗﺑﺎﻋد ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدى ﻓﻰ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻰ ﺣﺻول اﻟﺳﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟون اﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻬوﻟﺔ وﯾﺳر وﺑﻼ ﻣﺷﺎﻛل ﻗدر اﻟﻣﺳﺗطﺎع. ﯾﻌﺗﻣد اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر أﻋداد اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ ﺳﻧوات ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﺗم ﻫذا اﻟﺗﻘدﯾر ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻋداد اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ ﺳﻧوات ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎن اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻬم ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﻼﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﯾﻠﻘﻰ اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل ﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎن ..واء ﻓﻰ اﻟﺣﺎﺿر أو ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ١٥ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﻌرض اﻟﺳﺎﺑق أن ﻣوﺿوع اﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺟرد اﻟﻌﺎم ﻗد ﯾﻛون اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ أو ﻫﻧدﺳﯾﺎ أو ﺳﻛﺎﻧﯾﺎ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ وﻟﯾس ﺟﻐراﻓﯾﺎ ،اﻻ أن اﻟﺗﺧطﯾط ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧﻣطﻪ ﻓﻼﺑد ﻟﻪ ﻣن وﺟود ﻋﺎﻣل ﺟﻐراﻓﻰ ﻣؤﺛر ﺑﺻورة أو ﺑﺄﺧرى ،ﻓﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺗؤﺛر وﺗﺗﺄﺛر ﺑﺄﻧﺷطﺔ اﻟﺳﻛﺎن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑﻣﻧﺷﺂﺗﻪ اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة ،ﺑل ان ﻣﺷﺎﻛل اﻻﻧﺳﺎن ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﻋﻣراﻧﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻﻠﻬﺎ ﻋن اﻟﺑﯾﺋﺔ أي ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ،ﻟذﻟك ﻻ ﻧﺗوﻗﻊ أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺗﺧطﯾط ﺑدون ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣظﻬر اﻟﻌﺎم ﻟﻼﻗﻠﯾم أو ﺑدون ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﺧطﯾط أﯾﺎ ﻛﺎن ﻣوﺿوﻋﻪ واﻟﻌواﻣل اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ وﻫﻧﺎك زاوﯾﺔ أﺧرى ﺗرﺑط ﺑﯾﻧﺎﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ واﻟﺗﺧطﯾط ،وﻫﻰ أن اﻻﻗﻠﯾم اﻟذى ﯾﻛون اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﻧوان اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻰ ﯾﻛون ﻣﺟﺎﻻ ﺟﻐراﻓﯾﺎ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺎ ﻫﺎﻣﺎ ،وﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن أﻫداف اﻟﺗﺧطﯾط ﻓﻲ اﻗﻠﯾم ﻣﺎ واﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻫذا اﻻﻗﻠﯾم ﺳواء ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﺑﺷرﯾﺔ ،وﻫو اﻟﻌون اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﻬم ﻓﯾﻪ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﺑدور ﻛﺑﯾر .ﻟذا ﯾذﻛر ﻓرﯾﻣﺎن Freemanان اﻟﺗﺧطﯾط ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻟﻪ أﺳﺎس ﺟﻐراﻓﻰ . )(Planning has in inescapable geographical basis وأدى اﺧﺗﻼف اﻷﻗﺎﻟﯾم ﻋن ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوارد واﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟظروف واﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻰ ﻋدم وﺿﻊ أﺳس ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل اﻷﻗﺎﻟﯾم ،ﻟذا ﯾﺟب اﺟراء دراﺳﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺗﻌﻣﻘﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻠﻌب اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻛل اﻗﻠﯾم ﻟﺣﺻر ﻣواردﻩ واﻻﻟﻣﺎم ﺑظروﻓﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن وﺿﻊ ﺧطﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﺗطوﯾرﻩ ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﺗﺧطﯾط ﯾرﻣﻰ اﻟﻰ ﺣﺳن اﺳﺗﻐﻼل ﻣوارد اﻗﻠﯾم ﻣﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺳﻛﺎﻧﻪ ،اذا ﻓﺎﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﺑﻛل ﻓروﻋﻬﺎ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن واﻟﻌﻣران ﺗﻣﺛل اﻻدوات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد أﺳﻠم اﻟطرق وأﯾﺳرﻫﺎ ﻻﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣوارد اذ ﻻ ﯾوﺟد ﻋﻠم ﯾﻣﺗد ﻣﺟﺎﻟﻪ ﻟﯾﺷﻣل ﻛل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ أﻛﺛر ﻣن ﻋﻠم ١٦ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ،ﻫذا ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺿﻣون ،أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺳﻠوب أو اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻬو ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟرﺑط واﻟﺗﺣﻠﯾل ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻛل ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗﺧطﯾط ﯾﻬم. وﺗﻌد دراﺳﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻣﺛل Optimum Locationﻷى ﻣﺷروع ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻌواﻣل اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ورﺑطﺎ ﺑﯾن اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ واﻟﺗﺧطﯾط وﺗﺄﻛﯾدا ﻟدور اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻟذي ﻻ ﻣﻔر ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺧطﯾط أﯾﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻣوﻗﻊ ﺣﺗﻣﻰ واﺣد ذو ﺧﺻﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻷى ﻣﺷروع ﻣدرج ﻓﻰ ﺧطط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﺑل ﻫﻧﺎك أﻛﺛر ﻣن ﻣوﻗﻊ وﻟﻛل ﻣوﻗﻊ ﻣزاﯾﺎﻩ وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ .وﻋﻧد اﺧﺗﯾﺎر ﻣوﻗﻊ اﻟﻣﺷروع ﯾﺟب أن ﻧﺿﻊ ﻓﻰ اﻻﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﺳﯾﻌطﻰ أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﻌﺎﺋد ﺑﺄﻗل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺄﺗﻰ ﺧطورة وأﻫﻣﯾﺔ ﺣﺳن اﺧﺗﯾﺎر ﻣوﻗﻊ اﻟﻣﺷروع وﺧﺎﺻﺔ أن ﻫذا اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻧﻬﺎﺋﻰ ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﯾﻪ ﺑﻌد ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،وﻗد ﺗﺧﺗﻠف ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺗطور اﻟﻧواﺣﻰ اﻟﻔﻧﯾﺔ وﺗﻌدد اﺑﺗﻛﺎرات اﻻﻧﺳﺎن وﺗطورﻫﺎ ،اﻻ أن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﯾد ﻧﺎد ار ﻣﺎ ﺗﺿﯾﻊ ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وﻣﻣﯾزاﺗﻪ ﺑﺳﺑب ﻫذا اﻟﺗطور ،وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ زاد ﻋدد اﻻﻗﺎﻟﯾم اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻣوﻗﻊ ﻣﺷروع ﻣﺎ ﻣن ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ اﺣﺗﺎﺟت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ واﻻﺧﺗﯾﺎر ﺟﻬدا أﻛﺑر ودراﺳﺎت أﻋﻣق وأﺷﻣل ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﺧﺗﯾﺎر اﻻﻗﻠﯾم اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣﺷروع اﻟﻣدرج ﻓﻲ اﻟﺧطﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻌطﻰ ﻋﺎﺋدا ﻛﺑﯾ ار ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف ﻗﻠﯾﻠﺔ . وﻋﻧد ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﻗﻊ اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣﺷروع ﻻﺑد ﻣن ﺗﺣﻠﯾل ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺷروع وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، ودراﺳﺔ اﻟظروف اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸﻗﺎﻟﯾم ﻣوﺿﻊ اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ،وﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻧﺎطق ﺗرﻛز اﻟﺳﻛﺎن وﺣرﻛﺎت اﻟﻬﺟرة ...ﻣﺻﺎدرﻫﺎ واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ وأﺣﺟﺎﻣﻬﺎ ،ﻣﻊ دراﺳﺔ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻛﺎن ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ.واﻟﻬدف ﻣن ﻛل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﺗﺣدﯾد اﻣﻛﺎﻧﺎت وﺧﺻﺎﺋص اﻻﻗﺎﻟﯾم ﻣوﺿﻊ اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺗﻣﻬﯾدا ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻻﻗﻠﯾم اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣﺷروع اﻟﻣدرج ﻓﻲ ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗﻔﯾد دراﺳﺔ ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﻛﺎن داﺧل اﻗﻠﯾم ﻣﺎ ﻓﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﻧﻘل ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻣﺎ ﺷﻬور ﻓﻲ رﺳم ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ زﯾﺎدة ﺣرﻛﺔ ﯾﺳﻬم اﻟﻧﻘل أو ﻗﻠﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﻣواﺳم وﻧطﺎﻗﺎت ﺧﺎﺻﺔ ،وﻋﻣوﻣﺎ ﯾﺳﺗﻌﺎن ﻋﻧد اﻟﺗﺧطﯾط ﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل ﺑﺎﻟدراﺳﺎت اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻷن ﻣد ﺧطوط اﻟﺳﻛك ١٧ اﻟﺣدﯾدﯾﺔ واﻧﺷﺎء اﻟطرق ﯾﺗطﻠب اﻟﻣﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺎر ﻫذﻩ اﻟطرق واﻟﺧطوط واﻋداد ﺗﺧطﯾط ﻟﻬﺎ ،ﻓﺄﺷﻛﺎل اﻟﺳطﺢ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﻬول واﻻودﯾﺔ واﻟﻣرﺗﻔﻌﺎت واﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻌﺎت ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﺑﻧﯾﺔ واﻟظروف اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ واﻟﻧﺑﺎﺗﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻫذﻩ اﻟطرق واﻟﺧطوط وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ ﺗﺣدد ﻣدى اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟدراﺳﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻣوارد اﻻﻗﻠﯾم ﺗﺣدد ﺣﺟم وطﺑﯾﻌﺔ ﺣﻣوﻟﺔ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ واﻟرﻛﺎب وﻣدى اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟطرﯾق أو اﻟطرق. وﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻌﻣراﻧﻰ ﺗﻣﻛن اﻟدراﺳﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣن ﺗﺣدﯾد ﻣواﻗﻊ اﻟﻣﺣﻼت اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺣﺿرﯾﺔ أو رﯾﻔﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾف اﻷﺣﯾﺎء داﺧل اﻟﻣدن وﺗﺣدﯾد وظﺎﺋﻔﻬﺎ وﺗوزﯾﻊ اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ داﺧل اﻟﻣدﯾﻧﺔ أو اﻟﻘرﯾﺔ ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺗﺧطﯾط وﺗوزﯾﻊ ﺷﺑﻛﺎت اﻟﻧﻘل واﻟﻣواﺻﻼت ﺳواء داﺧل اﻟﻣﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ أو ﻓﻲ اﻻﻗﻠﯾم اﻟﻌﻣراﻧﻲ اﻟﻣﺣﯾط ﺑﻬﺎ. وﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ واﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﺗﺻﺎدى ﺑﻛل أﻧواﻋﻪ ﻷن ﻣن اﻷﻫداف اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺣﺻر اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ ،ﻓﺳطﺢ اﻷرض وﺑﺎطﻧﻪ وﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﻪ ﻣن ﻏﻼف ﻏﺎزی ﯾﺣوى اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣوارد اﻟﺛروة ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻌدﻧﯾﺔ أو ﻏﺎزﯾﺔ أو ﻧﺑﺎﺗﯾﺔ أو ﺣﯾواﻧﯾﺔ ،وﯾﻬﺗم اﻟﺟﻐراﻓﻰ ﺑﻬذﻩ اﻟﺛروات واﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻻﻧﺳﺎن ،وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ -اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ -أﯾﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ ﻟوﺿﻊ ﺧطﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ،وﯾظﻬر ذﻟك واﺿﺣﺎ ﻋﻧد دراﺳﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟزراﻋﻰ أو اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻌﻣراﻧﻰ أو اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ أي اﻗﻠﯾم أو دوﻟﺔ. ﯾظﻬر اﻟﻌرض اﻟﺳﺎﺑق اﻻرﺗﺑﺎط اﻟوﺛﯾق ﺑﯾن اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ واﻟﺗﺧطﯾط ،ﺑل ﯾؤﻛد أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ واﻟدراﺳﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻓﻰ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﺎﻟﺧﺑرة اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ اذا ﺗواﻓرت ﻋﻧد وﺿﻊ أى ﺧطﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﻛﻔل ﻟﻬﺎ اﻟﻧﺟﺎح ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣدد دور اﻟﻌواﻣل اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﺑﺷرﯾﺔ أو ﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎﻧت أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت واﻻﺑﺣﺎث اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺧططﯾن. ١٨ ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ اﻋداد اﻟﺧطﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋدة دراﺳﺎت ﻣﺗﻌﻣﻘﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺳﻬم ﻓﻰ اﻟﻘﺎء اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﻠﯾم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ أو طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،ﻣﻊ وﺿﻊ اطﺎر أو ﺗﺻور ﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن. )أ(.ﻣرﺣﻠﺔ اﻋداد اﻟدراﺳﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ. )ب(.ﻣرﺣﻠﺔ وﺿﻊ ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ. وﺗﺗﺷﻌب اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﻣﺛل ﻗواﻋدا أو أﺳﺳﺎ ﻻﻋداد اﻟﺧطﺔ ،وﺗﺗﻌدد ﺟواﻧﺑﻬﺎ ﻓﺑﻌﺿﻬﺎ ذو طﺎﺑﻊ ﺟﻐراﻓﻰ وﺑﻌﺿﻬﺎ اﻵﺧر اﻗﺗﺻﺎدي وﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺛﺎﻟث ﺛﻘﺎﻓﻲ واﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻟذﻟك ﺗطﻠب ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﺗﻌﺎون اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ذات اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎﻧت أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﺑﺗﺧﺻﺻﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌددة ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻋﻠوم اﻟﻣﯾﺎﻩ واﻟرى واﻟﺗرﺑﺔ واﻟﻧﺑﺎت واﻟﻌﻣران واﻟدﯾﻣوﺟراﻓﯾﺎ واﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﻧﻘل واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﻬﻧدﺳﺔ اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ واﻻﺣﺻﺎء واﻻﻗﺗﺻﺎد وﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ ﻓﻰ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺧطﯾط وﺗﺷﻣل ﻣرﺣﻠﺔ اﻋداد اﻟدراﺳﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺣﺻر ودراﺳﺔ ﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﻠﯾم ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺳﻛﺎن أو ﺑﺎﻻﻧﺗﺎج ،ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻻﺑد ﻣﺛﻼ ﻣن اﺟراء دراﺳﺎت ﻋن ﺳﻛﺎن اﻻﻗﻠﯾم ﻣن ﺣﯾث ﻋددﻫم ون وﺗوزﯾﻌﻬم وﻛﺛﺎﻓﺗﻬم وﺗرﻛﯾﺑﻬم اﻟﻧوﻋﻲ واﻟﻌﻣرى واﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧب دراﺳﺔ ﻣﻘدرة اﻻﻗﻠﯾم اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ أى ﺗﺣدﯾد اﻟﻌدد اﻷﻣﺛل ﻟﻠﺳﻛﺎن اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻟﻼﻗﻠﯾم ﻗﯾد اﻟﺑﺣث أن ﯾﺳﺗوﻋﺑﻪ ،ﻣﻊ دراﺳﺔ ﻣراﻛز اﻟﻌﻣران ﻣن ﺣﯾث ﺗوزﯾﻌﻬم اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ وأﺣﺟﺎﻣﻬﺎ وﻣدى ﺗﺑﺎﻋدﻫﺎ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ. أﻣﺎ اذا ﻛﺎﻧت اﻟﺧطﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗطور اﺳﺗﺧدام اﻷراﺿﻰ اﻟزراﻋﯾﺔ ،ﻓﻼﺑد ﻓﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن دراﺳﺔ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ ،وﻣﺻﺎدر اﻟﻣﯾﺎﻩ وﺷﺑﻛﺎت اﻟرى واﻟﺻرف وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗرﺑﺔ، واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟزراﻋﻲ ﻟﻼﻗﻠﯾم ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻣﺣﺻوﻟﻰ ﻟﻼﻧﺗﺎج .واذا ﻛﺎﻧت اﻟﺧطﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗوطن ١٩ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،ﻓﻼﺑد ﻣن دراﺳﺔ ﻣﺻﺎدر اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم ﺳواء ﻛﺎﻧت زراﻋﯾﺔ أو ﺣﯾواﻧﯾﺔ أو ﻣﻌدﻧﯾﺔ ،وﺗﺣدﯾد ﻣﺻﺎدر اﻟﻘوى اﻟﻣﺣرﻛﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﺧﺻﺎﺋص ﻛل ﻣﻧﻬﺎ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﻣراﻓق اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺧﺎﺻﺔ وﺳﺎﺋل وطرق اﻟﻧﻘل واﻟﻣواﺻﻼت ،ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﺗﻣﺛل ﻗواﻋدا أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻋﻧد اﻋداد ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،أى أن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ أوﺟﻪ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺎﻻﻗﻠﯾم ﺑﻬدف ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﺗﺣدﯾد ﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﻠﯾم وﺣﺻر أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ. وﺗﺄﺗﻰ ﺑﻌد ذﻟك اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻫﻰ ﻣرﺣﻠﺔ وﺿﻊ ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺧطﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻛﺎن ﻛﻣﺎ وﻛﯾﻔﺎ )ﻋﻠﻰ( أﺳﺎس ﻣﻘدرة اﻻﻗﻠﯾم اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﻠﯾم( ،وﻓﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﻣﺧطﺔ ﻣﻘﺗرﺣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻣراﻛز اﻟﻌﻣران ﺣﺿرﯾﺔ ورﯾﻔﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺷﻣل ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻧﺳب ﻟﻠزﻣﺎم اﻟزراﻋﻲ ،وﺗﺣدﯾد ﻧﻣط اﺳﺗﺧدام اﻷرض) اﻟزراﻋﺔ ،اﻟرﻋﻰ ،اﻟﻐﺎﺑﺎت ،اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻷراﺿﻰ اﻟﺑور( ،ﻓﻰ ﺣﯾن ﺗﺿم ﺧطﺔ اﻟﺗوطن اﻟﺻﻧﺎﻋﻰ اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻣﺧﺗﺎرة ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻣراﻛز اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺗرﻓﯾﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ. وﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﯾﺑدأ اﻟﻣﺧطط اﻻﻗﻠﯾﻣﻰ ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟدراﺳﺎت ﺗﺣدد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻗﺎﻟﯾم ﻗﯾد اﻟﺑﺣث ،ﻓﻬﻰ -أى اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟدراﺳﺎت ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻗﻠﯾم وﺗوﺟﻬﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﯾﻘﺎل داﺋﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد طرﯾﻘﺔ ﻣوﺣدة ﻓﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺧطط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻛل ﺧطﺔ اﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،اذ ﻻﺑد ﻣن اﻋداد دراﺳﺎت ﻣﺗﻌﻣﻘﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻛل اﻗﻠﯾم ﯾراد ﺗﻧﻣﯾﺗﻪ واﻋداد ﺧطﺔ أو ﺗﺧطﯾط ﻟذﻟك وﺗﺣﺗﺎج اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗطوﯾرأى اﻗﻠﯾم اﻟﻰ ﻋرض ﺗﺣﻠﯾﻠﻰ وﺷﺎﻣل ﻟﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻫﻰ: ٢٠ )أ(.ﻋﻧﺻراﻟﻣﻛﺎن.Place )ب(.ﻋﻧﺻر اﻻﻧﺳﺎن.Folk )ﺟـ(.ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل.Work وﺗﺗداﺧل ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻟﺗﻌطﯾﻧﺎ ﺻورة ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋن اﻻﻗﻠﯾم اﻟﻣطﻠوب اﻋداد ﺗﺧطﯾط ﻟﺗﻧﻣﯾﺗﻪ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛن ﻣن ادراك ﻣﺷﺎﻛﻠﻪ وﺗﺳﻬم ﻓﻲ اﻋداد ﺧطﺔ اﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،وﯾﺗطﻠب ﻋﻧﺻر اﻟﻣﻛﺎن دراﺳﺎت ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺟﯾوﻟوﺟﻰ وﻣظﺎﻫر اﻟﺳطﺢ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺎخ واﻟﻧﺑﺎت اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﻣدﻋﻣﺔ ﺑﺎﻟﺧراﺋط ،أﻣﺎ ﻋﻧﺻر اﻻﻧﺳﺎن ﻓﯾﺗطﻠب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺳﻛﺎن ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺟﻐراﻓﯾﺔ أو دﯾﻣوﺟراﻓﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻰ ﺣﯾن ﺗﻌﻧﻰ دراﺳﺔ ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل ﺗﻘﯾﯾم اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﻗﻠﯾم ،وﯾدرس ﻛل ﻋﻧﺻر ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺳﺎﺑق اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣدة ،ﺛم ﺗﺟرى ﺑﻌد ذﻟك دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﯾﺟرى ﺗﺣﻠﯾل ﺷﺎﻣل ﻻﯾﺟﺎد ﻣدى اﻻرﺗﺑﺎط واﻟﺗﻔﺎﻋل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﻛل ﻋﻧﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺧرى . وﯾﻣﻛن ﺗﺗﺑﻊ أﺛر ﻛل ﻋﻧﺻر ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻰ: - ١أﺛر اﻟﻣﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺳﺎن: وﻫﻧﺎ ﺗدرس ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻻﻗﻠﯾم وﺧﺻﺎﺋص ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ وأﺛر ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻟﺳﻛﺎن ،أى أﺛر ذﻟك ﻓﻰ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻛﺎن وأﻋدادﻫم وﻛﺛﺎﻓﺗﻬم ،ﻟﺗﺣدﯾد ﻧطﺎﻗﺎت اﻟﺗرﻛز واﻟﺗﺧﻠﺧل ﺳواء ﻓﻰ اﻟﺣﺿر أو ﻓﻰ اﻟرﯾف ، وﻫذا ﯾﺗطﻠب اﻋداد ﺧراﺋط ﻟﻠﺗوزﯾﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻰ ﻟﻠﺳﻛﺎن ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌددﯾﺔ أو اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ أو اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدى. ٢١ - ٢أﺛر اﻟﻣﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل: وﺗﺣدد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻧوع اﻻﻧﺗﺎج واﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﺎح ﻓﻲ ظل ظروف اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،وﻫﻧﺎ ﺗﻌد ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﺧراﺋط ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗوزﯾﻊ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﻌدﯾﻧﻲ واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟزراﻋﻰ ﺗوزﯾﻊ ﻛﻣﻲ« وﻗﯾﻣﺔ اﻻﻧﺗﺎج وﻋدد اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ. - ٣أﺛر اﻻﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎن: وﺗظﻬر ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ أﺛر اﻻﻧﺳﺎن واﻟﻌواﻣل اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ) اﻟﻣﻛﺎن ( وﯾﺗطﻠب ذﻟك رﺳم ﺧراﺋط ﺗوﺿﺢ ﺗوزﯾﻊ ﻣراﻛز اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ،وﻧﻣﯾز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣراﻛز ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣرﺗﻔﻌﻰ اﻟدﺧل ،وأﺣﯾﺎء ﻣﺣدودى اﻟدﺧل ،ﻛﻣﺎ ﺗوﺿﺢ اﻟﺧراﺋط ﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻌﻣﯾر اﻟﺣﺿرى وﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻌﻣﯾر اﻟرﯾﻔﻰ ،وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﻼﻋب واﻷﻧدﯾﺔ واﻟﻣﻧﺗزﻫﺎت ودور اﻟﺗرﻓﯾﻪ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن ﻣراﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟدراﺳﺎت واﻟﺧراﺋط ﻫﻧﺎ ﺗظﻬر ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ أي أﺛر اﻻﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﻌﻣراﻧﻰ ﻟﻼﻗﻠﯾم ﻗﯾد اﻟﺑﺣث. ٢٢ ٢٣ اﻟﺗﺧطﯾط ﻛﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧظم وﺗطور اﻣﺎ ﻗطﺎﻋﺎت اﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو أﻗﺎﻟﯾم ﻣﺣددة ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺳﺎﺣﺗﻬﺎ أو طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،ﺗﻣﺛل ﻧوﻋﺎ ﻣﻣﯾ از ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﻬﺎ أﺳس ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻠﻌب دو ار ﻻ ﯾﻣﻛن اﻏﻔﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺑﻌﺎد ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﻣدى اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﺟﺎح ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺧﺎﺻﺔ اذا ﻣﺎ اﺗﻔﻘت ﻣﺗطﻠﺑﺎت واﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻣﻊ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻟﻼﻗﻠﯾم ﻗﯾد اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺧﺻﺎﺋص طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﺑﺷرﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ﻋن أي ﻧﺷﺎط ﺑﺷرى آﺧر ﻓﻰ أن ﻟﻬﺎ أﺳﺳﺎ وﺿواﺑط طﺑﯾﻌﯾﺔ وﺑﺷرﯾﺔ. .١اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻰ. .٢اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺟﯾوﻟوﺟﻰ. .٣اﺷﻛﺎل اﻟﺳطﺢ. .٤اﻟﻣﻧﺎخ وﻋﻠم اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺗطﺑﯾﻘﻰ. .٥اﻟﻧﺑﺎت اﻟطﺑﯾﻌﻰ. .٦اﻟﺣﯾوان اﻟطﺑﯾﻌﻰ. ﺗﺗﻣﺛل اﻷﺳس اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻰ ﻓﻰ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻧﺗﺎج ﺗﻔﺎﻋل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ،اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺟﯾوﻟوﺟﻰ ،أﺷﻛﺎل اﻟﻣﺳطﺢ ،اﻟﻣﻧﺎخ ، اﻟﻐطﺎء اﻟﻧﺑﺎﺗﻲ ،اﻟﺣﯾوان اﻟطﺑﯾﻌﻲ. وﺗﻌد دراﺳﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﻌﻧﺎﺻرﻫﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻔﻬم اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺗﻣﻬﯾدا ﻟوﺿﻊ ﺗﺧطﯾط ﻟﺣﻠﻬﺎ، ﺣﯾث ﺗﻣﺛل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺳرح اﻟذي ﯾﻣﺎرس اﻻﻧﺳﺎن ﻋﻠﯾﻪ أﻧﺷطﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﻘد أﺛرت ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﺗﺄﺛرت ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑﺷرى ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎﻧت أﻫﻣﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻔردات اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺄﺳس وﺿواﺑط ٢٤ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻰ وﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻔﻬم اﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺑﯾﺋﺔ وﻣدى ﻣﻼءﻣﺗﻬﺎ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﺑﺷرى، وﺗطور اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ) اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑﺷرى( ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻰ أن ﺗﻧﺎول ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل ﯾﻌد ﺗﻣﻬﯾدا ﻻدراك أﺳس وﺿواﺑط اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻰ واﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﯾﻪ ،اذ أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺳب اﻻﻗﻠﯾم ﺳﻣﺎﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﻣن اﻷﺳس اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﯾﻬﺗم ﺑﻬﺎ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ،وﯾﺑدأ ﺑﻬﺎ دراﺳﺗﻪ ﻋﺎدة ﻷى اﻗﻠﯾم .وﺗﺗﻌدد أﻧﻣﺎط اﻟﻣواﻗﻊ ﻓﻰ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ،ﻓﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻔﻠﻛﻲ أى ﻣوﻗﻊ اﻻﻗﻠﯾم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدواﺋر اﻟﻌرض وﺧطوط اﻟطول، وﯾﺣدد ﻫذا اﻟﻧﻣط ﻣن اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻻﻗﻠﯾم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧوع اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻧﺑﺎﺗﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ، وﻫذا ﻗد ﯾؤﺛر ﺑدورﻩ ﻓﻰ اﻻﻧﺳﺎن ﻣن ﺣﯾث ﺗوزﯾﻌﻪ اﻟﺟﻐراﻓﻲ وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ وأوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑﺷرى اﻟﺳﺎﺋدة واﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎن وﻣﺳﺗواﻩ اﻟﺣﺿﺎرى. وﻫﻧﺎك ﻧﻣط آﺧر وأﻫم ﻟﻠﻣواﻗﻊ :وﻧﻘﺻد ﺑذﻟك اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻣوﻗﻊ اﻻﻗﻠﯾم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠظﺎﻫرات اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗرﺟﻊ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠظﺎﻫرات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻰ أﻧﻪ ﯾؤﺛر ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻰ اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻟﻠﺳﻛﺎن وﻛﺛﺎﻓﺗﻬم وﺗرﻛﯾﺑﻬم وﺗﺣرﻛﺎﺗﻬم وﻣﺳﺗواﻫم وﻧﺷﺎطﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدى ،وﻟﻠﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧذﻛر أن اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟزرى ﻟﻠﺟزر اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎن ﻟﻪ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗطور ﺳﻛﺎن ﻫذﻩ اﻟﺟزر واﺧﺗﻼﻓﻬم ﺣﺿﺎرﯾﺎ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻋن ﺳﻛﺎن ﺟﻣﻬورﯾﺎت آﺳﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ رﻏم وﻗوع اﻟﻧطﺎﻗﯾن ﻓﻰ ﻧﻔس دواﺋر اﻟﻌرض ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،اﻻ أن اﻟﻣوﻗﻊ اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﺟﻣﻬورﯾﺎت آﺳﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗظﻬر واﺿﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣﺎت اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﻣﯾز ﺳﻛﺎن ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺎت ،وﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن اﺟراء ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻰ دواﺋر ﻋرض واﺣدة وﻣﻊ ذﻟك ﺗﺗﺳم ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﻻﺧﺗﻼف طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ. ٢٥ وﺗﺗﺑﺎﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﺣﺗﻰ ﻓﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟواﺣدة ،ﻓﻔﻰ ﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻰ وادى اﻟﻧﯾل اﺧﺗﻼﻓﺎ واﺿﺣﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣظﺎﻫر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻋن اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟوادى ،ﺑل ﻧﺟد اﺧﺗﻼﻓﺎ ﺑﯾﻧﺎ ﺑﯾن ﻣﺣﺎﻓظﺎت دﻟﺗﺎ اﻟﻧﯾل اﻟواﺳﻌﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣل اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط واﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺗﻰ اﻟﺷرق واﻟﻐرب ،وﺑﯾن ﻣﺣﺎﻓظﺎت وادى اﻟﻧﯾل اﻟﺿﯾق ﻓﻰ ﺟﻧوب ﻣﺻر واﻟﻣﺣﺎطﺔ ﺑﺎﻟﺻﺣﺎرى ،ﺑل أن اﻟﻧطﺎﻗﺎت اﻟﺻﺣراوﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺧﺗﻼف طﺑﯾﻌﺔ ﻣوﻗﻌﻬﺎ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻓﺎﻟﻧطﺎق اﻟﺷﻣﺎﻟﻰ ﻟﻠﺻﺣراء اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻷﺟزاء اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﺻﺣراء ،ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻧطﺎق اﻟﺳﺎﺣﻠﻰ ﻟﻠﺑﺣر اﻷﺣﻣر ﻋن اﻷﺟزاء اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﺻﺣراء اﻟﺷرﻗﯾﺔ. وﻓﻰ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف اﻟﻧطﺎﻗﺎت اﻟﻣطﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺷرق ﺣﯾث ﺗﺗرﻛز ﺣﻘول اﻟﺑﺗرول ﻋن اﻷﺟزاء اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﻼد وﺧﺎﺻﺔ ﻧطﺎق ﻫﺿﺑﺔ ﻧﺟد ،ﻛل ﻫذﻩ أﻣﺛﻠﺔ ﺗوﺿﺢ أﺛر اﺧﺗﻼف اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻓﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻓﻰ اﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻻﻗﻠﯾم اﻟﺗﻰ ﺗوﺿﻊ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎرﻋﻧد اﻟﺗﺧطﯾط. وﯾﺣظﻰ ﻣوﺿوع اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻰ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺧطﯾط ،ﻓﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻛل ﻣﺷروع ﺑل وﻟﻣراﻛز اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳواء ﻓﻰ اﻟﻣدن أو ﻓﻰ اﻟﻘرى ،ﺑل أن اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻰ ﯾؤﺛر ﻓﻰ ﻧﻣط اﺳﺗﻐﻼل اﻷرض وﻧوع اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﻣزروﻋﺔ ﺣﯾث ﺗﺧﺗﻠف اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﻣزروﻋﺔ ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن ﻧطﺎﻗﺎت اﻟﻣدن ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗزرع ﺑﻌﯾدا ﻋﻧﻬﺎ ،ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠف اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﻣزروﻋﺔ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﺗواﻓر ﻓﯾﻬﺎ طرق ووﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل اﻟﺟﯾدة ﻋن اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﺗزرع ﻓﻲ اﻟﻧطﺎﻗﺎت اﻟﺑﻌﯾدة ﻋن ﺧطوط اﻟﻧﻘل. ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﻌرض اﻟﺳﺎﺑق أن اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻰ ﯾﻌد ﻣن أﻫم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻰ ﺷﻛل وﺧﺻﺎﺋص واﻣﻛﺎﻧﯾﺎت أي اﻗﻠﯾم ،وﻣن ﺛم ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻰ ﻻرﺗﺑﺎطﻪ اﻟﻘوى ﺑﻧظم اﻻﻧﺳﺎن وﺣﯾﺎﺗﻪ ٢٦ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻓﻣوﻗﻊ اﻻﻗﻠﯾم وﻣوﻗﻊ اﻟدوﻟﺔ ،ﺑل وﻣوﻗﻊ اﻟﻣﺣﻼت اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ واﻷﺣﯾﺎء واﻟﻣﺳﺎﻛن وﻣراﻛز اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ واﻟﻣزارع ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻧﺎﺻر ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺑﺷرﯾﺔ ، وﯾﺣظﻰ ﺑﻧﻔس اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣواﻗﻊ ﻣﻧﺎطق اﻻﻧﺗﺎج ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻘوﻣﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ أو ﻟﻣﺻﺎدر ﺧﺎﻣﺎﺗﻬﺎ ،وأﺳواﻗﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘرب أو اﻟﺑﻌد ،وأﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟطرق ووﺳﺎﺋل اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﻠﻛﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻰ طرﯾﻘﻬﺎ ﻣن ﻣﻧﺎطق اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻰ أﺳواق اﻟﺗﺻرﯾف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ. واذا ﻛﺎﻧت اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻗد أﺳﻬﻣت ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل اﻗﻠﯾم ،ﻓﺎن ﻟﻠﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣوارد ،ﻓﻬﻧﺎك أﻗﺎﻟﯾم ﻧﺟد ﻣواردﻫﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻣوﻗﻌﻬﺎ اﻟﺟﻐراﻓﻲ اﻟﻘرﯾب ﻣن ﻣراﻛز ﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺳﻛﺎن وﺧطوط اﻟﻧﻘل واﻷﺳواق ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ﺗوﺟد أﻗﺎﻟﯾم ﺗﺄﺧر اﺳﺗﻐﻼل ﻣواردﻫﺎ ﻟﻣوﻗﻌﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ أو اﻟﺑﻌﯾد ﻋن ﺧطوط اﻟﻧﻘل وأﺳواق اﻟﺗﺻرﯾف ،واﻟذي ﯾؤدى ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل اﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل وﻧﻘص اﻷﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدى اﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻﻧﺗﺎج واﻟﺗﻰ ﺗﻘﻠل ﻣن اﻷرﺑﺎح اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ وارﺗﻔﺎع ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺗﻬﺎ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻷﺧرى اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ واﻟﺗﻰ ﺗﻧﺗﺞ ﻓﻰ أﻗﺎﻟﯾم ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻣواردﻫﺎ ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ اﻟﻣﻣﺗﺎز. واﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻋﻧﺻر ﻏﯾر ﺛﺎﺑت ،ﺣﯾث ﺗﺗﻐﯾر أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻣن ﻓﺗرة ﻷﺧرى ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌدة ﻋواﻣل أﻫﻣﻬﺎ ﺗطور وﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻼﺣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻋطت أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻣﺣﯾط اﻷطﻠﺳﻲ وﺟﻧوب اﻟﻘﺎرة اﻻﻓرﯾﻘﯾﺔ ،ﻛذﻟك ﻓﺎن ﺷق ﻗﻧﺎة اﻟﺳوﯾس أﻛﺳب اﻟﺑﺣرﯾن اﻟﻣﺗوﺳط واﻷﺣﻣر أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﻛﻣﺎ أﻋطﻰ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣواﻧﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻫﻲ اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣواﻧﻰ اﻟﺳوﯾس وﺑور ﺳﻌﯾد وﺟﯾﺑوﺗﻲ وﻋدن وﻣﺎﻟطﺔ ،وﺑﺎﻟﻣﺛل ﺗﻐﯾرت أﻫﻣﯾﺔ ﻣوﻗﻊ اﻟﺳواﺣل اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻼﻣرﯾﻛﺗﯾن ﺑﻌد ﺷق ﻗﻧﺎة ﺑﻧﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﺗﻐﯾرت ٢٧ أﻫﻣﯾﺔ اﻷﺟزاء اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن وﺳط اﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻷﺟزاء اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن زاﺋﯾر وزاﻣﺑﯾﺎ ﺑﻌد ﻣد ﺧطوط اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺣﯾطﯾن اﻷطﻠﺳﻲ واﻟﻬﻧدي ﻣﻣﺎ أﻛﺳب ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺎت أﻫﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﺣوى ﻣوارد ﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻛﺑﯾرة )اﻟﻧﺣﺎس(. ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﻌرض اﻟﺳﺎﺑق أن طرق اﻟﻧﻘل واﻟﻣواﺻﻼت ﺗﻌد ﻣن أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻰ ﺗﻐﯾر أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻰ ﻷى اﻗﻠﯾم أو دوﻟﺔ أو ﻣﻧطﻘﺔ ،ﻓﺷق ﻗﻧﺎة أو اﻧﺷﺎء طرﯾق أو ﻣد ﺧط ﻟﻠﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﻛﻠﻬﺎ أﻣور ﺗﺣدث ﺗﻐﯾرات واﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺗﻲ ﺗﺧدﻣﻬﺎ ،وﻟوﻻ ذﻟك ﻟظﻠت اﻟﻧطﺎﻗﺎت واﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺑﻌﯾدة واﻟﻣﺗطرﻓﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻣﻌزوﻟﺔ وﻓﻰ ﺗﺧﻠف واﺿﺢ ،اﻻ أن ﻣد ﺧطوط اﻟﻧﻘل واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أﺳﻬم ﻓﻰ اﺳﺗﻐﻼل ﻣوارد اﻟﻣﻧﺎطق اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻪ اﻵﺳﯾوى اﻟذى ﯾﺷﻛل ﻧﺣو ٪٧٦%ﻣن ﺟﻣﻠﺔ ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟدوﻟﺔ .ﻓﻘد ﺳﺎﻋد ﻣد ﺧطوط اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣوارد اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن زاﺋﯾر وزاﻣﺑﯾﺎ ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق أن ذﻛرﻧﺎ ، ﻛﻣﺎ أن ﻣد ﺧط ﺳﻛﺔ ﺣدﯾد ﺳﯾﺑﯾرﯾﺎ ﻛﺎن اﻟﺑداﯾﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل ﻣﺳﺎﺣﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣن آﺳﯾﺎ اﻟﺳوﻓﯾﺗﯾﺔ ،ﺑل واﻧﺷﺎء اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣدن اﻟﺟدﯾدة ﻣﺛل ﻛوﻣﺳوﻣوﻟﺳك ﻋﻠﻰ ﻧﻬر آﻣور ،ﺑرﺗﺳك واﻧﺟﺎرﺳك ﻋﻠﻰ ﻧﻬر اﻧﺟﺎرا، وﺑﺎﻟﻣﺛل أﺳﻬﻣت اﻟﺧطوط اﻟﻣﻼﺣﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﺑﺣﯾرات اﻟﻌظﻣﻲ وﻣد ﺷﺑﻛﺎت اﻟطرق اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺗﻌﻣﯾر واﺳﺗﻐﻼل ﻣﺳﺎﺣﺎت ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷراﺿﻲ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﻛﻧدا ،ﻛﻣﺎ أن ﻣد اﻟﻧطﺎﻗﺎت اﻟطرق ﻋﺑر اﻟﺳﻬﻠﯾﺔ ﻓﻰ ﻛل ﻣن اﻟﺑ ارزﯾل واﻷرﺟﻧﺗﯾن أﺳﻬم ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻﻧﺗﺎج اﻟﺣﯾواﻧﻲ واﻟزراﻋﻲ واﻟﺗﻌدﯾﻧﻰ ﻓﻰ اﻟدوﻟﺗﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل ﻣﺳﺎﺣﺎت ﺟدﯾدة ﻣن اﻻرض ،ﻓﺎﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻛﺑﯾر اﻟذى ﺷﻬدﺗﻪ اﻻرﺟﻧﺗﯾن ﻓﻰ ﻣد ﺧطوط اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻰ ۱۹۱٤ - ۱۹۰٤أدى اﻟﻰ اﺳﺗﻐﻼل ﺳﻬول اﻟﺑﻣﺑﺎس ﺑﺻورة ﻣﻛﺛﻔﺔ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺗزاﯾد اﻻﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻰ واﻟﺣﯾواﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد. ٢٨ وﻓﻰ اﻟﺑ ارزﯾل ﻧﺗﺞ ﻋن ﻣد ﺧطوط اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻗﻠﯾم ﺳﺎو ﺑﺎوﻟو اﺳﺗﻐﻼل ﻣﺳﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ ﺑزراﻋﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑن واﻟﻛﺎﻛﺎو ﻛﻣﺎ أﺳﻬم ﻣد اﻟﺧطوط اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﻗﻠﯾم ﻣﯾﻧﺎس ﺟراس ﻓﻰ اﺳﺗﻐﻼل ﻣوارد ﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻏﻧﯾﺔ ﺑﺎﻻﻗﻠﯾم ﯾﺄﺗﻰ ﻓﻰ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ اﻟﺣدﯾد واﻟﺑوﻛﺳﯾت واﻟﻣﻧﺟﻧﯾز واﻟرﺻﺎص واﻟذﻫب. ﯾﺗﺑﯾن ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑق اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﻬﺎ أن دراﺳﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﻲ وادراك أﻫﻣﯾﺗﻪ اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻣﻊ ﺗﻘدم اﻻﻧﺳﺎن وﺗﻌدد اﺑﺗﻛﺎراﺗﻪ ﺗﻌد أﺳﺎﺳﺎ ﻗوﯾﺎ ﻟذى ﺗﺧطﯾط اﻗﻠﯾﻣﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣدد ﺻورة اﻻﻗﻠﯾم وأﺑﻌﺎدﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻷن اﻧﺷﺎء طرﯾق ﺟدﯾد ﻓﻰ اﻗﻠﯾم ﻣﺎ ﻗد ﯾﻐﯾر أﻫﻣﯾﺗﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ دورﻩ ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﻧطﺎﻗﺎت ﻣﺗﻌددة ﻣن ﻗﺎرات أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ وأﻓرﯾﻘﯾﺎ واﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ. ﯾﻌد اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺟﯾوﻟوﺟﻰ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻰ ﺗﺳﻬم ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر وﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻛﺳﺎب اﻻﻗﻠﯾم ﺑﻌض ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻓﻲ أﻧﻣﺎط اﺳﺗﻐﻼل اﻷرض ،ﻓﺎﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻰ ﺗدﺧل ﻓﻰ ﺗرﻛﯾب اﻟﺗرﺑﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺎت ﻣﺗﻌددة ﻣن اﻟﻌﺎﻟم وﺧﺎﺻﺔ أﻛﺎﺳﯾد اﻟﺣدﯾد واﻟﻛﺎﻟﺳﯾوم واﻷزوت واﻟﻔوﺳﻔور واﻟﺑوﺗﺎﺳﯾوم واﻷﻟوﻣﻧﯾوم واﻟﻣﻧﺟﻧﯾز ﺗؤﺛر ﻓﻰ ﻧﻣط اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟزراﻋﻲ وﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻧوع اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﻣزروﻋﺔ واﻟﻧﺑﺎﺗﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤﺛر ﺑدورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺛروة اﻟﺣﯾواﻧﯾﺔ ،وﻗد ﺗﺣوى اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﺟﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺛروة ﻣﻌدﻧﯾﺔ ﺗﻐﯾر ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن ﻧﻣط اﺳﺗﻐﻼل اﻷرض ﻓﻰ اﻻﻗﻠﯾم. وﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣﺧطط اﻟﻬﺎدف اﻟﻰ اﺳﺗﻐﻼل ﻣوارد أى اﻗﻠﯾم اﻟﻰ دراﺳﺔ ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻟﺗرﻛﯾﺑﻪ اﻟﺟﯾوﻟوﺟﻰ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﺗﺣوﯾﻪ اﻟطﺑﻘﺎت اﻷرﺿﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻗﻠﯾم ﻣن ﺻﺧور وﻣﻌﺎدن ،ﻟذﻟك ﻛﺎﻧت أﻫﻣﯾﺔ دراﺳﺔ أﻧواع اﻟﺻﺧور وﺗﺣدﯾد ﺧﺻﺎﺋص وﻣﻣﯾزات ﻛل ﻧوع ﻣﻧﻬﺎ ،وﺗﻧﻘﺳم اﻟﺻﺧور اﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع رﺋﯾﺳﺔ: ٢٩ اﻟﺻﺧور اﻟﻧﺎرﯾﺔ.The Igneous Rocks : ﯾﻌرف ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺻﺧور ﺑﺎﺳم ﺻﺧور اﻟﺻﻬﯾر Magmaticﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻧﺻﻬرة ﻓﻰ ﺑداﯾﺔ ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ﺛم ﺗﺻﻠﺑت ﺑﻌد ﺗﺄﺛرﻫﺎ ﺑﺎﻟﺑرودة ﺑﺷﻛل ﺑطﻲء ،وﻫﻰ ﺻﺧور ﻗدﯾﻣﺔ اﻟﺗﻛوﯾن ﺟدا ،وﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺻﻼﺑﺔ اﻟﺷدﯾدة ﺣﯾث ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﺑﻠورات ﻣن اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺗﻣﺎﺳك ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺷدﯾد ،وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺻﺧور اﻟﺻﻠﺑﺔ ﻋدﯾﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎم اﻷﺳﺎس اﻟﺻﺧري اﻟذي ﺗرﺳﺑت ﻓوﻗﻪ اﻟﺻﺧور اﻷﺣدث ،وﯾﻣﻛن أن ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻣن اﻟﺻﺧوراﻟﻧﺎرﯾﺔ. .١اﻟﺻﺧور اﻟﻧﺎرﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ :وﻫﻰ اﻟﺗﻰ ﺗﻛوﻧت ﻓﻲ ﺑﺎطن اﻷرض أﺛﻧﺎء ﺗﺻﻠب اﻟﺻﻬﯾر ﺑﺑطﻰء ،وﯾﻛون ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺻﺧور اﻟﻧﺎرﯾﺔ اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗرﺳﺑت ﻓوﻗﻪ اﻟﺻﺧور اﻷﺣدث ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻛوﯾن ،وﻣﻊ ذﻟك ﻗد ﺗظﻬر ﻓوق ﺳطﺢ اﻷرض ﻓﻰ ﺑﻌض اﻷﻗﺎﻟﯾم ﺣﯾن ﺗﻧﺷط ﻋواﻣل اﻟﺗﻌرﯾﺔ وﺗزﯾﺢ اﻟﺗﻛوﯾﻧﺎت اﻷﺣدث ﻟﺗظﻬر اﻟﺻﺧور اﻟﻣﻧﺎرﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ،وﻣن أﺷﻬر أﻧواﻋﻬﺎ اﻟﺟراﻧﯾت واﻟﺑﺎزﻟت واﻟدﯾورﯾت واﻟﺳﯾﺎﻧﯾت. .٢اﻟﺻﺧور اﻟﻧﺎرﯾﺔ اﻟطﻔﺣﯾﺔ :وﻫﻰ اﻟﺗﻰ ﺗﻛوﻧت ﻣن ﺗﺻﻠب اﻟﻣﺎﺟﻣﺎ Magmaﺑﻌد اﻧدﻓﺎﻋﻬﺎ ﻣن ﺑﺎطن اﻷرض ﺧﻼل اﻟﺷﻘوق واﻧﺳﯾﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻷرض وﯾﻣﺛﻠﻬﺎ ﺻﺧور اﻟﻼﻓﺎ Lavaوﯾﺗﺳم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺻﺧور ﺑدﻗﺔ اﻟﺑﻠورات اﻟﺗﻰ ﺗدﺧل ﻓﻰ ﺗﻛوﯾﻧﻪ وﻗد ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑرودة اﻟﻣواد اﻟﻣﻧﺻﻬرة ﺑﺻورة ﺳرﯾﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻷرض ،ﻓﻰ ﺣﯾن ﺗﺗﺳم ﺻﺧور اﻟدوع اﻟﺳﺎﺑق -اﻟﺻﺧور اﻟﻧﺎرﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ -ﺑﺎﻟﺑﻠﻠورات اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ﻧظ ار ﻟﺑطﻰء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺑرﯾدﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﺎطن اﻷرض. وﻟﻠﺻﺧور اﻟﻧﺎرﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة واﺳﺗﺧداﻣﺎت ﻣﺗﻌددة ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻐل اﻟﺑﺎزﻟت ﻓﻲ رﺻف اﻟطرق، واﻟﺟراﻧﯾت ﻓﻰ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺿﺧﻣﺔ ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧطﺎﻗﺎت واﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺗﻰ ﯾﺗﺄﻟف ﺳطﺣﻬﺎ ﻣن ﺗﻛوﯾﻧﺎت ﻧﺎرﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻌﻣراﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻟرأﺳﻰ ﻟﻠﻣﺳﺎﻛن ،ﻓﺎﻟﻔرق ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻟرأﺳﻲ ﻟﻠﻌﻣران ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻧﯾوﯾورك ﻋﻧﻪ ﻓﻰ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﻣردﻩ ﻋدة ﻋواﻣل أﻫﻣﻬﺎ اﺧﺗﻼف اﻟﺗﻛوﯾﻧﺎت اﻟﺳطﺣﯾﺔ وﺗﺑﺎﯾن ٣٠ ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺿﺧﻣﺔ واﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻋداد أﺳﺎﺳﺎت ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻘﺎﻫرة وﻫﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ اﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ،وﺑﺎﻟﻣﺛل ﻓﺎن اﻟﺿﻔﺎف اﻟﻧﻬرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﻣن اﻟﺻﺧور اﻟﻧﺎرﯾﺔ ﺗﻌد ﻣﻧﺎطق ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﺑﻧﺎء اﻟﺳدود واﻟﺧزاﻧﺎت اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ ﺑﺣﻛم ﻋدم ﻣﺳﺎﻣﯾﺔ ﺗﻛوﯾﻧﺎﺗﻬﺎ وﻗدرﺗﻬﺎ اﻟﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل ﺿﻐط اﻟﻣﯾﺎﻩ وﯾﻧطﺑق ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟذى اﺧﺗﯾر ﺟﻧوب أﺳوان ﻟﺑﻧﺎء اﻟﺳد اﻟﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻬر اﻟﻧﯾل. واﻟﺗﻛوﯾﻧﺎت اﻟﻧﺎرﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ أﺧرى ﺣﯾث ﯾرﺗﺑط ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻔﻠزﯾﺔﻛﺎﻟﺣدﯾد واﻟﻧﺣﺎس واﻟﻘﺻدﯾر واﻟرﺻﺎص واﻟﻛروم واﻟﻧﯾﻛل. اﻟﺻﺧور اﻟرﺳوﺑﯾﺔ:The Sedimentary Rocks ﺗﺧﺗﻠف اﻟﺻﺧور اﻟرﺳوﺑﯾﺔ ﻋن اﻟﻧﺎرﯾﺔ ﻓﻰ ﺗﻛوﻧﻬﺎ ﻓوق ﺳطﺢ اﻷرض ﺣﯾث ﺗﻐطﻰ ﻧﺣو ٪٧٠ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﺗﻛوﯾﻧﺎت اﻟﺳطﺣﯾﺔ وان اﺧﺗﻠف ﺳﻣﻛﻬﺎ ﻣن اﻗﻠﯾم ﻵﺧر،وﺗﺗﺄﻟف اﻟﺻﺧور اﻟرﺳوﺑﯾﺔ ﻣن ﻣﻔﺗﺗﺎت ﻧﺎرﯾﺔ أو ﻣﺗﺣوﻟﺔ ﺑﻔﻌل ﻋواﻣل اﻟﺗﻌرﯾﺔ اﻟﺗﻲ رﺳﺑﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﺷﻛل طﺑﻘﺎت ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﻣﺎﺳك ﻟﺗﻛون ﺻﺧور رﻣﻠﯾﺔ أو طﯾﻧﯾﺔ أو ﺣﺻوﯾﺔ وﻫﻰ ﺻﺧور ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟطﺑﺎﻗﯾﺔ وﺗﻌرف ﺑﺎﺳم اﻟﺻﺧور اﻟرﺳوﺑﯾﺔ اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ وﻫﻰ ﺗدﯾن ﺑﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ اﻟﻰ ﺗﺣطم اﻟﺻﺧور ﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺎ وﺗراﻛﻣﻬﺎ وﺗﻣﺎﺳﻛﻬﺎ دون أن ﯾط أر ﻋﻠﯾﻬﺎ أي ﺗﻐﯾر ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ. وﻫﻧﺎك ﻧوع آﺧر ﻣن اﻟﺻﺧور اﻟرﺳوﺑﯾﺔ ﯾﻌرف ﺑﺎﺳم اﻟﺻﺧور اﻟرﺳوﺑﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ وﻫﻰ اﻟﺗﻰ ﺗﻛوﻧت ﻓﻰ ﻗﯾﻌﺎن اﻟﺑﺣﺎر واﻟﺑﺣﯾرات ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗرﺳﯾب أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗراﻛم ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﻌظﻣﯾﺔ ﻟﻸﺳﻣﺎك واﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺻﺧور اﻟرﺳوﺑﯾﺔ اﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع رﺋﯾﺳﯾﺔ : اﻟﺣﺟر اﻟﺟﯾرى ) اﻟطﺑﺎﺷﯾری( .Limestone اﻟﺣﺟر اﻟرﻣﻠﻲ .Sandstone اﻟﺣﺟر اﻟطﯾﻧﻲ )اﻟﺻﻠﺻﺎل (.Mud (Clay) Rock ٣١ وﺗﺗﺑﺎﯾن اﻷﻧواع اﻟﻣﺷﺎر اﻟﯾﻬﺎ ﻓﻰ درﺟﺔ ﻣﺳﺎﻣﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﯾﺎﻩ وﻣدى ﺻﻼﺑﺗﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺣﺟر اﻟرﻣﻠﻰ أﻛﺛر أﻧواع اﻟﺻﺧور اﻟرﺳوﺑﯾﺔ ﻣﺳﺎﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﺗراوح درﺟﺔ ﻣﺳﺎﻣﯾﺗﻪ ﺑﯾن ٪٤٠ - ٢٨ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻏﯾر ﻣﻼﺋم ﻷن ﯾؤﻟف ﻗﺎﻋدة أو أﺳﺎس ﻟﻠﺳدود واﻟﺧزاﻧﺎت اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﻰ ﺣﯾن أﻛﺳﺑﺗﻪ ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻣﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺣﯾث ﻫﯾﺎﺗﻪ ﻟﯾﻛون أﺻﻠﺢ اﻟﺑﯾﺋﺎت ﻟﺧزن اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺟوﻓﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ اذا ارﺗﻛز اﻟﺣﺟر اﻟرﻣﻠﻲ ﻓوق أﺳﺎس ﺻﺧرى ﺻﻠب ﻏﯾر ﻣﻧﻔذ ﻟﻠﻣﯾﺎﻩ .وﯾﻛون اﻟﺣﺟر اﻟرﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﻣ?