المحاضرة األولى - سيكولوجية القيم واألخالق PDF
Document Details
Tags
Summary
هذه المحاضرة تقدم تعريفًا عامًا بالقيم والأخلاق، وتناقش الفرق بين القيم الشخصية والاجتماعية، وتلقي نظرة موجزة على نشأة علم الأخلاق.
Full Transcript
المحاضرة األولى مقدمة في سيكولوجية القيم واألخالق تعريف القيم واألخالق . مهما وذا قيمة. القيم هي المبادئ والمعتقدات التي تحدد ما يعتبره الفرد أو المجتمع ً...
المحاضرة األولى مقدمة في سيكولوجية القيم واألخالق تعريف القيم واألخالق . مهما وذا قيمة. القيم هي المبادئ والمعتقدات التي تحدد ما يعتبره الفرد أو المجتمع ً تشكل القيم األساس الذي ُيبنى عليه اتخاذ الق اررات والسلوكيات ،مثل األمانة ،االحترام، .التعاون ،والعدالة األخالق تشير إلى مجموعة من المعايير والمبادئ التي تحدد ما هو صحيح أو خاطئ، وما هو مقبول أو مرفوض في سلوك األفراد.تشمل األخالق التوجيهات التي تساعد .األفراد على التصرف بشكل يتماشى مع القيم الفرق بين القيم الشخصية واالجتماعية بناء على تجاربهم ،معتقداتهم، القيم الشخصية هي المبادئ التي يعتنقها األفراد ً وتطلعاتهم الشخصية.مثل قيمة األمانة أو االجتهاد.تعكس هذه القيم الهوية الفردية .وتؤثر على كيفية تصرف األفراد في حياتهم اليوم ومعترف بها من قبل القيم االجتماعية هي المبادئ والمعايير التي تُعتبر مقبولة ُ المجتمع ككل.تشمل القيم االجتماعية مفاهيم مثل العدالة ،المساواة ،والتسامح ،وهي تساهم في تشكيل الثقافة والسلوك الجماعي نشأة علم األخالق: علم األخالق هو أحد المباحث الفلسفية التي تهتم باستقصاء ودراسة الفضيلة بمعناها المجرد في السلوك اإلنساني.وقد شهدت البشرية العديد من المحاوالت المتتالية على مدار التاريخ لتنظير هذا العلم وتحديد إطار محدد يحصر أهم المفاهيم والمقاصد التي يتناولها.وال شك أن الخير وغيره من الفضائل المجردة مثل العدل والحرية والمساواة والسالم هم المحاور الرئيسية التي يطرحها هذا المبحث الفلسفي.ومع تقدم الوعي اإلنساني استطاع العقل البشري بلورة األفكار الرئيسية لهذا العلم في مجموعة من المبادئ والقيم األساسية التي تنطلق منها جميع الفروع الرامية إلى تعزيز جانب الخير والفضيلة في الضمير اإلنساني.ومع النضج اآلدمي الذي ازدهر عبر العصور صارت هذه المبادئ هي النبع األول لجميع أشكال الضوابط السلوكية والتشريعات الضامنة لتقويم السلوك ورسم المسار المعروف للضمير الجمعي وترسيخ المزيد من القواعد والمعايير التي تهدف إلى تنقية وترقية السلوك وبلوغه أعلى درجات الفضيلة. فضال عن صوره ً وفي هذا المقال نطرح بالتفصيل ماهية ذلك العلم وأهم محاوره وشروحاته المتباينة في الفلسفات واألديان. وي َعد أطروحة نظرية مستقلة بذاتها بعد أن وعلم األخالق هو إحدى ثمرات شجرة الفلسفةُ ، مستقال بذاته.ويهدف هذا العلم إلى تقييم وضبط السلوك ً علما اكتملت ونضجت وصارت ً اإلنساني وضمان عدم انحرافه عن مسار الفضيلة من أجل توفير التعايش السلمي في جميع المجتمعات. أيضا في تسليط الضوء على جوانب الشر في النفس دور ً وال شك أن علم األخالق له ٌ البشرية والعمل على تقليصها والقضاء عليها.وقد ظهر هذا العلم في بادئ األمر كفرع بسيط حسنا في شرح بالء ً بالتزامن مع نشأة وتنظير الفلسفة في عصورها األولى ،وقد أبلى األوائل ً وتقديم أبرز نظريات هذا العلم ،بيد أن التطور ُسن ُة الكون ،ومع تعاقب العصور وظهور األديان طا مجددا من منظور ديني وصارت أكثر ارتبا ً ً المتعددة ،الوضعية والسماوية ،تجلت األخالق بالمعتقد والنص الديني ،وأصبح االلتزام بها متعلًقا بفكرتي الثواب والعقاب ،وفي العصر الحديث وضوحا مع ظهور التشريعات والقوانين واللوائح الضابطة ً أضحى اإللزام األخالقي أكثر مجسما على األرض؛ لتزداد الحاجة ً للسلوك ،ولم يعد الثواب والعقاب في السماء فقط ،بل صار إلى التعمق في جذور هذا العلم وتتبين أهميته في ترويض شطحات النفس. وال شك أن ثمة خصائص مميزة لهذا العلم والتي تحدد اإلطار العام ألهدافه ونظرياته وتشعب هذه الخصائص ،فإننا نستطيع حصرها في بعض النقاط ُّ ومقاصده.وبالرغم من تعدد المهمة على النحو التالي: −تعزيز الفضييلة :تُ َعد الفضيييلة هي الخاصييية والسييمة األبرز لذلك المبحث؛ حيث يرى علم األخالق أن الفضيييلة هي السييبيل الوحيد الضييامن السييتمرار الحياة على األرض والتعايش الس ي ييلمي بين البش ي يير وأن لوالها لتحول البش ي يير إلى وحوش كاسي ي يرة ُليفني بعض ي ييهم البعض وصي ي ي ي ي ي ي ييار العييالم غييابيية كبيرة يفترس فيهييا القوي الضي ي ي ي ي ي ييعيا وغييابييت األعراف المنظميية للمجتمعات.ومن أجل ذلك جاء تعزيز الفضي ي ي ي ي ي يييلة على رأس أولويات هذا العلم من أجل ترس يييخ المبادئ الس ييلوكية القويمة التي تهذب النفس اإلنس ييانية وترتقي بها وتوق الض ييمير لي ييدرك المعنى المختلا للحي يياة بعي ي ًيدا عن األطم يياع واألحق يياد والتن ييافس المتجرد من أي اعتبارات أخالقية. −ضييبا السييلوك اإلنسييانيُ :يعد الس ييلوك اإلنس يياني هو المحور األس يياس ييي الذي تدور حوله جميع األطروحات والنظريات المتعلقة بذلك العلم ،وال شي ي ييك أن هدفها األوحد هو ضي ي ييمان االنضي ييباس السي ييلوكي ورسي ييم المسي ييار القويم وتوضي يييح معالمه التي تهتدي بها النفس.ومن أجل ذلك نرى أن معظم مش ي ي يياركات المنظرين في هذا الص ي ي ييدد ترمي ً دوما إلى توص ي ي يييا وشرح أهم األساسيات والضوابط التي تلزم اإلنسان باالرتقاء في سلوكه وتصرفاته وتجنبه شرور نفسه. −مقاومة االنحراف :ال شك أن مقاومة االنحراف ونشر الخير وااللتزام من أهم خصائص ذلك المبحث الفلسفي ،لذلك نرى الكثير من منظري هذا العلم قد أفردوا الكثير من األطروحات والكتابات التي تحث على الحد من سبل االنحراف وتمهيد طريق الخير من خالل تسليط الضوء على بعض اإلغراءات التي تجعل اإلنسان فريس ًة لالنحالل األخالقي علم األخالق في اإلسالم احدا من أهم −لألخالق مكانة سامية في جميع األديان ،ومن ثَ َّم فإن علم األخالق ُي َعد و ً تعاليم اإلسالم في سياق الحث على مكارم األخالق.وقد أوصى اإلسالم أتباعه بااللتزام بالكثير من اإلرشادات األخالقية على مستوى الفرد والمجتمع ومنها االلتزام بالصدق واالبتعاد عن االحتيال والغش والتراحم بين الناس حيث يركز على أهمية االحترام والتقدير لكبار السن والعطا والحنان على الصغار.وبطبيعة الحال أبرز اإلسالم أهمية بر الوالدين واألمر بطاعتهما.ومن ناحية أخرى ،أورد اإلسالم في عدة نصوص الكثير من الوصايا بشأن التكافل االجتماعي لضمان التعايش السلمي والتعاضدي بين أفراد المجتمع ،وال شك أن خصلتي اإليثار والتضحية يمثالن الدعامتين األساسيتين للمجتمع اإلسالمي من أجل تدعيم الترابط بين األفراد وزرع المودة والرحمة بينهم. علم األخالق في المسيحية ُ −ي َعد مفهوم المحبة والفداء بمثابة المحور الرئيسي ي ي ي ي ييي ألطروحات علم األخالق المسي ي ي ي ي يييحية حيث ُيسي ي ييتََقى هذا المفهوم من تعاليم السي ي يييد المسي ي يييح وأفعاله النبيلة التي طالما واجه فيها الشي ي ي يير بالخير والكراهية بالحب.ومن المؤكد أن فكرة الفداء قد تجلت بشي ي ي ييدة في المشي ي ي ييهد فضال عن تعاليمه ووصاياه لتالمذته الذين نشروا الفضيلة ً األخير من حياة السيد المسيح واألخالق الحميدة من بعده في جميع أنحاء العالم في ضي ي ي ييوء هديه.ومن أبرز الفضي ي ي ييائل التي نادت بها المسيحية هي الحكمة واالعتدال والصبر والتسامح والتواضع واإلحسان. علم األخالق عند أرسطو ُ −ي َعد أرسطو من أهم منظري علم األخالق حيث أفرد له ً كتابا بأكمله يحمل اسم األخالق النيقوماخية.ويرى أرسطو أن الغاية النهائية لإلنسان هي بلوغ السعادة ،وأشار إلى أن اإلنسان لن يبلغ هذا المبتغى إال من خالل التصرف السليم والتحلي بالفضيلة.وكان أرسطو من أنصار العقالنية ،لذلك ربط بين العقل واألخالق الحميدة وجعل العقل سيد األخالق وموجهها األول.وألمح أرسطو إلى أن ُّ تعقل األمور وحسن التصرف هما السبيل الوحيد المحقق لسعادة اإلنسان.ومن أبرز إسهامات أرسطو في ذلك السياق هو إق ارره دائما ما تتوسط رذيلتين ،وقد وضح ذلك بمثال بأن خير األمور الوسط وأن الفضيلة ً شهير مذكور في معظم مناهج الفلسفة وهو أن الشجاعة فضيلة تتوسط رذيلتي التهور والجبن. علم األخالق في الفلسفة احدا من أهم المباحث الفلس ي ي ي ي ي ييفية ،وقد اهتمت الفلسي ي ي ي ي ييفة −كان علم األخالق – وال يزال – و ً وجميع مذاهبها بد ارس ي يية األخالق وأش ي ييكالها ورص ي ييدها وتنظير حركتها عبر العص ي ييور.وقد عكا الفالسي ي ي ييفة منذ القدم على وضي ي ي ييع وترسي ي ي يييخ الض ي ي ي يوابط والقيم التي تضي ي ي ييمن االلتزام األخالقي لدى اإلنسييان الفاضييل وشييرعوا في تحديد أبرز القواعد السييلوكية الضييابطة على مسي ييتوى الفرد والجماعة وتنظيم العالقات بين المجتمعات.وترى الفلسي ييفة أن األخالق هي انعكاس للقيم والمثل العليا المجردة التي تهدف إلى االرتقاء بس ي ي ي يلوك اإلنسي ي ي ييان ورفع وعيه وتنقية ض ي ييميره.وال ش ي ييك أن الفلس ي ييفة كانت وال تزال الش ي ييجرة األم لكل ما هو متعلق بذلك العلم ولم تتوقا إسهاماتها في تنقيحه حتى اليوم. احدا من أهم العلوم اإلنسييانية التي تركز على ماهية السييلوك −وهكذا نجد أن علم األخالق و ً اإلنس ي ي يياني وغرز القيم الحميدة والفض ي ي ييائل في النفس البشي ي ي يرية ودعمها من خالل وص ي ي ييايا الفالسفة وارشاداتهم ووضع معالم الطريق القويم.