الخمسة الدروس األولى من الذكاء العاطفي PDF

Summary

هذا المستند يغطي مفهوم الذكاء وأنواعه وأهميته، ويدرس محدداته من وجهة نظر علم النفس. يُقدم تعريفات مختلفة للذكاء من قبل علماء النفس، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة عليه.

Full Transcript

‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫الدرس االول‬ ‫الذكاء‪ :‬مفهومه ‪ -‬أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬...

‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫الدرس االول‬ ‫الذكاء‪ :‬مفهومه ‪ -‬أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫الفهرس‬ ‫أهداف الدرس ‪3..................................................................................................................‬‬ ‫المقدمة ‪4..........................................................................................................................‬‬ ‫مفهوم الذكاء ‪5...................................................................................................................‬‬ ‫تعريفات الذكاء عند علماء النفس ‪7.......................................................................................‬‬ ‫التعريف العضوي للذكاء ‪7..................................................................................................................................................................‬‬ ‫التعريف السيسيولوجي للذكاء ‪7..................................................................................................................................................‬‬ ‫التعريفات السيكولوجية للذكاء ‪7...................................................................................................................................................‬‬ ‫أنواع الذكاء عند علماء النفس ‪8............................................................................................‬‬ ‫الفرق بين وظائف الدماغ والذكاء ‪9.......................................................................................‬‬ ‫أهمية الذكاء العاطفي ‪9......................................................................................................‬‬ ‫محددات الذكاء ‪10................................................................................................................‬‬ ‫الذكاء والوراثة ‪10.......................................................................................................................................................................................‬‬ ‫الذكاء والبيئة ‪11.........................................................................................................................................................................................‬‬ ‫العوامل المؤثرة على ذكاء الفرد ‪11......................................................................................‬‬ ‫العوامل البيئية المؤثرة في الذكاء ‪12....................................................................................‬‬ ‫المراجع ‪15..........................................................................................................................‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫أهداف الدرس‬ ‫يتوقع من الطالبة بعد انتهاء الدرس أن تكون قادرة على أن‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫تعرف الذكاء‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫تعدد أنواع الذكاء عند علماء النفس‬ ‫‪.2‬‬ ‫تفرق بين وظائف الدماغ والذكاء‬ ‫‪.3‬‬ ‫ّ‬ ‫توضح أهمية الذكاء العاطفي‬ ‫‪.4‬‬ ‫تعدّ د محددات الذكاء‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫ّ‬ ‫المؤثرة على الذكاء‪.‬‬ ‫تذكر العوامل‬ ‫‪.6‬‬ ‫تذكر العوامل البيئية المؤثرة في الذكاء‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫المقدمة‬ ‫يعتبر لفظ الذكاء من أكثر األلفاظ شيوعاً و تداو ً‬ ‫ال بين الناس‪ ،‬و هو المرادف لما يدور في‬ ‫أذهان الناس للنباهة و الفطنة و الفراسة‪ ،‬كما أنه مرادف للمهارة في معاملة الناس‪ ،‬فالذكاء‬ ‫من أقدم الموضوعات التي حظيت باالهتمام و الدراسة من جانب الفالسفة القدامى‪ ،‬فقد عرّف‬ ‫ّ‬ ‫والتعلم‪ ،‬أمّ ا أرسطو فقال بأ ّنه مجموعة‬ ‫أفالطون الذكاء على أ ّنه النشاط الذي يكسب صاحبه العلم‬ ‫ّ‬ ‫تشكل العقل والمنطق‪ ،‬وعند الفالسفة العرب ذاع حديث اإلمام‬ ‫من األحاسيس والمشاعر التي‬ ‫فخر الدين الرازي من خالل كتابه المشهور (الفراسة) الذي يحلل فيه العالقة بين التقييم العضوي‬ ‫يقسم األفعال إلى‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫و الشخصية كمسببات للسلوك اإلنساني‪ ،‬و‬ ‫أفعال نفسية داخلية‪ :‬كالفراسة والذاكرة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أفعال حيوية‪ :‬كالشجاعة‪ ،‬والجبن‪ ،‬والتريث‪ ،‬والتهور‪.‬‬ ‫ ‬ ‫لذا يعد الذكاء من الموضوعات المهمة التي اهتم بها المشتغلون بالتربية وعلم النفس في مجال‬ ‫الدراسات الخاصة بالفروق الفردية‪ ،‬باعتباره أحد مظاهر الحياة العقلية السلوكية التي يمكن‬ ‫مالحظتها وقياسها علمياً موضوعياً‪ ،‬ويعود السبب في انتشار مفهوم الذكاء العاطفي إلى "دانيال‬ ‫غولمان" في كتابه المعنون بـ‪Emotional Intelligence: why it can matter more than ( :‬‬ ‫‪ )?IQ‬والذي كان إصداره في عام ‪ 1995‬وثم تبعته بعد ذلك الكثير من المقاالت والتي توضح فكرة‬ ‫أن النجاح في الحياة االجتماعية أو المهنية ال يعتمد على قدرات الفرد الذهنية (الذكاء العقلي)‪،‬‬ ‫ولكن على ما يملكه هذا الفرد من قدرات اصطلح على تسميتها بالذكاء العاطفي‪.‬ويرجع االنتشار‬ ‫الواسع للدراسات المتعلقة بالذكاء العاطفي خالل فترة وجيزة إلى أنه يساعد القائد علي اكتساب‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫مصادر متعددة للقوة والتأثير في سلوكيات ومخرجات المرؤوسين بما يمكنه من أداء أدواره‬ ‫القيادية‪.‬وهذا ما تبحث عنه المنظمات اليوم‪.‬وتشير الدراسات النفسية واالجتماعية إلى أن تركيبة‬ ‫القدرات المتعلقة بالذكاء العاطفي هي التي تشكل اإلدراك وترشد سلوك وقرارات القائد وتحدد‬ ‫أولوياته وأنماط تعامالته مع البيئة‪.‬‬ ‫مفهوم الذكاء‬ ‫تعددت تعريفات الذكاء منذ البدايات األولى لظهور ميدان علم النفس‪ ،‬حيث ظهرت العديد من‬ ‫محصلة لمجموعة من القدرات‬ ‫ّ‬ ‫تفسر ذلك النمو العقلي‪.‬ويعرف الذكاء بأنه‬ ‫ّ‬ ‫النظريات التي‬ ‫ّ‬ ‫لتصور والتخيّل‪.‬ويعرّف ويكسلر الذكاء‬ ‫ّ‬ ‫والتذكر وا‬ ‫النفسية‪ ،‬كاإلحساس واإلدراك واإلرادة واإلنفعال‬ ‫ّ‬ ‫يفكر تفكيراً جيّداً‪،‬‬ ‫بأنه‪ :‬القدرة العامة الشاملة التي تمكن الفرد من أن يتصرّف تصرّفاً حسناً‪ ،‬وأن‬ ‫وأن يتكيّف مع بيئته بكفاءة وجدارة‪ ،‬وعرّف ديروبيوم الذكاء بأنه القدرة على اكتساب الخبرة‬ ‫واإلفادة منها‪ ،‬أما بنتر عرّف الذكاء بأنه قدرة الفرد على التوافق بإنجاح العالقات الجديدة في الحياة‪.‬‬ ‫ويعرّف تاتل ‪ 1971‬الذكاء بأنه مزيج من السمات اإلنسانية التي تشتمل القدرة على استبعاد‬ ‫العالقات المعقدة‪ ،‬والقيام بالوظائف الذهنية التي يتطلبها التفكير المجرد والقدرة على التكيّف‬ ‫الخاصة‬ ‫ّ‬ ‫وحل المشكالت واكتساب خبرة جديدة‪.‬ويرى ثورنديك أن الذكاء هو مجموعة القدرات‬ ‫المستقلة‪ ،‬كما يعرف الذكاء أيضاً في معناه العام بأنه تكوين فرضي يمكن مالحظته وقياسه‬ ‫من خالل اختبارات الذكاء المق ّننة‪ ،‬والذكاء ال يمكن مالحظته بصورة مباشرة إنما نراه في السلوك‬ ‫والتصرفات في المواقف الحياتية المتنوعة‪ ،‬وهو افتراضي‪ ،‬بمعنى أننا نفترض وجوده‪ ،‬على الرغم‬ ‫من صعوبة مالحظته بشكل مباشر‪ ،‬فهو مفهوم مجرّد وليس شيئاً محسوساً أو ملموساً‪.‬ويسبب‬ ‫‪5‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫ّ‬ ‫تنوع المظاهر التي تدل على الذكاء‪ ،‬فقد تعددت تعريفات الذكاء‪ ،‬فالبعض يرى أنه القدرة على‬ ‫التفكير المجرد‪ ،‬ويراه آخرون أنه القدرة على فهم الظروف المحيطة باإلنسان‪ ،‬فهما سريعاً وصحيحاً‪،‬‬ ‫أو القدرة على تحقيق األهداف المرجوة‪ ،‬في حين يرى البعض الذكاء على أنه القدرة على‬ ‫ّ‬ ‫الدقة في تحديده إلى‬ ‫التحصيل أو حل المشكالت‪.‬ويع ّزز ساتلر غموض مفهوم الذكاء وصعوبة‬ ‫كون الذكاء ال وجود له في حد ذاته وإنما هو نوع من الوصف ننعت به فرداً معيناً عندما يسلك‬ ‫بطريقة معيّنة في وضع معين‪ ،‬ويذكر فرنون أن غموض مفهوم الذكاء قد يعود إلى تعدد وكثرة‬ ‫المعاني المرتبطة به‪.‬وعلى الرغم من هذا الغموض فإن هناك من يورد تحديداً لبعض القدرات‬ ‫في معظم التعريفات وهي‪:‬‬ ‫‪.1‬القدرة على التفكير المجرد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التعلم‪.‬‬ ‫‪.2‬القدرة على‬ ‫‪.3‬القدرة على حل المشكالت‪.‬‬ ‫ويالحظ أن جميع هذه الدراسات قد تم دمجها في تعريف واحد أورده استودارد‪ ،‬ويفيد بأن الذكاء‬ ‫هو نشاط عقلي تتضح فيه عوامل الصعوبة‪ ،‬والتعقيد‪ ،‬والتجريد‪ ،‬والسرعة والتكيّف‪ ،‬للوصول‬ ‫للهدف والقيمة االجتماعية واالبتكار واالقتصار في الوقت والجهد والقدرة على االستمرار في‬ ‫الظروف التي تتطلب تركيز الطاقة العقلية ومقاومة العوامل االنفعالية‪.‬كما حاول عالم النفس‬ ‫أودين بورنج إيقاف الجدل وعرّف الذكاء من خالل مقياس اختبارات الذكاء التي تقدم قيمة رقمية‬ ‫لمستوى الذكاء لكل شخص‪.‬ويرى البعض أن الذكاء هو سرعة في الفهم والبديهة ونشاط فكري‬ ‫معرفي يقوم به العقل‪ ،‬وليس شرطاً أن يكون الذكاء مرتبطاً بالتحصيل األكاديم ّ‬ ‫ي‪ ،‬فقد يشمل‬ ‫ّ‬ ‫فكل شخص يتميّز بنوع أو أكثر من أنواع‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ي والرياض ّ‬ ‫ي واللغو ّ‬ ‫نواحي أخرى كالذكاء االجتماع ّ‬ ‫‪6‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫الذكاء‪ ،‬ومصدر كلمة الذكاء في اللغة العربيّة هو (ال ّذكا) أي الجمرة المشتعلة‪ ،‬بمعنى اشتداد‬ ‫الحرارة كلهب النار‪.‬‬ ‫تعريفات الذكاء عند علماء النفس‬ ‫التعريف العضوي للذكاء‪:‬‬ ‫خاصة لفرد وترجع لعوامل وراثية‪.‬‬ ‫حيث يرى أن الذكاء هو قدرة عضوية تعتمد على بنية ّ‬ ‫التعريف السيسيولوجي للذكاء‪:‬‬ ‫ويرى أن الذكاء هو قدرة الفرد على التفاعل مع لغة ومبادئ وقوانين المجتمع والواجبات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وعلى ذلك فالفرد الذي يعيش في بيئة ثريّة ثقافياً تنتشر بها األفكار والمعتقدات‬ ‫ذكاء من الفرد الذي يعيش في بيئة متدنية من الناحية‬ ‫ً‬ ‫الراقية (بيئة حضارية مدنية) يكون أكثر‬ ‫الحضارية‪.‬‬ ‫التعريفات السيكولوجية للذكاء‪:‬‬ ‫حيث ال يهتم أنصار هذا المدخل عما إذا كان الذكاء وراثياً أو مكتسباً‪ ،‬فهم يعتمدون على المقاييس‬ ‫ّ‬ ‫يتمثل في القدرة على النقد الذاتي والتكيّف بشكل شعوري مع ظروف‬ ‫النفسية للذكاء‪ ،‬فهو‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫أنواع الذكاء عند علماء النفس‪:‬‬ ‫يقسم الدكتور هوارد جاردنر أنواع الذكاء إلى‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الذكاء اللفظيّ (اللغويّ)‪ :‬هو القدرة على ّ‬ ‫تعلم اللغات بأنواعها سواء المنطوقة أو‬ ‫ ‬ ‫المكتوبة واستخدامها في التعبير عن النفس والتواصل مع اآلخرين‪ ،‬وهذه صفة‬ ‫ي ّتسم بها الكتاب والشعراء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وحل المشكالت منطقياً‪ ،‬والبحث‬ ‫الذكاء المنطقيّ (الرياضيّ)‪ :‬يحتوي على تحليل‬ ‫ ‬ ‫ي والتعليل واالستنتاج والنقد‪ ،‬والشخص الذي يتمتع بهذا النوع من الذكاء بارع‬ ‫العلم ّ‬ ‫في التعامل مع مسائل الحساب والمشاكل المنطقية‪ ،‬ويستمتع دائماً ّ‬ ‫بحل األلغاز‬ ‫وقراءة االكتشافات العلمية‪ ،‬ويرغب في معرفة كيفية عمل األشياء‪ ،‬كما أ ّنهم‬ ‫يجيدون التعامل مع أجهزة الكمبيوتر واألجهزة األخرى بشكل عام‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي)‪ :‬هو القدرة على التنسيق والموائمة بين حركات الجسم‬ ‫ي (الحرك ّ‬ ‫الذكاء الحس ّ‬ ‫ ‬ ‫من أجل تحقيق أهداف معينة‪.‬‬ ‫الذكاء التفاعليّ (االجتماعيّ)‪ :‬يتضمن القدرة على االختالط والتفاعل مع اآلخرين‬ ‫ ‬ ‫والعمل معهم والتأثير فيهم‪ ،‬وفهم رغباتهم ودوافعهم‪ ،‬وعادة ما ي ّتصف به القادة‪،‬‬ ‫والمع ّلمون‪ ،‬والمرشدون‪ ،‬ومندوبو المبيعات‪.‬‬ ‫الذكاء الذاتيّ (الفرديّ)‪ :‬يشتمل على فهم الفرد ذاته من دوافع وأهداف‬ ‫ ‬ ‫وطموحات‪ ،‬ورسم نموذج فعّ ال لشخصيّته‪ ،‬ويكون لديه القدرة على تطوير ذاته‪.‬‬ ‫الذكاء النغميّ (الموسيقيّ)‪ :‬هو المقدرة على معرفة النغمات واألصوات‬ ‫ ‬ ‫والموسيقى والنبرات‪ ،‬والتمييز بينها ومحاكاتها‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫ي)‪ :‬هو تصور للمساحات والمناطق والقدرة على تقدير‬ ‫ي (التصور ّ‬ ‫الذكاء المكان ّ‬ ‫ ‬ ‫حجم المساحة والمكان‪.‬‬ ‫الذكاء الحيويّ (البيئيّ)‪ :‬هو التعايش والتأقلم مع البيئة الطبيعيّة‪ ،‬والتعرّف على‬ ‫ ‬ ‫األصناف الطبيعيّة المختلفة فيها‪.‬‬ ‫الفرق بين وظائف الدماغ والذكاء‬ ‫ال مهماً‬ ‫ترتبط وظائف الدماغ بالذاكرة والتركيز وليس الذكاء‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون الذكاء عام ً‬ ‫في الحفاظ على فاعلية وظائف الدماغ‪ ،‬وهناك اختالفات في الذكاء بين الجنسين‪ ،‬فالرجال‬ ‫يستخدمون أدمغتهم بشكل أسرع في التصرّف والتعامل مع المشاكل‪ ،‬أمّ ا النساء فلديهن‬ ‫ٍ‬ ‫مقدرة أفضل على تحليل المواضيع المعقدة‪.‬‬ ‫أهمية الذكاء العاطفي‬ ‫للذكاء العاطفي تأثير على قدرة الفرد في التكيف مع متطلبات البيئة المحيطة والتعامل مع‬ ‫ضغوطها‪ ،‬فالناجحين هم الذين يتعاملون مع المواقف االنفعالية بذكاء‪ ،‬األمر الذي ينعكس على‬ ‫سعادتهم ونجاحهم في الحياة‪.‬‬ ‫ويرتبط الذكاء العاطف إيجابياً بمجموعة من المتغيرات المرغوبة شخصياً واجتماعياً مثل‪:‬‬ ‫ الذكاء العاطفي يرتبط إيجابياً بالرضا عن الحياة وبجودة العالقات االجتماعية للفرد‪.‬‬ ‫ األذكياء عاطفياً نجدهم متفوقين دراسياً‪ ،‬وهم األعلى ً‬ ‫أداء في مجال العمل‪.‬‬ ‫ لديهم مهارات قيادية أعلى‪ ،‬وقدرة على الموازنة بين متطلبات العمل واألسرة‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫وقد توصلت الدراسات إلى ان الذكاء العاطفي ينعكس إيجاباً في كفاءة المؤسسات‬ ‫والمنظمات من خالل ما يلي‪:‬‬ ‫ الذكاء العاطفي يخلق نمطا مستقرا من العالقات العامة االيجابية بين األفراد والموظفين‪.‬‬ ‫ الذكاء العاطفي لدى مجموعات العمل يوفر دوافع ايجابية لمزيد من النمو والتطور وتحسين‬ ‫اإلنتاج‪.‬‬ ‫محددات الذكاء‬ ‫اختلفت وجهات النظر حول أثر البيئة والوراثة في تحديد طبيعة الذكاء‪ ،‬فأنصار الوراثة يرون اختالف‬ ‫الذكاء بين األفراد يعود إلى اختالف ما يأخذه الفرد من والديه عن طريق الجينات‪ ،‬بينما أنصار الناحية‬ ‫البيئية يرون أن الذكاء ينتج عن تفاعل جميع العوامل الخارجية التي تؤثر في الفرد منذ بداية تكوينه‬ ‫حتى الوفاة‪.‬‬ ‫الذكاء والوراثة‪:‬‬ ‫دلت الدراسات النفسية على أن الذكاء استعداد يرثه الفرد عن أبويه وأجداده‪ ،‬ولذلك فإن سمة‬ ‫الذكاء الزم الشخص طوال حياته‪ ،‬وتعتبر من الصفات الثابتة نسبياً في شخصية الفرد‪ ،‬وليس معنى‬ ‫هذا أن البيئة ال تؤثر في الذكاء‪ ،‬بل أن للبيئة أثرها الذي يظهر في كيفية استخدام القدر الموروث‬ ‫من الذكاء‪ ،‬أي أن البيئة ال يمكن أن تزيد من كمية الذكاء الموروث‪ ،‬لكنها تساعد على حسن‬ ‫استغالل القدر الموجود من الذكاء‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫الذكاء والبيئة‪:‬‬ ‫يرى أنصار البيئة أن ذكاء اإلنسان وقدراته تتحدد بعوامل البيئة المختلفة‪ ،‬وال أثر للعوامل الوراثية‬ ‫في ذلك‪ ،‬ومن زعماء هذا االتجاه (واطسن)‪ ،‬حيث يقول في عبارته الشهيرة‪" :‬أعطوني أطفا ً‬ ‫ال‬ ‫أصحاء أسوياء التكوين‪ ،‬وأعطوني بيئة مناسبة‪ ،‬وسأتمكن من أجعل من أي واحد منهم بعد تدريب‬ ‫معيّن طبيباً‪ ،‬أو فناناً‪ ،‬أو تاجراً‪ ،‬أو مجرماً بصرف النظر عن استعداداته الخاصة وعن ساللته وأجداده‪.‬‬ ‫والخالصة أن قدرة الفرد العقلية العامة هي نتيجة تفاعل مستمر بين عوامل وراثية وعوامل بيئية‬ ‫مختلفة تعمالن معاً منذ اللحظة األولى لتكوين الجنين‪ ،‬فال يتم تكاثر الخلية إال ضمن ظروف‬ ‫خاصة محيطة بها ويستمر التفاعل‪ ،‬لكنه يصبح أكثر تعقيداً بعد الوالدة لتشابك وتعقد العوامل‬ ‫البيئية التي تحيط بالكائن الحي خاصة االجتماعية‪.‬‬ ‫العوامل المؤثرة على ذكاء الفرد‬ ‫يتحدد الذكاء أساساً بالوراثة‪ ،‬فالذكاء وراثي باستعداد عام لنبوغ الفرد بصورة عامة‪ ،‬فليس من‬ ‫الضرورة إذا نبغ الوالدين في نشاط معيّن كالطب‪ ،‬أو ممارسة فن من الفنون أن يورّ ث ذلك لالبن‪،‬‬ ‫وإنما يرث فقط االستعداد بصورة عامة‪ ،‬وتقوم التربية والخبرة والتوجيه بتشكيل الفرد‪.‬وبالنسبة‬ ‫لتأثير البيئة على ذكاء الفرد‪ ،‬فقد ذكر غالبية العلماء دورها في ذلك‪ ،‬إال أن أداء الفرد الدال على‬ ‫مستوى ذكائه قد يتأثر بعوامل عديدة‪ ،‬فأسئلة اختبارات الذكاء قد تمثل مواقف وظروف بيئية‬ ‫محايدة في تأثيرها بالنسبة لجميع األفراد الذين يطبق عليهم االختبار‪ ،‬ويرى بعض العلماء أن البيئة‬ ‫ال تزيد أو تقلل من ذكاء الفرد إال أنها ّ‬ ‫تؤثر عليه من جانبين هم‪:‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫‪.1‬أن البيئة يمكنها أن تبرز الذكاء الموروث‪ ،‬وتخرجه من مجال القوة إلى مجال الفعل‪ ،‬والتأثير‪،‬‬ ‫وتستغله إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬أو قد تضعفه بعدم إعطاء الفرصة لكي يظهره الفرد‪.‬‬ ‫‪.2‬أن البيئة تقود الذكاء وتوجهه وبالتالي تدعم وجوده وأثاره في الحياة‪.‬‬ ‫وفيما يلي تلخيص للعوامل التي ّ‬ ‫تؤثر على الذكاء‪:‬‬ ‫الصحة العامة للفرد‪.‬‬ ‫ ‬ ‫سالمة جهازه العصبي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫غدده الصماء والمراكز الصعبة بالمخ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫فكلما كان هناك ترابط ودقة في الجهاز العصبي المركزي كلما كان الفرد يتمتع بذكاء أعلى‪،‬‬ ‫وثمة عالقة بين وزن المخ وبين الذكاء‪ ،‬فقد وجد أن أمخاخ النبغاء والعلماء الكبار تتمتع بكبر الحجم‬ ‫ّ‬ ‫مؤشر مطلق و‬ ‫والوزن نسبياً عن غيرهم من األفراد العاديين‪ ،‬وال يعني كبر المخ وزناً وحجماً أنه‬ ‫دائم على ارتفاع ذكاء الفرد‪ ،‬فمرض كبر المخ يصاب به بعض المعاقين ذهنياً‪ ،‬فليس العبرة بالحجم‬ ‫و الوزن فقط‪ ،‬بل بعمق و كثرة تالفيف القشرة المخيّة‪.‬‬ ‫العوامل البيئية المؤثرة في الذكاء‪:‬‬ ‫‪.1‬الكيماويات‪:‬‬ ‫ إن نقص األوكسجين عند الوالدة ّ‬ ‫يؤثر سلباً على القدرات العقلية ويؤدي غالباً‬ ‫للتخلف العقلي‪.‬‬ ‫ إن شرب المنبهات (الشاي والقهوة) بجرعات معتدلة يؤدي إلى تنشيط العمليات‬ ‫العقلية‪ ،‬حيث إن الكميات المعتدلة من الكافيين ّ‬ ‫تؤثر إيجابياً على المخ‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫ إن تعاطي الكحول له أضرار جسيمة على العمليات العقلية‬ ‫‪.2‬الغذاء والمرض‪:‬‬ ‫إن سوء التغذية للجنين تؤدي لضعف الدماغ ضعفاً ال يمكن تعويضه في المراحل‬ ‫ ‬ ‫العمرية التالية‪ ،‬ألنه يكون في مرحلة التكوين‪.‬‬ ‫إن سوء التغذية في السنوات األولى له دور خطير في ظهور األمراض العقلية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪.3‬المستوى االقتصادي واالجتماعي‪:‬‬ ‫ هناك ارتباط إيجابي دال بين الذكاء والمستوى االقتصادي واالجتماعي ومستوى‬ ‫تعليم األبوين ومهنهم‪.‬‬ ‫‪.4‬الحرمان‪:‬‬ ‫ إن الحرمان من المثيرات الحسية يؤدي النخفاض مستوى الذكاء‪ ،‬خاصة إذا كان في‬ ‫مرحلة ما قبل المدرسة‪ ،‬وله أثر سلبي بدرجة بسيطة جداً على الذكاء‪ ،‬كما أن الحرمان‬ ‫العاطفي وأساليب التنشئة األسرية الصارمة‪ ،‬يؤدي إلى تراجع مستوى الذكاء لدى‬ ‫الطفل والعكس صحيح‪.‬‬ ‫‪.5‬التعليم‪:‬‬ ‫تشير بعض الدراسات إلى األثر االيجابي للتعليم النظامي على مستوى الذكاء‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وبعضها اآلخر يشير إلى أن التعليم النظامي كان محايداً في التأثير على مستوى‬ ‫الذكاء‪ ،‬وهذا يرجع إلى اختالف أساليب ومقومات التعليم بين المدارس المختلفة‪،‬‬ ‫فإمكانيات المدرسة وأساليب التعليم فيها هي العامل المؤثر في الذكاء‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫‪.6‬األقران‪:‬‬ ‫ كثيراً ما ترتفع نسبة الذكاء عند الطفل أو تنخفض‪ ،‬ليصبح في مستوى ذكاء أقرانه‬ ‫والمجموعة التي ينتمي إليها‪ ،‬ولكن يجب التأكيد على أن هذا العامل ليس حاسماً‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬الذكاء‪ :‬مفهومه – أسسه ‪ -‬خصائصه‬ ‫المراجع‬ ‫ عبد الرؤوف‪ ،‬طارق وإيهاب عيسى ‪ :2018‬الذكاء العاطفي والذكاء االجتماعي‪ ،‬المجموعة‬ ‫العربية للتدريب والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫‪-www.britannica.com-‬‬ ‫‪"Human‬‬ ‫"‪intelligence‬‬ ‫‪,J.‬‬ ‫‪Sternberg‬‬ ‫ ‪Robert-‬‬ ‫‪.Edited:22/6/2021‬‬ ‫ " ‪"Types of Intelligence and How to Find The One You Are Best In‬‬ ‫‪.www.cleverism- Edited: 22/6/2021‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الدرس الثاني‬ ‫المدخل للذكاء العاطفي‬ ‫(مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫الفهرس‬ ‫أهداف الدرس ‪3...............................................................................................................................‬‬ ‫مفهوم الذكاء العاطفي ‪4.................................................................................................................‬‬ ‫ماهية الذكاء العاطفي ‪6...................................................................................................................‬‬ ‫نشأة وتطور الذكاء العاطفي ‪7..........................................................................................................‬‬ ‫أهمية الذكاء العاطفي ‪8...................................................................................................................‬‬ ‫أسس الذكاء العاطفي ‪9...................................................................................................................‬‬ ‫أبعاد الذكاء العاطفي ‪12...................................................................................................................‬‬ ‫مجاالت الذكاء العاطفي ‪17...............................................................................................................‬‬ ‫مكونات الذكاء العاطفي‪19...............................................................................................................‬‬ ‫المراجع ‪22.......................................................................................................................................‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫أهداف الدرس‬ ‫يتوقع من الطالبة بعد انتهاء الدرس أن تكون قادرة على أن‪:‬‬ ‫‪.1‬تعرف الذكاء العاطفي‪.‬‬ ‫‪.2‬توضح نشأة وتطور الذكاء العاطفي‪.‬‬ ‫‪.3‬تشرح أهمية الذكاء العاطفي‪.‬‬ ‫‪.4‬تعدد أسس الذكاء العاطفي‪.‬‬ ‫‪.5‬تذكر أبعاد الذكاء العاطفي‪.‬‬ ‫‪.6‬توضح مجاالت الذكاء العاطفي‪.‬‬ ‫‪.7‬تستعرض مكونات الذكاء العاطفي‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫مفهوم الذكاء العاطفي‬ ‫تعددت تعريفات الذكاء العاطفي‪ ،‬وسنسرد أبرزها‪:‬‬ ‫يعود مفهوم الذكاء العاطفي بداية إلى تصور ثورندايك عام ‪ 1920‬عـن الـذكاء االجتماعي الذي‬ ‫عرفه بأنه القدرة على فهم اآلخرين والتصرف بحكمة في العالقات اإلنسانية أما الجذور الحديثة‬ ‫لـه‪ ،‬فترجـع إلى دراسـات چـاردنري ‪ Gardner 1983‬عـن الـذكاءات المتعـددة‪ ،‬ورفضه لفكرة العامـل‬ ‫العـام‪ ،‬وبـصفة خاصـة مفهومـه عـن الـذكاء الشخـصي واالجتماعي‪ ،‬وألن الـذكاء العـاطفي ظهـر‬ ‫مـن خـالل دراسـة مايرسـالوفي إذا اعتـبره مـن القدرات العقلية ‪،‬وكذلك ترجع جذور مفهوم الذكاء‬ ‫العاطفي‪ ،‬إلى ما ورد في كتـاب كـوليمان عن الذكاء العاطفي مما ساعد في زيادة البحوث حول‬ ‫هذا المفهوم‪ ،‬حيث عـرف الذكاء العاطفي بأنه القـدرة عـلى إدراك العواطف والتعبير عنها‬ ‫وتفهمهـا واستيعابها‪ ،‬واستخدامها‪ ،‬وإدارة العواطف الكامنة في ذات الفرد‪ ،‬وضبطها و فهم‬ ‫انفعاالت اآلخرين والوعي بها (عبدالرؤوف وعيسى‪.)2018 ،‬‬ ‫ويعرف ماير ‪ Maier‬الذكاء العـاطفي بأنـه عمليـة إدراكيـة تعمـل عـلى التـوازن بـين االنفعاالت‬ ‫واستخدام المنطق والعقالنية‪ ،‬ويعرف إبراهام ‪ Abraham 2002‬الذكاء العاطفي بأنه مجموعة‬ ‫المهارات التي يعزى إليها تصحيح مشاعر الذات واكتشاف المالمح االنفعالية لآلخـرين‪ ،‬واستخدم‬ ‫تلـك المـشاعر في الدافعية و اإلنجـاز في حياة الفرد‪ ،‬كـما يعـرف فـاروق عـثمان ‪ 2000‬الـذكاء‬ ‫العاطفي بأنـه القـدرة علـى االنتباه‪ ،‬واإلدراك الجيـد لالنفعاالت والمشاعر الذاتية وفهمها‬ ‫وصياغتها بوضوح وتنظيمها وفقـا لمراقبـة وإدراك دقيق النفعـاالت اآلخرين ومشاعرهم‪ ،‬للدخول‬ ‫مع هم في عالقات انفعالية واجتماعية إيجابية‪ ،‬تـساعد الفـرد عـلى الرقي العقلي االنفعالي‬ ‫‪4‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫والمهني‪ ،‬وتعلم المزيد من المهارات اإليجابية للحياة ويعرف عبـد الـستار إبـراهيم ‪ 2005‬الـذكاء‬ ‫العـاطفي‪ ،‬بأنـه عبـارة عـن مجموعـة مـن الصفات الشخصية والمهارات االجتماعية والوجدانية التي‬ ‫تمكن الشخص من تفهم مشاعر وانفعاالت اآلخـرين ‪ ،‬وعرف أيضا الذكاء العاطفي بأنه قدرة الفرد‬ ‫على االستخدام الذكي للعواطف‪ ،‬وتكـوين عالقات طيبة مع اآلخرين‪ ،‬وضبط االنفعاالت بما‬ ‫يتناسب ومشاعر اآلخرين‪ ،‬وتوظيفها بطريقـة تزيـد مـن فرص نجاحه في الحياة‪ ،‬ومن ثم يكون أكثر‬ ‫قدرة على ترشيد حياته النفسية واالجتماعية‪ ،‬انطالقـاً من هذه المهارات وعرف ما يروسالوفي‬ ‫‪ Salovy & Mayer 2001‬الذكاء العاطفي‪ ،‬بأنه القـدرة عـلى تعـرف االنفعـاالت الشخصية للفرد‬ ‫وانفعاالت اآلخرين‪ ،‬وذلك لتحفيز الذات وتنظيمها للرقي‪.‬كـما عرفـه بأنـه نـوع مـن الذكاء‬ ‫االجتماعي الذي يتضمن قدرة الفرد على مراقبة انفعاالته الخاصة وانفعاالت اآلخرين‪ ،‬والتمييز‬ ‫بينهم واستخدام المعرفة في توجيه تفكير الفرد وأفعاله‪.‬أيضا عرف الـذكاء العاطفي أنـه القـدرة‬ ‫علـى تمييـز االنفعاالت وعالقاتها واالستدالل وحل المشكالت‪ ،‬والقدرة على إدراك االنفعاالت‬ ‫واستيعاب المشاعر المرتبطة بها‪ ،‬وفهـم المعلومـات الخاصـة بتلك االنفعاالت وإدارتها‪.‬كما ُعرف‬ ‫الذكاء العاطفي‪ :‬بأنه القدرة على إدراك العواطف‪ ،‬والتعبير عنها‪ ،‬وتفهمهـا‪ ،‬واستيعابها‪،‬‬ ‫واستخدامها‪ ،‬وإدارة العواطف الكامنة في ذات الفرد‪ ،‬التحكم فيها‪ ،‬وضبطها‪ ،‬وفهم انفعاالت‬ ‫اآلخرين‪ ،‬والوعي بها‪.‬ومن التعريفات السابقة للذكاء العاطفي نجد أنها‪ :‬تجمع على معنى الذكاء‬ ‫العاطفي من إيجازه في أن الذكاء العاطفي هو االستخدام الذكي للعواطف‪ ،‬فالشخص الذكي‬ ‫يستطيع أن يجعل عواطفه تعمل من أجله أو لصالحه‪ ،‬باستخدامها في ترشيد سلوكه وتفكير‬ ‫بوسائل تزيد مـن فـرص نجاحـه إن كـان في العمل‪ ،‬أو في المدرسة‪ ،‬أو في الحياة بصورة عامة‬ ‫(عبد الرؤوف وعيسى‪.)2018 ،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫ماهية الذكاء العاطفي‬ ‫يشكل الذكاء العاطفي أحد المتغيرات المهمـة التـي أخذت في البروز بوصفها إحدى الصفات‬ ‫الجوهرية للحياة المؤثرة في حياتنا‪ ،‬وفي نجاحنا مقارنة بالـذكاء األكاديمي‪ ،‬وهـذا مـا يؤكـده‬ ‫"كـوليامن " فالذكاء العاطفي يساعد على التحكم في اإلحباطات‪ ،‬واالندفاعات‪ ،‬واالنفعاالت‬ ‫وتنظيم الحاالت المزاجية‪ ،‬بل ومواجهة مشكالت الحياة التي تحتاج إلى الحل‪.‬والذكاء العـاطفي‬ ‫يـؤدي دورا كبـيراً في التوافـق والتكيـف مـع الحيـاة مـما يساعد على تجاوز المشكالت بشكل‬ ‫إيجابي‪.‬ويرتبط الذكاء العاطفي ارتباطاً ً وثيقا بالصحة الذهنية السليمة التـي يمكـن تحقيقهـا مـن‬ ‫خـالل تفهم اآلخرين والتواصل معهم‪ ،‬فاألفراد األذكيـاء انفعاليـا هـم أفـراد سعداء في أنشطتهم‬ ‫االجتماعية وبإمكانهم فهم وإدراك االنفعاالت بشكل دقيق‪ ،‬واستخدام طرق فعالة في تنظيم‬ ‫هذه االنفعاالت (عبد الرؤوف وعيسى‪.)2018 ،‬‬ ‫ويتضمن الذكاء العاطفي القدرة على‪:‬‬ ‫الوعي والفهم والتعبير عن الذات‬ ‫ ‬ ‫الدخول في عالقات فعالة مع اآلخرين‬ ‫ ‬ ‫التعامل مع االنفعاالت الشديدة وضبط المحفزات‬ ‫ ‬ ‫التوافق على حل المشكالت ذات الطبيعة الشخصية أو االجتماعية‬ ‫ ‬ ‫وقد ضمن نموذج التفسير خمس مجاالت وهي‪:‬‬ ‫ مهارات التعامل مع الذات‪.‬‬ ‫ مهارات العالقة مع اآلخرين‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫ القدرة على التكيف‬ ‫ إدارة الضغوط‬ ‫ المزاج العام‬ ‫(عبد الرؤوف وعيسى‪)2018 ،‬‬ ‫نشأة وتطور الذكاء العاطفي‬ ‫في بدايات القرن الثاني عشر وضع علماء النفس تقسيما ثالثي األبعـاد لعقـل‬ ‫اإلنـسان يتضمن المعرفة والعاطفة والدافعية‬ ‫يتضمن الجانب المعرفي وظائف الذاكرة واالستدالل بـالحكم والتفكير المجرد‬ ‫ ‬ ‫أما الدافعية تتضمن االنفعاالت والنواحي المزاجية والتقويم والغضب واإلحباط‬ ‫ ‬ ‫الجانب الثالث يتضمن الدوافع التي يسعى الفرد إلى تحقيقها‬ ‫ ‬ ‫ويعود مفهوم الذكاء العاطفي بداية إلى تصور "ثورندايك" عن الذكاء االجتماعي الذي عرفه بأنه‬ ‫القدرة على فهم اآلخرين‪ ،‬والتصرف بحكمة في العالقات اإلنسانية‪.‬أما الجذور الحديثة له فترجع‬ ‫إلى دراسات "جاردنر" عن الذكاءات المتعددة‪ ،‬ورفضه لفكرة العامـل العام‪ ،‬وبصفة خاصة مفهوم‬ ‫الذكاء الشخصي واالجتماعي ‪.‬ولكن الذكاء العاطفي ظهر من خالل دراسـة "مـاير وسـالوين " إذ‬ ‫اعتـبره مـن القـدرات العقليـة‪ ،‬وكذلك ترجع مفهوم الذكاء العاطفي إلى كتاب كوليمان ‪1995‬‬ ‫‪ Coleman‬عن الذكاء العاطفي الذي ساعد في زيادة البحوث حول هذا المفهوم‪ ،‬وقد زاد االهتمام‬ ‫بالذكاء العاطفي في الواليات المتحـدة األمريكيـة في منتصف الثمانينات‪ ،‬إذ الحظ علماء النفس‬ ‫أن نجـاح اإلنـسان وسـعادته في الحيـاة ال يتوقفـان عـلى ذكائه العقلي فقط‪ ،‬وإنما على صفات‬ ‫‪7‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫ومهارات قد توجد أو ال توجد عند األشخاص األذكياء ورمزوا إليـه (‪ )EQ‬بدال من (‪ )IQ‬رمز الذكاء‬ ‫العقلي (عبدالرؤوف وعيسى‪.)2018 ،‬‬ ‫أهمية الذكاء العاطفي‪:‬‬ ‫ال شك أن الذكاء العاطفي له أهمية واضحة في المدرسة‪ ،‬وقد ظهرت هذه األهمية في األبحـاث‬ ‫التي أجريت على الدماغ‪ ،‬والتي تشير إلى أن الصحة العاطفية أساسية ومهمة للتعلم الفعال‪.‬‬ ‫فلعل أهم عنصر من عناصر نجاح الطالـب في المدرسـة‪ ،‬هـو فهمـه لكيفيـة الـتعلم‪ ،‬فالعنـاصر‬ ‫الرئيسة كما ذكرها دانيال كوليمان هي‪:‬‬ ‫الثقة‬ ‫ ‬ ‫حب الذات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫االنتماء‬ ‫ ‬ ‫القدرة على التواصل‬ ‫ ‬ ‫القدرة على التعاون‪ ،‬وتعتبر هذه الصفات من عناصر الذكاء العاطفي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وقد برهن علماء الـنفس عـلى أن الـذكاء العـاطفي متنبئ جيـد للنجـاح في المستقبل‬ ‫أكـثر مـن الوسائل التقليدية مثل المعدل التراكمي أو معامل الذكاء ودرجات االختبارات‬ ‫المعيارية األخرى‪.‬ومن ثم فقـد جـاء االهتمام بالـذكاء العاطفي لـدى الجامعـات‬ ‫والمـدارس علـى مسـتوى العـالم أجمع‪.‬وتتمثل أهمية الذكاء العاطفي في اآلتي‪:‬‬ ‫يلعب دورا مهما في توافق الطفل مع والديه وإخوته وأقرانه وبيئته‪ ،‬بحيث ينمو سويا‬ ‫ ‬ ‫ومنسجما مع الحياة‪.‬‬ ‫يؤدي إلى تحسين ورفع كفاءة التحصيل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪8‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫يساعد على تجاوز أزمة المراهقة وسائر األزمات بعد ذلك مثل أزمة منتصف العمر‪.‬‬ ‫ ‬ ‫يعتبر عام ً‬ ‫ال ً مهام في استقرار حياة الفرد‪ ،‬فالتعبير الجيـد عـن المـشاعر‪ ،‬وتفهم مشاعر‬ ‫ ‬ ‫اآلخـرين بشكل ناضج يضمن التوافق معهم‪.‬‬ ‫يعد من أسـباب النجـاح في العمـل والحيـاة‪ ،‬فاألكثر ذكـاءاً وجـدانياً يتميـزون بالحـب‪،‬‬ ‫ ‬ ‫والمثابرة والقدرة على التواصل والقيادة واإلصرار على النجاح‪.‬كما أن للذكاء العاطفي‬ ‫أهمية في التكيف مع االنفعاالت الذاتية وانفعاالت اآلخرين‪.‬وللذكاء العاطفي دورا كبيرا‬ ‫في التوافـق والتكيـف مـع الحيـاة‪ ،‬مـما يـساعد على تجاوز المشكالت بشكل إيجابي‪،‬‬ ‫وله دور في الوعي واالنفعاالت والتكيف معها وإدارتها على أتم وجه ومنها التحكم‬ ‫بالغضب والقلق وغير ذلك‪ ،‬وقراءة مشاعر اآلخرين والتعاطف معها‪ ،‬ويعد موضوع الذكاء‬ ‫العاطفي مهام في الحياة الجامعية‪ ،‬فالبيئة الجامعية غنية بما يثير المشاعر السلبية‪،‬‬ ‫وأبرزها الخوف على المستقبل‪ ،‬والضغط النفسي يتسبب في زيادة احتمال ظهور هذه‬ ‫المشاعر واالنفعاالت‪ ،‬ويتعرض الطالب للكثير من الضغوط فال يقوم بمـا هـو مطلـوب‬ ‫منـه بـشكل جيـد‪ ،‬أو أن اآلخرين يعرفون أكثر منه بالنسبة لما يتوجب عليه عمله‬ ‫(عبدالرؤوف وعيسى‪.)2018 ،‬‬ ‫أسس الذكاء العاطفي‬ ‫يبدأ الفرق في النظرة إلى الحياة يتشكل منذ السنوات القليلة األولى من حياة الطفل‪ ،‬تلك‬ ‫النظرة بني األطفال الواثقين من أنفسهم المتفائلين‪ ،‬في مقابل األطفال المتوقعين أن يكون‬ ‫الفشل في انتظارهم‪.‬يقول "بريزلتون" على الوالدين أن يفهما كيف تساعد أفعالهم الطفـل‬ ‫عـلى بـث الثقـة‪ ،‬وحـب االستطالع‪ ،‬ومتعة التعلم‪ ،‬وتفهم الحدود التـي يجـب أن يتوقـف عنـدها‪،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫فـيما يـساعد األطفـال عـلى النجاح في الحياة‪ ،‬وترتكز نـصيحة الوالـدين عـلى مجموعـة متناميـة‬ ‫مـن الـدالئل‪ ،‬تبـني أن النجـاح في المدرسة يعتمد على مجموعة من الخصائص العاطفية التي‬ ‫تكونت في سنوات ما قبل المدرسة‪.‬إن السنوات المبكرة من العمر تتمثل الفرصـة األولى‬ ‫لتشكيل مكونات الـذكاء العاطفي‪ ،‬كـام أن قدرات الطفل العاطفية التي يكتسبها في حياتـه‬ ‫ترتكـز عـلى مـا تـشكل في هـذه الـسنوات المبكـرة‪ ،‬فالقدرات العاطفية هي األساس الضروري‬ ‫لكل أشكال التعامل‪.‬وقد أبرز تقرير صادر من المركز القومي اإلكلينيكي لبرامج األطفال أن‬ ‫النجاح الدراسي ال ينبـئ بـه رصيد الطفل من المعارف‪ ،‬أو مقدرته المبكرة الناضجة على القراءة‬ ‫بقدر ما تنبأ به المقاييس العاطفية واالجتماعية‪ ،‬تلك المقاييس المتمثلة في ثقته بـالنفس‪،‬‬ ‫وأن يكـون مهتما‪ ،‬ويعـرف طبيعـة التصرفات المتوقعة‪ ،‬وكيف يكبح ميله ً إلى التـصرف الخطـأ‪،‬‬ ‫وأن يكـون قـادرا عـلى الترقـب واالنتظـار‪ ،‬وااللتـزام بالتوجهات‪ ،‬واللجوء إلى مدرسيه لمساعدته‪،‬‬ ‫والتعبير عن احتياجاته عندما يكون منسجما مـع األطفـال اآلخرين‪.‬ويضيف التقرير أن معظم‬ ‫متواضعي المستوى من الطلبة يفتقرون إلى عنصرا وأكـثر مـن عنـاصر الذكاء العاطفي‪ ،‬بصرف‬ ‫النظر عام إذا كانت لديهم صعوبات معرفية‪ ،‬مثل عدم مقدرتهم عـلى الـتعلم‪.‬والواقع أن‬ ‫خطورة هذه المشكلة ليست بالقدر البسيط‪ ،‬فقد وجد في بعض الدول أن هنـاك طفـ ً‬ ‫ال مـن‬ ‫كل خمسة أطفال البد أن يعيد الـصف األول عامـا أخـر‪ ،‬ومـع تقـدم سـنوات الدراسـة يتخلفون‬ ‫عن زمالئهم ويتزايد شعورهم باإلحباط‪.‬ويعتمد استعداد الطفل لتقبل المدرسة على أساس‬ ‫للمعرفة‪ ،‬وهو كيـف تـتعلم‪ ،‬يقـدم التقريـر سبعة أسس لتكوين هذه المقدرة الحاسمة‬ ‫المرتبطة بالذكاء العاطفي‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫الثقة باإلحساس‪ :‬بالسيطرة عـلى الجـسد والتعامـل معـه‪ ،‬والـتمكن مـن التـصرف‪،‬‬ ‫ ‬ ‫والتعامـل مـع العامل المحيط‪ ،‬وأن يشعر الطفل بأنه على األرجح سوف ينجح فيما يعهد‬ ‫إليـه مـن معلومـات ومعارف‬ ‫حب االستطالع‪ :‬اإلحساس بأن اكتشاف األشياء أمر إيجابي‪ ،‬لملء النفس بالسرور‬ ‫ ‬ ‫اإلضرار‪ :‬أي الرغبة والقدرة على أن يكون مؤثر‪ ،‬أو على أن يفعل ذلك بإصرار ودأب‪ ،‬وهذه‬ ‫ ‬ ‫القدرة ترتبط بالشعور بالكفاءة والفعالية‪.‬‬ ‫السيطرة على النفس‪ :‬وهي القدرة على تغيـير األفعـال‪ ،‬والتحكم فيها بطرق تتناسب‬ ‫ ‬ ‫والمرحلة السنية‪ ،‬واإلحساس بأن هذا االنضباط نابع من داخله‬ ‫القدرة على تكوين عالقات وارتباط باآلخرين‪ :‬أي االرتكاز على اإلحساس بأنه يفهم اآلخرين‬ ‫ ‬ ‫وأنهم يفهمونه‬ ‫القدرة على التواصل‪ :‬أي الرغبة والقدرة على التبادل الشفوي لألفكار والمشاعر والمفاهيم‬ ‫ ‬ ‫مـع الغير‪ ،‬وهذا مرتبط بثقتك في اآلخرين واالستمتاع باالرتباط بهم‬ ‫التعاون‪ :‬وهو القدرة على عمل توازن في نشاط الجامعة بني االحتياجات الشخصية واحتياجات‬ ‫ ‬ ‫الغير‪.‬وسواء كان الطفل يحمل بداخله هذه القدرات أم ال‪ ،‬فإن بداية حياته التعليمية منذ‬ ‫اليوم األول في مرحلة الحضانة إنما تعتمد على ما تغذي به من األبوين في مرحلة ما قبل‬ ‫الحضانة‪ ،‬ذلك القـدر مـن الرعاية الذي يرقى إلى مرحلة بداية العاطفة‪ ،‬التي هي المعادل‬ ‫على مستوى االنفعاالت لبرامج التفوق (عبد الرؤوف وعيسى‪.)2018 ،‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫أبعاد الذكاء العاطفي‬ ‫يرى علماء النفس المعاصرون أن العمليات االنفعالية تتقاطع مع أنشطة التفكـير العقـلي‪ ،‬وبـات‬ ‫لديهم اقتناع بأن دراسة االنفعاالت من الممكـن أن تساعد في فهم السلوك التكيفـي لإلنسان‬ ‫بصفة عامة‪.‬وقد برز االهتمام بالذكاء العاطفي لدى المؤسـسات الصناعية واإلداريـة واألكاديمية ُ‬ ‫انط القا من فلسفة أن القدرات االنفعالية ً ً واالجتماعية تشكل بعدا مهـام في األداء المعـرفي‪،‬‬ ‫وعمليات التفكير والسلوك الذي يـنعكس عـلى إنتاجيـة األفـراد وقـدراتهم عـلى التكيـف‪ ،‬حيـث‬ ‫أظهرت نتـائج الدراسـات فعاليـة الـذكاء العاطفي في تحقيـق النجـاح األكاديمي والنجاح في مجاالت‬ ‫العمل وعملية التفاعل االجتماعي والقيادة والعالقات العامة والحياة بشكل عام‪.‬ويشير "كوليمان"‬ ‫إلى أن للذكاء العاطفي عالقة مجموعة الخصائص المزاجية‪ ،‬والخصائص التـي يمكن اكتسابها للفرد‬ ‫أو يتعلمها‪ ،‬وهي حالة التكيف والقدرة عـلى اإلقنـاع‪ ،‬وبـذلك فهـي تختلـف عـن الشخصية الذاتية‪،‬‬ ‫لذلك بإمكان األفراد القيام ببناء وتطوير السمات ذات الصلة بالذكاء العاطفي‪.‬‬ ‫ويتكون الذكاء العاطفي حسب كوليمان ‪ Coleman 1995‬من خمسة أبعاد أساسية وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬معرفة الفرد النفعاالته‪ :‬بمعنى متابعة المشاعر وتوجيهها لحظة بلحظة‬ ‫‪ -2‬إدارة االنفعاالت‪ :‬بحيث يمكن معالجة المشاعر بطريقة تجعلها مناسبة للموقف‬ ‫‪ -3‬استثارة الدافعية الذاتية‪ :‬بمعنى السيطرة على النزوات والرغبات الملحة‬ ‫ُ‬ ‫‪ -4‬تعرف مشاعر اآلخرين‪ :‬تعني الوعي باحتياجاتهم والتعاطف معهم‬ ‫‪ -5‬معالجة العالقات مع اآلخرين‪ :‬من خالل التعامل بلطف ودفء معهم‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫وتوصل فـاروق عثمان‪ ،‬محمـد عبـد الـسميع ‪ 1998‬في دراسـة لهـم إلى خمـسة أبعـاد‬ ‫للـذكاء العاطفي هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬إدارة االنفعاالت‬ ‫‪ -2‬تنظيم االنفعاالت‬ ‫‪ -3‬التعاطف‬ ‫‪ -4‬المعرفة االنفعالية‬ ‫‪ -5‬التواصل‪.‬‬ ‫كما حدد "كوليمان خمسة أبعاد للذكاء العاطفي وهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الوعي بالذات‬ ‫‪ -2‬الدافعية الذاتية‬ ‫‪ -3‬مقاومة االندفاع‬ ‫‪ -4‬التفهم وإدارة الوجدان‬ ‫‪ -5‬العالقات االجتماعية‪،‬‬ ‫وحدد أيضا "بارون " ستة أبعاد للذكاء العاطفي هي كالتالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬البعد الشخصي‬ ‫‪ -2‬تكوين العالقات مع اآلخرين‬ ‫‪ -3‬التكيف‬ ‫‪ -4‬التحكم في الضغوط‬ ‫‪ -5‬المزاج العام‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫‪ -6‬االنطباع اإليجابي‬ ‫كما حدد "ليفنسون" خمسة أبعاد للذكاء العاطفي وهي كالتالي‪:‬‬ ‫اإلدراك االنفعالي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫التحكم في المشاعر‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫الثقة والضمير الحي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫فهم اآلخرين‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫الحساسية الحتياجات اآلخرين ومساندة قدراتهم وتدعيمها‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫وهناك من يرى أنه من أهم أبعاد الذكاء العاطفي ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الوعي بالذات‪.‬‬ ‫‪ -2‬الدافعية الذاتية‪.‬‬ ‫‪ -3‬التعاطف‬ ‫‪ -4‬المهارات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -5‬التحكم بالعواطف‪.‬‬ ‫وأوضح "ماير و سالوفي" في نظريتهما أن الذكاء العاطفي يتكون من ثالثة أبعاد‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬القدرة على الوعي باالنفعاالت واستخدامها بهدف تقويتها‪.‬‬ ‫‪ -2‬القدرة على فهم وتحليل االنفعاالت المعقدة والصعبة‪.‬‬ ‫‪ -3‬القدرة على إدارة االنفعاالت الذاتية الغيرية‪ ،‬وضبط المشاعر السلبية‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫كما حدد آخرون أبعاد الذكاء العاطفي في األبعاد التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬الوعي بالذات‪ :‬أي قدرة الفرد على معرفة مشاعره‪ ،‬واستخدام هذه المعرفة في‬ ‫قراراته‪.‬‬ ‫‪ -2‬إدارة العواطف‪ :‬أي القدرة على التحكم في االنفعاالت السلبية ‪،‬وتحويلها إلى‬ ‫انفعاالت إيجابية‪ ،‬وممارسة الحياة بشكل فعال‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدافعية الذاتية‪ :‬ويعني بها القدرة على ضبط االنفعاالت ومراجعتها ‪،‬تأجيـل التعبير‬ ‫الفوري عنها‪ ،‬مما يتيح للفرد التفكير واختيار االستجابة المناسبة‪.‬‬ ‫‪ -4‬التعاطف‪ :‬أي قدرة الفرد على الشعور باآلخرين واالستجابة لحاجاتهم‪.‬‬ ‫‪ -5‬المهارات االجتماعية‪ :‬أي القدرة على تحمل المسؤولية‪ ،‬وتأكيد الذات وضبطها‪،‬‬ ‫والقدرة عـلى فهـم اآلخرين والتواصل معهم‪.‬‬ ‫أما "بار – أون" ً فقد قدم نموذجا للذكاء العاطفي يتضمن خمسة أبعاد والتي تتمثل‬ ‫اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الذكاء الشخصي‪ :‬ويشمل االهتمام بالنفس والوعي بها وتحقيق الذات‪.‬‬ ‫‪ -2‬الذكاء البين شخصي‪ :‬ويضم التعاطف مع اآلخرين والمسئولية االجتماعية وإدارة‬ ‫الفرد لعالقاته مع اآلخرين‬ ‫‪ -3‬القدرة على التكيف‪ :‬ويتضمن القدرة على دراسة الواقع والظروف البيئية‪،‬‬ ‫والمرونة في التعامل مع اآلخرين‪ ،‬وحل المشكالت بمنطقية ومهارة‪.‬‬ ‫‪ -4‬إدارة الضغوط‪ :‬ويشمل التسامح والتحكم في رد الفعل وضبط االندفاع‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫‪ -5‬الحالة المزاجية العامة‪ :‬وتتمثل في قدرة الفرد على االستمتاع بالحياة وتضم‬ ‫السعادة والتفاؤل‪.‬‬ ‫وفي نموذج "بارون" يتكون الذكاء العاطفي من خمسة أبعاد كالتالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الذكاء االجتماعي‪ :‬والمقصود به القـدرة عـلى التعـاطف مـع اآلخـرين‪ ،‬وإدراك‬ ‫مشاعرهم المختلفـة‪ ،‬والقدرة على تكوين صداقات والشعور بالمسؤولية‬ ‫االجتماعية‬ ‫‪ -2‬الذكاء الشخصي‪ :‬والمقصود به وعي الفرد بمشاعره الداخليـة وقدرتـه عـلى‬ ‫التميـز بـين المشاعر المتناقضة والمختلفة‪ ،‬والمتشابهة منها وإدراكها‪ ،‬وقدرته‬ ‫في التعبير عنها‬ ‫‪ -3‬القابلية للتكيف‪ :‬وهي القدرة على التصرف بمرونة مـع المواقـف الجديـدة وتغيـر‬ ‫المـشاعر وفقا لمتطلبات الموقف‬ ‫‪ -4‬إدارة الضغوط‪ :‬أي القدرة على التعامل مع الضغوط المختلفة‪ ،‬وحل المشكالت‬ ‫بطرق مختلفـة‪ ،‬ومواجهة المسائل المعقدة بكفاءة والقدرة ضبط المشاعر‬ ‫وتأجيل الرغبات‬ ‫‪ -5‬المزاج العام‪ :‬والمقصود به النظرة اإليجابية للفرد نفسه ومشاعره وشخصيته‪،‬‬ ‫واالتصاف بنظرة الرضـا والتفاؤل والسعادة والتفكير اإليجابي (عبدالرؤوف‬ ‫وعيسى‪.)2018 ،‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫مجاالت الذكاء العاطفي‬ ‫يصنف سالوفي أنواع الذكاء الشخصي التي قدمها جاردنر في تحديـده األساسي‬ ‫للـذكاء العاطفي الذي اتسع ليشمل خمس مجاالت أساسية‪ ،‬كالتالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬معرفة العواطف فالوعي بالنفس وتعرف شعور ما وقت حدوثه هو الجزء األساسي في‬ ‫الذكاء العاطفي ‪،‬وكيـف تكـون‪ ،‬وكيف تكون القدرة على رصد المشاعر من لحظة ألخرى‬ ‫ال حاسياً في النظرة السيكولوجية الثانية وفهم النفس كما أن عدم القدرة على‬ ‫عام ً‬ ‫مالحظة مشاعرنا الحقيقيـة تجعلنـا نقـع تحـت رحمتها ‪/‬فاألشخاص الذين يثقون بأنفسهم‬ ‫هم من نعتبرهم أفضل من يعيشون حياتهم‪ ،‬ألنهم يمتلكون حاسة الثقة في كـل مـا‬ ‫يتخـذون من قرارات مثل اختيار زوجاتهم أو الوظيفة التي يشغلونها‬ ‫‪ -2‬إدارة العواطف‪ :‬إن التعامل مع المشاعر بتكوين مشاعر مالئمة قدرة تبنى على الوعي‬ ‫بالذات‪ ،‬وهي القـدرة عـلى تهيئة النفس والتخلص من القلق الجامح والتهجم وسرعة‬ ‫االستثارة ونتائج الفشل مع هذه المهارات العاطفية األساسية‪ ،‬إن من يفتقرون إلى هذه‬ ‫المقدرة‪ ،‬يظـل كـل منهم في حالة عراك مستمر مع الشعور بالكآبة‪ ،‬أما من يتمتعون بها‬ ‫فهم ينهضون مـن كبـوات الحيـاة وتقلباتها بسرعة أكبر‬ ‫‪ -3‬تحفيز النفس‪ :‬أي توجيه العواطف في خدمة هدف ما فهو أمر مهم يعمل على تحفيز‬ ‫النفس وانتباههـا‪ ،‬وعـلى التفوق واإلبـداع أيضا‪ ،‬ذلـك ألن التحكم في االنفعاالت يساهم في‬ ‫تأجيل اإلشـباع‪ ،‬ووقـف الـدوافع المكبوتة التي ال تقاوم‪ ،‬أساس مهم لكل إنجاز‪ ،‬وكذلك‬ ‫القدرة على االنغماس في تـدفق العواطف‪ ،‬حـتى يستلزم للتواصل إلى أعلى أداء‬ ‫‪17‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫‪ُ -4‬‬ ‫تعرف عواطف اآلخرين‪ :‬أو الشخص الوجداني وهو مقدرة أخـرى تتأسـس عـلى الوعي‬ ‫باالنفعاالت إنهـا مهـارة إنسانية جوهرية بحق‪ ،‬فاألشخاص الذين يتمتعون بملكة الـتقمص‬ ‫الوجـداني يكونـون أكـثر قـدرة عـلى التقاط اإلشارات االجتماعية التي تدل على أن هناك من‬ ‫يحتاج إليهم وهذا يجعلهم أكثر استعداد ألن يتولوا المهمة التي تتطلب رعاية مثل‪:‬‬ ‫مهن التعليم‪.‬‬ ‫ ‬ ‫مهن التجارة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫مهن اإلدارة‬ ‫ ‬ ‫‪ -5‬توجيه العالقات اإلنسانية‪ :‬إن فن العالقات بني البشر هو في معظمه مهارة في تطويع‬ ‫عواطف اآلخرين‪.‬وأن الكفاءة االجتماعية والمهارات التي تستلزمها هذه الكفاءة هذه هـي‬ ‫القـدرات التـي تكمـن وراء التمتع بالشعبية والقيادة والفعالية في عقد الصالت مع اآلخرين‪،‬‬ ‫وال شك في أن المتفوقين في هـذه المهارات يجيدون التأثير بمرونة في كل شيء يعتمد‬ ‫على التفاعل مع الناس أنهم فع ً‬ ‫ال نجوم المجتمع‪.‬ومــن الطبيعــي أن يختلف الناس في‬ ‫قــدراتهم في هــذه المجـاالت المختلفــة فقــد يكــون بعضنا ذكيا في معالجته مثال لحاالت‬ ‫القلق التي تنتابه‪ ،‬ولكنه ال يستطيع أن يخفف شعور شـخص أخـر بالملل أو الضجر‪.‬مع إننا‬ ‫نتمتع بقدرات أساس عصبي مـع ذلـك فـالمخ طبـع بصورة ملحوظة ألنـه دائـم الـتعلم‬ ‫وانخفاض القدرات العاطفية بصورة مؤقتة أمـر ممكـن عالجـه ألن هـذه القـدرات في أي‬ ‫مجـال هـي مجموعة من العادات واستجابة لهذه العادات ومن الممكن أن تتحسن بذلك‬ ‫الجهد المناسب معها‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬المدخل للذكاء العاطفي (مفهومه – ماهيته – نشأته)‬ ‫مكونات الذكاء العاطفي‬ ‫يرتبط الذكاء العاطفي ارتباطا وثيقا بالصحة الذهنية الـسليمة‪ ،‬التـي يمكـن تحقيقها مـن خـالل‬ ‫تفهم اآلخرين‪ ،‬والتواصل معهم‪ ،‬فاألفراد األذكياء انفعاليا هم أفـراد سعداء في نشاطاتهم‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وبإمكانهم فهم وإدراك االنفعاالت بشكل دقيق‪ ،‬واستخدام طرق فعالة في تنظيم‬ ‫هذه االنفعاالت‪.‬أما األفراد الذين يعانون من ضعف في قدرات الـذكاء العاطفي‪ ،‬فـإنهم يواجهون‬ ‫مشكالت في التكيف والتخطيط لحياتهم‪ ،‬وهذا يعود إلى عدم قدرتهم على فهم انفعاالتهم‬ ‫الذاتية‪ ،‬ومن الممكن أن يؤدي هذا األمر إلى حالة من االكتئاب‪ ،‬وهم لذلك يقومون بتطوير ثقافة‬ ‫فردية تدير انفعاالتهم بشكل غير مالئم‪ ،‬فيصبحون غير سعداء في حياتهم‪.‬‬ ‫يرى "مابر وسالوفي" و "كارسور " ‪ 2004‬أن الذكاء العاطفي يتكون من أربع مكونات‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬تعرف االنفعاالت‪ :‬وهي القدرة على إدراك مشاعر الفرد لمن حوله من البشر‬ ‫‪ -2‬استعمال االنفعاالت‪ :‬أي القـدرة عـلى إنتـاج وترقيـة االنفعـال‪ ،‬وكيفيـة التفـاهم‬ ‫التعامـل مـع االنفعال‬ ‫‪ -3‬فهم االنفعاالت‪ :‬أي القدرة على فهم االنفعاالت المعقدة‪ ،‬وكيفية انتقالها من‬ ‫مرحلة إلى أخرى‬ ‫‪ -4‬إدارة االنفعاالت‪ :‬وتشير إلى القدرة على إدراك انفعاالت الفرد في عالقتها‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser