الفصل الثاني إطار نظري ودراسات سابقة PDF

Summary

This document is an academic paper in the field of education. The second chapter focuses on the theoretical framework and relevant prior studies. It explores different learning strategies and their impact on student learning experiences.

Full Transcript

‫الفصل الثاني‬ ‫اإلطار النظري والدراسات السابقة‬ ‫احملور االول‪ :‬اإلطار النظري‬ ‫أوالً‪ :‬االسرتاتيجية‬ ‫ثانياً‪ :‬نظرية العرفة الوضعية‬ ‫ثالثاً‪ :‬عمليات العلم‬ ‫احملور الثاني‪ :‬الدراسات السابقة‬ ...

‫الفصل الثاني‬ ‫اإلطار النظري والدراسات السابقة‬ ‫احملور االول‪ :‬اإلطار النظري‬ ‫أوالً‪ :‬االسرتاتيجية‬ ‫ثانياً‪ :‬نظرية العرفة الوضعية‬ ‫ثالثاً‪ :‬عمليات العلم‬ ‫احملور الثاني‪ :‬الدراسات السابقة‬ ‫اإلطار النظري والدراسات السابقة‬ ‫يشمل هذا الفصل محورين‪ :‬المحور االول هو اإلطار النظري الخاص بموضوع البحث‪ ،‬واالطالع‬ ‫على اآلراء واألفكار حول موضوعات البحث‪ ،‬حيث يتضمن عرضاً مختص اًر للمفاهيم األساسية لنظرية‬ ‫المعرفة الموضعية‪ ،‬وكذلك شرح مفصل الستراتيجية التدريس‪ ،‬وللتحصيل الدراسي‪ ،‬وعمليات العلم‪.‬‬ ‫والمحور الثاني عرض ألهم ِّ‬ ‫الدراسات السابقة ذات الصلة بمتغيرات البحث‪ ،‬والتي بحثت في االستراتيجية‬ ‫المقترحة ونظرية المعرفة الموضعية وعمليات العلم بكل تفاصيلها‪.‬‬ ‫احملور االول‪ :‬اإلطار النظري‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ /‬االسرتاتيجية‪The strategy :‬‬ ‫لقد غدت المسيرة التعليمية في عصرنا هذا مشروعاً إنسانياً طويل األمد‪ ،‬يحتاج إلى تحريك طاقات العلم‬ ‫والبحث واإلبداع الداخلية للطالب من أجل مـده بالدافعية والرغبــة لتحقيق ذاته‪.‬ومع ذلك‪ ،‬فإن االتجاه التربوي‬ ‫السائد في العديد من المؤسسات التربوية الحالية‪ ،‬ما زال يعتمد على طرق التلقين والتعليم التقليدية‪ ،‬التي تقلل‬ ‫من شأن الطالب وتصنع منه متعلماً إتكالياً سلبياً‪ ،‬ينتظر دوره دوماً للمشاركة‪ ،‬وفي الوقت الذي يحدده المعلم‪،‬‬ ‫ووفقاً لما يراه‪.‬وقد يؤدي هذا‪ ،‬إلى كبت مواهبه‪ ،‬وإطفاء الشعلة اإلبداعية لديه‪.‬‬ ‫تعمل االستراتيجيات باألساس على إثارة تفاعل المتعلم ودافعيته الستقبال المعلومات‪ ،‬وتؤدي إلى توجيهه نحو‬ ‫التغيير المطلوب‪.‬وقد تشتمل الوسائل‪ ،‬أو الطرائق أو اإلجراءات التي يستخدمها المعلم‪ ،‬على طريقة الشرح‬ ‫التلقيني (المواجهة)‪ ،‬أو الطريقة االستنتاجية أو االستقرائية؛ أو شكل التجربة الحرة أو الموجهة ‪...‬الخ‪.‬‬ ‫وتؤكد الدراسات أن معرفة المعلمين للمركبات المختلفة لطرق توظيف االستراتيجيات التربوية والتعليمية‪ ،‬لها‬ ‫أهمية كبرى في عملية نجاح العملية التعليمية‪.‬ومن المركبات الهامة لتلك االستراتيجيات‪ ،‬ما يعتمد على أسلوب‬ ‫شرح المعلم‪ ،‬وطرق إدارة الصف وضبطه وتوفير الجو المريح داخل قاعة الصف؛ وكذلك ما يتعلق بالبيئة‬ ‫الفيزيقية والترتيب لتوزيع الطالب واألثاث‪ ،‬إضافة إلى وسائل اإليضاح التعليمية وطرق توظيفها‪.‬وفيما يأتي‬ ‫تبيان الستراتيجيات التعلم والتعليم‪(.‬السليتي‪)9-7 :2008،‬‬ ‫‪ -1-1‬اسرتاتيجيات التعلم‪:‬‬ ‫عرف إستراتيجيات التعلم* (‪ )Learning Strategy‬بأنها‪" :‬أداءات خاصة يقوم بها المتعلم‬ ‫تُ َ‬ ‫ليجعل عملية التعلم أسهل وأسرع وأكثر إمتاعا وأكثر ذاتية للتوجه‪ ،‬وأكثر فعالية وأكثر قابلية‬ ‫على أن تطبق في مواقف جديدة"‪ ،‬أي أنها هي اإلستراتيجيات التي يستخدمها الدارس أثناء‬ ‫تعلمه بهدف التحصيل والفهم‪ ،‬استراتيجيات التعلم هي عبارة عن خطط وأساليب يستخدمها‬ ‫المتعلمون لجعل عملية التعلم أسهل وأكثر فعالية‪.‬وهي تساعد الطالب على فهم المعلومات‬ ‫وتذكرها واستخدامها بطرق جديدة‪(.‬محمد علي‪)115 :2021 ،‬‬ ‫‪-1-1‬أ‪ -‬أنواع اسرتاتيجيات التعلم‪:‬‬ ‫هناك العديد من أنواع استراتيجيات التعلم المختلفة‪ ،‬ولكن يمكن تصنيفها بشكل عام إلى الفئات التالية‪:‬‬ ‫استراتيجيات تنظيم المعلومات ‪:‬تساعد هذه االستراتيجيات الطالب على تنظيم المعلومات‬ ‫ ‬ ‫وفهمها‪ ،‬مثل الخرائط الذهنية والمخططات التنظيمية والملخصات‪.‬‬ ‫استراتيجيات تنظيم المعلومات‬ ‫استراتيجيات التذكر ‪:‬تساعد هذه االستراتيجيات الطالب على تذكر المعلومات‪ ،‬مثل التكرار‬ ‫ ‬ ‫والممارسة والتدريب على التذكر‪.‬‬ ‫استراتيجيات التذكر‬ ‫استراتيجيات الفهم ‪:‬تساعد هذه االستراتيجيات الطالب على فهم المعلومات‪ ،‬مثل طرح‬ ‫ ‬ ‫األسئلة وتوليد الفرضيات والربط بين المفاهيم‪.‬‬ ‫استراتيجيات الفهم‬ ‫استراتيجيات اإلنتاج ‪:‬تساعد هذه االستراتيجيات الطالب على استخدام المعلومات بطرق‬ ‫ ‬ ‫جديدة‪ ،‬مثل الكتابة وحل المشكالت والتفكير اإلبداعي‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫استراتيجيات اإلنتاج‬ ‫‪ -2-1‬اختيار اسرتاتيجيات التعلم‪:‬‬ ‫ال توجد استراتيجية تعلم واحدة تناسب الجميع‪.‬أفضل استراتيجية للتعلم هي تلك التي تناسب أسلوب‬ ‫التعلم الفردي واحتياجاته‪.‬يجب على الطالب تجربة استراتيجيات مختلفة ومعرفة ما ينجح بشكل‬ ‫أفضل بالنسبة لهم‪(Rebecca,2016: 21).‬‬ ‫‪ -2-1‬اسرتاتيجيات التعليم‬ ‫استراتيجيات التعليم هي خطط وأساليب يستخدمها المعلمون لتسهيل عملية التعلم للطالب‪.‬وهي‬ ‫تساعد المعلمين على إيصال المعلومات للطالب بطرق فعالة وجذابة‪(.‬أقبال‪)27 :2010 ،‬‬ ‫‪ -2-1‬أ‪ -‬أنواع اسرتاتيجيات التعليم‪:‬‬ ‫هناك العديد من أنواع استراتيجيات التعليم المختلفة‪ ،‬ولكن يمكن تصنيفها بشكل عام إلى الفئات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫استراتيجيات التعلم النشط ‪:‬تركز هذه االستراتيجيات على إشراك الطالب بشكل فعال في عملية‬ ‫ ‬ ‫التعلم‪ ،‬مثل التعلم القائم على المشاريع والتعلم التعاوني والتعلم الذاتي‪.‬‬ ‫استراتيجيات التعلم النشط‬ ‫استراتيجيات التدريس المباشر ‪:‬تركز هذه االستراتيجيات على تقديم المعلومات للطالب بطريقة‬ ‫ ‬ ‫مباشرة‪ ،‬مثل المحاضرات والعروض التقديمية والمظاهرات‪.‬‬ ‫استراتيجيات التدريس المباشر‬ ‫استراتيجيات التعلم البنائي ‪:‬تركز هذه االستراتيجيات على مساعدة الطالب على بناء فهمهم‬ ‫ ‬ ‫الخاص للمعلومات‪ ،‬مثل حل المشكالت واالستفسار والمناقشة‪.‬‬ ‫استراتيجيات التعلم البنائي‬ ‫استراتيجيات التعلم التعاوني ‪:‬تركز هذه االستراتيجيات على مساعدة الطالب على التعلم من‬ ‫ ‬ ‫بعضهم البعض‪ ،‬مثل العمل الجماعي والتعلم في مجموعات صغيرة‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫استراتيجيات التعلم التعاوني‬ ‫واخ اًر ال توجد استراتيجية تدريس واحدة تناسب الجميع‪.‬أفضل استراتيجية للتدريس هي تلك التي‬ ‫تناسب أسلوب التدريس الفردي واحتياجات الطالب‪.‬يجب على المعلمين تجربة استراتيجيات مختلفة‬ ‫ومعرفة ما ينجح بشكل أفضل بالنسبة لهم‪(.‬عقيل‪)33 :2012،‬‬ ‫‪ -3-1‬مفهوم اسرتاتيجية التدريس‪:‬‬ ‫يعد مصطلح استراتيجيات التدريس ذو اهمية كبيرة في الدراسات التربوية‪ ،‬فقد ظهرت فكرة االستراتيجية‬ ‫في التدريس ألول مرة مع انتشار فكرة التعليم المكيف او الموائم في فترة سبعينيات القرن الماضي‬ ‫والتعليم المكيف بشكل عام هو مدخل تربوي يستهدف استعمال االستراتيجيات البديلة لجعل البيئة‬ ‫التعليمية اكثر موائمة لحاجات المتعلم وامكاناته ومعدل تعلمه‪ ،‬وقد أدى شيوع استعمال المصطلحين‬ ‫االستراتيجية واألنموذج في كثير من النشاطات التربوية والخلط بينهما في كثير من المواقف تحول‬ ‫دون ادراك ما يشير اليه هذان المصطلحان(عبد الكريم وآخرون‪ )393 :2011 ،‬ومفهوم االستراتيجية‬ ‫هو مفهوم حديث في العلوم والدراسات االنسانية‪ ،‬فهو لم يستعمل سابقاً اال في الحياة العسكرية ليعبر‬ ‫عن اإلدارة الناجحة وكيفية تحقيق االهداف العسكرية في المعارك‪ ،‬وقد اشتهر هذا المفهوم في بادئ‬ ‫األمر في الحرب العالمية األولى‪ ،‬حيث كانت كلمة االستراتيجية تطلق على الخطط الحربية التي‬ ‫يضعها القادة العسكريين والتي توزع المهام من القادة الكبار الى أصغر جندي في الجيش‪ ،‬ثم بعد ذلك‬ ‫تم استعمال هذا المصطلح في العلوم التربوية كمفهوم للخطط المهمة سواء البعيدة المدى او القريبة‬ ‫المدى التي وضعها علماء النفس في التربية وتعد االستراتيجية منهج عمل متكامل يضعه التدريسي‬ ‫كخطط لتدريس الطلبة مختلف المواد التعليمية الموسعة‪ ،‬حيث تبدأ االستراتيجية بالتحليل والتخطيط‬ ‫والتنفيذ وتنتهي بالتقويم‪ ،‬ويجب ان تحقق االهداف الواسعة التي يضعها التدريسي مسبقاً مثل جعل‬ ‫الطلبة يستثمرون طاقاتهم بفعالية كبيرة في فهم وادراك المعاني من الدرس عن طريق الطرائق واألساليب‬ ‫والبرامج التي يقدمها التدريسي داخل غرفة الصف‪(.‬زاير وداخل ‪)124 :2015،‬‬ ‫واستراتيجية التدريس هي مجموعة من طرائق التدريس العامة والخاصة والمتداخلة‪ ،‬والطرائق التي‬ ‫تناسب األهداف الموضوعة للدرس والتي يمكن عن طريقها تحقيق أهداف ذلك الدرس من خالل المواد‬ ‫واإلمكانات المتاحة‪ ،‬وهناك نقطة في غاية االهمية وهي ان ما يسمى االستراتيجية او اجراءات الدرس‬ ‫تعني باختصار ما سيحدث في واقع غرفة الصف من قدرة على استغالل إمكانات متاحة للتدريسي‬ ‫‪(.‬لتحقيق االهداف المرجوة والمخرجات المرغوبة لدى الطلبة‪ ،‬فاالستراتيجية الناجحة تعني تدريسي ناجح‬ ‫‪،‬السليتي)‪ )10 :2015 ،‬واذا كانت استراتيجيات التدريس تعني العمليات واالجراءات التي يقوم بها‬ ‫‪،‬التدريسي في الصف‪ ،‬وتطويع مختلف االمكانات المادية لتوفير الخبرات المهمة للطلبة لكي يمروا بها‬ ‫فأنها تصف بصورة واضحة وشاملة مكونات النظام التعليمي والطرائق واالساليب المستعملة لتحقيق‬ ‫النتائج التعليمية المحددة لدى الطلبة‪ ،‬وتتكون االستراتيجية التدريسية من مجموعة من العناصر هي‪:‬‬ ‫‪..1‬النشاطات التي يقوم بها التدريسي قبل القيام بعملية التدريس‬ ‫‪..2‬تقديم المعلومات‬ ‫‪..3‬مشاركة الطلبة ومساهمتهم الفاعلة في المحاضرة ‪3‬‬ ‫‪.4‬االختبارات والتقويم‬ ‫‪.5‬المتابعة المستمرة للمتعلمين اثناء المحاضرة)‪(.‬األسدي والمسعودي‪)21 :2015 ،‬‬ ‫‪ -4-1‬دور التدريسي في التطبيق الناجح الستراتيجية التدريس‪:‬‬ ‫أن استراتيجيات التدريس كثيرة ومتشعبة فهناك استراتيجيات تدريس عامة لكل المواد‪ ،‬وهناك‬ ‫استراتيجيات كريس خاصة لبعض المواد أو حتى لمادة دراسية واحدة فقط‪ ،‬لذلك يتحمل التدريسي‬ ‫مسؤولية كبيرة في انجاح االستراتيجية التدريسية التي يختارها لتدريس مادته العلمية واهم النقاط الواجب‬ ‫‪:‬على التدريسي األخذ بها عند تطبيقه لالستراتيجية التدريسية التي يختارها هي‬ ‫‪.1‬يجب أن يكون التدريسي ملما بكل تفاصيل االستراتيجية التدريسية التي اختارها من ناحية‬ ‫مراحلها وكيفية تطبيق تلك المراحل‪ ،‬سواء داخل الصف او خارجه واحسن االوقات التي ينفذ بها‬ ‫كل مرحلة من المراحل‪ ،‬وكذلك يكون مطلعاً وعارفاً بأهداف هذه االستراتيجية‪.‬‬ ‫‪.2‬عند اختيار التدريسي لالستراتيجية التدريسية عليه ان يعرف مدى مالئمة االستراتيجية بكل‬ ‫عناصرها ومراحلها للمحتوى الدراسي والوقت المتاح لديه الستعمالها في الدرس‪.‬‬ ‫‪،.3‬ان كان لدى التدريسي وقت كبير في الدرس عليه استعمال اكثر من استراتيجية تدريسية‬ ‫والتنويع ‪.‬فيها حسب المحتوى والموقف الصفي‬ ‫‪.4‬على التدريسي ان يمارس دائماً االستراتيجية التي يختارها لكي يتعود عليها وتصبح معرفته بها‬ ‫اقوى واعمق‪ ،‬وبذلك يستطيع ان يكيفها ويغير فيها حسب طبيعة الطلبة الذين يدرسهم‪.‬‬ ‫‪.5‬يجب على التدريسي ان يهتم بالبيئة الصفية دائما وان يهيئها من كافة النواحي قبل استعماله‬ ‫لالستراتيجية التدريسية‪.‬‬ ‫‪.6‬هذه النقطة مهمة جداً رغم أن الكثير من التدريسيين يهمل عملها‪ ،‬أال وهي الشرح والتوضيح‬ ‫للطلبة كل تفاصيل االستراتيجية التدريسية التي سوف يطبقها في الدرس وتوضيح مراحلها والهدف‬ ‫منها ودور كل طالب‪.‬‬ ‫‪.7‬يجب ان يحرص التدريسي على مشاركة جميع الطلبة في االستراتيجية اثناء تطبيق مراحلها‬ ‫داخل الصف‪ ،‬إال إذا كانت هذه االستراتيجية ال تسمح بمشاركة الجميع ألسباب معينة مثل الوقت‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫‪.8‬من الضروري ان يقوم التدريسي مع الطلبة بالتأمل في عناصر ومراحل االستراتيجية التي هم‬ ‫في صدد العمل بها‪ ،‬لكي يتعمقوا بها أكثر وال تكون غربية عليهم اثناء التنفيذ ‪.‬‬ ‫وال يجب ان يكون هدف االستراتيجية نقل المعلومات والمعارف فقط‪ ،‬بل من المفروض ان تخاطب‬ ‫عاطفة الطلبة وعقولهم من اجل زيادة دافعيتهم في المحاضرة‪ ،‬وبالتالي ارتفاع نسبة انجازهم داخل‬ ‫الصف بشكل عام‪(.‬أمبوسعيدي وآخرون‪)26-25 :2019 ،‬‬ ‫‪ -5 -1‬دور المتعلم في ظل االستراتيجية المقترحة‪:‬‬ ‫بأن ُه ُمشارك ونشط وفعال يفجر طاقاته إلى أبعد‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫يتمثل دور المتعلم في ِّ‬ ‫ظل اإلستراتيجية المقترحة َ‬ ‫مدى لينظم معلوماته بعد اكتسابها تنظيماً ذاتياً خاصاً به ويربط بين جزئياتها بروابط لها دالالتها‬ ‫عنده‪ ،‬فالطالب معماري يبني المعرفة الخاصة به‪(Anthony, 1996: 349).‬‬ ‫ويرى الباحث َ‬ ‫بأن دور المتعلم في ظل اإلستراتيجية المقترحة يتمثل بما يأتي‪:‬‬ ‫‪.1‬طرح االسئلة والمناقشة التي تدور حولها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫داخل‬ ‫‪.2‬يبحث بنفسه عن المعرفة وتكوين بنية معرفية خاصة به عن طر ِّ‬ ‫يق ما يقوم به سواء‬ ‫ٍ‬ ‫وفاعلية من طريق القراءة واالطالع والتجريب ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بإيجابية‬ ‫ِّ‬ ‫خارجها‬ ‫حجرة الدر ِّ‬ ‫اسة أم‬ ‫‪.3‬التفاعل مع زمالئه في أثناء العمل التعاوني المشترك سواء كان ذلك بصورة مباشرة داخل حجرة‬ ‫الدراسة أم بالتواصل عبر مواقع االنترنت‪.‬‬ ‫‪.4‬ربط المعلومات السابقة بالمعلومات الجديدة وتطبيقها في مواقف جديدة‪.‬‬ ‫‪.5‬يستخدم المعلومات السابقة كنقطة ارتكاز لبناء أو تكوين معارف جديدة‪.‬‬ ‫‪ -6 -1‬أنواع استراتيجيات التدريس‪:‬‬ ‫الستراتيجية التدريس انواع عديدة اهمها هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬االستراتيجية العامة‪ :‬وهي قيام التدريسي بتحديد االنشطة واالجراءات بصورة عامة‪ ،‬حيث تكون‬ ‫هذه االنشطة واالجراءات واحدة لكل الطلبة على اختالف مستوياتهم العمرية والعلمية‪ ،‬علماً ان‬ ‫هذه االستراتيجية تطبق على الطلبة عندما يشكلون مجموعة متشابهة ومتماثلة من النواحي التعليمية‬ ‫واالجتماعية ومن بيئة واحدة‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستراتيجية المتنوعة‪ :‬وتطبق هذه االستراتيجية عندما يكون كل مجموعة من الطلبة تختلف عن‬ ‫بقية المجموعات من النواحي التعليمية واالجتماعية وحتى البيئية‪ ،‬لذلك يتطلب من التدريسي تحديد‬ ‫انشطة واجراءات لكل مجموعة تختلف عن المجموعات االخرى‪.‬‬ ‫‪ -3‬االستراتيجية المركزية‪ :‬ويتم من خالل هذه االستراتيجية تحديد انشطة واجراءات لمجموعة واحدة‬ ‫‪،‬من الطلبة متشابهة في شيء واحد مركزي وتختلف اختالفاً كبي اًر وجذرياً عن بقية المجموعات‬ ‫مثل االستراتيجية الموجهة إلى مجموعة الصم والبكم او مجموعة بطيئي التعلم‪ ،‬وتكون هذه‬ ‫‪.‬االستراتيجيات شاملة لكل الطلبة الذين يتشابهون مع المجموعة التي اعدت االستراتيجية لها‪.‬‬ ‫(زاير وداخل ‪)125 :2015،‬‬ ‫‪ -7 -1‬العوامل المؤثرة في اختيار استراتيجية التدريس المقترحة‪:‬‬ ‫هناك مجموعة من الظروف والعوامل المهمة التي تتحكم في اختيار التدريسي لالستراتيجية التدريسية‬ ‫التي تكون مناسبة أكثر من غيرها‪ ،‬وتتلخص هذه العوامل في اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬األهداف التعليمية‪ :‬تكون النواتج التعليمية التي يصل اليها الطلبة بعد مرورهم بمجموعة الخبرات‬ ‫التدريسية هي المطلب االول واالهم لكل استراتيجية‪ ،‬والنواتج التعليمية ال يمكن الوصول اليها اال‬ ‫من طريق معرفتها بوضوح‪ ،‬وتكون واضحة فقط عندما تكون لدينا اهداف تعليمية جيدة‪ ،‬فمثالً إذا‬ ‫كانت النواتج التعليمية المرغوب بالوصول اليها هي نواتج معرفية على التدريسي اختيار استراتيجية‬ ‫تزيد من معلومات الطلبة‪ ،‬وهكذا اذا كانت النواتج نفسية او اجتماعية يجب اختيار استراتيجية‬ ‫‪.‬تؤدي إلى فهم أكثر من قبل الطلبة ألنفسهم وذاتهم وتزيد من مهاراتهم الحياتية واالجتماعية‬ ‫‪(.‬مصطفى‪)204 :2014 ،‬‬ ‫‪ -2‬المادة الدراسية‪ :‬هناك استراتيجيات تنجح مع بعض المواد العلمية مثل مواد اللغة العربية ولكنها‬ ‫ال تنجح أو من الصعب تطبيقها في بقية المواد‪ ،‬كما وان بعض االستراتيجيات وضعت لكي تطبق‬ ‫على مواد ذات نشاط علمي وال يمكن ان تنجح مع المواد االنسانية والعكس صحيح‪.‬‬ ‫‪ -3‬طبيعة الطلبة‪ :‬تختلف الصفات الشخصية والنفسية للطلبة حسب اعمارهم ومراحلهم الدراسية ونتيجة‬ ‫لذلك تختلف طريقة استقبالهم لطرائق واستراتيجيات التدريس (السليتي‪)15 :2015 ،‬‬ ‫‪ -8 -1‬معايير اختيار االستراتيجية‪:‬‬ ‫إن اختيار المعلم الستراتيجية التدريس ال يكون بصورة عشوائية أو روتينية‪ ،‬بل عليه أن بختارها بدقة‬ ‫وعناية فهناك معايير يجب أن يؤخذ بها عند اختياره الستراتيجية تدريسية ما وفي النتيجة البد من‬ ‫المعايير اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬االستراتيجية يجب أن تكون صحيحة من الناحية العلمية حيث تنسجم مع البراهين البديلة‬ ‫للنظرية العلمية وأن تتفق مع التعريفات والبديهيات والمسلمات والنظريات المبرهنة‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستراتيجية يجب أن تتالءم مع متطلبات اإلجراء التعليمي المناسب من خالل إمكانيات‬ ‫توظيف وسائل حسية بصرية تؤدي إلى توضيح المفهوم المجرد‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن تنطلق االستراتيجية من خبرات الطلبة ومناقشتهم وتكون قابلة للتطبيق‪.‬‬ ‫‪ -4‬أن تطلق االستراتيجية من خبرات الطلبة وقناعاتهم لدى شحذ هممهم وطاقاتهم لتملك اإلجراء‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫‪ -5‬االستراتيجية األحسن هي األكثر تطبيقا واستخداما‪ ،‬حيث يظهر ذلك في االستفادة منها الطالب‬ ‫في استخدامات متشابهة‪(.‬عقيالن‪)93 :2000 ،‬‬ ‫ويرى (شاهين‪ )201 ،‬أن أهم المعايير التي يختار التدريسي في ضوئها استراتيجية التدريس المناسبة‬ ‫للدرس هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬مستوى الطلبة العلمي وقدراتهم الدراسية ومدى مشاركتهم الفعالة داخل الصف‪.‬‬ ‫‪ -2‬االهداف التعليمية التي يريد التدريسي تحقيقها‪.‬‬ ‫‪ -3‬مدى الحاجة الفعلية ألثراء المحتوى التعليمي وزيادة الخبرات لدى الطلبة‪.‬‬ ‫‪ -4‬مساعدة الطلبة على تحسين دافعيتهم الداخلية والخارجية)‪(.‬شاهين‪)28 :2010 ،‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬نظرية املعرفة املوضعية‬ ‫‪ -1-2‬نشأة نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫في أواخر الثمانينات طور كل من ( ‪)John Browns, Allan Collins and David Duguid‬‬ ‫المعرفة الموضـعية (التي ترتبط بالواقع)‪ ،‬والتي تعرف أيضـا باسـم نظرية التعلم الموضـعية ‪Situated‬‬ ‫‪ ،Learning theory‬تض ـ ـ ـ ـ ــع هذه النظرية أهمية على المعلمين لتعليم الطلبة المفاهيم في س ـ ـ ـ ـ ــياقات‬ ‫يمكن تطبيقها في العالم الحقيقي‪ ،‬ظهرت المعرفة الموضعية ألول مرة على يد براون وكولنز و دوجويد‬ ‫(‪ )Brown, Collins, Duguid, 1991‬في مقاالتهم الخاصـة بالمعرفة الموضـعية‪ ،‬وثقافة المجتمع‬ ‫‪ ،‬والتي ظهرت في مجـ ــال البحـ ــث التربوي‪ ،‬وكـ ــان لهـ ــا تـ ــأثير كبير على الفكر التربوي في العمليـ ــة‬ ‫التعليمية منذ الثمانينيات‪ ،‬واعتمدت نظرية المعرفة الموضعية على أراء كثيـ ـ ــر مـ ـ ـ ــن المفكرين التربويين‬ ‫أمثال فيجوتسكي ‪ ،Vygotsky‬ودي ـ ـ ـ ــوي ‪ ،Dewey‬و ليونتف ‪ ، Leontive‬حيث أثبت فيجوتسكي أن‬ ‫الوظائف العقلية العليا تتطور بالمشاركة في األنشطة االجتماعية‪ ،‬وأن كل أنواع األنشطة المتاحة‪ ،‬هي‬ ‫شــكل من أشــكال الحياة االجتماعية ‪ ،‬وأن أي شــيء يمكن تعلمه من طريق الســياق االجتماعي‪ ،‬يؤدي‬ ‫الى تكامل البنية العقلية للطالب‪.‬إال أن الفضــل في ظهور نظرية المعرفة الموضــعية يرجع الى المفكر‬ ‫التربوي (‪ )Jean Lave,1991‬التي عملــت على بلورة هــذه النظريــة إجرائيــا‪ ،‬وتزويــدهــا بقــاعــدة بحثيــة‬ ‫الكتسـ ـ ـ ــاب المعلومات‪ ،‬وتطور المهارات من الذي يعكس كيفية الحصـ ـ ـ ــول على المعرفة‪ ،‬وتطبيقها في‬ ‫مواقف الحياة اليومية‪ ،‬أي إن المعرفة ليس ـ ـ ـ ــت منعزلة بحد ذاتها‪ ،‬ولكنها تكتس ـ ـ ـ ــب من طريق المواقف‪،‬‬ ‫فالطالب بحاجة الى التفكير والفعل والمش ـ ـ ـ ـ ــاركة‪ ،‬في اس ـ ـ ـ ـ ــتخدام المعلومات في مواقف الحياة الواقعية‪.‬‬ ‫(زيتون‪)63 :۲۰۰۸ ،‬‬ ‫وفي أوائل التسعينيات ناقش علماء األنثروبولوجيا المعرفيون االجتماعيون ‪Jean Lave and‬‬ ‫‪ Etienne Wenger‬المفاهيم حول مجتمعات الممارسة والتعلم التعاوني‪ ،‬طورت كلتا المجموعتين من‬ ‫الباحثين أفكارهما من بعضهما البعض ويمكن رؤية األفكار المحيطة بالمعرفة الموضوعية (التي ترتبط‬ ‫بالمحيط الواقعي) اليوم حول مفهوم التعلم في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬في الماضي كان هناك العديد‬ ‫من األسئلة التي تدور حول كيفية عمل الدماغ‪ ،‬وكيفية ارتباط المعرفة بالثقافة‪ ،‬وكيف تفكر الحيوانات‬ ‫بشكل مختلف مقارنة بالبشر‪ ،‬على مدار القرن الماضي‪ ،‬راجع الباحثون عمل بعضهم البعض في نطاق‬ ‫البيولوجيا العصبية واألنثربولوجيا وعلم السلوك‪ ،‬نتيجة لذلك توصلوا إلى نهج يسمى المعرفة الموضعية‪،‬‬ ‫والذي يؤكد على أدوار التغذية الراجعة‪ ،‬والنشأة والتنظيم المتبادل في السلوك الذكي‪ ،‬ويمكن تصور‬ ‫المفاهيم الرئيسة للمعرفة الموضعية كما هو موضع بالتخطيط التالي‪ :‬ذكر ( ‪David Krisher and‬‬ ‫‪ )James Whitson, 1997‬أن المعرفة ُيعتقد أنها يتم إنشاؤها من خالل األنشطة االجتماعية الموجودة‬ ‫في الطبيعة‪ ،‬حيث يتعلم الفرد من خالل محاكاة ما يفعله الخبراء‪ ،‬فالشخص الذي يدافع عن التعلم‬ ‫الموضعي بأنه إذا تم تدريس سياقات المعرفة والعمل بشكل منفصل فيؤدي ذلك إلى معرفة خاملة‪.‬‬ ‫ويدعي (‪ )William clancey‬أن طبيعة المعرفة الموضعية تستند إلى فكرة أن كل فكر بشرى يتصور‬ ‫بها الفرد أنشطته وأفعاله الجسدية كلها متطورة معا‪ ،‬عالوة على ذلك تستند المعرفة الموضعية على بيئة‬ ‫اجتماعية وثقافية على إطار فردي‪ ،‬فقد أشار ‪ Brian Driscoll‬أن المعرفة تتراكم من خالل الممارسات‬ ‫الحية للناس في المجتمع‪ ،‬وفي معظم النظريات يجب فهم العالقة بين الجانب االجتماعي والجانب‬ ‫الفردي من الممارسات في المعيشة المعرفية‪ ،‬أما ‪ Brown, Collines and Duguid‬فيشيرون إلى‬ ‫مجردا‪ ،‬وأن التعلم يجب أن‬ ‫ً‬ ‫أن المعرفة الموضعية وثقافة التعلم حيث يرون أن التعلم ال يمكن أن يكون‬ ‫يحدث في سياق الثقافات الحقيقية حول الطالب إنهم يعتقدون أن كيفية تعلم المعلومات وكيفية تطبيقها‬ ‫يجب أن تكونا معاً‪ ،‬كذلك يتم إنشاء المواقف عندما يتم إنتاج المعرفة من خالل النشاط‪.‬يشيرون أيضاً‬ ‫إلى أن النشاط والمواقف مرتبطة بالتعلم والمعرفة‪.‬يصف ‪ Brown‬العديد من مناهج التعلم إلظهار‬ ‫التعلم الموجود وتأثيره على المعرفة فيصفون أوالً مشكلة تعلم الكلمات في اللغة باستخدام القاموس‪ ،‬ال‬ ‫يستطيع المتعلم فهم معنى الكلمة بشكل كامل بمجرد البحث عن تعريفها‪ ،‬سيحتاجون إلى أن يكونوا‬ ‫قادرين على استخدام الكلمة في سياقهم وعالمهم‪ ،‬لذلك ال يمكن تجريد المعلومات من التطبيق الواقعي‬ ‫لها‪ ،‬لذلك فإن المفاهيم األساسية لهذه النظرية تتمحور في‪:‬‬ ‫‪ -1‬المعرفة والنشاط العملي ال ينفصالن‪.‬‬ ‫‪ -2‬تعليم المفاهيم للطالب في سياقات مألوفة لهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬التعلم يشمل المجتمع ويعتمد على شبكته االجتماعية بداخله‪.‬‬ ‫ويرى اصــحاب نظرية المعرفة الموضــعية أن االنفصــال والبعد عن الخبرة الملموســة يمثل مشــكلة‪ ،‬ألن‬ ‫المعرفة ال يمكن عزلها عن الممارسة حتى يحدث تعلم ذو المعنى‪)Packer, 2000: 493(.‬‬ ‫‪ 2-2‬األصول الفلسفية لنظرية املعرفة املوضعية‬ ‫تس ـ ـ ـ ــتند نظرية المعرفة الموض ـ ـ ـ ــعية الى نظرية التعلم البنائي‪ ،‬التي تفترض إن عملية التعلم هي عملية‬ ‫نش ــطة مس ــتمرة‪ ،‬غرض ــية التوجه‪ ،‬يقوم عن طريقها الطالب‪ ،‬بناء معارفه م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن معلوماته الس ــابقة عن‬ ‫طريق عملية التفاعل االجتماعي‪ ،‬إذ إن التوجه القائم على المواقف يمكن تقفي أثره عند فرينت وديوي‪،‬‬ ‫إذ يعتقدان أن المعرفة يمكن أن تندمج في المواقف الحياتية للطالب‪ ،‬و َّ‬ ‫إن فكرة الس ـ ـ ــياق في الواقع‪ ،‬تعد‬ ‫توجهاً لتطوير المناهج الد ارسـية؛ بهدف مسـاعدة الطالب في حل مشـكالته‪ ،‬أو إعطاء تفسـيرات لمواقف‬ ‫محيرة‪ ،‬وتحقيق رغبات داخلية نحو تعلم مضامين معينة‪.‬وإن دمج المشكالت م ـ ــع المـ ـ ـه ـ ــام الت ـ ــي يقوم‬ ‫بها الطالب‪ ،‬هي االفضل عندما يواجه الطالب مشكالت‪ ،‬ومهام حقيقة في واق ـ ــع الحياة اليومية (طلبة‪،‬‬ ‫‪.)۸۸۱ :۲۰۲۲‬‬ ‫ويرى الباحث ان نظرية المعرفة الموضـ ــعية هي نظرية بنائية اجتماعية في السـ ــياق نفسـ ــه‪ ،‬وتؤكد على‬ ‫الدور النش ـ ـ ـ ــط والمتفاعل للطالب في بناء معرفته‪ ،‬والتفاعل االيجابي مع اقرانه‪ ،‬في بيئات التعلم داخل‬ ‫المدرسـة وخارجها‪ ،‬أي في بيئة اجتماعية وبيئة مدرسـية الكتسـاب خبرة ملموسـة بدل الخبرة التصـريحية؛‬ ‫لحل مشكالت واقعيــة علــى درجة من التعقيد والصعوبة‪ ،‬ويمكن تحديدها بعناصر أساسية وهي الطالب‬ ‫النش ـ ــط الم تفاعل‪ ،‬وبيئة لمواقف الحياة الواقعية والخبرة المكتس ـ ــبة من معلومات س ـ ــابقة‪ ،‬داخل الص ـ ــف‬ ‫الدراسي‪.‬‬ ‫‪ ۳-2‬مفهوم نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫تمثل نظرية المعرفة الموضعية مجموعة من األنشطة المترابطة ذات معن ـ ـ ــى وهدف محدد‪ ،‬تسعى لحل‬ ‫مشـ ــكالت واقعية‪ ،‬ترتبط بالحياة اليومية والتي يشـ ــترك فيها الطالب‪ ،‬والذي تشـ ــكل في إطار علم النفس‬ ‫االجتماعي‪ ،‬الذي يرى أن نظرية المعرفة الموضعية هـ ــو مـ ــدخـ ــل ب ـ ـنـ ــائي‪ ،‬للتعليم في سياق اجتماعي‪،‬‬ ‫واألساس لتنمية الطالب‪ ،‬وزيادة معارفه‪ ،‬وينظر لألداء العقلي كعمليات تتشكل بالحوار والمشاركة ونقل‬ ‫الطالب من الوض ـ ــع التقليدي الى كونه مش ـ ــارك‪ ،‬في وس ـ ــط تفاعلي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬يعتمد في تش ـ ــكله على‬ ‫أساس الفلسفة البنائية‪)Kemp, 2010: 128(.‬‬ ‫وأض ـ ــاف (زارع‪ )۲۰۱۰،‬إن نظرية المعرفة الموض ـ ــعية تقوم على تص ـ ــميم مواقف تعليمية‪ ،‬مناس ـ ــبة في‬ ‫عملية التدريس‪ ،‬تربط بين ما يتعلمه الطالب‪ ،‬والواقع الحياتي لمجتمعهم‪ ،‬ووض ـ ـ ـ ــع ما تعلموه موض ـ ـ ـ ــع‬ ‫التطبيق‪ ،‬بما يس ـ ــمح لهم بإجراء مناقش ـ ــات واس ـ ــعة جيدة‪ ،‬يش ـ ــاركون فيها بمختلف مس ـ ــتوياتهم وقدراتهم‬ ‫المتبــاينــة عن طريق توظيف كثير من األنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطــة التعليميــة‪ ،‬القــائمــة على التــأمــل والتعــاون والتمهين‬ ‫المعرفي‪ ،‬والنمذجة‪ ،‬والتعلم المحوري واالكتشاف والممارسة‪(.‬زارع‪)۲۰ :۲۰۱۰ ،‬‬ ‫إن نظرية المعرفة الموض ــعية في ض ــوء ما تقدم‪ ،‬تُعد مدخالً ُيس ــهل من عملية التعلم‪ ،‬عن طريق تقديم‬ ‫مواقف تتمثـل بربط التـدريس ببيئـة الطالب‪ ،‬وتفـاعلهم مع اآلخرين في الحيـاة االجتمـاعيـة‪ ،‬أو وضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬ ‫خبرتهم في موقف حياتي‪ ،‬يتضــمن تركيزهم على الفهم الشــامل‪ ،‬إذ إن نظرية المعرفة الموض ـعية ينبغي‬ ‫أال يسـ ـ ـ ــير بصـ ـ ـ ــورة خطية في التدريس‪ ،‬وهو ما يحدث في المدرسـ ـ ـ ــة بصـ ـ ـ ــورة طبيعية‪ ،‬كنتيجة لتعرف‬ ‫الطالب على الجدوى العملية‪ ،‬للمعلومات التي يدرسـ ـ ـ ــها‪ ،‬وكذلك الحاجة الى اسـ ـ ـ ــتخدام هذه المعلومات‬ ‫في تفسير‪ ،‬وتحليل‪ ،‬وحــل المشكالت في بيئة تعلم حقيقية واقعية‪)Rubin, 2007: 62(.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن نظريـة المعرفـة الموضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيـة تقوم على فكرة التعلم من الخبرة‪ ،‬ووضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع الطالب ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمن مجتمع‬ ‫الممارسة‪ ،‬وتقديم مواقف تشجع الدافعية لديهم نحو التعلم‪ ،‬وتمكنهم مــن ربــط مــا يتعلمونه من معلومات‬ ‫ومعارف بخبرات واقعية‪ ،‬لتنمية مواقف تعليمية ايجابية‪ ،‬وبناء واكتس ـ ـ ــاب المعرفة‪ ،‬عن طريق مش ـ ـ ــاركة‬ ‫الزمالء نش ـ ـ ـ ـ ــاطهم وتجاربهم الخاص ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬في بيئة حقيقية‪ ،‬بدال من نقل المعرفة إليهم‪(.‬أحمد‪:2021 ،‬‬ ‫‪ )437‬واضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاف (البلوي ومحارب‪ )2017،‬أن نظرية المعرفة الموضعية تعتمد علـ ـ ــى فكرة أن التعلم‬ ‫يحدث وفقا للموقف الذي يمر به الطالب‪ ،‬أي هو دالة األنش ـ ــطة‪ ،‬والس ـ ــياق‪ ،‬والثقافة التي يحدث فيها‪،‬‬ ‫ويتم بالتفاعل‪ ،‬الكتساب المعرفة والخبرة‪ ،‬ويكون الطلبة أكثر مشاركة ونشاطاً ضمن الثقافة المجتمعية‪،‬‬ ‫ويجعلهم يفكرون ويتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرفون بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكـل مختلف‪ ،‬في بيئـات التعلم‪ ،‬عنهـا في المواقف الحيـاتيـة‪ ،‬ألنهم‬ ‫يعملون في أطـارهم الثقـافي الـذي ينتمون اليـه‪ ،‬لـذا تعـد المش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركـة‪ ،‬والتفـاعـل االجتمـاعي من العوامـل‬ ‫األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية لحدوث هذا النوع من التعلم‪(.‬البلوي ومحارب‪ )363 :2017 ،‬يتطلب التعلم في نظرية‬ ‫المعرفة الموض ـ ـ ـ ــعية من الطلبة فهم الموض ـ ـ ـ ــوع بطريقة فعالة وأن األفكار لديهم يجب أن ال يص ـ ـ ـ ــيبها‬ ‫الجمود‪ ،‬وإنما يبنون معرفتهم‪ ،‬عن طريق النش ـ ـ ــاط واس ـ ـ ــتخدام طرائق متنوعة التفكير‪ ،‬يؤدي ذلك لزيادة‬ ‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعــة أفق الطلبــة وتطلعــاتهم‪ ،‬وتنميــة الثقــة بـالنفس لـديهم لتطوير مهــاراتهم‪ ،‬كـالحوار‪ ،‬والمنــاقش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪،‬‬ ‫والتواصل للقيام بدور القيادة أي الطالب يبني المعرفة‪ ،‬قاد اًر على استخدامها في مواقف حياتيـة حقيقـة؛‬ ‫إليج ـ ـ ـ ـ ــاد الحلول المناسبة للمشكالت التي يطغى عليها طابع التعقيد والصعوبة؛ ليحقق الفه ـ ـ ـ ـ ــم بصورة‬ ‫اجتماعية في سياق ثقافة المجتمع وليس بصورة فردية‪.‬‬ ‫‪ -4-2‬مكونات نظرية املعرفة املوضعية‬ ‫بناء على هذا قام (‪ )Hilary Malennan,1996‬بنشر نموذج التعلم الموضعي ‪Situated‬‬ ‫‪ learning‬القائم على فكرة أن المعرفة تقع في سياقها وتتأثر بشكل أساسي بالنشاط‪ ،‬والسياق والثقافة‬ ‫التي تستخدم فيها‪ ،‬وأشار إلى أن المكونات الرئيسة لنموذج التعلم الموضعي هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬القصص ‪ :Stories‬تلعب القمص دو ار مهما للغاية في التعلم الموضعي والبناء االجتماعي للمعرفة؛‬ ‫ألنها تساعد الناس على تتبع اكتشافاتهم‪ ،‬وتوفر القصص أيضا بنية ذات مغزى لتذكر ما تم تعلمه‪.‬‬ ‫‪ -2‬التأمل ‪ :Reflection‬بعد التأمل عنص ار أخر مهما بشكل كبير في التعليم الموضعي‪ ،‬يعبر‬ ‫‪ Donald Norman‬عن وجود معرفة تأملية وتجريبية لإلنسان‪.‬التفكير التجريبي أسرع وفوري‪ ،‬لكن‬ ‫التفكير التأملي أعمق‪ ،‬يجمع التعلم الموضعي بين المعرفة التجريبية‪ ،‬والتأملية في مجتمعات الممارسة‪.‬‬ ‫‪ -3‬التمهن المعرفي ‪ :Cognitive apprenticeship‬هو العنصر اآلخر لنموذج التعلم الموضعي‪،‬‬ ‫أشار الباحثون أن مفهوم التمهن المعرفي فيه تحاول أساليب التلمذة الصناعية المعرفية تحفيز الطالب‬ ‫على ممارسات أصلية من خالل النشاط والتفاعل االجتماعي بطريقة مشابهة لتلك التلمذة الحرفية‪.‬‬ ‫‪ -4‬التعاون ‪ :Collaboration‬التعاون عنصر حيوي آخر لنموذج التعلم الموضعي أقترح ( ‪Brown,‬‬ ‫‪ )1969‬السمات األربع الرئيسة للتعلم التعاوني وهي‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬حل المشكالت الجماعي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬عرض أدوار متعددة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬مواجهة االستراتيجيات غير الفعالة والمفاهيم الخاطئة‪.‬‬ ‫د‪ -‬توفر مهارات العمل التعاوني‪.‬‬ ‫‪ -5‬التعبير ‪ :Articulation‬يرافق التعبير جانبان‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الجانب األول‪ :‬هو مفهوم الفصل أو التعبير عن المهارات المكونة المختلفة من أجل تعلمها بشكل‬ ‫أكثر فعالية‪.‬‬ ‫ب الجانب الثاني‪ :‬يشير التعبير إلى الهدف المتمثل في حث الطالب على التعبير عن معرفتهم‪ ،‬أو‬ ‫تفكيرهم‪ ،‬أو عمليات حل المشكالت في مجال ما‪.‬‬ ‫حيويا أساسيا في دعم إنشاء بيئات التعلم‬ ‫‪ -6‬التكنولوجيا ‪ :Technology‬تلعب التكنولوجيا اليوم دو اًر ً‬ ‫الموضعي‪ ،‬كما تساهم أيضا في تعزيز التفكير التأملي لدى الطالب‪.‬‬ ‫‪ -5-2‬مرتكزات نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫أصبح من الواضح أن األسس التي انطلقت منها نظرية المعرفة الموضعية ال تختلف عن األسس التي‬ ‫تقوم عليها نظرية التعليم البنائي عموما‪ ،‬حيث تنطلق من ربط العملية التعليمية بالواقع الفعلي للمتعلم‪،‬‬ ‫وتركز على بيان طبيعة العالقة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع وإكساب المتعلم فيما ومعنى عميقا لتلك‬ ‫العالقة‪ ،‬والقضايا والمشكالت الناتجة عنها‪ ،‬ومن ثم قدرة هذا المتعلم على الوصول إلى حلول وتفسيرات‬ ‫مقترحة لتلك القضايا‪ ،‬واتخاذ الق اررات المناسبة حيالها ‪.‬‬ ‫ويلخص )خليل الخليلي‪ )143 -142: 1996 ،‬المبادئ التي ارتكزت عليها النظرية في‪:‬‬ ‫‪.1‬البيئة الطبيعية المحلية بما فيها من ظواهر ومعطيات‪ ،‬وقضايا ومشكالت هي محور المحتوى‬ ‫العلمي والخبرات العلمية التي يجب التركيز عليها في برامج تدريس العلوم والتربية العلمية ‪.‬‬ ‫‪.2‬التدرج من المحسوس إلى المجرد أم ار ضروريا للتعلم القائم على المعنى‪ ،‬ومن ثم يجب إتاحة الفرصة‬ ‫للمتعلم كي يستقصي الظواهر والمشكالت بنفسه‪.‬‬ ‫‪.3‬يبني المتعلم خبراته على ضوء ما لديه من خبرات سابقة‪ ،‬ومن ثم يجب تعديل الخبرات البديلة‬ ‫(الخطأ) التي بحوزته كي يبني عليها خبراته الالحقة بناء صحيحاً‪.‬‬ ‫‪.4‬يبني المتعلم خبراته بشكل أفضل من خالل تعاونه‪ ،‬وتفاعله مع غيره من المتعلمين‪ ،‬والمعلمين ومن‬ ‫ثم يجب التركيز على التعليم التعاوني التفاعلي‪.‬‬ ‫‪.5‬ربط الخبرات والمعلومات بالمواقف والمشكالت التي تواجه المتعلم مستقبالً‪ ،‬واالستفادة منها في‬ ‫حياته العملية‪.‬‬ ‫‪.6‬التركيز على الجوانب االجتماعية‪ ،‬والقيمية‪ ،‬واألخالقية‪ ،‬ذات الصلة بموضوعات العلم والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫‪ -6-2‬مراحل نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫طور هذه النظرية العديد من العلماء منهم العالم خليل يوسف الخليلي‪ ،‬عام ‪ 1996‬استنادا إلى فروض‬ ‫النظرية البنائية وتطبيقاتها‪ ،‬وانطالقا من معطيات الواقع في مؤسسات التعليم العربية‪ ،‬حيث تألفت هذا‬ ‫النظرية من ثالث مكونات‪ ،‬يتبع كل منها مجموعة مراحل فرعية‪ ،‬بيانها على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪-‬المرحلة األولى ‪:‬تحليل الواقع‪:‬‬ ‫وتتم مراحل هذا المكون قبل تنفيذ التدريس‪ ،‬حيث يجب على المعلم اإلجابة عن خمسة أسئلة‪.‬‬ ‫‪ -1‬ما طبيعة الموضوع أو المحتوى العلمي الذي سأقوم بتدريسه؟‬ ‫‪ -2‬ما مدى إمكانياتي وقدراتي على تدريس هذا الموضوع أو المحتوى؟‬ ‫‪ -3‬ما واقع الطالب الذين سوف يدرس لهم هذا الموضوع أو المحتوى؟‬ ‫‪ -4‬ما واقع المؤسسة التعليمية التي سيتم تدريس الموضوع أو المحتوى فيها؟‬ ‫‪ -5‬ما واقع البيئة والمجتمع الذي يعيش فيه المتعلم من حيث القضايا والمشكالت التي تواجهه؟ أو‬ ‫بمعنى آخر كيف يمكن ربط المحتوى العلمي ببيئة المتعلم الواقعية؟‬ ‫المرحلة الثانية ‪:‬التخطيط للتدريس‪:‬‬ ‫ويركز هذا المكون على إعداد خطة التدريس المكتوبة‪ ،‬حيث تتألف تلك الخطة من سبعة عناصر‬ ‫هي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تحديد المدخل (التهيئة الحافزة)‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحديد الخبرات وأوجه التعلم التي سيتم تعلمها‪.‬‬ ‫‪ -3‬إعداد الخطوط العريضة لألهداف المنشودة ‪.‬إعداد األسئلة المثيرة للتفكير‪ ،‬والكاشفة للمعرفة السابقة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تحديد النشاطات التي سينفذها المتعلم لتدعيم التعلم‪.‬‬ ‫‪ -5‬إعداد أسئلة التقويم البنائي والحوار‪.‬‬ ‫‪ -6‬تحديد سبل الربط بين المعرفة العلمية‪ ،‬وحياة المتعلم الواقعية ‪(.‬صبري‪ ،‬تاج الدين‪)14 :2000 ،‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬التنفيذ (وصف إجراءات التدريس)‬ ‫وتركز هذه المرحلة على ما يدور فعال في حجرات الدرس‪ ،‬حيث يتم ذلك باتباع عدة خطوات متسلسلة‬ ‫هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬المدخل (تهيئة وحفز المتعلم)‬ ‫‪ -2‬معالجة األفكار البديلة (المغلوطة) لدى المتعلم‪ ،‬ويتم ذلك من خالل ثالث مراحل هي‪:‬‬ ‫مرحلة عدم الرضا بالفهم المغلوط ‪Dissatisfaction‬‬ ‫ ‬ ‫ومرحلة تقبل الفهم العلمي السليم ‪Satisfaction‬‬ ‫ ‬ ‫ومرحلة تبني الفهم العلمي السليم ‪Defending the Scientific Conception.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -3‬ممارسة النشاطات‪.‬‬ ‫‪ -4‬تقسيم المتعلمين إلى مجموعات متعاونة‪ ،‬ومتفاعلة فيما بينها‪.‬‬ ‫‪ -7-2‬أهمية نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫تتلخص أهمية نظرية المعرفة الموضعية بـ‪:‬‬ ‫أنـها تـوفر فرصة التنافس‪ ،‬والتحدي بين المجموعات المتكافئة‪ ،‬التي تتضمن المستويات العقلية‬ ‫‪-1‬‬ ‫المختلفة (ضعيف ‪ -‬متوسط ‪ -‬مرتفع)‪.‬‬ ‫تزيد من دافعية الطالب‪ ،‬وتتيح الفرصة لهم سعياً‪ ،‬لحل المشكالت المختلفة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫تعمل على تطوير مهارات االتصال والقيادة‪ ،‬وطرح االسئلة بين المجموعات‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫تُفعل دور العمل التعاوني في العملية التعليمية الذي يجعل الطالب متفاعالً نشطاً‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫تُسهم في انتقال أثر التعلم‪ ،‬ألن نظرية المعرفة الموضعية ترتبط بمواقف من واقع الحيـاة‬ ‫‪-5‬‬ ‫اليومية للطالب‪ ،‬فيعمل على تقليص الفجوة ما بين الموقف التعليمي الرسمي والحياة اليومية‪.‬‬ ‫تنمية مهارات التفكير لدى الطلبة‪ ،‬والتي تسـ ـ ــاعدهم في حل المشـ ـ ــكالت‪ ،‬والتعامل مع مشـ ـ ــاكل‬ ‫‪-6‬‬ ‫الحياة الواقعية من شرح وتقديم الحلول المناسبة لهم‪(.‬الجبوري‪)26 :2022 ،‬‬ ‫‪ -8-2‬أهداف نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫تتلخص اهداف نظرية المعرفة الموضعية بـ‪:‬‬ ‫‪- 1‬أن يكون التركيز على مستويات التفكير‪ ،‬أكثر من اكتساب الحقائق منفصلة عن الحياة اليومية‪.‬‬ ‫‪- 2‬ان يقوم الطالب بتفسير المعنى‪ ،‬وتأمله‪ ،‬وتكوينه‪.‬‬ ‫‪- 3‬توفير فرص التفاعل والمشاركة في خبرات ذات معنى‪.‬‬ ‫‪- 4‬ان يكون التعلم من المحيط االجتماعي‪ ،‬بالحوار مع األخرين في المجتمع‪.‬‬ ‫‪- 5‬جعل الطالب يطبقون ما توصلوا إليه من معرفة حتى يصل أداؤهم الى درجة االتقان‪.‬‬ ‫( زيتون‪)68 :2008 ،‬‬ ‫ويرى الباحث أن نظرية المعرفة الموضعية‪ ،‬تعد نمطاً من أنماط التعلم‪ ،‬تهدف الى تنميـة االتجاهات‬ ‫العلمية حول البيئة والمجتمع‪ ،‬والمواد الدراسية‪ ،‬وينتقل فيها الطلبة من الطريقة التقليدية للتدريس الكتساب‬ ‫المعلومات‪ ،‬الى تفعيل واقع البيئة الحقيقية في الحياة اليومية‪ ،‬أي ربط واقع المحتوى الدراسي بالواقع‬ ‫الذي يعيش فيه‪ ،‬التي تعمل على تنمية مهارات التفكير لديه‪ ،‬عن طريق العمل التعاوني التشاركي مع‬ ‫اآلخرين في العالم المحيط به‪ ،‬ليعكس واقع التعلم الرسمي في مواقف واقعية‪ ،‬يمكن أن يؤدي بدوره الى‬ ‫زيادة في تحصيل الموضوعات الدراسية المختلفة‪ ،‬ويكون التعلم حينها ذا معنى‪ ،‬نتيجة تطبيق ما توصل‬ ‫إليه من معارف بدرجة عالية من الكفاءة‪.‬‬ ‫‪ -9-2‬مميزات نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫تتصف نظرية المعرفة الموضعية بعدد من المميزات التي تحقق فائدة من اتجاهين‪ ،‬األول بما يرتبط‬ ‫بالطالب وعالقته مع زمالئه‪ ،‬في حين يتصل االتجاه الثاني بعالقة الطالب بالبيئة التعليمية‪ ،‬حيث يركز‬ ‫على الممارسات التي يكون فيها الطلبة على عالقـة مـع بعضهم‪ ،‬يتشاركون المشاعر‪ ،‬والمشاكل حول‬ ‫موضوع معين‪ ،‬ويعملون على تعميق معارفهم وخبراتهم ‪.‬وإن المعرفة فيه‪ ،‬نحصل عليها في سياق‬ ‫الموقف‪ ،‬التي تحد ث فيه‪ ،‬وتقع فيه‪ ،‬ولو جزئيا‪ ،‬وإن نقطة التمركز في نظرية المعرفة الموضعية‪ ،‬هو‬ ‫تحقيق التجمع‪ ،‬والمشاركة في الموقف التعليمي (جاب هللا‪). (۳۸۸: ۲۰۱۷ ،‬وأضاف (محمود ‪)۲۰۱۹،‬‬ ‫إن نظرية المعرفة الموضعية تتميز بأنها عملية جماعية‪ ،‬يقوم فيها الطلبة بالتفاعل مع اآلخرين من‬ ‫أعضاء المجتمع الواقعي‪ ،‬ويغلب على العالقات بين أعضاء هذا المجتمع عالقة األقران‪ ،‬أكثر من‬ ‫اعتمادها على العالقة بين الطالب والمدرس في القاعة الدراسية‪ ،‬ويعتمد على استخدام مداخل تعليمية‬ ‫كالقصة‪ ،‬والتأمل‪ ،‬واالكتشاف‪ ،‬والممارسة‪ ،‬ويشجع من دافعية الطالب‪ ،‬الذي يجعل المعرفة‪ ،‬والمهارة‬ ‫سهلة التطبيق في المواقف الحياتية‪ ،‬بسبب التشابه المتزايد بين التعلم والموقف الواقعي لألداء‪(.‬محمود‪،‬‬ ‫‪ )۲۳۸: ۲۰۱۹‬تتميز نظرية المعرفة الموضعية بأنها تعليم ضمني‪ ،‬والتدريس فيها ال يكون تدريسا‬ ‫صريحا‪ ،‬وأن المعرفة اليومية تعد جزءاً رئيسا فيه‪ ،‬وأن هذا النمط من المعرفة المرتبط بالبيئة الحياتية‪،‬‬ ‫من السهل استرجاعه عن طريق الطالب عند الحاجة اليه‪ ،‬في موقف واقعي‪ ،‬إلنجاز هدف حيـاتي‪،‬‬ ‫ويقدم اتجاهاً يتفق بواقعية النشاط‪ ،‬وهذه الواقعيـة تـكـون خـاصـة بمجتمعات الممارسة خارج أسوار‬ ‫المدرسة‪ ،‬إذ ُيمكن للطالب أن يتعلم من هذه المواقف ‪(.‬مرسي‪)420: 2010 ،‬‬ ‫ومما سبق يرى الباحث أن نظرية المعرفة الموضعية‪ ،‬تُنمي روح العمل الجماعي للطالب‪ ،‬والعمل‬ ‫كفريق واحد‪ ،‬في جو ديمقراطي‪ ،‬ما يجعلهم يفكرون بطريقة علمية‪ ،‬تؤدي الى فهم الواقع المحيط بهم‪،‬‬ ‫وتحسين جوانب التعلم المختلفة‪ ،‬ويحقق لهم فائدة كبيرة‪ ،‬بربط التعلم بواقع حياتهم عن طريق االنشطة‬ ‫المختلفة‪ ،‬بأن تجعل لغة الحوار لديهم سليمة‪ ،‬عن طريق اتاحة الفرص لمناقشة بعضهم مع بعض من‬ ‫جهة‪ ،‬ومع التدريسي من جهة أخرى؛ ما يزيد ويحفز من دافعيتهم للتعلم‪.‬‬ ‫‪ -10-2‬افرتاضات نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫إن خبرة نظرية المعرفة الموضعية قائمة على أربع مقدمات منطقية تؤدي الى تطوير األنشطة المدرسية‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬يتم التعلم من خالل أحداث الحياة اليومية ومواقفها الن الركيزة األساسية للمدخل الموضعي‪ ،‬هي‬ ‫التأكيـد علـى أن التفكير والتعلم يعتمدان بصفة أساسية‪ ،‬علـى القـيـام بالوظيفة المنوطة بهما في الموقف‬ ‫المباشر للحدث‪ ،‬وتنص نظرية المعرفة الموضعية على أن استخالص المعنى يتم عن طريق األنشطة‬ ‫الحقيقة للحياة اليومية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تكتسب المعرفة موضعياً وتنتقل الى المواقف المشابهة ‪:‬من األنشطة الحقيقية للحياة اليومية تكتسب‬ ‫المعرفة‪ ،‬وينتقل أثر التعلم من الفصل الدراسي الى الممارسة الفعلية من طريق إدخال موضوع الدراسة‬ ‫في الخبرات المستمرة للطلبة‪ ،‬وتوفير فرص معايشة لهم للموضوع الدراسي في الحياة اليومية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬التعلم هو ناتج لعملية اجتماعية ‪:‬إذ يتم توجيه التفكير واإلدراك‪ ،‬وحل المشكالت عن طريق‬ ‫التفاعالت االجتماعية‪ ،‬فضالً عن اكتساب المعرفة إجرائيا‪ ،‬مــن المشاركة القائمة على تبادل االفكار‪،‬‬ ‫والتفاعل القائم بين الطلبة يحدث التعلم‪.‬‬ ‫‪ -4‬التعلم غير منفصل عن العالم الحقيقي‪ ،‬لكنه يتم في البيئات االجتماعية النشطة المكونة من أعضاء‬ ‫وأفعال ومواقف ‪:‬وهذا يعني وضع الفكرة‪ ،‬والفعل في مكان وزمان محددين‪ ،‬وأن يشمل التعلم طلبة آخرين‬ ‫وبيئة وأنشطة؛ إليجاد المعنى والتفكير‪ ،‬إذ تعرف األنشطة الحقيقة في نظرية المعرفة الموضعية بأنها‬ ‫أنشطة مرتبطة بالحياة الواقعية‪ ،‬التي تضحى باهتمام الطلبة‪ ،‬أو وضعهم أمام مشكلة حقيقية في الحياة‬ ‫الواقعية‪ ،‬وحل هذه المشكلة‪ ،‬ال يكون إال بالتفاعل مع والبيئة والمجتمع‪ ،‬والثقافة )‪. (Lave, 1997:20‬‬ ‫‪ -11-2‬مبادئ نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫للتعلم الموضعي عدداً من المبادئ التي تعد بمثابة أُسس ومنطلقات فكرية‪ ،‬وتتمثل بـ‪:‬‬ ‫‪- 1‬إن التعلم هو عملية تراكمية ترتكز على أفعال المواقف التعليمية‪ ،‬ويكون موجهاً نحو هدف معين‪.‬‬ ‫‪- 2‬إن المعرفة القائمة أو المدركة‪ ،‬هي التي نحصل عليها في سياق الموقف‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إن التلمذة المعرفية تقوم على إضفاء الطابع الخارجي على العمليات العقلية الداخلية‪ ،‬بوضع‬ ‫سياقات اجتماعية‪ ،‬تعكس واقع الحياة ومشاكلها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إن دمج المشاركين الجدد‪ ،‬في الممارسة التعليمية في المجتمع التعليمي‪ ،‬فنقطــة التمركز فيه هو‬ ‫تحقيق التجمع والمشاركة في الموقف‪ ،‬واالستفادة من طاقات الطلبة الكامنة التي يمتلكونها‪.‬‬ ‫‪-5‬إن التعلم قائم على تألف مجتمعات التعلم من أشخاص لديهم التزام مشترك بالهدف من انشطتهم‪،‬‬ ‫وتفاعلهم داخل المجموعة ‪(.‬احمد‪)445: 2021 ،‬‬ ‫وفي السياق نفسه يذكر )‪ (Pitri, 2004‬أربعة من المبادئ الرئيسة للتعلم وفق نظرية المعرفة الموضعية‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪1-‬يرتكز التعلم في أعمال المواقف اليومية‪.‬‬ ‫‪- 2‬يتم اكتساب المعرفة من السياق‪ ،‬ويتم نقلها الى كافة المواقف المتشابهة‪.‬‬ ‫‪- 3‬إن التعلم نتاج عملية اجتماعية‪ ،‬تشمل طرائق التفكير المختلفة‪.‬‬ ‫‪- 4‬ال يمكن الفصل بين التعلم وبيئة العمل‪ ،‬لكن يوجد في بيئات قوية ومعقدة اجتماعياً‪ ،‬والتي تتألف‬ ‫من أفراد وأفعال ومواقف‪(Pitri, 2004: 6).‬‬ ‫‪ -12-2‬بيئة نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫تسمح هذه البيئة للطالب في الموقف التعليمي بربط الخبرات الجديدة بخبراتهم السابقة‪ ،‬وتتيح لهم فهم‬ ‫أعمق للموضوعات الدراسية بطريقة يمكن مالحظتها‪ ،‬نتيجة ما يقدموه من أنشطة والمشاركة مع أقرانهم‪،‬‬ ‫وأفراد المجتمع‪ ،‬وتجعل الطالب يمارسون التفكير‪ ،‬والتعلم بوصيفهما شيئاً يحدث في العالم االجتماعي‬ ‫الحقيقي‪ ،‬بما ُيحسن من فهمهم لطرائق تطوير حياتهم وعالقاتهم‪ ،‬ألن بيئة نظرية المعرفة الموضعية‬ ‫تثري مشاركة الطالب‪ ،‬وتطور العالقات االجتماعية بينهم؛ لتغيير أفكارهم وحديثهم في سياق النشاط؛‬ ‫بما ُيسهم في تشكيل ‪،‬معارفهم‪ ،‬فتتحول المعرفة الى وسيلة عمل وتطبيق‪ ،‬تؤدي الى إتقانهم األدوار في‬ ‫المجتمع‪ ،‬وبناء معرفتهم‪ ،‬باالعتماد على أنفسهم‪ ،‬بدالً من نقلهـا مـن المدرس‪ ،‬وتربط المعرفة ما يتعلمونه‬ ‫ببيئتهم االصلية‪ ،‬وتطبيق ما تعلموه في مواقف جديدة قد يواجهونها‪ ،‬في إطار اجتماعي (جاب هللا‪،‬‬ ‫‪ )۳۸۸ :۲۰۱۷‬وأضاف (الخفاجي‪ )۲۰۲۱ ،‬إن بيئات نظرية المعرفة الموضعية‪ ،‬يمكن أن تتحدد بعدد‬ ‫من العناصر وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬السياق األصيل ‪:‬توفر بيئة نظرية المعرفة الموضعية سياقاً أصيالً‪ ،‬يعكس الطريقة التي سيتم بها‬ ‫استخدام المعرفة في الحياة الواقعية‪ ،‬والتي تحافظ على السياق الكامل للوضع‪ ،‬الذي يدعو الى‬ ‫البحث واالستكشاف‪.‬‬ ‫‪ -2‬األنشطة ‪:‬توفر بيئة نظرية المعرفة الموضعية أنشطة حقيقة غير محددة يجدها الطالب‪ ،‬فضالً عن‬ ‫حل المشكالت‪ ،‬وفي هذه البيئة يمكن دمج المهارة عبر مجاالت الموضوع‪ ،‬وتوفر الفرصة الكتشاف‬ ‫المواد ذات الصلة وغير ذات الصلة‬ ‫‪ -3‬أداء الخبير ‪:‬توفر بيئة نظرية المعرفة الموضعية الوصول الى تجربة األداء‪ ،‬ونمذجة العمليات‪ ،‬بما‬ ‫يسمح للطالب مراقبة المهمة قبل تنفيذها‪ ،‬من خالل الســرد القصصي‪ ،‬أو لعب األدوار‪ ،‬أو تقليد‬ ‫االعمال في المحيط االجتماعي‪.‬‬ ‫‪ -4‬أدوار ووجهات نظر متعددة ‪:‬توفر بيئة نظرية المعرفة الموضعية الفرصة في أدوار ووجهات نظر‬ ‫متعددة‪(.‬الخفاجي‪ (۳۲: ۲۰۲۱ ،‬إن البيئة التعليمية في نظرية المعرفة الموضعية تؤكد على فكرة‬ ‫العالقات القوية بين الطالب وتفاعلهم مع قيم المجتمع‪ ،‬والمعايير المرتبطة بها‪ ،‬ويصف بود‬ ‫)‪(Boud, 1994‬البيئة ‪:‬بأنها خبرة مستخدمة‪ ،‬ووسيلة لالنشغال والتداخل بين البيئة المادية والنفسية‬ ‫واالجتماعية التي يعيش فيها الطالب فليست البيئة إحضار وقائع الحياة الى الفصل الدراسي ولكنها‬ ‫إعادة تشكيل لخبرة هذه األحداث من وجهات نظر مختلفة ‪.‬فالطالب يعيشون الخبرة أكثر من كونهم‬ ‫خارج الحدث‪ ،‬أو مجرد متفرجين‪ ،‬فال بد أن تكون بيئة نظرية المعرفة الموضعية غنية باألدوات‬ ‫إلثراء التعلم‪ ،‬وتشجيع الطالب على استخدامها‪ ،‬وسيفهم الطالب إذا ما استخدمها بفاعلية العلم‬ ‫والثقافة التي تقع فيها هذه األدوات‪ ،‬ووجهات نظر من يستخدمها ‪(Wilson, 1993: 77).‬‬ ‫ئيسيا في التأثير على‬ ‫دور ر ً‬ ‫هاما في عملية التعلم‪ ،‬حيث تلعب ًا‬ ‫عنصر ً‬ ‫ًا‬ ‫ويرى الباحث بأن البيئة تُعد‬ ‫سلوك المتعلم ودوافعه‪.‬تُؤثر البيئة على قدرة المتعلم على التركيز واالنتباه لذلك يجب أن تكون بيئة‬ ‫المشتتات‪ ،‬وتُقدم للمتعلم مواد تعليمية ُمنظمة وجذابة‪ ،‬وتؤثر البيئة على أسلوب‬ ‫التعلم هادئة وخالية من ُ‬ ‫فرصا للتعلم النشط‪ ،‬وتُشجع المتعلم على استخدام‬‫التعلم لدى المتعلم لذلك يجب أن تُقدم البيئة التعليمية ً‬ ‫مهاراته المختلفة‪ ،‬لذلك فإن أساليب التعليم التقليدية التي تعتمد على التلقين والحفظ تُقلل من قدرة المتعلم‬ ‫طا وثيًقا‪ ،‬حيث تُؤثر البيئة على سلوك المتعلم‬ ‫على االستيعاب والتحصيل‪.‬ترتبط البيئة والتعلم ارتبا ً‬ ‫ومحفزة ُتلبي‬ ‫ودوافعه وقدراته على االستيعاب والتحصيل‪.‬لذلك‪ ،‬من المهم خلق بيئة تعليمية آمنة ُ‬ ‫احتياجاته‬ ‫‪ -13-2‬دور املدرس والطالب يف نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫إن دور المدرس في نظرية المعرفة الموضعية يتمثل بـ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تجهيز األدوات والبيئة التي سيستخدمها الطالب‪.‬‬ ‫‪ -2‬اعطاء الطالب الوقت الكافي للتدريب‪ ،‬وإعادة التدريب‪.‬‬ ‫‪ -3‬إرشاد الطالب الى تدريبات متعددة‪ ،‬يمكن أن تقدم لهم أفكا اًر مختلفة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تقديم المشكلة‪ ،‬أو الموقف بطرائق مختلفة‪.‬‬ ‫‪ -5‬تقديم أنشطة متنوعة‪ ،‬لتنويع الخبرات‪ ،‬والحلول التي يتم التوصل إليها‪.‬‬ ‫‪ -6‬لعب أدوا اًر متعددة‪ ،‬فهو ليس ناقال للمعرفة‪ ،‬وإنما ميس اًر لها ومشاركاً فيها‪.‬‬ ‫‪ -7‬القيام بتزويد الطالب‪ ،‬بأنشطة من الحياة الواقعية‪.‬‬ ‫‪ -8‬اخذه دور المدرب‪ ،‬ومرشد ومقدم للنماذج‪ ،‬ومتعاون‪ُ ،‬‬ ‫ويختصر دوره تدريجياً‪ ،‬عندما يجد أن الطالب‬ ‫قاد اًر على توجيه نفسه‪ ،‬من خالل عملية التعلم‪.‬‬ ‫‪ -14-2‬دور الطالب يف نظرية املعرفة املوضعية بأنه‪:‬‬ ‫‪ -1‬يتفاعل مع جماعة التدريب ككل‪.‬‬ ‫‪ -2‬يبدي رأيه‪ ،‬ويجري حوا اًر مع كل فرد من أفراد المجموعة‪.‬‬ ‫‪ -3‬يالحظ جيدا سلوك المتمرسين في الخبرات المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -4‬يعد نفسه مسؤوالً عما يتعلمه أوالً‪ ،‬وعن توجيه أدائه ثانياً‪.‬‬ ‫‪ -5‬يحاول ابتكار حلول مختلفة للمشكلة‬ ‫‪ -6‬يفكر بطريقة أبعد من وجهة النظر الضيقة‪.‬‬ ‫‪ -7‬يحترم أفراد مجموعة العمل‬ ‫‪ -8‬يحرص على التدريب وإعادة التدريب على الخبرات التي يجب أن يتعلمها‪.‬‬ ‫‪ -15-2‬أساليب التقييم يف نظرية املعرفة املوضعية‪:‬‬ ‫هي قدرة الطالب على تطبيق المعلومة أو المهمة‪ ،‬وقدرتـه علـى اسـتخدام مستويات التفكير المختلفة‪،‬‬ ‫تتم باستخدام أدوات التقييم المناسبة‪ ،‬كسجالت األداء؛ لمعرفة مدى نجاح الطالب أو فشله‪ ،‬أو أن يتم‬ ‫تقييم الطالب بوضعهم في مواق ف اجتماعية حقيقية‪ ،‬وتحقيق نتائج عن طريق تطبيق الخبرة التي‬ ‫اكتسبوها من دراستهم في الصف الدراسي‪ ،‬وان تراعي أساليب التقييم توليد األفكار‪ ،‬وتقديم عمليات حل‬ ‫المشكالت‪ ،‬فالتقييم ال ُيعد نشاطا منفصال يتم بعد التدريس‪ ،‬وإنما هو عنص اًر في نظرية المعرفة‬ ‫الموضعية( ‪.‬‬ ‫ومن أساليب التقييم األخرى في نظرية المعرفة الموضعية‪:‬‬ ‫‪ -1‬التقييم األدائي الذي يتطلب مجموعة من المصادر المتكاملة‪ ،‬مثل مالحظة أداء الطالب أو مقابالته‬ ‫والمحاكاة والتقليد‪ ،‬ولكي يكون االداء واقعياً؛ فال بد من أن يحتوي على ارتباطات بالعالم الواقعي؛ بمعنى‬ ‫أن يكون تطبيقاً‪ ،‬وليس إعادة تجميع المعلومات‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن تكون طريقة تقييم الطالب على صلة وثيقة بمهام الحياة‪ ،‬وأن يكون لالختبارات التقويمية القدرة‬ ‫على استثارة العمليات العقلية المعقدة لديهم‪ ،‬بدال من االختبارات الشكلية‪ ،‬إذ يستند التقييم الى درجة من‬ ‫اإلتقان التي يظهرها الطالب في أداء مهام التعلم الموضعي ‪.‬‬ ‫‪ -3‬من أساليب التقييم في نظرية المعرفة الموضعية‪ ،‬هو إثارة الطالب على التفكير والتفاعل مع‬ ‫المواقف الجديدة‪ ،‬ومراجعة تنقيح العمل‪ ،‬ومناقشة النتائج التي توصلوا إليها الطالب بصورة لفظية‬ ‫وبصرية‪ ،‬في عمليات التقييم ألعمالهم( ‪).‬محمود‪)241: ۲۰۱۹ ،‬‬ ‫وذهب (مرسي‪ )۲۰۱۰ ،‬في السياق نفسه الى القول‪ ،‬بضرورة أن تراعي أساليب التقييم‪ ،‬توليد األفكار‪،‬‬ ‫وتقديم عمليات حل المشكلة‪ ،‬مثل التخطيط والتنفيذ والمراجعة وأن يكون التقييم متكامالً مع التعلم خارج‬ ‫قاعة الدراسة‪ ،‬وعلى صلة وثيقة بمهام الحياة الواقعية؛ لكي يكتسب الطالب الخبرة في حل المشكالت‪،‬‬ ‫وفهم المهام المعقدة‪ ،‬وال يمكن تحقيق التقييم عن طريق االختبارات التقليدية التي تتطلب استدعاء‬ ‫للمعلومات والتي تركز بصورة كبيرة على المعرفة التصريحية؛ ألنها ال تقدم مؤش ار جيداً‪ ،‬سـوى فـهـم‬ ‫الطالب‪ ،‬أو نوعية التفكير الفردي‪ ،‬وتجعله يعزل المعرفة المتواجدة لديه‪ ،‬عن الواقع والسماح بتذكر‬ ‫المعلومات فقط ‪(.‬مرسي‪)427 :2010،‬‬ ‫‪ -16-2‬التطبيقات الرتبوية لنظرية املعرفة املوضعية‬ ‫نظرية المعرفة الموضعية لها تطبيقات عديدة في مجال التعليم والتربية‪.‬إليك بعض التطبيقات الهامة‬ ‫لهذه النظرية‪:‬‬ ‫‪.1‬تفاعل الطالب مع السياق‪ :‬يشجع تطبيق نظرية المعرفة الموضعية على تفاعل الطالب مع السياق‬ ‫الذي يعيشون فيه والمحيط التعليمي الذي يتفاعلون معه‪.‬هذا يعني ضرورة توفير بيئات تعليمية تعكس‬ ‫الواقع المحيط بالطالب وتسمح لهم بالتفاعل معه بشكل فعال‪.‬‬ ‫‪.2‬تعزيز التعاون والحوار‪ :‬من خالل تطبيق نظرية المعرفة الموضعية‪ ،‬يتم تشجيع التعاون بين الطالب‬ ‫وتبادل الخبرات والمعرفة بينهم‪.‬يتميز هذا النهج بتعزيز الحوار والتفاعل بين الطالب لتطوير المعرفة‬ ‫بشكل مشترك‪.‬‬ ‫‪.3‬تفعيل الدور االجتماعي‪ :‬تعزز نظرية المعرفة الموضعية دور السياق االجتماعي في تكوين المعرفة‬ ‫وا لتعلم‪.‬يتم تشجيع الطالب على التفاعل مع محيطهم االجتماعي واالستفادة من تجاربهم وخبراتهم‬ ‫الشخصية في عملية التعلم‪.‬‬ ‫‪.4‬تنمية الفهم العميق‪ :‬يعزز تطبيق نظرية المعرفة الموضعية الفهم العميق للمواضيع من خالل‬ ‫ربطها بالسياق الذي تنشأ فيه‪.‬يتم تعزيز الفهم الشامل للمعرفة من خالل االهتمام بالعالقة بين المفاهيم‬ ‫والسياق االجتماعي والثقافي‪.‬‬ ‫‪.5‬تعزيز التفاعل الثقافي‪ :‬يساعد تطبيق نظرية المعرفة الموضعية على تعزيز التفاعل الثقافي بين‬ ‫الطالب من خلفيات ثقافية مختلفة‪.‬يتم تشجيع االحترام والتفاهم المتبادل بين الطالب وتبادل الخبرات‬ ‫الثقافية لتعزيز التعلم المتبادل‪.‬‬ ‫باختصار يرى الباحث بأنه يمكن القول إن تطبيقات نظرية المعرفة الموضعية في المجال التربوي تساهم‬ ‫في خلق بيئات تعليمية تعزز التفاعل والتعاون بين الطلبة‪ ،‬وتعزز الفهم الشامل والتفاعل الثقافي لتعزيز‬ ‫عملية التعلم وتطوير المعرفة بشكل شامل‪.‬‬ ‫‪ -17-2‬العالقة بني نظرية املعرفة املوضعية واالسرتاتيجية املقرتحة‪:‬‬ ‫لفهم العالقة بين نظرية المعرفة الموضعية واالستراتيجية المقترحة‪ ،‬يرى الباحث نظرية المعرفة الموضعية‬ ‫هي نهج لفهم المعرفة وأن المعرفة محددة بالسياق الذي يتم إنشاؤها وتطبيقها فيه‪.‬بعبارة أخرى‪ ،‬تعتمد‬ ‫وبناء على المواقف المختلفة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫معرفتنا على تجاربنا وخبراتنا وثقافتنا‪ ،‬وهي قابلة للتغيير مع مرور الوقت‬ ‫غالبا ما تُطور‬ ‫أما االستراتيجية المقترحة هي خطة عمل محددة تهدف إلى تحقيق هدف معين‪ً.‬‬ ‫بناء على فهمنا للعالم ومعرفتنا به‪ ،‬بما في ذلك المعرفة الموضعية‪.‬وترتبط نظرية المعرفة‬ ‫االستراتيجيات ً‬ ‫طا وثيًقا بعدة طرق‪:‬‬ ‫الموضعية واالستراتيجية المقترحة ارتبا ً‬ ‫ُتستخدم المعرفة الموضعية لتطوير استراتيجيات فعالة‪ :‬تعتمد االستراتيجيات الجيدة على فهم‬ ‫ ‬ ‫إطار لفهم هذا السياق‪،‬‬ ‫دقيق للسياق الذي سيتم تطبيقها فيه‪.‬توفر لنا نظرية المعرفة الموضعية ًا‬ ‫بما في ذلك احتياجاته وتحدياته وفرصه‪.‬‬ ‫ُتستخدم االستراتيجيات الختبار وتطوير المعرفة الموضعية‪ :‬عندما نضع استراتيجية موضع‬ ‫ ‬ ‫التنفيذ‪ ،‬فإ ننا نختبر فعالية معرفتنا الموضعية‪.‬يمكن أن تؤدي هذه العملية إلى اكتساب معرفة‬ ‫جديدة وتعديل معرفتنا الموجودة‪.‬‬ ‫ومن األمثلة على كيفية ربط نظرية المعرفة الموضعية واالستراتيجية المقترحة‪:‬‬ ‫معلم يطور خطة درس‪ :‬يستخدم المعلم معرفته الموضعية بطالبه وفهمهم للموضوع إلنشاء‬ ‫ ‬ ‫خطة درس فعالة‪.‬قد تتضمن الخطة استراتيجيات مختلفة‪ ،‬مثل التعلم التعاوني أو استخدام‬ ‫بناء على احتياجات الطالب‪.‬‬ ‫التكنولوجيا‪ً ،‬‬ ‫في الختام‪ :‬يمكن القول بان نظرية المعرفة الموضعية واالستراتيجية المقترحة مفهومان مترابطان يلعبان‬ ‫هاما في فهمنا للعالم واتخاذ الق اررات‪.‬من خالل فهم العالقة بين هذين المفهومين‪ ،‬يمكننا تطوير‬ ‫دور ً‬ ‫ًا‬ ‫استراتيجيات أكثر فعالية وتحسين معرفتنا الموضعية بمرور الوقت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬عمليات العلم‬ ‫‪ -1-3‬مفهوم عمليات العلم‪:‬‬ ‫يشير مصطلح عملية الى سلسلة االفعال المنتظمة التي تؤدي الى التوصل الى نتيجة ما مقصودة‬ ‫وفي مجال العلم فان العمليات توجه نحو دراسة ظاهرة طبيعية وفهمها او التوصل الى اجابة سؤال‬ ‫موضوع‪ ،‬والتوصل الى معرفة علمية جديدة وتلتصق التصاقاً وثيقاً بالعملية االستقصائية التي يقوم بها‬ ‫العلماء‪(.‬عطا هللا‪)۲۳ :۲۰۱۰ ،‬‬ ‫والعلم في حقيقته عبارة عن تفاعل ديناميكي بين العمليات والنتائج أكثر من أنه مجرد وصف الظواهر‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وتمثل عمليات العلم (‪ (Science Processes‬جانبا من جوانب العلم فهي تؤدى من أجل‬ ‫الوصول إلى النتائج‪ ،‬وتتضمن العمليات بصورة أساسية مواجهة األفكار بالخبرة‪ ،‬أي تصميم التجارب‬ ‫الختبار األفكار أو الفروض والتنبؤات التي بنيت عليها‪ ،‬كما تسهم عمليات العلم في تطوير المعرفة‪،‬‬ ‫حيث أنها ليست مجرد جمع وتصنيف الحقائق أو البيانات إنما هي أسلوب تفكير لحل مشكالت معقدة‬ ‫بهدف الوصول إلى تفسيرات دقيقة وصادق‪ ،‬وهي فئة مركبة من مهارات التفكير العلمي التي يستخدمها‬ ‫العالم في تقصيه العلمي بغرض الوصول إلى معرفة علمية جديدة‪ ،‬وقد انتقل مفهوم عمليات العلم‬ ‫تدريجياً إلى البرامج الدراسية بهدف ممارسة المتعلمين للمهارات المتضمنة في هذه العمليات وتطبيق‬ ‫طرق العلم والتفكير بشكل صحي عند دراسة مشكلة من المشكالت العلمية في العلوم الطبيعية ثم‬ ‫تطوير ق?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser