مشاكل الأطفال النفسية - الفصل الأول PDF

Summary

يقدم هذا الفصل الأول مدخلًا مفاهيميًّا حول مشاكل الأطفال النفسية، ويشرح ماهية الطفل المشكل أو المضطرب. يبحث في أسباب اضطرابات السلوك عند الأطفال، مثل الغيرة، والإحساس بالإهمال، وفقدان الأمن. كما يسلط الضوء على الصحة النفسية للطفل، ويشرح دور الأسرة المهم في عملية التنشئة النفسية الصحيحة. يغطي الفصل أيضًا معايير الحكم على سلوك الطفل السوي أو غير السوي.

Full Transcript

# المشكلات النفسية للأطفال ## الفصل الأول ### مدخل مفاهيمي #### **أولا: تعريف الطفل المشكل أو المضطرب** هو الطفل الذي يعاني من بعض المشكلات المعيقة، أو هو الطفل الذي اتخذ من السلوك الشاذ أو التصرف الخاطئ أسلوبًا متبعا ثابتا لا يتغير ولا يستجيب للتوجيه والنصح. فالسلوك Behavior هو كل الأفعال وال...

# المشكلات النفسية للأطفال ## الفصل الأول ### مدخل مفاهيمي #### **أولا: تعريف الطفل المشكل أو المضطرب** هو الطفل الذي يعاني من بعض المشكلات المعيقة، أو هو الطفل الذي اتخذ من السلوك الشاذ أو التصرف الخاطئ أسلوبًا متبعا ثابتا لا يتغير ولا يستجيب للتوجيه والنصح. فالسلوك Behavior هو كل الأفعال والنشاطات التي تصدر عن الفرد. #### **ما أسباب اضطرابات السلوك عند الأطفال؟** تتنوع الأسباب الكامنة خلف اضطرابات سلوك الأطفال بدءًا من مشاعر الغيرة والإحساس بالإهمال إلى مشاعر فقدان الأمن. ويمكن إجمال الأسباب الكامنة خلف اضطرابات السلوك عند الأطفال في النقاط التالية: - الغيرة من ولادة أخ جديد في الأسرة. - فقدان الإحساس بالأمن بسبب تبديل المدرسة أو السكن، أو انفصال الوالدين أو غياب أحدهما بسبب السفر ... إلخ. - الشعور بالنقص والدونية. #### **ثانيا : الصحة النفسية للطفل** هناك خلاف كبير حول مفهوم الصحة النفسية عمومًا فالبعض يرى أن الصحة النفسية هي ببساطة "عدم وجود مرض نفسي"، لكن هذا التعريف غير كاف لأننا نرى في حياتنا كثير من الناس لا يعانون من أي أمراض نفسية ومع هذا لا نستطيع أن تصفهم بأنهم أصحاء نفسيا، وذلك بسبب وجود أوجه سلبية أخرى لا ترقى إلى درجة التصنيف المرضي، ولكنها مع ذلك تؤثر في فاعلية وجود الشخص، فعلى سبيل المثال هناك إنسان لا يعاني من الشخص في علاقاته مع نفسه ومع محيطه. من هنا فالصحة النفسية تظهر في قدرة الإنسان على التكيف مع الذات ونجاحه في تحقيق نوع من التوازن من بين حاجاته وقدراته وشروط المحيط بشقيه المادي والاجتماعي. ويعتبر المجتمع من العوامل المهمة في المجال النفسي، ويقصد بالمجال النفسي للطفل مجموعة الحقائق والمؤثرات التي يعيها ويدركها وتؤثر في سلوكه حين يصدر عنه السلوك. #### **دور الأسرة في عملية التنشئة النفسية الصحيحة:** الأسرة تؤثر في النمو النفسي السوي وغير السوي للطفل، فهي تؤثر في نموه العقلي والانفعالي والاجتماعي، حيث: 1. تعد الأسرة المضطربة بيئة نفسية سيئة للنمو فهي مكان خصب للانحرافات السلوكية والاضطرابات النفسية الاجتماعية والجنوح. 2. الأسرة السعيدة تعد بيئة نفسية لنمو الطفل وتؤدي إلى سعادته. 3. إن الخبرات الأسرية التي يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من عمره تؤثر تأثيرًا مهما في نموه النفسي. 4. على الوالدين معاملة أطفالهم وكأنهم إخوانهم واستشارتهم في أمور الأسرة، والأخذ برأيهم، وكذلك تعليم أبنائهم الأخلاق والدين الصحيح والعادات والتقاليد والقيم؛ حتى يعيشوا حياة نفسية سعيدة. 5. على الوالدين بناء العلاقات المنسجمة بين الإخوة، وعدم تفضيل أحدهما على الآخر حتى لا يتولد لديهم التنافس والغيرة، وكذلك إشباع الحاجات النفسية بخاصة الحاجة إلي الأمن والحب، وعليهم تنمية القدرات عن طريق اللعب والخبرات البناءة. 6. النقص الحسي: نجد أن مشكلات الحواس كالسمع والإبصار، تساعد على ظهور المشكلات السلوكية، فالطفل الذي لديه ضعف في النظر يظهر كأنه غير واثق في نفسه، وغير متقن في العمل، ولا يستطيع اتباع التعليمات، وبالمثل الطفل الذي لا يسمع جيدًا قد لا يتبع تنفيذ الأوامر التي تطلب منه، وبالتالي فمن المهم أن نراقب الطفل عن كثب للتأكد من سلامة حواسه من عدمها، حتى لا نسيء التصرف معه. 7. الحساسية المفرطة للإشارة : نجد دائمًا برنامج الروضة يقوم على المثيرات الجذابة والمبهجة، ولكي نجد بعض من الأطفال لديهم حساسية مفرطة للإثارة والضوضاء المحاطة بهم داخل الروضة، وبالتالي فمن المهم أن يكون هناك ركن هادئ ليبقى به هؤلاء الأطفال بعض الوقت أثناء اليوم. 8. الضغط أو التغير العائلي: هناك الكثير من التغيرات التي قد تمر في حياة الطفل، كوصول مولود جديدة، أو الانتقال إلى منزل جديد، أو انفصال الوالدين، أو أي شكل من التغيرات التي تمر بالطفل، لذا من المهم أن تكون هناك حلقة وصل دائمة بين المدرسة والمنزل للتعرف على كل ما هو جديد داخل الأسرة بما قد يؤثر بالسلب في سلوكات الطفل. 9. البيئة المادية البيئة المحاطة بالطفل قد تكون عامل تشجيع أو إحباط لبعض سلوكات الأطفال، وعلى سبيل المثال قد تكون بيئة الروضة محبطة للطفل من حيث عدم توافر وسائل وأدوات تجذب الطفل، أو قد تكون غير منظمة بما يحبط الطفل، أو وجود أرفف عالية 10. الإشارات المتضاربة: قد تطلب المعلمة من الأطفال عدم رفع الصوت لأنه سلوك غير مقبول، وفي المقابل ترفع هي صوتها أثناء التحدث، فالطفل هنا لا يحصل على فكرة محددة عمّا هو مقبول وما هو غير مقبول، وتكون المعلمة على غير إدراك لهذا التضارب، كذلك قد يكون التضارب بين ما هو متوقع في البيت وما هو متوقع في المدرسة، وهنا يكون سلوكه ملفتا للنظر وتعزيز إنجازاته البسيطة دائما . ويحتاج الأهل والمربون في تعاملهم اليومي مع الأطفال إلى معايير تساعدهم في الحكم على سلوك الأطفال، من أجل تحديد فيما إذا كان هذا السلوك طبيعيًا أم لا، وبالتالي إما مساعدته أو تحويله إلى هيئات متخصصة إذا ما دعت الضرورة لذلك. وبشكل عام يمكننا أن نعتمد على المعايير التالية المترابطة مع بعضها بشكل وثيق في الحكم على السلوك : 1. السن : قد يبدو سلوك طفل ما في مرحلة من مراحل السن غير سوي، ولكن إذا ما ظهر في مرحلة أخرى فقد يبدو سويا، فحين يبكي طفل في عمر الثالثة بسبب عدم حصوله على قطعة حلوى فإننا نعتبر ذلك طبيعيًا، أما حين يصدر السلوك نفسه عن طفل في سن الخامسة عشر فإننا نعتبر ذلك غير سوي وحين يخاف الطفل الذي يلتحق بالروضة لأول مرة ويبكي أو يحاول الهرب أو يلتصق بأمه ولا يتركها .. إلخ، فإننا نعد ذلك سويا أما إذا ما صدر هذا السلوك عن طفل في المرحلة الإعدادية (المتوسطة) مثلا فإننا نعد هذا السلوك غير سوي. 2. الموقف الذي يظهر فيه السلوك يعتبر الموقف أو الإطار الذي يظهر فيه السلوك محددًا مهما من محددات السلوك السوي أو غير السوي، فالسلوك الذي قد يبدو لنا مستهجنا قد لا يصبح كذلك إذا ما حللنا الموقف الذي ظهر فيه هذا السلوك، وقد نعتبره ردة فعل عادية على الموقف الذي وجد الشخص فيه، فعندما يرفض طفل في العاشرة من عمره مثلا إعطاء قطعة حلوى لطفل آخر فقد يبدو هذا السلوك أنانيا للوهلة الأولى، ولكن إذا ما حللنا الموقف وأدركنا لماذا يرفض الطفل ذلك فقد يصبح سلوكه عاديا بالنسبة لنا، فقد يكون رفض الطفل نابعا من كون زميله يملك قطعة أخرى، أو أن الطفل جائع أو أن رفضه نابع من كون الطفل الآخر قد رفض مرة إعطاء الطفل شيئًا ما مثلا، وقد يكون عدوان طفل على 3. التكرار : المعيار الثالث والمهم الذي يمكننا من خلاله الحكم على سلوك ما بأنه سوي أو مضطرب هو مدى تكرار سلوك ما، فالسلوك الذي يظهر لمرة واحدة فقط أو لمرات قليلة متباعدة لا يمكن اعتباره غير سوي، إلا إذا كان هذا السلوك يلحق الأذى الشديد بالآخرين، فعندما يكذب الطفل مرة لينقذ نفسه من حرج معين مثلا مرة واحدة لا يجيز لنا إطلاق صفة الطفل الكاذب عليه بعد، ولكن إذا تكرر هذا السلوك في أكثر من موقف وفي مناسبات مختلة فإنه يمكننا الحكم هنا على هذا السلوك بأنه غير سوي، وتعد مسألة تكرار السلوك مسألة مهمة في الحكم على السلوك بالإضافة إلى معيار الموقف والسن. 4. القيم والمعايير: الأطفال أنفسهم لا يطلقون على سلوكهم أو سلوك بعضهم بأنه سوي أو مضطرب، وإنما هم الكبار من يطلق ذلك، ومن هنا يوجد تفاوت كبير في أحكام الكبار نتيجة اختلاف رؤيتهم للسلوك واختلاف معايير قيمهم الخاص بهم، وفقد ينظر شخص ما لسلوك طفله العدواني تجاه شخص آخر على أنه شاذ وغريب، في حين ينظر شخص إلى السلوك نفسه على أنه سوي وطبيعي، ونحن نلاحظ مثلا أن كثير من الأهل يضحكون ويفرحون لأن ابنتهم تصرخ وتعض وتسيطر على الأطفال الآخرين في حين أن بعضهم الآخر ينزعج من هذا السلوك، فموقف الكبار من هذا السلوك يعد إلى جانب المعايير السابقة محددا مهما من محددات الحكم على السلوك السوي والمضطرب. ## العوامل المؤثرة والمؤدية إلى اضطراب الأطفال النفسي: - الاضطرابات النفسية في الوالدين خصوصًا الأم سواء أكان مرضًا عقليا أم نفسيا أم اضطرابا في الشخصية. - قلة رعاية الوالدين للطفل من العوامل المؤثرة سلبيا في صحة الطفل. - العنف تجاه الأطفال وما يؤدي إليه من إصابات الرأس والمخ والتخلف العقلي واضطرابات العلاقة الرابطة والسلوك. - الخلافات بين الوالدين يؤدي إلى ظهور مشكلات واضطرابات نفسية للأطفال. ## ثالثا : العوامل المسببة للمشكلات النفسية 1. التوقعات غير الملائمة لمستوى النمو : كل مرحلة من مراحل نمو الأطفال لها خصائها واحتياجاتها الخاصة، وقد يسئ الأطفال التصرف في كثير من الأحيان لأنه يتوقع منهم الكثير، مما يؤدي إلى الإحباط والكثير من السلوكات السيئة، وبالتالي يجب أن تكون توقعات الكبار متوافقة مع قدرات الأطفال، تجنب ظهور تلك المشكلات. 2. المشكلات الصحية: قد يكون لصحة الطفل أكبر الأثر في سلوكه، فالأطفال لديهم قدرات أقل من الكبار للتعامل مع سلوكهم عندما يشعرون بالمرض، لأنهم لا يستطيعون التعبير بكفاءة عندما يشعرون بالمرض خصوصا في حالة الأطفال الذين لديهم أمراض مزمنة لا تمنعهم من الذهاب إلى المدرسة، ولكنها تؤثر في مستوى نشاطهم وآدائهم في المدرسة، وبالتالي يجب أن يكون الكبار على دراية بالحالة الصحية للأطفال. 3. التغذية السيئة: قد يتأثر الطفل بما يأكل، فالطفل الذي يأتي للمدرسة وهو جائع، يكون سريع الغضب، والشعور بالتعب، وعدم التركيز، كذلك الطفل الذي يكون غذائه غير متوازن يظهر عليه العديد من المشكلات السلوكية 4. الافتقار إلى إرشادات: يحتاج الطفل أن يتعرف على ما هو متوقع منه، وبالتالي فهو محتاج إلى التعرف على مجموعة من القواعد والإرشادات التي تساعده على تنظيم سلوكه، وتحافظ على سلامته. 5. الاهتمام عدم الاهتمام بالأطفال سواء في المنزل أو المدرسة، يحدث العديد من المشكلات السلوكية على رأسها الغيرة والعدوان بين الأطفال، وبالتالي تأتي أهمية والمساواة في التعامل مع الأطفال من دون تمييز، مما يحد من الكثير من المشكلات السلوكية. ## خامسا : معايير الحكم على الطفل السوي وغير السوي 1. المعيار الإحصائي: يعد السلوك غير السوي دليلا على اضطراب، ونجد أكثر الحالات الإنسانية الطبيعية تقع حلول المتوسط. 2. المعيار الذاتي: ومن خلال يحكم الشخص على نفسه أو على غيره، وبعد هذا المعيار غير علمي أو غير كامل. 3. المعيار الاجتماعي: المقصود به مجاراة قيم المجتمع ومعاييره وقوانينه وأهدافه، ولكن هذا المعيار نسبي حيث يختلف من مجتمع إلى آخر. 4. المعيار المثالي : هو النزعة إلى الكمال والأفضل. 5. المعيار الطبي من خلاله يمكن الحكم على الشخص بالصحة أو الحالة المرضية، وفيه يتم استخدام الفحص الإكلينكي بالاستعانة بالأدوات والوسائل الطبية المختلفة. 6. المعيار الديني من المعايير التي من خلالها يمكن على السلوك السَّيِّئ من السلوك المنحرف عن الفطرة. إضافة إلى المعايير السابقة فالسلوك يمكن فهمه من وجهة نظر علم النفس على أنه

Use Quizgecko on...
Browser
Browser