علم نفس الشخصية - الفصل الثاني PDF

Summary

هذا الملخص للفصل الثاني من كتاب علم النفس. يسلط الضوء على مفهوم الشخصية والنظريات المختلفة، ويشرح أبعاد الشخصية وخصائصها. يتناول الفصل أيضاً المحددات البيولوجية والفسيولوجية للشخصية.

Full Transcript

# الفصل الثاني ## علم نفس الشخصية ### Personality Psychology ### مقدمة كثيرا ما نكرر جمل من قبيل " هذا شخصية قوية " و " هذه شخصية جذابة " أو عبارات مثل " فلان شخصية ساذجة" ولعل هذا هو الاستخدام الشائع لكلمة شخصية ، فنحن نستخدمها لنشير إلى الصورة العامة أو الانطباع الذي نأخذه على فرد ما . ولكن هذ...

# الفصل الثاني ## علم نفس الشخصية ### Personality Psychology ### مقدمة كثيرا ما نكرر جمل من قبيل " هذا شخصية قوية " و " هذه شخصية جذابة " أو عبارات مثل " فلان شخصية ساذجة" ولعل هذا هو الاستخدام الشائع لكلمة شخصية ، فنحن نستخدمها لنشير إلى الصورة العامة أو الانطباع الذي نأخذه على فرد ما . ولكن هذا ليس كافياً بالنسبة لفهم الشخصية الإنسانية . ومن ثم علينا معرفة ما المقصود من مفهوم الشخصية وتحديد أبعادها ودراسة بعض النظريات التي تناولت هذا المفهوم ، ثم التعرف على بعض نماذج الشخصية الإيجابية والسلبية في المجتمع حولنا . ### تعريف علم نفس الشخصية وأهميته :- يُعرف علم نفس الشخصية Personality Psychology على أنه أحد فروع علم النفس الذي يدرس الشخصية ، والاختلافات بين الأفراد ، حيث يركز على ثلاث نقاط :- 1. بناء صورة متماسكة للشخص من خلال فهم العمليات النفسية التي تميز وجوده كإنسان. 2. دراسة الفروق الفردية بين الأشخاص. 3. البحث في طبيعة الإنسان ، في ضوء المعرفة بأوجه التشابه بين الأشخاص. مما سبق يتضح أن الموضوع الرئيسي لعلم نفس الشخصية هو ذلك الكيان الذي تنتظم فيه الخصائص المميزة للنفس الإنسانية، سواء تلك الخصائص التي يشترك فيها سائر البشر، أو الخصائص التي يتميز بها كل إنسان فرد يعيش ظروفه الخاصة ضمن سياق حياته الخاص. وتكشف الدراسة العلمية للحالات الفردية عن الخصائص التي تميز الأشخاص المختلفين سواء على المستوى السلوكي الظاهري، أو على مستوى ### العمليات النفسية والخبرات النفسية الكامنة كالانفعالات والدوافع أما الخصائص العامة للشخصية الإنسانية فتتضمنها نظريات الشخصية التي تشكل أحد أهم أركان نظريات علم النفس بمدارسه الفكرية المختلفة. ### مفهوم الشخصية الإنسانية وخصائصها: ( الشخصية ) - حتى وصلوا إلى أكثر من ٥٠ تعريفاً ، تعددت تعريفات العلماء للفظ كيان الشخص مجموع الخصال والطباع المتنوعة الموجودة في غيره وتنعكس على تفاعلاته مع البيئة من حوله بما فيها من أشخاص ومواقف ، سواء في فهمه وإدراكه أم في مشاعره وسلوكه وتصرفاته ومظهره الخارجي ، ويضاف إلى ذلك القيم و الميول والرغبات والمواهب والأفكار والتصورات الشخصية. ويتضح مما سبق أن الشخصية لا تقتصر على المظهر الخارجي للفرد ولا على الصفات النفسية الداخلية أو التصرفات والسلوكيات المتنوعة التي يقوم بها وإنما هي نظام متكامل من هذه الأمور مجتمعة مع بعضها ويؤثر بعضها في بعض مما يعطي طابعاً محدداً للكيان المعنوي ) للشخص. إن كلمة شخصية " تشير إلى الصورة العامة أو الانطباع الذي نأخذه على فرد ما ، ولكن هذا المصطلح يختلف عليه الكثيرون ، فنجد أن كلمة شخصية في اللغة اللاتينية تشير إلى الأقنعة Personae التي يرتديها الممثلون في المسرح القديم ، لذلك عندما يغير الممثلون الأقنعة فإن المشاهدين يتوقعون منهم أدواراً جديدة. في حين يُعرف كارل روجرز " الشخصية " Personality أو الذات " Self کنموذج بناء منظم لإدراك الفرد لذاته وفق خبراته الفردية ، أما بافلوف سكينر فنجده متأثراً بالمدرسة السلوكية حيث لم يهتم بدراسة الشخصية ، وإنما اهتم بدراسة السلوك كانعكاس للشخصية ، وبالتالي معرفة هذا السلوك وتحليل أسبابه يُظهر لنا نمط الشخصية. أما سيجموند فرويد - أبو التحليل النفسي - فيرى أن الشخصية في مجملها تحتوي على جوانب لا شعورية ، ولعل كل هذه التعريفات – التي قد تبدو متناقضة أحياناً - إلا أنها تثري من مفهوم الشخصية وتجعل هناك تعدد في النظريات التي تناولت مفهوم الشخصية. وفي ضوء هذا يمكن تعريف الشخصية على أنها " مجموعة من الخصائص الدينامية والمنظمة Dynamic & Organized التي يمتلكها الفرد ، ويظهر تأثيره على البيئة من حوله سواء كان على مستوى الانفعالات Emotions أو المعارف Cognitions أو الدوافع Motivations وكذلك السلوكيات Behaviors في المواقف المختلفة. ويُعرفها البعض أيضاً على أنها نظام نفسى دينامي يحوي نسقاً من الخصائص المميزة للشخص تتكامل فيها الجوانب المعرفية والدافعية والسلوكية، وذلك على نحو تبدو معه الشخصية كبناء فريد ومتميز في المواقف المختلفة". وفي ضوء تعريف الشخصية ، يمكن القول بأن هناك أسلوبين الدراسة الشخصية الإنسانية، أولهما: البحث عن القوانين العامة التي يمكن أن تنطبق على معظم الأشخاص، وثانيهما: السعى لفهم جوانب التميز للشخص الفرد ، حيث أن الشخصية الإنسانية تتميز بمجموعة من الخصائص منها : 1. التفرد والتميز 2. الوعي بالذات 3. الشمول لكل أنماط السلوك 4. الشخصية تضم الجوانب الشعورية واللاشعورية معاً. 5. الشخصية ليست ساكنة ولكنها دينامية أي في حالة من التغير الدائم. 6. التوافق الفريد من الشخص لبيئته. 7. كل شخصية لديها سمات أو مجموعة سمات تميزه عن غيره. 8. الشخصية نتاج تفاعل الوراثة والبيئة معاً. من خلال الخصائص السابقة يتضح أن الشخصية الإنسانية تعكس إدراكات Values وقيمه experiences وخبراته Self – perceptions واتجاهاته Attitudes ، ويظهر هذا الانعكاس في نمط الأفكار Behaviors وسلوكياته Feelings الذي يتبناه لفرد ، ومشاعره Thoughts ، بل ويمكن أن نتوقع ردود فعل الفرد في ضوءها – خصوصاً – في تعاملاته مع الآخرين أو عند تعرضه للمشكلات والضغوط المختلفة ، لذا يجب علينا أن نتعرف على طبيعة كل هذه الجوانب التي يمكن أن نطلق عليها اسم أبعاد الشخصية الإنسانية ، ونذكر منها التالي :- ### أولاً: المحددات البيولوجية والفسيولوجية: 1. **الوراثة**: تعد الوراثة أحد أهم العوامل البيولوجية التي تؤثر في شخصية الإنسان ، حيث أن الإنسان ناتج لاتحاد خلايا الأبوين معاً ، وبالتالي تتحدد خصائص شخصية الأفراد من خلال انتقال الجينات والكرومسومات من الأبوين إلى الأبناء ، ويظهر هذا من لحظة الإخصاب مروراً بالمرحلة الإمبريونية Embryonic وهي الفترة من لحظة الإخصاب وحتى الوصول إلى ثمان أسابيع ، ووصولاً للمرحلة الجنينية Foetal وحتى مرحلة ما قبل الميلاد ، وفي كل مرحلة من هذه المراحل تكتمل فيها انتقال الصفات الوراثية حتى الولاده . ومن هذه الصفات الوراثية : لون العينين ، ولون الجلد ، وفصيلة الدم ، وهيئة الوجه ، وشكل الجسم ، كما تنتقل بعض الأمراض مثل عمى الألوان ، والسكر ، و فقر الدم . 2. **الجهاز العصبي**: يتكون الجهاز العصبي من كتلة عصبية كبيرة يتراوح وزنها . لدى الإنسان الطبيعي من ١٣٠٠ – ١٤٠٠ جرام ، وينقسم إلى الجهاز العصبي المركزي الذي يشمل الدماغ والحبل الشوكي ، والجهاز العصبي الطرفي الذي يتضمن الأعصاب التي تتصل بالأطراف والعضلات من جهة ### ثانياً : المحددات الاجتماعية : 1. **الأسرة**: تعتبر الأسرة الوحدة الأساسية لبناء المجتمع ، فالمناخ المناسب داخل الأسرة يجعل كل أفراد العائلة في حالة توافق ويطور شخصية الأفراد ، فالأبوين يمثلا الدور الفعال داخل الأسرة ، وحيث يؤثر مستواهم التعليمي وسمات شخصياتهم على مستوى التفاعلات داخل الأسرة حيثُ يظهر هذا في الاتجاهات الإيجابية والحب والمودة وغيرها من الخبرات الإيجابية ، كما تعطي فرصة للتعبير عن نفسه أمام أسرته مما يؤثر في شخصيته بعد ذلك. وكذلك تعد الأساليب الأسرية التي تتبعها الأسرة في معاملة الإبن وتنشئته الاجتماعية من أهم العوامل الأسرية الحاكمة لشخصيته وصحته النفسية، فمن الاتجاهات الوالدية اللاسوية المؤثرة على شخصية الأبناء التسلط والتشدد - عدم الاتساق في المعاملة – التدليل والحماية الزائدة - الإهمال والنبذ - القسوة مقابل الرحمة - التفرقة في معاملة الأبناء) وتعد العلاقات الأسرية أساس استقرار المناخ الأسرى والتي يجب أن يسودها الحب والاحترام والثقة واضطراب هذه العلاقة من خلال الطلاق والمنازعات والخلافات المستمرة بين الزوجين يضعف من ثقة الإبن بأسرته ويفقده الانتماء وربما يدفعه لأشكال الانحراف والمرض النفسي. 2. **المدرسة**: تعد المدرسة ثاني أهم المؤسسات بعد الأسرة حيث تعد حلقة الوصل بين الأسرة بنطاقها الضيق والحياة الاجتماعية بنطاقها الواسع، يكتسب فيها الشخص خبراته، فنجد أن شخصية المدرسين والزملاء وأساليب التدريس والمناهج والأنشطة المدرسية كلها عوامل تسهم في تكوين شخصية الفرد ، ويقع العاتق الأكبر على المعلم في تنمية شخصية الطفل حيث تسمح له بالتعبير عن رأيه وتقبل الرأي الآخر إلى غيره من السمات التي تسمح للطفل بإظهار شخصيته. 3. **المجتمع**: تعد البيئة المجتمعية أحد أهم الملامح الأساسية لتنمية شخصية الطفل ، حيث يأتي دور الجيران والأصدقاء والمؤسسات الاجتماعية التي ينتمي لها الفرد ، وكذلك العادات والتقاليد وثقافة المجتمع من أهم الأشياء المؤثرة في شخصية الفرد.

Use Quizgecko on...
Browser
Browser