علم النفس فصل الأول PDF

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...

Summary

هذا الملخص يدخل في مجال علم النفس والصحة النفسية. يقدم تعريفات مختلفة للصحة النفسية، ويحدد الأهداف العامة لعلم الصحة النفسية، ويبحث خصائص الشخصية السوية. يشمل أيضاً معايير الصحة النفسية.

Full Transcript

# الفصل الأول ## مدخل إلى علم النفس والصحة النفسية **مقدمة:** يعد علم الصحة النفسية أحد فروع علم النفس التي يرجع الفضل في نشأتها وتطورها إلى تراكم التطور والتقدم في مجالس العلوم الطبية من جهة وفروع علم النفس المختلفة من جهة أخرى، فقد أسفر الالتقاء بين الطب وعلم النفس عن تشكيل مجال الصحة النفسية الذ...

# الفصل الأول ## مدخل إلى علم النفس والصحة النفسية **مقدمة:** يعد علم الصحة النفسية أحد فروع علم النفس التي يرجع الفضل في نشأتها وتطورها إلى تراكم التطور والتقدم في مجالس العلوم الطبية من جهة وفروع علم النفس المختلفة من جهة أخرى، فقد أسفر الالتقاء بين الطب وعلم النفس عن تشكيل مجال الصحة النفسية الذي انعقد اتفاق غالبية المشتغلين بعلم النفس على تعريفه بأنه "ذلك الفرع من علم لنفس الذي ينصب اهتمامه على لاصحة العقلية للإنسان، والذي يختص بدراسة وبحث المقومات التي تحفظ للإنسان صحته النفسية واتزان شخصيته، والعوامل التي تعوق اكتمال الصحة النفسية". ## أولاً - تعريف الصحة النفسية *كثيراً* ما يستعمل مصطلح الصحة النفسية باللغة الفرنسية Hygiene Mental لدلالة على العلم والمفهوم معا، بينما يستعمل مصطلح Mental Hygiene في الإنجليزية للدلالة على العلم فقط، بينما يستخدم مصطلح Mental Health للدلالة على المفهوم فقط، ولكي يتضح الفرق بين الاستخدامين في العربية، فإننا نقصر مصطلح الصحة النفسية على المفهوم أو الحالة، في حين نشير إلى التخصص العلمي بمصطلح "علم الصحة النفسية"، هذا عن الاستعمال اللغوي للمصطلحين، أما عن كل منها من حيث المضمون، فقط اختلفت الآراء في هذا الصدد، وقد ترتب على الاختلاف في تعريف الصحة النفسية كمفهوم اختلاف تعريف العلم الذي ينصب على دراستها: ### ١. الصحة النفسية كحالة يمكن تعريف الصحة النفسية كحالة أو كمفهوم على أنها درجة التكيف أو التوافق الذي يحققه الإنسان مع ذاته وبيئته، حيث ترتبط صحة الإنسان النفسية من ناحية بالاتساق الداخلي لشخصيته على الرغم من تناقضاتها وصراعاتها، ومن ناحية أخرى ترتبط بمدى قدرة الإنسان على مواجهة المواقف المختلفة في عالمه والمشاركة في الحياة الجماعية بفاعلية تتيح التواصل المشبع مع الآخرين وتتيح تحقيق الذات في إطار الجماعة. وبعبارة أخرى، تعرف حالة الصحة النفسية على أنها "تلك الحالة الدينامية النسبية التي تتوافر فيها مجموعة من الشروط اللازمة لتقبل الفرد لذاته من ناحية، وتقبله للأخرين من ناحية أخرى، تقبلاً يؤدي إلى أقصى ما يمكن من تحقيق الذات وإشباع الحاجات المختلفة للفرد في حدود ما يسمح به الواقع وما تبيحه القيم الاجتماعية والخلقية". ### ٢. الصحة النفسية كعلم بناء على تعريف حالة الصحة النفسية، يمكن أن نستدل على أن علم الصحة النفسية هو الدراسة العلمية المنظمة للخصائص النفسية للإنسان في حالتي السوية واللاسوية بمعناها النسبي. ويعرف صلاح مخيمر علم الصحة النفسية على أنه "الدراسة العلمية لعمليات التكيف، ما يعين عليها وما يعوقها، وما يبعث فيها الاضطراب، والأشكال المختلفة لهذا الاضطراب، وذلك حتى يكون من الممكن الإبقاء على هذا التكيف ووقايته مما يتهدده من أشكال الاضطراب وعلاج الفرد منها". من هنا يتبين لنا أن علم الصحة النفسية هو ذلك الفرع من علم النفس الذي يهتم بتحقيق هدف عام هو المحافظة على الصحة النفسية للأفراد والارتقاء بها إلى الحد الأقصى، ويتضمن ذلك اتخاذ كل الإجراءات التي تؤدي إلى الوقاية من الاضطرابات النفسية والعقلية، وإلى علاجها إن وجدت، وإلى تحسين التوافق النفسي للأفراد وتحسين مقدرتهم على إقامة علاقات اجتماعية سوية. ## ثانياً - الأهداف العامة لعلم الصحة النفسية مما سبق يتضح أن الهدف العام لعلم الصحة النفسية يرتبط بالارتقاء بمستوى التوافق النفسي للإنسان. ولما كان الكثير من حالات الاضطراب في الصحة النفسية للفرد يرجع إلى سوء توافقه مع ذاته أو مع الوسط الاجتماعي المحيط به، فقد أصبح من جملة أهداف علم الصحة النفسية الكشف عن الشروط اللازمة لتحقيق الصحة النفسية والمحافظة عليها، ووقاية الإنسان من الوقوع في براثن المرض النفسي من ناحية، واستعادة الصحة النفسية لمن وقع بالفعل في براثن الاضطراب والمرض النفسي من ناحية أخرى، وهكذا يمكننا تحديد ثلاثة أهداف رئيسة لعلم الصحة النفسية، وهي: ### ١. هدف نظري فمن خلال الدراسة العلمية المنظمة لبناء الشخصية الإنسانية والسلوكيات الإنسانية السوية واللاسوية، يسعى هذا العلم إلى الكشف عن عوامل الصحة النفسية وشروطها ومعوقاتها وصولاً إلى المبادئ والقوانين التي يمكن أن تحكم ظاهرة الصحة النفسية وجوداً أو عدماً. ### ٢. هدف وقائي تتضمن دراسة الصحة النفسية استكشاف وبحث مقومات الصحة النفسية للإنسان، والعوامل التي من شأنها أن تخل باتزان الشخصية السوية وتعوق تحقيق المستوى الملائم من التوافق ومع تحدد تلك العوامل التي تؤدي إلى الاضطراب، تتوفر الأسس اللازمة للوقاية والميسرة للاحتفاظ بأفضل مستوى ممكن من الصحة النفسية، وذلك من خلال توجيه الأفراد وإرشادهم إلى كيفية التعامل مع العوامل المؤدية للاضطرابات ومواجهتها وتخطيها. وهنا يكون للتوجيه والإرشاد النفسي الدور الرئيس. ### ٣. هدف علاجي ولعله أكثر أهداف علم الصحة النفسية شهره، حيث يتم توظيف المعرفة النظرية لطبيعة الأمرض والاضطرابات النفسية في هيئة أساليب للتدخل بهدف التغيير ففي حالة الحاجة الفعلية لخدمات العلاج النفسي للاضطرابات النفسية المختلفة يوفر علم الصحة النفسية الأسس العلمية التي يمكن من خلالها التعامل مع تلك الاضطرابات وعلاجها في مراكز الإرشاد النفسي، وفي العيادات والمصحات النفسية. ## ثالثاً – معايير ومحكات الصحة النفسية يعتمد الباحثون في مجال الصحة النفسية على استخدام مجموعة مستوى المعايير المتفق عليها لمواجهة مشكلة التشخيص، وتحديد مستوى الصحة النفسية للأفراد. وتعني كلمة معيار norm لغوياً ذلك القياس الموثوق به authoritative standard للحكم على شيء معين. وبالتالي تتضمن كلمة سوي normal معنى الالتزام بهذا المعيار بحيث يتحدد مستوى السوية القاعدة المعتمدة في هذا المعيار. وقد آلت في ضوء درجة الاتفاق مع محاولات تحديد هذا المعيار إلى أنواع عديدة من المعايير التي يجري استخدامها في تعيين مستوى الصحة النفسية وتمييز الشخصية اللاسوية، وذلك كما يتضح من العرض التالي لمعايير الصحة النفسية: **١) المعيار الإحصائي** وفقاً لهذا المعيار بشير مفهوم السوية إلى تلك القاعدة الإحصائية المعروفة بالتوزيع الاعتدالي normal distribution، والذي يأخذ فيه منحنى التوزيع شكل الجرس **شكل (۱) المنحنى الجرسي (الاعتدالي)(منحنى الفروق الفردية )** و هذا يعنى أن أي ظاهرة نفسية عند قياسها ومعالجتها إحصائياً تتوزع وفقاً للتوزيع الاعتدالي بمعنى أن الغالبية من العينة الإحصائية تحصل على درجات متوسطة في حين تحصل فئتان متناظرتان على درجات مرتفعة أعلى من المتوسط) ودرجات منخفضة أقل من المتوسط). أي أن حوالي ٦٨% من أفراد العينة يقعون في المنطقة المتوسطة من المنحنى في حين يتضمن طرفاً المنحنى ٣٢ من العينة موزعة بنسبة %١٦ في كل طرف من الطرفين. **٢) المعيار الكلينيكي (الطبي)** وهنا تتحدد السوية على أساس من غياب الأعراض والخلو من مظاهر المرض وعلى العكس من ذلك تتحدد اللاسوية على أساس الوجود الواضح لأعراض المرض أو الاضطرابات. وهذا يعني بالطبع ضرورة وجود تحديد مسبق للأعراض أو المظاهر التي تميز الاضطرابات النفسية المختلفة، ولا يبقى بعد ذلك إلا مطابقة حالة الفرد مع قوائم هذه الأعراض التي تصنف الاضطرابات المختلفة، وكلما قل نصيب الفرد من الاتفاق مع الخصائص التي تصفها هذه الأعراض زاد حظه من السوية. يتضح من هذا المعيار الطبي يهمل إيجابيات الصحة النفسية، فهو معيار سلبي يصف السوية من خلال إسقاط خصائص اللاسوية عن الفرد **٣) المعيار الذاتي (الظاهري)** وهو ما يعني السوية كما يدركها الفرد ذاته في نفسه، أي أن المحك هنا هو ما يشعر به الفرد وكيف يرى في نفسه الاتزان والسعادة والرضا. فالسوية هنا إحساس داخلي وخبرة ذاتية، فإذا كان الفرد يشعر بالقلق أو التعاسة أو عدم الرضا عن الذات فإنه يعد وفقاً لهذا المعيار غير سوي. **٤) المعيار الاجتماعي (الحضاري)** وهنا تتحدد السوية في ضوء المرغوبية الاجتماعية حيث تكون السوية هي مسايرة Conformity أو موافقة السلوك للأساليب التي تحدد التصرف أو المسلك السليم المعترف به اجتماعياً. **٥) المعيار الباطني** في محاولة لتجاوز عيوب الاقتصار على جانب أو آخر مما تعتمد عليه المعايير السابقة في تحديد نصيب الفرد من السوية أو اللاسوية، وضع الدكتور صلاح مخيمر معيارا يجمع بين مزايا معظم المعايير السابقة ويعمل على تجاوز مثالبها، وهو ما أطلق عليه اسم المعيار الباطني، والحكم وفقاً لهذا المعيار ليس خارجيا صرفاً كما هو الحال في المعايير الاجتماعية أو الإحصائية أو الطبية، كما أنه ليس ذاتياً صرفاً كالمعيار الذاتي قد يجافي الواقع الموضوعي. وإنما يعتمد على أساليب فعالة تمكن الباحث – قبل أن يصدر حكمه - من أن يصل إلى حقيقة شخصية الإنسان الكامنة في خبراته الشعورية واللاشعورية أيضاً. فوفقاً للمعيار الباطني لا يمكن أن نحدد ما إن كان الفرد أقرب إلى السوية أو اللاسوية إلا إذ تجاوزنا مستوى السلوك الظاهري إلى ما يكمن وراءه من أسباب ودوافع كامنة وصراعات أساسية، وكيفية تعامل الإنسان مع هذه المحتويات الكامنة لديه ومدى قدرته على التعبير عنها، والكيفية التي يشبع بها رغباته ودوافعه. ## رابعاً - خصائص الشخصية السوية تتميز الشخصية السوية بمجموعة من الخصائص هي كما يلي: **(أ)** الاتجاهات الايجابية نحو الذات حيث يتميز الفرد بدقة وتحدد مفهوم الذات، وتقبل الذات، واتساع حيز الوعي الذاتي. **(ب)** تحقيق الذات: أي القدرة على تنمية وتطوير الامكانات الذاتية إلـى أقصى حد ممكن. **(ج)** الاستقلالية بما تتضمنه من تحديد واعي للقوى والضغوط والمعايير الاجتماعية، والقدرة على التحرر من التأثيرات الاجتماعية. **( د)** التكامل وتعني النظرة الشاملة للحياة بوصفها وحدة متكاملة الجوانب، والقدرة على مقاومة الضغوط والموازنة بينها وبين القوى النفسية. **(هـ)** الإدراك الإيجابي للواقع بمعنى التحرر من الحاجة إلى تشويه الواقع والقدرة على المشاركة الاجتماعية الفعالة، والقدرة على المشاطرة الوجدانية الاجتماعية. **(و)** السيطرة على البيئة: أي قدرة الفرد على التحكم في مجريات حياته بحيث يقوم بالدور الملائم في مجالات العمل، ومجالات الترويح والعلاقات الاجتماعية، وفي حل المشكلات والقدرة على مواجهة متطلبات المواقف المختلفة، وعلى التكيف والتوافق النفسي والاجتماعي. **(ز)** الفاعلية: فالشخص السوي يقدر على الإقلال من الضغوط التي يمكن أن تتراكم وتتزايد ، وتتحول إلى علامات إنفعالية فهو قادر على المواجهة المباشرة لمصدر هذه المشاكل أو الضغوط بشكل إيجابي. **(ح)** الكفاءة: حيث يتمتع الشخص السوي بالقدرة على تعبئة طاقاتـه وتوظيفها بشكل واقعي لإنجاز المهام والأهداف التي يتعين عليه إنجازها دون أي تبديد لطاقاته في دروب القلق والصراعات النفسية التي تستنفذ طاقات العصابي أو الذهاني، وتفقده الكفاءة والقدرة على الانجاز. **(ط)** الملائمة: أي: تقيم الاستجابة المناسبة للمثير دون أي إفراط أو تفريط فالشخص السوي يتمتع بالتجانس والتناغم بين جوانب شخصيته المعرفية والانفعالية والحركية. **(ی)** المرونة: وذلك بما تنطوي عليه المرونة من القدرة على التوافق والمواءمة وعدم الجمود على الأساليب غير الملائمة في التفكير والسلوك، والقدرة على التسامح تجاه التوترات وصغائر الأمور، كما تتجلى في القدرة على التخلي عن الإشباع العاجل للحاجات في سبيل إشباع آجل، ولكنه أكثر قيمة وأجدى نفعاً. **(ك)** توظيف الخبرات: من الخصائص المميزة للأسوياء، قدرتهم على التعلم وتوظيف الخبرات واستثمارها في المواقف المماثلة، وعلى النقيض من ذلك نجد أن من السمات القاهرة التي تميز العصابي عجزه عن أن يستفيد من الخبرة، إذ يدع نفسه ينغمس المرة بعد المرة في المواقف التي تستثمر القلق وتورث الفشل مما يذكرنا بظاهرة قهر التكرار عند فرويد).

Use Quizgecko on...
Browser
Browser