محاضرة أولى: تعريف القانون التجاري PDF

Summary

This document presents a lecture on commercial law, defining its principles and differentiating between commercial and civil actions. It explores the fundamental nature of law, classifying its types, and examining the role of commercial law within society. Key aspects like the characteristics of legal rules and the distinction between commercial and civil activities are discussed within a legal framework.

Full Transcript

‫المحاضرة األولى‬ ‫أوال تعريف القانون التجاري‬ ‫يعرف القانون بأنه النظام الذى تجرى وفقا له ظاهرة من الظواهر سواء كانت ظاهرة طبيعية أو ظاهرة‬ ‫اجتماعية‪.‬ولذلك يقال مثال بقانون الجاذبية ويعنى ذلك النظام الذى يسير به األشياء سواء ف...

‫المحاضرة األولى‬ ‫أوال تعريف القانون التجاري‬ ‫يعرف القانون بأنه النظام الذى تجرى وفقا له ظاهرة من الظواهر سواء كانت ظاهرة طبيعية أو ظاهرة‬ ‫اجتماعية‪.‬ولذلك يقال مثال بقانون الجاذبية ويعنى ذلك النظام الذى يسير به األشياء سواء فى المجال الخارجى‬ ‫أو فى إطار الغالف الجوى لألرض‪.‬فإذا اجتاز الشخص أو الشئ هذا الغالف يقال بأنه خرج من قانون الجاذبية‪،‬‬ ‫وإذا ما ظل فى هذا النطاق يقال بأنه خاضع لهذا النظام‪.‬‬ ‫أما القانون فى النطاق االجتماعى فيعنى النظام الذى تجرى فيه وفقا له عالقات األفراد فى المجتمع‪.‬‬ ‫ولكن المالحظ أن عالقات األفراد فى المجتمع ال يحكمها ذلك النظام فقط‪ ،‬وإنما يحكمها أيضا قواعد أخرى‬ ‫أخالقية‪ ،‬هى ذات تأثير قوى على سلوك األفراد قد تعادل او تفوق فى نفوس األفراد قوة القاعدة القانونية‪.‬‬ ‫فالمروءة واالستقامة وعدم الكذب والبعد عن الموبقات هى من األخالق وليست من القواعد القانونية‪.‬ولذلك‬ ‫كان من الواجب ونحن بصدد تعريف القانون أن نفرق بينه وبين األخالق‪.‬على ذلك سيتم التقسيم على النحو‬ ‫التالى‪:‬‬ ‫‪ -‬تعريف القانون‪ ،‬وعناصر القاعدة القانونية‪.‬‬ ‫‪ -‬هداف القانون وصلته بالعلوم والقواعد األخرى‪.‬‬ ‫يعرف القانون بأنه مجموعة القواعد القانونية‪.‬ولكى نصل إلى مرحلة القاعدة القانونية‪ ،‬البد وأن تتوافر فى‬ ‫القاعدة مجموعة من الصفات والخصائص تميزها عن غيرها من القواعد‪.‬‬ ‫أوال ‪:‬تعريف القانون وأهميته فى المجتمع‬ ‫تعريف القانون‬ ‫يعرف القانون بأنه ذلك الفرع من فرو ع العلوم اإلنسانية الذى موضوعه تنظيم العالقات بين األشخاص‬ ‫فى المجتمع‪.‬فالقانون يعنى النظام الذى يسير عليه أمر محدد بطريقة ثابتة ‪.‬وسبق القول بأن مفهوم القانون‬ ‫كنظام ثابت يسير عليه أمر محدد يشمل كافة القوانين التى تحكم أى ظاهرة من الظواهر الطبيعية أو االجتماعية‪.‬‬ ‫ولكن الذى يهمنا هنا هو القانون فى المعنى االصطالحى أى من ناحية تنظيم العالقات اإلنسانية بين األفراد فى‬ ‫مجتمع معين‪.‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فأن القانون ال يقتصر دوره على مجرد تنظيم العالقات اإلنسانية بين األفراد‬ ‫فى المجتم ع فحسب‪ ،‬وإنما يمتد دور القاعدة القانونية فى إطار العالقات االجتماعية إلى تنظيم أمر معين فى‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫ولذلك يفرق بين نوعين من القواعد القانونية ‪ ،‬وهى القواعد القانونية العامة‪ ،‬والتشريع‪.‬فالقانون‬ ‫بالمعنى العام‪ ،‬هو تلك القواعد القانونية التى تنظم العالقات القانونية فيما بين األفراد فى مجتمع معين ‪ ،‬وتلزمهم‬ ‫باتباعها‪.‬‬ ‫أما القانون بالمعنى الخاص‪ ،‬فهو األمر الصادر من السلطة التشريعية فى الدولة سواء كان هذا األمر‬ ‫صادر إلى الكافة أو إلى فئة محددة من األفراد‪ ،‬باتباع نظام محدد‪ ،‬إذا ما خضعوا ألحكام هذا األمر‪.‬فمثال‬ ‫يصدر من السلطة التشريعية قانون خاص بتنظيم إجراءات التقاضى أمام المحاكم‪.‬ويعنى ذلك أن يلتزم بأحكام‬ ‫هذا القانون كل من يلجأ إلى طريق التقاضى أمام المحاكم‪.‬كذلك قانون المرور أو قانون العمل‪.‬‬ ‫وسواء انصرف لفظ القانون إلى معنى خاص أو إلى معنى عام‪ ،‬فإنه فى كال المعنيين يدخل فى إطار‬ ‫المفهوم العام للقانون وهو كونه مجموعة من القواعد الملزمة التى تنظم عالقات األفراد فى المجتمع‪.‬‬ ‫التمييز بين العمل التجاري والعمل المدني‪:‬‬ ‫الفرق بين العمل التجاري والعمل المدني هو أحد أهم المفاهيم في القانون التجاري‪ ،‬إذ أن لكل نوع منهما‬ ‫خصائصه القانونية واإلجرائية التي تميزه عن اآلخر‪.‬فالعمل التجاري هو كل عمل يتعلق باإلنتاج أو التبادل أو‬ ‫الوساطة في السلع أو األوراق المالية‪ ،‬وذلك على سبيل اإلعتياد واالحتراف‪.‬أي أنه عمل يقوم به الشخص‬ ‫بهدف الربح‪ ،‬ويتميز بالتكرار واالستمرارية ويخضع لقانون التجارة في إحتساب قيمة الفائدة من تاريخ‬ ‫االستحقاق ‪.‬أما العمل المدني هو كل عمل ال يعتبر عمالً تجاريًا‪ ،‬أي أنه عمل ال يهدف بشكل أساسي إلى‬ ‫الربح‪ ،‬أو ال يتميز بالتكرار واالستمرارية‪.‬ويخضع للقانون المدنى واحتساب الفائدة المدنية من تاريخ المطالبة‬ ‫بنسبة أقل من التجارية ‪.‬‬ ‫أمثلة على األعمال التجارية‪:‬‬ ‫التجارة ‪:‬بيع وشراء السلع‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الصناعة ‪:‬إنتاج السلع‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الخدمات ‪:‬تقديم الخدمات مقابل أجر‪.‬‬ ‫ ‬ ‫البنوك ‪:‬عمليات اإلقراض واالستثمار‪.‬‬ ‫ ‬ ‫التأمين ‪:‬تغطية المخاطر‪.‬‬ ‫ ‬ ‫بيع سيارة‪ :‬إذا قام شخص ببيع سيارته المستعملة لشخص آخر‪ ،‬فهذا عمل مدني‪.‬ولكن إذا كان هذا‬ ‫ ‬ ‫الشخص يتاجر في السيارات‪ ،‬فإن بيع السيارة يعتبر عمالً تجاريًا‪.‬‬ ‫أمثلة على األعمال المدنية‪:‬‬ ‫بيع عقار ‪:‬بيع عقار ال يعتبر عمالً تجاريًا إذا لم يكن الشخص يقوم بذلك بشكل متكرر‪.‬‬ ‫ ‬ ‫العمل الحر ‪:‬ممارسة مهنة حرة مثل المحاماة أو الطب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫استئجار شقة‪ :‬إذا قام شخص باستئجار شقة لسكنه‪ ،‬فهذا عمل مدني‪.‬ولكن إذا قام شخص باستئجار عدد‬ ‫ ‬ ‫كبير من الشقق إلعادة تأجيرها‪ ،‬فهذا عمل تجاري‪.‬‬ ‫معايير التمييز بين العمل التجاري والعمل المدني‪:‬‬ ‫هناك عدة معايير تستخدم للتمييز بين العمل التجاري والعمل المدني‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫نوايا المتعاقد ‪:‬هل الغرض من العقد هو تحقيق الربح أم هو غرض شخصي‬ ‫ ‬ ‫طبيعة العمل ‪:‬هل العمل يتكرر بشكل مستمر أم هو عمل فردي وعارض‬ ‫ ‬ ‫أهلية المتعاقد ‪:‬هل المتعاقد تاجر مسجل أم شخص عادي‬ ‫ ‬ ‫أحكام القانون الواجب التطبيق ‪:‬تخضع األعمال التجارية لقانون التجارة‪ ،‬بينما تخضع األعمال المدنية‬ ‫ ‬ ‫للقانون المدني‪.‬‬ ‫أهمية التمييز بين العمل التجاري والعمل المدني‪:‬‬ ‫تحديد النظام القانوني الواجب التطبيق ‪:‬كل من القانون التجاري والقانون المدني له أحكامه الخاصة‬ ‫ ‬ ‫التي تنظم العالقة بين األطراف المتعاقدة‪.‬‬ ‫تحديد االختصاص القضائي ‪:‬تحدد طبيعة العمل (تجاري أم مدني) المحكمة المختصة للنظر في‬ ‫ ‬ ‫النزاعات الناشئة عنه‪.‬‬ ‫تحديد اإلثبات ‪:‬تختلف طرق اإلثبات في القضايا التجارية عن القضايا المدنية‪.‬وكذلك المحكمة‬ ‫ ‬ ‫المختصة ‪.‬‬ ‫تحديد اآلثار القانونية ‪:‬تختلف اآلثار القانونية الناتجة عن كل نوع من العقود‪.‬المدنية والعقود التجارية‬ ‫ ‬ ‫‪.‬‬ ‫سؤال ‪ :‬قارنة بين العمل المدني والعمل التجاري؟‬ ‫ثانيا ‪:‬أهمية وجود القانون فى المجتمع‪:‬‬ ‫ويظهر من هذا التعريف أهمية وجود قانون فى المجتمع‪.‬فإذا كان القانون يعنى مجموعة من القواعد‬ ‫الملزمة التى تنظم سلوك األفراد فى مجتمع معين فإن ذلك يعنى ضرورة وجود هذا القانون ‪.‬فإذا وجد أفراد‬ ‫متعددة فى مجتمع معين لزم على الفور أن تنشأ القاعدة القانونية التى تنظم العالقات فيما بين هؤالء األفراد‪،‬‬ ‫مهما قل عددهم أو زاد‪.‬‬ ‫وجود القاعدة القانونية على هذه الصورة هو الذى يترتب عليه تنظيم عالقات األفراد فيما بينهم‪ ،‬فإذا‬ ‫لم توجد هذه القاعدة‪ ،‬انقلب األمر إلى فوضى فى العالقات االجتماعية السائدة فى المجتمع‪.‬وتبدأ القاعدة‬ ‫القانونية عادة بسيطة تتماثل وبساطة المجتمع الذى توجد فيه ثم تتطور بتطوره‪ ،‬فيزداد مع الزمن عدد القواعد‬ ‫وتتنوع‪ ،‬وتكون أكثر دقة وعمقا‪ ،‬إلى أن تترسب فى وجدان األفراد الذين يكونون هذا المجتمع ‪.‬ثم تظهر بعد‬ ‫ذلك سلطة‪ ،‬ممثلة فى أى صورة من الصور كهيئة أو تنظيم اوحاكم‪ ،‬تتولى تطبيق القانون وفرضه على‬ ‫الناس‪ ،‬بغرض تحقيق فكرة عامة مجردة ينشدها جميع األفراد المكونين للمجتمع والذين يخضعون لهذه القاعدة‬ ‫القانونية أنفسهم‪ ،‬وهذه الفكرة هى تحقيق الخير العام أو العدالة‪.‬‬ ‫يعنى هذا ان القانون يهدف إلى تحقيق هدفين جوهريين األول‪ ،‬حماية حريات األفراد وحماية‬ ‫مصالحهم‪ ،‬والثانى‪ ،‬الحفاظ على وجود المجتمع بحماية المصلحة العامة فيه‪.‬‬ ‫فهدف القانون إذن هو الوصول إلى التوازن بين المصالح االجتماعية المختلفة‪.‬سواء تمثلت هذه‬ ‫المصالح فى العالقات الفردية وحمايتها‪ ،‬او فى المصالح العليا للمجتمع وحمايته من االنهيار والتفكك‪.‬ولتحقيق‬ ‫هذا التوازن يمكن القول بأن الهدف األساسى للقانون هو تنظيم المجتمع‪.‬‬ ‫وتنظيم المجتمع يعنى إرسائ القواعد او وضع قواعد يكون لها وصف محدد‪ ،‬وهى أن تكون ثابتة‬ ‫ويكون لها وظيفة محددة‪ ،‬هى أن تضمن انتظام عالقات األفراد وسيرها على وتيرة واحدة‪ ،‬وأن يكون لها‬ ‫خطبة تسير عليها وهى فرض وجود هذه القواعد على كافة األفراد المكونين لهذا المجتمع‪.‬‬ ‫نخلص إذن إلى أن القانون هومجموعة القواعد الملزمة التى تنظم عالقات األفراد فى المجتمع بطريقة‬ ‫عادلة تكفل تحقيق حرياتهم وحماية المصالح االجتماعية العامة بقصد تحقيق الخير العام للمجتمع‪.‬‬ ‫والقواعد القانونية على المعنى المتقدم التى تنظم العالقات االجتماعية السائدة فى مجتمع معين فى وقت‬ ‫معين يطلق عليها القانون الوضعى‪.‬بمعنى أنها قواعد موضوعة مسبقا بحيث تكفل لألفراد القدرة على تنظيم‬ ‫العالقات فيما بينهم وفقا ألحكام هذه القواعد‪.‬‬ ‫ثالثا ‪:‬خصائص القاعدة القانونية‪:‬‬ ‫العقوبات التجارية‪:‬‬ ‫العقوبات التجارية هي مجموعة من اإلجراءات القانونية التي تفرضها الدول على األفراد والشركات ‪ ،‬بهدف‬ ‫التأثير على سلوكهم التجاري ‪.‬هذه العقوبات تهدف عادة ً إلى تحقيق أهداف محددة‪ ،‬مثل‪ :‬حظر التعامل التجاري‬ ‫مع كيانات معينة بث ضمانات حمائية للغير أثناء تعاملهم مع التجار في صورة فرض غرامات مالية كبيرة‬ ‫على الشركات أو األفراد (التجار)‪.‬‬ ‫آثار العقوبات التجارية تترك أثرا على المدينين والتجار معًا‬ ‫وعرفنا القانون بأنه مجموعة القواعد الملزمة التى تنظم عالقات األفراد فى المجتمع بطريقة عادلة‬ ‫لتحقيق الخير العام للمجتمع‪.‬ونخلص من هذا التعريف إلى أن القاعدة القانونية فى ذاتها‪ ،‬اى التى يتكون من‬ ‫مجموعها القانون‪ ،‬البد وأن تتوافر لها خصائص محددة لكى تكتسب هذا الوصف‪.‬وعدم توافر هذه العناصر‬ ‫أو األركان فى تلك القاعدة يقصى عنها وصف القاعدة القانونية ‪.‬و من هذه الخصائص اإللزام الذى هو أن‬ ‫تكون قاعدة ملزمة‪ ،‬بمعنى أن يجبر كل شخص على احترامها‪.‬بطبيعة الحال ال تتوافر فى القاعدة القانونية‬ ‫هذه الخاصية أى ‪-‬خاصية اإللزام‪ -‬إال إذا كانت مصحوبة بجزاء يرتبه المشرع على مخالفتها‪ ،‬سواء تمت‬ ‫المخالفة بفعل إيجابى أو فعل سلبى‪.‬فالمشرع ينهى عن السرقة ويرتب على ارتكابها الجزء المقرر‪.‬فاالمتناع‬ ‫عن السرقة فعل غير مجرم‪ ،‬أما إذا قام الشخص بعمل إيجابى بأن ارتكب الفعل‪ ،‬خضع بالتالى للجزاء المقرر‬ ‫لهذه القاعدة‪.‬واألم تلزم بإرضاع طفلها والعناية به وإال تعرضت للجزاء‪.‬فالعمل اإليجابى هنا غير مجرم أما‬ ‫إذا امتنعت األم عن إرضاع طفلها أو العناية به‪ ،‬أصبح الفعل هنا سلبى وهومجرد االمتناع‪ ،‬فتخضع فى هذه‬ ‫الحالة للجزاء المقرر الذى رتبه المشرع على مخالفة هذه القاعدة‪.‬‬ ‫فالجزاء هو األصر الذى رتبه المشرع على مخالفة القاعدة القانونية ‪.‬وهو فى نفس الوقت الوصف‬ ‫الذى يسبغ على القاعدة القانونية طابع اإللزام‪.‬فإذا إنعدم الجزاء من القاعدة فلن يستطيع المشرع ان يجبر الناس‬ ‫على اتباعها فى تنظيم العالقات فيما بينهم‪ ،‬بوالتالى عدم الوصول بالقاعدة القانونية الى تحقيق الهدف من وجود‬ ‫القانون‪ ،‬وهو تحقيق الخير العام وإقامة العدل فى المجتمع‪.‬‬ ‫الشروط الواجب توافرها فى الجزاء ‪:‬‬ ‫سا‪ ،‬وأن يكون حاالَ‪ ،‬ومنظ ًما‪.‬‬ ‫ظاهرا ملمو ً‬ ‫ً‬ ‫ويشترط ان يتوافر فى الجزاء عدة شروط وهى أن يكون‬ ‫وتعنى هذه الشروط أن الجزاء الواجب توافره فى القاعدة القانونية يأخذ نفس صفات هذه القاعدة‪.‬‬ ‫سا‪:‬‬ ‫ظاهرا ملمو ً‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬أن يكون الجزاء‬ ‫فالقاعدة القانونية تنظم عالقات األفراد فى المجتمع ‪ ،‬لذلك كان من الواجب عند مخالفة هذه القاعدة‬ ‫أن يوقع جزاء يشعر بإيالمه من ارتكب هذه المخالفة‪.‬ويشعر بخطورته من لم يرتكب هذا الفعل وإال تعرض‬ ‫لنفس الجزاء‪.‬‬ ‫ويتمثل الجزاء المادى فى القتل متمثال فى صورة عقوبة اإلعدام‪.‬كما يتمثل فى صورة الحد من حرية‬ ‫الشخص لفترة تطول أو تقصر‪ ،‬متمثال فى عقوبة السجن والحبس‪ ،‬وكذلك عقوبة المراقبة‪.‬أو قد يتمثل الجزاء‬ ‫فى صورة اإلضرار بمال الشخص‪ ،‬كحالة الحكم بالتعويض‪.‬‬ ‫والقصد من الجزاء تحقيق الهدف األسمى الذى يسعى القانون لتحقيقه وهو استقرار النظام االجتماعى‬ ‫وسيادة األمن والسكينة بين أفراد المجتمع ينصرف كل شخص إلى تحمله وكسب رزقه كما يؤدى إلى تحقيق‬ ‫الرفاهية التى هدف أى مشرع‪.‬ولذلك البد أن يحقق الجزاء الردع العام بحيث يخشى كل فرد فى المجتمع من‬ ‫ارتكاب فعل مخالف لقانون ألنه سوف يتعرض لنفس الجزاء المؤلم الذى تعرض له من ارتكب الفعل سابقا‪،‬‬ ‫كما يجب ان يحقق الجزاء الردع الخاص وهو تخويف الفاعل من العودة إلى ارتكاب الفعل مرة ثانية ألنه يعلم‬ ‫أنه سيتعرض لتوقيع نفس الجزاء أو جزاء أشد ألنه يعتبر عائدا‪.‬وعقوبة العائد أشد‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يكون الجزاء ً‬ ‫حاال‪:‬‬ ‫ويشترط فى الجزاء أن يكون حاال‪.‬ويعنى ذلك أن يوقع الجزاء على الشخص عقب مخالفته للقاعدة‬ ‫القانونية‪.‬فال يعتبر جزاء ما يقع على الشخص من إيالم سابق على ارتكاب الفعل‪ ،‬وكذلك ال يعتبر جزاء ما‬ ‫يقع على الشخص من إيالم الحق بمدة طويلة عقب دون وجود محاكمة‪.‬كذلك ال يعتبرجزاء قانونيا العذاب‬ ‫النفسى الذى يتعرض له الشخص عقب ارتكاب الفعل المخالف للقاعدة القانونية‪.‬وكذلك ال يعتبر جزاء قانونيا‬ ‫ما يتعرض له الشخص من عذاب فى يوم القيامة عما يكون قد ارتكبه من أفعال خاطئة فى الدنيا‪ ،‬فهذا من‬ ‫الجزاءات الدينية‪ ،‬ال يرتبط بالجزاء الدنيوى الذى يوقع على الشخص نتيجة مخالفته لهذه القاعدة‪.‬‬ ‫وال يعنى أن يكون الجزاء حاال أني وقع مباشرة على الشخص عقب ارتكاب الفعل دون محاكمة‪.‬إنما‬ ‫البد أن تكون هناك محاكمة للشخص تنتهى إلى إدانته أو تبرئته‪ ،‬فال عقاب بدون محاكمة عادلة تراعى فيها‬ ‫كافة الضمانات القانونية للوصول إلى العدالة‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يكون الجزاء منظ ًما‪:‬‬ ‫ويشترط فى الجزاء أن يكون منظما أى تختص بوضعه السلطة العليا فى المجتمع وليس األفراد‬ ‫أنفسهم‪ ،‬إذ ال يجوز للشخص أن يقتص لنفسه ممن اعتدى عليه‪.‬وإال أصبحنا فى مجتمع غير منظم تسوده‬ ‫الفوضى‪ ،‬يقيم كل شخص فيه نفسه خصما وحكما فى ذات الوقت‪.‬أن يكون الجزاء محددا سواء من ناحية‬ ‫نوعه او مقداره‪.‬‬ ‫ويقصد بتنظيم الجزاء ان يكون محددا بقانون‪ ،‬فال يستطيع القاضى أن يبتكر جزاء لم تنص عليه‬ ‫المشرع‪ ،‬أو يلغى جزاء نص عليه المشرع‪.‬كما اليجوز أن يطبق جزاء يجاوز الحد الذى نص عليه المشرع‪.‬‬ ‫إذ المبدأ القانونى السائد هو الجريمة وال عقوبة إال بنص‪ ،‬بمعنى أن المشرع متى لم يعتبر الفعل جريمة فال‬ ‫يستطيع القاضى أن يعتبره جريمة‪ ،‬ومتى لم يحدد المشرع للفعل عقوبة فال يستطيع القاضى فرض عقوبة من‬ ‫عنده‪.‬‬ ‫أنواع الجزاءات القانونية ‪:‬‬ ‫كان من الطبيعى أن تتنوع الجزاءات القانونية التى تفرضها القاعدة القانونية بحسب نوع المخالفة‬ ‫المرتكبة وبحسب ما يقدره المشرع من خطوره لهذه القاعدة‪.‬فهناك الجزاء الجنائى الذى يترتب على مخالفة‬ ‫قاعدة من قواعد القانون الجنائى‪ ،‬وهناك الجزاء المدنى الذى يترتب على إخالل الشخص بتعاقد أبرمه مع‬ ‫شخص آخر ترتب عليه ضرر للغير‪.‬وهناك الجزاء اإلدارى الذى يترتب على مخالفة قاعدة من قواعد التنظيم‬ ‫اإلدارى السائد‪.‬‬ ‫‪ -1‬الجزاء الجنائى‪:‬‬ ‫هو العقوبة التى توقع على الشخص نتيجة مخالفة قاعدة قانونية من قواعد القانون الجنائى‪ ،‬وأن مخالفة‬ ‫هذه القاعدة يعتبر فعال مجرما‪ ،‬أى يعتبر جريمة ‪ ،‬كالقتل والسرقة‪.‬فاألصل‪ ،‬التزام كل فرد بأن يحافظ على‬ ‫حياة وسالمة وشرف وسمعة واعتبار ومكانة األشخاص اآلخرين‪ ،‬فإذا خالف ذلك بأن امتدت يده إلى حياة أو‬ ‫سالمة جسد أى شخص آخر تعرض للعقوبة الواجبة‪.‬وإذا امتد لسانه ليطعن فى سمعة وشرف ومكان واعتبار‬ ‫أى شخص آخر‪ ،‬تعرض للعقوبة الواجبة ‪.‬فمخالفة هذه القواعد يستتبع توقيع جزاء جنائى رادع على الشخص‪،‬‬ ‫وجزاء مدنى يعوض الغير عن اآلثار المترتبة على هذه المخالفة‪.‬والجزاءات الجنائية واردة أساسا فى قانون‬ ‫العقوبات‪.‬ولكن ال يمنع ذلك من أن ينص المشرع على جرائم أخرى فى قوانين خاصة‪ ،‬قاصدا بذلك التزام‬ ‫الخاضعين لهذه القوانين بإتباعها دون أدنى مخالفة‪.‬وتختلف الجزاءات الجنائية بحسب نوع المخالفة الحاصلة‬ ‫فتتدرج من عقوبة المخالفة إلى عقوبة الجنحة ثم عقوبة الجناية‪.‬وهى الغرامة والحبس والسجن واإلعدام‪.‬‬ ‫وكما سبق القول يحقق هذا الجزاء الجنائى فكرة الردع العام‪ ،‬وفكرة الردع الخاص‪ ،‬والتى تعنى‬ ‫معاقبة من ارتكب الفعل المجرم وتوقيع اإليالم عليه حتى يمتنع عن العودة إلى ارتكاب الفعل‪ ،‬ومنع غيره من‬ ‫التفكير فى ارتكاب الفعل المخالف وإال تعرض لذات الجزاء‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجزاء المدنى‪:‬‬ ‫يعنى الجزاء المدنى أن يقتصر أثر مخالفة القاعدة القانونية على األشخاص األطراف فى عالقة من‬ ‫عالقات القانون الخاص‪.‬مثل البيع والشركة والشيوع‪ ،‬مثال ذلك تقرير بطالن التصرف‪ ،‬أى إعدام أى أثر‬ ‫للتصرف بحيث يعتبر كأن لم يكن‪.‬وكذلك تقرير تعويض فى ذمة الشخص المخالف لمن أصابه ضرر نتيجة‬ ‫وقوع المخالفة‪.‬فالبطالن والتعويض هما من الجزاءات المدنية التى ضرر نتيجة وقوع المخالفة‪.‬فالبطالن‬ ‫والتعويض هما الجزاءات المدنية والتى تتقرر ترتيبا على مخالفة القاعدة القانونية‪.‬وتتنوع الجزاءات المدنية‬ ‫وتأخذ عدة صور وذلك على النحو التالى‪:‬‬ ‫ج‪ -‬التعويض‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الفسخ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬التنفيذ العينى‪.‬‬ ‫أ‪ -‬التفنيذ العينى ‪:‬‬ ‫ويقصدد به إجبار المدين على تنفيذ عين ما التزم به‪.‬فمن اتفق على تسدليم شدئ معين بالذات‪ ،‬وامتنع‬ ‫عن تسددليمه‪ ،‬فإنه يجبر على تسددليم هذا الشددئ إلى الدائن‪.‬كالتزام المسددتأجر برد العين فى نهاية عقد اإليجار‪.‬‬ ‫وكذلك من كان مديندا بمبلغ وامتنع عن الوفاء به فإنه يجبر على الوفاء فيجوز للددائن الحجز على أمواله وبيعها‬ ‫جبرا واستيفاء حقه من الثمن‪.‬‬ ‫ب‪ -‬البطالن والفسخ‪:‬‬ ‫قد يرتب المشرع على المخالفة إنهاء العالقة بين الطرفين أى بطالن العقد وفسخه‪ ،‬بمعنى اعتبار‬ ‫التصرف كأن لم يكن‪ ،‬ويعود المتعاقدان إلى الحالة التى كانا عليها قبل وقوع التصرف‪.‬مثال ذلك الحالة التى‬ ‫يقرر فيها المشرع بطالن التصرف‪.‬فيترتب على البطالن اعتبار التصرف الذى تم بالمخالفة للقواعد القانونية‬ ‫كان لم يكن وبالتالى عدم االعتداد بأية آثار قانونية ترتبت على هذا التصرف‪.‬ومثال هذه الحالة إبرام عقد بيع‬ ‫لم يتوافر فيه أحد أركانه الجوهرية كتحديد المبيع‪ ،‬فيترتب على ذلك بطالن العقد‪.‬وكذلك إذا تم إبرام عقد‬ ‫شركة ولم تتبع فيه اإلجراءات التى نص عليها المشرع فيترتب على ذلك بطالن العقد‪ ،‬وعودة المتعاقدين إلى‬ ‫ما كانا عليه قبل إبرام العقد‪.‬‬ ‫وقد يرتب المشرع على وقوع المخالفة جزاء الفسخ‪ ،‬ويفترض الفسخ ان التصرف قد نشأ صحيحا‪،‬‬ ‫ثم طرأ من الحوادث ما يحول دون تنفيذه‪.‬فيرتب المشرع الفسخ فى مواجهة الشخص الذى لم يقم بالتنفيذ‪.‬كحالة‬ ‫عدم قيام البائع بتسليم المبيع‪ ،‬فيستطيع المشترى االمتناع عن دفع الثمن‪.‬وإذا كان قد وفى الثمن فيستطيع أن‬ ‫يطلب فسخ العقد‪.‬فيختلف الفسخ عن البطالن فى أن البطالن يرد على تصرف معيب‪ ،‬أما الفسخ فيرد فى‬ ‫مقابل عدم تنفيذ االلتزام المنوط بالمدين‪.‬‬ ‫ج‪ -‬التعويض‪:‬‬ ‫وهو جزاء قرره المشرع على المخالف لجبر الضرر المترتب على فعله والذى اصاب الغير‪.‬ويكون‬ ‫التعويض عادة مبلغا نقديا‪.‬ويلجأ إلى التعويض إذا استحال إجبار المدين على التنفيذ العينى‪.‬ويلجأ إليه أيضا‬ ‫باإلضافة إلى الفسخ لتعويض الضرر الذى يكون قد أصاب المتعاقد نتيجة المخالفة الحاصلة من المدين‪.‬‬ ‫‪ -3‬الجزاء اإلدارى ‪:‬‬ ‫وهو الذى يرتبه المشرع على مخالفة قواعد وأحكام القانون اإلدارى‪.‬مثال ذلك‪ ،‬أن توقع جهة اإلدارة‬ ‫جزاء تأديبيا ضد الموظف‪ ،‬بالمخالفة ألحكام القانون كحرمانه من العالوة أو حرمانه من ميزة عينيه مقررة‬ ‫له‪ ،‬أو تخطيه فى الترقية أو حرمانه من عمله بفصله فيلجأ إلى إلغاء هذا القرار فتزول آثاره‪.‬وكذلك الحالة‬ ‫التى يخالف فيها الموظف لوائح العمل‪ ،‬او مخالفة الطالب للوائح الجامعية فى هذه الحاالت يتعرض المخالف‬ ‫للجزاء اإلدارى المقرر‪.‬‬ ‫ تدرج الجزاءات القانونية‪:‬‬ ‫ويالحظ أن المشرع‪ ،‬سواء من ناحية الجزاء الجنائى أو الجزاء المدنى يندرج فى قوة الجزاء‪.‬فهناك‬ ‫القواعد التى تضع جزاء رادعا وهى الجزاءات شديدة القوة‪.‬وتتمثل هذه الحالة‪ ،‬فيما يقرره المشرع من جزاء‬ ‫جنائى وجزاء مدنى للمخالفة‪ ،‬وذلك ليعوض بالجزاء المدنى الشخص المضرور عما رتبه الفعل المخالف من‬ ‫آثار‪.‬مثال ذلك القواعد القانونية التى تمنع االعتداء على النفس‪ ،‬او المال‪ ،‬فإنه يترتب على مخالفتها توقيع‬ ‫عقوبة جنائية‪ ،‬كاإلعدام او السجن‪ ،‬وعقوبة مدنية وهى تعويض المجنى عليه أو ورثته عما أصابه من ضرر‪.‬‬ ‫وهناك القواعد التى يضع المشرع لمخالفتها جزاءا كافيا إلزالة آثار المخالفة التى تمت لهذه القواعد‪،‬‬ ‫وهى قواعد عادية الجزاء‪.‬مثال ذلك الحالة التى يمتنع فيها المدين عن الوفاء‪ ،‬فيعطى المشرع للدائن الحق فى‬ ‫الحجز على أموال المدين وتمكينه من بيعه جبرا عن المدين‪.‬وكذلك التصرفات التى يشترط فيها المشرع شكال‬ ‫معينا فى العقد‪ ،‬وال يلتزم الطرفان بهذا الشكل‪.‬فيرتد المشرع جزاء البطالن على هذا العقد‪ ،‬فيعدم وجوده من‬ ‫تاريخ إبرامه‪ ،‬ويعتبر التصرف كأن لم يكن‪.‬وهناك من ناحية ثالثة القواعد ضعيفة الجزاء‪.‬وهى تلك القواعد‬ ‫التى يقرر لها المشرع جزاءا ناقصا‪ ،‬أى ال يكون الجزاء كافيا إلزالة أثر المخالفة‪.‬‬ ‫كحالة دين نشأ عن تصرف معين‪ ،‬أو انقضت مدة رفع الدعوى للمطالبة به فيتحول فى ذمة المدين به‬ ‫إلى دين طبيعى ال يستطيع الدائن أن يجبر المدين على الوفاء به‪ ،‬ولكن إذا وفى به المدين‪ ،‬كان الوفاء صحيحا‪.‬‬ ‫ تنوع القوانين تنوع العالقات القانونية‪:‬‬ ‫ما تقدم خصائص القاعدة القانونية‪.‬ووضع هذه القواعد فى إطار نسق تشريعى معين يعطى لهذا‬ ‫التشريع وصفا معينا‪.‬فمثال مجموعة القواعد القانونية التى تنظم السلوك الواجب على األفراد االلتزام به فى‬ ‫إطار األمان االجتماعى‪ ،‬كالنهى عن القتل والسرقة والنصب والغدر باألموال العامة‪ ،‬يوصف هذه القواعد‬ ‫بوصف محدد يصاحب لفظ القانون‪ ،‬فنقول قانون العقوبات أو القانون الجنائى‪.‬‬ ‫وكذلك مجموعة القواعد التى تنظم اإلجراءات التى تتم على أساسها محاكمة الشخص المرتكب للفعل‬ ‫يطلق عليها قانون اإلجراءات الجنائية ‪.‬‬ ‫ومجموعة القواعد التى تنظم المعامالت بين األشخاص يطلق عليها القانون المدنى‪.‬وإذا كان التعامل‬ ‫بين التجار يطلق عليها القانون التجارى‪.‬واإلجراءات التى يتبعها الدائن للحصول على حقه يطلق عليها قانون‬ ‫المرافعات المدنية والتجارية‪.‬وهكذا بالنسبة للقوانين التى تنظم عالقات الدولة باألفراد واألشخاص الذين‬ ‫يتعاملون معها‪.‬والقوانين التى تنظم العالقات فيما بين الدول وبعضها‪.‬ومجموعة هذه القوانين تكون ما يسمى‬ ‫بالنظام القانونى‪.‬‬ ‫وتختلف الدول فيما بينها فى المفاهيم والقيم بحسب المجتمعات المكونة لهذه الدول‪ ،‬ولذلك نجد أن‬ ‫القانون ترجمة حقيقية لقيم المجتمع الذى تطبق فيه قواعده‪.‬فالقواعد القانونية السائدة فى المجتمع المصرى‬ ‫تختلف عن القواعد القانونية السائدة فى المجتمع اليونانى‪ ،‬أو المجتمع الفرنسى‪ ،‬الختالف الظروف االجتماعية‬ ‫وطبيعة المجتمعات‪ ،‬فى كل دولة من هذه الدول‪.‬‬ ‫فالنظام القانونى الخاص بالملكية يهدف أساسا إلى حماية الملكية الفردية ويزداد نطاق هذه الحماية‬ ‫ويضيق بحسب النظام االجتماعى أو السياسى السائد فى المجتمع‪.‬فإذا كان النظام حرا زادت فيه حماية الملكية‬ ‫الفردية‪.‬أما إذا كان النظام شيوعيا فيضيق نطاق حماية الملكية الفردية فى مواجهة الملكية العامة‪.‬‬ ‫فخصائص القانون التجاري تتمثل في طابعه المميز بأن للعرف دور اساسي فيه حيث يحيل التشريع‬ ‫التجاري إلى العرف في بعضال أحكامه بهدف السرعة والثقة واإلئتمان ألجل حماية الغير سواء كانو تجار‬ ‫او افراد ‪.‬فالقانون التجاري يكون في عقوباته قاسية وشديدة وينطبق عليه القول الدارج (اما الدفع او الحبس)‬ ‫ولهذا فإن االثبات في المسائل التجارية يختلف عن اإلثبات في المسائل المدنية ‪:‬‬ ‫اإلثبات في القانون التجاري وطرق اإلثبات ‪:‬‬ ‫تتميز المسائل التجارية بطبيعتها السريعة والمتغيرة‪ ،‬مما يتطلب مرونة في طرق اإلثبات‪.‬لذلك‪ ،‬فإن‬ ‫القانون التجاري يمنح حريّة أكبر في اإلثبات مقارنة بالقانون المدني‪.‬واإلثبات في القانون التجاري هو العملية‬ ‫التي يتم من خاللها إثبات وقوع أو عدم وقوع واقعة قانونية ذات صلة بعالقة تجارية‪.‬هذه العملية حيوية لحماية‬ ‫حقوق األطراف المتعاقدة وتسوية النزاعات التي قد تنشأ بينهم‪.‬‬ ‫مبدأ حرية اإلثبات في التجارة‪:‬‬ ‫يعتبر مبدأ حرية اإلثبات من أهم المبادئ التي تميز القانون التجاري‪ ،‬فهو يسمح لألطراف بإثبات حقهم‬ ‫بأي وسيلة من وسائل اإلثبات المتاحة‪ ،‬ما دامت هذه الوسيلة مقبولة قانوناً‪.‬هذا ما يتميز به القانون التجاري هو‬ ‫حرية اإلثبات‪.‬هذا يعني أن األطراف المتعاقدة غير مقيدة بطرق إثبات معينة‪ ،‬بل يمكنهم استخدام أي وسيلة‬ ‫إلثبات حقهم‪ ،‬سواء كانت كتابية أو شفوية أو مادية‪.‬هذا المبدأ يعود لطبيعة المعامالت التجارية السريعة‬ ‫والمتغيرة‪ ،‬والتي قد ال تسمح دائما ً باللجوء إلى األدلة الكتابية‪.‬‬ ‫أبرز طرق اإلثبات في المسائل التجارية‪:‬‬ ‫اوال ‪:‬اإلثبات الكتابي‪:‬‬ ‫‪ -‬السندات التجارية‪ :‬مثل الفواتير‪ ،‬الكمبياالت‪ ،‬الشيكات‪ ،‬الحواالت‪.‬تعتبر هذه السندات دليالً قويا ً على‬ ‫وجود الدين والعالقة التجارية‪.‬‬ ‫‪ -‬المراسالت‪ :‬تبادل الرسائل‪ ،‬البريد اإللكتروني‪ ،‬الفاكسات‪ ،‬تعتبر دليالً على االتفاقات والمفاوضات‪.‬‬ ‫ثانيًا ‪:‬العقود‪ :‬سواء كانت عقود مكتوبة أو شفوية‪ ،‬تعتبر دليالً على العالقة التعاقدية بين األطراف‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪:‬الشهادة‪:‬‬ ‫‪ -‬شهادة الشهود‪ :‬يمكن االستعانة بشهادة الشهود إلثبات وقوع أحداث معينة‪ ،‬بشرط أن تكون‬ ‫الشهادة ذات صلة بالموضوع ومؤيدة بأدلة أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬شهادة الخبراء‪ :‬يمكن االستعانة بخبراء في المجال التجاري لتقييم بعض المسائل الفنية أو‬ ‫التقنية‪.‬‬ ‫رابعًا ‪:‬القرائن‪:‬‬ ‫‪ -‬القرائن الظاهرة‪ :‬هي كل ما يستدل به على حقيقة األمر من ظواهر خارجية‪ ،‬مثل وجود بضاعة في‬ ‫مخزن‪ ،‬أو وجود أموال في حساب بنكي‪.‬‬ ‫‪ -‬القرائن القانونية‪ :‬هي قرائن يقررها القانون‪ ،‬مثل حيازة الشيء دليل على الملكية‪.‬‬ ‫سا ‪ :‬اإلقرار‪:‬‬ ‫خام ً‬ ‫‪ -‬اإلقرار الصريح‪ :‬هو اعتراف صريح من أحد األطراف بوجود حق لدى الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫‪ -‬اإلقرار الضمني‪ :‬يستنتج من تصرفات الشخص أو سكوتة عن حق‪.‬‬ ‫سا‪ :‬اليمين‪ (:‬اليمين الحاسمة)‪:‬‬ ‫ساد ً‬ ‫تلجأ إليها المحكمة في بعض الحاالت عندما تعجز عن الوصول إلى الحقيقة بطرق أخرى‪.‬‬ ‫أهمية اإلثبات في القانون التجاري‪:‬‬ ‫حماية الحقوق‪ :‬يساعد اإلثبات على حماية حقوق األطراف المتعاقدة وتأكيدها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫تسوية النزاعات‪ :‬يساهم اإلثبات في حل النزاعات التجارية بشكل عادل وشفاف‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الحد من التالعب‪ :‬يقلل اإلثبات من فرص التالعب باألدلة أو تزويرها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ضمان استقرار المعامالت‪ :‬يوفر اإلثبات بيئة قانونية مستقرة للمعامالت التجارية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫حماية الحقوق‪ :‬يساعد اإلثبات على حماية حقوق األطراف المتعاقدة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫حل النزاعات‪ :‬يساهم في تسوية الخالفات التجارية بطريقة عادلة وسريعة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ثبات المعامالت التجارية‪ :‬يضفي على المعامالت التجارية الطابع الرسمي والثبات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫على الرغم من حرية اإلثبات في المسائل التجارية‪ ،‬إال أن هناك بعض القيود التي تفرضها القوانين واللوائح‪،‬‬ ‫وذلك للحفاظ على النظام العام والمصلحة العامة‪.‬‬ ‫تحديات اإلثبات في التجارة اإللكترونية‪:‬‬ ‫مع تطور التجارة اإللكترونية‪ ،‬ظهرت تحديات جديدة لإلثبات‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫طبيعة األدلة اإللكترونية‪ :‬تختلف طبيعة األدلة اإللكترونية عن األدلة التقليدية‪ ،‬وقد تحتاج إلى خبراء‬ ‫ ‬ ‫لتقييمها‪.‬‬ ‫حفظ األدلة اإللكترونية‪ :‬قد يكون حفظ األدلة اإللكترونية لفترة طويلة أمرا ً صعباً‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أمن المعلومات‪ :‬يجب حماية األدلة اإللكترونية من التالعب واالختراق‬ ‫ ‬ ‫نصائح لتقوية اإلثبات في المعامالت التجارية‪:‬‬ ‫توثيق جميع المعامالت‪ :‬يجب توثيق جميع المعامالت التجارية كتابياً‪ ،‬سواء كانت‬ ‫ ‬ ‫ورقية أو إلكترونية‪.‬‬ ‫حفظ السجالت‪ :‬يجب االحتفاظ بالسجالت التجارية لمدة كافية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫استخدام التوقيع اإللكتروني‪ :‬يعتبر التوقيع اإللكتروني وسيلة آمنة إلثبات العقود‬ ‫ ‬ ‫والمستندات‪.‬‬ ‫اللجوء إلى الخبراء‪ :‬في حالة وجود نزاع حول أدلة تقنية‪ ،‬يجب االستعانة بخبراء‬ ‫ ‬ ‫لتقييمها‪.‬‬ ‫لذا اإلثبات في القانون التجاري هو عنصر أساسي في ضمان سير المعامالت التجارية بسالسة وشفافية‪.‬‬ ‫من خالل فهم قواعد اإلثبات وتطبيقها بشكل صحيح‪ ،‬يمكن لألطراف المتعاقدة حماية حقوقها وتجنب النزاعات‪.‬‬ ‫سؤال وتكليف ‪ :‬اكتب بحث ال يتجاوز خمسة صفحات عن أهمية التوقيع اإللكترونى في‬ ‫المعامالت التجارية ؟‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser