كتاب علوم القرآن PDF
Document Details
Uploaded by ComfyChrysoprase7822
1417
السيد محمد باقر الحكيم
Tags
Summary
هذا الكتاب، بعنوان علوم القرآن، من تأليف السيد محمد باقر الحكيم. يُقدم دراسةً متعمقةً حول علوم القرآن الكريم، ويهدف إلى فهم القرآن الكريم وتفسيره والعمل به. الطبعة الثالثة من الكتاب منقحة ومزيدة.
Full Transcript
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ :ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺠﺰﺀ: ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ :ﻣﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ :ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ: ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ :ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻄﺒ...
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ :ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺠﺰﺀ: ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ :ﻣﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ :ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ: ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ :ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻄﺒﻊ :ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤١٧ ﺍﻟﻤﻄﺒﻌﺔ :ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ -ﻗﻢ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ :ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺭﺩﻣﻚ: ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ :ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻨﻘﺤﺔ ﻭﻣﺰﻳﺪﺓ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ٢٢ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻨﻘﺤﺔ ﻭﻣﺰﻳﺪﺓ )(١ ﻗﻢ -ﺹ.ﺏ ٣٧١٨٥ / ٣٦٥٤ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ٧٣٧١١٧ : ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ :ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ :ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ :ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ /ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤١٧ﻩ.ﻕ ﺗﻨﻀﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ :ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻠﻴﺘﻮﻏﺮﺍﻑ :ﻧﮕﺎﺭﺵ -ﻗﻢ ﺍﻟﻤﻄﺒﻌﺔ :ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ -ﻗﻢ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ٣٠٠٠ :ﻧﺴﺨﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ )(٢ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ )(٣ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻟﻔﻈﺎ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﺎ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ. ﻭﻫﻮ ﺳﻨﺪ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﻣﻌﺠﺰﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺕ ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺘﺤﺪﻯ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ.ﻭﻫﻮ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺠﺎﻭﺑﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺍﻧﺒﺜﺎﻗﺎ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﻭﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺱ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﺃﺑﺖ ﺍﻟﺮﺿﻮﺥ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﺎﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻟﻘﻴﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ،ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺑﺸﻮﻕ ﻭﺷﻐﻒ ﻭﺗﻘﺪﻳﺲ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻷﻋﻈﻢ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻤﻴﺮ ﺍﻟﻌﺬﺏ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺄﺣﺎﻁ ﺑﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻻﺟﻼﺀ ﻳﻘﺒﺴﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺳﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﺴﺘﻀﻴﺌﻮﻥ ﺑﻬﺪﺍﻩ.ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺮﺯ ﻗﺼﺐ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﺎﺭ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻋﻠﻮﻣﻪ ﻭﻗﺪ ﺑﺮﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺍﻧﻪ ﺃﻣﻠﻰ ﺳﺘﻴﻦ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻜﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﺜﺎﻻ ﻳﺨﺼﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻸﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ )ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻬﻢ ﺃﺑﻠﻎ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺍﻹﻟﻬﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ.ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺤﻖ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﺠﺮ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﻬﺎ. ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ )(٥ ﺑﺼﻨﻮﻑ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻻﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺄﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ﻭﻳﺪﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ. ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺍﻟﻒ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺣﺎﺯ ﻗﺼﺐ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ )ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﺷﻄﺮﺍ ﻣﻨﻪ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﺃﻛﻤﻠﻪ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻟﺒﺎﺭﻉ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺩﺍﻡ ﻇﻠﻪ.ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻋﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﻭﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺑﺤﻮﺙ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺭﺅﻯ ،ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ. ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﺠﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺢ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺯﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻭﻧﺤﻦ ﺇﺫ ﻧﺸﻜﺮ ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ ﺟﻬﻮﺩﻩ ﻭﻧﺒﺎﺭﻙ ﻟﻪ ﺧﻄﺎﻩ ،ﻧﺴﺄﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻤﺪ ﺷﻬﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﻭﺭﺿﻮﺍﻥ ﻭﻳﻤﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻌﻤﻖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﺻﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﺗﻤﻴﺰﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ. ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ )(٦ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ ،ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺒﻴﻦ.ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻭﻓﻘﻨﺎ ﻟﻔﻬﻤﻪ ﻭﺗﺪﺑﺮﻩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ،ﻭﺛﺒﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﺍﻩ ،ﻭﺃﻋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻋﺒﺎﺋﻪ ﻭﺍﺑﻼﻏﻪ )...ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺆﺍﺧﺬﻧﺎ ﺇﻥ ﻧﺴﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﺧﻄﺄﻧﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﺻﺮﺍ ﻛﻤﺎ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﻤﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﺍﻋﻒ ﻋﻨﺎ ﻭﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﺍﺭﺣﻤﻨﺎ ﺃﻧﺖ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻓﺎﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ( )(١ ﻭﺑﻌﺪ... ﻫﺬﻩ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻭﻓﻘﺖ ﻻﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٣٨٤ﻩ ) ١٩٦٤ﻡ( ،ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﻬﺎ -ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ -ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺭﺍﻋﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﻭﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺟﺎﺀﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻔﺘﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﺑﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ. ﻭﻗﺪ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻟﻠﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﺃﻭﺍﻛﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﻭﻳﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ.ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﺃﻭ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﻋﺎﻇﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ -------------------- ) (١ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.٢٨٦ : )(٧ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ،ﻣﺮﺍﻋﻴﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: - ١ﻏﺰﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﻋﻤﻘﻬﺎ. - ٢ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻭﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. - ٣ﻃﺮﺡ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻭﺗﻬﺬﻳﺒﻬﺎ. - ٤ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻭﻟﻸﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﺮﺣﻠﺔ )ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ( ﻭ )ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺍﻻﻭﻟﻲ(. - ٥ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ. - ٦ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻲ ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻀﺮ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ -ﻋﻨﺪ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ -ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ،ﻭﻟﺬﺍ ﺗﻢ ﺍﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺤﺪﻭﺩ ،ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺃﻣﺮﺍ ﻋﺴﻴﺮﺍ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺃﺳﺘﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﻠﻨﺸﺮ. ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻣﺖ ﻛﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺑﻨﺸﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺠﻠﺘﻬﺎ )ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ( ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻳﻤﺜﻞ )ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ( ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ. )(٨ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺗﺪﺭﻳﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ،ﻭﻃﺒﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﻓﻲ )ﺍﻟﻤﻼﺯﻡ( ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻄﻠﺒﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ )ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ(. ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻢ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ )ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ( ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﺒﻊ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ -ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻓﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ -ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻻﺧﻄﺎﺀ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺳﻘﻮﻁ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ. ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺮﺗﻀﻰ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﺆﺳﺲ ﻭﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﺑﻄﺒﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻨﺴﺎﺧﻪ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺁﻧﻔﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﻊ ﺍﻳﺠﺎﺩ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ :ﻫﻮ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻭﺗﺄﺧﻴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺑﺎﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺴﺠﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺴﻲ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﻫﻮ ﺍﻋﺪﺍﺩ ﻭﻃﺒﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. ﻭﺍﻻﺧﺮ :ﻭﺿﻊ ﻓﻬﺎﺭﺱ ﺟﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻶﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻻﻋﻼﻡ ﻭﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﻨﺤﻞ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ. ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﻬﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﻛﺴﺐ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﻮ ﻫﺪﻑ ﻣﺸﺘﺮﻙ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻟﻬﻢ ﺣﻖ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻄﺒﻌﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻲ ،ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﻈﺮﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻲ -ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ -ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﺃﻭ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ.ﻓﺠﺎﺀﺕ )ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ( ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻭﻧﺎﻓﻌﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻧﺎﻗﺼﺔ. ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺧﻮﺓ ﺍﻷﻋﺰﺍﺀ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻻﺧﻮﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ...ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻲ )(٩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﺍﻓﺘﻘﺪﺗﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺩﺓ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﻔﻠﻘﻲ ،ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺃﺧﻴﺮﺍ -ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ -ﺑﺎﻗﺘﻄﺎﻑ ﻓﺮﺻﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺄﺩﺧﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ -ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺁﻧﻔﺎ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ ﺍﻻﻋﺪﺍﺩ -ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﺃﻭﻻ :ﺗﻢ ﺗﻨﻘﻴﺢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ،ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺃﻭ ﺣﺬﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺩﻭﻧﺘﻪ. ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺃﻭ ﺗﻜﻤﻴﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ )ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ( ﻭ )ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( ﻭ )ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ( ﻭ )ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ )ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ( ﻭ )ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ )ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ(( ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ،ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻓﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺿﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ. ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﺗﻤﺖ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻬﺎ.ﻭﻗﺪ ﻗﺴﻤﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺍﻗﺴﺎﻡ: ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﺑﺤﺎﺛﺎ ﺣﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻛﺎﻟﻤﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﻨﺴﺦ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﻴﺮﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ. ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ )ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ( ﻛﺄﺑﺤﺎﺙ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻭﺗﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ )ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ(. )(١٠ ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻋﺮﻓﻨﺎﻩ ،ﻭﺑﻴﻨﺎ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻭﻣﻴﺰﺗﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻭﻫﻲ :ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻘﻄﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ،ﻭﺧﻼﻓﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ. ﻭﻗﺪ ﻟﻮﺣﻆ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﺘﺪﺭﺝ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ. ﺭﺍﺑﻌﺎ :ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻣﺪﺭﺳﻴﺎ ،ﻭﻟﺬﺍ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﺎﻁ ﻭﻣﻘﺎﻃﻊ ﻭﻓﺼﻮﻝ ﺗﺴﻬﻴﻼ ﻟﻠﺪﺍﺭﺳﻴﻦ. ﺧﺎﻣﺴﺎ :ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ -ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻻﻣﻜﺎﻥ -ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﺳﺘﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻊ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ،ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻤﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﻭﺧﺘﺎﻣﺎ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻟﻼﺧﻮﺓ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﻳﺼﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﻧﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ،ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﺫﺧﻴﺮﺓ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻳﻮﻓﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻭﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ. ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ. ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ١٥ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ١٤١٤ﻩ )(١١ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ. ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺎﻥ ﻛﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﻜﺘﺐ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺠﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻓﻜﺘﺐ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻫﻮ )ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ( ﻭﺃﺗﻢ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ " ﻣﺠﻠﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ " ﺗﻨﺸﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻓﻲ ﺍﻋﺪﺍﺩﻫﺎ.ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺯﻭﻳﺔ ،ﻃﺒﻌﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺏ )ﺍﻻﻓﺴﺖ( ﻣﻦ " ﻣﺠﻠﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ " ﻭﻧﺸﺮﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ،ﺭﺍﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﻓﻮﻧﺎ ﺑﻤﻼﺣﻈﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻟﻨﻨﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ )(١٢ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ )ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﻟﻠﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﻗﻮﻡ ﻭﻳﺒﺸﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺃﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﺟﺮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ( ).(١ )ﻭﺍﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻲ ﺭﻳﺐ ﻣﻤﺎ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻧﺎ ﻓﺎﺗﻮﺍ ﺑﺴﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﺍﺩﻋﻮﺍ ﺷﻬﺪﺍﺀﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ * ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﻭﻟﻦ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ * ﻭﺑﺸﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺍﻥ ﻟﻬﻢ ﺟﻨﺎﺕ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺯﻗﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻤﺮﺓ ﺭﺯﻗﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻗﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺍﺗﻮﺍ ﺑﻪ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎ ﻭﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﻣﻄﻬﺮﺓ ﻭﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪﻭﻥ( ).(٢ -------------------- ) (١ﺍﻻﺳﺮﺍﺀ.٩ : ) (٢ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.٢٥ - ٢٣ : )(١٣ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﻤﻬﻴﺪ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ )(١٥ ﺗﻤﻬﻴﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﺳﻤﺎﺅﻩ )(١ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺣﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ،ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪ ﺑﺘﻼﻭﺗﻪ.ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺣﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻪ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼ. ﻓﺴﻤﺎﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ ﻫﺪﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ( ).(٢ ﻭﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ) :ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺮﻯ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺗﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ( ).(٣ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻮﺿﻊ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻭﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﻳﺘﻤﺸﻰ ﻣﻊ ﺧﻂ ﻋﺮﻳﺾ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺳﻼﻡ ،ﻭﻫﻮ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ. ﻭﺗﻔﻀﻴﻞ ﺍﻳﺠﺎﺩ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ :ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ،ﻓﻼ ﺗﺼﻠﺢ -------------------- ) (١ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ.٦ - ١ : ) (٢ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.٢ : ) (٣ﻳﻮﻧﺲ.٣٧ : )(١٧ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻻﺳﻼﻡ ،ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺗﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺼﻠﺔ. ﻭﺍﻻﺧﺮ :ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﺳﻼﻡ ،ﺳﻮﻑ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺠﺎﺩ ﻃﺎﺑﻊ ﺧﺎﺹ ﺑﻪ ،ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ. ﻭﻓﻲ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺏ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ " ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ ﻭﻭﺣﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ،ﺑﺎﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ. ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺸﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ،ﻻﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺟﻤﻊ ﻟﻠﺤﺮﻭﻑ ﻭﺭﺳﻢ ﻟﻸﻟﻔﺎﻅ. ﻭﺃﻣﺎ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺏ " ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ " ﻓﻬﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻔﻈﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ،ﻭﺗﺮﺩﺍﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﺴﻦ ،ﻻﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﺳﺘﻜﺜﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﻈﻬﺎﺭ ﻟﻠﻨﺺ. ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻪ ﻣﻴﺰﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﻆ ﻣﻌﺎ ،ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻧﺘﻪ ﻭﺿﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻻ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻘﻂ ﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻭﻗﺮﺁﻧﺎ. ﻭﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻳﻀﺎ )ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ(. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: )ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﺪﻯ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ.(١) (... )ﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻧﺬﻳﺮﺍ( ).(٢ ﻭﻣﺎﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺗﻔﻴﺪ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ،ﻓﻜﺄﻥ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺽ -------------------- ) (١ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.٤ ،٣ : ) (٢ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ١ : )(١٨ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ. ﻭﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﺃﻳﻀﺎ " ﺍﻟﺬﻛﺮ ". ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: )...ﻭﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﺘﺒﻴﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ( ).(١ )ﻭﻫﺬﺍ ﺫﻛﺮ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ.(٢) (... ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﻑ ،ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: )ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻴﻪ ﺫﻛﺮﻛﻢ.(٣) (... ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻻ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ،ﻛﺎﻟﻤﺠﻴﺪ ،ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻲ ،ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: )ﺑﻞ ﻫﻮ ﻗﺮﺁﻥ ﻣﺠﻴﺪ( ).(٤ )...ﻭﺍﻧﻪ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﺰﻳﺰ( ).(٥ )ﻭﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻟﻌﻠﻲ ﺣﻜﻴﻢ( ).(٦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻲ :ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، -------------------- ) (١ﺍﻟﻨﺤﻞ٤٤ : ) (٢ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ.٥٠ : ) (٣ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ.١٠ :ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻧﻪ ﻳﺮﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ -ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ. ) (٤ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ.٢١ : ) (٥ﻓﺼﻠﺖ.٤١ : ) (٦ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ.٤ : )(١٩ ﻭﺗﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ. ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻪ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ،ﻭﻫﻮ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻟﺒﺤﺚ ﺧﺎﺹ. ﻭﺃﻫﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ،ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﺩﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ ،ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ،ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ. ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻛﻼﻣﺎ ﺫﺍ ﻣﻌﻨﻰ ،ﻓﻴﺸﺮﺡ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ،ﻭﻳﻔﺼﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻪ ،ﻭﻣﻘﺎﺻﺪﻩ. ﻭﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ. ﻭﻗﺪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ،ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻌﻠﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻳﺪﺭﺱ ﻧﻮﻉ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ،ﻭﺍﺟﻤﺎﻉ ،ﻭﻋﻘﻞ. ﻭﻗﺪ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺩﻟﻴﻼ ﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﻳﺸﺮﺡ :ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﻬﻲ ﻭﻳﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ. ﻭﻗﺪ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻧﺼﺎ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﺟﺎﺭﻳﺎ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻋﺮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻋﻠﻤﺎﻥ ﻳﺸﺮﺣﺎﻥ ﻣﺠﺊ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ. ﻭﻗﺪ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﻮﻗﺎﺋﻊ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ. ﻭﻗﺪ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻔﻈﻪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻌﻠﻢ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ. )(٢٠ ﻭﻗﺪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﻣﻘﺮﻭﺀ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭ )ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻭﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﺪﺭﺍﺳﺘﻬﺎ، ﻭﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﻮﻇﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ. ﺗﺄﺭﻳﺦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻳﻔﻬﻤﻮﻧﻪ ﺑﺬﻭﻗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ،ﻭﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻓﻲ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻬﻤﻪ ،ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ. ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺆﺧﺬ ﻭﺗﺮﻭﻯ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﺘﻠﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻓﻬﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻣﻀﺖ ﺳﻨﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ،ﻭﺗﻮﺳﻌﺖ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑﺪﺭﺕ ﺑﻮﺍﺩﺭ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻌﺪﻡ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻓﻬﺔ ،ﻧﻈﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻭﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺸﻌﻮﺏ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻟﻬﺎ ﻟﻐﺎﺗﻬﺎ ﻭﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،ﻓﺒﺪﺃﺕ ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﺮﻛﺔ ،ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﻦ ﻟﻀﺒﻂ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻮﻗﺎﻳﺘﻪ ﻭﺻﻴﺎﻧﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ. ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ، ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻋﻘﻴﺐ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻓﻔﻲ " ﺍﻟﻔﻬﺮﺳﺖ " ﻻﺑﻦ ﻧﺪﻳﻢ ) ،(١ﺃﻥ ﻋﻠﻴﺎ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻗﺴﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻀﻊ ﻋﻦ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺭﺩﺍﺀﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ -------------------- ) (١ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﻬﺮﺳﺖ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻨﺪﻳﻢ ٣٠ :ﺑﺘﺼﺮﻑ.ﻃﺒﻌﺔ ﻃﻬﺮﺍﻥ. )(٢١ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﺣﺘﻰ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭﻣﺎ ﻧﻘﺼﺪﻩ ﺍﻻﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ،ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،ﻋﻘﻴﺐ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ(، ﻭﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻚ )ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( ،ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻠﺰﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﺤﻮﺙ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺃﺳﺴﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻟﻠﺒﻌﺪ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﻋﻦ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ. ﻓﺄﺳﺎﺱ ﻋﻠﻢ ﺇﻋﺮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺿﻊ ﺗﺤﺖ ﺍﺷﺮﺍﻑ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ،ﺇﺫ ﺃﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺑﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺪﺅﻟﻲ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﻌﻤﺮ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻲ ﺭﺍﺋﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻮﺍﺿﻌﻴﻦ ﻷﺳﺎﺳﻪ ،ﻓﺎﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻫﻮ :ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻧﻘﻂ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ،ﻭﺗﺮﻭﻯ ﻗﺼﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ،ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺪﺓ ﻏﻴﺮﺗﻪ ،ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻊ ﻗﺎﺭﺋﺎ ﻳﻘﺮﺃ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: )...ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ (...ﺑﺠﺮ ﺍﻟﻼﻡ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ )ﺭﺳﻮﻟﻪ( ﻓﺄﻓﺰﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﺃﺑﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺪﺅﻟﻲ ﻭﻗﺎﻝ :ﻋﺰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻟﻪ ،ﻓﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺼﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ،ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻪ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺟﻌﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺤﺮﻑ ،ﻭﺟﻌﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻜﺴﺮﺓ ﻧﻘﻄﺔ ﺃﺳﻔﻠﻪ، ﻭﺟﻌﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻀﻤﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺤﺮﻑ ،ﻭﺟﻌﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ ).(١ ﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺤﺚ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ. -------------------- ) (١ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ٨٣ - ٨١ :٤ﻟﻠﺬﻫﺒﻲ. )(٢٢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: )ﺃﻓﻼ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻗﻔﺎﻟﻬﺎ( ).(١ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺗﻮﺑﻴﺦ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ. ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ،ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ " :ﺍﻋﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻮﺍ ﻏﺮﺍﺋﺒﻪ " ).(٢ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ " :ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺮﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻋﺸﺮ ﺁﻳﺎﺕ ﻓﻼ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ " ).(٣ ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﺍﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ :ﺟﻌﻠﺖ ﻓﺪﺍﻙ ،ﺗﺼﻒ ﺟﺎﺑﺮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻧﺖ.ﻓﻘﺎﻝ :ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﺮﺍﺩﻙ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺩ.(٤) (... ﻭﻟﻌﻞ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻛﻼﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﻗﺎﻝ " :ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﺻﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﺶ ،ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻀﻞ ،ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﺬﺏ ،ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻗﺎﻡ ﻋﻨﻪ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻧﻘﺼﺎﻥ :ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺪﻯ ،ﺃﻭ ﻧﻘﺼﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﻰ. ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻓﺎﻗﺔ ﻭﻻ ﻻﺣﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻏﻨﻰ ﻓﺎﺳﺘﺸﻔﻮﻩ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺋﻜﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻷﻭﺍﺋﻜﻢ ،ﻓﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻐﻲ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ،ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻭﺗﻮﺟﻬﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺤﺒﻪ ﻭﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﺍ -------------------- ) (١ﻣﺤﻤﺪ.٢٤ : ) (٢ﻭ ) (٣ﺑﺤﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ .١٠٦ :٩٢ ) (٤ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﻤﻲ ) ١٤٧ :٢ﺍﻟﻘﺼﺺ.(٨٥ : )(٢٣ ﺑﻪ ﺧﻠﻘﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻤﺜﻠﻪ...ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻨﺎﺩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ: " ﺍﻻ ﺇﻥ ﻛﻞ ﺣﺎﺭﺙ ﻣﺒﺘﻠﻰ ﻓﻲ ﺣﺮﺛﻪ ﻭﻋﺎﻗﺒﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﺣﺮﺛﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ " ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺣﺮﺛﺘﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﺍﺳﺘﺪﻟﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺍﺳﺘﻨﺼﺤﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ،ﻭﺍﺗﻬﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺯﺍﺀﻛﻢ ﻭﺍﺳﺘﻐﺸﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻮﺍﺀﻛﻢ.(١) "... ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ " :ﺃﻻ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﻬﻢ ،ﺃﻻ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺪﺑﺮ ،ﺃﻻ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻔﻘﻪ " ).(٢ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﻳﻘﻮﻝ " :ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺧﺰﺍﺋﻨﻪ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ " ).(٣ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻲ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺴﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ).(٤ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ،ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻓﻴﻪ ،ﻻﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ،ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺆﻭﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﺃﻧﺸﺄ ﺃﻣﺔ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﻭﺍﻣﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ،ﻭﺃﻧﺸﺄﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ،ﻭﺑﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ. -------------------- ) (١ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ.ﺩ.ﺻﺒﺤﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ -ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ.١٧٦ : ) (٢ﺑﺤﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ .٢١١ :٩٢ ) (٣ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.٢١٦ : ) (٤ﺑﺤﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ :ﺍﻟﺠﺰﺀ ،٩٢ﻃﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ. )(٢٤ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ )(١ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺣﻲ: ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺣﻲ ،ﻭﻧﻈﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﺎﺩﺓ :ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﻺﺷﺎﺭﺓ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻮ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ. ﻭﺍﻟﻮﺣﻲ ﻟﻐﺔ ﻫﻮ) :ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﺧﻔﺎﺀ( ،ﺍﻱ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﻼﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻃﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ )ﺍﻟﻮﺣﻲ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺮﺳﻮﻟﻪ ،ﻧﻈﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺧﻔﺎﺋﻬﺎ ﻭﺩﻗﺘﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺑﻬﺎ. ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻰ ﺑﻬﺎ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺣﺪﻩ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﺎﻟﻠﻪ ،ﻭﺗﻠﻘﻴﻬﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ) :ﺍﻧﺎ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺡ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﻁ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﻳﻮﺏ ﻭﻳﻮﻧﺲ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ ﻭﺳﻠﻴﻤﺎﻥ.(٢) (... -------------------- ) (١ﻛﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ )ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ(. ) (٢ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.١٦٣ : )(٢٥ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻮﺣﻲ: ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻐﻴﺒﻲ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺻﻔﻴﺎﺋﻪ ﻟﻪ ﺻﻮﺭ ﺛﻼﺙ: ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻭ ﻧﻔﺜﻪ ﻓﻲ ﺭﻭﻋﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻳﺤﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺗﻜﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺠﺎﺏ ،ﻛﻤﺎ ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ) (١ﻭﺳﻤﻊ ﻧﺪﺍﺀﻩ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺘﻰ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻻﻳﺤﺎﺀ ﺣﻴﻦ ﻳﻠﻘﻲ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﻤﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﺎ ﻛﻠﻒ ﺍﻟﻘﺎﺅﻩ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺭﺟﻞ ﺃﻡ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﺸﺮ ﺍﻥ ﻳﻜﻠﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻻ ﻭﺣﻴﺎ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺠﺎﺏ ﺃﻭ ﻳﺮﺳﻞ ﺭﺳﻮﻻ ﻓﻴﻮﺣﻲ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻜﻴﻢ( ).(٢ ﻭﺗﺪﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﻰ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻭﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﺘﻮﺳﻴﻂ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻭﺑﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺸﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﻫﺒﻮﻁ ﺟﺒﺮﺋﻴﻞ ﻓﻘﺎﻝ :ﻻ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﻐﻴﺮ ﺗﺮﺟﻤﺎﻥ ﻭﻭﺍﺳﻄﺔ. -------------------- ) (١ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ. ) (٢ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ.٥١ : )(٢٦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻣﺮﺗﻴﻦ ):(١ ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺮﺗﻴﻦ ،ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ :ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺟﻤﺎﻝ ،ﻭﺍﻻﺧﺮﻯ :ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺪﺭﻳﺠﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ. ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺟﻤﺎﻝ :ﻫﻮ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻟﻜﻲ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺭﻭﺣﻪ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ. ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻫﻮ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﻪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻭﺁﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻧﺰﺍﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺟﻤﺎﻝ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻻﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﻩ ﻟﺤﻤﻠﻬﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻧﺰﺍﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺗﻨﻮﻳﺮﻫﺎ ﻭﺗﺮﻭﻳﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻭﺗﺴﺪﻳﺪﻩ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ. ﻭﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﺩ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺠﻤﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺍﻧﺰﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻧﺤﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺰﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺪﻯ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺑﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ (٢) (...ﻭﻗﻮﻟﻪ) :ﺍﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ( ) (٣ﻭﻗﻮﻟﻪ) :ﺍﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ -------------------- ) (١ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ )ﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ(. ) (٢ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.١٨٥ : ) (٣ﺍﻟﻘﺪﺭ.١ : )(٢٧ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﻨﺬﺭﻳﻦ( ) (١ﻓﺎﻥ ﺍﻻﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺪﻳﻦ ،ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺰﺍﻝ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺟﻤﺎﻝ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻻﻧﺰﺍﻝ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﺣﻨﺎﻫﺎ ﺗﻔﺴﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ...) :ﻛﺘﺎﺏ ﺍﺣﻜﻤﺖ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺛﻢ ﻓﺼﻠﺖ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺣﻜﻴﻢ ﺧﺒﻴﺮ( ) (٢ﻓﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺍﻭﻻﻫﻤﺎ :ﺇﺣﻜﺎﻡ ﺍﻵﻳﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺗﻔﺼﻴﻠﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻻﻧﺰﺍﻝ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻻﻧﺰﺍﻝ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺟﻤﺎﻝ ﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ،ﻭﺍﻻﻧﺰﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻱ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ. ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ):(٣ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻲ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻃﻴﻠﺔ ﺛﻼﺙ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺑﻌﺚ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻭﻻﺩﺗﻪ ،ﻭﻣﻜﺚ ﺑﻤﻜﺔ ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻳﻮﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺛﻢ ﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻇﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺘﻌﺎﻗﺐ ﻭﻳﺘﻮﺍﺗﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ. ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻧﺰﺍﻟﻪ ﺗﺪﺭﻳﺠﺎ ﺑﺨﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻮﺍﺡ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﺪﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ. -------------------- ) (١ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ.٣ : ) (٢ﻫﻮﺩ.١ : ) (٣ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ. )(٢٨ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻧﺰﺍﻟﻪ ﺃﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﺇﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻻﻋﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: - ١ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﺪﺍ ﺧﻼﻝ ﺛﻼﺙ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ، ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻤﺎ ﻣﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﻣﺤﻦ ﻭﻗﺎﺳﺘﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺍﺋﺪ ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺮﺯﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻭﺳﺠﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻡ ،ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻱ ﻭﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺄﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﻛﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ،ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻭﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﺎ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻟﻢ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ ﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺜﻴﺮﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﻋﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﻋﻠﻲ ﺣﻜﻴﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ،ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻟﻮﻻ ﺍﻧﺰﺍﻟﻪ ﺗﺪﺭﻳﺠﺎ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ).(١ - ٢ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺘﻨﺰﻳﻠﻪ ﺗﺪﺭﻳﺠﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻣﺪﺍﺩﺍ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﻟﻠﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻮﻻ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻨﺜﺒﺖ ﺑﻪ ﻓﺆﺍﺩﻙ ﻭﺭﺗﻠﻨﺎﻩ ﺗﺮﺗﻴﻼ( ).(٢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻭﺃﺷﺪ ﻋﻨﺎﻳﺔ -------------------- ) (١ﺳﻮﻑ ﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﺍﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ) (٢ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ.٣٢ : )(٢٩ ﺑﺎﻟﻤﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺫﻟﻚ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﺠﺪﺩ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﻪ ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﺃﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺮ، ﻭﺍﺳﺘﻬﺎﻧﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺠﺪ ﻭﻳﺘﻌﺎﻗﺐ ﻣﻦ ﻣﺤﻦ ﻭﻣﺸﺎﻛﻞ. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﺴﻠﻴﺎ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺓ ﻣﻬﻮﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﺤﻨﺔ ،ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﺃﻣﺮﺍ ﺻﺮﻳﺤﺎ ،ﻓﻴﻘﻮﻝ) :ﻭﺍﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻭﺍﻫﺠﺮﻫﻢ ﻫﺠﺮﺍ ﺟﻤﻴﻼ( ) (١ﻭﻳﻨﻬﺎﻩ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ) :ﻭﻻ ﻳﺤﺰﻧﻚ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ( ) (٢ﻭﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﺴﻴﺮﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﺪﻣﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺰﻡ، ﻓﻴﻘﻮﻝ...) :ﻓﺄﺻﺒﺮ ﻛﻤﺎ ﺻﺒﺮ ﺃﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ (٣) (...ﻭﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ، ﻭﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺠﺮﺣﻮﻥ ﺷﺨﺼﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ ﻟﺬﺍﺗﻪ ،ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻳﻌﺎﻧﺪﻭﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻐﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺠﺎﺣﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ) :ﻗﺪ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺤﺰﻧﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻜﺬﺑﻮﻧﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﺤﺪﻭﻥ( ).(٤ - ٣ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻴﺲ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻟﻒ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍ ﺷﺎﻣﻼ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ،ﻭﻫﺪﻓﻪ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻫﻮ ﺻﻨﻊ ﺃﻣﺔ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺣﻀﺎﺭﺓ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ،ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﺪﺭﻳﺠﺎ ،ﻟﻴﺤﻜﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻳﻨﺸﺊ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺎﺱ ،ﻭﻳﺠﺘﺬ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺭﻭﺍﺳﺒﻬﺎ ﺑﺄﻧﺎﺓ ﻭﺣﻜﻤﺔ. ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺗﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺑﺠﺬﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻗﺎﻭﻡ -------------------- ) (١ﺍﻟﻤﺰﻣﻞ.١٠ : ) (٢ﻳﻮﻧﺲ.٦٥ : ) (٣ﺍﻷﺣﻘﺎﻑ.٣٥ : ) (٤ﺍﻻﻧﻌﺎﻡ.٣٣ : )(٣٠ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﺄﺻﻠﻬﺎ ﻭﻳﺠﺘﺚ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ،ﻭﻗﺼﺔ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺗﺪﺭﺝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻓﻠﻮ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺰﻝ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻜﻞ ﺍﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻨﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺠﺰﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ. - ٤ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺛﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ( ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﻴﻦ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ،ﻻﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﻫﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺔ ﻭﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻕ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻮﻙ ﺑﻤﺜﻞ ﺍﻻ ﺟﺌﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ( ).(١ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ: ﻟﻘﺪ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭﺃﻗﺪﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺃﻭﺳﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻮﺣﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ،ﺃﻭ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ -ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ -ﻫﻮ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ -ﺃﻳﻀﺎ -ﺑﺎﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ. -------------------- ) (١ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ.٣٣ : )(٣١ ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺰﻝ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻘﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﻗﻮﻡ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﺩ ﻣﺨﺎﻃﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻢ ﻋﺮﺏ ،ﻭﺍﺳﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻﺳﻼﻡ -ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺳﺎﺑﻘﺎ -ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻷﻣﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﻔﺘﺮﺽ -ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ -ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻠﻐﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻱ ،ﻭﺇﻻ ﻷﻣﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﺎ ﺑﺄﻱ ﻟﻐﺔ ﺃﺧﺮﻯ. ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ -ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ - ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ) ،(١ﻟﺬﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ: ﺃ -ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ: ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻮ ﻧﺰﻝ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻬﺪﺍﻳﺘﻪ ﻭﻧﻮﺭﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺎﺟﺰ )ﺍﻻﻧﺎ( ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ: )ﻟﻮ ﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻋﺠﻤﻴﻦ * ﻓﻘﺮﺃﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻪ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ( ).(٢ )ﻭﻟﻮ ﺟﻌﻠﻨﺎﻩ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﺃﻋﺠﻤﻴﺎ ﻟﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻮﻻ ﻓﺼﻠﺖ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺃﺃﻋﺠﻤﻲ ﻭﻋﺮﺑﻲ ﻗﻞ ﻫﻮ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻫﺪﻯ ﻭﺷﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺫﺍﻧﻬﻢ ﻭﻗﺮ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻤﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﻨﺎﺩﻭﻥ ﻣﻦ -------------------- ) (١ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻛﺒﺪﻳﻬﻴﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ،ﻭﺍﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﺤﺚ ﺁﺧﺮ ﺗﻨﺎﻭﻟﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺗﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺑﻬﺎ. ) (٢ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ.١٩٩ ،١٩٨ : )(٣٢ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ( ).(١ ﺏ -ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻊ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ: ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻧﻤﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺍﺩ ﺍﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻻﻥ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺍﻻﺣﺎﺳﻴﺲ ﺍﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺨﺎﻃﺐ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ،ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺍﻻﺣﺎﺳﻴﺲ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ. ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﻤﺜﻞ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻜﻞ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺑﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺃﺑﻠﻎ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻣﻬﻢ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮ: )ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺇﻻ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻗﻮﻣﻪ ﻟﻴﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ( ).(٢ )ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﻟﺘﻨﺬﺭ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﺗﻨﺬﺭ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ ﻓﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻓﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻴﺮ( ).(٣ ﺝ -ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ: ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺑﺒﻴﺎﻧﻪ ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﻪ -ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟ