علم النفس اللعب PDF

Summary

This document is a course description for a psychology of play course at the Faculty of Early Childhood Education, Menia University. It outlines the course's objectives, content, teaching methods and assessment. The document includes information about theoretical frameworks related to play and the role of teachers.

Full Transcript

‫جامعة المنيا‬ ‫كلية رياض األطفال‬ ‫قسم العلوم النفسية‬ ‫علم النفس اللعب‬ ‫الفرقة األولي‬ ‫‪1‬‬ ‫الـــــرؤية‪:‬‬ ‫تسعي كلية رياض األطفال ‪ -‬جامعة المنيا إلي الريا...

‫جامعة المنيا‬ ‫كلية رياض األطفال‬ ‫قسم العلوم النفسية‬ ‫علم النفس اللعب‬ ‫الفرقة األولي‬ ‫‪1‬‬ ‫الـــــرؤية‪:‬‬ ‫تسعي كلية رياض األطفال ‪ -‬جامعة المنيا إلي الريادة والتميز في مجاالت‬ ‫دراسات الطفولة مهنيا وبحثيا واستشاريا ‪ ،‬علي المستوي القومي في كافة برامجها‬ ‫وأنشطتها من خالل تطبيق معايير الجودة واالعتماد‪.‬‬ ‫الــــرسالة‪:‬‬ ‫تلتزم كلية رياض األطفال ‪ -‬جامعة المنيا بالتميز واالرتقاء المستمرين من خالل‬ ‫تقديم برامج تعليمية وبحثية فائقة ‪ ،‬وفق المعايير األكاديمية القومية ‪ ،‬وتقديم حلول‬ ‫واستشارات علمية فنية في مجال الطفولة من خالل األنشطة الثقافية واالجتماعية‪،‬‬ ‫للتمكن من المنافسة وتلبية متطلبات خدمة المجتمع‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫نموذج رقم (‪)12‬‬ ‫جامعة‪ /‬أكاديمية‪ :‬جامعة المنيا‪.‬‬ ‫كلية‪ /‬معهد‪ :‬كلية رياض األطفال‪.‬‬ ‫قسم‪ :‬العلوم النفسية‬ ‫توصيف مقرر دراسي األول‬ ‫‪ -1‬بيانات المقرر‪:‬‬ ‫الفرقة ‪ /‬المستوي‪ :‬األولى‬ ‫اسم المقرر‪ :‬علم النفس اللعب‬ ‫الرمز الكودي‪P128 :‬‬ ‫عملي‬ ‫نظري‬ ‫عدد الوحدات الدراسية‬ ‫التخصص‪ :‬شعبة عامة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بعد اتمام المقرر بنجاح تكون الطالبة المعلمة قادرة علي أن‪:‬‬ ‫‪ -‬تحلل مناهج ونظريات ومبادئ التربية وعلم النفس في المجاالت‬ ‫المختلفة لتربية الطفل على ضوء خصائص ومظاهر النمو‬ ‫الشامل المتكامل‪.‬‬ ‫‪ -2‬هدف المقرر‪:‬‬ ‫‪ -3‬المستهدف من تدريس المقرر‪:‬‬ ‫‪ -‬تذكر العوامل التي تؤثر على تربية وتعلم الطفل‪.‬‬ ‫أ‪ -‬المعلومات والمفاهيم‪:‬‬ ‫‪ -‬تذكر المعارف والمهارات األساسية في مجاالت تربية وعلم نفس‬ ‫الطفل‪.‬‬ ‫‪ -‬تشرح نظريات واتجاهات علم النفس والتربية في تعليم وتعلم‬ ‫األطفال‪.‬‬ ‫‪ -‬تستنتج بعض األلعاب واألنشطة المناسبة لتنمية المهارات‬ ‫ب‪ -‬المهارات الذهنية‪:‬‬ ‫والقدرات المختلفة لطفل الروضة‪.‬‬ ‫‪ -‬تستنبط أساليب وأنشطة جديدة للتعامل مع األطفال ورعايتهم‬ ‫صحيا ً وبيئياً‪.‬‬ ‫‪ -‬تستنتج استراتيجيات وأنشطة ومصادر تعلم مالئمة لتخطيط‬ ‫الخبرات داخل وخارج الروضة‪.‬‬ ‫‪ -‬تستخدم أساليب وأنشطة تعليمية تتناسب مع خصائص األطفال‬ ‫ج‪ -‬المهارات المهنية‬ ‫العاديين وذوى االحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫الخاصة بالمقرر‪:‬‬ ‫‪ -‬توظف مبادئ وأسس علم النفس والتربية في حل مشكالت‬ ‫‪3‬‬ ‫الطفولة‪.‬‬ ‫‪ -‬تشارك مؤسسات المجتمع في اكتشاف ورعاية األطفال ذوي‬ ‫د‪ -‬المهارات العامة‪:‬‬ ‫االحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫▪ النظري‬ ‫الفصل األول‪ :‬معني اللعب‪ -‬سماته‪ -‬خصائصه‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬أهمية اللعب‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أنواع اللعب عند األطفال‬ ‫‪ -4‬محتوي المقرر‪:‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬النظريات المفسرة للعب عند األطفال‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬مراحل نمو اللعب‬ ‫الفصل السادس‪ :‬مراحل تطور اللعب‬ ‫الفصل السابع‪ :‬اللعب واالستطالع‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬أدوار المعلمة ومسئولياتها في اثراء اللعب‬ ‫الفصل التاسع‪ :‬نمو التخيل واللعب االيهامي‪.‬‬ ‫الفصل العاشر‪ :‬تأثير الفروق الفردية واالجتماعية على اللعب‬ ‫▪ العملي‬ ‫‪ -‬المقصود باللعبة التعليمية وفوائدها وشروطها ومراحل‬ ‫تطبيقها‪.‬‬ ‫‪ -‬طريقة تصميم اللعبة التربوية‪.‬‬ ‫‪ -‬نماذج لبعض األلعاب التعليمية‪.‬‬ ‫‪ -‬نماذج لبعض األلعاب التي تؤهل لألندماج االجتماعي‬ ‫‪ -‬نماذج لبعض األلعاب التى تهدف إلى تنمية الحواس‪ ،‬التربية‬ ‫الحركية‬ ‫أ‪ -‬ألعاب تنمية اإلدراك البصري (السمع‪ ،‬اللمس)‬ ‫ب‪ -‬ألعاب التعبير الحركي‪.‬‬ ‫‪ -‬نماذج لبعض األلعاب التى تهدف إلى تنمية الجوانب العقلية‬ ‫المعرفية‬ ‫أ‪ -‬ألعاب التفكير وحل المشكالت‬ ‫ب‪ -‬ألعاب تنمية المهارات المعرفية‬ ‫‪ -‬المحاضرة‬ ‫‪ -‬المناقشة والحوار‬ ‫ت‪ -‬أساليب التعليم‬ ‫‪ -‬التدريب العملي‬ ‫والتعلم‪:‬‬ ‫‪ -‬تعلم أقران‬ ‫ث‪ -‬أساليب التعليم‬ ‫‪ -‬تعلم تعاوني‬ ‫والتعلم للطالب‬ ‫ذوي القدرات‬ ‫المحدودة‪:‬‬ ‫ج‪ -‬تقويم الطالب‪:‬‬ ‫‪ -‬اختبار شفهي‬ ‫أ‪ -‬األساليب‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ -‬تقارير‬ ‫المستخدمة‪:‬‬ ‫‪ -‬اختبار تحريري‬ ‫‪ -‬اختبار عملي في نهاية الفصل الدراسي الثاني‬ ‫‪ -‬تسليم التقارير في نهاية الفصل الدراسي الثاني‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التوقيت‪:‬‬ ‫‪ -‬اختبار تحريري في نهاية الفصل الدراسي الثاني‪.‬‬ ‫الدرجة الكلية (‪ 25(، )50‬درجة النظري)‪ 15( ،‬درجة عملي)‪10( ،‬‬ ‫ج‪ -‬توزيع الدرجات‪:‬‬ ‫درجات اعمال السنة)‬ ‫ح‪ -‬قائمة الكتب الدراسية والمراجع‪:‬‬ ‫‪(. -‬مذكرة المادة) يتم تسليمها للطالبات‬ ‫أ‪ -‬مذكرات‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ب‪ -‬كتب ملزمه‪:‬‬ ‫أحمد بلقيس‪ ،‬توفيق مرعي (‪ :)1982‬سيكولوجية‬ ‫‪-1‬‬ ‫ج‪ -‬كتب مقترحه‪:‬‬ ‫اللعب‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الفرقان ‪.‬‬ ‫حنان عبد الحميد العناني (‪ :)2002‬اللعب عند‬ ‫‪-2‬‬ ‫األطفال األسس النظرية التطبيقية‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪ -3‬عزة خليل (‪ :)2002‬علم نفس اللعب في الطفولة المبكرة‪،‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪.‬‬ ‫‪ -4‬عفاف اللبابيدي‪ ،‬عبد الكريم خاليلة (‪ :)1993‬سيكولوجية‬ ‫اللعب‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫‪ -5‬فضل سالمة (‪ :)2006‬سيكولوجية اللعب عند األطفال‪،‬‬ ‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬دار المشرق الثقافي‪.‬‬ ‫‪ -6‬محمد محمد الحماحمي (‪ :)1999‬فلسفة اللعب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫مركز الكتاب للنشر‪.‬‬ ‫سهير كامل توني (‪ :)2012‬فاعلية برنامج مقترح قائم علي‬ ‫‪-1‬‬ ‫د‪ -‬دوريات علميه أو‬ ‫اللعب في تنمية بعض مهارات التفكير الناقد لدي طفل الروضة‪،‬‬ ‫نشرات‪.....‬ألخ‪:‬‬ ‫رسالة دكتوراة غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة المنيا‪.‬‬ ‫رئيس مجلس القسم‬ ‫أستاذ المادة‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬نبيل السيد حسن‬ ‫د ‪ /‬سهير كامل تونى‬ ‫‪5‬‬ ‫فهرس المحتويات‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫‪21-3‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬معني اللعب‪ -‬سماته‪ -‬خصائصه‬ ‫‪38-22‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬أهمية اللعب ومراحله‬ ‫‪51-39‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬أنواع اللعب عند األطفال‬ ‫‪66-52‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬النظريات المفسرة للعب عند األطفال‬ ‫‪92-67‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬مراحل تطور اللعب‬ ‫‪122-93‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬أدوار المعلمة ومسئولياتها في اثراء اللعب‬ ‫‪143-123‬‬ ‫الفصل السابع‪:‬استخدامات اللعب فى التربية واالرشاد النفسى‬ ‫والتوجيه المهني‬ ‫‪164-144‬‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬تأثير الفروق الفردية واالجتماعية على اللعب‬ ‫‪6‬‬ ‫الفصل االول‬ ‫معني اللعب – سماته‪ -‬خصائصه‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫اللعب مهنة الطفل ووظيفته فى الحياة وضرورة من ضروريات حياته‪ ،‬فالطفل‬ ‫يري وجوده فى لعبه‪ ،‬كما أنه أحد مظاهر السلوك فى مرحلة الطفولة‪ ،‬وأحد‬ ‫الوسائل المهمة التى تعين الطفل على الفهم واالدراك وذلك من خالل تفاعله‬ ‫مع عناصر بيئته ومروره بخبرات فعلية مباشرة‪ ،‬وتعلم األدوار المختلفة‬ ‫والمهارات المتعددة واالتجاهات البناءة‪.‬‬ ‫وعبر التاريخ من أفالطون حتي يومنا هذا هناك إجماع على أهمية اللعب‬ ‫بالنسبة للطفل كوسيلة للتسلية والتعلم‪.‬فقد رأى أفالطون فى اللعب طريقة‬ ‫لتعليم األطفال المهارات المطلوبة منهم فى أعمالهم كراشدين‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫(غريد الشيخ‪)2009،5 ،‬‬ ‫وجاء أرسطو بعد أفالطون ليؤكد ضرورة تشجيع األطفال على اللعب باألشياء‬ ‫التى يستعملونها فى حياتهم عندما يكبرون‪ ،‬وأن يكون المربي مشجعا للطفل‬ ‫وخاصة بالنسبه لنشاطه الحركي‪ ،‬ويبتعد عن انتقاده‪.‬‬ ‫(ثناء العاصي‪)313 ، 1996،‬‬ ‫وأكد كومنيوس على أهمية اللعب والنشاط والحركة لنمو الطفل وذلك من خالل‬ ‫دعوته إلى ضرورة وجود مساحة بمدرسة الطفل تخصص للعب‪.‬‬ ‫(سوزانا ميلر‪)11 ،1990 ،‬‬ ‫أما جون لوك فيقول فى كتابه "آراء فى التربية" "علينا أن نتقبل األطفال كما‬ ‫هم ونتيح لهم التعلم من خالل نشاطهم الطبيعي أال وهو اللعب"‪.‬‬ ‫(غريد الشيخ‪)6 ،2009،‬‬ ‫ولقد قدر الفيلسوف جان جاك روسو أهمية اللعب لألطفال‪ ،‬وتحدث عنه‬ ‫باعتباره عملهم الدائم‪ ،‬ونصح بإتاحة الفرصة لهم لممارسة اللعب‪ ،‬يقول فى‬ ‫كتابه (إميل)‪ " :‬فالعمل واللعب سواء بالنسبة له‪ ،‬فألعابه هى عمله‪ ،‬وال يعرف‬ ‫‪8‬‬ ‫فرقا بينهما‪ ".‬وأكد على اللعب كوسيلة للتعلم‪ ،‬وسلط الضوء على كمية الحيوية‬ ‫والنشاط والجهد الذى يضعه الطفل فى نشاط من اختياره‪.‬‬ ‫)‪(Rousseau, 1974, 126‬‬ ‫كما أهتم بستالوتزى بالتربية البدنية واأللعاب الرياضية لألطفال وأعتبرها سببا‬ ‫من أسباب سعادتهم وانطالقهم فى أحضان الطبيعة‪ ،‬وتمتعهم بالجو الصحى‬ ‫الذى يساعد على نمو أجسامهم باإلضافة إلى دعم روح األلفة والمودة‬ ‫والتعاون فيما بينهم واكسابهم المثابرة والشجاعة‪(.‬حنان فوزى‪)46 ،2000،‬‬ ‫ورأى فروبل أن الطفل فى سنوات عمره المبكرة يحب الحركة واللعب‪ ،‬ويدفعه‬ ‫حب االستطالع إلى استخدام حواسه فى اللمس والمعرفة‪ ،‬ووصف فروبل‬ ‫اللعب فى كتابه "تعليم اإلنسان" " بأنه أنقي وأكثر األنشطة اإلنسانية روحية‬ ‫بالنسبة للصغار‪ ،‬وأنه يستحق من المربية األهتمام الجاد كأفضل الوسائل‬ ‫للتعليم والتعلم‪ ،‬وقد طبق فروبل نظريته هذه عمليا فى روضته حيث ابتكر‬ ‫مجموعة من اللعب واأللعاب سماها الهدايا‪(.‬هدي الناشف‪)73 ،2001،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫كما ترى منتسورى أن اللعب هو الوسيلة األولى للتربية‪ ،‬فمن خالل التفاعل‬ ‫المباشر مع المواد واألدوات أثناء اللعب يتم تطوير وتدريب حواس الطفل‪ ،‬وقد‬ ‫ابتكرت منتسورى مجموعة من األلعاب أطلقت عليها اسم"األجهزة"‪.‬‬ ‫(حنان فوزى‪)51 ،2000،‬‬ ‫لذلك يمثل االهتمام باللعب ومستواه وأنواعه انعاكسا حقيقيا لمدى التقدم الفكرى‬ ‫لدى المجتمع‪ ،‬فكلما كان هناك عمقا وتحض ار فى الفكر كلما كان هناك‬ ‫اهتماما باللعب وتطبيقه فى الممارسات اليومية للطفل‪ ،‬وإذا اردنا أن نحكم‬ ‫على مدى تقدم شعب من الشعوب فى أحد مظاهر التقدم يجب أن ننظر إلى‬ ‫مدى االهتمام بتربية الطفل واستخدام اللعب التربوى فى تربية هؤالء األطفال‪.‬‬ ‫(جابر طلبة‪)383 ،2003 ،‬‬ ‫وقد أكدت البحوث التربوية أن األطفال كثي ار ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما‬ ‫يشعرون به من خالل لعبهم التمثيلي الحر واستعمالهم الدمي والمكعبات‬ ‫واأللوان وغيرها‪ ،‬حيث يعتبر اللعب وسيطا تربويا يعمل بدرجة كبيرة على‬ ‫تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة‪.‬وهكذا فإن األلعاب متي أحسن‬ ‫‪10‬‬ ‫تخطيطها وتنظيمها واإلشراف عليها تؤدي دو ار فعاال فى تنظيم التعلم واكتساب‬ ‫المعرفة ومهارات التواصل‪(.‬عبد الواحد الكبيسي‪)82 ،2007 ،‬‬ ‫و للعب دور كبير في تسيير النمو المعرفي والتعلم لألطفال؛ فهو يمنحهم‬ ‫فرصا للتدريب وزيادة كفاءتهم ومهاراتهم بأساليب هادئة وغير مهددة لهم‪،‬‬ ‫ويوفر لهم الخبرة والمغامرة والمفأجاة‪(.‬عزة خليل‪)89 ،2009 ،‬‬ ‫كما يزداد التطور الذهني للطفل من خالل اللعب بشكل ملموس‪ ،‬فتتكون لديه‬ ‫القدرة علي اكتشاف وتحليل واختبار العالم المحيط به‪ ،‬ويستطيع تحسين‬ ‫المهارات والمعرفة التي يمتلكها فعال‪ ،‬و تنمية شعور تأملي وحب استطالع قد‬ ‫يستمر معه مدي الحياة‪(.‬فضل سالمة‪)22 ،2006 ،‬‬ ‫وتلخص كل من عواطف إبراهيم و منال الهنيدي (‪ )1995‬اهتمامات طفل‬ ‫الروضة فى النقاط التالية‪:‬‬ ‫▪ يحب الجري والزحف والمشي‪.‬‬ ‫▪ يميل إلى مأل األوانى وتفريغها‪.‬‬ ‫▪ يفضل دمج األشكال المضمنة فى األشكال المثقوبه‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫▪ يميل إلى الحجل والقفز بقدم واحدة‪.‬‬ ‫▪ يمارس ألعاب التصويب‪.‬‬ ‫▪ يهتم بفك وتركيب البازل واأللغاز‪.‬‬ ‫(عواطف إبراهيم‪ ،‬منال الهنيدي ‪)14-13 ،1995 ،‬‬ ‫▪ يستمتع باللعب الدرامي والتمثيل واأللعاب المنظمة ذات القواعد‪.‬‬ ‫▪ يميل إلى حب االستطالع واالستقصاء المستمر للوصول إلى‬ ‫الحقائق‪.‬‬ ‫▪ يميل إلى التحرك السريع والرغبة في اللعب‪.‬‬ ‫(عبد المجيد منصور وآخرون‪)50 ،2003 ،‬‬ ‫واللعب التربوي ال يتطلب بالضرورة وجود لعبة‪ ،‬فيمكن أن يلعب الطفل مع‬ ‫أطفال آخرين‪ ،‬ويتعاون معهم لتبادل الخبرات‪ ،‬ويتنافس علي عرض الحلول‬ ‫واألفكار وهذا يؤدي إلي تطوير قدراته علي االبتكار واإلبداع وخاصة وأن‬ ‫الطفل أثناء اللعب يحتاج أن يضع أفكاره وق ارراته حيز التنفيذ العملي‪.‬‬ ‫(ليلي زهران‪ ،‬عاصم راشد‪)23 ،2005 ،‬‬ ‫‪12‬‬ ‫كما أن اللعب ليس مجرد إكساب الطفل مهارات حركية أو أنماط حركية فقط‪،‬‬ ‫إنما هو أطار معرفى يضم العديد من الخبرات اإلدراكية والمعرفية التى يمكن‬ ‫أن تنمى مفاهيمه وقدراته ومالحظاته ومدركاته العقلية‪.‬‬ ‫تعريف اللعب‪.‬‬ ‫يعد موضوع اللعب من الموضوعات التربوية والنفسية التي تتميز بالبساطة‬ ‫والجاذبية للقراء وبالتعقيد للباحثين‪ ،‬وقد أواله التربويون والمهتمون به اهتماما‬ ‫واسعا ألهميته التنموية للطفل‪ ،‬إال أنهم عندما يتعرضون لتعريفه يواجهون‬ ‫العديد من اإلشكاليات لتوضيح مفهومه وأبعاده‪.‬وفيما يلي استعراض لمفهوم‬ ‫اللعب وفقا آلراء المهتمين بدراسته‪.‬‬ ‫تعرفه هدي قناوي (‪ )1995‬بأنه " مجموعة األنشطة الذاتية التلقائية الداخلية‬ ‫المتنوعة التي تشبع حاجات الفرد الجسمية والعقلية واللغوية واالجتماعية‬ ‫واإلنفعالية‪".‬‬ ‫ويعرف إبراهيم بسيوني (‪ )1998‬األلعاب بأنها "األنشطة التي يقصد بها‬ ‫الترفية أو ملء الفراغ في وقت الحصة ولكنها صممت لتساعد التالميذ على‬ ‫‪13‬‬ ‫التعليم وتحقيق أهداف تعليمية محددة عن طريق الممارسة والمشاركة اإليجابية‬ ‫والبعد عن السلبية‪".‬‬ ‫وتعرف كاميليا عبد الفتاح (‪ )1998‬اللعب بأنه " لغة الطفل الرمزية للتعبير‬ ‫عن الذات حيث يمكن القول بأن اللعب هو حديث الطفل واأللعاب هي‬ ‫كلماته‪".‬‬ ‫بينما يعرف محمد الحماحمي (‪ )1999‬اللعب بأنه نشاط تلقائي يقوم به الطفل‬ ‫فى جو من الحرية واالسترخاء بغرض تحقيق المتعة والسرور واالستمتاع‬ ‫بالوقت‪ ،‬ويعبر عن مستويات نمو الطفل وعن ذاته‪ ،‬ويعد من الوسائل الفعالة‬ ‫لتربيته وتطوير نموه‪.‬‬ ‫وتعرف حنان العناني (‪ )2002‬اللعب "بأنه فاعلية ممتعة تؤدي لذاتها‪،‬‬ ‫والفاعلية هنا تحوى ضمنا نشاطا وحركة وشعو ار بالسرور‪".‬‬ ‫وتعرف كل من أسماء السرسي و أماني عبدالمقصود (‪ )2002‬اللعب بأنه "‬ ‫مجموعة من األنشطة الموجهة وغير الموجهة التى يمارسها األطفال من أجل‬ ‫تحقيق المتعة والتسلية‪ ،‬وهو ضرورة بيولوجية لبناء شخصية الطفل ووسيلة‬ ‫‪14‬‬ ‫للتعبير عن حاجاته ومشكالته‪ ،‬وعن طريق أنشطة اللعب يكتسب الطفل‬ ‫مجموعة من المهارات والخبرات والمعارف المرتبطة بالبيئة المحيطة‪ ،‬وتنمية‬ ‫العالقات االجتماعية فيما بينه وبين اآلخرين‪".‬‬ ‫ويري فاروق عثمان (‪ )2005‬أن اللعب عبارة عن" جميع األنشطة التى يقوم‬ ‫بها الطفل إلشباع حاجاته النفسية وتفريغ طاقاته بحيث يجد فيها متعة ولذة‪".‬‬ ‫وهو فى اللعب يكون مدفوعا بدوافع كثيرة مثل حب االستطالع واالستكشاف‬ ‫والمعالجة‪.‬‬ ‫ويعرف زيد الهويدي (‪ )2005‬اللعب بأنه " نشاط هادف يتضمن أفعاال يقوم‬ ‫بها المعلم أو مجموعة الطالب لتحقيق األهداف المرغوبة فى مجاالتها‬ ‫المختلفة المعرفية النفسحركية والوجدانية‪".‬‬ ‫ويعرف أبو النجا عز الدين (‪ )2006‬اللعب" بأنه نشاط ذاتي أو موجه يقوم به‬ ‫الطفل بهدف تحقيق المتعة والتسلية‪".‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ويعرفه عاطف زغلول (‪ )2009‬بأنه أنشطة اللعب الحرة والموجهة التى تتالءم‬ ‫مع خصائص األطفال وتلبي احتياجاتهم من المتعة والسرور وتحقق أهداف‬ ‫تربوية‪.‬‬ ‫من العرض السابق لتعاريف ومفاهيم اللعب يمكننا القول أنه من الصعب‬ ‫إيجاد تعريف شامل وواضح ومحدد للعب‪ ،‬وذلك ألختالف األطر المرجعية‬ ‫للباحثين وتوجهاتهم النظرية‪ -‬فمنهم من يري أنه اشباع للحاجات هدي قناوي‬ ‫(‪ ،)1995‬فاروق عثمان (‪ ،)2005‬ومنهم من يري أنه بغرض المتعة‬ ‫واالستمتاع فقط دون دوافع أخري إبراهيم بسيوني (‪ ،)1998‬محمد الحماحمي‬ ‫(‪ ،)1999‬حنان العناني (‪ ،)2002‬أبو النجا عز الدين (‪ ،)2006‬كما يري‬ ‫فاروق عثمان(‪ )1995‬أن اللعب يكون مدفوعا بدوافع كثيرة مثل حب‬ ‫االستطالع واالستكشاف والمعالجة ‪ ،‬ومنهم من يري بأنه لغة الطفل للتعبير‬ ‫عن الذات كاميليا عبد الفتاح (‪ ،)1998‬ومنهم من أكد على أهمية اللعب فى‬ ‫العملية التعليمية وتحقيق األهداف التربوية إبراهيم بسيوني (‪ ،)1998‬زيد‬ ‫الهويدي (‪ ،)2005‬عبد الواحد الكبيسي (‪ ،)2007‬عاطف زغلول (‪،)2009‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ومنهم من يري أنه باإلضافة إلى أنه وسيلة للمتعة والتسلية فأنه بيئة طبيعية‬ ‫لتعلم التفاعل االجتماعي وتنمية المهارات االجتماعية أسماءالسرسي‪ ،‬أماني‬ ‫عبدالمقصود(‪.)2002‬‬ ‫وقد تم التوصل إلى تعريف عام للعب يستند إلى اآلراء النظرية المختلفة‪،‬‬ ‫ويتفق مع أهداف البحث الحالى حيث عرف اللعب إجرائيا بأنه " نشاط حر أو‬ ‫موجه يقوم به األطفال تحت إشراف وتوجيه المعلمة من أجل تحقيق أهداف‬ ‫تربوية محددة وذلك فى بيئة تربوية توفر لهم الشعور بالمتعة واإلثارة والمرح‬ ‫والفائدة‪".‬‬ ‫سمات اللعب‬ ‫من خالل التعاريف السابقة يمكن اشتقاق عدة سمات مميزة للعب من هذه‬ ‫السمات‪-:‬‬ ‫أن اللعب نشاط حر ال إجبار فيه و إال فقدت اللعبة جاذبيتها‬ ‫‪-1‬‬ ‫وطبيعتها المرحة‪.‬‬ ‫يشتمل اللعب علي المتعة والتسلية بالنسبة لمن يقوم به فهو ال‬ ‫‪-2‬‬ ‫يؤدي إلي مكاسب مادية وقد تكون المكاسب رمزية يتبادلها الالعبون‪.‬‬ ‫ال دافع له غير االستمتاع‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اللعب استغالل للطاقة الحركية والذهنية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫يتميز اللعب بالسرعة والخفة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫اللعب حياة‪ ،‬وهذا يعني أنه من مطالب النمو وحاجاته وال يمكن‬ ‫‪-6‬‬ ‫االستغناء عنه‪.‬‬ ‫اللعب "عملية تمثل" بمعني أن الطفل يتعلم اللعب‪.‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫اللعب مستقل ويجري في حدود زمان ومكان محددين ومتفق‬ ‫‪-8‬‬ ‫عليهما‪.‬‬ ‫ال يمكن التنبؤ بنتائج اللعب وذلك طبقا لمهارة الالعب وخبراته‪.‬‬ ‫‪-9‬‬ ‫‪ -10‬اللعب قد يكون فرديا أو جماعيا‪.‬‬ ‫‪ -11‬من يمارس اللعب ال يتعب‪.‬‬ ‫‪ -12‬يخضع اللعب لقوانين وقواعد‪.‬‬ ‫خصائص اللعب‬ ‫يتميز لعب األطفال عن لعب الكبار بعدة مميزات ‪:‬‬ ‫اللعب عملية نمو‬ ‫‪-1‬‬ ‫ويظهررر ذلررك فرري تتبعنررا لنمررو الطفررل منررذ مرريالده فإننررا نالحررأ أن شرركل النشرراط‬ ‫يتغي ررر بازدي رراد نض ررج الطف ررل‪.‬ويالح ررأ أن لع ررب الطف ررل ف رري بداي ررة حيات رره يك ررون‬ ‫بسيطا ال تعقيد فيه يتألف مررن حركررات عشروائية ومررن اسررتثارة ألعضرراء الحررس‪،‬‬ ‫وكلما تطور نمو ذكاء الطفل يصبح لعبرره معقرردا فاللعررب بالرردمى يجتررذب الطفررل‬ ‫‪18‬‬ ‫من سن مبكرة حيررث يصررل إلررى ذروترره فرري العررام السررابع أو الثررامن مررن عمرره ‪0‬‬ ‫ولهررذا أطلررق علررى هررذه الفتررة اسررم ( سررن اللعررب بالرردمى ) ‪ toy age‬ويالحررأ‬ ‫أيضا أن اهتمام الطفل باللعب يبدأ فرري التغيررر ويظهررر ذلررك خررالل العررام األول‬ ‫والثاني من حياته المدرسية‪.‬ففي البداية يكون الطفل مهتمررا بألعرراب الجررري ثررم‬ ‫تصرربح األلعرراب الرياضررية القائمررة علررى نظررم محررددة هرري تسررليته المفضررلة هررذا‬ ‫إضررافة إلررى اهتمامرره باتجاهررات أخرررى كررالقراءة أو جمررع األشررياء كررالطوابع أو‬ ‫األفررالم والصررور‪.‬ويظهررر هررذا جليررا فرري مرحلررة الطفولررة المتررأخرة ( ‪12-11‬‬ ‫سنة ) وهي مرحلة االتزان الحسي الحركي التي تتميررز بالرشرراقة والقرروة والحيويررة‬ ‫وسهولة انتقال الحركة وسرعة تعلم المهارات الحركية ‪0‬‬ ‫تتناقص أنشطة اللعب كماً مع تطور نمو الطفل‬ ‫‪-2‬‬ ‫يقضي األطفال أكثر أوقاتهم في اللعب ويتطابق هذا اللعب مع طبيعة‬ ‫النمو في السنوات األولى ألنها مرحلة نشاط حركي ثم يزداد عدد أنواع‬ ‫اللعب بالتقدم في السن حتى البلوغ ‪ 0‬ويالحأ أن ألعاب الحضانة‬ ‫ورياض األطفال متنوعة كاأللعاب التمثيلية واللعب بالمكعبات والماء‬ ‫‪19‬‬ ‫والطين والرسم والموسيقى‪ 0‬أما في مرحلة المدرسة االبتدائية فإن‬ ‫األطفال يهتمون باأللعاب ذات النشاط الجسمي أكثر من اهتمامهم‬ ‫باأللعاب ذات النمط العقلي أو الجمالي‪0‬‬ ‫العوامل المؤدية للتناقص الكمي في أنشطة اللعب‪:‬‬ ‫ويمكننا أن نرجع التناقص الكمي في أنشطة اللعب عند األطفال إلى‬ ‫العوامل اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬تضاؤل مقدار الوقت المتاح للعب بسبب الواجبات الجديدة‬ ‫المفروضة عليه وبسبب الوقت الذي يقضيه في المدرسة وما يتبع ذلك‬ ‫من التزامات خارج المدرسة ‪0‬‬ ‫‪ -2‬مسايرة الطفل للضغوط األسرية والمدرسية واالجتماعية وما يتبع‬ ‫ذلك من التنسيق بين عمله ولعبه ‪0‬‬ ‫‪ -3‬تزايد وعي األطفال بميولهم وقدراتهم والتركيز على نمط واحد من‬ ‫اللعب لفترة طويلة واالستمتاع به‬ ‫‪20‬‬ ‫تتزايد أنشطة اللعب كيفاً مع تطور نمو الطفل‬ ‫‪-3‬‬ ‫في السنة األولى يغلب على الطفل أال يطيل في تركيز انتباهه على‬ ‫لعبة ما فهو ينتقل من لعبة إلى أخرى أو من نشاط إلى آخر‪0‬ولذلك‬ ‫يجب أن نوفر له عددا كبي ار من األلعاب ففي السنة الثانية يستطيع‬ ‫الطفل أن يركز انتباهه في نشاط لعب معين لمدة ( ‪ ) 7‬دقائق في‬ ‫المتوسط تقريبا‪ 0‬ويزداد هذا المعدل فيصل إلى ( ‪ ) 12,6‬دقيقة في‬ ‫الخامسة من عمره‪0‬‬ ‫ومع تطور نمو الطفل وقدراته واهتماماته فإنه يأخذ في انتقاء ألعاب‬ ‫معينة من هذا العدد الكبير من األلعاب ‪0‬‬ ‫وهكذا نرى أن هذا التحول من ( الكم ) إلى ( الكيف ) في نشاط اللعب‬ ‫عند الطفل يدل على تغيرات كيفية في بنية الشخصية ‪0‬‬ ‫ففي اللعب االجتماعي مثال نالحأ أن الطفل في المراحل األولى يلعب‬ ‫مع كثير من األطفال دون تمييز فهو يلعب معهم أحيانا ويتعارك معهم‬ ‫أحيانا أخرى ثم يصالحهم بعد ذلك وكلما كبر الطفل مال إلى اصطفاء‬ ‫‪21‬‬ ‫مجموعة معينة من األصدقاء يعيش معها ويرتبط بها ‪0‬‬ ‫ومن مظاهر ( التحول الكيفي ) في نشاط اللعب عند األطفال أن‬ ‫النشاط الجسمي يتناقص كلما كبر الطفل على حين نالحأ ازدياد الميل‬ ‫إلى أنشطة اللعب ذات الطابع العقلي ‪0‬‬ ‫ومما يالحأ أن لعب األطفال وال سيما الصغار منهم يتسم‬ ‫بالتلقائية والالشكلية فالطفل الصغير يلعب بالكيفية التي يريدها مهما‬ ‫كانت مواد لعبه فهو سعيد مثال وهو يلعب بأشياء تخص والديه أو‬ ‫إخوته ‪ 0‬وال يراعي في لعبه مواعيد خاصة أو مكانا معينا للعب‬ ‫ويالحأ أنه في مرحلة المراهقة تختفي الكثير من تلقائية اللعب فالمراهق‬ ‫يزهو بارتدائه لزي مميز لبعض األلعاب ويشعر بحاجته إلى أدوات‬ ‫خاصة للعب كمضارب التنس مثال ويخضع نشاطه لنظام معين فهو‬ ‫يتفق على مواعيد محددة للقاء رفاقه واللعب معهم في وقت محدد‬ ‫( الريماوي ‪) 1993 ،‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫أهمية اللعب عند الطفل‪.‬‬ ‫يعتبر اللعب الرافد الذى تتسرب بواسطته المعرفة إلى الطفل‪ ،‬حيث يكتشف‬ ‫الكثير عن نفسه والعالم الذى يعيش فيه‪ ،‬و يتعلم كيف يسيطر على بيئته‬ ‫ويسخرها لمصلحته‪ ،‬فاللعب يؤدي إلى النمو المتكامل للطفل من الناحية‬ ‫الجسمية والعقلية واالجتماعية والنفسية‪ ،‬وعالقة اللعب بمظاهر النمو عالقة‬ ‫بنائية‪ ،‬يتطور فيها اللعب مع النمو‪ ،‬ويتطور النمو فيه مع اللعب من أجل بناء‬ ‫شخصية متكاملة للطفل‪ ،‬وتتضح هذه العالقة من خالل دراسة عدد من‬ ‫مظاهر النمو و تاثير اللعب فيها ما يلى‪:‬‬ ‫‪ -1‬اللعب والنمو الجسمى والحركى‪.‬‬ ‫يساهم اللعب فى النمو الحركى للعضالت الكبيرة والدقيقة لألطفال‪ ،‬والوعى‬ ‫بالجسم أثناء استخدامهم ألجسامهم‪ ،‬حيث يتعلم الطفل بعض المهارات‬ ‫المرتبطة باللعب مثل المشى والجرى واللقف والتعلق والتسلق والرمى والقفز‬ ‫‪23‬‬ ‫والوثب وركوب الدراجة والعوم وبناء أشياء من الخشب أو الطين وغيرها من‬ ‫المهارات التى يحتاجها الطفل فى حياته‪.‬‬ ‫(أبو النجا عز الدين‪)48 ،2006 ،‬‬ ‫ويدرب اللعب الطفل علي الربط بين العين واليد‪ ،‬وينشط أجهزة الجسم‪،‬‬ ‫ويصرف الطاقة الزائدة لديه‪ ،‬ويكسبه اللياقة البدنية‪.‬باإلضافة إلى تنمية‬ ‫الحواس من خالل أنشطة اللعب‪ ،‬فاللعبة التى تتطلب من الطفل النظر إلى‬ ‫األشياء‪ ،‬واختبار ملمسها‪ ،‬وشم رائحتها‪ ،‬وسماع صوتها وتذوق مكوناتها هي‬ ‫التي تنمي جوانب الحس المختلفة لديه‪.‬‬ ‫(عبد الهادي على‪( )11، 2003،‬محمد البغدادي‪)148، 2008،‬‬ ‫كما يساعد فى الكشف عن الحالة الصحية‪ ،‬فالطفل الذى يتمتع بصحة جيدة‬ ‫يتمكن من ممارسة نشاطات اللعب المختلفة‪ ،‬وتعلم المهارات المصاحبة‬ ‫واتقانها باإلضافة إلى القدرة على المنافسة‪.‬‬ ‫(محمد الحوامدة‪ ،‬زيد العدوان‪)326 ،2009 ،‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪ -2‬اللعب والنمو النفسي‪.‬‬ ‫يعتبر اللعب مطلبا حيويا للحياة النفسية السوية والصحة النفسية للطفل عبر‬ ‫مراحل النمو المتعاقبة؛ فهو يتيح له فرصة التنفيس االنفعالى عن التوترات‬ ‫التى تنشأ عن صراع أو إحباط سابقين فيعبر عن انفعاالته ويفرزها‪ ،‬وقد يجد‬ ‫أثناء لعبه حال لصراعاته أو مشكالته‪ ،‬فنجده أحيانا يهمل دمية تمثل شخصية‬ ‫معينة أو يرفضها أو يكسرها‪ ،‬وعلى العكس من ذلك نجده يقترب من أخرى‬ ‫تمثل شخصية محببة إليه فيضمها ويقبلها ويناجيها‪.‬‬ ‫(محمد العطار‪)192 ،2003،‬‬ ‫ويري السيد على (‪ )2010‬أنه من الطرق األدائية للتعبير التى يسهل من‬ ‫خالله تشخيص أحوال األطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية معينة من‬ ‫غير الحاجة إلى سؤالهم‪ ،‬أو الذين ال يستطيعون التعبير عن أنفسهم على‬ ‫بالكالم‪ ،‬والعالج باللعب يعد من أشهر طرق العالج النفسي ويضاهى التحليل‬ ‫النفسى للكبار‪ ،‬ويوجد منه نوعان األول اللعب الموجه حيث يتولي المعالج‬ ‫‪25‬‬ ‫مسؤلية توجيه الطفل وتفسير ما يفعله‪ ،‬والثانى اللعب غير الموجه وفيه يترك‬ ‫للطفل الفرصة ليقوم به بنفسه (اللعب الحر)‪.‬‬ ‫(السيد على‪)220-219 ،2010 ،‬‬ ‫ويدعم اللعب التمثيلي النمو االنفعالي للطفل بتوفيره طرقا للتعبير عن‬ ‫المشاعر‪ ،‬وتوفيره للسياق الذي يمكن الطفل من أن يتواءم مع هذه المشاعر‪،‬‬ ‫ويساعد اللعب التمثيلي األطفال علي التعبير عن مشاعرهم باألساليب األربعة‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬تبسيط األحداث‪ :‬من خالل خلق شخصيات متخيلة وحبكات تالئم‬ ‫حالتهم االنفعالية فاألطفال الذين يخافون من الظالم قد تقلل أو تحذف‬ ‫المشاهد المتعلقة بالليل والظالم من لعبهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعويض عن المواقف‪ :‬من خالل إضافة تصرفات ممنوعة داخل‬ ‫اللعب التمثيلي‪.‬‬ ‫‪ -3‬تسهيل الخبرات‪ :‬وذلك حينما يكرر الطفل تمثيل خبرة غير سارة أو‬ ‫مخيفة لكي يتمكن من التحكم في المشاعر الناجمة عنها‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ -4‬استباق األحداث أو السلوك‪ :‬من خالل تمثيل أي شخصية حقيقة أو‬ ‫متخيلة تبنت عمال معينا وعانت من نتائجه‪.‬‬ ‫‪ -5‬كما يحقق اللعب أغراضاً وقائية للطفل‪ :‬كالتمهيد ألحداث جديدة‬ ‫متوقعة فى األسرة مثل والدة مولود جديد أو حدوث حالة وفاة للوقاية من‬ ‫ردود الفعل المعروفة من غيرة أو غضب أو حزن حين يفاجأ بهذه‬ ‫األحداث‪(.‬عفاف لطف هللا‪)38 ،1998،‬‬ ‫‪ -3‬اللعب والنمو العقلي‪.‬‬ ‫يسهم اللعب فى تنمية وتطوير المهارات العقلية وحل المشكالت لدى طفل‬ ‫الروضة‪.‬وقد عبر عن ذلك فيجوتسكى ‪ Vygotsky‬من خالل تبنيه لمفهوم "‬ ‫منطقة النمو األقرب" حيث يرى أن الطفل يكون أداؤه فى مواقف اللعب فى‬ ‫مستوى أكبر من قدراته الطبيعية‪ ،‬وذلك حينما تكون هناك مواقف تتضمن‬ ‫تحديا من جانب أقرانه فى اللعب‪(.‬عزه خليل‪)30 ،2002،‬‬ ‫‪27‬‬ ‫و يعتبر بياجيه اللعب مقياسا للتطور المعرفى والعقلى لدى الطفل‪ ،‬حيث يتيح‬ ‫اللعب الفرص له للتعلم ولتنمية ذاكرته وقد ارته العقلية‪.‬‬ ‫(ماريا بيرس‪ ،‬جنيفيف الندو ‪)72 ،2007 ،‬‬ ‫كما ترى نعيمة يونس وعبد الفتاح عبد المجيد (‪ )2000‬أن تعليم الطفل عن‬ ‫طريق اللعب من أفضل الطرق لتنمية قدراته العقلية‪ ،‬خاصة عندما تكون‬ ‫الخبرات تجريدية مثل مفهوم الزمن‪.‬‬ ‫(نعيمة يونس‪ ،‬عبد الفتاح عبد المجيد‪)56 ،2000 ،‬‬ ‫ويساعد اللعب الطفل على إدراك عالمه الخارجي جيدا من خالل قيامه‬ ‫باالستكشاف فيتعلم ويحصل على المعلومات بنفسه‪ ،‬وتزداد الحصيلة المعرفية‬ ‫واللغوية لديه‪ ،‬ويتدرب على حل المشكالت‪ ،‬وتنمو لديه روح اإلبداع واالبتكار‪.‬‬ ‫(عفاف لطف هللا ‪)38 ،1998 ،‬‬ ‫كما يساعد اللعب فى اإلسراع فى تنمية التفكير المجرد من خالل تطوير‬ ‫بعض المهارات و تنظيم شبكة من التفكير المنظم‪.‬‬ ‫(فاروق عثمان‪)283 ،2005 ،‬‬ ‫‪28‬‬ ‫إن تناول الطفل الصغير لألشياء المحيطة به وإمساكه إياها بيديه فى سني‬ ‫المهد يتيح له فرصة اكتساب فكرة دوام األشياء واستمرار وجودها‪ ،‬كما تتيح له‬ ‫معرفة أفضل بفكرة الحيز أو المكان‪.‬وقد أوضح بياجيه أن التخطيطات‬ ‫العقلية تتكون انطالقا من هذه المعالجات اليدوية األولي حيث تكتسب كل‬ ‫لعبه فيما بعد معني وداللة خاصين بكل طفل‪ ،‬و تطور هذه األلعاب يعبر‬ ‫عن درجة نضجه العقلي والوجداني‪(.‬سهير أحمد‪)81 ،1999 ،‬‬ ‫ويوفر اللعب فرصا لألطفال تمكنهم من تطوير مهاراتهم علي حل المشكالت‪،‬‬ ‫ورؤية وجهات النظر المختلفة واستخدام األشياء بطرق متفردة ومبتكرة‪ ،‬حيث‬ ‫يتيح لهم الفرص لكي يتعاملوا بنفس الطريقة التي يتعامل بها الكبار مع البدائل‬ ‫المطروحة لحل مشكلة ما يواجهونها‪ ،‬ويتصورون التبعات الناجمة عن تبنيهم‬ ‫لهذه البدائل تبعا لوجهات النظر المختلفة‪ ،‬و هذه العملية تؤدي إلي اكتشاف‬ ‫مشكالت جديدة أو أسئلة جديدة يطرحها األطفال أثناء اللعب تمكنهم من أن‬ ‫يفكروا فيها بعمق أكثر‪(.‬عزة خليل‪)29-28 ،2002 ،‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪ -4‬اللعب والنمو االجتماعي‪.‬‬ ‫يؤثر اللعب بشكل واضح فى النمو االجتماعي لطفل الروضة‪ ،‬من خالل تعليم‬ ‫الطفل كيفية القيام بالدور االجتماعى المناسب‪ ،‬وتعلم مهارات العمل الجماعى‬ ‫كاالتصال والتعبير عن الرأى بما يساهم فى تحقيق المزيد من التفاهم واالحترام‬ ‫وتعلم تبادل األدوار ما بين الكبار والصغار‪.‬‬ ‫(محمد الحوامدة‪ ،‬زيد العدوان‪)326 ،2009،‬‬ ‫ومن خالل استخدام الدمي واأللعاب المختلفة يتعلم األطفال أن كل فرد منهم‬ ‫شخص مستقل‪ ،‬ويدركون كيفية التعامل مع العالقات البينية الشخصية‪.‬‬ ‫فاألطفال الذين ال يكون لديهم فرص للعب مع رفاق من سنهم يفتقدون خبرة‬ ‫تعلم اجتماعية؛ وبالتالى يكونون أقل ثقة فى أنفسهم‪ ،‬وغير متأكدين من‬ ‫قدراتهم على إقامة عالقات بأفراد آخرين خارج نطاق األسرة‪.‬‬ ‫(ماريا بيرس‪ ،‬جنيفيف الندو‪)33 ،2007 ،‬‬ ‫وتذكر نعيمة يونس وعبد الفتاح عبد المجيد (‪ ،)2000‬وعواطف محمد‬ ‫(‪ )1993‬أن الطفل يتعلم عن طريق اللعب بعض العادات االجتماعية التى‬ ‫تسهم فى تحسين النمو االجتماعي لديه مثل تعلم أصول اللعب‪ ،‬ومراعاة أدوار‬ ‫اآلخرين واحترامه ألفكارهم‪ ،‬وتظهر لديه روح التعاون وتكوين صداقات جديدة‪،‬‬ ‫كما يكتشف أن هناك بعض أنماط السلوك غير المقبولة والمرفوضة‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫وتعتبر الصلة االجتماعية التى تنشأ بين األطفال خالل اللعب نواة لنمو‬ ‫العالقات اإلنسانية واالجتماعية؛ إذ يعمل اللعب على تكوين سلوك اجتماعي‬ ‫ناضج من خالل التفاعل االجتماعي بين الطفل واألطفال اآلخرين‪ ،‬فيتعلم‬ ‫الطفل أن يتنازل عن بعض األلعاب للجماعة وبالتالى ينتقل من التمركز حول‬ ‫ذاته إلى التمركز حول الجماعة‪ ،‬ويتعلم أن يشارك أقرانه خبرات اللعب وأن‬ ‫يتعاون معهم‪.‬وتلعب الجاذبية االجتماعية دو ار فى تقبل أقرانه‪ ،‬وبالتالى تقل‬ ‫عنده نزعة األنانية والعدوانية‪ ،‬كما تلعب األلعاب التعاونية دو ار فى تعلم الطفل‬ ‫مهارات اجتماعية مقبولة كاألخذ والعطاء المتبادل‪ ،‬والتعاون‪ ،‬والمطاوعة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وتكوين الضمير والصحبة‪(.‬فاروق عثمان‪)289-288 ،2005 ،‬‬ ‫كما أن ممارسة األطفال للعب الدور وتفاعلهم مع المشاهدين يشجعهم على‬ ‫اإلنصات وإعطاء أهمية للرأى اآلخر‪(.‬هناء الرقاد‪)2006،490 ،‬‬ ‫من سن العام الواحد حتي العام الثاني عشر كما هو موضح فى الجدول‬ ‫التالى‪:‬‬ ‫‪31‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫أنواع اللعب عند األطفال‪.‬‬ ‫تتعدد وتتنوع أنشطة اللعب وفقا للعديد من المتغيرات والتى من أهمها أشكاله‪،‬‬ ‫طبيعته‪ ،‬مستوياته‪ ،‬أهدافه‪ ،‬قيمه ووظائفه‪ ،‬عدد المشاركين فيه‪ ،‬مكان اللعب‬ ‫ووفقا لمراحل تطور نمو الطفل‪.‬وفيما يلى استعراض ألهم التقسيمات‬ ‫والتصنيفات المرتبطة بمجال اللعب‪.‬‬ ‫األلعاب التلقائية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫هي عبارة عن شكل أولي من أشكال اللعب حيث يلعب الطفل ح ار وبصورة‬ ‫تلقائية بعيدا عن القواعد المنظمة للعب‪ ،‬وهذا النوع من اللعب يكون في معظم‬ ‫الحاالت فرديا وليس جماعيا حيث يلعب كل طفل كما يريد‪ ،‬ويميل الطفل في‬ ‫مرحلة اللعب التلقائي إلى التدمير وذلك بسبب نقص االتزان الحسي الحركي إذ‬ ‫يجذب الدمى بعنف ويرمي بها بعيدا‪ ،‬وعند نهاية العام الثاني من عمره يصبح‬ ‫هذا الشكل من اللعب أقل تلبية لحاجاته النمائية فيعزف عنه تدريجيا ليفسح‬ ‫المجال أمام شكل آخر من أشكال اللعب‬ ‫‪32‬‬ ‫‪ -2‬األلعاب التمثيلية‪:‬‬ ‫يتجلى هذا النوع من اللعب في تقمص شخصيات الكبار‪ ،‬مقلدا سلوكهم‬ ‫وأساليبهم الحياتية التي يراها الطفل وينفعل بها‪ ،‬وتعتمد األلعاب التمثيلية ‪-‬‬ ‫بالدرجة األولى ‪ -‬على خيال الطفل الواسع ومقدرته اإلبداعية ويطلق على هذه‬ ‫األلعاب (األلعاب اإلبداعية)‪(.‬لوبلينسكايا ‪ 1980‬ص‪0 ) 154‬‬ ‫ويتصف هذا النوع من اللعب باإليهام أحيانا وبالواقع أحيانا أخرى إذ ال تقتصر‬ ‫األلعاب التمثيلية على نماذج األلعاب الخيالية اإليهامية فحسب بل تشمل ألعابا‬ ‫تمثيلية واقعية أيضا تترافق مع تطور نمو الطفل‪.‬‬ ‫‪ -3‬األلعاب التركيبية‪:‬‬ ‫يظهر هذا الشكل من أشكال اللعب في سن الخامسة أو السادسة‪ ،‬حيث يبدأ‬ ‫الطفل وضع األشياء بجوار بعضها دون تخطيط مسبق ‪ ،‬فيكتشف مصادفة أن‬ ‫هذه األشياء تمثل نموذجا ما يعرفه فيفرح لهذا االكتشاف‪ ،‬ومع تطور الطفل‬ ‫النمائي يصبح اللعب أقل إيهامية وأكثر بنائية على الرغم من اختالف األطفال‬ ‫في قدراتهم على البناء والتركيب‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ويعد اللعب التركيبي من المظاهر المميزة لنشاط اللعب في مرحلة الطفولة‬ ‫المتأخرة (‪ )12-10‬ويتضح ذلك في األلعاب المنزلية وتشييد السدود‪ ،‬فاألطفال‬ ‫الكبار يضعون خطة اللعبة ومحورها ويطلقون على الالعبين أسماء معينة‪،‬‬ ‫ويوجهون أسئلة لكل منهم حيث يصدرون من خالل اإلجابات أحكاما على‬ ‫سلوك الشخصيات األخرى ويقومونها‪.‬‬ ‫ونظ ار ألهمية هذا النوع من األلعاب فقد اهتمت وسائل التكنولوجيا المعاصرة‬ ‫بإنتاج العديد من األلعاب التركيبية التي تتناسب مع مراحل نمو الطفل كبناء‬ ‫منزل أو مستشفى أو مدرسة أو نماذج للسيارات والقطارات من المعادن أو‬ ‫البالستيك أو الخشب وغيرها ‪0‬‬ ‫‪ -4‬األلعاب الفنية‪:‬‬ ‫تدخل في نطاق األلعاب التركيبية وتتميز بأنها نشاط تعبيري فني ينبع من‬ ‫الوجدان والتذوق الجمالي في حين تعتمد األلعاب التركيبية على شحذ الطاقات‬ ‫العقلية المعرفية لدى الطفل ومن ضمن األلعاب الفنية رسوم األطفال التي تعبر‬ ‫عن التألق اإلبداعي عند األطفال الذي يتجلى بالخربشة أو الشخطبة‬ ‫‪34‬‬ ‫‪ ،scripling‬هذا والرسم يعبر عما يتجلى في عقل الطفل لحظة قيامه بهذا‬ ‫النشاط‪ ،‬ويعبر األطفال في رسومهم عن موضوعات متنوعة تختلف باختالف‬ ‫العمر‪ ،‬فبينما يعبر الصغار في رسومهم عن أشياء وأشخاص وحيوانات مألوفة‬ ‫في حياتهم‪ ،‬ويتزايد اهتمامهم برسوم األزهار واألشجار والمنازل مع تطور‬ ‫نموهم‪ ،‬وتظهر الفروق بين الجنسين في رسوم األطفال منذ وقت مبكر‬ ‫فالصبيان ال يميلون إلى رسم األشكال اإلنسانية كالبنات ولكنهم يراعون النسب‬ ‫الجسمية أكثر منهن‪ ،‬بينما نجد أن األطفال جميعهم يميلون إلى رسم األشخاص‬ ‫من جنسهم ما بين سن الخامسة والحادية عشرة نجد أن البنات يبدأن في رسم‬ ‫أشكال تعبر أكثر عن الجنس اآلخر بعد الحادية عشرة‪ ،‬وتشتمل رسوم األوالد‬ ‫على الطائرات والدبابات والمعارك في حين تندر مثل هذه الرسوم عند البنات‪،‬‬ ‫ويمكن أن نرجع ذلك إلى أسلوب التربية والتفريق بين الصبيان والبنات من حيث‬ ‫األنشطة التي يمارسونها واأللعاب التي يقومون بها‪ ،‬ومما يؤثر في نوعية‬ ‫الرسوم أيضا المستويات االقتصادية واالجتماعية لألسر إلى جانب مستوى ذكاء‬ ‫األطفال‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪ -5‬األلعاب الترويحية والرياضية‪:‬‬ ‫يعيش األطفال أنشطة أخرى من األلعاب الترويحية والبدنية التي تنعكس‬ ‫بإيجابية عليهم‪ ،‬فمنذ النصف الثاني من العام األول من حياة الطفل ينشد إلى‬ ‫بعض األلعاب البسيطة التي يشار إليها غالبا على أنها (ألعاب األم) ‪mother‬‬ ‫‪ games‬ألن الطفل يلعبها غالبا مع أمه‪ ،‬وفي سنوات ما قبل المدرسة يهتم‬ ‫الطفل باللعب مع الجيران‪ ،‬حيث يتم اللعب ضمن جماعة غير محددة من‬ ‫األطفال‪ ،‬حيث يقلد بعضهم بعضا‪ ،‬وينفذون أوامر قائد اللعبة وتعليماته‪ ،‬وألعاب‬ ‫هذه السن بسيطة وكثي ار ما تنشأ في الحال دون تخطيط مسبق‪ ،‬وتخضع هذه‬ ‫األلعاب للتعديل في أثناء الممارسة‪ ،‬وفي حوالي الخامسة يحاول الطفل أن‬ ‫يختبر مهاراته بلعبة السير على الحواجز أو الحجل على قدم واحدة أو (نط‬ ‫الحبل) وهذه األلعاب تتخذ طابعا فرديا أكثر منه جماعيا ألنها تفتقر إلى‬ ‫التنافس‪ ،‬بينما يتخلى األطفال عن هذه األلعاب في سنوات ما قبل المراهقة‪،‬‬ ‫ويصبح الطابع التنافسي ممي از لأللعاب حيث يصبح االهتمام متمرك از على‬ ‫التفوق والمهارة ‪0‬‬ ‫‪36‬‬ ‫واأللعاب الترويحية والرياضية ال تبعث على البهجة في نفس الطفل فحسب بل‬ ‫إنها ذات قيمة كبيرة في التنشئة االجتماعية‪ ،‬فمن خاللها يتعلم الطفل االنسجام‬ ‫مع اآلخرين‪ ،‬وكيفية التعاون معهم في األنشطة المختلفة‪.‬‬ ‫ويؤكد (دي بوا) على قيمة هذه األنشطة في تنشئة الطفل وفقا لمعايير‬ ‫الصحة النفسية‪ :‬فهذه األنشطة تتحدى الطفل لكي ينمي مهارة أو يكون عادة‬ ‫وفي سياقها يستثار بالنصر ويبذل جهدا أكبر‪ ،‬وحينما ال يشترك الناس في‬ ‫صباهم في ألعاب رياضية فإنهم يحصلون على تقديرات منخفضة وفقا لمقاييس‬ ‫التكيف االجتماعي واالنفعالي للناجحين‪ ،‬فمثل هؤالء األشخاص كثي ار ما‬ ‫يتزعمون الشغب ويثيرون المتاعب ألنه لم تكن لديهم الفرصة ألن يتعلموا كيف‬ ‫يكسبون بتواضع أو يخسرون بشرف وبروح طيبة أو يتحملون التعب الجسمي‬ ‫في سبيل تحقيق الهدف‪ ،‬وباختصار فإن أشخاصا كهؤالء ال يحظون بميزة تعلم‬ ‫نظام الروح الرياضية الطيبة وهي الزمة للغاية لحياة سعيدة عند الكبار‪.‬‬ ‫والواقع أن األلعاب الرياضية تحقق فوائد ملموسة فيما يتعلق بتعلم المهارات‬ ‫الحركية واالتزان الحركي والفاعلية الجسمية ال تقتصر على مظاهر النمو‬ ‫‪37‬‬ ‫الجسمي السليم فقط‪ ،‬بل تنعكس أيضا على تنشيط األداء العقلي وعلى‬ ‫الشخصية بمجملها‪ ،‬فقد بينت بعض الدراسات وجود عالقة إيجابية بين ارتفاع‬ ‫الذكاء والنمو الجسمي السليم لدى األطفال منذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية‬ ‫المراهقة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬األلعاب الثقافية‪:‬‬ ‫هي أساليب فعالة في تثقيف الطفل حيث يكتسب من خاللها معلومات وخبرات‪،‬‬ ‫ومن األلعاب الثقافية القراءة والبرامج الموجهة لألطفال عبر اإلذاعة والتلفزيون‬ ‫والسينما ومسرح األطفال‪ ،‬وسنقتصر في مقامنا هذا على القراءة‬ ‫إن الطفل الرضيع في العام األول يحب أن يسمع غناء الكبار الذي يجلب له‬ ‫البهجة‪ ،‬وفي العام الثاني يحب الطفل أن ينظر إلى الكتب المصورة بألوان‬ ‫زاهية‪ ،‬ويستمتع بالقصص التي تحكي عن هذه الصور‪ ،‬هذا إلى جانب ذلك تعد‬ ‫القراءة خبرة سارة للطفل الصغير وخاصة إذا كان جالسا في حضن أمه أو‬ ‫شخص عزيز عليه‪ ،‬ويمكن تبين الميل نحو القراءة عند األطفال في سن مبكرة‬ ‫حيث تجذبهم الكتب المصورة والقصص التي يقرؤها الكبار لهم ويحب الطفل‬ ‫‪38‬‬ ‫في هذه السن الكتب الصغيرة ليسهل عليه اإلمساك بها‪ ،‬وغالبا ما يميل‬ ‫األطفال الصغار إلى القصص الواقعية‪ ،‬بينما اتجاه األم نحو الخيال له تأثير‬ ‫هام في تفضيل الطفل للقصص الواقعية أو الخيالية‪ ،‬ويفضل معظم الصغار‬ ‫القصص التي تدور حول األشخاص والحيوانات المألوفة في حياتهم‪ ،‬ويميلون‬ ‫إلى القصص الكالسيكية مثل (سندريال ‪ -‬وعلي بابا واألربعين حرامي)‪ ،‬كما‬ ‫يميلون إلى القصص العصرية التي تدور حول الفضاء والقصص الفكاهية‬ ‫والدرامية‪ ،‬ويميلون أيضا في سنوات ما قبل المدرسة بسبب ما يتصفون به من‬ ‫إحيائية ‪ animism‬إلى القصص التي تدور حول حيوانات تسلك سلوك‬ ‫الكائنات اإلنسانية‪ (.‬ويلسون‪) 1943 ،‬‬ ‫ومع تطور النمو يتغير تذوق الطفل للقراءة؛ إذ أن ما كان يستثيره في الماضي‬ ‫لم يعد يجذب انتباهه اآلن‪ ،‬ومع نموه العقلي وازدياد خبراته يصبح أكثر‬ ‫واقعية‪.‬إن القدرة القرائية لدى الطفل تحدد ما يحب ويفضل من القصص‪،‬‬ ‫واالهتمام الزائد بالوصف والحشد الزائد مما هو غريب على الطفل يجعل الكتاب‬ ‫غريبا عنه وغير مألوف لديه ‪0‬‬ ‫‪39‬‬ ‫وتكشف الدراسات أن الميل نحو القراءة عند الطفل تختلف من مرحلة عمرية‬ ‫ألخرى في سنوات المدرسة‪ ،‬حيث يتحدد بموجبها أنماط الكتب التي‬ ‫يستخدمها‪ ،‬ففي حوالي السادسة أو السابعة يميل الطفل إلى قراءة القصص التي‬ ‫تدور حول الطبيعة والرياح واألشجار والطيور‪ ،‬كما أنه يهتم بحكايات الجن أو‬ ‫الشخصيات الخرافية التي تكون قصيرة وبسيطة‪ ،‬وفي حوالي التاسعة والعاشرة‬ ‫من عمر الطفل يضعف اهتمامه بالحكايات السابقة ويميل إلى قصص المغامرة‬ ‫والكوميديا والرعب وقصص األشباح ‪ 0‬ومع نهاية مرحلة الطفولة تتعزز مكانة‬ ‫القراءة في نفوس األطفال وخاصة لدى البنات ‪ 0‬أما في مرحلة الم ارهقة تصبح‬ ‫الميول القرائية لدى المراهقين أكثر صقال وأكثر إمتاعا من الناحية العقلية‪،‬‬ ‫فبينما يهتم األوالد بالموضوعات التي تتعلق بالعلم واالختراع‪ ،‬تهتم البنات‬ ‫بالشؤون المنزلية والحياة المدرسية‪.‬‬ ‫‪40‬‬ ‫كما قامت نعيمه يونس وعبد الفتاح عبد المجيد (‪ )2000‬بتصنيف اللعب بناء‬ ‫على مجموعة من األسس هي‪:‬‬ ‫من حيث عدد المشتركين فى اللعب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪ )2‬اللعب الجماعى‪.‬‬ ‫‪ )1‬اللعب االنفرادى‪.‬‬ ‫من حيث تنظيم اللعب واإلشراف عليه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪ )2‬اللعب المنظم‪.‬‬ ‫‪ )1‬اللعب التلقائى‪.‬‬ ‫من حيث نوعية اللعب وطبيعته‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪ )1‬اللعب النشيط‪.‬‬ ‫‪ )2‬اللعب الهادئ‪.‬‬ ‫‪ )3‬اللعب الذى يساعد على نمو العضالت وتنسيق الحركات‪.‬‬ ‫‪ )4‬اللعب الذى تغلب عليه الصفة العقلية‪.‬‬ ‫‪ )5‬اللعب الفضولى (االستكشافى)‪.‬‬ ‫من حيث المكان الذى يمارس فيه اللعب‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪ )2‬اللعب الداخلى‪.‬‬ ‫‪ )1‬اللعب الخارجى‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫من حيث طبيعة الوظيفة التى يؤديها‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪ )1‬اللعب العام (ألعاب النمو والنشاط والترويح)‪.‬‬ ‫‪ )2‬اللعب الخاص (ألعاب التشخيص والعالج)‪.‬‬ ‫من حيث أدوات اللعب‪.‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪ )1‬اللعب بمواد خام متوفرة في الطبيعية‪.‬‬ ‫‪ )2‬اللعب بمواد مصطنعة وأدوات تنتجها المؤسسات والشركات‪.‬‬ ‫من حيث طبيعة األطفال النفسية والعقلية‪.‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫فالموهبون يلعبون لإلبداع واإلبتكار‪ ،‬والعاديون للنمو والتربية‪ ،‬والمرضى يلعبون‬ ‫للترفيه والتسلية‪.‬والعالج وهم جميعا يلعبون للعب في حد ذاته‪(.‬نعيمه‬ ‫يونس‪ ،‬عبد الفتاح عبد المجيد‪)140 -139 ،2000،‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫النظريات المفسرة للعب عند األطفال‪.‬‬ ‫نظ ار لألهمية الكبيرة التى يتمتع بها اللعب عند اإلنسان بشكل عام وعند‬ ‫األطفال بشكل خاص فقد اجتهد الباحثون فى وضع تفسيرات عدة لإلجابة عن‬ ‫سؤال لماذا نلعب؟ ويمكن تقسيم النظريات حول اللعب إلى قسمين‪:‬‬ ‫النظريات الكالسيكية التى ظهرت فى نهاية القرن التاسع عشر‬ ‫‪-1‬‬ ‫وبداية القرن العشرين‪.‬‬ ‫النظريات الحديثة التى برزت بعد عام ‪.1920‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-1‬النظريات الكالسيكية‪.‬‬ ‫أ‪ -‬نظرية الطاقة الزائدة‪.‬‬ ‫تنسب هذه النظرية إلى فردريك تشيلر ‪ F. Schiller‬وهربرت سبنسر ‪H.‬‬ ‫‪ Spencer‬ومحتواها أن وظيفة اللعب هي التخلص من الطاقة الزائدة لدي‬ ‫الطفل‪ ،‬حيث يمتلك الطفل طاقة زائدة بداخله‪ ،‬وتراكم هذه الطاقة بداخله يدفعه‬ ‫إلى البحث عن طريقة لتصريف تلك الطاقة التى تحتم عليه إخراجها بوسائل‬ ‫‪43‬‬ ‫اللعب المختلفة‪.‬إال أن هذه النظرية قد انتقدت‪ :‬فالكبار يميلون للعب‪ ،‬وأن‬ ‫اللعب ليس قاص ار على من يستمتع بالراحة‪ ،‬فكثير ما ترى أطفاال يلعبون وهم‬ ‫فى أشد حاالت تعبهم‪ ،‬إذ يجدون فيه سبيال إلى الشعور بالراحة‪.‬‬ ‫(ليلي زهران‪ ،‬عاصم راشد‪)93- 92 ،2005 ،‬‬ ‫ب‪ -‬النظرية التلخيصية‪.‬‬ ‫صاحب هذه النظرية ستانلي هول‪ Stanley hull‬وتري هذه النظرية أن اللعب‬ ‫هو تلخيص لضروب النشاطات المختلفة التى مر بها الجنس البشري عبر‬ ‫القرون واألجيال‪ ،‬فالطفل عندما يعوم أو يبني الكهوف أو يتسلق األشجار أو‬ ‫يقوم بعمليات القبض أو الصيد‪ ،‬فإنما يلخص تاريخ الجنس البشري فى لعبه‪،‬‬ ‫و عندما يجمع حوله جماعة الرفاق ليلعب معهم إنما يمثل فى عمله هذا‬ ‫نموذجا لنشأة الجماعات األولي فى حياة اإلنسان‪(.‬فاضل حنا‪)75 ،1999 ،‬‬ ‫وقد وجهت إلى هذه النظرية اعتراضات كثيرة منها‪ :‬إن هذه النظرية بنيت على‬ ‫افتراض أن المهارات التي تعلمها جيل من األجيال والخبرات التي حصل‬ ‫عليها يمكن أن يرثها الجيل الذي يليه غير أن هذه النظرية القائلة بتوريث‬ ‫‪44‬‬ ‫الصفات المكتسبة والتي يعد ( المارك ) مؤسسا لها لم يعثر على ما يؤيدها‬ ‫في دراسة الوراثة‪ ،‬كما يرفض معظم علماء الوراثة في الغرب الرأي القائل‬ ‫بإمكان توريث الصفات المكتسبة‪ ،‬وهذا كله أدى إلى إلغاء هذه النظرية إضافة‬ ‫إلى أن الصغار ليسوا صو ار مصغرة من الكبار فركوب الدراجات واستعمال‬ ‫الهواتف مثال ليس تك ار ار لتجارب قديمة‪ ،‬وإنما هو من معطيات الجيل نفسه‬ ‫الذي يستخدمها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬نظرية اإلعداد للحياة المستقبلية‪.‬‬ ‫ترجع هذه النظرية إلى كارل جروس ‪ Karl Gross‬وقد فسرت هذه النظرية‬ ‫اللعب على أنه ألوان من النشاط الغرائزى الذى يلجأ إليه اإلنسان منذ صغره‬ ‫ليتدرب على مهارات الحياة األساسية ويتقنها‪ ،‬وتستند هذه النظرية على‬ ‫األساس البيولوجي لإلنسان أكثر من اعتمادها على مظاهر اللعب ذاته فالطفل‬ ‫ال يلعب لمجرد أنه طفل أو ألن مرحلة الطفولة هي مرحلة لعب ولهو‪ ،‬وإنما‬ ‫ألن الطبيعة جعلت من هذه المرحلة إعداد لنشاط الكبار‪ ،‬فلعب األطفال‬ ‫باألسلحة كالسيوف أو المسدسات والمدافع يفسر على أنه استعداد للقيام‬ ‫‪45‬‬ ‫بالقتال لمواجهة األعداء‪ ،‬كما أن لعب البنات بالدمى وأدوات المطبخ أو‬ ‫الخياطة يعكس استعدادهن للقيام بهذه المهام فى المستقبل‪.‬‬ ‫(عفاف اللبابيدي‪ ،‬عبد الكريم خاليله‪)29 ،1993 ،‬‬ ‫إن ما ذهبت إليه النظرية بأن اللعب مران ال تزال تعتبر نظرية صحيحة فى‬ ‫أغلب األحيان‪ٕ ،‬وان كان يؤخذ على النظرية افتراضها توجيه الغريزة للعب فى‬ ‫هذا اإلعداد‪ ،‬كما يؤخذ عليها القول بأن كل ما يؤديه اللعب من وظائف هو‬ ‫اإلعداد للمستقبل ‪.‬‬ ‫د‪ -‬نظرية االستجمام‪.‬‬ ‫تعتبر من أقدم النظريات التى تناولت اللعب‪ ،‬ويري أصحابها وعلى رأسهم‬ ‫الفيلسوف األلماني الزاروس‪ Lazarus‬أن وظيفة اللعب األساسية هي راحة‬ ‫العضالت واألعصاب من عناء األعمال‪ ،‬فالالعب فى نظرهم يستخدم فى‬ ‫ألعابه طاقات عضلية وعصبية غير الطاقة التى أرهقها فى العمل‪ ،‬وبذلك فإن‬ ‫اللعب يتيح فرصة الراحة للمراكز المرهقة‪.‬كما ترى هذه النظرية أن اللعب‬ ‫‪46‬‬ ‫وسيلة الستعادة النشاط الذهني‪ ،‬والبعد عن مشاغل الحياة من خالل التسلية‬ ‫والرياضة‪ ،‬ووسيلة الترفية بعد العمل‪(.‬أحمد الزغبي‪)186 ،1997 ،‬‬ ‫وقد وجهت لهذه النظرية االعتراضات التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬لو كانت الغاية من اللعب هي راحة األعصاب المجهدة والعضالت‬ ‫المتعبة‪ ،‬فإن أحسن طريقة لذلك هي االستلقاء في الفراش واالسترخاء في‬ ‫الجلوس من غير عمل ما ألن هذه الطريقة تجلب الراحة في وقت أقصر‪.‬‬ ‫‪ -2‬لو كان الهدف من اللعب الراحة فقط‪ ،‬لكان من األفضل للكبار أن يلعبوا‬ ‫أكثر مما يلعب الصغار‪ ،‬ألن عمل الكبار وجهدهم المبذول أدعى للتعب من‬ ‫لعب الصغار‪ ،‬ومع ذلك فإننا نرى أن الصغار أكثر لعبا من الكبار‪.‬‬ ‫‪ -3‬ال يكون لعب اإلنسان دائما بطاقات عضلية وجهد عصبي غير التي‬ ‫يستعملها في أثناء العمل‪ ،‬بل إن اإلنسان يلعب بالعضالت التي يعمل بها‬ ‫واألعصاب التي يفكر بها‪.‬‬ ‫‪ -4‬تبين لعلماء النفس أن الجهد المبذول ال يتعب العضلة وحدها‪ ،‬بل يتعب‬ ‫‪47‬‬ ‫الجسم ذلك ألن أي عمل من األعمال يستلزم استعداد عضالت الجسم كلها‬ ‫وتأهبها للعمل‪.‬‬ ‫وهكذا نرى أن في نظرية االستجمام انتقاصا واضحا وصريحا لوظيفة اللعب‬ ‫وتضييقا لها عند حصرها بإراحة العضالت واألعصاب‪ ،‬وبإعادة ما استنفذه‬ ‫الكائن الحي من طاقات حيوية في سبيل أعماله وإهماال للدور الفعال للعب‬ ‫كنشاط إنساني أصيل موجه ومؤثر في عملية النمو‪.‬‬ ‫ھ‪ -‬نظرية النمو الجسمي‪.‬‬ ‫قدم هذه النظرية "كارت" حيث يعتقد أن اللعب من أهم العوامل التى تساعد‬ ‫على نمو أعضاء الجسم الظاهرة والباطنة السيما المخ وأعضاء الجهاز‬ ‫العصبي‪ ،‬واللعب يسهم فى إعداد هذه األعضاء للقيام بوظائفها على الوجه‬ ‫الصحيح‪.‬وتشير هذه النظرية إلى قيمة اللعب فى استثارة بعض المراكز‬ ‫المخية من أجل نماء الجسم‪ ،‬وقيمة بعض المراكز المخية فى تحريك الطفل‬ ‫من أجل اللعب‪(.‬هدى قناوى‪)16، 1995 ،‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪-2‬النظريات الحديثة‪.‬‬ ‫لم تقتصر النظريات الحديثة على تفسير وجود اللعب فى حياة الطفل‪ ،‬بل‬ ‫حاولت ربط اللعب بنمو الطفل والشروط التى تساعد على أن يكون للعب‬ ‫وظيفة تعليمية‪.‬‬ ‫أ‪ -‬نظرية التحليل النفسي‪.‬‬ ‫يعتقد سيجموند فرويد ‪ Sigmund Freud‬مؤسس مدرسة التحليل النفسي أن‬ ‫بإمكان الطفل التخلص من المشاعر المرتبطة باألحداث والخبرات المؤلمة عن‬ ‫طريق اللعب‪ ،‬ففى اللعب يستطيع الطفل أن يبدل األدوار فبدال من أن يكون‬ ‫مستقبال للخبرة السيئة أو المؤلمة يكون هو مسببها‪.‬على سبيل المثال عندما‬ ‫يتعرض الطفل للضرب من أحد الوالدين يقوم بضرب دميته أو يمثل أنه‬ ‫يضرب زميله فى اللعب‪ ،‬وبهذه العملية اإلسقاطية يتعامل مع مشاعره ويسيطر‬ ‫عليها‪ ،‬وهناك طريقة أخرى يتعامل فيها األطفال مع األحداث غير السارة وهى‬ ‫تمثيل الخبرة المؤلمة مرات ومرات وكأنهم يقسمونها إلى أجزاء صغيرة بحيث‬ ‫‪49‬‬ ‫تصبح بالحجم الذي يمكن معالجته والتغلب على المشاعر المرتبطة بها‪.‬‬ ‫(عبد المجيد منصور وآخرون‪)170-169 ،2003 ،‬‬ ‫ب‪ -‬نظريات النمو المعرفى‪.‬‬ ‫يفسر بياجية ‪ Piaget‬اللعب بأنه نتيجة لنمو الذكاء فاللعب عند بياجيه هو‬ ‫عملية تمثل أو تعلم يعمل على تحويل المعلومات الواردة لتالئم حاجات الفرد‪.‬‬ ‫فاللعب واالستيعاب والمواءمة مكمل لنمو الذكاء‪ ،‬ويري (بياجيه) أن لكل من‬ ‫اللعب والتقليد أهمية فى عملية النمو‪ ،‬وأن اللعب ال يعكس فقط طريقة تفكير‬ ‫الطفل فى المرحلة التى يمر بها بل يسهم أيضا فى تنمية قدراته المعرفية‪.‬‬ ‫(هدي الناشف‪)79-77 ،2001 ،‬‬ ‫ج‪ -‬اللعب عند فيجوتسكي )‪(Vygotsky‬‬ ‫ومن العلماء الذين آمنوا بقيمة اللعب فى النمو المعرفى فيجوتسكي‬ ‫‪ Vygotsky‬حيث وسع من بعض أفكار بياجيه المتعلقة بدور اللعب في‬ ‫النمو المعرفي واالجتماعي‪ ،‬وقد آمن فيجوتسكي مثل بياجيه بأن التناقضات‬ ‫وحل المشكالت من المالمح األساسية للنمو‪.‬وقد عبر عن ذلك من خالل‬ ‫‪50‬‬ ‫تبنيه لمفهوم "منطقة النمو األقرب" ‪Zone of Proximal Development‬‬ ‫والتي عبر من خاللها عن فكرة أن أداء األطفال في مواقف اللعب يكون في‬ ‫مستوي أكبر من قدراتهم الطبيعية‪ ،‬وذلك عندما تكون هناك مواقف تتضمن‬ ‫تحديا من جانب أقرانهم في اللعب‪ ،‬حيث يجدون في مواقف اللعب ضرورة‬ ‫للتفاوض والتعاون مع األقران لكي يتمكنوا من الحفاظ علي استم اررية اللعب؛‬ ‫ومن ثم يوسعون من فهمهم‪(.‬عزة خليل‪)30 ،2002 ،‬‬ ‫ويرى فيجوتسكي أن للعب دو ار رئيسا في نمو الطفل‪ ،‬فالنشاط التخيلي وإبداع‬ ‫األهداف وصوغ الدوافع االختيارية كل ذلك يظهر من خالل اللعب ويجعله في‬ ‫أعلى مراحل نمو ما قبل المدرسة‪.‬‬ ‫فيجوتسكي يرى أن اللعب يحتوي على الميول النمائية كلها ويسهم في تحقيق‬ ‫ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬التفكير المجرد‪:‬‬ ‫إذ يعد اللعب مرحلة ممهدة ال بد منها لتنمية التفكير المجرد‪ ،‬وعندما يكبر‬ ‫الطفل فإن الفرصة تصبح متاحة أمامه الستخدام اللعب دون وعي وفي مرحلة‬ ‫‪51‬‬ ‫ما قبل المدرسة ينقلب اللعب إلى عمليات داخلية وفكر مجرد‪.‬‬ ‫‪ -2‬ضبط الذات‪:‬‬ ‫إن التزام الطفل بقواعد اللعب وأنظمته يوفر له متعة قصوى‪ ،‬حيث يحول‬ ‫االلتزام دون تحقيق رغباته المباشرة‪ ،‬وبذلك يتعلم الطفل أن يسيطر على‬ ‫حوافزه ويضبطها‪.‬‬ ‫‪ -3‬اللعب نشاط رائد ال مجرد نشاط زائد‪:‬‬ ‫إذ بفضل هذه القوة النمائية يتجاوز الطفل من خالل اللعب عمره الواقعي‪،‬‬ ‫ولهذا يعد اللعب أفضل مجال نمائي حيوي للطفل ‪ 0‬إنه بهذا حقل النمو‬ ‫ومختبره األمثل ‪ 0‬وهكذا نرى أنه في الوقت الذي يرفض فيه فيجوتسكي‬ ‫اعتبار المتعة أساسا لتعريف اللعب فإنه يرفض بالمقابل اعتبار اللعب نشاطا‬ ‫غير هادف‪ ،‬إذ يرى أن الطفل يشبع من خالل اللعب حاجات وحوافز معينة‬ ‫تتغير من مرحلة عمرية إلى مرحلة أخرى ‪0‬‬ ‫‪52‬‬ ‫د‪ -‬النظرية السلوكية‪.‬‬ ‫انبثقت النظرية السلوكية فى تفسير اللعب من أعمال سكنر ‪Skinner‬‬ ‫وثورنديك ‪ Thorndike‬وهل ‪ Hull‬وباندو ار ‪ Bandura‬ودوالر وميلر‬ ‫‪ Dollard & Miller‬وقد تركزت اهتماماتهم على الدور الذي تلعبه البيئة فى‬ ‫تشكيل اللعب‪ ،‬فازدهار اللعب يحتاج الستثارة البيئة المحيطة بالطفل‪ ،‬واتصاله‬ ‫باألقران واستحسان اآلباء للعبه‪ ،‬باإلضافة إلى توافر المكان والوقت المناسبين‬ ‫لممارسة الطفل ألنواع اللعب‪ ،‬ويخضع اللعب لنفس القواعد األساسية للتعلم‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫‪ )1‬الدافعية‪ :‬إذ يعتبرون أن الوفاء باالحتياجات الجسمية هو الدافع القوى‬ ‫واألساسي وراء اللعب‪ ،‬وأن النشاط الحيوى فى اللعب هو استجابة لهذا‬ ‫الدافع‪.‬‬ ‫‪ )2‬التدعيم‪ :‬فسلوك الطفل فى اللعب يميل إلى التكرار بفضل التدعيم الذى‬ ‫يتلقاه‪ ،‬فإذا كوفىء السلوك فسوف يميل الطفل إلى تك ارره‪ ،‬وإذا تم تجاهله‬ ‫أو عقابه فمن المرجح أن يقل تك ارره‪.‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪ )3‬المحاكاة‪ :‬أشار كل من دوالر وميلر‪ Dollard & Miller‬و‬ ‫باندو ار ‪ Bandura‬إلى أهمية المحاكاة فى اكتساب السلوكيات المختلفة‪،‬‬ ‫ويستمر الطفل فى محاكاة النموذج حتي يتعلمه أو يصبح قاد ار على ترجمة‬ ‫النموذج الذى يقلده‪.‬ومن المحتمل أن يؤدي لعب المحاكاة إلى تقوية‬ ‫السلوك االجتماعي الالحق‪ ،‬ويكون أكثر نفعا بشكل مباشر عندما يستخدمه‬ ‫الطفل فى تخزين االنطباعات وتمثلها أو تخفيف حدة القلق‪ ،‬ويكون أكثر‬ ‫نفعا لجماعته فى تنقية أحكامها وعقائدها‪.‬‬ ‫(محمد العطار‪)194 ،2003 ،‬‬ ‫من خالل العرض السابق للنظريات المفسرة للعب نجد أن هذه النظريات ال‬ ‫تتنافس مع بعضها البعض فى تفسير اللعب ولكنها تتكامل فتفسر كل نظرية‬ ‫منها مظه ار من مظاهر اللعب‪.‬ونخلص منها إلى ما يلي‪:‬‬ ‫أن الميل إلى اللعب عملية فطرية طبيعية تلقائية‪ ،‬ومن ثم يجب‬ ‫▪‬ ‫استغالله فى مساعدة الطفل على النمو الشامل المتكامل المتزن‪.‬‬ ‫‪54‬‬ ‫الحرص على اختيار أنواع اللعب من حيث النوع والشكل بما‬ ‫▪‬ ‫يتوافق وخصائص المرحلة السنية‪ ،‬وبما يتناسب مع قدرات األطفال‬ ‫واستعداداتهم ومستوي نضجهم البدني والعقلي‪ ،‬وبما يشبع ميولهم‬ ‫ودوافعهم وحاجاتهم‪.‬‬ ‫إعطاء األطفال فرصة االستمتاع باللعب‪ ،‬ولكن مع التوجيه‬ ‫▪‬ ‫واإلرشاد من الوالدين بالمنزل والمعلمة بالروضة‪.‬‬ ‫مراعاة الفروق الفردية فى اللعب بين األوالد والبنات‪ ،‬إذ تفضل‬ ‫▪‬ ‫البنات اللعب بالعرائس واأللعاب التى تمثل دور األم‪ ،‬بينما يفضل‬ ‫األوالد اللعب المتحركة وألعاب المطاردة‪.‬‬ ‫االستفادة من طرق وأساليب لعب الطفل فى عمليات التشخيص‬ ‫▪‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser