قضايا فقهية معاصرة PDF

Summary

هذه الوثيقة عبارة عن دراسة عن القضايا الفقهية المعاصرة، وتغطي مواضيع متنوعة مثل الطيران، والصلوات، والزكاة، والصيام، والحج، والمعاملات المالية، والقضايا الطبية، والأحوال الشخصية، والوراثة. تشمل الدراسة عرضاً وتحليلاً لأحكام هذه القضايا. وتشمل الدراسة مسألة تتعلق بمياه الصرف بعد تنظيفها والتنظيف بالبخار للملابس.

Full Transcript

‫جامعة جنوب الوادي‬ ‫كمية اآلداب – قنا‬ ‫قسم الدراسات اإلسبلمية‬ ‫من القضايا الفقهية المعاصرة‬ ‫عرض وتحليل – أحكام‬ ‫إعداد‪:‬‬ ‫ا‪.‬د‪ /‬محمد أحمد الخولي‬ ‫َِِْ‪َِِٓ/‬ـ‬ ‫‪1‬‬ ...

‫جامعة جنوب الوادي‬ ‫كمية اآلداب – قنا‬ ‫قسم الدراسات اإلسبلمية‬ ‫من القضايا الفقهية المعاصرة‬ ‫عرض وتحليل – أحكام‬ ‫إعداد‪:‬‬ ‫ا‪.‬د‪ /‬محمد أحمد الخولي‬ ‫َِِْ‪َِِٓ/‬ـ‬ ‫‪1‬‬ ‫جامعة جنوب الوادي‬ ‫كمية التربية – قنا‬ ‫العام الجامعي ٕٕٗٓ‪ٕٕٓ٘/‬‬ ‫الفصل الدراسي األول‬ ‫الفرقة ‪ :‬الثانية – تعميم ابتدائي( أساسي)‪ -‬عربي‬ ‫المقرر‪ :‬قضايا فقيية معاصرة‬ ‫عدد الصفحات‪ ٔٛٛ:‬صفحة‬ ‫الزمن ‪ :‬ساعتان‬ ‫استاذ المقرر‪ :‬ا‪.‬د‪ /‬محمد أحمد حسن الخولي‬ ‫‪2‬‬ ‫فيرس الموضوعات‬ ‫فيرس المحتويات ‪ٖ...............................................................‬‬ ‫المقدمة‪ٚ.........................................................................:‬‬ ‫التمييد‪ :‬الدين وأىميتو‪ٖٔ-ٜ.......................................................‬‬ ‫‪ -‬تعريف القضايا الفقيية المعاصرة وخصائصيا وأىميتيا‪ٕٕ-ٖٔ...............‬‬ ‫أوال ‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬الطيارة)‪.‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬حكـ استعماؿ مياه الصرؼ بعد تنقيتيا بالكسائؿ الحديثة‪ِّ..........‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬التنظيؼ بالبخار لممبلبس كغيرىا‪ِْ................................‬‬ ‫المسألة الثالثة ‪ :‬القى ٍسطىرة ك َّ‬ ‫الش ٍرج الصناعي‪ِٔ.......................................‬‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬حكـ استجبلب الحيض كتعجيمو ‪ِٕ.................................‬‬ ‫أسئمة لمتقييم الذاتي ‪ِٖ.............................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬الصبلة)‪ٕٜ.....................................‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬أداء الصبلة في الطائرة‪ِٗ.........................................‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬جمع الصبلتيف لؤلطباء في العمميات الجراحية الطكيمة‪َّ............‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬دفف المسمـ في صندكؽ خشبي‪ُّ...................................‬‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬عقد التسبيح باألنامؿ ككيفيتو‪ ،‬كماحكـ استخداـ المسبحة االلكتركنية‪ّّ......‬‬ ‫أسئمة لمتقييم الذاتي ‪ٖٙ.............................................................‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬الزكاة)‪ٖٚ......................................‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬زكاة المستغبلت‪ّٕ................................................‬‬ ‫المسألة الثانية ‪ :‬زكاة األكراؽ النقدية‪ِْ.............................................‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬زكاة الثركة كالمنتجات الزراعية‪ْٔ.....................................‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬األسيـ كالسندات كزكاتيما‪ُٓ......................................‬‬ ‫أسئمة لمتقييم الذاتي ‪٘ٙ.............................................................‬‬ ‫رابعا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬الصيام)‪٘ٚ......................................‬‬ ‫المسألة األولى ‪ :‬الغسيؿ الكمكم‪ٕٓ..................................................‬‬ ‫المسألة الثانية‪َّ :‬‬ ‫بخاخ الربك‪ٕٓ......................................................‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬األقراص التي تكضع تحت المساف‪ٖٓ................................‬‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬غاز األكسيجيف‪ٓٗ.................................................‬‬ ‫المسألة الخامسة‪ :‬اإلبر العبلجية‪ٓٗ...............................................‬‬ ‫المسألة السادسة‪ :‬المبكس‪ٓٗ......................................................‬‬ ‫المسألة السابعة‪ :‬إدخاؿ القسطرة‪ ،‬أك المنظار‪ ،‬أك إدخاؿ دكاء‪ ،‬أك محمكؿ لغسؿ‬ ‫المثانة‪ ،‬أك مادة تساعد عمى كضكح األشعة‪َٔ.......................................‬‬ ‫أسئمة لمتقييم الذاتي ‪ٙٔ.............................................................‬‬ ‫خامسا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في الحج ‪ٕٙ.........................................‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬سفر المرأة ببل محرم لمحج بالطائرة‪ٕٙ..............................‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬ما األحذية التي يجوز لممحرم بالحج أو العمرة أن يمبسيا ؟‪ٕٙ......‬‬ ‫أسئمة لمتقييم الذاتي ‪ٙٙ.............................................................‬‬ ‫سادسا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬المعامبلت المالية)‪ٙٚ.........................‬‬ ‫المسألة األولى‪ ( :‬أحكاـ البيع بالتقسيط)‪ٕٔ.........................................‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬إشكالية شراء الذىب كالفضة ببطاقة االئتماف‪ِٕ......................‬‬ ‫المسألة الثالثة ‪ :‬خمك الرجؿ‪ْٕ....................................................‬‬ ‫سابعا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪( :‬القضايا الطبية)‪ٜٚ............................‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬حكـ إجياض الجنيف المشكه – الجنيف الناتج عف االغتصاب أك الزنا)‪.......‬‬ ‫المشكه‪ٖٖ.........................................................................‬‬ ‫حالة الزنا ‪ُٗ......................................................................‬‬ ‫‪4‬‬ ‫االغتصاب ‪ّٗ.....................................................................‬‬ ‫المسألة الثانية ‪ :‬الرحـ المستأجر ( البديؿ – استئجار الرحـ)‪ٖٗ......................‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬القتؿ الرحيـ‪َُٓ...................................................‬‬ ‫أسئمة لمتقييـ الذاتي ‪َُّ...........................................................‬‬ ‫ثامنا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬األحوال الشخصية)‪ٔٔٗ.......................‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬محادثة المخطكبة مف خبلؿ اإلنترنت أك الياتؼ‪ُُْ................‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬أحكاـ الشبكة‪ُُٔ.................................................‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬الفحص الطبي لممقبمين عمى الزواج‪ٕٔٓ...........................‬‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬زكاج المسيار ‪ُِْ................................................‬‬ ‫المسألة الخامسة‪ :‬التفريؽ بيف الزكجيف بحكـ القاضي‪ٕٔٛ..........................‬‬ ‫المسألة السادسة‪ :‬عدة النساء كأحكاميا‪ٖٔٙ......................................‬‬ ‫تاسعا‪ :‬مسائل في المواريث والوصايا‪ٕٔ٘...........................................‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬الكصية الكاجبة‪ٕٔ٘..............................................‬‬ ‫المسألة الثانية ‪ :‬تكزيع األمكاؿ في حياة المكرثيف‪ٕٔٙ............................‬‬ ‫عاش ار ‪ :‬قضايا فقيية عامة‪ٔٙٗ....................................................‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬المسألة األكلى‪ :‬حكـ التجنس بجنسية دكلة غير مسممة‪ُْٔ..........‬‬ ‫المسألة الثانية ‪ :‬إسبلـ الزكجة كبقاء الزكج عمى دينو‪ُّٕ............................‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬النمص‪ُٕٓ........................................................‬‬ ‫المسألة الرابعة ‪ :‬عبلقة المالؾ بالمستأجر‪ُٕٖ.....................................‬‬ ‫المصادر والمراجع ‪ُٖٔ............................................................‬‬ ‫‪5‬‬ 6 ‫المقدمة‪:‬‬ ‫الحمد ﵀ رب العالميف كالصبلة كالسبلـ عمى رسكلو الكريـ‪ ،‬كعمى كؿ مف تبعيـ‬ ‫بإحساف إلى يكـ الديف‪.‬‬ ‫إف عصرنا ىذا قد حدثت فيو مسائؿ جديدة لـ تكف معيكدة أك متصكرة مف قبؿ ؛ كلذلؾ‬ ‫ال يكجد ليا ذكر صريح في مآخذ الفقو اإلسبلمي األصيمة‪ ،‬كلكف الشريعة اإلسبلمية‬ ‫شريعة خالدة منبثقة مف الكحي اإلليي الذم تجمى في صكر القرآف الكريـ كالسنة النبكية‬ ‫الطاىرة‪ -‬كالذم ال تحكؿ األزماف دكف إدراكو لمحقائؽ الككنية كتطكرات البشرية‪ ،‬فإنيا‬ ‫ميدت لؤلمة اإلسبلمية مناىجا كأصكال ال تزاؿ غضة طرية في كؿ مكاف كزماف دكف أف‬ ‫مر األعصار ك الدىكر‪.‬‬ ‫بمى كفساد عمى ٌ‬ ‫يعتبرىا ن‬ ‫كلـ يزؿ الفقياء المسممكف ‪ -‬في كؿ عصر كمصر ‪ -‬يستنبطكف أحكاـ الحكادث الجديدة‬ ‫في ضكء ىذه المناىج كاألصكؿ‪ ،‬حتى أصبح الفقو اإلسبلمي يمتاز عمى غيره مف‬ ‫التشريعات البشرية بثركتيا اليائمة كتنكعو الشامؿ كقكاعده المحكمة كعطاءه المتكاصؿ؛‬ ‫بح يث ال يخفى ذلؾ عمى مف استقى مف معينة العذب دكف أف تعممو الشحناء كالعصيبة‬ ‫العمياء‪.‬‬ ‫المعد اختيار المنيج المناسب لدراسة ىذه المسائؿ ‪ ،‬فكاف‬ ‫ٌ‬ ‫منيج العمل وخطتو‪ :‬راعى‬ ‫المنيج االستقرائي ىك األساس ‪ ،‬ثـ تـ استخداـ المنيج التحميمي ‪.‬‬ ‫وقد استدعى العمل أن تأتي خطة العمل عمى النحو التالي ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬الطيارة)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬الصبلة)‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬الزكاة)‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫رابعا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬الصيام)‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ( الحج)‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬المعامبلت المالية)‪.‬‬ ‫سابعا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪( :‬القضايا الطبية)‪.‬‬ ‫ثامنا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬األحوال الشخصية)‪.‬‬ ‫تاسعا‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في المواريث والوصايا‪.‬‬ ‫عاش ار ‪ :‬قضايا فقيية عامة‪.‬‬ ‫إن معظم المسائل المدروسة في ىذه البحوث مسائل جديدة تحتاج إلى دراسة متقنة‬ ‫واستنباط عميق‪ ,‬وتعرض الختبلف بعض اآلراء‪ ,‬وفي مراجعة ما يتعمق بيا من‬ ‫األصول الشرعية والنصوص الفقيية ‪,‬فإن كان ما أثبتو صوابا فيو توفيق من اهلل‬ ‫سبحانو وتعالى‪ ,‬وان كان خطأً فمني ومن الشيطان‪.‬وأسأل اهلل العمي القدير أن يجعل‬ ‫ىذه الدراسات خالصة لوجيو الكريم وينفع بيا الطالبين ويجعميا ذخ ار لمؤلفيا يوم ال‬ ‫ينفع مال وال بنون‪ ,‬إنو تعالى عمى كل شيء قدير‪ ,‬وباإلجابة جدير ولو الحمد أوال‬ ‫وآخ ارً‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫التمييد‪:‬‬ ‫تعد دراسة القضايا المعاصرة ‪ ،‬مف الدراسات المفيدة كالشيقة كالنافعة ‪ ،‬كقد يعبر عنيا‬ ‫بألفاظ منيا‪ :‬الديف كقضاياه المعاصرة ‪ ،‬أك القضايا المعاصرة‪ ،‬أك القضايا الفقيية‬ ‫المعاصرة ‪ ،‬كمف ثـ يمزـ عمينا تعريؼ مفردات ىذا العنكاف ‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الدين لغة واصطبلحا ‪:‬‬ ‫األدياف‪ :‬جمع ديف‪ ،‬كالديف في المغة بمعنى‪ :‬الطاعة كاالنقياد‪.‬‬ ‫والدين في االصطبلح العام‪ :‬ما يعتنقو اإلنساف كيعتقده كيديف بو مف أمكر الغيب‬ ‫كالشيادة ‪.‬‬ ‫وفي االصطبلح اإلسبلمي‪ :‬التسميـ ﵀ تعالى كاالنقياد لو‪.‬ويطمق كذلك عمى الدين‬ ‫( الممة) وجمعو‪ ( :‬ممل)‪.‬وقيل ‪ :‬ما شرعو اهلل لعباده من أحكام‪.‬‬ ‫والدين ىو ممة اإلسبلم وعقيدة التوحيد التي ىي دين جميع المرسمين من لدن آدم‬ ‫ونوح إلى خاتم النبيين محمد صمى اهلل عميو وسمم‪.‬‬ ‫ّللا اإلِ ْسالَم‪ )1‬وبعد أن جاء اإلسالم فال يقبل هللا من الناس‬ ‫قال هللا تعالى ‪(:‬إِنَّ الدِّينَ عِن َد ه ِ‬ ‫دينا غيره‪ ،‬قال هللا تعالى ‪َ (:‬و َمن َي ْب َت ِغ َغ ْي َر اإلِ ْسالَ ِم دِي ًنا َفلَن ي ْق َبل َ ِم ْنه َوه َو فِي اآلخ َِر ِة‬ ‫‪2‬‬ ‫خاسِ ِرينَ ) ‪.‬‬ ‫مِنَ ا ْل َ‬ ‫ُى َّل لِ َغ ْي ِر المّ ِو ِب ِو َوا ْل ُم ْن َخ ِنقَ ُة‬ ‫ير وما أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّم َولَ ْح ُم ا ْلخ ْن ِز ِ َ َ‬ ‫(حّْرَم ْت َعمَ ْي ُك ُم ا ْل َم ْيتَ ُة َوا ْلد ُ‬ ‫كقاؿ تعالى‪ُ :‬‬ ‫ص ِب َوأَن‬ ‫الس ُبعُ إِالَّ ما َذ َّك ْيتُ ْم َوما ُذ ِب َح َع َمى ُّ‬ ‫وا ْلموقُوَذةُ وا ْلمتَردّْي ُة و َّ ِ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يح ُة َو َما أَ َك َل َّ‬ ‫النط َ‬ ‫َ َُ َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ين َكفَرواْ ِمن ِد ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫تَ ِ‬ ‫ش ْو ِن‬ ‫اخ َ‬ ‫ش ْو ُى ْم َو ْ‬ ‫ين ُك ْم فَبلَ تَ ْخ َ‬ ‫س الذ َ ُ‬ ‫ق ا ْل َي ْوَم َيئ َ‬ ‫سٌ‬ ‫ستَ ْقس ُمواْ ِباأل َْزالَم َذل ُك ْم ف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬سكرة آؿ عمراف‪ ،‬اآلية ‪.ُٗ:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬سكرة آؿ عمراف‪ ،‬اآلية ‪.ٖٓ :‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اضطَُّر ِفي‬ ‫سبلَ َم ِدي ًنا فَ َم ِن ْ‬ ‫يت لَ ُك ُم ِ‬ ‫اإل ْ‬ ‫ض ُ‬‫ت عمَ ْي ُكم ِنعم ِتي ور ِ‬ ‫َوأَتْ َم ْم ُ َ ْ ْ َ َ َ‬ ‫ت لَ ُك ْم ِدي َن ُك ْم‬ ‫ا ْل َي ْوَم أَ ْك َم ْم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫م ْخمص ٍة َغ ْير متَج ِان ٍ‬ ‫يمّ)‪.‬‬ ‫ِّْإل ثْم فَإ َّن المّ َو َغفُ ٌ‬ ‫ور َّرح ٌ‬ ‫ف‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫أىمية الدين‪:‬‬ ‫أىمية كبيرة عمى حياة األفراد والمجتمعات‪ ,‬نذكرىا فيما يأتي‪:‬‬ ‫لمدين ّ‬ ‫ّ‬ ‫م في حياة اإلنساف‪ ،‬فيك الطٌريقة التي تكصؿ لميداية كاالستقامة‪،‬‬ ‫الديف ضركر ٌ‬ ‫‪ٌ ‬‬ ‫أما عمى‬ ‫النفسي كالجزع‪ ،‬كىذا عمى المستكل الفردم‪.‬ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫االضطراب‬ ‫ٌ‬ ‫كاالبتعاد عف‬ ‫مستكل المجتمع فيك خير النتشار العدؿ‪ ،‬كالمساكاة مف خبلؿ التٌشريع‪ ،‬كحفظ‬ ‫الزالت‪.‬‬ ‫الناس مف ال ٌشيكات ك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الركف الشديد‪ ،‬كالممجأ لئلنساف مف ىمكـ كمصاعب الحياة‪ ،‬فيك يبعث‬ ‫الديف ىك ٌ‬ ‫‪ٌ ‬‬ ‫السعادة في نفس اإلنساف‪ ،‬فقد قاؿ ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬من‬ ‫الراحة‪ ،‬كالطمأنينة‪ ،‬ك ٌ‬ ‫عمى ٌ‬ ‫َع ِم َل صالِ ًحا ِمن َذ َك ٍر أَو أُنثى َو ُى َو ُمؤ ِم ٌن َفمَنُح ِي َي َّن ُو َحياةً طَ ّْي َب ًة َولَ َن ِ‬ ‫جزَي َّن ُيم‬ ‫مونٗ)‪.‬‬ ‫عم َ‬ ‫َجرُىم ِبأ َ‬ ‫َحس ِن ما كانوا َي َ‬ ‫أ َ‬ ‫الجنة‪ ،‬كما كعدنا ا﵀ ‪-‬سبحانو كتعالى‪ -‬بذلؾ‪،‬‬ ‫الديف ىك الطٌريؽ المكصمة إلى ٌ‬ ‫‪ٌ ‬‬ ‫ات ِمن َذ َك ٍر أ َْو أُنثَى َو ُى َو ُم ْؤ ِم ٌن فَأُولَ ِـئ َك‬ ‫الصالِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫قاؿ ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬و َمن َي ْع َم ْل م َن َّ َ‬ ‫ير٘)‪.‬‬ ‫ون َن ِق ًا‬ ‫ون ا ْل َج َّن َة َوَال ُي ْ‬ ‫ظ َم ُم َ‬ ‫َي ْد ُخمُ َ‬ ‫اإلسبلمي ييجازل بمرافقة أفضؿ خمؽ ا﵀ ‪-‬تعالى‪ -‬في الحياة‬ ‫لمديف‬ ‫‪ ‬المتَّبًع ّْ‬ ‫ٌ‬ ‫ين أَ ْن َع َم المَّ ُ‬ ‫ـو‬ ‫سو َل فَأُولَٰـ ِئ َك َم َع الَّ ِذ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫اآلخرة‪ ،‬قاؿ ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬و َمن ُي ِط ِع المَّ َ‬ ‫ـو َو َّ‬ ‫س َن أُولَٰـ ِئ َك َرِفيقًا‪.)ٙ‬‬ ‫الص ِال ِح َ‬ ‫ين َو َح ُ‬ ‫الشي َد ِ‬ ‫اء َو َّ‬ ‫ين َو ُّ َ‬ ‫الصد ِ‬ ‫ّْيق َ‬ ‫َعمَ ْي ِيم ّْم َن َّ‬ ‫الن ِب ّْي َ‬ ‫ين َو ّْ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬سكرة المائدة‪ ،‬اآلية‪.ّ:‬ينظر‪ :‬المكجز في األدياف كالمذاىب المعاصرة‪ :‬د‪.‬ناصر العقؿ ك د‪.‬ناصر القفارم –‬ ‫صَُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -‬سكرة النحؿ‪ ،‬آية‪.ٕٗ :‬‬ ‫ٓ‬ ‫‪ -‬سكرة النساء‪ ،‬آية‪.ُِْ :‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الديف يي ٌذب نفس اإلنساف فيتح ٌكـ بنفسو فيزيد مف الطٌاعات‪ ،‬كيبتعد‬ ‫إف اتٌباع ٌ‬ ‫‪ٌ ‬‬ ‫عما يغضب ا﵀ ‪-‬تعالى‪ -‬مف أعماؿ كاتٌباع ال ٌشيكات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫الديف تجعؿ لئلنساف معنى لحياتو فيفكز في رضا ا﵀ ‪-‬تعالى‪-‬‬ ‫‪ ‬المحافظة عمى ٌ‬ ‫ضيع دنياه كآخرتو‪ ،‬فاآلخرة ىي دار البقاء‪ ،‬فقد قاؿ‬ ‫الدنيا كاآلخرة‪ ،‬فبل يي ٌ‬ ‫في ٌ‬ ‫ص َم ُة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الرسكؿ ‪-‬صمٌى ا﵀ عميو كسمٌـ‪( :-‬المَّي َّم أ ِ‬ ‫َصم ْح لي ديني الذي ىو ع ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أ َْم ِري‪.)ٚ‬‬ ‫مما فطر ا﵀ ‪-‬‬ ‫النفس البشرٌية تبحث دائمان عمى اتٌباع خالؽ‪ ،‬فيذا ال ٌشعكر ٌ‬ ‫إف ٌ‬ ‫‪ٌ ‬‬ ‫كيرضيو‪.‬‬ ‫الديف ييغ ٌذم ىذا الشعكر ي‬ ‫سبحانو كتعالى‪ -‬عباده عميو‪ ،‬فاتٌباع ٌ‬ ‫الديف ىك الطٌريقة التي تيىكطَّد عبلقة المسمـ با﵀ ‪-‬سبحانو كتعالى‪ ،-‬قاؿ ا﵀ ‪-‬‬ ‫‪ٌ ‬‬ ‫موب ُيم َوِاذا تُِم َيت َعمَي ِيم‬ ‫ذين إِذا ُذ ِك َر المَّ ُ‬ ‫ـو َو ِجمَت قُ ُ‬ ‫نون الَّ َ‬ ‫المؤ ِم َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫تعالى‪( :-‬إن َما ُ‬ ‫الصبلةَ َو ِم ّما َرَز ُ‬ ‫قناىم‬ ‫قيمون َّ‬ ‫َ‬ ‫مون* الَّ َ‬ ‫ذين ُي‬ ‫تيم إيما ًنا َو َعمى َرّْب ِيم َيتََو َّك َ‬ ‫اد ُ‬ ‫آياتُ ُو ز َ‬ ‫ند رّْب ِيم وم ِ‬ ‫نون حقِّا َليم َدر ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِ‬ ‫غف َرةٌ َو ِر ٌ‬ ‫زق‬ ‫ََ‬ ‫جات ع َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫المؤ ِم َ َ‬ ‫قون* أُولـئ َك ُى ُم ُ‬ ‫نف َ‬ ‫ُ‬ ‫ريم‪.)ٛ‬‬ ‫َك ٌ‬ ‫الركابط االجتماعية سكاء كاف عمى نطاؽ األسرة‪ ،‬أك المجتمع‪ ،‬أك‬ ‫عمؽ ٌ‬ ‫الديف يي ٌ‬‫‪ٌ ‬‬ ‫األخبلقية بيف األفراد‪ ،‬كالتعاكف‪ ،‬كالمساكاة‪ ،‬كالمحبة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫عزز المعاني‬‫العالـ‪ ،‬كما يي ٌ‬ ‫مما ييعطي تأثي انر إيجابيان عمى مستكل الفرد‪ ،‬كاألسرة‪ ،‬كالمجتمع‪ ،‬كالعالـ أجمعٗ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫عمم األديان في القرآن الكريم‪:‬‬ ‫القرآف الكريـ آخر كتاب أنزلو ا﵀ عز كجؿ‪ ،‬كىك كتاب لمبشرية جمعاء؛ ليذا احتكل‬ ‫عمى أخبار الناس‪ ،‬كقد حصر القرآف الكريـ األديان البشرية بستة أديانَُ‪ ،‬كىي‬ ‫ٔ‬ ‫‪ -‬سكرة النساء‪ ،‬آية‪.ٔٗ :‬‬ ‫ٕ‬ ‫‪ -‬ركاه مسمـ‪ ،‬عف أبي ىريرة‪ ،‬رقـ‪.َِِٕ ::‬‬ ‫ٖ‬ ‫‪ -‬سكرة األنفاؿ‪ ،‬آية‪.ْ-ِ :‬‬ ‫ٗ‬ ‫‪ -‬ينظر‪ :‬محمد الزحيمي‪ ،‬كظيفة الديف في الحياة كحاجة الناس إليو‪ ،‬ليبيا‪ :‬جمعية الدعكة اإلسبلمية العالمية‪.،‬‬ ‫بتصرؼ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪11‬‬ ‫(اإلسبلـ‪ ،‬كالييكدية‪ ،‬كالصابئة‪ ،‬كالنصرانية‪ ،‬كالمجكسية‪ ،‬كالكثنية)‪ ،‬كما ىكىرىد في قكلو‬ ‫ش َرُكوا إِ َّن‬ ‫وس َوالَّ ِذ َ‬ ‫ين أَ ْ‬ ‫ص َارى َوا ْل َم ُج َ‬‫الن َ‬ ‫الصا ِب ِئ َ‬ ‫ين َو َّ‬ ‫ادوا َو َّ‬ ‫ين َى ُ‬ ‫آم ُنوا َوالَّ ِذ َ‬ ‫ين َ‬ ‫إن الَّ ِذ َ‬ ‫تعالى‪َّ ( :‬‬ ‫يد) [الحج‪.]ُٕ :‬‬ ‫ش ْي ٍء َ‬ ‫ش ِي ٌ‬ ‫ام ِة إِ َّن المَّ َو َعمَى ُك ّْل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الم َو َي ْفص ُل َب ْي َن ُي ْم َي ْوَم ا ْلق َي َ‬ ‫تحدث القرآف الكريـ عف األدياف التي يديف بيا الناس في الكثير مف اآليات‬ ‫كقد ٌ‬ ‫مثؿ‪:‬‬ ‫أف جميع األنبياء دعكا إلى التكحيد‪ ،‬ككانت دعكتيـ لسبيؿ‬ ‫‪ٌ ‬بيف القرآف الكريـ ٌ‬ ‫ول إَِّال ُن ِ‬ ‫وحي‬ ‫س ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْم َنا من قَ ْبم َك من َّر ُ‬ ‫تكحيد ا﵀ كحده‪ ،‬كالدليؿ قكلو تعالى‪َ ( :‬و َما أ َْر َ‬ ‫ون) [األنبياء‪.]ِٓ :‬‬ ‫إِلَ ْي ِو أ ََّن ُو َال إِلَ َو إَِّال أََنا فَ ْ‬ ‫اع ُب ُد ِ‬ ‫‪ ‬ذكر القرآف الكريـ كفر بني إسرائيؿ كتحريفيـ آليات ا﵀‪ ،‬مثؿ قكلو تعالى‪َ ( :‬وِا َّن‬ ‫اب‬‫اب َوما ُى َو ِم َن ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫س ُبوهُ ِم َن ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫ون أَْل ِس َنتَيم ِبا ْل ِكتَ ِ ِ‬ ‫اب لتَ ْح َ‬ ‫ُ‬ ‫ِم ْن ُي ْم َلفَ ِريقًا َي ْم ُو َ‬ ‫َ‬ ‫ون َعمَى المّ ِو ا ْل َك ِذ َب َو ُى ْم‬ ‫ند المّ ِو َوَيقُولُ َ‬ ‫ند المّ ِو وما ُىو ِم ْن ِع ِ‬ ‫ََ َ‬ ‫ون ُىو ِم ْن ِع ِ‬ ‫َوَيقُولُ َ َ‬ ‫ون) [آؿ عمراف‪.]ٕٖ:‬‬ ‫َي ْعمَ ُم َ‬ ‫‪ ‬ذكر ا﵀ عز كجؿ انحراؼ النصارل عف عقيدتيـ‪ ،‬في قكلو تعالى‪( :‬لَقَ ْد َكفَ َر‬ ‫ث‬‫ين قَالُوْا إِ َّن المّ َو ثَالِ ُ‬ ‫يح ْاب ُن َم ْرَي َم‪ ,‬لَقَ ْد َكفَ َر الَّ ِذ َ‬ ‫ِ‬ ‫الَّ ِذ َ‬ ‫ين قَالُواْ إِ َّن المّ َو ُى َو ا ْل َمس ُ‬ ‫ين َكفَ ُرواْ‬ ‫س َّن الَّ ِذ َ‬ ‫ون لَ َي َم َّ‬ ‫ثَبلَ ثَ ٍة وما ِم ْن إِلَ ٍو إِالَّ إَِل ٌو و ِ‬ ‫اح ٌد َوِان لَّ ْم َينتَ ُيواْ َع َّما َيقُولُ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫يم) [المائدة‪.]ّٕ-ِٕ :‬‬ ‫ِم ْنيم ع َذ ِ‬ ‫اب أَل ٌ‬‫ُْ َ ٌ‬ ‫َُ‬ ‫‪ -‬عبرنا بكممة ‪ :‬األدياف البشرية ‪ ،‬ألف البشر ىـ مف صنعكا ألنفسيـ أديانا كمعتقدات فاسدة ‪.‬أما الديف السماكم‬ ‫‪ ،‬فيك الديف اإلسبلمي ‪ ،‬كما سكاه فيك شرائع سماكية ‪ ،‬مثؿ ‪ :‬شريعة مكسى كعيسى عمييما السبلـ‪.‬فتعبير‪:‬‬ ‫الديانات السماكية تعبير غير دقيؽ‪ ،‬كلك قيؿ‪ :‬الشرائع اإلليية‪ ،‬أك السماكية لكاف أكلى‪.‬‬ ‫بلـ) [آؿ عمراف‪.]ُٗ:‬‬ ‫الد ى ً َّ ً ً‬ ‫قاؿ سبحانو‪( :‬إً َّف ّْ‬ ‫يف ع ٍن ىد المو ٍاإل ٍس ي‬ ‫قاؿ ابف كثير في تفسيرىا‪ :‬إخبار منو تعالى بأنو ال ديف عنده يقبمو مف أحد سكل اإلسبلـ‪ ،‬كىك اتباع الرسؿ فيما‬ ‫بعثيـ ا﵀ بو في كؿ حيف حتى ختمكا بمحمد صمى ا﵀ عميو كسمـ الذم سد جميع الطرؽ إليو إال مف جية محمد‬ ‫صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬فمف لقي ا﵀ بعد بعثتو بديف عمى غير شريعتو‪ ،‬فميس بمتقبؿ منو‪ ،‬كما قاؿ ا﵀ تعالى‪ ( :‬ىك ىم ٍف‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي ٍبتى ًغ ىغ ٍير ًٍ ً ً‬ ‫اإل ٍسبلـ دينان ىفمى ٍف يي ٍقىب ىؿ م ٍنوي ىك يى ىك في ٍاآلخ ىرًة م ىف ا ٍل ىخاس ًر ى‬ ‫يف) [آؿ عمراف‪.]ٖٓ:‬انتيى‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ٌ ‬بيف القرآف الكريـ تحريؼ أصحاب الديانات آليات ا﵀‪ ،‬مثؿ قكلو تعالى‪َ ( :‬وقَا َل ِت‬ ‫النصارى ا ْلم ِسيح ْاب ُن المّ ِو َذلِ َك قَولُيم ِبأَفْو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اى ِي ْم‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ود ُع َزْيٌر ْاب ُن المّو َوقَالَ ْت َّ َ َ‬ ‫ا ْل َي ُي ُ‬ ‫ون) [التكبة‪.]َّ :‬‬ ‫ين َكفَ ُرواْ ِمن قَ ْب ُل قَاتَمَ ُي ُم المّ ُو أ ََّنى ُي ْؤفَ ُك َ‬‫ون قَ ْو َل الَّ ِذ َ‬ ‫اىئُ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ُي َ‬ ‫‪ٌ ‬بيف القرآف الكريـ العبادة الكثنية‪ ،‬في قكلو تعالى‪( :‬أَفَ أر َْيتُم َّ‬ ‫البل َت َوا ْل ُع َّزى َو َم َناةَ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُخ َرى) [النجـ‪.]َِ-ُٗ :‬‬ ‫الثَّالِثَ َة ْاأل ْ‬ ‫الس ْج ِن‬ ‫اح َب ِي ّْ‬ ‫‪ ‬كرىد ذكر اآللية المتعددة في القرآف الكريـ‪ ،‬في كقمو تعالى‪( :‬يا ص ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ي‬ ‫ىى‬ ‫اح ُد ا ْلقَ َّي ُار) [يكسؼ‪.]ّٗ :‬‬ ‫ون َخ ْير أَِم المّ ُو ا ْلو ِ‬ ‫َ‬ ‫اب ُّمتَفَّْرقُ َ ٌ‬ ‫أَأ َْرَب ٌ‬ ‫ذكر الممحديف الذيف ينكركف كجكد ا﵀‪ ،‬مثؿ قكلو تعالى‪:‬‬ ‫‪ ‬ىكىرىد في القرآف الكريـ ي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ُّيا ا ْل َم َؤلُ َما َع ِم ْم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ان َع َمى‬‫ام ُ‬ ‫ت لَ ُكم ّْم ْن إلَو َغ ْي ِري فَأ َْوق ْد لي َيا َى َ‬ ‫( َوقَا َل ف ْر َع ْو ُن َيا أَي َ‬ ‫وسى َوِا ّْني َألَظُ ُّن ُو ِم َن ا ْل َك ِاذ ِب َ‬ ‫ين)‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ص ْر ًحا لَّ َعمّْي أَطمعُ إَِلى إَِلو ُم َ‬ ‫اج َعل لّْي َ‬ ‫ين فَ ْ‬ ‫الطّْ ِ‬ ‫[القصص‪.]ّٖ:‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ٔٔ‬ ‫‪:‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريف القضايا الفقيية المعاصرة‬ ‫يشتمؿ التعريؼ عدة عناصر ىي‪ -ُ :‬قضايا‪ -ِ ،‬فقيية‪ – ّ ،‬معاصرة‪.‬‬ ‫أوالً ‪ -‬تعريف مصطمح " القضايا " ‪:‬‬ ‫القضايا‪ :‬جمع قضية‪ :‬كىي مأخكذة مف قضى‪ :‬كىي األمر المتنازع عميو التي تعرض‬ ‫عمى القاضي أك المجتيد ليحكـ أك يفتي فييا(ُِ)‪.‬‬ ‫جاء في المعجـ الكسيط القضية‪ :‬الحكـ‪ ،‬كالقضية مسألة يتنازع فييا كتعرض عمى‬ ‫القاضي أك القضاء لمبحث كالفصؿ(ُّ)‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ -‬الفقيية ‪:‬‬ ‫مف الفقو كىك لغة‪ :‬الفيـ الدقيؽ(ُْ)‪ ،‬أما اصطبلحان‪ :‬فيك العمـ باألحكاـ الشرعية العممية‬ ‫المكتسبة مف أدلتيا التفصيمية(ُٓ)‪.‬‬ ‫كمعمكـ أف الفقيو يبحث في فعؿ المكمؼ مف حيث ما يثبت لػو مف األحكاـ الشرعية‬ ‫كالفقو ىك المرجع في معرفة الحكـ الشرعي فيما يصدر عف اإلنساف أك ما يعترضو مف‬ ‫مسائؿ في حياتو(ُٔ)‪.‬‬ ‫ثالثاً – المعاصرة ‪:‬‬ ‫المعاصرة مأخكذة مف العصر كىك لغة‪ :‬الدىر‪ ،‬كىك الزمف الذم نزلت فيو ىذه القضية‪،‬‬ ‫كالمقصكد بو العصر الحالي أك الكقت الحاضر الذم ظيرت فيو كثير مف القضايا‬ ‫كالمسائؿ المستجدة التي تحتاج إلى حكـ شرعي كاجتياد العمماء المتخصصيف فييا‪.‬‬ ‫فمصطمح قضايا فقيية معاصرة‪ :‬يعني أن ىناك قضايا مستجدة تستحق أن توجو إلييا‬ ‫العناية في البحث والتأصيل والتقويم‪ ،‬كاإلسبلـ ىك الديف الذم أنزلو ا﵀ عز كجؿ لتقكيـ‬ ‫ُُ‬ ‫‪ -‬ينظر في ىذا ‪ :‬قضايا فقيية معاصرة ‪ ،‬عبد الحؽ حميش ‪ ،‬جامعة الشارقة‪.‬‬ ‫)ُِ( المصباح المنير‪ :‬لمفيكمي ِ‪.ٔٗٔ/‬‬ ‫)ُّ( المعجـ الكسيط‪ :‬إبراىيـ أنيس كآخركف‪ ،‬مادة قضى‪ ،‬صِْٕ‪.‬‬ ‫)ُْ( القامكس المحيط‪ :‬الفيركز آبادم‪ ،‬مادة فقو ُ‪.ُُْٕ/‬‬ ‫)ُٓ( اإلبياج‪ :‬السبكي ُ‪.ِٖ/‬‬ ‫)ُٔ( أصكؿ الفقو‪ :‬د‪.‬كىبة الزحيمي ُ‪.ِٖ /‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الحياة اإلنسانية بما فييا مف حركة كنشاط‪ :‬كمما يقطع بو أف لو أحكامان كضكابط في‬ ‫كؿ ما يكتشفو اإلنساف مف حيث كيفية االستفادة منو كالتعامؿ معو‪ ،‬كال شؾ أف عمماء‬ ‫الشرع مدعككف دائمان إلى استنباط تمؾ األحكاـ كالبحث عف تمؾ الضكابط‪ ،‬مستنيريف‬ ‫بمقاصد شريعة ا﵀ كقكاعدىا العامة كمناىج السمؼ الصالح التي اتخذكىا في مكاجية‬ ‫المستجدات لمحكـ عمييا كضبط التعامؿ معيا(ُٕ)‪ ،‬كاف حاجة العصر إلى االجتياد‬ ‫حاجة أكيدة لما يعرض مف قضايا لـ تعرض لمف تقدـ عصرنا‪ ،‬ككذلؾ ما سيحدث مف‬ ‫قضايا جديدة في المستقبؿ(ُٖ)‪.‬‬ ‫األلفاظ ذات الصمة‪.‬‬ ‫لقد أطمؽ الفقياء عمى تمؾ المسائؿ التي استجدت بالناس في عصكرىـ المتتالية عدة‬ ‫ألفاظ كمصطمحات‪ ،‬كما تعددت تعبيراتيـ كتسمياتيـ ليذا المكف مف التأليؼ في الفقو‪:‬‬ ‫كمف التسميات التي ذكرت ما يمي‪:‬‬ ‫ٔ‪ -‬الفتاوى ‪:‬‬ ‫ىي جمع فتكل‪ -‬بالكاك – بفتح الفاء‪ ،‬كبالياء‪ ،‬فتضـ كىي اسـ مف أفتى العالـ إذا بيف‬ ‫الحكـ(ُٗ)‪.‬‬ ‫كفي االصطبلح‪ " :‬ىك إظيار األحكاـ الشرعية باالنتزاع مف الكتاب كالسنة كاإلجماع‬ ‫كالقياس" (َِ)‪ ،‬كقيؿ‪ :‬ىي اإلخبار بحكـ ا﵀ تعالى عف دليؿ شرعي(ُِ)‪.‬‬ ‫كلعؿ إطبلؽ اسـ الفتاكل عمى " القضايا الفقيية المعاصرة " ىك األشير كاألكثر تداكالن‬ ‫بيف الناس‪ ،‬مف أمثمتيا‪ :‬الفتاوى اليندية‪،‬الفتاوى التتارخانية‪ ،‬فتاوى ابن حجر الييثمي‪,‬‬ ‫وفتاوى شيخ اإلسبلم ابن تيمية‪ ,‬فتاوى ابن الصبلح‪.‬‬ ‫)ُٕ( أبحاث فقيية في قضايا طيبة معاصرة‪ :‬محمد نعيـ ياسيف‪ ،‬صٔ‪.‬‬ ‫)ُٖ( قرار المجمع الفقيي في دكرتو الثامنة المنعقد عاـ َُْٓ ىػ بشأف مكضكع االجتياد‪.‬‬ ‫)ُٗ( المصباح المنير باب الفتكل ِ‪.ِْٔ/‬‬ ‫)َِ( فتاكل ابف رشد ّ‪.ُْٗٔ/‬‬ ‫)ُِ( مباحث في أحكاـ الفتكل‪ :‬د‪.‬عامر سعيد الزيبارم‪ ،‬ص ِّ‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ٕ‪ -‬الفتاوى المعاصرة ‪:‬‬ ‫بعضيـ يسمييا الفتاكل المعاصرة؛ ألنيا تتعرض لمسائؿ الكقت الحاضر كقضاياه أك‬ ‫العصر الحالي ‪ ،‬فقد برزت في ىذا العصر نكازؿ كثيرة تحتاج إلى اجتياد فقيي كحكـ‬ ‫شرعي‪ ،‬لعؿ أشير مف ألؼ تحت ىذا العنكاف الشيخ يكسؼ القرضاكم في كتابو‬ ‫المشيكر في جزأيف إلى اآلف‪ ،‬كيسمى ‪ :‬فتاكل معاصرة‪ ،‬كىك مف أنفس الكتب‪.‬الفتاكل‬ ‫الصادرة عف دار اإلفتاء المصرية ‪ ،‬فتاكل المجنة الدائمة بالمممكة العربية السعكدية‪.‬‬ ‫فتاكل الشيخ عطية صقر‪ ،‬كىك كتاب جيد في مكضكعو في جزأيف ‪.‬‬ ‫ٖ‪ -‬القضايا المستجدة ‪:‬‬ ‫القضايا جمع قضية كىي األمر المتنازع عميو‪ ،‬كأضيؼ إلييا المستجدة؛ ألنيا مسائؿ‬ ‫مستحدثة جديدة الكقكع‪.‬‬ ‫ٗ‪ -‬المسائل ‪ -‬أو األسئمة ‪:‬‬ ‫سماىا بعض العمماء القدماء بالمسائؿ ألنيا تتناكؿ قضايا مطمكبة تطمب حبلن أك تطمب‬ ‫فتكل‪ ،‬كبعضيـ يسمييا باألسئمة ألنيا أسئمة يطرحيا الناس كيتكفؿ العمماء بالرد عمييا‪،‬‬ ‫كمف أشير مف ألؼ بيذا االسـ‪ :‬مسائل‪ :‬القاضي أبو الوليد بن رشد‪.‬‬ ‫٘‪ -‬األجوبة ‪ -‬أو الجوابات ‪:‬‬ ‫كذلؾ س ماىا بعض عمماء األندلس بالجكابات ألنيا مسائؿ أجاب عنيا العمماء بطمب‬ ‫مف الناس‪ ،‬كفي المغة يقكلكف‪ :‬ال يسمى جكاب إال بعد طمب(ِِ)‪ ،‬كمف أشير مف ألؼ‬ ‫تحت ىذا االسـ‪ :‬أحمد بن محمد العباسي السمبللي في كتابو "األجوبة العباسية"‪.‬‬ ‫‪ -ٙ‬المشكبلت‪:‬‬ ‫كما عبر عنيا اإلماـ شمتكت في كتابو الفتاكل حيث قاؿ‪ " :‬مشكبلت المسمـ المعاصر‬ ‫التي تعترضو في حياتو اليكمية "‪ ،‬ككذلؾ سماىا محمد فاركؽ النبياف في كتابو المدخؿ‬ ‫)ِِ( رسالتاف في المغة‪ :‬أبك الحسف الرماني ُ‪.ُٖ/‬‬ ‫‪16‬‬ ‫لمتشريع اإلسبلمي(ِّ)‪ ،‬كالمشكبلت جمع مشكمة كىي في المغة مف أشكؿ‪ ،‬يقاؿ أشكؿ‬ ‫األمر‪ :‬إذا التبس(ِْ)‪.‬‬ ‫‪ -ٚ‬الواقعات ‪:‬‬ ‫كقاؿ ابف عابديف‪ :‬ا لفتاكل أك الكاقعات‪ :‬كىي مسائؿ استنبطيا المجتيدكف المتأخركف لما‬ ‫سئمكا عف ذلؾ(ِٓ)‪ ،‬كالكاقعات جمع كاقعة كىي لغة بمعنى نزؿ‪ ،‬أما في االصطبلح فيي‬ ‫الحادثة التي تحتاج إلى استنباط حكـ شرعي ليا‪ ،‬كقيؿ ىي الفتاكل المستنبطة لمحكادث‬ ‫المستجدة(ِٔ)‪.‬‬ ‫‪ -ٛ‬المستجدات ‪:‬‬ ‫كىي المسائؿ الحادثة التي لـ يكف ليا كجكد مف قبؿ كىذه المسائؿ يكثر السؤاؿ عف‬ ‫حكميا الشرعي(ِٕ)‪.‬‬ ‫‪ -ٜ‬الحوادث ‪:‬‬ ‫قاؿ الشيخ محمد البركتي‪ " :‬الحكادث ىي النكازؿ التي يستفتى فييا "(ِٖ)‪.‬‬ ‫ٓٔ‪ -‬فقو النوازل ‪:‬‬ ‫كيسمي كثير مف العمماء " القضايا الفقيية المعاصرة " فقو النكازؿ كذلؾ ألف النازلة ىي‬ ‫األمر الشديد الذم يقع بالناس(ِٗ)‪ ،‬كبياف حكميا الشرعي يعني فقو النكازؿ فأطمؽ عميو‬ ‫ىذا المصطمح‪ ،‬كاشتير استعمالو عند فقياء المغرب خاصة‪.‬‬ ‫)ِّ( المدخؿ لمتشريع اإلسبلمي‪ :‬محمد فاركؽ النبياف‪ ،‬صِّٗ‪.‬‬ ‫)ِْ( لساف العرب‪ :‬ابف منظكر‪ ،‬مادة شكؿ ُُ‪.ّٕٓ/‬‬ ‫)ِٓ( مجمكعة رسائؿ بف عابديف‪ ،‬صُٕ‪.‬‬ ‫)ِٔ( انظر‪ :‬المعامبلت المالية المعاصرة‪ :‬د‪.‬محمد عثماف شبير‪ ،‬صُِ‪.ُّ -‬‬ ‫)ِٕ( مستجدات فقيية في قضايا الزكاج كالطبلؽ‪ :‬أسامة عمر سميماف األشقر‪ ،‬صِٕ‪.‬‬ ‫)ِٖ( قكاعد الفقو‪ :‬محمد البركتي ُ‪.ِٔٗ /‬‬ ‫)ِٗ( لساف العرب‪ :‬مادة نزؿ ٓ‪.ُِٖٗ/‬‬ ‫‪17‬‬ ‫خصائص القضايا الفقيية المعاصرة‬ ‫يمتاز ىذا النكع مف الفقو بخصائص كمميزات أكجزىا في النقاط التالية‪:‬‬ ‫النكازؿ في معظـ األحياف لكف جديد مف المسائؿ لـ يسبؽ حدكثيا‪ ،‬ليذا قد تككف عمى‬ ‫الناس غريبة يصعب فيميا مف أكؿ كىمة فيي تحتاج إلى إمعاف نظر كالى بصيرة‬ ‫ثاقبة‪.‬‬ ‫كقميؿ منيا نظرم محض أك تعميمي خالص كما ىك حاؿ كتب الفقو بصفة خاصة‪ ،‬فيك‬ ‫في الغالب إجابات عف أسئمة يطرحيا الناس‪ ،‬كحؿ لمشكبلت تتعمؽ بحياتيـ اليكمية ليذا‬ ‫يقبؿ عميو الناس كيتميفكف معرفة الجكاب الصحيح المتعمؽ بو‪:‬‬ ‫فكانت مدعاة إلى إثارة عمـ المتصدر ليا كاستجبلب رأيو كالتعرؼ عمى اجتياداتو‬ ‫كاختياراتو‪.‬‬ ‫كما أف المسائؿ التي بحثت في القضايا الفقيية المعاصرة عدت ثركة جيدة‪ ،‬كمادة‬ ‫قانكنية إسبلمية صحيحة استطاعت أف تدخؿ في الكتب كالمصنفات كأف تستمر كيقبؿ‬ ‫عمييا الناس بميفة‪ ،‬دكف أف تفقد صبلحيتيا كقابميتيا لمحياة‪.‬‬ ‫لذا نرل كيؼ أف المفتيف استندكا إلييا في فتاكاىـ كاستشيدكا بيا في كتبيـ‪ ،‬كأيدكا‬ ‫أجكبتيـ بمضمكنيا‪ ،‬أك باقتباس منيا في عبارتيا أك أجابكا بيا نفسيا ناسبيف أجكبتيـ‬ ‫إلى صاحبيا(َّ)‪.‬‬ ‫إف فقو القضايا المعاصرة يختمؼ عف تمؾ االفتراضات النظرية فيي مسائؿ كاقعية‬ ‫تحدث لمناس ككؿ متميؼ لمعرفة حكميا الشرعي‪.‬‬ ‫كما تتميز المسائؿ المتعرض ليا في القضايا الفقيية المعاصرة بالتعقيد ككثرة تشابكيا‬ ‫كدقة فيميا كصعكبة حؿ معضبلتيا؛ لذا فيي تحتاج إلى مزيد جيد كالى إمعاف نظر‬ ‫كعدـ التسرع في الحكـ كاالجتياد فييا‪.‬مثؿ‪ :‬قضايا االئتماف المعاصر كصكره كالبطاقات‬ ‫االئتمانية كمسائؿ التأميف الصحي كالتأميف عمى الحياة كالمقصكد منيا‪.‬‬ ‫)َّ( انظر مقدمة كتاب فتاكل ابف رشد ُ‪ ٖ /‬كّْ‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫كما أف أكثر ىذه المشكبلت كالقضايا المطركحة قد سببت الحرج كالضيؽ بمف نزلت بيـ‬ ‫كىـ في حاجة ماسة إلى مف يجيبيـ عف تمؾ المسائؿ كالى مف يرفع الحرج عنيـ‬ ‫باالجتياد كالفتكل‪.‬‬ ‫في فوائد وأىمية " القضايا الفقيية المعاصرة "‪.‬‬ ‫لمقضايا الفقيية المعاصرة فكائد تتعمؽ بصفة المسائؿ الكاقعية التي تعرض صك انر مف‬ ‫المجتمع الذم نزلت فيو النازلة‪ ،‬كلو فكائد تتعمؽ بالفتكل أك الحكـ الشرعي‪ ،‬كلو فكائد‬ ‫تعكد عمى الفقيو المجتيد الناظر في الكاقعة كفيما يمي ذكر ليذه الفكائد‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬أنو مف العمكـ الميمة كالفنكف الضركرية في حياة الناس اليكـ‪ ،‬ألنو يرد كيجيب عف‬ ‫مشكبلت كقضايا مستجدة كعكيصة نزلت بالناس كىـ في أمس الحاجة لمعرفة الحكـ‬ ‫الشرعي فييا‪:‬‬ ‫كمف المعمكـ أف الناس لـ يككنكا عمماء كميـ ال في عيد الرسكؿ ‪ ‬كال في عيد‬ ‫الصحابة كالتابعيف كاألئمة المرضييف‪ ،‬كلقد أمر ا﵀ الجاىؿ أف يسأؿ العالـ عف الحكـ‬ ‫فيما ينزؿ بو مف قضايا ككاقعات‪ ،‬قاؿ تعالى‪  :‬فاسألكا أىؿ الذكر إف كنتـ ال تعممكف ‪‬‬ ‫[النحل‪.]ٖٗ :‬‬ ‫إذان ييدؼ فقو القضايا المعاصرة إلى تكليد البدائؿ الشرعية لممشكبلت المطركحة عمى‬ ‫الساحة المعاصرة اجتماعيان كسياسيان كاقتصاديان كقانكنيان…‬ ‫ِ‪ -‬كما أف لمقضايا الفقيية المعاصرة أىمية أخرل تتصؿ بصفة النكازؿ الكاقعية التي‬ ‫تعرض لنا صك انر مف المجتمع الذم كقعت فيو تمؾ النكازؿ مف الناحية الفكرية‬ ‫كاالجتماعية كالسياسية كاالقتصادية كالتاريخية كاألدبية‪:‬‬ ‫أ – فمن الناحية الفكرية ‪ :‬يعرفنا فقو القضايا المعاصرة بالعبلقة بيف المذاىب الفقيية‬ ‫كالفرؽ الكبلمية كيظير ذلؾ مف خبلؿ المناظرات كالمناقشات العممية التي كانت تدكر‬ ‫بيف عمماء الفرؽ كالمذاىب في أثناء التعرض لنازلة مف النكازؿ‪ ،‬كما يظير ذلؾ مف‬ ‫‪19‬‬ ‫خبلؿ مكاجية األفكار المنحرفة مثؿ ظاىرة الردة كالزندقة ككيؼ كاجو العمماء ىذه‬ ‫الظكاىر بالقكاعد الشرعية البلزمة في ىذا الميداف مع االجتياد العادؿ(ُّ)‪.‬‬ ‫ب – ومن الناحية االجتماعية‪ :‬تقدـ " النكازؿ " الكثير مف اإلشارات إلى أحكاؿ‬ ‫المجتمع اإلسبلمي في منطقة النازلة مف عادات في األفراح كاألتراح‪ ،‬كما تقدـ لنا صكرة‬ ‫حية عف حياة الناس كعاداتيـ في السمـ كالحرب كالعمراف كأنكاع الممبكسات كالمطعكمات‬ ‫كما إلى ذلؾ‪ ،‬األمر الذم يجعؿ منيا مصد انر كثيقان لعالـ االجتماع مثمما ىك لمفقيو‬ ‫كالعالـ‪.‬‬ ‫ككؿ ذلؾ سكؼ يسجمو التاريخ‪ ،‬كتتناقمو األجياؿ‪ ،‬كتصبح كتب فقو النكازؿ مف المصادر‬ ‫كالمراجع التي يرجع إلييا‪ ،‬لذا نجد كثي انر مف المؤرخيف قد انصرؼ إلى مصنفات النكازؿ‬ ‫كالفتاكل لدراستيا كاستنباط ظكاىر اجتماعية منيا كاستنتاج إفادات تاريخية‪ ،‬كمف ىؤالء‬ ‫المستشرؽ الفرنسي "جاؾ بارؾ" الذم اعتنى بنكازؿ المازكني – الذم استفاد كثي انر مف‬ ‫كتب فقو النكازؿ إلبراز جكانب اجتماعية لممغرب في عصر ىذه النكازؿ‪.‬‬ ‫ج – ومن الناحية األدبية‪ :‬فإف لفقو القضايا المعاصرة فكائد عظيمة‪ :‬فقد تحتكم األسئمة‬ ‫كاألجكبة عف تمؾ النكازؿ عمى قطع أدبية بميغة أك شعر نادر استشيد بو‪ ،‬كما أنيا‬ ‫تحافظ لنا عمى لغة الفقو كالفقياء األدبية الرائعة‪.‬‬ ‫د – ومن الناحية السياسية‪ :‬تنقؿ ىذه النكازؿ صكرة كاقعية لحكادث تاريخية تمس ذلؾ‬ ‫المجتمع الذم كقعت فيو النازلة في السمـ كالحرب مما قد يفيد السياسي في دراستو كمما‬ ‫يعينو في فيـ كثير مف أحداث الزماف‪.‬‬ ‫ىػ – ومن الناحية االقتصادية‪ :‬تقدـ النكازؿ جممة مف الصكر عف الحالة االقتصادية‬ ‫التي تمر بيا الببلد اإلسبلمية‪ ،‬كعف الممكية كالتجارة كالبنكؾ كىذا كمو يمكف معرفتو مف‬ ‫خبلؿ تمؾ النكازؿ كالمسائؿ المتعمقة بالمكاضيع االقتصادية‪ :‬كطغياف البنكؾ الربكية عمى‬ ‫كاقع المسمميف اليكـ ككثرة األسئمة التي يطرحيا المسممكف كيطرحيا الكاقع المر الذم‬ ‫يتخبط فيو الجانب االقتصادم في المجتمعات المسممة‪ ،‬كمشكمة الديكف التي تتعب‬ ‫)ُّ( مقدمة تحقيؽ كتاب المسائؿ‪ :‬صَُّ‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫كاىؿ الدكؿ اإلسبلمية كغيرىا مف المكاضيع االقتصادية التي تحتاج إلى فقو كاجتياد في‬ ‫نكازليا ككاقعاتيا المريرة‪.‬‬ ‫ك – ومن الناحية التاريخية‪ :‬تقدـ " النكازؿ " أحداثان تاريخية كقعت لؤلمة اإلسبلمية‬ ‫كنزلت بيا كتـ الجكاب عنيا‪ ،‬كتقدـ أحيان نا أحداثان أغفميا المؤرخكف الذيف ينصب‬ ‫اىتماميـ غالبان بالشؤكف السياسية كما يتصؿ بالحكاـ كاألمراء كمثاؿ عف ذلؾ ما يحدث‬ ‫اليكـ في أفغانستاف مف تقاتؿ بيف الفصائؿ األفغانية‪ ،‬أك مثؿ الحرب العراقية اإليرانية‬ ‫التي كقعت في الثمانينات أك اجتياح العراؽ لمككيت كما ترتب عميو مف استعانة بالكفار‪،‬‬ ‫كما حدث كيحدث إلخكاننا المسمميف في يكغسبلفيا مف اضطياد كاغتصاب كما يستمزـ‬ ‫ذلؾ مف فقو كاجتياد يجيب عف تمؾ الشدائد كالنكازؿ التي تنزؿ باألمة اإلسبلمية في‬ ‫عصكرىا المتتالية‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬كمف فكائد فقو القضايا المعاصرة ذلؾ األثر العممي الذم تخمفو ىذه اإلجابات ألنيا‬ ‫تحفظ لنا مسائؿ كاجتيادات العمماء بنصيا لتككف سجبلن لمفتكل كالقضاء كمرجعان ميم نا‬ ‫لمميتميف بيا مف أىؿ االختصاص ال يمكف االستغناء عنيا بحاؿ‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬كما أف فقو القضايا المعاصرة يعرفنا بأسماء المعة مف العمماء المجتيديف المفتييف‪،‬‬ ‫الذيف تصدكا ليذه النكازؿ كأغاثكا األمة‪ ،‬ككيؼ أنيـ بذلكا الجيد كالكسع لمكصكؿ إلى‬ ‫الحكـ الشرعي كذلؾ باتباع أصكؿ االجتياد دكف تعصب أك ىكل‪.‬‬ ‫ٓ‪ -‬كاضافة لمفائدة السابقة فإف فقو القضايا المعاصرة يمقي األضكاء عمى شخصية‬ ‫صاحب ذلؾ الفقو‪ ،‬كتدلنا عمى اتجاىو كمكقفو كعمى أصكلو التي اعتمد عمييا في‬ ‫اجتياده كما إلى ذلؾ‪..‬‬ ‫ٔ‪ -‬كما أف ليذا الفقو فائدة أخرل‪ :‬كىي فيما إذا نكقشت ىذه المسائؿ في المجامع‬ ‫الفقيية التي يتـ تشكيميا مف عمماء يمثمكف جميع الدكؿ اإلسبلمية‪ ،‬فإف ذلؾ مف شأنو‬ ‫تمقيح أفكار العمماء كاستفادة بعضيـ مف عمـ البعض‪ ،‬ككذلؾ مف أجؿ التعاكف كالتكاتؼ‬ ‫لمكصكؿ إلى الحكـ الشرعي الصحيح‪ ،‬كىذا يعصميـ مف الخطأ أك االختبلؼ‪ ،‬كما‬ ‫‪21‬‬ ‫يساعد عمى كضع األصكؿ كالضكابط االجتيادية مما يسيؿ عمى الفقيو كالمجتيد‬ ‫النكازلي عممو في استنباط األحكاـ الشرعية‪.‬‬ ‫ليذا كمو دكنت أجكبة العمماء كفتاكل الفقياء في تمؾ العصكر الزاىرة ككانت مرجع نا‬ ‫عظيمان لمعرفة األحكاـ‪ ،‬كثركة فقيية كاسعة‪ ،‬ككانت في الكقت نفسو مصادر يرجع إلييا‬ ‫مختصكف في عمـ التاريخ كاالجتماع كاالقتصاد كالسياسة كينيمكف منيا ما يفيدىـ‬ ‫كيعينيـ عمى الفيـ الصحيح كالعمـ الناجح‪.‬‬ ‫كتدكيف ىذه النكازؿ كنشرىا فيو الفائدة العظيمة كيككف كصبلن لما انقطع مف سمسمة‬ ‫البحكث الفقيية التي بدأىا سمفنا العمماء األعبلـ‪.‬‬ ‫ٕ‪ -‬كسب األجر كالمثكبة مف ا﵀ عز كجؿ‪ ،‬فإف الدارس " لمنازلة " المتجرد الذم يريد‬ ‫أف يصؿ إلى حكميا الشرعي إذا بذؿ جيده ككصؿ إلى حكـ فييا فيك مأجكر‪ ،‬إف‬ ‫أصاب فمو أجراف‪ ،‬كاف أخطأ فمو أجر كاحد‪.‬‬ ‫الميثاؽ عمى‬ ‫ى‬ ‫العمماء‪ :‬فقد أخذ ا﵀ي‬ ‫ى‬ ‫حمميا ا﵀ي‬ ‫ٖ‪ -‬الحرص عمى تأدية األمانة التي ٌ‬ ‫العمماء ببياف األحكاـ الشرعية كعدـ كتمانيا‪ ،‬كقد حصر التكميؼ بيـ‪ ،‬فكاف لزامان عمييـ‬ ‫بل‪ ،‬كذلؾ إبراء لمذمة بالقياـ‬ ‫التصدم لمفتكل في النكازؿ ما استطاعكا إلى ذلؾ سبي ن‬ ‫بتكاليؼ إببلغ العمـ كعدـ كتمانو‪.‬‬ ‫ٗ‪ -‬كما أف ىذه النكازؿ تثرم الفقيو بعمـ مف سبقو مف العمماء‪ ،‬كمف ثـ يستطيع‬ ‫االستفادة كاإلفتاء بفتاكل مف سبقو إذا كانت مطابقة كمتناسبة مع النازلة‪ ،‬أك عمى األقؿ‬ ‫أف يسمؾ مسالكيـ كمناىجيـ في دراسة نكازؿ عصرىـ عمى نازلة عصره حتى يصؿ إلى‬ ‫استنباط الحكـ الشرعي المناسب ليا‪ ،‬كالناظر بعيف فاحصة كنظرة شمكلية في ىذا‬ ‫الجانب مف الكتابة في النكازؿ كالفتاكل الفقيية كما كاف فييا لمعمماء كالفقياء مف مؤلفات‬ ‫جميمة متكاممة مع بعضيا كاستفادة البلحؽ مف السابؽ فييا يجد تمؾ الحقيقة جمية بارزة‬ ‫لمفكر كالعياف(ِّ)‪.‬‬ ‫)ِّ( مقدمة كتاب " النكازؿ الجديدة الكبرل‪ :‬لمكزاني "‪ :‬تحقيؽ األستاذ عمر بف عباد (ك ازرة األكقاؼ كالشؤكف‬ ‫اإلسبلمية المغرب) ُ‪.ّ/‬‬ ‫‪22‬‬ ‫أوال ‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬الطيارة)‪.‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬حكم استعمال مياه الصرف بعد تنقيتيا بالوسائل الحديثة‪.‬‬ ‫صدر في حكـ إعادة استعماؿ مياه الصرؼ بعد تنقيتيا قرار مف ىيئة كبار العمماء‬ ‫بالمممكة العربية السعكدية؛ ففي الدكرة الثالثة عشرة لييئة كبار العمماء المنعقدة في‬ ‫النصؼ اآلخر مف شير شكاؿ ُّٖٗىػ بمدينة الطائؼ ‪ ،‬كبعد البحث كالمداكلة‬ ‫كالمناقشة قرر المجمس ما يأتي‪:-‬‬ ‫بناء عمى ما ذكره أىؿ العمـ مف أف الماء الكثير المتغير بنجاسة يطير إذا زاؿ تغيره‬ ‫ن‬ ‫بنفسو أك بإضافة ماء طيكر إليو ‪ ،‬أك زاؿ تغيره بطكؿ مكث أك تأثير شمس كمركر‬ ‫الرياح عميو أك نحك ذلؾ لزكاؿ الحكـ بزكاؿ عمتو‪.‬‬ ‫كحيث إف المياه المتنجسة يمكف التخمص مف نجاستيا بعدة كسائؿ ‪ ،‬كحيث إف تنقيتيا‬ ‫كتخميصيا مما ط أر عمييا مف النجاسات بكاسطة الطرؽ الفنية الحديثة ألعماؿ التنقية‬ ‫يعتبر مف أحسف كسائؿ الترشيح كالتطيير ‪ ،‬حيث يبذؿ الكثير مف األسباب المادية‬ ‫لتخميص ىذه المياه مف النجاسات ‪ ،‬كما يشيد بذلؾ كيقرره الخبراء المختصكف بذلؾ‬ ‫ممف ال يتطرؽ الشؾ إلييـ في عمميـ كخبرتيـ كتجاربيـ‪.‬‬ ‫ولذلك فإن المجمس يرى طيارتيا بعد تنقيتيا التنقية الكاممة بحيث تعود إلى خمقتيا‬ ‫األولى ال يرى فييا تغير بنجاسة في طعم وال لون وال ريح ‪ ,‬ويجوز استعماليا في‬ ‫إزالة األحداث واألخباث ‪ ,‬وتحصل الطيارة بيا منيا ‪ ,‬كما يجوز شربيا إال إذا كانت‬ ‫ىناك أضرار صحية تنشأ عن استعماليا فيمتنع ذلك لممحافظة عمى النفس ‪ ,‬وتفادياً‬ ‫لمضرر ‪ ,‬ال لنجاستيا‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫والمجمس إذ يقرر ذلك يستحسن االستغناء عنيا في استعماليا لمشرب متى وجد إلى‬ ‫اتقاء لمضرر ‪ ,‬وتنزىاً عما تستقذره النفوس ‪ ,‬وتنفر‬ ‫ذلك سبيل‪ ,‬احتياطاً لمصحة ‪ ,‬و ً‬ ‫منو الطباع‪.‬‬ ‫كا﵀ المكفؽ ‪ ،‬كصمى ا﵀ عمى نبينا محمد كعمى آلو كصحبو كسمـ" انتيىّّ‪.‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬التنظيف بالبخار لممبلبس وغيرىا‪.‬‬ ‫التنظيؼ بالبخار‪ ،‬أك ما يسمى بالتنظيؼ الجاؼ‪ ،‬فبعض المبلبس كمبلبس الصكؼ‪،‬‬ ‫كأنكاع أخرل مف المبلبس يفسدىا غسميا بالماء‪ ،‬فتغسؿ بالبخار‪ ،‬كمعمكـ أنو عند الغسؿ‬ ‫بالبخار ال تغسؿ بالماء‪ ،‬كانما تغسؿ بالبخار فقط‪ ،‬فيؿ غسميا بالبخار كاؼ في إزالة‬ ‫النجاسة الكاقعة عمييا؟‬ ‫ّّ‪" -‬مجمة البحوث اإلسبلمية" (‪.)ٗٔ , ٗٓ/ٔٚ‬‬ ‫‪24‬‬ ‫التنظيف بالبخار ىو عبارة عن إزالة النجاسة واألوساخ بمزيل سائل غير الماء‪ ,‬ثم‬ ‫استعمال بخار الماء‪.‬‬ ‫و كيفية ذلك‪ :‬توضع بعض المركبات الكيميائية عمى الثوب المراد غسمو‪ ,‬إل زالة ما‬ ‫عمق بو من أوساخ أو نجاسة‪ ,‬وبعد وضع ىذه المادة تغسل ببخار الماء غسبل ال‬ ‫يصل إلى حد تقاطر الماء‪ ,‬وانما بالبخار فقط‪ ,‬فيل ىذا يكفي في إزالة النجاسة؟‬ ‫فينا ‪:‬ىؿ يتعيف الماء إلزالة النجاسة‪ ،‬أك ال يتعيف؟‬ ‫القول األول ‪:‬أنو يتعين الماء إلزالة النجاسة‪ ،‬فبل تزكؿ النجاسة بمزيؿ آخر غير الماء‪،‬‬ ‫كىذا القكؿ ىك المشيكر مف مذىب الحنابمة‪ ,‬وىو مذىب المالكية والشافعية‪ ,‬كاستدؿ‬ ‫أصحاب ىذا القكؿ بعمكـ األدلة التي تدؿ عمى أف الماء مطير‪ ،‬كمزيؿ لمنجاسة‪ ،‬كمنيا‬ ‫ور) ككذلؾ ما جاء في الصحيحيف في‬ ‫اء طَ ُي ًا‬ ‫قكؿ ا﵀ تعالى‪ ( :‬وأَ ْن َزْل َنا ِم َن َّ ِ‬ ‫الس َماء َم ً‬ ‫َ‬ ‫قصة األعرابي الذم باؿ في المسجد فأمر النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ بأف يصب عمى‬ ‫بكلو ذنكبا مف ماء أك دلكا مف ماء‪ ،‬كأيضا ىدم النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬فقد كاف‬ ‫ىديو في إزالة النجاسة أنو كاف يزيميا بالماء إلى غير ذلؾ مما كرد مف أف النجاسة في‬ ‫عيد النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ إنما كانت تزاؿ بالماء‪.‬‬ ‫القول الثاني أنو ال يتعين الماء إلزالة النجاسة‪ ،‬بؿ يمكف أف تزكؿ النجاسة بأم مزيؿ‪،‬‬ ‫فكما أنيا تزكؿ بالماء‪ ،‬فيمكف أف تزكؿ كذلؾ بالشمس كبالريح كبأم مزيؿ كاف‪ ،‬كىذا‬ ‫ىو مذىب الحنفية‪ ،‬كىك رواية عند الحنابمة‪ ,‬وقول عند المالكية والشافعية‪ ،‬كىذا‬ ‫القكؿ ىك الذم عميو عامة المحققين مف أىؿ العمـ‪ ،‬كىك اختيار المجد ابف تيمية‪،‬‬ ‫كحفيده شيخ اإلسبلـ ابف تيمية‪ ،‬كابف القيـ رحمة ا﵀ تعالى عمى الجميعّْ‪.‬‬ ‫ّْ‪ -‬ينظر‪ :‬النكازؿ المعاصرة في العبادات ‪ ،‬د‪.‬سعد الخثبلف‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ك في ىذه المسألة يحصؿ بالتنظيؼ بالبخار إزالة النجاسة‪ ،‬كلك لـ يحصؿ ىناؾ غسؿ‬ ‫بالماء فيككف الغسؿ بالبخار كاؼ في إزالة النجاسة الكاقعة عمى المباس‪.‬‬ ‫ومثل ىذه المسألة ‪:‬األوراق النقدية‪ ,‬أو األوراق الميمة مثل‪ :‬العقود أو أسيم الممكية‬ ‫أو الشيادات الدراسية ‪ ,‬أو بطاقات الرقم القومي أو ما يشابييا التي تقع عمييا‬ ‫نجاسة‪ ,‬من سقوطيا في دورة المياه مثبل ‪ ,‬وأصابتيا نجاسة ‪ ,‬ماذا نفعل ‪ ,‬وقد‬ ‫تتضرر من استخدام المياه؟‬ ‫فكيؼ تزاؿ ىذه النجاسة؟ إف األشياء التي تتضرر باستعماؿ الماء‪ ،‬يكفي فييا المسح‪،‬‬ ‫كال يمزـ غسميا‪.‬كبناء عمى ذلؾ نقكؿ‪ :‬ىذه األكراؽ النقدية أك غيرىا مف األكراؽ الميمة‪،‬‬ ‫إذا كقع عمييا نجاسة ككاف غسميا بالماء يتمفيا‪ ،‬فحينئذ يكفي فييا المسح‪ ،‬إلزالة‬ ‫النجاسة الكاقعة عمييا‪ ،‬كىذا المسح في الكاقع تزكؿ بو عيف النجاسةّٓ‪.‬‬ ‫طرة و َّ‬ ‫الش ْرج الصناعي‪.‬‬ ‫سَ‬‫المسألة الثالثة ‪ :‬القَ ْ‬ ‫القسطرة‪ :‬ىي أف يكضع لممريض في مجرل البكؿ ًق ٍسطار ( ماسكر ببلستيكي ) يعمؿ‬ ‫عمى إخراج البكؿ دكف إرادة المريض‪ ،‬كيتجمع ىذا البكؿ في كيس‪ ،‬كيككف معمقان في‬ ‫التبكؿ الطبيعي‪ ،‬أك مشقة‬ ‫المكاف الذم يناـ فيو المريض‪ ،‬إما لعدـ قدرة المريض عمى ُّ‬ ‫الذىاب لقضاء الحاجة‪ ،‬كنحكه‪.‬‬ ‫أما َّ‬ ‫الشرج الصناعي‪ :‬فيك أف بعض الناس يبتمى بسرطاف القيكلكف‪ ،‬بحيث ال يتمكف مف‬ ‫تبر انز طبيعيان‪ ،‬أك أف المريض يككف فيو تشكىات ىخ ٍمقية ال يتمكف مف أف يتبرز‬ ‫أف يتبرز ُّ‬ ‫تبرناز طبيعيان‪ ،‬فيعمد الطبيب إلى أف يفتح في جدار البطف فتحةن‪ ،‬يسيؿ منيا خركج‬ ‫ُّ‬ ‫ّٓ‪ -‬المختار اإلسبلمي ‪ ،‬سعد بف تركي الخثبلف ‪ /َُ ،‬سبتمبر ‪.َُِٔ /‬‬ ‫‪26‬‬ ‫البراز دكف إرادة المريض عف طريؽ أنبكب‪ ،‬كيككف ىناؾ عمبة يتجمع فييا ىذا البراز‪،‬‬ ‫تزاؿ بيف فترة كأخرل‪.‬‬ ‫مبني عمى مسألة‬ ‫ّّ‬ ‫ثـ صبلتً ًو‬ ‫كالكبلـ في أثر ىذيف األمريف عمى طيارة المريض‪ ،‬كمف َّ‬ ‫يضره‬ ‫دائـ‪ ،‬كالراجح فيمف كاف حالو كذلؾ ‪ :‬أنو يتكضأ إذا أراد الصبلة‪ ،‬كال ُّ‬ ‫ث ه‬ ‫مف بو ىح ىد ه‬ ‫ما خرج أثناء الصبلة‪ ،‬ثـ إذا دخؿ كقت صبلة أخرل‪ ،‬يتكضأ لتمؾ الصبلة‪ ،‬ثـ ال يضره‬ ‫أيضا ما خرج أثناءىا؛ ألف غايتو أف يقاؿ‪ :‬ىو معذور أثناء الصبلة فقط‪ ،‬كال سبيؿ لو‬ ‫لمنع ىذا الخارج أثناء الصبلة‪ ،‬أما إذا انقضت الصبلة‪ ،‬فقد زاؿ العذر‪ ،‬كطكلب مرة‬ ‫ثانية بالكضكء لمفريضة التالية النتقاض كضكئو بدخكؿ كقت تمؾ الصبلةّٔ‪.‬‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬حكم استجبلب الحيض وتعجيمو ‪.‬‬ ‫إذا كاف استجبلب الحيض أك تعجيمو لحاجة طبية أك شخصية مباحة ‪ ،‬كمف عزمت‬ ‫عمى الحج أك العمرة ‪ ،‬كىي تعمـ أف ذلؾ يكافؽ كقت حيضيا ‪ ،‬فتأخذ دكاء لتعجؿ كقت‬ ‫حيضتيا أك تقمؿ مدتو ‪ ،‬حتى تسافر كىي طاىرة ‪ ،‬كتأمف نزكؿ الدـ عمييا حاؿ إحراميا‬ ‫‪ ،‬فيذا من الفعل المباح ‪ ،‬بشرط أنيا ال تحدث ضر ار أكثر مف المصمحة أك مساكية‬ ‫ليا‪ ،‬كذلؾ بعد مراجعة األطباء مف أىؿ الخبرة كالثقة ّٕ‪.‬‬ ‫ّٔ‬ ‫‪ -‬فتكل المجنة الدائمة لمبحكث كاالفتاء – السعكدية‪ ،‬رقـ (َُُٕ)‪.‬‬ ‫ّٕ‪ -‬فتاكل المجنة الدائمة لمبحكث العممية كاالفتاء (َُ‪ )َّْ/‬فتكل رقـ‪.ّْْٓ :‬‬ ‫‪27‬‬ ‫سئمة لمتقييم الذاتي ‪.‬‬ ‫سٔ‪ :‬ما الراجح من أقوال العمماء في استخدام مياه الصرف لصحي لرفع النجاسات ؟‬ ‫سٕ‪ :‬ما القاعدة الحاكمة الستخدام مياه المجاري والصرف الصحي؟‬ ‫سٖ‪ :‬اختر مما بين القوسين اإلجابة الصحيحة‪.‬‬ ‫‪ -‬استجبلب الحيض حكمو ( الجكاز مطمقا – عدـ الجكاز مطمقا – الجكاز بشرط)‪.‬‬ ‫سٗ‪ :‬صبلة المريض المعذور ( صحيحة – باطمة – صحيحة بشرط)‪.‬‬ ‫س٘‪ :‬صح أم خطأ‪.‬‬ ‫‪ -‬مريض سمس البكؿ يتكضأ لكؿ صبلة ‪.‬‬ ‫‪ -‬القسطرة البكلية تفسد الصبلة ‪.‬‬ ‫‪ -‬يتعيف استخداـ الماء لرفع النجاسات عند جميع الفقياء ‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في ‪ ( :‬الصبلة)‪.‬‬ ‫المسألة األولى‪ :‬أداء الصبلة في الطائرة‪.ٖٛ‬‬ ‫ّٖ‬ ‫‪ -‬فتاكل ك ازرة األكقاؼ بدكلة الككيت (ُ‪).َِٕ/‬‬ ‫أما‬ ‫العيني‪( :‬كفي "خبلصة الفتاكل"‪َّ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫جاء في البحر الرائؽ البف نجيـ (ِ‪( ،)ُْ/‬حاشية ابف عابديف) (ِ‪.)ٓ/‬قال‬ ‫السماء‬ ‫ي‬ ‫محمد‪ :‬إذا كاف الرجؿ في السفر فأمطرت‬ ‫المطر؛ عف َّ‬ ‫ي‬ ‫لعذر فجائزةٌ‪ ،‬كمف األعذار‪:‬‬ ‫الفرض عمى الدابة ُ‬ ‫صبلة ْ‬ ‫فإف‬ ‫إيقاؼ الدابة‪ٍ ،‬‬ ‫ي‬ ‫كيصمّْي باإليماء إذا أمكنو‬ ‫فإنو يقؼ عمى الدابة مستقب ىؿ القبمة ي‬ ‫لـ ي ًجد ن‬ ‫مكانا ما يشاء ينزؿ لمصبلة‪َّ ،‬‬ ‫الطيف بحاؿ يصيب كجيىو‪ ،‬فإف لـ ت يكف ىذه المثابة لكف األرض نديَّة‬ ‫ي‬ ‫مستدبر القبمة‪ ،‬كىذا إذا كاف‬ ‫ى‬ ‫لـ يمكنو ييصمّْي‬ ‫التطكع كال الفرض‪.‬كمف‬ ‫ُّ‬ ‫يجكز‬ ‫ي‬ ‫صمَّى ىنالؾ‪ ،‬ثـ قاؿ‪ :‬كىذا إذا كانت الدابةي تسير بنفسيا‪َّ ،‬‬ ‫أما إذا سيَّرىا صاحبيا فبل‬ ‫أما في البادية فتجكز ذلؾ‪ ،‬كذا ذكر صاحب "الخبلصة"‪.‬كمف األعذار‪ :‬أف تككف الدابة‬ ‫كالمرض‪ ،‬ك َّ‬ ‫المص‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫األعذار‪:‬‬ ‫الخكؼ‬ ‫ي‬ ‫كبير ال ً‬ ‫يجد ىمف ييركبو إذا نزؿ‪ ،‬كفييا‪:‬‬ ‫شيخا نا‬ ‫الرككب‪ ،‬كمف األعذار‪ :‬ككف المسافر ن‬ ‫ي‬ ‫ال ييمكنو‬ ‫جمكحا‪ ،‬كلك ىنزؿ‬ ‫ن‬ ‫المحيط‪ :‬تجكز الصبلة عمى الدابَّة في ىذه األحكاؿ‪ ،‬كال تمزمو اإلعادةي بعد زكاؿ العذر) (البناية)‬ ‫مف السيَّبع‪.‬كفي‬ ‫(ِ‪.)ْٓٓ/‬‬ ‫اضطر إلى‬ ‫َّ‬ ‫(مكاىب الجميؿ) لمحطاب (ِ‪ ،)َِٓ/‬كينظر‪( :‬المدخؿ) البف الحاج (ْ‪.)ُٓ/‬قال ُّ‬ ‫التنوخي‪( :‬كمف‬ ‫التحكؿ إلى‬ ‫ُّ‬ ‫قدر عمى‬ ‫إما لمرض أك لخكفو‪ ،‬صمَّى الفريضة عمييا‪ٍ ،‬‬ ‫فإف ى‬ ‫الصبلة عمى الدابة لعدـ القيدرة عمى النزكؿ؛ َّ‬ ‫تحكؿ‪ ،‬كا َّال سقطت في حقّْو) (التنبيو عمى مبادئ التكجيو) (ُ‪.)َّْ/‬‬ ‫القبمة َّ‬ ‫انقطاعا عف رفقتو لك ىنزؿ ليا‪ ،‬أك‬ ‫ن‬ ‫يجوز ِفعل الفريضة عمى الراحمة من غير ضرورة‪ٍ ،‬‬ ‫فإف خاؼ‬ ‫ُ‬ ‫النووي‪( :‬وال‬ ‫ُّ‬ ‫قال‬ ‫خاؼ عمى ن ٍفسو أك مالو‪ ،‬فمو أف ييصمّْىييا عمى الراحمة‪ ،‬كتجب اإلعادة) (ركضة الطالبيف) (ُ‪( ،)َِٗ/‬فتح العزيز)‬ ‫و‬ ‫بكحؿ أك مطر‪ ،‬كنحكه"‬ ‫("كتصح صبلة فرض عمى راحمة كاقفة أك سائرة خشيةى ٍّ‬ ‫تأذ‬ ‫ُّ‬ ‫يوتي‪:‬‬ ‫الب ُّ‬ ‫لمرافعي (ّ‪.)َِٖ/‬قال ُ‬ ‫تصح صبلة الفرض عمى‬ ‫كسيبع؛ قاؿ في االختيارات‪:‬‬ ‫و‬ ‫ُّ‬ ‫كثمج كبرد‪"...‬كخائؼ بنزكلو عمى ن ٍفسو مف عدك كنحكه" ى‬ ‫كينظر‪( :‬اإلقناع)‬ ‫الراحمة خشي َة االنقطاع عن الرفقة‪ ،‬أك حصكؿ ضرر بالمشي) (كشاؼ القناع) (ُ‪.)َِٓ/‬ي‬ ‫أن ُيصمّْي أحد فريض ًة عمى الدابَّة من غير ُعذر) (شرح‬ ‫بطال‪( :‬أجمع العمماء أنو ال يجوز ْ‬ ‫ابن َّ‬ ‫لمحجاكم (ُ‪ُ )ُٕٖ/‬‬ ‫اإلجماع عمى عدم جو ِاز صبلة الفريضة عمى الراحمة َّإال‬‫َ‬ ‫صحيح البخارم) (ِ‪.)َٗ/‬وح َكى ابن عبد البر‪ ,‬والنووي‪،‬‬ ‫أحد فريضة عمى الدابة‬ ‫يجكز أف ييصمّْي ه‬ ‫ي‬ ‫البّْر‪( :‬كقد انعقد اإلجماعي عمى َّأنو ال‬ ‫ابف عبد ى‬ ‫في حالة شدَّة الخوف؛ قاؿ ي‬ ‫أف المكتكبة ال‬ ‫النككم‪( :‬كفيو دلي هؿ عمى َّ‬ ‫ُّ‬ ‫كحجةن) (االستذكار) (ِ‪.)ِٓٓ/‬كقاؿ‬ ‫بيانا َّ‬ ‫شدة الخكؼ‪ ،‬فكفى بيذا ن‬ ‫في غير َّ‬ ‫شدة الخكؼ) (شرح النككم عمى مسمـ) (ٓ‪.(ُُِ/‬‬ ‫جمع عميو َّإال في َّ‬ ‫تجكز إلى غير القبمة كال عمى الدابة‪ ،‬كىذا يم ى‬ ‫‪29‬‬ ‫"‪...‬إف الصبلة إذا حمت عمى المسافر بالطائرة‪ ،‬فيمزمو أف يصمي قبؿ خركج الكقت‪،‬‬ ‫إال حيث يجكز لو جمع التأخير‪.‬كاذا لـ يتمكف أف يص?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser