A Study of Islamic Da'wah (PDF)

Summary

This document provides a detailed analysis of Islamic Da'wah (inviting to Islam). It explores its linguistic roots, definitions, and the various methodologies employed in the practice of Islamic Da'wah.

Full Transcript

‫تمهيد‬ ‫التعريف بالدعوة والدعاة‬ ‫معنى الدعوة في اللغة‪:‬‬ ‫الدعوة في اللغة معناه الحث والطلب‪.‬يقال دعا بالشيء – أي طلب إ...

‫تمهيد‬ ‫التعريف بالدعوة والدعاة‬ ‫معنى الدعوة في اللغة‪:‬‬ ‫الدعوة في اللغة معناه الحث والطلب‪.‬يقال دعا بالشيء – أي طلب إحضاره ـــ ودعاه إلى‬ ‫الشسء أي حثه على قصده ـــ ودعاه إلى الدين والمذهب ـــ أي حثه على اعتقاده وساقه إليه‪،‬‬ ‫ويقال دعا الله أي رجا منه الخير‪ ،‬ودعا لفالن أي طلب له الخير‪.1‬‬ ‫ﰊ ﰋ )‪2‬‬ ‫والدعوة هنا مأخوذة من قوله تعالى ( ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ‬ ‫قال في اللسان‪ :‬دار السالم هي الجنة‪.‬والسالم هو الله‪ ،3‬والمراد دعوته عباده إلى ما يكون‬ ‫سببا ً في دخولهم الجنة ‪ ،‬وهو االلتزام بدينه الذي بعث به رسله وأنزل به كتابه ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫المعنى االصطالحي للدعوة‪:‬‬ ‫تعددت أوجه النظر في المعنى االصطالحي للدعوة اإلسالمية ‪ ،‬فهناك من نظر إليها بأنها‬ ‫تبليغ وبيان لما جاء به اإلسالم ومنهم من نظر إليها بأنها علم وتعليم وجردوها عن الجانب‬ ‫التطبيقي‪.‬‬ ‫يمكننا استخالص المعنى االصطالحي للدعوة من معناها اللغوي وهو ( الطلب والحث على‬ ‫الشيء والسوق إليه) فيتضمن معنى الدعوة إلى اإلسالم طلب الناس وسوقهم إليه وحثهم على‬ ‫األخذ به‪ ،‬ولكي يشمل تعريف الدعوة اإلسالمية مراحل الدعوة الثالث التبليغية والتكوينية‬ ‫والتنفيذية من جهة ولكي يحوي على عناصر عمل األنبياء عليهم الصالة والسالم عامةً وعمل‬ ‫نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصةً‪.‬‬ ‫‪.1‬المعدم الوسيط – مجمع اللغة العربية‪ -‬القاهرة‪ -‬مادة دعا‪ -‬مطابع قطر الوطنية‪1332 -‬هـ ‪1392 -‬م‪ /‬الجزء األول ص ‪.282‬‬ ‫‪.2‬سورة يونس اآلية(‪.)22‬‬ ‫‪.3‬لسان العرب – محمد بن مكرم بن منظور األفريقي المصري – مطابع قطر الوطنية‪133 -‬هـ ‪1392 -‬م‪ /‬الطبعة األولى‪ /‬الجزء‬ ‫األول ص ‪.282‬‬ ‫‪.4‬معالم الدعوة في قصص القرآن‪ /‬عبد الوهاب بن لطف الديلمي‪ -‬مؤسسة الرسالة – بيروت – الطبعة األولى ‪1413‬هـ ‪ /‬الجزء‬ ‫األول ص ‪.23‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أرى أن تُعرف الدعوة اإلسالمية اصطالحاً‪:‬‬ ‫(بأنها تبليغ اإلسالم للناس وتعليمه إياهم وتطبيقه في واقع الحياة)‪.1‬وعرفها العرابي‬ ‫في كتابه (حركة علمية عملية لنشر اإلسالم وتعليمه للناس وتعريفهم به على الوجه‬ ‫الصحيح وفق منهج علمي مدروس بوسائل وأساليب راقية متجددة بواسطة دعاة مسلمين‬ ‫ى وبصيرة)‪ ،2‬هذا وقد اختار الباحث هذا المعنى (حث الناس‬ ‫يقدمونه للناس على هد ً‬ ‫على األخذ بالخير ليفوزوا بسعادة الدارين)‪.‬‬ ‫تعريف الدعاة‪:‬‬ ‫والدعاة في اللغة( قوم يدعون إلى بيعة هداية أو ضاللة وأحدهم داعي‪ ،‬رجل داعية‬ ‫إذا كان يدعو الناس إلى بدعة أو دين‪ ،‬وأدخلت الهاء فيه للمبالغة والنبي صلى الله عليه‬ ‫وسلم داعي إلى الله تعالى‪ ،‬وكذلك المؤذن‪ ،‬وفي التهذيب المؤذن داعي إلى الله والنبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم داعي األمة إلى توحيد الله وطاعته)‪ ،3‬وفي الحديث(من دعا إلى‬ ‫هدى كان له من األجر مثل أجور من تبعه ال ينقص ذلك من أجورهم شيئاً‪ ،‬ومن دعا‬ ‫إلى ضاللة كان عليه من اإلثم مثل آثام من تبعه ال ينقص ذلك من آثامهم شيئا ً)‪.4‬‬ ‫وفي االصطالح‪ :‬فيمكننا استنتاج المعنى االصطالحي للداعي فنقول هو‪( :‬المبلغ‬ ‫لإلسالم والمعلم له والساعي في تطبيقه)‪.‬فيشمل مصطلح الداعي من قام بأعمال الدعوة‬ ‫كلها أو بأي عمل من أعمالها‪.2‬وقيل الداعي هوالذي يقوم بأمر الدعوة ويتحمل أعبائها‬ ‫ومسؤوليتها‪.2‬‬ ‫‪.1‬المدخل إلى علم الدعوة – محمد أبو الفتوح البيانوني – إدارة الشؤون اإلسالمية قطر – الطبعة الرابعة ‪1418‬هـ ‪1339 -‬م‬ ‫‪ /‬ص ‪.19-14‬‬ ‫‪.2‬الدعوة اإلسالمية الشمول واالستيعاب – بيرفيسر محمد زين الهادي العمربي – الطبعة األولى ‪ – 2002‬مطابع السودان‬ ‫للعملة – الخرطوم ‪ /‬ص ‪.10‬‬ ‫‪.3‬لسان العرب البن منظور – الجزء ‪ -14‬ص ‪.223‬‬ ‫‪.4‬صحيح مسلم – مسلم بن الحجاج – باب العلم‪ -‬دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبطبعة الثالثة‪ -1384 /‬الجزء الرابع‬ ‫ص ‪.20‬‬ ‫‪.2‬المدخل إلى علم الدعوة – محمد أبو الفتوح البيانوني – ص‪ – 40‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.2‬خصائص الدعوة اإلسالمية – رسالة ماجستير – محمد أمين حسن – مكتبة المنار األردن – الزرقاء – الطبعة األولى‬ ‫‪1403‬هـ ‪ -‬ص ‪.12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مشروعية الدعوة‪:‬‬ ‫أمر الله تعالى رسوله أن يبلغ ما أنزل إليه بقوله تعالى(ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ‬ ‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ )‪ 1‬وقام رسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم بهذا الواجب خير قيام كما قام أصحابه به على أكمل وجه ثم‬ ‫بقي هذا التكليف على األمة‪.‬‬ ‫اتفق العلماء على وجوب الدعوة على األمة المسلمة ولكن اختلفوما في نوعيته هل هو‬ ‫واجب على التعيين أو على الكفاية؟‬ ‫واستدل كل طرف بأدلة من الشرع والعقل‪.‬استدل القائلون بالوجوب العيني بأدلة منها‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬بأن لفظة (من) في قوله تعالى (ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬ ‫ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ )‪ 2‬إنما هي للبيان والتبيين وليست للتبعيض‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬بعموم قوله تعالى (ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ)‪ 3‬فجعلت اآلية الدعوة سمة من سمات األمة المسلمة فتكون واجبة‬ ‫عليها جميعاً‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬وبقوله صلى الله وعليه وسلم (من رأى منكم منكرا ً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه‬ ‫فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف اإليمان)‪.4‬وإن ( َمن) من ألفاظ العموم فيعم الحكم‪.‬‬ ‫‪.1‬سورة المائدة اآلية (‪.)29‬‬ ‫‪.2‬سورة آل عمران اآلية(‪.)104‬‬ ‫‪.3‬سورة آل عمران(‪.)110‬‬ ‫‪.4‬سنن النسائي بشرح الحافظ جالل الدين السيوطي – دار الكتاب العربي – بيروت – الجزء الثامن – ص( ‪.)112-111‬‬ ‫‪3‬‬ ‫واستدل العلماء القائلون الوجوب الكفائي باألدلة التالية‪-:‬‬ ‫(من) في قوله تعالى (ﮖ ﮗ ﮘ ) هي للتبعيض‪.1‬‬ ‫‪.1‬بأن لفظة ِ‬ ‫‪.2‬وبقوله تعالى(ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬ ‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ) ‪.2‬‬ ‫‪.3‬ثم قالوا إن األمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمل يحتاج إلى علم وبصيرة بالشروط‬ ‫واألحوال‪ ،‬وهذا ال يتوفر في جميع المسلمين فيكون الواجب على من توفر فيه الشرط‪ ،‬فإذا‬ ‫قام بواجب الدعوة من توفرت فيهم الشروط سقط اإلثم عن الباقين‪ ،‬إلى غر ذلك من األدلة‪.‬‬ ‫وقد اختلف العلماء في ترجيح أحد القولين على اآلخر إال أن‪-:‬‬ ‫‪ -1‬الطرفين متفقين على أصل الوجوب‪.‬‬ ‫‪ -2‬وأن الذين قالوا بالوجوب الكفائي يتفقون مع الطرف اآلخر بأنه إن لم تحصل الكفاية لم‬ ‫يسقط الحكم عن الباقين ويبقى الخطاب موجها ً للجميع حتى تتحقق الكفاية‪ ،‬وإذا لم تحصل‬ ‫الكفاية أثم الجميع‪.‬‬ ‫‪ -3‬وكذلك الذين قالوا بالوجوب العيني قيدوا الوجوب باالستطاعة‪ ،‬فمن لم يكن عالما ً بحكم‬ ‫المنكر سقط عنه الوجوب‪.‬ولكن تصور تحقق الكفاية في جانب الدعوة اإلسالمية أمرا ً‬ ‫أصبح شبه مستحيل ألنها تقوم على مجالين‪-:‬‬ ‫دعوة غير المسلمين لإلسالم‪ ،‬وهذا المجال يتجدد يوما ً بعد يوم‪ ،‬وال يتصور‬ ‫(أ)‬ ‫تحقق الكفاية فيه‪.‬‬ ‫(ب) دعوة المسلمين أنفسهم إلى اإلسالم‪ – 3‬كما أن تعداد سكان العالم حسب‬ ‫(ب )‬ ‫إحصائية عام ‪2003‬م‪.‬ستة مليار وثمانمائة وسبعة وأربعين مليون وخمسمائة‬ ‫ألف نسمة تقريباً‪ ،‬والمسلمون منهم فقط واحد مليار وخمسمائة وسبعين مليون‬ ‫نسمة تقريباً‪ ،‬لذا يصبح تصور تحقق الكفاية غير معقول‪.4‬ويرى الباحث أنه‬ ‫بسبب ترك الدعوة تعطلت أحكام القرآن الكريم وتركت السنة وغلبت األهواء‬ ‫وتملكت الدنيا من القلوب وتربص األعداء بالمسلمين وجاثوا خالل ديارهم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪.1‬المدخل إلى علم الدعوة – البيانوني – ص‪ – 32‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.2‬سورة التوبة اآلية (‪.)122‬‬ ‫‪.3‬المدخل إلى علم الدعوة – البيانوني – ص(‪ -)34- 33‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.4‬حالة سكان العالم – عام ‪2003‬م – منتدى بيو للدين والحياة العامة اإلمريكي‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫يبغونهم الفتنة‪ ،‬وبذلك تصبح الدعوة الوم واجبا ً شرعيا ً ومسؤولية كل مسلم حتى ترجع‬ ‫األمة إلى ما كانت عليه في الصدر األول‪.‬‬ ‫منزلة الدعاة وحاجة الناس إليهم‪:‬‬ ‫منزلة الدعاة‪:‬‬ ‫بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين‪ ،‬وخاتم األنبياء والمرسلين‪ ،‬قال‬ ‫تعالى ‪( :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ )‪ 1‬فبعثته إلى يوم القيامة فال نبي بعده‪.‬من هنا تأتي‬ ‫منزلة الدعاة وحاجة الناس إليهم منها‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬بسبب القيام بالدعوة يدخل الداعي في عموم قوله تعالى(ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ)‪ ،2‬أمرهم سبحانه بتكميل الغير إثر‬ ‫أمرهم بتكميل النفس ليكونوا هاديين مهديين‪.3‬‬ ‫ثانياً‪ :‬كما يدخل القائمون بها في عموم قوله تعالى(ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ) ‪.4‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬يتحقق بالقيام بالدعوة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال تعالى (ﮀ ﮁ ﮂ‬ ‫ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ )‪.2‬‬ ‫يقول ابن القيم( فإنه ال يكون من أتباعه حقا ً إال من دعا إلى الله على بصيرة كما كان‬ ‫متبوعه يفعل صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فهؤالء خلفاء الرسل حقاً)‪.2‬‬ ‫‪.1‬سورة األنبياء اآلية ‪.109‬‬ ‫‪.2‬سورة آل عمران اآلية ‪.110‬‬ ‫‪.3‬تفسير روح المعاني لآللوسي شهاب الدين السيد محمود البغدادي – دار الفكر للطباعة والنشر – بيروت – ‪1384‬م – الجزء‬ ‫الثالث ص ‪.33‬‬ ‫‪.4‬سورة آل عمران اآلية ‪.104‬‬ ‫‪.2‬سورة يوسف ‪.108‬‬ ‫‪.2‬مفتاح دار السعادة – أبي عبد الله شمس الدين محمد أبي بكر المشهور بابن القيم الجوزية – دار النشر للطباعة – القاهرة –‬ ‫الجزء األول‪ -‬ص ‪.114‬‬ ‫‪5‬‬ ‫رابعاً‪ :‬يتحقق للداعي بها استجابة الدعاء فجميع األنبياء كانوا مستجابي الدعاء ألنهم قائمون‬ ‫بالدعوة ‪ ،‬قال تعالى(ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬ ‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ )‪.1‬قال‬ ‫تعالى (ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ )‪.2‬وقال‬ ‫تعالى بشأن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ)‪.3‬‬ ‫خامساً‪ :‬كما أن القيام بالدعوة إل الله تعالى يدخل الداعي في عموم قوله تعالى(ﭼ ﭽ‬ ‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ )‪.4‬قال الزمخشري عن عائشة‬ ‫رضي الله عنها( ما كنا نشك أن هذه اآلية نزلت في المؤذنين وهي عامة في كل من جمع‬ ‫بين هذه الثالث أن يكون موحدا ً معتقدا ً لدين – عامالً بالخير – وماهم إال طبقة العالمين‬ ‫العاملين من أهل العدل والتوحيد‪ -‬الدعاة إلى دين الله‪.2)-‬‬ ‫سادسا ً‪ :‬الدعوة إلى الله هي أحد أركان النجاة يوم القيامة‪ ،‬قال تعالى( والعصر إن اإلنسان‬ ‫لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)‪.2‬أقسم الله‬ ‫بالعصر الذي هو الليل والنهار محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر إال من‬ ‫اتصف بأربع صفات‪ :‬اإليمان بالله‪ ،‬والعمل الصالح‪ ،‬والتواصي بالحق – وهو اإليمان‬ ‫والعمل الصالح أتى يحث بعضهم بعضا ً بذلك‪ ، -‬والتواصي بالصبر على طاعة الله عن‬ ‫معصية الله – وعلى أقدار الله‪ ،‬ويكون بذلك قد سلم من الخسارة في الدنيا واآلخرة ‪. 9‬‬ ‫‪.1‬سورة األنبياء (‪.)84-83‬‬ ‫‪.2‬سورة األنبياء اآلية ‪.92‬‬ ‫‪.3‬األنفال اآلية ‪.3‬‬ ‫‪.4‬سورة فصلت اآلية ‪.33‬‬ ‫‪.2‬تفسير الكشاف – أبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري – دار الفكر للطباعة والنشر – بيروت – الجزء الثالث – ص‬ ‫‪.423‬‬ ‫‪.2‬سورة العصر اآلية (‪.)3-1‬‬ ‫‪.9‬تيسير الكريم الرحمن – الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – مركز صالح بن صالح الثقافي في عنيزة – السعودية‪1409 -‬هـ‬ ‫‪-‬الجزء السابع – ص (‪.)290 -223‬‬ ‫‪6‬‬ ‫سابعاً‪ :‬وبالدعوة يكون الداعي مكرما ً عند الله‪.‬كما في قصة الرجاللذي جلء من أقصى‬ ‫المدينة يسعى‪ ،‬قال تعالى(ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬ ‫ﰄ ) ‪.1‬‬ ‫ثامناً‪ :‬وبسبب الدعوة يأتي عند الداعي التوفيق للطاعة ‪ ،‬فالمؤذن عندما يدعو الناس‬ ‫للصالة‪ ،‬فهو أول من يلبي هذا النداء‪.‬‬ ‫تاسعاً‪ :‬جعلها الله تعالى من مستلزمات التمكين في األرض قال تعالى(ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ )‪.2‬‬ ‫عاشراً‪ :‬جعل الله األمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أخص أوصاف المؤمنين كما‬ ‫جعلها فرقانا ً بين المؤمنين والمنافقين‪.‬وهم المستحقين لرحمة الله‪ ،‬قال تعالى(ﮑ‬ ‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ )‪.3‬‬ ‫أحد عشر‪:‬‬ ‫قال تعالى (ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ )‪.4‬فقد أمر الله المؤمنين بتقواه بالقول‬ ‫السديد‪.‬وهو إشارة للقيام بالدعوة وستكون النتيجة‪ :‬صالح أعمالكم‪ ،‬وغفران ذنوبكم‪.‬‬ ‫ثاني عشر‪:‬‬ ‫أعظم شهادة من الله تعالى لهم بالهداية‪ ،‬قال تعالى(ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮥ ﮦ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ )‪.2‬كما قال عليه الصالة‬ ‫والسالم(من تعلم العلم ليحي به نور اإلسالم فبينه وبين النبيين درجة في الجنة)‪.2‬‬ ‫‪.1‬سورة يس اآلية (‪.)29-22‬‬ ‫‪.2‬سورة الحج اآلية ‪.41‬‬ ‫‪.3‬سورة التوبة اآلية ‪.91‬‬ ‫‪.4‬سورة األحزاب اآلية(‪.)91-90‬‬ ‫‪.2‬سورة يس اآلية(‪.)21-20‬‬ ‫‪.2‬مشكاة المصابيح – ولي الدين محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي – إدارة البحوث اإلسالمية – الهند – ‪1382‬م – باب العلم –‬ ‫ص ‪.82‬‬ ‫‪7‬‬ ‫حاجة الناس إلى الدعاة‪-:‬‬ ‫إن أول عمل انتقل إللى هذه األمة من رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم هو أمر تبليغ‬ ‫الدعوة‪ ،‬وهو بالقياس إلى باقي األعمال يعتبر األساس ومن أهم الفرائض التي وضعت على‬ ‫عاتق األمة‪.‬‬ ‫فتأتي حاجة الناس إلى الدعاة من خالل‪:‬‬ ‫أوالً‪ /‬إن الله تعالى أمر باستمرار الدعوة فقال تعالى(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) ‪1‬أي‬ ‫ال تدع التذكير والموعظة فإن القلوب المؤمنة تنتفع وتتأثر بالموعظة الحسنة‪ ،2‬قال‬ ‫تعالى( فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها األشقى)‪ ،3‬وهذا ما يؤكد حاجة‬ ‫األمة للدعاة في كل زمان وفي كل مكان حتى يستقيم الناس على أوامر الله ألن الله خلق‬ ‫جميع الناس لعبادته وحده(وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون)‪.4‬‬ ‫ثانياً‪ /‬كثير من الناس قد أصيبت قلوبهم بمحاربة الفضيلة والدعوة إلى الرذائل إلشباع‬ ‫رغباتهم وشهواتهم‪ ،‬قال تعالى(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب‬ ‫أليم في الدنيا واآلخرة والله يعلم وأنتم ال تعلمون)‪.2‬‬ ‫ثالثاً‪ /‬إن الله سبحانه وتعالى ما ترك أمة إال أرسل لها من يدعوها إليه وينذرها عقابه‪ ،‬قال‬ ‫تعالى(إنا أرسلناك بالحق بشيرا ً ونذيرا ً وإن من أمة إال خال فيها نذير)‪.2‬‬ ‫رابعاً‪ /‬تأتي حاجة األمة للدعاة وذلك لتأسيس مجتمع مسلم قائم على األخالق الفاضلة‬ ‫والمعاملة الطيبة التي تكون سببا ً لدخول غير المسلمين في اإلسالم‪.‬قال تعالى(واجعلنا‬ ‫للمتقين إماماً)‪ ،9‬وتأتي الرغبة كذلك في أن يحس المؤمن أنه قدوة للخير يأتم به الراغبون‬ ‫في الله وليس في هذا أثرة وال استعالء الركب كله في الطريق إلى الله‪.8‬‬ ‫‪.1‬سورة الذاريات اآلية ‪.22‬‬ ‫‪.2‬صفوة التفاسير – محمد علي الصابوني – دار القرآن الكريم – بيروت – ‪1381‬م – الجزء الثالث – ‪.1143‬‬ ‫‪.3‬سورة األعلى اآلية(‪.)11-3‬‬ ‫‪.4‬سورة الذاريات اآلية ‪.22‬‬ ‫‪.2‬سورة النور اآلية ‪.13‬‬ ‫‪.2‬سورة فاطر اآلية ‪.24‬‬ ‫‪.9‬سورة الفرقان اآلية ‪.94‬‬ ‫‪.8‬في ظالل القرآن – سيد قطب – دار الشروق – بيروت – الطبعة ‪1402 -11‬هـ ‪ -‬الجزء الخامس ص ‪.221‬‬ ‫‪8‬‬ ‫خامساً‪ /‬وبعثته صلى الله عليه وسلم رحمة للناس إلى يوم القيامة وكتابه رحمة‪ ،‬ولكن ال بد‬ ‫من إيصال هذه الرحمة للناس من بعده وإخراجهم من الظلمات إلى النور‪.‬قال تعالى(آلر‬ ‫كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز‬ ‫الحميد)‪.1‬قال صلى الله عليه وسلم (فطوبى لمن جعله الله مفتاحا ً للخير مغالقا ً للشر)‪.2‬‬ ‫سادساً‪ /‬تبرز حاجة األمة للدعاة‪ ،‬مالزمة حاجة األمة للهداية‪:‬‬ ‫‪ -1‬هداية توفيق وهذه من الله تعالى(والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)‪.3‬‬ ‫‪ -2‬هداية إرشاد إلى الطريق وهذه تحتاج إلى دليل لقوله تعالى(وإنك لتهدي إلى صراط‬ ‫مستقيم)‪ ،4‬والناس متجددون جيالً بعد جيل لذا تصبح حاجة األمة للدعاة متجددة‪.‬‬ ‫‪.1‬سورة إبراهيم اآلية ‪.1‬‬ ‫‪.2‬سنن ابن ماجه – ابن ماجه – الجزء األول – ص ‪ – 89‬حديث رقم ‪ – 238‬دار الحديث ‪ -‬القاهرة – ‪1414‬هـ ‪1334 -‬م –‬ ‫مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.3‬سورة النور اآلية ‪.42‬‬ ‫‪.4‬سورة الشورى اآلية ‪.22‬‬ ‫‪9‬‬ ‫أركان الدعوة‪:‬‬ ‫‪ )1‬الداعية‪ )2.‬المدعو‪ )3.‬موضوع الدعوة‪.‬‬ ‫الداعي‪:‬‬ ‫هو المبلغ لإلسالم والمعلم له والساعي في تطبيقه‪ ،‬قال تعالى(ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬ ‫ﭨ )‪.1‬وقال عليه الصالة والسالم(من دعا إلى هدى كان له من األجر مثل أجور من‬ ‫تبعه ال ينقص من أجورهم شيئاً)‪.‬‬ ‫وله صفات وآداب نختصرها في اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون الداعية قوي اإليمان بالله تعالى شديد الخوف منه دائم المراقبة له صادق‬ ‫التوكل عليه سابقا ً للخيرات‪ ،‬قال تعالى(ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬ ‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ) ‪.2‬‬ ‫‪ -2‬اإلقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال تعالى(ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫ﯶ )‪ ،3‬وقال تعالى (ﭡ ﭢ ﭣ)‪ ،4‬وقال تعالى (ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ)‪ ،2‬وقال عليه الصالة والسالم(كل أمتي يدخلون الجنة إال من‬ ‫أبى‪ ،‬قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال‪ :‬من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى)‪.‬‬ ‫‪ -3‬إخالص النية لله تعالى في جميع األحوال فالرياء يحبط العمل لقوله تعالى(ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ )‪ ،2‬وقال عليه‬ ‫الصالة والسالم(إنما األعمال بالنيات)‪.‬‬ ‫‪.1‬سورة األحزاب اآلية ‪.42‬‬ ‫‪.2‬سورة األنفال اآلية‬ ‫‪.3‬سورة األحزاب اآلية ‪.21‬‬ ‫‪.4‬سورة النور اآلية‬ ‫‪.2‬سورة آل عمران اآلية ‪.31‬‬ ‫‪.2‬سورة البينة اآلية‪.2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ -4‬أن يكون صابرا ً محتسبا ً أجره عند الله‪ ،‬قال تعالى (ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ )‪،1‬‬ ‫وقال تعالى(ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ )‪ ،2‬وقال عليه الصالة والسالم(والصبر ضياء)‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يتصف بحسن الخلق‪ ،‬فقد مدح الله تعالى نبيه عليه الصالة والسالم به‪،‬فقال‬ ‫تتعالى( ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ )‪ ،3‬وقال عليه الصالة والسالم(إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق)‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يتسم بالحكمة وحسن اختيار األسلوب والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن‪،‬‬ ‫قال تعالى(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ)‪.4‬‬ ‫‪ -9‬أن يكون لين الجانب رحيما ً رفيقا ً حليما ً محتسبا ً عند الله ما قد يناله من أذى أثناء قيامه‬ ‫بالدعوة إلى الله ‪ ،‬قال تعالى(ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ)‪.2‬‬ ‫‪ -8‬أن يتصف بالسهولة واليسر‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم(إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا‬ ‫معسرين)‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يحفظ ما استطاع من القرآن لإلستشهاد به في دعوته واالستفادة من أسلوب القصص‬ ‫القرآني الذي له أثر كبير في النفوس‪.‬‬ ‫‪ -10‬أن يدرس السيرة النبوية والسيرة العطرة والتاريخ اإلسالمي دراسة عميقة ليأخذ منها‬ ‫الزاد وسيجد فيها العون على معالجة المشكالت التي تعترضه‪.‬‬ ‫‪ -11‬عليه أن يتفقه في الدين ويتعلم ليكون ذا عطاء وافر‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم(من يرد‬ ‫الله به خيرا ً يفقهه في الدين)‪.‬‬ ‫‪ -12‬أن يكون ذا خبرة بالمجتمع الذي يدعو الناس فيه وما في هذا المجتمع من تيارات‬ ‫واتجاهات وقضايا ويحاول أن يعرف الكثيرعمن يدعوه‪.‬‬ ‫‪ -13‬أن يقدر عظم المهمة التي يتصدى لها فيعطيها االهتمام الالئق بها مستشعرا ً الثواب‬ ‫العظيم‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم(من تعلم العلم ليحي به نور اإلسالم فبينه وبين النبيين‬ ‫درجة في الجنة)‪ ،‬وقال (بلغوا عني ولو آية)‪.‬‬ ‫‪.1‬سورة األحقاف اآلية ‪.32‬‬ ‫‪.2‬سورة الزمر اآلية ‪.10‬‬ ‫‪.3‬سورة القلم اآلية ‪.4‬‬ ‫‪.4‬سورة النحل اآلية ‪122‬‬ ‫‪.2‬سورة آل عمران اآلية ‪.123‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ -14‬أن يكون عامالً بما علم‪ ،‬قال تعالى(ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ )‪.2‬‬ ‫‪ -12‬تعليم الناس أمر دينهم‪ ،‬وإعدادهم لتحمل مسؤولية الدعوة‪ ،‬قال عليه الصالة‬ ‫والسالم(أال فليبغ الشاهد منكم الغائب(‪.‬‬ ‫المدعو‪-:‬‬ ‫هو كل من توجه إليه الدعوة وهو اإلنسان مطلقا ً مسلما ً كان أم كافراً‪ ،‬ذكرا ً أو أنثى‪ ،‬قال‬ ‫تعالى(ﭿ ﮀ ﮁ )‪ ،2‬وقال تعالى(ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ )‪ ،3‬وقال‬ ‫تعالى(ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ)‪ ،4‬وقال تعالى(ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ )‪،‬‬ ‫وقال تعالى(ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ )‪ ،2‬وقال تعالى(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ )‪.2‬‬ ‫حق المدعو‪:‬‬ ‫أن يقصد بالدعوة‪ ،‬وأن يحرص الداعية عليهم جميعا ً وال يستهين بواحد منهم‪ ،‬قال‬ ‫تعالى(ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬ ‫ﯫ ﯬ ﯭ ) ‪.9‬‬ ‫واجب المدعو‪:‬‬ ‫أن يستجيب لدعوة الحق وال يمنعه مانع‪ ،‬قال تعالى(ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬ ‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ)‪.8‬‬ ‫‪.1‬سورة البقرة اآلية ‪.44‬‬ ‫‪.2‬سورة الشعراء اآلية ‪.214‬‬ ‫‪.3‬سورة التحريم اآلية ‪.2‬‬ ‫‪.4‬سورة طه اآلية ‪.132‬‬ ‫‪.2‬سورة الشمس اآلية ‪.3‬‬ ‫‪.2‬سورة سبأ اآلية ‪.28‬‬ ‫‪.9‬سورة اإلسراء اآلية ‪.12‬‬ ‫‪.8‬سورة األنفال اآلية ‪.24‬‬ ‫‪12‬‬ ‫أصناف المدعويين‪:‬‬ ‫ُعرض‪،‬‬‫ينقسم الناس حينما توجه إليهم الدعوة إلى أصناف منهم من يستجيب ومنهم من ي ِ‬ ‫وقد ذكر الله تعالى في سورة البقرة منهم ثالثة أصناف فإما مؤمن أو كافر أو منافق‪ ،‬كما‬ ‫أن أهل الكتاب لهم أسلوب خاص‪ ،‬قال عليه الصة والسالم ل معاذ رضي الله عنه(إنك‬ ‫ستأتي قوما ً أهل كتاب)والمؤمنون أنفسهم أصناف منهم السابق بالخيرات ومنهم الظالم‬ ‫لنفسه ومنهم المقتصد‪ ،‬قال تعالى(ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ‬ ‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ) ‪.1‬‬ ‫كما ينقسمون إلى أصناف حسب قوة إيمانهم وضعفه أو جهلهم باألحكام‪ ،‬فكل له أسلوبه‬ ‫الذي يناسبه‪ ،‬فاألعرابي الذي بال في المسجد عامله رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫بالسهولة واليسر والرفق‪ ،‬والذي لبس خاتم من ذهب كانت المعامة معه بالشدة‪.‬‬ ‫وعامل الشاب الذي استأذن في الزنى كذلك بالحكمة والرحمة‪ ،‬ولكنه عامل الثالثة الذين‬ ‫تخلفوا عن غزوة تبوك بأسلوب شديد‪ ،‬فكل استفاد من هذه المعاملة‪ ،‬وهكذا الناس في هذه‬ ‫الحياة أصناف كل له أسلوبه الخاص به‪ ،‬فعلينا االستفادة من هذه التجارب‪.‬‬ ‫‪.1‬سورة فاطر اآلية ‪32‬‬ ‫‪13‬‬ ‫موضوع الدعوة‪:‬‬ ‫هو اإلسالم مشتق من االستسالم وهو الخضوع واالنقياد وسمي المسلم مسلما ً لخضوعه‬ ‫وانقياده لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم الذي يشتمل على جانب اإليمانيات‬ ‫والعبادات والمعامالت والمعاشرات واألخالق‪.‬‬ ‫أما اإليمانيات كما جاء في حديث جبريل عليه السالم قال(أن تؤمن بالله ومالئكته وكتبه‬ ‫ورسله واليوم اآلخر والقدر خيره وشره)‪.‬‬ ‫والعبادات كما جاء أيضا ً في حديث جبريل عليه السالم(أن تشهد أن ال إله إال الله وأن‬ ‫محمدا ً رسول الله وتقيم الصالة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت‬ ‫إليه سبيالً)‪.‬والمعامالت والمعاشرات واألخالق كما جاء في حديثه عليه السالم(إنما بعثت‬ ‫ألتمم مكارم األخالق)‪.‬‬ ‫ولعل أبرز الخصائص العامة لإلسالم ما يلي‪:‬‬ ‫‪ )1‬الربانية‪ :‬أي أنه من عند الله تعالى‪.‬‬ ‫‪ )2‬الكمال‪ :‬قوله تعالى(ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ )‪.1‬‬ ‫‪ )3‬الوضوح‪ :‬قوله تعالى(ﮛ ﮜ )‪ 2‬والشمول بكل نواحي الحياة في الدنيا واآلخرة‪،‬‬ ‫والتوازن والوسطية‪ ،‬والتدرج في التشريع والتيسير‪ ،‬ورفع الحرج‪.‬‬ ‫كما يشمل المبادئ األساسية اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬جانب الصلة بالله تعالى(أن تعبد الله كأنك تراه)‪.‬‬ ‫‪ -2‬جانب تزكية النفس قال تعالى (ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ )‪.3‬‬ ‫‪ -3‬جانب حقوق العباد كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم(اتق الله حيثما كنت‬ ‫واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)‪.‬‬ ‫‪.1‬سورة المائدة اآلية ‪.3‬‬ ‫‪.2‬سورة اإلسراء اآلية ‪.12‬‬ ‫‪.3‬سورة الشمس اآلية ‪.3‬‬ ‫‪14‬‬ ‫مصادر الدعوة‪-:‬‬ ‫نعني به المصدر الذي تستمد منه الدعوة أصلها ومبادئها وقيمها وهي‪:‬‬ ‫‪.1‬القرآن الكريم‪:‬‬ ‫وهو أساس الدين ومصدر التشريع‪ ،‬وهو وحي الله تعالى المنزل على خاتم الرسل إلخراج‬ ‫الناس من الظلمات إلى النور‪ ،‬قال تعالى(ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ) ‪.1‬‬ ‫وهو التنزيل المحكم قال تعالى(ﮖ ﮗ ﮘ )‪ ،2‬وله أثر كبير في نفوس سامعيه‪ ،‬قال‬ ‫تعالى(ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ )‪.3‬وشامل لكل نواحي الحياة اإلنسانية في الدنيا واآلخرة؛ قال‬ ‫تعالى(ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ )‪.4‬وال يمل سامعه على كثرة تكراره‬ ‫وهو كالم الله المجيد والهادي إلى الصراط المستقيم الذي ال يأتيه الباطل من بين يده وال‬ ‫من خلفه تنزيل من حكيم حميد فهو المعين العذب لكل داعية‪.‬‬ ‫‪.2‬السنة النبوية‪-:‬‬ ‫فهي ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير فقد أتي عليه الصالة‬ ‫والسالم جوامع الكالم وكالمه أبلغ وأقوى تأثيرا ً بعد كالم الله تعالى‪ ،‬فهو كما قال الله‬ ‫عنه(ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ )‪ ،2‬فهديه خير للعباد ورحمة لهم قال تعالى(ﮐ‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ) ‪.2‬‬ ‫‪.1‬سورة إبراهيم اآلية ‪.1‬‬ ‫‪.2‬سورة هود اآلية ‪.1‬‬ ‫‪.3‬سورة الحشر اآلية ‪.21‬‬ ‫‪.4‬سورة األنعام اآلية ‪.33‬‬ ‫‪.2‬سورة النجم اآلية(‪.)4-3‬‬ ‫‪.2‬سورة األنبياء اآلية ‪.109‬‬ ‫‪15‬‬ ‫فهي بيان للقرآن الكريم المجمل منه كالصلوات الخمس وماقيتها‪ ،‬قال تعالى(ﭢ ﭣﭤ‬ ‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ )‪( ،1‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬ ‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ)‪ (،2‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫ﯾ ﯿ )‪. 3‬‬ ‫وقوله تعالى(ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ‬ ‫ﰑ ﰒ ) ‪.4‬‬ ‫وجعل الله اتباعه شرطا ً لحصول الهداية قال تعالى(ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫ﭪ )‪ ،2‬وجعل اتباعه سببا ً لحصول محبة الله قال تعالى(ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ )‪ ، 2‬فهي المصدر الثاني بعد كتاب الله‪.‬‬ ‫‪. 3‬السيرة النبوية‪-:‬‬ ‫و هي تاريخ حياة الرسول صلى الله عليه و سلم و تشمل شمائله و غزواته و جميع‬ ‫تحركاته الدعوية‪.‬فهي المورد العذب في مجال الدعوة فهي الدليل العلمي للدعاة‬ ‫قال تعالى ‪ (:‬ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ )‪.9‬‬ ‫‪.1‬سورة النحل اآلية ‪.44‬‬ ‫‪.2‬سورة الحشر اآلية‬ ‫‪.3‬سورة األحزاب اآلية ‪.21‬‬ ‫‪.4‬سورة النساء اآلية ‪.23‬‬ ‫‪.2‬سورة النور اآلية ‪.24‬‬ ‫‪.2‬سورة آل عمران ‪.31‬‬ ‫‪.9‬سورة األحزاب اآلية ‪.21‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪.4‬سيرة الخلفاء الراشدين و الصحابة الكرام رضي الله عنهم ‪:‬‬ ‫فهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ثم كل من نال شرف الصحبة مع‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلهم عدول يجب االقتداء بهم ألنهم أصحاب محمدصلى‬ ‫الله عليه وسلم فقد كانوا على الهدى المستقيم‪.‬وألن سيرتهم هي التطبيق العلمي لمنهج‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء‬ ‫الراشدين المهديين من بعدي‪ ،‬عضوا عليها بالنواجذ)‪.‬قال ابن مسعود رضي الله عنه‪:‬من‬ ‫كان مستنا ً بمن قد مات‪ ،‬أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أبر هذه األمة‪،‬‬ ‫وأعمقها علما ً وأقلها تكلفاً‪ ،‬قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ونشر دينه‪ ،‬فتشبهوا بأخالقهم‬ ‫وطرائقهم‪ ،‬فقد كانوا على الهدى والله رب الكعبة‪.‬‬ ‫‪.5‬وقائع العلماء‪:‬‬ ‫هي ما كتبه العلماء المسلمين في مجال الدعوة كأصول الدعوة لعبد الكريم زيدان‪ ،‬والمدخل‬ ‫لعلم الدعوة ألبو الفتح البيانوني‪ ،‬ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة في المرحلة‬ ‫المكية لعلي جابر الحلبي‪ ،‬والدعوة اإلسالمية الشمولية واالستيعاب لمحمد زين العرابي‪،‬‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أساليب الدعوة‪:‬‬ ‫األسلوب في اللغة‪ -:‬الطريقة‪.‬‬ ‫األسلوب في االصطالح‪ -:‬الطريقة التي يسلكها الداعي لتحقيق أهدافه‪ ،‬وهي كثيرة منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬أسلوب الحكمة‪:‬‬ ‫الحكمة في اللغة‪ :‬تطلق ويراد بها العلم والفقه والعل والقرآن والسنة‪ ،‬ويراد بها أيضاً‪:‬‬ ‫وضع الشيء في محله‪.‬والحكيم هو الذي يضع األمور في محلها‪.‬‬ ‫وفي االصطالح‪ :‬اإلصابة في القول والعمل‪.‬‬ ‫والحكمة نوعان‪:‬‬ ‫‪ *1‬قد تكون هبة من الله تعالى‪ ،‬قال تعالى(ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ )‪.1‬‬ ‫‪ *2‬وقد تكون مكتسبة‪ ،‬قال تعالى(ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ )‪.2‬‬ ‫طرق اكتساب الحكمة‪:‬‬ ‫‪ /1‬اإلكثار من قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية‪ ،‬قال تعالى(ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ )‪ ،3‬وقال تعالى(ﭬ ﭮ ﭯ )‪ ،4‬وقال تعالى(ﭩ ﭪ‬ ‫ﭫ )‪.‬‬ ‫‪ /2‬مجالسة أو صحبة أهل الحكمة‪ ،‬واألخذ منهم فقد قال عليه الصالة والسالم(ال تصاحب‬ ‫إال مؤمن)‪ ،‬وقال(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخاله)‪.‬‬ ‫‪.1‬سورة البقرة اآلية ‪.223‬‬ ‫‪.2‬سورة الجمعة اآلية ‪.2‬‬ ‫‪.3‬سورة هود اآلية ‪.1‬‬ ‫‪.4‬سورة يس اآلية(‪.)2-1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ /3‬مجاهدة النفس والتقليل من شهوات الدنيا‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم(إذا رأيت المرء‬ ‫يعطى زهدا ً في الدنيا فاقترب منه فإنه يلقن الحكمة)‪.‬‬ ‫‪ /4‬ممارسة الدعوة عمليا ً وممارسة التجارب العملية للدعوة تُكسب الداعي الحكمة ويرزقه‬ ‫الله إياها‪.‬‬ ‫أهميته في الدعوة‪:‬‬ ‫‪ -1‬أمر الله سبحانه وتعالى باستخدامه في الدعوة‪ ،‬قال تعالى(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ)‪.1‬‬ ‫‪ -2‬إمكانية تقريب القلوب والوصول إلى األهداف في أقرب طريق‪.‬‬ ‫‪ِ -3‬ع َ‬ ‫ظم اثره في الدعوة‪.‬‬ ‫‪ -4‬استخدمه جميع األنبياء‪ ،‬كما استخدمه صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي جاء يستأذن‬ ‫في الزنى‪.‬‬ ‫قام شاب في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال يا رسول الله‪ :‬أذن لي في الزنا قالها‬ ‫ثالثاً‪ ،‬فقال عليه الصالة والسالم‪ :‬أدن فدنا‪ ،‬اجلس فجلس‪ ،‬فقال عليه الصالة والسالم‪:‬‬ ‫أترضاه ألمك؟ فقال الشاب‪ :‬ال والذي بعثك بالحق‪ ،‬فقال عليه الصالة والسالم‪ :‬كذلك الناس‬ ‫ال يرضونه ألمهاتهم‪ ،‬فقال‪ :‬أترضاه لبنتك؟ فقال‪ :‬ال والذي بعثك بالحق‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك الناس‬ ‫ال يرضونه لبناتهم‪ ،‬فقال‪ :‬أترضاه ألختك؟ قال‪ :‬ال والذي بعثك بالحق‪ ،‬فقال‪ :‬وكذلك الناس‬ ‫ال يرضونه ألخواتهم‪ ،‬ثم مسح النبي صلى الله عليه وسلم عللى صدره ودعا له فقال‪ :‬اللهم‬ ‫طهر قلبه حصن فرجه‪ ،‬فقال الراوي‪ :‬فكان أبغض شيء إليه الزنا‪.‬‬ ‫‪.1‬سورة النحل اآلية ‪.122‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ -2‬أسلوب الموعظة الحسنة‪-:‬‬ ‫الموعظة في اللغة‪ :‬مشتقة من وعظه يعظه وعظا ً أي نصحه وذكره بالعواقب والحسنة‬ ‫مقابل السيئة‪.‬‬ ‫وفي االصطالح‪ :‬الموعظة ترادف النصيحة وهي إرادة الخير للناس ولها أشكال منها القول‬ ‫الصريح‪ ،‬والترغيب أو الترهيب‪ ،‬والعد أو الوعيد‪.‬قال تعالى(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫ﮫ ﮬ ﮭ )‪. 1‬‬ ‫أهميته‪:‬‬ ‫‪.1‬أمر الله سبحانه وتعالى به‪ ،‬قال تعالى(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ )‪.‬‬ ‫‪ -2‬جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم النصيحة أساس الدين حيث قال عليه الصالة‬ ‫والسالم(الدين النصيحة)أي أن قوام الدين النصيحة‪.‬‬ ‫‪ -3‬استخدمها جميع األنبياء عليهم السالم(ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ )‪.2‬‬ ‫‪ -4‬مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم ألصحابه عليها‪ :‬بايعت رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم على إقام الصالة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬عظيم أثره في نفوس المدعويين‪.‬استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في‬ ‫حديث العرباض بن سارية وقال(وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت‬ ‫منها القلوب وذرفت منها العيون)‪.‬‬ ‫‪.1‬سورة النحل اآلية (‪.)122‬‬ ‫‪.2‬سورة األعراف اآلية (‪)28‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ -3‬أسلوب المجادلة بالتي هي أحسن‪:‬‬ ‫الجدال في اللغة‪ :‬مقابلة الحجة بالحجة‪.‬‬ ‫وفي االصطالح‪ :‬دفع المرء خصمه عن فساد قوله بالحجة‪.‬‬ ‫قال تعالى(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ)‪( ،1‬ﭒ‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ )‪. 2‬‬ ‫قسمه العلماء إلى جدال محمود وجدال مذموم‪ ،‬فالجدال المحمود هو‪ :‬الذي يهدف إلى إحقاق‬ ‫الحق ونصرته‪ ،‬والجدال المذموم‪ :‬هو الذي ال يهدف إلى إحقاق الحق وال يأتي بخير‪.‬‬ ‫أهميته‪:‬‬ ‫‪1‬ـ أمر الله سبحانه و تعالى به ‪:‬‬ ‫حيث قال تعالى (ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)‬ ‫‪2‬ـ أمرفطري في اإلنسان‬ ‫قال تعالى (ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ )‪.3‬‬ ‫‪3‬ـ استخدمه األنبيان السابقين قال تعالى (ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ )‪ 4‬ومن‬ ‫امثلته قصة ابراهيم عليه السالم مع النمرود قال تعالى (ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫ﭴ ) ‪.2‬‬ ‫‪.1‬سورة النحل اآلية ‪.122‬‬ ‫‪.2‬سورة العنكبوت اآلية (‪.)42‬‬ ‫‪.3‬سورة الكهف اآلية(‪.)24‬‬ ‫‪.4‬سورة هود اآلية (‪.)32‬‬ ‫‪.2‬سورة البقرة اآلية (‪.)228‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ -4‬أسلوب التدرج ‪:‬‬ ‫التدرج في اللغة ‪ :‬من درج تدرج و استدرج‪.‬‬ ‫تقول درج الصبي في المشي إذا سار شيئا فشيئا والتدرج في االصطالح هو التدرج‬ ‫بالمدعو شيئا فشيئا‪.‬‬ ‫أهميته التدرج وأشكاله‪:‬‬ ‫‪.1‬التدرج في اآليات الكونية‪ ،‬فالله سبحانه وتعالى خلق السماوات واألرض في ستة أيام‬ ‫وهو قادر على خلقها بقول كن‪.‬‬ ‫‪.2‬التدرج في خلق اإلنسان‪ ،‬فقد بدأ الله خلق اإلنسان من طين ثم جعل نسله من ساللة من‬ ‫ماء مهين ثم خلق النطفة علقة‪ ،‬فخلق العلقة مضغة فخلق المضغة عظاما ً فكسى العظام‬ ‫لحماً‪ ،‬قال تعالى(ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮤ ﮥ‬ ‫ﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ) ‪.1‬‬ ‫‪.3‬التدرج في نزول القرآن‪ ،‬حيث نزل مفرقا ً على ثالث وعشرين سنة بحسب الوقائع‬ ‫واألحداث ولتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪.4‬التدرج في التشريع ‪ ،‬حتى يستوعب الناس ويفهموا أمور دينهم ‪ ،‬والتدرج من خالل‪:‬‬ ‫أ‪ /‬التدرج في األوامر‪ :‬أوالً بدأ بكملة شهادة أن ال إله إال الله وأن محمد رسول الله ‪ ،‬ثم‬ ‫بعد عشر سنوات من البعثة فُ ِرضت الصالة ثم الزكاة ثم الصوم ثم أخيرا ً الحج‪.‬‬ ‫ب‪ /‬التدرج في النواهي‪ :‬حيث ُح ِرمت الخمر على ثالث مرات ‪ ،‬بدأ بذمها قوله(ﯣ‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ )‪ ، 2‬ثم قوله (ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬ ‫ﮩ ﮪ )‪ ،3‬ثم قوله(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫ﭝ ﭞ ﭟ )‪. 4‬‬ ‫سورة المؤمنون اآلية (‪.)14-12‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫سورة البقرة األية ‪.213‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫سورة النساء اآلية ‪.43‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫سورة المائدة اآلية ‪.30‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪22‬‬ ‫أسلوب القدوة الحسنة‪:‬‬ ‫القدوة في اللغة ‪ :‬هي األسوة‪.‬‬ ‫وقُ ِيدت بالحسنة لتخرج القدوة السيئة ‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم " من سن في‬ ‫اإلسالم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ‪ ،‬ومن سن في اإلسالم سنة سيئة‬ ‫فعليه وزرها ووزر من عمل بها "‪.‬‬ ‫في االصطالح‪ :‬اقتداء الناس بكل من عمل عمالً صالحا ً حسنا ً سوا ًء كان نبيا ً أو كان‬ ‫تابعا ً لهم‪.‬‬ ‫والقدوة الحسنة قسمان‪:‬‬ ‫أ‪ /‬قدوة حسنة مطلقة ‪ :‬أي معصومة من الخطأ ‪ ،‬وهم األنبياء والمرسلين ‪ ،‬قال‬ ‫تعالى ( ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬ ‫ﯿ )‪ ، 1‬وقال تعالى (ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ)‪. 2‬‬ ‫ب‪ /‬قدوة حسنة مقيدة‪ :‬أي بموافقة أحكام الشرع ألنهم غير معصومين وهم بشر فيهم‬ ‫الخطأ والصواب‪.‬‬ ‫أهمية هذا األسلوب‪:‬‬ ‫‪ -1‬جعل الله سبحانه وتعالى لعباده أسوة عملية في الرسل واألنبياء والصالحين‬ ‫وأمر باالقتداء بهم (ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ)‪.‬‬ ‫‪ -2‬من طبيعة البشر التأثر بالقدوة أكثر من التأثر بالسماع أو القراءة ‪ ،‬لذلك قيل ‪:‬‬ ‫دعوة الحال أبلغ من دعوة المقال‪.‬و من هنا كان فضل الصحبة للصحابة مع‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬سهولة هذا االسلوب وسرعة انتقال الخير للمقتدي‪.‬‬ ‫‪ -4‬عمق التأثير في النفس‪.‬‬ ‫‪ -2‬سالمة األخذ وضمان الصحة‪.‬‬ ‫كما في شأن النبي صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " وقوله‬ ‫في شأن الحج " خذوا عني مناسككم"‪.‬‬ ‫‪.1‬سورة األحزاب اآلية ‪.21‬‬ ‫‪.2‬سورة األنعام اآلية ‪.30‬‬ ‫‪23‬‬ ‫وسائل الدعوة‪:‬‬ ‫الوسيلة في اللغة ‪ :‬ما يتوصل به إلى الشيء‪.‬‬ ‫وفي االصطالح‪ :‬ما يتوصل به الداعي إلى تحقيق أهدافه من أمور مادية أو‬ ‫معنوية‪.‬‬ ‫أنواع وسائل الدعوة‪:‬‬ ‫‪.1‬الوسائل معنوية‪ :‬وهي جميع ما يعين الداعي في دعوته من أمور قلبية أو‬ ‫فكرية ‪ ،‬مثل الصفات الحميدة قال تعالى(ﭩ ﭪ ﭫ )‪ ، 1‬والتخطيط‬ ‫‪ ،‬فعن عروة بن مسعود الثقفي في صلح الحديبية حين قال لقومه أن هذا –‬ ‫يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم – قد عرض عليكم خطة رشد‬ ‫فاقبلوها‪.‬‬ ‫‪.2‬الوسائل المادية‪ :‬وهي كل ما يعين الداعي من أمور محسوسة مثل القول‬ ‫والحركة واألدوات‪.‬قال تعالى (ﯦ ﯧ ﯨ )‪ ، 2‬ودليل القول قوله‬ ‫تعالى (ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ )‪ ، 3‬قال تعالى (ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ )‪. 4‬‬ ‫والوسائل المادية قسمها العلماء إلى ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫‪ /1‬وسائل فطرية‪ :‬وهي الموجودة في فطرة اإلنسان مثل القول والحركة‪.‬‬ ‫‪ /2‬وسائل علمية‪ :‬وهي التي يكتسبها اإلنسان ويتعلمها مثل القنوات الفضائية‬ ‫واإلذاعة والتلفزيون واإلنترنت ‪ ،‬ويمكن للداعية أن يستعملها حسب الضوابط‬ ‫الشرعية‪.‬‬ ‫‪ /3‬الوسائل العملية‪ :‬مثل إعمار المساجد والمؤسسات الدعوية ودور تحفيظ‬ ‫القرآن الكريم والحديث الشريف‪.‬‬ ‫والحمد لله والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫‪pks‬‬ ‫سورة آل عمران اآلية ‪.134‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫سورة البقرة اآلية ‪.83‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫سورة النمل اآلية ‪.23‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫سورة القلم اآلية ‪.1‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪24‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser