علم الاجتماع العائلي: دراسة تاريخية للمرأة في الأسرة المصرية

Summary

يقدم هذا النص دراسة اجتماعية تاريخية متعمقة لدور المرأة عبر التاريخ في المجتمع المصري، من العصور القديمة وحتى العصر الحديث. يبحث النص في التغيرات التي طرأت على هذا الدور مُستعرضاً من خلالها المركز الاجتماعي والسياسي للمرأة في كل مرحلة. مناقشاً العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت على دورها.

Full Transcript

**علم الاجتماع العائلي** دور المرأة في الأسرة: دراسة اجتماعية تاريخية أولًا: المرأة في الأسرة في مصر القديمة في مصر القديمة، كانت الحضارة قائمة على التشارك بين الرجل والمرأة. وفقًا لما ذكره المؤرخ الإغريقي هيرودوت، كانت المرأة المصرية تقف جنبًا إلى جنب مع الرجل لبناء أسس الحضارة وتطويرها. وقد نال...

**علم الاجتماع العائلي** دور المرأة في الأسرة: دراسة اجتماعية تاريخية أولًا: المرأة في الأسرة في مصر القديمة في مصر القديمة، كانت الحضارة قائمة على التشارك بين الرجل والمرأة. وفقًا لما ذكره المؤرخ الإغريقي هيرودوت، كانت المرأة المصرية تقف جنبًا إلى جنب مع الرجل لبناء أسس الحضارة وتطويرها. وقد نالت المرأة في هذا السياق جميع حقوقها كزوجة، أم، ومديرة منزل، في نظام يعزز العطاء المتبادل. وتظهر نقوش المقابر والتماثيل عبارات الحب التي كانت تجمع الزوجين، مما يعكس سعادة واندماجًا عاطفيًا وروحيًا، وقيام علاقة الزواج على أسس الوفاء والمودة. ثانيًا: المرأة في الأسرة في مصر الفرعونية كانت للمرأة في العصر الفرعوني مكانة متميزة داخل الأسرة والمجتمع؛ فقد كانت تستقبل الضيوف، تخرج للأسواق، وتتمتع بحرية الاختلاط مع الجنس الآخر. كان لها أيضًا رأيها الخاص في اختيار شريك حياتها، بالإضافة إلى دورها في إبرام عقد الزواج. وحتى المرأة الريفية كان لها دور فعال داخل الأسرة وخارجها، مما يعكس مكانة المرأة ودورها الإيجابي. ثالثًا: المرأة في الأسرة في مصر القبطية في العصر القبطي، كانت المرأة تدرك قدسية الأمومة والزواج، إذ لم تكن الأم المسيحية تشغلها سوى العناية بأبنائها وتربيتهم. وتظهر تعاليم الكتاب المقدس أن المرأة مكملة للرجل، كما أن الرجل يكمل المرأة. وقد رفضت الديانة المسيحية فكرة سوء معاملة المرأة أو إهانتها، إلا في حالات محددة كالنشوز، حيث يكون التأديب بحدود تهدف إلى الإصلاح والتقويم وليس الانتقام. رابعًا: المرأة في الأسرة في مصر الإسلامية أولى الإسلام اهتمامًا كبيرًا بالأسرة، وجعل الزواج سنة محكمة ووسيلة لتحقيق الراحة النفسية والاستقرار، حيث يشكل الزواج سكنًا للنفس ويعزز المودة والمحبة والتعاون. كما حرص الإسلام على تحقيق الأمان وحفظ النسل من خلال الزواج. \]الحقوق الزوجية في الإسلام\[ في الإسلام، لكل من الزوجين حقوق وواجبات متبادلة، حيث يكون الأب مسؤولًا عن رعاية الأسرة ماديًا وتربويًا، وتتحمل الأم دورًا أساسيًا في تربية الأبناء. ويقوم مفهوم الأسرة في الإسلام على المشاركة والتعاون بين الزوجين، حيث يُعد كل منهما شريكًا في المسؤولية والتكليف، وتكون الأدوار موزعة لتحقيق الاستقرار الأسري، وليس بدافع المصلحة الشخصية. خامسًا: المرأة في الأسرة في مصر الحديثة (1953-2000) بدأت المرحلة الخامسة في العصر الحديث من سنة 1953 حتى سنة 2000، وهي مرحلة شهدت تغيرات كبيرة في دور المرأة داخل الأسرة. رغم تقلص بعض وظائف الأسرة في هذه المرحلة، إلا أن لها دورًا مهمًا في تنشئة الأبناء وإنجابهم. في هذا السياق، نجد أن المرأة حققت العديد من الإنجازات والمكتسبات خلال هذه الفترة: 1\. التشريعات القانونية: تم إقرار قوانين خاصة بحماية المرأة، مثل قوانين العمل التي تعنى بحماية الأمومة، والتعليم الإلزامي للذكور والإناث، بالإضافة إلى تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي تضمن الأحكام الخاصة بالخلع. كما أُدرجت قوانين أخرى تتعلق بالزواج العرفي والنفقة. 2\. المواثيق والاتفاقيات الدولية: تم توقيع اتفاقيات دولية تهدف للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، مثل اتفاقيات حماية الأمومة والطفولة. سادسًا: المرأة في المجال التعليمي والمحو الأمية رغم أن نسبة الأمية في مصر كانت مرتفعة في هذه الفترة، حيث بلغت 49% بشكل عام و63% بالنسبة للإناث، فقد تم اتخاذ خطوات لتقليص هذه النسبة. في السنوات الأخيرة، بدأت جهود مؤسسات المجتمع المدني في محاربة الأمية، رغم التحديات الاقتصادية التي أثرت على الجهود التنموية. سابعًا: المرأة في المجال السياسي حققت المرأة مكاسب وإنجازات في المجال السياسي، مثل: الاشتراك في الأحزاب السياسية والمشاركة في المجالس المحلية والتشريعية. تقلد مناصب قيادية في مؤسسات المجتمع المدني مثل الوزارات. أصبح للمرأة دور في صياغة القوانين المتعلقة بها، وأُدرجت في مناصب مثل القاضية والنائبة في مجلس الشعب والشورى. ثامنًا: المرأة في مجال تنظيم الأسرة والسكان فيما يتعلق بتنظيم الأسرة، زادت إقبال النساء على وحدات تنظيم الأسرة واستخدام وسائل منع الحمل مثل الحبوب والواقي الذكري. ساعد هذا على تقليص معدلات المواليد بشكل ملحوظ، على الرغم من الضغوط الاقتصادية التي كانت تؤثر على هذا الاتجاه. تاسعًا: المرأة في المجال الرياضي حققت المرأة المصرية إنجازات رياضية ملحوظة، حيث شاركت في العديد من الألعاب الرياضية مثل كرة القدم، كرة الطائرة، وكرة السلة، وحصلت على ميداليات في المسابقات المحلية والدولية. عاشرًا: المرأة في المجال البيئي المرأة المصرية لعبت دورًا مهمًا في الحفاظ على البيئة، حيث أسست جمعيات ومنظمات تهتم بحماية البيئة والتوعية بمخاطر التلوث. وقد أسهمت هذه المنظمات في تحفيز النساء على المشاركة في العمل البيئي من خلال نشر الوعي وتقديم حلول عملية لحماية البيئة. أخيرًا: المرأة في الإعلام والأدب بدأ الإعلام يعكس صورة المرأة الحقيقية بعيدًا عن الصورة النمطية التقليدية، وبرزت أدوار المرأة المتعددة في الإعلام كإنسانة، مواطنة، وأم، وزوجة. كما لعبت الإعلاميات والأديبات دورًا مهمًا في إبراز صورة المرأة الإيجابية والتصدي للأفكار التقليدية المتعلقة بها. **الفصل التاني** \"الأسرة بوصفها نظام للضبط الاجتماعي\". الضبط الاجتماعي من خلال العادات الاجتماعية، ومن اكتر التعريفات شيوعا للعادات الاجتماعية ، تعريف \"جلن وجلان\"، والذي يعني أن العادة الاجتماعية هي سلوك متكرر يُكتسب ويتعلم ويمارس و يتوارث اجتماعيًا. يجب أن نميز بين العادة الاجتماعية والعادة الفردية. فالعادة الاجتماعية تحتاج إلى طرف آخر لممارستها، بينما العادة الفردية هي سلوك خاص بالفرد فقط. العادات الاجتماعية من حيث سماتها و خصائصها و وظائفها. العادة الاجتماعية تنشأ من حاجات الناس الضرورية الحيوية التي تبدي حياتهم ف بالتالي بيكرروها لأنها بترضيهم ، وتنتقل من فرد لآخر بشكل أفقي ورأسي. تتسم العادة الاجتماعية بأنها:- 1. تلقائية، لا يتم خلقها عن طريق الذكاء البشري أو الابتكار أو التأمل العقلي ، بل هي سلوك غير واعي 2. ملزمة و تمارس سلطة للخضوع لها 3. متنوعة تتناول شتي النشاط الإنساني فهناك عادات للطعام ، للشراب ، للمأكل ، للملبس ، للمسكن و نظائرها كثيرة و متعددة. من أبرز وظائف العادات الاجتماعية: 1\. أنها تمارس فكرة الضبط و التنظيم ، بتقدم دستور للتعامل بين اعضاء المجتمع 2\. اقتصادية في نتائجها، إذ توفر الوقت والجهد، مثل التحية التي يمارسها الأفراد تلقائيًا. التقاليد أيضًا هي جزء من الثقافة الاجتماعية؛ وهي عبارة عن ودائع ثمينة تُسلم من جيل إلى جيل. إنها إجبارية والزامية. يمكن أيضًا اعتبار التقاليد ميراثًا اجتماعيًا ، حيث يتم نقلها من الماضي إلى الحاضر، ومن الحاضر إلى المستقبل، كما في تقليد الطفل لابويه و سلوكهما معه. هناك فرق بين العادة والتقاليد حيث أن العادة تتعلق بالسلوك الخاص( سلوك الفرد) بينما التقاليد تتعلق بسلوك المجتمع ككل. العادة قد تشمل سلوكيات فردية مثل تناول الطعام بطرق معينة، بينما التقاليد تشمل احتفالات عامة، مثل الاحتفال بالعام الجديد أو مولد النبي. نشأة التقاليد و وظائفها و صورها المختلفة. تنشأ التقاليد من الرضا و الاتفاق الجمعي بين أعضاء الجماعة ، لذلك ف هي تستمد قوتها من قوة الرأي الجمعي و ايضا سطوتها في تقييد سلوك الأفراد ككل التقاليد من الوسائل اللي بتعمل علي إدماج الفرد ف المجتمع بالانماط السلوكية الجاهزة. العرف أيضًا له مكانة هامة في ضبط سلوك الأفراد، حيث يُعتبر وسيلة لتنظيم سلوك الأطفال. يُحدد العرف العلاقات الاجتماعية الصحيحة ويُبين المحرمات (التابو) أو المحظورات، مثل الممنوعات الاجتماعية. التابو هي مجموعة من المحرمات التي يُحظر على الإنسان القيام بها. الفرق بين العرف والتقاليد هو أن العرف أوسع نطاقًا، فهو ينظم جميع الأنشطة المتعلقة بحياة الإنسان ويشمل جميع طبقات المجتمع، بينما التقاليد تقتصر على مجموعة أو فئة معينة. العرف يمكن أن يُقاس بمصادر التشريع أيضًا، كما في القانون المصري. يُقسم العرف إلى نوعين: 1\. الأعراف الآمرة: وهي التي لا يجوز مخالفتها لأنها جزء من النظام العام (مثل قوانين المرور). 2\. الأعراف المقررة: وهي التي يمكن مخالفتها، مثل بعض القواعد المتعلقة بميراث المنزل في الأسرة المسلمة. أما بالنسبة لأساليب الضبط الاجتماعي في الأسرة. فهي ثلاثة اساليب 1. التلقين و التدريب 2. الحوار والإقناع 3. القدوة و المحاكاة. الاسلوب ، هو الطريقة اللي بيتم من خلالها توصيل وسائل الضبط الي الطفل. التلقين و التدريب التلقين: هو إمداد الطفل بالمعلومات الأساسية عن الشىء المراد توعيته به ، حتى يستطيع فهمها. لانه لو مأدركوش مش هيقدر يستوعبه التدريب: يتضمن وضع هذه المعلومات موضع التطبيق العملي، مما يساعد الطفل على فهم العلاقة بين المعرفة والعمل. يقع علي عاتق الآباء بثر بذور القيم و العادات و التقاليد و الاعراف في نفوس أولادهم و تلقينها ليهم و تدريبهم عليها عشان يتعلموا ضبط أنفسهم و يقوموا بالسلوك المرغوب فيه و يبتعدوا عن السلوك الغير مرغوب فيه الحوار و الاقناع : تبادل الكلام و مراجعته بين المتكلم و المخاطب اي بين الآباء و الأبناء بهدف أن يسلم أحد الطرفين بالشىء محل المحاورة و المرتبط بالسلوك المرغوب فيه وفقا للقيم و العادات و التقاليد و الاعراف الاجتماعية سلوك الحوار و الاقناع بيساعد علي ايجاد رابطة عاطفية بين الطفل و والديه تتسم هذه الرابطة بالتراحم و الود و العشرة الطيبة و تهيىء الكون المناسب للاطفال في البيت و حرية السؤال و المناقشة \[ممكن يسألوا ف اي حاجة و خاصة أن اليوم خصائص النمو بيبقي في مرحلة معينة اسمها مرحلة السؤال\] إن الحوار و الاقناع مهم جدا و ليس هذا بحاجة بل إن الاستبداد في الرأي دون حوار و إقناع من جانب الآباء يجعل الطفل لا يفكر ف ايه هو الثواب و ايه هو العقاب بل يعمل خوفا من استقلال و سلطة أبويه ، و ايضا لا يعمل لإرضاء ضميره ، فلو فعل الفضيلة يفعلها حبا الفضيلة و إذا ابتعد عن الرذيلة لا يبتعد عنها لأنها مكروه و لكن لارضاءه لابويه و ليس لضميره او عدم لوم نفسه ف الموضوع مش هيبقي نابع من ذاته ابن خلدون استعان بالقرآن الكريم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} القدوة و المحاكاة : يمثل الوالدين قدوة حسنة لأبنائهم في سلوكهم وأفعالهم، وهو من أقوى أساليب التربية. القدوة : توافق القول مع الفعل و الوعظ مع السلوك و هي خير معلم للطفل الذي يكون مستهل مراحل نضجه قابلا للتأثير بالتقليد و المحاكاة أكثر مما يتأثر بالنصح و الارشاد قدوة الطفل والديه الاب قدوة الولد ، الام قدوة البنت ، بيتأثروا بيهم ، ضروري التزام الأبوين بالقدوة الصالحة. الثواب و العقاب كما أن الثواب والعقاب يعتبران من العوامل التي تدعم هذه الأساليب سلبا أو إيجابا الثواب: هو المكافأة / الجزاء على السلوك الجيد ويشمل أشكالًا معنوية مثل كلمات المدح وأشكالًا مادية مثل الهدايا. العقاب: هو الجزاء الذي يُفرض على السلوك السيء، ويمكن أن يكون معنويًا (مثل التوبيخ) أو ماديًا (مثل الحرمان من شيء محبوب). ( التربية من خلال الأساليب التي ذكرناها تساهم في غرس القيم والتقاليد في نفوس الأطفال، ولكن يجب أن ننتبه إلى ضرورة إظهار المحبة والرحمة في التوجيه، كما يشير ابن خلدون. الأطفال يتأثرون بشكل أكبر بالقدوة الحسنة والحوار المبني على الإقناع، وليس بالقسوة.)

Use Quizgecko on...
Browser
Browser