تاريخ التصميم الداخلي في بلاد ما بين النهرين PDF

Summary

يتناول هذا المستند تاريخ التصميم الداخلي في بلاد ما بين النهرين، ويوضح أنواع المباني (السكنية والدينية) والأثاث المستخدم. يناقش كذلك مميزات الطراز بين النهرين، وأهم مواد البناء والعناصر المعمارية مثل الأعمدة والجدران والأسقف. كما يركز على نظريات الإنشاء المستخدمة في تلك الفترة.

Full Transcript

‫تاريخ التصميم الداخلي في بالد ما بين النهرين (الرافدين)‬ ‫أنواع المباني والمنشآت في بالد ما بين النهرين ‪:‬‬ ‫أوال‪- :‬مباني سكنية‪ :‬القصور و البيوت‬...

‫تاريخ التصميم الداخلي في بالد ما بين النهرين (الرافدين)‬ ‫أنواع المباني والمنشآت في بالد ما بين النهرين ‪:‬‬ ‫أوال‪- :‬مباني سكنية‪ :‬القصور و البيوت‬ ‫ثانيا‪-‬مباني دينية ‪:‬المعابد (الزاقورات)‬ ‫القصور وتتكون من ثالثة اقسام‪:‬‬ ‫‪-‬قسم االستقبال (يشمل قاعة العرش ‪،‬الديوان العام ‪،‬أماكن الحاشيه الملكية‪ ،‬األرشيف)‬ ‫‪-‬القسم الخاص(يشمل مكان إقامة الملك وافراد عائلته ‪،‬وبقية عناصرهم)‬ ‫‪-‬قسم الخدمات(يشمل المستودعات والمطابخ و غرف القائمين على خدمة القصر)‬ ‫وتم مراعاة ان يؤدي كل قسم وظيفته بشكل متوافق مع بقية األقسام وقد ساعد ذلك على ترابطها‬ ‫بشكل عضوي يسمح بالحركة بين األقسام دون تعارض‪.‬كما فكر المعماري في حل مشكلة الحركة‬ ‫بجعل المداخل محورية مع الفناء المركزي للقصر‬ ‫تصميم بيوت عامة الناس‪:‬‬ ‫البيت مكون من طابق واحد او طابقين ويشمل كافة العناصر الضرورية مثل المستودعات والمطبخ‬ ‫وغرف النوم وتتجه زوايا البيت الى الجهات األربعة األصلية مما يسمح لتعرضه للهواء والضوء‬ ‫بشكل مستمر‬ ‫‪31‬‬ ‫األثاث في بالد المشرق القديمة (بالد الشام والرافدين)‬ ‫كان مناخ بالد الشام والرافدين أقل جفافاً من مناخ مصر‪ ،‬فلم يحفظ لهذا السبب إال القليل‬ ‫من األثاث في مدافنها‪ ،‬ولم يبق إلى اليوم سوى بعض القطع النادرة المحفوظة في المتاحف إضافة‬ ‫إلى ما يشاهد على المنحوتات الجدارية والصور والنقوش األثرية القليلة‪.‬وكانت مناطق بالد الشام‬ ‫والرافدين ‪ -‬على النقيض من مصر ‪ -‬مجزأة إلى مدن وممالك يحكم كل منها حاكم مستقل‪ ،‬لذلك‬ ‫تنوعت أنماط األثاث فيها‪.‬وأما القطع األساسية منه فهي‪ :‬السرير والعرش والمتكأ واألريكة والكرسي‬ ‫والطاولة والصندوق‪.‬‬ ‫وكانت قطع األثاث في بالد الرافدين قريبة الشبه في تركيبها من النمط المصري إال أن‬ ‫أجزاءها أغلظ وعقدها أقل‪ ،‬وهي غنية بالزخارف النافرة ومطعمة بالبرونز والعاج والعظم والمسامير‬ ‫الضخمة الرؤوس والدسر‪.‬‬ ‫وقد عثر على قطع أثاث من العصر السومري القديم لها قوائم أمامية على هيئة قوائم الثيران‬ ‫ومساند مخرمة‪ ،‬أما قوائمها الخلفية فمسطحة وتمتد أحياناً لتؤلف مساند قصيرة للظهر‪ ،‬كما عثر‬ ‫على بقايا صناديق خشبية مطعمة بالعاج والالزورد كانت تستعمل لحفظ الحلي أو األدوات‬ ‫الموسيقية وتمثل مشاهد من الحياة العامة‪.‬‬ ‫يصدر إلى الدول‬ ‫قد برعوا في صناعة األثاث وتطعيمه بالعاج إلى درجة كبيرة حتى صار إنتاجهم ّ‬ ‫المجاورة‪ ،‬وقد عثر على علب من عظم الفيل مزينة بزخارف تمثل مشهداً لصيد الثيران‪ ،‬وفي‬ ‫متحف دمشق الوطني صفائح من عاج لجزء من سرير عرش يرجع تاريخه إلى القرن الرابع عشر‬ ‫وعثر على قطع أثاث مزخرفة ومنها طاولة ثالثية األرجل من خشب الجوز‪ ،‬وقد طعمت بأشكال‬ ‫هندسية من خشب العرعر‪.‬‬ ‫كانت مناطق الرافدين وبالد الشام مصدر إلهام لثالثة أنماط خلدها األثاث الكالسيكي القديم‬ ‫في اليونان ورومة‪ ،‬وانتقلت منها إلى بقية الحضارات الغربية‪.‬وأول هذه األنماط زخرفة قوائم قطع‬ ‫األثاث بحلقات معدنية الجوانب حادة الحروف تقع الواحدة فوق األخرى مثل أساور اليد‪ ،‬وهي‬ ‫أصل القوائم الخشبية «المخروطة» في األثاث الذي ظهر بعد ذلك‪.‬‬ ‫أما النمط الثاني فاستعمل الحواشي الكثيفة في أغطية األثاث المستعمل مما يمنح الهيكل‬ ‫والحشية والوسادة سمة واحدة‪ ،‬وقد خففت هذه الحواشي في العصور الكالسيكية تمشياً مع الذوق‬ ‫‪32‬‬ ‫السائد آنذاك‪ ،‬ثم عادت إلى الظهور‪.‬وأما النمط الثالث فهو قطع األثاث التقليدية التي ظلت‬ ‫تستعمل من دون تعديل يذكر ‪ ،‬ومن هذه القطع األريكة التي كانت تستعملها الشخصيات الكبيرة‬ ‫عند تناول الطعام أو تبادل األحاديث‪ ،‬والمنضدة المتنقلة الصغيرة التي توضع عليها المرطبات‬ ‫قرب األريكة أو إلى جانب الكرسي الذي يجلس عليه «النديم» بحسب رغبة الشخصية التي تتكئ‬ ‫على األريكة‪.‬ومن هذا التقليد األرستقراطي انبثقت أكثر نظم البالط تعقيداً‪ ،‬وهي تحدد من يحق‬ ‫مرعية في‬ ‫له الجلوس في حضرة الشخصية المذكورة وأين يجلس ‪ ،‬وما تزال مثل هذه التقاليد ا‬ ‫قصور الملوك واحتفاالتهم‪.‬‬ ‫المباني الدينية‪:‬‬ ‫أقيمت المعابد الدينية على مدرجات صناعية مستطيلة الشكل في المسقط مرتفعة من الطوب الني‬ ‫يصل ارتفاعها الى ‪ 15‬م فوق منسوب األرض لحمايتها من الفيضانات يمكن الوصل الى أعالها‬ ‫بواسطه مدرجات او منحدرات ومنها ما هو مندمج حيث يتم الوصول الى الطابق السفلي بواسطة‬ ‫درج وباقي الطوابق بواسطة منحدرات‪.‬‬ ‫كانت األبراج المرتفعة من العالمات المميزة للقصر او المعبد حيث تحيط به للحراسة وفي نهايتها‬ ‫مرصد للنجوم وتتجه زوايا البرج الى الجهات األصلية‬ ‫ويلعب المعبد دور رئيسي في المدينة حيث انه المركز الذي تلتف حوله المساكن والمخازن وعادة‬ ‫يبنى على مصطبة مرتفعة يصعد اليها المرء بواسطة منحدرات وساللم ويصل ارتفاع المصطبة‬ ‫‪ 40‬قدم وذلك العتقادهم بأن ما يعبدونه من اصنام يعيشون في المرتفعات وكان للمعابد نوعين‬ ‫المعبد المستطيل والمعبد البيضاوي‬ ‫‪33‬‬ ‫مميزات طراز بالد ما بين النهرين‪:‬‬ ‫‪-‬التوزيع الوظيفي ‪:‬تتميز المساكن بحسن توزيع العناصر بناء على العالقات الوظيفية بينها بشكل‬ ‫ال يحدث تعارض في الحركة‬ ‫‪-‬التوجيه للداخل‪ :‬تحققت هذه الفكرة بسبب المناخ الحار وقد كان المسكن يحتوي على عدد من‬ ‫األفنية وفقا لحجم المسكن وقد يصل عددها في القصور الملكية الى خمسة أفنيه‬ ‫‪-‬نظرية النمو العضوي ‪:‬تتميز البيوت الرافديه بالمرونة في التصميم والتي تسمح مساقطها االفقية‬ ‫باإلضافات المعمارية دون ان يتأثر التخطيط العام للمسكن وقد اعتمد هذا المبدأ في عمارة العصر‬ ‫الحديث كأحد مبادئ نظريات العمارة العضوية‬ ‫‪-‬امتازت فراغات المعابد والمساكن بصغر مسطحها واستطالتها حيث يسهل تغطيتها بفكرة القباب‬ ‫التي كانت سائدة في تلك العمارة‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪-‬نظ ار لكثرة الحروب في بالد ما بين النهرين فقد كان البناء السكني والمعابد يمتاز بسماكة الحوائط‬ ‫وتم احاطة المدن باألسوار الضخمة من اجل الدفاع و الحماية من األعداء‬ ‫‪-‬كانت المدن محاطة ومغلفه بالجدران والحوائط‬ ‫‪-‬يتكون نسيج المدينة من خليط من المباني التجارية والسكنية والصناعية‪.‬‬ ‫‪-‬المدينة محاطة بقناة مائية لسهولة وصول المياه اليهم ولزياده الحماية‬ ‫مواد البناء و التكسيات‪:‬‬ ‫‪ -‬نظ ار لقلة األحجار في ذلك المكان وعدم استخدامها بشكل واضح في البناء فلم يتبقى من تلك‬ ‫المباني الكثير وذلك أيضا بسبب استخدام الخشب والطوب والتي يعاب عليها عدم قدرتها على‬ ‫البقاء واالستمرار‬ ‫‪-‬فيما يتعلق بأبنية المعابد فقد كانت تبنى بالحجر وهذا ما أعطاها ميزة البقاء واالستمرار رغم‬ ‫الظروف والعوامل الجوية‬ ‫‪35‬‬ ‫‪-‬كثر استخدام الطوب المحروق في الجزء السفلي من بناء المعابد والذي يعطيها صفة الصالبة و‬ ‫المتانة‬ ‫‪-‬كان الطين مادة البناء األولى ومن ثم تم تجفيفها بالشمس واستخدامها في الجدران‬ ‫‪-‬تم تبييض واجهات المباني مع إضافة رسومات إلخفاء عدم جاذبية المواد المستخدمة في البناء‪.‬‬ ‫اهم العناصر المعمارية ‪:‬‬ ‫االعمدة‪:‬‬ ‫‪-‬كان استخدام االعمدة ناد ار في بالد ما بين الرافدين ما عدا العمارة اآلشوريه واستبدلوها باألبراج‬ ‫‪-‬كان العمود اآلشوري يحتوي على القاعدة والبدن والذي يحتوي على تجاويف وتاج ذو زخارف‬ ‫حيوانيه وآدمية‪.‬‬ ‫‪-‬كان استخدام االعمدة جماليا وليس إنشائيا واقتصر استخدامها في المعابد والقصور‪.‬‬ ‫الدعامات‪:‬‬ ‫‪-‬كانت الدعامات هي التي تقوم مقام األعمدة في االنشاء وكانت تأخذ الشكل المستطيل والبيضاوي‬ ‫وتصنع من القرميد ويبغ سمكها ‪ 180‬سم‬ ‫األسقف‪:‬‬ ‫كان نظام التسقيف يعتمد على القباب المصنوعة من الطوب العازل ضد االمطار‬ ‫‪36‬‬ ‫الجدران ‪:‬‬ ‫معظم الجدران يتم بناؤها من الطوب سواء مغطى بالقرميد او مجفف بالشمس وبعض جدران‬ ‫القصور مبنيه من الحجر‬ ‫‪-‬بالنسبة للجدران التي تبنى من اللبن كانت تكسى بألواح حجرية مزخرفه بزخارف متعلقة بالمبنى‪.‬‬ ‫‪-‬كانت الجدران تمتاز بسماكة عالية تتراوح بين ‪ 6-2‬امتار وذات وظيفة انشائية‬ ‫األساسات‪:‬‬ ‫اتسمت المباني الرافديه بكل أنواعها بسمة مشتركه وهي عدم استخدام اساسات في البناء للجدران‬ ‫حيث كانو يبنون على األرض مباشرة بعد تسويتها بالقدر الكافي الذي يؤمن توازن المبنى أما‬ ‫المباني الهامه فكانت تبنى على مصاطب صناعيه‬ ‫الشبابيك‪:‬‬ ‫لم يستعملو الشبابيك في اإلضاءة او التهويه فكانت األبواب هي التي تؤدي ذلك كما يوجد ثقوب‬ ‫مستديرة في الحوائط والقباب‬ ‫نظريات االنشاء في العمارة‪:‬‬ ‫التغطية بالقباب ‪:‬‬ ‫تميزت عمارة مباني بالد ما بين النهرين باستخدام القباب للمباني والمساكن ذات الحجرات التي ال‬ ‫يزيد عرضها عن ‪ 5‬أمتار كما دلت التنقيبات على استخدام القباب الخشبية التي ترتكز على ما‬ ‫يشبه الزوايا المثلثية كما تم استخدام القباب المبنية من القرميد كما راعى المعماري تضخيم الجدارين‬ ‫اللذين يرتكز عليهما القبو تفاديا للدفع الجانبي ‪.‬‬ ‫فواصل الهبوط‪:‬‬ ‫استخدمت العمارة الرافدية فكرة فواصل الهبوط وبشكل خاص في االسوار الممتدة عن طريق تقسيم‬ ‫السور الى أجزاء بواسطة فواصل كان يتم ملؤها بجذوع النخيل المغطى بالقرميد فيما يشبه مادة‬ ‫المطاط التي تمأل بها فواصل الهبوط والتمدد في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫العقود نصف الدائرية‪:‬‬ ‫تعتبر العمارة الرافديه من اقدم العمارات التي استخدمت العقود النصف دائريه مما كان يتالئم مع‬ ‫مواد البناء المستخدمة من اللبن والقرميد وقد كانت هذه العقود ضخمه في العمارة اآلشوريه وكانت‬ ‫تستخدم في المداخل الكبيرة‪.‬وأعتاب األبواب والشبابيك ‪،‬كما استخدموا العقد المدبب في احد‬ ‫القصور‬ ‫تكسيه الجدران‪:‬‬ ‫اوجدت عمارة بالد ما بين النهرين فكرة تكسية الحوائط الخارجية والتي كانت تبنى من اللبن‬ ‫ولحمايته من العوامل الجوية كان يتم تكسيته باألحجار في الجزء السفلي من الجدار‪.‬‬ ‫االتزان االنشائي بالثقل‪:‬‬ ‫بسبب عدم استخدام االساسات في البناء كان يستبدل ذلك بزيادة سماكة الحوائط لتحقيق القوة‬ ‫والمتانة لألبنية بنظرية االتزان بالثقل‬ ‫‪38‬‬ ‫التكوينات المعمارية غير المنتهية‪:‬‬ ‫أدى عدم اهتمام العمارة الرافديه بالمحاور واالتجاهات انه تم انشاء المباني على أسس من الحرية‬ ‫والتنظيم مع عمل اإلضافات التي تجعلها متوافقة ومنسجمه مع الوحدات األساسية المكونة للمبنى‬ ‫وسائل التشكيل والتزيين المعماري‪:‬‬ ‫‪ -‬من األعمال األكثر شهرة هو الثور المجنح الضخم الذي يحرس مداخل الطرق ‪ ،‬نقوش القصور‬ ‫اآلشورية على ألواح رقيقة من المرمر‪ ،‬والتي كانت في األصل قد رسمت على األقل في جزء‬ ‫وثبتت على الجداران لكل الغرف الرئيسية من القصور‬ ‫‪ -‬نقوش القصور تحتوي على مشاهد تمجد الملك‪ ،‬وتبينه في مواقف الحرب والصيد‪.‬تم تثبيت‬ ‫نقوش القصر على جدران القصور الملكية التي تشكل شرائط مستمرة على طول جدران القاعات‬ ‫الكبيرة‪.‬‬ ‫‪ -‬يتم ترتيب المقطوعات على ألواح‪ ،‬عادة ما يكون ارتفاعها حوالي ‪ 7‬أقدام‪ ،‬باستخدام بين واحد‬ ‫غالبا‬ ‫إلى ثالثة من السجالت األفقية للصور‪ ،‬مع قراءة المشاهد بشكل عام من اليسار إلى اليمين‪ً.‬‬ ‫ما تكون هذه المنحوتات مصحوبة بنقوش مكتوبة بخط مسماري‪ ،‬تشرح العمل أو تعطي ً‬ ‫اسما‬ ‫ألقابا مفرطة للملك‪.‬تظهر الرؤوس والساقين في التعريف الشخصي‪ ،‬ولكن الجذوع في الواجهة‬‫و ً‬ ‫األمامية أو الثالثة أرباع‪ ،‬كما في فن بالد ما بين النهرين في وقت سابق كما يتم عرض العيون‬ ‫بشكل كبير‪.‬بعض اللوحات تظهر فقط عدد قليل من الشخصيات قريبة من حجمها الطبيعي‪ ،‬مثل‬ ‫عادة ما تشمل الملك والحاشية األخرى‪ ،‬لكن تصوير الحمالت العسكرية يشمل‬ ‫ً‬ ‫هذه المشاهد‬ ‫العشرات من الشخصيات الصغيرة‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من الحيوانات ومحاوالت عرض إعدادات‬ ‫المشهد‪.‬‬ ‫‪-‬قلة استخدام الحليات والزخارف في العمارة البابلية واآلشورية واذا استخدمت فقد كانت نادرة جدا‬ ‫‪.‬واعتمدوا اللوحات الطويلة التي تحكي التسلسل التاريخي لالنتصارات ولم يظهر األثر الديني عليها‬ ‫‪ -‬كان هنالك العديد من النقوش لمخلوقات خرافية‪ ،‬سميت بعدة مصطلحات كـ« الجني المجنح»‪،‬‬ ‫بينما االصنام اآلشورية الرئيسية كانت ال تمثل إال بالرموز‪.‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪-‬كانت األعداد الكبيرة والتفاصيل والنقوش في مجاالت مثل األلبسة والشعر واللحية‪ ،‬جذوع األشجار‬ ‫واألوراق‪ ،‬وما شابه ذلك منحوته بدقة شديدة‪.‬وتظهر الرموز األكثر أهمية في كثير من األحيان‬ ‫أكبر من غيرها‪ ،‬وفي المناظر الطبيعية يتم عرض العناصر األكثر بعداً أعلى‪ ،‬ولكن ليس أصغر‬ ‫من تلك الموجودة في المقدمة‪ ،‬على الرغم من أن بعض المشاهد قد ف ِّسر على أنها تستخدم مقياساً‬ ‫لإلشارة إلى المسافة‪.‬يبدو أن المشاهد األخرى تكرر شخصية في سلسلة متتالية من اللحظات‬ ‫المختلفة‪ ،‬تؤدي نفس العمل‪ ،‬وأشهرها األسد المهاجم‬ ‫‪ -‬غالباً ما يظهر الملك في مشاهد سردية‪ ،‬وأيضاً كشخصية كبيرة في عدد من األماكن البارزة‪،‬‬ ‫التي تحضرها عموماً الجينات المجنحة‪.‬وتظهر تركيبة مكررة مرتين في ما يسمى تقليدياً «غرفة‬ ‫العرش »‬ ‫‪-‬في حال وجود زخارف فكانت عادة توجد في األجزاء السفلية من الحوائط بموضوعات تمثل صور‬ ‫للحروب والصيد والحيوانات والنباتات ولم يظهر األثر الديني على تلك الرسومات او يرتبط بها‬ ‫وهم يختلفون عن المصريين في كون المصريين يميلون لتزيين األجزاء العليا من المباني‬ ‫‪-‬تنبه المعماريين في تلك الفترة الى األثر السلبي من ترك الجدران الكبيرة خاليه من الزخارف بسبب‬ ‫قلة النوافذ وقد تالفى ذلك باستخدام األحجار في التكسيه بجانب القليل من الزخارف مما يساعد‬ ‫في إيجاد إيقاع وحركة على الواجهات بدال من المسطحات الكبيرة والكثيرة التي تؤدي الكآبة والملل‬ ‫‪-‬بالنسبة لأللوان فقد استخدموا البني الغامق واألسود اللذين يحققان الهيبة والوقار‬ ‫‪-‬جميع واجهات البوابات المواجهة والمقابلة للشوارع تم استخدام فيها الطوب المزجج األزرق والمزين‬ ‫بشخصيات من الحيوانات مثل األسود والثيران والتنين‬ ‫‪40‬‬ ‫‪-‬كان اآلشوريون قوم حرب أقوياء وصيادين وهذا ظهر على فنهم وزخارفهم ‪.‬‬ ‫‪-‬كانت زخارفهم ورسوماتهم تدل على العنف والقوة وأيضا ظهر ذلك على تماثيلهم وطرق النحت‬ ‫على مبانيهم ‪.‬‬ ‫‪-‬قل االهتمام بالمعابد واألمور الدينية وزاد االهتمام لديهم باألمور الدنيوية‬ ‫‪-‬اتسمت التصاميم الداخلية بالزخرفة والفخامة والضخامة‪.‬‬ ‫‪ -‬كانت القصور تقام وتبنى على منصات من الطوب وكان يحيط بالمدخل مجموعه من التماثيل‬ ‫المصنوعة من الحجر‬ ‫‪41‬‬ ‫تاريخ التصميم الداخلي في الطراز االغريقي‬ ‫تاريخ الحضارة االغريقية‪:‬‬ ‫عند التمعن في تفاصيل العمارة اإلغريقية نجد أنها مميزة ومختلفة عما قبلها من الحضارات حيث‬ ‫نالحظ أن هذه العمارة دقيقة التفاصيل ‪،‬منطقية ‪،‬فيها تناسب بين النسب والجمال‪ ،‬غنية بالزخارف‬ ‫والحليات المحفورة أو المنقوشة الملونة باأللوان الزاهية الجميلة في توافق تام‪.‬‬ ‫فكانت الزخارف موضوعة في جميع األرجاء بطرق منظمة وفي أماكن مخصصة لها حيث تتالءم‬ ‫مع األغراض اإلنشائية التي وضعت وصممت من أجلها‪.‬‬ ‫والتي ظهرت في أبرز معالمها وهو معبد البارثينون في أثينا‪.‬ويقع على قمة الجبل ‪ ،‬وهو أعظم‬ ‫مبنى وأكبر قطعة كالسيكية في عمارة المساحات الدينية‪.‬‬ ‫وقد تم دمج الخطوط والنسب والتفاصيل في جمال هذا المعبد‪ ،‬وإحياء وإثراء العمارة بشكل عام‬ ‫والمساحات الداخلية بشكل خاص‪.‬‬ ‫فالمساحات الداخلية للمباني اليونانية‪ ،‬والتي كانت تستخدم ألغ ارض عملية كانت تتميز بجمال‬ ‫النسب واالبعاد والتي كانت مستمدة من مقاييس جسم االنسان ونسبه في الفن بشكل عام‪.‬‬ ‫وقد تميزت المعابد‪ ،‬على الرغم من بساطة بعضها ‪ ،‬بجمال تصميمات واجهاتها حيث زينت‬ ‫بمختلف المنحوتات و األعمدة‪.‬‬ ‫مميزات التصميم الداخلي في الطراز االغريقي‪:‬‬ ‫‪-‬كان المصدر األصلي للطراز اليوناني هو التصميم الداخلي العتيق‪.‬‬ ‫‪-‬نشأت الزخرفة اليونانية أثناء تكوين الثقافة في (القرن الثالث قبل الميالد) وتطورت تدريجياً‪،‬‬ ‫متشابكة مع الزخارف الرومانية‪.‬‬ ‫‪-‬في عملية التكوين والتشكيل اعتمد اليونانيون على االستعارة من األسلوب و االتجاهات الشرقية‪.‬‬ ‫‪ -‬بدأ اإلغريق في االهتمام باألشكال وتزيين المباني وصنع األدوات المنزلية التي تحمل شكال‬ ‫جماليا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪42‬‬ ‫‪-‬سعى الفنانون والنحاتون إلى استخدام مقاييس جسم االنسان في البناء على اعتبار جمالياتها‬ ‫وتناسقها باستخدام مجموعة متنوعة من المواد إلنشاء الخطوط العريضة لجسم اإلنسان المثالي‬ ‫‪-‬تميزت هذه الفترة ببناء المباني الثقافية الرائعة مثل المدرجات والمعابد والبلديات‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫‪-‬في قلب زخرفة المبنى‪ ،‬وضع اإلغريق األساطير‪ ،‬ورسموا أوجه تشابه بين عالم معبوداتهم والناس‬ ‫العاديين‪.‬‬ ‫‪-‬أمضى اإلغريق معظم وقتهم في الهواء الطلق ‪ ،‬لذلك كانت المباني المدنية والمالعب والمسارح‬ ‫واألسواق والمنازل العادية مبنية حول حديقة مركزية‪.‬‬ ‫‪-‬تميزت زخرفة المساحات الداخلية اليونانية بالبساطة الهتمامهم بالعلم والفن في جميع األوقات‪،‬‬ ‫مما جعلها تحقق المثالية مع الجمال البصري الكامل لإلنسان نفسه مقارنة بما كان عليه في‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫‪-‬من أبرز الزخارف التي استخدمت في الفراغات شكل شجرة اللبالب وسعف النخيل المستعارة من‬ ‫البيئة العراقية‪ ،‬إكليل الزهور‪ ،‬شريط ورد متكرر‪ ،‬أشكال لولبية‪.‬‬ ‫أشكال األعمدة في الطراز اليوناني‪:‬‬ ‫تميزت األعمدة في المساحات بتصميمات مبنية على اإللهام والخيال في معالجة أسطحها تعرف‬ ‫أشكالها بمسميات‪:‬‬ ‫‪.1‬العصبة (مثل جسد الرجل)‪.‬‬ ‫‪.2‬أيوني (مثل جسد المرأة)‪.‬‬ ‫‪.3‬كورنثوس (مثل جسد الشابة)‪.‬‬ ‫وأن هذه األشكال الثالثة لتصميم األعمدة‪ ،‬كان الفرق بينها من حيث النسب والتيجان والقاعدة‬ ‫اضحا‪.‬‬ ‫و ً‬ ‫‪43‬‬ ‫اسماء العواميد اإلغريقية‬ ‫‪ – 1‬الطراز الدوري ‪:‬‬ ‫يعتبر العامود الدوري من أشد األعمدة صالبة من حيث المنظر‬ ‫وأكثر ضخامة من حيث النسب وهو قريب الشبه من العمود‬ ‫المضلع المصري ‪،‬وذو مسقط أفقي دائري قطرة يقرب من ‪1.5‬‬ ‫متر ‪,‬وكانت تبنى القاعدة في األصل في أرضية المبنى ‪،‬أما‬ ‫جسم العامود فهو اسطوانة مضلعة جوانبها مائلة إلى أعلى بحيث‬ ‫يكون قطرها في أعالها أصغر منه في أسفلها‪ ،‬وارتفاع العامود‬ ‫حوالى ‪6‬أمثال قطر العامود‪.‬وهو أبسط األشكال والطرز التي‬ ‫عرفت في ذللك العصر ‪ ،‬وكانت بدايته دون وجود قاعدة ‪،‬‬ ‫بادى األمر ثم بدأت تخف إلى أن‬ ‫ْ‬ ‫وكانت عمارته ثقيلة في‬ ‫وصلت إلى نسبة الجميلة المعروفة‪ -‬العمود الدوري ال يقوم على‬ ‫قاعدة‪ ،‬ونسب العمود الدوري ضخمة وبسيطة‪ ،‬والزخارف النحتية‬ ‫قليلة‪ ،‬مما يعطي إحساس بالقوة وهذا ما يوجد في البارثينون‪.‬‬ ‫ولقد تأثرت الحضارة اإلغريقية بالحضارة الفرعونية فظهر هذا‬ ‫التأثير في العمود الدوري فعندما زار المعماري اإلغريقي مصر‬ ‫وجد أن معظم مساكنها بهذه االعمدة ووجد أنها تتميز بالبساطة‬ ‫فتأثر بهذا العمود البسيط وقد طبقه مع تغيير بعض التطعيمات‬ ‫المعمارية به‪.‬‬ ‫الطرز األيوني ‪:‬‬ ‫ا‬ ‫‪–2‬‬ ‫يعتبر الطراز الثاني من ناحية التطبيق والقدم بعد الطراز الدوري‬ ‫‪ ،‬وقد اتخذت الزخارف فيه دون إسراف ‪،‬وتنوعت أشكاله فكان‬ ‫حينا يصنع على شكل من أشكال النباتات المصرية القديمة ‪ ،‬أو‬ ‫قرون ( رأس الكبش )‪.‬وهو أقل صالبة وأكثر زخرفة فقد استعمل‬ ‫كثير بالفن الفارسي‬ ‫في المعابد الصغيرة ‪،‬وهذا العامود تأثر ًا‬ ‫لولبيا يسمى اللفافات‬ ‫والزخارف بالروح الشرقية حيث اتخذ شكالً ً‬ ‫‪،‬وتيجان األعمدة األيونية ال تتشابه فيها األربعة أوجه‪ ،‬ويبدو‬ ‫ارتفاع العامود يساوى ‪ 8‬أو ‪ 9‬أمثال القطر عند القاعدة‪.‬‬ ‫وهناك فرق بين األعمدة األيونية اإلغريقية والرومانية حيث‬ ‫العامود األيوني اإلغريقي تظهر فيه اللفافات في الواجهة فقط‬ ‫ومن الجانب شكل اسطوانة والعامود األيوني الروماني‬ ‫تظهر اللفافات من الواجهة ومن الجوانب‪.‬العمود األيوني فهو‬ ‫إحساسا بالفخر‬ ‫ً‬ ‫أوسع من حيث الزخارف والنقوش‪ ،‬ويعطي‬ ‫والوضوح‬ ‫‪44‬‬ ‫‪ – 3‬الطراز الكورنثى ‪:‬‬ ‫كان هذا الطراز من أهم ما يميز عصر األسكندر األكبر " وكان‬ ‫معروفا لدى الرومان " قبل ذلك العصر ‪ ،‬ومن خصائصه ازدياد‬ ‫ارتفاعه وزخارفه عن األيوني ‪ ،‬وهو أقل األعمدة استخداما في‬ ‫العمارة اإلغريقية‬ ‫هو أكثر نحافة وأغنى زخرفة وقد استعمل أوالً في المعابد الداخلية‬ ‫ثم الواجهات الخارجية لألبنية التذكارية ويشبه العامود الكورنثي‬ ‫العمود األيوني من حيث التقسيم والنسب فيما عدا التاج والذي‬ ‫يمتاز بطابعه الخاص ويعلو التاج لفافات صغيرة منحوتة على‬ ‫زاوية ‪45‬درجة على أوجه التاج‪.‬والعمود الكورنثي أطول ويعطي‬ ‫إحساسا بالخفة والثراء واالزدهار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المسكن واالثاث في الطراز االغريقي‪:‬‬ ‫‪-‬اعتاد اليونانيون القدامى في أوائل حضارتهم ممارسة نشاطات حياتهم اليومية في الخارج وفي‬ ‫الساحات والمباني العامة‪ ،‬أما المنزل فكان للنوم والراحة فقط‪.‬‬ ‫‪ -‬وكان المنزل يتألف من عدة غرف تضم أثاثاً قليالً يتألف من مقاعد وسرر وصناديق للمالبس‬ ‫واألواني‬ ‫‪ -‬وكانت تراعى في تصميم قطع األثاث النواحي العملية أكثر من النواحي الجمالية‬ ‫‪ -‬يعد القرن الخامس قبل الميالد العصر الذهبي لبالد اليونان‪ ،‬وفيه أنتجت أروع قطع األثاث التي‬ ‫تنسب إليهم‪.‬‬ ‫‪ -‬كان للنقوش والرسوم الجدارية واألواني الزخرفية والنصوص األدبية اليونانية التي حفظت إلى‬ ‫اليوم الفضل في معرفة تفصيالت أكثر عن األثاث اليوناني وكذلك عن األثاث المصري والسوري‬ ‫القديمين‪.‬‬ ‫‪-‬األثاث المستعمل عبارة عن كراسي وأسرة وصناديق وطاوالت وكراسي تستخدم للراحة بما في‬ ‫ذلك الكراسي ذات األقواس‪.‬‬ ‫‪-‬تميزت تصاميم الكراسي بارتفاعها المنخفض وخالية من مسند الظهر ومغطاة بأقمشة مطرزة‪.‬‬ ‫غالبا ما كانت أرجل الكراسي والطاوالت تصنع على شكل أرجل حيوانات‪ ،‬وخاصة الكلب واألسد‪.‬‬ ‫‪ً -‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪-‬كانت بعض الكراسي منحنية بشكل جميل ورشيق ‪ ،‬وتتميز بالبساطة في التصميم‪.‬‬ ‫‪-‬تم تغطية قطع األثاث باألقمشة المطرزة‪ ،‬وغطت الطاوالت واألسرة باألقمشة‪ ،‬وكذلك أغطية‬ ‫األرضيات والديكورات الزهرية والهندسية والحيوانية والبشرية‪ ،‬وبألوان تتناسب مع مكونات وأجسام‬ ‫الفراغات‪.‬‬ ‫‪ -‬كانت األواني تستخدم في األعمال المنزلية المختلفة مثل‪ :‬التخزين (الحبوب‪ ،‬والزيت‪ ،‬وحمل‬ ‫المياه والشرب‪ ،‬وخلط التربة)‪.‬‬ ‫‪-‬في البداية‪ ،‬تم تزيين األواني والجرار بأشكال هندسية‪ ،‬ثم تم تغييرها إلى المنحوتات الحيوانية ثم‬ ‫احتوت الحًقا على رسومات تمثل قصص الحياة اليومية للناس وحروبهم وصور اآللهة‪.‬‬ ‫‪-‬استعمل اليونانيون في صناعة األثاث الخشب والبرونز والحجر وزينوا قطعهم بزخارف من األزهار‬ ‫وأوراق األكنثوس ‪ acanthus‬وأشكال نباتية وحيوانية أخرى‬ ‫‪ -‬وكان "بسطاء " الناس يقتنون في بيوتهم مقاعد ثالثية األرجل وطاوالت غير متقنة الصنع‪ ،‬أما‬ ‫أكثر المواطنين ث ارء فكانوا يقتنون أرائك من خشب أو مرمر مصممة وفق الطراز األتروسكي فوقها‬ ‫أن هذه‬ ‫حشيات ووسائد مغلفة بقماش حريري‪ ،‬وتدل الرسوم الموجودة على أواني األزهار على ّ‬ ‫األرائك كانت للرجال فقط‪ ،‬يضطجعون فوقها على جنوبهم وتخدمهم النساء ‪.‬‬ ‫‪ -‬ويتبين من المنحوتات اليونانية ورسوم األواني وجود أنواع كثيرة من األثاث القديم‪ ،‬لعل أبرزها‬ ‫الطاوالت وصناديق المالبس وعلب الزينة واألرائك والكراسي‪.‬‬ ‫‪-‬وقد طور اليونانيون ثالثة أنماط من هذه الكراسي هي‪ :‬الكرسي الملكي (كرسي‬ ‫العرش )‪ thronos‬وهو كرسي قائم بذراعين له صفة رسمية ويزين غالباً بأشكال تمثل أبا الهول‬ ‫والغرفين( ‪ griffin‬حيوان خرافي نصفه نسر ونصفه سبع)‬ ‫‪46‬‬ ‫‪ ،‬والكرسي العادي ‪ klismos‬وهو أخف من األول وله قوائم محنية ومسند بظهر عالٍي كثير‬ ‫المنحنيات‪.‬وأما الكرسي الثالث فمقعد مربع ‪ diphros‬من دون ظهر أو مساند‪ ،‬له قوائم مخروطة‬ ‫متصالبة أو تصل بينها عوارض‪ ،‬وثمة مقعد مماثل أدق صنعة وقابل للطي يدعى ‪diphros‬‬ ‫‪okladias.‬‬ ‫ويمكن القول إن األثاث اليوناني تأثر باألنماط المصرية و الرافدية كما يالحظ من الصناديق‬ ‫المزخرفة بقوائم السباع والطاوالت المستديرة المحمولة على ثالث قوائم غزالنية منحوتة كانت شائعة‬ ‫في اليونان‬ ‫األسرة المصرية شكالً ونمطاً‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ويالحظ هذا التأثير أيضاً في أشكال األرائك األولى التي تشبه‬ ‫وكانت قوائمها تشبه قوائم الحيوانات ذوات المخالب أو الحوافر ومزخرفة برسوم محززة أو نحت‬ ‫نافر حلزوني‪.‬ومنذ القرن السادس قبل الميالد غدت القوائم بارزة عن قاعدة األريكة‪ ،‬ثم أصبحت‬ ‫لوحاً في أعلى السرير وآخر عند القدمين أخفض من األول‪ ،‬وكالهما مزخرف بنحت نافر يحمل‬ ‫ميداليات برونزية أو تماثيل نصفية آللهة أو أطفال أو رؤوس طيور أو حيوانات‪.‬‬ ‫‪47‬‬ ‫نموذج كرسي عرش ( ثرونوس‬ ‫نموذج أريكة مع مسند رأس من العصر اليوناني‬ ‫‪ ( thronos‬من العصر اليوناني‬ ‫المواد المستخدمة في التصميم الداخلي والبناء‪:‬‬ ‫‪48‬‬ ‫حيث اهتم‬ ‫من أهم ما تمتاز به هذه البالد وجود الرخام في أثينا وجزر “باروس وناكسوس”‬ ‫بالغا بجودة الرخام المتوفر في بالدهم ومكونات عناصره للحصول على خطوط‬ ‫اهتماما ً‬ ‫ً‬ ‫اإلغريق‬ ‫مستقيمة ومنتظمة وأسطح ملساء‪ ،‬لدرجة أنهم كانوا يضيفون طبقة من البياض و الرخام على‬ ‫حوائط المباني المبنية من الحجر للحصول على أسطح رخامية جميلة وكانت هذه الظاهرة من أهم‬ ‫مميزات العمارة في اليونان‪.‬وكذلك تواجدت الحجارة فيها بكثرة مما أتاح استخدامها كمادة بناء‬ ‫أساسية في عمارتهم‪.‬وتم استخدام المرمر‪ ،‬والبرونز‪ ،‬والحديد‪ ،‬وخشب األرز‪ ،‬والصنوبر ‪ ،‬والبلوط‪،‬‬ ‫واألبنوس‪.‬‬ ‫أما األلوان المستخدمة‪ ،‬فكانت من األخضر العاجي واألخضر المصفر واألزرق الفاتح‪.‬بشكل عام‪،‬‬ ‫استخدم اإلغريق األلوان الطبيعية إلى حد كبير‬ ‫المباني االغريقية‪:‬‬ ‫تشتهر العمارة اليونانية القديمة بمعابدها‪ ،‬والتي يوجد الكثير منها في جميع أنحاء المنطقة‪ ،‬في‬ ‫الغالب كأنقاض ولكن العديد منها سليم إلى حد كبير‪ ،‬ومثال رئيسي على ذلك هو البارثينون ‪.‬النوع‬ ‫الثاني المهم من المباني الباقية هو المسرح اإلغريقي( مسرح في الهواء الطلق)‬ ‫اء من حيث الهيكل أو الزخرفة‪.‬هذا‬ ‫تتميز العمارة اليونانية القديمة بخصائصها الرسمية للغاية‪ ،‬سو ً‬ ‫هو الحال بشكل خاص في حالة المعابد حيث يبدو أن كل مبنى تم تصميمه ككيان منحوت ضمن‬ ‫غالبا على أرض مرتفعة لكي يمكن رؤية أناقة نسبه وتأثيرات الضوء على‬ ‫سياقه الطبيعي‪ ،‬ويرفع ً‬ ‫أسطحه من جميع الزوايا‪.‬‬ ‫تأثرت العمارة الغربية في فترات الحقة بشكل عميق بالمفردات الرسمية للهندسة المعمارية اليونانية‬ ‫القديمة‪ ،‬وال سيما تقسيم األساليب المعمارية إلى ثالثة أنظمة محددة‪ :‬النظام الدوري‪ ،‬والنظام‬ ‫اإليوني‪ ،‬والنظام الكورنثي‪.‬‬ ‫نمت العمارة في روما القديمة من عمارة اليونان وحافظت على تأثيرها في إيطاليا كما هو حتى يومنا‬ ‫هذا‪.‬منذ عصر النهضة‪ ،‬أبقى تجدد الكالسيكيات األشكال الدقيقة والتفاصيل المنظمة للهندسة‬ ‫أيضا مفهومها للجمال المعماري القائم على التوازن والنسبة‪.‬‬ ‫المعمارية اليونانية على قيد الحياة‪ ،‬و ً‬ ‫أنواع المباني اإلغريقية‪:‬‬ ‫‪49‬‬ ‫أوالً‪ :‬المعابد‬ ‫كانت تمثل المعابد أهمية بالغة لدى اليونان وقد انعكس ذلك على االهتمام بتصميم المعبد حيث‬ ‫قاموا بتصميم األعمدة على أشكال المعبودات من آلهة وأشخاص‪.‬وقد كان لتلك األعمدة غرض‬ ‫إنشائي بحت وذلك على العكس من الرومان الذين بدأوا في استخدام بعض األعمدة لألغراض‬ ‫الجمالية فقط‪.‬‬ ‫‪-‬ينقسم المعبد والصالة الطويلة إلى ثالثة أجزاء عرضية‪ ،‬ويحيط المعبد من جوانبه األربعة الخارجية‬ ‫عمودا‪ ،‬والجانب القصير به (‪-6‬‬ ‫ً‬ ‫بمجموعة من األعمدة يحتوي الجانب الطويل على (‪)14-12‬‬ ‫‪ )8‬أعمدة‪.‬‬ ‫معبد البارثينون (طراز دوري)‬ ‫بني معبد البارثينون على هضبة األكروبول من الرخام األبيض الناصع وقد استخدم هذا المعبد‬ ‫مسجدا تحت الحكم العثماني)‬ ‫ً‬ ‫(كنيسة ثم كاتدرائية ثم‬ ‫معبد البارثينون (طراز دوري)‬ ‫معبد هي ار (أولمبيا) (طراز دوري)‬ ‫يعتبر من أقدم المعابد اإلغريقية وكانت أعمدته من الخشب ثم استبدلت بعد ذلك بالحجر وعلى‬ ‫ذلك اختلفت أشكال تيجان هذه األعمدة حسب التطورات التي مر بها هذا المعبد‪.‬‬ ‫‪50‬‬ ‫معبد هيرا (طراز دوري)‬ ‫معبد أبوللو (طراز دوري)‬ ‫عمودا على الجانبين مكونة من‬ ‫هذا المعبد من النوع ذي الرواق المحيط‪ ،‬سداسي األعمدة وبه ‪ً 15‬‬ ‫اسطوانات من الحجر الجيري الرمادي‪ ،‬ويمتاز هذا المعبد عن باقي المعابد األخرى بوجود الثالث‬ ‫طرز المعمارية اإلغريقية به‪ ،‬فهناك النظام الدوري للواجهات واأليوني بالداخل على هيئة أعمدة‬ ‫متصلة واستعمال عمود كورنثي واحد داخل المعبد‪.‬‬ ‫معبد أبوللو‬ ‫معبد األركيزيون (األكروبول أثينا) (طراز أيوني)‬ ‫يقع على هضبة األكروبول شمال البارثينون‪ ،‬حول إلى كنيسة أيام حكم جستنيان‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫جناحا للسيدات أيام عهد األتراك‪ ،‬وهدم جزء كبير منه أيام الثورة اإلغريقية ويعتبر هذا‬ ‫ً‬ ‫خصص‬ ‫مستويا ولذلك‬ ‫ً‬ ‫المعبد من أشهر المعابد ولذلك فقد تكون من عدة أجزاء مختلفة الشكل‪ ،‬وموقعه ليس‬ ‫لم يكن المعبد بالبساطة المعروفة في المعابد اإلغريقية‪.‬‬ ‫‪51‬‬ ‫وأهم معالم هذا المعبد هو البهو الجنوبي‪ ،‬فإن التكنة محملة على ‪ 6‬من التماثيل بأشكال نسائية‬ ‫بدال من األعمدة تسمى هذه التماثيل بالمحمالت أو الكرياتيد‪.‬‬ ‫معبد األركيزيون (األكروبول أثينا)‬ ‫معبد أرتميس‪ :‬أفيس بآسيا الصغرى (طراز أيوني)‬ ‫هذا المعبد من أكبر المعابد‪ ،‬أنشأ ثم حرق وبعد ذلك أنشئ مرة أخرى وتم ترميمه‪.‬وأهم ما يمتاز‬ ‫به هذا المعبد ضخامته ثم ظهور تماثيل ألشخاص بكامل حجمها الطبيعي محفورة على بدن‬ ‫األعمدة أعلى القاعدة مباشرة‪.‬‬ ‫معبد أرتميس‬ ‫‪52‬‬ ‫ثانياً‪ :‬األجو ار‬ ‫في البداية كان مركز النشاط في القرية اإلغريقية وهو ساحة السوق وهو المكان الفسيح المالئم‬ ‫مبكر ولم تكن‬ ‫الذي كان يسمح لجميع أهل القرية باالجتماع فيه وقد انفصلت األجو ار عن المعبد ًا‬ ‫في أول عهدها في شكل منتظم بل كانت في أغلب األحوال مساحة واسعة مفتوحة مملوكة للدولة‬ ‫منفصال عن المعبد المقدس بما‬ ‫ً‬ ‫وفى المدينة أصبح السوق مركز النشاط الرئيسي ً‬ ‫أيضا وقد كان‬ ‫يعنى فصل المكان المخصص للنشاط الدنيوي عن المكان المخصص للنشاط الديني‪.‬‬ ‫ومركز لألعمال والحياة السياسية وأقيم‬ ‫ًا‬ ‫كانا للسوق‬ ‫وبمرور الزمن تطورت األجو ار وأصبحت م ً‬ ‫بجوارها ثالث مباني هامة ‪:‬مبنى صالة االجتماعات – مبنى صالة المجلس – مبنى صالة‬ ‫الغرفة ‪.‬ووضعت األجو ار في وسط المخطط العام للمدينة‪.‬‬ ‫المسقط األفقي لألجو ار هندسي في شكله فهناك مساحات مستطيلة وأخرى مربعة مفتوحة الشكل‬ ‫يحاط بها بواكي تظلل المباني التي تحيط بالمساحة المفتوحة حيث خططت على أساس تجنب‬ ‫التعارض بين حركة الناس الذين يعبرون المكان المفتوح وبين الناس الذين تجمعوا لممارسة التجارة‬ ‫او تأدية األعمال األخرى في السوق وغالبا ما كانت تنتهي الشوارع عند األجو ار وال تعبرها‪.‬‬ ‫‪53‬‬ ‫األجو ار‬ ‫ثالثاً‪ :‬المسارح‬ ‫كانت المسارح اإلغريقية تقام في الهواء الطلق وتبنى في منحنى أو فجوة في جانب التل‪ ،‬وكانت‬ ‫صفوف المقاعد صفين أو ثالثة ويفصل بين هذه األقسام ممر متسع‪ ،‬وكان لبعض المقاعد مساند‬ ‫خلفية‪.‬وكان شكل المسقط األفقي على شكل حدوة الحصان أي أكبر من نصف الدائرة‪.‬‬ ‫حلقيا إلى قطاعين سفلي وعلوي يفصل‬ ‫وعلى هذا النمط كان مسرح (أبيدور)‪ ،‬م وتنقسم المدرجات ً‬ ‫درجا‪ ،‬والعلوي ‪22‬‬ ‫قطاعا مقسم بواسطة ‪ً 13‬‬ ‫ً‬ ‫بينهما ممر حلقي؛ القسم السفلي عبارة عن ‪12‬‬ ‫درجا‪.‬‬ ‫قطاعا مقسم بواسطة ‪ً 23‬‬ ‫ً‬ ‫مترا‪ ،‬وهي‬ ‫وكان المسرح يتسع لحوالي ‪ 14‬ألف متفرج ‪.‬أما منصة المسرح فهي دائرية بقطر ‪ً 20‬‬ ‫محاطة بقناة صغيرة لتصريف مياه األمطار‪ ،‬وإلى جانبي المنصة توجد تالل تؤدي إلى الكواليس‬ ‫التي يزيد ارتفاعها عن أربعة أمتار وعمقها ثالثة أمتار‪.‬‬ ‫مسرح (أبيدور)‬ ‫اربعاً‪ :‬أكروبوليس أثينا‬ ‫‪54‬‬ ‫هو معبد يوناني قديم يقع في العاصمة اليونانية أثينا على قمة تل‪ ،‬يعد من أشهر المعابد اليونانية‬ ‫القديمة وكلمة أكروبوليس كلمة يونانية قديمة تعني المدينة العالية‪ ،‬وقد اعتاد اليونانيون القدماء‬ ‫بناء أكروبوليس لكل مدينة ذات أهمية‪ ،‬وكان األكروبوليس في أثينا له الشأن األعظم من بين‬ ‫جميع المعابد في المدن اليونانية القديمة‪ ،‬وفي حالة الغزو الخارجي كان اليونانيون يتخذون‬ ‫األكروبوليس قاعدة حصينة يقاومون القوات الغازية حتى النهاية‪.‬‬ ‫‪55‬‬ ‫تاريخ التصميم الداخلي في الطراز الروماني‬ ‫تاريخ الحضارة الرومانية‬ ‫‪-‬عند الحديث عن تاريخ الحضارة الرومانية يمكن القول انها من أهم الحضارات في تاريخ أوروبا‬ ‫على وجه الخصوص وتاريخ البشرية‪.‬‬ ‫اضحا لتأسيس روما سوى ما ورد في أساطير الرومان القدماء‪ ،‬وما هو‬ ‫‪-‬لم يجد المؤرخون ً‬ ‫سببا و ً‬ ‫معروف في تاريخ الحضارة الرومانية أن هذه الحضارة سيطرت بالكامل على شبه الجزيرة اإليطالية‬ ‫عام ‪ 275‬قبل الميالد‪.‬‬ ‫‪-‬ثم تمكن الرومان القدماء من بناء واحدة من أعظم اإلمبراطوريات في التاريخ‪.‬‬ ‫‪-‬حيث امتدت هذه اإلمبراطورية لتشمل إسبانيا أو ما كان يعرف بشبه الجزيرة األيبيرية‪ ،‬كما شملت‬ ‫اإلمبراطورية الرومانية أر ٍ‬ ‫اض على طول ساحل شمال إفريقيا‪ ،‬وشملت مناطق شاسعة من جنوب‬ ‫آسيا‪.‬‬ ‫‪-‬بعد قيام اإلمبراطورية الرومانية عاش قرنان من االستقرار والهدوء‪ ،‬وسميت تلك الفترة باسم السالم‬ ‫الروماني‪.‬‬ ‫‪-‬امتدت االمبراطورية الرومانية على مساحة واسعة وكونت أحد أكبر اإلمبراطوريات القديمة وكانت‬ ‫عاصمتهم روما‪ ،‬واعتمد الرومان طراز العمارة اليونانية وعدلوها الحتياجاتهم ‪.‬‬ ‫‪-‬الرومان فتحوا العديد من البالد وأخضعوها لسلطتهم‪ ،‬لذلك كانوا بحاجه إلى عدد من المباني‬ ‫والمعابد والهياكل العامة والقالع للمراقبة والتخطيط ‪.‬‬ ‫‪-‬ترك الرومان عشرات المدن الرومانية ذات التخطيط المتقن والكثير جداً من المواقع األثرية الهامة‬ ‫وتمثلت العمارة الرومانية في ‪:‬‬ ‫المعابد والقالع والكنائس والقنوات المائية والطرقات والقناطر والخزانات والمنازل والمباني الرسمية‬ ‫والكثير من المعالم التي تمثل أهم معالم الحضارات‪.‬‬ ‫‪-‬تعتبر العمارة الرومانية كغيرها من النماذج المعمارية األخرى‪ ،‬حصيلة الفنون والحضارات السابقة‬ ‫والمحيطة وأهمها اإلغريقية‪ ،‬ولكن الرومان طبعوها بطابعهم الخاص الذي ال يمكن أن يخطئه أحد‬ ‫وكانت رابطته بالماضي قويه معبره في نماذج المعابد المختلفة ‪.‬‬ ‫أهم مميزات العمارة الرومانية‬ ‫‪-‬من أهم سمات الحضارة الرومانية القديمة الهندسة المعمارية والبناء وقدراتها وإمكاناتها العالية‬ ‫وجرأتها في البناء والتحضر‪.‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪ -‬على الرغم من أن العمارة الرومانية كانت نتيجة التزاوج بين الحضارات القديمة اال ان معظمها‬ ‫‪.‬استند إلى التقاليد‪ ،‬مع بعض التحديث والتغيير الذي يحمل صبغة رومانية بحتة تمثل الجرأة واإلبداع‬ ‫والتنظيم الجيد والقوة في نفس الوقت‬ ‫‪-‬إن أهم ما يميز العمارة الرومانية القديمة هو الطريقة واألسلوب الذي اتبعه الرومان في مبانيهم‬ ‫وتشييدهم‪ ،‬حيث اهتم الرومان بالمباني الدنيوية بينما لم يهتموا بالمباني الدينية‪.‬فقد أظهرت أعمال‬ ‫المعماريين الرومان عدم اهتمامهم بالمعابد الدينية فكانوا يكتفون بمحراب في كل بيت‪.‬‬ ‫‪-‬كما كانوا مهتمين ببناء األماكن العامة أكثر من األماكن الخاصة‪.‬‬ ‫‪ -‬استخدام العقود بأشكالها المختلفة والتي اتخذت عدة أشكال جميله ‪.‬‬ ‫‪-‬القوة في التصميم‪ ،‬قلة التكاليف‪ ،‬المرونة التامة‪ ،‬سهولة الوصول إلي وحدات متسعه‪.‬‬ ‫‪-‬استخدمت الخرسانة في البناء وخاصة التحصينات‪ ،‬وقد عرف الرومان كيفية إخفاء الشكل الغير‬ ‫مقبول للخرسانة عن طريق تكسيتها بالطوب أو الحجر‪.‬‬ ‫‪ -‬تميز اإلبداع والفن في العمارة الرومانية بالصعوبة والتعقيد الذي لم يكن ملحوظاً في العمارة‬ ‫اإلغريقية بسبب االبتكارات المعمارية التي أنشأت عناصر معماريه جديده مثل‪ :‬العقود‪ ،‬قبوات‪،‬‬ ‫والقباب جميعها باستخدام الخرسانة‪.‬‬ ‫‪-‬وعمارة الرومان مكنتهم من بناء قباب واسعه باستعمال الحديد مثل‪:‬‬ ‫‪ 1.‬القبة نصف األسطوانية‪ :‬محمله على حائطين متوازيين‪.‬‬ ‫‪.2‬القبة المكونة من قبتين نصف أسطوانيتين متقابلتين‪.‬‬ ‫‪.3‬القبة نصف الكروية‪.‬‬ ‫المعابد الرومانية‬ ‫كانت المعابد عالمة مميزة للحضارة الرومانية وذلك للتالي‪:‬‬ ‫‪-‬تميزت تصاميم المعابد بوجود صاالت متسعة رحبة لعرض التماثيل واألسلحة واألدوات التي‬ ‫اغتنموها من حروبهم‬ ‫‪-‬بعض تصاميم المعابد كانت عبارة عن كوخ مستدير في الريف الروماني تم إنشائه بالحجر ويملك‬ ‫واجهات جميلة ورشيقة‬ ‫‪-‬داخل الصالة يحتوي على شبابيك وأبواب تم بناؤها بالحجر المنحوت والجدران تم‬ ‫بناؤها بالخرسانة وألول مرة بكسر األحجار والطوب وخالفه‬ ‫‪-‬غطيت الحوائط بكسوة من قطع األحجار الصغيرة‬ ‫‪ -‬ما يميز الرومان أنهم استطاعوا أن يخفوا الخرسانة تحت غطاء جميل من الطوب أو الحجر أو‬ ‫الرخام أو بطالء أبيض ناعم ولكنها اليوم معظمها بدون تغطيه على عكس األطالل اإلغريقية والتي‬ ‫ما زالت تتمتع برونقها وجمالها‬ ‫‪57‬‬ ‫‪ -‬لكن الرومان كانوا قادرين على إخفاء الشكل غير المقبول من الخرسانة عندما قاموا بتغطيتها‬ ‫بالطوب والحجر التخاذ شكل معماري مقبول‪.‬‬ ‫‪-‬كانت تبنى عادة المعابد الرومانية إما مواجهة لمصدر الضوء أو مواجهة لميدان عام وكان للموقع‬ ‫أهمية كبرى في التصميم واهتم الرومان بمداخل المعابد ولم يهتموا بأن يكون المعبد في موقع يسمح‬ ‫برؤيته من جميع االتجاهات كما كان عند اإلغريق‪.‬‬ ‫‪-‬تم تصميم المعابد الرومانية على نوعين رئيسيين‪ ،‬فهي إما مستطيلة الشكل أو دائرية‪ ،‬وكانت‬ ‫المعابد عامة تحتوي على خلوة واحدة متسعة ورواق من األمام‬ ‫‪-‬تمتاز بعض المعابد بروعة وجمال من حيث التنسيق الهندسي وروعة الفن التشكيلي المنبثق من‬ ‫التكوينات المعمارية والعناصر الفنية‪.‬‬ ‫المقابر‪:‬‬ ‫كانت المقابر الرومانية تعتبر في منتهى البساطة من حيث المسقط األفقي العام والمكونات والعناصر‬ ‫وتنقسم في عهد الرومان إلى ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫القبور‪ :‬وهي عبارة عن أقبية تحت األرض وبحوائط فتحات معقودة للوصول إلى رفات الموتى بعد‬ ‫حرقها‪.‬‬ ‫القبور التذكارية‪ :‬وهي عبارة عن أبنية مستديرة الشكل ذات اتساع معين محاطة ببواكي وترتكز على‬ ‫أسفال مرتفعة وسقف مخروطي الشكل‪.‬‬ ‫القبور الهرمية‪ :‬وقد أدخلت في روما عقب فتح مصر عام ‪ 30‬ق‪.‬م‪.‬على شكل أهرام‪.‬‬ ‫المسارح والمدرجات‬ ‫تم تصميم المسارح الرومانية على شكل نصف دائرة مثل اإلغريقية وكانت تبنى على مواقع مسطحة‬ ‫مقامة على عقود من الحجر ونقط ارتكاز معمارية وإنشائية بالطرق العادية المستعملة‪.‬‬ ‫أما المدرجات فكانت تعبر عن عمل واضح لحياة الرومان من حيث القوة‪ ،‬الروعة‪ ،‬القسوة‪ ،‬الوحشية‬ ‫حيث تقام المعارك بين االسرى والوحوش لتسلية المشاهدين‪ ،‬وأشهر هذه المباني هو «الكولوزيوم»‪.‬‬ ‫وصف مبنى الكولوزيوم‪:‬‬ ‫(تم تصميم الكولوزيوم بمسقط أفقي بيضاوي الشكل‪ ،‬يحتوي على ‪ 80‬باكية خارجيه لكل طابق يحيط‬ ‫بالجزء الداخلي حائط بارتفاع ‪ 50‬م وخلفه اليوديوم وهي مدرجات اإلمبراطور وحاشيته‪.‬‬ ‫يتسع الكولوزيوم لثمانين (‪ )80‬ألف متفرج‪ ،‬يبلغ ارتفاع الواجهات ‪ 52‬م مقسمة أربعة أدوار وكان‬ ‫الدور األرضي مزداناً بأصناف أعمدة على الطراز التوسكاني وااليواني والكورنشي وكانت األعمدة‬ ‫مخالفة للموديول‪ ،‬ويحمل الطابق األول اعمدة من النوع الدوري (وهو أبسط وأقدم نوع من االعمدة‬ ‫في الهندسة المعمارية االغريقية) ويليه طابق تحمله اعمدة من النوع االيوني (نسبة إلى ايونيا‬ ‫اليونانية) ثم ترى الطابق الثالث تحمله اعمدة من النوع الكورنثي (نسبة إلى كورنث في اليونان التي‬ ‫‪58‬‬ ‫اشتهرت قديما بالترف وتزدان تيجان االعمدة بزخارف تشبه اوراق االشجار) وله ثمانون مدخال مثل‬ ‫مالعب المدن الرياضية الحديثة‪،‬‬ ‫أما داخله فينقسم إلى ثالثة اقسام‪ :‬المسرح المدور أو مكان التنافس و المنصة العالية و مقاعد‬ ‫المتفرجين وتنقسم حسب طبقاتهم من االشراف وأعضاء مجلس الشيوخ وبقية أفراد الشعب‪.‬‬ ‫بدأ إنشاء الكولوسيوم عام ‪ 72‬بعد الميالد ودشنه اإلمبراطور تيتوس الذي هدم المعبد في القدس بعد‬ ‫‪ 8‬سنوات من البناء فأقيمت فيه األلعاب الرياضية لمدة مائة يوم قتل خاللها خمسة آالف حيوان‬ ‫مفترس ونصب البحارة خياما وأشرعة على سقفه لحجب ضياء الشمس القوية عن المتفرجين‪،‬‬ ‫وسمي كولوسيوم نسبة إلى تمثال نيرون البرونزي الضخم في شكل اله الشمس وارتفاعه ‪ 38‬مترا‪،‬‬ ‫والذي كان بالقرب من المدرج في أول شارع النصر (أو المنصة االمبراطورية اآلن) بعد أن جره ‪12‬‬ ‫فيال إلقامته في ذلك الموقع وبني بالقرب منه قوس قسطنطين عام ‪ 315‬بعد الميالد تكريما لنصر‬ ‫اإلمبراطور الذي بنى القسطنطينية والذي قلده الفرنسيون في قوس النصر بباريس)‬ ‫ومن أهم االبتكارات المعمارية الرومانية‪:‬‬ ‫‪.‬األكتاف الكبيرة التي تحمل ثالثة أدوار من البواكي وتدور حول المبنى من الخارج‪.‬‬ ‫‪.‬الطريقة الزخرفية في استعمال األنظمة المختلفة الواحدة فوق األخرى وهي طريقة تستعمل في‬ ‫العمارة اإلغريقية‪.‬‬ ‫‪.‬الكورنيش الكبير المستمر بانتظام في أعلى المبنى‪.‬‬ ‫أقواس النصر‬ ‫هي عبارة عن بناء ضخم من الحجارة مزين بنقوش تاريخية متصلة به أعمدة محمولة على قواعد‬ ‫مرتفعة تحمل تتمة البناء بشكل دورة منقوش عليها بالكتابة السبب الذي شيد من اجله حيث كانت‬ ‫تشير لألباطرة والقادة تذكا اًر النتصاراتهم وقد استعمل الط ارزين الكورنيش والمركب وأشهرهما‪:‬‬ ‫‪.‬قوس نصر تيتوس شيد عام ‪ 18‬ق‪.‬م‪ ،‬في بيت المقدس وهو قوس ذو فتحة واحدة وعلى الواجهتين‬ ‫نصف أعمدة ملتصقة وفي األركان ثالثة أرباع عمود على النظام المركب‪.‬‬ ‫‪.‬قوس نصر سيتمس شيد عام ‪ ،204‬وهو قوس ذو ثالث فتحات مصنوع من الرخام األبيض وترتكز‬ ‫عقوده على أكتاف في مقدمتها أعمدة على النظام المركب‪ ،‬ويحتوي الكتف القبلي على سلم يوصل‬ ‫إلى األعلى‪.‬‬ ‫ومن أشهر وأفضل األقواس الرومانية أيضاً قوس اإلمبراطور قسنطنطين الذي شيد في عام ‪315‬‬ ‫ق‪.‬م‪.‬‬ ‫‪59‬‬ ‫المساكن الرومانية‬ ‫تنقسم المساكن الرومانية إلى نوعين رئيسيين هما‪:‬‬ ‫‪1.‬مسكن العائلة المفردة‪ :‬وهو النوع المفضل من المساكن الفردية المخصصة لسكن األسر الغنية‬ ‫من معالمه المميزة وجود صالة مربعة أو مستطيلة تتوسط المسكن مضاءة من السقف تتجمع حولها‬ ‫الحجرات ويحمل السقف المفتوح إلي السماء عند أركان الفتحة أربعة أعمدة كورنثية وفي أرضية هذه‬ ‫الصالة حوض غير عميق يستقبل مياه المطر من فتحة السقف وتتصل هذه الصالة بحديقة خارجية‬ ‫ويحيط بالمسكن حوائط صماء لحجبه عن الشارع وتوفير عوامل الخصوصية‪.‬‬ ‫‪2.‬مجمع المساكن‪ :‬عبارة عن عدة مساكن مجتمعة في مبنى واحد وهي مبنية من الخرسانة والطوب‬ ‫تشكل في مجموعها ومن تكويناتها أفنية داخلية ويحتوي الدور األرضي على محالت تجارية وحواصل‬ ‫ودكاكين وحانات ولم تكن لها عالقة بالمساكن العلوية‪ ،‬وتصل األدوار السكنية في المباني من حيث‬ ‫االرتفاع إلى خمس طوابق‪.‬‬ ‫‪60‬‬ ‫األثاث عند الرومان ‪:‬‬ ‫‪61‬‬ ‫اقتبس الرومان أثاثهم من اإلغريق واإلتروسكيين والمصريين وشعوب المشرق وطوروه حتى غدا‬ ‫ممي اًز خاصاً بهم‪ ،‬وقد أتاحت لهم الثروات التي غنموها من مستعمراتهم العيش بترف والمبالغة في‬ ‫زخرفة بيوتهم وأثاثهم‪ ،‬ونقلوا عن شعوب تلك البالد الكثير مما كان عندهم‪ ،‬واستخدم الرومان في‬ ‫صناعة أثاثهم الخشب والبرونز والحديد والرخام‪ ،‬وبرع حرفيوهم في الزخرفة والنقش والتصوير والطالء‬ ‫بالذهب وتنزيل المعادن الثمينة والمرمر والعاج وقواقع السالحف وقشور الخشب وأعمال الفسيفساء‬ ‫‪ ،‬ويدل إسرافهم في هذا المجال على أنهم كانوا يرون في األثاث امتداداً لفن العمارة والنحت‪.‬‬ ‫وكانت غرف المنزل الروماني على النقيض من المنزل اليوناني مصممة وفق الوظيفة المخصصة‬ ‫لها‪ ،‬فثمة غرف معدة لالستقبال واالحتفاالت الرسمية‪ ،‬وغرف أخرى مخصصة للمعيشة اليومية أو‬ ‫النوم‪ ،‬وتدل السرر والخزائن الجدارية على أنها من المكونات الثابتة في الغرفة‪.‬وقد عثر في بومبي‬ ‫على فسيفساء جدارية تصور أشكال األثاث المستعمل في المنازل الرومانية‪ ،‬كما صورت قطع األثاث‬ ‫على شواهد القبور وحجارة النواويس‪ ،‬وحفظت بعض القطع المصنوعة من المرمر أو البرونز‪ ،‬لكن‬ ‫جميع قطع األثاث الخشبية فقدت‪.‬‬ ‫ومع أن الرومان استوحوا أكثر أنماط أثاثهم ممن سبقهم فقد أدخلوا عليها تنويعات مهمة‪ ،‬وابتكروا‬ ‫أنماطاً جديدة‪ ،‬فقد عدلوا شكل األريكة اليونانية مثالً بأن أضافوا إليها ظه اًر مرتفعاً ومسنداً أو مسندين‬ ‫جانبيين مرتفعين‪ ،‬وابتكروا األريكة نصف دائرية ‪ sigma‬التي تستعمل في حفالت الترفيه وتتسع‬ ‫لثالثة أشخاص‪.‬‬ ‫أما الكراسي فقد تنوعت أنماطها وأشكالها‪ ،‬وأكثرها استعماالً المقاعد المربعة الثابتة من دون ظهر‪،‬‬ ‫وقد طور الرومان الكرسي الملكي اليوناني فغدا أصغر حجماً‪ ،‬وله مسندان للذراعين وظهر مستدير‬ ‫من قطعة واحدة مع المسندين‪ ،‬وجلسته مربعة أو نصف دائرية‪ ،‬وقوائمه على هيئة قوائم الحيوانات‪،‬‬ ‫وهو الكرسي المعروف باسم (سوليوم )‪ solium‬والمخصص لذوي المكانة الرفيعة‪.‬كذلك طور‬ ‫الرومان الكرسي "كليسموس" اليوناني فجعلوه أغلظ بنية وسموه (كاثد ار )‪ cathedra‬وصار‬ ‫مخصصاً للنساء أساساً‪.‬وثمة كرسي آخر مقتبس من اليونان كان مخصصاً للقضاة وأصحاب‬ ‫المناصب يدعى (سرج كورول) ‪ ، sella curulis‬وهو كرسي قابل للنقل‪ ،‬لـه إطار متصالب على‬ ‫شكل ‪ X‬وقوائم منحنية‪ ،‬وعليه حشية صغيرة مغلفة بالجلد أو بقماش ثمين‪.‬‬ ‫وكانت الطاوالت الرومانية أكثر تنوعاً من اليونانية‪ ،‬وأكثرها شيوعاً الطاولة المستديرة أو المستطيلة‬ ‫المح مولة على ثالث قوائم أو أربع‪ ،‬والطاولة المستديرة أو المربعة المحمولة على قاعدة واحدة في‬ ‫الوسط‪ ،‬وكانت قوائم الطاوالت عموماً على هيئة قوائم الحيوانات أو هيئة حيوانات مجنحة أو طيور‪.‬‬ ‫وقد عثر في مصر على طاولة من العصر الروماني من خشب مزخرفة برؤوس إوز رشيقة األعناق‬ ‫تبرز من حزمة من أوراق األكنثوس وتحتها قوائم وعل ذوات أظالف دقيقة الصنع (محفوظة في‬ ‫متحف بروكسل)‪.‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ومن أهم إسهامات الرومان في تطور األثاث ابتكارهم الخزانة ذات البابين المطورة عن الصناديق‬ ‫المصرية واليونانية‪ ،‬وكانت تصنع من الخشب أو المعدن المطعم والمزخرف‪ ،‬وتستخدم أصالً لحفظ‬ ‫الدروع واألسلحة فعرفت باسم أرماريوم ‪ (armoire) armarium‬ثم صارت تستعمل لحفظ األشياء‬ ‫الثمينة والنقود واألدوات المنزلية والكتب‪.‬‬ ‫األعمدة الرومانية‬ ‫اهم مميزات االعمدة الرومانية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ظهرت على هيئة أكتاف متصلة ‪.‬‬ ‫‪– 2‬عرفت األعمدة المستديرة في معبد البارنثيون ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬تجلى إبداع الرومان في أكتاف األعمدة وحسن تشكيلها وزخرفتها‬ ‫جاءت طرز األعمدة الرومانية على ثالث أنواع هي‪:‬‬ ‫‪1 -‬الطراز الدوري ‪ Doric‬ونشأ منه نوعان‪ :‬الدوري اإلغريقي‪ ،‬والدوري الروماني‪.‬‬ ‫‪2 -‬الطراز االيوني ‪ Ionic‬ويعتقد بأن جذوره تعود إلى أصول رافديه ‪.‬‬ ‫‪3 -‬الطراز الكورنثي ‪ ، Corinthian‬من أصول العمارة المصرية ثم انتقل إلى اإلغريق ونشأ في‬ ‫مدينة أثينا ‪ ،‬واشتقت تسميته من مدينة كورنث اليونانية‪ ،‬وطوره الرومان في حقبة الحقة‪.‬‬ ‫ويتشكل تاجه من نسقين من أوراق نبات األقنثا‪.‬وظهر من هذا الطراز نوعان‪ :‬الكورنثي اإلغريقي‪،‬‬ ‫والكورنثي الروماني‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫واستعمل الرومان في عمارتهم نفس طرز األعمدة اإلغريقية الدوري وااليوني والكورنثي‪ ،‬وأدخلوا‬ ‫عليها بعض التعديالت‪ ،‬كما طوروا الطراز الدوري فعرف باسم‪ :‬الدوري الروماني‪ ،‬وكذلك الكورنثي‬ ‫الروماني‪ ،‬وفي بعض األحيان كانوا يدمجون الطرز الثالثة في عمود واحد‪.‬‬ ‫وكان للنهج الكورنثي النصيب األكبر في االنتشار والشيوع أكثر من غيره‬ ‫تيجان األعمدة‬ ‫وفيما يخص تيجان األعمدة‪ ،‬استعمل الرومان في عمارتهم نفس طرز التيجان اإلغريقية‪ :‬الدوري‬ ‫وااليوني والكورنثي‪ ،‬وأدخلوا عليها بعض التعديالت‪ ،‬كما طوروا الطراز الدوري فعرف باسم‪ :‬الدوري‬ ‫الروماني‪ ،‬وكذلك الطراز الكورنثي الذي عرف بالروماني‪ ،‬وفي بعض األحيان كانوا يدمجون الطرز‬ ‫الثالثة في تاج واحد‪.‬‬ ‫وكان للنهج الكورنثي النصيب األكبر في االنتشار أكثر من غيره‪ ،‬ونشأ منه نوع مطور نشاهده في‬ ‫أطالل مدينة أفاميا‪.‬كذلك ظهر ط ارزان جديدان هما‪:‬‬ ‫‪1.‬التوسكاني ‪ Tuscan‬وهو طراز دوري روماني تاجه بسيط غير مزخرف‪.‬‬ ‫‪2.‬المركب ‪ Composite‬نموذج طوره الرومان في حقبة متأخرة‪ ،‬ويتألف تاجه في نصفه العلوي‬ ‫من الزخرفة اليونانية‪ ،‬ونصفه السفلي من الكورنثية‪.‬‬ ‫‪64‬‬ ‫االقواس النصف دائرية‪:‬‬ ‫عند بناء القوس البد من استخدام قوالب خشبيه تستند عليها الحجارة اثناء عملية البناء فاذا كان‬ ‫القوس من الحجر غالبا ما تكون الحلول أي الخطوط الفاصله بين األحجار المتجاورة رفيعه جدا‬ ‫يتم تثبيت الحجارة فقط باعتماد الشكل المناسب دون أي مادة رابطه اما اذا كان القوس من القرميد‬ ‫او اآلجر فيبنى القوس من صفائح رقيقة من القرميد وتستخدم مادة رابطه لتثبيتها مع جعل الحلول‬ ‫بين القرميد على شكل أسفين للحصول على شكل قوس ونقطة التقاء القوس بالدعائم أعطت شكال‬ ‫جماليا على هيئة تاج يطلق عليه وسادة حجرية‬ ‫الكولسيوم‬ ‫‪65‬‬ 66 67 ‫تاريخ التصميم الداخلي في العمارة البيزنطية‬ ‫‪ ‬العوامل اليت أثرت يف العمارة البيزنطية‪.‬‬ ‫‪ ‬حتليل جوانب النظرية املعمارية يف العمارة البيزنطية‪.‬‬ ‫‪ ‬مناذج من األعمال املعمارية يف العمارة البيزنطية‪.‬‬ ‫‪ ‬الدروس املستفادة من دراسة العمارة البيزنطية‪.‬‬ ‫قبل احلديث عن اجلوانب املختلفة يف العمارة البيزنطية‪ ،‬جتدر اإلشارة إىل بداية‬ ‫الديانة املسيحية وعالقة العمارة البيزنطية بها‪.‬‬ ‫ففي مدينة الناصرية يف بيت حلم كان مولد السيد املسيح عليه السالم‪ ،‬وقد‬ ‫كانت إحدى احملافظات الشرقية لإلمرباطورية الرومانية‪.‬‬ ‫وبشكل عام ميكن تقسيم فرتة املسيحية إىل ثالث فرتات هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬فرتة االضطهاد‪ :‬حيث كانت الدعوة سرية‪ ،‬وقد تعرض معتنقوها إىل االضطهاد‬ ‫من جانب الرومان‪.‬وقد بلغ ذروته يف عصر "ديوقلتسيان" بعد مرسومه الذي أصدره‬ ‫عام ‪303‬م‪ ،‬والذي نص على حرق كنائس املسيحيني وكتبهم وطردهم من‬ ‫الوظائف املدنية والعسكرية‪.‬‬ ‫‪ -2‬فرتة االعرتاف‪ :‬وتبدأ مع ظهور اإلمرباطور "قسطنطني" عام ‪313‬م‪ ،‬حينما‬ ‫أصبحت املسيحية الديانة الرمسية للدولة الرومانية‪ ،‬بعد أن اعتنقها‪.‬‬ ‫‪ -3‬فرتة الدويالت‪ :‬ففي عام ‪325‬م حدث االنقسام يف اإلمرباطورية الرومانية إىل‬ ‫قسم شرقي وغربي‪ ،‬وبالتالي انقسام الكنيسة على نفسها‪ ،‬فتطور اجلزء‬ ‫الشرقي فيما عرف بالعمارة البيزنطية‪ ،‬بينما تطور اجلزء الغربي فيما عرف‬ ‫بالعمارة الرومانيسك‪.‬‬ ‫وبشكل عام ميكن القول بأن العمارة البيزنطية هي مزيج من العمارة الرومانية‬ ‫والعمارة يف بالد الشرق‪.‬‬ ‫‪68‬‬ ‫يف هذا اجلزء نتناول العوامل اليت أثرت يف العمارة البيزنطية‪ ،‬وحتليل جلوانب‬ ‫النظرية املعمارية فيها‪ ،‬مع حتليل لبعض النماذج املعمارية‪ ،‬وخيتتم الفصل ببيان الدروس‬ ‫املستفادة من دراسة العمارة البيزنطية‪.‬‬ ‫العوامل التي أثرت في العمارة البيزنطية‪:‬‬ ‫العوامل املرتبطة بالزمن (التاريخ)‪:‬‬ ‫يؤرخ للعمارة البيزنطية يف الفرتة من ‪1453 – 330‬م‪.‬بعدما اعتنق اإلمرباطور‬ ‫"قسطنطني" الديانة املسيحية‪ ،‬وجعلها الدين الرمسي للدولة‪ ،‬وقام بنقل عاصمة ملكه‬ ‫من "روما" إىل "بيزنطة" حيث املكان األمني الذي ميكنه منه اإلشراف على إدارة‬ ‫ملكه‪ ،‬ثم أقام على أنقاض "بيزنطة" قاعدة حكمه ومساها "القسطنطينية"‪ ،‬ومنح‬ ‫املسيحيني األرض واملال‪ ،‬وأقام املنشآت الدينية للعبادة يف أمن وطمأنينة"‪.‬‬ ‫العوامل املرتبطة بالبيئة‪:‬‬ ‫تقع "بيزنطة" أو القسطنطينية" أو "أسطانبول" عند ملتقى البوسفور وحبر مرمرة‪،‬‬ ‫ذلك الشريط الضيق الذي يفصل بني آسيا وأوروبا‪ ،‬وكانت تقع عند ملتقى طريقني‬ ‫مهمني للتجارة؛ مما ساعد على نقل فنون العمارة إليها ومنها إىل خمتلف مناطق‬ ‫اإلمرباطورية الرومانية يف ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ويعد مناخ هذه املنطقة حار نسبياً قليل األمطار بالنسبة ألوروبا‪ ،‬من هنا ظهرت‬ ‫األسقف املستوية جبانب القباب‪ ،‬مع الفتحات الضيقة املرتفعة عن منسوب األرض‪،‬‬ ‫والعقود املستمرة احمليطة باألفنية الداخلية‪.‬‬ ‫ومل يتوفر احلجر وهو من املواد األساسية يف بناء املباني املهمة‪ ،‬لذا فقد كان‬ ‫يستورد الرخام من احملاجر اليت تقع يف منطقة حوض ال