دليل مقرر: القضايا المجتمعية PDF

Summary

هذا دليل مقرر عن القضايا المجتمعية. يناقش الدليل أدب التفاعل، والإصغاء، واحترام حقوق الآخرين، وضبط النفس، والانتهاء بأخلاق حميدة. يناقش الدليل الأمثلة من الأمم المتحدة والدستور المصري ووثيقة الأخوة الإنسانية.

Full Transcript

# المجلس الأعلى للجامعات ## دليل مقرر: القضايا المجتمعية **ثالثًا: ثمار أدب "الاستفادة من الثقافات والتبادل الحضاري"** منها: فتح باب التلاقي في الحوار، وتجنب الصراعات، وإرساء منهج راسخ للتعاون الثقافي الإنساني، والارتقاء من التبادل الحضاري إلى التحالف الحضاري، وقد يبلغ إلى الاندماج الحضاري. هذا ب...

# المجلس الأعلى للجامعات ## دليل مقرر: القضايا المجتمعية **ثالثًا: ثمار أدب "الاستفادة من الثقافات والتبادل الحضاري"** منها: فتح باب التلاقي في الحوار، وتجنب الصراعات، وإرساء منهج راسخ للتعاون الثقافي الإنساني، والارتقاء من التبادل الحضاري إلى التحالف الحضاري، وقد يبلغ إلى الاندماج الحضاري. هذا بالإضافة إلى احترام التنوع الثقافي والحضاري الخلاق. **المطلب الرابع: الإصغاء واحترام الحريات العامة:** **أولاً:** المقصود بأدب "الإصغاء واحترام الحريات العامة": الاستماع الحسن للمتكلم دون مقاطعة، واحترام حرياته العامة المكفولة لكل أحد كالحياة والسلامة والكرامة والفكر والوجدان والدين والرأي والتعبير، وذلك دون ازدراء أو انتقاص. وتثبت هذه الحريات العامة بالفطرة الكونية السليمة لكل إنسان، ومن عجيب اللغة العربية أن لفظ "إنسان" اسم جنس يطلق على الذكر والأنثى والمفرد والجمع، وهذا لتأكيد المساواة بين البشر في الحقوق والحريات العامة. **ثانيًا:** الحاجة إلى أدب الإصغاء واحترام الحريات العامة": حماية "الإنسانية المكرمة" التي تتكارم فيما بينها بحسن الاستماع إلى الآخر، واحترام حرياته العامة. ولأهمية تلك الحريات العامة، ومنع انتهاكها، فقد ورد التأكيد عليها في قرارات الأمم المتحدة والدستور المصري وإعلان منظمة التعاون الإسلامي لحقوق الإنسان، كما نوضحه فيما يلي: **(أ)** قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد " إعلان مبادئ حقوق الإنسان" في 10 ديسمبر ١٩٤٨م، بوصفه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم، وهو يتكون من ثلاثين مادة نكتفي بذكر بعض ما يرتبط بالحوار بشكل مباشر، ومنه: "لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين (مادة: (۱۸)، "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل" (مادة: (۱۹). **(ب)** خصص الدستور المصري الصادر عام ٢٠١٤م الباب الثالث للحقوق والحريات والواجبات العامة، ومما جاء فيه: "الكرامة حق لكل إنسان ولا يجوز المساس بها" (مادة: ٥١)، "حرية الاعتقاد مطلقة" (مادة: ٦٤) ، حرية الفكر والرأي مكفولة (مادة : (٦٥) ، " الحقوق والحريات اللصيقة بشخص المواطن لا تقبل تعطيلا ولا انتقاصا" (مادة: (۹۲)، تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تصدق عليها مصر وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا للأوضاع المقررة" (مادة: .(۹۳ **(ج)** ينص إعلان منظمة التعاون الإسلامي لحقوق الإنسان سنة ۲۰۲۰م على أن: "المساواة في الحقوق بين البشر بدون تمييز (مادة: (۱)، "حرية الفكر والوجدان والدين" (ماة: (۱۸)، "حرية الرأي والتعبير" (مادة : ۱۹). **ثالثًا:** ثمار أدب الإصغاء واحترام الحريات منها تمكين التفاهم بين البشر المتحاورين، وإمكان تلاقيهم وتعاونهم بل وتسامحهم في الحقوق بينهم، بالإضافة إلى العيش في سلام بدون عنف أو صدام. **المطلب الخامس: ضبط النفس ونبذ الخيانة والتهديد والإرهاب:** **أولاً:** المقصود بخلق "ضبط النفس ونبذ الخيانة والتهديد والإرهاب: الالتزام بالصبر والأناة مهما كان الآخر مثيرًا، والامتناع نهائيًا عن أي خيانة أو تهديد أو إرهاب في كل حال. ويساعد على تحقيق ضبط النفس التركيز دائما على الهدف وراء كل صعوبة بدلا من التركيز على الطريق أو الأسلوب. كما يساعد على تحقيق نبذ الخيانة احترام الذات ومراقبتها والتحسب لعواقب الأمور. ويساعد على نبذ التهديد والإرهاب الحلم الدائم بالمكاسب الآمنة والمستقرة التي تؤخذ باللين والود، وليس بالمكاسب الخطرة المهددة التي تؤخذ بالعنف والكراهية. **ثانيًا:** الحاجة إلى أدب ضبط النفس ونبذ الخيانة والتهديد والإرهاب": إزكاء "الإنسانية المؤتمنة"، وهي التي يؤتمن جانبها من الغضب والغدر والعنف والإرهاب. ذلك أن إنماء تلك الإنسانية سيسرع الخطى نحو السلام الاجتماعي والعيش المشترك والتنمية المستدامة. ولأهمية الحاجة إلى ضبط النفس ونبذ الخيانة والتهديد والإرهاب" فقد ورد التأكيد على نبذ الإرهاب ومكافحته - بصفته عنوانًا لكل نقيصة - في قرارات الأمم المتحدة والدستور المصري ووثيقة الأخوة الإنسانية، كما نوضحه فيما يلي: **(أ)** قرر مجلس الأمن في ٢٨ سبتمبر ٢٠٠١م عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بهدف عرقلة الجماعات الإرهابية بشتى الطرق : إلزام جميع الدول الأعضاء باعتبار الأعمال الإرهابية جرائم جنائية خطيرة في القوانين واللوائح المحلية، كما أنشأ القرار لجنة مكافحة الإرهاب" لمراقبة التزام الدول بأحكامه. ويؤخذ على هذا القرار عدم تعريف الإرهاب وجماعاته. وفي سنة ٢٠٠٦م اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة "إستراتيجية مكافحة الإرهاب" باعتباره واحدًا من أشد الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين. **(ب)** خصص الدستور المصري الصادر ۲۰۱٤ م إحدى مواده الانتقالية لمواجهة الإرهاب؛ فتنص المادة (۲۳۷) على أن تلتزم الدولة بمواجهة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وتعقب مصادر تمويله، وفق برنامج زمني محدد، باعتباره تهديدًا للوطن وللمواطنين، مع ضمان الحقوق والحريات العامة" **(ج)** جاء في بيان "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام والعيش المشترك الذي وقعه بابا الكنيسة الكاثوليكية والإمام الأكبر شيخ الأزهر في 4 فبراير ٢٠١٩م في "أبو ظبي" ما يلي: "إن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس سواء الشرق أو الغرب وفي الشمال والجنوب، ويلاحقهم بالفزع، والرعب، وترقب الأسوأ ليس نتاجا للدين، حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته، بل هو نتيجة لتراكمات الفهوم الخاطئة لنصوص الأديان، وسياسات الجوع، والفقر، والظلم، والبطش، والتعالي". **ثالثًا:** ثمار أدب "ضبط النفس ونبذ الخيانة والتهديد والإرهاب": منها تحقيق أفضل استجابة وردة فعل ممكنة في الحوار، وتهيئة القدرة على التفكير المتوازن الحكيم. هذا بالإضافة إلى تحقيق الأمن والسلام في ربوع العالم من أجل التنمية المستدامة والازدهار. **المطلب السادس: الانتهاء كالابتداء بالأليق من محاسن الأخلاق:** **أولاً:** المقصود بأدب الانتهاء كالابتداء بالأليق من محاسن الأخلاق: حسن الخواتيم دائما، وخاصة مع كل بداية كانت مسالمة أو طيبة أو جميلة فإنه - بحكم الأدب والأصول يجب أن تنتهي بالأسلم والأطيب والأجمل. فإذا حالت الأوضاع دون ذلك فالحد الأدنى هو الانتهاء بالأليق من محاسن الأخلاق التي هي أسمى بإنسانيتها من كل اختلاف؛ رجاء جولات أخرى يكون فيها الوفاق والتراضي والتسامح؛ فحسن الخلق لا يعرف انقطاع الأمل وإن طال انتظاره، ويعلم أن الزمن جزء من الحل. **ثانيًا:** الحاجة إلى أدب الانتهاء كالابتداء بالأليق من محاسن الأخلاق": صيانة "الإنسانية النبيلة" التي تغير على إنسانيتها، وتحترم آدميتها بالالتزام بالأليق من محاسن الأخلاق ومكارمها في الشدة والرخاء، وفي العسر واليسر، وفي الغضب والرضا. ولأهمية الحاجة إلى أدب الانتهاء كالابتداء بالأليق من محاسن الأخلاق فإنه لم يخل دين من النص على فضل حسن الخلق في كل شيء، كما توجهت الحضارة المعاصرة إلى تنافس الجامعات، والمراكز البحثية، والنقابات، وأرباب المهن المختلفة إلى وضع مواثيق أخلاقية تكفل للمهنة شرفها، ولأهل المهنة

Use Quizgecko on...
Browser
Browser