نص المحاضرة (PDF)

Summary

نص المحاضرة (PDF) حول المقاربة بالاهداف، تقديم من قبل الدكتور سعيد سامي، أستاذ التعليم العالي في المدرسة العليا لألساتذة بفاس. تُناقش المحاضرة تعريفات الهدف التربوي، واهتمامات التدريس، ومزايا تحديد الاهداف، بالتركيز على أهمية الهدف الإجرائي من حيث الصياغة الواضحة، شروط الإنجاز، ومعايير التقييم. تُسلط المحاضرة الضوء على كيفية تحديد الأهداف التربوية، وكيف يمكن للمدرسين تطوير استراتيجياتهم التعليمية لتحقيق النتائج المرجوة.

Full Transcript

‫‪1‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫المقاربة باألهداف‬ ‫إعداد الدكتور سعيد سامي‬ ‫أستاذ التعليم العالي‪ ،‬المدرسة العليا لألساتذة بفاس‪.‬‬ ‫تقديم‪:‬‬ ‫أضحى الفعل التدريسي في...

‫‪1‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫المقاربة باألهداف‬ ‫إعداد الدكتور سعيد سامي‬ ‫أستاذ التعليم العالي‪ ،‬المدرسة العليا لألساتذة بفاس‪.‬‬ ‫تقديم‪:‬‬ ‫أضحى الفعل التدريسي في األنظمة الّتربوية المعاصرة أكثر‬ ‫تنظيمًا ودقة وتخطيطًا‪ ،‬يتسّنى لألستاذ َوفقه اختيار وتوظيف الطرائق‬ ‫والوسائل المالئمة لما يروم بلوغه من أهداف داخل الفصل الدراسي‪،‬‬ ‫وبالّتالي تترجم النوايا التربوية إلى أفعال وسلوكات ملموسة‪.‬‬ ‫ويعد نموذج الّتدريس الهادف من النماذج التعليمية األكثر رواجًا‬ ‫واستعماًال في األنظمة التربوية المعاصرة‪.‬وهو نموذج يستمد شهرته‬ ‫من مكوناته المنهجية التي تمكن العاملين في الحقل التربوي من‬ ‫وضع استراتيجيات تربوية علمية وعقالنية دقيقة‪.‬‬ ‫أوًال‪ :‬تعريف األهداف التربوية‬ ‫هناك من يعرف الهدف التربوي بأنه "كل ما يمكن للتلميذ إنجازه‬ ‫–قوًال أو عمًال‪ -‬بعد االنتهاء من حصة دراسية‪ ،‬أو على المدى البعيد‪،‬‬ ‫بعد االنتهاء من تربية وتعليم"‪.‬كما نجد من يعرف الهدف بأنه‬ ‫"نسـبة التـغيير الذي يحدث في سلـوك التلميذ"‪ ،‬أو أنه "حـصيلة‬ ‫السـلوك والتي يسعى المدرس إلى غرسها أو تطويرها لدى‬ ‫التالميذ"‪.‬ويعرف ماجر ‪ Mager‬الهدف بأنه "إخبار عن نوايا‪ ،‬تصف‬ ‫تحوًال مرتقبًا لدى التلميذ بعد انتهائه من حصة دراسية"‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تعدد التعاريف‪ ،‬فإنه بإمكاننا استخالص بعض‬ ‫الخصائص العامة على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫*‪ -‬عادة ما تصاغ األهداف التربوية على شكل فرضيات ترغب‬ ‫المدرسة في تحقيقها في المستقبل القريب أو البعيد‪.‬فهي إذن‪،‬‬ ‫سلوك قابل لالكتساب‪ ،‬إنها قابلة ألن تكتسب من طرف التالميذ‬ ‫بعد عملية التحصيل‪.‬‬ ‫*‪ -‬عادة ما تتضمن التعاريف الحديثة لألهداف التربوية اإلشارة‪،‬‬ ‫إلى سلوك التلميذ‪ ،‬فاألهداف عبارة عن نشاط التلميذ وليست‬ ‫نشاط المدرس‪.‬إنها سلوك سيتحقق لدى التلميذ بعد كل حصة‪،‬‬ ‫وسينجزه أو على األقل سيكون باستطاعته أن ينجزه بعد كل‬ ‫جلسة دراسية وبعد االنتهاء من التحصيل‪.‬‬ ‫*‪ -‬كما يتم التأكيد على خاصية مهمة في هذا التوجه الجديد‪،‬‬ ‫وهي قابلية األهداف للمالحظة‪ ،‬أي قابلية السلوك‬ ‫المستهدف ألن يكون موضع مالحظة وضبط وقياس من طرف‬ ‫المدرس أو غيره ممن يشرف على العملية التعليمية‪.‬ومن هنا‬ ‫تأثير المدرسة السلوكية في هذا النموذج‪ ،‬والذي أصبح موضع‬ ‫مناقشة وانتقاد خاصة في شكله المتشدد‪.‬‬ ‫وهكذا وانطالقًا من هذه الخصائص والوظائف والتي كثيرًا ما‬ ‫تتردد في التعاريف الحديثة لألهداف‪ ،‬يمكننا صياغة التعريف‬ ‫التركيبي التالي‪" :‬إن الهدف سلوك مرغوب فيه يتحقق لدى المتعلم‬ ‫نتيجة نشاط يزاوله كل من المدرس والمتمدرسين‪ ،‬وهو سلوك‬ ‫قابل ألن يكون موضع مالحظة وقياس وتقويم"‪.‬‬ ‫واألهداف التربوية مراتب ودرجات‪ ،‬ولتحديدها يجب التمييز بين‬ ‫مستوياتها المختلفة‪.‬ومثل هذا العمل يقتضي التدرج من العام إلى‬ ‫الخاص‪ ،‬ومن المجرد إلى المحسوس‪ ،‬ومن المثل والقيم إلى‬ ‫السلوكات‪ ،‬ومن النوايا العامة إلى اإلنجاز الفعلي الذي يبدو في ما‬ ‫يحصل عند المتعلمين من تغيير معرفي أو وجداني أو مهاري‪.‬‬ ‫ويمكننا أن نحدد مستويات األهداف‪ ،‬كما نرى أنها مترابطة في ما‬ ‫بينها‪ ،‬ومنسجمة في ترتيـبها؛ فالغايات تتحّقق بمرامي البرامج‬ ‫والمقررات‪ ،‬واألهداف العاّمة تترجم هذه المرامي إلى مهارات‬ ‫وقدرات عامة‪ ،‬واألهداف الخاّصة تؤّطر ما هو عام في محتويات‬ ‫ملموسة‪ ،‬بينما تترجم األهداف اإلجرائية اإلنجازات والسلوكات التي‬ ‫سيقوم بها المتعّلم لكي يبرهن على أّنه قد تعلم بالفعل‪.‬إذا كان هناك‬ ‫‪3‬‬ ‫تسلسل بين األهداف‪ ،‬فإن هذا يعني أن هناك مستويات في اتخاذ‬ ‫القرار بحيث يحدد كل مستوى من طرف جهة معينة‪.‬‬ ‫واألهداف اإلجرائية من صلب عمل األستاذ؛ ألّن مستقبل المتعّلم‬ ‫ومساره الّتعليمي مرهون بمدى نجاعة وقيمة عمل األستاذ‪ ،‬كّل ذلك‬ ‫متوّقف على قدرته في التحّكم في األهداف اإلجرائية وعلى صياغتها‪،‬‬ ‫لذا سنحاول تحديد مفهوم الهدف اإلجرائي ‪:‬‬ ‫ـ صياغة معّبرة بوضوح تبين للمتعلم اإلنجاز الذي سيقوم به‬ ‫بمناسبة تحصيله لمحتوى دراسي‪ ،‬وتكون هذه الصياغة بأفعال‬ ‫سلوكية قابلة للمالحظة‪ ،‬مثل‪ :‬يستخرج‪ ،‬يصّنف‪ ،‬يقارن‪ ،‬يصوغ‪،‬‬ ‫يسرد‪.‬‬ ‫ـ تقنية يتّم فيها تحديد الشروط أو الوسائل التي سيتم بها‬ ‫هذا السلوك‪ ،‬ومعايير التقييم ‪.‬‬ ‫صفوة القول ‪ :‬الهدف اإلجرائي هو صياغة تشمل محتوى دراسيًا‪،‬‬ ‫وتعتمد فعًال سلوكًيا على المستوى المعرفي أو الوجداني أو المهارة‪،‬‬ ‫مرفوقًا بشروط اإلنجاز ومعايير التقييم"‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬اهتمامات التدريس الهادف‬ ‫وتدور هذه االهتمامات إجماًال حول المواضيع التالية‪:‬‬ ‫*‪ -‬ما هو الهدف الذي أسعى إلى تحقيقه؟‬ ‫فتحديــد األهــداف التربويــة يكتســي أهميــة بالغــة في العمليــة‬ ‫التعليمية‪.‬وتنقسم األهداف إلى عامة وإجرائية‪ ،‬وهذه األخــيرة تتشــكل‬ ‫من محتــوى وفعـل سـلوكي ووسـيلة لتحقيقــه وصـياغة واضـحة قابلـة‬ ‫للقياس والتقويم‪.‬‬ ‫*‪ -‬من أين ينبغي أن أبدأ ؟‪.‬‬ ‫ونقصد نقطة االنطالق أي وضــعية المتعلم في بدايــة التعلم‪.‬وهي‬ ‫مجموع المعطيات الشخصية واالجتماعية والمدرســية والــتي يمكن أن‬ ‫تكون لها عالقة مع األهداف التعليمية المــراد تحقيقهــا‪ ،‬معطيــات تــؤثر‬ ‫فعًال في النشــاط التعليمي وفي نتائجــه‪ ،‬أو تلــك الــتي نتوقــع تأثيرهــا‬ ‫مســتقبًال‪.‬على أنــه يجب أن ال نحصــر وضــعية االنطالق في شخصــية‬ ‫التالميــذ وســلوكهم ومخــزونهم المعــرفي‪ ،‬بــل يجب أن تشــمل أيض ـًا‬ ‫المدرس‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫*‪ -‬كيف يمكن أن أدرس؟‬ ‫ويشمل هذا السؤال األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬ ‫‪ +‬كيف أختار وأنظم المادة الدراسية؟‬ ‫إن انتقــاء مــادة الــدرس أو قســطًا منــه دون غــيره يتم اعتبــارًا‬ ‫لمســتويات التالميــذ وقــدراتهم العقليــة والمهاريــة‪ ،‬وكــذا معيــار كثافــة‬ ‫وطبيعـة المحتويــات الـتي يجب أن تكــون مالئمــة لنــوع التقــويم الـذي‬ ‫ســينجزه التالميــذ‪ ،‬إلى جــانب مقيــاس المردوديــة‪ :‬ذلــك أن قيمــة‬ ‫المحتويــات تتمثــل في كونهــا وســائل لتحقيــق النتــائج المرجــوة من‬ ‫التعليم‪ ،‬إنها بهذا المفهوم استثمار للمعرفة‪.‬‬ ‫‪ +‬ما هي أشكال العمل الديداكتيكي التي سأوظفها؟‬ ‫نعني بأشكال العمل الديــداكتيكي طــرق التــدريس الــتي يتفــاوت‬ ‫اعتماد إحداها بين مدرس وآخر‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -‬الطريقة اإللقائية‪:‬‬ ‫وهي طريقة تواصــل أحــادي االتجــاه حيث يكــون المــدرس قطب‬ ‫العملية التعليمية‪-‬التعلمية‪.‬ويمكن التأكيد على أن أنصار هذه الطريقــة‬ ‫هم مبــدئيًا قليلــو العــدد‪.‬لكن إذا راقبنــا الفصــول الدراســية في نظــام‬ ‫تعليمي مثل النموذج المغربي تأكدنا من أن طريقة التــدريس اإللقائيــة‬ ‫هي الســائدة‪.‬لــذلك لم يجــد أحــد البــاحثين في التربيــة‪ ،‬وهــو محمــد‬ ‫الـدريج‪ ،‬حرجـًا من تقـديم بعض التوجيهـات التربويـة لمسـتعملي هـذه‬ ‫الطريقة‪ ،‬من ذلك‪:‬‬ ‫‪ -‬وضوح األفكار والمعاني المقدمة خالل اإللقاء‪.‬‬ ‫‪ -‬المحافظة على سرعة مقبولة في اإللقاء تتفــق مــع قــدرة‬ ‫التالميذ على االستيعاب األولي‪.‬‬ ‫‪ -‬استعمال الوسائل التعليمية المناسبة خالل اإللقاء‪.‬‬ ‫‪ -‬استعمال لغة فصيحة وواضحة يفهمها معظم التالميذ‪.‬‬ ‫‪ -‬الشكل الحواري‪:‬‬ ‫وهـــو شـــكل من أشـــكال التواصـــل البيـــداغوجي بين المـــدرس‬ ‫والتلميذ‪ ،‬ويعتمد على تقنية سؤال‪-‬جواب‪.‬ويمكن أن نمــيز بين نــوعين‬ ‫من الحوار‪:‬‬ ‫‪ -‬الحوار العمودي‪ :‬وهو محدد بأسئلة المدرس الموجهــة إلى‬ ‫التالميذ لبلوغ معرفة ما‪.‬‬ ‫‪ -‬الحوار األفقي‪ :‬ويعني أن يصبح التلميذ في مســتوى تبــادل‬ ‫النقاش مع أستاذه وخاصة مع أقرانه‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ويالئم هــذا الشــكل من العمــل الديــداكتيكي اكتســاب المهــارات‬ ‫والمواقــف كــاحترام رأي اآلخــر والتعبــير عن الميــوالت والــدفاع عن‬ ‫القناعات وتقبل النقد‪.‬‬ ‫‪ -‬أشكال البحث‪:‬‬ ‫وهي تشجع التلميذ على المبادرة والقدرة على مواجهة المشاكل‬ ‫وحلها بتوظيف النشاط الذاتي من خالل قيامــه بأبحــاث في القســم أو‬ ‫خارجه‪.‬‬ ‫*‪ -‬ماهي الوس‪AA‬ائل التعليمي‪AA‬ة ال‪AA‬تي يمكن توظيفه‪AA‬ا لممارس‪AA‬ة‬ ‫الفعل التعليمي توظيفًا يتالءم واألهداف المسطرة؟‪.‬‬ ‫تشــكل الوســائل التعليميــة أســاس العمليــة التعليميــة‪-‬التعلميــة‪،‬‬ ‫والقاعــدة الماديــة الــتي تتفاعــل معهــا شخصــية المتعلم‪ ،‬وتمكن هــذه‬ ‫المعينات الديداكتيكية أيضًا من توضــيح المفــاهيم وتشــخيص الحقــائق‪،‬‬ ‫كما تجعل لمحتويات المواد الدراسية قيمة عملية وفعالية أكبر وأقــرب‬ ‫إلى التطــبيق‪.‬ويمكن إجمــال فوائــد الوســائل التعليميــة على النحــو‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫‪ -‬إنها تقدم أساسًا ماديـًا للتفكــير اإلدراكي الحسـي‪ ،‬ومن ثم‬ ‫فهي تقلل من استخدام التالميذ أللفاظ ال يفهمونها‪.‬‬ ‫‪ -‬تثير اهتمام التالميذ وتشوقهم‪.‬‬ ‫‪ -‬تجعل ما يتعلمه التالميذ باقي األثر‪ ،‬وتنمي باستمرار تكوين‬ ‫فكرهم‪.‬‬ ‫*‪ -‬ما هي نتيجة الفعل التعليمي (التقويم) ؟‪.‬‬ ‫يشـكل التقـويم عنصـرًا هامـًا في العمليـة التعليميـة‪.‬ويلعب دورًا‬ ‫أساسيًا في تخطيط وتنفيذ المنهج التعليمي‪.‬فهو الوسيلة التي تكشف‬ ‫عن مــدى بلــوغ األهــداف المرغــوب فيهــا‪ ،‬وتمكن بالتــالي من ملء‬ ‫الثغرات بتصحيحها‪.‬وعلى هذا األســاس لم يعـد التقــويم مقتصــرًا على‬ ‫سيرورة التعلم من خالل قياس مردوديتها‪ ،‬بــل أصــبح شــامًال لمختلــف‬ ‫مكونات النظام التربوي‪.‬‬ ‫ونميز في التقويم بين ثالثة أنواع رئيسية‪:‬‬ ‫‪ +‬التقويم التشخيصي‪:‬‬ ‫ويستهدف تشخيص المكتســبات التعليميــة لــدى المتعلم وقدراتــه‬ ‫التي تمكنه من متابعة ما سيتعلمه‪ ،‬وعبر ذلك تتحـدد وضـعية االنطالق‪.‬‬ ‫فإذا الحظ المــدرس وجــود ثغــرات‪ ،‬يلجــأ إلى تعــويض مــواطن الخلــل‬ ‫والنقص وتصـويبها بخلـق طـرق مالئمـة لمعالجتهـا معالجـة بيداغوجيـة‬ ‫صحيحة‪.‬‬ ‫‪ +‬التقويم المرحلي‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ويتم ألجــل قيــاس التقــويم في مرحلــة من مراحــل التكــوين‪ ،‬أو‬ ‫المجزوءة‪ ،‬أو الدرس‪.‬ويعتمد على قاعدة مفهوم التغذية الراجعــة من‬ ‫أجل ضبط مواطن الخلل التي تنتاب سيرورة التعلم بهــدف تصــحيحها‪.‬‬ ‫كما ينطلق من تأكيد مختلــف المهــارات العقليــة التكوينيــة الــتي دعت‬ ‫إليها الصنافات التعليمية‪.‬‬ ‫‪ +‬التقويم اإلجمالي‪:‬‬ ‫ويتخذ مدة زمنية طويلة‪ ،‬قــد تكــون موسـمًا دراسـيًا أو دورة‬ ‫دراسية أو مجزوءة‪.‬وقد يستعمل لقيــاس مــدى تحقيــق أهــداف درس‬ ‫واحد‪.‬ويستخدم هذا النوع من التقويم في قياس حصيلة التعلم وتقديم‬ ‫النتائج النهائية التي حصل عليها المتعلمون‪.‬وهكــذا فــإذا كــان التقــويم‬ ‫يتحــدد كعنصــر من عناصــر العمليــة التعليميــة‪ ،‬وكمكــون من مكوناتهــا‬ ‫األساســية‪ ،‬فإنــه يمثــل عــامًال هامـًا في توجيــه بقيــة المكونــات وصــنع‬ ‫قراراتها المختلفة‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬مزايا تحديد األهداف‬ ‫يتفق الباحثون على ضرورة تحديد األهداف وضبطها سواء من‬ ‫طرف السلطات التربوية أو من طرف المدرسين أنفسهم‪ ،‬وصياغتها‬ ‫وإعالنها بكيفية صريحة وواضحة‪ ،‬لما لذلك من إيجابيات‪.‬ويمكن‬ ‫استخالص مزايا تحديد األهداف التربوية على الشكل التالي‪:‬‬ ‫*‪ -‬االنسجام بين مكونات التدريس‪ :‬بدل المحتويات كما في‬ ‫النموذج التقليدي‪ ،‬يصبح التدريس باألهداف دليل المسؤولين‬ ‫والمفتشين والمدرسين عند وضعهم للبرامج وتخطيطهم للمناهج‬ ‫الدراسية‪ ،‬األمر الذي يشكل مرتكزًا أساسيًا لحدوث االنسجام‬ ‫بين جميع مكونات النشاط التعليمي من محتويات وطرق‬ ‫ووسائل وتقنيات التحضير وتمارين التعلم وغيرها‪.‬‬ ‫*‪ -‬التواصل‪ :‬إن أهم خدمة يمكن أن يقدمها التدريس الهادف هو‬ ‫سيادة الوضوح والشفافية بين مختلف أطراف العملية‪-‬التعليمية‪.‬‬ ‫فتعود كل من المدرس والتلميذ التفكير والتعبير والعمل‪ ،‬بحيث‬ ‫تأخد كل كلمة معناها الدقيق وكل جملة داللتها الصحيحة‪.‬فيهجر‬ ‫الجميع االستعماالت الفضفاضة التي تعني كل شيء وال شيء‪،‬‬ ‫والتي تقبل أكثر من فهم وأكثر من تأويل‪.‬وقد تكون هذه‬ ‫الخاصية كافية للدفاع عن هذا النموذج‪.‬فعندما يعرف كل من‬ ‫المدرس والتالميذ ما هو مطلوب وماذا ينتظر منهم‪ ،‬مما يجعلهم‬ ‫‪7‬‬ ‫يوفرون الوقت والجهد اللذين يمكن ضياعهما في أنشطة ال تفيد‬ ‫وال ترتبط بتحقيق األهداف بشكل مباشر‪.‬كما ال يرهق التلميذ‬ ‫نفسه في محاولة تخمين‪ ،‬انطالقًا من أقوال المدرس وتلميحاته‪،‬‬ ‫المواضيع المهمة والتي يجب تعلمها والتركيز عليها لتهيئ‬ ‫االمتحان‪.‬كما تختفي بواعث القلق والخوف والتي عادة ما ترافق‬ ‫مثل هذه المواقف التي يجهل التلميذ فيها ما هو المهم وما هو‬ ‫المطلوب‪.‬‬ ‫*‪ -‬التقويم‪ :‬تعتبر األهداف المنطلقات الضرورية في عملية‬ ‫التقويم‪ ،‬سواء تقويم التالميذ أو تقويم النشاط التعليمي برمته‪.‬‬ ‫ذلك أن تقويم التعلم يكمن بالضبط في التأكد من مدى تحقق‬ ‫األهداف‪.‬كما تساعد األهداف المدرسين وكل المهتمين على‬ ‫وضع األسئلة وصياغة بنود االختبارات والتي تقيس مدى تحصيل‬ ‫التلميذ‪ ،‬كما تقيس بكيفية دقيقة مختلف التغيرات التي تحدث في‬ ‫سلوكه من جراء ذلك التحصيل‪.‬وهكذا نالحظ مدى الفعالية‬ ‫المميزة للتدريس الهادف‪.‬إننا كثيرًا ما نقرأ صياغات عامة‬ ‫وفضفاضة في بعض البرامج والتوجيهات التي توزع على‬ ‫المفتشين أو على المدرسين‪ ،‬والتي تكون متبوعة مباشرة بالئحة‬ ‫المواد الدراسية والمواضيع المقررة وبعض األنشطة التعليمية‬ ‫إلنجازها‪ ،‬وتذيل في أحسن األحوال ببعض التوجيهات لما ينبغي‬ ‫للمدرس أن يقوم به‪.‬ولكن كثيرًا ما يغيب عن تلك المطبوعات‬ ‫(الكتيبات) بيان العالقة بين األهداف والغايات العامة وبين‬ ‫المحتويات الدراسية‪ ،‬أي ليس هناك ما يبرر وجود هذا الموضوع‬ ‫أو ذاك لتحقيق األهداف المذكورة في مستهل المطبوع‪.‬كما يتم‬ ‫تغييب نوع السلوك الذي سيكتسبه التلميذ عند االنتهاء من هذه‬ ‫الحصة أو من هذا الدرس وعند تحصيل هذه المادة أو ذلك‬ ‫الموضوع‪.‬وانطالقًا من هذه المالحظة فإن تلك الصياغات العامة‬ ‫لألهداف ال تسهل عملية قياس وتقويم النتائج‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬تصنيف األهداف التربوية‬ ‫جاءت بداية نموذج التدريس باألهداف التربوية على يد األمريكي‬ ‫رالف تيلر ‪ R.Tyler‬خاصة في كتابه‪Basic Principles of Curriculum and:‬‬ ‫‪ Instruction‬والذي نشره سنة ‪.1949‬‬ ‫‪8‬‬ ‫إن خطاطة تيلر حول "نظرية المنهاج" أصبحت مرجعًا أساسيًا‬ ‫في بلورة هذه النظرية كمجال للدراسة والبحث‪.‬وقد جاءت‬ ‫األهداف ضمن نقطة االنطالق بالنسبة لهذه النظرية‪.‬ثم إن المنهاج‬ ‫‪ Curriculum‬باعتباره نموذجًا للتفكير في التعليم وفهم كياناته‪ ،‬البد أن‬ ‫يرتكز على تحديد المرامي والتي ينبغي تحقيقها بشكل دقيق‪.‬‬ ‫ولنموذج تيلر أهمية خاصة‪ ،‬ليس ألنه أول نموذج متكامل يدمج‬ ‫بوضوح مكون األهداف التربوية‪ ،‬ولكن ألنه يتبنى فضًال عن ذلك‪،‬‬ ‫وجهة نظر سلوكية حول التعليم والتي تفسر كيف تتحقق األهداف‬ ‫وتتشخص في سلوك التالميذ‪.‬وهكذا فإذا كان موضوع األهداف قد‬ ‫ارتبط مباشرة بعد ميالد نظرية المناهج وتطورها‪ ،‬فإن األساس‬ ‫السيكولوجي للتدريس باألهداف في بداياته األولى يبقى بدون‬ ‫منازع هو النظرية السلوكية‪.‬إن التربية باألهداف تتأسس كنموذج‬ ‫علمي لمعرفة التعليم وتخطيط مناهجه‪ ،‬على أن يتم كل ذلك‬ ‫انطالقًا من النظرة السلوكية في التعليم‪.‬‬ ‫ينطلق تيلر في نظريته حول المنهاج الدراسي والتي يمكن‬ ‫تعميمها مبدئيًا على جميع مكونات العملية التعليمية‪ ،‬من التساؤالت‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬ما هي الغايات التي تهدف المدرسة إلى بلوغها؟‪.‬‬ ‫‪ -‬وما هي األنشطة و الخبرات التربوية التي تيسر بلوغ تلك‬ ‫الغايات على الوجه المطلوب؟‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف يجب تنظيم‪ ،‬وبأكبر فعالية ممكنة‪ ،‬تلك األنشطة‬ ‫والخبرات؟‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف يمكن التأكد من أن الغايات قد تحققت بالفعل؟‪.‬‬ ‫على أنه‪ ،‬وبالنسبة لرالف تيلر‪ ،‬فإن المسألة ال تكمن في مجرد‬ ‫تقديم إجابات عن هذه التساؤالت أو اقتراح نموذج منهجية لدراسة‬ ‫هذه القضايا‪ ،‬بل يتعلق األمر باقتراح نموذج متكامل يفيد في البحث‬ ‫عن الحلول وفي توجيه العمل التربوي‪.‬‬ ‫كما يعتقد تيلر أن األهداف التربوية يمكن التعبير عنها بأكثر من‬ ‫طريقة‪ ،‬فهناك الصياغات العامة والفضفاضة لألهداف على شكل‬ ‫عناوين الدروس أو مواضيع المقررات‪.‬على أن أفضل صياغة‬ ‫‪9‬‬ ‫لألهداف في نظره هي الصياغة السلوكية أو اإلجرائية‪ ،‬أي التعبير‬ ‫عما نرجو تحقيقه بعبارات سلوكية واضحة تصف السلوك النهائي‬ ‫الذي سكتسبه التلميذ‪.‬‬ ‫فللتلميذ إمكانيات وحاجيات ال بد وأن تعمل المدرسة على تنميتها‬ ‫وإشباعها في انسجام بطبيعة الحال‪ ،‬مع معايير السلوك الفردي‬ ‫والجماعي‪ ،‬ويشكل هذا المصدر األول من مصادر اختيار األهداف‬ ‫وتحديد غايات المنهاج الدراسي‪.‬أما المجتمع والبيئة المحلية فيعتبر‬ ‫المصدر الثاني‪ ،‬حيث إن على المدرسة أن تستجيب لحاجيات‬ ‫المجتمع وتطلعاته‪ ،‬وال يمكن إغفال دور البيئة ومدى ما ستجنيه‬ ‫الجماعة من فوائد من النظام التعليمي‪.‬وأخيرًا‪ ،‬وكمصدر ثالث‪،‬‬ ‫فإن دراسة ظروف التعلم ووضعيته في إطار مختلف العلوم‬ ‫والمواد الدراسية وما تتصف به من خصوصيات‪ ،‬يعتبر منبعًا متدفقا‬ ‫لتوليد األهداف وإخصابها وتحديدها‪.‬وبطبيعة الحال فإن األهداف‬ ‫التي يمكن أن تستخلص من هذه المصادر الثالث كثيرة ومتنوعة‪.‬‬ ‫إن الهدف بالنسبة إلى تيلر‪ ،‬إذ يعبر عن نمط السلوك المأمول‪،‬‬ ‫فإنه يعبر في الوقت ذاته‪ ،‬عن المحتوى االجتماعي الذي سيعمل‬ ‫فيه التلميذ الحقًا عندما يطبق ذلك السلوك المكتسب‪.‬وهكذا تحدد‬ ‫الصياغة المالئمة لألهداف الجوانب السلوكية (السيكلوجية) للمتعلم‬ ‫وكذا محتويات التدريس‪ ،‬في انسجام تام مع حاجات المجتمع‬ ‫ومتطلباته باعتباره المجال الطبيعي الذي سينشط فيه ذلك السلوك‬ ‫وسيتبلور‪.‬‬ ‫ينطلق نموذج تيلر كما أسلفنا‪ ،‬من أن التحقق من فعالية البرامج‬ ‫التعليمية ومن صحة طرق التدريس وأساليب التقويم ال يتم إال‬ ‫بالرجوع إلى األهداف وخاصة األهداف اإلجرائية السلوكية‪ ،‬باعتبارها‬ ‫مصدر النشاط التعليمي برمته‪.‬لقد كانت هذه اآلراء بمثابة الشرارة‬ ‫التي أشعلت أجيج هذا التيار‪ ،‬فانطلقت األبحاث والتطبيقات في كل‬ ‫االتجاهات‪ ،‬ولعل أهمها أبحاث بلوم ومجموعته‪ ،‬والذي سيحمل مشعل‬ ‫هذه الحركة في مجال التدريس والتقويم واالمتحانات على وجه‬ ‫الخصوص‪.‬‬ ‫وبالفعل فقد شكل بلوم‪ ،‬في أواسط القرن ‪ ،20‬مجموعة عمل أو‬ ‫لجنة من األساتذة الباحثين من جامعة شيكاغو –ومعظم أعضائها من‬ ‫تالمذة تيلر‪ -‬لوضع أرضية محددة ومشتركة لتحسين أساليب التقويم‬ ‫وتحديد معايير اختيار مواضيع االختبارات وتصحيحها‪.‬وهكذا إذن سيهتم‬ ‫‪10‬‬ ‫بلوم بموضوع األهداف من موقع ديداكتيكي محض‪ ،‬أي من موقع‬ ‫اهتمامه بمشاكل التقويم واالمتحانات‪ ،‬وستلقى أعماله نجاحًا كبيرًا‪.‬‬ ‫حددت المجموعة كهدف أولي لها‪ ،‬وضع الئحة لجرد أكبر عدد‬ ‫ممكن من أنماط مواضيع االمتحانات وأسئلتها في مختلف المواد‬ ‫الدراسية‪ ،‬ثم القيام بترتيبها وتصنيفها في مرحلة الحقة‪.‬وبالفعل‬ ‫قامت اللجنة بتجميع مواضيع وأسئلة االمتحانات من المدرسين من‬ ‫مختلف المؤسسات وفي مختلف المواد‪ ،‬وعملت على تنظيمها‬ ‫وترتيبها وتصنيفها في مصنف شامل‪.‬يعرف ‪" :‬بصنافة األهداف‬ ‫التربوية‪ -1:‬المجال المعرفي" ‪Taxonomy of Educationan Objectives, Cognitive :‬‬ ‫‪.Domain‬سينتشر سنة ‪ ،1956‬وسيالقي نجاحًا كبيرًا‪ ،‬وسيصبح مرجعًا‬ ‫أساسيًا لكل الباحثين في مجال األهداف التربوية‪ ،‬بحيث يكاد ال يوجد‬ ‫كتاب حول األهداف ومنظور التدريس الهادف‪ ،‬ال يعتمده ويستلهم‬ ‫أفكاره‪ ،‬أو على األقل يشير إليه ويذكره ضمن مراجعه‪.‬‬ ‫والـصنافة ‪ Taxonomy‬تعني قوانين التصنيف‪ ،‬وهي مشتقة من‬ ‫اإلغريقية ‪ Taxis‬وتعني الترتيب والتنظيم والتصنيف‪ ،‬و ‪ nomos‬وتعني‬ ‫النواميس‪ ،‬القوانين‪ ،‬أو العلم‪.‬ويعتقد بلوم أن الصنافة باعتبارها نظامًا‬ ‫أو نسقًا للتصنيف الموحد‪ ،‬فإنها يمكن أن تساعد األساتذة على تذليل‬ ‫الكثير من الصعاب من مثل تجاوز العبارات الفضفاضة الغامضة‪،‬‬ ‫واعتماد المعاني الواضحة‪.‬كما أن الصنافة يمكن أن توفر أرضية‬ ‫مشتركة للتواصل والتفاهم ومناقشة مختلف القضايا التي تواجه‬ ‫المدرسين‪.‬كما تساعدهم في تحضيرهم للدروس وإنجازهم للحصص‪،‬‬ ‫فضًال عن فائدتها في تحديد األهداف وتقويم النتائج بدقة عالية‪.‬‬ ‫لكن ال بأس أن نذكر أن المجموعة لقيت بعض الصعاب في‬ ‫إنجازها لعملها حول األهداف التربوية‪.‬فأهم صعوبة واجهتهم تمثلت‬ ‫في اإلشكالية التالية‪ :‬هل األهداف التربوية قابلة للتصنيف؟‪.‬إن‬ ‫الظواهر التي تصفها األهداف هي ظواهر إنسانية ترتبط بسلوك الفرد‬ ‫وشخصيته‪.‬فهل يصح التعامل معها مثلما نتعامل مع طبقات األرض أو‬ ‫أنواع الحجارة أو أصناف الحيوانات والنباتات‪.‬إنها‪ ،‬كما هو معلوم‪،‬‬ ‫ظواهر متشابكة شديدة التعقيد تتمنع على المالحظة المباشرة‬ ‫وتنفلت ممن يريد اإلمساك بها‪.‬‬ ‫وكان على المجموعة بإشراف بلوم‪ ،‬أن تجد بعض أسس ومبادئ‬ ‫التصنيف لتجاوز هذا اإلشكال‪.‬واستقر قرارها في النهاية على‬ ‫مجموعة من المبادئ كان أهمها المبدأ الذي يتمثل في التقسيم‬ ‫‪11‬‬ ‫الكالسيكي لجوانب الشخصية‪ ،‬وهو تقسيم ثالثي ينظر إليها على‬ ‫أساس أنها عبارة عن مجاالت ثالثة‪:‬‬ ‫المعرفي‪Cognitif‬‬ ‫المجال أو الجانب العقلي –‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Affectif‬‬ ‫المجال االنفعالي‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Psychomoteur‬‬ ‫المجال الحسي – الحركي‬ ‫‪-‬‬ ‫وداخل كل مجال من هذه المجاالت الثالثة‪ ،‬أدرج بلوم عددًا من‬ ‫المراقي أو المهارات‪.‬والتي تتفرع بدورها إلى قدرات عقلية مختلفة‬ ‫مثل‪ :‬التحليل‪ ،‬التركيب‪ ،‬والتقويم‪.‬وكذا إلى ميول واتجاهات‪،‬‬ ‫وإمكانيات حسية‪ -‬حركية‪.‬‬ ‫إن هذا التقسيم هو تقسيم منهجي فحسب‪ ،‬ذلك أن هذه‬ ‫الجوانب متداخلة وتنشط بكيفية دينامية وبترابط تام‪.‬ولعل هذا هو‬ ‫أهم انتقاد وجه لصنافة بلوم باعتبارها تفصل بين هذه الكيانات الثالثة‪،‬‬ ‫وتعتقد أن بإمكان المدرس أن يستهدف تطوير كل جانب على حدة‬ ‫وأن يعمل على تقويم نتائجه‪ ،‬أي مدى حصول التطور في سلوك‬ ‫التلميذ أو عدم حصوله‪ ،‬في كل كيان وبمعزل عن الكيانات األخرى‪.‬‬ ‫كما تستند الصنافة على مبادئ أخرى للتصنيف مثل التدرج في‬ ‫االنتقال من المراقي البسيطة كالحفظ‪ ،‬إلى المراقي األكثر تعقيدًا‬ ‫كالتركيب والتقييم‪ ،‬مرورًا بالفهم التطبيق والتحليل‪ ،‬ومن المهارات‬ ‫الملموسة كالحفظ إلى المهارات المجردة مثل التركيب والتقييم‪.‬‬ ‫ومن هنا نالحظ بأن الصنافة تعتمد على معيار أساســي في تنظيم‬ ‫وترتيب أنشطة التعلم‪ ،‬هو مقياس يعتمد فيه كل مسـتوى على سـابقه‬ ‫ويدخل في بناء الحقه‪.‬فكل مرقى يتطلب عمليات فكرية أكــثر تعقيــدًا‬ ‫من سابقيه‪ :‬فلكي نفهم ينبغي أن نعرف‪ ،‬ولكي نطبــق علينــا أن نفهم‪،‬‬ ‫وهكذا‪.‬‬ ‫هكذا يتحمل درس التاريخ كافة هذه المستويات من التفكير‪ :‬فهــو‬ ‫ال يقتصر على استقبال المعلومات وتسجيلها في الــذاكرة‪ ،‬بــل يتعــدى‬ ‫ذلك بحرصه على عناصر الفهم والتحليل‪ ،‬وربط العالقات بين األحداث‬ ‫سواء في الزمان أو المكان‪.‬ويتجلى البعد النســقي والتكويــني للمــادة‬ ‫في ربطها بين الحاضر والماضي وفي الكشــف عن مختلــف العالقــات‬ ‫بين العناصر الصانعة للحدث التاريخي‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫هذا وقد قسم (بلوم) أيضًا المهارات الرئيسية بدورها إلى مــراقي‬ ‫فرعية‪.‬وميز بين الجــانب اإلخبــاري والجــانب التكويــني‪.‬وأدرج مــرقى‬ ‫المعرفة في المستوى األول‪.‬‬ ‫‪ -I‬مهارات المجال العقلي ودرس التاريخ‬ ‫‪ -1-‬مهارات المجال المعرفي (أو اإلخباري)‪:‬‬ ‫يمكن حصــر هــذه المهــارة في تــذكر مــا تم تعلمــه ســابقًا‪.‬فمن‬ ‫الناحيــة البيداغوجيــة يتم التركــيز هنــا على الــذاكرة الــتي تمثــل أقــل‬ ‫مستويات المجال المعرفي تعقيدًا‪.‬وقد يشــمل هــذا التــذكر اســترجاع‬ ‫معلومات متعددة تندرج من معرفة معطيات خاصة‪ ،‬إلى معرفة طــرق‬ ‫ومناهج البحث‪ ،‬ثم معرفة التمثيالت المجردة‪.‬وبعبارة أخــرى يمكن أن‬ ‫نقول بأن المعرفة تعني أيضًا اتصال أمر مــا بــإدراك اإلنســان ودخولــه‬ ‫في مجال خبراته‪ ،‬شريطة أن يبقى في متناول إدراكــه ووعيــه‪.‬ويمكن‬ ‫أن نرادف أيضًا المعرفة بالحفظ‪.‬ونســتدل على حصــول المعرفــة من‬ ‫اآلثار التي تبقى في الذاكرة‪ ،‬والتي نكون قادرين على استرجاعها إلى‬ ‫الوعي‪.‬ويكون التذكر هنا بمثابة الدليل على أننا نعــرف‪ ،‬أي أننــا خبرنــا‬ ‫بالفعل الشيء‪.‬‬ ‫ويمكن أن نميز ضمن مهارة المعرفة بين المراقي التالية‪:‬‬ ‫‪-‬أ‪ -‬معرفة المصطلحات‪:‬‬ ‫مثال‪ :‬باالعتماد على درس حــول الخالفــة الراشــدة‪ ،‬على التلميــذ‬ ‫أن يكون قادرًا على تذكر مصطلح الفتنة‪ ،‬القراء‪.‬‬ ‫‪-‬ب‪ -‬معرفة أحداث خاصة أو حقائق معينة‪:‬‬ ‫وهذه تشير إلى األمور التي تبث أنها حقــائق ال يــرقى الشــك إلى‬ ‫صحتها‪.‬وتدخل في إطار هذه الفئة معرفة ما يلي‪:‬‬ ‫‪ +‬معرفة التــواريخ واألرقــام‪.‬مثــال‪ :‬أن يعــرف التلميــذ‬ ‫تاريخ الثورة الفرنسية‪ ،‬سنة وقوع معركة وادي المخازن‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫‪ +‬معرفة األشخاص‪ :‬مثال‪ :‬أن يضع التلميــذ خط ـًا تحت‬ ‫أسماء العلماء المســلمين في مجــال التــاريخ بين قائمــة العلمــاء الــتي‬ ‫وزعت عليه‪ ،‬وفي مدة ال تزيد عن دقيقتين‪.‬‬ ‫‪ +‬معرفــة األمــاكن‪ :‬مثــال‪ :‬أن يكتب التلميــذ أمــاكن‬ ‫معارك البحيرة‪ ،‬وادي المخــازن‪ ،‬إيســلي على الخريطــة الصــماء الــتي‬ ‫وزعت عليه بنسبة الصواب تصل إلى ‪.°/ 90‬‬ ‫‪ +‬معرفــة الخصــائص والممــيزات‪ :‬مثــال‪ :‬أن يكــون‬ ‫التلميــذ قــادرًا على معرفــة خصــائص الحكم السياســي في التــاريخ‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ +‬معرفة الحوادث (التاريخية)‪ :‬مثال‪ :‬أن يتذكر التلميــذ‬ ‫أن نابليون خسر معركة واترلو‪.‬‬ ‫‪ +‬معرفة مصادر األخبار‪ :‬مثال‪ :‬أن يعدد التلميذ مصــادر‬ ‫كتابة تاريخ الفتوحات اإلسالمية‪.‬‬ ‫ويعتبر تقييم هذه المستويات المعرفية مهم من الناحيــة التربويــة‪،‬‬ ‫ففي كثــير من األحيــان قــد يكــون التقصــير في االســتيعاب ناتج ـًا عن‬ ‫الجهل ببعض المصطلحات أو األحــداث الـتي لم يمنحهــا األســتاذ حقهـا‬ ‫من الشرح اعتقادًا منه ببساطتها‪ ،‬في حين أن تلك المصطلحات تكون‬ ‫جديدة بالنسبة للتلميذ‪ ،‬أي تكون غامضة عن إدراكه‪.‬‬ ‫‪-‬ج‪ -‬معرفة الطرق ووسائل معالجة األحداث‪:‬‬ ‫في هذه المرحلة نضع أمام التلميــذ بعض الوقــائع لمعرفــة كيفيــة‬ ‫معالجتها‪.‬‬ ‫‪ +‬معرفـــة األعـــراف‪ :‬ويتعلـــق األمـــر هنـــا بمعرفـــة‬ ‫االستعماالت وكيفية التمثيل‪ ،‬ذلك أنــه في كــل مجــال يقــع اتفــاق على‬ ‫استعمال بعض الرموز والمناهج‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يتعرف التلميذ على الرموز المستعملة لتمثيـل مرحلـتي‬ ‫النشأة وازدهار األمبراطورية العثمانية على الخريطة‪.‬‬ ‫‪ +‬معرفة النـزعات وأشكال التتــابع‪ ،‬أو معرفــة الميــول‬ ‫والتسلسالت‪ :‬في هذا المستوى يجب على التلميذ أن يكــون على بينــة‬ ‫من مجموعة من العمليات أو االتجاهات أو الحركــات في إطــار زمــني‬ ‫متتابع‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يصف التلميذ اتجاهات السياسة األمريكية الخارجية منــذ‬ ‫ما بعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫‪ +‬معرفة التصــنيفات واألقســام المبوبــة‪ :‬وهي معرفــة‬ ‫األصناف والمجموعات والمراتب‪.‬‬ ‫مثـــال‪ :‬أن يصـــف التلميـــذ الفـــرق العســـكرية المكونـــة للجيش‬ ‫العثماني‪.‬‬ ‫‪ +‬معرفـــة المعـــايير الـــتي بواســـطتها تثبت الوقـــائع‬ ‫والمبادئ واآلراء والحكم عليها‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يتعرف التلميذ على معــايير تكــون الدولــة المغربيــة في‬ ‫العصر الوسيط‪.‬‬ ‫‪ +‬معرفــة طــرق ومنــاهج البحث‪ :‬وتعــني التعــرف على‬ ‫المناهج الخاصة بميدان معين‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬على التلميذ أن يعدد بعض طرق ومناهج البحث األثري‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-‬د‪ -‬معرفة التم‪AA‬ثيالت المج‪AA‬ردة في مج‪AA‬ال دراس‪AA‬ي‬ ‫معين‪:‬‬ ‫من أجل تجاوز المعارف الســابقة المنعزلــة ومعالجتهــا وتنظيمهــا‬ ‫أكثر‪ ،‬نصنف نوعًا من المعرفة ذات مستوى أعلى من التجريــد‪.‬ونمــيز‬ ‫داخله بين‪:‬‬ ‫‪ +‬معرفة القوانين‪ :‬وهي معرفــة الخالصــات التجريديــة‬ ‫التي تأتي كتركيب لمجمل المالحظات المنصبة على الظواهر‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يعرف التلميــذ القــانون الــذي يتحكم في تعــاقب الــدول‬ ‫كما تصوره ابن خلدون‪.‬‬ ‫‪ +‬معرفــــة التركيبــــات والنظريــــات‪ :‬حيث يطلب من‬ ‫التلميذ معرفة البنيات الفكرية والمنهجية‪.‬‬ ‫مثـال‪ :‬أن يكـون التلميـذ قـادرًا على معرفـة نظريـة مـاركس في‬ ‫االقتصاد‪.‬‬ ‫وهكــذا يظهــر أن المجــال اإلخبــاري يهتم أساســًا بتــذكر التلميــذ‬ ‫للمصطلحات واألحداث والتــواريخ والتصــنيفات والمبــادئ والنظريــات‪.‬‬ ‫أمــا المجــال التكويــني فيتجــاوز مســتوى االســتقبال ليشــمل مرتبــة‬ ‫التصرف في المعارف بكيفية تسمح للتلميذ بإظهار شخصيته‪.‬‬ ‫‪ -2-‬المهارات التكوينية (استعمال المعرفة)‪:‬‬ ‫استعمال المعرفـة هـو االنتقـال من مجـرد االسـتقبال واالحتفـاظ‬ ‫بنفس اإلطار كما يتلقاه التلميذ من الغير‪ ،‬إلى مستوى آخر والتصــرف‬ ‫في هاته المعارف بكيفية تعطي للتلميــذ إمكانيــات التعبــير عن ذاتيتــه‪.‬‬ ‫بمعــنى أنــه ســيتجاوز مجــرد الرجــوع إلى الــذاكرة‪ ،‬إلى تطــبيق بعض‬ ‫العمليات العقلية األخرى‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الفهم‪:‬‬ ‫يعتبر الفهم بمثابة القــدرة على إدراك المعــاني‪ ،‬بمعــنى اســتغالل‬ ‫المخــزون المعــرفي وفهم معانيــه الحقيقيــة بشــكل يمكن التلميــذ من‬ ‫استخدام المعطيات المعرفية وتوظيفها‪.‬وبذلك يكــون الفهم أرقى في‬ ‫التدرج العقلي من مجرد الحفظ‪.‬‬ ‫هذا ويمكن تقسيم مهارة الفهم إلى ثالثة مستويات‪:‬‬ ‫‪ +‬التحوي‪AA‬ل‪ :‬وهــو عبــارة عن ســلوك يقتضــي من التلميــذ‬ ‫القدرة على التعبير بأفكاره الخاصة على شيء ما‪.‬ومن المفــروض أن‬ ‫يكون التعبير عن الفكرة بطريقة مغايرة للشكل الـذي قــدمت للتلميــذ‬ ‫بها‪.‬وقد يكون التحويــل من كالم مكتــوب إلى آخــر شــفوي‪.‬والتحويــل‬ ‫في حد ذاته يتم من خالل ثالث عمليات‪:‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ -‬التحويل من مستوى تعبيري إلى آخر‪ ،‬داخــل نفس اللغــة‬ ‫أو الخطاب‪.‬‬ ‫‪ -‬التحويل من لغة إلى أخرى‪ :‬الترجمة‪.‬‬ ‫‪ -‬التحويل من مستوى رمزي إلى آخر‪ :‬ويتعلق األمر‬ ‫بتحويل الخطاب المعــبر عنــه بواســطة توضــيحات خرائطيــة‪ ،‬جــداول‪،‬‬ ‫رسوم بيانية‪ ،‬إلى شكل تعبيري آخر مشابه‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يكتب التلميذ بلغته الخاصة ملخصًا عن الحركة الوطنيــة‬ ‫‪ +‬التأويل‪ :‬حيث يصبح‬ ‫المغربية منذ سنة ‪.1944‬‬ ‫التلميذ في هذا المستوى العقلي قادرًا على تكوين قراءة ذاتية لفكــرة‬ ‫ما‪ ،‬وتستلزم منه هذه العملية القدرة المســبقة على القيــام بالتحويــل‪،‬‬ ‫كمــا تتطلب القــدرة على إدراك العالقــة الــتي تربــط أجــزاء الخطــاب‬ ‫الموجه للفهم‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يؤول التلميذ النص التاريخي الذي بين يديه‪.‬‬ ‫‪ +‬التعميم‪ :‬ويتطلب هـــذا المســـتوى من التلميـــذ القيـــام‬ ‫ببعض التوقعات المستقبلية‪ ،‬أو استخالص بعض النتائج التي تــذهب بــه‬ ‫إلى حد أبعــد‪.‬بمعــنى أن التلميــذ يتجــاوز المعطيــات الــتي تكــون رهن‬ ‫إشــارته‪ ،‬وذلــك انطالقـًا من الفهم الــدقيق للخطــاب‪.‬وينصــب التعميم‬ ‫على الحاضر والماضي والمستقبل‪.‬‬ ‫مثــال‪ :‬أن يتنبــأ التلميــذ بتطــور الصــراع العــربي‪-‬اإلســرائيلي على‬ ‫ضوء تجدد المقاومات واالنتفاضات والمفاوضات‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التطبيق‪:‬‬ ‫ويــرمي هــذا المســتوى إلى قيــاس قــدرة المتعلم على اســتعمال‬ ‫واســتثمار المعــارف‪ ،‬وذلــك في مواقــف تعليميــة جديــدة حيث تبقى‬ ‫المعرفة كأساس يستعمل في مواقف جديدة مخالفــة للتجربــة األولى‪،‬‬ ‫أي أن التلميذ يكون قادرًا على استثمار المعارف أو المبادئ والقواعــد‬ ‫في وضعيات تعلمية جديدة من أجل حل مشكل محدد‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يرسم التلميــذ خريطـة التمــردات الـتي واجهت المــولى‬ ‫إســماعيل العلــوي‪ ،‬وذلــك على ضــوء المحتويــات الــتي تضــمنها درس‬ ‫الكتاب المدرسي‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬التحليل‪:‬‬ ‫وهــو عمليــة فكريــة تهــدف إلى تجزئــة عناصــر الخطــاب‪ ،‬وإدراك‬ ‫العالقات الموجــودة بين هــذه العناصــر‪ ،‬وكــذلك إدراك البنيــة المكونــة‬ ‫والمنظمة للخطاب أو التحليل‪.‬‬ ‫فبالنسبة للفهم فإن أهم شيء هــو إدراك فكــرة الغــير‪ ،‬أمــا فيمــا‬ ‫يخص التحليل فإن أهم مهارة هي المالحظة التي تبقى شخصــية‪.‬كمــا‬ ‫‪16‬‬ ‫أن األمــر ينصــب في مجــال الفهم على المحتــوى‪ ،‬بينمــا في التحليــل‬ ‫يكون االهتمام موجهًا للشكل والمحتوى معًا‪.‬‬ ‫وقد ميز (بلوم) ضمن هذه المهارة بين ثالثة مستويات‪:‬‬ ‫‪ +‬البحث عن العناصر‪ :‬ويتطلب هــذا المســتوى من‬ ‫المتعلم القيــام بعمليــة تفكيــك اإلرســالية (أو الخطــاب) قصــد إبــراز‬ ‫العناصر المكونة لها‪.‬ذلك أن كل إرسالية مهمــا كــان نوعهــا ال بــد وأن‬ ‫تتضمن عناصر متعددة منها ما هو صريح وواضح مثل الفرضيات‪ ،‬ومنها‬ ‫مــا يبقى خفيــًا‪.‬فيكــون من الضــروري القيــام بعمليــة التحليــل حــتى‬ ‫تنكشف‪.‬وهكذا يكون معنى التحليل على هذا المستوى هو البحث عن‬ ‫تلك العناصر واستخراجها انطالقًا من معطيات معينة‪.‬‬ ‫مثــال‪ :‬على التلميــذ أن يسـتخرج األفكــار الرئيسـية لنص تــاريخي‬ ‫يتناول الوضعية المعيشية لسكان فرنسا عشية انــدالع الثــورة الكــبرى‬ ‫سنة ‪.1789‬‬ ‫بعد تحديد مختلف العناصر المكونة لإلرسالية يــأتي مســتوى آخــر‬ ‫هو‪:‬‬ ‫‪ +‬تحليل العالقات أو البحث عنها‪ :‬ويتحقــق ذلــك‬ ‫إمـــا بتحديـــد الصـــلة بين الفرضـــيات والـــبراهين‪ ،‬أو بين الفرضـــيات‬ ‫والبراهين من جهة والنتائج من جهة أخرى‪ ،‬أو إدراك العالقة الموجودة‬ ‫بين مختلف عناصر الحجة الواحـدة‪ ،‬أو العالقـة الموجـودة بين مختلـف‬ ‫الحجج واألدلة‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬انطالقًا من نص تاريخي حول الثورة الفرنسية على التلميــذ‬ ‫أن يتوصل إلى إبراز عالقــة البورجوازيــة الفرنســية بتوســعات نــابليون‬ ‫بونبارت‪.‬‬ ‫‪ +‬تحليل المبادئ التنظيمي‪AA‬ة‪ :‬وهــو أعلى مســتوى‬ ‫في التحليــل‪ ،‬حيث يكــون على التلميــذ أن يتعــرف على البنيــة الــتي‬ ‫تشكل إرســالية مــا‪.‬وينصــب البحث هنــا على اكتشــاف قصــد صــاحب‬ ‫اإلرســالية ووجهــة نظــره‪ ،‬أو البحث عن الشــكل والتقنيــة المتبعــة من‬ ‫أجل إنجاز الخطاب‪.‬‬ ‫مثــال‪ :‬انطالقــًا من النص‪ ،‬على التلميــذ أن يتوصــل إلى أن نمــو‬ ‫الوعي السياسي ساهم في اندالع الثورات التحررية بأمريكــا الجنوبيــة‬ ‫في ق ‪.19‬‬ ‫وهكذا فالتحليل يجزئ أخبارًا ومعطيات‪ ،‬ويفحصها‪ ،‬محاوًال فهمهــا‪،‬‬ ‫أو استيعاب المنطق المتحكم فيها من أجل تعميمه‪.‬‬ ‫د‪ -‬التركيب‪:‬‬ ‫‪17‬‬ ‫وهو تأليف العناصر واألجزاء بغاية تكوين ُكٍّل يتعلق بعملية قوامها‬ ‫التأليف بين العناصر واألجزاء‪.‬فالتركيب إذن هو عمليــة عقليــة تتطلب‬ ‫جمــع العناصــر واألجــزاء من أجــل إنتــاج شــيء واحــد منســجم‪ ،‬وذلــك‬ ‫باستعمال جملة المعارف السابقة للوصول إلى اقتراح تصميم أو بنية‪.‬‬ ‫ويضم التركيب بدوره ثالثة مستويات‪:‬‬ ‫‪ +‬إنتاج عمل شخص‪AA‬ي‪ :‬ويتوافــق هــذا العنصــر مــع‬ ‫قــدرة المتعلم على التعبــير عن رســالة أو خطــاب‪ ،‬أو نقلــه إلى الغــير‬ ‫بكيفيــة متماســكة دون غمــوض‪.‬ويعــد إنتــاج العمــل الشخصــي بمثابــة‬ ‫تقريــر لــه عالقــة بمــا ســبقت رؤيتــه أو ســماعه وتحقيقــه فعًال‪ ،‬وذلــك‬ ‫بأسلوب المتعلم الخاص‪.‬‬ ‫مثــال‪ :‬على إثــر رحلــة دراســية إلى وليلي يطلب من التلميــذ أن‬ ‫يؤلــف تقريــرًا بأســلوبه الخــاص يتضــمن مــا شــاهده من مواقــع أثريــة‬ ‫ودالالتها‪.‬‬ ‫‪ +‬إنت‪AA‬اج خط‪AA‬ة عم‪AA‬ل‪ :‬أي اقـــتراح مجموعـــة من‬ ‫العمليات المتوافقة مع ابتكار خطة جديدة‪ ،‬أو تطــوير خطــة كــانت من‬ ‫قبل‪.‬وتتطلب هذه العملية القدرة على التصور‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬على ضوء معطيات درس الصراع العربي اإلســرائيلي على‬ ‫التلميذ أن يقترح خطة لحل المشكل‪.‬‬ ‫‪ +‬اش‪AA‬تقاق مجموع‪AA‬ة من العالق‪AA‬ات المج‪AA‬ردة‪:‬‬ ‫ويفـترض من المتعلم اكتشـاف مجموعـة من العالقـات أو استخالصـها‬ ‫انطالقًا من بعض االقتراحات‪.‬ويتضمن هذا المستوى أيض ـًا نــوعين من‬ ‫العمليات العقلية‪:‬‬ ‫‪ -‬إما أن ينطلق المتعلم من بيانات عليه أن يقوم بشرحها أو‬ ‫تصنيفها‪.‬‬ ‫‪ -‬وإمــا أن ينطلــق من بعض االقتراحــات ليصــيغ فرضــيات‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يقترح التلميذ نظامًا جديدًا لالمتحانات‪.‬‬ ‫وهكــذا يتضــح أن الــتركيب يقصــد حالــة التلميــذ الــذي ينتج عمًال‬ ‫شخصيًا انطالقًا من أكثر من وثيقة أو موضوع‪ ،‬وذلك بعد أن يكــون قــد‬ ‫وضع تصميمًا أو خطة عمــل‪.‬والــتركيب هــو أيض ـًا اســتعمال مجموعــة‬ ‫معارف ومهارات من أجل تأليف موضوع جديد‪ ،‬منسجم وأصيل‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬التقييم‪:‬‬ ‫ويشير هذا المستوى إلى قدرة المتعلم على التعبير عن أحكام أو‬ ‫وجهات نظر بالنسبة لشيء معين‪.‬ووجهات النظر هذه إمــا أن تنصــب‬ ‫‪18‬‬ ‫على المحتــوى‪ ،‬أو على الطريقــة المســتعملة‪ ،‬وإمــا على التماســك‬ ‫والمنطق‪.‬وتكون األحكام قيمية نوعية أو أحكام عددية‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يدلي التلميذ بوجهة نظره حــول نظــام انتقــال الســلطة‬ ‫في التاريخ اإلسالمي‪.‬‬ ‫وقد ميز (بلوم) بين نوعين من التقييم‪:‬‬ ‫‪ +‬تق‪AAA‬ييم أو نق‪AAA‬د داخلي‪ :‬أي فحص اإلرســــالية‬ ‫والحكم على صحتها من حيث الدقة والتماسك‪.‬وهذه المعايير داخليــة‪،‬‬ ‫أي اختارها المتعلم بنفسه‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يقيم التلميذ الرواية الشيعية حول حدث الفتنة‪.‬‬ ‫‪ +‬تق‪A‬ييم أو نق‪A‬د خ‪A‬ارجي‪ :‬ويختص بالهــدف‪ ،‬وفيــه‬ ‫يصــدر المتعلم أيضــًا أحكامــًا قيميــة اعتمــادًا على معــايير يتــذكرها أو‬ ‫يقررها أو تقترح عليه‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يوازن التلميذ بين الحضارتين اإلسالمية والمســيحية في‬ ‫العصر الوسيط‪.‬‬ ‫وهكــذا فــالتقييم هــو إصــدار التلميــذ لحكم نقــدي يتأســس على‬ ‫حيثيات واضحة‪ ،‬أو إعطاء حكم حول قيمة شيء باالعتماد على معارف‬ ‫ومناهج‪.‬‬ ‫وتمثل النتائج التعليمية في مستوى التقويم أو التقييم أعلى درجة‬ ‫في التنظيم الهيكلي لمراقي استعمال المعرفــة‪ ،‬على اعتبــار أن هــذه‬ ‫النتائج تستفيد من مختلف عناصر المستويات الخمس السابقة‪.‬‬ ‫‪ -II‬مهارات المجال العاطفي ودرس التاريخ‬ ‫‪ -1‬االستقبال‪:‬‬ ‫يشكل أدنى مســتويات المجــال العــاطفي‪.‬وهــو يشــير إلى رغبــة‬ ‫المتعلم في االهتمام بموضوع معين‪ ،‬وذلك بالتدرج من الوعي البسيط‬ ‫لألشياء إلى االهتمام المختار من جانب التلميذ‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يصغي التلميـذ باهتمـام لمحاضـرة سياسـية تـدور حـول‬ ‫القضية الفلسطينية‪ ،‬أو حول الجذور التاريخية لمغربية الصحراء‪.‬‬ ‫‪ -2‬االستجابة‪:‬‬ ‫هنا ينتقل المتعلم من مستوى االهتمام بقضية خاصة إلى مستوى‬ ‫المشاركة‪.‬وتشــمل المســتويات العليــا من هــذه الفئــة‪ ،‬تلــك األهــداف‬ ‫التدريســية الــتي تصــنف بصــورة عامــة تحت مــا يســمى باالهتمامــات‪.‬‬ ‫وتعتبر الرغبة والمتعة في االستجابة أهم عنصر في هذا المستوى‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يتابع التلميذ باهتمام أحــداث المغــرب في فــترة معركــة‬ ‫وادي المخازن‪.‬‬ ‫‪ -3‬التقييم‪:‬‬ ‫ويهتم بالقيمــة الــتي يعطيهــا التلميــذ لظــاهرة أو قضــية معينــة‪.‬‬ ‫ويتفاوت هذا المستوى من مجرد التقبل البســيط للقيمــة كالرغبــة في‬ ‫تطوير مهارات العمل الجماعي‪ ،‬إلى مســتوى أكــثر تعقيــدًا من التعهــد‬ ‫وااللتزام كتحمل المســؤولية في العمــل الجمــاعي الفعــال‪.‬أمــا أنــواع‬ ‫الســلوك المرتبطــة بهــذا المســتوى فتحمــل خصــائص االتجاهــات‪،‬‬ ‫المعتقدات‪ ،‬التقديرات‪.‬وترتبط نتيجــة التعلم بالســلوك التــابث بدرجــة‬ ‫تكفي لتحديد القيمــة بشــكل واضــح‪.‬وتعتمــد عمليــة التقــييم هنــا على‬ ‫إدخــال مجموعــة خاصــة من القيم الــتي يعــبر عنهــا بالســلوك الظــاهر‬ ‫للتلميذ‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يقدر التلميذ جهود القائــد العــربي صــالح الــدين األيــوبي‬ ‫في توحيد الصف العربي لمواجهة الخطر الصليبي‪.‬‬ ‫‪ -4‬التنظيم‪:‬‬ ‫ويتم في هــذا المســتوى القيــام بعمليــة تجميــع عــدد من القيم‬ ‫المختلفة وإعطاء الحلول لبعض التناقضـات الموجـودة بين تلـك القيم‪،‬‬ ‫ببناء نظام داخلي متماسك لهذه القيم‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يقارن التلميذ بين قيم الحضارتين اإلسالمية والغربية‪.‬‬ ‫‪ -5‬التذويت أو الوسم بالقيمة‪:‬‬ ‫ويعد أعلى مستوى في المجال الوجداني‪.‬ويهتم بخاصية الشخص‬ ‫كوحدة منفردة متميزة عن غيرها من األفراد‪.‬ويتكون فيها للفرد نظام‬ ‫من القيم تتحكم في سلوكه لفترة طويلة‪.‬وتنــدمج في هــذا المســتوى‬ ‫المعتقدات واألفكار واالتجاهات لتشكيل أسلوب الحياة لهذا الفرد‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يشكل التلميذ قناعة إيجابيــة من المقاومــة الفلســطينية‬ ‫المسلحة لالحتالل اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫‪ -III‬صنافة سمبسون في المجال الحسي‪-‬الحركي ودرس‬ ‫التاريخ‬ ‫أهم من تناول تصنيف مهارات هذا المجال هو سبمســون ‪،Simpson‬‬ ‫وهــو وإن راعى بعض المبــادئ الــتي دعــا إليهــا بلــوم مثــل التــدرج في‬ ‫المهــارات‪ ،‬فقــد اهتم بــالرغم من ذلــك بمجــال لم يناقشــه بلــوم وهــو‬ ‫المجـال الحسـي الحـركي‪.‬وتنـدرج مسـتويات هـذا المجـال عنـده من‬ ‫اإلدراك وهــو أبســطها إلى األصــالة أو اإلبــداع وهــو أعلى المســتويات‬ ‫تعقيدًا‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ -1‬اإلدراك‪:‬‬ ‫ويكون االهتمــام في هــذا المســتوى منصــبًا على مــدى اســتعمال‬ ‫الحــواس للحصــول على أدوار تــؤدي إلى النشــاط الحــركي‪.‬ويختلــف‬ ‫اإلدراك حسب األشخاص من الــوعي بــالحس إلى اختيــار الــدور الــذي‬ ‫يوصــل في نهايــة المطــاف إلى ترجمــة اإلدراك لعمــل وأداء‪ ،‬أي إلى‬ ‫حركة‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يختار التلميذ القلم المالئم لكتابة مفتاح خريطة تاريخية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الميل‪:‬‬ ‫ويركز هــذا المســتوى على اســتعداد المتعلم للقيــام بعمــل معين‬ ‫استعدادًا حركيًا ونفسيًا‪.‬لكن هذه االستعدادات يتوجها العمل في نهاية‬ ‫المطــاف‪.‬ومن المالحــظ أنــه من الضــروري أن يكــون اإلدراك‪ ،‬أي‬ ‫المستوى األول بمثابة األساس‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يبرهن التلميــذ على رغبتــه في تــوطين معلومــات درس‬ ‫التوسع النابليوني على الخريطة الجدارية‪.‬‬ ‫‪ -3‬االستجابة الموجهة‪:‬‬ ‫ويرتبط هذا المستوى بمراحل التعلم األولى‪ ،‬وذلــك بالقيــام بعــدة‬ ‫عمليــات لدرجــة يصــل معهــا التلميــذ إلى التقليــد في بعض األحيــان‪.‬‬ ‫ويمكن إنجاز هذا المستوى أيضًا بتجربة‪" :‬المحاولة والخطــأ" حــتى يتم‬ ‫التوصل إلى تحديد استجابة أفضل‪.‬وبصيغة أخرى التمـرن على القيـام‬ ‫بعدة أشياء‪.‬‬ ‫مثــال‪ :‬أن يســتخدم التلميــذ آلــة عــرض الصــور الشــفافة بكيفيــة‬ ‫صحيحة‪ ،‬وذلك بعد قيامه بعد عدة تجارب‪.‬‬ ‫‪ -4‬الميكانيكية أو التعود‪:‬‬ ‫ويــرقى هــذا المســتوى عنــدما يمكن أداء الحركــات بثقــة وجــرأة‬ ‫وبراعة وحذق حيث أصبحت الحركة معتــادة ومألوفــة‪.‬وبعبــارة أخــرى‬ ‫فإن التعود يعني تحول التلميذ إلى اكتساب عادات خاصــة‪ ،‬كمــا يصــبح‬ ‫عمله اعتياديًا‪.‬وبعد التمرن يكتســب ثقــة وكفــاءة ترفعــه إلى مســتوى‬ ‫األداء أو إتقان األدوار التي يلعبها‪.‬‬ ‫مثــال‪ :‬أن يتحكم التلميــذ في اســتعمال بعض اآلالت والوســائل‬ ‫السمعية البصرية‪.‬‬ ‫‪ -5‬االستجابة الظاهرية المعقدة‪:‬‬ ‫اهتمام هذا المستوى منصب على األداء الماهر للحركات‪.‬كما أن‬ ‫نتــائج التعلم في هــذا المســتوى تتمــيز بالنشــاط الحــركي الــدقيق‬ ‫والمنسق والسريع‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يثبت التلميذ السرعة والمهارة والدقة في رسم خريطة‬ ‫مغــرب النصــف األول من القــرن ‪17‬م‪ ،‬وأن يــدقق توزيــع الكيانــات‬ ‫السياسية التي اقتسمت النفوذ‪.‬‬ ‫‪ -6‬التكيف‪:‬‬ ‫ويعتني هذا المستوى بالمهارات المطــورة الــتي يســتطيع التلميــذ‬ ‫بها تغيير وتعديل نماذج الحركة بما يتالءم مع موقف خاص أو مشكل‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يرسم التلميذ بإتقان خريطــة لجبهــات الحــرب العالميــة‬ ‫الثانية‪ ،‬بعد أن دخلت الواليات المتحدة األمريكية هذه الحرب‪.‬‬ ‫‪ -7‬األصالة أو اإلبداع‪:‬‬ ‫وتشير هذه الفئة إلى إيجاد أنمــاط جديــدة من الحركــات تناســب‬ ‫مشكلة معينـة‪.‬وتؤكـد هـذه النتـائج التعليميـة في هـذا المسـتوى على‬ ‫اإلبداع المنطلق من المهارات المتطورة‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يبدع التلميذ في صــنع لوحــة كهربائيــة تــبين أهم المــدن‬ ‫التاريخية المغربية المرتبة ضمن التراث اإلنساني‪.‬‬ ‫ونشير إلى أن المهارات التكوينية ال تقتصر على مراقي استعمال‬ ‫المعرفة‪ ،‬بل تشمل كذلك مراقي المجال االنفعالي والمجال الحســي‪-‬‬ ‫الحركي‪.‬فالفعل السلوكي أحتج مثًال هو ينتمي إلى المجـال العـاطفي‪،‬‬ ‫لكن يمكن اعتباره أيض ـًا فعًال تكويني ـًا‪ :‬فلكي أحتج أي أتخــذ موقف ـًا من‬ ‫مســألة مــا يجب أن أكــون عارفــًا بمعطيــات هــذه المســألة‪ ،‬فاهمــًا‬ ‫لخلفياتهــا‪ ،‬محلًال لعناصــرها‪ ،‬مانحـًا إياهــا حكم قيمــة‪ ،‬أو مريــدًا إصــالح‬ ‫اعواجًا في هذه المســألة‪.‬وكــل هــذه المســتويات تعــني أني مارســت‬ ‫مهارة تكوينية‪.‬‬ ‫ولكي أرســم مثًال ثاني ـًا‪ ،‬علي أن أكــون مــدركًا لمعــارف موضــوع‬ ‫الرسم‪ ،‬ثم علي أيضًا أن أحول معطيات الخطاب من الحالــة الشــفوية‬ ‫أو الكتابية إلى الوضعية الرمزية‪ ،‬وهذا يفرض علي فهمًا لتقنيات وضــع‬ ‫الرموز على الخريطة‪ ،‬باإلضافة إلى جهد حركي دقيق إلتقــان الرســم‪.‬‬ ‫وبذلك أكون في النهاية قد مارست أمورًا تكوينية‪.‬‬ ‫‪ -IV‬جرد لألفعال السلوكية مع ما يناسبها من مهارات‬ ‫‪-1‬‬ ‫األفعال السلوكية المناسبة‪:‬‬ ‫المجال اإلخباري أو المعرفي‪:‬‬ ‫‪ -‬معرفة المصطلحات‪:‬‬ ‫أن يعرف‪ -‬يذكر‪ -‬يتذكر‪ -‬يخزن‪-‬‬ ‫‪ -‬معرفة أحداث خاصة‪:‬‬ ‫يسترجع‪ -‬يستظهر‪ -‬يصف‪.‬‬ ‫‪ -‬معرفة الطرق ووسائل‬ ‫يعدد‪ -‬أن يسمي‪ -‬يكرر‪ -‬يسرد‪-‬‬ ‫معالجة األحداث‪:‬‬ ‫يحكي‪ -‬ينقل‪ -‬يعلن‪-‬‬ ‫‪ -‬معرفة التمثيالت المجردة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫األفعال السلوكية‬ ‫مجال استعمال‬ ‫المناسبة‪:‬‬ ‫المعرفة‬ ‫أو المجال‬ ‫التكويني‪:‬‬ ‫أن يحول‪ -‬يترجم‪ -‬يؤول‪ -‬يوضح‪ -‬يفسر‪-‬‬ ‫الفهم‪:‬‬ ‫يشرح‪ -‬يعلل‪ -‬يتمم‪ -‬يميز‪ -‬يصيغ‪ -‬يعبر‪-‬‬ ‫يلخص‪ -‬يدقق‪ -‬يعمم‪ -‬يتنبأ‬ ‫أن يطبق‪ -‬يمثل‪ -‬يكمل‪ -‬يكيف‪ -‬يظهر‪-‬‬ ‫التطبيق‪:‬‬ ‫يطور‪ -‬يستعمل‪ -‬يبرهن‪ -‬يصنف‪ -‬يعدل‪-‬‬ ‫يرسم‪ -‬يعالج‪ -‬يبني‪ -‬يحسب‪ -‬يمارس‪ -‬يدبر‬ ‫أن يحلل‪ -‬يوازن‪ -‬يرتب‪ -‬ينظم‪ -‬يبين‪ -‬يحدد‪-‬‬ ‫التحليل‪:‬‬ ‫يفكك‪ -‬يؤول‪ -‬يعلق‪ -‬يفرق‪ -‬يفصل‪ -‬يربط‪-‬‬ ‫يقسم‪ -‬يختار‪ -‬يرصد‪ -‬يستنبط‪ -‬يبحث‪-‬‬ ‫يسائل‪-‬‬ ‫أن يركب‪ -‬يقارن‪ -‬يؤلف‪ -‬يدمج‪ -‬يجمع‪-‬‬ ‫التركيب‪:‬‬ ‫يقترح‪ -‬يتصور‪ -‬يخترع‪ -‬يبدع‪ -‬يربط‪ -‬يخطط‪-‬‬ ‫يصمم‪ -‬ينقح‪ -‬يعدل‪ -‬يشتق‪ -‬يستخلص‪ -‬ينتج‪-‬‬ ‫أن يحكم‪ -‬يقرر‪ -‬يقّيم‪ -‬يعتقد‪ -‬يقدر‪ -‬يختبر‪-‬‬ ‫التقويم‪:‬‬ ‫يمتحن‪ -‬يتبين‪-‬يقيس‪ -‬يدافع‪ -‬يقنع‪ -‬يعتبر‪-‬‬ ‫يناقش‪ -‬يصادق‪ -‬يوافق‪ -‬ينتقد‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫األفعال السلوكية المناسبة‪:‬‬ ‫المجال‬ ‫العاطفي‪:‬‬ ‫أن يسأل‪ -‬يجيب‪ -‬يصغي‪ -‬يشارك‪ -‬يبدي‬ ‫االستقبال‪:‬‬ ‫اهتمامًا‪ -‬يقبل‬ ‫أن يتطوع‪ -‬يتدرب‪ -‬يجيب‪ -‬يتابع‪ -‬يكمل‪-‬‬ ‫االستجابة‪:‬‬ ‫يوافق‪ -‬يصادق‪ -‬يختار‬ ‫أن يدعم‪ -‬يصف‪ -‬يناقش‪ -‬يبادر‪ -‬يحتج‪-‬‬ ‫التقييم‪:‬‬ ‫يجادل‪ -‬يقترح‪ -‬يربط‪ -‬يدعو‪ -‬يقدر‪ -‬يشجع‬ ‫أن يلخص‪ -‬يغير‪ -‬يقارن‪ -‬ينظم‪ -‬يرتب‪-‬‬ ‫التنظيم‪:‬‬ ‫يرسم‪ -‬يوازن‪ -‬يعد‪ -‬يركب‪ -‬ينظر‬ ‫أن ينقح‪ -‬يدير‪ -‬يحل مشكلة‪ -‬يتجنب‪ -‬يبدي‬ ‫التذويت‪:‬‬ ‫رأيه‪ -‬يؤثر‬ ‫‪-4‬‬ ‫األفعال السلوكية المناسبة‪:‬‬ ‫المجال الحسي‪-‬‬ ‫الحركي‪:‬‬ ‫أن يختار‪ -‬يصف‪ -‬يكتشف‪ -‬يفرق‪ -‬يميز‪-‬‬ ‫اإلدراك‪:‬‬ ‫يحدد ‪ -‬يعزل‪ -‬يربط‪ -‬يدرك‪.‬‬ ‫أن يباشر‪ -‬يشرح‪ -‬يتحرك‪ -‬يرد‪ -‬يجيب‪-‬‬ ‫الميل‪:‬‬ ‫‪23‬‬ ‫يتطوع‬ ‫أن يجمع‪ -‬يبني‪ -‬يفحص‪ -‬يتمرن‪ -‬يستخدم‪-‬‬ ‫االستجابة‬ ‫ينسق‪ -‬يقيس‪ -‬ينظم‬ ‫الموجهة‪:‬‬ ‫أن يتعود‪ -‬يتقن‪ -‬يتحكم‪ -‬يقيس بمهارة‪-‬‬ ‫التعود‪:‬‬ ‫يصحح‬ ‫أن يدقق‪ -‬ينسق‪ -‬يعيد جمع‪.‬‬ ‫االستجابة‬ ‫المعقدة‪:‬‬ ‫أن يتكيف‪ -‬يغير‪ -‬يعيد تنظيم شيء ما‪-‬‬ ‫التكيف‪:‬‬ ‫ينقح‬ ‫أن يجمع‪ -‬يؤلف‪ -‬يصمم‪ -‬يبدع‪ -‬ينشئ‪-‬‬ ‫اإلبداع‪:‬‬ ‫يخترع‪.‬‬ ‫نســتنتج إذن أن المقترحــات الديداكتيكيــة الــتي قــدمتها صــنافتا‬ ‫(بلــوم) و(سمبســون) تفيــد درس التــاريخ إفــادة كــبرى في الجــوانب‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫*‪ -‬إنها تمنح أستاذ مادة التاريخ مجموعــة من األهــداف المتنوعــة‬ ‫ذات الطبيعة اإلخبارية والتكوينية‪ ،‬وذات المســتويات المختلفــة‪ ،‬والــتي‬ ‫تنطلق من المجاالت العقليــة والعاطفيــة والحســية‪-‬الحركيــة المتدخلــة‬ ‫أساسًا في تشكيل شخصية المتعلم‪.‬وغير خاف أن هذا التنــوع يســاعد‬ ‫المدرس على إنجاح درسه سواء على مستوى تحضير هذا الــدرس‪ ،‬أو‬ ‫فيما يتعلق بإنجازه‪ ،‬أو تقويمه‪.‬فتكون عمليات نقل المعــارف يســيرة‪،‬‬ ‫فاعلة‪ ،‬ونشيطة‪.‬‬ ‫*‪ -‬إنها تمكن هذا المدرس من أفعــال ســلوكية تخــاطب الجــانب‬ ‫المهاري التكويني أكثر من المراقي المعرفية‪ ،‬مما يتناسب مــع طبيعــة‬ ‫المادة التي تقوم على المقارنة والتأمل وربط السابق بالالحق‪.‬‬ ‫*‪ -‬إنها تساعد األستاذ أيضًا على وضع هيكلــة متماســكة لجذاذتــه‬ ‫التحضيرية‪.‬‬ ‫*‪ -‬إن األفعال الســلوكية الــتي تقــدمها الصــنافات تســاعد أســتاذ‬ ‫التاريخ على تحقيق وتطبيق تقنية أخذ النقــط بســهولة ويســر‪ ،‬فتتعــزز‬ ‫فرص إنجاح الحوار بين المعلم والمتعلمين‪ ،‬وكذا تنمية مهارات التعبير‬ ‫والتأويل‪ ،‬وبالتالي بلورة مختلــف أشــكال التواصــل الشــفوي والكتــابي‬ ‫والحركي‪.‬‬ ‫*‪ -‬إن المهارات التكوينية تساعد على جعل دروس التاريخ حيوية‪،‬‬ ‫تفيد المتعلم في تنشيط معارفه‪ ،‬وانتقاء المحتويات المهمة‪ ،‬وتنظيمها‪،‬‬ ‫وإدماجها في وضعيات جديـدة‪ ،‬وتعميمهـا باسـتخراج المبـادئ الناظمـة‬ ‫‪24‬‬ ‫لها‪ ،‬وكذا ربط معطيات درســه بــالواقع أو المجتمــع الــذي يعيش فيــه‪،‬‬ ‫واتخاذ المواقف وإصدار األحكام اتجاه القضايا ذات النقاش العام‪.‬‬ ‫*‪ -‬كـــذلك فـــإن التـــدريس الهـــادف باعتمـــاده على الوســـائل‬ ‫البيداغوجية‪ ،‬يوفر لألستاذ مداخل متعددة لتبليغ المعارف والمهارات‪.‬‬ ‫*‪ -‬إن هذه المهارات المتنوعة تمكن المدرس من فــرص حقيقيــة‬ ‫لتقويم التحصيل الدراسي لتالميذه بشــكل تكويــني مفيــد‪ ،‬حيث يقيس‬ ‫باســتمرار مختلــف أنشــطة التعلم‪ ،‬فتتكــون لديــه فكــرة دقيقــة عن‬ ‫متابعات التالميذ الفردية والجماعية للبرامج واألهداف‪.‬‬ ‫*‪ -‬وعلى مستوى المقارنة العددية بين األفعال السلوكية في كــل‬ ‫من الجانب اإلخباري والتكويني‪ :‬نجد أن الصنافتين قد خصصتا لمراقي‬ ‫المعرفة أي الجانب اإلخباري أربعة مستويات‪ ،‬في حين نجد ‪ 17‬مرقــاة‬ ‫تنــدرج ضــمن المجــال التكويــني‪ :‬منهــا ‪ 5‬مــراقي عقليــة (اســتعمال‬ ‫المعرفة)‪ ،‬و‪ 5‬أخرى انفعالية‪ ،‬و‪ 7‬مراقي مندرجة ضمن المجال الحسي‬ ‫الحركي‪.‬‬ ‫ونلمس أيضًا أهمية الجانب التكويني مقارنة مع الجانب اإلخبــاري‬ ‫على مسـتوى عـدد األفعـال السـلوكية الـتي تناسـب مسـتويات هـذين‬ ‫الجــانبين‪.‬ذلــك أنــه يالحــظ من خالل الجــدول الســابق أن األفعــال‬ ‫التكوينية شغلت حيزًا ونسبة كبيرة مقارنة مع األفعال الســلوكية الــتي‬ ‫تخاطب الجانب اإلخبــاري‪.‬وهــذا يقودنــا إلى التأكيــد على أن (بنيــامين‬ ‫بلوم) في تحديده للمجال العقلي والعـاطفي‪ ،‬وسمبسـون في تحديـده‬ ‫للمجال الحســي الحــركي‪ ،‬قــد أوليــا اهتمامـًا بالغـًا للجــانب التكويــني‪،‬‬ ‫مؤكدين على أهميته في ممارسة العملية التعليمية‪.‬وهـذا أمـر مقبـول‬ ‫خاصة إذا تعلق بمادة غنية بتطبيقاتها في المهارات التكوينية مثل مادة‬ ‫التــاريخ‪.‬بقي فقــط أن تتخلص الجهــة المســؤولة عن إقــرار مقــررات‬ ‫المادة من حجم وطول هــذه المقــررات لتمنح الفرصــة لألســاتذة لكي‬ ‫يطبقوا أكثر التدريس الهادف‪ ،‬سيما وأن هذه الجهــة هي نفســها الــتي‬ ‫تلزم التدريس بهذه التقنية‪.‬فمتى ترفع عن نفسها هذا التناقض؟‪.‬‬ ‫خامسًا‪ :‬نموذج ماجر وهوس اإلجرائية‬ ‫يعد ماجر ‪ Mager‬القطب الذي يمثل التصور األكثر تشبتًا بنموذج‬ ‫التدريس الهادف نظرًا لنـزعته التبسيطية من جهة وبحثه عن الدقة‬ ‫وهوس اإلجرائية بالمعنى السلوكي‪ ،‬من جهة ثانية‪.‬إنه الباحث الذي‬ ‫يشخص بالضبط إلى أي حد يمكن أن يصل هذا التيار‪ ،‬باعتباره يستثمر‬ ‫كل طاقاته في المقولة المتمثلة في المسألة التالية‪ :‬كيف نصوغ‬ ‫‪25‬‬ ‫األهداف وكيف نحددها بالقدر الكافي الذي يجعلنا نتأكد من ترسخ‬ ‫وظيفة العقلنة وقيمة الفعالية وهيمنتها على النشاط التعليمي‪.‬‬ ‫وقبل استعراض بعض أفكاره ونتائج بحوثه والتي ستؤثر كثيرًا في‬ ‫هذا التوجه وستطبعه بطابع خاص‪ ،‬البأس أن نتوقف للحديث عن كتابه‬ ‫الشهير"كيف نعرف (نحدد) األهداف البيداغوجية" ‪Mager RF. Comment‬‬ ‫‪.définir les objectifs pédagogiques. 1ére éd. Paris : Gauthier-Villars, 1972‬والذي‬ ‫سيصبح دستور هذه الحركة‪ ،‬وخاصة بالنسبة لمن يروم تحديد األهداف‬ ‫التربوية وصياغتها صياغة إجرائية‪.‬‬ ‫فـ"كيف نعرف (نحدد) األهداف التربوية"‪ ،‬كتاب صغير الحجم‪ ،‬ال‬ ‫يتجاوز عدد صفحاته ‪ 60‬صفحة من الحجم الصغير‪ ،‬كتب بلغة سهلة‬ ‫ومبسطة‪ ،‬فهو ال يخوض في النظريات والخلفيات والمناقشات‪.‬‬ ‫يجعل هذا الكتيب كمنطلق له التعريف التالي للهدف‪ :‬الهدف هو‬ ‫تعبير عن نية تعلن عن التغيير الذي يرغب المدرس في إحداثه لدى‬ ‫التلميذ‪ ،‬أي تخبر بماذا سيكون التلميذ قادرًا على إنجازه بعد االنتهاء‬ ‫من الدرس أو من مجموعة من الدروس‪.‬‬ ‫إن العبارات أو الكلمات التي تعبر أفضل عن التحقق واإلنجاز‪ ،‬هي‬ ‫أفعال السلوك مثل‪ :‬يكتب‪ ،‬يختار‪ ،‬يحل‪ ،‬يقارن‪ ،‬ينشئ‪ ،‬أي األفعال‬ ‫التي يمكن قياسها‪ ،‬والتي لها مؤشرات ودالالت تدل على حصولها‪،‬‬ ‫فحتى نعرف هل فهم التلميذ ال بد أن يقوم بما من شأنه أن يثبت‪ ،‬بما‬ ‫ال يدع مجاًال للشك‪ ،‬بأنه فهم‪.‬‬ ‫إن ما يسعى إليه ماجر‪ ،‬من قواعده لتحديد األهداف بالدرجة‬ ‫األولى‪ ،‬هو تمكين المدرسين في إطار منظور التدريس الهادف من‬ ‫أداة فعالة للتعلم وبسرعة وبأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬تعلم أسلوب لتحديد‬ ‫األهداف وصياغتها وأجرأتها‪.‬أما ما يمكن أن يطرحه هؤالء من‬ ‫تساؤالت عن مصدر األهداف وخلفياتها‪ ،‬ومن مناقشات نظرية وكل‬ ‫الطروحات التي تحيل على مشكلة األصول واألسس الفلسفية‬ ‫واالجتماعية والعلمية وغيرها‪ ،‬فال يعيرها كبير عناية‪.‬‬ ‫فماجر يحصر اهتمامه في المجال التقني المحض‪ ،‬وذلك بتأثير من‬ ‫كان يعتقد بضرورة توزيع المهام في مجال التدريس مثلما هو األمر‬ ‫في مجال اإلنتاج الصناعي‪ ،‬بحيث يختص المخططون والمبرمجون‬ ‫في اختيار األهداف في حين يكتفي المدرسون بالتطبيق والتنفيذ‪.‬فهل‬ ‫‪26‬‬ ‫يصح ذلك؟‪ ،‬هل يصح ذلك في هذه المسألة بالذات‪ ،‬أي في مسألة‬ ‫معرفة مصدر األهداف وما ترومه من غايات ومثل عليا؟‪.‬فهل يمكن‬ ‫أن " نبرمج المدرس" كما نبرمج الحاسوب‪ ،‬ونختزل عمله في تقنيات‬ ‫محددة بدقة متناهية ما عليه إال أن ينفذها بدقة متناهية‪ ،‬وينتهي كل‬ ‫شيء؟‪.‬‬ ‫إن مثل هذا الطرح يعني ببساطة سلخ التعليم وتجريده

Use Quizgecko on...
Browser
Browser