Summary

هذا المستند يتضمن دراسة في فقه الأخلاق، ويغطي مواضيع تتعلق بالآداب الإسلامية، والأحاديث النبوية، وطريقة مخاطبة الناس، والتعامل معهم بأفضل الطرق، مع التركيز على أهمية اختيار الكلمات المناسبة في وقت المحادثة.

Full Transcript

## فقه الأخلاق ### ٢٥ **وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ،** **وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا ، فَقَالَ عُمَرُ : أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ** **أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ .** ### تقديم ال...

## فقه الأخلاق ### ٢٥ **وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ،** **وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا ، فَقَالَ عُمَرُ : أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ** **أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ .** ### تقديم الأهم وعند خطابك مع الناس قدم الأهم فابدأ به . ألا ترى إلى قول شعيب عليه الصلاة والسلام إذ يقول لقومه : **يَقَوْمِ** **اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهِ غَيْرُهُ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ﴾ [هود : الآية ١٨٤ .** فقدم الأمر بالعبادة على النهي عن البخس والتطفيف في المكاييل والموازين . وكذلك قال رسول الله ﷺ لمعاذ: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ ) (۱) الحديث . وأحيانًا يحتاج الأهم من الكلام إلى تقدمة بأمور هي دونه في الأهمية فليفعل ذلك إن احتيج إليه وتكون هذه صور مستثناة. ومن التوطئة للحديث والبداية بالأهم قول يوسف ل لما طلب منه تأويل الرؤيا قال: ﴿ قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامُ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي ... يُوسُف: الآية (۳۷) الآيات إلى قوله : يَصَاحِبَي (1) أخرجه البخاري (۷۳۷۲) ، ومسلم حدیث (۱۹) من حديث ابن عَبَّاسِ لا قَالَ : لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ مُعَاذًا نَحْوَ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ : إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى ، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ ، فَإِذَا صَلُّوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ» . ### ٢١٣ **وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ،** **وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا ، فَقَالَ عُمَرُ : أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ** **أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ .** ### ٢١٤ **ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) [آل عمران: الآية ١٠٢) ،** **يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ** **ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: ۷۰، ۷۱) .** وقد اقتصر رسول الله له على بعض فقرات من خطبة الحاجة المذكورة في بعض المواطن : (۲) ففي «صحيح مسلم (۱) من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ ا : أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ ، وَكَانَ يَرْقِي (٢) مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ (۳) ، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ : إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ ، فَقَالَ : لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ قَالَ : فَلَقِيَهُ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ ، وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَمَّا بَعْدُ، قَالَ : فَقَالَ أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ والصواب ما أثبتناه . هذا ؛ وقد قال ابن قدامة في المغني: والخطبة غير واجبة عند أي أحد من أهل العلم علمناه إلا داود فإنه أوجبها لما ذكرناه . ولنا أن رجلا قال للنبي ﷺ : يا رسول الله ، زوجنيها، فقال رسول الله ﷺ : زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآن متفق عليه ، ولم يذكر خطبة . «المغني» (٦ / ٥٣٧). (۱) مسلم حديث (٨٦٨). (٢) يرقي : من الرقية وهي العوذة التي يرقى به صاحب الآفة . (۳) من هذه الريح : المراد بالريح هنا : الجنون ومس الجان . (٤) فهل لك : أي : فهل لك رغبة في رقيتي وهل تميل إليها . ### ٢١٥ **وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ،** **وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا ، فَقَالَ عُمَرُ : أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ** **أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ .** ### ٢١٦ **فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ :** **«أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ» .** . ولما خرج أبو بكر (١) يخبر الناس بوفاة رسول الله ﷺ حمد الله وأثنى عليه ، وقال : أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا ﷺ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ وَقَالَ : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴾ (الزمر: الآية ١٣٠ وَقَالَ : وَمَا مُحَمَّدُ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْنِ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران: الآية ١٤٤) . ### ومن تأهيل المخاطب كذلك : الله صلى الله ما أخرجه البخاري ومسلم(٢) من حديث أم المؤمنين عائشة لنا، قَالَتْ لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ بَدَأَ بِي، فَقَالَ: «إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا ، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي (۳) حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ»، قَالَتْ : وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ ، قَالَتْ : ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَالَ : يَتَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَبِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٢٨) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: الآية ۲۸، ۲۹] . قَالَتْ : فَقُلْتُ : فَفِي أَيِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ، فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، قَالَتْ : ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَ مَا فَعَلْت . (1) أخرج ذلك البخاري في صحيحه) (٣٦٦٧ ، ٣٦٦٨) . (٢) البخاري (٤٧٨٥)، ومسلم (١٤٨٥). (۳) المعنى - والله أعلم - : لا بأس عليك بتأخير الإجابة . ### ٢١٧ **وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ،** **وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا ، فَقَالَ عُمَرُ : أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ** **أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ .** ### ٢١٨ **فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ :** **«أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ» .** **فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارًا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي، أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ،** **وَالْآخَرُ : مُسَيْلِمَةُ» (۱) .** --- (1) أخرجه البخاري (٣٨٧٢)، (٣٦٩٦). (٢) في رواية البخاري (٣٦٩٦) فقد أكثر الناس فيه . ### ٢١٩ **فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ :** **«أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ» .** **فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارًا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي، أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ،** **وَالْآخَرُ : مُسَيْلِمَةُ» (۱) .** --- (1) أخرجه البخاري (٣٨٧٢)، (٣٦٩٦). (٢) في رواية البخاري (٣٦٩٦) فقد أكثر الناس فيه . ### ٢٢٠ **طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ ،** **وَأَنَا امْرَأَةٌ مَسْلِمَةٌ ، وَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ ، فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي، وَمَا** **أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَأَسْلَمَ فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا .** **قَالَ ثَابِتٌ : فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ الْإِسْلَامَ،** **فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ .** **وأخرج ابن سعد في الطبقات (۱) بإسناد صحيح عن أَنَسٍ قَالَ : جَاءَ** **أَبُو طَلْحَةَ يَخْطُبُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ : إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَتَزَوَّجَ مُشْرِكًا، أَمَا** **تَعْلَمُ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَنَّ آلِهَتَكُمُ الَّتِي تَعْبُدُونَ يَنْحَتُهَا عَبْدُ آلِ فُلَانٍ النَّجَّارُ، وَأَنَّكُمْ** **لَوْ أَشْعَلْتُمْ فِيهَا نَارًا لَاحْتَرَقَتْ ؟ قَالَ : فَانْصَرَفَ عَنْهَا وَقَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِهِ مِنْ ذَلِكَ** **مَوْقِعًا، قَالَ : وَجَعَلَ لَا يَجِيتُهَا يَوْمًا إِلَّا قَالَتْ لَهُ ذَلِكَ، قَالَ : فَأَتَاهَا يَوْمًا،** **فَقَالَ : الَّذِي عَرَضْتِ عَلَيَّ قَبِلْتُ ، قَالَ : فَمَا كَانَ لَهَا مَهْرٌ إِلَّا إِسْلَامُ أَبِي** **طلحة .** ### ٢٢١ **رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلَا يَرْفُتْ ، وَلَا** **Y** **(۲)**

Use Quizgecko on...
Browser
Browser