كيف عَمِلَ النبي ﷺ مع الناس PDF

Summary

هذا الكتاب يتناول سيرة النبي محمد ﷺ، ويدرس تعامله مع مختلف الناس من مختلف الخصائص والطبائع، ويركز على جوانب عديدة من حياته، مثل تعامله مع زوجاته، وأبنائه، وأحفاده، وأقاربه، وجيرانه، والضيوف، وغيرهم من الناس. يقدم الكتاب دراسةً قيّمةً حول تعامله ﷺ مع كل فئة على حدة.

Full Transcript

‫‪١٦٠ mm‬‬ ‫‪١٠ mm‬‬ ‫‪٥٠ mm‬‬ ‫‪١٠ mm‬‬ ‫جمع اهلل لنبيه حممد ﷺ من خ ص ال الكمال وحما ص ن ال ص فات ما‬ ‫مت ّي ز ب ه عن صائ ر اأهل الأر ض‪ ،‬ف...

‫‪١٦٠ mm‬‬ ‫‪١٠ mm‬‬ ‫‪٥٠ mm‬‬ ‫‪١٠ mm‬‬ ‫جمع اهلل لنبيه حممد ﷺ من خ ص ال الكمال وحما ص ن ال ص فات ما‬ ‫مت ّي ز ب ه عن صائ ر اأهل الأر ض‪ ،‬ف كان ا ّأم ًة جامعاً للخري‪ ،‬واأ ص و ًة ح صن ًة يف‬ ‫ِ‬ ‫وخ صو صهم‪،‬‬ ‫عمومهم‬‫رب‪ ،‬ومثا ًل راقياً يف التعامل مع النا ض ِ‬ ‫كافة اأعمال ال ّ‬ ‫ صغريِهم وكبريِهم‪ ،‬موؤم ِنهم وكافرِهم‪.‬‬ ‫ين صر املظلو َم‪ ،‬ويعني املحتا َج‪ ،‬وي صرب على اأذى ال صفيه‪ ،‬ويقابل ال صيئة‬ ‫باحل صن ة‪ ،‬ويلق ى النا ض بوج ه طلي ق‪ ،‬با صم الثغ ر‪ ،‬ملي ح الطلعة‪ ،‬كرمي‬ ‫العطاء‪ ،‬ح صن الأداء‪.‬‬ ‫ صخ ص ه من م كارم الأخ اق اأق ّر‬ ‫اإذا ا ص تبان لع دوه م ا ينط وي عليه ُ‬ ‫بالإمي ان‪ ،‬واأذع ن بالت ص ديق‪ ،‬حت ى ق ال قائله م مل ا راأى من ك رمي خلقه‬ ‫يل من‬ ‫وح ص ن تعامل ه‪« :‬يا حمم د‪ ،‬واهلل ما كان على الأر ض وج ٌه اأبغ ض اإ ّ‬ ‫وجهك‪ ،‬فقد اأ ص بح وج ُهك اأحب الوجوه اإيلّ‪.‬واهلل ما كان من دينٍ اأبغ ض‬ ‫بلد اأبغ ض‬ ‫يل م ن دين ك فاأ ص بح دينُك اأحب الدين اإيلّ‪.‬واهلل م ا كان من ٍ‬ ‫اإ ّ‬ ‫أحب الباد اإيلّ»‪.‬‬ ‫يل من بلدك فاأ صبح بل ُدك ا ّ‬ ‫اإ ّ‬ ‫ويف ه ذا الكت اب نتع ّرف على نبينا ﷺ من جهة تعاماته مع ص ِ‬ ‫ نوف‬ ‫اخللق على تباين ص فاتهم وتغاير اأحوالهم؛ نتعرف عليه زوجاً واأباً وجاراً‬ ‫و ص احباً وبائع اً وم ص رياً وقا ص ياً ومفتي اً؛ وق د بعث ه اهلل عبداً ر ص و ًل‪،‬‬ ‫‪٢٤٠ mm‬‬ ‫وحاه مبحا صن ال صفات‪.‬‬ ‫فج ّمله مبكارم الأخاق‪ّ ،‬‬ ‫فتتبعن ا بع ص اً من التعام ات النبوية لإبراز حما ص ن َم ن كان خ ُلقُه‬ ‫القراآن‪ ،‬الذي بعثه ربه ليتمم به مكارم الأخاق؛ فيعرف املوافق واملخالف‪،‬‬ ‫النبي الأمي حينما‬ ‫واملقارب واملباعد‪ ،‬والعدو وال صديق‪ ،‬كيف كان حال هذا ّ‬ ‫يتواج د م ع النا ض يف بيوته م واأ ص واقهم وحماله م؟ وكي ف كان يتعامل‬ ‫والرب والفاجر‪ ،‬والكرمي واللئيم؟ وما هو‬ ‫معه م وفيهم القريب والغريب‪ ،‬رَّ ُ‬ ‫امل ص تفاد من هذه الدرا ص ة التي تف ص ح عن جليل معاين ال ص دق والكرم‪،‬‬ ‫وغاية كمال ح صن الأدب؟‬ ‫ن ص كر كل من اأ ص هم يف هذا امل صروع الكبري الذي انطلقت منه م صاريع‬ ‫عدي دة‪ ،‬ب داأت فع ً ا ‪-‬وهلل احلم د‪ -‬برجم ة ه ذا الكت اب ون ص ره باللغ ة‬ ‫الإنكليزية بن ص ختني‪ :‬الأوىل ترجمة كاملة موجهة للم ص لمني‪ ،‬والثانية‪:‬‬ ‫ترجم ة خمت ص رة موجه ة لغري امل ص لمني‪ ،‬ون ص األ اهلل الع ون يف اأن نكمل‬ ‫ترجمته اإىل العديد من اللغات العاملية‪.‬‬ ‫‪ISBN: 978-603-8047-59-0‬‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫موعة زاد للن صر‪ ،‬ه ‬ ‫فهر صة مكتبة امللك فهد الوطنية اأ ناء الن صر‬ ‫املنجد‪ ،‬حممد صالح‬ ‫كيف عاملهم صلى اهلل عليه و صلم‪ /.‬حممد صالح املنجد‪ ،‬ط‪ -.2‬الريا ض‪1436 ،‬هـ‬ ‫‪ 800‬ض‪ 24×16.5 ،‬صم‬ ‫ردمك‪978-603-8047-59-0 :‬‬ ‫اأ‪.‬العنوان‬ ‫‪.1‬ال صرية النبوية‬ ‫‪1436/1441‬‬ ‫ديوي‪239 :‬‬ ‫رقم الإيداع‪1436/1441 :‬‬ ‫ردمك‪978-603-8047-59-0 :‬‬ ‫الطبعة الثانية‬ ‫‪1436‬هـ‪2015/‬م‬ ‫امتياز التوزيع‬ ‫النا صر‬ ‫اململكة العربية ال صعودية ‪ -‬الريا ض ‪ -‬املحمدية‬ ‫اململكة العربية ال صعودية‬ ‫طريق الأمري تركي بن عبدالعزيز الأول‬ ‫اخلرب ‪ -‬هاتف‪:‬‬ ‫‪ -‬فاك ض‪:‬‬ ‫هاتف‪:‬‬ ‫جدة ‪ -‬هاتف‪:‬‬ ‫هاتف اين‪:‬‬ ‫جدة‬ ‫ ض‪.‬ب‪:‬‬ ‫الريا ض‬ ‫ ض‪.‬ب‪:‬‬ ‫‪www.zadgroup.net‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﷺ ‪9............................................................‬‬ ‫‪11..................................................................................................‬‬ ‫‪15.........................................................................‬‬ ‫الرسول ﷺ القدو ُة احلسنة‪17.....................................................................‬‬ ‫بالنبي ﷺ ‪25....................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫االقتداء‬ ‫جوانب‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪39....................................‬‬ ‫ﷺ‬ ‫النبي ﷺ مع زوجاته ‪41...................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع أبنائه وبناته‪109.............................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع أحفاده ‪129..................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع أقاربه‪147....................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع جريانه‪167...................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع الضيوف واملستضيفني‪183...............................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫خواص أصحابه ‪203......................................................‬‬ ‫ِّ‬ ‫النبي ﷺ مع‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع اخلدم واإلماء‪235..........................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫‪253.............................‬‬ ‫ﷺ‬ ‫النبي ﷺ مع ذوي العاهات ‪255.........................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫تعامله ﷺ مع أصحاب املصائب والبالء ‪275.................................................‬‬ ‫تعامله ﷺ مع الفقراء ‪301.........................................................................‬‬ ‫‪‬‬ ‫النبي ﷺ مع األغنياء ‪353.................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫اهليئات‪381...........................................................‬‬ ‫النبي ﷺ مع ذوي‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع النابغني ‪425.................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع املتخاصمني‪.‬كيف كان يقيض بينهم؟ ‪459............................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫‪477.................................‬‬ ‫ﷺ‬ ‫النبي ﷺ مع املسلمني اجلدد ‪479........................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع املستفتني ‪515................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع األعراب‪581................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع العصاة واملذنبني ‪611......................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع املنافقني ‪645.................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫‪689.............................................‬‬ ‫ﷺ‬ ‫النبي ﷺ مع عموم النساء ‪691...........................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع كبار السن ‪745..............................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫النبي ﷺ مع الصغار ‪761.................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫‪775...............................................‬‬ ‫ﷺ‬ ‫النبي ﷺ مع اجل ِّن ‪777.....................................................................‬‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫الدواب ‪781.................................................................‬‬ ‫ِّ‬ ‫النبي ﷺ مع‬ ‫تعامل ُّ‬ ‫‪‬‬ ‫كلمة النا شر‬ ‫ق شة كتاب كيف عاملهم ﷺ‬ ‫ٍ‬ ‫س نوات خلت‪ ،‬حيث بدأ الش يخ حممد‬ ‫ٍ‬ ‫كتاب قصة‪ ،‬وقص ُة كتابنا هذا تعود لتس ع‬ ‫لكل‬ ‫صال ح املنجد بإلقاء سلس لة من ال دروس الرمضانية بعد صالة الرتاوي ح بجامع عمر بن‬ ‫‪ ،‬يف عامي ‪-1427‬‬ ‫عبد العزي ز باخل ر بعن وان‪:‬‬ ‫‪1428‬ه ‪ ،‬وأكملها بجامع خادم احلرمني الرشيفني بجدة يف عام ‪1429‬ه ‪.‬‬ ‫ثم عرضها يف برنامج تلفزيوين عىل عدد من القنوات الفضائية بعنوان‪:‬‬ ‫ﷺ ‪ ،‬ث م كان اإلصدار الثاين منها بعنوان‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫خالل عامي ‪1433-1432‬ه ‪.‬‬ ‫وكذلك قدمها الشيخ يف الرنامج الرمضاين‪:‬‬ ‫وم ع اكت ال هذا امل رشوع‪ ،‬ونظ ر ًا للتفاع ل واإلقبال الذي ملس ته املجموع ة مع تلك‬ ‫السالس ل والرام ج‪ ،‬وحاجة الناس ملعرفة اهلدي النب وي يف التعامل مع أصناف البرش مع‬ ‫تنوعه م واخت الف مراتبهم وأحواهل م‪ :‬عكف الفري ق العلمي يف جمموع ة زاد عىل إعادة‬ ‫صياغ ة امل ادة العلمية امللق اة وترتيبها‪ ،‬واس تكال كتابة منظومة ش عرية تلخص جممل كل‬ ‫موضوع يف هنايته‪.‬‬ ‫وحرصنا فيها عىل مجع الروايات املقبولة من الس نة والس رية النبوية‪ ،‬واالقتصار عىل ما‬ ‫تناوله الشيخ يف الرشح بأسلوب سهل وخمترص بعيد ًا عن التطويل‪.‬‬ ‫م ع توثي ق النصوص واآلثار‪ ،‬وتقس يم الكت اب إىل أبواب وفصول‪ ،‬ث م ارتأينا حذف‬ ‫الفصول من داخل الكتاب حتى ال نقطع تسلسل القراءة مع اإلبقاء عىل األبواب‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫نرجو أن يكون هذا املرشوع إسهام ًا يف جتديد عرض السرية النبوية من خالل استعراض‬ ‫اجلوانب االجتاعية يف حياة احلبيب املصطفى ﷺ وهديه يف التعامل مع الناس‪.‬‬ ‫نش كر كل من أس هم يف هذا املرشوع الكبري الذي نرجو أن تنطلق منه مش اريع عديدة‪،‬‬ ‫فقد انتهينا ‪-‬وهلل احلمد‪ -‬من ترمجة الكتاب بنسختني األوىل ترمجة كاملة موجهة للمسلمني‪،‬‬ ‫وأخرى خمترصة موجهة لغري املسلمني‪.‬‬ ‫وي ر جمموع ة زاد للنرش أن تفت ح املجال لتن اول موضوعات الكت اب وتفاصيله من‬ ‫جوانب ختصصية تربوية واجتاعية‪ ،‬وأن تقوم بنرشها يف طبعات قادمة مدجمة أو منفصلة‪.‬‬ ‫إن هذا العمل الذي استغرق سنوات عدة ُتثل مواسم مجيلة عاشها الشيخ حممد صالح‬ ‫املنج د م ع طالبه ومتابعيه‪ ،‬كان ثمرهتا هذا الكتاب الذي هنديه لقرائنا األعزاء‪ ،‬فا كان من‬ ‫توفيق فبفضل اهلل وحده‪ ،‬وال خيلو عمل من خلل‪ ،‬فجزى اهلل خري ًا من نبهنا عليه‪.‬‬ ‫نس أل اهلل تع اىل أن يرزقن ا مجيع ًا اإلخالص والقب ول‪ ،‬وأن يوفقنا ملا حي ب ويرىض إنه‬ ‫قريب جميب‪.‬‬ ‫‪/ /‬‬ ‫‪‬‬ ‫احلمدُ هلل رب العاملني‪ ،‬وأش هد أن ال إله إال اهلل‪ ،‬وحده ال رشيك له‪ ،‬وأش هد أن حممد ًا‬ ‫عبده ورسوله ﷺ تسلي ًا‪.‬‬ ‫وبعد‪،‬‬ ‫واملثل الصالح؛ با م ّن اهلل به عليه من ِ‬ ‫اخللق‬ ‫كان يف رس ول اهلل ﷺ القدو ُة احلس نة ُ‬ ‫فلقد َ‬ ‫اجلم‪ ،‬فجعل من االقتداء به سبيال إليه ملن كان يرجو اهلل واليوم اآلخر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واألدب ّ‬ ‫احلسن‬ ‫الناس املتنو ِ‬ ‫عة؛ ليتس نّى‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫رشائح‬ ‫ندرس حياته ﷺ‪ ،‬وكيف ّي َة تعامله مع‬ ‫َ‬ ‫لذا ينبغي علينا أن‬ ‫ٍ‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫علمي‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل‬ ‫لنا االقتدا ُء به‬ ‫بالنب ي ﷺ‪ ،‬ولك ن بغري علم؛ فيفس دون‪ ،‬وال‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫يروم ون االقتدا َء‬ ‫ِ‬ ‫الن اس‬ ‫إن كث ري ًا م ن‬ ‫يصلحون‪.‬‬ ‫ومجع‬ ‫النبي ﷺ م ع أصناف الن اس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل ذا فق د حاولن ا يف هذا الكت اب تت ّبع معام الت ِّ‬ ‫وحجة للمستنّني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لتكون نراس ًا للمقتدين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫األحاديث يف ذلك؛‬ ‫ٍ‬ ‫أبواب‪:‬‬ ‫وقسمناه إىل ِ‬ ‫ستة‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫جوانب‬ ‫َ‬ ‫واحلديث عن‬ ‫ُ‬ ‫ويتن اول معنى الق دوة‪ ،‬وبيان أن األنبياء هم الذين يقتدى هب م‪،‬‬ ‫خاص ًة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫االقتداء باألنبياء عا ّم ًة‪ ،‬وبنب ّينا حممد ﷺ ّ‬ ‫وقسمنا هذا الباب إىل فصلني‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬ ‫الرسول ﷺ القدو ُة احلسنة‪.‬‬ ‫جوانب االقتداء بالنبي ﷺ‪.‬‬ ‫ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫واألوالد‪ ،‬واألحفاد‪ ،‬واألقارب‪ ،‬ومع‬ ‫ِ‬ ‫الزوجات‪،‬‬ ‫ويتناول تعامل النبي ﷺ مع أهله من‬ ‫ِ‬ ‫اجلريان‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫من حوله من‬ ‫ِ‬ ‫سبعة فصول‪:‬‬ ‫قسمته إىل‬ ‫وقد ّ‬ ‫النبي ﷺ مع زوجاته‪.‬‬ ‫تعامل ِّ‬ ‫جوانب‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وقد شمل هذا الفصل احلديث عن عدة‬ ‫‪ -‬اجلانب األول‪ :‬تعامل النبي ﷺ مع زوجاته‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لنساء املؤمنني‪.‬‬ ‫‪ -‬اجلانب الثاين‪ :‬تربية النبي ﷺ لنسائه؛ ليك َّن قدو ًة‬ ‫‪ -‬اجلانب الثالث‪ :‬حلول املشكالت يف البيت النبوي‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع أبنائه‪ ،‬وبناته‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع أحفاده‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع أقاربه‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع اجلريان‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع الضيوف‪ ،‬واملستضيفني‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع خواص أصحابه‪.‬‬ ‫ﷺ‬ ‫النبي ﷺ مع بعض الرشائح املجتمع ّية اخلاصة التي هلا بعض‬ ‫َ‬ ‫تعامل ِّ‬ ‫الباب‬ ‫ُ‬ ‫ويتناول هذا‬ ‫خاص يتناسب مع تلك الصفات‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫الصفات التي حتتاج إىل تعامل‬ ‫وقد قسمته إىل ِ‬ ‫ثان فصول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع اخلدم واإلماء‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع ذوي العاهات‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع أصحاب املصائب والبالء‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع الفقراء‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع األغنياء‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع ذوي اهليئات‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع النابغني‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع املتخاصمني‪.‬‬ ‫ﷺ‬ ‫ويتن اول تعامل النبي ﷺ مع بع ض الناس الذين حيتاجون إىل الدع وة‪ ،‬والتأليف أكثر‬ ‫من غريهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مخسة فصول‪:‬‬ ‫قسمته إىل‬ ‫وقد ّ‬ ‫ِ‬ ‫اجلدد‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع املسلمني‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع املستفتني‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع األعراب‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع العصاة واملذنبني‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع املنافقني‪.‬‬ ‫ﷺ‬ ‫ويتناول تعامل النبي ﷺ مع بعض الرشائح العامة يف املجتمع‪.‬‬ ‫وقد قسمته إىل ثالثة فصول‪:‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع عموم النساء‪.‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع كبار الس ِّن‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع الصغار‪.‬‬ ‫ﷺ‬ ‫وقد قسمته إىل فصلني‪:‬‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع اجل ِّن‪.‬‬ ‫الدواب‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫تعامل النبي ﷺ مع‬ ‫التوفيق‪ ،‬والسدا َد‪ ،‬والقبول‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ونسأل اهلل تعاىل‬ ‫اﻟﺒﺎب اول‪:‬‬ ‫ﻗﺪوة ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ‬ ‫الر شول ﷺ القدو ُة احل شنة‬ ‫يق ول اهلل ‪( :D‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ) ]األحزاب‪.[21 :‬‬ ‫ِ‬ ‫أقواله‬ ‫ِ‬ ‫برس ول اهلل ﷺ يف‬ ‫ّأس‬ ‫» ِ‬ ‫هذه اآلي ُة الكريم ُة ٌ‬ ‫كبري يف الت ّ‬ ‫أصل ٌ‬ ‫‪V‬‬ ‫ِ‬ ‫وأحواله«)‪.(1‬‬ ‫ِ‬ ‫وأفعاله‬ ‫وملا أرسله اهللُ تعاىل رمح ًة للعاملني وهداي ًة للناس صار املثل األعىل والقدو َة احلسن َة للذين‬ ‫علو ًا يف األرض وال فساد ًا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يريدون ّ‬ ‫اآلخر‪ ،‬وال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يرجون اهلل واليو َم‬ ‫املرا ُد بالقدوة‪:‬‬ ‫الناس خطا ُه ويت َ‬ ‫ّبعون‬ ‫فالن قدو ٌة« إذا َ‬ ‫كان مم ّ ْن يأتيس ُ‬ ‫فيقال‪ٌ » :‬‬ ‫اسم ملن يقتدى به‪ُ ،‬‬ ‫القدوةُ‪ٌ :‬‬ ‫طريقت ُه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫برسول اهلل ﷺ‪ ،‬وخاص ًة مع كثرة الدّ عاوى الباطلة‬ ‫وما أشدَّ حاج َة املسل ِم اليو َم إىل ّ‬ ‫التأس‬ ‫الشبهات ّ‬ ‫والشهوات ليصدّ وا عن سبيل اهلل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫العرص الذي حيشدُ فيه أعدا ُء اهلل فت َن ّ‬ ‫يف هذا‬ ‫حي ث كونه إمام ًا‪ ،‬وقاضي ًا‪ ،‬وحاك ًا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فأردن ا يف ه ذا الكت اب أن نتك ّل م عنه ﷺ‪ ،‬من‬ ‫ومصلح ًا‪ ،‬ومع ّل ًا‪ ،‬ومر ّبي ًا‪ ،‬وزوج ًا‪ ،‬وأب ًا‪ ،‬ومدي ر ًا‪ ،‬وقائ د ًا‪ ،‬وعامالً‪...‬وغ ري ذلك من‬ ‫جوانب شخص ّيته ﷺ‪ ،‬مستبرصين با ثبت يف السنة الصحيحة من ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ويس ري عىل خطاها؛ ُّ‬ ‫ف كل ما يفعله‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فه و الق دو ُة املث ىل التي ينبغي للمس ل ِم أن يتّبعها‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وقدوة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أسوة‬ ‫أو يقوله‪ ،‬هو فيه ُّ‬ ‫حمل‬ ‫)‪ (1‬تفسري ابن كثري [‪.[391/6‬‬ ‫‪‬‬ ‫فبهداهم اقتد ْه‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫قبله‪ ،‬فق ال تع اىل‪( :‬ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ‬ ‫ِ‬ ‫باألنبياء م ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫باالقت داء‬ ‫أم ر اهلل نب ّي ُه‬ ‫وق دْ َ‬ ‫ﯱ ﯲ) [األنعام‪.[90 :‬‬ ‫ِ‬ ‫كان ه ذا أم ر ًا‬ ‫(ﯱ ﯲ) ق ال اب ن كث ري ‪» :V‬أي‪ :‬اقت د وات ْ‬ ‫ّب ع‪.‬وإذا َ‬ ‫تبع له فيا يرشعه‪ ،‬ويأمرهم به«)‪.(1‬‬ ‫ِ‬ ‫للرسول ﷺ فأ ّمت ُه ٌ‬ ‫للمؤمنني هبم؛ فإهنم‬ ‫ِ‬ ‫األنبياء عر ٌة‬ ‫ِ‬ ‫قصص‬ ‫ش يخ اإلس الم ابن تيمية ‪» :V‬ويف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويقول‬ ‫َ‬ ‫ابتيل ِبه‬ ‫أكثر من ذلك‪ ،‬وال ييأس وا إذا ابتلوا َ‬ ‫بذلك‪ ،‬ويعلموا أن ه قد َ‬ ‫ال ب دَّ أن يبتل وا با ه و ُ‬ ‫املذنب‪ ،‬ويقوى ُ‬ ‫إيان‬ ‫ِ‬ ‫ويت ب‬ ‫املرتاب‪،‬‬ ‫خري‪ ،‬فليتي ّق ِن‬ ‫ِ‬ ‫وكانت العاقب ُة إىل ٍ‬ ‫خري منهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫م ن هو ٌ‬ ‫ِ‬ ‫باألنبياء«)‪.(2‬‬ ‫يصح االتّسا ُء‬ ‫املؤمنني‪ ،‬فبها ُّ‬ ‫وعبادته‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫طاعة اهلل تعاىل‬ ‫ِ‬ ‫‪.1‬الق ّو ُة يف‬ ‫ِ‬ ‫األنبياء عليهم الصال ُة والس ال ُم‪ُ ،‬‬ ‫حيث إهنم‬ ‫وه ذه الصف ُة العظيم ُة م ن أبرز ما يف ِ‬ ‫حياة‬ ‫ِ‬ ‫الناس عبادةً‪ ،‬وصالةً‪ ،‬وإخبات ًا هلل ‪ ،D‬وه ذا معنى قوله تعاىل‪( :‬ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ِ‬ ‫أكث ر‬ ‫ُ‬ ‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ) [ص‪.[45 :‬‬ ‫ِ‬ ‫العبادة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫القوة يف‬ ‫عن عطاء اخلراساين ‪ V‬قال‪(» :‬ﭳ ﭴ ﭵ)‪ ،‬أي‪ :‬أويل‬ ‫والعل ِم ِ‬ ‫بأمر اهلل»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫العبادة‪ ،‬وبرص ًا يف الدين»)‪.(3‬‬ ‫قو ًة يف‬ ‫وعن قتاد َة ‪ V‬قال‪« :‬أعطوا ّ‬ ‫والشواهدُ يف ذكر عبادة األنبياء عليهم الصالة والسالم كثريةٌ‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫إبراهيم ‪( :S‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ‬ ‫ِ‬ ‫لسان‬ ‫قوله تعاىل عىل‬ ‫َ‬ ‫ﯪ ﯫ) [إبراهيم‪.[40 :‬‬ ‫)‪ (1‬تفسري ابن كثري [‪.[190/2‬‬ ‫)‪ (2‬جمموع الفتاوى [‪.[178/15‬‬ ‫)‪ (3‬جمموع الفتاوى [‪.[170/19‬‬ ‫َ‬ ‫إس اعيل ‪( :S‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫وقوله تعاىل يف ِ‬ ‫مدح‬ ‫ﭶ) [مريم‪.[55 :‬‬ ‫وإسحاق ويعقوب ‪( :Q‬ﭑ ﭒ ﭓ‬ ‫َ‬ ‫وقوله تعاىل يف ِ‬ ‫مدح إبراهيم‬ ‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ‬ ‫ﭠ) [األنبياء‪.[73 :‬‬ ‫غفر له‬ ‫وقوته فيها كثري ٌة جدًّ ا‪ ،‬مع أنه قد َ‬ ‫أم ا نب ّينا حممدٌ ﷺ‪ ،‬فالش واهدُ عىل كثرة عبادت ه ّ‬ ‫تأخ َ ر‪ ،‬فهو الذي قال له ربه ‪( :D‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫م ا تقدّ َم من ذنبه وما ّ‬ ‫ﭖ ﭗ) [اإلنسان‪.[26 :‬‬ ‫َ‬ ‫وقال له‪...( :‬ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [مريم‪.[65 :‬‬ ‫وق ال تع اىل‪( :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ)‬ ‫[اإلرساء‪.[79 :‬‬ ‫عبادتهم‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ودعائهم لهُ شبحانهُ م َع ق ّو ِة‬ ‫ْ‬ ‫عهم‬ ‫ذكرهم هلل ‪ ،D‬و شدّ ُة ّ‬ ‫ت شر ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪.2‬كرث ُة‬ ‫ويترضعون‬ ‫لرهبم س بحانه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فكانوا يكثرون من ِ‬ ‫ّ‬ ‫ذكر اهلل يف كل األوقات‪ ،‬وكانوا خيبتون ّ‬ ‫وتنوعها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫له‪ ،‬ويدعونه دعا ًء متواصالً‪ ،‬مع كثرة عبادهتم‪ ،‬وطوهلا ّ‬ ‫ذكر اهلل ‪ D‬كيف كان أنبياؤه ورسله ‪-‬صلوات اهلل وسالمه عليهم‪ -‬يترضعون إليه‬ ‫وقد َ‬ ‫يف قض اء حوائجهم‪ ،‬ويتوس لون إليه بت ام فقرهم إليه ورغبتهم؛ فق ال تعاىل‪( :‬ﭠ ﭡ‬ ‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ‬ ‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ) [األنبياء‪.[84-83 :‬‬ ‫وق ال تعاىل‪( :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫ﮛﮜﮝﮞ ﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ‬ ‫ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ)‬ ‫[األنبياء‪.[90-87 :‬‬ ‫امللات؛ ففي يوم‬ ‫ِ‬ ‫والترضع‪ ،‬وخاص ة يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدعاء‬ ‫كث ري‬ ‫َ‬ ‫وكان ﷺ ش ديد اللج وء إىل اهلل‪،‬‬ ‫عمر ِ‬ ‫بن‬ ‫بدر اش تدت مناجاته لربه‪ ،‬ومناش دته إياه أن ينرصه ومن معه من املس لمني؛ فعن َ‬ ‫هيتف‬ ‫َ‬ ‫فجعل ُ‬ ‫اس تقبل نب ي اهلل ﷺ القبل َة‪ ،‬ثم مدَّ ِ‬ ‫يديه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كان يو ُم ٍ‬ ‫بدر‬ ‫ اب ‪ I‬قال‪ّ :‬ملا َ‬ ‫اخل ّط ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫برب ِ‬ ‫ ه‪» :‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫سقط‬ ‫ِ‬ ‫القبلة حتّى‬ ‫َ‬ ‫مس تقبل‬ ‫هيتف برب ِه مادا ِ‬ ‫يديه‪،‬‬ ‫»‪ ،‬فا َ‬ ‫زال ُ ّ ًّ‬ ‫ِ‬ ‫ورائه‪َ ،‬‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫ثم التزم ُه م ْن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫منكبيه‪ ،‬فأتا ُه أبو ٍ‬ ‫فأخذ رداء ُه‪ ،‬فألقا ُه عىل منكبيه‪َّ ،‬‬ ‫بكر‪،‬‬ ‫رداؤ ُه ع ْن‬ ‫َ‬ ‫وعدك»)‪.(1‬‬ ‫سينجز َ‬ ‫لك ما‬ ‫ُ‬ ‫مناشدتك ر ّب َك؛ فإ ّن ُه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كفاك‬ ‫نبي اهلل‪،‬‬ ‫«يا َّ‬ ‫ذكر اهلل ‪:D‬‬ ‫ؤهم عندَ ِ‬ ‫خ شوعهم وبكاو ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪.3‬‬ ‫(ﮆ ﮇ‬ ‫‪D‬‬ ‫ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬ ‫ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ) ]مريم‪.[58 :‬‬ ‫وكان ُ‬ ‫يقول‪» :‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ أخشى الناس هلل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وكان‬ ‫«)‪.(2‬‬ ‫«)‪.(3‬‬ ‫وكان ﷺ يقول‪» :‬‬ ‫العلم باهلل ‪:D‬‬ ‫بهديهم يف ق ّو ِة ِ‬ ‫ْ‬ ‫االقتداء‬ ‫ُ‬ ‫‪.4‬‬ ‫فأنبياء اهلل ورس له صىل اهلل عليهم وس لم‪ ،‬قد أورثهم هذا العلم تام اإليان واليقني به‬ ‫سبحانه‪ ،‬فهم أعلم الناس باهلل‪.‬‬ ‫)‪ (1‬رواه مسلم [‪.[1763‬‬ ‫)‪ (2‬رواه البخاري [‪ ،]20‬ومسلم [‪– ،]1110‬واللفظ له– عن عائشة ‪.J‬‬ ‫)‪ (3‬رواه الرتمذي [‪ ]3522‬عن أم سلمة ‪ ،J‬وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [‪.[4801‬‬ ‫والعب د كل ا كان أعلم بربه كلا كان أش د تعظي ًا ل ه وإخبات ًا وعب اد ًة وخوف ًا وإخالص ًا‬ ‫وحمب ًة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اآلخرة إال عىل‬ ‫ِ‬ ‫والفالح ال يف الدنيا‪ ،‬وال يف‬ ‫ِ‬ ‫الس عادة‬ ‫َ‬ ‫س بيل إىل‬ ‫قال اب ُن الق ّيم ‪« :V‬ال‬ ‫ينال‬ ‫ِ‬ ‫التفصيل إال من جهتهم‪ ،‬وال ُ‬ ‫ِ‬ ‫واخلبيث عىل‬ ‫َ‬ ‫س بيل إىل معرفة الط ّيب‬ ‫الر ِ‬ ‫س ل‪ ،‬وال‬ ‫أيدي ّ‬ ‫رضا اهلل الب ّت َة إال عىل أيدهيم‪.‬‬ ‫ليس إال هد َهيم‪ ،‬وما جاؤوا به‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واألقوال‪ ،‬واألخالق َ‬ ‫ِ‬ ‫األعال‪،‬‬ ‫فال ّط ّي ُ‬ ‫ب من‬ ‫ُ‬ ‫واألخالق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫األقوال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫توزن‬ ‫الراجح الذي عىل أقواهلم‪ ،‬وأعاهلم‪ ،‬وأخالقهم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫امليزان‬ ‫فهم‬ ‫ُ‬ ‫أهل اهلدى من ِ‬ ‫أهل الضالل‪.‬‬ ‫واألعال‪ ،‬وبمتابعتهم يتم ّي ُز ُ‬ ‫ُ‬ ‫والر ِ‬ ‫وح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والع ني إىل نورها‪ّ ،‬‬ ‫البدن إىل روحه‪،‬‬ ‫رضورة‬ ‫أعظ م من‬ ‫ُ‬ ‫فال رضور ُة إليهم‬ ‫الر ِ‬ ‫س ل فو َقها‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وحاجة ُف ِر َض ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ت‪ ،‬فرضور ُة العبد وحاجت ُه إىل ّ‬ ‫رضورة‬ ‫ف أي‬ ‫إىل حياهت ا‪ُّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بكثري‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫عنك هديه‪ ،‬وما جا َء به طرف َة ٍ‬ ‫غاب َ‬ ‫كاحلوت‬ ‫وصار‬ ‫َ‬ ‫قلبك‪،‬‬ ‫عني‪ ،‬فسدَ‬ ‫وما ظن َّك بم ْن إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫املقالة‪.‬‬ ‫ووضع يف‬ ‫إذا َ‬ ‫فارق املا َء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫حيس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أعظم‪ ،‬ولكن ال ُّ‬ ‫ُ‬ ‫احلال‪ ،‬ب ل‬ ‫الرس ل كهذه‬ ‫فح ال العب د عند مفارقة قلبه ملا جا َء به ّ‬ ‫جلرح بمي ٍ‬ ‫ت إيال ُم‪.‬‬ ‫ٍ ّ‬ ‫حي‪ ،‬وما‬ ‫قلب ٌّ‬ ‫هبذا إال ٌ‬ ‫فيج ب عىل َّ‬ ‫ِ‬ ‫نصح‬ ‫كل من َ‬ ‫ُ‬ ‫كان ت س عاد ُة العبد يف الداري ن معلق ًة هبدي ِّ‬ ‫النبي ﷺ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وإذا‬ ‫خي رج به عن‬ ‫ِ‬ ‫وش أنه ما‬ ‫ِ‬ ‫وس ريته‪،‬‬ ‫يع رف من هديه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وأح ب نجاهت ا‪ ،‬وس عادهتا أن‬ ‫نفس ُه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وشيعته‪ ،‬وحزبه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أتباعه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عداد‬ ‫ُ‬ ‫ويدخل به يف‬ ‫اجلاهلني به‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والفضل بيد اهلل يؤتيه من يش اء‪ ،‬واهلل‬ ‫ٍ‬ ‫ومس تكثر‪ ،‬وحمرو ٍم‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫مس تقل‪،‬‬ ‫والناس يف هذا بني‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الفضل العظي ِم»)‪.(1‬‬ ‫ذو‬ ‫)‪ (1‬زاد املعاد [‪.[69/1‬‬ ‫‪‬‬ ‫بالنبي ﷺ؟‬ ‫ِّ‬ ‫ملاذا نقتدي‬ ‫‪.1‬الأن حياته هي حياة اأكمل النا س‪:‬‬ ‫ف عىل‬ ‫نتعر َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اخت ار ُه اهلل ‪ D‬ع ن عل ٍم‬ ‫فكان ال ب دَّ أن ّ‬ ‫الب رش؛‬ ‫وحكم ة‪ ،‬واصطفا ُه عىل‬ ‫عني اهلل ‪F‬؛ لع ّلها أن تكون نراس ًا حلياتنا‪ ،‬ونجا ًة‬ ‫صنعت عىل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫املباركة التي‬ ‫ِ‬ ‫احلياة‬ ‫هذه‬ ‫أل ّمتنا‪.‬‬ ‫أمر اهلل ‪:D‬‬ ‫ً‬ ‫طاعة ال ِ‬ ‫‪.2‬‬ ‫والتأس هبديه‪ ،‬قال اهلل ‪( :D‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬ ‫ِ‬ ‫باالقت داء به‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ) [األحزاب‪.[21 :‬‬ ‫وق ال‪( :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ)‬ ‫[النور‪.[63 :‬‬ ‫لع شمة اهلل ‪ D‬لهُ ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.3‬‬ ‫فحري بمن‬ ‫يقر عليه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌّ‬ ‫اخلط أ مل َّ‬ ‫وقع منه‬ ‫لل‪ ،‬ولو َ‬ ‫حلف ظ اهلل ‪ D‬ل ُه‪ ،‬وعصمته له من ّ‬ ‫ف عىل هديه‪.‬‬ ‫ويتعر َ‬ ‫ّ‬ ‫وتدرس حيات ُه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫هذه صفاته أن يقتدى به‪،‬‬ ‫حياته ﷺ الع ُ‬ ‫رب‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.4‬يف‬ ‫ِ‬ ‫باإلي ان والتوحيد‪ ،‬أو فيا‬ ‫ِ‬ ‫والعر؛ س وا ٌء م ا يتع ّل ُق‬ ‫ِ‬ ‫العظات‬ ‫ر‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ألن يف دراس ة حيات ه أك َ‬ ‫ِ‬ ‫الباطل وأهله‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الدعوة‪ ،‬والرصا ِع مع‬ ‫يتع ّل ُق بأخالقه وسلوكه‪ ،‬أو هبديه ومنهجه‪ ،‬وصره يف‬ ‫ّ شر‪:‬‬ ‫الفالح والن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ شرط‬ ‫ّبي ﷺ‬ ‫االقتداء بالن ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪.5‬‬ ‫نفلح أبد ًا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫برس ول اهلل ﷺ يف أقواله وأفعاله وش ائله‪ ،‬ومل نقتف أثر ُه؛ فلن َ‬ ‫نتأس‬ ‫فإذا مل َّ‬ ‫ننترص أبد ًا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ولن‬ ‫أحواله‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫كل ا‬ ‫ٌ‬ ‫قدوة يف ِّ‬ ‫ّبي ﷺ‬ ‫‪.6‬الن ُّ‬ ‫النبي‬ ‫النب ي َ‬ ‫األخ؟ ومن ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الزوج؟ ومن‬ ‫َ‬ ‫النبي‬ ‫َ‬ ‫الرجل؟ وم ن ِّ‬ ‫النبي‬ ‫ِ‬ ‫جيع ل اهلل ‪ D‬م ن ِّ‬ ‫أمل‬ ‫النبي قدو ًة لنا‬ ‫ِ‬ ‫جيعل اهلل ‪ D‬ش خص ّي َة ِّ‬ ‫النبي القائدَ ؟ أمل‬ ‫احلاكم؟ ومن ِّ‬ ‫َ‬ ‫النبي‬ ‫الصديق؟ ومن ِّ‬ ‫َ‬ ‫يف كل أحواله؟‬ ‫به‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ شرورة لالقتداءِ ِ‬ ‫ّبي ﷺ‬ ‫ُ‬ ‫معرفة شري ِة الن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫هبديه؟‬ ‫ِ‬ ‫االقتداء لتعرف كيف هتتدي‬ ‫ِ‬ ‫جانب‬ ‫وقفة متأن ٍ‬ ‫ّية عند‬ ‫فال بدَّ إذ ًا من ٍ‬ ‫ّبع سنّت ُه؟‬ ‫كيف تت ُ‬ ‫َ‬ ‫النبي ﷺ أسو ًة لك؟‬ ‫ُ‬ ‫يكون ُّ‬ ‫كيف‬ ‫ال ب د لذلك من االط الع عىل جوانب من حياته وس ريته ومواقف ه وعالقاته بأصناف‬ ‫الناس عىل اختالف أجناسهم وأحواهلم‪.‬‬ ‫بالنبي ﷺ‬ ‫ِّ‬ ‫جوانب االقتداءِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تواطأ عليها‬ ‫األخالق الت ي‬ ‫مجيع م كار ِم‬ ‫حوت َ‬‫ْ‬ ‫إن املتأ ّم َ ل يف س رية ِّ‬ ‫النبي ﷺ جي دُ أهنا‬ ‫ِ‬ ‫البرش‪ ،‬ونبالؤهم‪.‬‬ ‫فضال ُء‪ ،‬ونجبا ُء‬ ‫احل شن‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫اخللق‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫قدوة يف‬ ‫فه َو ﷺ‬ ‫قال اهلل ‪( :E‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ) [القلم‪.[4 :‬‬ ‫ويغضب لغضب ه‪ْ ،‬مل ْ‬ ‫يكن فاحش ًا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الق رآن)‪ ،(1‬ي رىض لرض ا ُه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ف كان خلق ُه ﷺ‬ ‫الس ّي َئة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولكن يعفو‬ ‫ْ‬ ‫صخاب ًا يف األس واق‪ ،‬وال جي زي ّ‬ ‫بالس ّيئة ّ‬ ‫متفحش ًا)‪ ،(2‬وال ّ‬‫ّ‬ ‫وال‬ ‫ويصفح)‪.(3‬‬ ‫ُ‬ ‫رأيت أحد ًا أحسن خلق ًا م ْن رسول اهلل ﷺ«)‪.(4‬‬ ‫قالت‪« :‬ما ُ‬ ‫حيي ‪ْ J‬‬ ‫وع ْن صف ّية بنت ٍّ‬ ‫فعلت‬ ‫ل م‬ ‫ٍ‬ ‫سنني‪ ،‬ما علمت ُه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال ليشء صنعت ُه‪َ :‬‬ ‫تسع َ‬‫أنس ‪« :I‬واهلل لقدْ خدمت ُه َ‬ ‫وقال ٌ‬ ‫فعلت كذا وكذا»)‪.(5‬‬ ‫هال‬ ‫ٍ‬ ‫ليشء تركت ُه‪ّ :‬‬ ‫كذا وكذا؟ ْأو‬ ‫َ‬ ‫ّاس خلق ًا‪ ،‬فأرس لني يوم ًا‬ ‫ِ‬ ‫أحس ن الن ِ‬ ‫ُ‬ ‫رس ول اهلل ﷺ م ْن‬ ‫أن س ‪ I‬أيض ًا‪َ :‬‬ ‫كان‬ ‫َ‬ ‫وق ال ٌ‬ ‫فخرجت حتّى‬ ‫نبي اهلل ﷺ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أذهب‪ ،‬ويف نفيس ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أذهب ملا أمرين به ُّ‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫ُ‬ ‫فقلت‪ :‬واهلل ال‬ ‫ُ‬ ‫حلاجة‪،‬‬ ‫بقفاي م ْن ورائي‪،‬‬ ‫قب ض‬ ‫ُ‬ ‫رس ول اهلل ﷺ قدْ َ‬ ‫ وق‪ ،‬فإذا‬‫يلعبون يف الس ِ‬ ‫َ‬ ‫وهم‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أم ر عىل صبيان‪ْ ،‬‬‫َّ‬ ‫)‪ (1‬رواه مسلم [‪ ]746‬عن عائشة ‪.J‬‬ ‫)‪ (2‬رواه البخاري [‪ ،]3559‬ومسلم [‪ ]2321‬عن عبد اهلل بن عمرو ‪.L‬‬ ‫)‪ (3‬رواه الرتمذي [‪ ]2016‬عن عائشة ‪.J‬‬ ‫ٍ‬ ‫بإسناد حسن كا قال احلافظ ابن حجر يف فتح الباري [‪.[575/6‬‬ ‫)‪ (4‬رواه ال ّط ُّ‬ ‫راين يف األوسط [‪]6578‬‬ ‫)‪ (5‬رواه البخاري [‪ ،]2768‬ومسلم [‪.[2310‬‬ ‫‪‬‬ ‫نعم‬ ‫»‪َ ،‬‬ ‫يضحك‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫قلت‪ْ :‬‬ ‫قال‪ُ :‬‬ ‫فقال‪» :‬‬ ‫وهو‬ ‫فنظرت إليه َ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل)‪.(1‬‬ ‫أذهب يا‬ ‫ُ‬ ‫أنا‬ ‫احللم‪ ،‬والعف ِو‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف‬ ‫ق ال اهلل ‪( :D‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫ﭧ) ]آل عمران‪.[159 :‬‬ ‫ُ‬ ‫غليظ‬ ‫نجراين‬ ‫ِ‬ ‫وعليه ب ر ٌد‬ ‫ّبي ﷺ‪،‬‬ ‫مالك ‪َ I‬‬ ‫بن ٍ‬ ‫أن س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌّ‬ ‫مع الن ِّ‬ ‫«كن ت أميش َ‬ ‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫وع ْن‬ ‫ّبي ﷺ قدْ‬ ‫صفح ة ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب‪ ،‬فجذب ُه جذب ًة ش ديد ًة حتّى‬ ‫ِ‬ ‫عاتق الن ِّ‬ ‫نظرت إىل‬ ‫ُ‬ ‫احلاش ية‪ ،‬فأدرك ُه أعرا ٌّ‬ ‫َ‬ ‫قال‪ :‬مر يل م ْن ِ‬ ‫م ال اهلل ا ّلذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ّث ْ ِ‬ ‫فالتفت‬ ‫َ‬ ‫عندك‪،‬‬ ‫ثم َ ْ‬ ‫الرداء؛ م ْن ش دّ ة جذبته‪َّ ،‬‬ ‫ رت به حاش ي ُة ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بعطاء»)‪.(2‬‬ ‫أمر ل ُه‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ثم َ‬‫فضحك‪َّ ،‬‬ ‫إليه‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف احلياءِ ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫العذراء يف خدرها‪ ،‬فإذا‬ ‫ّبي ﷺ أشدَّ حيا ًء م َن‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫اخلدري ‪َ I‬‬ ‫ٍ‬ ‫«كان الن ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫سعيد‬ ‫ع ْن أيب‬ ‫ِ‬ ‫وجهه»)‪.(3‬‬ ‫رأى شيئ ًا يكره ُه عرفنا ُه يف‬ ‫حمة‪:‬‬ ‫والر ِ‬ ‫فقة ّ‬ ‫ال ش ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف ّ‬ ‫قال اهلل تعاىل‪( :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ) [األنبياء‪.[107 :‬‬ ‫يركع هبا‪،‬‬ ‫رس ول اهلل ﷺ ليل ًة‪ ،‬فقر َأ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ذر ‪َ I‬‬ ‫ق ال‪ّ :‬‬ ‫أصب ح ُ‬ ‫َ‬ ‫بآي ة حتّى‬ ‫ص ىل‬ ‫وع ْن أيب ٍّ‬ ‫ويسجدُ هبا‪( :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ) [املائدة‪،[118 :‬‬ ‫تركع هبا‪ ،‬وتسجدُ هبا‪.‬‬ ‫زلت تقر ُأ ِ‬ ‫هذه اآلي َة حتّى‬ ‫َ‬ ‫أصبحت ُ‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬ما َ‬ ‫قلت‪ :‬يا‬ ‫أصبح ُ‬ ‫َ‬ ‫فلا‬ ‫ّ‬ ‫‪D‬‬ ‫َ‬ ‫قال‪» :‬‬ ‫«)‪.(4‬‬ ‫‪D‬‬ ‫)‪ (1‬رواه مسلم [‪.[2310‬‬ ‫)‪ (2‬رواه البخاري [‪ ،]3149‬ومسلم [‪.[1057‬‬ ‫)‪ (3‬رواه البخاري [‪ ،]6102‬ومسلم [‪.[2320‬‬ ‫)‪ (4‬رواه أمحد [‪ ،]20821‬وحسنه شعيب األرناؤوط‪.‬‬ ‫ّب ي ﷺ يف ٍ‬ ‫نفر م ْن قوم ي‪ ،‬فأقمنا عند ُه‬ ‫ِ‬ ‫وع ن ِ‬ ‫مالك ِ‬ ‫أتيت الن َّ‬ ‫احلويرث ‪ I‬ق ال‪ُ :‬‬ ‫ب ن‬ ‫ْ‬ ‫فلا رأى ش وقنا إىل أهالينا؛ َ‬ ‫قال‪» :‬‬ ‫وكان رحي ًا رفيق ًا‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫عرشي َن ليل ًة‪،‬‬ ‫«)‪.(1‬‬ ‫العهد‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ح شن‬ ‫ِ‬ ‫املحافظة على‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف‬ ‫غرت عىل خدجي َة‪ ،‬وما‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّبي ﷺ ما ُ‬ ‫غرت عىل أحد م ْن نساء الن ِّ‬ ‫ع ْن عائش َة ‪ْ J‬‬ ‫قالت‪ :‬ما ُ‬ ‫ثم يق ّطعها أعضا ًء‪َّ ،‬‬ ‫ثم يبعثها يف‬ ‫الشاةَ‪َّ ،‬‬‫ذبح ّ‬ ‫يكثر ذكرها‪ ،‬ور ّبا َ‬ ‫ّبي ﷺ ُ‬ ‫رأيتها‪ ،‬ولك ْن َ‬ ‫كان الن ُّ‬ ‫ُ‬ ‫فيقول‪» :‬‬ ‫قلت ل ُه‪ :‬كأ ّن ُه مل ْ يك ْن يف الدّ نيا ام رأ ٌة ّإال خدجي ُة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صدائ ق خدجي َة‪ ،‬فر ّبا ُ‬ ‫«)‪.(2‬‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف التّوا ش ِع‪:‬‬ ‫قال اهلل ‪ E‬لنب ّيه ﷺ‪( :‬ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ) ]الشعراء‪،[215 :‬‬ ‫والر ِ‬ ‫فق لفقراء املؤمنني‪،‬‬ ‫ني‪ّ ،‬‬‫وارفق هبم‪.‬أمر ُه اهلل ‪ F‬بالتواض ع‪ ،‬وال ّل ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫جانبك‪،‬‬ ‫لني‬ ‫يعن ي‪ْ ّ :‬‬ ‫وغريهم من املسلمني‪.‬‬ ‫فتنطلق به ُ‬ ‫حيث‬ ‫تأخذ ِ‬ ‫بيده‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وكانت اجلاري ُة‬ ‫ِ‬ ‫الصبيان‪ ،‬فيس ّل ُم عليهم)‪،(3‬‬ ‫يمر عىل‬ ‫ُ‬ ‫فكان ُّ‬ ‫املس اكني)‪،(7‬‬ ‫َ‬ ‫وجيالس‬ ‫ُ‬ ‫وحيلب ش اته)‪،(6‬‬ ‫ُ‬ ‫ويرق ع ثوب ُه)‪،(5‬‬ ‫ُ‬ ‫خيص ف نعل ُه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وكان‬ ‫ش اءت)‪،(4‬‬ ‫ْ‬ ‫أير ٍ‬ ‫يشء‪ ،‬ويعو ُد‬ ‫ِ‬ ‫األرملة واليتي ِم يف حاجتها)‪ ،(8‬وجييب دعو َة من دعاه ولو إىل ِ‬ ‫ويميش مع‬ ‫ُ‬ ‫املريض‪ ،‬ويشهدُ اجلنازةَ‪ ،‬ويركب احلار‪ ،‬وجييب دعو َة ِ‬ ‫العبد)‪.(9‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫)‪ (1‬رواه البخاري [‪ ،]628‬ومسلم [‪.[674‬‬ ‫)‪ (2‬رواه البخاري [‪ ،]3818‬ومسلم [‪.[2435‬‬ ‫)‪ (3‬رواه البخاري [‪ ،]6247‬ومسلم [‪ ]2168‬عن أنس بن مالك ‪.I‬‬ ‫وصححه األلباين يف حتقيق املشكاة [‪.[5809‬‬ ‫ّ‬ ‫)‪ (4‬رواه أمحد [‪ ،]11530‬وع ّلقه البخاري يف كتاب األدب من صحيحه جازم ًا به‪،‬‬ ‫)‪ (5‬رواه أمحد [‪ ]24228‬عن عائشة ‪ ،J‬وصححه األلباين يف التعليقات احلسان [‪.[5647‬‬ ‫)‪ (6‬رواه أمحد [‪ ]25662‬عن عائشة ‪ ،J‬وصححه األلباين يف التعليقات احلسان [‪.[5646‬‬ ‫)‪ (7‬ينظر‪ :‬صحيح مسلم [‪.[2413‬‬ ‫)‪ (8‬رواه النسائي [‪ ]1414‬عن عبد اهلل بن أيب أوىف ‪ ،I‬وصححه األلباين يف التعليقات احلسان [‪.[6390‬‬ ‫)‪ (9‬ينظر‪ :‬مدارج السالكني [‪.[328/2‬‬ ‫‪‬‬ ‫جاعة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ال ش‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف ّ‬ ‫ِ‬ ‫برس ول اهلل ﷺ‪،‬‬ ‫الب أس يو َم ٍ‬ ‫بدر اتّقينا‬ ‫حرض‬ ‫«ل ا‬ ‫ع يل بن أيب طالب ‪َ I‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ق ال‪ّ :‬‬ ‫ع ْن ِّ‬ ‫املرشكني من ُه»)‪.(1‬‬ ‫َ‬ ‫أقرب إىل‬ ‫َ‬ ‫كان‪ْ ،‬أو مل ْ يك ْن أحدٌ‬ ‫وكان م ْن أشدِّ الن ِ‬ ‫ّاس ما َ‬ ‫َ‬ ‫الب أس نتّقي ِبه‪َّ ،‬‬ ‫وإن‬ ‫امحر‬ ‫الراء بن ع ازب َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫قال‪« :‬كنّا واهلل إذا َّ‬ ‫وعن د مس لم ]‪ [1776‬عن‬ ‫ِ‬ ‫ّبي ﷺ«‪.‬‬ ‫جاع منّا ل ّلذي حياذي به ‪-‬يعني الن َّ‬ ‫الش َ‬‫ّ‬ ‫وكان أجو َد الن ِ‬ ‫ّاس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ أحس َن الن ِ‬ ‫ّاس‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫«كان‬ ‫مالك ‪َ I‬‬ ‫بن ٍ‬ ‫أنس ِ‬ ‫وع ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ناس َ‬ ‫ذات ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فزع ُ‬ ‫أش جع الن ِ‬ ‫الصوت‪ ،‬فتل ّق ْ‬ ‫اهم‬ ‫قبل ّ‬ ‫فانطلق ٌ‬ ‫َ‬ ‫ليلة‪،‬‬ ‫املدين ة َ‬ ‫أهل‬ ‫ّاس‪ ،‬ولقدْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وكان‬ ‫عري [أي‪:‬‬‫فرس أليب طلح َة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وهو عىل‬ ‫ِ‬ ‫رس ول اهلل ﷺ راجع ًا‪ ،‬وقدْ‬ ‫ُ‬ ‫الص وت‪َ ،‬‬ ‫س بقهم إىل ّ‬ ‫ْ‬ ‫»‪َ.‬‬ ‫قال‪» :‬‬ ‫يقول‪» :‬‬‫وهو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ يف‪َ ،‬‬ ‫الس ُ‬ ‫ب ال رسج] يف عنقه ّ‬ ‫وكان فرس ًا يب ّط ُأ»)‪.(2‬‬‫َ‬ ‫»‪َ.‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ركب فرس ًا قطوف ًا بطيئ ًا‪ ،‬فعاد بحر ًا ال يسابق‪ ،‬وال جيارى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وهذا من مجلة معجزاته ﷺ كون ُه َ‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف اجلو ِد والكر ِم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫يكون‬ ‫وكان أجود ما‬ ‫َ‬ ‫رس ول اهلل ﷺ أج و َد الن ِ‬ ‫ّ اس‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫«كان‬ ‫اس ‪َ L‬‬ ‫ع ْن ِ‬ ‫اب ن ع ّب ٍ‬ ‫َ‬ ‫القرآن‪،‬‬ ‫َ‬ ‫رمض ان‪ ،‬فيدارس ُه‬ ‫كل ٍ‬ ‫ليل ة م ْن‬ ‫وكان يلق ا ُه يف ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫جري ل‪،‬‬ ‫ح ني يلق ا ُه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رمض ان‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫املرسلة»)‪.(3‬‬ ‫يح‬‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫باخلري م َن ّ‬ ‫فلرسول اهلل ﷺ أجو ُد‬ ‫فقال‪ :‬ال»)‪.(4‬‬ ‫قط‪َ ،‬‬ ‫وعن جابر بن عبد اهلل ‪ L‬قال‪« :‬ما س َئل النّبي ﷺ عن ٍ‬ ‫يشء ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ عىل اإلسال ِم شيئ ًا ّإال أعطا ُه»‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫سئل‬ ‫قال‪« :‬ما َ‬ ‫أنس بن مالك ‪َ I‬‬ ‫وعن ِ‬ ‫فقال‪ :‬يا قو ِم‪ ،‬أس لموا؛ َّ‬ ‫فإن‬ ‫قومه‪َ ،‬‬‫جبلني‪ ،‬فرجع إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫رجل‪ ،‬فأعطا ُه غن ًا َ‬ ‫ب ني‬ ‫ق ال‪« :‬فج اء ُه ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حممد ًا يعطي عطا ًء ال خيشى الفاق َة»)‪.(5‬‬ ‫ّ‬ ‫)‪ (1‬رواه أمحد [‪ ،]1045‬وصححه شعيب األرنؤوط‪.‬‬ ‫)‪ (2‬رواه البخاري [‪ ،]2908‬ومسلم [‪.[2307‬‬ ‫)‪ (3‬رواه البخاري [‪ ،]6‬ومسلم [‪.[2308‬‬ ‫)‪ (4‬رواه البخاري [‪ ،]6034‬ومسلم [‪.[2311‬‬ ‫)‪ (5‬رواه مسلم [‪.[3312‬‬ ‫واخلوف منَ اهلل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫اخل شية‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف‬ ‫ِ‬ ‫كأزيز‬ ‫)‪(1‬‬ ‫أزيز‬ ‫ِ‬ ‫صدره ٌ‬ ‫يصيل ويف‬ ‫َ‬ ‫رس ول اهلل ﷺ ّ‬ ‫«رأيت‬ ‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ف عن ِ‬ ‫أبيه ‪َ I‬‬ ‫ع ن مط ر ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫الرحى م َن البكاء‪ ،‬ﷺ»)‪.(2‬‬ ‫ّ‬ ‫ش بت!»‪َ ،‬‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رس ول اهلل‪ ،‬قدْ‬ ‫قال أبو ٍ‬ ‫بكر ‪« :I‬يا‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫ اس ‪َ L‬‬ ‫وع ن ِ‬ ‫اب ن ع ّب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫«)‪.(3‬‬ ‫»‬ ‫هد يف الدّ نيا والتّنزّ ِه ْ‬ ‫عن مكا شبها‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف الزّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫رأس ه وس اد ٌة م ْن أد ٍم‬ ‫وحتت‬ ‫ٍ‬ ‫حصري ما بين ُه وبين ُه يش ٌء‬ ‫عمر ‪ I‬وهو عىل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دخ ل عليه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلصري يف‬ ‫أثر‬ ‫فرأي ت َ‬ ‫ُ‬ ‫أهب مع ّلق ٌة‪ ،‬قال ُ‬ ‫عمر‪:‬‬ ‫ليف‪ ،‬وعندَ رأس ه ٌ‬ ‫[أي‪ :‬جل د] حش وها ٌ‬ ‫)‪(4‬‬ ‫إن كرى‪ ،‬وقيرص فيا مها ِ‬ ‫فيه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫رس ول اهلل‪َّ ،‬‬ ‫فقلت‪ :‬يا‬ ‫ُ‬ ‫»‪،‬‬ ‫فبكيت‪َ ،‬‬ ‫فقال‪» :‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫جنب ه؛‬ ‫َ‬ ‫«)‪.(5‬‬ ‫رسول اهلل‪َ ،‬‬ ‫فقال‪» :‬‬ ‫ُ‬ ‫وأنت‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حيث أصحابه عىل الزهد يف الدنيا‪ ،‬والتع ّلق باآلخرة كان ُّ‬ ‫حيج عىل‬ ‫كان ُّ‬ ‫الوقت الذي َ‬ ‫ويف‬ ‫دراهم)‪.(7‬‬ ‫ٍ‬ ‫وقطيفة ال تكاد تساوي أربعة‬ ‫رث)‪،(6‬‬ ‫ٍ‬ ‫رحل ٍّ‬ ‫َ‬ ‫بوعد اهلل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ني‬ ‫بات م َع اليق ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف ال ّث ِ‬ ‫قال ل ُه ٌ‬ ‫رجل‪:‬‬ ‫الراء ‪َ I‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫إسحاق ع ْن‬ ‫روى البخاري ]‪ ،[2864‬ومسلم ]‪ [1776‬عن أيب‬ ‫رسع ان الن ِ‬ ‫ّاس‬ ‫ُ‬ ‫ّب ي ﷺ‪ ،‬ولك ْن ّ‬ ‫وىل‬ ‫حنني! َ‬ ‫ق ال‪« :‬ال واهلل ما ّ‬ ‫وىل الن ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ي ا أب ا عار َة و ّل ْ‬ ‫يتم ي و َم‬ ‫ِ‬ ‫احلارث‬ ‫َ‬ ‫س فيان ب ُن‬ ‫ِ‬ ‫البيضاء‪ ،‬وأبو‬ ‫ِ‬ ‫بغلته‬ ‫ّب ي ﷺ عىل‬ ‫هوازن بالن ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّبل‪ ،‬والن ُّ‬ ‫فلقيه م‬ ‫ْ‬ ‫(أوائله م)‬ ‫«‪.‬‬ ‫ّبي ﷺ ُ‬ ‫يقول‪» :‬‬ ‫آخذ بلجامها‪ ،‬والن ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫)‪ (1‬األزيز‪ :‬صوت البكاء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أن جييش جوفه ويغىل بالبكاء‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية [‪.[45/1‬‬ ‫)‪ (2‬رواه أبو داود [‪ ،]904‬وصححه األلباين‪.‬‬ ‫)‪ (3‬رواه الرتمذي [‪ ،]3219‬وصححه األلباين يف صحيح اجلامع [‪.[3723‬‬ ‫)‪ (4‬مجع إهاب‪ ،‬وهو اجللد الذي مل يبدغ‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية [‪.[198/1‬‬ ‫)‪ (5‬رواه البخاري [‪ ،]5843‬ومسلم [‪.[1479‬‬ ‫خلق ٍ‬ ‫بال‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية [‪.[479/2‬‬ ‫)‪ (6‬أي‪ٍ :‬‬ ‫)‪ (7‬رواه ابن ماجة [‪ ]2890‬عن أنس بن مالك ‪ ،I‬وصححه األلباين يف الصحيحة [‪ ]2617‬بمجموع طرقه وشواهده‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫عن امل شيىءِ ‪:‬‬ ‫ّا س والعف ِو ِ‬ ‫رب على الن ِ‬ ‫ال ش ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف ّ‬ ‫يدفع‬ ‫ِ‬ ‫س خ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫غليظ وال ّ‬ ‫«لي س ٍّ‬ ‫وق د جاء وصف ه يف الت ِ‬ ‫باألس واق‪ ،‬وال ُ‬ ‫اب‬ ‫بفظ وال‬ ‫َ‬ ‫ّوراة‪:‬‬ ‫ويصفح»)‪.(1‬‬ ‫ُ‬ ‫بالس ّي ِئة ولك ْن يعفو‬ ‫الس ّيئ َة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّوبة‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫وقدوة يف كرث ِة اال شتغفا ِر والت ِ‬ ‫رسول اهلل ﷺ َ‬ ‫قال‪» :‬‬ ‫َ‬ ‫ع ْن أيب هرير َة ‪َّ I‬‬ ‫أن‬ ‫«)‪.(2‬‬ ‫ٌ‬ ‫قدوة

Use Quizgecko on...
Browser
Browser