مقرر مادة القضايا المجتمعية مستوى أول 2024 PDF

Summary

هذا مقرر في مواد الدراسة المتعلقة بالقضايا المجتمعية، لمستوى أول عام 2024، ويغطي معلومات حول الأدوية المختلفة.

Full Transcript

‫بعض القضايا التي تتعلق بالدواء‬...

‫بعض القضايا التي تتعلق بالدواء‬ ‫‪.1‬لمحَة عا َّمة عن األدوية‬ ‫ي مادة (عدا الطعام أو األجهزة واألدوات) ُمعدّة لالستعمال في‬ ‫ُعرف الدَّوا ُء بحسب القانون األمريكي بأ َّنه أ ّ‬‫ي َّ‬ ‫التشخيص‪ ،‬أو االستشفاء‪ ،‬أو التسكين‪ ،‬أو العالج‪ ،‬أو الوقاية من المرض‪ ،‬أو تهدف إلى التأثير في بنية الجسم أو‬ ‫وظيفته (حبوب منع الحمل مثا ٌل عن األدوية التي تؤثر في وظيفة الجسم‪ ،‬وليس في المرض)‪.‬هذا التعريف الشامل‬ ‫ألغراض قانونية‪َّ ،‬إال أنَّه معقَّد وليس لالستخدام اليومي‪.‬ولذلك‪ ،‬هناك تعريف أكثر بساطة ‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫للدواء‪ ،‬رغم أنَّه مه ٌّم‬ ‫َّ‬ ‫ولكنه عملي ‪ -‬للدواء‪ ،‬وهو أنه أي مادة كيميائية أو بيولوجية تؤثر في الجسم وعملياته‪.‬‬ ‫سارا‪.‬لقد‬ ‫يقتصر استعما ُل بعض األشخاص بشكل غير صحيح لكلمة دواء على أنها تعني مادة تعطي إحسا ً‬ ‫سا ًّ‬ ‫ارتبط االستعمال المفرط والمستمر للمواد المؤثِّّرة في الذهن‪ ،‬دون حاجة طبية‪ ،‬باالستعمال الطبِّّي المناسب لألدوية‬ ‫وبعض األدوية المنتمية لهذا التصنيف لها أغراض طبية مشروعة‪ ،‬والبعض اآلخر تكون‬ ‫ُ‬ ‫خالل التاريخ المعروف‪.‬‬ ‫أهدافه غير مشروعة‪.‬‬ ‫‪.1.1‬األدوية التي تُع َ‬ ‫طى بوصفة طب َّية أو األدوية التي ال تحتاج إلى وصفة طب َّية‬ ‫بموجب القانون‪ ،‬تنقسم األدوية إلى فئتين‪ :‬األدوية التي يحتاج صرفها إلى وصفة طبيَّة واألدوية التي ال يحتاج‬ ‫صرفها إلى وصفة طبيَّة؛‬ ‫‪ -‬فاألدويةُ التي يحتاج صرفها إلى وصفة طبيَّة ‪-‬وهي األدوية التي ال يُع ُّد استعمالها آمنًا إال تحت اإلشراف‬ ‫َّ‬ ‫الطبي فقط ‪ -‬بوجود وصفة طبيَّة من مقدم الرعاية الصحية ال ُمر َّخص قانونيًّا (على سبيل المثال‪ ،‬طبيب‪،‬‬ ‫طبيب أسنان‪ ،‬أو طبيب بيطري)‪.‬‬ ‫‪ -‬األدوية التي ال تحتاج إلى وصفة طبيَّة ‪-‬وهي األدوية التي يُع ُّد استعمالها آمنًا دون اإلشراف الط ِّبّي‬ ‫(مثل األسبرين ‪) -‬تباع دون وصفة طبية‪.‬تُح ّدِّد هيئة الغذاء والدواء )‪ (FDA‬في الواليات المتحدة (وكالة‬ ‫حكومية) األدوية التي تُعطى بوصفة طبيَّة واألخرى التي ال تحتاج إلى وصفة طبيَّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫صصة لدعم النِّظام‬ ‫ِّ ّ‬ ‫والمكمالت وال ُمضافات الغذائية) هي منتجات ُمخ َّ‬ ‫المك ّمالت الغذائية (مثل األعشاب الطبية‬ ‫الغذائي‪.‬قد تحتوي هذه المنتجاتُ على الفيتامينات‪ ،‬أو األحماض األمينية‪ ،‬أو المعادن‪ ،‬أو األعشاب‪ ،‬أو المواد‬ ‫المشتقة من النباتات األخرى (المستحضرات النَّباتيَّة)‪.‬ولكن‪ ،‬نتيجةً لعدم تصنيف المكمالت الغذائيَّة ضمن األدوية‪،‬‬ ‫فإنَّها ال تحتاج إلى موافقة هيئة الغذاء والدواء قبل تسويقها‪ ،‬وال تحتاج إلى الخضوع لنفس المعايير التي تواجهها‬ ‫األدوية من حيث سالمة وفعالية االستعمال‪.‬وبما أنه ال يشترط مطابقة هذه المنتجات لمعايير هيئة الغذاء والدواء‬ ‫من حيث سالمة وفعالية االستعمال‪ ،‬فقد ال تدعي الشركة المصنعة أن المنتج يعالج أمراضًا معينة‪.‬قد تُسبِّّبُ‬ ‫المكمالت الغذائية مشاكل صحية إذا لم تُست َعمل بالشكل الصحيح أو إذا استُعملت بك ّميات كبيرة‪.‬‬ ‫‪.1.2‬أسماء األدوية‬ ‫بعض المعرفة بأسماء األدوية على فهم ال ُملصقات الموجودة على ال ُمنت َج الدوائي‪.‬ولك ِّّل دواء ثالثة أسماء‬ ‫ُ‬ ‫قد تساعد‬ ‫على األقل ‪ -‬االسم الكيميائي واالسم العام (غير ُمسجَّل الملكيَّة أو الرسمي)‪ ،‬واالسم التجاري (ال ُمسجَّل الملكية أو‬ ‫العالمة التجارية)‪.‬‬ ‫يصف االس ُم الكيميائي البنية الذريَّة أو الجزيئيَّة للدواء‪.‬يكون هذا االسم شدي َد التعقيد وصعبًا في االستعمال العام‬ ‫عادةً‪.‬لذلك تقوم هيئة رسمية بتحديد اسم عام للدواء‪.‬‬ ‫نوع معيَّن (صنف) نفس النهاية عادة فمثال‪ ،‬تنتهي أسما ُء جميع حاصرات بيتا‪،‬‬ ‫يكون لألسماء العا َّمة لألدوية من ٍ‬ ‫والمستعملة في ُمعالَ َجة بعض االضطرابات مثل ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬بـالالحقة "لول" (مثل ميتُوبرولول‬ ‫‪ ،metoprolol‬و بروبرانولول ‪.)propranolol‬‬ ‫اختيار االسم التجاري من قبل شركات األدوية التي تقوم بتصنيع أو بتوزيع األدوية‪.‬تُباعُ األدوية ال َمصونة‬ ‫ُ‬ ‫ويجري‬ ‫ببراءة تحت اسم ٍ تجاري عادةً‪.‬يمكن بيع نسخ أو إصدارات عا َّمة من األدوية‪ ،‬ذات األسماء التجاريَّة ال ُمصنَّعة‬ ‫بع َد انتهاء صالحية براءة اختراع الشركة الصيدالنية‪ ،‬تحت االسم العام (مثل ايبوبروفين) أو تحت اسم العالمة‬ ‫التجارية الخاصة بالشركة المصنعة (مثل أدابارين)‪.‬‬ ‫‪.1.3‬المجموعاتُ الدوائيَّة‬ ‫يع ُّد فه ُم المجموعة الدوائيَّة التي ينتمي إليها الدواء مفيدا حيث تُص َّنف األدوية في مجموعا ٍ‬ ‫ت عالجيَّ ٍة عادةً ‪ -‬أي‬ ‫بحسب االضطراب أو العَ َرض الذي تُست َعم ُل في عالجه فمثال‪ ،‬تس َّمى األدوية ال ُمستعملة في معالجة ارتفاع ضغط‬ ‫الدَّم بأدوية الضغط (فرط ضغط الدَّم هو المصطلح الطبي لزيادة ضغط الدم)‪ ،‬وتُس َّمى األدوية ال ُمستَعملة في‬ ‫معالجة الغثيان بمضادَّات القيء (القيء هو المصطلح الطبي للتقيؤ)‪.‬وتُصنَّف األدوية ضمن كل مجموعة عالجية‬ ‫بعض األصناف على طريقة عمل األدوية في الجسم للحصول على تأثيراتها فمثال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫إلى أصناف أو فئات‪.‬وتعتمد‬ ‫مدرات البول ‪ diuretics‬وحاصرات قنوات الكالسيوم ‪ calcium channel blockers‬وحاصرات‬ ‫تعمل َّ‬ ‫‪1‬‬ ‫المحول لألنجيتونسين ‪angiotensin-converting enzyme‬‬ ‫ّ ِّ‬ ‫بيتا ‪ beta-blockers‬ومثبطات اإلنزيم‬ ‫‪(ACE) inhibitors‬وجميع أصناف خافضات ضغط الدم بطرائق مختلفة‪.‬‬ ‫وتطويرها‬ ‫ُ‬ ‫‪.2‬تصمي ُم األدوية‬ ‫اكتُشفَت الكثير من األدوية المستعملة حاليًّا من خالل التجارب التي أجريت على الحيوانات والبشر‪.‬ولكن‪ ،‬يجري‬ ‫حاليًّا تصميم الكثير من األدوية بحيث تستهدف اضطرابًا معيَّنًا بح ِّ ّد ذاته‪.‬يجري تحدي ُد التغيُّرات الكيميائية الحيوية‬ ‫والخلوية غير الطبيعية الناجمة عن المرض‪ ،‬ثم يمكن تصمي ُم المر َّكبات التي قد تمنع حدوث هذه التغيُّرات أو‬ ‫تص ِّ ّححها (من خالل التأثير في مواضع محدَّدة في الجسم)‪.‬عن َد اكتشاف مركب جديد واعِّد‪ ،‬فإنَّه بنيته تخضع‬ ‫للكثير من التعديل بهدف‪:‬‬ ‫‪ -‬تحسين قدرته على استهداف الموضع المقصود )االنتقائية ‪(selectivity‬‬ ‫‪ -‬استمرار ارتباطه بالموضع )األلفة ‪(affinity‬‬ ‫‪ -‬تحسين فعَّاليته (الفاعليَّة)‬ ‫‪ -‬تعزيز سالمة استعماله )تقليل اآلثار الجانبية)‪.‬‬ ‫وهناك عوام ُل أخرى ينبغي مراعاتها‪ ،‬مثل إمكانيَّة امتصاص المر َّكب من خالل جدار األمعاء ومدى ثباته في‬ ‫أنسجة الجسم وسوائله أيضًا‪.‬تنطوي هذه العوام ُل على تأثير الجسم في الدواء )حركيَّة الدواء) وتأثير الدواء في‬ ‫الجسم )ديناميكيَّة الدواء(‪.‬‬ ‫وفي الحالة المثاليَّة‪ ،‬يكون الدواء‪:‬‬ ‫ ذا انتقائية دقيقة لموضع تأثيره‪ :‬حيث يكون له تأثير بسيط أو معدوم في أعضاء الجسم األخرى‪ ،‬م َّما‬ ‫آثارا جانبيةً طفيفةً أو معدومة‪.‬‬ ‫أن له ً‬ ‫يعني َّ‬ ‫القوة والفعاليَّة‪ :‬حيث يمكن استعما ُل جرعات منخفضة‪ ،‬حتى بالنسبة لالضطرابات التي يصعب‬ ‫ شدي َد َّ‬ ‫عال ُجها‪.‬‬ ‫اال عند استعماله عن طريق الفم (يُمتص جيداا من السبيل الهضمي)‪ :‬لالستعمال المألوف‪.‬‬ ‫ فعَّ ا‬ ‫مستقرا أو ثابت اا بدرجة معقولة في أنسجة الجسم وسوائله‪ :‬لذلك فمن الناحية المثالية‪ ،‬يكفي استعما ُل‬ ‫ًّ‬ ‫ ‬ ‫مفعوال في معالجة االضطرابات التي تحتاج‬ ‫ً‬ ‫جرعة واحدة يوميًّا (قد يُفضَّل استعمال األدوية األقصر‬ ‫إلى معالجة قصيرةٍ)‪.‬‬ ‫أن استجابةَ األشخاص لألدوية تكون مختلفة‬ ‫ويجري تحدي ُد الجرعات المعيارية أو الوسطية خالل تطوير الدواء إال َّ‬ ‫ت أخرى‪.‬يجب‬ ‫حيث تؤثِّّر عوام ُل كثيرة ٌ في االستجابة للدواء‪ ،‬والوزن‪ ،‬والتركيبة الوراثية ووجود اضطرابا ٍ‬ ‫لشخص معين‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مراعاة هذه العوامل عندما يُحدد األطباء الجرعة‬ ‫‪.2.1‬مراحل تَطوير العقاقير واألدويَة‬ ‫بكر‬ ‫‪.2.1.1‬التطوير ال ُم ِّ‬ ‫التطوير الُ ُمب ّكِّر‪ :‬تُجرى دراسة لمعرفة مدى فائدة استعمال دواءٍ ُمكتشفٍ أو ُمصنَّع في معالجة اضطراب ما على‬ ‫التطوير المب ّكِّر على جمع المعلومات المرتبطة بطريقة‬ ‫ُ‬ ‫حيوانات المختبر (تُسمى مرحلة التطوير ال ُمبكر)‪.‬يعمل‬ ‫عمل الدواء‪ ،‬ومدى فعاليَّته‪ ،‬واآلثار السامة الناجمة عن استعماله‪ ،‬بما فيها التأثيراتُ المحتملة في القدرة اإلنجابية‬ ‫وصحَّة النَّسل‪.‬وتُستبعَد الكثير من األدوية في هذه المرحلة لما تُظ ِّهره من ُ‬ ‫سميَّة شديدة أو من عدم فعاليَّة‪.‬‬ ‫إذا توصلَّت الدراساتُ إلى إمكانية االستفادة من الدَّواء بع َد التطوير المبكر‪ ،‬يجب الموافقة على البرنامج الذي‬ ‫يصف الدراسة السريرية من قبل مجلس مراجعة مؤسسي )‪ ،(IRB‬ويجري تقديم طلب جديد للعقار )‪(IND‬‬ ‫بالتنسيق مع هيئة الغذاء والدواء )‪.(FDA‬ويمكن عن َد ذلك البدء بدراسة تأثير الدواء على البشر بع َد موافقة هيئة‬ ‫الغذاء والدواء ‪ FDA‬على استعمال هذا الدواء (وتُدعى هذه المرحلة مرحلة الدراسات السريرية)‪.‬‬ ‫سريريَّة‬ ‫الدِّراساتُ ال َّ‬ ‫‪.2.1.2‬‬ ‫تجري هذه الدراساتُ على عدَّة مراحل‪ ،‬وينحصر تطبيقها على المتطوعين الذين أبدوا موافقتهم الكاملة على‬ ‫الخضوع لهذه التجارب للحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء األمريكية‪ ،‬هناك ثالث مراحل من الدراسات‬ ‫السريرية المطلوبة‪:‬‬ ‫✓ تُقيِّّم المرحلة ‪ 1‬سالمة وسميَّة استعمال الدواء لدى البشر‪.‬تُعطى كمياتٌ مختلفة من الدَّواء لعد ٍد قليل من‬ ‫األشخاص األصحاء بسن الشباب لتحديد الجرعة التي تظهر سميتها ً‬ ‫أوال‪.‬‬ ‫تأثير الدواء في اضطراب معيَّن‪ ،‬وتح ّدِّد الجرعة المناسبة لتدبيره‪.‬تُستَعمل كمياتٌ مختلفة‬ ‫َ‬ ‫✓ وتقيِّّم المرحلة ‪2‬‬ ‫ب معيَّن‪ ،‬لمعرفة مدى‬ ‫ٍ‬ ‫باضطرا‬ ‫مصابين‬ ‫شخص‬ ‫ٍ‬ ‫‪100‬‬ ‫َحو‬ ‫ن‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫األشخاص‬ ‫من‬ ‫د‬ ‫ٍ‬ ‫عد‬ ‫من الدواء عند‬ ‫الفائدة من استعماله‪.‬وال يعني الوصول إلى فائدةٍ من استعمال الدواء عن َد الحيوانات‪ ،‬في تجارب التطوير‬ ‫المب ّكِّر‪ ،‬أنَّه ف َّعا ٌل عند البشر بالضرورة‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ت أكبر من البشر (المئات أو اآلالف غالبًا) م َّمن يعانون من االضطراب‬ ‫✓ تختبر المرحلة ‪ 3‬الدوا َء على مجموعا ٍ‬ ‫قدر اإلمكان لألشخاص الذين يمكن أن‬ ‫األشخاص بحيث يكونوا مشابهين َ‬ ‫ُ‬ ‫المستهدف أو المحدَّد‪.‬يُختار‬ ‫وتقارن‬ ‫ِّ‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫جانبية‬ ‫آثار‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ظهور‬ ‫مراقبة‬ ‫مع‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫بعد‬ ‫الدواء‬ ‫الية‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫س‬ ‫يستعملوا الدواء فعال ثم ت ُ َ‬ ‫در‬ ‫ً‬ ‫اختباراتُ المرحلة الثالثة عادة بين تأثير استعمال دواء جديد مع دواء ُمستعمل حاليًّا أو مع دواء وهمي‪ ،‬أو‬ ‫مع كليهما‪.‬‬ ‫وتكررها‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫✓ وباإلضافة إلى تحديد فعالية أو كفاءة الدَّواء‪ ،‬تركِّز الدراساتُ عند البشر على نمط اآلثار الجانبية‬ ‫معرضين لظهور هذه اآلثار (كالعمر والجنس واالضطرابات األخرى‬ ‫وعلى العوامل التي تجعل األشخاص َّ‬ ‫واستعمال أنواع أخرى من األدوية)‪.‬‬ ‫الموافقة‬ ‫‪.2.1.3‬‬ ‫فإن طلبًا الستعمال دواء جديد (متضمنًا بيانات‬ ‫صلت الدراساتُ إلى أن الدواء فعَّا ٌل وآمن بدرجة كافية‪َّ ،‬‬ ‫إذا تو َّ‬ ‫التجارب على الحيوان واإلنسان وإجراءات تصنيع هذا الدواء‪ ،‬ومعلومات وصفه‪ ،‬ونشرة معلومات ال ُمنتج) يُقدَّم‬ ‫اال وآمنًا إلى الدرجة‬ ‫وتقرر ما إذا كان الدواء فعَّ ً‬ ‫إلى هيئة الغذاء والدواء‪ ، FDA‬التي تستعرض جمي َع المعلومات‪ّ ِّ ،‬‬ ‫جاهزا لالستعمال إذا نال موافقة هيئة الغذاء والدواء‪.‬وتستغرق‬ ‫ً‬ ‫التي تسمح بالموافقة على تسويقه‪.‬ويصبح الدوا ُء‬ ‫هذه اإلجراءاتُ نحو عشرة أعوام عادةً‪.‬ال يتجاوز عد ُد األدوية التي يُسمح بتجربتها على البشر خمسة أدوية في‬ ‫المتوسط من أصل ‪ 4,000‬دواء تُجرى دراستها في المختبرات عادةً‪.‬وينال دوا ٌء واح ٌد تقريبًا من ك ِّّل خمسة‬ ‫أدوية ُج ِّ ّربت على البشر الموافقة على االستعمال بع َد اعتماده‪.‬‬ ‫تختلف إجراءاتُ الحصول على الموافقة باختالف البلدان‪ ،‬التي يمكن أن تكون مختلفة عن مثيالتها في الواليات‬ ‫مجرد حصول الدَّواء على موافق ٍة الستعماله في أحد البلدان إمكانيَّة استعمالَه في بل ٍد آخر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المتَّحدة‪.‬ال يعني‬ ‫✓ المرحلة ‪( 4‬ما بعد التَّسويق)‬ ‫بع َد حصول الدواء الجديد على موافقة االستعمال‪ ،‬تُجرى في بعض األحيان المرحلة الرابعة من الدراسات‪ ،‬وينبغي‬ ‫ي ٍ لم يُكتشَف من قِّبل هيئة‬ ‫ي ٍ إضاف ّ‬ ‫أثر جانب ّ‬‫على الشركة المصنعة مراقبة استعماله واإلبالغ الفوري عن َد ظهور أي ٍ‬ ‫المستمرة لل َّد ِّواء‪.‬وتُع ُّد هذه المراقبةُ مه َّمة‬ ‫َّ‬ ‫صى األطباء والصيادلة بالمشاركة في المراقبة‬ ‫الغذاء والدواء‪.‬كما يُو َ‬ ‫تكشف سوى اآلثار الجانبية الشائعة نسبيًّا فقط (والتي تحدث‬ ‫َ‬ ‫قب َل تسويق الدواء‪ ،‬ألنه ال يمكن للدراسات الكبيرة أن‬ ‫كشف اآلثار الجانبية المه َّمة التي تحدث في حالة واحدة‬ ‫ُ‬ ‫بمعدل حالة واحدة لكل ‪ 1,000‬شحص تقريبًا)‪.‬ال يمكن‬ ‫لكل ‪ 10,000‬شخص (أو أكثر) َّإال عن َد استعمال عدد كبير من األشخاص لهذا الدواء‪ ،‬وذلك بعد طرحه في‬ ‫السوق‪.‬‬ ‫آثارا جانبيةً شديدة فعلى‬ ‫ً‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫يس‬ ‫قد‬ ‫الدواء‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫د‬ ‫ٍ‬ ‫جدي‬ ‫ل‬ ‫ٍ‬ ‫دلي‬ ‫ظهور‬ ‫عند‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫الموافق‬ ‫والدواء‬ ‫الغذاء‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫هيئ‬ ‫تسحب‬ ‫وقد‬ ‫نظرا‬ ‫سبيل المثال‪َ ،‬ج َرى سحب فينفلورامين‪ ،fenfluramine‬وهو من مستحضرات األنظمة الغذائية‪ ،‬من السوق ً‬ ‫لتسبُّبه بحدوث اضطرابات خطيرة في القلب عن َد بعض األشخاص الذين استعملوه‪.‬‬ ‫‪.3‬األدوية الوهميَّة‬ ‫األدوية الوهميَّة ‪ placebos‬هي موا ّد تُصنَع بحيث تشبه األدوية‪ ،‬دون أن تحتوي على المادة الدوائية الف َّعالة‪.‬‬ ‫تُصنع األدوية الوهميَّة بحيث تبدو مشابهة تما ًما لألَد ِّويَة الحقيقية‪َّ ،‬إال أنَّها تكون محتوية على مادة غير فعَّالة‪،‬‬ ‫كالنشاء أو الس َّكر‪.‬ويقتصر استعما ُل األدوية الوهميَّة حاليًّا على الدراسات البحثيَّة‪.‬‬ ‫بعض األشخاص الذين يستعملون األدوية الوهميَّة بالتحسُّن‪ ،‬رغم عدم وجود مواد دوائيَّة فعَّالة‪.‬وتظهر عن َد‬ ‫ُ‬ ‫يشعر‬ ‫البعض اآلخر "اآلثار الجانبية"‪.‬وتس َّمى هذه الظاهرة بتأثير الدواء الوهمي‪ ، placebo effect‬والذي يبدو أنه‬ ‫يحدث لسببين‪:‬‬ ‫✓ السببُ األول هو التغيُّر العَ َرضي‪ coincidental change‬؛ حيث تظهر الكثير من الحاالت‬ ‫شعور الشخص الذي يستعمل الدواء الوهمي‬ ‫َ‬ ‫عراض وتزول من دون عالج‪ ،‬لذلك َّ‬ ‫فإن‬ ‫الصحيَّة واأل َ َ‬ ‫فإن الفض َل أو اللوم على النتيجة‬ ‫ع َرضيًّا‪.‬وعن َد حدوث هذا التغيُّر‪َّ ،‬‬ ‫بالتحسُّن أو بتفاقم الحالة قد يكون َ‬ ‫قد يعود بشك ٍل غير صحيح إلى الدواء الوهمي‪.‬‬ ‫إن توقُّ َع قيام الدواء‬ ‫✓ أ َّما السببُ الثاني فهو التوقُّع ‪( anticipation‬الذي يُس َّمى قابلية اإليحاء أحيانًا)‪َّ.‬‬ ‫بعمله غالبًا ما يجعل األشخاص يشعرون بالتحسُّن فعالً‪.‬‬ ‫بدال من المرض الفعلي فمثال‪ ،‬ال يؤدي استعمال الدواء‬ ‫عراض ً‬ ‫التأثير الرئيسي للدواء الوهمي في األ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ويكون‬ ‫بعض األشخاص يكونون‬ ‫َ‬ ‫الوهمي إلى تسريع شفاء العظم المكسور‪ ،‬ولكنه قد يجعل األلم يبدو أق َّل شدَّة‪.‬ويبدو َّ‬ ‫أن‬ ‫األشخاص‪ ،‬الذين لديهم موقف إيجابي تجاه األدوية‬ ‫ُ‬ ‫أكثر استعدادًا لتأثير الدواء الوهمي من غيرهم‪.‬كما يكون‬ ‫َ‬ ‫أكثر استعدادًا لالستجابة للدواء الوهمي من األشخاص الذين لديهم موقف‬ ‫َ‬ ‫والممرضات والمستشفيات‪،‬‬ ‫ِّ ّ‬ ‫واألطباء‬ ‫سلبي‪.‬‬ ‫جري تطوير دواء جديد‪ ،‬يقوم الباحثون المشرفون على الدراسات بالمقارنة بين تأثير الدواء الحقيقي وتأثير‬ ‫عندما يَ ِّ‬ ‫تأثير الدواء الوهمي غير المرتبط بتأثير الدواء الحقيقي‪.‬ولذلك‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫له‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫دواء‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫ألن‬ ‫وذلك‬ ‫الوهمي‪،‬‬ ‫الدواء‬ ‫‪3‬‬ ‫يجب أن يكونَ تأثير األدوية الحقيقية ُممي ًَّزا عن تأثير األدوية الوهميَّة‪.‬وفي العادة‪ ،‬يُعطى نصف المشاركين في‬ ‫النصف اآلخر دوا ًء وهميًا يطابق الدوا َء الحقيقي في المظهر عادةً‪.‬وفي‬ ‫ُ‬ ‫الدراسات الدواء الحقيقي‪ ،‬بينما يُعطى‬ ‫ي المجموعتين استعملت الدواء الحقيقي أو الدواء الوهمي (هذا النوع‬ ‫ُّ‬ ‫أ‬ ‫الباحثون‬ ‫الواقع‪ ،‬ال يعرف المشاركون وال‬ ‫من الدراسة يسمى الدراسة مزدوجة التعمية)‪.‬‬ ‫وعن َد اكتمال الدراسة‪ ،‬تُقارن جميع التغيُّرات ال ُمالحظة عند المشاركين الذين استعملوا الدواء الفعَّال مع التغيُّرات‬ ‫المالحظة عند المشاركين الذين استعملوا الدوا َء الوهمي‪.‬ينبغي أن يكون تأثير الدواء الحقيقي أفض َل بكثير من‬ ‫حدوث تحسُّن عند نَحو ‪ ٪50‬من المشاركين‬ ‫ُ‬ ‫تأثير الدواء الوهمي إلجازة استعماله‪.‬يُالحظ في بعض الدراسات‬ ‫الذين استعملوا الدوا َء الوهمي (مثال على تأثير الدواء الوهمي)‪ ،‬م َّما يجعل من الصعب إظهار ف َّعالية الدواء التي‬ ‫يجري اختباره‪.‬‬ ‫‪.4‬فعاليَّة استعمال الدواء وسالمته‬ ‫تحقيق االستفادة المثلى من المعالجة ال َّد ِّوائيَّة‬ ‫ضررا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫األهداف الرئيسية لتطوير األدوية هي إظهار فعالية وأمان الدواء‪.‬ما دام َّ‬ ‫أن جمي َع األدوية يمكن أن تسبِّّب‬ ‫ُ‬ ‫فإن السالمة نسبية‪.‬يُس َّمى الفر ُق بين الجرعة الفعالة المعتادة والجرعة التي‬ ‫باإلضافة إلى الفائدة التي تق ّدِّمها‪َّ ،‬‬ ‫ضل أن يكونَ هامش السالمة‬ ‫هامش السالمة‪ margin of safety.‬يُف َّ‬ ‫َ‬ ‫آثارا جانبية ًشديدةً أو مهد ِّ ّدةً للحياة‬ ‫تسبِّّب ً‬ ‫واسعًا؛ ولكن عن َد معالجة حالة خطيرة أو عند عدم وجود خيارات أخرى‪ ،‬ينبغي عندها القبول بهامش سالمة‬ ‫فإن األطباء ال يستعملون هذا الدوا َء إال إذا‬ ‫محدود غالبًا‪.‬إذا كانت الجرعةُ الفعالة المعتادة للدواء سا َّمةٌ أيضًا‪َّ ،‬‬ ‫كانت الحالة خطيرة مع عدم وجود بديل أكثر أمانًا‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬تكون األدوية األكثر فائدة فعالة‪ ،‬ويكون معظمها آمنًا‪.‬ويُع ُّد البنسلين ‪ Penicillin‬من هذه األدوية فباستثناء‬ ‫األشخاص الذين لديهم حساسية من البنسلين‪ ،‬فإنَّه من األدوية غير السامة تقريبًا‪ ،‬حتى عن َد استعماله بجرعات‬ ‫كبيرة‪.‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬يمكن أن تتداخل الباربيتورات ‪ barbiturates‬التي كان من الشائع استعمالها كوسيلة‬ ‫خطير في ضغط الدم‪ ،‬وحتى إنَّها يمكن أن‬ ‫ٍ‬ ‫مساعدة على النوم عادة ً مع التنفُّس‪ ،‬وأن تؤ ّدِّي إلى حدوث هبوطٍ‬ ‫ت زائدة‪.‬ويكون ألحدث الوسائل المساعدة على النوم‪ ،‬مثل‬ ‫تتسبَّب في حدوث الوفاة إذا ما استُعملت بجرعا ٍ‬ ‫ً‬ ‫تيمازيبام ‪ temazepam‬وزولبيديم‪ ، zolpidem‬هامش سالمة أوسع مقارنة بهامش سالمة الباربيتورات‪.‬‬ ‫كبير والقليل من اآلثار الجانبية‪.‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫وال يمكن الوصول دائ ًما إلى تصنيع أدوية فعَّالة ذات هامش سالمة ٍ‬ ‫يجب استعما ُل بعض األدوية حتى وإن كان هامش سالمتها محدودًا جدا فمثال‪ ،‬يمكن أن يتسبَّب الوارفارين‬ ‫‪ ،warfarin‬وهو أحد األدوية التي تُست َعم ُل لمنع تجلُّط الدم‪ ،‬في حدوث نَزف؛ ولكنه يُستعمل عن َد الضرورة‬ ‫القصوى مع ضرورة تح ُّمل مخاطر استعماله‪.‬يحتاج المرضى‪ ،‬الذين يستعملون الوارفارين‪ ،‬إلى فحوصات‬ ‫والتحري عن مدى مالءمة الجرعة أو زيادتها أو نقصها لتحقيق‬ ‫ِّ ّ‬ ‫متكررة لمعرفة درجة تأثير الدواء المميِّّعة للدم‪،‬‬ ‫الهدف العالجي؛ والكلوزابين ‪ Clozapine‬مثا ٌل آخر على ذلك‪.‬يُفيد هذا الدواء غالبًا في معالجة األشخاص‬ ‫المصابين بمرض الفُصام بعد فشل جميع األدوية األخرى في العالج‪.‬لكن توجد أثار جانبيَّة خطيرة الستعمال‬ ‫كلوزابين‪.‬ذلك أنَّه قد يُقلل من إنتاج خاليا الدَّم البيضاء‪ ،‬الضروريَّة للوقاية من العدوى‪.‬ونتيجةً لوجود هذا الخطر‪،‬‬ ‫ت دموي ٍة دوريَّة طوا َل فترة استعمالهم لهذا‬ ‫فإنَّه ينبغي على األشخاص الذين يستعملون كلوزابين إجراء اختبارا ٍ‬ ‫الدواء‪.‬‬ ‫الحرص على إخبار مق ّدِّمي‬ ‫ُ‬ ‫آمن وفعا ٍل قدر اإلمكان‪ ،‬يجب‬ ‫وللمساعدة على ضمان سير خطة عالجهم على نح ٍو ٍ‬ ‫الرعاية الصحية باستمرار عن تاريخهم الص ِّ ّحي واألدوية (بما فيها األدوية التي ال تستلزم وصفة الطبيب)‬ ‫و المك ِّ ّمالت الغذائية (بما فيها األعشاب الطبية) ال ُمستعملة حاليًّا‪ ،‬وأية معلومات صحي ٍة أخرى متعلقة بذلك‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب َّأال يترد َّد الشخص في سؤال الطبيب أو الممرضة أو الصيدالني لالستفسار عن أهداف‬ ‫العالج‪ ،‬وعن اآلثار الجانبية والمشاكل األخرى التي قد تحدث‪ ،‬وعن المدى الذي يمكنهم المشاركة فيه لتطبيق‬ ‫خطة العالج‪.‬‬ ‫‪.5‬األخطا ُء الدوائيَّة‬ ‫األخطا ُء الدوائيَّة ‪ Drug errors‬هي األخطاء التي يرتكبها األطباء وممارسو الرعاية الصحية والصيادلة‬ ‫والمرضى عن َد وصف‪ ،‬أو إعطاء‪ ،‬أو استعمال‪ ،‬أو تخزين األدوية‪.‬قد تؤدي األخطاء الدوائيَّة إلى إصابة األشخاص‬ ‫بالمرض‪ ،‬وإلى تفاقم األمراض‪.‬في الواليات المتحدة‪ ،‬ت ُ ّك ُ‬ ‫ِّلف األخطاء الدوائيَّة نظام الرعاية الصحية مبلغًا يصل‬ ‫إلى نَحو ‪ 177‬مليار دوالر (حسب اإلحصائيَّات) سنويًّا‪.‬‬ ‫يمكن أن تنجم األخطاء الدوائيَّة ع َّما يلي‪:‬‬ ‫تشوش عن َد المريض يؤدي إلى استعمال األدوية بشك ٍل خاطئ‪.‬‬ ‫‪ -‬حدوث خلط أو ُّ‬ ‫‪ -‬اختيار األطبَّاء للدواء غير المناسب للحالة‪ ،‬أو كتابة وصفة طبية تنطوي على جرعة خاطئة‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ -‬قراءة الصيادلة للوصفة الطبيَّة بشكل غير صحيح‪ ،‬أو إعطاء عبوة دواء مختلفة عن العبوة الموصوفة‪،‬‬ ‫أو تدوين الجرعة بشك ٍل خاطئ‪.‬‬ ‫‪ -‬قراءة مق ّدِّمي الرعاية للملصق الموجود على عبوة الدواء بشكل غير صحيح‪ ،‬وإعطاء الدواء أو الجرعة‬ ‫بشك ٍل خاطئ‪.‬‬ ‫لشخص آخر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -‬إعطاء مق ّدِّمي الرعاية الدواء‬ ‫ُضعف من قوة الدواء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬تخزين الصيدلي أو الشخص للدواء بطريقة خاطئة‪ ،‬م َّما ي‬ ‫‪ -‬استعمال األشخاص لدواء منتهي الصالحيَّة‪.‬‬ ‫‪ -‬استعمال األشخاص للدواء مع الطعام عندما يكون امتصاص الدواء أفضل إذا ما استُعمل على معدة‬ ‫فارغة‪ ،‬أو من دون طعام عن َد الحاجة إلى أخذه بوجود الطعام لمنع ظهور اآلثار الجانبية‪.‬‬ ‫تشوش ل َدى األشخاص حول موعد وطريقة استعمال‬ ‫حدوث األخطاء الدوائيَّة عادة ً عند حدوث خلطٍ أو ُّ‬ ‫ُ‬ ‫من ال َّ‬ ‫شائع‬ ‫التشوش‬ ‫ُّ‬ ‫األدوية‪ ،‬م َّما يؤدي إلى استعمال دواءٍ آخر أو جرع ٍة مختلفة‪.‬تنطوي األسبابُ الشائعة لحدوث الخلط أو‬ ‫عن َد األشخاص على وضعهم ألكثر من نوع من الدواء في عبوةٍ واحدة‪ ،‬ووجود تعليمات قديمة على زجاجة‬ ‫المدونة على عبوة الدواء‪ ،‬ووجود أكثر من عبوة لنفس الدواء‪ ،‬ووجود الكثير من‬ ‫َّ‬ ‫الدواء‪ ،‬وعدم فهم التعليمات‬ ‫عبوات األدوية التي تثير حيرةَ األشخاص حول العبوة التي ينبغي استعمالها (والعبوة التي هي قيد االستعمال)‪.‬‬ ‫ استعما ُل عبوات أو َحاويات تنظيم األدوية‬ ‫ علبة تنظيم األدوية‬ ‫صا عند استعمال األشخاص ألنواع مختلفة ومتعددة من‬ ‫قد يكون استعما ُل عبوات تنظيم الدواء مفيدًا‪ ،‬وخصو ً‬ ‫يوم من أيَّام األسبوع‪ ،‬ومقسَّمة كذلك إلى ‪ 4‬أوقات‬ ‫ّ‬ ‫األدوية يوميًّا‪.‬تحتوي هذه العبواتُ على أقسام منفصلة ِّ ٍ‬ ‫ل‬ ‫لك‬ ‫األشخاص أو القائمون على رعايتهم بوضع أدوية األسبوع في أقسامها المناسبة‬ ‫ُ‬ ‫مختلفة من اليوم كح ٍ ّد أقصى‪.‬يقوم‬ ‫فمثال‪:‬‬ ‫صف استعمال دواءٍ مرة ً واحدة ً يوميًّا في الصباح‪ ،‬فينبغي وضع جرعة واحدة في قسم "الصباح" لكل يوم‪.‬‬ ‫إذا ُو َ‬ ‫صص‬ ‫وعن َد حلول الوقت المناسب من اليوم‪ ،‬ينبغي أن يستعم َل األشخاص جميع األدوية الموجودة في القسم المخ َّ‬ ‫قسم واحد من علبة توزيع األدوية في الوقت نفسه‪ ،‬فال‬ ‫ونظرا الستعمال جميع األدوية الموجودة في ٍ‬ ‫ً‬ ‫لذلك الوقت‪.‬‬ ‫توجد مشكلة من خلط أو جمع هذه األدوية المختلفة م َعا‪.‬وباإلضافة إلى فائدتها في تذكير األشخاص بمواعيد‬ ‫فإن هذه العبوات أو الحاويات تساعد مق ّدِّمي الرعاية على مراقبة استعمال األشخاص ألدويتهم‪.‬‬ ‫استعمال الدواء‪َّ ،‬‬ ‫ فه ُم وصفات األدوية‬ ‫يحرص األشخاص على فهم طريقة وموعد استعمال الدواء عند استالمهم لألدوية الموصوفة‪.‬وعليهم‬ ‫َ‬ ‫ينبغي أن‬ ‫االستفسار من الصيدالني إذا فاتهم فهم أيَّة تفاصيل متعلِّّقة بطريقة استعمال هذه األدوية‪.‬‬ ‫وصف األدوية‬ ‫ُ‬ ‫ ‬ ‫ت معيَّنة من األشخاص‪.‬يكون‬ ‫صا لمجموعا ٍ‬ ‫يقع األطبا ُء في أخطاءٍ عند وصف األدوية في بعض األحيان‪ ،‬وخصو ً‬ ‫أكثر عُرضةً لهذا الخطر بشكل خاص‪ ،‬ألنهم يحتاجون إلى أدوية‬ ‫األشخاص األكبر سنًّا والنساء الحوامل واألطفال َ‬ ‫ت مختلفة أو إلى كليهما عادة‪.‬تشتمل األخطا ُء األخرى على التداخالت الدوائيَّة‪ ،‬وهي الحالة التي‬ ‫مختلفة أو جرعا ٍ‬ ‫يعمل فيها أح ُد األدوية على زيادة أو خفض تأثير دواءٍ آخر‪.‬‬ ‫فرص حدوث التداخالت الدوائيَّة عن َد الذين يستعملون الكثير من األدوية‪.‬وللح ِّ ّد من هذه المخاطر‪ ،‬يحتاج‬ ‫ُ‬ ‫تزداد‬ ‫األطباء إلى معرفة جميع األدوية التي يستعملها مرضاهم ــ بما فيها األدوية التي يصفها مق ّدِّمو الرعاية الصحيَّة‬ ‫اآلخرين واألدوية التي ال تحتاج إلى وصفة طبيَّة‪.‬يجب أن يحتفظ المرضى بقائمة مكتوبة تنطوي على جميع‬ ‫األدوية والجرعات التي يستعملونها حاليًّا‪ ،‬واصطحاب القائمة إلى ك ِّّل موع ٍد مع أحد مق ّدِّمي الرعاية الصحية أو‬ ‫ُطلب منه إحضارها إلى‬ ‫زيارة لقسم الطوارئ‪.‬وعند الشك بأنواع األدوية التي يستعملها الشخص‪ ،‬ينبغي أن ي َ‬ ‫مواعيد الرعاية الصحيّة القادمة للتحقُّق منها‪.‬‬ ‫رف األدوية وإعطاؤها‬ ‫ص ُ‬‫َ‬ ‫ ‬ ‫قد تُعطى األدوية بشك ٍل غير صحيح في المؤسَّسات والمراكز الصحيَّة‪.‬وقد يُستعم ُل الدواء عند الشخص الخطأ‪،‬‬ ‫أو في الوقت الخطأ‪ ،‬أو بالطريقة الخاطئة فمثال‪ ،‬يمكن تسريبُ دواء ما عن طريق الوريد عندما يفترض ان‬ ‫يُستعمل عن طريق الفم‪.‬كما يجب تسريبُ أدوي ٍة معيَّن ٍة ببطء عن َد استعمالها عن طريق الوريد‪ ،‬مع مراعاة عدم‬ ‫تزامن استعمال أدوي ٍة أخرى معها‪.‬تتوفَّر لدى الكثير من المؤسسات الصحيَّة حاليًّا أنظمة الصيدلية الحاسوبيَّة التي‬ ‫جري التحقُّق منه ومطابقته مع سوار‬ ‫تصرف ك َّل جرعة من أد ِّويَة الشخص الموسومة بشريط ترميزي ( ُكود) يَ ِّ‬ ‫هويَّة الشخص‪.‬وقد تساعد هذه األنظمةُ على خفض نسبة حدوث األخطاء الدوائيَّة‪.‬‬ ‫صحيح لألدوية‬ ‫ التخزي ُن ال َّ‬ ‫يجب على الصيادلة تخزين األدوية بطريقة سليمة فمثال‪ ،‬يجب حفظ الكثير من األدوية بمعز ٍل عن الحرارة‪ ،‬كما‬ ‫عدم تعريضها للحرارة‬ ‫الثالجة‪.‬ويجب أن تراعي الصيدليات التي تطلب شحناتها بالبريد َ‬ ‫ينبغي حفظ بعضها في َّ‬ ‫‪5‬‬ ‫المخزنة بطريق ٍة خاطئة في المنزل‬ ‫َّ‬ ‫نقص في ف َّعالية األدوية‬ ‫المرتفعة خالل شحنها‪.‬ولكن‪ ،‬من المرجَّح حدوث ٍ‬ ‫قب َل تاريخ انتهاء الصالحية بفترة طويلة‪.‬‬ ‫ظه فيها (الثالجة أو مكان‬ ‫ولذلك‪ ،‬يجب أن يتحقَّق المرضى من ُملصق الدواء عن درجة الحرارة التي ينبغي حف ُ‬ ‫بارد)‪.‬ومن ناحي ٍة أخرى‪ ،‬قد تجعل االحتياطاتُ غير الضَّرورية من الصعب على األشخاص استعمال األدوية‬ ‫ظ عبوة األنسولين غير المفتوحة في الثالجة‪ ،‬بينما يمكن غالبًا‬ ‫ضيِّّع وقتهم فمثال‪ ،‬ينبغي حف ُ‬ ‫وفقًا لإلرشادات‪ ،‬وت ُ ّ‬ ‫بأمان خارج الثالجة‪.‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬إذا كان األطفا ُل ال يستطيعون الوصو َل إلى‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫حفظ العبوة المفتوحة‬ ‫طيها أغطية ال يمكن لألطفال‬ ‫الدواء‪ ،‬فإنَّه يمكن حفظ األدوية في عبواتها األساسيَّة المحميَّة من األطفال‪ ،‬التي تُغ ِّ ّ‬ ‫فتحها‪.‬‬ ‫ استعما ُل األدوية المنتهية الصالحية‬ ‫األشخاص األدويةَ المنتهية الصالحيَّة عن طريق الخطأ‪.‬تكون األدوية المنتهية الصالحية َ‬ ‫غير فعالة‬ ‫ُ‬ ‫قد يستعمل‬ ‫أن بعض األدوية (مثل األسبرين أو التتراسيكلين)‬ ‫غالبًا‪ ،‬وذلك نتيجة تراجع تأثير الدواء مع مرور الوقت إال َّ‬ ‫ضررا فعليًا إذا ما استُعملت بع َد تاريخ انتهاء الصالحية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تتف َّكك إلى مواد سا َّمة‪ ،‬وقد تُس ِّّببُ‬ ‫‪.6‬مقاومة المضادات الحيوية‬ ‫مقاومة المضادات الحيوية هي من أكبر المخاطر التي تحيق اليوم بالصحة العالمية واألمن الغذائي والتنمية‪.‬يمكن‬ ‫أن تُلحِّ ق مقاومة المضادات الحيوية الضرر بأي شخص بصرف النظر عن السن وبلد اإلقامة‪.‬تحدث مقاومة‬ ‫المضادات الحيوية بشكل طبيعي‪ ،‬ولكن وتيرة عمليتها تتسرع بفعل إساءة استعمالها عند إعطائها لإلنسان‬ ‫والحيوان‪.‬‬ ‫بات عالج عدوى االلتهابات المتزايدة العدد – من قبيل االلتهاب الرئوي والسل والسيالن – أصعب بعد أن‬ ‫أصبحت المضادات الحيوية التي درجة العادة على استعمالها لعالجها أقل نجاعة‪.‬تؤدي مقاومة المضادات الحيوية‬ ‫إلى تمديد فترة الرقود في المستشفى وارتفاع التكاليف الطبية وزيادة معدل الوفيات‪.‬‬ ‫المضادات الحيوية هي أدوية تستعمل للوقاية من عدوى االلتهابات البكتيرية وعالجها‪ ،‬وتحدث مقاومة المضادات‬ ‫الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة الستعمال تلك األدوية‪.‬وتبدي البكتيريا وليس اإلنسان أو الحيوان‪،‬‬ ‫مقاومة للمضادات الحيوية وقد تسبّب لإلنسان والحيوان عدوى التهابات يكون عالجها أصعب من تلك التي تسببها‬ ‫نظيرتها غير المقاومة للمضادات‪.‬وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى ارتفاع التكاليف الطبية وتمديد فترة‬ ‫الرقود في المستشفى وزيادة معدل الوفيات‪.‬‬ ‫وتمس حاجة العالم إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيوية واستعمالها‪ ،‬وحتى في حال استحداث أدوية جديدة‬ ‫فإن مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديدا ً كبيرا ً ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك األدوية‪ ،‬وهو تغيير‬ ‫يجب أن ينطوي أيضا ً على اتخاذ إجراءات تح ّد من انتشار عدوى االلتهابات بفضل التطعيم وغسل اليدين واالعتناء‬ ‫جيدا ً بنظافة األغذية‪.‬‬ ‫نطاق المشكلة المطروحة‬ ‫‪.6.1.1‬‬ ‫إن مقاومة المضادات الحيوية آخذة في االرتفاع إلى مستويات خطيرة بأنحاء العالم كافة‪ ،‬وثمة آليات مقاومة‬ ‫جديدة آخذة في الظهور واالنتشار على مستوى العالم وهي تهدد قدرتنا على عالج األمراض المعدية الشائعة‪.‬‬ ‫ويوجد قائمة متزايدة من عدوى االلتهابات ‪ -‬مثل االلتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيالن‪ -‬التي أصبح‬ ‫عالجها أصعب‪ ،‬بل مستحيل أحياناً‪ ،‬بسبب تدني نجاعة المضادات الحيوية‪.‬‬ ‫وتزداد ظهور مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها في الحاالت التي يتنسى فيها شراء تلك المضادات من دون‬ ‫وصفة طبية ألغراض االستعمال البشري أو الحيواني‪.‬ويتبيّن أيضا ً في البلدان التي ال تطبق مبادئ توجيهية‬ ‫معيارية في مجال العالج أن العاملين الصحيين واألطباء البيطريين غالبا ً ما يغالون في وصف المضادات الحيوية‬ ‫التي يفرط الجمهور في استعمالها‪.‬‬ ‫وإن لم نعجّل في اتخاذ اإلجراءات فإننا مقدمون على عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن أن تصبح فيه‬ ‫عدوى االلتهابات الشائعة واإلصابات الطفيفة قاتلة مرة أخرى‪.‬‬ ‫الوقاية والمكافحة‬ ‫‪.6.1.2‬‬ ‫تؤدي إساءة استعمال المضادات الحيوية واإلفراط في استعمالها إلى تسريع وتيرة مقاومتها جنبا ً إلى جنب مع‬ ‫تردي الوقاية من عدوى االلتهابات ومكافحتها‪ ،‬ويمكن اتخاذ خطوات على جميع مستويات المجتمع للحد من‬ ‫تأثير تلك المقاومة وتقييد نطاق انتشارها‪.‬‬ ‫األفراد‬ ‫بإمكان األفراد أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بما يلي‪:‬‬ ‫ أال يستعملوا المضادات الحيوية إال بوصف طبية من أحد المهنيين الصحيين المعتمدين‪.‬‬ ‫ أال يطلبوا المضادات الحيوية أبدا ً إذا أخبرهم العاملون الصحيون المعنيون بهم أنها ال تلزمهم‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ أن يحرصوا دوما ً على اتباع نصائح العاملين الصحيين المعنيين بهم عند استعمال المضادات الحيوية‪.‬‬ ‫ أال يتشاركوا أبدا ً في المضادات الحيوية المتبقية أو في استعمالها‪.‬‬ ‫ أن يحرصوا على الوقاية من عدوى االلتهابات عن طريق االنتظام في غسل اليدين وإعداد الطعام‬ ‫الصحي وتجنب مخالطة المرضى والمواظبة على تحديث ما يأخذونه من لقاحات‪.‬‬ ‫راسمو السياسات‬ ‫بإمكان راسمي السياسات أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها‬ ‫بما يلي‪:‬‬ ‫ ضمان وضع خطة عمل وطنية متينة موضع التنفيذ بشأن معالجة مقاومة المضادات الحيوية‪.‬‬ ‫ تحسين ترصد عدوى االلتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية‪.‬‬ ‫ تعزيز السياسات والبرامج وتطبيق تدابير الوقاية من عدوى االلتهابات ومكافحتها‪.‬‬ ‫ تنظيم وتعزيز استعمال األدوية الجيدة النوعية والتخلّص منها كما ينبغي‪.‬‬ ‫ إتاحة المعلومات عن آثار مقاومة المضادات الحيوية‪.‬‬ ‫المهنيون الصحيون‬ ‫بإمكان المهنيين الصحيين أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها‬ ‫بما يلي‪:‬‬ ‫ الوقاية من عدوى االلتهابات عن طريق ضمان نظافة األيدي واألدوات والبيئة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ الحرص على عدم وصف المضادات الحيوية وصرفها إال عند الحاجة إليها وفقا لما تنص عليه المبادئ‬ ‫التوجيهية الحالية‪.‬‬ ‫ إبالغ فرق الترصد بعدوى االلتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية‪.‬‬ ‫ التحدّث إلى المرضى عن كيفية تناول المضادات الحيوية بشكل صحيح وعن مقاومة تلك المضادات‬ ‫ومخاطر إساءة استعمالها‪.‬‬ ‫ التحدّث إلى المرضى عن كيفية الوقاية من عدوى االلتهابات (بوسائل من قبيل التطعيم وغسل اليدين‬ ‫وتغطية األنف والفم عند العطاس)‪.‬‬ ‫دوائر صناعة الرعاية الصحية‬ ‫بإمكان دوائر صناعة الرعاية الصحية أن تقوم في إطار سعيها إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية‬ ‫ومكافحتها باالستثمار في مجال البحث والتطوير فيما يخص المضادات الحيوية واللقاحات وأدوات التشخيص‬ ‫وغيرها من األدوات الجديدة‪.‬‬ ‫قطاع الزراعة‬ ‫بإمكان قطاع الزراعة أن يقوم في إطار سعيه إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫ الحرص على عدم إعطاء المضادات الحيوية للحيوانات إال بإشراف الطبيب البيطري‪.‬‬ ‫ الحرص على عدم استعمال المضادات الحيوية ألغراض تعزيز نمو أو الوقاية من األمراض‪.‬‬ ‫ تلقيح الحيوانات لتقليل حاجتها إلى المضادات الحيوية واستعمال بدائل لتلك المضادات في حال إتاحتها‪.‬‬ ‫ الترويج التباع ممارسات جيدة وتطبيقها في جميع مراحل إنتاج وتجهيز األغذية الحيوانية والنباتية‬ ‫المصدر‪.‬‬ ‫ تحسين أمن المزارع من الناحية البيولوجية والوقاية من عدوى االلتهابات من خالل تحسين شروط‬ ‫النظافة الشخصية ورعاية الحيوانات‪.‬‬ ‫آخر التطورات‬ ‫‪.6.1.3‬‬ ‫مع أنه يجري استحداث بعض المضادات الحيوية الجديدة‪ ،‬فإن من غير المتوقع ألي واحد منها أن يكون ناجعا ً‬ ‫في مكافحة أخطر أشكال البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية‪.‬ونظرا ً إلى سهولة تنقل الناس وتواتر تنقلهم في‬ ‫الوقت الحاضر‪ ،‬فإن مقاومة المضادات الحيوية تمثل مشكلة عالمية تتطلب من جميع البلدان والعديد من القطاعات‬ ‫بذل جهود لحلّها‪.‬‬ ‫اآلثار‬ ‫‪.6.1.4‬‬ ‫يجب استعمال أدوية أغلى ثمنا ً في الحاالت التي ال تعود فيها المضادات الحيوية من الخط األول قادرة على عالج‬ ‫عدوى االلتهابات‪.‬وغالبا ً ما يسفر الرقود لمدة أطول في المستشفيات لعالج االعتالالت عن زيادة تكاليف الرعاية‬ ‫الصحية وإثقال كاهل األسر والمجتمعات بأعباء اقتصادية‪.‬‬ ‫وتتعرض إنجازات الطب الحديث للخطر بفعل مقاومة المضادات الحيوية‪ ،‬وباتت عمليات زرع األعضاء والعالج‬ ‫الكيميائي والعمليات الجراحية‪ ،‬مثل عمليات الوالدة القيصرية‪ ،‬أكثر خطورة من دون توفير مضادات حيوية فعالة‬ ‫للوقاية من عدوى االلتهابات الناجمة عنها وعالجها‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫استجابة المنظمة‬ ‫‪.6.1.5‬‬ ‫يع ّد عالج مقاومة المضادات الحيوية أولوية قصوى بالنسبة إلى المنظمة‪.‬وقد أُق ِّّرت في جمعية الصحة العالمية‬ ‫بأيار‪ /‬مايو ‪ 2015‬خطة عمل عالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات‪ ،‬بما فيها مقاومة المضادات الحيوية‪،‬‬ ‫وهي خطة هدفها ضمان الوقاية من األمراض المعدية وعالجها بأدوية مأمونة وناجعة‪.‬‬ ‫وفيما يلي ‪ 5‬أغراض استراتيجية تحدّدها "خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات‪":‬‬ ‫ زيادة الوعي بظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات وفهمها‪.‬‬ ‫ تعزيز الترصد والبحث‪.‬‬ ‫ تخفيض معدالت اإلصابة بعدوى االلتهابات‪.‬‬ ‫ استعمال األدوية المضادة للميكروبات على الوجه األمثل‪.‬‬ ‫ ضمان استدامة االستثمار في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات‪.‬‬ ‫قطع رؤساء الدول في الجمعية العامة لألمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر ‪ 2016‬التزاما ً باتباع نهج واسع ومنسق‬ ‫في معالجة األسباب الجذرية التي تقف وراء مقاومة مضادات الميكروبات عبر قطاعات متعددة‪ ،‬وخصوصا ً منها‬ ‫صحة اإلنسان وصحة الحيوان والزراعة‪.‬وأكدّت البلدان مجدّدا ً التزامها بوضع خطط عمل وطنية بشأن مقاومة‬ ‫مضادات الميكروبات باالستناد إلى خطة العمل العالمية‪.‬وتعكف المنظمة على دعم الدول األعضاء في مجال‬ ‫وضع خطط العمل الوطنية الخاصة بها بشأن التصدي لتلك المقاومة‪.‬‬ ‫واستجابةً لما يرد في الغرض األول من خطة العمل العالمية‪ ،‬تواصل المنظمة قيادة حملة عالمية متعددة السنوات‬ ‫شنّت أثناء إقامة األسبوع العالمي األول للتوعية‬‫تحت شعار "المضادات الحيوية‪ :‬تعاملوا معها بحرص"‪ ،‬التي ُ‬ ‫بالمضادات الحيوية في نوفمبر ‪.2015‬‬ ‫‪.7‬أزمة نقص الدواء‬ ‫“مدينة الدواء المصرية” … خطوة نحو توطين صناعة الدواء‬ ‫أزمات نقص الدواء بخاصة لمرضى االمراض المزمنة‪ ،‬وتعرض حياة المرضى على اختالف مراحلهم العمرية‬ ‫وحالتهم المرضية‪ ،‬مشهد تم اعتياد رؤيته بشكل يكاد يكون يوميًا خالل عقود بائدة‪ ،‬وهدأت وتيرة هذه المشاهد‬ ‫ألعوام‪ ،‬لكن جاءت كورونا لتعصف بهدوء الملف الدوائي‪ ،‬وكشرت عن خطر جديد يهدد حياة العالم أجمع‪ ،‬وظهر‬ ‫تح ٍد جديد أمام حكومات العالم لتوفير الدواء لمواطنيها بالتوقيت والسعر المناسبين‪ ،‬وحمايتهم من جشع احتكار‬ ‫الدواء‪ ،‬ومن أنفسهم “ثقافة شراهة تناول االدوية الوقائية والمكمالت الغذائية”‪ ،‬ومحاربة ثقافة تخزين الدواء وقت‬ ‫االزمات ‪.‬‬ ‫على الرغم من التأثير السلبي لجائحة كورونا‪ ،‬ورؤيتنا لمشاهد نقص الدواء وأدوات الوقاية االحترازية‪ ،‬والسلع‬ ‫الغذائية بمختلف دول العالم حتى بالدول المتقدمة منها‪ ،‬إال أننا لم نستشعر هذا األثر بالداخل المصري‪ ،‬وبخاصة‬ ‫أزمة نقص أدوية البروتوكول العالجي لكورونا‪ ،‬بهذه الحدة ‪.‬‬ ‫فقد تداركت الحكومة المصرية إلعالن الوباء بالخارج‪ ،‬وتم اتخاذ استباقية في هذا الشأن‪.‬لكن هذه األزمة أكدت‬ ‫على مبدأ أن امتالك الدولة لمخزون استراتيجي من الدواء هو قضية أمن قومي‪.‬وعلى الرغم من األهمية القصوى‬ ‫لتأمين مخزون استراتيجي من الدواء والذي أكدته الجائحة إال أن مشروع “مدينة الدواء المصرية” ليس وليد‬ ‫األزمة‪ ،‬بل يرجع فكرة بناء المدينة إلى ‪ 8‬سنوات مضت‪ ،‬بمقترح من اللواء طبيب الراحل صالح الشاذلي‪.‬‬ ‫ مواصفات المشروع‬ ‫تقع مدينة الدواء الجديدة »‪ «Gypto pharma‬في مدينة الخانكة بالقليوبية‪ ،‬واحدة من أكبر المدن من نوعها‬ ‫على مستوى الشرق األوسط‪ ،‬مقامة على مساحة ‪ 180‬ألف متر مربع‪ ،‬بطاقة إنتاجية ‪ 150‬مليون عبوة سنويا‪.‬‬ ‫وتم تخصيص أرض مجاورة بمساحة ‪ 10‬آالف متر مربع إلنشاء محطة كهرباء بقدرة ‪ 50‬ميجا فولت أمبير‬ ‫لالعتماد عليها في تشغيل المشروع وأي توسعات مستقبلية محتملة‪ ،‬كما تم تنفيذ ‪ 10‬شبكات أخرى طبقا‬ ‫للمواصفات المصرية والدولية‪.‬‬ ‫والمشروع تم تنفيذه على مرحلتين؛ المرحلة األولى على مساحة ‪ 120‬ألف متر مربع‪ ،‬وتم انشاء مصانع‬ ‫االدوية التقليدية على مساحة ‪ 33‬ألف متر مربع‪.‬وتتكون من جزءين‪:‬‬ ‫✓ الجزء األول هو مصنع االدوية غير العقيمة والتي تشمل االدوية الصلبة واألودية غير الصلبة واالشربة‪.‬‬ ‫بإجمالي ‪ 10‬خطوط انتاج‪.‬ويوفر ما تحتاجه الدولة من أدوية بكل األشكال الصيدلية‪ ،‬من أقراص‪،‬‬ ‫وكبسوالت‪ ،‬وفوارات‪ ،‬ومستحضرات دوائية للشرب‪ ،‬والكريمات‬ ‫✓ الجزء الثاني وهو المنطقة العقيمة وهو عبارة عن خمس خطوط انتاج‪.‬‬ ‫وتم تجهيز جميع خطوط اإلنتاج بأحدث الماكينات والتكنولوجيا الحديثة بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية‬ ‫بأوروبا والواليات المتحدة وكوريا الجنوبية‪ ،‬باإلضافة إلى بناء مخازن على مساحة وصلت لـ ‪ 7000‬متر مربع‪.‬‬ ‫وارتفاع ‪ 15‬متر‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ويحتوي المشروع على ‪ ١٥‬منطقة إنتاج‪ :‬منطقة إنتاج المحاليل الوريدية وإنتاج الفايالت وإنتاج االمبوالت‪،‬‬ ‫وقطرات العين واألذن‪ ،‬ومحطة إنتاج المياه المقطرة‪ ،‬والمعالجة والنقية‪ ،‬ومنطقة تجميع وخروج مخلفات التصنيع‪،‬‬ ‫ومنطقة الكبسوالت الرخوة‪ ،‬ومنطقة استالم المنتج الخام‪ ،‬وتجهيز مواد التعبئة والتغليف‪ ،‬ووزن الخامات العقيمة‪،‬‬ ‫ووزن المستحضرات الصلبة وشبه الصلبة والرخوة‪ ،‬ومصنع انتاج بنج االسنان‪ ،‬ومصنع انتاج المستحضرات‬ ‫الصلبة وشبه الصلبة‪ ،‬ومصنع إنتاج األشربة‪ ،‬ونقاط الفم‪ ،‬والمخازن‪ ،‬والمغسلة‪.‬‬ ‫كما تحتوي المدينة على قاعة للمؤتمرات ومطعم للعاملين ومسجد‪ ،‬ومنطقة خدمات‪ ،‬ومبنى إداري‪ ،‬ضمن المرحلة‬ ‫األولى التي استغرقت عامين ونصف لثالث سنوات‪.‬‬ ‫فيما سيكون هناك مرحلة ثانية سيتم تنفيذها على مساحة ‪ 60‬ألف متر مربع‪ ،‬وستكون مخصصة للدخول في مجال‬ ‫األدوية المتخصصة (األورام‪ ،‬الهرمونات‪ ،‬المضادات الحيوية) لطرحها بأسعار مناسبة للجمهور‪.‬‬ ‫والمشروع مزود بأحدث التقنيات والنظم العالمية في إنتاج الدواء لتصبح بمثابة مركز إقليمي يجذب كبري‬ ‫الشركات العالمية في مجال الصناعات الدوائية واللقاحات‪.‬فتعمل ماكينات «مدينة الدواء» بشكل إلكتروني‬ ‫بالكامل‪ ،‬وفي حال وضع العامل ليده داخل الماكينة أو فتحها تتوقف بشكل تام عملية التصنيع‪ ،‬ويقتصر دور‬ ‫الكوادر البشرية على وضع بيانات ومعلومات التشغيل على الماكينات الحديثة فقط‪.‬‬ ‫ومجهز بكاميرات للتعرف على األدوية غير المطابقة للمواصفات من ناحية الوزن أو اللون أو أي شيء بشكل‬ ‫«أوتوماتيكي»‪ ،‬للوصول ألعلي مستويات الجودة‪.‬كما تعتمد على أعمال التنظيف الذاتي اإللكتروني ما يساعد‬ ‫على استمرار االنتاج في المصانع‪.‬‬ ‫وتطبق مدينة الدواء ما يُعرف بـ«ممارسات التصنيع الجيد للدواء»‪ ،‬حيث تطبق أعلى معايير الجودة‪ ،‬مع توفير‬ ‫نظام حوكمة إلكتروني‪ ،‬مع االهتمام بالموارد البشرية لتوفير عامل ُمدرب ُمحترف‪ ،‬ويعمل بها قرابة ‪ 200‬عامل‬ ‫في المدينة بالكامل‪ ،‬حيث إنها تعمل بشكل مميكن بالكامل‪.‬‬ ‫ معامل بحث‬ ‫ويتواجد في المدينة‪ ،‬معامل بحث وتطوير وتوكيد جودة‪ ،‬فالمدينة بمثابة ركيزة أساسية في اكتشافات جديدة‬ ‫للمستقبل‪ ،‬من خالل معامل مجهزة إلجراء اختبارات الدواء قبل وبعد التصنيع والتأكد من جودتها‪ ،‬وهو ما يسهم‬ ‫بشكل مباشر في تطوير صناعة الدواء بمصر‪.‬مع وجود خطط تسويقية عبر دعوة األطباء لزيارتها للتعريف‬ ‫بأدويتها‪ ،‬والتعاون سويا ً في نشر ثقافة «التحكم في األمراض»‪ ،‬حيث إن دور الهيئة لن يكون تصنيعي فقط‪ ،‬ولكن‬ ‫تثقيفي أيضا ً‪.‬‬ ‫فستعمل مدينة الدواء على نشر الثقافة الدوائية السليمة‪ ،‬بما يعمل على ترشيد االستخدام الخاطئ للدواء‪ ،‬ليكون‬ ‫استخداماته هي «االستخدام ذو الحاجة» فقط‪ ،‬دون إسراف في استخدام األدوية نظراً ألخطارها على الجسم‪.‬‬ ‫تأمين األدوية الحيوية للدولة‬ ‫تقوم المدينة بتصنيع أدوية األمراض المزمنة والضغط والقلب والكلى والمخ واألعصاب‪ ،‬والمضادات الحيوية؛‬ ‫حيث إنها مستحضرات أساسية تمس حياة المواطنين‪.‬باإلضافة إلى أدوية تُستخدم في بروتوكوالت عالج فيروس‬ ‫كورونا المستجد «كوفيد ‪ ،»19-‬حيث إن هدف المدينة األساسي هو تأمين األدوية الحيوية للدولة‪.‬ومن المقترح‬ ‫أن تهتم المرحلة الثانية من المدينة بتصنيع أدوية السرطان لطرحها بأسعار مناسبة في السوق المصري‪.‬كذلك من‬ ‫ال ُمقرر أن تشتمل مدينة الدواء على توسعات مستقبلية‪ ،‬تشمل الدخول في عالم إنتاج األمصال واللقاحات في وقت‬ ‫الحق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وستعمل المدينة أيضا على االهتمام بكل شيء بداية من نوعية الدواء وفعاليته‪ ،‬وشكل العبوة الدوائية نظرا ألثرها‬ ‫من الناحية النفسية‪ ،‬وصوالً إلى جودة المستحضرات والمنتجات التي يتم تصنيعها منها‪ ،‬حتى تخرج منتج يُضاهي‬ ‫ما يتم تصنيعه في المنشآت العالمية‪.‬‬ ‫ تصدير ربع االنتاجية‬ ‫وتستهدف المدينة التكامل مع شركات القطاع الخاص عبر تعاون كبير معها‪ ،‬مع العمل على تلبية احتياجات السوق‬ ‫المحلية في مراحل المشروع األولى‪ ،‬ثم التصدير بنسب تتراوح بين ‪ 25‬إلى ‪ %30‬من إنتاج «المدينة» على‬ ‫مراحل‪.‬‬ ‫حيث تتعاون مدينة الدواء أيضا ً مع هيئة الدواء المصرية في توفير األدوية االستراتيجية التي يوجد لها «فاتورة‬ ‫استيرادية عالية»‪ ،‬حتى تكون ُمتاحة للمواطن المصري بـ«أسعار مقبولة»‪ ،‬باإلضافة لتصنيع أي أدوية بها نواقص‬ ‫بالسوق المحلية‪.‬وتسعى المدينة إلى الحصول على شهادات االعتماد األوربية حتى يتم فتح أسواق ألوروبا لتصدير‬ ‫األدوية المنتجة على أرض مصر‪.‬‬ ‫ مركزا إقليميا لصناعة الدواء‬ ‫“ مدينة الدواء بالخانكة” واحدة من أهم المشروعات القومية‪ ،‬وتم إنشائه باألساس لتصبح مصر مركزا إقليميا‬ ‫لصناعة الدواء في الشرق األوسط باالعتماد على زيادة التعاون بين الدولة والقطاع الخاص‪.‬ومن ثم السعي‬ ‫للتصدير إلى الدول األفريقية‪ ،‬كما كان إلنشاء المدينة أهداف أخرى‪ ،‬كضبط سوق الدواء والعمل على مواجهة‬ ‫‪9‬‬ ‫نقص األدوية‪ ،‬ومنع أي ممارسات احتكارية‪ ،‬وقبل ذلك كله تقديم عالج دوائي عالي الجودة وآمن ويضاهي الجودة‬ ‫العالمية وبسعر مناسب‪.‬‬ ‫ويأتي هذا المشروع الواعد في إطار تحقيق رؤية مصر ‪ 2030‬التي تهدف إلى خلق اقتصاد متنوع قائم على‬ ‫االبتكار والمعرفة‪.‬وتتبنى الحكومة المصرية هذه االستراتيجية منذ عام ‪ 2014‬بهدف تحقيق التنمية الشاملة‬ ‫وتعزيز جودة الحياة في مصر‪.‬‬ ‫فتتمتع صناعة المستحضرات الطبية في مصر بفترة تطور كبير في السنوات األخيرة‪ ،‬كما انها تعد فرص رائدة‬ ‫في سوق حيوية‪ ،‬فهناك تطورا ً كبيرا ً حدث خالل السنوات الثالث الماضية‪ ،‬فوصل حجم مبيعات سوق الدواء‬ ‫المصري خالل عام ‪ 2018‬إلى ‪ 96.1‬مليار جنيه‪ ،‬فيما وصل حجم المبيعات عام ‪ 2020‬إلى ‪ 125‬مليار جنيه‪،‬‬ ‫منها ‪ 90‬مليار جنيه حققها القطاع الخاص و‪ 35‬مليارا ً حققتها المؤسسات والشركات التابعة للدولة‪ ،‬مما يشير إلى‬ ‫الدور القوي الذي يقوم به القطاع الخاص المصري‪ ،‬وكذا تشجيع الدولة له‪.‬‬ ‫وتصل نسبة التصنيع المحلى الحتياجات الدولة من الدواء إلى نسبة ‪ ،%88‬و‪ %12‬فقط يتم استيرادها‪ ،‬لذا اتجهت‬ ‫الدولة إلي التركيز على البعد االستراتيجي لتحقيق االكتفاء الذاتي من االحتياجات الدوائية من خالل المشروع‬ ‫العمالق لمدينة الدواء التي تم افتتاحها اليوم‪ ،‬باإلضافة إلي مشروع “تجميع وتصنيع مشتقات البالزما”‪ ،‬فنسبة الـ‬ ‫‪ % 12‬من االدوية التي تقوم مصر باستيرادها تتضمن أدوية عالج السرطان‪ ،‬وهي أدوية شديدة التعقيد وشديدة‬ ‫التقدم‪ ،‬وتهدف الدولة إلي تحقيق االكتفاء الذاتي منها‪.‬‬ ‫ويتفق الخبراء على أن صناعة المستحضرات الطبية في مصر إيجابية للغاية‪ ،‬كما أن النمو السكاني السريع‬ ‫والتوسع في تغطية الرعاية الصحية والنفقات هي عوامل رئيسية للنمو‪ ،‬وكذلك زيادة الوعي بالقضايا الصحية‬ ‫وتحديث صناعة الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫كما أن مصر تمتلك أكبر قاعدة لتصنيع األدوية في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬فيوجد حاليا ً ‪152‬‬ ‫مصنع أدوية على مستوي الجمهورية و‪ 40‬مصنعا ً آخر تحت اإلنشاء‪ ،‬وأكثر من ‪ 700‬خط إنتاج‪.‬ومشروع‬ ‫“مدينة الدواء”‪ ،‬سيكون مركزا ً عالميا ً بكل المقاييس‪ ،‬ليس فقط من شأنه تحقيق االكتفاء الذاتي من الدواء‪ ،‬بل‬ ‫وتصديره خالل المرحلة المقبلة‪.‬‬ ‫‪.8‬دخالء مهنة الصيدلة‬ ‫تعد الصيدلة من أقدم العلوم التي اكتشفت في القرن الثاني عشر الميالدي‪..‬وهناك العشرات من كليات الصيدلة‬ ‫«الحكومية والخاصة» في مصر‪ ،‬التي يتخرج منها نحو ‪ 14‬ألف صيدلي سنويا‪ ،‬وذلك بعد عدة سنوات دراسية‬ ‫متكاملة للحصول على شهادة علمية تؤهله لممارسة تلك المهنة‪ ،‬سواء في الصيدليات أوالمستشفيات‪ ،‬خالفا لدور‬ ‫الصيدلي «اإلكلينيكي» حاليا في بعض المستشفيات ومراكز األورام للمساعدة في تقديم الخدمة الطبية‪ ،‬بالتعاون‬ ‫مع األطباء‪.‬‬ ‫العمل بالصيدلة ليس باألمر اليسير‪ ،‬فالصيدلة علم‪..‬والعاملون في هذا التخصص يحتاجون إلى علم‪.‬وعلى صاحب‬ ‫الصيدلية أن يكون في األساس صيدليا مرخصا له بمزاولة المهنة‪..‬لكن الحقيقة المغايرة للواقع‪ ،‬أن آالف‬ ‫الصيدليات المنتشرة في ربوع مصر من أسوان وحتى السلوم‪ ،‬ترى فيها غير المختصين والدخالء بشهادات‬ ‫أخري‪ ،‬يصرفون الدواء‪ ،‬بل يقررون إعطاء أنواع معينة‪ ،‬عندما يشتكي المريض لهم من آالم‪ ،‬وقد تفلح تجربة‬ ‫غير الصيدلي‪ ،‬بل تتحقق فعال في شفاء المريض‪ ،‬ويكون غير الصيدلي ربما أشطر من الصيدلي بسبب الخبرة‬ ‫المتراكمة عبر سنوات طوال‪..‬خالفا لترخيص «الصيدلية» على الورق باسم صيدلي‪ ،‬ويملكها آخرون ال يحملون‬ ‫شهادة «الصيدلة»‪..‬وهنا تدور التساؤالت لتحديد الدور الرقابي على الصيدليات لمتابعة غير المختصين في أثناء‬ ‫عملهم؟ وهل هذه الوظيفة متعارف عليها في العالم كله أم أننا دائما ما نأتي بالجديد؟‬ ‫إن هذا الملف هو من أوائل الظواهر المقلقة جدا للمجتمع الصيدلي‪ ،‬وذلك لألهمية الكبرى للتعامل مع األدوية‬ ‫وإعطائها للمرضي‪ ،‬حيث أن مجلس النقابة أقر بوجود لجنة دائمة من لجان المجلس تحت مسمى «مواجهة‬ ‫الدخالء»‪ ،‬وذلك للتصدي لكل من يمارس مهنة الصيدلة دون وجود التصريح القانوني الالزم لممارسة تلك المهنة‪،‬‬ ‫حيث أن الدخالء على المهنة ينقسمون إلى قسمين ‪ ،‬األول هو الشخص الذى يستغل اسم الصيدلي على الورق‬ ‫ألخذ الترخيص فقط‪ ،‬وهو غير مؤهل لذلك‪ ،‬وهذا الفعل جرمه القانون بالغرامة أو الحبس‪ ،‬الفتا إلى أن عدد‬ ‫الصيدليات في مصر يصل إلى نحو ‪ 70‬ألف صيدلية‪ ،‬وأن نحو ‪%15‬من تلك الصيدليات مملوكة لغير الصيادلة‪،‬‬ ‫أي أكثر من ‪ 10‬آالف صيدلية‪ ،‬وهذا يؤدى إلى حالة من حاالت اإلساءة للمجتمع الصيدلي‪ ،‬وأيضا حدوث كوارث‬ ‫طبية للمرضى ‪.‬أما القسم الثاني تكون فيه الصيدلية مملوكة للصيدلي‪ ،‬بينما القائمون عليها أصحاب مؤهالت‬ ‫أخري‪ ،‬وهذا أيضا يعد شيئا مقلقا‪ ،‬لذا ينبغي أن يكون هناك دور محدد لغير المؤهلين‪ ،‬عن طريق مساعدة الصيدلي‬ ‫فى بعض الشئون اإلدارية ومساعدة الصيدلي في بيع أنواع أخرى موجودة في الصيدليات مثل مستحضرات‬ ‫التجميل والشامبو وبعض المستلزمات الطبية ومستحضرات األطفال وغيرها‪ ،‬بعيدا عن األدوية والجرعات الطبية‬ ‫التى يتم تحديدها‪ ،‬باإلضافة إلى تفاعالت بعض األدوية مع غيرها‪ ،‬وهذا يكون أدرى به الصيدلي فقط ‪ ،‬لذلك فإن‬ ‫‪10‬‬ ‫األمر يحتاج إلى تقنين أكثر صرامة يتضمن مجلس النواب و تفعيل دور نقابة الصيادلة للتصدي لهذا الملف الشائك‬ ‫في منح التراخيص مع وزارة الصحة ‪ ،‬حتى نستطيع حماية المهنة والمرضى‪.‬‬ ‫‪.9‬خلطات العطارين واألدوية العشبية‬ ‫ت مختلفة‬ ‫ترويج لمنتجا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫من يُتابع النشرات اإلعالمية المتعددة وخاصة الدعائية فإنه يجز ُم بأنها ال تكاد تخلو من دعاي ٍة أو‬ ‫على أنها أعشاب طبيعية أو مستخلصاتٌ عشبية تستخدم في عالج العديد من األمراض المختلفة أو في إنقاص الوزن‬ ‫يعزز من انتشارها‪.‬‬‫والتخسيس‪ ،‬ويُدعّي من يروجها بأنها آمنة وال تتسبب في أضرار جانبية وهذا ما ّ‬ ‫كما نجد قيام بعض العطارين بعمل خلطات عشبية عشوائية وبيعها بادعاءات طبية لعالج ضغط الدم والسكر والعقم والتكيس‬ ‫في المبايض والضعف الجنسي وغيرها من األمراض المستعصية‪.‬‬ ‫وبعد شيوع هذا النوع من الدعاي ِّة عن الخلطات العشبية‪ ،‬سواء المحضرة محليا ً عند العطارين أو المستوردة من الخارج فإنه‬ ‫البد من توجيه وتثقيف المستهلك البسيط لحمايته من الغش والتدليس والخداع من تلك اإلغراءات‪.‬‬ ‫‪.9.1‬تحذير من خلطات العطارين‪:‬‬ ‫‪.1‬يقوم العطارون بتحضير خلطاتهم العشبية بطرق عشوائية غير مدروسة من حيث نسب األعشاب الموجودة في الخلطة‪،‬‬ ‫بسبب جهلهم بالمواد الفعالة والغير فعالة في العشب مما يجعل تلك الخلطات خطرا ً على المستهلك‪.‬‬ ‫‪. 2‬مصطلح "أعشاب طبيعية" الذي يستعمله العطارون للترويج عن خلطاتهم ال يعني أنها آمنة وليس لها أضرار صحية‬ ‫عند االستخدام أو كما يُقال إن لم تنفع فهي ال تضر‪ ،‬فالعديد من األعشاب قد تكون سامة بسبب بنيتها الكيماوية وتسبب آثار‬ ‫جانبية مثل التليف في الكبد أو الفشل الكلوي والعقم أو السرطان كما تضر بالجهاز الهضمي واألوعية الدموية‪.‬‬ ‫‪. 3‬جهل العطارون في تحديد فترة صالحية الخلطة التي تعتمد على معايير كثيرة كدرجة الحرارة والرطوبة وشدة الضوء‬ ‫ونوعية العبوة مما قد تؤثر جميعها على المواد الفعالة في أجزاء النبات‪.‬‬ ‫‪.4‬ال يحق للعطارين مزج أو خلط أعشاب بأعشاب أخرى أو مع زيوت أو عسل أو مواد غذائية أخرى وذِّكر االدعاءات‬ ‫الطبية عليها‪ ،‬كما ال يحق لهم تعبئة األعشاب في أشكال صيدالنية كالتي تباع في الصيدليات أو تحضير األدوية العشبية‬ ‫واستخدامها لعالج األمراض المختلفة لفقر مؤهالتهم في هذا المجال وعجزه?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser