مقرر دراسات سودانية PDF

Summary

This document is a lecture on Sudanese society and culture, for the Faculty of Al-Nahdah. It covers topics such as the difference between natural, social and humanities sciences, an overview of Sudan's geography and demographics, historical events and cultural aspects.

Full Transcript

‫كلية النهضة‬ ‫"المجتمعات والثقافات السودانية"‬ ‫المحاضرة األولى‪ :‬مفهوم الثقافة والمجتمع‬ ‫ا...

‫كلية النهضة‬ ‫"المجتمعات والثقافات السودانية"‬ ‫المحاضرة األولى‪ :‬مفهوم الثقافة والمجتمع‬ ‫الفرق بين العلوم الطبيعية والعلوم االجتماعية واإلنسانية‬ ‫تُقسمُالعلومُإلىُفئاتُمتعددة‪ُ،‬ومنُأبرزهاُالعلومُالطبيعيةُوالعلومُاالجتماعيةُواإلنسانية‪.‬‬ ‫العلوم الطبيعية‪ُ:‬تركزُعلىُدراسةُالظواهرُالطبيعيةُوالقوانينُالتيُتحكمها‪ُ.‬تشملُمجاالتُمثل‬ ‫ ‬ ‫الفيزياء‪ُ،‬الكيمياء‪ُ،‬وعلمُاألحياء‪ُ.‬تعتمدُهذهُالعلومُعلىُالتجريبُوالمالحظةُلتطويرُنظرياتُعلميةُيمكنُ‬ ‫اختبارهاُوتكرارها‪.‬‬ ‫ ُ ُ ُالعلوم االجتماعية‪ُ:‬تهتمُبدراسةُسلوكُاألفرادُوالجماعاتُفيُالمجتمع‪ُ.‬تشملُمجاالتُمثلُعلم‬ ‫االجتماع‪ُ،‬علمُالنفس‪ُ،‬واالقتصاد‪ُ.‬تركزُهذهُالعلومُعلىُفهمُالعالقاتُاالجتماعيةُوالتفاعالتُاإلنسانية‪ُ،‬‬ ‫وتستخدمُمناهجُبحثيةُمتنوعةُمثلُالدراساتُاالستقصائيةُوالمقابالت‪.‬‬ ‫العلوم اإلنسانية‪ُ:‬تُعنىُبدراسةُالثقافةُوالفنونُُوالتاريخُواألخالق‪ُ.‬تشملُمجاالتُمثلُالفلسفة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫األدب‪ُ ،‬واألنثروبولوجيا‪ُ.‬تهدف ُإلى ُفهم ُالتجربة ُالبشرية ُمن ُخالل ُتحليل ُالنصوص ُالثقافية ُوالفنيةُ‬ ‫والتاريخية‪.‬‬ ‫مقدمة عن السودان‪ :‬الجغرافيا والديموغرافيا‬ ‫السودان ُهو ُدولة ُتقع ُفي ُشمال ُشرقُ ُإفريقيا‪ُ ،‬ويعد ُثالث ُأكبر ُدولة ُفي ُإفريقياُمن ُحيث ُالمساحة‪ُ.‬يتميز ُبتنوعُ‬ ‫جغرافيُكبيرُيشملُالصحاري‪ُ،‬السهول‪ُ،‬والجبال‪.‬‬ ‫ ُالجغرافيا‪ :‬يحدُالسودانُمنُالشمالُمصر‪ُ،‬ومنُالشر ُقُالبحرُاألحمرُودولةُإريتريا‪ُ،‬ومنُالجنوب‬ ‫‪1‬‬ ‫دولةُجنوبُالسودان‪ُ ،‬ومنُالغربُدولتيُتشادُوجمهوريةُإفريقياُالوسطى‪ُ.‬يتميزُالسودانُبنهرُالنيلُالذيُ‬ ‫يمرُعبرُالبالدُويعتبرُمصدًُُ ارُحيوياُللمياهُوالزراعة‪.‬‬ ‫ ُالديموغرافيا‪ُ:‬يبلغُعددُسكانُالسودانُحواليُ‪ُ44‬مليو ُنُنسمةُوفقُاُألحدثُالتقديرات‪ُ.‬يتكو ُنُالسكان‬ ‫منُمجموعاتُعرقيةُولغويةُمتنوعة‪ُ،‬مماُيعكسُتاريخُالبالدُالغنيُبالتعددُالثقافي‪ُ.‬‬ ‫نظرةُعامةُعلىُالسماتُالجغرافيةُوالمدنُالرئيسيةُفيُالسودان‬ ‫تتميز السودان بتنوع جغرافي كبير يتضمن‪:‬‬ ‫ ُ ُ ُالصحاري‪ُ:‬مثلُصحراءُالنوبةُوصحراءُالعتمور‪.‬‬ ‫ ُ ُ ُالجبال‪ :‬مثلُجبالُالنوبةُوجبالُالبحرُاألحمر‪.‬‬ ‫ ُ ُ ُاألراضي الزراعية‪ُ:‬السهولُالمنبسطةُتمتدُعلىُطولُنهرُالنيلُوتعتبرُمصدًُُ ارُرئيسياُللغذاء‪.‬‬ ‫المدن الرئيسية‪:‬‬ ‫‪ُ.1 ‬الخرطوم‪ُ :‬العاصمةُوأكبرُمدينةُفيُالسودان‪ُ ،‬تعدُمرك ًُُزاُسياسيُاُواقتصاديُاُ‬ ‫وثقافيُا ُ‬ ‫‪ُ.2ُ. ‬أمُدرمان‪ُ:‬مدينةُتاريخيةُتقعُغربُالخرطومُوتعتبرُم ُاُ‬ ‫ركزُثقافياُمهماُ‪.‬‬ ‫‪ُ.3 ‬بورتسودان‪ ُ:‬الميناءُالرئيسيُللسودانُعلىُالبحرُاألحمرُويعتبرُنقطةُحيويةُللتجارة ُ‬ ‫‪ُ.4ُ. ‬الفاشر‪ُ:‬عاصمةُواليةُشمالُدارفورُوتشتهرُبتاريخهاُالثقافي‪.‬‬ ‫مناقشة المجموعات العرقية واللغات المتنوعة‬ ‫يعتبرُالسودانُموطنُاُلمجموعةُمتنوعةُمنُالمجموعاتُالعرقيةُواللغات‪:‬‬ ‫‪ ‬المجموعاتُالعرقية‪ُ:‬تشملُالعرب‪ُ،‬النوبة‪ُ،‬البجا‪ُ،‬وغيرها‪ُ.‬كلُمجموعةُتحملُثقافتهاُولغتها‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ ‬الخاصةُبها‪.‬‬ ‫‪ ‬اللغات‪ُ:‬يُستخدمُالعربيةُكلغةُرسميةُفيُالبالد‪ُ،‬بينماُتوجدُلغاتُمحليةُأخرىُُمثلُالنوبيةُوالبجا‬ ‫‪ ‬ومجموعةُلغاتُجبالُالنوباُالعديدة‪ُ.‬هذاُالتنوعُاللغويُيعكسُالغنىُالثقافيُوالتاريخيُللسودان‬ ‫ُمقدمةُعنُأهداف كورس وبنيته‬ ‫تهدفُالدورةُإلىُتعزيزُالفهمُالعميقُلمفهومُالثقافةُوالمجتمعُمنُخاللُدراسةُالجوانبُالمختلفةُالمتعلقةُ‬ ‫بالسودان‪:‬‬ ‫ ُ ُ ُ ُاألهداف‪:‬‬ ‫ ُ ُ ُ تعزيزُالوعيُبالتنوعُالثقافيُواالجتماعيُفيُالسودان‪.‬‬ ‫ ُ ُ ُفهمُالعالقةُبينُالثقافةُوالمجتمعُوكيفُتؤثرُكلُمنهماُفيُاألخرىُ‪.‬‬ ‫ ُ ُ ُاستكشافُالتحدياتُالمعاصرةُالتيُتواجهُالمجتمعُالسودانيُوكيفُيمكنُالتغلبُعليها‪.‬‬ ‫ ُ ُ ُالبنية‪:‬‬ ‫ ُ ُ ُتتكو ُنُالدورةُمنُمحاضراتُنظريةُوورشُعملُتفاعلية‪.‬‬ ‫ ُ ُ ُتشملُالمناقشاتُالجماعيةُلتبادلُاألفكارُوالخبراتُبينُالمشاركين‪.‬‬ ‫ ُ ُ ُاستخدامُوسائلُتعليميةُمتعددةُلتعزيزُالفهمُوالتفاعل‪.‬‬ ‫أمرُأساسياُلتطويرُمجتمعُمتماسكُوقادرُ‬ ‫‪ُ ُ ُ -‬تُظهرُهذهُالعناصرُكيفُأنُفهمُالثقافةُوالمجتمعُيعتبرُ ُا‬ ‫علىُمواجهةُالتحدياتُالمستقبلية‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬نظرة عامة تاريخية على السودان‬ ‫نظرة عامة تاريخية على السودان‬ ‫استكشافُالحضاراتُالقديمة‪ُ،‬بماُفيُذلكُالنوبةُوكوش‬ ‫تعتبرُالحضاراتُالقديمةُفيُالسودان‪ُ،‬مثلُمملكةُكوشُوالنوبة‪ُ،‬منُأقدمُالحضاراتُالتيُنشأتُفيُإفريقيا‪ُ.‬‬ ‫تعودُ جذورُالحضارةُالنوبيةُإلىُآالفُالسنين‪ُ،‬حيثُكانتُالنوبةُمركًُُ ازُتجارياُوثقافياُمهًُُما‪.‬‬ ‫ ُ ُ ُمملكة كوش‪ُ:‬تأسستُمملكةُكوشُفيُالقرنُُالثامنُقبلُالميالد‪ُ،‬وازدهرتُحتىُالقرنُُالرابع‬ ‫الميالدي‪ُ.‬كانتُكوشُمعروفةُبقوتهاُالعسكريةُوثقافتهاُالمتقدمة‪ُ،‬حيثُحكمتُعدةُفراعنةُمنُأصلُكوشي‬ ‫مصرُفيُفتراتُمختلفة‪ًُُ.‬عرفتُكوشُأي ًُُضاُ بعمارتهاُالفريدة‪ُ،‬بماُفيُذلكُاألهراماتُوالمعابد‪.‬‬ ‫النوبة‪ُ:‬تقعُالنوبةُبينُمصرُوالسودان‪ُ،‬وكانتُموطنُاُلعدةُممالكُمثلُمملكةُنوباتياُومملكةُالمقرة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أسهمت ُهذهُالممالكُفي ُتطويرُالفنو ُنُوالعمارة‪ُ،‬حيثُتُظهرُاآلثارُالمكتشفةُتأثيراتُثقافيةُمتنوعةُنتيجةُ‬ ‫التبادلُالتجاريُُمعُمصرُوجنوبُالصحراء‪.‬‬ ‫تأثير االستعمار وعصر ما بعد االستعمار‬ ‫دخلُالسودانُمرحلة ُاالستعمارُفيُالقرن ُالتاسعُعشر ُعندماُاحتلتُالقوات ُالبريطانيةُالمصرية ُالبالد ُعامُ‬ ‫‪ُ.1898‬كانُلهذاُاالحتاللُتأثيراتُعميقةُعلىُالبنيةُاالجتماعيةُوالسياسيةُواالقتصاديةُللسودان‪.‬‬ ‫التأثيرات السياسية‪ُ:‬أدتُالسيطرةُاالستعماريةُإلىُتغييراتُجذريةُفيُالنظامُاإلداريُُوالهيكلُاالجتماعي‪ُ.‬‬ ‫ ‬ ‫تمُإدخالُنظامُإداريُجديدُيعتمدُعلىُتقسيمُالبالدُإلىُمناطقُإدارية‪ُ،‬مماُأثرُعلىُالهياكلُالقبليةُالتقليدية‪.‬‬ ‫ ُ ُ ُالتأثيرات ُاالقتصادية‪ُ:‬استُغلت ُالمواردُالطبيعية ُالسودانية ُلصالح ُالمستعمرين‪ُ ،‬مماُأدى ُإلى ُتدهورُ‬ ‫االقتصادُالمحليُوزيادةُالفقر‪ُ.‬كماُأدتُسياساتُاالستعمارُإلىُتهميشُالمجتمعاتُالمحليةُوعدمُتمكينهاُمنُ‬ ‫إدارةُشؤونهاُاالقتصادية‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ ُ ُ ُماُبعدُاالستعمار‪ُ:‬بعدُاستقاللُالسودانُعامُ‪ُ،1956‬واجهتُالبالدُتحدياتُكبيرةُتتعلقُببناءُالدولةُ‬ ‫وتحديد ُالهوية ُالوطنية‪ُ.‬تميزتُفترةُما ُبعد ُاالستعمار ُبالصراعات ُالداخلية ُوالحروبُاألهلية ُالتيُأثرتُعلىُ‬ ‫استقرارُالبالد‪.‬‬ ‫األحداث التاريخية الرئيسية التي شكلت السودان الحديث‬ ‫شهدُالسودانُ العديدُمنُاألحداثُالتاريخيةُالتيُساهمتُفيُتشكيلُهويتهُالحديثة‪:‬‬ ‫‪ُ ُ ُ.1‬استقالل السودان ‪1956‬م‪ُ:‬يُعتبرُاستقاللُالسودانُعنُاالستعمارُالبريطانيُالمصر ُيُنقطةُتحولُ‬ ‫رئيسيةُفيُتاريخُالبالد‪ُ،‬إالُأنُالتوتراتُالسياسيةُواالجتماعيةُاستمرتُبعدُاالستقالل‪.‬‬ ‫‪ُ ُ ُ.2‬الحروب األهلية‪ُ:‬شهدُالسودانُحربينُأهليتينُرئيسيتينُ‪ُ1955-1972‬و‪ُ2005-1983‬أدتاُ‬ ‫إلى تقسيمُالبالدُوزيادةُالتوتراتُالعرقيةُوالسياسية‪.‬‬ ‫‪ُُُ.3‬انفصال جنوب السودان ‪2011‬م‪ُ:‬أدىُالصراعُالمستمرُبينُالشمالُوالجنوبُإلىُانفصالُجنوبُ‬ ‫السودانُعنُالشمال‪ُ،‬مماُأثرُبشكلُكبيرُعلىُالتركيبةُالسياسيةُواالجتماعيةُللسودان‪.‬‬ ‫‪ُ ُ ُ.4‬األزمات االقتصادية والسياسية‪ُ:‬منذُاالنفصال‪ُ،‬واجهُالسودانُأزماتُاقتصاديةُخانقةُوصراعاتُ‬ ‫سياسيةُمتكررة‪ُ،‬مماُأثرُعلىُاستق اررهُوتقدمه‪.‬‬ ‫تُظهر ُهذه ُاألحداثُكيف ُأن ُالتاريخُالسودانيُمليء ُبالتحديات ُوالتغيرات ُالتي ُساهمتُفي ُتشكيلُهويتهُ‬ ‫المعاصرة‪ُ،‬مماُيستدعيُفهماُُعميقُاُللتاريخُوالثقافةُلتعزيزُالوحدةُوالتنميةُالمستقبلية‪.‬استكشافُالحضاراتُالقديمة‪ُ.‬‬ ‫النوبة وكوش‬ ‫تعتبرُالحضاراتُالقديمةُفيُالسودان‪ُ،‬مثلُكرمةُوكوشُوالنوبة‪ُ،‬منُأقدمُالحضاراتُالتيُنشأتُفيُإفريقيا‪ُ.‬‬ ‫كانتُمملكةُكوش‪ُ،‬التيُتقعُفيُمنطقةُالنوبةُالحالية‪ُ،‬واحدةُمنُأقوىُُالممالكُفيُالعصورُالقديمة‪ُ،‬حيثُ‬ ‫ازدهرتُبينُالقرنُُالثامنُقبلُالميالدُوالقرنُُالرابعُالميالديُبالنسبةُللممالكُالنوبيةُ‪ُ ُُ.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عرفت ُكوش ُبتأثيرها ُالثقافيُوالسياسي ُعلى ُمصر‪ُ ،‬حيثُحكمت ُعدة ُفراعنة ُمنُأصل ُكوشي‪ُ.‬كما ُكانتُ‬ ‫النوبةُمركزاُللتجارةُوالثقافة‪ُ،‬مماُساهمُفيُتطويرُالفنونُوالعمارة‪.‬‬ ‫تأثير االستعمار وعصر ما بعد االستعمار‬ ‫تأثرتُالسودانُبشكلُكبيرُبفترةُاالستعمارُاألوروبي‪ُ،‬خاصةُخاللُالقرنُُالتاسعُعشر‪ُ.‬فيُعامُ‪ُ،1898‬احتلتُ‬ ‫القواتُالبريطانيةُالمصريةُالسودان‪ُ،‬مماُأدىُإلىُتغييراتُجذريةُفيُالهيكلُاالجتماعيُوالسياسي‪ُ.‬تمُفرضُ‬ ‫نظامُإدار ُيُجديدُوبدأتُعمليةُاستغاللُالمواردُالطبيعية‪ُ.‬بعدُالحربُالعالميةُالثانية‪ُ،‬شهدُالسودانُحركاتُ‬ ‫استقالل ُوطنيةُقوية ُأدت ُإلى ُاستقاللهُعن ُاالستعمار ُالبريطاني ُالمصريُفي ُعامُ‪.1956‬فيُفترةُماُبعدُ‬ ‫االستعمار‪ُ،‬واجهُالسودانُتحدياتُكبيرةُتتعلقُبالهويةُالوطنيةُوالتنميةُاالقتصادية‪ُ.‬أثرتُالصراعاتُالداخليةُ‬ ‫والنزاعاتُالعرقيةُعلىُاستقرارُالبالد‪ُ،‬مماُجعلُمنُالصعبُبناءُدولةُموحدةُومتطورة‪.‬‬ ‫األحداث التاريخية الرئيسية التي شكلت السودان الحديث‬ ‫‪ُ ُ ُ.1‬استقالل السودان في العام ‪1956‬مُيعدُاستقاللُالسودانُعنُاالستعمارُالبريطانيُالمصريُُنقطةُ‬ ‫تحولُرئيسيةُفيُتاريخُالبالد‪.‬‬ ‫الحروب األهلية‪ُ:‬شهدُالسودانُعدةُحروبُأهلية‪ُ،‬أبرزهاُالحربُاألهليةُاألولىُ(‪ُ-1955‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪1972‬م)‬ ‫والثانيةُ(‪2005-1983‬م)‪ُ ،‬والتي ُكانت ُلها ُآثار ُمدمرة ُعلى ُالمجتمع ُواالقتصاد‪.‬‬ ‫انفصال جنوب السودان (‪2011‬م) ُأدى ُالصراع ُالمستمر ُإلى ُانفصال ُجنوب ُالسودان ُعنُ‬ ‫‪.3‬‬ ‫الشمال‪ُ،‬مماُأضافُتعقيداتُجديدةُللعالقاتُالسياسيةُواالجتماعيةُداخلُالبالد‪.‬‬ ‫األزمات االقتصادية والسياسية‪ُ:‬منذُاالنفصال‪ُ،‬واجهُالسودانُأزماتُاقتصاديةُخانقةُوصراعاتُ‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫سياسيةُمتكررة‪ُ،‬مماُأثرُعلىُاستق اررهُوتقدمه‪ُ.‬تستمرُهذهُاألحداثُفيُتشكيلُمستقبلُالسودانُوتحديدُمسارُ‬ ‫تطورهُالسياسيُواالجتماعي‪.‬‬ ‫المحاضرة الثالثة‪ :‬المجتمعات السودانية التقليدية‬ ‫‪. 1‬دراسة الهياكل القبلية والتنظيم االجتماعي‬ ‫تعتبرُالهياكلُالقبليةُفيُالسودانُمنُالعناصرُاألساسيةُالتيُتشكلُالتنظيمُاالجتماعي‪ُ.‬يتكونُُالمجتمعُالسودانيُ‬ ‫منُقبائلُتنتميُإلىُفئاتُإثنيةُمتعددة‪ُ،‬مماُيعكسُالتنوعُالثقافيُواللغويُُفيُالبالد‪ُ.‬تلعبُالقبيلةُدو اُرُمحورياُفيُ‬ ‫الحياةُاليومية‪ُ،‬حيثُتُعدُالوحدةُاالجتماعيةُالرئيسيةُالتي ُترتبط ُبالزراعة ُوالرعي‪ُ،‬وهماُالنشاطانُالرئيسيانُ‬ ‫اللذانُيعتمدُعليهماُالعديدُمنُالمجتمعات‪.‬‬ ‫نظام اإلدارة األهلية‬ ‫تتمتع ُالقبائل ُبنظام ُإداريُ ُخاص ُبها ُيُعرف ُباإلدارة ُاألهلية ُ‪ُ nativeُ administration‬حيث ُيتولىُ‬ ‫زعماء ُالقبائل ُمسؤوليات ُمهمة ُمثلُفض ُالنزاعات ُوتوزيعُالموارد‪ُ.‬يعتمد ُهذاُالنظام ُعلى ُالتقاليد ُوالعاداتُ‬ ‫المتوارثة‪ُ،‬مماُيمنحُالزعماءُمكانةُواحت ارًُُماُداخلُمجتمعاتهم‪ُ.‬تتسمُهذهُالهياكلُبتنوعها‪ُ،‬حيثُتختلفُ‬ ‫القبائلُفيُعاداتهاُوتقاليدهاُولغاتها‪ُ.‬علىُالرغمُمنُمحاوالتُالدولةُالحديثةُإلرساءُنظامُحكوميُموحد‪ُ،‬إالُأنُ‬ ‫النفوذُالقبليُالُيزالُقويُاُويؤثرُبشكلُكبيرُعلىُالسياسةُواالقتصادُفيُالبالد‪.‬‬ ‫العالقة بين الدولة والقبيلة‬ ‫تتسمُالعالقةُبينُالدولةُوالقبيلةُبالتعقيد‪ُ،‬حيثُتُعتبرُالقبيلةُمصدرُشرعيةُللدولةُفيُبعضُاألحيان‪ُ.‬فيُسياقاتُ‬ ‫معينة‪ُ،‬قدُتعتمدُالدولةُعلىُالزعماءُالقبليينُللحصولُعلىُالدعمُالشعبي‪ُ،‬مماُيؤديُإلىُتداخلُالصالحياتُ‬ ‫بينهما‪ُ.‬هذهُالدينامياتُيمكنُأنُتؤثرُعلىُاستقرارُالبالدُوتوجهاتهاُالسياسية‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪. 2‬أدوار كبار السن والنساء والشباب في المجتمعات التقليدية‬ ‫كبار السن‬ ‫يعتبر ُكبار ُالسن ُفي ُالمجتمعات ُالسودانية ُالتقليدية ُرم ًُُ ازُللحكمة ُوالمعرفة‪ُ.‬يلعبونُ ُدو ارُ ُهاماُ ُفي ُاتخاذُ‬ ‫الق اررات ُاألسريةُواالجتماعية‪ُ ،‬وغالباُماُيستشارون ُفيُحل ُالنزاعات‪ُ.‬تعتبرُخبراتهم ُوتجاربهم ُعنص ًُُراُ‬ ‫أساسيُاُفيُالحفاظُعلىُالتقاليدُالثقافية‪ُ،‬حيثُيقومونُُبنقلُالقيمُوالعاداتُإلىُاألجيالُالجديدة‪.‬‬ ‫النساء‬ ‫تُعتبرُالنساء ُعمادُالمجتمعاتُالتقليدية‪ُ،‬حيثُيتولينُمسؤولياتُمتعددةُتتعلق ُبالزراعة ُوإدارةُاألسرة‪ُ.‬غالبُاُماُيكو ُنُ‬ ‫المسؤوالتُعنُتوفيرُالغذاءُوالموارد‪ُ،‬مماُيجعلُدورهنُحيويُاُفيُاستم ارريةُالحياةُاليومية‪ُ ُ.‬‬ ‫ومع ُذلك‪ُ ،‬يواجهن ُتحديات ُتتعلق ُبالتمييز ُاالجتماعي ُواالقتصادي‪ُ ،‬مما ُيؤثر ُعلى ُمشاركتهن ُفي ُالحياة ُالسياسية‪ُ.‬‬ ‫على ُالرغمُمن ُهذه ُالتحديات‪ُ،‬تسعى ُالعديدُمن ُالنساءُفي ُالمجتمعات ُالتقليدية ُإلىُتعزيزُمكانتهنُمنُخاللُ‬ ‫المشاركةُفيُاألنشطةُاالقتصاديةُواالجتماعية‪ُ،‬مماُيساهمُفيُتحسينُوضعهنُداخلُاألسرةُوالمجتمع‪ُ ُ.‬‬ ‫الشباب‬ ‫يمثل ُالشباب ُقوة ُدافعة ُللتغيير ُداخل ُالمجتمعات ُالتقليدية‪ُ.‬يشاركو ُن ُبنشاط ُفي ُالحركات ُاالجتماعيةُوالسياسية‪ُ،‬‬ ‫ويعبرونُعنُتطلعاتهمُنحوُمستقبلُأفضل‪ُ.‬تعتبرُمشاركتهمُفيُهذهُالحركاتُعالمةُعلىُوعيهمُبأهميةُالتغييرُ‬ ‫والمشاركةُالفعالةُفيُالحياةُالعامة‪.‬‬ ‫ومعُذلك‪ُ،‬يواجهُالشبابُتحدياتُكبيرةُمثلُالبطالةُونقصُالفرصُالتعليمية‪ُ،‬مماُقدُيؤثرُسلبُاُعلىُقدرتهمُعلىُ‬ ‫تحقيقُأهدافهم‪ُ.‬إنُتوفيرُالفرصُالتعليميةُوالتدريبيةُيعتبرُأم اُرُأساسياُلدعمُطموحاتهمُومساعدتهمُفيُأنُيصبحواُقادةُ‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫‪. 3‬دراسات حالة لقبائل‬ ‫‪8‬‬ ‫محددة قبيلة القبائل النوبية‬ ‫تعيشُقبائلُالنوبةُفيُمنطقةُالنوبةُشمالُالسودان‪ُ،‬ولهاُتاريخُطويلُمنُالمقاومةُالثقافيةُُوالسياسية‪ُ.‬تواجهُهذهُ‬ ‫القبيلة ُتحديات ُكبيرة ُنتيجة ُالنزاعات ُالمسلحة ُوالتهميش ُالسياسي‪ُ ،‬مما ُيؤثر ُعلى ُهويتها ُالثقافية‪ُ.‬يشتهرُالنوبةُ‬ ‫بتقاليدهاُالفريدةُوفنونها‪ُ،‬ولكنُالنزاعاتُالمستمرةُقدُأدتُإلىُتآكلُهذهُالهوية‪.‬‬ ‫قبيلة البجا‬ ‫تُعتبرُقبيلةُالبجاُمنُالقبائلُالقديمةُالتيُتسكنُشرقُُالسودان‪ُ،‬وتتميزُبتنوعهاُاللغويُُوالثقافي‪ُ.‬واجهتُهذهُالقبيلة ُ‬ ‫تحديات ُاقتصادية ُواجتماعية ُنتيجة ُالتغيرات ُالمناخية ُوالسياسات ُالحكومية‪ُ.‬تعكس ُتجربة ُالبجاُالصراعاتُ‬ ‫األساسية‪ُ،‬مماُيزيدُمنُصعوبةُ‬ ‫ُ‬ ‫المرتبطةُبالمواردُوالتوزيعُالعادلُللثروة‪ُ.‬تعانيُالقبيلةُمنُنقصُفيُالخدماتُ‬ ‫الحياةُاليومية‪ُ.‬فيُمواجهةُهذهُالتحديات‪ُ،‬يسعىُأبناءُالبجاُإلىُتعزيزُهويتهمُالثقافيةُوالمشاركةُفي ُالحياةُ‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫المحاضرة الرابعة‪ :‬نظرة عامة على اإلسالم والمسيحية في السودانالمحاضرة الرابعهة‪:‬‬ ‫يمثلُالدينُعنصرُهاماُبلُمنُاكبرُعناصرُالثقافةُوذلكُلماُلهُمنُدورُكبيرُفيُتنظيمُحياةُاالفرادُوالجماعةُ‬ ‫والمجتمعُوماُجاءُبهُمنُتعاليمُيعتقدُالمؤمنون ُبمنهجاجهاُانُالطريقُإليُالسعادةُاالبديةُفيُالدنياُواالخرة؛ُهذاُ‬ ‫بالنسبةُللدياناتُالسماويةُأماُالدياناتُالغيرُالسماويةُفهيُأيضاُيرىُمعتنقوهاُانهاُمنهجُللسعادةُالدنيويةُالعظمى‪ُ.‬‬ ‫والدينُيحتويُاالخالقُوالقيمُالروحيةُالتيُتجعلُالتعايشُالسلميُبينُاالديانُممكنُاذاُكانُالمعتنقونُغيرُمتعصبين‪ُ.‬‬ ‫تاريخُاالديانُفيُالسودانُيمتدُمنُالوثنيةُإليُالمسيحيةُثمُاالسالمُبطوائفهماُومذاهبهماُالمختلفةُعيرُالعصورُ‬ ‫ظهرتُالمسيحيةُكديانةُفُالقرنُالثالثُالميالديُبالسودان؛ُعاشُفيُالسودانُبعضُاليهودُومارسواُالمهنُالمختلفةُ‬ ‫وشعائرهمُالدينيةُولكنُلمُيكنُلهمُتاثيرُأوُُتاثرُبسببُطبيعتهمُاالنغاالغيةُواالنعزاليةُحتيُقيامُدولةُالكيانُ‬ ‫الصهيونيُفيُالعامُ‪1948‬مُفهاجرواُاليهاُمتسربينُعبرُمصرُواثيوبياُوارتريا‪ُ ُ.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الديانة المسيحية‬ ‫تمثلُالمسيحيةُالديانةُالثانيةُفيُالسودانُبنسبةُاقلُمنُ‪ُ% 4‬بعدُانفصالُالجنوبُعنُالسودانُفيُالعامُ‪2011‬مُ‬ ‫وقدُكانتُالمسيحيةُانتشرتُفيُالسودانُمنُالشمالُوبالتحديدُمصرُفيُشمالُالواديُإليُالنوبةُفيُالقرنُالثالثُ‬ ‫الميالديُوبنهايةُالقرنُالسادسُالميالديُ تحولتُالممالكُالثالثُالنوبيةُمنُالوثنيةُإليُالمسيحيةُوهمُنوباتياُوالمقرةُ‬ ‫وعلوة‪ ُ.‬حتيُقبلُانقضاضُمملكةُالفونجُالتيُقامتُعلىُتحالفُعبدُهللاُجماعُوعمارةُدنقسُعليهاُووراثتها‪ُ.‬والجديرُ‬ ‫بالذكرُانهاُقدُاعتراهاُالضعفُالنقسامهاُعلىُنفسهاُمماُسهلُسيطرةُالعربُعليبهاُحيثُاعتلىُالعرشُفيهاُأولُملكُ‬ ‫مسلمُفيُالعامُ‪1317‬مُوتحولُاقليمُالنوبةُاالوسطُوالجنوبيُللعرب‪ُ.‬‬ ‫ومنُالجديرُبالذكرُهناُالدورُالذيُلعبتهُطائفةُاالقباطُفيُنشرُالمسيحيةُفيُالسودانُفيُاتصالهاُبالنوبةُالعلياُحتيُ‬ ‫قبلُهجراتهمُالكبيرةُاليُالسودانُبسببُاالضهادُالدينيُفيُمصرُفيُبعضُالفتراتُالتاريخيةُواستقرارهمُفيُالسودان‪ُ.‬‬ ‫واستمرُالتسامحُالدينيُمعهمُحتيُقدومُالثورةُالمهديةُفغيُالعامُ‪1881‬مُالتيُراتُالعالمُوقسمتهُبينُدارُحربُودارُ‬ ‫اسالمُوجاءتُاالنقاذُوورثُعنهاُذاتُالنظرةُومارستُالتشددُالدينيُفيُايامهاُاألوليُفهاجرُاغليهمُاليُالغربُ‬ ‫واسترالياُوالبقيةُهربتُمنُالسودانُاليُمصرُوغيرهاُبعدُحربُالجنرالينُالبرهانُوحميدتيُفيُالعامُ‪2023‬مُ‬ ‫الدين االسالمي‬ ‫دخلُاإلسالمُإلىُالسودان علناُفيُعهد عثمانُبنُعفان فيُعهدُواليُمصر عمروُبنُالعاصُحواليُعامُ‪20‬هـ‪ُ،.‬‬ ‫بعدُحربُبينُالعربُالمسلمينُوالنوبةُفيُشمالُالسودان‪ُ.‬أبرمتُاتفاقيةُالبقط ؛ُبعدُهزيمة جيش النوبة علىُيدُ‬ ‫حملةُعبد ُهللا ُبن ُأبي ُالسرح والي ُالصعيد ُمع ُالنوبة ُفي ُسنة ُ‪ُ 31‬هجرية ُالتي ُكان ُالقصد ُمنها ُتأمين ُالتجارةُ‬ ‫بينُمصر والسودان‪ُ ُ.‬‬ ‫كانُهناكُاتصالُثقافيُبينُالنوبيينُوالعربُقبلُفترةُطويلةُمنُظهورُاإلسالم‪ُ.‬بعدُالفتحُاإلسالميُلمصر تحتُ‬ ‫حكمُعمروُبنُالعاص انتشرُاإلسالمُمنُالشمالُإلىُالسودان‪ُ.‬التزمتُالكنيسةُالنوبيةُالسابقةُبالمسيحيةُالقبطية ألنُ‬ ‫‪10‬‬ ‫النوبةُقدُخضعتُبالفعلُللتنصيرُعبرُمصرُأيضا‪ ُ.‬قضتُالفتوحاتُاإلسالميةُعلىُالممالكُالنوبيةُالمسيحيةُ‬ ‫فيُنوباتيا‪ُ،‬المقرة‪ُ،‬وعلوة فيُ‪ُ 650‬وُ‪ُ 1312‬وُ‪ُ 1504‬علىُالتوالي‪ُ.‬سيطرتُسلطنةُالفونج المسلمةُعلىُالجزءُ‬ ‫الشماليُمنُالسودانُابتداءُمنُعامُ‪.1504‬‬ ‫منُالممالكُاألووليُفيُالسودانُمملكةُكوشُاألولىُ"كرمة|"ُوالثانيةُُ"نبتةُومروى"أعقبهماُظهورُالممالكُالمسيحيةُ‬ ‫فيُشمالُووسطُالسودان؛ُفبنهايةُالدولةُاألمويةُكانُبأرضُالنوبةُمملكتانُمسيحيتان‪ُ:‬مملكةُ«المقرة»ُفيُالشمالُ‬ ‫ومملكةُ«علوة»ُفيُشمالُالعاصمةُالحاليةُ(‪543‬م‪1504-‬م)‪ُ..‬‬ ‫وبدخولُاالسالمُإليُالسودانُصارُلدىُالسودانُتنوعُفيُالديانات‪ُ،‬والغالبيةُالعظمىُهمُمسلمونُبنسبةُ‪ُ،%96.7‬‬ ‫وباقيُالدياناتُتتراوحُبينُ‪ُ%3‬مسيحيونُفيُشمالُالسودانُوالخرطومُوجبالُالنوبة‪ُ،‬وحواليُ‪ُ%0.03‬دياناتُتقليديةُ‬ ‫فيُمنطقتيُجبالُالنوبةُوجنوبُالنيلُاألزرق‪ُ.‬‬ ‫اإلسالمُهوُالدين األكثرُانتشاراُفيُالسودانُُوالمسلمين فيُالسودان‪ُ،‬منهمُمنُهمُمنُاصولُعربيةُومنهمُمنُاصولُ‬ ‫غيرعربية‪ُ،‬وينتشرُالمسلمونُ فيُشمالُالسودان بشكلُكبير‪ُ،‬معُوجودُمجتمعاتُالمسيحيةُكبيرةُأيضاُهناك‪ُ،‬الُسيماُ‬ ‫فيُاألماكنُالتيُيكثرُفيهاُالنازحون‪ُ.‬‬ ‫اذ ُيسود ُالمسلمون ُكل ُالسودان ُما ُعداُجبال ُالنوبة ‪.‬يتبع ُالغالبية ُالعظمى ُمن ُالمسلمين ُفي ُالسودانُالمذهبُ‬ ‫السني المالكي في ُالفقه‪ُ.‬كما ُتوجد ُبعض ُالمجتمعات ُالشيعية ُفي ُالعاصمة ُالخرطوم‪ُ.‬ترتبط ُجماعتان ُدينيتانُ‬ ‫وهماُاألنصار والختمية بحزبُاألمة المعارضُوالحزبُاالتحاديُالديمقراطيُالموحد علىُالتوالي‪ُ.‬منطقةُدارفورُفقطُ‬ ‫هيُالتيُتفتقرُتقليدياُإلىُوجودُالجماعاتُالصوفيةُالموجودةُفيُبقيةُالبالد‪ُ.‬‬ ‫منُأولُالممالكُاالسالميةُفيُالسودانُهيُمملكةُالفونجُأوُماُعرفُب"السلطنةُالزرقاء"ُوالتيُاسسهاُعمارةُدنقسُ‬ ‫منُمسيخةُالفونجُوزعيمُالعبدالبُوعبدُهللاُجماعُزعيمُوهمُمنُعربُالقواسمةُشمالُالخرطومُبحرىُالحاليةُفيُ‬ ‫العامُ‪1504‬م‪1821-‬مُوالتيُانهىُحكمهاُالغزوُالتركيُالمصريُللبالدُفيُالعامُ‪1821‬م‪ُ.‬ومنُالجديرُبالذكرُأنُ‬ ‫‪11‬‬ ‫السلطنةُالزرقاءُهيُالتيُانهتُحكمُمملكةُالمقرةُوعلوةُالمسيحيتينُفيُحواليُالعامُ‪ُ910‬هــ‪ُ.‬واصلُاإلسالمُمسيرتهُ‬ ‫إلىُكردفان وقامتُممالكُإسالميةُفيُالسودان‪ُ،‬ونشطتُالدعوةُاإلسالمية‪ُ،‬وتسابقُالعلماءُإلىُالسودانُلنشرُهداياتُ‬ ‫الدينُاإلسالميُالحنيفُوصارتُالسودانُدولةُعربيةُإسالمية‪ُ.‬‬ ‫معظمُمسلميُالسودان يتبعونُالمذهبُالسني‪ُ/‬المالكي‪ُ،‬وهمُفيُالغالبُصوفيون‪ُ،‬وهناكُتنوعُبالطرقُالصوفيةُالتيُ‬ ‫يتبعهاُالمسلمونُهناك‪ُ،‬وأكبرُطريقتينُهماُطريقةُاألنصارُوالطريقةُالخاتمية ‪ُ.‬‬ ‫ساهمُالدينُاالسالمُذوُالطبيعةُوالمعتدلةُوالمنشاُالصوفيُوالقادمُمنُالشمالُووشمالُوغربُافريقياُفيُشكلُطرقُ‬ ‫صوفيةُفيُتشكيلُبيئةُدينيةُمتسامحةُاالمرُالذيُادىُاليُتعايسُدينيُسادُالمجتمعُالسودانيُمعظمُتاريخُالبالدُ‬ ‫م اُعداُبعضُفتراتُالتعصبُوالتشددُواالضهادُالدينيُكالفترتينُالتينُاشرناُلهمُفيُعاليُهذهُاالسطر‪ُ ُ.‬‬ ‫يلعبُالدينُدو ارُمحوريا ُفيُالحياةُاليوميةُفيُالسودانُعلىُالصعيدُالفرديُأوُالجماعي؛ُحيثُيالحظُتاثيرهُفيُ‬ ‫جميعُجوانبُالحياةُبدأُمنُالعاداتُوالتقاليدُحتيُالقيمُاالجتماعيةُوالسياسية‪ُ.‬ويعتبرُالدينُمصد ارُللهويةُالثقافيةُ‬ ‫واالنتماءُالوطنيُحيثُيتداخلُمعُالهوياتُالقبيليةُواالثنيةُفيُالمجتمعاتُاالسالمية؛ُفيُالحياةُاليوميةُتمارسُ‬ ‫الشعائرُالدينيةُبشكلُفرديُوجماعيُمنُصومُوصالةُوتصدقُعليُالمحتاجُومعونةُللعانيُوفيُالمناسباتُالدينيةُ‬ ‫كالرجبيةُوالمولدُوغيرهازُوتعقدُالشعائرُوالطقوسُالمسيحيةُفيُاالعيادُوالقداسُبشكلُمنظم‪ُ.‬يعكسُهذهُالتداخلُ‬ ‫بينُالدينُوالثقافةُكيفُأنُالدينُليسُمجردُمعتقداتُفرديةُبلُهوُجزءُالُيتجزءُمنُالنسيجُاالجتماعي‪ُ.‬والحياةُ‬ ‫اليوميةُوالمناسباتُواالحداثُالسياسيةُاالجتماعيةُكيفُأنُالدينُيمكنُأنُيكونُعامالُموحداُللسودانينُخاصةُبعدُ‬ ‫أنفصالُالجنوبُليكوندولةُلوحده؛ُكماُيمكنُأنُيكونُالدينُسبباُللصراعاتُأذاُاستغلُمنُقبلُالمتشددينُوعليُسبيلُ‬ ‫المثالُادتُالتوتراتُبينُااللمجتمعينُالمسلمُوالمسيحيُإليُنزاعاتُتاريخيةُوتضيقُعلُاالقليةُالمسلمةُفيُفتراتُ‬ ‫التشددُالدينيُفيُالسودان؛ُلكنُفيُالغالبُكانُالدينُهوُالمساهمُاالكبرُفيُالتعايشُالدينيُالسلميُبينُالديانُ‬ ‫المختلفةُحيثُعاشتُطائفةُمنُاليهودُفيُالسودانُولكنهُعاشواُعليُطبيعتهمُاالنعزاليةُاالنغالقيةُاليُجانبُ‬ ‫‪12‬‬ ‫المجتمعينُالمسلمُوالمسيحي‪ُ.‬بشكلُعامُيعتبرُالدينُوالروحانيةُجزءُاساسيُمنُالهويةُالسودانيةُويساهمُفيُالعالقاتُ‬ ‫االجتماعيةُوالثقافيةُوالسياسيةُداخلُالبالد‪ُ.‬‬ ‫المحاضرة الخامسة‪ :‬للغات واألدب السوداني‬ ‫مقدمة عن التنوع اللغوي في السودان‬ ‫التنوع اللغوي‬ ‫يتميزُالسودانُبتنوعُفريدُفيُكلُشئُحتيُفيُاللغاتُفيه؛ُُوهوُبالُشكُتعددُغنيُيعكسُتعددُالثقافاتُوالمجموعاتُ‬ ‫والقبائلُالموجودةُفيُاذاُيقدرُعددُاللغاتُفيُالسودانُبحواليُالسبعينُلغةُتتوزعُبينُمجموعينُكبيرتينُهماُالعربيةُ‬ ‫واالفريقيةُتعتبرُاللغةُالعربيةُالرسميةُواالكثرُوجوداُوانتشا ار؛ُبينماُتلعبُاللغاتُالمحليةُمثلُالنوبيةُوالفورايةُُوالبجاويةُ‬ ‫دو ارُهاماُفيُالحياةُاليوميةُللمجتمعاتُالسودانيةُالفرعيةُالمختلفة‪ُ.‬تظهرُهذهُاللغاتُتنوعاُثقافياُكبي ارُ؛ُحيثُتعكسُ‬ ‫كلُلغةُتاريخُوثقافةُمجموعةُعرقيةُمعينة؛ُعليُسبيلُالمثالُتتحدثُقبائلُالنوبةُفيُشمالُالسودانُباللغةُالنوبيةُ‬ ‫كالمحسيةُوالدنقالويةُوالحلفاويةُوالتيُتحتوىُعليُتراثُثقافيُكبيرُوثر‪ُ.‬هذاُبينماُتستخدمُلغاتُمثلُالنوباُفيُ‬ ‫جنوبُالسودانُالحاليُوبالتحديدُمنطقةُجنوبُكردفان؛ُحيثُتعتبرُجزءُمنُالهويةُالثقافيةُللقبائلُهناك‪ُ.‬‬ ‫نظرة عامة على التقاليد الشفوية ورواية القصص‪.‬‬ ‫تعتبرُالتقاليدُالشفويةُجزءُاساسيا ُمنُالتراثُالثقافيُالسودانيُوهوُبالدُثقافتهاُخليطُمنُالثقافةُاالفريقيةُوالعربيةُ‬ ‫وكالهماُلمُيعرفُالكتابةُاالُموخ ارُنتيجةُلعواملُعدةُابرزهاُاالستعمار؛ُوالثقافةُالعربيةُهيُثقافةُشفويةُوتتناقلُ‬ ‫االحاديثُمنُالصدورُعبرُالرواياتُالشفاهيةُالسماعية ؛ُحيثُتتناقلُالقصصُوالرواياتُوالحكاياتُعنُاالساطيرُ‬ ‫وقصصُالبلدانُمنُجيلُاليُجيلُمجايلة ُمنُخاللُالسردُالشفوي‪ُ.‬تستخدمُالروياتُايضاُلتعليمُالصغارُالقيمُ‬ ‫يزُالهويةُالثقافية؛ُيتميزُالسردُالثقافيُ‬ ‫ُ‬ ‫االخالقيةُوالتاريخيةُكالبطولةُوالتحملُوالجلدُواالمانة‪ُ..‬الخُوكذلكُتستخدمُلتعز‬ ‫فيُالبالدُالسودانيةُباالسلوبُالروائيُالدراميُواستخدامُالرموز؛ُمماُيجعلُالقصصُجذابةُوملهة‪ُ.‬تشملُهذهُالتقاليدُ‬ ‫‪13‬‬ ‫قصصُاالبطالُواالساطيرُالتيُتروىُعنُتاريخُالقبائلُوصراعهاُمعُالبيئةُواالعداءُسواءُمنُالبشرُأوُالوحوش؛ُ‬ ‫وتحتويُهذهُالقصصُعلىُالكثيرُمنُالخرافات؛ُكماُتلعبُاالغانيُالشعبيةُدو ار ُبار از ُُومهما ُفيُالتقاليد؛ُحيثُ‬ ‫تستخدمُكوسيلةُللتعبيرُعنُالعاطفةُوالمشاعرُوتجسيدُاالحداثُالتاريخية‪ُ.‬‬ ‫االعمال االدبية البارزة‬ ‫شهدُاالدبُالسودانيُتطو ار ُملحوظا ُمنذُمنتصفُالقرن ُالماضي؛ُحيثُبرزُالعديدُمنُالشخصياتُاالدبيةُمنهاُ‬ ‫الكتابُوالشعراءُالذينُساهمواُالنهضةُاالدبيةُوتشكيلُالمشهدُاالدبيُومنُهذهُالشخصيات‪ُ.‬‬ ‫الكاتب الروائي السوداني العالمي الطيب صالح‬ ‫أديبُورائيُوصحفيُسودانيُعالمي ‪.‬الطيبُصالحُ(‪ُ 12‬يوليوُ‪ُ 18ُ -ُ 1929‬فبرايرُ‪ُ،)2009‬منُأشهرُاألدباءُ‬ ‫َّ‬ ‫ةُ؛ُفأطلقُعليهُالنقادُلقبُ«ُعبقريُالروايةُالعربيةُ»‪ُ.‬‬ ‫العربُفيُالقرنُالعشر َ‬ ‫ين‪ُ.‬اشت َهرُفيُالروايةُوالقصصُالقصير‬ ‫عاشُفيُبريطانياُوقطرُوفرنساُومنُاجملُاعمالهُالروائيةُ"ُموسمُالهجرةُاليُالشمال"ُ"وعرسُالزين" ُ‬ ‫الطيبُصالحُهوُأديبُوروائيُسودانيُمشهور‪ُ،‬ولدُفيُ‪ُ12‬يوليوُ‪ُ1929‬فيُكرمكولُبالقربُمنُقريةُالدبةُشمالُ‬ ‫السودانُفيُعائلةُمنُالمزارعينُوالمدرسينُالدينيين‪ُ.‬تعلمُالقرآنُالكريمُثمُتابعُدراستهُالمدرسيةُفيُثانويةُغوردونُ‬ ‫فيُالخرطوم‪ُ.‬حصلُعلىُبكالوريوسُفيُالعلومُمنُجامعةُالخرطومُثمُانتقلُإلىُبريطانياُإلتمامُدراستهُالعلياُفيُ‬ ‫جامعةُلندن‪ُ.‬تزوجُجولياُماكلين‪ُ،‬وأنجباُثالثُفتياتُه ّنُزينب‪ُ،‬سارة‪ُ،‬وسميرة‪.‬‬ ‫أبرزُإنجازاتهُروايةُ“موسمُالهجرةُإلىُالشمال”ُالتيُنشرتُعامُ‪ُ1966‬وترِجمتُإلىُأكثرُمنُ‪ُ30‬لغةُحولُالعالم‪ُ.‬‬ ‫وتعتَبرُهذهُالروايةُأحدُأفضلُ‪ُ100‬روايةُفيُالتاريخُوفقاُلالستطالعات‪ُ،‬كماُاختارتهاُاألكاديميةُالعربيةُلآلدابُفيُ‬ ‫دمشقُعامُ‪ُ2002‬كأهمُروايةُعربيةُفيُالقرنُالعشرين‪ُ.‬وقدُاتسمتُكتاباتُالطيبُصالحُبالحديثُعنُالحياةُالريفيةُ‬ ‫والعالقاتُالمعقدةُبينُأبناءُالريفُفيُشمالُالسودان‪ُ.‬تمُتقديمُجائزةُالطيبُصالحُللقصةُالقصيرةُللشبابُعامُ‬ ‫‪ُ2008‬ومواصلةُدعمُالموهوبينُوتكريمهمُضمنُجائزةُسَنوية‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫… هاجرُصالحُإلىُلندنُعامُ‪ُ1953‬محوالُاختصاصهُمنُالعلومُالطبيعيةُإلىُ"الشؤونُالدولية"‪ُ.‬وفيهاُعملُفيُ‬ ‫القسمُالعربيُلهيئةُاإلذاعةُالبريطانيةُوترقىُالحقاُليصبحُرئيساُلقسمُالدراما‪ُ.‬وفيُذاتُالعامُكتبُأولُنصُقصصيُ‬ ‫لهُبعنوانُ"نخلةُعلىُالجدول"ُوأذاعهُعبرُاإلذاعة ُ ذاتها‪ُ.‬وأعقبهُبـ"دومةُودُحامد"ُالعملُالذيُيتناولُحياةُقرويينُ‬ ‫سودانيينُيتمسكونُبأرضهمُوقيمهم‪ُ ُ.‬‬ ‫عبد هللا الطيب المجذوب‪1921‬م – ‪2003‬م‬ ‫عبدُهللاُالطيبُ(‪1340‬هـ‪1921ُ،ُ-‬م‪ُ.)ُ-‬عبدهللاُالطيبُعبدهللاُالمجذوب‪ُ،‬عالمُوأستاذُجامعي‪ُ،‬وناقدُوأديبُوشاعرُ‬ ‫َّ‬ ‫سوداني‪ُ.‬ولدُبقريةُالِتّمير‬ ‫ابُغربُمدينةُالدامرُجنوبيُملتقىُنهرُالنيلُبنهرُعطبرةُفيُشماليُالسودان‪ُ.‬تلقىُتعليمهُ‬ ‫الثانويُفيُالدامرُوبربرُوكسال‪ُ،‬وتخرجُفيُكليةُغوردون ُبالخرطومُ(اآلنُجامعةُالخرطوم)ُوحصلُعلىُ‬ ‫ّ‬ ‫األوليُو‬ ‫معادلةُالشرفُ(‪1948‬م)‪ُ،‬ثمُعلىُالدكتوراهُمنُجامعةُلندنُ(‪1950‬م)‪.‬‬ ‫أثرىُعبدهللاُالطيبُالحقلُالثقافيُوالتربويُبجهودهُالكبيرةُتدريساُومحاضرةُوتأليفاُوإدارة؛ُحيثُعملُمدرساُبالمدارسُ‬ ‫ُ‬ ‫السودانيةُثمُرئيساُلقسمُاللغةُالعربيةُبمعهدُالتربيةُببختُالرضاُ(‪1954ُ-1951‬م)‪ُ،‬وشاركُمشاركةُرائدةُفيُوضعُ‬ ‫المناهجُالتربويةُوتطويرها‪.‬‬ ‫عملُمحاضرُبجامعةُلندنُ(‪1951-1950‬م)‪ُ،‬ثمُمحاضراُبكليةُالخرطومُالجامعيةُالتيُأصبحتُفيماُبعدُجامعةُ‬ ‫ا‬ ‫اُللتعليمُالعاليُبجامعةُسيديُمحمدُ‬ ‫ّ‬ ‫الخرطوم‪1974-1961(ُ،‬م)‪ُ،‬ثمُأستاذاُلكرسيُاللغةُالعربيةُبالجامعة‪ُ،‬ثمُأستاذ‬ ‫بنُعبدهللاُبفاسُبالمغربُ(‪1986ُ-1977‬م)‪.‬‬ ‫ُاختيرُعميداُلكليةُاآلدابُبجامعةُالخرطوم‪ُ،‬ثمُمديراُلجامعةُالخرطومُ(‪1974‬م)‪.‬‬ ‫وقدُوضعُعبدهللاُالطيبُاللـَِّبناتُاألولىُلكثيرُمنُصروحُالتعليمُفيُالسودانُوخارجه؛ُففيُعامُ‪1964‬مُانتدبُ‬ ‫إلنشاءُكليةُعبدهللاُباييروُبكنوُبنيجيرياُوكانُأولُمديرُلها‪ُ،‬وقدُأصبحت‪ُ،‬فيماُبعد‪ُ،‬جامعةُمستقلةُ(جامعةُباييرو)‪ُ.‬‬ ‫فُإنشاءها‪ُ.‬كماُكِّلفُتأسيسُمجمعُاللغةُالعربيةُبالسودانُ(‪1990‬م)‪ُ،‬‬ ‫َ‬ ‫وفيُعامُ‪1975‬مُعِّينُمديراُلجامعةُجوباُوكِّل‬ ‫‪15‬‬ ‫وتمُافتتاحهُونيطتُبهُرئاستهُ(‪1993‬م)‪ُ.‬وهوُعضوُفيُمجمعُاللغةُالعربيةُبالقاهرة‪.‬‬ ‫نالُلقبُاألستاذُالممتازُمدىُالحياةُمنُجامعةُالخرطومُ(‪1979‬م)‪ُ،‬كماُمنحُالدكتوراهُالفخريةُمنُالجامعةُذاتهاُ‬ ‫(‪1981‬م)ُومنُجامعةُباييروُبنيجيرياُ(‪1988‬م)ُومنُجامعةُالجزيرةُبالسودانُ(‪1989‬م)‪.‬‬ ‫ُمحكمُفيُاللجانُ العلمية لترقيةُأساتذةُالجامعاتُلكثيرُمنُالجامعاتُالعربيةُواإلسالميةُوالعالمية‪ُ.‬كماُاختيرُ‬ ‫عضو ّ‬‫ٌ‬ ‫محكماُفيُالِّلجانُالعلميةُلبعضُالجوائزُمثلُجائزةُالملكُفيصلُالعالميةُبالمملكةُالعربيةُالسعودية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شاركُفيُمؤتمراتُ علمية كثيرةُداخلُالسودانُوخارجه‪ُ.‬ولهُمشاركاتُجم ِّ‬ ‫ةُقيمةُفيُاإلذاعةُوالتلفازُمنها‪ُ:‬تفسيرُ‬ ‫ّ‬ ‫القرآنُالكريمُكامال‪ُ،‬ودروسُفيُالسيرة‪ُ،‬وأعمالُأدبيةُوثقافيةُأخرىُكثيرة‪.‬‬ ‫ولعبدهللاُالطيبُمؤلفاتُبالعربيةُواإلنجليزيةُتزيدُعلىُأربعينُكتابا‪ُ،‬منها ‪:‬تفسيرُجزءُعم؛ُتفسيرُجزءُتبارك؛ُتفسيرُ‬ ‫جزء ُقد ُسمع؛ُالمرشد ُإلى ُفهم ُأشعار ُالعرب ُوصناعتهاُفي ُخمسة ُمجلدات ُ(طبعت ُ‪ُ،1970ُ ،1955ُ ،1954‬‬ ‫بعُقصائدُلذيُالرمةُ(‪1957‬م)؛ُالحماسةُالصغرى ُـُجزءان ُـُ(‪1960‬م)؛ُالطبيعةُعندُ‬ ‫ُّ‬ ‫‪1994‬م)‪ُ.‬ولهُأيضاُشرحُأر‬ ‫المتنبي؛ُمعُأبيُالطيب؛ُتاريخُالنثرُالحديث؛ُالقصيدةُالمادحة‪ُ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫سقطُالزندُالجديد؛ُأغانيُاألصيلُوغيرها‪.‬‬ ‫ولهُدواوينُشعرُكثيرةُمنها ‪:‬أصداءُالنيل؛ُاللواءُالظافر؛ُ ّ‬ ‫حازُجائزةُالملكُفيصلُالعالميةُلألدبُالعربيُفيُعامُ‪1421‬هـُ‪2000ُ-‬م‪.‬‬ ‫المؤلفات‬ ‫ُ‬ ‫المرشدُإلىُفهمُأشعارُالعربُوصناعتها‪ُ:‬منُخمسُمجلدات‪.‬‬ ‫ ُ‬ ‫ سميرُالتلميذُ(التعليمُاألساسي)‪ُ.‬‬ ‫ منُحقيبةُالذكريات‪ُ.‬‬ ‫ُ‬ ‫ منُنافذةُالقطار‪.‬‬ ‫ األحاجيُالسودانيةُ«ترجمُنصوصهاُإليُاإلنجليزيةُمعُزميلهُماُيكلُويست» ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫ُ‬ ‫ معُأبىُالطيب‪.‬‬ ‫ الطبيعةُعندُالمتنبي‪ُ.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ كلماتُمنُفاس‪.‬‬ ‫توفيُيونيوُعامُ‪ُ2003‬إثرُإصابتهُبجلطةُدماغيةُأقعدتهُعنُالحركةُمنذُالعامُ‪ُ 2000‬‬ ‫البروفسير على محمد على المكُقاصُوروائيُوناقدُسودانيُ(أمدرمانُ‪ُ12‬فبرايرُ‪ُ1937‬ـُنيومكسيكوُ‪ُ)1992‬قاصُ‬ ‫وروائيُوناقدُسوداني ]‪. [1‬ولدُالمكُفيُأمدرمانُونشأُبها‪ُ.‬تعلمُفيُكتّأبُودُالمصطفى‪ُ،‬ثمُمدرسةُارقوُاألولية‪ُ،‬ثمُ‬ ‫مدرسةُالفاشرُاألوليةُمتننقالُمعُوالدهُالذيُكانُيعملُبالقضاء‪.‬‬ ‫‪17‬‬ 18 ‫المحاضرة السادسة‪ :‬الموسيقى والرقص في الثقافة السودانية‬ ‫دراسة أنماط الموسيقى واآلالت التقليدية‬ ‫عتبرُالموسيقىُجزءُالُيتجزأُمنُ‬ ‫ُ‬ ‫تتميزُالموسيقىُالسودانيةُبتنوعهاُالغنيُالذيُيعكسُالثقافاتُالمتعددةُفيُالبالد‪ُ.‬ت‬ ‫الهوية ُالثقافية ُللسودانيين‪ُ ،‬حيث ُتشمل ُأنماطا ُموسيقية ُمتنوعة ُتتراوح ُبين ُالتقليدية ُوالشعبية‪ُ.‬من ُأبرز ُاآلالتُ‬ ‫الموسيقيةُالتقليديةُالمستخدمةُفيُالسودان‪:‬‬ ‫الدلوكةُآلةُايقاعيةُشعبيةُتستخدمُفيُالمناسباتُاالجتماعية‪ُ،‬تصنعُمنُالطينُوالجلد‪ُ،‬وتعزفُعليهاُالنساءُخاللُ‬ ‫االحتفاالتُواألعراس‪ُ،‬وتعتبرُرم اُزُللثقافةُالسودانية‪.‬‬ ‫الطمبور‪ُ:‬آلةُوتريةُشهيرةُتستخدمُفيُجميعُأنحاءُالسودان‪ُ،‬وتتميزُبأشكالهاُوأحجامهاُالمختلفة‪ُ.‬تعتبرُجزُأساسياُ‬ ‫منُالفولكلورُالسوداني‪ُ،‬وتعزفُفيُالمناسباتُالمختلفة‪ُ.‬‬ ‫الربابة‪ُ:‬آلةُوتريةُصغيرةُتستخدمُفيُمناطقُمعينة‪ُ،‬تعزفُبقوس‪ُ،‬وتعتبرُُرم اُزُللتقاليدُالشعريةُوالموسيقية‪ُ ُ.‬‬ ‫وماُعرفُبالقربُوالتيُتستخدمُفيُاالحتفاالتُوالمناسباتُالشعبية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اآلالت الهوائية‪ُ:‬مثلُالمزاميرُواألبواق‪ُ،‬‬ ‫تقومُالموسيقىُالسودانيةُعلىُالسلمُالخماسي‪ُ،‬مماُيميزهاُعنُالعديدُمنُاألنماطُالموسيقيةُاألخرى‪ُ،‬وتعكسُ‬ ‫التأثيراتُالثقافيةُالمختلفةُالتيُمرتُبهاُالبالدُعبرُالتاريخ‪ُ،‬بماُفيُذلكُالتأثيراتُالعربيةُواألفريقية‪.‬‬ ‫يعتبرُالسودانُمنُاكبرُاألقطارُفيُالقارةُاإلفريقية‪ُُ.‬هذهُالمساحةُالجغرافيةُالكبيرةُوالموقعُاالستراتيجيُ‬ ‫والمناخاتُالمتعددةُوكونهُفيُقلبُالقارةُاإلفريقيةُ ّميزُالسودانُعنُبقيةُالدولُاألخرىُالتيُتقعُفيُالقارةُ‬ ‫اإلفريقية‪ُ،‬وذلكُبتنوعهُالثقافيُوالمتباينُماُبينُكلُإقليمُوإقليمُآخرُوالذيُنتجتُمنهُالثقافةُالسودانيةُالمميزةُ‬ ‫وتشكلتُمنهُثقافةُالوسط‪.‬‬ ‫ُسكانُالسودانُ عبارةُعنُمجموعاتُعرقيةُوقبليةُومدنيةُامتزجتُوتمايزتُفنتجتُعنُالتمازجُواالنصهارُفيماُ‬ ‫بينهاُُ بينماُنجدُبعضُالمجموعاتُالعرقيةُالُزالتُمنحصرةُومنغلقةُفيُمناطقهاُ‪ُ.‬‬ ‫الموسيقى والغناء‬ ‫‪19‬‬ ‫تكون ُالموسيقى ُالسودانية ُالمعاصرة ُمن ُحيث ُبنائها ُمن ُعناصر ُالم ُوسيقى ُاألربعةُ‬ ‫األساسية ‪:‬اإليقاع‪ُ،‬واللحن‪ُ،‬والتوزيع والهارموني‪ُ،‬والطابعُالصوتي‪ُ.‬وتتطلعُصناعةُالموسيقىُالسودانيةُدائماُإلىُ‬ ‫األغنيةُالجميلةُالكاملة‪ُ.‬وهذاُيعنيُالموسيقىُباإلضافةُإلىُالكلمات‪ُ.‬‬ ‫تتنوعُالموسيقىُالشعبيةُبتنوعُثقافات السودانُوتختلفُمنُمنطقةُألخر ُى‪ُ.‬ترجعُجذورُالموسيقىُالسودانيةُإلىُ‬ ‫ماُيعرفُبالسودانُبموسيقىُالحقيبة ُـُوالتيُترجعُبدورهاُإلىُأناشيد المديحُالدينيةُالتيُكانتُمنتشرةُوسطُ‬ ‫ُمحمدُوآلهُوالصحابةُوأئمةُ‬ ‫بي ّ‬ ‫الجماعاتُالصوفية منذُممالكُالسودانُفيُالقرونُالوسطى‪ُ،‬والتيُيمدحُبهاُالن‬ ‫ّّ‬ ‫الطرق ُالصوفية ُومشايخها‪ُ.‬وتستخدم ُفيه ُآالت ُموسيقية ُتقليدية ُمثلُالطبول والدفوف والطار ُ‪ُ -‬وهو ُآلةُ‬ ‫أشبهُبالبندير المستخدم ُفيُشمال ُأفريقيا لألغراض ُنفسها‪ُ ،‬والمثلث‪ُ،‬والرقُ والعصي ُوأحياناُ‬ ‫يستعملُالبخور إلضفاءُجوُمنُالروحانيةُعلىُالعرض‪.‬‬ ‫امتزجتُموسيقىُالحقيبةُبالتراثُالموسيقيُاإلفريقي والنوبي القديم‪ُ.‬وكانتُتستخدمُفيهاُاآلالتُاإليقاعية معُ‬ ‫التصفيقُثمُدخلتُآالتُوترية أبرزهاُالطنبور أوُالربابة إلىُجانبُالمزامير والطبول النحاسيةُالكبيرةُفيُدارُ‬ ‫فور وكردفان‪.‬‬ ‫أخذتُموسيقىُالحقيبةُفيُالتطورُمنُناحيةُالنصوصُوالتلحينُواآلالت‪ُ،‬خاصةُفيُالفترةُالتيُسبقتُالحربُ‬ ‫العالميةُالثانية وكانُمنُبينُالمحدثينُفيهاُخليلُفرح ومحمدُأحمدُسرورُوعبدُالكريمُكرومة وعرفتُأغانيُ‬ ‫الفرقُالفنيةُالثنائيةُمثلُثنائيُالعاصمة وثنائيُالنغم أوُالثالثيةُمثلُالبالبل أوُالجماعيةُمثلُ(عقدُالجالد)‪.‬‬ ‫مجموعات المختلفة والمتنوعة الثقافة في السودان‪ُ.‬‬ ‫ُلكلُمجموعةُمنُهذهُالمجموعاتُ عاداتهاُوتقاليدهاُوثقافتهاُالخاصةُبها‪ُ،‬هذهُالخاصيةُالثقافيةُالمتعددةُتالقحتُ‬ ‫وانصهرتُفيماُبينهاُونتجتُعنهاُالثقافةُالسودانيةُالمتنوعةُوالتيُشكلتُوبمرورُالزمنُوجدانُكلُالشعبُ‬ ‫السوداني‪ُ.‬فمنُالناحيةُا لموسيقيةُنجدُأنُشمالُالسودانُيتميزُبآلةُالطمبورُالشعبيةُواإليقاعاتُالمركبةُوالغناءُ‬ ‫‪20‬‬ ‫الرقصُالجماعيُوغناءُالدلوكةُوالدوبيت‪ُُ.‬ويعتبرُالدوبيتُُمنُأهمُالمراحلُالغنائيةُفيُتاريخُالغناءُوالموسيقىُ‬ ‫فيُالسودان‪ُ.‬كماُنجدُفيُشرقُالسودانُأنواعاُغنائيةُمتعددةُأكثرهاُانتشا ارُُغناءُالدرفوليُلدىُقبائلُالبجاُُكماُ‬ ‫تنتشرُأغانيُالدوبيتُوالمناحة‪ُ ُ.‬ومنُأكثرُاآلالتُالشعبيةُانتشا ارُفيُشرق ُالسودانُهيُآلةُالباسنكوبُالتيُ‬ ‫تشبهُآلةُالطمبورُفيُالشكلُوتختلفُمعهُفيُالحجمُوالدوزنة؛ُكماُنجدُأنُالموسيقىُارتبطتُبالحياةُاالجتماعيةُ‬ ‫والطقوسيةُلدىُقبائلُ"البرتا"ُوالوطاويطُأوُالبرونُوالذينُيقطنونُمنطقةُجنوبُوشرقُالنيلُاألزرقُفنجدُعندهمُ‬ ‫‪-‬أبواقُ"الوازا"ُومزاميرُ"القنا"ُوآلةُ"الجنقر"ُُ‪ُ -‬أماُ ُ غربُالسودانُفتتعددُفيهُاألنماطُالغنائيةُوالتيُعادةُماُ‬ ‫تكونُُمصحوبةُبالرقصُوالغناءُالجماعيُالمصاحبُبالصفقةُوالضربُعلىُالنقارةكماُتستخدمُآلةُ"الربابة"ُوهيُ‬ ‫تشبهُآلةُ"الطمبور"ُوألةُ"أمُكيكي"ذاتُالوترُالواحدُوالقوس‪ُ ُ.‬وتعتبرُأغانيُ"الجراري"ُو"المردوم"ُو"الجالسة"ُ‬ ‫األكثرُانتشا ارُفيُالمنطقة‪ُ.‬‬ ‫كانُالغناءُالمنتشرُُ فيُالسودانُقبلُالهجراتُالعربيةُإفريقيُالطابع‪ُ ُ،‬وتمارسُفيهُالطقوس ُالخاصةُ‬ ‫بكلُمجموعةُويغلبُعليهُاألداءُالجماعي؛ُوبعدُانتشارُالدينُاإلسالميُفيُالممالكُالكبيرةُمثلُمملكةُ"الفونج"ُ‬ ‫(‪1820-1504‬م)ُومملكةُ"تقلى"ُ(‪1827-ُ1570‬م)ُُوسلطنةُ"الفور"ُ(‪ُ1875-1637‬م)ُوقيامُالثورةُالمهديةُ‬ ‫فيُعامُ‪1885‬مُوبمرورُالزمنُانصهرتُوتالقحتُتلكُالثقافات ُالمتعددةُفيُبوتقةُواحدةُحملتُكلُاأللوانُ‬ ‫الغنائيةُوالموسيقيةُوالتيُتمثلُكلُالقبائلُالتيُشاركتُفيُالثورةُالمهديةُوكونتُماُنسميهُاآلنُبثقافةُالوسطُ‬ ‫والتيُأخذتُالطابعُالقومي‪ُ.‬فظهرتُُعدةُأنواعُغنائيةُمتنوعةُمنهاُ"الدوبيت"ُوأغانيُ"الطنابرة"ُبجانبُالمدائحُ‬ ‫النبوية‪ُ،‬هذهُاألنماطُنتجتُعنهاُأغنيةُالحقيبةُفيُبدايةُالعشريناتُمنُالقرنُالماضيُوالتيُاعتمدتُعلىُالنصُ‬ ‫الشعريُواللحنُالدائريُالمتبادلُماُبينُالمغنيُوترديدُالكورسُمعهُبدونُمصاحبةُآلةُموسيقيةُماُعداُاآلالتُ‬ ‫اإليقاعيةُمنهاُالرق ُوالمثلث‪ُ،‬ويعتبرُفنُالحقيبةُهوُالمرحلةُالتأسيسيةُاألولىُللغناءُوالموسيقىُفيُالسودانُ‬ ‫وحتىُاليوم‪ُ.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ُفيُبدايةُثالثينياتُالقرن ُالماضيُظهرتُمرحلةُجديدةُفيُشكلُالغناءُأالُوهيُدخولُاآللةُالموسيقيةُمثلُ‬ ‫العودُوالكمانُاللذينُوظفاُمكانُالكورسُالمصاحبُللمغني‪ُُ.‬وفيُعامُ‪1947‬مُتكونتُأولُفرقةُموسيقيةُتابعةُ‬ ‫إلذاعة ُأمدرمانُاستخدمتُالعودُوالكمانُوصفارةُاألبنوسُواألكورديونُوأصبحتُآلةُالعودُهيُاآللةُالمسيطرةُ‬ ‫ويعتمدُعليهاُالمؤلفُفيُالتأليف‪ُ.‬‬ ‫التعليم الموسيقى‬ ‫اعتمدُالموسيقيونُاألوائلُوخاصةُالمدنيينُعندُتعلمهمُالعزفُعلىُاآلالتُعلىُالتلقينُوالمهارةُالفرديةُواالستعدادُ‬ ‫الفطريُحيثُارتبطتُدراسةُالموسيقىُبشكلُتخصصيُفيُتلكُالفترةُبفرقُموسيقىُالجيشُوالتيُكانُيشرفُ‬ ‫ُ‬ ‫عليهاُأساتذةُمتخصصونُمنُالجيشُاإلنجليزيُإلىُُ أنُتمُافتتاحُأولُمدرسةُموسيقيةُعسكريةُفيُعامُ‪1925‬مُ‬ ‫وتمُتأسيسُفرقةُموسيقيةُباسمُموسيقىُالحدودُثمُتحولُاالسمُ ُإلىُموسيقىُقوةُ ُدفاعُالسودانُ ُوانتشرتُ‬ ‫المدارسُالعسكريةُوالخاصةُبالمجندينُفيُالجيشُفيُبقيةُالمدنُالكبرىُاألخرىُثمُأصبحتُكياناُقائماُبذاتهُ‬ ‫ضمنُالقواتُالمسلحةُالسودانيةُوأصبحُيطلقُعليهاُسالحُالموسيقىُوذلكُبعدُأنُنالُالسودانُاستقاللهُعامُ‬ ‫‪1956‬م‪ُ.‬‬ ‫ُويعتبرُكلُمنُأحمدُمرجانُومحمودُ عثمانُومحمدُإلسماعيلُبشيرُمنُأوائلُالسودانيينُالذينُنالواُدراساتُ‬ ‫موسيقيةُبفرقُسالحُالموسيقىُعلىُيدُالخبراءُاإلنجليز‪ُ.‬‬ ‫ُعلىُالصعيدُالعسكرىُنجدُأنُ ُ أحمدُمرجانُقامُبتأسيسُمعهدُلتدريسُالموسيقىُوالعلومُالنظريةُبأمُدرمانُ‬ ‫ووجدُالدعمُوالتشجيعُمنُرئاسةُالدولةُوقتئذ‪ ُ،‬أماُعلىُالصعيدُالمدنيُوفيُبدايةُستينياتُالقرنُالماضيُفنجدُ‬ ‫أنُإسماعيلُعبدُالمعين‪ُ،‬وهوُمنُأوائلُالموسيقيينُالذينُتعلمواُالعزفُعلىُالعودُفيُبدايةُالثالثينياتُوتلقىُ‬ ‫بعضُالكورساتُالموسيقيةُبفرنسا‪ُ،‬قدُانشأُفصال ُلتدريسُالموسيقىُبداخلُمبانيُإذاعةُأمُدرمانُأطلقُعليهُ‬ ‫اسمُمعهدُاإلذاعة‪ُ،‬كانتُمدةُالدراسةُفيهُأربعُسنوات‪ُ،‬واتبعُإسماعيلُعبدُالمعينُالمنهجُالفرنسيُفيُالتدريسُ‬ ‫‪22‬‬ ‫النظري‪ ُُ.‬أماُالجانبُالتطبيقيُفكانُيعتمدُعلىُالمنهجُاإليطاليُوالذيُيقومُبتدريسهُأوزوُمايسترليُوهوُخبيرُ‬ ‫موسيقىُايطاليُأجبرتهُظروفهُالصحيةُوحسبُنصائحُاأل طباءُلهُبالعيشُفيُالمناطقُالحارةُفاختارُإثيوبياُ‬ ‫وبعدها ُاستقر ُبه ُالمقام ُفي ُالسودان ُوعمل ُبتدريس ُقواعد ُالموسيقى ُالغربية ُوآلة ُالكمان ُبفرقة ُاإلذاعة ُفيُ‬ ‫األربعينيات‪ُ.‬‬ ‫ُاعتمدتُفرقةُاإلذاعةُفيُبدايتهاُفيُعامُ‪ 1947‬مُعلىُالتلقينُوالترديدُمعُالمغنيُباآللةُالموسيقيةُإالُُأنهُوبعدُ‬ ‫فترةُبسيطةُابتدأتُالفرقةُتستفيدُمنُبعضُالخبراتُالموسيقيةُوخاصةُالمصرية‪ُ.‬ونجدُجيلُتلكُالمرحلةُمنُ‬ ‫الموسيقيينُوالمطريينُوالشعراءُ ُ قدُأثرواُالساحةُالفنيةُوأسسواُلمدارسُفنيةُأصبحتُكمرجعُللموسيقىُوالغناءُ‬ ‫فيُالسودانُُابتداءُمنُمطربيُالحقيبةُأمثالُسرورُ ُوكرومةُوخليلُفرحُإلىُمرحلةُدخولُاآللةُالموسيقيةُأمثالُ‬ ‫السر ُعبد ُهللا ُعازف ُالكمانُوإسماعيل ُعبدُالمعينُوإبراهيمُالكاشف ُوحسن ُعطية ُوأحمد ُالمصطفى ُوالتاجُ‬ ‫مصطفىُوعثمانُحسينُُوسيدُخليفةُوآخرينُمبدعينُُ الُزالتُمؤلفاتهمُخالدةُفيُوجدانُالشعبُالسودانيُبلُ‬ ‫أصبحتُمدارسُفنيةُمعروفة‪ُ ُُ.‬‬ ‫مرحلة تأسيس معهد الموسيقى والمسرح‬ ‫ُفيُعامُ‪1968‬مُ ُ وألولُمرةُقامتُالحكومةُبتأسيسُأولُمعهدُتخصصيُفيُدراسةُالموسيقىُوالدراماُوكانُ‬ ‫يسمىُمعهدُالموسيقىُوالمسرحُوالفنونُالشعبيةُوفيُالعامُ‪1998‬مُتحولُإلىُكليةُوأصبحتُإدارتهُتابعةُ(الى)ُ‬ ‫لجامعةُالسودانُللعلومُوالتكنلوجياُ‪.‬فتكونتُوألولُمرةُاوركستراُوكورالُأكاديميُتابعُلمعهدُالموسيقىُوالمسرحُ‬ ‫يقومُباإلشرافُوالتوزيعُالموسيقىُوالقيادةُاألساتذةُالكوريون ُحيثُتمُاختيارُبعضُاألعمالُالخالدةُوالمعروفةُ‬ ‫للسودانيينُُلتنفذُمنُخاللُتلكُاالوركسترا‪ُ.‬‬ ‫ُهذاُالمعهدُالذيُأصبحُكليةُتخرجُمنهُطالبُموسيقيون ُومطربون ُاثرواُالساحةُالفنيةُبأعمالهمُمنُخاللُ‬ ‫مشاركاتهمُالداخليةُوالخارجيةُوأضافواُلونا ُجديدا ُعلىُالموسيقىُالسودانيةُيعتمدُعلىُاألكاديميةُوكانُذلكُ‬ ‫‪23‬‬ ‫واضحاُمنذُبدايةُالثمانيناتُحيثُظهرتُفرقةُالفنانُمحمدُورديُوالفنانُمحمدُاألمينُوظهرتُمعهمُفرقُوكلهمُ‬ ‫من ُطالب ُأو ُخريجي ُمعهدُالموسيقىُوالمسرح؛ ُكما ُظهرت ُفرق ُموسيقيةُوغنائية ُفيُالنصف ُالثاني ُمنُ‬ ‫الثمانيناتُمؤسسوهاُمنُخريجيُمعهدُالموسيقىُوالمسرحُمثلُفرقةُالسمندلُالموسيقيةُوالتيُاهتمتُباألداءُ‬ ‫الموسيقىُوالتأليفُوالتوزيعُوفرقةُعقدُالجالدُالغنائيةُوال تيُاهتمتُبالغناءُواألداءُالجماعي‪ُ،‬اعتمدتُكلُمنُ‬ ‫الفرقتينُعلىُالتراثُالموسيقيُوالغنائيُالسودانيُالشعبيُمنهُوالحديث‪ُ،‬وهذاُبدورهُساعدُعلىُنجاحهمُجماهيرياُ‬ ‫وأضافُلونيةُغنائيةُوموسيقيةُجديدةُأحدثتُنقلةُكبيرةُفيُحركةُالموسيقىُوالغناءُالسودانيةُوظهرتُفرقُجديدةُ‬ ‫متأثرةُبنفسُالنهج‪ُ.‬‬ ‫دور الرقص في التعبير الثقافي واألحداث المجتمعية‬ ‫يعتبرُالرقصُجزُءاُحيوياُمنُالثقافةُالسودانية‪ُ،‬حيثُيستخدمُكوسيلةُللتعبيرُعنُالفرحُوالحزنُوالتقاليد‪.‬‬ ‫يختلفُالرقصُباختالفُالمناطقُوالقبائل‪ُ،‬ويعكسُالتنوعُالثقافيُالغنيُللسودان‪.‬‬ ‫الرقصات ُالتقليدية‪ُ :‬تشمل ُرقصات ُمثلُ"الدليب" ُو"العرضة"‪ُ ،‬التي ُتُؤدى ُفيُالمناسبات ُاالجتماعية ُمثلُ‬ ‫األعراسُوالمهرجانات‪ُ،‬وتعكسُالتراثُالثقافيُوالتاريخيُللقبائلُالمختلفة‪.‬‬ ‫الرقص الجماعي‪ُ:‬يُعتبرُوسيلةُلتعزيزُالروابطُاالجتماعيةُبينُاألفرادُداخلُالمجتمع‪ُ،‬حيثُيُشاركُالجميعُفيُ‬ ‫الرقصات‪ُ،‬مماُيعززُالشعورُبالوحدةُواالنتماء‪.‬‬ ‫الرقص كوسيلة لالحتفال‪ُ :‬تُستخدم ُالرقصات ُلالحتفال ُبالمناسبات ُالدينية ُوالوطنية‪ُ،‬حيث ُيُعبر ُالناس ُعنُفرحتهمُ‬ ‫منُخاللُاألداءُالجماعي‪.‬‬ ‫أبرز ما يميز الموسيقى والفنانين السودانيين المعاصرين‬ ‫شهدتُالساحةُالموسيقيةُالسودانيةُتطُو اُرُملحوظُاُفيُالسنواتُاألخيرةُمعُبروزُعددُمنُالفنانينُالذينُساهمواُفيُتحديثُ‬ ‫المشهدُالفني‪ُ.‬يتميزُهؤالءُالفنانونُُبإبداعهمُوقدرتهمُعلىُدمجُاألنماطُالتقليديةُمعُاألساليبُالحديثة‪:‬‬ ‫‪24‬‬ ‫أحمد المصطفىُ(‪ُ:)1999ُ-ُ1922‬هوُفنانُسودانيُبارزُيُعرفُبلقبُ"عميدُالفنُفيُالسودان"‪ُ،‬وذلك‬ ‫لدورهُالفعالُفيُتطويرُفنُالغناءُوالطربُفيُالبالد‪ًُُ.‬ولدُفيُقريةُالدبيبةُشر ُقُالخرطوم‪ُ،‬وبدأُمسيرتهُالفنية‬ ‫منذ ُعام ُ‪ُ ،1936‬حيث ُقدم ُالعديد ُمنُاألغانيُالتي ُساهمت ُفي ُتشكيل ُالهوية ُالموسيقية ُالسودانية‪ُ.‬‬ ‫كانُأحمدُالمصطفىُمنُالروادُفيُتجديدُأسلوبُالحقيبة‪ُ،‬وهوُنمطُموسيقيُيُعتبرُأساسُاألغنيةُالسودانيةُ‬ ‫المعاصرة‪ُ.‬استخدم ُفيُموسيقاهُعدةُآالتُموسيقيةُمثلُالعود ُواألكورديونُ ُوالدربكة‪ُ ،‬وكانُله ُتأثيرُكبيرُ‬ ‫علىُاألغانيُالوطنيةُوالرومانسية‪ ُ.‬تغنىُبأعمالُشعراءُمعروفينُمثلُحسينُبازرعةُوأبوُآمنةُحامد‪.‬‬ ‫كان ُأحمد ُالمصطفى ُناشطا ُاجتماعياُ ُونقابيا‪ُ،‬حيثُأسسُرابطةُالفنانينُالسودانيين ُالتي ُكانت ُتُعنى ُبحقوقُُ‬ ‫الفنانين‪ُ،‬وعينُنقيباُلهمُلعدةُدورات‪ ُ.‬كماُكانُلهُدورُفيُالترفيهُعنُالجنودُالسودانيينُخاللُالحربُالعالميةُ‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫محمد وردي‪ُ،‬المعروفُبفنانُأفريقياُاألول‪ُ،‬ولدُفيُ‪ُ19‬يوليوُ‪ُ1932‬فيُقريةُصواردةُبشمالُالسودان‪ُ.‬‬ ‫نشأُيتيماُبعدُوفاةُوالديه‪ُ،‬وعملُكمدرسُقبلُأنُينتقلُإلىُالخرطومُليبدأُمسيرتهُالفنيةُعامُ‪.1957‬علىُ‬ ‫مدارُحياته‪ُ،‬قدمُورديُأكثرُمنُ‪ ُ 300‬أغنية‪ُ،‬مماُجعلهُأحدُأبرزُفنانيُالموسيقىُالسودانية‪ُ.‬تميزُ‬ ‫أسلوبهُبإدخالُالقالبُالموسيقيُالنوبيُوأدواتهُمثلُالطمبور‪ُ،‬وغنىُباللغتينُالعربيةُوالنوبية‪ُ.‬عرفُبمزجهُبينُ‬ ‫األغانيُالعاطفيةُوالثورية‪ُ،‬مماُجعلهُرم اُزُللحريةُواإلبداعُفيُالسودان‪.‬توفيُمحمدُورديُفيُ‪ُ18‬فبرايرُ‬ ‫‪2012‬مُ؛ُوالُيزالُيُحتفىُبهُكأحدُأعظمُالفنانينُفيُتاريخُالسودانُوأفريقي‪.‬‬ ‫عبد الكريم الكابليُ(‪ُ2ُ-ُ1932‬ديسمبرُ‪ُ)2021‬هوُفنانُسودانيُبارز‪ُ،‬يعتبرُمنُأبرزُالشعراءُوالًُُملحنين‬ ‫والمطربينُفيُتاريخُالسودان‪ًُُ.‬ولدُفيُمدينةُبورتسودان‪ُ،‬حيثُنشأُفيُبيئةُغنيةُبالثقافةُوالتراثُالشعبي‪ُ.‬تلقىُتعليمهُ‬ ‫فيُخلوةُالشيخُالشريفُالهادي‪ُ،‬ثمُانتقلُإلىُأمُدرمانُلدراسةُالمرحلةُالثانوية‪.‬‬ ‫بدأُالكابليُمسيرتهُالفنيةُفيُسنُالثامنةُعشر‪ُ ،‬وحققُشهرةُواسعةُبعدُأدائهُأنشودةُ"آسياُوأفريقيا" ُفيُعامُ‬ ‫‪25‬‬ ‫‪ُ 1960‬بحضورُالرئيسُالمصريُ ُجمالُعبدُالناصر‪ُ.‬علىُمدار ُحياته‪ُ،‬أبدعُالعديدُمنُاألغانيُالتيُ‬ ‫ي"ُو"ياُضنينُالوعد"ُو"أراكُعصيُالدمع"‬ ‫أصبحتُرمًُُزاُللثقافةُالسودانية‪ُ،‬مثلُ"حبيبةُعمر ُ‬ ‫كانُالكابليُأيضاُباحثاُفيُالتراثُالشعبيُالسوداني‪ُ،‬حيثُقامُبإلقاءُمحاضراتُودراساتُعنُالتراثُالسودانيُ‬ ‫فيُعدةُدولُعربيةُوأوروبية‪ُُ.‬عينُسفي اُرُللنواياُالحسنة‪ُ،‬مماُساهمُفيُتعزيزُالثقافةُالسودانيةُعلى‬ ‫المستوىُُالدولي‪ُ،‬توفيُعبدُالكريمُالكابليُفيُ‪ُ2‬ديسمبرُ‪ُ2021‬فيُواليةُميشيغانُاألمريكية‪ُ ُ،‬‬ ‫تاركاُُوراءهُإرثُاُفنُياُوثقافيُاُ‬ ‫غنياُُيُحتفىُبهُحتىُاليوم‪.‬‬ ‫أبو عبيدة حسن‪ُ:‬يعدُمنُأبرزُالفنانينُالذينُأدخلواُاالبتكارُعلىُآلةُالطمبورُبتطويرهاُلتصبحُكهربائية‪ ،‬مماُ‬ ‫سمحُبإنتاجُأصواتُجديدةُومختلفة‪.‬‬ ‫سيد خليفة‪ُ:‬يُعتبرُأحدُروادُاألغنيةُالسودانيةُالحديثة‪ُ،‬حيثُدمجُبينُالتراثُوالموسيقىُالمعاصرةُبأسلوب فنيُ‬ ‫مميز‪.‬‬ ‫تساهم ُهذه ُالشخصيات ُالفنية ُفي ُتعزيز ُالهوية ُالثقافية ُللسودان ُعلى ُالمستوىُ ُالمحلي ُوالدولي‪ُ ،‬حيث ُتنقلُ‬ ‫الموسيقى ُالسودانية ُإلىُجمهور ُأوسع ُوتعززُمن ُتقدير ُالفنونُ ُالتقليدية‪ُ.‬تُظهر ُهذه ُالعناصرُكيف ُأنُ‬ ‫الموسيقىُوالرقصُليساُمجردُأشكالُفنية‪ُ،‬بلُهماُأي ًُُضاُوسيلةُللتعبيرُعنُالهويةُوالتاريخُوالثقافةُالسودانية‪.‬‬ ‫المحاضرة السابعة‪ :‬المطبخ والتقاليد الطهوية‬ ‫نظرة عامة على األطعمة األساسية وطرق الطهي‬ ‫يشتهرُالمطبخُالسودانيُبمذاقهُالسوداني الخاصُمعُوجودُبعضُالتأثيراتُالغذائيةُالتيُتثرُيه‪ُ،‬خاصةُالتأثيراتُ‬ ‫المصريةُواألرثوذوكسية‪ُ،‬التركية والتأثيراتُالشامية فيُالحلويات ‪.‬العديد ُمن ُاألطعمةُالسودانية ما ُزالت ُموجوده ُمنذُ‬ ‫آالف ُالسنين ُعندُالسودانيين مثلُالخبز الذي ُيطلق ُعليه ُالسودانيونُُ(الرغيف )أوُ(العيش ُالبلدي )والفولُ‬ ‫‪26‬‬ ‫المدمس وكعك عندُالسودانيين فيُعيدُالفطر وعيدُاالضحى ‪.‬معظمُاألكالتُالسودانيةُالتقليديةُالتيُتؤكلُمعُالكسرةُ‬ ‫والقراصةُوالعصيدةُأوُ«اللقمة»ُكماُتسمىُفيُبعضُالمناطقُتتكون ُمنُإدامُيطلقُعليهُمحلياُاسمُ«المالح»ُبضمُ‬ ‫الميمُيختلفُعلىُحسبُمكوناتهُمضافاُإليهُ«الويكة»ُوهيُمطحونُنوعُمنُالبامية تعطيُقواماُلزجاُكماُتوجدُبعضُ‬ ‫أنواعهُتخلوُمنُالويكةُوأيضاُبعضُاألحيانُيضافُاليهُنوعُمنُاللحم‪ُ.‬‬ ‫أثرُالمطبخُالتركي كثيراُفيُالمطبخُالسوداني‪ُ،‬فمنحهُنكهةُمميزة‪ُ،‬منُأشهرُاألطعمةُالتركيةُالتيُتوجدُفيُ‬ ‫المطبخ ُالسوداني ‪:‬الكباب والكفتة والشاورمة بجانب ُحلويات ُمثلُالبقالوة ‪.‬الحلويات ُالشامية ُوالمصرية ُأيضا ُدخلتُ‬ ‫المطبخُالسودانيُوتعرفُبالحلوياتُالشرقيةُأوُالشامية‪ُ.‬كماُيشتهر ُالسودانيون ُبصنعُالمدائدُ‪ُ -‬جمعُمديدةُ‪ُ -‬وهيُ‬ ‫عبارةُعنُحساءُمكثفُحلوُالمذاقُتختلفُعلىُحسبُماُيصنعُمنهُمثلُمديدةُالنشأُأوُالدخنُأوُالذرةُأوُالتمرُهنديُ‬ ‫أوُالحلبةُوغيرها‪ُ.‬كماُيشتهرونُأيضاُبعملُماُيسمىُبالبليلةُوهيُعبارةُعنُمسلوقُأنواعُمنُالحبوبُأوُالبقولُتختلفُ‬ ‫أيضاُعلىُحسبُمكونهاُومنهاُالمالحُوالحلو‪ُ.‬اللحومُفيُالسودانُلهاُمكانةُخاصةُويعتبرُالسودانيون ُأكثرُالشعوبُ‬ ‫إستهالكاُللحومُومنُأهمُأنواعُاستعمالهُلحمُمقدد‪ُ:‬يجففُويضافُإلىُأغلبُأنواعُالمالحُمعُالويكة‪ُ.‬األقاشي‪ُ:‬وهوُنوعُ‬ ‫منُالشواءُيشبهُالكستليتةُولكنُلهُنوعُخاصُمنُالبهاراتُالتيُتشبهُالكاريُوالفلفلُالحارُيقدمُمعه‪ُ.‬شيةُالسالت‪ُ:‬وهوُ‬ ‫شواءُاللحمُعلىُنوعُمنُالحجارةُالمحماةُالموضوعةُعلىُطبقةُمنُالجمر‪ُ.‬باإلضافةُإلىُباقيُأنواعُالشواءُالمعروفة‪ُ.‬‬ ‫كماُيوجدُنوعُمنُاألكالتُالسودانيةُيسمىُ«الم اررة»ُوهوُعبارةُعنُتحضيرُاجزاءُمنُحيوانُمذبوحُحديثاُويشترطُأنُ‬ ‫يكونُحديثاُوهيُالكبدُوالرئةُأوُ«الفشفاش»ُبالعاميةُالسودانيةُوالجزءُالسميكُمنُالمعدةُ«الكرشُأوُأمُفتفت»ُبالعاميةُ‬ ‫تقطعُويضافُاليهاُالليمونُوالفلفلُالحارُوالعصارةُالصفراويةُ«العتيُبفتحُالعينُوتشديدُالتاء»ُوتؤكلُنيئة‪.‬‬ ‫ُالكمونية‪ُ:‬منُأشهرُأك التُالسودانيينُوهيُعبارةُعنُمطبوخُأجزاءُمنُاألمعاءُوالكرش‪ُ.‬الباسم‪ُ:‬وسميُبذلكُ‬ ‫ألنُرأسُالحيوانُبعدُسلخهُيبدوُوكأنهُيبتسمُوهوُتحضيرُلحمُالرأسُيجدرُالذكرُأنُالسودانيينُيعافونُأكلُالعينُأوُ‬ ‫الدماغ‪ُ.‬النيفة‪ُ:‬وهوُوضعُالرأسُبعدُقطعُاألذنينُفيُحفرةُبهاُحطبُمشتعلُثمُسلخهُوأكلهُبعدُذلك‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫يمتازُالمطبخُالسودانيُبتنوعهُالغنيُالذيُيعكسُتاريخُالبالدُوثقافتها‪ُ.‬تُعتبرُالعصيدةُوالكسرةُمنُاألطعمةُ‬ ‫األساسية‪ُ،‬حيث ُتُعدُالعصيدةُمنُدقيقُالذرةُأوُالقمح ُوتُقدمُمعُمجموعةُمتنوعةُمن ُاألطباقُالجانبيةُ‬ ‫مثل ُالحساءُأوُالمالح‪ ُ.‬أماُالكسرة‪ُ،‬فهيُنوعُمنُالخبزُالمصنوعُمنُالذرة‪ُ،‬و ًُُتعتبرُجز ًُُءاُالُيتج أزُ‬ ‫منُالوجباتُاليومية‪.‬‬ ‫تتنوعُطر ُقُالطهيُفيُالسودان‪ُ،‬حيثُتشملُالغلي‪ُ،‬والشوي‪ُ،‬والقلي‪ُ.‬تُستخدمُالتوابلُبكثرةُإلضفاءُنكهاتُفريدةُ‬ ‫علىُاألطباق‪ُ،‬مثلُالكمون‪ُ،‬والكزبرة‪ُ،‬والزنجبيل‪ُ.‬يُعتبرُالمالح‪ُ،‬وهو ُحساءُيُعدُمنُالخضرواتُواللحوم‪ُ،‬‬ ‫منُاألطباقُالشهيرةُالتيُتُقدمُمعُالعصيدةُأوُالكسرة‪ُ.‬كماُيُعدُ(الكوارع)ُحساءُمصنوعُمنُأظالفُاألغنامُ‬ ‫"والمفروكة"ُطبقُمنُاللحمُوالخضارُمنُاألطباقُالمحبوبةُفيُالمناسبات‪.‬‬ ‫األقاشي‬ ‫الطبقُالتقليديُالمرافقُللوالئمُاإلفريقية‪ُ،‬عبارةُعنُلحمُمشويُمتبلُمعُالبهاراتُكالزنجبيلُوالفلفلُوالقرفةُ‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser