مقرر الصحة النفسية الرابعة تعليم عام 2024-2025 PDF

Document Details

DazzledMagic

Uploaded by DazzledMagic

جامعة جنوب الوادي

2024

منصور عبد الاله عبد الغفور، علي ثابت ابراهيم

Tags

الصحة النفسية علم النفس التعليم الجامعة

Summary

هذا المقرر دراسي للصحة النفسية وعلم النفس الاجتماعي للفرقة الرابعة تعليم عام في جامعة جنوب الوادي للعام الجامعي 2024-2025. يغطي محتويات المقرر تعريف الصحة النفسية، علم الصحة النفسية، الشخصية، الأمراض النفسية، علم النفس الاجتماعي، التنشئة الاجتماعية، القيم. يحتوي على مواضيع متعددة.

Full Transcript

‫قسم الصحة النفسية‬ ‫جامعة جنوب الوادي‬ ‫مقرر‬ ‫الصحة النفسية وعلم النفس االجتماعي‬ ‫الفرقة الرابعة تعليم عام‬ ‫أستاذ المقرر‬...

‫قسم الصحة النفسية‬ ‫جامعة جنوب الوادي‬ ‫مقرر‬ ‫الصحة النفسية وعلم النفس االجتماعي‬ ‫الفرقة الرابعة تعليم عام‬ ‫أستاذ المقرر‬ ‫ا‪.‬د‪ /‬منصور عبد الاله عبد الغفور‬ ‫أستاذ الصحة النفسية المتفرغ بكلية التربية بقنا‬ ‫ا‪.‬م‪.‬د‪ /‬علي ثابت ابراهيم‬ ‫أستاذ الصحة النفسية المساعد بكلية التربية بقنا‬ ‫العام الجامعي‬ ‫‪2025 / 2024‬م‬ ‫بيــــانـــات أساسية‬ ‫الكلية‪ :‬التربية‬ ‫الفرقة‪ :‬الرابعة‬ ‫التخصص‪ :‬تعليم عام‬ ‫عدد الصفحات‪185 :‬‬ ‫القسم التابع له المقرر قسم الصحة النفسية‬ ‫الرموز المستخدمة‬ ‫فيديو للمشاهدة‪.‬‬ ‫والدراسة‪.‬‬ ‫نص للقراءة‬ ‫رابط خارجي‪.‬‬ ‫أسئلة للتفكير والتقييم الذاتي‪.‬‬ ‫أنشطة ومهام‪.‬‬ ‫تواصل عبر مؤتمر الفيديو‪.‬‬ ‫‪-2-‬‬ ‫محتوي الكتاب‬ ‫‪5-3‬‬ ‫أوال ‪ :‬الموضوعات ‪---------------------------- :‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الجداول ‪------------------------------- :‬‬ ‫الصفحة‬ ‫أوال ‪ :‬الموضوعات‬ ‫اوال‪ :‬جزء الصحة النفسية‬ ‫‪31-7‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التعريف بالصحة النفسية‬ ‫‪8‬‬ ‫علم الصحة النفسية‬ ‫‪12‬‬ ‫اتجاهات رئيسية في تعريف الصحة النفسية‬ ‫‪16‬‬ ‫السلوك السوي وسماته‬ ‫‪21‬‬ ‫الشخصية السوية‬ ‫‪22‬‬ ‫محكات السلوك السوي‬ ‫‪30‬‬ ‫أهداف الصحة النفسية‬ ‫‪69-32‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬متغيرات ومفاهيم نفسية‬ ‫‪33‬‬ ‫التوافق النفسي‬ ‫‪36‬‬ ‫الدافعية‬ ‫‪43‬‬ ‫جودة الحياة‬ ‫‪45‬‬ ‫الصراع النفسي‬ ‫‪53‬‬ ‫الحيل الدفاعية‬ ‫‪86-70‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬الشخصية‬ ‫‪71‬‬ ‫تعريف الشخصية‬ ‫‪71‬‬ ‫نظريات الشخصية‬ ‫‪71‬‬ ‫نظرية األنماط‬ ‫‪74‬‬ ‫نظرية السمات‬ ‫‪76‬‬ ‫النظرية السلوكية‬ ‫‪-3-‬‬ ‫‪77‬‬ ‫نظرية التحليل النفسي‬ ‫‪78‬‬ ‫نماذج لبعض اضطرابات الشخصية‬ ‫‪105-87‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬االمراض النفسية والعقلية‬ ‫‪88‬‬ ‫مفهوم المرض النفسي ( العصاب )‬ ‫‪89‬‬ ‫مفهوم المرض العقلي ( الذهان )‬ ‫‪100‬‬ ‫أمثلة لبعض األمراض النفسية والعقلية‬ ‫ثانيا‪ :‬جزء علم النفس االجتماعي‬ ‫‪117-107‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬مفهوم علم النفس االجتماعي‬ ‫‪108‬‬ ‫مدخل إلى علم النفس االجتماعي‬ ‫‪109‬‬ ‫تعريف علم النفس االجتماعي‬ ‫‪113‬‬ ‫أهمية علم النفس االجتماعي‬ ‫‪115‬‬ ‫مجاالت علم النفس االجتماعي‬ ‫‪116‬‬ ‫مناهج البحث في علم النفس االجتماعي‬ ‫‪161-118‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬ماهية التنشئة االجتماعية‬ ‫‪119‬‬ ‫ا‬ ‫أوال‪ :‬عملية التنشئة االجتماعية‪ :‬منظور عام‬ ‫‪123‬‬ ‫ثانياا‪ :‬مفهوم التنشئة االجتماعية‬ ‫‪130‬‬ ‫ثالثاا‪ :‬نظريات في التنشئة االجتماعية‬ ‫‪138‬‬ ‫رابعاا‪ :‬متغيرات خلف العمليات التي تحدث أثناء التنشئة االجتماعية‬ ‫‪145‬‬ ‫خامساا‪ :‬مراحل عملية التنشئة االجتماعية لألطفال‬ ‫‪151‬‬ ‫سا‪ :‬حدود التنشئة االجتماعية‬ ‫ساد ا‬ ‫‪155‬‬ ‫سابعاا‪ :‬نتائج الرعاية االجتماعية للطفل‬ ‫‪160‬‬ ‫ثامناا‪ :‬اإلخفاق في رعاية األطفال‬ ‫‪183-162‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬االتجاهات والقيم‬ ‫‪163‬‬ ‫االتجاهات‬ ‫‪164‬‬ ‫االتجاهات النفسية‬ ‫‪-4-‬‬ ‫‪165‬‬ ‫مكونات االتجاه النفسي االجتماعي‬ ‫‪167‬‬ ‫االتجاهات الو الدية وأثرها في حياة الطفل النفسية‬ ‫‪175‬‬ ‫طبيعة مفهوم القيم في علم النفس االجتماعي‬ ‫‪177‬‬ ‫خصائص القيم‬ ‫‪178‬‬ ‫وظائف النسق القيمي‬ ‫‪179‬‬ ‫تصنيف القيم‬ ‫‪181‬‬ ‫أهمية القيم التربوية‬ ‫‪182‬‬ ‫مكونات القيم التربوية‬ ‫‪184‬‬ ‫أسئلة وتدريبات‬ ‫الصفحة‬ ‫ثانيا ‪ :‬الجداول‬ ‫‪35‬‬ ‫جدول‪ /1‬الفرق بين التوافق الحسن والسيئ‬ ‫‪93‬‬ ‫جدول‪ /2‬الفرق بين العصاب والذهان‬ ‫‪-5-‬‬ ‫أوال‬ ‫جزء الصحة النفسية‬ ‫‪Mental Health‬‬ ‫‪-6-‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫التعريف بالصحة النفسية‬ ‫تعريففففففففف ة فففففف ف الصففففففففحة النفسففففففففية‬ ‫تعريفففففففففففففف الصفففففففففففففحة النفسفففففففففففففية‬ ‫السفففففففففففف وت السفففففففففففففو وسفففففففففففف ات‬ ‫حكفففففففففففففاي السففففففففففف ف وت السفففففففففففففو‬ ‫أهففففففففففففففاف الصفففففففففففففحة النفسفففففففففففففية‬ ‫نسفففففففففففففبية الصفففففففففففففحة النفسفففففففففففففية‬ ‫‪-7-‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫التعريف بالصحة النفسية‬ ‫‪ -1‬علم الصحة النفسية ‪Mental Health‬‬ ‫دخل اإلنسان منـذ قـد م الزف فـي صـراي وعـل مـع الـنفس مـ أجـل‬ ‫اقات وإمكانات وما يلـم‬ ‫أن عرف نفسه وععرف شخصيته وعكشف عما يتمتع به م‬ ‫به م أزمات ونكبات وما يدور حوله م أحواف ومواقف ‪ ،‬م حزن وفرح ‪ ،‬م قلق‬ ‫وسكينة ‪ ،‬م خوف وأم ‪ ،‬م حب وكره ومع تقدم الحضارات وزعادة المعرفـة وتعقـد‬ ‫الظــروف وتــداخلها أصــبا اإلنســان أمــام ســيل كبيــر م ـ الضــغو والمشــكالت التــي‬ ‫تستلزم التصدي لهـا وحلهـا بطرعقـة ا يابيـة وحـاوف اإلنسـان بكـل الطـرع البحـ عـ‬ ‫العلم الذي فسر كل هذه الظروف والمواقف حتى سـتطيع فهـم نفسـه وفهـم انخـرع‬ ‫اقــاتهم وإمكاناتــه فوجـد نفســه أمــام علــم‬ ‫والقـدرة علــي التعامــل معهــم واالسـتفادة مـ‬ ‫الصحة النفسية وذلك بفضل جهود علمـا وبـاحني فـي مختلـف العصـور وفـي جميـع‬ ‫أنحا العالم ‪.‬‬ ‫وأصبحت الصحة النفسية اليوم م العلوم التي ينشدها الناس فـي كـل أنحـا‬ ‫العـالم ولهميتهـا فــي حيـاة اإلنســان وحيـاة البشـرعة بصــفة عامـة أصــبحت مـ العلــوم‬ ‫حــاولون مســاعدة النــاس للتصــدي‬ ‫التــي تشــد اليهــا الرحــاف وأصــبا لهــا دعــاة علمــا‬ ‫لمشكالتهم وضغو هم اليومية وأصبا لهؤال القدرة علي تشـخيص وتقيـيم المشـكالت‬ ‫واالضطرابات والمراض ومحاولة حلها بأنسب الحلوف العلمية أو التصدي لعالجها ‪.‬‬ ‫وتطـــورت الصـــحة النفســـية فأصـــبحت لهـــا مراجـــع وكتـــب ودورعـــات علميـــة‬ ‫ومؤتمرات في كـل أنحـا العـالم ومكاتـب توجيـه وإرشـاد وعـالد لمسـاعدة النـاس علـي‬ ‫تحقيق مستوي عاف م الصحة النفسية ‪.‬وعستمر التطور في مياف الصحة النفسـية‬ ‫حتــى كشــف لنــا الكنيــر مــ أ ــوار الــنفس البشــرعة ‪.‬أمــا المعرفــة الكاملــة للــنفس‬ ‫البشرعة فال علمها اال هللا ‪.‬‬ ‫وبعد هذا التقد م فما هو علم الصحة النفسية ومـا الموضـوعات التـي يدرسـها‬ ‫وما الخدمة التي قدمها للفرد وللميتمع‬ ‫‪-8-‬‬ ‫يــــري ط مصــــطفي فهمــــي ط أن علــــم الصــــحة النفســــية هــــو علــــم التكيــــف أو‬ ‫التوافق النفسي الذي يهدف الي تماسك الشخصية ووحدتها وتقبـل الفـرد لذاتـه وتقبـل‬ ‫انخـــــرع لـــــه بحيـــ ـ يترتـــــب علـــــي هـــــذا كلـــــه شـــــعور الفـــــرد بالســـــعادة والراحـــــة‬ ‫النفسية ( مصطفي فهمي ‪. ) 18 ، 1967 ،‬‬ ‫وععــرف علــم الصــحة النفســية بأنــه الدراســة العلميــة للصــحة النفســية وعمليــة‬ ‫التوافق النفسي والمشكالت واالضطرابات والمراض النفسية والوقا ة منهـا وعالجهـا (‬ ‫اجالف محمد سري ‪. ) 19 ، 2000 ،‬‬ ‫وععرف بأنـه الدراسـة العلميـة للصـحة النفسـية والتوافـق النفسـي ومـا يـؤدي اليهـا ومـا‬ ‫حققهــا ومــا عوقهــا ومــا حــد م ـ مشــكالت واضــطرابات وأم ـراض نفســية ودراســة‬ ‫أسبابها وتشخيصها وعالجها والوقا ة منها ‪ (.‬حامد عبد السالم زهران‪.)9 ،2005 ،‬‬ ‫‪ -2‬تعريف الصحة النفسية‬ ‫الشـــك أن الــــدارس لميــــاف الصــــحة النفســـية يهمــــه الوقــــوف علــــي‬ ‫أساسيات هذا العلم ‪ ،‬ولعل م أوف هذه الساسيات تحديـد مفهـوم الصـحة النفسـية ‪،‬‬ ‫وتعرعف هذا المصطلا تعرعفا محددا وواضا الركان ‪.‬‬ ‫ا‪-‬صعوبة تعريف الصحة النفسية ‪:‬‬ ‫لــيس م ـ الســهل وضــع تعرعــف للصــحة النفســية ‪ ،‬لن هــذا التعرعــف يــرتبط‬ ‫ارتبا ا وثيقا بتحديد معني السوا والال سوا في علم النفس ‪.‬وكما رأينـا فـي الفصـل‬ ‫الصــعوبات ‪،‬‬ ‫الوف ‪ ،‬فـ ن الحكــم بالســوعة أو الالســوعة علــي ســلوب مــا تكتنفــه بعـ‬ ‫فالمحكات المستخدمة في هذا السبيل تتعدد وتتباي ‪ ،‬وليس بينهـا محـك دقيـق تمامـا‬ ‫‪ ،‬وما صلا منها في موقف ال صلا في آخر ‪ ،‬ومـا يـنيا فـي الحالـة ال يـنيا فـي‬ ‫يرها ‪.‬‬ ‫ومع ذلـك ‪ ،‬ف نـه اذا كـان تبـي الحـد الفاصـل بـي السـوعة والالسـوعة بالنسـبة‬ ‫للسلوب المفرد أم ار صـببا ‪ ،‬فـ ن تبـاي هـذا الحـد بالنسـبة للصـحة النفسـية عمومـا –‬ ‫أي الحد بي الصحة والمرض بوجه عـام – أمـر أثنـر صـعوبة ‪ ،‬لن الصـحة النفسـية‬ ‫‪-9-‬‬ ‫تشير الي الحالة النفسية العامة للفرد ‪ ،‬أو هـي صـفة للشخصـية ‪ ،‬باعتبارهـا التنظـيم‬ ‫السيكولوجي لألساليب السلوكية جميعا ‪.‬‬ ‫الحاالت – لكي نحكـم علـي سـلوب الفـرد بالسـوا‬ ‫وإذا كان كفينا – في بع‬ ‫أو الالسوا أن نتخذ مـ تحقيـق أهـداف خاصـة بهـذا الفـرد أو الميتمـع الـذي بـي‬ ‫فيه أو بهما معـا محكـا لـذلك ‪ ،‬فـ ن هـذا ال كفـي عنـدما نرعـد أن نتبـي الحـد الفاصـل‬ ‫بي الصـحة والمـرض لهـذا الفـرد ‪ ،‬أو بمعنـي آخـر الحكـم علـي شخصـيته ومقـدار مـا‬ ‫يتمتع به م صحة نفسية‬ ‫ونح نعرف أن حاالت الفرد تتباي م حي المراحل العمرعة ‪ ،‬بل مـ حيـ‬ ‫المواقف التي ستييب لها في حياته اليومية ‪.‬وعزعد مـ تعقـد المـر تبـاي النقافـات‬ ‫م ميتمع نخر ‪ ،‬مما يعل م مفهوم الصحة النفسية مفهوما نسبيا كما سنوضا‬ ‫فيما بعد ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التعريفات السلبية للصحة النفسية ‪:‬‬ ‫لعله مما يزعد م دقة تعرعف الصحة النفسية – عـالوة علـي مـا سـبق – أن‬ ‫التعرف علي المظاهر أو الساليب السلوكية المرضية كون دائما أسـهل وأوضـا مـ‬ ‫التعـــرف علـــي المظـــاهر أو الســـاليب الســـلوكية الســـوعة أو الصـــحية ‪ ،‬لن الســـلوب‬ ‫المرضي أو الالسوي صطدم بمعايير أو أهداف شخصية أو اجتماعيـة قائمـة وعكـون‬ ‫الخــرود علــي هــذه المعــايير دامغــا للســلوب بالالســوعة ‪ ،‬بعكــس الســلوب الســوي الــذي‬ ‫يتراوح معناه ودالالته م السلوب العادي الي السلوب المنالي ‪.‬‬ ‫وبــــذلك كــــون اتفاقنــــا علــــي الســــلوب الــــذي ضــــر بــــأم الفــــرد أو اســــتقرار‬ ‫اليماعــة أثنــر مـ اتفاقنــا علــي الســلوب الــذي كــون فــي صــالا الفــرد أو فــي صــالا‬ ‫الميتمع ‪.‬‬ ‫التعرعفـات فـي تحديـدها لمعنـي الصـحة النفسـية الـي‬ ‫وم هنـا اتيهـت بعـ‬ ‫ذكر الساليب السلوكية التي بانتقائها توجد هذه الصحة ‪ ،‬وهي التعرعفات التي مكـ‬ ‫أن نسميها التعرعفات السلبية أو تعرعفات االسـتبعاد لنهـا تعرعفـات تقـوم علـي تحديـد‬ ‫الظــاهرة باســتبعاد الظ ـواهر التــي ال تنطــوي تحــت لوائهــا ‪ ،‬كــأن تقــوف أن الــذكا هــو‬ ‫‪- 10 -‬‬ ‫غيــاا الابــا أو انعدامــه ‪.‬وعلــي رأس الظ ـواهر الســلوكية المســتبعدة فــي التعرعــف‬ ‫الســلبي للصــحة النفســية كــل العـراض المرضــية التــي تظهــر مـ عصــاا الصــدمة ‪،‬‬ ‫والعصــــاا النفســــي ‪ ،‬والــــذهان بنوعيــــه العضــــوي والــــو يفي وكــــذلك االضــــطرابات‬ ‫السيكوسوماتية ( النفسية – اليسمية ) ‪ ،‬كما ستبعد أ ضا مشاعر القلق أو الـنقص‬ ‫أو الخيـــل أو الـــذنب الشـــديدة ‪.‬والحذيقـــة أن هـــذه التعرعفـــات تقـــوم علـــي اســـتبعاد‬ ‫ثــل صــور الســلوب يــر الســوي التــي تــرد فــي أدلــة تصــنيف الســلوب الشــاذ أو الغيــر‬ ‫عادي ‪.‬‬ ‫وعوجه النقد الي هذه التعرعفات علي أساس أن تحديد معالم الموضوي بايـاا‬ ‫نذيضه ليس دقيقا في معظـم الحـاالت ‪ ،‬ولـيس مـ الدقـة فـي شـي أن نعـرف اللـون‬ ‫بأنه مـا لـيس بأسـود ‪.‬ومـع التسـليم بهـذا فـ ن هـذه التعرعفـات ليسـت خا ئـة‬ ‫البي‬ ‫الحـاالت ‪ ،‬لن الشـيا‬ ‫الوجوه ومفيـدة فـي بعـ‬ ‫تماما ‪ ،‬بل أنها صحيحة م بع‬ ‫تتمايز بأضدادها ‪ ،‬وإن كان االقتصار علي اليوانب السلبية منـل نقصـا فـي التعرعـف‬ ‫الدقيق ‪ ،‬فهي تعرعفات ناقصة وليست خا ئة ‪ ،‬لنها تكـون فـي هـذه الحالـة تعرعفـات‬ ‫مانعة فقط للظواهر التي ال تنتمي للظاهرة المعروفة ولكنها ليست جامعة لكل الظواهر‬ ‫التي تنتمي للظاهرة موضوي التعرعف ‪ ،‬كمـا شـتر المنا قـة ( علمـا المنطـق ) فـي‬ ‫التعرعف الصحيا ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬التعريفات اإليجابية للصحة النفسية ‪:‬‬ ‫لعل النقد الذي وجه لتعرعفات السلبية في تحديد مفهوم الصحة النفسية جعـل‬ ‫المختصي يدركون قصور هذا التعرعف فتعرعف الصـحة بأنهـا غيـاا المـرض تعرعـف‬ ‫نــاقص بــال شــك ‪ ،‬وهــذا عنــي أن عــدم معانــاة الفــرد م ـ مشــاعر اإلثــم أو الــذنب أو‬ ‫الخيـل أو القلــق أو الـنقص الحــادة أو المـراض النفســية الخـرف ال عــد كافيـا ليتمتــع‬ ‫الفـــرد بحياتـــه فـــي ـــل صـــحة نفســـية ‪ ،‬لن الفـــرد قابـــل ـ ـواف حياتـــه سلســـلة مـ ـ‬ ‫المشــكالت البســيطة أو المعقــدة وعليــه أن يواجههــا وان يــد لهــا الحــل المناســب ‪.‬‬ ‫وعواجــه كني ـ ار م ـ المســئوليات الشخصــية والعائليــة والمهنيــة واالجتماعيــة عليــه أن‬ ‫يتحملهــا وعليــه أن قــوم بكــل المســئوليات المرتبطــة بــالدوار المترتبــة علــي المكانــات‬ ‫‪- 11 -‬‬ ‫االجتماعية التي شغلها ‪ ،‬كل ذلك يب أن قوم بعبئه حتى حقـق توافقـه مـع نفسـه‬ ‫ومع بيئته ‪ ،‬وهي عالمات الصحة النفسية ‪.‬‬ ‫ولذلك يري بعضـا العلمـا أن بميـرد غيـاا المـرض والعـراض النفسـية لـيس‬ ‫ثافيا لكي ينيا الفرد في الوفـا بمتطلبـات التوافـق السـابق اإلشـارة اليهـا ‪ ،‬وعـذهبون‬ ‫الـي ضــرورة تـوافر عناصــر ا يابيـة – باإلضــافة الـي غيــاا العناصـر الســلبية – منــل‬ ‫الشعور بالرضا والكفا ة والسعادة والتفاؤف والمشاعر اإل يابية نحو الذات وانخرع ‪،‬‬ ‫ولذلك عرف هـؤال العلمـا الصـحة النفسـية مـ زاوعـة تحديـد المظـاهر التـي بتوافرهـا‬ ‫توجد الصحة النفسية ‪.‬‬ ‫والحذيقة أن التعرعفات اإل يابية وإن كانـت ال تـذكر الظـواهر السـلبية اال أنهـا‬ ‫تعتبر غياا المظاهر المرضـية أو السـلبية أمـ ار متضـمنا فيهـا أي أن وجـود الظـواهر‬ ‫اإل يابية عني تلقائياً انتقا الظواهر السلبية ‪.‬‬ ‫وتنظــر ط منظمــة الصــحة العالميــة ط ( ‪) world health organization‬‬ ‫التابعة لألمم المتحدة الي الصحة بصفة عامة م الزاوعة اإل يابية ‪ ،‬فمفهوم الصـحة‬ ‫لديها ط حالة تشير الي اثتماف اليوانب اليسمية والعقلية واالجتماعية ‪ ،‬ولـيس ميـرد‬ ‫غيــاا المــرض أو الــوه ط ‪.‬وعشــير تعرعــف المنظمــة للصــحة النفســية الــي ط توافــق‬ ‫الفــــ ـراد مــــــع أنفســــــهم ومــــــع العــــــالم عمومــــــا مــــــع حــــــد أقصــــــى مــــ ـ النيــــــاح‬ ‫والرضــا واالنش ـراح والســلوب االجتمــاعي الســليم والقــدرة علــي مواجهــة حقــائق الحيــاة‬ ‫وقبولها ط ( ‪. ) who , 1967, 141‬‬ ‫‪ -3‬اتجاهات رئيسية في تعريف الصحة النفسية‪:‬‬ ‫اتيهت تعرعفـات الصـحة النفسـية وجهـات معينـة ‪ ،‬وبـدال مـ أن نـذكر بعـ‬ ‫هذه التعرعفات ف ننا سنورد أهم االتياهات التي هرت م خـالف هـذه التعرعفـات وقـد‬ ‫ركــز كــل اتيــاه علــي جوانــب معينــة رآهــا قمينــه بتحديــد معــالم الصــحة النفســية ‪.‬وقــد‬ ‫لخــص ط كولمــان ط ( ‪ ) Coleman‬أهــم االتياهــات النظرعــة التــي تظهــر فــي تعرعفــات‬ ‫الصحة النفسية ‪ ،‬بعد استعراض لعماف أربعـة عشـر مـ العلمـا فـي مفهـوم الصـحة‬ ‫‪- 12 -‬‬ ‫النفسية ‪.‬علما بـأن كـل اتيـاه مـ هـذه االتياهـات قـوم علـي تصـور معـي للطبيعـة‬ ‫اإلنسانية ‪ ،‬وهذه االتياهات هي ‪:‬‬ ‫ا‪ -‬االتجاه الطبيعي ‪:‬‬ ‫يركــــز هــــذا االتيــــاه علــــي الــــدوافع الغرعزعــــة فــــي اإلنســــان ‪ ،‬منــــل اليــــوي‬ ‫والينس ‪ ،‬وعري أن الصحة النفسية هي القدرة علي اشـباي هـذه الـدوافع علـي أن يـتم‬ ‫كـون‬ ‫هذا اإلشباي في الحدود التي وضعتها البيئـة ‪ ،‬وهـو مـا سـمي بالموائمـة حيـ‬ ‫االضطراا العقلي في هذه الحالة هو الفشل في تحقيق هذه الموائمة ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬االتجاه اإلنساني ‪:‬‬ ‫يركز هذا االتياه علـي وجهـة النظـر القائلـة بـأن اإلنسـان كـائ عاقـل ومفكـر‬ ‫ومســـئوف ‪ ،‬وعســـتطيع أن ســـلك ســـلوكا حســـنا ينمـــي بـــه ذاتـــه وعحققهـــا اذا تهيـــأت‬ ‫الظـــروف لـــذلك ‪.‬والســـلوب الشـــاذ – فـــي هـــذه الحالـــة – ينـــتع اعاقـــة اإلنســـان فـــي‬ ‫تحقيق ذاته ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬االتجاه الثقافي ‪:‬‬ ‫يؤكـــد هـــذا االتيـــاه علـــي الطبيعـــة االجتماعيـــة لهنســـان ‪ ،‬وعـــري أن الهـــدف‬ ‫الساسي أمـام اإلنسـان هـو التوافـق مـع المتطلبـات االجتماعيـة وبـذلك تكـون الصـحة‬ ‫النفسية ره بقدرة الفـرد علـي اقامـة عالقـات اجتماعيـة منمـرة مـع انخـرع ‪ ،‬وفشـله‬ ‫في ذلك عني االضطراا النفسي ‪.‬‬ ‫د‪ -‬االتجاه الوجودي ‪:‬‬ ‫شــير هــذا االتيــاه الــي انهيــار الذــيم التقليد ــة وضــرورة بح ـ اإلنســان ع ـ‬ ‫هوعة خاصة به ‪ ،‬وأن عرف معني وجوده وأن سعي لتحقيق هذا الوجود والفشل فـي‬ ‫تحقيق هذا الهدف عني االضطراا بكل صوره ‪.‬‬ ‫ه‪ -‬االتجاه الديني ‪:‬‬ ‫يؤكـــد هـــذا االتيـــاه علـــي ضـــبف اإلنســـان واعتمـــاده علـــي أن هللا وعلـــي أن‬ ‫خالص اإلنسان ال يتم اال بالتيائه الي هللا تعالي واعتماده عليه ‪.‬‬ ‫‪- 13 -‬‬ ‫عتمـدون االتيـاه االنتقـائي الـذي يتضـم‬ ‫وعذكر كولمان أن كنير م العلما‬ ‫منهيا مشتقا م كل هذه االتياهات ( ‪. ) Coleman, 1964 , 16 – 17‬‬ ‫ونالحــأ أن كنيــر م ـ التعرعفــات تخــتلط بــي الصــحة النفســية كمفهــوم وبــي‬ ‫مظاهرهــا التــي تتبــدي م ـ خاللهــا ‪ ،‬فصــحيا أننــا نتعــرف علــي الصــحة النفســية م ـ‬ ‫يب التفرقة بي الصحة النفسية ذاتها كمفهوم ميرد وبـي‬ ‫خالف هذه المظاهر ولك‬ ‫المظــاهر التـــي تتبــدي مــ خاللهــا ‪ ،‬لن هـــذه الخيــرة تتبـــاي وتتعــدد بتعـــدد الفــراد‬ ‫والنقافات والزمنة ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تعريف الصحة النفسية الشا ل‪:‬‬ ‫مكــ أن نعــرف الصــحة النفســـية بأنهــا ط حالــة مــ التــوازن والتكامــل بـــي‬ ‫الو ـائف النفســية للفــرد تـؤدي بــه الــي أن سـلك بطرعقــة تيعلــه يتقبــل ذاتــه ‪ ،‬وعقبلــه‬ ‫شعر م ج ار ذلك بدرجة م الرضا والكفا ة ط ‪.‬‬ ‫الميتمع بحي‬ ‫ولكي تتضا جوانب هذا التعرعف نشير الي المفاهيم انتية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬نقصـــد بالو ـــائف النفســـية جوانـــب الشخصـــية المختلفـــة ‪ ،‬اليســـمية منهـــا‬ ‫والعقليـة واالنفعاليـة والدافبيـة واالجتماعيـة ‪ ،‬ولكـل جانـب مـ هـذه اليوانـب‬ ‫و ـــائف فرعيـــة بـــالطبع ‪.‬وإذا كانـــت ســـيطرة الفـــرد اإلراد ـــة محـــدودة علـــي‬ ‫اليوانب اليسمية ‪ ،‬ف ن اليوانب الخرف تتأثر بصورة أثبر بالبيئة والتعليم ‪،‬‬ ‫وبالتالي فهي تقع في نطاع سيطرة اإلنسان بدرجة أثبر ومـ هـذه الو ـائف‬ ‫التـــذكر واالنتبـــاه واإلدراب والتفكيـــر واالنفعـــاف واالجتمـــاي بـــانخرع وااللتـ ـزام‬ ‫بالمعايير االجتماعية السائدة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬نقصد بالتوازن أال تطغي الو ائف النفسـية علـي الو ـائف الخـرف ‪.‬ومعظـم‬ ‫صـــور الســـلوب يـــر الســـوي فـــي المـ ـراض النفســـية تنـــتع عـ ـ المبالغـــة‬ ‫والتضــخيم فــي احــدف الو ــائف النفســية علــي حســاا و ــائف أخــرف وعيــز‬ ‫الفرد ع احدا التوازن أو اعادته اذا اختل بي الو ائف ‪.‬‬ ‫‪ -3‬شير مفهوم التكامل الي أن كل و يفة نفسية تؤدي دورها أو عملها بتوافق‬ ‫وتنـــا م مـــع الو ـــائف الخـــرف باعتبارهـــا جـــز ا مـ ـ نظـــام كلـــي عـــام وهـــو‬ ‫‪- 14 -‬‬ ‫الشخصية ‪.‬وهذا النظام له أهدافه التـي يـب أن تسـعي جميـع الجـ از الـي‬ ‫تحذيقهــا ‪ ،‬وم ـ الواضــا أن عــدم تكامــل الو ــائف النفســية و ار كنيــر م ـ‬ ‫الســـلوب المضـــطرا ‪.‬وشـــأن الشخصـــية المتكاملـــة الو ـــائف شـــأن الغـــدد‬ ‫الصما فاليهاز الغدي كله عمل بدرجة عالية م االنسيام والتنسيق تحـت‬ ‫قيـادة الغـدة النخاميــة فـ ذا اختـل هــذا النظـام هــر أثـر ذلـك علــي الكـائ فــي‬ ‫صورة واهر نمو شاذة وأساليب منحرفة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬تقبــل الــذات م ـ الشــرو الساســية للصــحة النفســية فــال نتصــور أن يتمتــع‬ ‫ذاته أو كرههـا ‪ ،‬أو شـعر بمشـاعر الدونيـة أو‬ ‫بالصحة النفسية م يرف‬ ‫االمتهان للذات لن هذا الفرد سوف تدفعه مشـاعره السـلبية الـي اتيـان كنيـر‬ ‫مــ أســـاليب الســـلوب التـــي تتســـم البـــا بالفياجـــة والمبالغـــة وعـــدم التعقـــل‬ ‫ليحس صورته أمام نفسه وأمام انخرع ‪.‬كما صعب أن نتصور أن حمـل‬ ‫الفـــرد مشـــاعر ا يابيـــة حذيذيـــة نحـــو انخـــرع وهـــو ال ســـتطيع أن حمـــل‬ ‫مشاعر مماثلة نحو نفسه ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تقبل الميتمع أ ضا م الدالئل الساسية للصحة النفسية وقد رأينا أن معظم‬ ‫محكات السلوب السوي تشتر تقبل الميتمع أو رضـاه عـ السـلوب ‪.‬فـالفرد‬ ‫عضو في جماعة لها ثقافاتها ‪.‬والنقافـة هـي النظـام التـي ارتضـته اليماعـة‬ ‫لنفســها أســلوبا للمبيشــة و رعقــة للتفكيــر ‪.‬والفــرد ســتدخل – أثنــا عمليــة‬ ‫التنشئة االجتماعية – النما النقافية ليماعته ونستطيع أن نقوف أن الفرد‬ ‫حياة سوعة بل بيبيـة مـا لـم أخـذ فـي اعتبـاره الميتمـع‬ ‫ال مكنه أن بي‬ ‫وثقافته ‪.‬‬ ‫‪ -6‬أما مفهوم الرضا والكفا ة فنقصد بالرضا ط ‪ Satisfaction‬ط رضا الفرد عـ‬ ‫نفســه وشــعوره بالســعادة (‪ )Happiness‬والســعادة مفهــوم شــير الــي غيــاا‬ ‫المشاعر االثتئابية ‪ ) Eysenck, 1967 (.‬أما ط الكفا ـة ط (‪)Sufficiency‬‬ ‫فنعني بها الشعور اإل يابي الذي شعر بـه الفـرد عنـدما ـأتي سـلوكا يترتـب‬ ‫‪- 15 -‬‬ ‫عليـه ط تحقيـق الـذات ط (‪ ) Self- Actualization‬وكـال مـ الرضـا والكفا ــة‬ ‫مظهران أساسيان شيران الي تمتع الفرد بالصحة النفسية ‪.‬‬ ‫‪-6‬السلوك السوي وسماته‪:‬‬ ‫الصـــحة النفســـية تكـــوع فـــردي بمعنـــي أننـــا ال نراهـــا وال نالحظهـــا‬ ‫مالحظة مباشرة ‪.‬وإنما نفترض وجودها – في أحد جوانـب هـذا الوجـود علـي القـل –‬ ‫بنا علي أساليب سلوكية تصـدر عـ هـذا الفـرد ‪ ،‬نسـتطيع أن نالحظهـا وأن نذيسـها‬ ‫بصورة م الصور وعمكننا أن نستدف م هذه الساليب السلوكية علي وجـود الصـحة‬ ‫النفسية أو عدم وجودها ‪.‬‬ ‫وعلي ذلك فنح نصف شخصا ما بأنه يتمتع بالصحة النفسية اذا صدر عنه‬ ‫سلوب لـه صـفات معينـة ‪ ،‬ونصـف شخصـا آخـر بــأنه ال ملـك قـد ار كبيـر مـ الصـحة‬ ‫النفســية أو أن لد ــه نقصــا فــي الصــحة النفســية اذا صــدر عنــه ســلوكا آخــر ‪.‬أمــا‬ ‫السلوب الوف الذي شير الي الصحة النفسية فهو السـلوب الـذي نصـفه بأنـه سـلوب‬ ‫سوي ( ‪ ) Normal‬أو صحي ( ‪. ) Healthy‬‬ ‫أما الشخص الذي لد ه نقص في الصحة النفسية فهو الشخص الـذي صـدر‬ ‫عنه النوي الناني مـ السـلوب وهـي أسـاليب سـلوكية يـر سـوعة ‪.‬وهـو شـعر أحيانـا‬ ‫بمشاعر ير متوازنة و ير ا يابية وقد عاني م توتر بالغ وضيق شديد ‪.‬‬ ‫اذن فالصحة النفسية تعتمد علـي مـا نسـميه بالسـلوب السـوي ‪.‬فمـا هـو هـذا‬ ‫السلوب السوي ؟ اننا لكي نفهم ماذا تعني الصحة النفسية علينا أوال أن نعرف ما هو‬ ‫السلوب السوي ؟‬ ‫أو علـــي وجـــه التحديـــد مـــا الســـمات التـــي يتصـــف بهـــا الســـلوب حتـــى نعـــده‬ ‫سوعا ؟‬ ‫اذا أردنا أن نحدد السمات التـي يتصـف بهـا السـلوب السـوي فلـيس أمامنـا اال‬ ‫أن نتيـــه الـــي ســـلوب الفـ ـراد النـــاجحي والمـــوفقي فـــي حيـــاتهم الســـرعة والمهنيـــة‬ ‫واالجتماعية والذي يتمتعون بشخصيات جذابة وعتركون أث ار يبـا عنـد مـ يتعـاملون‬ ‫‪- 16 -‬‬ ‫معه ‪ ،‬وعشعرون بالرضـا عـ الـنفس وبالسـعادة ومختلـف المشـاعر اإل يابيـة الخـرف‬ ‫نحــــــــو ذواتهــــــــم ونحــــــــو انخــــــــرع ‪.‬علينــــــــا أن نتيــــــــه الــــــــي هــــــ ـؤال الفــــــــراد‬ ‫فترض أنهم يتمتعون بالصحة النفسية ) لنصف سلوكهم ‪.‬فـ ذا اسـتطعنا أن‬ ‫( الذي‬ ‫رعق التيرعد – سـمات معينـة ‪ ،‬ف ننـا نكـون بـذلك‬ ‫نستخلص م هذا الوصف – ع‬ ‫أمــام قائمــة بســمات الســلوب الســوي وعمكننــا علــي وجــه اإلجمــاف أن نشــير الــي أهــم‬ ‫السمات التي مك استخالصها في هذا الصدد – وتميز السلوب السوي – فيما يلي‪:‬‬ ‫ا‪ -‬العالقة الصحية ع الذاي ‪:‬‬ ‫وتتمنــل هــذه العالقــة فــي ثالثــة أبعــاد وهــي فهــم الــذات وتقبــل الــذات وتطــوعر‬ ‫الذات ‪.‬وفهم الذات عني أن عرف المر نقا القوة ونقا الضـبف لد ـه وأن فهـم‬ ‫ذاته فمهماً أقرا الى الواقـع فـال يبـالغ فـي تقـدير خصائصـه وصـفاته وال قلـل مـ‬ ‫اليوانـب‬ ‫خلـو مـ بعـ‬ ‫قيمتها انطالقاً م المفهوم النسبي العام ‪:‬أنـه ال يوجـد مـ‬ ‫اليوانب اإل يابية ‪.‬‬ ‫السلبية كما ال يوجد م هو عا ل كلية ع بع‬ ‫ثــم ــأتي البعــد النــاني وهــو تقبــل الــذات‪ :‬أي أن يتقبــل الفــرد ذاتــه ب يابياتهــا‬ ‫الذات أو كراهيتها سيترتب عليه عيز‬ ‫وسلبياتها و أال يرفضها أو كرهما لن رف‬ ‫الفرد ع تقبل انخرع تقبال حذيقا ‪.‬وتقبل الفرد لذاته ال عني بـالطبع الرضـا السـلبي‬ ‫ع الذات بل ان هذا التقبـل ال منـع أن ينتقـد الفـرد ذاتـه وأن حاسـبها وأن ذـيم‬ ‫سلوكه باستمرار ‪.‬‬ ‫أمــا البعــد النال ـ فيعنــي أال قنــع الفــرد بتقبــل ذاتــه كمــا هــي بــل عليــه أن‬ ‫حاوف تحسينها وتطوعرها وعحد التحسي أو التطوعر بتأثيد جوانب القوة محاولـة‬ ‫التغلب على النقائص ومنا ق الضبف والتخلص مـ العيـوا أو التقليـل مـ أثرهـا‬ ‫حــاوف‬ ‫ذاتــه ل ـ‬ ‫علــى القــل ‪.‬اذن فتقبــل الــذات مقدمــة لتحســينها ‪.‬لن م ـ يــرف‬ ‫تطوعرها بالطبع ‪.‬وفي المقابـل مكـ أن نقـوف ان السـلوب يـر السـوي يتضـم عـدم‬ ‫فهم الذات أو عدم القدرة أو عدم الرغبة في تحسينها كل هذه البعاد أو بعضها ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الف فرونففة ‪:‬‬ ‫‪- 17 -‬‬ ‫عندما يواجه الفرد السوي مشكلة يرعد حلها أو هدفا يرعد تحذيقـه فانـه سـلك‬ ‫سلوكا معينا لتحقيق هذا الهدف ‪.‬ف ذا ما تحقق انتهي الموقف بالنسـبة لـه ‪.‬أمـا اذا‬ ‫لم يتحقق فانه يرا سلوكا آخر ف ذا لم يوفـق هـذا السـلوب أ ضـا فقـد حـاوف سـلوكا‬ ‫ثالنا وهكذا حسب قيمة الهدف واحتمـاالت النيـاح فـي تحذيقـه أو فـي حـل المشـكلة ‪.‬‬ ‫وإذا تكـرر الفشـل فقــد عيـد الفــرد حسـاباته أو عيـد النظــر فـي الموقــف برمتـه أي فــي‬ ‫فكرته الصلية ع الهدف وع اتياهاته المتصلة به ‪.‬وعحاوف أن عرف كيف واجـه‬ ‫انخرون منل هذا الموقف أو المواقف المشابهة وقد حاوف االقتراا وتناوف المشكلة‬ ‫أو الهدف م زاوعة جديدة‪.‬‬ ‫وهــذا عنــي أن الفــرد حــاوف دائمــا أن يــد بــدائل للســلوب الــذي فشــل فــي‬ ‫الوصــوف الــي الهــدف وهي دالئــل ســمة المرونــة كمــا أن مـ دالئــل المرونــة أن الفــرد‬ ‫مك أن يتصرف ع الموقف كلية اذا وجد أن المشكلة أو الهدف أعلى م مسـتوي‬ ‫امكاناته أو أنها ال تستحق اليهد الذي سيبذف فيها ‪.‬‬ ‫وفــي المقابــل ف ـ ن الســلوب يــر الســوي يتضــم تك ـرار للمحــاوالت ولــو كانــت‬ ‫فاشلة وعتكرر السلوب في هذه الحالة كما هو وإن تغير ف ن التغير مـس الشـكل دون‬ ‫اليوهر وعسمي السلوب في هذه الحالة بالسلوب اليامـد ‪ rigid‬وععـود السـلوب اليامـد‬ ‫الي عدم قدرة الفرد علي ا ياد أساليب سـلوكية أخـرف بديلـة بسـبب نقـص المرونـة أو‬ ‫اليمود وبالطبع ف ن الشخص ير السوي يبرر فشله في هذه الحالة بعوامل أخرف ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الفواقعففية ‪:‬‬ ‫تعنــي الواقبيــة التعامــل مــع حقــائق الواقــع فالــذي حــدد أهدافــه فــي الحيــاة‬ ‫وتطلعاته للمستقبل علي أساس امكاناته الفعليـة وعلـي أسـاس المـدف الـذي مكـ أن‬ ‫صل اليه باستعداداته الخاصة فرد سوي وهذا عني أن السوي ال ضع لنفسـه أهـدافا‬ ‫صببة التحقيق بالنسبة له حتى ال شعر بالفشل بل انه عمل علـي تحقيـق مـا مكـ‬ ‫تحذيقه أي انـه يرعـد مـا سـتطيع وعسـتطيع مـا يرعـد وبـذلك فهـو شـعر بالنيـاح ولـذة‬ ‫تحقيق اإلمكانات ‪.‬‬ ‫‪- 18 -‬‬ ‫ختـار لنفســه أهــدافا ســهلة التحقيـق بالنســبة لــه لبــا‬ ‫وفـي المقابــل فـ ن مـ‬ ‫للشعور بالنياح ال سلك سلوكا سوعا أ ضا فالواقبيـة هـي أن ينظـر الفـرد الـي الحيـاة‬ ‫نظرة واقبية فكما انه ال يبالغ في تقدير ذاته أو قلـل مـ قيمتهـا فانـه كـذلك ال يبـالغ‬ ‫فـــي تقـــدير الهـــداف أو الشـــيا الخارجيـــة أو قلـــل مـ ـ قيمتهـــا وال حتـــاد الســـوي‬ ‫بصفة عامة نتيية للتوازن النفسي الداخلي الذي ينعم به الي أن شوه الواقـع بعكـس‬ ‫ير السوي الذي ميل نتيية مخاوفه ومشاعره السلبية ا از نفسه وإ از انخرع الـي‬ ‫أن يدرب الموضوي علي هواه وليس كما هو في الواقع فتحد عمليـات التشـوعه التـي‬ ‫واقعه كما هو بل بيشه كما حب وعتمني ‪.‬‬ ‫تيعل ير السوي ال بي‬ ‫ف‪ -‬الشعور باأل ففن ‪:‬‬ ‫شعر الفرد السوي بالم والطمأنينة بصفة عامة وهذا ال عني أن السـوي ال‬ ‫ينتابه القلق وال شعر بالخوف وال مر بالصراي ‪ ،‬بل انه قلق عنـدما يواجـه مـا ينيـر‬ ‫مواقــف االختيــار‬ ‫القلــق ‪ ،‬وعخــاف اذا تهــدد أمنــه ‪ ،‬وعخبــر الصــراي اذا واجــه بعــ‬ ‫المواقف التـي تتعـارض فيهـا المشـاعر ‪.‬ولكنـه فـي كـل الحـاالت‬ ‫الحاسمة ‪ ،‬أو بع‬ ‫الســابقة ‪ ،‬ســلك الســلوب الــذي عمــل مباشــرة علــى حــل المشــكلة ‪ ،‬أو ازالــة مصــادر‬ ‫التهديد ‪.‬وعحسم المر باتخاذ القرار المناسب فى حدود امكاناته ‪.‬‬ ‫وإذا كـــان الشـــعور بـــالم والطمأنينـــة هـــو القاعـــدة فـــى الحيـــاة االنفعاليـــة‬ ‫للشــخص الســوف ‪ ،‬ف ـ ن الخــوف والقلــق والتــوجس هــى المشــاعر التــى تشــكل أرضــية‬ ‫الحياة االنفعالية عند ير السوف ‪ ،‬خاصـة العصـابى الـذف كـون دائـم القلـق وتـتحكم‬ ‫فيه مخاوفه وتستبد به مشاعر الدونية والنقص ‪.‬‬ ‫ه‪ -‬التوج الصحيح ‪:‬‬ ‫عنـــــدما عـــــرض للشـــــخص الســـــوف مشـــــكلة ‪ ،‬ف نـــــه فكـــــر فيهـــــا ‪ ،‬وعحـــــدد‬ ‫عناصرها ‪ ،‬وعضع الحلوف التى يتصور أنها كفيلة بالحل ‪.‬وهو يتيه مباشرة الـى قلـب‬ ‫المشــكلة وعواجههــا مواجهــة صــرعحة ‪.‬وقــد عل ـ فشــله اذا لــم يــنيا فــى حلهــا وفــي‬ ‫المقابل ف ن السلوب ير السوي ال يتيه مباشرة الي المشكلة ولكنه عمد الي الدوران‬ ‫حولهـا متهربـا مـ اقتحامهـا مباشـرة فالشــخص يـر السـوي يبـدد جهـوده فـي مســالك‬ ‫‪- 19 -‬‬ ‫جانبية وعهدر اقته في دروا وسبل ال تؤدي الي شي اال اقناي نفسه بأنه أدي مـا‬ ‫عليه ولم قصر ‪.‬‬ ‫و‪ -‬التناسب ‪:‬‬ ‫التناســـــب مـــ ـ الســـــمات المهمـــــة التـــــي تميـــــز الســـــلوب الســـــوي و عنـــــى‬ ‫عـــــدم المبالغـــــة ‪ ،‬وخاصـــــة فـــــى الميـــــاف االنفعـــــالى ‪.‬فالســـــوف شـــــعر بالســـــرور‬ ‫والزهــو والســى والحــزن والدهشــة ‪.‬ولكنــه عبــر عنهــا بقــدر مناســب للمني ـرات التــى‬ ‫أثارتها ‪.‬ولذلك نقوف أن هناب تناسبا بـي سـلوب السـوي والمواقـف التـي صـدر فيهـا‬ ‫السلوب ‪.‬‬ ‫أمــا الشــخص يــر الســوف فيتضــم مبالغــة فــى االنفعــاف تزعــد عمــا يتطلبــه‬ ‫الموقـــف ‪.‬وإذا كـــان االنفعـــاف لغـــة ‪ ،‬فـ ـ ن يـــر الســـوف ســـتخدم هـــذه اللغـــة وكأنـــه‬ ‫صرخ ‪.‬كما أن بعضـا مـ و يفـة االنفعـاف عنـد يـر السـوف يتيـه الـى اقنـاي الـذات‬ ‫بالدرجة الولى ‪ ،‬أو أن يتيه الـى اسـتعطاف انخـرع ولفـت أنظـارهم ‪.‬كمـا قـد كـون‬ ‫السلوب المبالغ فيه تنفيسا ع انفعاالت مكبوتـة‪ ،‬لـم عبـر عنهـا فـى ميالهـا الصـلى‬ ‫وعالحأ أن الحس العام ع النـاس فـي ثقافـة معينـة سـتطيع أن حكـم علـي السـلوب‬ ‫في موقف ما بالتناسب أو عدم التناسب ‪.‬‬ ‫ز‪ -‬اإلفافة ن الخبرة ‪:‬‬ ‫عدف الفرد السوف مـ سـلوكه دائمـا بنـا علـى الخبـرات التـى تمـر بـه ‪.‬فهـو‬ ‫غير وععدف مـ سـلوكه حسـب مـا تعلمـه مـ المواقـف السـابقة خاصـة المواقـف ذات‬ ‫العالقــة والصــلة بــالموقف الــذي ذــف فيــه فكــل موقــف مــر بــه ضــيف جديــد الــي‬ ‫ميموعة الخبرات التي لد ه مما يعله أثنر قدرة علي مواجهة المواقف التالية ‪.‬‬ ‫أمــا الشــخص يــر الســوف فــال يبــدو أن ســلوكه يتعــدف بنــا علــي مــا قابــل‬ ‫مـ ـ مواقـــف لنـــه فـــي معظـــم الحـــاالت ال كـــون فـــي وضـــع ســـما لـــه باثتســـاا‬ ‫خبــرة حذيذيـــة فـــي المواقـــف التـــي مـــر بهـــا حيــ ال ينتبـــه الـــى جوانـــب مهمـــة فـــى‬ ‫كـون منشـغال بذاتـه عمـا يـوف حولـه ‪ ،‬كمـا أن يـر‬ ‫المواقف التى مر بهـا ‪ ،‬حيـ‬ ‫‪- 20 -‬‬ ‫السوف قد ال يدرب العالقة بي ما سبق أن مر به وتعلمه وبـي المواقـف التاليـة التـى‬ ‫مر بها ‪.‬‬ ‫‪ -7‬الشخصية السوية‪:‬‬ ‫العلمـا عنـد الحـدي عـ السـوا النفسـى ‪ ،‬أن يتنـاولوه كسـمة‬ ‫فضل بعـ‬ ‫للشخصية ‪ ،‬وليس كسمة لسلوب مفرد ‪.‬فيتحـدثون عـ شخصـية سـوعة وأخـرف يـر‬ ‫سوعة ‪.‬‬ ‫وهم عتمدون فى هذا على أن الشخصية في التنظيم السيكولوجي العام للفـرد‬ ‫وهي التنظيم الذف صدر عنه السلوب أي أن السلوب تعبير ع التنظـيم السـيكولوجي‬ ‫الداخلي العام ‪.‬والعالقة بي الشخصية والسلوب كالعالقة بي الشمس وأشعتها ‪.‬‬ ‫ولعــل م ـ الق ـواف الصــحيحة تمامــا أن الشخصــية هــي الصــل أو الكــل الــذي‬ ‫صــدر عنــه الســلوب ولكنــه صــحيا أ ضــا أن تنــاوف الســوعة والالســوعة علــي مســتوي‬ ‫السلوب المفرد كـون أثنـر سـهولة مـ تناولـه علـي مسـتوي تنظـيم معقـد كالشخصـية‬ ‫وعلي كـل حـاف فـ ن الحـدي عـ السـلوب السـوي و يـر السـوي ال بـد وأن ينتهـي الـي‬ ‫الشخصية السوعة والشخصـية يـر السـوعة باعتبـار أن الشخصـية السـوعة هـي هـدف‬ ‫ثل العاملي في مياف الصحة النفسية بميادينها النظرعة والعالجية والوقائية ‪.‬‬ ‫ولن الشخصـــية هـــي جمـــاي الســـلوب فـ ـ ن الوصـــاف التـــي يـــذكرها العلمـــا‬ ‫للشخصية السوعة ال تختلف كني ار ع سمات السلوب التي سبق اإلشارة اليها ‪.‬‬ ‫ولــذلك ف ننــا عنــدما نتأمــل الوصــاف والمظــاهر التــي توصــف بهــا الشخصــية‬ ‫السوعة نيدها تتشابه الي حد كبير مع الوصاف والمظاهر التي يوصـف بهـا السـلوب‬ ‫السوي ‪.‬‬ ‫ولعــــل أهــــم الســــمات أو الوصــــاف التــــي توصــــف بهــــا الشخصــــية الســــوعة‬ ‫ما أتي ‪:‬‬ ‫ القدرة على التعاون مع انخرع ‪.‬‬ ‫‪- 21 -‬‬ ‫ القدرة على التحكم في الذات ‪.‬‬ ‫ تحمل المسؤولية وتقديرها ‪.‬‬ ‫ القدرة علي التحكم في الذات ‪.‬‬ ‫ القدرة على الحب والنقة المتبادلة ‪.‬‬ ‫ النضع االنفعالي ‪.‬‬ ‫ القدرة على مواجهة الزمات العاد ة ‪.‬‬ ‫ القدرة على العمل واإلنتاد ‪.‬‬ ‫ الشعور بالرضا والطمأنينة ‪.‬‬ ‫ القدرة علي انشا عالقات انسانية متوازنة مع انخرع بمعنـي عـدم االعتمـاد‬ ‫عليهم وكذلك عدم النفور منهم ‪.‬‬ ‫‪-8‬محكات السلوك السوي‪:‬‬ ‫سنعرض هنا لهم المحكات التي اقترحها العلما للتمييز بي الصـور السـوعة‬ ‫والصور ير السوعة م السلوب وسنري أن بعضها محكات نظرعة تقوم علي التيرعـد‬ ‫ومحاولــة اســتخالص ســمة أو صــفة تســم الســلوب الســوي وتميــزه ع ـ الســلوب يــر‬ ‫السوي وبعضها انخر عملي اجرائـي قـوم علـي تحديـد أسـاليب سـلوكية معينـة تشـير‬ ‫الي السوا وأخرف تشير الي عدم السوا ‪.‬‬ ‫ا) ال حت الذاتي ‪: subjective criterion‬‬ ‫متد هذا المحـك الـي آ ار الفيلسـوف اليونـاني السوفسـطائي ط بروتـاجوارس ط‬ ‫الذي ذهب الي أن اإلنسان مذياس كل شـي ( كامـل ‪ ) 93 – 92 ، 1982‬وعشـيع‬ ‫يــر المتخصصــي أو مــا نســميه رجــل الشــاري‬ ‫هــذا المحــك انن بــي الفـراد العــاديي‬ ‫‪ layman‬فم الطبيعي أن هذا الفرد عندما يرعد أن حكم علي سـلوب مـا بالشـذوذ أو‬ ‫بالسوعة أن عوده الي ا اره المرجعي ‪.‬‬ ‫ولــذلك ف ـ ن هــذا المحــك ذاتــي أو شخصــي لنــه عتمــد علــي ال ــر المرجبيــة‬ ‫الحـاالت كمحـك جيـد فـي التمييـز بـي الصـور‬ ‫لألفراد ومع ذلك فانه صـلا فـي بعـ‬ ‫السوعة والصور الالسوعة م السلوب حي يتضم جز ا ال بأس به مـ الموضـوعية‬ ‫‪- 22 -‬‬ ‫ر ــم ذاتيتــه لن اإل ــار المرجعــي لي فــرد يتشــابه فــي كنيــر مـ مالمحــه مــع اإل ــار‬ ‫المرجعي العام لليماعة فالفراد الذي ينشأون في بيئة واحدة وعتعاملون علـي أسـاس‬ ‫ثقافــة واحــدة يــدون أن هــذه النقافــة تصــنف كنيــ ار مــ أســاليب الســلوب باعتبارهــا‬ ‫أســاليب مقبولــة أو مر وبــة وتصــنف أســاليب أخــرف كأســاليب يــر مقبولــة أو يــر‬ ‫مر وبة ‪.‬‬ ‫وعيب أال ننسي أن الحكـام التـي تصـدر علـي أسـاس المحـك الـذاتي تتعـرض‬ ‫في كنير م الحاالت للتشوعه والتحرعف وذلـك بحكـم دوافـع الفـرد واتياهاتـه وعالقاتـه‬ ‫بانخرع خاصة في المواقف التي ال كون فيها الفـرد فـي موقـف حيـادي ولـذلك فـ ن‬ ‫مواقـف الحيـاة‬ ‫هذا المحك اذا كان صلا إلصدار أحكام السـوعة والالسـوعة فـي بعـ‬ ‫العامة فانه ال مك الركون اليه باعتباره محكا علميا دقيقا ‪.‬‬ ‫ب) ال حت اإلحصائي ‪statistical criterion‬‬ ‫كاد المحك اإلحصائي أن كـون الصـيا ة الرقميـة لمـا هـو سـائد بـي النـاس‬ ‫وععتمــد هــذا المحــك علــي درجــة تكـرار الســلوب وشــيوعه بــي أفـراد اليماعــة فالســلوب‬ ‫الذي صدر ع أثبر ميموعة م الفراد كون سلوكا سوعا أما السـلوب الـذي صـدر‬ ‫م جانـب أفـراد قليلـي فهـو سـلوب يـر سـوي وتظهـر صـالحية هـذا المحـك أثنـر مـا‬ ‫تظهر في اليوانب اليسمية لنها بعيدة ع المعايير االجتماعية والمسؤولية الخلذية‬ ‫لألفــراد أي أنهـــا قضـــا ا محايـــدة بالنســـبة لألخالقيـــات والذـــيم وأســـس التفضـــيل التـــي‬ ‫عتنقهــا أفـراد اليماعــة فـ ذا افترضــنا انــه فــي ميتمــع مــا يتـراوح ــوف الرجــل مــا بــي‬ ‫‪ 185 – 165‬فهــذا عنــي أن معظــم الرجــاف فــي هــذا الميتمــع تقــع أ ـوالهم فــي هــذا‬ ‫المدي وعحكم عليهم لذلك بأنهم أسوعا أما أفراد الميموعتي المتطرفتي وهم بـالطبع‬ ‫قلــة لن توزعــع ال ـواف يتبــع المنحنــي االعتــدالي ف ـ نهم ش ـواذا أو ال أســوعا لنهــم‬ ‫منحرفون ع المتوسط ‪.‬‬ ‫ف ذا انتقلنا م اليوانب اليسمية الي اليوانب اليسمية الي اليوانـب الخـرف‬ ‫العقلية واالنفعالية واالجتماعية سنيد أن المحك اإلحصائي محك ير دقيق ففي حاف‬ ‫تطبيق هذا المحك في الذكا فسـتيد أن الغالبيـة العظمـى مـ الفـراد تقـع فـي منطقـة‬ ‫‪- 23 -‬‬ ‫الذكا المتوسط بينما هناب أقليتان واحدة فوع المتوسط وهم مرتفعو الـذكا والببـاقرة‬ ‫والخرف أقل مـ المتوسـط وهـم فئـة المتـأخرع عقليـا وتطبيـق المحـك اإلحصـائي فـي‬ ‫هذه الحاف عني أن كال م سـلوب الببقـري وضـبيف العقـل قـع ضـم دائـرة السـلوب‬ ‫الشاذ ‪.‬‬ ‫وإذا كان مقبوال أن نسـمي سـلوب ال بيـا وضـعاف العقـل بالشـذوذ فانـه ممـا‬ ‫ينير اللبس أن نصف سلوب البباقرة بالشذوذ والالسوعة وهو ما مك أن حد أ ضا‬ ‫عنــدما نطبــق المحــك اإلحصــائي فــي اليوانــب االنفعاليــة واالجتماعيــة ففــي مقــاييس‬ ‫الشخصية صبا أصحاا التقديرات العالية وأصحاا التقديرات المنخفضـة مـ الشـواذ‬ ‫و يـــــــــر الســـــــــوعا فهـــــــــل مكـــــــ ـ اعتبـــــــــار أصـــــــــحاا التقـــــــــديرات المتطرفـــــــــة‬ ‫( المرتفعة والمنخفضة ) في أحد المقـاييس التـي تذـيس بعـد العصـابية قـوة النـا مـ‬ ‫الشواذ ؟ ان هذا عني أن كـال مـ أصـحاا النـا القوعـة وأصـحاا النـا الضـبيفة مـ‬ ‫كونون في سلة واحدة وكذلك كون الحاف مع الحاصـلي علـي درجـات‬ ‫ير السوعا‬ ‫مرتفعة ودرجات منخفضة علي مذياس القلق و بقا لذلك فنح نضع فـي سـلة واحـدة‬ ‫حصـــلون علـــي درجـــات عاليـــة فـــي مذيـــاس الذيـــادة ( القـــادة ) والـــذي‬ ‫أ ضـــا الـــذي‬ ‫حصلون علي درجات منخفضة في نفس المذياس ( التباي ) ‪.‬‬ ‫وبنـــا علـــي هـــذا فــ ن اســـتخدام المحـــك اإلحصـــائي ينيـــر اللـــبس فـــي بعــ‬ ‫اليوانــب ‪ ،‬بــل وععــد مذياســا مضــلال فــي جوانــب أخــرف ‪ ،‬لننــا نســتخدم المحــك أصــال‬ ‫لتمييــز الســلوب الالســوي عـ الســلوب الســوي ‪ ،‬ولــيس لتحديــد ـواهر االنحـراف عـ‬ ‫المتوسط ميردة م المعني والداللة االجتماعية والخلذية ‪.‬‬ ‫ج) حت التوافق الشخصي ‪: personal Adjustment Criterion‬‬ ‫حيــاة اإلنســان محــاوالت مســتمرة إلشــباي حاجاتــه الشخصــية وإلقامــة عالقــات‬ ‫منسيمة مع البيئة ‪.‬وعندما يتعامل أحد الفراد مع مشـكالته بكفـا ة قـاف أنـه حسـ‬ ‫التوافــق ‪ ،‬لنــه ســتطيع أن يتقابــل أو يتـوا م بنيــاح مــع كــل مـ مطالبــه البيولوجيــة‬ ‫الداخليــة ومطالــب البيئــة االجتماعيــة الخارجيــة ‪.‬أمــا اذا فشــل فــي مواجهــة مشــكالته‬ ‫‪- 24 -‬‬ ‫ف ننا نصفه بأنه سي التوافق ‪.‬وعفصـا سـو التوافـق عـ نفسـه مـ خـالف مظـاهر‬ ‫العراض الخرف ‪.‬‬ ‫القلق والتوتر والتهور وبع‬ ‫ور ــم أن هــذا المحــك معتــرف بــه م ـ جانــب كنيــر م ـ العلمــا لنــه ســهل‬ ‫التطبيــق علــي المســتوعي البيولــوجي واالجتمــاعي اال أن هــذا المحــك يبــدو ناقصــا أو‬ ‫قاصـ ـ ار لنـــه ال يعـــل هنـــاب مرجعـــا لتحقيـــق الفـــرد امكاناتـــه فـــالببقري أو الشـــخص‬ ‫المتفوع عقليا الذي قضي كل وقتـه فـي الذيـام بأعمـاف روتينيـة عاد ـة سـتطيع أن‬ ‫قــوم بهــا أي فــرد آخــر ‪ ،‬ال يبــدي بــذلك ســلوكا صــحيا أو ســوعا ‪ ،‬س ـوا م ـ الناحيــة‬ ‫الشخصية أو م الناحية االجتماعية ‪ ،‬وال غير م الموقف شيئا سـوا مـ الناحيـة‬ ‫الشخصــية أو مـ الناحيــة االجتماعيــة وال غيــر مـ الموقــف شــيئا أن هــذا العمــل قــد‬ ‫شبع المطالب البيولوجية الساسية للفرد ‪.‬‬ ‫ثــذلك م ـ االنتقــادات التــي توجــه الــي هــذا المحــك انــه غفــل دور الفــرد فــي‬ ‫اليماعة ‪ ،‬والداللة االجتماعية والخلذية لسلوكه ‪ ،‬فكيف نحكم علي سـلوب السياسـي‬ ‫المنحرف ‪ ،‬أو التاجر ير المي ‪ ،‬فكالهما قـد كـون ناجحـا وسـعيدا وحسـ التوافـق‬ ‫م وجهة نظره ‪ ،‬ولذلك فان االقتصار علي محك التوافـق الشخصـي ال عـد كافيـا فـي‬ ‫مياف الحكم علي السلوب أو تقييمه علي بعد السوعة – الالسوعة ‪.‬‬ ‫ف) حت تكا ل الشخصية ‪: personal Integration Criterion‬‬ ‫شــير هــذا المحــك الــي كليــة الســلوب أو تكامــل الشخصــية ‪ ،‬وعشــير مفهومــا‬ ‫الكلية والتكامل الي العمل بتوافق وانسيام بي مكونات جهاز الشخصـية مـ ناحيـة ‪،‬‬ ‫وجهـــاز الشخصـــية والبيئـــة مـ ـ ناحيـــة أخـــرف وعتبـــدي هـــذا التكامـــل علـــي المســـتوي‬ ‫السيكولوجي علي صور كنيرة منها ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -‬التوافق بي الفكر والمشاعر والعمل ‪.‬‬ ‫‪ -‬التحرر م الصراعات الداخلية الشديدة ‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم استخدام الميكانزمات الدفاعية اليامدة ‪.‬‬ ‫‪ -‬االنفتاح علي الخبرات اليديدة وتقبلها ‪.‬‬ ‫‪- 25 -‬‬ ‫وعستخدم كنير م العلما مصطلحي التوافق والتكامل كما لو كانا مصطلحي‬ ‫مترادفي ‪ ،‬ولك الحذيقة أن هناب فرقا بينهما ‪ ،‬فقد ظهر الفـرد درجـة منخفضـة مـ‬ ‫تكامل الشخصية ولكنـه ظـل حسـ التوافـق ‪ ،‬وذلـك اذا كانـت البيئـة تطلـب منـه الحـد‬ ‫فــي كنــف والد ــه ‪ ،‬وعتمتــع‬ ‫الدنــى م ـ المطالــب ‪.‬منــل الشــاا المــدلل الــذي بــي‬ ‫بعطفهما ورعايتهما الكاملـة ‪ ،‬وعسـتكي الـي هـذه الحما ـة السـرعة ‪ ،‬فهـذا السـلوب ال‬ ‫يدف علي النضع أو التكامل وإن كان الفرد نفسه حس التوافق ‪.‬‬ ‫ومحــك التكامــل وحــده ال عتبــر كافيــا فــي كــل المواقــف فــي الحكــم بالسـوا أو‬ ‫الالسوا علي السلوب لن هناب أثنر م سبيل للتكامل في الظروف المختلفة ‪.‬فعلي‬ ‫سبيل المناف ‪ ،‬عتبر سلوب ط التبلد االنفعالي ط ‪ Emotional Detachment‬والذي قد‬ ‫يليــأ اليــه الفــرد المعتقــل أو الــذي مــر بمحنــة شــديدة ‪ ،‬ســلوكا ســوعا ‪ ،‬لنــه ينــب‬ ‫صاحبه االضطراا العقلي أو الموت في هـذا الموقـف وهـو لـيس كـذلك اذا نظرنـا اليـه‬ ‫ميردا أي أن هذا السـلوب الـذي عتبـر يـر سـوي فـي أصـله – لنـه شـير الـي عـدم‬ ‫التكامل – قد كون أنسب الساليب السلوكية وأثنرها سوا في موقـف مـا وعلـي ذلـك‬ ‫ف ن محـك التكامـل لـيس كافيـا ‪ ،‬وال بـد مـ محكـات أخـرف اضـافية معـه لنقـرر مـا اذا‬ ‫ثان نمط ما م تكامل الشخصية عبر ع سوا السلوب أم ال ؟‬ ‫ه) ال حت االجت اةي ‪: social criterion‬‬ ‫ان قـد ار كبيـ ار مـ الســوعة أو الالســوعة يتوقـف علــي مــا اذا كـان هــذا الســلوب‬ ‫يدعم أو عوع حاجات الميتمـع وأهدافـه ‪ ،‬فالسـلوب الميـرم النـاجا لـيس سـوعا لنـه‬ ‫ضر بصالا اليماعة ‪.‬وعلي هذا يـب أن يتضـم المحـك الصـحيا لسـوا السـلوب‬ ‫اليانب االجتماعي وععتمد المحك االجتماعي علي أن الفراد ال عملـون فقـط علـي أن‬ ‫يتواقفـوا فــي البيئــة التــي بيشــون فيهــا ‪ ،‬بــل علــيهم أن عملـوا فــي ســبيل بنــا الذــيم‬ ‫والهداف والنشطة الخاصة باليماعة وتدعيمها ‪.‬‬ ‫وعقوم المحك االجتماعي علي أساس القبوف االجتماعي فالسـلوب الـذي يتفـق‬ ‫مع المعايير االجتماعية ‪ social norms‬كون سلوكا سوعا أما السلوب الذي ال يتفـق‬ ‫مع هذه المعايير فهو سلوب شاذ أو ير سوي والمبيار االجتماعي كمـا قدمـه مظفـر‬ ‫‪- 26 -‬‬ ‫شرعف مفهوم شير الي ما قبله الميتمع م قواعد وعادات واتياهـات وقـيم و يرهـا‬ ‫م ـ العوامــل التــي تحــدد ســلوب الفــراد بــل ان هــذه المعــايير أداة فــي يــد الميتمــع‬ ‫ستخدمها كوسيلة ليوحد بها أفراده ‪ ،‬وعزعد م تماسكهم ‪.‬‬ ‫والمحك االجتماعي م أشهر المحكات التي تستخدم في تحديد سوعة السلوب‬ ‫وذلك لن الميتمع ال قبل اال السلوب الذي كون في صـالحه أي الـذي حقـق صـالا‬ ‫أي سـلوب يهـدد تماسـكه واسـتقراره ومـ هنـا‬ ‫ميموي أفراده وفـي الوقـت نفسـه يـرف‬ ‫فاليرعمة سلوب شاذ لنها تضر بتماسك الميتمع واسـتقراره وتقـوم التعـاليم الدينيـة –‬ ‫خاصــة فــي الميتمعــات الشــرقية – بــدور كبيــر فــي تحديــد المحكــات االجتماعيــة لن‬ ‫تماسك الميتمع واستقراره عتمد في جز كبير منه علي الدي ‪.‬‬ ‫ولكـ النقـد الـذي مكـ أن يوجـه الـي المحـك االجتمـاعي هـو أن الميتمــع –‬ ‫فتـرات الضـبف – قـد يتسـاما ا از ألـوان مـ السـلوب كـان عارضـها بشـدة‬ ‫في بعـ‬ ‫فيمــا مضــي كمــا تحــد هــذه الظــاهرة أ ضــا وبصــورة أثبــر فــي ســياع عمليــة التغيــر‬ ‫الذــيم وتحــل‬ ‫الذيمــي التــي تقــع فــي ا ــار التطــور االجتمــاعي ‪ ،‬حي ـ تختلفــي بع ـ‬ ‫محلها قيم جديدة ومع مقاومة الذيم القد مة – التي يتمسك بهـا انبـا – لالختفـا ‪،‬‬ ‫ومحاولــة الذــيم البديلــة الحصــوف علــي القبــوف االجتمــاعي – معتمــدة علــي اعتنــاع‬ ‫انبنا لها قد ال كون كذلك عند البنا ‪.‬وكمناف علي التغيرات االجتماعية المرتبطة‬ ‫بــالذيم الخلذيــة تقبــل الميتمــع العربــي للتعلــيم اليــامعي للفتيــات ‪ ،‬وهــي أمــور كــان‬ ‫عارضها بحزم حتى بدا ات القرن العشرع ‪.‬‬ ‫وم ـ االنتقــادات الشــديدة التــي توجــه الــي المحــك االجتمــاعي ‪ ،‬أن الميتمــع‬ ‫مك ـ‬ ‫الظــروف التــي تخرجــه ع ـ حــدود الســوعة ‪ ،‬بحي ـ‬ ‫نفســه قــد يتعــرض لــبع‬ ‫اعتباره ميتمعا مرعضا في هذه الحاف وبالتالي فان ما قبله هذا الميتمع وععده سـوعا‬ ‫ال كون بالضرورة كذلك فالميتمع – أ ضـا – يـري عليـه مـا يـري علـي الفـراد مـ‬ ‫صــحة أو مــرض وعحــدثنا الق ـرآن الكــرعم ع ـ قــوم لــو الــذي كــانوا الســلوب الينســي‬ ‫المنلي علي السلوب الينسي الغيري أو الطبيعي أو السـوي وقـد حـاوف سـيدنا لـو أن‬ ‫‪- 27 -‬‬ ‫يننيهم ع هذا السلوب الـي السـلوب القـوعم دون جـدوف كمـا يـروي القـرآن الكـرعم فـي‬ ‫عدة مواضع ‪:‬‬ ‫ط ولُو ًا ِا ْذ َقاف ِل َقو ِم ِه أَتَْأتُو َن ا ْل َف ِ‬ ‫اح َش َة َوأَنتُمْ تُبْ ِص ُرو َن ط النمل ‪ 54 :‬ط‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫الرجاف َشهوًة ِم ُدو ِن ِِّ‬ ‫ِ‬ ‫الن َسا ط العراف ‪: 81 :‬‬ ‫ط أَئَّن ُك ْم َل َتأ ُْتو َن ِِّ َ َ ْ َ ِّ‬ ‫َحد ِِّم َ ا ْلعَالَ ِمي َ ط العنكبوت ‪28 :‬‬ ‫ِ‬ ‫اح َش َة مَا َسبََقكُم ِب َها م ْ أ َ‬ ‫ط ِاَّنكُم لَتَْأتُو َن ا ْل َف ِ‬ ‫ْ‬ ‫وتطبيـــق المحـــك االجتمـــاعي فـــي هـــذا الموقـــف عنـــي الحكـــم علـــي الســـلوب‬ ‫الينســـي المنلـــي بالســوا ‪ ،‬لنـــه الســـلوب الـــذي فضـــله الميتمـــع ‪ ،‬وعلـــي الســـلوب‬ ‫الينســي الغيــري بالشــذوذ لنــه الســلوب الــذي يرفضــه الميتمــع كــذلك فــان أصــحاا‬ ‫الدعوات اإلصالحية بل والنبيا والرسل كانوا مغايرع في بدا ة دعواتهم وكـان ينظـر‬ ‫الي دعواتهم قبل أن تشيع وتنتشر علي أنها آ ار مارقة وشاذة مـ قبـل البيـة أفـراد‬ ‫الميتمع لمخالفتها ما يؤمنون به وتؤم به اليماعة ‪.‬‬ ‫ما سـبق أن‬ ‫ومما يدف علي عدم سالمة أحكام الميتمع دائما استنكاره لبع‬ ‫آم به م آ ار وما قبل به م سلوكيات كما حـد فـي ألمانيـا قبـل الحـرا العالميـة‬ ‫النانيــة حي ـ تقبــل الميتمــع اللمــاني الــدعوة النازعــة وتحمــس التياهاتهــا العنصــرعة‬ ‫وهي اتياهات عاد واستنكرها اللمان بعد ذلك بـل وكفـروا عـ اعتناقهـا وبـذلك يتضـا‬ ‫أن المحك االجتماعي – مع انتشاره وشيوعه في االستخدام – منل يره م المحكات‬ ‫ال يتصف بالدقة الكافية ‪.‬‬ ‫و) حت ن و الفرف وصالح الج اةة‬ ‫‪Individual development and group well – being criterion‬‬ ‫صاحب هذا المحك هو ط جيمس كولمان ط وقد صا ه محاوال أن يتينب أوجه‬ ‫النقص في المحكات السابقة ومستفيدا م االنتقادات التـي وجهـت اليهـا وعـذهب هـذا‬ ‫‪individual‬‬ ‫المحـــك الـــي أن الســـلوب الســـوي هـــو الـــذي يتفـــق مـــع نمـــو الفـــرد‬ ‫‪ development group well – being‬فـي الوقـت نفسـه والسـلوب يـر السـوي هـو‬ ‫الســلوب الــذي ال حقــق أ ــا م ـ اليــانبي أو كليهمــا وعتمنــل نمــو الفــرد فــي تحقيــق‬ ‫‪- 28 -‬‬ ‫استغالف امكاناتـه الـي أقصـى درجـة ممكنـة كمـا يتمنـل صـالا اليماعـة فـي اسـتقرارها‬ ‫وتقدمها ‪.‬‬ ‫وعقــوف ط كولمــان ط ان صــيا ة المحــك علــي هــذا النحــو مــدنا ب ــار عمــل‬ ‫أوسع سما لنـا أن تنتهـي الـي تعرعفـات أثنـر تحديـدا للطبيعـة اإلنسـانية ‪ ،‬وللسـمات‬ ‫المميـــزة لهنســـان ومتطلباتـــه أو حاجاتـــه ‪.‬وعلـــي ذلـــك فـــ ن هـــذا المحـــك يتضـــم‬ ‫مفــاهيم كــالتوافق والتكامــل والنضــع وتحقيــق اإلمكانــات وصــالا اليماعــة كمــا انــه ال‬ ‫ذــف عنــد حــد االهتمــام بتوافــق الفــرد مــع الميتمــع ولكنــه يتعــدي ذلــك الــي االهتمــام‬ ‫بــالظروف التــي تهيــث لحــدو هــذا التوافــق والتــي تــوفر للفــرد حرعــة الحركــة وتحقيــق‬ ‫اإلمكانات ‪.‬‬ ‫ومـ وجهــة نظــر هــذا المحــك ينطبــق وصــف الشــذوذ علــي كنيــر مـ أســاليب‬ ‫السلوب التي تعبر ع سو التوافق منل ادمـان الكحوليـات والممارسـات يـر الخلذيـة‬ ‫في مياف السياسة وفـي ميـاف التيـارة وجنـاح الحـدا والتمييـز العنصـري والعصـبة‬ ‫والذهنة وإدمان العقاقير واالنحرافات الينسية وحتـى القرحـة المعد ـة ‪peptic ulcers‬‬ ‫فكل مظاهر سو التوافق علي المستوعات البيولوجية أو السـيكولوجية أو االجتماعيـة‬ ‫التي مك أن تعوع نمو الفرد المتمنل في تحذيقه امكاناته أو تعوع صالا اليماعـة‬ ‫وتقدمها تندرد في فئة السلوب ير السوي حسـب هـذا المحـك ‪Coleman, 1964,16‬‬ ‫‪.‬‬ ‫التطبيقـات ‪،‬‬ ‫وعترتب علي استخدام هذا المحك فـي الميـاف الكلينيكـي ‪ ،‬بعـ‬ ‫خاصـة فـي عمليـات التشـخيص والعـالد والوقا ـة ففـي هـذا الميـاف ال يتنـاوف المعــالع‬ ‫بمفرده – لييعله قاد ار علي التوافق مع الظروف االجتماعيـة المحيطـة بـه –‬ ‫المرع‬ ‫بــل ان عليــه أن يهــتم بــالظروف االجتماعيــة وإحــدا تغييــر فيهــا بمــا يتفــق وأهــداف‬ ‫العالد ‪ ،‬ابتدا م تصحيا العالقات السرعة ير السوعة وانتها بالعمل علي تعديل‬ ‫الظروف االجتماعية الوسع ‪ ،‬والتي جعلت التوافق صببا أو مستحيال ‪.‬‬ ‫‪- 29 -‬‬ ‫وعبدو أن هذا المحك الذي قدمه كولمـان محـك دقيـق ‪ ،‬لنـه حـاوف أن يعلـه‬ ‫شامال لليوانب التـي أ فلـت فـي المحكـات السـابقة ‪ ،‬وهـو بالفعـل مـ أثمـل المحكـات‬ ‫وأدقها ‪.‬‬ ‫ولك هذه الدقة علي المستوي النظري فقط لنـه اذا كـان كولمـان حـاوف مـ‬ ‫خالف هذا المحك تحقيق التعادف بي جانب الفرد وجانـب الميتمـع ‪ ،‬فـ ن المـر قابـل‬ ‫في مياف التطبيـق العملـي بصـعوبات كبيـرة لعـدم وضـوح الحـدود بـي الفـرد والميتمـع‬ ‫فصــيغة نمــو الفــرد وصــالا اليماعــة صــيغة مقبولــة بــل ومر وبــة ولكـ حــي نضــعها‬ ‫موضــع التنفيــذ تقابلنــا مشــكلة العالقــة بــي الفــرد والميتمــع أو تحديــد حقــوع الفــرد‬ ‫وواجباته نحو اليماعة وحقوع اليماعة وواجباتها نحو الفرد ‪.‬‬ ‫فهذه العالقة كما تحددها النظم والفلسفات االجتماعية واالقتصاد ة فـي العـالم‬ ‫تختلف اختالفا بينا في اليديولوجيات السياسية واالجتماعية مما يوحي بأنها لـم تيـد‬ ‫اليــــديولوجيات تميــــل الــــي تغليــــب جانــــب اليماعــــة‬ ‫الحــــل الصــــحيا بعــــد فــــبع‬ ‫علــي حســاا الفــرد علــي اعتبــار أن صــالا اليماعــة وتقــدمها يــنعكس علــي كــل فــرد‬ ‫فيهـــــا وعنـــــدما تتعـــــارض المصـــــلحة العامـــــة مـــــع أ ـــــة مصـــــلحة فرد ـــــة ضـــــحي‬ ‫بالمصلحة الفرد ة في سـبيل سـيادة الصـالا العـام أمـا فـي الـدوف التـي تأخـذ بـالمنهع‬ ‫الرأسمالي ف نها تميل فـي فلسـفاتها وتشـرععاتها الـي تغليـب جانـب الفـرد علـي حسـاا‬ ‫اليماعة بدعوي الحرعة الشخصية والحقوع الفرد ة ولسـنا فـي حاجـة الـي ذكـر أمنلـة‬ ‫للتعادلية المفقودة بي الفرد والميتمع سوا في ل النظم اليماعية أو النظم الفرد ة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-8‬أهداف الصحة النفسية ‪:‬‬ ‫عرف ( زهران ‪ ) 1977 ،‬علم الصحة النفسية بأنه الدراسـة العلميـة للصـحة‬ ‫النفسية وعملية التوافق النفسـي ‪ ،‬ومـا يـؤدي اليهـا ومـا حققهـا ‪ ،‬ومـا عوقهـا ‪ ،‬ومـا‬ ‫حـــد مـ ـ مشـــكالت واضـــطرابات وأمـ ـراض نفســـية ‪ ،‬ودراســـة أســـبابها وتشخيصـــها‬ ‫وعالجها والوقا ة منها ‪.‬‬ ‫ا‪ -‬الهفف الن ائي ‪:‬‬ ‫‪- 30 -‬‬ ‫ــروف الحيــاة‬ ‫قصــد بــه تو يــف مــا لــدينا م ـ معرفــة نفســية فــي تحســي‬ ‫اليوميــة فــي البيــت والمدرســة والعمــل واإلنتــاد ‪ ،‬وفــي مســاعدة النــاس علــي تنميــة‬ ‫قــدراتهم وميــولهم ومـواهبهم واالســتفادة منهــا فــي العمــل واإلنتــاد واإلبــداي فيمــا عــود‬ ‫عليهم بالنفع وعلم الميتمع بـالخبرة فيشـعرون بالكفـا ة وعسـعون الـي تنميـة عالقـات‬ ‫المــودة والمحبــة وتنميــة حس ـ الخلــق ‪ ،‬فتنمــو صــحتهم النفســية وعبيشــون ســعدا ‪.‬‬ ‫فغا ة علم الصـحة النفسـية سـعادة اإلنسـان فـي الـدنيا والـدي ( مرسـي ‪، ) 1988 ،‬‬ ‫( زهران ‪ ( ، ) 1977 ،‬القوصي ‪. ) 1975 ،‬‬ ‫تلقــي اليهــود النمائيــة فــي ميــاف الصــحة النفســي اهتمامــا كبي ـ ار م ـ علمــا‬ ‫الصــحة النفســية وععتبرونهــا وقائيــة مـ الدرجــة الولــى لنهــا تهيــث المنــاخ المناســب‬ ‫للصحة النفسية وأقل و ـأ مـ تلـك اليهـود التـي تبـذف فـي حـل المشـكالت وأقـوم ممـا‬ ‫يهدر م وقت وجهد وماف في عالد االنحرافات ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الهفف الوقائي ‪:‬‬ ‫قصد بـه تو يـف مـا لـدينا مـ معرفـة نفسـية فـي اثتشـاف الشـخاص الـذي‬ ‫بيشــون فــي ضــغو وأزمــات وإحبا ــات وص ـراعات فــي وقــت مبكــر قبــل أن ينحرف ـوا‬ ‫ومسـاعدتهم علــي التغلــب عليهــا ‪ ،‬وإرشــادهم ومتـابعتهم ‪ ،‬حتــى تنتهــي هــذه الظــروف‬ ‫وتزوف عنهم مخا ر االنحرافات ‪.‬‬ ‫وتحظــى اليهــود الوقائيــة فــي ميــاف الصــحة النفســية باهتمــام علمــا الصــحة‬ ‫النفسية ولكنهم عتبرونها وقائية م الدرجـة النانيـة حيـ تـأتي بعـد اليهـود النمائيـة‬ ‫فــي أســرة مفككــة وقــام‬ ‫مــ حي ـ الولوعــة والهميــة فلــو كــان هنــاب تلميــذا بــي‬ ‫أخصائي الصحة النفسية بالتعاون مع الخصـائي االجتمـاعي ب صـالح ذات البـي فـي‬ ‫أسرتهم وعذيه م التأخر الدراسي وما صاحب ذلك م انحرافات سلوكية ‪.‬‬ ‫وتعتبر رعا ة ذوي االحتياجات م المتخلفي عقليـا والمعـوقي جسـميا وممـ‬ ‫عــانون م ـ صــعوبات الــتعلم م ـ اليهــود الوقائيــة فــي علــم الصــحة النفســية وك

Use Quizgecko on...
Browser
Browser