محاضرات في مقياس مدخل للقانون PDF
Document Details
Uploaded by NourishingCherryTree8804
Université Abdelhamid Ibn Badis - Mostaganem
Tags
Summary
هذه الوثيقة هي محاضرات في مادة مدخل للقانون، تُناقش المفاهيم الأساسية للقانون، قواعد السلوك، وخصائص القاعدة القانونية. وتبحث في المقارنة بين قواعد القانون وقواعد الدين والأخلاق.
Full Transcript
ﻤﻘدﻤﺔ: إن اﻹﻨﺴﺎن اﻟذي ﻴﻤﺜﻝ ﺠوﻫر اﻟﺘﺎرﻴﺦ ،إﻨﻤﺎ ذﻟك اﻟﻔرد أو اﻷﻓراد اﻟذﻴن ﺨﻠﻔوا اﺜﺎ ار وﻨﻘوﺸﺎ ،ﻓﻬو أﻨﺎس ﻋﺎﺸوا ،وﺠﺎﻫدوا ،وﺠﻤﻌﺘﻬم ﻤﺼﺎﻟﺢ وﻓرﻗﺘﻬم أﺨرى. وﺒﻤﺎ أن اﻹﻨﺴﺎن ﻛﺎﺌن اﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﺎﻋﻼ وﻤﻨﻔﻌﻼ ،ﻤؤﺜرا ،وﻤﺘﺄﺜ ار ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻨﻤﺎ اﺒن ﺒﻴﺌﺘﻪ ٕوان ﺘﻔﻛﻴرﻩ و...
ﻤﻘدﻤﺔ: إن اﻹﻨﺴﺎن اﻟذي ﻴﻤﺜﻝ ﺠوﻫر اﻟﺘﺎرﻴﺦ ،إﻨﻤﺎ ذﻟك اﻟﻔرد أو اﻷﻓراد اﻟذﻴن ﺨﻠﻔوا اﺜﺎ ار وﻨﻘوﺸﺎ ،ﻓﻬو أﻨﺎس ﻋﺎﺸوا ،وﺠﺎﻫدوا ،وﺠﻤﻌﺘﻬم ﻤﺼﺎﻟﺢ وﻓرﻗﺘﻬم أﺨرى. وﺒﻤﺎ أن اﻹﻨﺴﺎن ﻛﺎﺌن اﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﺎﻋﻼ وﻤﻨﻔﻌﻼ ،ﻤؤﺜرا ،وﻤﺘﺄﺜ ار ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻨﻤﺎ اﺒن ﺒﻴﺌﺘﻪ ٕوان ﺘﻔﻛﻴرﻩ وﻤﻌﺘﻘداﺘﻪ وﻟﻴدة طﺒﻴﻌﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﻴز ﺒﻬﺎ ﻋن ﻏﻴرﻩ ﻤن اﻟﻛﺎﺌﻨﺎت ،ذﻟك أن ﻋﻘﻠﻴﺔ اﻹﻨﺴﺎن ﺘﺨﺘﻠف ﺒﺎﺨﺘﻼف اﻟﺒﻴﺌﺔ أو اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟذي ﻴﻌﻴش ﻓﻴﻪ.واﻹﻨﺴﺎن ﺒﺤﻛم طﺒﻴﻌﺘﻪ ﻴﺤﺘﺎج داﺌﻤﺎ ﻷن ﻴﻌﻴش ﻓﻲ وﺴط ﺠﻤﺎﻋﺔ وﻫذا ﻤﺎﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻀرورة اﻻﺠﺘﻤﺎع اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ، وﻫﻲ ﻀرورة ﺘﻔرﻀﻬﺎ اﻟﺤﺎﺠﺎت اﻟﻤﺎدﻴﺔ ﻛﺎﻟﻐذاء واﻟﻤﻠﺒس واﻟدواء وﻏﻴرﻫﺎ واﻟﺘﻲ ﻻﻴﺴﺘطﻴﻊ ﺘﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﺒﻤﻔردﻩ ﻓﻬو ﻴﺤﺘﺎج داﺌﻤﺎ إﻟﻰ ﻏﻴرﻩ ﻟﺘﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻟﻪ ،إﻟﻰ ﺠﺎﻨب ﻀرورات ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺤﻴث أن اﻹﻨﺴﺎن ﻴﺠد ﺼﻌوﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻴش ﻤﻨﻔردا ﺒﺎﻟرﻏم ﻤن ﺘواﻓر اﻟﺤﺎﺠﺎت اﻟﻤﺎدﻴﺔ ﻟﻪ. إن ﻤﺎﻴﻤﻴز اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﺸري أﻨﻪ ﺘﻨﺸﺄ داﺨﻠﻪ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﻌﻼﻗﺎت أو ﻤﺎﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟرواﺒط ﺒدءا ﻤن اﻟرواﺒط اﻷﺴرﻴﺔ ﻤرو ار ﺒرواﺒط اﻟﺘﻌﺎﻤﻝ إﻟﻰ أن ﻴﺼﻝ إﻟﻰ اﻟرواﺒط اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ورﻏم ﻗﻴﺎم ﻫذﻩ اﻟرواﺒط ﺒﻴن اﻟﺒﺸر ﻓﺈن اﻟﺼراﻋﺎت ﺘﻀﻝ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﻴﻨﻬم وذﻟك ﻤن أﺠﻝ اﻟﺴﻴطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺜروات وﻤﺨﺘﻠف اﻟﻤﻨﺎﻓﻊ اﻟﻤﺎدﻴﺔ واﻟﻤﻌﻨوﻴﺔ ،ﻟذﻟك أدرك اﻟﺒﺸر ﻤن ﻀرورة وﺠود وﺴﺎﺌﻝ ﻟﻠﻀﺒط اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟذي ﻴﻌرف ﺒﺄﻨﻪ " :ﺘﻠك اﻟﻀﻐوطﺎت اﻟﺘﻲ ﻴﻤﺎرﺴﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ أﻓرادﻩ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨظﺎم وﻤراﻋﺎة اﻟﻘواﻋد اﻟﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ" ،وﻴﺘﺤﻘق ﻫذا اﻟﻀﺒط ﻋن طرﻴق ﻋدة وﺴﺎﺌﻝ ﻨذﻛر ﻤﻨﻬﺎ :اﻟرأي اﻟﻌﺎم ،اﻟﻘﺎﻨون ،اﻻﻋﺘﻘﺎد ،اﻻﻴﺤﺎء اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،اﻟﺘرﺒﻴﺔ ،اﻟﻌرف، اﻟدﻴن ،اﻟﻤﺜﻝ اﻟﻌﻠﻴﺎ ،اﻟﻘﻴم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. وﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎ ﺴﺒق ذﻛرﻩ ﻴﻌﺘﺒر اﻟﻘﺎﻨون أﻫم وﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﻀﺒط اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ. 1 ﻨظرﻴﺔ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤﺤﺎﻀرة اﻷوﻟﻰ :ﻤﺎﻫﻴﺔ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤﺤور اﻷوﻝ :ﻤﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻨون ﻤن أﺠﻝ ﺘﺤدﻴد ﻤﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻨون ﻴﻘﺘﻀﻲ ﻤﻨﺎ اﻷﻤر ﻀﺒط ﺘﻌرﻴﻔﻪ )أوﻻ( ﺜم وﻤن ﺘم اﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻻت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻨون ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻟﻘﺎﻨون )ﺜﺎﻨﻴﺎ(. أوﻻ :ﺘﻌرﻴف اﻟﻘﺎﻨون ﺴﻨﺘطرق إﻟﻰ ﺘﺤدﻴد اﻟﻘﺎﻨون ﻟﻐﺔ ﺜم ﺘﺤدﻴد ﻤﻔﻬوﻤﻪ اﺼطﻼﺤﺎ. أ -ﺘﻌرﻴف اﻟﻘﺎﻨون ﻟﻐﺔ ة ﻤن ﻛﻠﻤﺔ أﺼﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻨون ﻤﻌرﺒﺔ ﻴرﺠﻊ أﺼﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻴوﻨﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﺄﺨوذ KANUNواﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ اﻟﻌﺼﺎ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ،وﻗد اﻨﺘﻘﻝ ﻫذا اﻟﻠﻔظ إﻟﻰ ﻋدة ﻟﻐﺎت ﺒﻤﺎ ﻴﻔﻴد ﻤﻌﻨﻰ Dirittoواﻷﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ،Droitوﻴﻘﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻴطﺎﻟﻴﺔ اﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻨﺴﻴﺔ ...Rechtإﻟﺦ. ب -ﺘﻌرﻴف اﻟﻘﺎﻨون اﺼطﻼﺤﺎ ﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﻤﺠردة اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم ﺴﻠوك اﻷﺸﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ وﺠﻪ ﻤﻠزم. ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻻت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻨون ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻟﻘﺎﻨون ﺘﺴﺘﻌﻤﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻨون ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻝ اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻤﻌﺎرف ﻨذﻛر ﻤﻨﻬﺎ: 2 أ -ﺘﺴﺘﻌﻤﻝ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴر ﻋن ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﻤﺠردة اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم ﺴﻠوك اﻷﺸﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻹﻟزام. ب -ﺘﺴﺘﻌﻤﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻨون ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻨﻴن ،واﻟذي ﻴﻌرف ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم ﻓرﻋﺎ ﻤن ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون ﻴﺘﻌﻠق ﺒﻤﺠﺎﻝ ﻤﻌﻴن ﻤن ﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻌﺎﻤﻝ ﻛﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤدﻨﻲ اﻟذي ﻫو ﻋﺒﺎرة ﻋن ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﻨﺼوص اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم اﻟﻤﻌﺎﻤﻼت اﻟﻤدﻨﻴﺔ ،وﻛذا اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺘﺠﺎري اﻟذي ﻴﻨظم اﻟﻤﻌﺎﻤﻼت اﻟﺘﺠﺎرﻴﺔ. ج -ﺘﺴﺘﻌﻤﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻨون ﺒﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﺸرﻴﻊ ﻓﻴﻌﺒر ﺒﻬﺎ ﻋن اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟذي ﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻀﻌﻬﺎ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺼورة ﻤﻛﺘوﺒﺔ ،دون ﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﻤن ﻤﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻨون اﻷﺨرى ﻛﺎﻟﻌرف أو اﻟﻘﻀﺎء أو اﻟﻔﻘﻪ. د -ﻴطﻠق ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘوﻀﻊ ﻓﻲ ﺒﻠد ﻤﻌﻴن ﻓﻲ وﻗت ﻤﻌﻴن اﺼطﻼح اﻟﻘﺎﻨون اﻟوﻀﻌﻲ. ه -اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون واﻟﺤق ﻫﻨﺎك ﺼﻠﺔ وﺜﻴﻘﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون واﻟﺤق ،ﻓﺎﻟﺤﻘوق ﻛﻠﻬﺎ ﺘﺘوﻟد ﻋن اﻟﻘﺎﻨون ﻫو اﻟذي ﻴرﺴم اطﺎرﻫﺎ وﻴﺒﻴن ﺤدودﻫﺎ. ) (Droitﺘﻌﺒر ﻋن وﻓﻲ ﻫذا اﻻطﺎر ﻻﺒد ﻤن اﻟﻤﻼﺤظﺔ أن اﻻﺼطﻼح اﻟﻔرﻨﺴﻲ اﻟﻘﺎﻨون واﻟﺤق ﻤﻌﺎ ﻤﻤﺎ ﻴؤدي إﻟﻰ اﻤﻛﺎﻨﻴﺔ اﻟﺨﻠط ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ وﺘﻔﺎدﻴﺎ ﻷي ﻏﻤوض ﻴوﺼف اﻟﻘﺎﻨون ﺒﺄﻨﻪ Droit objectifﺒﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤوﻀوﻋﻲ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴر ﻋن اﻟﻘﺎﻨون ،وﻨﻘوﻝ Droit subjectif ﺒﻤﻌﻨﻰ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴر ﻋن اﻟﺤق. ﻛﻤﺎ ﻴﺘم ﻋﺎدة اﻟﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤن ﺤﻴث ﻛﺘﺎﺒﺔ اﻟﺤرف اﻷوﻝ ،ﻓﻴﺴﺘﻌﻤﻝ ﻤﺼطﻠﺢ Droit ) droitﺤرف d )ﺤرف ( D majusculeوﻨﻘﺼد ﻋﻨﺎ اﻟﻘﺎﻨون ،وﻴﺴﺘﻌﻤﻝ ﻤﺼطﻠﺢ .(minuscule 3 اﻟﻤﺤور اﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺨﺼﺎﺌص اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ إن اﻟﻘﺎﻨون ﻛﻤﺎ ﺴﺒق اﻟﺒﻴﺎن ﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﻤﺠردة ﺘﻨظم ﺴﻠوك اﻷﺸﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻹﻟزام ،وﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺘﻌرﻴف ﻨﺴﺘﺨﻠص ﺠﻤﻠﺔ ﻤن )أوﻻ( وﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻤﺔ وﻤﺠردة اﻟﺨﺼﺎﺌص اﻟﻤﺘﻤﺜﻝ ﻓﻲ ﻛون اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻗﺎﻋدة ﺴﻠوك )ﺜﺎﻨﻴﺎ( ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻨﻬﺎ ﻗﺎﻋدة اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )ﺜﺎﻟﺜﺎ( وأﺨﻴ ار ﻫﻲ ﻗﺎﻋدة ﻤﻠزﻤﺔ )راﺒﻌﺎ(. أوﻻ :اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻗﺎﻋدة ﺴﻠوك إن اﻟﻘﺎﻨون ﻴﺘوﺠﻪ ﺒﺨطﺎﺒﻪ إﻟﻰ أﺸﺨﺎص ﻤﻛﻠﻔﻴن ﻤوﺠودﻴن داﺨﻝ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻌﻴن ،وﻫذا اﻟﺨطﺎب ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺴﻠوك اﻷﺸﺨﺎص أي ﺒﺎﻷﻓﻌﺎﻝ واﻟﺘﻲ ﺘﺸﻛﻝ اﻟﺴﻠوك اﻟﻤﺎدي اﻟﻤﻠﻤوس اﻟظﺎﻫر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺨﺎرﺠﻲ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻨون إذن ﻻ ﻴﻬﺘم إﻻ ﺒﺎﻟﺴﻠوك اﻟظﺎﻫر ﻟﻸﺸﺨﺎص أﻤﺎ اﻟﻤﺸﺎﻋر واﻟﻨواﻴﺎ ﻓﺘظﻝ ﻛﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻔس اﻟﺒﺸرﻴﺔ وﻻ ﻴﺤﺎﺴب ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون إﻻ إذا ﺨرﺠت إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺨﺎرﺠﻲ ﻓﻲ ﺸﻛﻝ ﺴﻠوك ،ﻓﻌﺎﻤﻝ اﻟﻨﻴﺔ ﻴﻌﺘد ﺒﻪ ﻋﻨد إﺼدار اﻟﺠزاء ﺴواء ظرف ﺘﺨﻔﻴف أو ظرف ﺘﺸدﻴد ﻓﻨﺠد ﻤﺜﻼ أن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺠزاﺌري ﻴﻌﺎﻗب ﻴﺸدد ﻋﻘوﺒﺔ ﺠرﻴﻤﺔ اﻟﻘﺘﻝ ﻤن ﻤن اﻟﺴﺠن اﻟﻤؤﺒد إﻟﻰ اﻹﻋدام إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺘﻝ ﻤﻘﺘرﻨﺎ ﺒﺴﺒق اﻹﺼرار. ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻤﺔ وﻤﺠردة ﺒﺎﻟرﻏم ﻤن أن اﻟﺘﻌﺒﻴر ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﻴﻘدم داﺌﻤﺎ ﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻋن ﺼﻔﺔ ﻤﺠردة إﻻ أﻨﻪ ﻤن اﻟﻨﺎﺤﻴﺔ اﻟﻤﻨطﻘﻴﺔ ﻨﺠد أن اﻟﺘﺠرﻴد ﻴﺴﺒق اﻟﻌﻤوم ﻓﻬﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﻤﺠردة ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻋﺎﻤﺔ ﻋﻨد اﻟﺘطﺒﻴق. -ﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﺠرﻴد ﻫو أﻻ ﺘﺘﻌﻠق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺒﺸﺨص ﻤﺤدد ﺒذاﺘﻪ أو ﺒواﻗﻌﺔ ﻤﺤددة ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ ٕواﻨﻤﺎ ﺘﺄﺘﻲ ﻓﻲ ﺼﻴﻐﺔ ﻤﺠردة ﺴواء ﻤن ﺤﻴث اﻷﺸﺨﺎص ﻓﺘﻛﺘﻔﻲ ﺒﺒﻴﺎن اﻟﺸروط اﻟواﺠب ﺘواﻓرﻫﺎ ﻓﻴﻤن ﻴوﺠﻪ إﻟﻴﻬم ﺨطﺎﺒﻬﺎ ،وﻛذﻟك ﻤن ﺤﻴث اﻟوﻗﺎﺌﻊ إذ ﺘﻛﺘﻔﻲ ﺒﺒﻴﺎن اﻟﺸروط اﻟﻼزﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻝ واﻗﻌﺔ ﻴﻨطﺒق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﻛﻤﻬﺎ. 4 -أﻤﺎ اﻟﻌﻤوﻤﻴﺔ ﻓﺘﻌﻨﻲ أﻨﻬﺎ ﺘﺴري ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ اﻷﺸﺨﺎص اﻟﻤﺨﺎطﺒﻴن ﺒﻬﺎ وﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ اﻟوﻗﺎﺌﻊ اﻟﺘﻲ ﺘدﺨﻝ ﻓﻲ ﻤﻀﻤوﻨﻬﺎ. وﺘﺠدر اﻹﺸﺎرة ﻫﻨﺎ أن ﺼﻔﺔ اﻟﻌﻤوﻤﻴﺔ واﻟﺘﺠرﻴد ﻻ ﺘﻘﺘﻀﻲ أن ﻴﺘوﺠﻪ ﺨطﺎﺒﻬﺎ إﻟﻰ ﻛﻝ أﻓراد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻝ ﻴﻛﻔﻲ أﺤﻴﺎﻨﺎ أن ﻴﻛون ﻤوﺠﻬﺎ إﻟﻰ طﺎﺌﻔﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺎداﻤت ﻫذﻩ اﻟﻔﺌﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒﺄوﺼﺎف أﻓرادﻫﺎ ﻻ ﺒذواﺘﻬم ﻛﻔﺌﺔ اﻟﻤوظﻔﻴن أو اﻟﺘﺠﺎر أو اﻟﻘﻀﺎة ،ﻛﻤﺎ ﻗد ﺘﺴري ﻋﻠﻰ ﺸﺨص واﺤد ﻓﻘط ﻤﺎدام ﻫذا اﻟﺸﺨص ﻤﻌﻴن ﺒﺼﻔﺘﻪ وﻟﻴس ﺒذاﺘﻪ ﻛﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺤدد اﺨﺘﺼﺎﺼﺎت رﺌﻴس اﻟﺠﻤﻬورﻴﺔ أو اﻟوزﻴر اﻷوﻝ. ﺜﺎﻟﺜﺎ :اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻗﺎﻋدة اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ إن ﺘطﺒﻴق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻴﺘطﻠب وﺠود ﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻫﻲ ﻀرورﻴﺔ ﻟﺤﻔظ أﻤن واﺴﺘﻘرار اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺒدوﻨﻬﺎ ﺘﺘﺤوﻝ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ إﻟﻰ ﻓوﻀﻰ ،وﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻻ ﻴﻤﻛن ﺘﺼور وﺠود ﻗﺎﻨون إﻻ ﺤﻴث ﻴوﺠد ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻼ ﻴﻤﻛن ﺘﺼور ﻀرورة وﺠود ﻗﺎﻨون ﻴﺤﻛم ﺴﻠوك ﻓرد ﻤﻌﻴن ﻴﻌﻴش وﺤدﻩ ﻓﻲ ﺠزﻴرة ﻤﻌزوﻻ ﻋن اﻵﺨرﻴن. راﺒﻌﺎ :اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻗﺎﻋدة ﻤﻠزﻤﺔ ﻤﻌﻨﻰ ذﻟك أن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻤﻘﺘرﻨﺔ ﺒﺠزاء ﻴطﺒق ﻋن طرﻴق اﻟﻘﻬر واﻹﺠﺒﺎر ﻋﻠﻰ ﻤن ﻴﺨﺎﻟف ﺤﻛﻤﻬﺎ ،وﻴﺘﻤﻴز ﻫذا اﻟﺠزاء ﺒﺠﻤﻠﺔ ﻤن اﻟﺨﺼﺎﺌص اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: أ -ﺠزاء ﺤﺎﻝ دﻨﻴوي :ﻴوﻗﻊ ﺤﺎﻝ وﻗوع اﻟﺠرﻴﻤﺔ أو ﺼدور ﺤﻛم ،وﻫو ﺒذﻟك ﻴﺨﺘﻠف ﻋن اﻟﺠزاء اﻟدﻴﻨﻲ اﻟذي ﻴﻛون ﻓﻲ ﺒﻌض اﻟﺤﺎﻻت أﺨروﻴﺎ ﻤؤﺠﻼ. ب -ﺠزاء ﻤﺎدي ﻤﻠﻤوس :ﻴﺴﻠط ﻋﻠﻰ ﻤن ﻴﺨﺎﻟف اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺴواء ﻓﻲ ﺸﺨﺼﻪ أو ﻤﺎﻟﻪ. إذ ﻴﻤﻨﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﺸﺨﺎص اﻗﺘﻀﺎء ج -ﺠزاء ﺘﺨﺘص ﺒﺘوﻗﻴﻌﻪ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ: ﺤﻘوﻗﻬم ﺒﺄﻨﻔﺴﻬم ،وﻫذا اﻟﻤﺒدأ ﻤﻘرر ﻓﻲ اﻟﻨظم اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺤدﻴﺜﺔ. 5 ﺼور اﻟﺠزاء اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ: ﻴﺘﺨذ اﻟﺠزاء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺼو ار ﻤﺘﻌددة ﻓﻘد ﻴﻛون ﺠزاء ﻤدﻨﻴﺎ أو ﺠزاء ﺠﻨﺎﺌﻴﺎ أو ﺠزاء ادارﻴﺎ. -ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺠﺎﻝ اﻟﻤدﻨﻲ ﻨﺠد اﻟﺠزاء ﻴﺘﺨذ ﺼورة اﻟﺒطﻼن أو اﻟﻔﺴﺦ ﻛﻤﺎ ﻫو اﻟﺤﺎﻝ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘود ،وﻗد ﻴﺘﺨذ ﺼورة اﻟﺘﻌوﻴض اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﺴؤوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﺼﻴرﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺘرﺘب ﻋن ارﺘﻛﺎب ﻓﻌﻝ ﻀﺎر. -وﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻝ اﻟﺠزاﺌﻲ ﻨﺠد اﻟﺠزاء ﺘﺘﻤﺜﻝ ﻓﻲ اﻟﻌﻘوﺒﺎت ﺒﻤﺨﺘﻠف أﻨواﻋﻬﺎ ﻤﻨﻬﺎ اﻟﻌﻘوﺒﺎت اﻟﻤﺎﺴﺔ ﺒﺎﻟﺤق ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻛﺎﻹﻋدام ،واﻟﻌﻘوﺒﺎت اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤرﻴﺔ ﻛﺎﻟﺴﺠن واﻟﺤﺒس واﻟﻌﻘوﺒﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎﻟﻐراﻤﺔ واﻟﻤﺼﺎدرة. -أﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻝ اﻹداري ﻓﻴﺘﺨذ اﻟﺠزاء ﺼورة اﻟﺒطﻼن ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﻴﺔ وﺠزاء اﻹﻟﻐﺎء ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﻴﺔ ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺠزاءات ﺘﺄدﻴﺒﻴﺔ ﺘوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤوظﻔﻴن أﺜﻨﺎء ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬم ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم ﻨﺸﺎطﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ اﻟوظﻴﻔﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ أﻴن ﻴوﻗﻊ ﺤﺴب درﺠﺔ اﻟﻔﻌﻝ ﻤن أﻗﻠﻬﺎ اﻹﻨذار إﻟﻰ أﺸدﻫﺎ اﻟﻔﺼﻝ ﻋن اﻟﻌﻤﻝ. وﻗد ﻴﺘﺨذ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ ﺠزاء ذو طﺒﻴﻌﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻴﻤﻛن أن ﻴوﺼف ﺒﺄﻨﻪ ﺠزاء دوﻟﻲ واﻟذي ﻴوﻗﻊ ﺒﻴن اﻟدوﻝ ﻛﺤﺎﻟﺔ اﻟﺤرب ،ﻗطﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ،اﻟﺤﺼﺎر ،اﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤﺜﻝ. 6 اﻟﻤﺤﺎﻀرة اﻟﺜﺎﻨﻴﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون واﻟﻘواﻋد اﻷﺨرى ﻟﻠﺴﻠوك اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻤﺤور اﻷوﻝ :اﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون واﻟﻘواﻋد اﻷﺨرى ﻟﻠﺴﻠوك اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ إن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻗﺎﻋدة ﺴﻠوﻛﻴﺔ ﺘﺘوﻟﻰ ﻀﺒط ﺴﻠوك اﻷﺸﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻏﻴر أن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻻﺘﺴﺘﻘﻝ وﺤدﻫﺎ ﺒﻀﺒط ﻫذا اﻟﺴﻠوك داﺨﻝ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ذﻟك أن ﻫﻨﺎك ﻗواﻋد اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﺨرى ﺘﺸﺎرﻛﻬﺎ ذات اﻟوظﻴﻔﺔ ،وﻫﻲ أﻗدم ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺄة ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ: ﻗواﻋد اﻟدﻴن ،وﻗواﻋد اﻷﺨﻼق ،وﻗواﻋد اﻟﻤﺠﺎﻤﻼت واﻟﻌﺎدات اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. وﻋﻠﻴﻪ ﺴﻨﺘطرق ﻤن ﺨﻼﻝ ﻫذا اﻟﻤﺤور إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون وﻗواﻋد اﻟدﻴن )أوﻻ( واﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون وﻗواﻋد اﻷﺨﻼق )ﺜﺎﻨﻴﺎ( واﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون وﻗواﻋد اﻟﻤﺠﺎﻤﻼت واﻟﻌﺎدات اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )ﺜﺎﻟﺜﺎ(. أوﻻ :اﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون وﻗواﻋد اﻟدﻴن ﻗواﻋد اﻟدﻴن ﻫﻲ ﺘﻠك اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﻔرﻀﻬﺎ اﻷدﻴﺎن ﻟﺘﻨظﻴم ﺤﻴﺎة اﻟﻨﺎس ،وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺘﺨﺘﻠف ﻋن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻤن ﻋدة ﻨواﺤﻲ ﺴﻨﺠﻤﻠﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ: -ﻤن ﺤﻴث اﻟﻤﺼدر :ﻗواﻋد اﻝدﻴن ﻤﺼدرﻫﺎ ﺴﻤﺎوي )ﻗﺎﻨون رﺒﺎﻨﻲ( ﻓﻬﻲ ﺼﺎدرة ﻋن إرادة اﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻴﻨﻤﺎ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻤن ﺼﻨﻊ ووﻀﻊ اﻟﺒﺸر )ﻗﺎﻨون وﻀﻌﻲ( ﺤﻴث ﺘﺘﻛﻔﻝ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ ﺒﺴن اﻟﻘواﻨﻴن. -ﻤن ﺤﻴث اﻟﻤﻀﻤون :إن ﻗواﻋد اﻟدﻴن أﺸﻤﻝ ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻨظم اﻟﻌﺒﺎدات واﻟﻤﻌﺎﻤﻼت ،وﻨﺠد أن اﻟﻘواﻨﻴن ﻓﻲ ﻛﺜﻴر ﻤن اﻟﺤﺎﻻت ﺘﺘﺒﻨﻰ ﺒﻌض ﻗواﻋد اﻟﻤﻌﺎﻤﻼت اﻟﺘﻲ ﻴﻔرﻀﻬﺎ اﻟدﻴن وﺘﺠﻌﻝ ﻤﻨﻬﺎ ﻗواﻋد ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ. -ﻤن ﺤﻴث اﻟﻐﺎﻴﺔ :إن اﻟدﻴن ﻟﻪ ﻏﺎﻴﺔ ﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺘوﺠﻴﻪ اﻹﻨﺴﺎن إﻟﻰ ﻋﻤﻝ اﻟﺨﻴر ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ واﻗﻌﻴﺔ ﻤﻠﻤوﺴﺔ وﻫﻲ ﺘﺤﻘﻴق اﻟظﺎﻫر واﻟﺒﺎطن وﻓﻲ اﻟﺴر واﻟﻌﻼﻨﻴﺔ ،أﻤﺎ اﻟﻘﺎﻨون ﻓﻠﻪ اﻟﻌدﻝ واﻟﻤﺴﺎواة ﺒﻴن اﻟﻨﺎس. 7 ﻤن ﺤﻴث اﻟﺠزاء :إن اﻟدﻴن ﻴﻔرض ﻨوﻋﻴن ﻤن اﻟﺠزاءات ﻓﻬﻨﺎك ﺠزاءات دﻨﻴوﻴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺜﻝ ﻗطﻊ ﻴد اﻟﺴﺎرق وﺠزاءات أﺨروﻴﺔ أﺠﻠﺔ ﻤﺜﻝ اﻟﺨﻠود ﻓﻲ ﻨﺎر ﺠﻬﻨم ﻟﻤن ﻴﻘﺘﻝ ﻤؤﻤﻨﺎ ﻤﺘﻌﻤدا. ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون وﻗواﻋد اﻷﺨﻼق ﺘﻬدف ﻗواﻋد اﻷﺨﻼق إﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻟﻤﺜﻝ اﻟﻌﻠﻴﺎ واﻻﻗﺘراب ﻤن اﻟﺨﻴر واﻟﺒﻌد ﻋن اﻟﺸر أي أﻨﻬﺎ ﻗواﻋد ﺘﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﻛﻤﺎﻝ اﻹﻨﺴﺎن وﺘﻬذﻴﺒﻪ وﻛﻤﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ذﻟك :اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﻨﻬﻲ ﻋن اﻟﻛذب وﺘﺤث ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺒﺎﻟوﻋود وﻤﺴﺎﻋدة اﻟﻀﻌﻔﺎء وﻏﻴرﻫﺎ ،وﻋﻠﻴﻪ ﺴﻨﻘﺎرن ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون وﻗواﻋد اﻷﺨﻼق ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: إن اﻷﺨﻼق أوﺴﻊ ﻨطﺎﻗﺎ ﻤن اﻟﻘﺎﻨون ﻤن ﺤﻴث ﻤﻀﻤون -ﻤن ﺤﻴث اﻟﻤﻀﻤون: واﺠﺒﺎت اﻟﺸﺨص ﻨﺤو ﻨﻔﺴﻪ ﻗواﻋدﻩ إذ ﻴدﺨﻝ ﻓﻲ ﻤﻀﻤوﻨﻬﺎ ﻨوﻋﺎن ﻤن اﻟواﺠﺒﺎت ﻫﻤﺎ وواﺠﺒﺎت اﻟﺸﺨص ﻨﺤو اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،أﻤﺎ اﻟﻘﺎﻨون ﻓﻼ ﻴﻬﺘم ﺒواﺠﺒﺎت اﻟﺸﺨص ﻨﺤو ﻨﻔﺴﻪ إﻻ ﻨﺎد ار ﻓﻨﺠدﻩ ﻤﺜﻼ ﻴﺠرم اﺴﺘﻬﻼك اﻟﻤﺨدرات واﻟﻤؤﺜرات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ وﻴﻠﺘﻘﻲ ﻤﻊ اﻷﺨﻼق ﻓﻲ ﺘﻨظﻴم واﺠﺒﺎت اﻟﺸﺨص ﻨﺤو اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟذﻟك ﻨﺠدّ أن اﻟﻛﺜﻴر ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻗد ﺘﺒﻨﺎﻫﺎ اﻟﻘﺎﻨون وأﺼﺒﺤت ﺘﺸﻛﻝ ﻤﻀﻤوﻨﺎ ﻟﻠﻌدﻴد ﻤن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون ﺘﻠك اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﻤﻨﻊ اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻵﺨرﻴن ﻓﻲ أﻨﻔﺴﻬم وأﻤواﻟﻬم ،وﺒﺎﻟرﻏم ﻤن اﺸﺘراك اﻟﻘﺎﻨون واﻷﺨﻼق ﻓﻲ ﺘﻨظﻴم واﺠﺒﺎت اﻟﺸﺨص ﻨﺤو اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤو اﻟﺴﺎﺒق ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻨون ﻴﻨﻔرد ﻓﻲ ﺘﻨظﻴم ﻨوع ﻤﻌﻴن ﻤن ﻫذﻩ اﻟواﺠﺒﺎت ﻻ ﺘﻨظﻤﻪ اﻷﺨﻼق ﻟﻛن ﺘﻨظﻴﻤﻪ ﻀروري ﻟﺘﺤﻘﻴق ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻤن أﻤﺜﻠﺔ ذﻟك: ﻗواﻋد ﺘﻨظﻴم اﻟﻤرور ،ﻗواﻋد ﺘﻨظﻴم إﺠراءات اﻟﺨروج ﻤن إﻗﻠﻴم اﻟدوﻟﺔ أو اﻟدﺨوﻝ إﻟﻴﻪ. ﻛﻤﺎ ﺘﺠدر اﻟﻤﻼﺤظﺔ أن اﻟﻘﺎﻨون ﻗد ﻴﻀﺤﻲ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻷﺤﻴﺎن ﺒﺎﻷﺨﻼق ﻓﻲ ﺴﺒﻴﻝ ﺘﺤﻘﻴق اﻻﺴﺘﻘرار اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻴﻘرر ﻤﺜﻼ ﺴﻘوط اﻟدﻴن ﺒﺎﻟﺘﻘﺎدم إذا ﻟم ﻴطﺎﻟب ﺒﻪ اﻟداﺌن ﻟﻤدة ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻴﻘرر ﺘﻘﺎدم اﻟدﻋوى اﻟﻌﻤوﻤﻴﺔ إذا اﻨﻘﻀت ﻓﺘرة ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻟم ﺘﺘﺨذ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻠطﺎت أي إﺠراء ﻤن إﺠراءات اﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻀد اﻟﺠﺎﻨﻲ. 8 -ﻤن ﺤﻴث اﻟﻐﺎﻴﺔ :إن ﻏﺎﻴﺔ اﻷﺨﻼق ﻫﻲ ﺘﻛوﻴن اﻹﻨﺴﺎن اﻟﻔﺎﻀﻝ واﻟدﻓﻊ ﺒﻪ إﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻟﻤﺜﻝ اﻟﻌﻠﻴﺎ ،أﻤﺎ اﻟﻘﺎﻨون ﻓﻴﻬدف إﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴق ﻏﺎﻴﺔ ﻤﻠﻤوﺴﺔ ﻫﻲ إﻗﺎﻤﺔ اﻟﻌدﻝ واﻟﻤﺴﺎواة ﺒﻴن اﻟﻨﺎس واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻨظﺎم واﻷﻤن داﺨﻝ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. -ﻤن ﺤﻴث اﻟﺠزاء :إن ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠزاء ﻤﺎدي ﻤﻠﻤوس أﻤﺎ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗواﻋد اﻷﺨﻼق ﻓﺈن ﺠزاءﻫﺎ ﻻ ﻴﺘﺠﺎوز آﺜﺎر ﻤﻌﻨوﻴﺔ ﻛﺘﺄﻨﻴب اﻟﻀﻤﻴر. ﺜﺎﻟﺜﺎ :اﻟﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون وﻗواﻋد اﻟﻤﺠﺎﻤﻼت واﻟﻌﺎدات اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘوﺠد ﺒﻛﻝ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﺎدات اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻗواﻋد اﻟﻤﺠﺎﻤﻼت ﺘﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺘﻨظﻴم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺒﻴن اﻷﺸﺨﺎص وﻫﻲ ﻤﺘﻌددة وﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤن ﻤﺠﺘﻤﻊ إﻟﻰ آﺨر ﻤﺜﻝ ﺘﺒﺎدﻝ اﻟﺘﻬﺎﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺎت وﻻ ﻴﺘﺒﻨﻰ اﻟﻘﺎﻨون ﻤﺜﻝ ﻫذﻩ اﻟﻌﺎدات وﻗواﻋد اﻟﻤﺠﺎﻤﻼت وﻻ ﻴﻠزم اﻷﻓراد ﺒﺎﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ذﻟك أﻨﻪ ﻻ ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻤﺴﺎﺴﺎ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺠوﻫرﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ. اﻟﻤﺤور اﻟﺜﺎﻨﻲ :اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون واﻟﻌﻠوم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻷﺨرى إن دراﺴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون واﻟﻌﻠوم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻷﺨرى ﺘﻌد ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺠد ﻫﺎﻤﺔ ﻨظ ار ﻻﺸﺘراك ﻫذﻩ اﻟﻌﻠوم ﻤﻊ اﻟﻘﺎﻨون ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻤﻝ ﻤﻊ اﻟﻤوﻀوع ﻨﻔﺴﻪ وﻫو اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى إن اﻟﻘﺎﻨون ﻴﺴﺘﻔﻴد ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ ﺘﺸﺨﻴص اﻟﻤﺸﻛﻼت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻘﺼد وﻀﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻼزﻤﺔ ﻟﻤواﺠﻬﺘﻪ ،ﻟذا ﺴﻨﺘطرق إﻟﻰ دراﺴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن ﻛﻝ ﻤن اﻟﻘﺎﻨون وﻋﻠم )ﺜﺎﻨﻴﺎ( ﺜم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون وﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع )أوﻻ( ،واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون وﻋﻠم اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﺴﺔ )ﺜﺎﻟﺜﺎ( وأﺨﻴ ار اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون وﻋﻠم اﻟﻨﻔس )راﺒﻌﺎ(. أوﻻ :اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون وﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع إن ﻤﻬﺎم ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع ﺘﻨﺤﺼر ﻓﻲ دراﺴﺔ اﻟظواﻫر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛظﺎﻫرة ﺘدﻨﻲ ﻤﺴﺘوى اﻟﺘﻌﻠﻴم ،أو ﻛظﺎﻫرة ﺘﻔﺸﻲ اﻟطﻼق وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﺘﻨﺎوﻝ ﻋﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع ﻫذﻩ اﻟظواﻫر ﻤن ﺤﻴث 9 ﻋواﻤﻝ ﻨﺸوﺌﻬﺎ وﺘطورﻫﺎ وﺘﺄﺜﻴراﺘﻬﺎ واﻗﺘراح اﻟﺤﻠوﻝ اﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻤواﺠﻬﺘﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻨون إذن ﻴﺴﺘﻌﻴن ﺒﻌﻠم اﻻﺠﺘﻤﺎع ﻟﻠﺤﺼوﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌرﻓﺔ اﻟﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠظواﻫر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤن أﺠﻝ ﺘﺤﻘﻴق اﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘوﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد. ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون وﻋﻠم اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻴﻬﺘم ﻋﻠم اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺒدراﺴﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻛم اﻟﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻫﻲ ﻗواﻋد ﻴؤﺜر ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون إذ أﻨﻪ ﻴﺘدﺨﻝ ﻓﻲ ﺘﻨظﻴم اﻹﻨﺘﺎج واﻻﺴﺘﻬﻼك وﺘوﺠﻴﻪ اﻟﺜروة ﻋن طرﻴق وﺴﺎﺌﻝ ﻤﺘﻌددة ﻛﺘﻨظﻴم اﻷﺠور وﻓرض اﻟﻀراﺌب ،ﻛﻤﺎ ﻴﺘﺄﺜر اﻟﻘﺎﻨون ﺒﻨوع اﻟﻨظﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺴﺎﺌد ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ. ﺜﺎﻟﺜﺎ :اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون وﻋﻠم اﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺘﺄﺜر اﻟﻌﻠوم اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟﺴﺎﺌد ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻤن ﺤﻴث أﻨﻬﺎ ﺘﺄﺨذ ﺒﻌﻴن اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻨد اﻟدراﺴﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﻌطﻴﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﺨﺼوﺼﺎ ﺘﻠك اﻟﻤﻌطﻴﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﻨظﻴم ﺸؤون اﻟﺤﻛم واﻟﺤﻘوق واﻟﺤرﻴﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺘﺄﺜر اﻟﻘﺎﻨون ﺒﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻨظم ﻤواﻀﻴﻊ ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺸؤون اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻤوﻀوع اﻷﺤزاب واﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎت وﺘﻨظﻴم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻨون إذن ﻴﺴﺘﻌﻴن ﺒﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤن ﺨﻼﻝ اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ اﻟﺘﻲ ﺘﺘوﺼﻝ إﻟﻴﻬﺎ اﻟدراﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺠزﻫﺎ اﻟﻌﻠوم اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. راﺒﻌﺎ :اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون وﻋﻠم اﻟﻨﻔس ﻴﺴﺘﻌﻴن اﻟﻘﺎﻨون ﺒﻌﻠم اﻟﻨﻔس ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻت ﻋدﻴدة ﻨذﻛر ﻤﻨﻬﺎ: أ -ﻤﺠﺎﻝ اﻟﻤﺴؤوﻟﻴﺔ اﻟﺠزاﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤﺠﺎﻝ ﻴﺘم اﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻌﻠم اﻟﻨﻔس ﻟﻤﻌرﻓﺔ ﻤدى ﺘواﻓر اﻟﻌواﻤﻝ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻴؤﺴس ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﻋﻔﺎء ﻤن اﻟﻤﺴؤوﻟﻴﺔ اﻟﺠزاﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻴﺤددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻨون. 10 ب -ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟﻤﺠرﻤﻴن إن اﻟﻘواﻨﻴن اﻟﺤدﻴﺜﺔ ﺘﻘر وﻀﻊ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻛﻝ طﺎﺌﻔﺔ ﻤن اﻟﻤﺠرﻤﻴن ﻛﺎﻟﻤﺠرﻤﻴن اﻷﺤداث ﻤﺜﻼ وذﻟك ﺒﻬدف إﻋﺎدة إدﻤﺎﺠﻬم ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻤن أﺠﻝ ﺘﺤﻘﻴق ﻫذا اﻟﻐرض ﻴﻨم اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻋﻠم اﻟﻨﻔس ﻟوﻀﻊ أﺴﺎﻟﻴب ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻛﻝ طﺎﺌﻔﺔ. ج -ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻝ ﺘطﺒﻴق اﻟﻘﺎﻨون واﻟﻔﺼﻝ ﻓﻲ اﻟﻨزاﻋﺎت ﻴﺴﺘﻌﻴن اﻟﻘﻀﺎء ﺒﻌﻠم اﻟﻨﻔس ﻓﻲ اﻟﻛﺜﻴر ﻤن اﻟﻤﺴﺎﺌﻝ ﻤﺜﻝ ﺘﻘدﻴر ﺼدق اﻟﺸﻬﺎدة ﻟدى اﻟﺸﺎﻫد وﻤدى ﺘواﻓر اﻟﻘﺼد اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟدى اﻟﺠﺎﻨﻲ. 11 اﻟﻤﺤﺎﻀرة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﻘﺎﻨون "le droit publicواﻟﻘﺎﻨون ﻋرف اﻟﻘﺎﻨون اﻟروﻤﺎﻨﻲ اﻟﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم " اﻟﺨﺎص" ،"le droit privéوﻤﻨﺎط ﻫذﻩ اﻟﺘﻔرﻗﺔ أن ﻤﺎﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟدوﻟﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺴﻠطﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻌﻤﻝ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴﻌﺘﺒر ﻤن ﻗﺒﻴﻝ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،أﻤﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺘﻨظﻴم ﻤﻌﺎﻤﻼت اﻷﻓراد ﻓﺘﻌﺘﺒر ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص.اﺨﺘﻔﻰ ﻤﻌﻴﺎر اﻟﺘﻔرﻗﺔ ﻫذﻩ ﺨﻼﻝ ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﻘرون اﻟوﺴطﻰ 19ﻓﻛرة اﻟﺘﻔرﻗﺔ أﻤﺎم ﻀﻌف اﻟدوﻟﺔ وﻋدم وﺠود ﻫﻴﺌﺔ ﺘﻨﺎط ﺒﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻋﺎدت ﻤﻨذ اﻟﻘرن ﻤن ﺠدﻴد ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص ﻓﻲ ﺼورة واﻀﺤﺔ ﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻝ ﺒﻴن ﻨﺸﺎط اﻟدوﻟﺔ وﻨﺸﺎط اﻷﻓراد. ﻤﻊ ﺒداﻴﺔ اﻟﻘرن 20وظﻬور اﻷﻓﻛﺎر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ازدﻴﺎد ﺘدﺨﻝ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠف اﻟﻨﺸﺎطﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ ﺘداﺨﻝ ﺒﻴن ﻨﺸﺎط اﻟﻔرد وﻨﺸﺎط اﻟدوﻟﺔ ،وﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ ظﻬور اﻷزﻤﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻟﺤروب اﻟﺘﻲ ﻋرﻓﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟﺨﺼوص اﻟدوﻝ اﻷورﺒﻴﺔ، ﻤﻤﺎ أوﺤﻲ ﺒﺄن ﻤﻌﻴﺎر اﻟﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴن ﻗد زاﻟت وأن اﻟﻘواﻋد اﻵﻤرة ﻗد أﺨذت طرﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘدﺨﻝ ﻓﻲ ﻨﺸﺎطﺎت اﻷﻓراد اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌﻝ طﻐﻴﺎن أﺤﻛﺎم اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص ﻗد اﺸﺘدت ،وﻤﻊ ذﻟك ﻓﻤﺎزاﻝ اﻟﻔﻘﻪ ﻴﻘﻴم اﻟﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴن اﻟﻌﺎم واﻟﺨﺎص اﻟﻤﺤور اﻷوﻝ :اﻟﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص ﺴﻨﺘطرق ﻤن ﺨﻼﻝ ﻫذا اﻟﻤﺤور إﻟﻰ اﻟﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻴﺎر اﻟﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﺨﺎص )أوﻻ( وﻤن ﺘم ﺘﺤدﻴد أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ )ﺜﺎﻨﻴﺎ(. أوﻻ :ﻤﻌﻴﺎر اﻟﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴن ﻫﻨﺎك ﻋدة ﻤﻌﺎﻴﻴر ﻟﻠﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص ﻛﺎﻨت ﻤﺤﻝ ﺨﻼف وﺘﺘﻤﺜﻝ ﻫذﻩ اﻟﻤﻌﺎﻴﻴر ﻓﻲ: 12 -1اﻷﺸﺨﺎص أطراف اﻟﻌﻼﻗﺔ :ﻴﻘوم ﻫذا اﻟﻤﻌﻴﺎر ﻋﻠﻰ وﺠود أﺸﺨﺎص اﻋﺘﺒﺎرﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﻨظﻤﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون ﻓﻠﻤﺎ ﺘﻛون اﻟدوﻟﺔ طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻴﻛون اﻟﻘﺎﻨون اﻟذي ﻴﻨظم ﻫذﻩ ﻴﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻗﺎﻨوﻨﺎ ﻋﺎﻤﺎ ،وﻋﻨدﻤﺎ ﺘﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن أﺸﺨﺎص ﻏﻴر اﻟدوﻟﺔ وﻤؤﺴﺴﺎﺘﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤﻨظم ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻗﺎﻨوﻨﺎ ﺨﺎﺼﺎ. -2ﻤﻌﻴﺎر اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ :ﻤﻔﺎد ﻫذا اﻟﻤﻌﻴﺎر أن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻴﻬدف إﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﻴن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص ﻴﻬدف إﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ وﻫو اﻟﻤﻌﻴﺎر اﻟذي ﻛﺎن ﻤﺘﺒﻌﺎ ﻋﻨد اﻟروﻤﺎن. -3درﺠﺔ اﻟﺠزاء :ﻴرى أﻨﺼﺎر ﻫذا اﻟﻤﻌﻴﺎر أن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻫو ﻗﺎﻨون اﻟﺴﻴطرة أو اﻷواﻤر أو ﻗﺎﻨون اﻟﺨﻀوع ،ﻓﻲ ﺤﻴن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص ﻫو ﻗﺎﻨون اﻟﺤرﻴﺔ أو ﺴﻠطﺎن اﻹرادة ،وﻤن أﻨﺼﺎر ﻫذا اﻟﻤﻌﻴﺎر اﻟﻔﻘﻴﻪ ﺴﻔﺎﺘﻲ. -4ﻤﻌﻴﺎر اﻟﻤﻔﻬوم اﻟﻤﺎﻟﻲ :ﻤﻨﺎط اﻟﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص طﺒﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻤﻌﻴﺎر ﺘﻛﻤن ﻓﻲ أن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم اﻟﻌﻼﻗﺎت ذات اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺘﻌد ﻤن ﻗﺒﻴﻝ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،واﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴر اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤن ﻗﺒﻴﻝ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص. -5ﻤﻌﻴﺎر اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ :وﻫو اﻟﻤﻌﻴﺎر اﻷﻛﺜر ﻗﺒوﻻ ﻟدى اﻟﻔﻘﻪ وﻤﻀﻤوﻨﻪ :أن اﻟﻘﺎﻨون ﻴﻛون ﻋﺎﻤﺎ إذا ﻛﺎن أﺤد أطراف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﻨظﻤﻬﺎ ﺴﻠطﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴق اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺸﻛﻝ ﻤﺒﺎﺸر وﺘﻤﺎرس ﻨﺸﺎطﻬﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺴﻠطﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤق اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻤﻘرر ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﺘﺴﺘﺨدم ﻓﻲ ﻤﺒﺎﺸرة ﻫذا اﻟﻨﺸﺎط ﻟﺘﺤﻘﻴق ﻫدﻓﻬﺎ وﺴﺎﺌﻝ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻤﺘﻴﺎزاﺘﻪ ،وﻴﻛون اﻟﻘﺎﻨون ﺨﺎﺼﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻋدا ذﻟك ﻤن اﻟﺤﺎﻻت وﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻤﻌﻴﺎر ﻴﻤﻛن اﻟﻘوﻝ: اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم :ﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻛم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن طرﻓﻴن ﻴﺴﺘﻌﻤﻝ أﺤدﻫﻤﺎ أو ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻤﻌﺎ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤن أﺠﻝ ﺘﺤﻘﻴق ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻤﺔ. 13 اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص :ﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻛم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن طرﻓﻴن ﻻ ﻴﺘﺼرف أي ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﺴﻠطﺔ ﻋﺎﻤﺔ. ﺜﺎﻨﻴﺎ :أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻔرﻗﺔ ﺒﻴن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص -1اﻟدوﻟﺔ وﺒﻘﻴﺔ اﻷﺸﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨوﻴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻨدﻤﺎ ﺘﺘﺼرف ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺴﻠطﺔ ﻴﺨوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻋدة اﻤﺘﻴﺎزات ﻻﻴﺨوﻝ ﻤﺜﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص ﻷطراف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﻨظﻤﻬﺎ. -2إن اﻷﻤواﻝ اﻟﺘﻲ ﻴﻤﻠﻛﻬﺎ أﺸﺨﺎص اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻨظﺎم ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﺨﺎص ﺒﻬﺎ ﻴﺤددﻩ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم وﻫو ﻨظﺎم ﻴﺨﺘﻠف ﻋن اﻟﻨظﺎم اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻟذي ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻪ اﻷﻤواﻝ اﻟﺨﺎﺼﺔ واﻟﻤﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص. -3ﻤن ﺤﻴث اﻟﻤﺴؤوﻟﻴﺔ :أﺴﺎس اﻟﻤﺴؤوﻟﻴﺔ وﺸروط ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻷﺸﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨوﻴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﺨﺘﻠف ﻋن ﻤﺴؤوﻟﻴﺔ اﻷﻓراد أو اﻷﺸﺨﺎص اﻟﻤﻌﻨوﻴﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤدﻨﻲ. -4ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘود :ﺘﺴﺘﻔﻴد اﻟﻌﻘود اﻟﺘﻲ ﺘﺒرﻤﻬﺎ اﻹدارة ﻤن ﻗواﻋد اﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻛﺈﻟﻐﺎء اﻟﻌﻘد ،أو ﺘﻌدﻴﻝ ﺸروطﻪ أو ﺘوﻗﻴﻊ ﺠزاء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻠف أو اﻟﺘﻘﺼﻴر ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴذﻩ ،ﻓﻲ ﺤﻴن اﻟﻨﺼوص اﻟﻤﻘرة ﻟﻠﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص ﻻ ﺘﻌرف ﻤﺜﻝ ﻫذﻩ اﻷﺤﻛﺎم ﻓﺎﻟﻌﻘد ﻴﺒﻘﻰ ﺸرﻴﻌﺔ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗدﻴن...إﻟﺦ. -5ﻤن ﺤﻴث اﻻﺨﺘﺼﺎص اﻟﻘﻀﺎﺌﻲ :ﻴﺘوﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﻟﻔﺼﻝ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻨﺸﺎط اﻹدارة ،ﻓﻲ ﺤﻴن ﺘﺨﺘص ﻤﺤﺎﻛم اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ اﻟﻨظر ﻓﻴﻤﺎ ﻴطرح ﻤن ﻨزاﻋﺎت اﻷﻓراد. 14 اﻟﻤﺤور اﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ )أوﻻ( ﺜم اﻟﺘطرق إﻟﻰ ﻓروع ﺴﻨﺘﻨﺎوﻝ ﺨﻼﻝ ﻫذا اﻟﻤﺤور اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص )ﺜﺎﻨﻴﺎ(. أوﻻ :ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻴﻘﺴم اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﻗﺎﻨون ﻋﺎم ﺨﺎرﺠﻲ وﻗﺎﻨون ﻋﺎم داﺨﻠﻲ. أ -اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻟﺨﺎرﺠﻲ ﻴطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻟﺨﺎرﺠﻲ أﻴﻀﺎ ﻟﻔظ "اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم" أو "droit international publicوﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم ﻋﻼﻗﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺒﻐﻴرﻫﺎ ﻤن اﻟدوﻝ وﺤﻘوﻗﻬﺎ واﻟﺘزاﻤﺎﺘﻬﺎ ﺘﺠﺎﻩ اﻟدوﻝ اﻷﺨرى ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﺴﻠم أو اﻟﺤرب وﻛذا ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﻤﻊ إﺤدى اﻟﻤﻨظﻤﺎت اﻟدوﻟﻴﺔ اﻷﺨرى. ب -اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻟداﺨﻠﻲ ﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻨﺎﺸﺌﺔ داﺨﻝ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﻛون أﺤد أطراﻓﻬﺎ ﺸﺨﺼﺎ ﻤﻌﻨوﻴﺎ ﻋﺎﻤﺎ )اﻟدوﻟﺔ أو إﺤدى ﻤؤﺴﺴﺎﺘﻬﺎ اﻹدارﻴﺔ( ﻴﺘﺼرف ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﺴﻠطﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﺴﺘﻌﻤﻼ أﺴﺎﻟﻴب اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻤﺘﻴﺎزاﺘﻪ. وﻴﺘﻔرع اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻟداﺨﻠﻲ إﻟﻰ ﻋدة ﻓروع أﻫﻤﻬﺎ :اﻟﻘﺎﻨون اﻟدﺴﺘوري ،اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري ،اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤﺎﻟﻲ. -1اﻟﻘﺎﻨون اﻟدﺴﺘوري :ﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺤدد ﺸﻛﻝ اﻟدوﻟﺔ وﺘﺒﻴن ﻨظﺎم اﻟﺤﻛم ﻓﻴﻬﺎ ،وﺘﻛوﻴن اﻟﺴﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ وﺒﻴﺎن اﺨﺘﺼﺎﺼﺎت ﻛﻝ واﺤدة ﻤﻨﻬﺎ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺴﻠطﺎت اﻷﺨرى ،وﻛذا اﻟﺤرﻴﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ وﺤﻘوق وواﺠﺒﺎت اﻷﻓراد. 15 -2اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري :ﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻛم ﺘﻨظﻴم وﻨﺸﺎط اﻟﺴﻠطﺎت اﻹدارﻴﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،وﻤﺎ ﻴﻨﺸﺄ ﻤن ذﻟك ﻤن ﻤراﻛز وﻋﻼﻗﺎت ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ. -3اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤﺎﻟﻲ :ﻫو اﻟﻘﺎﻨون اﻟذي ﻴﻨظم اﻟﺸؤون اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻤن ﺤﻴث ﺘﻨظﻴم وﻀﺒط اﻹﻴرادات اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻹﻨﻔﺎق اﻟﻌﺎم ،ﻓﻴﺒﻴن ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺘﻨظﻴم اﻻﻴرادات واﻟرﺴوم واﻟﻘروض وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺘﺤﺼﻴﻠﻬﺎ ،وﻛذﻟك أوﺠﻪ اﻹﻨﻔﺎق واﻟﺼرف اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻛذا ﺘﺤدﻴد اﻟرﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ أوﺠﻪ اﻹﻨﻔﺎق اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. -4اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺠﻨﺎﺌﻲ :ﻫو ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺤدد اﻟﺠراﺌم واﻟﻌﻘوﺒﺎت اﻟﻤﻘررة ﻟﻤرﺘﻛﺒﻴﻬﺎ واﻹﺠراءات اﻟواﺠب اﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻋﻨد اﻟﺘﺤﻘﻴق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺠراﺌم وﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻤرﺘﻛﺒﻴﻬﺎ ،وﻫو ﻴﺘﻀﻤن ﻗﺴﻤﻴن: ﻗﺴم ﻴﺘﻀﻤن اﻷﺤﻛﺎم اﻟﻤوﻀوﻋﻴﺔ :وﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻘﺎﻨون اﻟﻌﻘوﺒﺎت ﻓﻬو اﻟذي ﻴﺒﻴن اﻟﺴﻠوﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﻴﻌﺘﺒرﻫﺎ اﻟﻤﺸرع ﺠرﻴﻤﺔ واﻟﻌﻘوﺒﺎت اﻟﻤﻘررة ﻟﻤن ﻴرﺘﻛﺒﻬﺎ. وﻴﺘم ذﻟك ﻋﻨد اﻟﺒﺤث واﻟﺘﺤري واﻟﺘﺤﻘﻴق ﻗﺴم ﻴﺘﻀﻤن اﻟﻘواﻋد اﻹﺠراﺌﻴﺔ اﻟواﺠب اﺘﺒﺎﻋﻬﺎ: ﺒﺸﺄن اﻟﺠراﺌم اﻟﻤرﺘﻛﺒﺔ وﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻤرﺘﻛﺒﻴﻬﺎ وﺘﺴﻠﻴط اﻟﻌﻘوﺒﺎت اﻟﻤﻘررة ﻋﻠﻴﻬم ،وﻴﺒﻴن ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺒﻘﺎﻨون اﻹﺠراءات اﺼدار اﻷﺤﻛﺎم ﻀدﻫم وطرق اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺤﻛﺎم ،وﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺠزاﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﺠزاﺌري. ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص -1اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤدﻨﻲ :ﻴﺸﺘﻤﻝ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤدﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼوص اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻛم ﻤﺠﻤوﻋﺘﻴن ﻫﺎﻤﺘﻴن ﻤن اﻟﻌﻼﻗﺎت وﻫﻲ :اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ. ﺘﺘﻤﺜﻝ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺤواﻝ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟذي ﻴﺘﻀﻤﻨﻪ ﻗﺎﻨون اﻷﺴرة ،أﻤﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻴن اﻷﻓراد ﻓﺘﺘﻤﺜﻝ ﻓﻲ اﻟﺤﻘوق اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻟداﺌن واﻟﻤدﻴن ،وﻓﻲ 16 اﻟﺤﻘوق اﻟﻌﻴﻨﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺘﻨﺸﺄ ﺴﻠطﺔ ﻟﺸﺨص ﻤﻌﻴن ﻋﻠﻰ ﺸﻲء ﻤﻌﻴن ﻛﺤق اﻟﻤﻠﻛﻴﺔ، وﻴﺘﻀﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤدﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺠزاﺌر ﺘﻨظﻴم اﻷﺤواﻝ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ. -2اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺘﺠﺎري :ﻫو ﻋﺒﺎرة ﻋن ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺘﺠﺎرﻴﺔ ،ﻓﻴﻨظم اﻟﻤواﻀﻴﻊ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﺒﻴﺎن وﺘﺤدﻴد اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺘﺠﺎرﻴﺔ ،اﻟﺸروط اﻟواﺠب ﺘواﻓرﻫﺎ ﻻﻛﺘﺴﺎب ﺼﻔﺔ اﻟﺘﺎﺠر ،اﻻﻟﺘزاﻤﺎت اﻟﻤﻔروﻀﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎﺠر ﻛﺎﻟﻘﻴد ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻝ اﻟﺘﺠﺎري، وﻤﺴك اﻟدﻓﺎﺘر ...إﻟﺦ ،أﻨواع اﻟﺸرﻛﺎت ،اﻟﻌﻘود اﻟﺘﺠﺎرﻴﺔ ...إﻟﺦ. -3اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺒﺤري :ﻴﻘﺼد ﺒﻪ اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻛم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺎر، واﻟﺴﻔن وﻋﻘود ﻋﻤﻝ اﻟﺒﺤﺎرة وﺴﻠطﺔ ﻗﺎﺌد اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ أﻓراد طﺎﻗﻤﻬﺎ ﻤن اﻟﻤﻼﺤﻴن اﻟﺒﺤرﻴﻴن، وﻤﺴؤوﻟﻴﺔ ﻗﺎﺌد اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ وﺼﺎﺤﺒﻬﺎ واﻟﻨﺎﻗﻝ وأﺼﺤﺎب اﻟﺒﻀﺎﺌﻊ اﻟﻤﻨﻘوﻟﺔ ﺒﺤرا ،وﻨﻘﻝ اﻷﺸﺨﺎص. -4اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺠوي :ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ اﻟﺠوﻴﺔ ،ﺤﻴث ﻴﺘوﻟﻰ ﺘﻨظﻴم اﻟطﺎﺌرة ﻤن ﺤﻴث ﻤﻠﻛﻴﺘﻬﺎ وﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ وﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،وﻋﻘود اﻟﻨﻘﻝ اﻟﺠوي اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟرﻛﺎب أو ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ،وﻗواﻋد اﻟﻤﺴؤوﻟﻴﺔ ﻋﻨد اﻷﻀرار اﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴق اﻟرﻛﺎب أو اﻟﺒﻀﺎﺌﻊ. -5ﻗﺎﻨون اﻟﻌﻤﻝ :ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﺒﻴن اﻟﻌﻤﺎﻝ وأرﺒﺎب اﻟﻌﻤﻝ. -6ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻟﻤدﻨﻴﺔ :ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨظم اﻹﺠراءات اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻤن ﻴوم ﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺼدور اﻟﺤﻛم ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ واﻟﻘﻴﺎم ﺒﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻴﺤﺘوي أﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨب ﻴﻨظم اﻟﻤﺤﺎﻛم ﻤن ﺤﻴث ﺘﺸﻛﻴﻠﺘﻬﺎ ،واﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ،وﺸروط ﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻟﻘﻀﺎء وﺴﻴر ﻤرﻓق اﻟﻌداﻟﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ. 17 -7اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺨﺎص :ﻫو اﻟﻘﺎﻨون اﻟذي ﻴﺤدد ﺠﻨﺴﻴﺔ اﻷﺸﺨﺎص اﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وأﺤﻛﺎم اﻟﻤواطن وﻤرﻛز اﻷﺠﺎﻨب ﻓﻴﻬﺎ وﻴﺒﻴن اﻟﺤﻠوﻝ اﻟواﺠﺒﺔ اﻻﺘﺒﺎع ﻓﻲ ﺘﻨﺎزع اﻟﻘواﻨﻴن ،وﺘﻨﺎزع اﻻﺨﺘﺼﺎص اﻟﻘﻀﺎﺌﻲ اﻟدوﻟﻴﻴن. 18 اﻟﻤﺤﺎﻀرة اﻟراﺒﻌﺔ :ﻤﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻨون ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻟﻤﺼدر اﻷﺼﻝ ،وأﺼﻝ اﻟﺸﻲء ﻫو اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﺘﻛون ﻤﻨﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻛﺄي ﺸﻲء ﻓﻲ اﻟوﺠود ﻻﻴﻤﻛن أن ﺘﻨﺸﺄ ﻤن اﻟﻌدم ،ﻓﻼﺒد ﻤن ﺴﺒب ﻤﻨﺸﻰء ﻟﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺒﺤث ﻋن ﻤﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻨون ﻟﻪ أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴرة ﻤن ﺤﻴث اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺘﺤدﻴد ﻤﻀﻤون اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ،وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ. ﻓﺎﻟﻤﺼدر اﻟﻤﻘﺼود ﻫﻨﺎ ﻫو اﻟﻤﺼدر اﻟﻤﻨﺸﻰء ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ واﻟذي ﺴﻴﻛون ﻤﺤﻝ دراﺴﺘﻨﺎ ،وﻴﺠب أن ﻨﻨوﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺼدد أﻨﻪ ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻟﻤﺼدر ﻓﻲ ﺒﻌض اﻷﺤﻴﺎن رد اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ إﻟﻰ أﺼﻠﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻴﺨﻲ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟﺠزاﺌري ﻤﺼدرﻩ اﻟﺘﺎرﻴﺨﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤﺼري ،وﻫذا اﻷﺨﻴر ﻤﺼدرﻩ اﻟﺘﺎرﻴﺨﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻔرﻨﺴﻲ ،وﻴرﺠﻊ ﻤﺼدر اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻔرﻨﺴﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻨون اﻟروﻤﺎﻨﻲ...إﻟﺦ. ﻨﺼت اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤدﻨﻲ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ" :ﻴﺴري اﻟﻘﺎﻨون ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺴﺎﺌﻝ اﻟﺘﻲ ﺘﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻨﺼوﺼﻪ ﻓﻲ ﻟﻔظﻬﺎ أو ﻓﻲ ﻓﺤواﻫﺎٕ ،واذا ﻟم ﻴوﺠد ﻨص ﺘﺸرﻴﻌﻲ ،ﺤﻛم اﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻤﺒﺎدئ اﻟﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻓﺈذا ﻟم ﻴوﺠد ﻓﺒﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻌرف ،ﻓﺈذا ﻟم ﻴوﺠد ﻓﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻤﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻨون وﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ". اﻟﻤﺤور اﻷوﻝ :اﻟﻤﺼﺎدر اﻟرﺴﻤﻴﺔ أوﻻ :اﻟﺘﺸرﻴﻊ La loi ﻴﻌرف اﻟﺘﺸرﻴﻊ ﺒﺄﻨﻪ " :اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤﻛﺘوب اﻟﺼﺎدر ﻋن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺈﺼدارﻩ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ" 19 ﺨﺼﺎﺌص اﻟﺘﺸرﻴﻊ -ﻴﺘﻀﻤن ﻗواﻋد ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺘﺘوﻓر ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﺎﺌص اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻛوﻨﻬﺎ ﻗﺎﻋدة اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻗﺎﻋدة ﺴﻠوك ﻋﺎﻤﺔ ،وﻤﺠردة وﻤﻠزﻤﺔ. -ﻴﺼدر اﻟﺘﺸرﻴﻊ ﻓﻲ ﺸﻛﻝ ﻤﻛﺘوب ﻴﻛون واﻀﺢ ﺨﺎﻝ ﻤن أي ﻟﺒس أو ﻏﻤوض وﻫذا ﻤﺎﻴﻤﻴزﻩ ﻋن اﻟﻌرف اﻟذي ﻴﻛون ﻏﻴر ﻤﻛﺘوب. -ﻴﺼدر ﻋن ﺴﻠطﺔ ﻋﺎﻤﺔ وﻤﺨﺘﺼﺔ ﻤزاﻴﺎ اﻟﺘﺸرﻴﻊ -ﻴﺤﻘق وﺤدة اﻟﻘﺎﻨون داﺨﻝ اﻟدوﻟﺔ ﻛوﻨﻪ ﻴﺼدر ﻓﻲ ﻗواﻋد ﻋﺎﻤﺔ وﻤﺠردة ﻴﺸﻤﻝ ﻛﻝ إﻗﻠﻴم اﻟدوﻟﺔ. -ﺴﻬوﻟﺔ ﺘﻌدﻴﻠﻪ أو إﻟﻐﺎﺌﻪ ﻤن أﺠﻝ ﻤواﻛﺒﺔ اﻟﺘطورات اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ وﻴﻛون ذﻟك ﺒﺴن ﻗواﻋد ﻤﻛﺘوﺒﺔ ﺘﺘﻼءم ﻤﻊ أوﻀﺎع اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠدﻴد. أﻨواع اﻟﺘﺸرﻴﻊ ﺘﺘﻤﺜﻝ أﻨوع اﻟﺘﺸرﻴﻊ ﻓﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﺼور ﻴﻛون ﺘرﺘﻴﺒﻬﺎ ﺤﺴب اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤو اﻟﺘﺎﻟﻲ: -اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻷﺴﺎﺴﻲ أو اﻟدﺴﺘور -اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﻌﺎدي ،وﻫو اﻟﻘﺎﻨون اﻟذي ﻴﺼدر ﻋن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ -اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﻔرﻋﻲ وﻴﺤﺘوي ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات واﻟﻠواﺌﺢ اﻟﺘﻲ ﺘﺼدرﻫﺎ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﺒﺤﻛم اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ. 20 -1اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻷﻨﻪ ﻴﺸﺘﻤﻝ ﻴﺄﺘﻲ اﻟدﺴﺘور ﻋﻠﻰ ﻫرم اﻟﺘﺸرﻴﻌﺎت ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻨون اﻷﺴﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﺸﻛﻝ اﻟﺤﻛم و ﻴﺤدد اﻟﺴﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﺘﻲ ﺘﺒﻴن ﻨظﺎم اﻟﺤﻛم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ و وﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﻊ ﺒﻴﺎن ﺤﻘوق وﺤرﻴﺎت اﻷﻓراد. أﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻛﻴﻔﻴﺔ إﺼدار اﻟﺘﺸرﻴﻊ ،ﻓﺈن طرﻴﻘﺔ اﻹﺼدار ﺘﺨﺘﻠف ﻤن ﺒﻠد إﻟﻰ آﺨر ﺒﺤﺴب ظروف ﻛﻝ دوﻟﺔ ،وﻴﻛون إﻤﺎ ﻋن طرﻴق اﻟﻤﻨﺤﺔ أو اﻟﺘﻌﺎﻗد أو اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﺄﺴﻴﺴﻴﺔ أو ﻋن طرﻴق اﻻﺴﺘﻔﺘﺎء. ﻛﻤﻨﺤﺔ ﻤن ﻴﺴود اﻷنظﻤﺔ اﻟﻤﻠﻛﻴﺔ ،ﺤﻴث ﻴﺼدر اﻟدﺴﺘور -ﻋن طرﻴق اﻟﻤﻨﺤﺔ، اﻟﺤﺎﻛم ﻴﻀﻤﻨﻪ ﺘﻨﺎزﻝ ،ﻴﺘﻨﺎزﻝ ﻋن ﺒﻌض اﻟصﻻ ﺤﻴﺎت ﻟﺼﺎﻟﺢ أﻓراد ﻋرﺸﻪ ،ﻛدﺴﺘور ﻤﺼر ﻋﺎم .1922 -اﻟﺘﻌﺎﻗد ،أو اﻟﻌﻘد اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟذي ﻴﻛون ﻋن طرﻴق اﺘﻔﺎق ﺒﻴن اﻟﺤﺎﻛم واﻟﺸﻌب أي ﻓﻲ ﺸﻛﻝ ﻋﻘد ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻴﺘوﺼﻼن إﻟﻰ ﺼﻴﻐﺔ ﻤﺸﺘرﻛﺔ ﺘوﻓﻴﻘﻴﺔ ﻛوﺜﻴﻘﺔ دﺴﺘورﻴﺔ ﻛدﺴﺘور اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻟﺒرﻴطﺎﻨﻴﺔ اﻟذي ﺼدر ﻋﺎم ،1912ودﺴﺘور ﻓرﻨﺴﺎ ﻋﺎم .1830 ﻗد ﺘﻀﻌﻪ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺘﺄﺴﻴﺴﻴﺔ ﻴﻨﺘﺨﺒﻬﺎ اﻟﺸﻌب ﺘﻛون ﻤﻬﻤﺘﻬﺎ -اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﺄﺴﻴﺴﻴﺔ، اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ إﻋداد اﻟدﺴﺎﺘﻴر دون أﺨذ ﻤواﻓﻘﺔ ﻤن أي طرف اﺨر. -اﻻﺴﺘﻔﺘﺎء ،ﻴﻌﻬد إﻟﻰ ﻫﻴﺌﺔ أو ﻟﺠﻨﺔ ﻗد ﺘﻛون ﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ أو ﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ أو ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﺘﻘوم ﺒﺈﻋداد ﻨﺼوص ﻤﺸروع دﺴﺘور ﻟﻴﻌرض ﻫذا اﻟﻤﺸروع ﻟﻠﺸﻌب ﻟﻴﻌطﻲ رأﻴﻪ ﻓﻴﻪ ،ﻤﺜﻝ دﺴﺘور اﻟﺠزاﺌر 1989و دﺴﺘور .1996 21 -2اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﻌﺎدي ﻤراﺤﻝ اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﻌﺎدي ﺴن اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﻌﺎدي ﻴﻤر ﺒﻌدة ﻤراﺤﻝ إﺠراﺌﻴﺔ ﻨﻌرﻀﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ: -ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﻤﺒﺎدرة ﺒﺎﻟﺘﺸرﻴﻊ ﻟﻛﻝ ﻤن اﻟوزﻴر اﻷوﻝ أو رﺌﻴس اﻟﺤﻛوﻤﺔ ﺤﺴب اﻟﺤﺎﻟﺔ واﻟﻨواب وأﻋﻀﺎء ﻤﺠﻠس اﻷﻤﺔ ﺤق اﻟﻤﺒﺎدرة ﺒﺎﻟﻘواﻨﻴن )م 143ﻤن اﻟدﺴﺘور اﻟﺠدﻴد(. ﺘﻌرض ﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻟﻘواﻨﻴن ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻠس اﻟوزراء ﺒﻌد رأي ﻤﺠﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺜم ﻴودﻋﻬﺎ اﻟوزﻴر اﻷوﻝ أو رﺌﻴس اﻟﺤﻛوﻤﺔ ﺤﺴب اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻟدى ﻤﻛﺘب اﻟﻤﺠﻠس اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟوطﻨﻲ أو ﻤﻛﺘب ﻤﺠﻠس اﻷﻤﺔ. -ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ) :م (145 ﻴﺠب ﻴﻨﺎﻗش ﻛﻝ ﻤﺸروع أو اﻗﺘراح ﻗﺎﻨون ﻤن طرف اﻟﻤﺠﻠس اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟوطﻨﻲ وﻤﺠﻠس اﻷﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘواﻟﻲ ﺤﺘﻰ ﺘﺘم اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻴﻪ. ﺘﻨﺎﻗش ﻛﻝ ﻏرﻓﺔ اﻟﻨص اﻟذي ﺼوﺘت ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻐرﻓﺔ اﻷﺨرى وﺘﺼﺎدق ﻋﻠﻴﻪ. -ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺘﺼوﻴت واﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻴﺼﺎدق ﻤﺠﻠس اﻷﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨص اﻟذي ﺼوت ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺠﻠس اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟوطﻨﻲ ﺒﺄﻏﻠﺒﻴﺔ أﻋﻀﺎﺌﻪ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻟﻘواﻨﻴن اﻟﻌﺎدﻴﺔ ،وﺒﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﻤطﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻟﻘواﻨﻴن اﻟﻌﻀوﻴﺔ. 22 ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺤدوث ﺨﻼف ﺒﻴن اﻟﻐرﻓﺘﻴن ،ﻴطﻠب اﻟوزﻴر اﻷوﻝ أو رﺌﻴس اﻟﺤﻛوﻤﺔ ،اﺠﺘﻤﺎع ﻟﺠﻨﺔ ﻤﺘﺴﺎوﻴﺔ اﻷﻋﻀﺎء ﺘﺘﻛون ﻤن أﻋﻀﺎء ﻤن ﻛﻠﺘﺎ اﻟﻐرﻓﺘﻴن ،ﻓﻲ أﺠﻝ أﻗﺼﺎﻩ 15ﻴوﻤﺎ ﻻﻗﺘراح ﻨص ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻷﺤﻛﺎم ﻤﺤﻝ اﻟﺨﻼف ﺘﻨﻬﻲ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻨﻘﺎﺸﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ أﺠﻝ أﻗﺼﺎﻩ 15ﻴوﻤﺎ. ﺘﻌرض اﻟﺤﻛوﻤﺔ ﻫذا اﻟﻨص ﻋﻠﻰ اﻟﻐرﻓﺘﻴن ﻟﻠﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻻ ﻴﻤﻛن إدﺨﺎﻝ أي ﺘﻌدﻴﻝ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﺒﻤواﻓﻘﺔ اﻟﺤﻛوﻤﺔ )م 5/6/145ق.د(. -ﻤرﺤﻠﺔ اﻹﺼدار ﻴﻌﺘﺒر إﺼدار ﻗﺎﻨون ﻋﻤﻼ ﺘﻨﻔﻴذﻴﺎ وﻟﻴس ﺘﺸرﻴﻌﻴﺎ وﻗد ﻨﺼت اﻟﻤﺎد 1/148ﻤن اﻟدﺴﺘور اﻟﻤﻌدﻝ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " :ﻴﺼدر رﺌﻴس اﻟﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻟﻘﺎﻨون ﻓﻲ أﺠﻝ ﺜﻼﺜﻴن ﻴوﻤﺎ ،اﺒﺘداء ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﺘﺴﻠّﻤﻪ إﻴﺎﻩ " ،وﺒﻬذا ﻓﺎﻹﺼدار اﻟذي ﻴﻘوم ﺒﻪ رﺌﻴس اﻟﺠﻤﻬورﻴﺔ )ﺒﻤرﺴوم رﺌﺎﺴﻲ ﻴﺴﻤﻰ ﻤرﺴوم اﻹﺼدار( ،وﺒﻪ ﻴﺼﺒﺢ اﻟﺘﺸرﻴﻊ ﻨﺎﻓذا وﻟﻴس ﻤﻠزﻤﺎ. ﻴﻌﺘﺒر اﻹﺼدار ذﻟك اﻟﻌﻤﻝ اﻟذي ﻴﻌﺘرف ﺒﻤوﺠﺒﻪ رﺌﻴس اﻟﺠﻤﻬورﻴﺔ أن اﻟﻨص اﻟﺘﺸرﻴﻌﻲ أو اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻟذي واﻓق ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒرﻟﻤﺎن أﺼﺒﺢ ﻨﺎﻓذا ،ﻓﻬو ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺸﻬﺎدة ﻤﻴﻼد اﻟﺘﺸرﻴﻊ ﻴﺘﻀﻤن أﻤر رﺌﻴس اﻟﺠم هورﻴﺔ اﻟوزراء ﺒﺘﻨﻔﻴذﻩ ﻷن اﻟرﺌﻴس ﻗد ﺘﺄﻛد ﻓﻌﻼ ﻤن أن اﻟﻨص اﻟﺘﺸرﻴﻌﻲ اﻟﺼﺎدر ﻗد اﺤﺘرم اﻟدﺴﺘور واﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﺴﺎري اﻟﻤﻔﻌوﻝ. -ﻤرﺤﻠﺔ اﻟﻨﺸر ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻟﻨﺸر ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺨﺒﺎر اﻟﻨﺎس ﺒﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟﺠدﻴد وﻴﺘم ذﻟك ﻋن طرﻴق ﻨﺸرﻩ ﻓﻲ ﺠرﻴدة رﺴﻤﻴﺔ ﻓﺎﻟﻘﺎﻨون ﻻﻴﻛون ﻤﻠزﻤﺎ إﻻ ﺒﻌد ﻨﺸرﻩ ﻓﻲ اﻟﺠرﻴدة اﻟرﺴﻤﻴﺔ ﺘﺘم ﻋن طرﻴق اﻟﺠرﻴدة اﻟرﺴﻤﻴﺔ. وﺘﻨص م 4ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤدﻨﻲ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ" :ﺘطﺒق اﻟﻘواﻨﻴن ﻓﻲ ﺘراب اﻟﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻟﺠزاﺌرﻴﺔ اﻟدﻴﻤﻘراطﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﺒﺘداء ﻤن ﻴوم ﻨﺸرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺠرﻴدة اﻟرﺴﻤﻴﺔ ،وﺘﻛون ﻨﺎﻓذة اﻟﻤﻔﻌوﻝ ﺒﺎﻟﺠزاﺌر اﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺒﻌد ﻤﻀﻲ ﻴوم ﻛﺎﻤﻝ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ ﻨﺸرﻫﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻨواﺤﻲ اﻷﺨرى ﻓﻲ ﻨطﺎق ﻛﻝ داﺌرة 23 ﺒﻌد ﻤﻀﻲ ﻴوم ﻛﺎﻤﻝ ﻤن وﺼوﻝ اﻟﺠرﻴدة اﻟرﺴﻤﻴﺔ إﻟﻰ ﻤﻘر اﻟداﺌرة وﻴﺸﻬد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺨﺘم اﻟداﺌرة اﻟﻤوﻀوﻋﺔ ﻟﻠﺠرﻴدة". -3اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﻔرﻋﻲ ﻴﻘﺼد ﺒﻪ ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻠواﺌﺢ اﻟﺘﻲ ﺘﺨﺘص اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﺒوﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤدود اﻟﺘﻲ ﻴﺒﻴﻨﻬﺎ اﻟدﺴﺘور ،وﻴﻛون اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﻔرﻋﻲ أﻗﻝ ﻤن اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﻌﺎدي اﻟذي ﺘﻀﻌﻪ اﻟﺴﻠطﺔ ﻟواﺌﺢ ﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ، اﻟﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ واﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ اﺴﺘﺜﻨﺎءا ،وﺘﺘﺨذ ﻫذﻩ اﻟﻠواﺌﺢ ﺜﻼﺜﺔ ﺼور: ﻟواﺌﺢ ﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ،ﻟواﺌﺢ اﻟﻀﺒط أو اﻟﺒوﻟﻴس. -اﻟﻠواﺌﺢ اﻟﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ ﺘﺴﺘﻌﻴن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ )رﺌﻴس اﻟﺠﻤﻬورﻴﺔ( ﺒﺼﻔﺘﻬﺎ ﺼﺎﺤﺒﺔ اﺨﺘﺼﺎص ﺒﻬذا اﻟﻨوع ﻛﺘﺸرﻴﻊ ﻟﺘﻨظﻴم وﺘرﺘﻴب اﻟﻠواﺌﺢ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻤن اﻟﻠواﺌﺢ واﻟﺘﻲ ﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻴﻀﺎ ﻤﺼطﻠﺢ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ واﻟﻤراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻟﻤؤﺴﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺘدﻴرﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ ،وﻫذا اﺴﺘﻨﺎدا إﻟﻰ أﺤﻛﺎم اﻟدﺴﺘور ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺸﺄن وﻫذا ﺘطﺒﻴﻘﺎ ﻟﻨص اﻟﻤﺎدة ) 1/141ﻤن اﻟدﺴﺘور اﻟﺠزاﺌري( اﻟذي ﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎﻴﻠﻲ " :ﻴﻤﺎرس رﺌﻴس اﻟﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺌﻝ ﻏﻴر اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون". ﻤﺜﺎﻝ :ﻤرﺴوم رﺌﺎﺴﻲ رﻗم 247-15اﻟﻤؤرخ ﻓﻲ 16ﺴﺒﺘﻤﺒر 2015ﻴﺘﻀﻤن ﺘﻨظﻴم اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤوﻤﻴﺔ وﺘﻔوﻴﻀﺎت اﻟﻤرﻓق اﻟﻌﺎم. -اﻟﻠواﺌﺢ اﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﻫﻲ ﺘﻠك اﻟﻠواﺌﺢ اﻟﺘﻲ ﺘﺼدرﻫﺎ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ رﺌﻴس اﻟﺤﻛوﻤﺔ أو اﻟوزﻴر اﻷوﻝ ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻟﺘﻨﻔﻴذ اﻟﻘواﻨﻴن اﻟﺼﺎدرة ﻋن اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ ،ﻨظ ار ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤواطﻨﻴن ﺘﻛون ﻟدﻴﻬﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺘوﻀﻴﺢ ﻛﻝ اﻟﺘﻔﺎﺼﻴﻝ واﻟﺠزﺌﻴﺎت ،وﻫذا ﺠﺎء ﻓﻲ 24 ﻨص اﻟﻤﺎدة ) (2/141ﻤن اﻟدﺴﺘور اﻟﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " :ﻴﻨدرج ﺘطﺒﻴق اﻟﻘواﻨﻴن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻝ اﻟﺘﻨظﻴﻤﻲ اﻟذي ﻴﻌود ﻟﻠوزﻴر اﻷوﻝ أو ﻟرﺌﻴس اﻟﺤﻛوﻤﺔ ،ﺤﺴب اﻟﺤﺎﻟﺔ". ﻤﺜﺎﻝ :اﻟﻤرﺴوم اﻟﺘﻨﻔﻴذي رﻗم 154-06اﻟﻤؤرخ ﻓﻲ 11ﻤﺎي 2006ﻴﺤدد ﺸروط وﻛﻴﻔﻴﺎت ﺘطﺒﻴق أﺤﻛﺎم م 7ﻤﻛرر ﻤن ﻗﺎﻨون اﻷﺴرة. -ﻟواﺌﺢ اﻟﻀﺒط أو اﻟﺒوﻟﻴس ﻫﻲ ﻟواﺌﺢ ﺘﺼدرﻫﺎ اﻟﺴﻠطﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ )رﺌﻴس اﻟﺠﻤﻬورﻴﺔ أو أﺤد اﻟوزراء ﺒﺘﻔوﻴض ﻤﻨﻪ ،أو اﻟواﻟﻲ ،أو رﺌﻴس اﻟﻤﺠﻠس اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠدي( ﺤﻴث ﺘﻌﺘﺒر ﻫذﻩ اﻟﻠواﺌﺢ ﻤن أﻫم أﺴﺎﻟﻴب اﻟﻀﺒط اﻹداري اﻟﺘﻲ ﺘﻬدف إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨظﺎم اﻟﻌﺎم ﺒﻐرض ﺼﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤن اﻟﻌﺎم أو اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ أو اﻟﺴﻛﻴﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،وﺘﻌد ﻫذﻩ اﻟﻠواﺌﺢ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒذاﺘﻬﺎ أي ﺘﺴﺘﻘﻝ ﻋن اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﻌﺎدي. أﻤﺜﻠﺔ ذﻟك :ﻟواﺌﺢ ﺘﻨظﻴم اﻟﻤرور ،ﻟواﺌﺢ ﻤراﻗﺒﺔ اﻟﻨظﺎﻓﺔ ،اﻟﻠواﺌﺢ اﻟﻤﻨظﻤﺔ ﻟﻠﻤﺤﻼت اﻟﻤﻘﻠﻘﺔ ﻟﻠراﺤﺔ. ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻟﻤﺼﺎدر اﻻﺤﺘﻴﺎطﻴﺔ إن اﻟﻘﺎﻀﻲ إذا ﻟم ﻴﺠد ﻤﺎ ﻴﺤﻛم ﺒﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻫو ﻤﻌروض ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺸرﻴﻊ ﻛﻤﺼدر أﺼﻠﻲ ،ﺒﺤث ﻋن ﺤﻛم ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎدر اﻻﺤﺘﻴﺎطﻴﺔ ﺤﺴب اﻟﺘرﺘﻴب اﻟذي أدرﺠﻊ اﻟﻤﺸرع اﻟﺠزاﺌري وﻓق )اﻟﻤﺎدة 1ق م ( ﺤﺘﻰ ﻴﻔﺼﻝ ﻓﻲ اﻟﻨزاع اﻟﻘﺎﺌم. -1ﻤﺒﺎدئ اﻟﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ إن اﻟﻘواﻋد اﻟدﻴﻨﻴﺔ ﺒوﺠﻪ ﻋﺎم ﻫﻲ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﺘﻌﺎﻟﻴم وﻗواﻋد ﻤوﺼﻰ ﺒﻬﺎ ﻤن ﻋﻨد اﷲ وﻤﻨزﻟﺔ ﻤن ﻋﻨدﻩ ﺘﺒﺎرك وﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻨﺒﻲ ﻤن أﻨﺒﻴﺎﺌﻪ ﻹرﺸﺎد اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﺘﺒﺎع ﺘﻠك اﻟﺘﻌﺎﻟﻴم، 25 وﻫﻲ إﻤﺎ ﺘﻨظم ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻔرد ﺒرﺒﻪٕ ،واﻤﺎ أﻨﻬﺎ ﺘﻨظم ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﻨﻔﺴﻪٕ ،واﻤﺎ أن ﺘﻨظم ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﻐﻴرﻩ ﻤن اﻟﻨﺎس. وﺘﺠدر اﻹﺸﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺼدد ،أن ﻤﺒﺎدئ اﻟﺸرﻴﻌﺔ ﻛﻤﺼدر ﻟﻠﻘﺎﻨون ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﻤﻼت ﻓﻘط وﻟﻴس اﻟدﻴن اﻹﺴﻼﻤﻲ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎدات ،ﻓﻌﻼﻗﺎت اﻟﻔرد ﺒﻐﻴرﻩ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜﻝ اﻟﻤﺠﺎﻝ اﻟﻤﺸﺘرك ﺒﻴن ﻗواﻋد اﻟدﻴن وﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون ،ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﻘﺼود ﺒﻬذا اﻟﻤﺼدر ﻫو اﻟرﺠوع إﻟﻰ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻛﻠﻴﺔ دون اﻟﺤﻠوﻝ اﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ أو اﻷﺤﻛﺎم اﻟﺠزﺌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﺎﻴن اﻵراء ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ. ﺜم إن ﻤﺒﺎدئ اﻟﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﻌد ﻤﺼد ار ﻟﻸﺤواﻝ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤن زواج وطﻼق ووﺼﺎﻴﺔ وﻤﻴراث. -ﻤﺼﺎدر اﻟﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ :اﻟﻘران ،اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒوﻴﺔ ،اﻹﺠﻤﺎع ،اﻟﻘﻴﺎس. -2اﻟﻌرف ""La coutume ﻴﻌد اﻟﻌرف ﻤﺼدر رﺴﻤﻲ اﺤﺘﻴﺎطﻲ ﺜﺎﻨﻲ ﺒﻌد ﻤﺒﺎدئ اﻟﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ أ -ﺘﻌرﻴف اﻟﻌرف "ﻫو اﻋﺘﻴﺎد اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺴﻠوك ﻤﻌﻴن ﻓﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻊ اﻋﺘﻘﺎدﻫم ﺒﺎﻟزاﻤﻴﺔ ﻫذا ﻟﺴﻠوﻛﻬم". ﻛﻤﺎ ﻋرف ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " :ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﻤن إطراد اﻟﻨﺎس ﻋﺎﻤﺔ، أو ﻓﺌﺔ ﻤﻨﻬم ﻋﻠﻰ اﺘﺒﺎع ﺴﻠوك ﻤﻌﻴن ﻟﻤدة طوﻴﻠﺔ ﻤﻊ اﻋﺘﻘﺎدﻫم ﺒﺈﻟزاﻤﻬﺎ وﺒﺄن ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﺘﺴﺘﺘﺒﻊ ﺘوﻗﻴﻊ اﻟﺠزاء اﻟﻤﺎدي". ب-أرﻛﺎن اﻟﻌرف ﻟﻠﻌرف رﻛﻨﺎن رﻛن ﻤﺎدي ورﻛن ﻤﻌﻨوي 26 اﻟرﻛن اﻟﻤﺎدي :ﻫو اﻻﻋﺘﻴﺎد ﻋﻠﻰ إﺘﺒﺎع ﺴﻠوك ﻤﻌﻴن واﻻﺴﺘﻤرار ﻓﻴﻪ ،وﻴﺸﺘرط ﻓﻴﻪ ﻤﺎﻴﻠﻲ: -اﻟﻌﻤوم ،ﻴﺠب أن ﺘﺸﻤﻝ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜﻝ اﻟﺴﻠوك اﻟﻤﺎدي ﻟﻠﻌرف أﻛﺒر ﻋدد ﻤن اﻟﻨﺎس ،وﻟﻴس ﻤن اﻟﻀروري أن ﺘﺸﻤﻝ اﻟﻘﺎﻋدة ﻛﻝ اﻟﻨﺎس ﺒﻝ ﻴﻛﻔﻲ ﻓﺌﺔ ﻤﺤدودة ﻤﻨﻬم ﻛﻔﺌﺔ اﻟﺘﺠﺎر أو اﻟﻤﺤﺎﻤﻴن. -اﻟﻘدم ،ﻴﺠب أن ﺘﻛون اﻟﻌﺎدة أو اﻟﺴﻠوك ﻗد ﻤر ﻋﻠﻰ إﺘﺒﺎﻋﻪ ﻤدة زﻤﻨﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘﻘر ﻫذا اﻟﺴﻠوك. -اﻟﺜﺒﺎت ،أن ﻴﻛون اﻟﺴﻠوك اﻟﻤطرد ﻤﻨﺘظﻤﺎ دون اﻨﻘطﺎع. ﻴﺠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌرف أن ﻴﺘﻘﻴد -أن ﻴﻛون ﻏﻴر ﻤﺨﺎﻟف ﻟﻠﻨظﺎم اﻟﻌﺎم أو اﻵداب اﻟﻌﺎﻤﺔ، ﺒﺄﺤﻛﺎم اﻟﻨظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺤﻛﺎم اﻟﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ وﻤﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻨون اﻟطﺒﻴﻌﻲ وﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ. اﻟرﻛن اﻟﻤﻌﻨوي :ﻫو ﺸﻌور اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﺨﺎطﺒﺔ ﺒﻪ ﺒﺎﻟزاﻤﻴﺘﻪ وﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺴﻴﺘﻌرﻀون ﻟﻠﺠزاء. ج -ﻤزاﻴﺎ اﻟﻌرف وﻋﻴوﺒﻪ ﻤزاﻴﺎ اﻟﻌرف -ﻴﺘﻤﺜﻝ دور اﻟﻌرف ﻓﻲ ﺴد اﻟﺜﻐرات ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺸرﻴﻊ. -ﻴﻌد اﻟﻌرف اﻟﺘﻌﺒﻴر اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋن إرادة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛوﻨﻪ ﻤﻨﺒﺜق ﻤﻨﻪ. ﻋﻴوب اﻟﻌرف -ﻴﻌد اﻟﻌرف ﺒطﻴﺊ اﻟﺘﻛوﻴن واﻟﺘطور. -ﻗواﻋد اﻟﻌرف ﻏﻴر ﻤﻛﺘوﺒﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺼﻌب اﻹﺤﺎطﺔ ﺒﻬﺎ. -اﺨﺘﻼف اﻟﻌرف اﻟﻤﺤﻠﻲ ﺒﺎﺨﺘﻼف اﻟﺠﻬﺔ ﻤﻤﺎ ﻴؤدي إﻟﻰ ﻋدم اﻟوﺤدة اﻟﻌرﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻟﻤرات. 27 د -اﻟﻔرق ﺒﻴن اﻟﻌرف واﻟﻌﺎدة اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﻌﺎدة " "L’usageﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋن اﻋﺘﻴﺎد اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﺘﺒﺎع ﺴﻠوك ﻤﻌﻴن ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻹطراد ،ﻓﺎﻟﻌﺎدة ﺒﻬذا ﻤﺠرد ﺴﻠوك ﻴﺘﺒﻌﻪ اﻷﻓراد ﻻﻴﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴدة اﻹﻟزام ﺒوﺠوب اﺤﺘراﻤﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺴﻠوك اﺨﺘﻴﺎري. وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﺨﺘﻠف اﻟﻌرف ﻋن اﻟﻌﺎدة اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤن ﺤﻴث اﻟﻌﻨﺎﺼر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -اﻟﻌرف ﻴﺘﻛون ﻤن رﻛﻨﻴن ﻤﺎدي وﻤﻌﻨوي ،أﻤﺎ اﻟﻌﺎدة اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺘﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ اﻟرﻛن اﻟﻤﺎدي ﻓﻘط. -ﻴﻔﺘرض اﻟﻌﻠم ﺒﺎﻟﻌرف ﻛوﻨﻪ ﻗﺎﻋدة ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ،أﻤﺎ اﻟﻌﺎدة اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻴﺘﻌﻴن اﻟﻌﻠم ﺒﻬﺎ ﻓﻼﺒد ﻤن إﻋﻼم اﻟﻨﺎس ﺒﺄﻨﻪ ﺘوﺠد ﻋﺎدة اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺤوﻝ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﺎ. -ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟذي ﻴﺘﻤﺴك ﺒﺎﻟﻌﺎدة اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ أن ﻴﺜﺒت وﺠودﻫﺎ ،أﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌرف ﻓﺘطﺒﻴﻘﻪ ﻟﻴس ﻤرﻫوﻨﺎ ﺒﺈﺜﺒﺎت وﺠودﻩ ،ﺒﻝ ﻴﻔﺘرض ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﻛون ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺒﻘواﻋدﻩ. -ﺘﺨﻀﻊ أﺤﻛﺎم اﻟﻌرف إﻟﻰ ﻤراﻗﺒﺔ اﻟﻤﺤﻛﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻫو اﻟﺸﺄن ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺸرﻴﻊ ،أﻤﺎ اﻟﻌﺎدة اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ واﻗﻊ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﺴﻠطﺔ اﻟﺘﻘدﻴرﻴﺔ ﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟﻤوﻀوع ﻤن ﺤﻴث وﺠودﻫﺎ وﻤن ﺤﻴث ﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ. ه -دور اﻟﻌرف ﻓﻲ ﻓروع ﺒﻌض اﻟﻘواﻨﻴن اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺘﺠﺎري ﻟﻌب اﻟﻌرف ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺘﺠﺎري دو ار ﻫﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﻨطﺎق اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺘﺠﺎري ﺤﻴث اﻟﻨﺼوص اﻟﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ ﻏﻴر ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤواﺠﻬﺔ اﻟﺘﻐﻴرات اﻟﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻟﻤﻌﺎﻤﻼت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺘﺴﺎرع وﺘﻨوع ﻓﺒرز اﻟﻌرف ﻟﺴد اﻟﻔراغ ﻟﻤواﺠﻬﺔ ﻤطﺎﻟب اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻟﻤﺘﺠددة. ﺘﻌﺘﺒر اﻟﺒﻴوع اﻟﺒﺤرﻴﺔ ،واﻟﺤﺴﺎﺒﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻴﺔ ،واﻻﺌﺘﻤﺎن اﻟﻤﺴﺘﻨدي اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺒرزت ﻓﻲ ﺘﻨظﻴﻤﻬﺎ ﻗواﻋد اﻟﻌرف. 28 اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم إن اﻟﻛﺜﻴر ﻤن اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﻴﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻤﺼدرﻫﺎ اﻟﻌرف اﻟذي اﺘﺒﻌﺘﻪ اﻟدوﻝ ﻓﻲ ﺘﻨظﻴم ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ. اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤدﻨﻲ ﻛﺜﻴ ار ﻤﺎﻛﺎن اﻟﻌرف ﻋﺎﻤﻼ ﻤﻌﺎوﻨﺎ ﻟﻠﺘﺸرﻴﻊ ﻤﻨظﻤﺎ أو ﻤﻔﺴ ار ﻟﻤواﻀﻴﻊ أﺤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟﻤدﻨﻲ. ﻗﺎﻨون اﻟﻌﻘوﺒﺎت ﻟﻴس ﻟﻠﻌرف دو ار ﻴذﻛر ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺌﻝ اﻟﻌﻘﺎﺒﻴﺔ ،وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻﻴﻤﻛن أن ﻴﻛون ﻤﺼد ار ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ اﺴﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﻗﺎﻋدة "ﻻﺠرﻴﻤﺔ وﻻﻋﻘوﺒﺔ أو ﺘدﺒﻴر أم ﺒﻐﻴر ﻗﺎﻨون". -3ﻤﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻨون اﻟطﺒﻴﻌﻲ وﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ ﺘﻌﺘﺒر ﻤﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻨون اﻟطﺒﻴﻌﻲ وﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ آﺨر ﻤﺼدر ﻤن اﻟﻤﺼﺎدر اﻟرﺴﻤﻴﺔ اﻻﺤﺘﻴﺎطﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون ،وﻴﻌرف اﻟﻘﺎﻨون اﻟطﺒﻴﻌﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻴﺴﻠم اﻟﻌﻘﻝ اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ اﻟﺴﻠﻴم ﺒﻀرورﺘﻬﺎ ﻟﺘﻨظﻴم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺒﻴن اﻷﻓراد ﻓﻲ أي ﻤﺠﺘﻤﻊ إﻨﺴﺎﻨﻲ. أﻤﺎ اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﺘﻌﻨﻲ ﻀرورة اﻟﺘﺴوﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﺘﺴﺎوﻴﺔ ،وﻀرورة اﺨﺘﻼف اﻷﺤﻛﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻻت ﻏﻴر اﻟﻤﺘﺴﺎوﻴﺔ ،أي أن اﻟﻌداﻟﺔ ﺒﻬذا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻲ اﻟﻤﺴﺎواة ﻓﻲ اﻟﺤﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴن اﻷﻓراد ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻨت ظروﻓﻬم واﺤدة ﻤﻊ اﻻﻋﺘداد داﺌﻤﺎ ﺒﺎﻟﺠﺎﻨب اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ وﻛذﻟك ﺒﺎﻟظروف اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺤﻴط ﺒﺎﻟﻔرد ﻓﻲ ﻛﻝ ﺤﺎﻟﺔ. وﺒﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎ ﺴﺒق إذا ﻟم ﻴﺠد اﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤﻼ ﻓﻲ اﻟﺘﺸرﻴﻊ أو ﻓﻲ اﻟﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ أو اﻟﻌرف ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻠزم ﺒﺎﺴﺘﻨﺒﺎط أﺤﻛﺎم ﻋﺎدﻟﺔ ﻤن ﻤﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻨون اﻟطﺒﻴﻌﻲ وﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ ﺤﻴث ﻴﻌﺘﺒر اﻟرﺠوع إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻤﺼدر ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ اﺠﺘﻬﺎد ﻤن اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻟﻠوﺼوﻝ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺒﺸرط أن ﻴﻛون ﻫذا اﻻﺠﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻨﺎﺒﻌﺎ ﻤن ﺘﻔﻛﻴر ﻤوﻀوﻋﻲ وﻟﻴس ذاﺘﻲ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ. اﻟﺤرﻴﺔ ،ﻤﺒدأ اﻹﻨﺴﺎن ﻤن ﻤﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻨون اﻟطﺒﻴﻌﻲ وﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ ﻛﺜﻴرة ﻨذﻛر ﻤﻨﻬﺎ: ﺒريء ﺤﺘﻰ ﺘﺜﺒت إداﻨﺘﻪ ،اﻷﺼﻝ ﻓﻲ اﻷﺸﻴﺎء اﻹﺒﺎﺤﺔ. 29 اﻟﻤﺤور اﻟﺜﺎﻨﻲ :اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻔﺴﻴرﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون ﺘﺘﻤﺜﻝ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻔﺴﻴرﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤراﺠﻊ اﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻌﻴن ﺒﻬﺎ اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻩ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﻐﺎﻤﻀﺔ أو اﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﺤﻴث ﻴﺴﺘرﺸد اﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺤﻛم اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﺘﺸرﻴﻊ اﻟذي ﻴﺘطﻠب ﺘوﻀﻴﺤﺎ. اﻟﻘﻀﺎء - 1 ﻴﻘﺼد ﺒﺄﺤﻛﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻤﺎ ﻴﺼدر ﻋن اﻟﻤﺤﺎﻛم ﻋﻠﻰ اﺨﺘﻼف درﺠﺎﺘﻬﺎ ﻤن أﺤﻛﺎم ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺘﻲ ﺘﻌرض ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘطﺒﻴﻘﺎ ﻟﻨﺼوص اﻟﻘﺎﻨون ،ﻓﺄﺤﻛﺎم اﻟﻤﺤﺎﻛم ﻟﻴﺴت إﻻ ﺘﻔﺴﻴ ار ﻟﻠﻘﺎﻨون ﻤن اﻟﻨﺎﺤﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. اﻟﻔﻘﻪ - 2 ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻟﻔﻘﻪ أراء رﺠﺎﻝ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻀﺎﻟﻌﻴن ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻘﺎﻨون ﻤن ﺨﻼﻝ ﻛﺘﺎﺒﺎﺘﻬم ودراﺴﺎﺘﻬم اﻟﻨظرﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﺘﻲ ﺘﻛﺸف ﻤزاﻴﺎ اﻟﻘﺎﻨون وﻤﺎ ﻴﺸوﺒﻪ ﻤن ﻋﻴوب وﻨﻘﺎﺌص. ﻻ ﺘﺸﻛﻝ دراﺴﺎت وآراء اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﺘﻲ ﺘﻌﺒر ﻋن وﺠﻬﺔ رأي ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺼد ار رﺴﻤﻴﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨون ﺴواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻤﺼدر رﺴﻤﻴﺎ أو اﺤﺘﻴﺎطﻴﺎ ،ﻏﻴر أن ﺘﻠك اﻵراء ﺘﺸﻛﻝ ﻤﺼد ار ﻤﺎدﻴﺎ ﻴﺴﺘﻠﻬم ﻤﻨﻪ اﻟﺤﻠوﻝ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﻘﻨﻨﻬﺎ اﻟﻤﺸرع ﻓﻲ ﺼﻠب اﻟﺘﺸرﻴﻊ ،وﻗد ﺘطﺒﻘﻬﺎ اﻟﻤﺤﺎﻛم وﺘﺘﺒﻨﻰ ﺘﻠك اﻟﺤﻠوﻝ ﻓﻲ اﺠﺘﻬﺎدات ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ. 30 اﻟﻤﺤﺎﻀرة اﻟﺨﺎﻤﺴﺔ :ﻨطﺎق ﺘطﺒﻴق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺒﻌد إﺼدار اﻟﻘواﻨﻴن وﻨﺸرﻫﺎ ﺘﺼﺒﺢ ﺴﺎرﻴﺔ اﻟﻤﻔﻌوﻝ وواﺠﺒﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴذ ﺤﻴث ﻴﻤﻛن ﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺌﻊ واﻷﺸﺨﺎص اﻟذﻴن ﺘﺘواﻓر ﻓﻴﻬم اﻟﺸروط اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻟﻛن اﻟﺴؤاﻝ اﻟﻤطروح ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺼدد ﻤن ﻫم اﻷﺸﺨﺎص اﻟذﻴن ﺘطﺒق ﻋﻠﻴﻬم ؟ وﻓﻲ أي ﻤﻛﺎن ﻴﺘم ﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ؟ اﻟﻤﺤور اﻷوﻝ :ﺘطﺒﻴق اﻟﻘﺎﻨون ﻤن ﺤﻴث اﻷﺸﺨﺎص اﻷﺼﻝ أن ﻴطﺒق اﻟﻘﺎﻨون ﺒﺎﻋﺘﺒﺎر ﻗواﻋدﻩ ﻋﺎﻤﺔ وﻤﺠردة وﻤﻠزﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ اﻷﺸﺨﺎص اﻟﻤﻘﻴﻤﻴن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺴواء ﻛﺎﻨوا وطﻨﻴﻴن أم أﺠﺎﻨب ،وﺴواء ﻛﺎﻨوا أﺸﺨﺎص طﺒﻴﻌﻴﻴن أم اﻋﺘﺒﺎرﻴﻴن وﻫذا ﻤﺎ ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻤدﻨﻲ ،ﻏﻴر أن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﺘرد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺴﺘﺜﻨﺎءات ﺴواء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم أو ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﺨﺎص. اﻻﺴﺘﺜﻨﺎءات أ -ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻴﻘﺼد ﺒذﻟك ﻤﺎﻴﻌﺘﺒر ﻤن ﻗﺎﻨون اﻟﻌﻘوﺒﺎت ،وﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻟﺠزاﺌﻴﺔ واﻟﻘ?