مقدمة في العلوم التربوية PDF
Document Details
Uploaded by FantasticBerkelium
كلية التربية النوعية
Tags
Summary
هذا المستند هو مقدمة في العلوم التربوية، يصف رؤية الكلية ورسالتها وغاياتها وأهدافها الاستراتيجية. ويقدم ملخصاً مقتضباً عن مفهوم التربية كنشاط اجتماعي ويوضح أهميته في تطور وتنمية الفرد. يتضمن أيضاً آراء بعض المفكرين في التربية.
Full Transcript
قسه العلىو الرتبىيُ واليفسًُ إعداد قسم العلوم التربوٌة والنفسٌة 1 رؤية الكلية التأهٌل للتمٌز المهنً واألكادٌمً والبحثً المستدام بما ٌحقق خرٌج قادر على المنافسة محلٌا وإقلٌمً...
قسه العلىو الرتبىيُ واليفسًُ إعداد قسم العلوم التربوٌة والنفسٌة 1 رؤية الكلية التأهٌل للتمٌز المهنً واألكادٌمً والبحثً المستدام بما ٌحقق خرٌج قادر على المنافسة محلٌا وإقلٌمً رسالة الكلية تهدف كلٌة التربٌة النوعٌة جامعة جنوب الوادي إلى إعداد خرٌج متمٌز ذو كفاءة مهنٌة وعلمٌة وبحثٌة قادر على تلبٌة متطلبات سوق العمل واحتٌاجات المجتمع والبحث العلمً بمستوى تنافسً متمٌز الغايات واألهداف االستراتيجية الغاٌات النهائٌة واألهداف االستراتٌجٌة: الغاٌة األولى :إعداد خرٌج متمٌز .أكادٌمٌا ومهنٌا :األهداف -1تحدٌث اللوائح والبرامج الدراسٌة الحالٌة طبقا لمتطلبات سوق العمل ولتحقٌق االعتماد المؤسسً للكلٌة -2تطوٌر أسالٌب التعلٌم والتعلم والتقوٌم -3رفع كفاء ة البنٌة التحتٌة التكنولوجٌة للكلٌة -4رفع كفاءة الموارد البشرٌة للعاملٌن بالكلٌة -5تقدٌم رعاٌة متمٌزة للطالب والطالب ذوى االحتٌاجات الخاصة الغاٌة الثانٌة :االرتقاء بمستوى جودة البحث العلمً 2 ثيبوبد انكتبة انكهيخ :انرتثيخ انىىعيخ انفرقخ :األوىل انتخصص :التربية الفنية -التربية الموسيقية -تكنولوجيا التعليم -اقتصاد منزلي تبريخ انىشر2225/2224 : عذد انصفحبد19 : املؤنفىن :قسم العلوم التربوية والنفسية 3 انفصم األول انعمهيخ انرتثىيخ 4 1 وشأح انرتثيخ كجدت التربية بإعتبارىا عممية اجتماعية – أك نشاطان اجتماعيان مع كجكد اإلنساف عمى كجو األرض كسط جماعة مف بنى جنسو يرتبط معناىا بعبلقات اجتماعية .إال أف ىذا النكع مف التربية كالذل يمكف تسميتو التربية غير المقصكد أك غير المدرسة فى مقابؿ التربية المقصكد أك المدرسية .ككانت األكلى تتـ عف طريؽ محاكاة أك تقميد األبناء الصغار لآلباء أك النبات لؤلميات كمشاركتيـ مناشطيـ الخاصة بيـ سكاء أكانت صيدان أـ التقاطان ،أـ زراعة فيما بعد ،كلقد كانت البنات يتعممف مف أمياتيف الميارات المختمفة المتمثمة فى إدارة البيت أك تنظيمو كترتبيو ...كما شابو ذلؾ ،كقد كانت التربية آنذاؾ لككنيا بسيطة بساطة المجتمع القائـ ،تتـ بالطرؽ البسيطة المناسبة لسد حاجات كأغراض اإلنساف البسيطة ،كما كانت خبرات اإلنساف أيضان غير معقدة كبسيطة ،األمر الذل أكجد معو نكع التربية المناسبة التى كانت تقكـ بيا األسرة كحدىا ،سكاء أكاف ذلؾ عف قصد أـ دكف قصد منيا ،كمع تقدـ الزمف كتطكر حياة اإلنساف كتحضرىا ،أخذت الحياة اإلنسانية فى التعقيد شيئان فشيئان ،كظيرت المغة التى ىى كسيمة التفاىـ كاالتصاؿ بيف بنى البشر ،كتككنت المعارؼ كنتجت الخبرات كالميارات عند اإلنساف ،األمر الذل استتبع ذلؾ نكعان مف التربية المقصكدة أك المدرسية ،كمع تعقد الحياة اإلنسانية كظيكر مناشط كحاجات إنسانية جديدة كالزراعة كالصناعة ،كما استتبعيا مف ميارات كخبرات ظير التخصص فى العمؿ ،إال أف التربية بكصفيا عممية تخصصية أسندت إلى بعض األفراد ممف أثبتكا قدرتيـ عمى تعميـ اآلخريف ،لكنيـ غير متفرقيف لمعممية التعميمية تفرغان كامبلن ،بؿ كانكا يأتكنيا بجانب أعماليـ كتخصصاتيـ المختمفة ،فظيرت فئة المعمميف كالمربيف نتيجة الحاجة إلى تعميـ الصغار ،كفى نفس الكقت نظ ار النشغاؿ الكالديف بالزراعة كنحكىا ،كلـ يكف لمتربية أك التعميـ مؤسسات اجتماعية أنشأىا المجتمع بغرض تنشئة كاعداد الصغار لمحياة االجتماعية ،كما لـ تكف ىناؾ جماعات متخصصة لتعميـ الصغار بؿ كاف يقكـ بيذه الميمة أعضاء الجماعة أنفسيـ أك بعض منيـ كجزء مف ممارسة نشاطاتيـ كأعماليـ المختمفة آنذاؾ ،كمع التطكر المستمر فى أساليب حياة الجماعات اإلنسانية ،كتعقد الحاجات كاألغراض ظيرت الحاجة الممحة إلى كجكد المدارس كالمؤسسات التعميمية تعبي ارن عف حاجات المجتمع كتمبية ألغراضو ،كتعقدت شيئان فشيئان المناىج الدراسية تبعان لتعقيد الحياة االجتماعية نفسيا كتعقد المطالب كالحاجات كتنكعيا ،كاف كانت التربية باعتبارىا عممية اجتماعية أك نشاطان اجتماعيان قد ظيرت مع ظيكر كجكد أبك مراد الشيرل ،المبادئ العامة لمتربية ،خميس -1محمد سعد القزاز كصالح عمى 5 مشيط :دار جرش لمنشر كالتكزيع 1989 ،ـ . اإلنساف باعتباره عضكان فى جماعة إنسانية ،إال أف التربية باعتبارىا عممان مف العمكـ التطبيقية لو أسسو كأصكلو كمناىجو لـ يظير إال حديثان كرغـ ظيكرىا عمى ىذا النحك إال أف ىذا العمـ سانده مجمكعة مف العمكـ األخرل كقامت عمى أكتافيا . مفهىو انرتثيخ : تتعدد اآلراء حكؿ مفيكـ التربية ،كيختمؼ الناس حكليا ،كمرجع ذلؾ كمرده يكمف فى االختبلؼ حكؿ مكضكع التربية ،كأيضان فيـ الطبيعة اإلنسانية ،كالذل يعكد فى المقاـ األكؿ إلى االختبلؼ فى الفمسفات أك البنات الثقافية التى تتميز كتتبايف بتبايف القكل كالعكامؿ المؤثرة مف فمسفية كثقافية كاجتماعية كدينية ......ىكذا ،كالتربية تعتبر ظاىرة اجتماعية ،ذلؾ ألنيا ال تتـ فى فراغ أك دكف كجكد المجتمع ،إذ ال كجكد ليا إال بكجكد المجتمع ،كفضبلن عف ذلؾ فإف كجكد اإلنساف الفرد المنعزؿ عف مجتمعو أك جماعتو ال يمكف تصكره إذ أنو مستحيؿ بؿ خرافو ،كالتربية فى كؿ أحكاليا ال تيتـ بالفرد منعزال عف المجتمع ،بؿ ييتـ بالفرد كالمجتمع معان كفى كقت كاحد كمتزامف مف خبلؿ اتصاؿ الفرد بمجتمعو كتفاعمو معو سمبان كايجابان ،كيقدر اختبلؼ المجتمعات كتباينيا تختمؼ التربية فى أنكاعيا كمفيماتيا كأىدافيا كطرقيا ،كالسبب فى ذلؾ فعؿ كتأثير القكل الثقافية التى تؤثر فى كؿ مجتمع عمى حدة كاألمر يتضح جميان إذا سممنا أف لكؿ مجتمع إنسانى قيمو كمعاييره كأىدافو التى ينشدىا كتعبر عنو كيعمؿ جاىدان عمى تحقيقيا بطرقو ككسائمو الخاصة بو كالتى تتناسب معو كارتضاىا كذلؾ مف خبلؿ أفراده كلبناتو المككنة لو . املعىن انهغىي ملفهىو انرتثيخ : يعنى مفيكـ التربية Educationفى المغة العربية :التنمية كالزيادة فيقاؿ مثبل :رباه بمعنى نماه ،كمعنى ربى فبلف فبلنان أل غذاه كنشأة كربى بمعنى نمى قكاه الجسدية كالعقمية كالخمقية كالعقيدة ،أل أف كممة ربى كتربى تستخدـ بمعنى نشأ كتغذل ،كربا الشئ ( بفتح الراء كالباء ) ،كرباه ،تستخدـ بمعنى زاده كنماه كأربيتو تأتى بمعنى نميتو ، كتعكد كممة تربية فى أصكليا المغكية إلى ثبلثة معاف ،كىى كاألتى : المعنى األكؿ :ربا كربى كرب ،األصؿ فييا ربا يربك بمعى نما ينمك 6 المعنى الثانى :ربى ،يربى ،بمعنى نشأ كترعرع . المعنى الثالث :رب ،يرب ،تأتى بمعنى أصمحو كتكلى أمره ،كساسو ،كقاـ عميو بالرعاية . املعىن االصطالحي ملفهىو انرتثيخ : ال يخرج المعنى االصطبلحى عادة عف المعنى المغكل ،كال يبعد عنو بؿ عادة يزيد عميو معنى كظيفيان ،فإذا كاف المعنى المغكل لمكممة ال يزيد عف الزيادة كالتنشئة كالنمك ،فإف المعنى االصطبلحى يستخدـ التربية كينظر إلييا باعتبارىا تنمية كزيادة الكظائؼ الجسمية كالعقمية كالخمقية كالعقيدية كاالجتماعية كالجمالية كالتركيحية ....الخ لدل الكائف البشرل – اإلنساف – لكى تبمغ كماليا كرقييا كتماميا ،كال يتـ ذلؾ إال عف طريؽ التدريب كالتثقيؼ كالتيذيب كاالستمرار باإلضافة إلى الطكاعية أك القابمية ، كتشير أكثر استخدامات مفيكـ أك مصطمح التربية إلى التنشئة االجتماعية Socializationكالتدريب الفكرل كاألخبلقى كنمك القكل العقمية كاألخبلقية كتطكرىا كرقييا عف طريؽ التمقيف المنظـ سكاء أتـ ىذا فى المدارس أك فى منظمات أك مؤسسات أك دكر أخرل تتكلى عممية التربية طكاؿ اليكـ ،كيأتى البيت فى مقدمة كؿ ما سبؽ . إف التربية عممان فى يبحث فى أصكؿ التنمية البشرية كمناىجيا كطرقيا كأيضان أىدافيا الكبرل ،كيصح ىذا إذا قمنا أف التربية عممية اجتماعية أك ظاىرة اجتماعية تخضع لما تخضع لو الظكاىر األخرل فى نمكىا كتطكرىا كتغيرىا ،كاذا كاف البعض يرل أف مكضكع التربية ينحصر فى المعرفة Knowledgeفإف التركيز ىنا يككف عمى الجانب العقمى لئلنساف دكف سكاء مف الجكانب األخرل المتعددة ،كيعتبر ىذا المفيكـ لمتربية قاص ارن ،كذلؾ لقصكره عمى جانب مف جكانب نمك اإلنساف دكف سكاء ،كيرل البعض أف التربية Educationمرادفة لمتعميـ Learningكمساكية لو .كىذا المفيكـ ضيؽ كخاطئ فى نفس الكقت ،خاصة إذا عممنا أف التعميـ يقصد بو نقؿ معرفة أك معمكمات أك مجمكعة خبرات مف فرد متعمـ ،كىك فى العممية التعميمية " المعمـ " أك المدرس ،أك " المرسؿ " إلى فرد آخر لـ يتـ تعميمو بعد ،أك لست لديو الخبرة أك المعمكمات أك المعرفة العممية ،ىك " التمميذ " أك المتمقى أك المتعمـ أك " المستقبؿ " بكسر الباء ،كيعتبر ىذا المفيكـ لمتربية خاطئان كغير دقيؽ ،خاصة إذا عممنا أف 7 التربية – كما سبؽ – ال تنصب عمى الجانب العرفى لئلنساف أك جانب المعمكمات النظرية التى يحتكييا المنيج أك المقرر الدراسى فقط. كىناؾ مف يرل أف التربية تيتـ بالجانب االخبلقى أك التيذيبى ،أك تككيف خمؽ اإلنساف كتيذيبو كتشذيبو كتثقيفو ...كبذلؾ يككف مكضكع التربية أخبلقيان فقط ،كىذه نظرة جزئية مف زاكية كاحدة ،كذلؾ لقصكرىا عمى الجانب األخبلقى فى اإلنساف ،ككأنو ليس إال أخبلقان فقط بغض النظر عف الجكانب األخرل فيو ،إف التربية فى حقيقة أمرىا تشمؿ كؿ جكانب نمك اإلنساف ،إنيا تنظيـ لمقكل كالقدرات البشرية لدل الكائف البشرل ،تنظيمان يضمف لو التصرؼ كالتكيؼ كالتأقمـ كالتكافؽ مع بيئتو االجتماعية .خاصة كأف التربية تيتـ بتدريب قكل الفرد كتكجيو الكجو السميمة كالمناسبة مف أجؿ أف يكسب عادات عقمية كميارات نافعة كمفيدة ،أنيا تعنى التكجيو الشامؿ كالكامؿ لمحياة االجتماعية القائمة بالفعؿ . آراء ثعض املرثني فً انرتثيخ : -يرل سقراط :الفيمسكؼ اليكنانى ( 399 – 469ؽ.ـ ) :أف التربية تبدد الخطأ تتكشؼ عف الحؽ . -أما أفبلطكف :تمميذ سقراط ،الذل عاش فى الفترة مف ( 346 – 427ؽ.ـ ) : يفى أف الغرض مف التربية ىك إمداد كؿ مف الجسـ كالعقؿ بما يمكف مف الكماؿ كالجماؿ . -أما أرسطك :تمميذ أفبلطكف ( 322 – 374ؽ.ـ ) :فيرل أف كظيفة التربية ىى إعداد العقؿ لكسب العمـ كما تعد األرض لمنبات كالزرع. -أما ماكستر ) 1611 – 1531 ( :المربى االنجميزل فيرل أف الغاية مف التربية تتحدد فى تنمية العقؿ كالجسـ . -أما جكف ممتكف ) 1674 – 1618 ( :الفيمسكؼ االنجميزل فيرل أف التربية الصحيحة الكاممة ىى التى تؤىؿ المرء لمقياـ بأل عمؿ ،خاصان كاف أك عامان بميارة فائقة كاخبلص تاـ فى حالة السمـ كالحرب عمى السكاء . 8 -أما جاف جاؾ ركسك ) 1778 – 1712 ( :فيرل أف التربية ىى التى تزكدنا بما لـ يكف عندنا كقت الكالدة ،كلكننا فى حاجة إليو عند الكبر . -أما كانت ) 1814 – 1724 ( :الفيمسكؼ األلمانى فيرل أف أعظـ سر فى بمكغ الطبيعة اإلنسانية درجة الكماؿ ينحصر فى التربية . -أما " بستالكتزل " ) 1827 – 1746 ( :فيرل أف المعنى الحؽ لمتربية ىك بمكغ النمك المنسجـ لمفرد فى محيط ثقافة الجماعة التى يعيش فييا ،كأف أحسف خدمة يقدميا إنساف إلنساف مثمو ىى تعميمو كيؼ يعيش ....كما يرل بستالكتزل أف التربية ىى النمك المنسجـ لكؿ قدرات الفرد كاستعداداتو . -أما ىربارت ) 1841 – 1776 ( :فيرل أف الغرض الحقيقى لمتربية ينحصر فى رقى األخبلؽ اإلنسانية . -أما فركيؿ المربى األلمانى ) 1652 – 1782 ( :الذل تأثر بآراء جاف جاؾ ركسك ،فيرل أف اليدؼ مف التربية ىك الحصكؿ عمى اإلنساف الكامؿ . -أما ىربرت سبنسر ) 1913 – 1821 ( :فيرل أف التربية ىى إعداد الفرد لمحياة الكاممة . -أما جكف ديكل ) 1952 – 1859 ( :فيرل أف التربية ىى الحياة كليست مجرد إعداد لمحياة ،كيرل أف التربية عممية نمك ،كعممية تعمـ ،كعممية بناء مستمر لمخبرة . -أما اإلماـ الغزالى 451 ( :ىػ 515 -ىػ ) فيرل أف الغرض بطمب العمكـ ىك التقرب مف اهلل عز كجؿ دكف الربانية كالمباىاة كالمنافسة ،كيقكؿ فى ىذا المعنى :إذا نظرت إلى العمـ رأيتو لذيذان فى نفسو ،فيككف مطمكبان لذاتو ،ككجدتو كسيمة إلى الدار اآلخرة كسعادتيا ،كذريعة إلى القرب مف اهلل تعالى ،كال يتكصؿ إال بو ،كأعظـ األشياء رتبة فى حؽ اآلدمى السعادة األبدية ،كأفضؿ األشياء ما ىك كسيمة إلييا كلف يتكصؿ إلييا إال بالعمـ كالعمؿ ،إف الغرض مف التربية فى نظر اإلماـ الغزالى يتجمى فى قكلو :إف العمـ عبادة القمب كصبلة السر كقربة الباطف إلى اهلل ....كالتربية فى رأيو ىى إخراج األخبلؽ السيئة كغرس األخبلؽ الحسنة . 9 -أما العبلمة ابف خمدكف ( 732ىػ 1332 -ـ – 818ىػ 1416 -ـ ) فيرل أف التربية تستيدؼ غرضيف : ( )1الغرض الدينى ،كيقصد بو العمؿ لآلخرة حتى يمقى العبد ربو كقد أدل ما عميو مف حقكؽ . ( )2الغرض العممى الدنيكل ،كىك ما تعبر عنو التربية الحديثة بالغرض النفعى أك اإلعداد لمحياة . طجيعخ انعمهيخ انرتثىيخ : ليست التربية مرادفة لمتعميـ ،كأيضان ليست مرادفة لممعرفة أك األخبلؽ أك التيذيب ، كلما كانت التربية عممية مستمرة تتناكؿ شخصية الكائف البشرل مف الميد إلى المحد ، فيى أيضان عممية شاممة ،تشمؿ جكانب الفرد كميا دكف زيادة أك تحيز لجانب أك تقصير فى جانب آخر ،إنيا ال ترجع جانبان مف جكانب الشخصية اإلنسانية عمى حساب جانب آخر .إف ىدؼ العممية التربكية ينحصر فى تغيير الفرد لينمك كيتغير سمككو ، كى يسيـ فى نمك كتغيير كتطكير مجتمعو الذل يعيش فيو ،تغيي ارن نحك حياة أفضؿ ، كالتربية عممية تكيؼ اإلنساف كانسجامو مع بيئتو ما أمكف ذلؾ ،كىى تمثؿ الحصيمة الكمية التحاد الخبرات البشرية التى تشكؿ ما يسمى الشخصية ،فتبدك متطكرة مستمرة . كاذا كانت التربية عممية اجتماعية ،أك ظاىرة اجتماعية كجدت مع كجكد اإلنساف ، فيى أيضان كفى نفس الكقت عممية إنسانية أك ظاىرة إنسانية مكضكعيا اإلنساف .... إنيا ال تتـ إال بكجكد اإلنساف ،كال تككف إال فى ضكء نظاـ اجتماعى ،كىى بالتالى تشتؽ أىدافيا كفمسفتيا كطرائقيا مف المجتمع الذل تكجد فيو ،فيى رىينة المجتمع كمعبرة عف.كلما كاف المجتمع عبارة عف مجمكعة مف الناس يعيشكف فى مكاف كاحد تتـ ينيـ عبلقات اجتماعية كمعامبلت ،كتبادؿ منافع ،فإنو يمزـ أف يجمعيـ كحدة اليدؼ ،كذلؾ ألنيـ أدرككا ما بينيـ مف صبلت كعبلقات كركابط قكية ،كما أنيـ أدرككا ضركرة كفائدة الكجكد المشترؾ كاالتحاد الذل يتبادلكف فى إطاره دفع الضرر ،كتحقيؽ أكبر قدر مف النفع كالخبر ليـ ،إف ىذا المجتمع بيذه الصكرة ،كىذه المنافع كالعبلقات المتبادلة بيذا الشكؿ إف دلت عمى شئ تدؿ عمى أف اإلنساف الفرد ضعيؼ بنفسو كىك دائـ االحتياج ألفراد بنى جنسو ،كال يستطيع أف يمبى كؿ حاجاتو كمتطمباتو كأغراضو بمفرده كدكف عكف مف اآلخريف ،فيك فى حاجة دائمة اآلخريف مف بنى جنسو ،كىـ 11 بنفس الدرجة ،كفى نفس الكقت فى حاجة إليو ،بحسب كؿ فرد فى المجتمع كأدكار األفراد ككظائفيـ . خصبئص انرتثيخ : لمتربية عدة خصائص يمكف أف نذكر منيا ما يمى : – 1انرتثيخ عمهيخ إوضبويخ : تعتبر التربية عممية تشكيؿ أفراد إنسانييف ،كاعداد أك تكيؼ لؤلفراد ،إنيا نتاج التفاعؿ بيف المرسؿ كالمستقبؿ ،بيف الكالد كاألبناء ،أك بيف المعمـ كالمتعمميف أك بيف الكبير كالصغير ،إنيا عممية تفاعؿ مستمر بيف اإلنساف كاإلنساف فى بيئة طبيعية كاجتماعية . كاإلنساف ىك المخمكؽ الكحيد يستطيع أف يكتسب تربية أك تدريبات كميارات كمعمكمات كقيمان ،كبالتالى يستطيع أف ينقميا بدكره إلى جيؿ آخر مف بنى جنسو . كرغـ أف ىناؾ إمكانية تدريب بعض الحيكانات عمى حركات رياضية معينة ،إال أف ىذه الحيكانات مف قردة كدببة كغيرىا ال تستطيع أف تنقؿ الحركات كالرياضيات التى تدربت عمييا إلى غيرىا مف بنى جنسيا ،بؿ ىى ال تتعدل التقميد كال تستطيع أف تضيؼ جديدان لما تدربت عميو ،بينما اإلنساف يستطيع أف يتعدل ما تدرب عميو كينقؿ ما تعممو عف طريؽ التقميد كالمحاكاة مف غيره إلى أفراد آخريف ،فيك كائف مبتكر ال يتكقؼ نشاطو عند حد التقميد كالمحاكاة إذ لديو القابمية لمتعمـ ،إنو سيد الكائنات عمى األرض كأرقاىا ،كسبحاف مف خمؽ فسكل كقدر فيدل . – 2انرتثيخ وصيهخ نجقبء اجملتمع اإلوضبوً : يترتب عمى الخاصية األكلى لمتربية كىى ككنيا عممية إنسانية ،أنيا أيضان كسيمة لبقاء المجتمع اإلنسانى ،إذ يستمر كجكد اإلنساف – الكجكد االجتماعى – مف خبلؿ تفاعمو كاحتكاكو ببيئتو الطبيعية كاالجتماعية ،كذلؾ مف خبلؿ نشاطاتو المختمفة فى بيئة كتأثره بيا ،ثـ تأثيره فييا فيما بعد ،بؿ كسيطرتو عمييا ،إف استمرار الحياة االجتماعية ،يعنى استمرار التكيؼ بيف اإلنساف كبيئتو ،تضـ الجماعة اإلنسانية صغا ارن غير ناضجيف فى حاجة إلى خبرات الكبار ،كما تضـ الكبار الناضجيف أصحاب الخبرات كالتجارب ،كلما كانت حياة اإلنساف قصيرة ميما طاؿ عميو األمد كميما طاؿ عمره أك قصر ،كلكى تستمر الحياة كيبقى المجتمع ،فإنو البد لو مف نقؿ خبرات الكبار الناضجيف كتجاربيـ إلى الصغار ...كمعنى ىذا أف قصر عمر اإلنساف كضعؼ 11 تككينو ليؤكد ضركرة التربية ،بؿ كضركرة نقؿ التراث كالخبرات كالتجارب مف الكبار إلى الصغار مف أفراد المجتمع اإلنسانى .كمعنى ىذا أف أل مجتمع إنسانى يكتب لو الفناء كاالضحبلؿ بقدر ما ينصرؼ الكبار مف أفراده عف الصغار ،كال يعطكنيـ أك يزكدنيـ مف خبراتيـ فى الحياة ،كتعتبر عممية نقؿ عادات كتقاليد ،كاتجاىات الكبار كأنماط أك أنكاع تفكيرىـ إلى الصغار تعد أحد عكامؿ بقاء المجتمع اإلنسانى ،كزيادة عمى ذلؾ فإف عممية نقؿ الخبرة مف جيؿ إلى جيؿ ال تنتيى أبدان إال بفناء المجتمع اإلنسانى ، كذلؾ مما يضمف لممجتمع اإلنسانى استمرار كالدكاـ. – 3انرتثيخ وصيهخ اتصبل وتىميخ نألفراد : ال يعتمد بقاء المجتمع اإلنسانى عمى نقؿ نمط الحياة عف طريؽ اتصاؿ الكبار بالصغار أيان كاف نكع ىذا االتصاؿ ،كانما يككف دكاـ المجتمع اإلنسانى باالتصاؿ الذل يؤكد المشاركة فى المفاىيـ كالتشابو أك التكافؽ فى المشاعر اإلنسانية ،إف االتصاؿ اإلنسانى المرغكب فيو ىك ما يتـ بيف اآلباء كاألبناء ،كأيضان بيف المعمميف كالمتعمميف أك المدرسيف كالتبلميذ أك المرسميف كالمستقبميف ،ككذلؾ بيف الرئيس أك المدير كالمرؤسيف ...كىكذا ،كلكى نضمف كجكد عبلقات إنسانية ايجابية ذات أثر تربكل مرغكب فيو بيف أعضاء المجتمع الكاحد ،فإف الحياة االجتماعية التى يحياىا أفراد ىذا المجتمع ال تتطمب الستمرارىا كدكاميا أك زكاليا التدريس كالتعميـ كالتمقيف أك عدمو ، كانما تتطمب التربية – كىى أشمؿ مف التعميـ – كذلؾ ألنيا تزيد الخبرة كتكلد االحساس بالمسئكلية كتكجو االىتمامات فتتبلقى االتجاىات فى طريؽ كاحد . – 4انرتثيخ عمهيخ اجتمبعيخ : ال تتـ التربية فى فراغ – بعيدان عف المجتمع – بؿ يمزـ لحدكثيا كجكد مجتمع إنسانى ككجكد أفراد آدمييف ،كذلؾ ألف غاية التربية فى أل مجتمع ىى إعداد المكاطف الصالح ،ككممة صالح كممة فضفاضة ،كاسعة المعنى ،فالمكاطف يككف صالحان لمجتمع ما ،بقد كبحسب تنشئتو االجتماعية أك تطبيعو االجتماعى أك أخذه مف مجتمعو بحسب فمسفة مجتمعو ،أل بحسب الكجية أك الرؤية أك المعتقد السائد ، كالذل يختمؼ باختبلؼ المجتمعات بعضيا البعض ،كلما كاف لكؿ مجتمع إنسانى نظمو كقكانينو كدساتيره ،كأىدافو التى ينشدىا كيعمؿ مف أجؿ تحقيقيا كالكصكؿ إلييا بكسائمو المناسبة كالممكنة ،فإف التربية فى ىذا ال تزيد عف ككنيا كسيمة أك أداة مف أدكات المجتمع التى تعمؿ عمى تنشئة أفراد ،كتضمف تكيفيـ معو ،إف التربية ىى األداة أك الكسيمة الناجحة لجعؿ الفرد اآلدمى يتحكؿ مف مجرد كائف بيكلكجى إلى كائف 12 حى اجتماعى لو صفاتو كسماتو كخصائصو االجتماعية التى اكتسبيا مف مجتمعو نتيجة تفاعمو معو كتأثره بو . – 5انرتثيخ عمهيخ مضتمرح : يستمر تشكيؿ األفراد اآلدمييف طكاؿ فترة حياتيـ ،كتعتبر فترة تشكيؿ الطفؿ أقكل كأعمؽ فى فترة الطفكلة التى حددىا عمماء النفس بالسنكات الخمس األكلى مف حياة الطفؿ ،إال أف ىذا ال يعنى أف التشكيؿ ال يستمر حتى نياية حياتو ،كيختمؼ عمؽ ىذا التشكيؿ مف مرحمة إلى مرحمة أخرل لكنو ال يتكقؼ ،ما داـ اإلنساف الفرد يعيش كيتفاعؿ مع جماعة مف بنى جنسو ،أف استمرارية عممية التربية تحتـ عمى الفرد أف يتزكد بالمعرفة كالخبرات كالميارات المتجددة كالمبلئمة لطبيعة المرحمة ،كالعصر الذل يعيش فيو ،كذلؾ لضماف تكاجده كمشاركتو نشاطات جماعتو ،إف التربية بكصفيا عممية مستمرة تضمف لمفرد أال ينقطع عف التعميـ عند سف معيف ،بؿ يستمر الفرد فى طمب العمـ حتى نياية عمره أف أنيا تبدأ معو مف الميد كتنتيى بالمحد . – 6انرتثيخ تعمم عهً تكىيه االجتبابد انضهىييخ : ينعكس األثر التربكل لمبيئة االجتماعية التى يحياىا اإلنساف فيظير ذلؾ األثر فى شخصية مف خبلؿ اتجاىاتو العقمية كالعاطفية أيضان ،كما يظير أيضان أثر البيئة االجتماعية فى تحديد أنماطو السمككية . كأما كانت البيئة تعرؼ بأنيا كؿ ما يحيط باإلنساف مف عكامؿ تؤثر فيو كيتفاعؿ معيا ،فيى بذلؾ تعتبر المجاؿ الحيكل لئلنساف الذل يتـ فيو التربية ،كلذلؾ تتطمب البيئة مكاقؼ بحسبيا ،يعنى ىذا أف الكسط أك البيئة التى يعيش فييا اإلنساف تدفعو دفعان التخاذ أسمكب معيف فى العمؿ كالحياة ،كمف خبلؿ ىذا الكسط يكتسب اإلنساف مف خبلؿ بيئتو أك كسطو اتجاىات سمككية تظير مف خبلؿ نشاطاتو كتفاعبلتو كتعاممو مع األفراد اآلخريف ،كلما كانت التربية عممية أك نشاطان اجتماعيان ،فإنيا كذلؾ عممية تعمـ أنماط سمككية مكجكدة فى البيئة ،كتختمؼ باختبلؼ البيئات كتنكعيا ،كؿ بيئة أك كسط بحسب الفمسفة التربكية كالقيـ الفكرية كالعقمية كاالجتماعية كاألخبلقية السائدة ، بحسب دينو كأىدافو كمقاصده ككسائؿ تحقيؽ ىذه األىداؼ . – 7انرتثيخ عمهيخ منى شبمم ومتكبمم جلميع جىاوت اإلوضبن : 13 ال يقصد بالنمك أك الزيادة فى جميع جكانب اإلنساف النمك أك الزيادة الكمية فى الكزف مثبلن أك العدد ،بقد ما يقصد بيا الزيادة النكعية أك الكيفية أيضان فى نفس الكقت ،إف التربية عممية نمك أك زيادة شاممة ،كمتكاممة لمفرد أك لمكائف البشرل فى مختمؼ جكانبو الجسيمة كالعقمية كالنفسية كالدينية كاألخبلقية كالمعرفية كالميارية ،كالسمككية ، كالجمالية كالتركيحية ....الخ ،كؿ ىذا يتـ كفؽ البيئة االجتماعية ككفؽ فمسفة حياة كرؤية تختمؼ باختبلؼ المجتمعات كالمعتقدات كاالتجاىات ،إف ىدؼ التربية ىك النمك الذل يؤدل إلى مزيد مف النمك فى جكانب كمجاالت اإلنساف المتعددة .كلما كانت التربية عممية مستمرة مف الميد إلى المحد ،فإف النمك بالتالى مستمر باستمرار كجكد اإلنساف الذل ىك جكىر العممية التربكية كمكضكعيا . نستند عممية التربية أك عممية النمك المتكامؿ كالشامؿ عمى دعامتيف أك ركيزتيف أساسيتيف كىما : الركيزة األكلى :ضعؼ الكليد البشرل ،كحاجتو الدائمة إلى اآلخريف مف بنى جنسو الركيزة الثانية :مركنة كطكاعية الكليد البشرل ،كعدـ جمكده أك تحجر ،كقابميتو لمتشكيؿ أك التمكيف كالتعديؿ فى سمككو ،أك التغيير بحسب فمسفة مجتمعو كأىدافو ككسائؿ تحقيؽ ىذه األىداؼ .... وظبئف انرتثيخ : إف كظائؼ التربية تتمثؿ فى نقؿ األنماط السمككية مف المجتمع إلى األفراد كتتعدد كظائؼ التربية كنذكر منيا ىذه النقاط : – 1انرتثيخ عمهيخ وقم تراث ثقبفً : تعمؿ التربية عمى نقؿ التراث الثقافى مف جيؿ إلى جيؿ ،كبمعنى أدؽ مف جيؿ الكبار إلى جيؿ الصغار ،أك مف جيؿ المعمميف إلى جيؿ المتعمميف ،أك مف جيؿ اآلباء إلى جيؿ األبناء ،أل أف التربية تعمؿ عمى نقؿ التراث الثقافى مف أجياؿ سابقة إلى أجياؿ الحقة ،كىذه الكظيفة تعتبر مف أىـ كظائؼ التربية ،إذ أف النقؿ الثقافى يصاحبو شئ مف التغيير كالتعديؿ أك الحذؼ كاإلضافة ،فيى أل التربية مف خبلؿ ىذه الكظيفة تنمى التراث الثقافى كتطكره كتعدلو كتحسنو كتيذبو . إف اكتساب الخبرات المتزايدة بالنسبة لمجيؿ السابؽ ،كاكسابيا لمجيؿ البلحؽ ، كأساس لنمك األنظمة االجتماعية كتعديميا كتطكرىا يعد أيضان مف كظائؼ التربية . – 2انرتثيخ عمهيخ تزويذ انفرد مبىاقف صهىييخ : 14 كتظير كظيفة التربية مف خبلؿ دكرىا فى المجتمع حيف تعمؿ عمى تزكيد الفرد كاكتسابو الخبرات االجتماعية كالتربكية التى تثير كتنمى قدراتو االبتكارية كتفكيره النشط المتجدد ،المتطمع لمستقبؿ أفضؿ ،كذلؾ حياتو الحاضرة كمكاقفو الراىنة :كعادة ما تتبع مكاقؼ اإلنساف السمككية – المختمفة باختبلؼ األفراد – مف خبلؿ القيـ كالمعتقدات كالنظـ كالعادات كالتقاليد ،كالمكركثات المختمفة لكؿ مجتمع مف المجتمعات اإلنسانية . – 3انرتثيخ عمهيخ وقم تراث حضبري : كذلؾ مف خبلؿ االختراعات كاالبتكارات الحديثة ،يتـ ىذا بشكؿ منظـ مدركس ،كما تعمؿ التربية عمى نشر األفكار كالمفاىيـ الجديدة ،كأيضان تساعد فى استخداـ معطيات الحضارة الحديثة ،كتسخرىا لخدمة الفرد . – 4انرتثيخ عمهيخ تكيف انفرد مع ثيئته : إذا كانت التربية عممية اكتساب الفرد لخبرات اجتماعية ،فما البيئة أك الكسط االجتماعى إال مساعد كمييئ لذلؾ ،كلما كاف الطفؿ يتفاعؿ مع أقرانو كزمبلئو فى المعب ،فإنو مف خبلؿ لعبو كنشاطاتو المختمفة يشبع حاجاتو االجتماعية ،ككذا العقمية كالجسمية ،كالنفسية ...كغيرىا إف الطفؿ فى حاجة ماسة إلى أف يتكافؽ أك يتكيؼ مع رفاقو كزمبلئو كذلؾ بيدؼ االندماج معيـ كاالنتماء لجماعة كاحدة ،كمف الجماعة ينتقؿ االندماج كاالنتماء إلى المجتمع ،بؿ كالحياة بصفة عامة ،ينضـ الطفؿ إلى جماعة ما لكى يشعر باالنتماء كاالنطكاء لجماعو مف جنسو ،كبالتالى يشعر باألمف كاألماف كاالستقرار ،كيقؿ عنده التكتر كالقمؽ النفسى .كتعتبر عممية االنتماء لمجماعات اإل نسانية جد ميمة فى بناء المجتمعات كتماسكيا ،إذ مف خبلؿ العممية يتـ نقؿ التراث الثقافى مف جيؿ إلى جيؿ ، ىذا باإلضافة إلى أنو مف خبلؿ ىذه العممية أيضان يتـ تكيؼ الفرد مع الجماعة التى ينتمى إلييا مف خبلؿ بيئتو ككسطو االجتماعى ،كاذا قمنا أف التربية عممية تكيؼ أك مكائمة بيف الفرد كبيئتو فإنو ينبغى اإلشارة إلى أف ىذه المكائمة مستمرة مدل حياة الفرد ،كذلؾ تبعان لممكاقؼ التى يتعرض ليا ،كالشئ الذل ال يمكف أف ينكر أك أف نغض الطرؼ عنو ىك أف التربية عممية تكتسب كليست عممية كرائية يرثيا األفراد ،كفؽ قكانيف الكراثة كانما ىى مجمكعة مف الخبرات كالميارات كاالتجاىات المكتسبة ، المتعممة ،يكتسبيا اإلنساف مف خبلؿ تكاجده مع غيره مف بنى جنسو ،كتفاعمو مع البيئة االجتماعية التى يعيش فييا ،كال يتـ ذلؾ كال يككف إال عف طريؽ المكائمة أك 15 التكيؼ مع البيئة ،ىذا التكيؼ أك التكافؽ بالنسبة لمفرد مع بيئتو عف طريؽ مباشر أك غير مباشر أيضان عف طريؽ اشتراؾ الفرد فى الحياة االجتماعية الكاعية ،كباستمرار ىذه المشاركة كاتصاليا أك تكاصميا تتشكؿ عادات كمفاىيـ كاتجاىات كقيـ الفرد الفكرية كالخمقية كاالجتماعية ،كالتى ىى بمثابة محصمة الخبرات اإلنسانية كالتى فى النياية تشكؿ شخصية الفرد. – 5انرتثيخ عمهيخ ايتضبة نهغخ : المغة كسيمة االتصاؿ بيف األفراد كالجماعات ،كتختمؼ المغات باختبلؼ البيئات ، كيتعمـ الطفؿ المغة كأساليب التفاىـ مف خبلؿ مخالطتو كاحتكاكو باآلخريف مف بنى جنسو ،بدأ بأسرتو ،فجماعة الرفاؽ ،فمدرستو ،كأخي ارن مجتمعو بصفة عامة ،كتبدأ المغة فى أبسط صكرىا فى مراحؿ النمك األكلى لمطفؿ ،كتستمر المغة فى النمك كالزيادة عند الطفؿ الصغير بسيطرتو عمى أساليب التفاىيـ ،كاالتصاؿ ،كأدكات مف أصكات كارشادات كايماءات ...ليا معانييا ككظائفيا ،كقيمتيا ،كؿ ذلؾ يتـ مف خبلؿ تكاجد الكليد البشرل كسط األسرة . كمف خبلؿ األكساط التربكية المختمفة ،المقصكدة منيا أك المدرسية كالتى تتمثؿ فى المؤسسات االجتماعية التى أنشأىا المجتمع بغرض التربية كالتعميـ كالتنشئة ،كىى المدرسة ،ككذلؾ مف خبلؿ األكساط التربكية غير المقصكدة أك غير المدرسية ،كالتى تتمثؿ فى األسرة كجماعة الرفاؽ ،ككسائؿ االتصاؿ المقركنة كالمسمكعة كالمرئية ، كمف خبلؿ المسجد كالجماعات كالنكادل األدبية كالصحافة ،كالمكتبات ....... كيتضح أثر البيئة االجتماعية فى نمك المغة عند الطفؿ ،كالتى تعتبر نظامان قصي ارن كرمكز صكتية يستطيع أفراد الجماعة االجتماعية أف يتفاعمكا عف طريقيا ،باعتبار أف المغة أساسان كظيفيان فى المجتمع اإلنسانى . 16 انفصم انثبوً أصش انرتثيخ 17 التربية فى مينة التنمية اإلنسانية بكؿ أبعادىا كمعانييا فعمى أل أساس تقكـ التربية ببناء اإلنساف الذل اختاره اهلل ليككف خميفتو فى األرض كفضمو عمى مجتمع المبلئكة كمجتمع الجف كسائر الكائنات ؟ إنيا تقكـ عمى أسس متشابكة مترابطة بعضيا بعضان حتى تؤتى ثمارىا الطيبة فى تعمير الككف كتحقيؽ رسالة اإلنساف فى ممككت اهلل ،كىذه األسس ىى : – 1األصبس انذيىن: 2 البد أف يؤمف اإلنساف بشئ مقدس كيديف بو ىذه غريزة البشرية ،فحتى المجتمعات البدائية ليا مقداسات خاصة تؤمف بيا كتخضع ليا ،فما بالنا إذا كانت العقيدة ىى عقيدة التكحيد النقية يأتى بيا رسكؿ مف عند اهلل جؿ جبللو .كفطرة اهلل التى فطر عمييا اإلنساف ىى الرجكع إلى الديف كاعتباره حصف كالطمأنينة ،ككـ قرأنان كسمعنا كربما شاىدنا بعض الممحديف أك المتكبريف لمديف تدركيـ الصحكة الركحية فيرجعكف إلى اهلل فى ساعة شدة أك كرب أك مرض أك اقتراب مف حافة القبر .كقد سبؽ أف استعرضنا بعض اآلراء لقادة التربية فى الغرب فكجدناىـ قد اىتدكا بالفطرة دكف رسكؿ أرسؿ إلييـ فدعكا إلى تأسيس التربية عمى الديف كرياضة الركح ،كليست التربية إعدادان لمحياة فقط ،كانما ىى الحياة نفسيا ،فكاف طبيعيان أف يككف الديف ىك المنظـ األكفى كاألكمؿ لمبشرية فى عبلقاتيا .كديننا اإلسبلمى لـ يترؾ صغيرة كال كبيرة إال عالجيا كرسـ ليا الطريؽ السميـ ( ما فرطنا فى الكتاب مف شئ ) فاتخاذ المنيج الدينى أساسان لمتربية ىك امتداد لمفطرة السميمة .كالديف اإلسبلمى ميداف كاسع لمبحث كالتفكير كالميارة العممية فى عباداتو كمعامبلتو كحدكده كنماذج أئمتو كىداتو كصبلحيتو لكؿ زماف كمكاف .كال يكفى مطمقان أف يككف الديف مادة دراسية مستقمة ،بؿ يجب أف يتغمغؿ فى كؿ عمـ كمعرفة ،فميست مناىج الدراسة الخيالية مف الثقافة الدينية مناىج متكاممة كال كاعية البد أف يككف عندنا الطبيب المثقؼ فى الديف ،كالميندس المتديف ، كاالقتصادل اإلسبلمى كالتاجر المحيط بالمعامبلت اإلسبلمية ،كالسياسى الذل ييتدل بكتاب اهلل كسنة رسكلو فى العبلقات الدكلية ،إلى غير ىؤالء مف رجاؿ الدكلة كأكلى األمر فى العالـ اإلسبلمى ،أما الدعاة إلى الديف كرجاؿ الكعظ كاإلرشاد كالقضاء كالتدريس فيؤالء أساس تككينيـ ىك التربية الدينية الحقة قكالن كعمبلن كمنيجان يمتزمكنو فى أداء رسالتيـ. – 2األصبس االجتمبعً : التعميـ كالماء كاليكاء مف حؽ كؿ إنساف :ىذه ىى النزعة اإلنسانية فى التربية ،كقد أصبحت ىذه النزعة طابع العصر الحديث فى كؿ المجتمعات تقريبان ما عدا القميؿ 2 -أحمد عبد الرحمن عيشى ،فى أصول التربية وتاريخها ،القاهرة :دار اللواء للنشر والتوزيع 9191 ،م . 18 منيا كما فى أماكف التفرقة العنصرية التى تجعؿ مدارس لمبيض كمدارس لمزنكج كستختفى ىذه الظاىرة التى يأباىا اإلسبلـ متمثبل فى قكؿ الرسكؿ صمكات اهلل عميو " : الناس سكاسية كأسناف المشط " كقد نبع كثير مف أبناء المكالى كالفقراء المسمميف ككانكا مف عباقرة اإلنسانية ،كالشؾ أف المجتمعات اإلنسانية تعتمد فى بقائيا عمى التربية ،ألف المدرسة ىى اإلطار االجتماعى الذل تقيمو الدكلة ألبنائيا فيتكلى تنشئتيـ كاعدادىـ عمى النظاـ الذل يضمف استمرار الدكلة كتطكرىا كالقدرة عمى قياميا بدكرىا الحضارل بيف غيرىا مف األمـ ،ليذا يجب أف تككف المدرسة صكرة مف المجتمع الذل تعد أبناءه كبناتو لممستقبؿ ،كيقكـ عمى التربية جيؿ مف الراشديف ينفذكف عقيدة المجتمع كعاداتو الصالحة كالتقاليد السميمة ،كعبلقاتو بالدكؿ األخرل ،كالدعكة إلى المجتمع الكبير كىك األمة ،كالمجتمع األكبر كىك اإلنسانية عامة .كيقتضى األساس االجتماعى أف يككف لمتربية تطمعات نحك مستقبؿ أفضؿ كأف تتسـ بالركح العالمية التى تنظـ المجتمع اإلنسانى كمو ،فقد أصبح العالـ اآلف يشبو األسرة الكاحدة بفضؿ تقدـ المكاصبلت الجكية كاإلذاعات العالمية كالصحافة السيارة كالبعثات الدراسية كالمؤتمرات كالندكات كالمنظمات السياسية كالجامعة العربية كىيئة األمـ المتحدة . – 3األصبس انضيبصً : قمنا أف التربية أصبحت عممان يستمد أصكلو مف عمكـ كثيرة كالسياسة حيث تستمد منيا المبادئ كالمناىج التى تساعد عمى فيـ اتجاىات الدكلة كتنفيذىا لتحقيؽ األىداؼ المعمنة لممجتمع ،فكؿ مجتمع يؤمف بمفاىيـ معينة يحرص عمى تربية أبنائو بيا فتتشكؿ تربيتو بشكؿ سياسة الدكلة ،فحينما يككف اتجاه الدكلة ىك العدالة االجتماعية كرعاية الشعب ،نرل التربية فييا تسير فى إطار ىذه السياسة كحينما يككف اتجاه الدكلة استبداديان لبعض الحككمات العسكرية مثبل نرل اتجاه التربية فييا ينزع إلى تقديس الفرد الحاكـ كحينما يككف اتجاه الدكلة ىك حماية أصحاب رؤكس األمكاؿ يسكد فييا االتجاه الرأسمالى كتصطبغ بو تربيتيا كمثؿ ىذا نراه فى الدكؿ االستعمارية كالدكؿ ذات النزعة العدكانية ،كالنزعة العنصرية كغيرىا. كىكذا تتأثر التربية بتكجيو الدكلة ليا ،كسطبلف الطبقة االجتماعية المسيطرة عمى مقاديرىا ،كال يقتصر ىذا عمى العبلقات الداخمية بيف الشعب بؿ يتعداه إلى العبلقات الخارجية كما تردل إليو مف ظركؼ السمـ أك الحرب ،بيذا تتأثر برامج التعميـ كأساليبو كمؤسساتو كما ينفؽ عميو مف ميزانيات ،البد لدراسى التربية أف يتعرفكا عمى أكضاع أمتيـ كنظاـ الحكـ فييا كعبلقاتيا باألمـ األخرل كبخاصة المجاكرة ليا أك الطامعة فييا .ككثي ارن ما تجنى سياسة الدكلة عمى التربية كما رأيناه فى بعض ىذه االتجاىات الفردية أك العدكانية ،كتربيتنا اإلسبلمية قائمة عمى سياسة المساكاة بيف الناس جميعان فى الحقكؽ العامة كحؽ كؿ إنساف فى الحياة الكريمة كالعدالة االجتماعية " :كمكـ آلدـ ، كآدـ مف تراب " ".ككمكـ مسئكؿ عف رعيتو " . 19 – 4األصبس انىفضً : لعؿ أشد العمكـ إتصاال بالتربية ىك عمـ النفس ،كحينما تقدمت البحكث النفسية كتعددت منذ بداية القرف الحاضر ،كاف عمى رأس العمكـ النفسية الكثيرة ،عمـ النفس التربكل أك عمـ النفس التعميمى ،كىذا بدكره قد تشعبت مباحثو فأصبحت تتناكؿ نكاحى كثيرة عمى أساسيا تخطيط العممية التربكية منذ دخكؿ الطفؿ المدرسة إلى أف أصبح شابان كرجبلن ،كىى : ( )1أطكار النمك العقمى لمطفؿ ،كخصائص عقميتو . ( )2غرائز الطفؿ كنزعاتو الفطرية كالمتكسبة ،كمدل تأثيرىا فى سمككو . ( )3دراسة الذكاء كطرؽ اختباره كقياسو . ( )4طرؽ التعمـ ،ككسب العادات كالميارات . ( )5دراسة المؤثرات غير العادية التى تؤثر فى حياة المتعمـ فتجعمو شاذا غير عادل. كرجاؿ التربية اآلف كالمدرسكف ككؿ مف يتصدل لمينة التربية كالتعميـ ال يستطيع أحد منيـ أف ينجح فى عممو التربكل إال إذا درس عمـ النفس التعميميى فعمى ضكء عمـ النفس يستطيع المدرس أف يعرؼ أنجح الكسائؿ كأقيـ الطرؽ التى يجب أف يسمكيا فى تعميميو العصرل الحديث ،كعندما يفيـ المربى سمكؾ الطفؿ ال يعجب إذا حدث منو تصرؼ شاذ كال يصعب عميو الكيؿ كالمعنات ،بؿ يحاكؿ أف يدرؾ األسباب النفسية التى أدت بالطفؿ إلى ىذا التصرؼ الشاذ ،ثـ يبدؿ خبرتو النفسية كالفنية فى تكجييو كتعديؿ سمككو .كما يستطيع أف يعطيو مف المعمكمات بمقدار حاجتو كطاقتو ،كطاقتو ، كي زكده بالغذاء الركحى المناسب لعقميتو ،كيتبع أحدث الطرؽ كأفضؿ المقاييس لتقكيـ التبلميذ كخمؽ الجك االجتماعى الذل يحببيـ فى المدرسة . 21 – 5األصبس انفهضفً : الفمسفة ىى جية النظر التى يراىا المفكر كيؤمف بيا كيدعك إلييا كيفسر عمى أساسيا كؿ الحقائؽ كاألكضاع فى زمتو كمجتمعو كنظرية الفركؽ الفردية كالتربية تقكـ بدراسة كجية النظر التى يراىا المفكر كتنزؿ بيا إلى ميداف التطبيؽ العممى .ثـ تككف المكازنة كاالختبار بيف كجيات النظر المختمفة عمى ضكء اتجاىات المجتمع .ككجيات النظر أك الفمسفات التى يراىا المفكركف ليا دكر كبير فى تكجيو التربية .كلكنيا فى الكقت ذاتو تظؿ أفكا ارن شائعة ىائمة ليا إال إذا تناكلتيا التربية كأثبتت قيمتيا فى مجاؿ التطبيؽ التربكل .كىذا ىك االرتباط الكثيؽ بيف الفمسفة كالتربية فى كؿ زماف كمكاف ، فرة كتطبيؽ . ككجيات النظر أك فمسفات المفكريف فى التربية نتناكليا ىنا فى أربعة اتجاىات ىى: – 1وجهخ انىظر انىاقعيخ فً انرتثيخ : يرل الكاقعيكف فى التربية أف تككف الدراسة فى المدرسة كما يكمميا مف نشاطات كخبرات ككسب ميارات ،شديدة الصمة بالمجتمع الخارجى الذل يعيش فيو التبلميذ حتى ال يككف ىناؾ انتقاؿ مفاجئ لمتبلميذ مف مدرستيـ إلى مجتمع حياتيـ العامة .كبذلؾ تككف المدرسة قطعة مف الحياة .أما التربية التقميدية التى تعمد إلى اختزاف المعمكمات كحفظ المقررات كتجاىؿ النشاطات كالميارات فيى فى نظرىـ ال تعد تربية بالمعنى الصحيح . – 2وجهخ انىظر انطجيعيخ فً انرتثيخ : يقكؿ ىذا الفريؽ مف المربيف :أيف طبيعة الطفؿ الخبرة ؟ إنيا األساس الذل نبنى عميو كجيتنا فى التربية .إف مينة المربى أف يساير النمك الطبيعى لمطفؿ كيراقب ميكلو كدكافعو فى انطبلقتيا الطبيعية فبل يطمب منو أف يككف رجبل قبؿ األكاف ،كيظؿ يثقمو بالمثؿ العميا كاألخبلؽ كيفرض عميو معمكمات ال تتناسب مع ككنو الصغير ،بؿ يتركو يتعمـ عف طريؽ الخبرة كاالحتكاؾ بالحياة كبذلؾ تنمك قكاه كاستعداداتو الفطرية . كقد تبمكر ىذا االتجاه فى مذىب جاف جاؾ ركسك الذل قراره كاضحان فى كتابو ( إميؿ ) حيث يقكؿ ( :أف كؿ ما يخرج مف بيف يدل خالؽ األشياء حسف كخير .ككؿ شئ يفسد بيف يدل اإلنساف ) .كقد بنى رأيو ىذا عمى أساس أف كؿ طفؿ طبيعتو خيرة .كىذا صحيح بصفة عامة .كلكف ىؿ تستمر ىذه الطبيعة خيرة ؟ كىؿ تتركو ضركرات الحياة عمى مثاليتو التى خمقو اهلل عمييا ؟ كما فائدة المعمميف كتعاليميـ ؟ ككيؼ نعد الطفؿ لممستقبؿ كنكجو قكاه كاستعداداتو لصالح المجتمع ؟ يبدك أف ىذا الرأل غير عممى فى تككيف المجتمعات ألنو يؤدل إلى الغمكض فى اليدؼ ،كاالسترساؿ فى نشاط غير منظـ كال مأمكف العاقبة ،كىذا بدكره يؤدل إلى أف تفقد التربية كظيفتيا فى تعميـ 21 الناشئ قيـ المجتمع ،كتنمية القيـ فيو بمنياج متدرج منظـ ،كال يمكف كضع المناىج الدراسية عمى أساسو ،كاف كانت ميزاتو اإلشادة بالفطرة السميمة كالتأكيد عمى مبدأ الحرية كالرغبة فى التعميـ . – 3وجهخ انىظر املثبنيخ فً انرتثيخ : كيرل أصحاب ىذا الرأل أف الغاية مف التربية ىى الكماؿ الركحى كسمك األخبلؽ كيذكرنا ىذا برأل ىربارت األلمانى ،حيث يقكؿ ( الغاية مف التربية ىى األخبلؽ كالكصكؿ إلى الفضيمة .أما الطريؽ إلييما فيككف بالتعميـ كالتكجيو كالنظاـ ) فالتربية المثالية تيدؼ إلى تنمية السمك الركحى أكال كيككف عمى ىدل مف التكجيو كتكفير المعمكمات الصالحة المنظمة فيى تقدـ األىـ كىك التربية الركحية المعنكية عمى الميـ كىك التربية العقمية .كليذا تيتـ باآلداب كالقيـ كالركحيات التى تتمثؿ فى العمكـ اإلنسانية ،أكثر مف اىتماميا بالعمكـ التجريبية العممية .كىى كجية نظر تتفؽ مع رأل أفبلطكف نادل بو كىك :أف القيمة العميا ىى الفضيمة ،كأف المعرفة بيا ىك سبيميا . كىذا رأل يجمع بيف المثالية كالكاقعية إلى حد ما . – 4وجهخ انىظر انعمهيخ فً انرتثيخ : كىؤالء المعممكف نظرتيـ كاقعية أكثر مف المثالييف كالطبيعييف ،فيـ يدعكف إلى االعتماد عمى التجارب العممية التى يقكـ بيا التبلميذ أنفسيـ تحت إشراؼ المدرس كتكجييو ،كليذا كانت طريقة التدريس أىـ عندىـ مف تحصيؿ المعمكمات إذ يقكلكف أف الخبرة الحقيقية ىى التى تجعؿ التمميذ باحثان يفكر تفكي ارن مستقبلن ،كيجرب تجريبان مستقبلن ،كيستطيع أف يكاجو مشكبلت الحياة كيصبح ذا ممكة قادرة عمى التصرؼ .كليذا يحرصكف عمى أف تكضع أماـ التبلميذ مشكبلت تستدعى منيـ التفكير الجاد كاالىتماـ الحقيقى كتجعميـ فى مكاقؼ تثير فاعميتيـ الذاتية ،فتككف النظرية ممتزجة بالتجربة امتزاجان عضكيان يجعميما شيئان كاحدان عند المعالجة كالتنفيذ كعندما ظيرت طريقة المشركع كانت خير تطبيؽ عممى ليذه النظرية التربكية ،كطريقة المشركع مؤسسة عمى نظرية " جكف ديكل " فى التفكير كتسمى عنده خطكات الدرس التفكيرية ،كىى شعكر التبلميذ بمشكمة أك أف يثير ليـ المدرس مشكمة يستطيعكف مساعدتو حميا كالتغمب عمييا كيشترككف فى تحديدىا ثـ مناقشة الحمكؿ المقترحة ،ثـ اختيار أنسب الحمكؿ ليا ،ثـ التطبيؽ عمييا أك تجربتيا حتى يتأكدكا مف صحة الحمكؿ التى كصمكا إلييا . كأخي ارن يتضح لنا أف األساس الفمسفى لمتربية إنما ىك كجيات نظر متعددة تكصؿ إلييا التربكيكف ،كؿ مف زاكية ،فيى فى الكاقع فمسفات ال فمسفة كاحدة ،كلكنيا تمتقى جميعيا كيساند بعضيا بعضان فتتألؼ منيا التربية الحديثة اليادفة ،فبل يبغى أف ننظر إلى فمسفة منيا كنترؾ األخريات ،كمجاؿ التربية متسع كقائـ عمى ىذه المركنة التى 22 أدت إلى التطكر فى طرؽ التدريس ككسب الميارات كالخبرات كاشباع الناحية الركحية كالخمقية ،إف ىذه الفمسفات تعبير صادؽ عف الرأل الذل يقكؿ :ليست التربية إعداد لمحياة ،كانما ىى الحياة نفسيا . واىبك أصش أخري نهرتثيخ يبألصبس انثقبفً مثال . كاألساس الثقافى مرتبط باألساس االجتماعى الذل أكضحناه .إذ يقكـ كؿ مجتمع عمى ثقافة عامة تشيع بيف أبنائو ،حيث تتعدد ثقافات األمة حتى تشمؿ جكانب الحياة فييا :فى الديف كالتعميـ كالصناعة كالتجارة كعبلقات الشعب داخميان ،كبغيره مف بعض األمـ خارجيان .كقدـ قامت أجيزة اإلعبلـ فى العصر الحديث عمى بث ثقافات المجتمع الخاصة بو فى كؿ أمة ،إذ تبارت كتنافست فى ذلؾ الصحافة كاإلذاعة المسمكعة( الراديك ) كاإلذاعة المرئية( التميفزيكف ) كالنشرات العامة كالندكات كالمؤتمرات كالمحاضرات كأحاديث الناس فى مجتمعاتيـ العامة كالخاصة بؿ كفى محيط األسرة حيث يستطيع األبناء بثقافات اآلباء كاألميات كاألقارب .بؿ أصبح لمثقافة العامة ك ازرات تقكـ عمى بثيا كتطبيعيا بطابع العصر كحاجات األمة ،ككزارة الثقافة ،ككزارة اإلعبلـ . كالى جانب الثقافة العامة لمشعب ىناؾ ثقافة خاصة بفئة دكف أخرل تشيع بينيا كتكجد لدييا ارتباطان كجدانيان كتعاطفيان خاصان كالثقافة السياسية الخاصة برجاؿ الدكلة ، كالثقافة المينية ،كالثقافة االقتصادية كالثقافة األكاديمية كغيرىا .كالثقافة العامة تؤدل إلى الذكؽ العاـ كتنكير طبقات الشعب كتقاربو فى التفكير كممارسة الحياة . كالثقافة الخاصة ذات سمطاف كبير بيف أربابيا . 23 الفصل الجالح وظًفُ الرتبًُ 24 وظيفخ انرتثيخ إذا كانت التربية تعتبر مؤسسة الثقافة التى عف طريقيا يمكف تغيير سمكؾ كعقكؿ األفراد فإف التربية كثير مف الكظائؼ األخرل بعضيا يتعمؽ بالفرد ذاتو كالبعض اآلخر يتعمؽ بالمجتمع كمف كظائؼ التربية ما يمى : أكالن :يعتبر النظاـ التربكل ألمة مف األمـ نتاجان لممجتمع ،كيعبر عف أشياء تتميز بيا الجماعات التى تتألؼ منيا تمؾ األمة كمرجع ذلؾ أف ظركؼ المجتمع السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية كالثقافية تنعكس عمى التربية ،كما أف التربية بدكرىا تؤثر عمى المجتمع بمردكداتيا البشرية المؤىمة ،كالمقصكد بالمجتمع مجمكعة األفراد الذم يعيشكف فى منطقة معينة ،كيرتبطكف فيما بينيـ بعكامؿ كثيرة تجعؿ منيـ كحدة مترابطة كمتناسقة .فيـ يشترككف فيما بينيـ فى جميع األنشطة المساىمة فى خمؽ االنسجاـ كالتماسؾ كالتكامؿ االجتماعى ،كالمجتمع بيذا المفيكـ يتككف مف األفراد الذيف يعتبركف القكة العاممة المضطمعة بأعباء النظاـ االجتماعى كالمحققة ألىدافو ، كما يشمؿ المعدات كاألجيزة كاآلالت كاألدكات كالمبانى التى تستخدميا تمؾ القكة لتحقيؽ أدكارىا الكظائفية المحققة لؤلىداؼ التى يسعى إلييا المجتمع ىذا باإلضافة إلى األساليب كالكسائؿ اإلدارية المستخدمة فى تسيير أمكر المجتمع ،كالمعايير كالقيـ كالعادات كالتقاليد كالطقكس المختمفة التى تحكـ سمككيـ كتصرفاتيـ ،كيعتمد بقاء المجتمع كاستمرار حياتو عمى االشتراؾ كالتعاكف المتكيؼ بيف أفراده كعمى إيماف كؿ منيـ بركح كأىداؼ الجماعة التى ينتمكف إلييا .كالمقصكد باستمرار حياة المجتمع كبقاء التفاعؿ المستمر كالدائـ بيف األفراد كبيف البيئة المكجكديف فييا كاف تعاقبت األجياؿ عمى مر الزماف ،كلضماف اشتراؾ أفراد المجتمع بفاعمية فى كؿ األنشطة االجتماعية يقكـ المجتمع بتجنيد كؿ مؤسساتو االجتماعية لمقياـ بميمة تكييؼ كتنظيـ سمكؾ األفراد مف جية ،كتنمية الركح الجماعية مف جية أخرل أل أف التربية ال تعتبر مسئكلية ممقاة عمى عاتؽ المؤسسات االجتماعية المتخصصة كاألسرة كالمدرسة . كلكنيا مسئكلية كؿ النظاـ كالمؤسسات المكجكدة فى المجتمع بدكف استثناء . فإذا ما استعرضنا نظـ المجتمع كمؤسساتو كجدنا كؿ مؤسسة أك نظاـ فى المجتمع يقكـ بدكر تربكل ،فقكاعد المركر كتنظيـ اجتماعى مثبل ييدؼ إلى تنمية الكعى بضكابط حركة المركر كاشاراتيا ،كتكضيح قيمة ىذه الضكابط فى حياة األفراد كبإبعادىـ عف المخاطرة .كما أف حضكرؾ إلى المحاضرة ىنا كجمكسؾ ىذه الجمسة تنظيـ اجتماعى لو آثاره التربكية .كذلؾ ألف التفاعؿ الذل يتـ يتضمف مثيرات كاستجابات كعبلقات تعميمية كتربكية تؤثر فى سمككؾ كاعدادؾ لمقياـ بمينة التدريس فى المستقبؿ ،كتختمؼ مؤسسات كنظـ المجتمع فيما بينيا فى التأثير التربكل .فاألسرة التى تعتبر المجتمع اإلنسانى األكؿ الذل يتعامؿ معو الطفؿ تكاد تنفرد لتشكيمو فى السنكات األكلى مف حياتو .كتتبع أىمية األسرة مف حساسيتيا لما يصيب المجتمع الكبير فى نظمو 25 كقيمو مف تغيير ،كمف اعتبارىا الجماعة األكلى التى يكتسب الطفؿ فييا أكؿ عضكية لو فى جماعة ،كتمعب األسرة دكر كبير فى التنشئة االجتماعية المبكرة لمطفؿ كذلؾ لقياميا بتشكيؿ عادات كتقاليد كسمكؾ الطفؿ كطرؽ حكمو عمى األشياء بما يتفؽ مع ما ىك سائد فى المجتمع .كتعتمد األسرة فى قياميا بيذا الدكر عمى الحناف األسرل الذل يتمقاه الطفؿ كيساىـ فى إشباع معظـ حاجاتو ،كمف االستقرار كطكؿ الفترة التى يقضييا الكليد فى األسرة كبخاصة فى أياـ حياتو المبكرة ،كمف خبلؿ العبلقات األسرية يتحدد كضع الطفؿ كدكره كما تتحدد مبلمح شخصيتو االجتماعية ،فمف خبلؿ أساليب المديح كالذـ كاالستيزاء يتمقى الطفؿ أكؿ إحساس بما يجب أف يقكـ بو كبما ال يجب القياـ بو ،فالكالديف يكجيكف أطفاليـ مف خبلؿ المدح كالذـ إلى األدكار المطمكبة منيـ ،كنشير إلى أف اآلباء الذيف يتعجمكف نمك أبنائيـ كيركف فييـ أشخاصا كبا ار قبؿ األكاف كيحممكنيـ المسئكليات التى ال تتفؽ مع مرحمة نمكىـ ،ىـ فى الكاقع ال يربكف أكالدىـ تربية سميمة كانما يقكدكنيـ إلى اليأس كالحرماف مف المعب كالسعادة البريئة لذا يجب عمى اآلباء تكفير الراحة كحرية الحركة كالمعب لؤلطفاؿ بشرط أف تككف ىذه الحرية حرية إيجابية فعالة يحس أثرىا كيقتنع بيا أفراد األسرة .فتكفير المعب كأدكات الرسـ كاإلشغاؿ الفنية كتخصيص مكاف مناسب يساعد األطفاؿ كيعطييـ حرية الحركة ،يكفر بيئة صحية لمنمك االجتماعى ،كيؤثر المركز االجتماعى كاالقتصادم لؤلسرة فى شخصية أفرادىا فاألسرة التى تتمتع بمركز اجتماعى كاقتصادل عالى تتمكف مف تكفير البيئة الصحية لنمك األفراد اجتماعيا ،بينما يحكؿ المركز االجتماعى كاالقتصادل المنخفض دكف تمتع أفراد األسرة بيذا الجك ،كما أف تعميـ المرأة كاشتغاليا أثر عمى مسئكلياتيا فى تربية األطفاؿ فخركج المرأة إلى الحياة العامة كالكظائؼ أدل إلى غيابيا عف البيت فترة طكيمة تاركو األطفاؿ فى دكر الحصانة أك فى رعاية مربية .كميما كانت ثقافة المشرفات فى دكر الحضانة أك فى رعاية مربية ،كميما كانت ثقافة المشرفات فى دكر الحضانة أك المربيات فإف ذلؾ ال يحؿ محؿ رعاية األـ لطفميا .كيخركج المرأة لمعمؿ كمشاركتيا زكجيا فى اإلنفاؽ عمى األسرة تفقد األسرة كظيفتيا الخاصة بإعداد النشئ لممشاركة فى الحياة االجتماعية ،كيؤثر ذلؾ عمى دكر المدرسة ،كالمدرسة ىى المؤسسة االجتماعية التى أنشأىا المجتمع لتربية كتعميـ الصغار كتطبيعيـ اجتماعيا يجعؿ منيـ أعضاء صالحيف فى المجتمع ،كما أنيا تحدد مركز الفرد االجتماعى كالدكر الذل يقكـ بو كتتبع أىمية المدرسة كمؤسسة اجتماعية مف الشعكر باالنتماء كالكالء الذل يشعر بو التبلميذ كمعممكىـ كالعاممكف بالمدرسة فأفراد المدرسة يشعركف بأنيـ جزء منيا كأنيا تمثؿ فى حياتيـ فترة ىامة مف فترات نمكىـ ،كذلؾ ألف المدرسة تعتبر نقطة االلتقاء لعدد كبير مف العبلقات االجتماعية المتداخمة التى تؤثر اجتماعيا عمى الفرد كتشكؿ شخصيتو ،كتساىـ المؤسسات التربكية األخرل جنبا إلى جنب األسرة كلمدرسة فى الكظيفة االجتماعية .فجماعات المعب كجماعات المراىقيف لما دكر كبير فى التربية ،كذلؾ ألف الطفؿ فى ىذه الجماعات يتعمـ أدكا ار اجتماعية مختمفة ،كما 26 يتعرؼ عف طريقيا عمى معانى الكثير مف األمكر التى ال تستطيع المدرسة كاألسرة تعريفيا لو إما لعدـ إيضاحو عف حاجتو لمعرفتيا ،كاما العتقاد المسئكليف فييما بأف مستكل نضج الطفؿ ال يساعد عمى معرفة ىذه األشياء . ً ثبويب :انىظيفخ انىفضيخ نهرتثيخ : بالرغـ مف عمميات التكيؼ التى يقكـ بيا المجتمع لتككيف كحدتو عف طريؽ تدريب أفراده كتشكيميـ متسقا مشتركا ،إال أف ىؤالء األفراد يبقكف أفرادا ليـ كيانيـ السيككلكجى ( النفسى ) كذلؾ ألف لكؿ فرد قدرة مستقمة فى التفكير كالشعكر كالعمؿ أل أف البيئة االجتماعية قد تشكؿ الفرد تشكيبل يتسؽ مع خصائص المجتمع كلكنيا ال تمحكه .لذا كجب عمى التربية أف تخدـ حاجات كميكؿ الفرد بنفس القدر الذل تقكـ بو لتنشئو اجتماعية ،فالتربية مسئكلة عف تنمية طاقات كقدرات الفرد ،كاكتسابو المعرفة كالعادات كالتقاليد كالقيـ ككؿ ما تحكيو ثقافتو بطريقة تتناسب مع إمكانياتو كقدراتو التى يتميز بيا عف غيره مف أفراد المجتمع .فإذا ما نجحت التربية فى مراعاة ىذا التمايز فى القدرات ما يسمى بالفركؽ الفردية سعد الفرد كتكاممت شخصيتو كنمت قكتو بطريقة تعكد عمى المجتمع بالنفع كالفائدة . كاذا كانت قدرات الفرد تنمك كفقان لمراحؿ نضجو الزمنى كالفعمى ،فمف الضركرل أف تنظـ المؤسسات االجتماعية نفسيا بطريقة تساىـ فى تقديـ الخبرات المناسبة لكؿ مرحمة نمك . كتتقدـ األسرة المؤسسات االجتماعية فى ىذا الدكر ،حيث تقكـ بتكفير األمف كالطمأنينة المذاف بدكنيما يتعرض الطفؿ لمقمؽ كالخكؼ كاإلحباط بما يؤثر عمى شخصيتو كعبلقتو باآلخريف .فنمك الطفؿ السميـ كتككيف ذاتو كنجاحو فى المستقبؿ يعتمد عمى األسرة ،كتشير الكثير مف الدراسات السيككلكجية التى اجريت عمى الطفكلة إلى أف حاجة الطفؿ إلى المحبة كالحناف ال تقؿ عف حاجتو إلى الغذاء ،كما أثبتت أف األسرة التى تسكدىا المحبة قادرة عمى أف تعكس مشاعر الحب عمى الطفؿ ،كالعكس صحيح فاألسرة التى تفتقر إلى عاطفة المحبة تخمؽ طفبل محركما ،كتقاسـ المدرسة األسرة ىذه الكظيفة حيث تقكـ بتنكيع أنشطتيا التعميمية إلشباع حاجات كميكؿ األفراد ، كاتاحة الفرصة لتنمية إمكانيات الطفؿ كقدراتو إلى أقصى حد ممكف مراعاتو فى ذلؾ قدرات الطفؿ كاستعداداتو التى تحددىا مراحؿ نمكه المختمفة . 27 ً ثبنثب :انىظيفخ انثقبفيخ ( انتقهيذيخ ) : تختمؼ التربية باختبلؼ المجتمع ،كذلؾ ألف لكؿ مجتمع مميزات خاصة تتميز طرؽ معيشة سكانو ،فمكؿ مجتمع نظمو الخاصة بالمبانى كاألدكات كاآلالت ككسائؿ االتصاؿ كالتبادؿ الفكرل ،كما أف لكؿ مجتمع نظمو السياسية كاالقتصادية كالقانكنية ،ىذا باإلضافة إلى العادات كالتقاليد كالمعانى الخاصة بالحقكؽ كالكاجبات كالمسئكليات كالمغة ،كتشكؿ طرؽ المعيشة المختمفة ثقافة المجتمع ،فالثقافة ىى كؿ ما صنعتو يد اإلنساف كعقمو مف أشياء كمف مظاىر كمف نظـ ،أل أف الثقافة تشمؿ كؿ كسائؿ الحياة المختمفة التى تكصؿ اإلنساف إلييا عبر التاريخ ،سكاء كانت ىذه الكسائؿ ظاىرة أك متضمنة ،مادية كانت أـ ال مادية ،كالتى تظير فى كقت معيف كتككف بمثابة كسائؿ تكجو سمكؾ األفراد لمتكيؼ مف المجتمع كنظمو ،كتعتبر التربية الكسيمة التى يمكف بيا أف يتعمـ أفراد المجتمع ىذه األنكاع المختمفة مف السمكؾ ،كما أنيا الحارس عمى ثقافة المجتمع مف الضياع أك الزكاؿ كىى المسئكلة عف خمؽ االنسجاـ كالتكامؿ بيف عناصر الثقافة بخاصة فى أكقات التغير أل أف الكظيفة الثقافية تتمثؿ فى : – 1وقم انرتاث انثقبفً : لكى تثرل الثقافة فبلبد لكؿ جيؿ مف أجياؿ المجتمع أف يعرؼ إلى أيف كصؿ اآلف حتى يبدأ سيره مف حيث انتيى سابقكه .كتقكـ التربية بيذه الميمة معتمدة عمى مؤسسات المجتمع جميعيا فى نقؿ التراث الثقافى إلى األجياؿ الحاضرة ،كلما كاف زيادة التراث الثقافى كتعقيده يؤدل إلى صعكبة استيعاب األطفاؿ لكؿ العناصر الثقافية ،لذا يتـ تقسيـ الحياة الثقافية إلى أقساـ كأجزاء تقكـ كؿ مؤسسة بتقديـ جزء ،كقد تشترؾ مؤسستاف أك أكثر فى تقديـ قسـ مف الحياة الثقافية . فاألسرة – مثبل – تقكـ بتعميـ الكليد لغة المجتمع كما تدربو عمى العادات كالتقاليد كاألساليب السمككية المتعارؼ عمييا مف أفراد المجتمع .بينما تنفرد المدرسة بالقسط األكبر فى نقميا لمثقافة ،كذلؾ ألنو كمما زادت الثقافة تعقيدان ازدادت معيا مسئكلية المدرسة .ككمما زادت سرعة التغير فى الثقافة زاد اعتمادىا عمى القكانيف كالقكاعد أكثر مف اعتمادىا عمى التقاليد فى تشكيؿ حياة األفراد ،كتقكـ الصحافة كاإلذاعة كالتميفزيكف كالسينما بدكر رائد فى نقؿ التراث الثقافى .فمقد أصبحت الصحؼ كالمجبلت كالكتب تقكـ بعممية نقؿ التراث الثقافى كتبسيطو ،كما تقكـ اإلذاعة كالتميفزيكف كالسينما بيذا الدكر فى صكرة مشكقة تجذب أفراد المجتمع لمعرفة الكثير مف أنماط التراث الثقافى كحتى المعارض كالمحبلت التجارية تقدـ لمجميكر الكثير مف العناصر الثقافية 28 – 2تىميخ وتطهري انرتاث انثقبفً : ال تقكـ المؤسسات التربكية فى المجتمع بنقؿ التراث الثقافى لممجتمع بما فيو مف أشياء جيدة كأشياء رديئة كلكنيا تقكـ بانتقاء ما ىك جيد مف عناصر الثقافة كتعمؿ عمى محك الردئ كال يعنى ذلؾ أف األسرة كالمدرسة كباقى المؤسسات التربكية تقكـ بتقديـ المثاليات لمنشئ كلكف ىذه المؤسسات تشير إلى األجزاء الفاسدة كتطالب النشئ بتجنبيا كعدـ الكقكؼ أك العمؿ عمى تغييرىا . ً راثعب :انىظيفخ انتقذميخ نهرتثيخ : تعتبر التربية جيدا منظما مقصك ار يستخدـ فى التطكر كالتقدـ فى المجتمع فإذا كاف التقدـ ييدؼ إلى زيادة ثراء الثقافة عف طريؽ كثرة العمؿ فى الفف كتقديره كِاشباع الحكاس الجمالية ،كالسمك بالمستكل األخبلقى كاحتراـ حقكؽ اآلخريف كضماف العدالة ،كانتشار الديمقراطية كالمساكاة فى الحقكؽ كالكاجبات ،فإذف التربية مسئكلة عف تنمية الحساسية االجتماعية كالكعى االجتماعى ،كاعداد القادة األكفاء المزكديف بالمعرفة كالميارة التى تساعدىـ عمى تكجيو التطكر الثقافى ،كتحقيؽ التقدـ االجتماعى ،كتعمؽ الييئات الحاكمة عمى التربية أىمية كبيرة فى أحداث التغيرات التى تريدىا . فإذا حدثت تعديبلت فى نظاـ كأكقات العمؿ كما حدث بالقاىرة ،قامت مؤسسات التربية بنشر أسس ىذا النظاـ كمزاياه ،كاذا ما تطكرت عبلقات الدكلة السياسية بإسرائيؿ أك بالدكؿ العربية اىتمت اإلذاعة كالتميفزيكف كالصحافة بذلؾ . ً خبمضب :انىظيفخ انذميقراطيخ نهرتثيخ : إذا كانت األساليب الديمقراطية عبارة عف مجمكعة مف القيـ كالعبلقات كالقكاعد كالضكابط كأساليب التفكير .فإف التربية ىى المسئكلة عف زرع ىذه األساليب .كذلؾ ألف التربية تعتبر الدعامة األساسية بيف الطبقات ،كما أنيا الكسيمة التى يمكف بيا نقؿ مركز االمتيازات بيف األفراد مف الطبقة كالتراث إلى الميارة كالعمؿ كالذكاء ،كتعتبر المدرسة المؤسسة التربكية كالكحيدة المسئكلة عف القياـ بيذا الدكر ،كذلؾ ألف المدرسة تقكـ بخمؽ االنسجاـ بيف أبناء المجتمع بغض النظر عف الطبقة التى جاء 29 منيا الطفؿ .فالمدرسة ىى المكاف الكحيد الذل يجمع أبناء الشعب مف الفبلحيف كالعماؿ كالمكظفيف كأصحاب الميف المختمفة ،ثـ تقكـ بالتقريب بينيـ كالقضاء عمى نزعات التعالى التى قد يحمميا بعض التبلميذ . ً صبدصب :انىظيفخ املضتقجهيخ نهرتثيخ : باإلضافة إلى اكتساب اإلنساف لحضارة الماضى عف طريؽ التربية يستطيع عف طريقيا المشاركة فى حضارة الحاضر كتشكيؿ حضارة المستقبؿ ،كلما كاف مف الصعب التنبكء بجزئيات حضارة المستقبؿ ،لذا تقكـ التربية بتأىيؿ األفراد كتنمية قدراتيـ كاعدادىـ لمستقبؿ يقكمكف ىـ بصنعو ،أل أف الكظيفة المستقبمية لمتربية ال تبعد تراث الماضى كلكنيا تستمد حيكيتيا مف أكجو القكة فى ىذا التراث لبلستفادة منو فى المستقبؿ ،كتس?