مختصر ابن سعدي في أصول العقيدة والتوحيد PDF

Summary

هذا كتاب مختصر في أصول العقيدة والتوحيد، وهو يلخص خمسة أصول أساسية في العقيدة الإسلامية: التوحيد، الإيمان بالأنبياء، الإيمان باليوم الآخر، مسألة الإيمان وطرق أهل السنة والجماعة في العلم والعمل. يقدم الكتاب فهمًا مختصرًا لهذه الأصول.

Full Transcript

# مختصر ابن سعدي في أصول العقيدة والتوحيد ## تقديم فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل العقيل الحمد لله وحده وبعد، فلا تزال فوائد شيخنا العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي تتوالى علينا الفينة بعد الفينة مما يتحفنا به أولاده وأحفاده من طارف إنتاجه وتليده أصولاً وفروعاً عقيدة وشرعية وإن مما زن...

# مختصر ابن سعدي في أصول العقيدة والتوحيد ## تقديم فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل العقيل الحمد لله وحده وبعد، فلا تزال فوائد شيخنا العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي تتوالى علينا الفينة بعد الفينة مما يتحفنا به أولاده وأحفاده من طارف إنتاجه وتليده أصولاً وفروعاً عقيدة وشرعية وإن مما زنّه إلينا أخيراً سبطه الأستاذ مساعد بن عبد الله السليمان السعدي نبذة مختارة مختصرة مفيدة في أصول العقائد الدينية فقد اطلعت عليها مخطوطة بقلم المؤلف المعروف لدينا وتأملتها فوجدته قد بناها على خمسة أصول: - التوحيد - الإيمان بجميع الأنبياء خصوصاً نبينا محمد ﷺ - الإيمان باليوم الآخر - مسألة الإيمان - طريقة أهل السنة والجماعة في العلم والعمل ثم ختمها بالحث على الاستعانة بالعلم النافع والعمل الصالح وأرخها في رمضان سنة ١٣٥٧ فجاءت بحمد الله تحفة لطيفة في أصول الدين بمثابة متن مختصر وقد وعد رحمه الله أن يبسط الكلام عليها ويوضحها بأدلتها إن يسر الله وفسح له في الأجل ولكنه اخترمته المنيّة قبل الأمنية فعسى الله أن يهيئ من إخواننا ومشايخنا من يقوم بشرحها والتفريع عليها واستيفاء أدلتها كما ذكره المؤلف فإن هذا من أفضل الأعمال وأكمل الخصال قال ذلك وكتبه الفقير إلى الله عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقاً حامداً لله مصلياً مسلماً على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين . ## مقدمة المؤلف الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد ﷺ وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد إنطلاقاً من واجب نشر العلم وإظهاره للناس عامة وطلبة العلم خاصة أخرجنا هذه الرسالة المختصرة المفيدة في التوحيد والعقيدة للجد الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي المتوفى في عنيزة سنة ١٣٧٦هـ رحمه الله . وهي كما ذكر في مقدمته رحمه الله (فهذا مختصر جداً في أصول العقائد الدينية ...) وهي أشبه ما تكون بالمتن، أشار فيها ونبه من غير بسط للكلام أو استرسال في الأدلة، قسمها إلى خمسة أصول بأسلوب سهل ميسر . ولما كانت هذه الرسالة لم تنشر أو تطبع من قبل ولم نجد لها مخطوطة غير التي في أيدينا عقدنا العزم على نشرها بعد ضبطها ومراجعتها مرات عديدة على أصل الرسالة (المخطوطة). وحيث أن الشيخ رحمه الله لم يضع لها عنواناً وضعنا لها عنواناً اقتبسناه من مقدمته رحمه الله فأسميناها مختصر ابن سعدي في أصول العقيدة والتوحيد . وإعانة للمعلم وطالب العلم تم تقسيم كل أصل إلى فقرات يندرج تحت كل فقرة هامش للتعليق أو الشرح أو ذكر للفوائد والشوارد . أخيراً أشكر كل من ساهم في إخراج هذه الرسالة بجهد أو رأي أو مال نسأله تبارك وتعالى أن يجزل لهم المثوبة كما نسأله عزّ وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم وأن ينفع به المسلمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. # مختصر ابن سعدي في أصول العقيدة والتوحيد ## الْأَصْلُ الْأَوَّلُ ## التَّوْحِيدُ حَدُّ التَّوْحِيدِ الْجَامِعِ لِأَنْوَاعِهِ : هُوَ اعْتِقَادُ الْعَبْدِ وَإِيمَانُهُ بِتَفَرُّدِ اللَّهِ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ، وَإِفْرَادُهُ بِأَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ، ### التعليق والشرح: فَدَخَلَ فِي هَذَا : **تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ الَّذِي هُوَ : اعْتِقَادُ انْفِرَادِ الرَّبِّ بِالْخَلْقِ** **والرِّزْقِ ، وَأَنْوَاعِ التَّدْبِيرِ .** ### التعليق والشرح : وَتَوْحِيدُ الْأَسْمَاءِ والصَّفَاتِ وَهُوَ : إِثْبَاتُ مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ، وَأَثْبَتَهُ لَهُ رَسُولُهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتِ الْكَامِلَةِ الْعُلْيَا ، ### التعليق والشرح : مِنْ غَيْرِ تَشْبِيهِ وَلَا تَمْثِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ. ### التعليق والشرح : وَتَوْحِيدُ الْأُلُوهِيَّةِ وَالْعِبَادَةِ، وَهُوَ: إِفْرَادُه وَحْدَهُ بِأَجْنَاسِ الْعِبَادَةِ وَأَنْوَاعِهَا ، وَإِفْرَادُهَا مِنْ غَيْرِ إِشْرَاكِ بِهِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا ، مَعَ اعْتِقَادِ كَمَالِ أُلُوهِيَّتِهِ . ### التعليق والشرح : فَدَخَلَ فِي تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ إِثْبَاتُ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ، وَأَنَّهُ مَا شَاءَ اللهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّهُ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، وَمَا سِوَاهُ فَقِيرٌ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ وَجْهِ . ### التعليق والشرح : وَدَخَلَ فِي تَوْحِيدِ الْأَسْمَاءِ وَالصَّفَاتِ، إِثْبَاتُ جَمِيعِ مَعَانِي الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى الله تعالى ، الْوَارِدَةِ فِي الْكِتَابِ والسُّنَّةِ . ### التعليق والشرح : وَالْإِيمَانُ بِهَا ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ : - إيمَانُ بِالْأَسْمَاءِ . - وَإِيمَانُ بِالصِّفَاتِ . - وَإِيمَانُ بِأَحْكَامِ صِفَاتِهِ . كَالْعِلْمِ بِأَنَّهُ عَلِيمٌ ذُو عِلْمٍ، وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ، قَدِيرٌ ذُو قُدْرَةٍ، وَيَقْدِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ إِلَى آخِرِ مَا لَهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُقَدَّسَةِ . ### التعليق والشرح: وَدَخَلَ فِي ذَلِكَ إِثْبَاتُ عُلُوِّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَاسْتِوَائِهِ عَلَى عَرْشِهِ، وَنُزُولِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا عَلَى الْوَجْهِ اللَّائِقِ بِجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ . ### التعليق والشرح: وَدَخَلَ فِي ذَلِكَ : إِثْبَاتُ الصِّفَاتِ الذَّاتِيَّةِ الَّتِي لَا يَنْفَثُ عَنْهَا : كَالسَّمْعِ ، والْبَصَرِ، وَالْعِلْمِ، وَالْعُلُو، وَنَحْوِها . ### التعليق والشرح: والصِّفَاتُ الْفِعْلِيَّةُ، وَهِيَ : الصِّفَاتُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، كَالْكَلَامِ، وَالْخَلْقِ ، والرِّزْقِ، والرَّحْمَةِ، والاسْتِوَاءِ عَلَى الْعَرْشِ، وَالنُّزُولِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، كَمَا يَشَاءُ. ### التعليق والشرح : وَأَنَّ جَمِيعَهَا تُثْبَتُ اللهِ مِنْ غَيْرِ تَمْثِيلٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَأَنَّهَا كُلَّهَا قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ ، وَهُوَ مَوْصُوفٌ بِهَا ، وأَنَّهُ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ يَقُولُ وَيَفْعَلُ ، وَأَنَّهُ فَعَالٌ لِمَا يُرِيدُ ، يَتَكَلَّمُ بِمَا شَاءَ إِذَا شَاءَ، كَيْفَ شَاءَ ، لَمْ يَزَلْ بِالْكَلَام مَوْصُوفًا وَبِالرَّحْمَةِ وَالْإِحْسَانِ مَعْرُوفًا . ### التعليق والشرح: وَدَخَلَ فِي ذَلِكَ الْإِيمَانُ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مِنْهُ بَدَأ، وإِلَيْهِ يَعُودُ، وَأَنَّهُ الْمُتَكَلِّمُ بِهِ حَقّاً، وَأَنَّ كَلَامَهُ لَا يَنْفَدُ، وَلَا يَبِيدُ . ### التعليق والشرح : وَدَخَلَ فِي ذَلِكَ الْإِيمَانُ بِأَنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، وَأَنَّهُ مَعَ ذلِكَ عَليٌّ أَعْلَى، وَأَنَّهُ لَا مُنَافَاةَ بَيْنَ كَمَالِ عُلُوِّهِ وَكَمَالِ قُرْبِهِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فِي جَمِيعِ نُعُوتِهِ وَصِفَاتِهِ. ### التعليق والشرح: وَلَا يَتِمُّ تَوْحِيدُ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ والسُّنَّةُ، مِنَ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ وَأَحْكَامِها عَلَى وَجْهِ يَلِيقُ بِعَظَمَةِ الْبَارِي. وَيَعْلَمَ أَنَّهُ كَمَا أَنه لا يُمَائِلُهُ أَحَدٌ فِي ذَاتِهِ، فَلا يُمَائِلُهُ أَحَدٌ فِي صِفَاتِهِ. ### التعليق والشرح : وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ فِي بَعْضِ الْعَقْلِيَّاتِ مَا يُوجِبُ تَأْوِيلَ بَعْضِ الصّفَاتِ عَلَى غَيْرِ مَعْنَاهَا الْمَعْرُوفِ، فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينًا . ### التعليق والشرح : وَلَا يَتِمُّ تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ حَتَّى يَعْتَقِدَ الْعَبْدُ أَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ لِلَّهِ ، وَأَنَّ مَشِيئَتَهُمْ تَابِعَةٌ لِمَشِيئَةِ اللهِ، وَأَنَّ لَهُمْ أَفْعالاً وَإِرَادَةٌ تَقَعُ بِهَا أَفْعَالُهُمْ، وَهِيَ مُتَعَلِّقُ الْأَمْرِ والنَّهْي. ### التعليق والشرح : وَأَنَّهُ لَا يَتَنَافَى الْأَمْرَانِ : إِثْبَاتُ مَشِيئَةِ اللَّهِ الْعَامَّةِ الشَّامِلَةِ للذَّوَاتِ والْأَفْعَالِ والصِّفَاتِ، وَإِثْبَاتُ قُدْرَةِ الْعَبْدِ عَلَى أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ . ### التعليق والشرح: وَلَا يَتِمُّ تَوْحِيدُ الْعِبَادَةِ حَتَّى يُخْلِصَ الْعَبْدُ اللَّهِ - تَعَالَى - - فِي إِرَادَتِهِ وَأَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ ، وَحَتَّى يَدَعَ الشِّرْكَ الْأَكْبَرَ، الْمُنَافِي للتَّوْحِيدِ كُلُّ الْمُنَافَاةِ ، وَهُوَ أَنْ يَصْرِفَ نَوْعًا مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى. ### التعليق والشرح: وَكَمَالُ ذَلِكَ أَنْ يَدَعَ الشِّرْكَ الْأَصْغَرَ، وَهُوَ: كُلُّ وَسِيلَةٍ قَرِيبَةٍ يَتَوَسَّلُ بِهَا إِلَى الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ كَالْحَلْفِ بِغَيْرِ اللهِ، وَيَسِيرِ الرِّيَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ . ### التعليق والشرح : والنَّاسُ فِي التَّوْحِيدِ عَلَى دَرَجَاتٍ مُتَفَاوِتَةٍ بِحَسْبِ مَا قَامُوا بِهِ مِنْ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَالْقِيَامِ بِعُبُودِيَّتِهِ، فَأَكْمَلُهُمْ فِي هَذَا الْبَابِ، مَنْ عَرَفَ مِنْ تَفَاصِيلِ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ، وَأَفْعَالِهِ، وَآلَائِهِ ، وَمَعَانِيهَا الثَّابِتَةِ فِي الْكِتَابِ والسُّنَّةِ، وفَهْمِهَا فَهْما صَحِيحاً ، فَامْتَلأَ قَلْبُهُ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَتَعْظِيمِهِ، وَإِجْلَالِهِ، وَمَحَبَّتِهِ، وَالْإِنَابَةِ إِلَيْهِ ، وانْجِذَابِ جَمِيعِ دَوَاعِي قَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مُتَوَجِّهَا إِلَيْهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ . ### التعليق والشرح : وَوَقَعَتْ جَمِيعُ حَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ فِي كَمَالِ الْإِيمَانِ وَالْإِخْلَاصِ التَّامِ الَّذِي لَا يَشُوبُهُ شَيْءٌ مِنَ الْأَغْرَاضِ الْفَاسِدَةِ، فَاطْمَأَنَّ إِلى اللهِ تَعَالَى مَعْرِفَةً، وَإِنَابَةً، وَفِعْلاً، وتَرْعًا، وَتَكْمِيلاً لِنَفْسِهِ، وَتَكْمِيلاً لِغَيْرِهِ، بِالدَّعْوَةِ إِلَى هُذَا الْأَصْلِ الْعَظِيمِ، فَنَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْنَا بِذلِكَ . ## الْأَصْلُ الثَّانِي ## الإِيمَانُ بِنُبُوَّةِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ عُمُومًا، ## وَنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ خُصُوصًا وَهُذَا الْأَصْلُ : مَبْنَاهُ عَلَى أَنْ يَعْتَقِدَ وَيُؤْمِنَ : بِأَنَّ جَمِيعَ الْأَنْبِيَاءِ قَدْ اخْتَصَّهُمُ اللهُ بِوَحْيِهِ وَإِرْسَالِهِ، وَجَعَلَهُمْ وَسَائِطَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ فِي تَبْلِيغِ شَرْعِهِ وَدِينِهِ. ### التعليق والشرح : وَأَنَّ اللَّهَ أَيَّدَهُمْ بِالْبَرَاهِينِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِمْ، وَصِحَّةِ مَا جَاؤُوا بِهِ . ### التعليق والشرح : وَأَنَّهُمْ أَعْمَلُ الْخَلْقِ عِلْمًا وَعَمَلاً، وَأَصْدَقُهُمْ وَأَبَرُّهُمْ، وَأَعْمَلُهُمْ أَخْلَاقًا وَأَعْمَالاً ، وَأَنَّ اللَّهَ خَصَّهُمْ بِخَصَائِصَ وَفَضَائِلَ لَا يَلْحَقُهُمْ فِيهَا أَحَدٌ. وَأَنَّ اللَّهَ بَرَّأَهُمْ مِنْ كُلِّ خُلُقٍ رَذِيلٍ . ### التعليق والشرح : وأَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ فِيمَا يُبَلِّغُونَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى. ### التعليق والشرح : وَأَنَّهُ لَا يَسْتَقِرُّ فِي خَبَرِهِمْ وَتَبْلِيغِهِمْ إِلَّا الْحَقُّ وَالصَّوَابُ . ### التعليق والشرح: وَأَنَّهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِمْ، وَبِكُلِّ مَا أُوتُوهُ مِنَ اللهِ ، وَمَحَبَّتُهُمْ وَتَعْظِيمُهُمْ . ### التعليق والشرح : وَأَنَّ هَذِهِ الأُمُورَ ثَابِتَةٌ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَ عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ. ### التعليق والشرح: وَأَنَّهُ يَجِبُ مَعْرِفَةُ جَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الشَّرْعِ جُمْلَةٌ وَتَفْصِيلاً ، ### التعليق والشرح : وَالْإِيمَانُ بِذلِكَ، وَالْتِزَامُ طَاعَتِهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، بِتَصْدِيقِ خَبَرِهِ، وَامْتِثَالِ أَمْرِهِ، وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ. ### التعليق والشرح : وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ خَاتِمُ النَّبِيِّينَ، قَدْ نَسَخَتْ شَرِيعَتُهُ جَمِيعَ الشَّرَائِعِ، وَأَنَّ نُبُوَّتَهُ وَشَرِيعَتَهُ بَاقِيَةٌ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَلَا شَرِيعَةَ غَيْرُ شَرِيعَتِهِ فِي أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ. ### التعليق والشرح : وَيَدْخُلُ فِي الْإِيمَانِ بِالرُّسُلِ : الْإِيمَانُ بِالْكُتُبِ، فَالْإِيمَانُ بِمُحَمَّدٍ هِ يَقْتَضِي الْإِيمَانَ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَلْفَاظِهَا وَمَعَانِيهَا . ### التعليق والشرح : فَلَا يَتِمُّ الْإِيمَانُ بِهِ إِلَّا بِذَلِكَ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ أَعْظَمَ عِلْمًا بِذَلِكَ وَتَصْدِيقًا وَاعْتِرَافًا وَعَمَلاً ؛ كَانَ أَعْمَلَ إِيمَانًا . ### التعليق والشرح : والْإِيمَانُ بِالْمَلَائِكَةِ وَالْقَدَرِ دَاخِلٌ فِي هَذَا الْأَصْلِ الْعَظِيمِ . ### التعليق والشرح : وَمِنْ تَمَامِ الْإِيمَانِ بِهِ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يَقُومَ دَلِيلٌ عَقْلِيٌّ أَوْ حِسِّيٌّ عَلَى خِلَافِهِ. ### التعليق والشرح : كَمَا لَا يَقُومُ دَلِيلٌ نَقْلِيٌّ عَلَى خِلَافِهِ، فَالْأُمُورُ الْعَقْلِيَّةُ أَوِ الْحِسِّيَّةُ النَّافِعَةُ ، تَجِدُ دِلَالَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مُثْبِتَةً لَهَا، حَانَّةً عَلَى تَعَلُّمِهَا وَعَمَلِهَا . ### التعليق والشرح : وَغَيْرُ النَّافِعِ مِنَ الْمَذْكُورَاتِ لَيْسَ فِيهَا مَا يَنْفِي وُجُودَهَا ، وَإِنْ كَانَ الدَّلِيلُ الشَّرْعِيُّ يَنْهَى وَيَذُمُّ الْأُمُورَ الضَّارَّةِ مِنْهَا . وَيَدْخُل في الْإِيمَان بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، بَلْ وَسَائِرُ الرُّسُلِ . ## الْأَصْلُ الثَّالِثُ ## الإِيمَانُ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ فَكُلُّ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مِمَّا يَكُونُ بَعْدَ الْمَوْتِ ، فَإِنَّهُ مِنَ الْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، كَأَحْوَالِ الْبَرْزَخِ، وَأَحْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَا فِيهَا مِنَ الْحِسَابِ، وَالثَّوَابِ، والْعِقاب، ### التعليق والشرح : والشَّفَاعَةِ، وَالْمِيزَانِ، والصُّحُفِ الْمَأْخُوذَةِ بِالْيَمِينِ وَالشِّمَالِ، ### التعليق والشرح : والصِّرَاطِ، وَأَحْوَالِ الْجَنَّةِ والنَّارِ، وَأَحْوَالِ أَهْلِهِمَا ، وَأَنْوَاعِ مَا أَعَدَّ اللهُ فِيهِمَا لِأَهْلِهِمَا إِجْمَالاً وَتَفْصِيلاً . فَكُلُّ ذلِكَ دَاخِلٌ فِي الْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ . ## الْأَصْلُ الرَّابِعُ ## مَسْأَلَةُ الْإِيمَانِ فَأَهْلُ السُّنَّةِ يَعْتَقِدُونَ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، مِنْ أَنَّ الْإِيمَانَ هُو : تَصْدِيقُ الْقَلْبِ الْمُتَضَمِّنُ لِأَعْمَالِ الْجَوَارِحِ . فَيَقُولُونَ : الْإِيمَانُ اعْتِقَادَاتُ الْقُلُوبِ، وَأَعْمَالُهَا، وَأَعْمَالُ الْجَوَارِحِ، وَأَقْوَالُ اللِّسَانِ، وَأَنَّهَا كُلَّهَا مِنَ الْإِيمَانِ . ### التعليق والشرح : وَأَنَّ مَنْ أَعْمَلَهَا ظَاهِرًا وَبَاطِنَا، فَقَدْ أَكْمَلَ الْإِيمَانَ، وَمَنِ انْتَقَصَ شَيْئًا مِنْهَا ؛ فَقَدِ انْتَقَصَ مِنْ إِيمَانِهِ ### التعليق والشرح : وَهُذِهِ الْأُمُورُ : بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلَاهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَة الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ. ### التعليق والشرح : وَيُرَتِّبُونَ عَلَى هُذَا الْأَصْلِ أَنَّ النَّاسَ فِي الإِيمَانِ دَرَجَاتٌ . مُقَرَبُونَ وَأَصْحَابُ يَمِيْنٍ وَظَالِمُوْنَ لأَنْفُسِهِمْ بِحَسْبِ مَقَامَاتِهِمْ مِنَ الدِّينِ والإِيمَانِ وأَنَّهُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَمَنْ فَعَلَ مُحَرّمَا أَوْ تَرَكَ وَاجِبَاً نَقَصَ إِيْمَانُهُ الوَاجِبُ مَا لَمْ يَتُبْ إِلَى اللهِ . ### التعليق والشرح: وَيُرَتِّبُونَ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ أَنَّ النَّاسَ ثَلَاثَةُ أَقْسَام : مِنْهُمْ مَنْ قَامَ بِحُقُوقِ الْإِيمَانِ كُلِّهَا ، فَهُوَ الْمُؤْمِنُ حَقّاً . ### التعليق والشرح: وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَهَا كُلَّهَا، فَهُذَا كَافِرُ بِاللَّهِ تَعَالَى . ### التعليق والشرح : وَمِنْهُمْ مَنْ فِيهِ إِيمَانٌ وَكُفْرٌ ، أَوْ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ، أَوْ خَيْرٌ وَشَرٌ، فَفِيهِ مِنْ وِلَايَةِ اللهِ وَاسْتِحْقَاقِهِ لِكَرَامَتِهِ، بِحَسَبِ مَا مَعَهُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَفِيهِ مِنْ عَدَاوَةِ اللهِ وَاسْتِحْقَاقِهِ لِعُقُوبَةِ

Use Quizgecko on...
Browser
Browser