مناهج البحث - لغ ت ٣٠٤ - جامعة عين شمس - ٢٠٢٢ PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
جامعة عين شمس
2022
هويدا علام
Tags
Summary
ملخص لمناهج البحث العلمي، المستوى الثالث، قسم اللغات الشرقية، جامعة عين شمس، ٢٠٢٢. يغطي مفهوم البحث، أنواع البحوث، اختيار موضوع البحث، جمع البيانات، و منهجية البحث العلمي. يُقدّم الكاتب معلومات مفيدة حول كيفية صياغة عنوان البحث، جمع المادة العلمية، وتدوين المراجع العلمية.
Full Transcript
# مناهج البحث ## قسم اللغات الشرقية - المستوى الثالث ## لغ ت ٣٠٤) ## **الاستاذة الدكتورة هويدا علام** ## **الاستاذ المساعد بقسم اللغات الشرقية ودابها شعبة اللغة التركية** ## **كلية الآداب - جامعة عين شمس** ## **القاهرة ۲۰۲۲** - Ain Shams University - College of Arts - Quality Assurance and Accred...
# مناهج البحث ## قسم اللغات الشرقية - المستوى الثالث ## لغ ت ٣٠٤) ## **الاستاذة الدكتورة هويدا علام** ## **الاستاذ المساعد بقسم اللغات الشرقية ودابها شعبة اللغة التركية** ## **كلية الآداب - جامعة عين شمس** ## **القاهرة ۲۰۲۲** - Ain Shams University - College of Arts - Quality Assurance and Accreditation - The National Authority for Education Quality and Accreditation (NAQAAE) - Accredited College # مناهج البحث ## **قسم اللغات الشرقية - المستوى الثالث** ## **قائمة المحتويات** | **الصفحة** | **الموضوع** | | ------ | ------ | | ه | مقدمة | | ه | محتويات الكتاب | | ٨ | مفهوم البحث: خصائص البحث | | ٨ | أنواع البحوث | | ١٤ | اختيار موضوع البحث | | ١٤ | عنوان البحث | | ١٦ | جمع المادة العلمية | | ١٧ | طريقة تدوين المادة العلمية | | ١٨ | مرحلة اختيار ما يكتبه من المادة العلمية | | ٢٣ | مفهوم منهج البحث | | ٢٦ | البحث الأدبي | | ٢٧ | مادة البحث الأدبي | | ٢٨ | المنهج التكاملي | | ٢٩ | تعريف النقد | | ٣١ | المنهج الفني | | ٣٣ | القيم الشعورية في النص | | ٣٨ | المنهج التاريخي في الأدب | | ٤١ | المنهج الاجتماعي | | ٤٧ | البحث التاريخي ومقوماته | | ٤٨ | صفات المؤرخ | | ٥٨ | مناهج بحث علم النص | | ٥٩ | المنهج الأسلوبي | | ٦٤ | أهمية التحليل الأسلوبي | | ٦٥ | المنهج التقابلي | | ٦٦ | المنهج المقارن | | ٦٩ | المنهج الظاهراتي | | ٧١ | الظاهراتية علم الاجتماع | | ٧٢ | المنهج السيميائي | | ٧٥ | التناص | | ٧٦ | قائمة المراجع | ## **المقدمة** بسم الله الرحيم الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين، أما بعد،،، لأي بحث علمي منهجاً يرتكز عليه الباحث ويظل محافظاً على حدوده ليرسم الطريق للوصول إلى نتائج علمية قويمة في موضوع بحثه. لذلك تمثل مناهج البحث العلمي أحد أساليب التفكير الذي يساعد الباحث على تنظيم أفكاره وعرضها وتحليلها، وذلك للوصول إلى النتائج المرجوه من خلال تناول ظاهرة أو مشكلة ما، كان قد اتخذها الباحث سبباً جوهرياً للكتابة البحثية. ولعل أهم ما يميز الكتابة البحثية هو الأسلوب الذي يتبعه الباحث والذي يتضمن العديد من المراحل المرتبطة بشكل تسلسلي بحيث تؤدي كل مرحلة إلى المرحلة التي تليها، حيث تعد مناهج البحث هي الطريقة التي لابد للباحث أن يتخذها بهدف جمع المعلومات والبيانات اللازمة لكتابة البحث على نحو علمي دقيق وصحيح. ## **الفرق بين مناهج البحث العلمي ومنهجية البحث العلمي:** المنهجية عبارة عن الجوانب التطبيقية للمناهج العلمية، حيث أن المنهج عبارة عن مجموعة من القواعد العلمية العامة، تساعد في كشف غموض مشكلة ما، والتوصل إلى حقائق علمية، كما ذكرنا آنفاً ، أي الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسة موضوع ما. أما المنهجية فهي عدة إجراءات اصطلح عليها خبراء الأبحاث السابقين، مثل الملاحظة والتعمق في التفكير والقدرة على الاستنباط، والربط بين المتغيرات والتفسير. ويجب أن يكون للباحث مبررات في استخدام منهج بحثي عن غيره. ## **الفصل الأول** ### **مفهوم البحث وخصائصه** #### **تعريف البحث العلمي:** لقد تعددت تعاريف البحث العلمي بشكل كبير، وذلك يرجع إلى الدوافع والمصالح المرجوه منه. وقد عرف البحث على أنه وسيلة للاستعلام والاستقصاء الدقيق والمنظم يقوم به الباحث للانتقال من المجهول إلى المعلوم، لاكتشاف علاقات جديدة، وتطوير أو تصحيح أو تحقق من معلومات متاحة. وهو أيضاً عملية منظمة لجمع البيانات وتحليلها، وأخيراً يمكننا القول أن البحث العلمي: هو أسلوب منظم للتفكير ، ويعتمد على الملاحظة العلمية والحقائق والبيانات وعلى المبادئ والأساليب العلمية لترشد الباحث إلى كشف الحقيقة بهدف الوصول إلى معارف جديدة يمكن تعميقها والقياس عليها. #### **خصائص البحث العلمي:** يتصف البحث العلمي بمجموعة مترابطة من الخصائص التي لابد من توافرها حتى تتحقق الأهداف المرجوه منه، ومن هذه الخصائص ما يلي: 1. **الموضوعية:** وتعني هذه الخاصية التزام الباحث بإتباع أسلوب واضح في إجراء البحث ويجب أيضاً أن تتم كل خطوات البحث بشكل موضوعي وليس شخصي متحيز ، ولا يمكن إثبات الشيء ونقيضه في نفس الوقت. 2. **الاختيارية والدقة والمنطقية:** أي أن الباحث يتم إنجاز مراحله وخطواته وفق قواعد وأصول، ومنهجية علمية متعارف عليها . 3. **التبسيط والاختصار:** أن ذروة الابتكار والتجديد في مجال العلم، تكمن في التبسيط المنطقي في التناول، والتنازل المتسلسل للأهم ثم للأقل أهمية، وهذا يتطلب من الباحث التركيز على بحثه على متغيرات محدودة، لأن اشتمال البحث على العديد من المتغيرات، قد يضعف من درجة التعمق والدقة والتغطية الكاملة لموضوع البحث. 4. **الأمانة العلمية:** تعتبر الأمانة العلمية في البحث العلمي، من أهم صفات الباحث وأخلاقيات البحث العلمي ومن الأمور الأساسية في تأصيل البحث وعلميته، وذلك في تحديد مدى الاستفادة من الخبرات العلمية، ومدى إمكانية تطورها، ويرجع هذا إلى: 1. الإشارة إلى المصدر أو المرجع الذي تم استفادة الباحث منه وأدى إلى دعم أفكاره وساعد في بناء خطوات البحث. 2. التأكيد على دقة الأفكار والآراء التي أفاد منها الباحث في إنجاز بحثه. #### **ما يميز شخصية الباحث:** أن يكون عارفاً بأصول المنهج العلمي العام وقواعد المنهج العلمي الخاص، يجب على الباحث معرفة ما إذا كان لديه الموهبة والاستعداد الفطري باعتبارها الخطوة الأولى للانطلاق في تنمية القدرة على البحث لديه، وقد حدد العلماء مظاهر وجود الموهبة عند الباحث في النقاط التالية: 1. قدرته على اختيار الموضوع من خلال قراءاته. 2. قدرته على وضع تخطيط مبدئي للموضوع الذي اختاره. 3. مدى استطاعته في نقد الأفكار والبرهنة على فكرته. 4. مدى قدرة الباحث على المناقشة والفهم. لابد للباحث أن يتمتع بالفضول المعرفي، وأن يكون أميناً فيما ينقل ولا يقدم على الزيادة أو التغيير أو السرقة. ويجب أن يكون الباحث صادقاً في كل ما يقوله في بحثه وأن يكون أيضاً صريحاً في إبداء الرأي فالحقيقة لا تقبل التعتيم، ومن أهم سمات الباحث أن يتحلى بالأخلاق الحميدة وقوة التحمل والصبر والمثابرة، وأن تكون لديه روح المبادرة والابتكار وإمكانية الربط والمقارنة والاستنتاج، كما يجب أن يكون لدى الباحث القدرة اللغوية أي امتلاك ناصية اللغة التي كتبت بها المصادر والمراجع الخاصة بموضوع البحث. ويوجد أيضاً عنصر مهم يجب أن ينظر إليه الباحث بعين الاعتبار بل يضعه الباحث في الحسبان وهو الإمكانيات الاقتصادية وإعداد ميزانية خاصة بالبحث، واحترام آراء الآخرين ولا يأخذه الغرور مهما توصل في بحثه إلى نتائج قيمة لأن الغرور بداية الهلاك. #### **إلى:** 1. **البحوث الأكاديمية:** وهي البحوث التي تعد في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المختلفة، وهي بدورها تنقسم * **البحوث الجامعية الأولية:** وهذه أقرب ما تكون إلى التقارير منها إلى البحوث، والمطلوب إعدادها من طلاب مرحلة الليسانس أو البكالوريوس، والهدف من البحوث في هذه المرحلة العلمية إنما يتدرب فيها الطالب على الاعتماد على النفس وإظهار قدرة الطالب على التحليل والتعمق في الموضوع الذي يخص بحثه. * **بحوث الدراسات العليا:** وهي رسائل الماجستير وأطروحة الدكتوراه والتي تتطلب من الطالب أن يلتزم بمدة زمنية معينة لإعداد بحثه، وقد يتوصل الباحث إلى إضافة جديدة في عالم المعرفة والتي تجعله أيضاً من الأشخاص المعترف بهم في مجال تخصصه. * **وهناك أيضاً أبحاث تُطلب من أساتذة الجامعة لترقيتهم، أو أبحاث للاشتراك في المؤتمرات العلمية.** ## **الفصل الثاني** ### **اختيار موضوع البحث** يعتبر اختيار موضوع البحث مرحلة من أهم المراحل التي يمر بها الباحث ويجتاز الباحث المرحلة بناءاً على عدة معايير، منها المعيار النفسي ونقصد به ميل الباحث لحقل معين من حقول المعرفة، فهذا يدفع الباحث إلى الإنجاز وتوفير الجهد والوقت لكي يعمل ما يحب. وهناك أيضاً معيار التخصص العلمي فيجب أن يكون الموضوع ضمن مجال تخصص الباحث وليس خارجاً عن مجال تخصصه. وهناك أيضاً ضرورة يحب أن يهتم بها الباحث وهي تتعلق بالمصادر والمراجع الخاصة بموضوع البحث والتي يجب توافرها بقدر المستطاع. #### **عنوان البحث:** يعتمد التفكير في صياغة عنوان البحث على الخبرة العملية التي اكتسبها الباحث أثناء فترة الدراسة وأيضاً على المعارف التي حصلها من خلال الإطلاع على مختلف المصادر والمراجع والوثائق التي تخص موضوع البحث. تناقش الباحث بشكل مهذب مع الأستاذ المشرف وذلك بعرض بعض المقترحات الخاصة بصياغة عنوان البحث والموضوع المراد بحثه بحيث يكون العنوان فعلاً يُعبر عن محتوى البحث. ثم تأتي بعد ذلك كيفية الصياغة السليمة لعنوان البحث. لا يجب أن يكون العنوان متضمن التكرار حتى لا يكون طويلاً ولا يعتمد على بتر المعلومة فيصبح قصيراً لا يعبر عن محتوى البحث. كما يجب أن يتضمن العنوان مصطلحات دقيقة ومتخصصة. وهناك أيضاً ضرورة في تطابق عنوان البحث مع موضوع البحث بحيث يكون له معنى علمي واضح. ## **جمع المادة العلمية** مرحلة جمع المادة العلمية الخاصة بالبحث في وقتنا الحاضر أصبح الانترنت والقنوات الإلكترونية الأخرى مصدر للمعلومات التي يمكن للباحث الاعتماد عليها بعض الشيء أي تكون معلومات تكميلية وليست أساسية، فهناك الكثير من ملخصات البحوث ومضامين الكتب والرسائل العلمية مما أدى إلى فتح أفق جديد للتفاعل المعرفي والعلمي بين الباحثين، ولكن مع كل هذا لا غنى عن الكتاب الورقي لما له من أهمية بالغة. والذهاب إلى المكتبة أيضاً. تعد هذه المرحلة من أدق المراحل في سيرورة عملية البحث، حيث أنه متى انتهى الباحث من التفكير في موضوع البحث، والاستقرار عليه، وقيم المصادر التي سيقرؤها، وعرف درجة تمكنه من الاستفادة منها، وطريقة الوصول إليها، أصبح عليه من اليسير بعد ذلك أن يصل إلى مرحلة جمع المعلومات، باعتبارها الركيزة الأساسية للبحث العلمي، والمقصود بجمع المادة العلمية، هو اكتشاف منابع البحث وهي المتعلقة بموضوع البحث. نعود ونتحدث عن المكتبة التي أصبحت تعتمد على الحاسب الآلي "الكمبيوتر" بشكل كبير فهناك برنامج معين وعن طريق كتابة عنوان الكتاب أو أسم المؤلف، يظهر رقم الكتاب بشكل أسرع. #### **الطريقة الأولى**: طريقة تدوين المادة العلمية البطاقات وتحتاج إلى تصنيف بسبب تنوعها وتعددها، ويمكن أن تختلف ألوان مبحث عن آخر، يكتب الباحث في البطاقة اسم المرجع، وموضوع النص من الكتاب بالجزء والصفحة. #### **الطريقة الثانية**: يسجل الباحث تقسيم بحثه حسب خطة البحث في ورق أبيض يأخذ شكل الدوسيه المتعارف عليه. #### **الطريقة الثالثة**: التصوير حيث يحتاج الباحث أحياناً إلى تصوير صفحة أو أكثر لأنه لا يجد الوقت الكافي للقراءة في المكتبة. وتوجد طريقة رابعة ولكنها تأخذ شكلاً غير لائق بالباحث فتظهره في صورة المتعجل، وهي أن يشير الباحث على غلاف الكتاب إلى ما يحتاجه من داخل الكتاب عن طريق رقم الصفحات. وهي بذلك لا تعفي الباحث عن تواجد الكتاب معه. #### **مرحلة اختيار ما يكتبه من المادة العلمية** بعد مرحلة التجميع تأتي مرحلة الانتقاء، حيث يقوم الباحث بدراسة المعلومات الموجودة لديه ويدرسها جيداً ثم يقوم بترتيبها حسب الخطة الخاصة بالبحث مع مراعاة الترتيب الزمني، وقد يعتمد في ذلك على قيمة المعلومة، وحسن عرضها وقوة الاستدلالها، وعلى الباحث أن يستبعد ما عدا ذلك ويكتفي بمجرد الإحالة. وهناك صياغة أولية، حيث يقوم الباحث بكتابة المعلومات وترتيبها وتنظيمها محاولاً الربط بين هذه المعلومات بكل دقة وذلك وفقاً لخطة البحث وهي تحتوي على أجزاء البحث التالية: * أ – المقدمة، التمهيد، * ب المحتوى - المتن - الخامة، قائمة المراجع. #### **يجب على الباحث مراعاة الآتي:** 1. أن يعرض موضوعه دون تكلف في الأسلوب ويعمل على سلاسة الأسلوب وسهولته وألا يتخذ من أسلوب العوام قالباً له، وعلى الباحث مراعاة السلامة اللغوية والنحوية والصرفية، وعدم تكرار نفس المعنى وإن لزم الأمر عليه أن يستخدم الإحالة. #### **ثم تأتي بعد ذلك مرحلة المظاهر العامة للصياغة:** * **الهوامش أو الحواشي**: فهي أحد الجوانب المهمة وهي أيضاً دليل على فهم المادة العلمية ووضعها في الموضع الصحيح، وتجنب الحاشية المتن من الوقوع في الإطناب والتطويل في عرض المعلومة ولكنها ضرورية لإعطاء القارئ صورة كاملة عن ما يخص البحث. أما عن تدوين المراجع في الهامش: يذكر اسم المؤلف ثم اسم الكتاب ورقم الجزء إذا وجد، ورقم الصفحة ورقم الطبع ومكان الطبع وسنة النشر. وإذا كان الباحث قد رجع إلى رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه، يجب عليه أن يذكر اسم صاحب الرسالة ثم عنوان الرسالة، ويذكر إذا كانت منشورة من عدمه، ويذكر اسم الجامعة التي أجازت الرسالة. أما إذا اعتمد الباحث على دورية - أي مجلة تصدر كل فترة منتظمة من شهور السنة – فعليه كتابة اسم المجلة، رقم العدد، تاريخ الصدور، رقم الصفحة. وعلى الباحث عندما يستعين بالمواقع الإلكترونية أن يقوم بالتوثيق بشكل كامل وذلك من أهم المعايير التي تحكم بمدى مصداقية الباحث وإثبات لجهود الآخرين ويجب عليه أن يكتب رابط الموقع ويكتب اسم المؤلف وعنوان المقالة أو كلاهما إن وجد، وفي حالة عدم وجود تاريخ يكتب (ب، ت) أي بدون تاريخ. ومن المهم أن الباحث في مرحلة الكتابة أن يلتزم بقواعد الاقتباس: من الضروري أن يقتبس الباحث من مصادر أصلية ثم يضع ما يقتبسه بين قوسين – بهذا الشكل [ ] - وذلك في جملة قد اقتبسها الباحث، ويجب مراعاة الباحث من وجود انسجام بين ما اقتبس وما قبله وما بعده حتى لا يبدو أي تنافر في السياق، كما يجوز للباحث أن يحذف من الجملة التي اقتبسها كلمة فعلية أن يضع ثلاث نقط على هذا الشكل … ويجب على الباحث أيضاً وضع كل ما ينقله من كلام غيره بين قوسين مزدوجين - على هذا الشكل " " - ويجب على الباحث أن يدقق في استخدام علامات الترقيم وهذا يؤدي بنا إلى تناول علامات الترقيم بالتعريف البسيط حيث أنها تعتبر من شروط التيسير على القارئ وفهم ما كتبه الباحث وتنظيم الجمل أثناء الكتابة كما أنها تزيد من جمال الكتابة وحسن عرض النص. * **النقطة** - وهي علاقة تدل وقف تام للكلام، توضع في نهاية الجملة المفيدة أي الجملة التي اكتمل معناها . * **الفاصلة** - ، - تدل الفاصلة على وقف قصير في الكلام وأهم استخدامها : 1. بين المعطوف والمعطوف عليه، وبالتحديد عند حذف حرف العطف، وتوضع أيضاً بين الجمل القصيرة التي اكتمل معناها، وتوضح أيضاً بين جملة الشرط الطويلة وبين جواب الشرط. * **النقطتان الرأسيتان** - : - ، وتدل على الوقف المتوسط وتوضع بعد القول - قال فلان - توضع أيضاً قبل التفسير أو التفصيل – من أنواع: * **الفاصلة المنقوطة** - ؛ - توضع بين السبب والمسبب وأيضاً توضع بين جملتين مرتبطتين في المعنى. * **علامة الاستفهام:** للدلالة على وجود سؤال وتوضع في نهاية الجملة -؟. * **علامة التعجب** - ! - توضع بعد أسلوب النداء وأيضاً بعد أسلوب التحذير وبعد أسلوب التعجب. * **القوسان القرآنيان** - [ ] - وتكتب بينهما الآيات القرآنية. * **القوسان** - ( ) - يوضع لتوضيح كلمات מבهمة في الجملة. * **الجملة الاعتراضية:** وهي توضع بين شرطتين اعتراضيتين – الجملة – ، توضع بين الفعل والفاعل - توضع بين المبدأ والخبر – بين فعل الشرط وجواب الشرط - بين القسم وجواب القسم. ولعلامات الترقيم كما ذكرنا آنفاً أهمية كبيرة وإذا خلا النص منها فأنه يحاط بالغموض مما يجعل القارئ في حيرة من أمره وعدم وصوله للمعنى المراد من حيث فهم المقاصد التعبيرية التي وضعت من أجلها الجمل والعبارات. بعد الانتهاء من كتابة البحث ومراجعته لم يبق إلا مرحلة الطبع أي ظهور البحث ليقدم للعيان وهنا يجب على الباحث مراعاة ترقيم الصفحات بعناية ثم إذا استدعى الأمر لعمل كشافات فنية خاصة بخرائط أو الإعلام التي ذكرت في البحث أو بعض من الآيات القرآنية والأحاديث أو بعض الأماكن أو بعض الاختصارات التي استخدمها الباحث. ## **الفصل الثالث** ### **مفهوم منهج البحث** منهج البحث مصطلح يعني مجموعة من الخطوات المتتالية التي يقوم بها الباحث بشرط أن تكون متسلسلة تسلسل منطقي وعلمي وذلك من أجل كتابة بحث علمي محكم. ومن الطبيعي أن يكون البحث عن المعلومات ذات الصلة حول موضوع معين، فالبحث عبارة عن تحقيق أو استفسار دقيق خاص من خلال البحث عن حقائق جديدة في أي فرع من فروع العلم، ويتطلب البحث جهد منظم لاكتساب معرفة جديدة. والبحث أيضاً بالسعي وراء الحقيقة بمساعدة الدراسة والملاحظة والمقارنة والتجربة كما يجب أن يكون على أساس مناهج البحث العلمي باختصار أنه المعرفة من خلال طريقة موضوعية ووفق مناهج البحث العلمي. أما عن تعريف المنهج تعريفاً لغوياً، هو الطريق والسبيل والوسيلة التي يتدرج بها للوصول إلى هدف معين. ارتبط المنهج بالمنطق الأرسطي، مما جعله يدل على الوسائل والإجراءات العقلية طبقاً للحدود التي تؤدي إلى نتائج معينة. وسُمي بالمنهج العقلي، ومن أهم سماته عدم التناقض وقد أخذ المنهج العقلاني يسلك نهجاً مغايراً يتسم بنوع من الخصوصية مع "ديكارت" ولذلك اقترن المنهج في هذه الفترة بالتيار العلمي، ومن مميزات هذا التيار أنه يحتكم إلى العقل وإلى الواقع ومعطياته، وقد صاحب نمو الفكر العلمي التجريبي أيضاً. وقد يراد به الوصول إلى نتائج منطقية. وقد ساعد استخدام المنهج العلمي في البحث على زيادة معدلات سرعة التراكم العلمي ومقداره، ويشار إلى هذه الظاهرة في وقتنا الحاضر باسم "الانفجار المعرفي" في مجال العلم، فالمعرفة في مجال العلم في تزايد مستمر . ولابد للبحث العلمي من وجود مشكلة معينة تدفع الباحث إلى دراستها دراسة علمية منظمة يحاول الباحث من خلالها إتباع المنهج العلمي لتفسيرها والوصول إلى حقائق جديدة فيتبع أسلوباً أو منهجاً معيناً ولا يعتمد على الطرق غير العلمية. فالبحث العلمي يهدف إلى زيادة الحقائق والمعلومات التي يعرفها الإنسان بهدف توسيع دائرة معارفه. #### **البحث الأدبي:** المنهج الذي يختص بالدراسة الأدبية يقوم بمعالجة القضايا الأدبية والنظر في مظاهر الإبداع الأدبي بأشكاله وتحليلها، فكل منهج لابد له من نظرية في الأدب، وتهتم النظرية الأدبية بطبيعة الأعمال الأدبية وعناصرها وأجناسها، ومدى علاقة الأدب بالمجتمع والكاتب والمتلقي، وكل نظرية يجب أن يكن لها مجموعة من الإجراءات تتمثل في المنهج المصاحب للنظرية الأدبية والتي من خلالها يمكن تحليل الأعمال الأدبية، وهناك أيضاً المنظومة الاصطلاحية التي تمثل الأدوات المنهجية التي يطبق من خلالها المنهج وهي تتغير من منهج إلى آخر وذلك يحقق التمييز بين اختصاصات المناهج. #### **مادة البحث الأدبي:** هي الأدب بفرعية: الشعر والنثر وما تفرع منهما. ولابد للباحث أن يكون على ثقافة واسعة كي يصل إلى بحث أدبي مهم مكتمل العناصر، فمنهج البحث الأدبي قد يفيد من المناهج الأخرى وتحديداً المنهج التاريخي ولكنه يتميز بأنه يتعامل مع مادة فنية ونص إنشائي وعلى الباحث أن يتعمق ويقرأ ما وراء النص؛ حتى يصل إلى خيال وعاطفة صاحبه. ولا غرو في اعتماد البحث الأدبي على الدراسات الاجتماعية؛ نظراً لأن الأدب مرآة المجتمع الذي أنشئ فيه، وأن الأديب يصدر فيما يكتبه عن مجتمعه الذي يعيش فيه، فهم ليسو بمنعزل عن مجتمعاتهم. وكذلك الشاعر فهو يحاول مخاطبة أفراد مجتمعه بما يشعرون. ونجد أيضاً الدراسات النفسية قد يعتمد عليها أيضاً البحث الأدبي. أما إذا كانت دراسة النص الأدبي تنصب على الدراسة اللغوية والنحوية والبلاغية، فيمكن هنا عزل الأدب عن مقاييس العلوم الاجتماعية والنفسية. ولكن "الدكتور شوقي ضيف" أكد على ضرورة الإفادة من الدراسات النفسية والعلوم الاجتماعية، وقال بضرورة الرجوع إلى تلك المناهج والدراسات النفسية وغيرها لأن دراسة الأديب وإنتاجه بهذه الطريقة سوف تصل إلى مرحلة الاكتمال، ويسمى صاحب كتاب "البحث الأدبي" أن هذا المنهج يسمى المنهج التكاملي. #### **المنهج التكاملي:** وهو منهج – كما يفهم من أسمه - يقوم على الأخذ بسائر المناهج أي أن المنهج التكاملي باختصار هو استخدام أكثر من منهج في البحث، بحيث تتكامل ما بينها في وضع وتطبيق مستلزمات البحث. ##### **خصائص المنهج التكاملي:** * **المنهج التكاملي لا ينظر إلى الإنتاج الأدبي على أنه نتاج البيئة العامة بالدرجة الأولى ولكنه نتاج الأديب، والأديب في الغالب متأثر ببيئته ويرتفع قدر الأديب كلما استطاع أن يعبر عن الجنس البشري كله وبالاهتمام بكبريات الموضوعات التي تصل الإنسان بالكون الكبير مثل الغيب والقدر والمثل والفضائل والرذائل، وتلك مسائل لا تتعلق ببيئة بعينها ولا بزمان معين ولا بعوامل تاريخية معينة.** * **المنهج التكاملي لا يتجاهل القيم الشعورية ولا القيم التعبيرية في الأثر الأدبي وإنما يأخذها في اعتباره، ويقيس جودة الأثر الأدبي أو رداءته بمقاييسها، وهي مقاييس فنية جيدة.** * **المنهج التكاملي لا ينظر إلى الإنتاج الأدبي على أنه إفراز العوامل نفسية محددة البواعث بمعرفة العلل، وإنما ينظر إليه على أنه نتاج النفس البشرية بكل ما أودعها الله من قرارات وما هيأه لها من استعدادات النفس البشرية التي تعد من أكبر العوامل التي خلقها الله ومن أغناها.** * **المنهج التكاملي وأن كان تعامله الأساسي مع النص الأدبي ذاته إلا أنه لا يغفل الجوانب الأخرى التي تسهم في العمل الأدبي وتؤثر فيه دون شك، مثل علاقة العمل الأدبي بنفسية صاحبه، وأثر البيئة في صاحب العمل الأدبي. فهو منهج يجمع في خطوته معظم إيجابيات المناهج ومن ثم كانت تسميته المنهج المتكامل أو التكاملي" تسمية مناسبة.** #### **تعريف النقد:** النقد هو وسيلة دراسة العمل الأدبي بعين موضوعية مجردة تبحث عن مكامن الجمال في العمل الأدبي وأيضاً عن القيم فيه على حد سواء. إذ تقوم الدراسة على تحليل العمل وبيان كتابته وصدق فحواه ومن ثم مقارنته بغيره ممن يشبه من أعمال، وصولاً إلى عطاؤه القيمة الأدبية التي يستحقها. ولكل ناقد منهجه الذي يؤمن به ويتبناه في دراسته تلك ما له من محاسن ومساوئ. وكما سبق أن أشرنا إلى أن المنهج التكاملي يتخذ من المناهج النقدية كافة طريقة لتحليل الأدب وتفسيره وتقييمه، أنه منهج مرن لا يقف عند حدود معينة ولكنه حصيلة تجارب كل المناهج، وقد استند عليه النقاد ونظروا إليه على أنه منارة يهتدي به على طريق النقد إذا استعمل بمرونة، هذا بشرط عدم استخدام المنهج التكاملي على أنه قواعد وقوانين واجبة الانتفاع، وإلا سيؤدي إلى فقدان فائدته للنقد والناقد. يفسر المنهج التكاملي الأدب من خلال عصره وظروفه الحضارية والتاريخية، فالتفسير الصحيح للعمل الأدبي يقوم بتوازن فني بين البناء والمحتوى وربط القديم بالجديد بل ومحاولة فهم القديم فهماً فنياً وتفسير قضاياه تفسيراً حضارياً. يعمل المنهج التكاملي أيضاً على دراسة العمل الأدبي دراسة فنية، فقيمة أي محتوى فني تظل دون المستوى إذا لم يكتمل الشكل والإطار الذي يحتويه. ويرجع اختيار الموضوع الأدبي أساساً إلى ثقافة الأديب. #### **المنهج الفني:** المنهج الفني قائم على دراسة العمل الأدبي بتحليله من ناحية بنائه، وأفكاره، وعواطفه، وصوره، وليس من ناحية تفسيره على ضوء الظروف التي تحيط به، والعوامل التي تؤثر في إنتاجه. وللغة الأدبية أهمية كبيرة نظراً لأنها جزء من النص وللأديب دور رئيس في بناءه، وهناك علاقة وطيدة بين الحاضر والماضي قد تعلب دوراً رئيساً في تفهم أي أثر أدبي فتجارب الأديب تعطي العمل الأدبي قيمته من حيث كونها تبين مدى محافظته واستيعابه للقيم الفنية، والتقاليد الموروثة أو المتداولة عند معاصريه وسابقيه، وهناك ترابط وثيق بيين العمل الأدبي وواقعة، نظراً لأن العمل الأدبي يعكس كثيراً من روح الواقع، ولكن هذا الارتباط أو الإحساس به يجب أن يكون نابعاً من نسيج الكلمات وصورها ورموزها ومن قوى التوازن بين الفكر والإحساس ومن البديهي أن المنهج الفني يقوم على أسس فنية تعد قواعد وأصولاً له، فالمنهج الفني يعمل على تمييز الجنس الأدبي عن غيره من الأجناس، كالشعر أو القصة أو الراوية أو المسرحية أو المقالة إلى آخره. يوضح المنهج الفني الجنس الأدبي عن طريق خصائص ذلك الجنس وبيان مدى انطباعها على الأصول الفنية لهذا النص الأدب أو تلك. ويرتكز هذا المنهج على ركيزتين أساسيتين هما: * **المنهج الذاتي:** وهو يخص من يقوم بتحليل النص. * **المنهج الموضوعي:** وهو يعتمد على وجود العناصر الموضوعية والأصول الفنية في النص. والنظرة الموضوعية للنص تعني أن يكون الناقد ملماً بالقواعد والأصول الفنية التي قررتها علوم اللغة وخاصة علوم البلاغة والتي يجب أن تتوفر في العمل الأدبي. هذا سواء كان شعراً أو نثراً. ## **الفصل الرابع** ### **القيم الشعورية في النص** والقيم الشعورية في كل إنتاج أدبي عالم مترامي الأرجاء ، ولذلك نَدُر أن يتشابه فيه أديبان في كل شيء، نظراً لأن كل إنسان عالم بأثره يختلف كثيراً عن الإنسان الآخر في أحاسيسه ومشاعره ونظرته للكون والحياة؛ ومن ثم تميز الأدباء عن غيرهم من الناس في رقة المشاعر وما إلى ذلك، ومن أجل ضبط القيم الشعورية التي يبحث عنها الناقد في الأثر الأدبي، يجب عليه الوقوف على أمور ثلاثة: 1. التعرف على الطابع الخاص الذي يميز صاحب النص الأدبي عن سواه من الأدباء. 2. التعرف على قدرة الأديب في نظرته للكون والحياة على أن يكون نظرة شاملة يتجاوز بها الجزيئات الصغيرة المحلية والآتية إلى الكليات الكونية الضاربة في التاريخ ماضيه وحاضره ومستقبله. 3. التعرف على الصدق الفني لدى الأديب من خلال نصه الأدبي، أي مدى صدق التأثر بالموقف وصدق التأثير في القارئ أو السامع. ويجب أن يكون لدى الأديب طابع خاص فهو أول سمة يبحث عنها الناقد سواء أكان الفن الأدبي الذي يتناوله الأديب شعراً أو نثراً ، وبهذا يستطيع الناقد التعرف على الطابع الشعوري للأديب من الأدباء ويدرك أيضاً مدى الأصالة في هذا الطابع و مدى تقليديه للآخرين في إحساسه ومشاعره وإدراك مدى قيمة العمل الأدبي. كما يجب على الناقد أيضاً ملاحظة الطابع اللفظي الذي يبدو في العبارات والجمل والكلمات التي يؤثرها أديب عن آخر. والأديب الأصيل له أيضاً طابع تخيلي ينتزع صوره من عوالم خياله، يرسم أبعادها ويختار لها ألوانها، أو يلجأ إلى وسيلة من وسائل التعبير عن المشاع من صنعه وابتكاره أي يجب أن ينفرد الأديب بطابع تخيلي وبهذه السمات يتضح لنا مدى أهمية الطابع الشعوري والطابع اللفظي والطابع التخيلي التي يتميز بهم كل أديب بين الأدباء، وبهذا نكون قد وقفنا على القيم الشعورية في النص. #### **القيم التعبيري في النص:** للقيم التعبيرية في النص أهمية كبيرة تنبع من أنها سمة للأدب يتفرد بها عن العلم؛ لأن الحقيقة الشعورية لا نستطيع أن نعبر عنها في صورتها المؤثرة الموحية إلا إذا كانت الألفاظ والتعبيرات قادرة على بث هذا التأثر وذاك الإيحاء، فلابد من اختيار الألفاظ وتنظيم العبارات، وعدم الاكتفاء بدلالات الألفاظ دلالة ذهنية وإنما تضاف إليها مؤثرات أخرى كالصور والإيقاع الموسيقي للكلمات. فالقيم الشعورية والقيم التعبيرية يجتمعان في العمل الأدبي. والقيم التعبير ما هي إلا ألفاظ ودلالات لهذه الألفاظ وتراكيب وفنون تحكم هذه التراكيب وإيقاع موسيقي للألفاظ وصور وظلال تشعها الألفاظ والتراكيب زيادة على المعنى أي الأسلوب الذي يلجأ إليه الأديب في تناول الموضوع. وفي مجال التركيب لابد أن يخضع كل تركب لمعايير متعددة حددها العلماء وجعلوا فيها قواعد وأصولاً يلتزم بها الذين يعبرون ومن أبرز هذه المعايير: 1. معيار علم النحو وقواعده وأصوله. 2. معيار علم الصرف. 3. معیار علوم اللغة بعامة. 4. معيار علم المعاني. 5. معيار علم البيان. 6. معيار علم البديع. ويجب أن يكون التركيب موافقاً لهذه القواعد والأصول التي قررتها هذه العلوم والفنون من جانب، ويجب على الناقد أن يبحث عما توافر لهذا التركيب من سمات الذوق الفني والقدرة على التعبير وأن يكون ملائماً للموضوع، ولكي تكتمل المتعة النفسية للقارئ فلابد للأديب أن يعمل على تنسيق وترتيب الألفاظ بحيث تعطي إيقاع موسيقي يؤثر في نفس المتلقي. ## **الفصل الخامس** ### **المنهج التاريخي في الأدب** للمنهج التاريخي دوراً كبيراً في الكشف عن الكثير من الحقائق المهمة في