التربية البيئية الوحدة الثانية PDF

Document Details

Uploaded by Deleted User

جامعة العقبة للتكنولوجيا

دعاء عمران المصري

Tags

علم البيئة البيئة التفاعل البيئي علوم الحياة

Summary

ملخص الوحدة الثانية من "التربية البيئية" يقدم لمحة عن علم البيئة، ويشرح التفاعل بين الكائنات الحية وبيئتها، ويغطي العوامل الحية والغير حية، ويسرد فروعًا متعددة من العلوم البيئية ذات الصلة.

Full Transcript

‫جامعـــــــة العقبـــــة للتكنولوجيــــــا‬ ‫كليـــــــــــة اآلداب والعلــــــــــــوم‬ ‫قســــــــم العلـــــــوم التربويــــــة‬ ‫التربية المهنية والسالمة العامة‬ ‫التربية البيئية‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬البيئة وعلم البيئة‬ ‫المهندسة دعاء عمران المصري‬ ...

‫جامعـــــــة العقبـــــة للتكنولوجيــــــا‬ ‫كليـــــــــــة اآلداب والعلــــــــــــوم‬ ‫قســــــــم العلـــــــوم التربويــــــة‬ ‫التربية المهنية والسالمة العامة‬ ‫التربية البيئية‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬البيئة وعلم البيئة‬ ‫المهندسة دعاء عمران المصري‬ ‫مقدمة في علم البيئة‬ ‫ علم البيئة هو العلم الذي يدرس التفاعل بين الكائنات الحية وبيئتها‪ ،‬بما يشمل العوامل‬ ‫الحية مثل الكائنات األخرى‪ ،‬والعوامل غير الحية مثل الضوء‪ ،‬والماء‪ ،‬والمناخ‪.‬يعزى‬ ‫أول استخدام لمصطلح "علم البيئة" (‪ )Ecology‬إلى العالم األلماني أرنست هيغل في‬ ‫عام ‪ ،1866‬حيث استند إلى الكلمة اإلغريقية "أويكوس" (‪ )Oikos‬التي تعني المنزل‬ ‫أو المكان‪ ،‬و"لوجيا" (‪ )Logia‬بمعنى الدراسة أو العلم‪ ،‬مما يعكس مفهوم دراسة‬ ‫الكائنات الحية في "منزلها" أو بيئتها الطبيعية‪.‬‬ ‫ يرتبط علم البيئة بعلم االقتصاد (‪ ،)Economics‬والذي يعود أصله اإلغريقي إلى نفس‬ ‫جذر "المنزل"‪ ،‬حيث يعبر عن إدارة موارد المنزل‪ ،‬مما يشير إلى تشابه المفهومين‬ ‫من حيث إدارة الموارد والعالقات بين الكائنات الحية وبيئتها‪.‬يعد علم البيئة بذلك‬ ‫ا‬ ‫مجاال أساسياا لفهم الديناميكيات الطبيعية التي تتحكم في حياة الكائنات الحية‪ ،‬ويساعدنا‬ ‫في تقييم تأثير األنشطة البشرية عليها لضمان استدامة البيئة‪.‬‬ ‫لمحة تاريخية عن علم البيئة الحديث‬ ‫ يذكر أن الدراسات التي تناولت علم البيئة بشكل مباشر وغير مباشر في‬ ‫الحضارة الغربية بدأت في نهاية القرن السادس عشر‪.‬‬ ‫ نشر العالم الفرنسي رومر [‪170-1683‬م] في ستة مجلدات عن التاريخ‬ ‫الطبيعي للحشرات [ مذكرات خاصة بدراسة تاريخ الحشرات[ والتي احتوت‬ ‫على قسم كبير من المعلومات البيئية الخاصة بالحشرات‪.‬‬ ‫ وقد تعددت الدراسات في التاريخ الطبيعي خالل القرن التاسع عشر‪ ،‬وانقسم‬ ‫الباحثون إلى مجموعتين هما‪ :‬الطبيعيون القاريون‪ ،‬والطبيعيون الجزريون‪.‬‬ ‫ من أشهر علماء المجموعة األولى‪ :‬البارون الكسندر فون همبولدت والذي‬ ‫قضي خمس سنوات يقوم باستكشاف مناطق أمريكا الجنوبية‪ ،‬وبعد عودته إلى‬ ‫ألمانيا عام ‪1804‬م نشر ‪ 26‬مجلدا ا في الجغرافية النباتية ومواضيع دراسة‬ ‫النبات والحيوان ألمريكا الجنوبية‪.‬‬ ‫ وبرز أيضا ا العالم هنري بانس الذي وضع بحثا ا عن حشرات أمريكا الجنوبية‬ ‫وباألخص عــن النمل على مدى ‪ 11‬سنة متواصلة من العمل الشاق‪.‬كما‬ ‫أخرج عالم الطبيعة السويسري لوريس اكاسيز بحثا ا بعنوان [إسهامة في‬ ‫دراسة التاريخ الطبيعي للواليات المتحدة]‪ ،‬وكتابا ا بعنوان [رحلة في البرازيل]‪.‬‬ ‫ ومن علماء الطبيعة الجزريون‪ :‬العالم اإلنجليزي تشارلس دارون‪ ،‬الذي قام بزيارة‬ ‫العديد من الجزر المتفرقة ومنها الجزر المشهورة [الجالجبوس] في المحيط‬ ‫الهادي الواقعة قبالة األكوادور في أمريكا الجنوبيــة وقــام بنشر أعماله تحت‬ ‫عنوان رحلة السفينة بيغل‪.‬وقد افترض دارون أنه في وقـت مـا خــالل العصور‬ ‫الجيولوجية السحيقة كان العديد من الجزر وسالسل الجزر الحالية متصلة‬ ‫بالمسافات القارية عن طريق جسور من اليابسة سمحت بحركة غير محدودة‬ ‫للنبات والحيوان منها وإليها‪ ،‬ومع التراجع الجيولوجي لهذه الروابط انعزلت‬ ‫الكائنات الحية في هذه المناطق النائية وأدى هذا على االنتخاب الطبيعي لتراكيــب‬ ‫جديدة نتج عنها الخصائص المختلفة للحياة المنعزلة مقارنة باألنواع القارية‪.‬‬ ‫ ودرس العالم البريطاني أدورد فوربس النبات والحيوان الذي يعيش في منطقة‬ ‫البحر المتوسط ودرس رواسب المتحجرات‪.‬ونشر هذه الدراسات المتعلقة بالبيئة‬ ‫القديمة [ بيئة المتحجرات[ للجزر البريطانية عام ‪1846‬م‪.‬ويبدو أن فوربس‬ ‫اعتقد أن النباتات وكذلك الحيوانات انتقلت عبر الجسور اليابسة بين أوروبا‬ ‫والجزر البريطانية خالل العصور الجيولوجية‪.‬‬ ‫أما العالم جفري سانت هيالري فقد استخدم سنة ‪1859‬م مصطلح علم االيثولوجيا‬ ‫ ‬ ‫)‪ (Ethology‬ليشير إلى دراسة العالقات بين الكائن الحي والبيئة‪ ،‬إال أن المصطلح لم يلق‬ ‫تقبالا مـن قبـل علـماء البيئـة األوائل‪.‬وقد أعيد استخدام هذا العلم في السنين األخيرة‬ ‫كجزء من علم البيئة يتعلق بسلوك الحيوان‪،‬‬ ‫وبعد ذلك أدخل رايتر ‪ ،‬مصطلح ( ‪ (Oekologie‬الذي يعني )‪ (Ecology‬في اللغة‬ ‫ ‬ ‫اإلنكليزية‪.‬‬ ‫وتصدر مبدأ المجتمع ( ‪(Community‬علم البيئة الحديث في الجزء األخير من القرن‬ ‫ ‬ ‫التاسع عشر‪.‬وفي بداية القرن العشرين ازدادت دراسات المجتمعات ومنها دراسة البيئة‬ ‫الحيوانية لمرفأ الينبوع البارد للعالم دافينبورت عام ‪1903‬م‪.‬‬ ‫وأدرك العالم النباتي الدنيماركي [درامنيك] عام ‪1909‬م‪ ،‬االعتماد المتبادل والعالقات‬ ‫ ‬ ‫الوطيدة التي توجد بين مجتمعات النبات والحيوان وأوصى بأن ال تعامل المجتمعات‬ ‫النباتية بشكل منفصل عن المجتمعات الحيوانية‪.‬‬ ‫وقام علماء البيئة ببحوث في النواحي السكانية والجماعية‪ ،‬ونشرت بعض المراجع البيئية‬ ‫ ‬ ‫ومنها [ مبادئ البيئة الحيوانية ] ومنها أيضا ا [المجتمعات الطبيعية ] الذي عالج فيه‬ ‫مشكلة المجتمع وذلك عن طريق العوامل الفيزيائية والناحية االقليمية والتعاقب وتطور‬ ‫الجماعة بعنوان ( الوفرة النسبية للحيوانات)‪.‬‬ ‫فروع علم البيئة‬ ‫ حدد العلماء فرعين رئيسيين في علم البيئة‪ ،‬هما علم البيئة الفردية وعلم البيئة الجماعية‪:‬‬ ‫‪ ‬علم البيئة الفردية‪ :‬يركز على دراسة كائنات فردية أو نوع واحد من الكائنات الحية‪ ،‬وقد يمتد ليشمل دراسة مجموعة صغيرة‬ ‫مترابطة من األنواع التي تعيش معًا وتتفاعل مع بيئتها‪.‬‬ ‫‪ ‬علم البيئة الجماعية‪ :‬يدرس الحياة في منطقة معينة من منظور واسع‪ ،‬فيشمل دراسة النباتات والحيوانات والعناصر غير الحية‬ ‫ضا أنظمة بيئية أكبر‪ ،‬مثل بيئة األنهار‪ ،‬والمستنقعات‪ ،‬والصحاري‪،‬‬ ‫البارزة التي تشكل مجتمعًا بيئيًا‪.‬قد يتناول هذا الفرع أي ً‬ ‫والغابات‪.‬‬ ‫ كما قام بعض العلماء بتقسيم علم البيئة إلى علم البيئة النباتية الذي يدرس النباتات في بيئاتها‪ ،‬وعلم البيئة الحيوانية الذي يدرس‬ ‫الحيوانات‪.‬ونشأت الحقًا تخصصات دقيقة ضمن علم البيئة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ ‬علم البيئة القديمة ‪ :‬يدرس الظروف البيئية في العصور الماضية‪.‬‬ ‫‪ ‬الجغرافيا الحيوانية ‪ :‬يدرس التوزيع الجغرافي للحيوانات‪.‬‬ ‫‪ ‬علم بيئة الفضاء وعلم البيئة اإلشعاعية‪ :‬يدرسان تأثيرات الفضاء واإلشعاع على الكائنات الحية‪.‬‬ ‫‪ ‬علم الغابات وعلم إدارة الحياة البرية‪ :‬يهتمان بالمحافظة على الغابات والحياة البرية‪.‬‬ ‫‪ ‬علم المياه العذبة ‪ :‬يدرس المكونات الحية وغير الحية في المياه العذبة‪.‬‬ ‫‪ ‬علم بيئة المحيطات ‪ :‬يركز على الظروف البيئية في المحيطات‪ ،‬والخلجان‪ ،‬ومصبات األنهار‪.‬‬ ‫ تسهم هذه الفروع في فهم أعمق للعالقات البيئية ودعم الجهود للحفاظ على توازن الطبيعة‪.‬‬ ‫علم البيئة وعالقته بالعلوم األخرى‬ ‫ يرتبط علم البيئة بشكل وثيق بعلوم الحياة‪ ،‬إذ يعد جز اءا من هذه العلوم‪.‬يسمح علم البيئة‬ ‫بدراسة أي نوع أو مجموعة من الكائنات الحية‪ ،‬مستفيداا من فروع علمية متنوعة‪.‬فعلم‬ ‫وظائف األعضاء (الفسيولوجيا) يقدم معلومات حول تأثير العوامل البيئية على وظائف الكائنات‪.‬‬ ‫بينما يوفر علم التصنيف (التاكسونومي) وسائل لتصنيف الكائنات ودراسة تأثير العزل‬ ‫الجغرافي عليها‪.‬‬ ‫ كما يستخدم علم البيئة علم التطور وعلم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية لفهم التغيرات الوراثية‬ ‫والشكلية للكائنات وتأثير البيئة عليها‪.‬وال يمكن لعالم البيئة االستغناء عن العلوم الطبيعية‬ ‫األخرى‪ ،‬مثل الكيمياء‪ ،‬والفيزياء‪ ،‬وعلم الفلك‪ ،‬وعلم المناخ‪ ،‬والجغرافيا‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬فهي‬ ‫توفر األساس الضروري للبحث البيئي‪.‬‬ ‫ تزيد الدراسات الجغرافية والمناخية والفلكية من دقة النتائج البيئية‪ ،‬كما أن علم التربة‬ ‫(البدولوجيا)‪ ،‬المرتبط بالزراعة‪ ،‬يساعد عالم البيئة في فهم خصائص التربة وتأثيرها على‬ ‫توزيع النباتات والحيوانات‪ ،‬إذ تعتبر التربة عامالا مه اما في ذلك‪.‬يلعب علم اإلحصاء أيضاا ا‬ ‫دورا‬ ‫كبيرا في تحليل البيانات البيئية‪ ،‬مما يتيح فهم ظواهر مثل زيادة السكان والهجرة والتنبؤ‬ ‫ا‬ ‫باألنشطة البيئية في مناطق محددة‪.‬‬ ‫أهداف علم البيئة‬ ‫يسعى علم البيئة إلى تحقيق عدة أهداف‪ ،‬من أهمها‪:‬‬ ‫ ‬ ‫فهم العالقات بين الكائنات الحية‪ :‬مثل التفاعالت بين النباتات‬ ‫ ‬ ‫والحيوانات‪ ،‬وكيف تعتمد بعضها على البعض في الغذاء‪،‬‬ ‫والحماية‪ ،‬والتكاثر‪.‬‬ ‫دراسة التكيفات البيئية‪ :‬حيث يتعلم العلماء كيف تتكيف الكائنات‬ ‫ ‬ ‫الحية مع بيئاتها المختلفة لتحسين فرص بقائها‪.‬‬ ‫فهم تأثير البيئة على الكائنات الحية‪ :‬من حيث عوامل مثل درجة‬ ‫ ‬ ‫الحرارة‪ ،‬والرطوبة‪ ،‬ونوعية التربة‪ ،‬والتي تؤثر على سلوك‬ ‫وتطور الكائنات‪.‬‬ ‫تحليل تأثير النشاط البشري على البيئة‪ :‬مثل تلوث الهواء والماء‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وتغير المناخ‪ ،‬وتدمير المواطن الطبيعية‪ ،‬ودراسة كيفية الحد من‬ ‫تأثيرها السلبي‪.‬‬ ‫أهمية علم البيئة‬ ‫علم البيئة له دور كبير في حياتنا وفهمنا للطبيعة من حولنا‪ ،‬حيث‪:‬‬ ‫‪.1‬يحافظ على التوازن البيئي‪ :‬يساعد في فهم كيفية الحفاظ على التوازن‬ ‫الطبيعي بين الكائنات الحية وعناصر البيئة‪.‬‬ ‫‪.2‬يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي‪ :‬من خالل معرفة العوامل التي‬ ‫تهدد األنواع المختلفة‪ ،‬وبالتالي اتخاذ إجراءات للحفاظ على األنواع‬ ‫المهددة‪.‬‬ ‫‪.3‬يحسن إدارة الموارد الطبيعية‪ :‬يوفر األساس العلمي إلدارة الموارد مثل‬ ‫المياه‪ ،‬واألراضي‪ ،‬والثروات النباتية والحيوانية‪ ،‬بما يسهم في استدامتها‪.‬‬ ‫‪.4‬يدرس آثار التغير المناخي‪ :‬يساعد في فهم تأثيرات التغيرات المناخية على‬ ‫البيئة والكائنات الحية‪ ،‬مما يعزز جهود مواجهة االحتباس الحراري‪.‬‬ ‫مفهوم البيئة‬ ‫ البيئة بمفهومها العام هي الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه اإلنسان يتأثر به ويؤثر فيه‪ ،‬هذا المجال‬ ‫قد يتسع ليشمل منطقة كبيرة جدا وقد تضيق دائرته ليشمل منطقة صغيرة جدا ا ال تتعدى رقعة البيت الذي‬ ‫يسكن فيه‪.‬‬ ‫ كلمة بيئة تعني كل العناصر الطبيعية والحياتية التي تتواجد حول وعلى سطح وداخل الكرة األرضية‪.‬البيئة‬ ‫ببساطة هي مجموع ما يحيط باألرض‪ ،‬وما تحويه من (هواء والبحار واألنهار والمحيطات والكائنات الحية‬ ‫التي تعيش فيها إضافة إلى العالقات والتفاعالت مع بعضها البعض)‪ ،‬وعليه فإن كلمة بيئة تعني كل العناصر‬ ‫الطبيعية والحياتية التي تتواجد حول وعلى سطح وداخل الكرة األرضية‪.‬فالغالف الغازي ومكوناته المختلفة‪،‬‬ ‫والمصادر الطبيعية والطاقة ومصادرها‪ ،‬والغالف المائي وما بداخله‪ ،‬وسطح األرض وما يعيش عليها من‬ ‫نباتات وحيوانات‪ ،‬واإلنسان في تجمعاته المختلفة كل هذه العناصر هي مكونات البيئة‪.‬‬ ‫ ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش‬ ‫فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها‪.‬فالبيئة بالنسبة لإلنسان ‪" -‬اإلطار الذي يعيش فيه‬ ‫والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثالثة من مكونات‬ ‫جماديه‪ ،‬وكائنات تنبض بالحياة‪ ،‬وما يسود هذا اإلطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار‬ ‫وجاذبية ومغناطيسية‪....‬الخ‪،‬ومن عالقات متبادلة بين هذه العناصر‪.‬‬ ‫الدورات الطبيعية ألهم مكونات البيئة‬ ‫ تعد الدورات الطبيعية في البيئة من أبرز العوامل التي تحافظ على استقرار النظم البيئية وتوازنها‪.‬‬ ‫دورا أساسيًا في تنظيم‬ ‫هي العمليات المستمرة التي تحدث في الطبيعة بشكل دوري ومتجدد‪ ،‬وتلعب ً‬ ‫حياة الكائنات الحية والحفاظ على موارد األرض‪.‬تشمل هذه الدورات العديد من العمليات مثل دورة‬ ‫الماء‪ ،‬دورة الكربون‪ ،‬دورة النيتروجين‪ ،‬دورة األوكسجين‪ ،‬ودورة الكبريت وغيرها من العمليات‬ ‫الحيوية التي تضمن استمرارية الحياة على كوكب األرض‪.‬‬ ‫ تتفاعل هذه الدورات مع بعضها البعض بشكل معقد‪ ،‬مما يعزز استدامة األنظمة البيئية ويسهم في‬ ‫تحسين الظروف البيئية‪.‬على سبيل المثال‪ ،‬دورة الماء تساهم في نقل المياه إلى مختلف مناطق‬ ‫األرض‪ ،‬مما يضمن توزيع المياه بشكل عادل‪ ،‬بينما تعمل دورة الكربون على تنظيم مستويات غاز‬ ‫ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‪ ،‬مما يؤثر في تغير المناخ ودرجة حرارة األرض‪.‬‬ ‫ إن أهمية هذه الدورات الطبيعية تتجلى في أنها تساهم في تجديد الموارد البيئية‪ ،‬تدعيم التربة‪،‬‬ ‫وتوفير عناصر غذائية أساسية للنباتات والحيوانات‪.‬كما أنها تساعد في التخفيف من التأثيرات السلبية‬ ‫لألنشطة البشرية مثل التلوث وتغير المناخ‪ ،‬وتحافظ على التوازن البيئي الضروري الستدامة الحياة‪.‬‬ ‫ الدورات الطبيعية في البيئة‪ :‬هي عمليات مستمرة تساهم في تنظيم وتوزيع العناصر األساسية للحياة‬ ‫على كوكب األرض‪ ،‬وتساعد في الحفاظ على توازن النظام البيئي‪.‬هذه الدورات تشمل حركة‬ ‫العناصر والمركبات الكيميائية‪ ،‬مثل الماء والكربون والنيتروجين‪ ،‬بين الكائنات الحية والبيئة‬ ‫المحيطة‪ ،‬مما يجعلها متاحة لالستخدام بشكل متجدد‪.‬‬ ‫ تعتمد الكائنات الحية في عملية بناء أجسامها على العناصر الطبيعية الخمسة (‪ )N, O, P, H, C‬وهذه العناصر‬ ‫تمثل نقطة ارتباط بين المكونات الحية والالحية في النظم البيئية‪ ،‬وتحصل األحياء على هذه العناصر بواسطة‬ ‫السلسلة الغذائية وتبدأ النباتات بامتصاصها من التربة او المياه او الهواء‪.‬‬ ‫ سميت هذه الدورات بالدورات البايوجيوكيميائية بسبب ان هذه العناصر اغلبها ذات منشأ ارضي وتتحول‬ ‫بعمليات كيميائية ثم تدخل أجسام الكائنات الحية مكونة جسم الكائن الحي‪.‬‬ ‫ يمكن التمييز بين دورتين أساسيتين للعناصر الطبيعية هما الدورة الكبرى‪ ،‬والدورة الصغرى‪.‬‬ ‫‪‬الدورة الكبرى‪ :‬تسمى بالدورة الجيولوجية وهي دورة طويلة األمد وتتم ببطء شديد وتستمر مئات اآلالف أو‬ ‫الماليين من السنين‪ ،‬ويتم خاللها هجرة بعض المركبات وتراكمها في صخور القشرة األرضية على شكل فحم‪،‬‬ ‫ونفط‪ ،‬وأحجار كلسية‪ ،‬وغيرها‪.‬مثل دورة النيتروجين‪ ،‬الكربون والكبريت‪.‬‬ ‫‪‬الدورة الصغرى‪ :‬تسمى بالدورة البيوكيميائية أو البيولوجية‪ ،‬وتعد جزءا ً من الدورة الكبرى‪ ،‬وتتلخص بأن المواد‬ ‫العضوية الموجودة في الماء والتربة تتجمع في النباتات‪ ،‬وتستهلك في بناء الجسم الحي‪ ،‬وبعد موته تقوم الكائنات‬ ‫الدقيقة من البكتريا والفطريات واألحياء البسيطة وغيرها بتحليل هذه األجساد الميتة وتفكيكها وتحويلها إلى مواد‬ ‫عضوية تدخل من جديد في الدورات الطبيعية‪.‬مقل دورة المياه‪ ،‬االكسجين والفوسفور‪.‬‬ ‫ ان جميع العناصر والغازات الموجودة في الطبيعة توجد في اطار دورة بيوجيوكيميائية لتحقيق التوازن الدقيق في‬ ‫النظام البيئي حتى الصخور لها دورة تعرف بدورة الصخور سنطرق لها الحقا ً‪.‬‬ ‫أوالا‪ :‬دورة الماء‬ ‫تُعد دورة الماء أحد أهم الدورات الطبيعية‪ ،‬حيث‬ ‫يتحرك الماء بين المحيطات واألنهار والغالف الجوي‬ ‫واألرض‪.‬تبدأ الدورة بتبخر الماء من المسطحات‬ ‫المائية بسبب حرارة الشمس‪ ،‬ثم يتكاثف البخار ليشكل‬ ‫السحب‪ ،‬ويعود الماء إلى األرض على شكل أمطار‬ ‫أو ثلوج‪.‬تتسرب المياه إلى باطن األرض لتغذي‬ ‫المياه الجوفية أو تعود لألنهار والمحيطات‪.‬تضمن‬ ‫هذه الدورة توافر المياه الالزمة للكائنات الحية‪.‬‬ ‫تشكل حاالت التبخر والتكثيف والتجمد واالنصهار مراحل من دورة المياه في الطبيعة وهي تتضمن حركة الماء‬ ‫ ‬ ‫من سطح الكرة األرضية إلى السماء ثم العودة مجددا ً إلى األرض‪.‬إن هذه الحركة الالمنتهية للماء في الطبيعة‬ ‫نسميها دورة الماء‪.‬‬ ‫من هنا يمكننا القول أن دورة الماء في الطبيعة هي ‪:‬سلسلة دائمة ومتصلة من العمليات التي تتضمن‪:‬‬ ‫ ‬ ‫تحريك الماء على سطح الكرة األرضية وفي باطنها‪ ،‬وكذلك في غالفها الجوي وبالتالي تغيير أماكن تواجده‬ ‫‪‬‬ ‫بالنسبة للكرة األرضية‪.‬‬ ‫تغيير الحالة الفيزيائية للماء (السائلة‪ ،‬الغازية‪ ،‬الصلبة)‬ ‫‪‬‬ ‫ثانيا ا‪ :‬دورة الكربون‬ ‫تُعد دورة الكربون أساسية للحياة على‬ ‫األرض‪ ،‬حيث يدور الكربون بين‬ ‫الكائنات الحية والهواء والماء والصخور‪.‬‬ ‫تبدأ الدورة بامتصاص النباتات لثاني‬ ‫أكسيد الكربون من الجو خالل عملية‬ ‫البناء الضوئي‪ ،‬ومن ثم ينتقل الكربون‬ ‫عبر السلسلة الغذائية‪ ،‬وعند موت‬ ‫الكائنات الحية‪ ،‬يتحلل الكربون ويعود‬ ‫للتربة أو يتحول إلى غازات تعود إلى‬ ‫الجو‪.‬تساهم هذه الدورة في تنظيم كمية‬ ‫الكربون في الغالف الجوي‪ ،‬مما يؤثر‬ ‫على مناخ األرض‪.‬‬ ‫ثالثا ا‪ :‬دورة النيتروجين‬ ‫النيتروجين ضروري للنمو‪ ،‬ويعد جز ًءا أساسيًا من األحماض‬ ‫األمينية والبروتينات في الكائنات الحية‪.‬في دورة النيتروجين‪،‬‬ ‫تقوم بكتيريا معينة في التربة بتحويل النيتروجين من شكله‬ ‫الغازي في الجو إلى أشكال يمكن للنباتات امتصاصها‪ ،‬مثل‬ ‫األمونيا والنترات‪.‬تتغذى الحيوانات على النباتات لتأخذ‬ ‫النيتروجين منها‪ ،‬وعندما تموت النباتات والحيوانات‪ ،‬يتحلل‬ ‫النيتروجين ويعود إلى التربة أو إلى الجو‪ ،‬مما يجدد مصادره‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن تثبيت النيتروجين يأخذ النيتروجين من‬ ‫الجو‪ ،‬إال أن هناك عملية معاكسة تس ّمى إعادة النيتروجين ترجع‬ ‫كمية مماثلة تقريبا من النيتروجين إلى الهواء ‪.‬وتحول بكتيريا‬ ‫إعادة النيتروجين بعض النترات في التربة إلى نيتروجين غازي‬ ‫أو أكسيد نيتروجين إال أن النيتروجين الثابت قد يدور عدة‬ ‫مرات بين األحياء والتربة قبل أن ترجعه إعادة النيتروجين إلى‬ ‫الجو‪.‬‬ ‫رابعا ا‪ :‬دورة الفوسفور‬ ‫يُعد الفوسفور ضروريًا للنمو وإنتاج الطاقة‬ ‫في الكائنات الحية‪.‬يوجد الفوسفور في‬ ‫الصخور والمعادن ويتحرر ببطء إلى التربة‬ ‫من خالل عمليات التجوية والتآكل‪.‬تمتص‬ ‫النباتات الفوسفور من التربة‪ ،‬وتنتقل بدورها‬ ‫إلى الحيوانات‪ ،‬ثم يعود الفوسفور إلى التربة‬ ‫من خالل تحلل الكائنات الميتة‪.‬ال توجد‬ ‫دورة للفوسفور في الغالف الجوي‪ ،‬حيث‬ ‫يتنقل فقط بين التربة والكائنات الحية‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬دورةًالكبريت‬ ‫ تبدأ دورة الكبريت عندما تتحلل المواد العضوية التي تحتوي على الكبريت‪ ،‬مثل‬ ‫البروتينات والدهون‪ ،‬بواسطة الكائنات الدقيقة في التربة والمياه‪ ،‬مما يُنتج مركبات‬ ‫ضا أن ينطلق الكبريت إلى الغالف الجوي عن طريق‬ ‫تحتوي على الكبريت‪.‬يمكن أي ً‬ ‫النشاط البركاني أو من احتراق الوقود األحفوري مثل الفحم والنفط‪ ،‬حيث يُنتج غاز‬ ‫ثاني أكسيد الكبريت (‪)SO₂‬‬ ‫ في الغالف الجوي‪ ،‬يتفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع األوكسجين والماء ليشكل حمض‬ ‫الكبريتيك ‪H₂SO₄‬الذي يسقط في األرض مع األمطار الحمضية‪.‬هذا الحمض‬ ‫يتسرب إلى التربة والمياه حيث يمكن أن يُستفيد منه النباتات‪.‬كما أن الكبريت يمكن‬ ‫أن يتحول إلى مركبات قابلة للذوبان مثل الكبريتات ‪ ،SO₄²⁻‬التي تستخدمها النباتات‬ ‫في بناء البروتينات واألحماض األمينية‪.‬‬ ‫ بعد ذلك‪ ،‬تتحلل النباتات والمواد العضوية التي تحتوي على الكبريت مرة أخرى‬ ‫بواسطة الكائنات الحية الدقيقة إلى مركبات تحتوي على الكبريت‪.‬وفي النهاية‪ ،‬يعود‬ ‫الكبريت إلى التربة والمياه ليعاد تدويره‪.‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكن أن يُعاد الكبريت‬ ‫إلى الغالف الجوي من خالل عملية التحلل البيولوجي أو النشاط البكتيري في التربة‪.‬‬ ‫ وبذلك‪ ،‬تضمن دورة الكبريت أن يكون العنصر متا ًحا في البيئة لجميع الكائنات الحية‬ ‫التي تحتاجه في عملياتها البيولوجية‪ ،‬مما يسهم في االستدامة البيئية‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬دورةًالصخورً‬ ‫ دورة الصخور هي عملية طبيعية مستمرة تتحول فيها الصخور‬ ‫من نوع إلى آخر عبر الزمن الجيولوجي نتيجة لتأثيرات‬ ‫العوامل البيئية المختلفة مثل الحرارة‪ ،‬الضغط‪ ،‬التجوية‪،‬‬ ‫والتعرية‪.‬تعتبر دورة الصخور جز ًءا أساسيًا من دورة األرض‬ ‫التكتونية‪ ،‬حيث تسهم في إعادة تشكيل سطح األرض وتساهم‬ ‫في تنوع التكوينات الجيولوجية‪.‬‬ ‫ تبدأ دورة الصخور بتكوين الصخور البركانية نتيجة لتبريد‬ ‫الصخور المنصهرة في أعماق األرض‪ ،‬ثم تتحول إلى صخور‬ ‫رسوبية نتيجة لتأثيرات التجوية والنقل والترسيب‪.‬يمكن أن‬ ‫تتحول الصخور الرسوبية إلى صخور متحولة عندما تتعرض‬ ‫للحرارة والضغط الشديدين تحت سطح األرض‪.‬وفي النهاية‪،‬‬ ‫قد تعود الصخور المتحولة إلى حالة منصهرة لتشكيل صخور‬ ‫بركانية جديدة‪ ،‬وهكذا تستمر الدورة‪.‬‬ ‫ تعد دورة الصخور من العمليات الهامة التي تشكل سطح‬ ‫دورا رئيسيًا في تشكيل المناظر الطبيعية مثل‬ ‫األرض‪ ،‬وتلعب ً‬ ‫الجبال‪ ،‬والوديان‪ ،‬والسهول‪.‬كما تساهم في إعادة تدوير المواد‬ ‫المعدنية والعناصر األساسية في القشرة األرضية‬ ‫النظام البيئي وأغلفة األرض‬ ‫ ترتبط النظم البيئية بشكل وثيق بأغلفة األرض التي تشكل البيئة‬ ‫الطبيعية للحياة‪.‬فالنظام البيئي يعتمد على تفاعل الكائنات الحية‬ ‫مع العناصر المختلفة في األغلفة المحيطة بها‪ ،‬حيث يساهم كل‬ ‫غالف في توفير موارد أساسية تدعم استمرار الحياة وتحقق‬ ‫التوازن البيئي‪.‬‬ ‫ يتكون كوكب األرض من عدة أغلفة تحيط به‪ ،‬ولكل غالف دور‬ ‫مهم في المحافظة على التوازن البيئي‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪.1‬الغالف الجوي‪.‬‬ ‫‪.2‬الغالف المائي‪.‬‬ ‫‪.3‬لغالف الصخري‪.‬‬ ‫‪.4‬الغالف الحيوي‪:‬‬ ‫الغالف الصخري‬ ‫الغالف الصخري هو الجزء الصلب من األرض الذي يشمل القشرة األرضية والطبقة العليا من الوشاح‪.‬‬ ‫ ‬ ‫يُعتبر الغالف الصخري هو الطبقة الخارجية التي تحيط بكوكب األرض‪ ،‬ويتميز بتركيب صلب وقوي‪،‬‬ ‫كيلومترا‬ ‫ً‬ ‫ويتكون من الصخور والمعادن المختلفة‪.‬يمتد الغالف الصخري على عمق يتراوح من ‪ 5‬إلى ‪70‬‬ ‫تحت سطح األرض‪ ،‬ويغطي سطح الكوكب ويشكل القارات والمحيطات‪.‬‬ ‫تنقسم القشرة األرضية إلى نوعين‪ :‬القشرة القارية التي تشكل القارات واألراضي المرتفعة‪ ،‬والقشرة‬ ‫ ‬ ‫المحيطية التي توجد تحت المحيطات‪.‬القشرة القارية تتكون بشكل أساسي من صخور الجرانيت‪ ،‬بينما‬ ‫القشرة المحيطية تحتوي على صخور البازلت‪.‬‬ ‫الطبقة التالية هي الوشاح العلوي‪ ،‬الذي يعد أكثر مرونة من القشرة األرضية‪ ،‬ويمكنه التدفق ببطء على‬ ‫ ‬ ‫مدى فترات زمنية طويلة‪.‬هذه الحركة تساهم في حركة الصفائح التكتونية التي تفسر ظواهر مثل الزالزل‬ ‫والبراكين‪ ،‬كما تؤثر في تكوين الجبال والوديان‪.‬‬ ‫الغالف الصخري له دور أساسي في تشكيل سطح األرض ويدعم الحياة عليه‪ ،‬من خالل توفير الموائل‬ ‫ ‬ ‫للعديد من الكائنات الحية‪ ،‬باإلضافة إلى تأثيره في دورة العناصر والمعادن التي تُغذي التربة والمياه‪.‬كما‬ ‫أن الحركات التكتونية التي تحدث في هذا الغالف تُساهم في إعادة تشكيل سطح األرض بشكل مستمر‪ ،‬مما‬ ‫يساعد على التنوع الجغرافي والمناخي‪.‬‬ ‫الغالف المائي‬ ‫ الغالف المائي هو جميع أشكال المياه الموجودة على سطح األرض وفي‬ ‫جوفها‪ ،‬ويشمل المحيطات‪ ،‬والبحار‪ ،‬واألنهار‪ ،‬والبحيرات‪ ،‬والجداول‪،‬‬ ‫والمياه الجوفية‪ ،‬وكذلك الماء الموجود في الغالف الجوي على هيئة بخار‪.‬‬ ‫يُعد الغالف المائي ضروريًا للحياة‪ ،‬حيث يغطي حوالي ‪ %71‬من سطح‬ ‫األرض‪ ،‬ويُعتبر موردًا ها ًما للكائنات الحية واألنشطة البشرية‪.‬‬ ‫ يتوزع الغالف المائي بين الماء المالح في المحيطات والبحار‪ ،‬التي تشكل‬ ‫نحو ‪ %97‬من إجمالي الماء‪ ،‬بينما تشكل المياه العذبة‪ ،‬الموجودة في األنهار‬ ‫والبحيرات والمياه الجوفية‪ ،‬نحو ‪ %3‬فقط‪ ،‬مما يجعلها محدودة وقيمة‬ ‫لالستخدام البشري المباشر‪.‬وتُعد المياه العذبة أساسية للشرب والزراعة‬ ‫والصناعة‪ ،‬مما يتطلب المحافظة عليها وترشيد استخدامها‪.‬‬ ‫ للغالف المائي دور كبير في تنظيم مناخ األرض من خالل دورة المياه‪ ،‬التي‬ ‫تشمل تبخر الماء من المسطحات المائية‪ ،‬وتكثفه على شكل سحب‪ ،‬ثم‬ ‫سقوطه على هيئة أمطار تُجدد مصادر المياه العذبة وتؤثر في توزيع‬ ‫ضا في التنوع الحيوي‪،‬‬‫درجات الحرارة حول العالم‪.‬ويؤثر الغالف المائي أي ً‬ ‫حيث يمثل بيئة حيوية لكثير من الكائنات البحرية والنباتات‪ ،‬ويُسهم في‬ ‫تكوين النظم البيئية الهامة مثل الشعاب المرجانية واألهوار والمستنقعات‪.‬‬ ‫يُقدر حجم الماء الذي يستطيع اإلنسان االستفادة منه بحوالي‬ ‫‪14000‬كيلومتر مكعب في السنة ‪.‬ويتجاوز استهالك‬ ‫سكان العالم من الماء في أيامنا هذه مقدار الـــ ‪3000‬‬ ‫كيلومتر مكعب سنويا ً موزعة على النحو التالي‬ ‫‪ ‬الري‪ :‬نحو ‪70 %‬‬ ‫‪ ‬الصناعة‪ :‬نحو ‪25%‬‬ ‫‪ ‬االستخدام المنزلي‪ :‬نحو ‪5 %‬‬ ‫حاالت الماء‪:‬‬ ‫الماء يتواجد كما هو الحال في الطبيعة في الحاالت الثالثة‬ ‫للمادة‪:‬‬ ‫‪ ‬الحالة الغازية مثل بخار الماء‪.‬‬ ‫‪ ‬الحالة السائلة مثل مياه المحيطات البحار واألنهار‪.‬‬ ‫‪ ‬الحالة الصلبة مثل الثلج أو الجليد‪.‬‬ ‫الغالف الجوي ( الغالف الغازي)‬ ‫ في الغالف الجوي تتعايش الكائنات الحية الحيوانية والنباتية واإلنسان‪ ،‬وجميعها تتكيف مع البيئة الهوائية‪.‬وتكمن‬ ‫أهمية الغالف الحيوي بالتفاعالت البيولوجية التي تحدث فيه‪ ،‬وأيضا ا تأثير الكائنات الحية على صخور القشرة‬ ‫األرضية‪.‬‬ ‫ الغالف الجوي هو طبقة من الغازات تحيط باألرض‪ ،‬وتتكون بشكل رئيسي من النيتروجين واألكسجين مع كميات‬ ‫أقل من غازات أخرى مثل ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء‪.‬يلعب الغالف الجوي دورا ا حيويا ا في دعم الحياة على‬ ‫األرض من خالل تنظيم درجة الحرارة‪ ،‬حماية الكوكب من اإلشعاعات الضارة‪ ،‬وتوفير األكسجين للكائنات الحية‪.‬‬ ‫يتكون الغالف الجوي من خليط من الغازات تنقسم إلى قسمين أساسيين‪:‬‬ ‫‪ -1‬الغازات األساسية أو النشطة‪ :‬وهي الغازات التي تدخل مباشرة في التفاعالت الحيوية على األرض وهذه الغازات‬ ‫هي‪:‬‬ ‫‪‬غاز النيتروجين (‪ )%78‬من مجموع الغازات الموجودة‪.‬‬ ‫‪‬غاز األكسجين ونسبته (‪.)% 21‬‬ ‫‪‬غاز ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬ومجموعة أخرى من الغازات بنسب ضئيلة ال تتجاوز (‪.)%1‬‬ ‫‪ -2‬الغازات النادرة أو الخاملة ‪ :‬والتي نادرا ا ما تدخل في التفاعالت الحيوية ومن هذه الغازات غاز الميثان واالرجون‬ ‫والهليوم والهيدروجين واألوزون‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى الغازات السابقة فان الغالف الجوي يتكون من بعض المركبات الكيميائية المهمة مثل بخار الماء الذي‬ ‫تختلف نسبته باختالف المكان والزمان والحرارة والعوامل الجوية المسببة في تغيره‪ ،‬كما يوجد في الغالف الجوي‬ ‫نسبة من الغبار العالق المكون في الغالب من المعادن والمركبات العضوية الموجودة على سطح األرض أو تلك‬ ‫التي في النيازك والتي هي عبارة عن جزيئات صغيرة جدا ا (ميكروسكوبية) من الغبار والتي تعمل على تشتت أشعة‬ ‫الشمس واالحتفاظ بدرجة حرارة الكرة األرضية والمساهمة في تكثيف بخار الماء لتكوين حبات المطر‪.‬‬ ‫طبقات الغالف الجوي‪:‬‬ ‫يتألف الغالف الجوي من طبقات مختلفة تتغير كلما ارتفعنا‬ ‫عن سطح األرض كما هو موضح في الصورة وتتكون من‪:‬‬ ‫‪ -1‬الطبقة المناخية (التروبوسفير)‪.‬‬ ‫‪ -2‬الطبقة الهادئة ( الستراتوسفير)‪.‬‬ ‫‪ -3‬الطبقة الوسطى ( الميزوسفير)‪.‬‬ ‫‪ -4‬الطبقة الحرارية (الثيرموسفير)‪.‬‬ ‫‪ -5‬الطبقة الخارجية ( االكسوسفير)‪.‬‬ ‫‪ -1‬الطبقة المناخية‪:‬‬ ‫ التروبوسفير هي الطبقة السفلية من الغالف الجوي والمالصقة‬ ‫لسطح األرض‪ ،‬وتعد األكثر أهمية لجميع أنواع الحياة‪ ،‬حيث‬ ‫تحتوي على ‪ %75‬من كتلة الغالف الجوي‪.‬‬ ‫ يبلغ متوسط ارتفاعها حوالي ‪ 11‬كلم‪ ،‬ويختلف سمكها بين خط‬ ‫االستواء واألقطاب بسبب اختالف درجات الحرارة‪.‬في هذه‬ ‫الطبقة تحدث معظم الظواهر الجوية مثل الضباب‪ ،‬الغيوم‪،‬‬ ‫األمطار‪ ،‬العواصف‪ ،‬وتقلبات الطقس التي تشمل الرطوبة‬ ‫والحرارة والضغط‪.‬‬ ‫ تحتوي الطبقة المناخية على معظم بخار الماء‪ ،‬مما يجعلها ذات‬ ‫أهمية كبيرة لعلماء األرصاد والمناخ‪.‬‬ ‫ درجة الحرارة في هذه الطبقة تقل مع االرتفاع بمعدل ‪ 6‬درجات‬ ‫مئوية لكل كلم‪ ،‬ويتوقف هذا التناقص على ارتفاع حوالي ‪20‬‬ ‫كلم عند الحد الفاصل بين الطبقة المناخية والطبقة التي تليها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الطبقة الهادئة‪:‬‬ ‫ الستراتوسفيرتمتد من ارتفاع ‪ 20‬كلم إلى ‪ 65‬كلم فوق سطح‬ ‫البحر‪ ،‬وتتميز بارتفاع تدريجي في درجة الحرارة من ‪ 60‬درجة‬ ‫مئوية تحت الصفر عند بدايتها إلى صفر درجة مئوية عند أعلى‬ ‫حدودها‪.‬تتميز بجوها المستقر الخالي من بخار الماء‪ ،‬ما يجعلها‬ ‫جافة وأقل كثافة‪ ،‬وغياب الظواهر الجوية فيها يجعلها مثالية‬ ‫للطيران‪.‬تحتوي هذه الطبقة على غازات متنوعة‪ ،‬وفي أعالها‬ ‫توجد طبقة األوزون التي تحمي األرض من األشعة فوق‬ ‫البنفسجية الضارة‪.‬‬ ‫طبقة األوزون هي جزء من الغالف الجوي تقع في أعلى الطبقة الهادئة‪ ،‬وتلعب دو ًرا‬ ‫حيويًا في حماية الحياة على األرض‪.‬تتكون هذه الطبقة من غاز األوزون‪ ،‬الذي يختلف‬ ‫عن األوكسجين المعتاد بكون جزيئاته تحتوي على ثالث ذرات أوكسجين (‪ً )O₃‬‬ ‫بدال من‬ ‫اثنتين (‪)O₂‬‬ ‫تقوم طبقة األوزون بامتصاص معظم األشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس‪،‬‬ ‫والتي قد تتسبب في أضرار كبيرة للكائنات الحية‪ ،‬مثل سرطان الجلد وتلف النباتات‪.‬لهذا‬ ‫السبب‪ ،‬تُعد طبقة األوزون بمثابة درع طبيعي يحمي الكوكب من هذه األشعة الخطرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الطبقة الوسطى‪:‬‬ ‫الميزوسفير‪ ،‬تقع فوق الستراتوسفير على ارتفاع يتراوح بين‬ ‫‪ 50‬و‪ 85‬كلم‪ ،‬وتتميز بانخفاض شديد في درجات الحرارة‬ ‫مع االرتفاع‪ ،‬حيث تصل إلى حوالي ‪ 90‬درجة مئوية تحت‬ ‫الصفر عند أعالها‪ ،‬مما يجعلها أبرد طبقات الغالف الجوي‪.‬‬ ‫وفيها تحترق معظم الشهب والنيازك التي تدخل الغالف‬ ‫الجوي‪ ،‬فتحمينا من وصولها إلى سطح األرض‪.‬تليها الطبقة‬ ‫الحرارية‪ ،‬في الغالب يستخدم علماء األرصاد الجوية هذه‬ ‫الطبقة في إرسال ووضع المناطيد الخاصة بهم التي تطلق‬ ‫يوميا ً من األرض ألخذ بعض المعلومات عن الغالف الجوي‬ ‫كأجهزة المسبار الالسلكي‪.‬‬ ‫‪ -4‬الطبقة الحرارية‪:‬‬ ‫ الثيرموسفير هي إحدى طبقات الغالف الجوي العلوية‪ ،‬وتقع فوق طبقة‬ ‫الميزوسفير‪.‬تبدأ هذه الطبقة من ارتفاع حوالي ‪ 85‬كلم فوق سطح األرض‬ ‫وتمتد حتى ارتفاع قد يصل إلى ‪ 600‬كلم تقريبًا‪.‬تتميز الثيرموسفير بارتفاع‬ ‫شديد في درجات الحرارة‪ ،‬حيث يمكن أن تصل فيها إلى ‪ 1500‬درجة‬ ‫مئوية أو أكثر‪ ،‬وذلك نتيجة امتصاصها ألشعة الشمس الشديدة الطاقة‪،‬‬ ‫وخاصة األشعة فوق البنفسجية واألشعة السينية‪.‬‬ ‫ رغم هذا االرتفاع الكبير في درجات الحرارة‪ ،‬فإن الكثافة الهوائية في‬ ‫الثيرموسفير منخفضة جدًا‪ ،‬لذا فإن اإلحساس بالحرارة يكون محدودًا؛ إذ أن‬ ‫عدد الجزيئات قليل وال يمكنه نقل الحرارة بشكل مؤثر‪.‬تلعب هذه الطبقة‬ ‫دورا ها ًما في االتصاالت بعيدة المدى‪ ،‬حيث تحتوي على منطقة ت ُسمى‬ ‫ً‬ ‫"األيونوسفير"‪ ،‬وهي مليئة باأليونات المشحونة كهربائيًا‪ ،‬والتي تعكس‬ ‫موجات الراديو وتسمح بانتشارها لمسافات طويلة‪.‬‬ ‫ضا منطقة نشطة من الناحية الفضائية‪ ،‬حيث تدور‬ ‫ وتعتبر الثيرموسفير أي ً‬ ‫فيها محطة الفضاء الدولية وبعض األقمار الصناعية‪ ،‬وتظهر فيها أضواء‬ ‫الشفق القطبي عندما تتفاعل الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس مع‬ ‫األيونات في الغالف الجوي‪ ،‬مما يخلق مشاهد طبيعية خالبة على شكل‬ ‫أضواء ملونة في السماء‪.‬‬ ‫‪ -5‬الطبقة الخارجية‪:‬‬ ‫ اإلكسوسفير هي أعلى طبقة في الغالف الجوي‪ ،‬وتبدأ من‬ ‫ارتفاع حوالي ‪ 600‬كلم فوق سطح األرض وتمتد إلى‬ ‫حوالي ‪ 10,000‬كلم‪ ،‬حيث تندمج تدريجيًا في الفضاء‬ ‫الخارجي‪.‬تتميز اإلكسوسفير بكثافة منخفضة جدًا‬ ‫للغازات‪ ،‬حيث تكون الجزيئات فيها قليلة ومتباعدة للغاية‪،‬‬ ‫مما يجعلها أشبه بالفضاء المفتوح أكثر من كونها جز ًءا من‬ ‫الغالف الجوي‪.‬‬ ‫ في هذه الطبقة‪ ،‬تتحرك جزيئات الغازات مثل الهيدروجين‬ ‫والهيليوم بحرية‪ ،‬وبعضها يكتسب طاقة كافية للهرب من‬ ‫جاذبية األرض واالنطالق إلى الفضاء‪.‬بسبب قلة كثافة‬ ‫الهواء‪ ،‬ال تحدث في اإلكسوسفير أي ظواهر جوية كالغيوم‬ ‫أو الرياح‪ ،‬وال تُعد قادرة على دعم حركة موجات الراديو‬ ‫أو الظواهر المناخية التي تحدث في الطبقات السفلى‪.‬‬ ‫ وتعتبر اإلكسوسفير منطقة انتقالية بين الغالف الجوي‬ ‫لألرض والفضاء‪ ،‬حيث تدور فيها العديد من األقمار‬ ‫الصناعية ألنها تتمتع بأدنى مستوى من االحتكاك الجوي‪،‬‬ ‫مما يسمح لها بالحفاظ على مدارات ثابتة حول األرض‪.‬‬ ‫ هناك حدود فاصلة بين طبقات الغالف الجوي وهي‬ ‫المناطق التي تُحدد االنتقال بين كل طبقة وأخرى‪ ،‬وتتميز‬ ‫بتغيرات في درجة الحرارة وخصائص الهواء‪.‬تُعرف هذه‬ ‫الحدود بمسميات محددة‪ ،‬ولها دور في تنظيم خصائص كل‬ ‫طبقة من طبقات الغالف الجوي‪.‬وفيما يلي شرح لهذه‬ ‫الحدود الفاصلة‪:‬‬ ‫‪‬التروبوبوز‪ :‬هي الحدود الفاصلة بين التروبوسفير (الطبقة‬ ‫المناخية) والستراتوسفير (الطبقة الهادئة)‪.‬تتميز‬ ‫التروبوبوز بتوقف انخفاض درجة الحرارة مع االرتفاع‪،‬‬ ‫إذ تكون مستقرة عند هذا الحد‪.‬ويختلف ارتفاع التروبوبوز‬ ‫باختالف الموقع‪ ،‬حيث يكون أعلى عند خط االستواء‬ ‫(حوالي ‪ 17‬كلم) وأقل عند القطبين (حوالي ‪ 7‬كلم)‪.‬‬ ‫‪‬الستراتوبوز‪ :‬هي الحد الفاصل بين الستراتوسفير‬ ‫والميزوسفير (الطبقة الوسطى)‪.‬عند هذا الحد‪ ،‬تتوقف‬ ‫درجة الحرارة عن الزيادة وتصبح ثابتة تقريبًا‪.‬تقع‬ ‫الستراتوبوز على ارتفاع حوالي ‪ 50‬كلم فوق سطح‬ ‫األرض‪ ،‬وتعتبر منطقة انتقالية بين الطبقتين‪.‬‬ ‫‪‬الميزوبوز‪ :‬هي الحدود الفاصلة بين الميزوسفير‬ ‫والثيرموسفير (الطبقة الحرارية)‪ ،‬وتُعرف بأنها أبرد‬ ‫منطقة في الغالف الجوي‪ ،‬حيث تصل درجات الحرارة‬ ‫إلى حوالي ‪ 90‬درجة مئوية تحت الصفر‪.‬تقع الميزوبوز‬ ‫على ارتفاع حوالي ‪ 85‬كلم‪ ،‬وتتميز بانتقال درجة الحرارة‬ ‫من االنخفاض إلى االرتفاع مع زيادة االرتفاع‪.‬‬ ‫‪‬اإلكسوبوز‪ :‬هي الحدود الفاصلة بين الثيرموسفير‬ ‫واإلكسوسفير (الطبقة الخارجية)‪ ،‬وتقع على ارتفاع حوالي‬ ‫‪ 600‬كلم‪.‬عند هذا الحد‪ ،‬تزداد المسافات بين الجزيئات‪،‬‬ ‫ويتحول الغالف الجوي تدريجيًا إلى الفضاء الخارجي‪،‬‬ ‫حيث تقل الجاذبية وتصبح الجزيئات متباعدة بشكل كبير‪.‬‬ ‫ تعتبر هذه الحدود ذات أهمية كبيرة ألنها تُحدد الخصائص‬ ‫المناخية والبيئية لكل طبقة‪ ،‬مما يؤثر في حركة الطائرات‪،‬‬ ‫ضا ف ي‬ ‫ودوران األقمار الصناعية‪ ،‬وانتقال الحرارة‪ ،‬وأي ً‬ ‫الظواهر الجوية والظواهر المرتبطة باإلشعاع الشمسي‪.‬‬ ‫الغالف الحيوي‬ ‫ هو الجزء من األرض الذي يشمل جميع الكائنات الحية‪ ،‬سواء كانت نباتات‬ ‫أو حيوانات أو كائنات دقيقة مثل البكتيريا والفطريات‪ ،‬فضالً عن البيئة التي‬ ‫تعيش فيها هذه الكائنات‪.‬يُعتبر الغالف الحيوي من أهم عناصر البيئة‪،‬‬ ‫طا وثيقًا بكل من الغالف الجوي والغالف المائي والغالف‬ ‫حيث يرتبط ارتبا ً‬ ‫الصخري‪.‬يشمل الغالف الحيوي جميع المناطق على سطح األرض التي‬ ‫تدعم الحياة‪ ،‬مثل المحيطات‪ ،‬والبحار‪ ،‬والغابات‪ ،‬والصحارى‪ ،‬والجبال‪،‬‬ ‫وكذلك التربة والمياه العذبة‪.‬‬ ‫ الغالف الحيوي يعتمد على تفاعل الكائنات الحية مع مكونات البيئة األخرى‬ ‫مثل الهواء والماء والتربة‪.‬على سبيل المثال‪ ،‬النباتات تمتص ثاني أكسيد‬ ‫الكربون من الغالف الجوي وتطلق األوكسجين‪ ،‬في حين أن الحيوانات‬ ‫تتنفس األوكسجين وتطلق ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬مما يساهم في استقرار‬ ‫التوازن البيئي‪.‬‬ ‫ تعتبر األنظمة البيئية المختلفة جز ًءا من الغالف الحيوي‪ ،‬مثل الغابات‬ ‫االستوائية‪ ،‬والشعاب المرجانية‪ ،‬والسهول العشبية‪.‬تعمل هذه األنظمة على‬ ‫توفير الموارد الطبيعية مثل الغذاء والموارد المائية‪ ،‬كما تلعب دو ًرا مه ًما‬ ‫في تنظيم المناخ وتوازن الحياة على كوكب األرض‪.‬‬ ‫مستويات تنظيم البيئة ( الطيف البيئي)‬ ‫ لفهم المجاالت التي يدرسها علم البيئة‪ ،‬علينا التعرف على مستويات التنظيم الحيوي‪ ،‬التي تتكون من‬ ‫وحدات مترابطة تعرف بالوحدات الحيوية‪.‬كل وحدة تتكامل مع غيرها لتشكل "الطيف الحيوي" أو‬ ‫"البيئي"‪.‬‬ ‫ نبدأ بأبسط مستوى‪ ،‬وهو المستوى الكيميائي‪ ،‬حيث تتكون الذرات لتشكل جزيئات‪ ،‬مثل جزيئات الحمض‬ ‫النووي ‪RNA‬و ‪DNA‬واألحماض األمينية والدهنية‪.‬تتجمع هذه الجزيئات لتكوين عضيات مثل البالستيدات‬ ‫والميتوكندريا‪.‬وعند اتحاد العضيات‪ ،‬يتكون المستوى الخلوي‪.‬ثم تتحد الخاليا المتشابهة لتشكل األنسجة‪،‬‬ ‫مثل النسيج العصبي أو العضلي‪.‬األنسجة بدورها تتجمع لتكوين جسم الكائن الحي الذي يتفاعل مع محيطه‬ ‫في مستوى يعرف بـ"الطيف البيئي"‪.‬في هذا المستوى‪ ،‬تتشكل األنواع المختلفة للكائنات الحية‪ ،‬حيث‬ ‫يمكن لعالم البيئة دراسة نوع معين والكشف عن بيئته‪ ،‬مواطنه‪ ،‬تكاثره‪ ،‬وتوزيعه عبر فصول السنة‪.‬‬ ‫ الطيف البيئي هو جزء من الطيف الحيوي الذي يبدأ من مستوى النوع وينتهي بأعلى مستوى تنظيمي وهو‬ ‫الكرة الحية (‪(biosphere‬يتجمع أفراد النوع الواحد في منطقة معينة لتشكيل ما يعرف بـ"الجماعة"‬ ‫(‪ (Population‬وعندما تعيش الجماعات المتنوعة معاا وتتفاعل‪ ،‬فإنها تشكل "المجتمع"‬ ‫)‪(Community‬أما تفاعل المجتمعات الحية مع العناصر غير الحية‪ ،‬فيشكل ما يعرف بالنظام البيئي‬ ‫‪ Ecosystem‬جميع النظم البيئية على األرض تشكل الكرة الحية‪ ،‬التي تضم اليابسة والهواء والماء وما‬ ‫تحتويه من كائنات حية‪.‬‬ ‫ باختصار‪ ،‬يدرس عالم البيئة مستويات تبدأ من النوع وتنتهي بالكرة الحية بأكملها‪.‬‬ ‫مفهوم النظام البيئي‬ ‫ هناك عالقة وثيقة بين العناصر الطبيعية والحياتية الموجودة حول وداخل سطح الكرة األرضية‬ ‫ومكوناتها المختلفة تبرز من خالل عالقات وارتباطات وظيفية معقدة ترتبط جميعها بما يسمى‬ ‫بالنظام البيئي‪.‬فالنظام البيئي يعرف على أنه التفاعل المنظم والمستمر بين عناصر البيئة الحية‬ ‫وغير الحية‪ ،‬وما يولده هذا التفاعل من توازن بين عناصر البيئة‪.‬أما التوازن البيئي فمعناه قدرة‬ ‫البيئة الطبيعية على إعالة الحياة على سطح األرض دون مشكالت أو مخاطر تمس الحياة البشرية‪.‬‬ ‫ ويمكن ان يعرف النظام البيئي على أنه‪:‬‬ ‫‪‬مجموعة من العناصر التي تعمل متكاملة ومتفاعلة فيما بينها‪ ،‬وإن غياب أي جزء منها يؤثر على‬ ‫عامل النظام‪ ،‬فاإلنسان يمثل نظاما ا والتربية نظاما ا والمدرسة نظاما ا‪.‬‬ ‫‪‬أو بأنه كيان متكامل ومتوازن‪ ،‬يتألف من كائنات حيه ومكونات غير حية من طاقة شمسية ومن‬ ‫التفاعالت المتبادلة فيه‪.‬وتمثل الغابة أحيائها ومكوناتها غير الحية نظاما ا بيئيا ا متكامالا‪ ،‬وكذلك‬ ‫الصحراء والبحر والنهر وبركة الماء‪...‬الخ‪ ،‬وقد تنشأ بين مكونات النظام البيئي عالقات تخضع إلى‬ ‫قوانين طبيعية منظمة تكفل دوامها واستمرار الحياة‪.‬‬ ‫مكونات النظام البيئي‬ ‫ وإلجمال هذا النظام تتكون البيئة في أبسط صورة من مكونات غير حية‬ ‫ومكونات حية ‪ ،‬ومنهما يتشكل النظام الديناميكي المتزن‪ ،‬وهذه المكونات أو‬ ‫تسمى أيضا ا بالعواملتؤثر وتتأثر ببعضها البعض ضمن هذا النظام البيئي‪.‬‬ ‫ وتضم المكونات (العوامل) غير الحية التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬المواد الالعضوية‪ :‬مثل الكربون واألكسجين والنيتروجين والفوسفور‬ ‫وغيرها من العناصر الطبيعية األخرى‪.‬‬ ‫‪ -2‬المواد العضوية‪ :‬مثل البروتينات‪ ،‬والكربوهيدرات‪ ،‬الدهون‪ ،‬الفيتامينات‪،‬‬ ‫واألحماض النووية‪.‬‬ ‫‪ -3‬عناصر المناخ‪ :‬كالحرارة والرطوبة والرياح والضوء‪.‬‬ ‫‪ -4‬عناصر فيزيائية‪ :‬كالجاذبية واالشعاع‪.‬‬ ‫ أما المكونات ( العوامل) الحية فتشمل المكونات الحية لجميع الكائنات‬ ‫الموجودة ضمن النظام البيئي المعني بالدراسة من حيوان ونبات وكائنات حية‬ ‫دقيقة وهي كاآلتي‪:‬‬ ‫‪ -3‬المحلالت‪.‬‬ ‫‪ -2‬المستهلكات‪.‬‬ ‫‪ -1‬المنتجات‪.‬‬ ‫أوالا‪:‬المنتجات (‪)Producers‬‬ ‫تحتاج هذه الكائنات إلى الماء وثاني أكسيد الكربون واألمالح المعدنية ومصدر‬ ‫للطاقة وبعض المعادن لكي تبقى حية‪ ،‬وتختلف هذه الكائنات عن الكائنات‬ ‫األخرى بأنها تقوم بتحويل المركبات غير العضوية ذات الطاقة المنخفضة إلى‬ ‫مركبات عضوية ذات طاقة مرتفعة [ كالسكريات ] في البالستيدات الخضراء‬ ‫بواسطة الكلوروفيل ‪ ،‬لذا فهي تسمى بالكائنات ذاتية التغذية‪ ،‬وتعد جميع‬ ‫النباتات الخضراء بما في ذلك الطحالب الدقيقة والمرئية كائنات منتجة [ذاتية‬ ‫التغذية] ألنها تمارس عملية التركيب الضوئي‪.‬‬ ‫ثانيا ا‪ :‬المستهلكات (‪)Consumers‬‬ ‫هي الكائنات التي تستعمل المواد العضوية المنتجة من قبل الكائنات ذاتية التغذية سواء بصورة مباشرة أو غير‬ ‫مباشرة وبذلك تعتبر غير ذاتية التغذية ألنها غير قادرة على إنتاج مركباتها العضوية الالزمة لألغراض الغذائية‬ ‫األساسية‪.‬وتشمل الحيوانات والفطريات وبعض الطالئعيات ومعظم البكتريا‪ ،‬وتصنف الكائنات الحية المستهلكة‬ ‫حسب مصدرها الغذائي إلى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬آكالت األعشاب‪ :‬كائنات حية مستهلكة تتغذى على النباتات كالمواشي وأنواع من القوارض والغزالن والطيور آكلـة‬ ‫البذور‪ ،‬والحشرات وهناك بعض الكائنات المائية التي تتغذى على الهوائم النباتية [الطحالب ] وجميعها تعتبر مستهلكات‬ ‫أولى‪.‬‬ ‫‪ -2‬آكالت اللحوم‪ :‬كائنات حية مستهلكة تتغذى على اللحوم ويختلف مستوى الغذاء ألكالت اللحوم‪ ،‬فقد يعد مستهلكا ً‬ ‫ثانيا ً أو ثالثا ً حسب دوره الغذائي في سلسلة الغذاء‪.‬فمثالً يتغذى العقرب المائي [ مستهلك ثاني ] على القشريات وقد‬ ‫يأكل من قبل ضفدع‪ ،‬وهذا قد يؤكل من قبل سمكة صغيرة تفترس مــن قبـل سمكة أكبر وأخيرا ً يتغذى العقاب [مستهلك‬ ‫سادس] على هذه السمكة وهكذا‪.‬‬ ‫‪ -3‬أكالت األعشاب واللحوم‪ :‬كائنات حية مستهلكة تتغذى على النبات والحيوان معا ً وتسمى بالكائنات القارئة وهي‬ ‫بذلك يمكنها أن تكون مستهلكات أولى وثانية وثالثة في نفس الوقت‪ ،‬ومنها اإلنسان‪.‬فاإلنسان الذي يأكل الخضار يسمى‬ ‫مستهلكا ً أوالً والذي يأكل لحوم المستهلكات األولى يعتبر مستهلكا ً ثانياً‪ ،‬وقد يكون مستهلكا ً ثالثا ً عندما يتغذى على لحوم‬ ‫مستهلكات ثانية كاألسماك‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للعديد من الكائنات الحية‪.‬‬ ‫ثالثا ا‪ :‬المحلالت (‪)Decomposers‬‬ ‫ال يمكن اعتبار هذه الكائنات ذاتية التغذية( اي منتجات) حيث أنها ال تصنع غذائها من مواد غيرعضوية‪ ،‬وال يمكن‬ ‫اعتبارها کائنات مستهلكة حيث أنها ال تتناول طعاما ً جاهزا ً بل إنها تقوم بتحليل الكائنات الحية بعــد انتهاء عملية التحلل‬ ‫الذاتي ]التي تحدث داخل الكائن الحي بعد الموت مباشرة] وذلك للحصول على الطاقة الالزمة لحياتها‪.‬وتشمل المحلالت‬ ‫البكتريا والفطريات التي تمتص ما تحتاج إليه من مواد عضوية محللة عن طريق غشائها الخلوي مباشرة‪.‬وتصنف إلى‬ ‫ثالثة أنواع حسب متطلبات األكسجين‪.‬‬ ‫‪ -1‬الكائنات الدقيقة الهوائية‪ :‬وتحتاج هذه الكائنات المحللة إلى األوكسجين الكافي الستمرار حياتها ونشاطها‪ ،‬كما في‬ ‫المعادلة التالية‪:‬‬ ‫وعملية التحلل الهوائي تشبه عملية التنفس داخل الخاليا الحية إذ تتحلل المادة العضوية إلى ثاني أكسيد الكربون والماء‬ ‫وهي أيضا ً عكس تفاعل التمثيل الضوئي من حيث المتطلبات والمنتجات النهائية للتفاعل‪.‬لذا يعرف التحلل الهوائي‬ ‫أحيانا ً بتنفس النظام البيئي‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكائنات الدقيقة الالهوائية ‪ :‬وتحتاج الستمرار حياتها ونشاطها وسطا ً ال يتوفر فيه األكسجين مثل بكتريا الميثان‬ ‫التي تحلــل المــواد العضوية والكربونات إلى غاز الميثان عند عدم وجود األكسجين‪.‬‬ ‫‪ 3‬الكائنات الدقيقة االختيارية‪ :‬وهي تلك التي تستطيع أن تكيف نفسها حسب الوسط التي تعيش فيه‪ ،‬فإذا توفر األكسجين‬ ‫كانت هوائية وإذا لم يتوفر أصبحت ال هوائية مثل بكتريا التربة‪.‬‬ ‫العالقات الغذائية بين المكونات الحية في النظام البيئي‬ ‫ تُعد العالقات الغذائية والهرم الغذائي أسا ً‬ ‫سا لفهم كيفية انتقال الطاقة والمواد في النظام البيئي‪ ،‬حيث تعتمد الكائنات الحية على‬ ‫بعضها البعض في الحصول على الغذاء‪.‬تتنوع العالقات الغذائية بين الكائنات‪ ،‬فبعضها يعتمد على النباتات كغذاء‪ ،‬بينما يعتمد‬ ‫البعض اآلخر على الكائنات الحية األخرى‪.‬‬ ‫ تتنوع العالقات الغذائية بين الكائنات الحية في النظام البيئي‪ ،‬وتشمل عدة أنواع رئيسية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ ‬عالقة االفتراس‪ :‬تحدث عندما يتغذى كائن حي (المفترس) على كائن حي آخر (الفريسة)‪ً.‬‬ ‫مثال‪ ،‬الذئب يفترس األرانب‪ ،‬وهذه‬ ‫العالقة تساهم في تنظيم أعداد الكائنات وتقليل التنافس بين األنواع‪.‬‬ ‫‪ ‬عالقة التطفل‪ :‬يعتمد الطفيل على كائن حي آخر يُسمى المضيف للحصول على الغذاء‪ ،‬وغالبًا ما يسبب الضرر له‪.‬مثال على ذلك‬ ‫الديدان الطفيلية التي تعيش داخل أمعاء بعض الحيوانات‪.‬‬ ‫‪ ‬عالقة التكافل (التعاون)‪ :‬هي عالقة يستفيد فيها كل من الكائنين الحيين‪ ،‬حيث يتعايشان معًا ويعتمد كل منهما على اآلخر‪ً.‬‬ ‫مثال‪،‬‬ ‫عالقة النحل مع الزهور؛ حيث يستفيد النحل من رحيق الزهور‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يُساهم النحل في نقل حبوب اللقاح للزهور‪ ،‬مما‬ ‫يساعد في تكاثرها‪.‬‬ ‫‪ ‬عالقة التعايش‪ :‬هي عالقة يستفيد فيها كائن حي دون أن يضر بالكائن اآلخر أو يفيده بشكل مباشر‪ً.‬‬ ‫مثال‪ ،‬األسماك الصغيرة التي‬ ‫تعيش قرب أسماك القرش تستفيد من بقايا طعام القرش وتحصل على الحماية‪ ،‬دون أن تؤثر على حياة القرش‪.‬‬ ‫‪ ‬عالقة التحلل‪ :‬المحلالت مثل البكتيريا والفطريات تتغذى على المواد العضوية الميتة وتحللها إلى عناصر غذائية تعود للتربة‪ ،‬مما‬ ‫يساهم في إعادة تدوير العناصر داخل النظام البيئي‪.‬‬ ‫ كل هذه العالقات الغذائية تسهم في تشكيل نظام بيئي متوازن‪ ،‬حيث يعتمد كل كائن على اآلخر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬مما‬ ‫يحافظ على تنوع واستمرارية الحياة فيما يعرف بالسالسل والشبكات الغذائية والهرم الغذائي‪.‬‬ ‫الهرم الغذائي‬ ‫ الهرم الغذائي هو تمثيل بياني يوضح مستويات التغذية المختلفة في النظام البيئي‪ ،‬ويظهر كيفية انتقال الطاقة بين‬ ‫الكائنات الحية من مستوى إلى آخر‪.‬يتكون الهرم الغذائي من عدة مستويات‪ ،‬تبدأ بالكائنات المنتجة في القاعدة‬ ‫وتتصاعد إلى المستهلكات في األعلى‪.‬كلما صعدنا في الهرم‪ ،‬يقل عدد الكائنات الحية وتقل كمية الطاقة المتاحة‪،‬‬ ‫حيث تفقد الطاقة تدريجيًا عبر المستويات بسبب العمليات الحيوية التي تتطلب استهالك جزء كبير منها‪.‬‬ ‫ مستويات الهرم الغذائي‬ ‫‪.1‬المنتجون (القاعدة)‪ :‬يشكل المنتجون‪ ،‬مثل النباتات الخضراء والطحالب‪ ،‬قاعدة الهرم الغذائي‪.‬تعتمد هذه الكائنات‬ ‫على عملية البناء الضوئي لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كيميائية على شكل مركبات عضوية‪ ،‬وهي بذلك‬ ‫المصدر األساسي للطاقة لجميع الكائنات األخرى في النظام البيئي‪.‬‬ ‫‪.2‬المستهلكات األولية‪ :‬تقع في المستوى الثاني وتشمل الحيوانات العاشبة (مثل الحشرات والقوارض) التي تتغذى‬ ‫مباشرة ً على النباتات‪.‬تحصل المستهلكات األولية على الطاقة من خالل استهالك الكائنات المنتجة‪.‬‬ ‫‪.3‬المستهلكات الثانوية‪ :‬توجد في المستوى الثالث وتشمل الحيوانات الالحمة الصغيرة التي تتغذى على الحيوانات‬ ‫العاشبة‪.‬في هذا المستوى‪ ،‬تنتقل الطاقة من المستهلكات األولية إلى الحيوانات التي تعتمد على اللحوم‪.‬‬ ‫‪.4‬المستهلكات الثالثية‪ :‬تحتل قمة الهرم الغذائي وتضم الحيوانات المفترسة الكبيرة التي تتغذى على الحيوانات‬ ‫الالحمة‪.‬يُمثل هذا المستوى أعلى نقطة في الهرم من حيث الموقع‪ ،‬لكنه األقل في عدد الكائنات والطاقة المتاحة‪.‬‬ ‫دورا مه ًما في إعادة تدوير المواد‪.‬تشمل المحلالت البكتيريا‬ ‫‪.5‬المحلالت‪ :‬تقع خارج هيكل الهرم لكنها تلعب ً‬ ‫والفطريات التي تعمل على تحليل بقايا الكائنات الميتة وإعادة المواد المغذية إلى التربة‪.‬‬ ‫ أهمية الهرم الغذائي‬ ‫الهرم الغذائي يعكس التوازن الطبيعي في النظام البيئي‪ ،‬حيث‬ ‫يُوضح كيفية انتقال الطاقة ويبيّن أن استمرارية الحياة تعتمد‬ ‫على وجود المنتجين في القاعدة‪.‬كما أن شكل الهرم يعكس‬ ‫فقدان الطاقة من مستوى آلخر‪ ،‬مما يفسر لماذا يكون عدد‬ ‫الكائنات أقل كلما ارتفعنا في الهرم‪.‬‬ ‫السالسل والشبكات الغذائية‬ ‫ تصف السالسل والشبكات الغذائية كيفية انتقال الطاقة والعناصر‬ ‫الغذائية بين الكائنات الحية في النظام البيئي‪ ،‬حيث تعتمد جميع أشكال‬ ‫الحياة على بعضها البعض في عالقات تُعرف بعالقات "األكل‬ ‫والمأكول"‪.‬‬ ‫ السالسل الغذائية‬ ‫‪‬في السلسلة الغذائية‪ ،‬تقوم الكائنات المنتجة‪ ،‬مثل النباتات الخضراء‪،‬‬ ‫بامتصاص أشعة الشمس لتصنيع مركبات عضوية تؤ ّمن بها نموها‬ ‫وانتشارها‪.‬هذه النباتات تمثل الغذاء للمستهلكات األولية‪ ،‬مثل آكالت‬ ‫النباتات (الحشرات والقوارض)‪ ،‬التي بدورها تصبح غذا ًء للحيوانات‬ ‫الالحمة‪.‬وتأتي المحلالت‪ ،‬مثل البكتيريا والفطريات‪ ،‬لتقوم بتحليل بقايا‬ ‫الكائنات الحية بعد موتها‪ ،‬مما يعيد المواد األساسية للتربة ويجعلها‬ ‫متاحة مجددًا للنباتات‪.‬بهذه الطريقة‪ ،‬يُغذي كل كائن الحي الذي يليه‪،‬‬ ‫مما يشكل سلسلة غذائية تُبنى على عالقة مترابطة بين الكائنات‪.‬‬ ‫‪‬السلسلة الغذائية‪ :‬هي مسار خطي يوضح انتقال الطاقة من كائن حي‬ ‫إلى آخر في النظام البيئي‪.‬تبدأ السلسلة الغذائية عادة ً بالمنتجين‪ ،‬مثل‬ ‫النباتات والطحالب‪ ،‬التي تقوم بعملية البناء الضوئي إلنتاج غذائها‪.‬ثم‬ ‫تأتي المستهلكات األولية‪ ،‬ثم المستهلكات الثانوية‪ ،‬قد تتطور السلسلة‬ ‫لتضم مستهلكات ثالثية وتنتهي بالمحلالت مثل البكتيريا والفطريات التي‬ ‫تعمل على تحليل بقايا الكائنات الميتة وإعادتها إلى التربة كمغذيات‪.‬‬ ‫ الشبكات الغذائية‬ ‫مسارا خطيًا‪ ،‬فإن الشبكة‬ ‫ً‬ ‫‪‬بينما تكون السالسل الغذائية‬ ‫الغذائية تمثل تداخالت معقدة بين عدة سالسل‪ ،‬حيث تتغذى‬ ‫المستهلكات عادة ً على أكثر من نوع نباتي أو حيواني‪.‬هذا‬ ‫كون شبكة مترابطة تُعرف بالشبكة الغذائية‪ ،‬التي‬ ‫التداخل يُ ّ‬ ‫تجمع بين عدة سالسل غذائية مختلفة‪.‬الشبكات الغذائية تزيد‬ ‫من استقرار النظام البيئي‪ ،‬حيث تُتيح لألنواع المختلفة التكيف‬ ‫مع التغيرات البيئية واالحتفاظ بتوازنها‪.‬‬ ‫ أهمية السالسل والشبكات الغذائية‬ ‫دورا حيويًا في الحفاظ على‬ ‫‪‬تلعب السالسل والشبكات الغذائية ً‬ ‫توازن النظام البيئي‪ ،‬حيث تضمن انتقال الطاقة بشكل‬ ‫مستمر‪ ،‬مما يسمح للكائنات المختلفة بالبقاء والنمو‪.‬كما أن‬ ‫استقرارا ومرونة أمام‬ ‫ً‬ ‫هذه الشبكات تجعل النظام البيئي أكثر‬ ‫التغيرات البيئية‪ ،‬فلو انقرض نوع معين أو نقصت أعداده‪،‬‬ ‫تتمكن الكائنات األخرى من تعديل عالقاتها الغذائية للبقاء‬ ‫على قيد الحياة‪.‬‬ ‫النظم البيئية وأنواعها‬ ‫‪‬أوالا‪ :‬تنقسم النظم البيئية من ناحية توفر المكونات الحية وغير الحية الى‪:‬‬ ‫‪.1‬نظام بيئي طبيعي [ متكامل]‪ :‬ويشار له أحيانا ا بالنظام البيئي المفتوح (‪ :)Open System‬وهو الذي يحتوي‬ ‫على جميع المكونات األساسية األولية المذكورة سابقا ً [الحية وغير الحـيـة ] مثـل الـغـابــة والمستنقع والنهر‬ ‫والبحيرة‪.‬‬ ‫‪.2‬نظام بيئي غير متكامل ‪ :‬وهو الذي يعرف أيضا ا بالنظام البيئي المغلق (‪ :)Closed Eco-system‬وهو الذي‬ ‫يفتقر إلى واحد أو أكثر من المكونات األساسية مثل األعماق السحيقة للبحر والكهوف المغلقة حيث تشترك في‬ ‫كونها ال تحتوي الكائنات المنتجة لعدم توفر مصدر الطاقة الشمسية‪.‬‬ ‫‪‬ثانيا‪ :‬تقسم النظم البيئية من ناحية مصدر الطاقة المحركة للنظام البيئي إلى ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫‪.1‬نظام بيئي طبيعي‪ :‬يدار بالطاقة الشمسية مثل المحيطات المفتوحة والغابات‪.‬‬ ‫‪.2‬نظام بيئي بشري‪ :‬يدار بالطاقة الشمسية حيث يقوم اإلنسان تبعا ً لمصالحه المعيشية باستبدال النباتات الطبيعية‬ ‫ببعض المحاصيل الزراعية ويضيف إليها مواد جديدة كاألسمدة والمبيدات الحشرية ومن أمثلتها البساتين‬ ‫والحقول الزراعية‪ ،‬وهذا النوع ساهم في تلوث البيئة وأضر بعناصرها الحيوية وغير الحيوية‪.‬‬ ‫‪.3‬نظام بيئي صناعي‪ :‬يدار بطاقة الوقود‪ ،‬حيث تعتمد طاقة هذا النظام على مصدر غير الشمس كالكهرباء‬ ‫والوقود وغيرها‪.‬ومن أمثلته المدن ومجتمعات المصانع الكبرى‪ ،‬وهذا هو الذي أدى إلى تلوث البيئة بشكل‬ ‫مباشر‪.‬‬ ‫مفهوم االتزان البيئي وأهميته‬ ‫تذكر المصادر العلمية أن عمر األرض حولي ‪ 4.5‬بليون سنة‪.‬وخالل تلك الفترة الطويلة شهدت األرض العديد من‬ ‫ ‬ ‫الفترات التي حولت هذا الجرم السماوي والذي انفصل من الشمس كتلة ملتهبة وتحولها التدريجي الى بيئة مناسبة‬ ‫للحياة والتي اعتدنا عليها‪.‬ولكنها لم تحصل بدون تغييرات وتوازنات والتي كان آخرها العصور الجليدية‪.‬‬ ‫تشير الدراسات العلمية إلى أن بعض التغيرات على األرض‪ ،‬مثل العصور الجليدية‪ ،‬ترتبط بميل محور األرض‪ ،‬مما‬ ‫ ‬ ‫يزيد من انعكاس أشعة الشمس إلى الفضاء‪ ،‬فيقلل من درجات الحرارة في المناطق المعتدلة‪ ،‬وهذا يؤدي إلى امتداد‬ ‫الثلوج من المناطق القطبية نحو هذه المناطق‪.‬‬ ‫مثال آخر‪ :‬مكونات الغالف الجوي من الغازات من نسب األكسجين وثاني أكسيد الكربون كانت منخفضة وعالية على‬ ‫ ‬ ‫التوالي‪.‬ولكن هذه النسب تغيرت نتيجة التطور الحياتي التي طرأت على األرض والتي استهلكت ثاني أكسيد‬ ‫الكربون وحولته الى مواد هيدروكربونية وطرحت األكسجين كفضالت‪.‬هذه العملية التي تعرف بعملية التركيب‬ ‫الضوئي والتي تجري في النباتات كانت هي المحور األساسي في هذا التغيير‪.‬‬ ‫ان اإلحصاءات تشير الى زيادة في استهالك اإلنسان للموارد الطبيعية المتاحة بشكل مطرد والتي لم تنمو او تزيد مع‬ ‫ ‬ ‫زيادة االستهالك بل العكس هو الصحيح‪.‬وهذا الخلل بين االستهالك وتوفر الموارد له أكثر من سبب منها زيادة‬ ‫الطلب نتيجة للزيادة في عدد سكان األرض والثاني الخلل في طريقة حني واستهالك الموارد مثل صيد األسماك‬ ‫بطرق مؤذية لنمو هذه الثروة مما يهدد بانقراض بعض انواع األحياء المائية نتيجة الصيد المفرط والغير منهجي‪.‬‬ ‫ ومثال آخر هو قطع اشجار الغابات من اجل جني األخشاب واستعمالها في بناء البيوت بشكل رئيسي نتيجة للتوسع‬ ‫المدني الهائل‪.‬هذا النشاط لم يصحبه نشاط موازي لزرع األشجار كي تعوض النقص الذي طرأ على قطع اشجار‬ ‫الغابات مما ادى الى ظاهرة التصحر في تلك المناطق من جهة وقلة في الموارد الخشبية المتاحة والذي ادى الى‬ ‫اعتماد موارد اخرى بديلة كالمواد البالستيكية‪.‬‬ ‫ اتزان النظام البيئي يعني التوازن في مجمل الدورات الغذائية األساسية والمسالك المتداخلة للطاقة داخل نظام بيئي‬ ‫ما‪ ،‬وهذا يتطلب أن تكون جميع نواحي عمل النظام البيئي في اتزان‪ ،‬ولذا ال بد أن يكون هناك توازن بين اإلنتاج‬ ‫واالستهالك والتحلل داخل النظام‪.‬ويوجد االتزان في جميع مستويات التنظيم الحيوي‪ ،‬فلو أخذنا االتزان داخل الفرد‬ ‫فنالحظ أن هناك انتظاما ً للعمليات الجسدية والوعائية واأليضية عن طريق تنظيم نبضات القلب والتنفس ودرجة‬ ‫حرارة الجسم‪ ،‬كما يوجد هناك تداخل وتآزر بين الضبط العصبي والهرموني في النمو والتكاثر والسلوك‪ ،‬لذا فالفرد‬ ‫قادر على مقاومة التغيرات البيئية الناتجة عن الوسط المحيط‪.‬‬ ‫ وإذا أخذنا مفهوم االتزان على مستوى النظام البيئي فإننا نبحث في مدخالت بيئية (‪ )Inputs‬تأتي مــن الوسط‬ ‫المحيط كالطاقة الشمسية وثاني أكسيد الكربون واألكسجين والماء والعناصر الغذائية‪ ،‬ومخرجات بيئية (‪)Output‬‬ ‫تطرح في الوسط المحيط وتشمل األكسجين وثاني أكسيد الكربون والماء وعناصر غذائية وطاقة حرارية مفقودة من‬ ‫عملية التنفس وحتى يتحقق االتزان يجب أن يتوفر شرط التعادل في معدل دخول المدخالت وخروج المخرجات‪.‬‬ ‫ يمكننا القول أن مفهوم التوازن البيئي‪ :‬يعني بقاء عناصر او مكونات البيئة‬ ‫الطبيعية على حالتها‪ ،‬كما خلقها هللا تعالى دون تغيير جوهري يذكر‪ ،‬فإذا‬ ‫حدث أي نقص او تغيير جوهري بسبب سلوك االنسان وسوء االنسان‬ ‫وسوء استخدامه في ا?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser