التمرينات العلاجية: نشأة وتطور التمارين العلاجية والوظيفية PDF
Document Details
Uploaded by SportyCello
محمود العثمان
Tags
Summary
الملخص عن نشأة وتطور التمارين العلاجية عبر مختلف العصور، من العصور القديمة إلى الحاضر. يبحث في دور الشخصيات التاريخية في الطب، ويشرح التطور من حيث الممارسات والنظريات المستخدمة في العلاجات. يقدم نظرة شاملة على تطوّر هذا المجال.
Full Transcript
التمرينات العالجية د.محمود العثمان المحاضرة األولى :نشأة وتطور التمارين العالجية والتمارين الوظيفية التعريف والمفاهيم األساسية كان الهدف من التمرينات البدنية في العصر القديم ،تكوين وتنمية الفرد الذي يتميز بالبنية القوية والسرعة...
التمرينات العالجية د.محمود العثمان المحاضرة األولى :نشأة وتطور التمارين العالجية والتمارين الوظيفية التعريف والمفاهيم األساسية كان الهدف من التمرينات البدنية في العصر القديم ،تكوين وتنمية الفرد الذي يتميز بالبنية القوية والسرعة والشخصية المتوازنة من أجل متطلبات العائلة أو القبيلة أو حتى المتطلبات الشخصية اليومية وذلك ضمن مفهوم الصراع من أجل البقاء حيث ارتبط وجود اإلنسان وسالمته آنذاك بالبنية القوية للتغلّب على الشركاء في المعيشة من أقران ومن فرائس متوحشة ،وبالسرعة للحاق بها أو الهروب منها ،وبالشخصية المتوازنة التي تستطيع السيطرة على العوائق الداخلية والخارجية خالل تأمين تلك المتطلبات.وهذا ما أثبتته العديد من األبحاث ُقرون أنه نادرا ً ما والمخطوطات المعتمدة لدى علماء التاريخ وعلم االجتماع واألنثروبولوجيا ،حيث أنهم ي ّ مارس اإلنسان القديم التمارين البدنية لغايات أو مصالح شخصية بل كانت كل مساعيه البدنية وممارسته لألنشطة الجسمانية المختلفة مقترنة بشكل قوي مع الطقوس الحربية والشعائر الدينية ،وأحيانا ً بقصد االندماج في طقوس الترفيه الجماعي أو لالستجابة على المؤثّرات الخارجية.إضافة لذلك نجد بعض المخطوطات القليلة التي أشارت بصراحة إلى الجانب العالجي والتأهيلي للتمارين ( )Mendez 1553إال أنه ال يمكننا أن نستوعب المعنى الحقيقي للتمارين وللتمارين العالجية إال إذا رجعنا إلى المعنى األصلي لها في موطنها التي نشأت فيه وذلك من خالل استعراض مراحل تطورها ومن خالل التغييرات الجذرية التي طرأت عليها ضمن تعاقب تلك المراحل. شكل ( :)2الرازي شكل ( :)1ابن النفيس شكل ( :)3ابن سينا ()925-854 ()1288-1213 ()1037-980 هناك الكثير من المفكرين واألطباء ،كاألطباء العرب واألطباء المسلمين الذين كان لهم أثر كبير في تطور التمارين واألنشطة الجسمانية ،لكنهم كانوا في مناطق وبلدان لم تعتمد التمارين في المؤسسات التعليمية ،أو المراكز العالجية كابن النفيس في كتابه الموجز في الطب وابن سينا في كتابه القانون في الطب ،والرازي في كتابه الحاوي في الطب والذين طبقوها بشكل إفرادي على مرضاهم ولم تكن هناك مؤسسات مختصة بتعليم وتطبيق تلك التمارين ،لذلك كانت الوصفات التمرينية إفرادية ومرتبطة بمريض واحد فقط.لكن نجد في كتبهم د.محمود العثمان 1 دالئل وتأكيدات صريحة على ممارسة التمارين البدنية ،حيث كان يحث ابن النفيس مثالً (شكل )1مرضاه على ودون ذلك في بعض ممارسة التمارين اليومية ،وذكر أهمية التمارين ودورها الفعال في مكافحة البدانةّ ، مخطوطاته ومالحظاته ،وكذلك األمر بالنسبة للرازي (شكل )2الذي ربط ممارسة التمارين واألنشطة الجسمانية بصحة الجهاز القلبي الوعائي.أيضاً ،يُعدّ ابن سينا من األوائل الذين تطرقوا إلى إمكانية العالج بالتمارين البدنية ،حيث يذكر (شكل )3في كتابه القانون في الطب ،المجلد األول ،الفصل الثالث ،الفقرة األولى، أن للتمارين ولألنشطة الجسمانية دورا ً كبيرا ً في العالج وفي الوقاية من الكثير من األمراض ،لكنه لم يتطرق إلى ماهية هذه التمارين وكيفية تنفيذها. -1العصور القديمة ( 3000ق.م.حتى القرن الخامس الميالدي) تشير الكثير من الدالئل من المخطوطات القديمة والنقوش الحائطية والتماثيل على أن البلدان المتقدمة في تلك الحقبة الزمنية كبالد فارس ومصر والهند والصين واآلشوريين، كانت مزدهرة فيما يتعلق بالتمارين والتمارين العالجية وفوائدها الصحية.حيث تباينت رؤية تلك الحضارات فيما يرتبط بالتمارين واألنشطة الجسمانية فمثالً جعلتها حضارة اآلشوريين واألزتيك الطريقة المثلى لتنمية الصفات الشخصية من مختلف الجوانب وللترويح عن النفس ،وجعلتها بعض الحضارات التي كانت ذات تصور منغلق كالحضارة الصينية تقتصر على فنون القتال المتنوعة وعلى طرق التحكم بالنفس وبعض النواحي العالجية. إال أن أكثر هذه الحضارات ازدهارا ً وثرا ًء بأشكال وأنواع التمارين واألنشطة الجسمانية المختلفة ،كانت الحضارة اإلغريقية الهوميروسية (هوميروس) والتي تالءمت مفاهيمها وآراءها حول شكل ( :)4مدرس التمارين البدنية مع تلميذه التمارين الجسمانية مع التحضير العسكري واالنضباط والقساوة والمتطلبات عالية المستوى للجندية ،وكانت تُمارس هذه التمارين ويتم التدريب عليها ضمن مؤسسات تعليمية وتطبيقية تم إنشاؤها لهذه األغراض (شكل .)4على الرغم من ذلك كانت كل حكومة مدينة في اإلمبراطورية اإلغريقية تنظر إلى هذه التمارين والمنشآت التعليمية بطريقة مختلفة ،فمثالً كانت حضارة أثينا تنظر إلى النشاط الجسماني على أنه ُمبدّد للوقت ويؤدي إلى إفساد النفس البشرية ما لم يخدم الجمال والفن ،وكانت حضارة اسبرطا تعتبره الضرورة الحياتية الحتمية والتي بدونها ال يحق للفرد اكتساب حق المواطنة.بدأت هذه االختالفات الجذرية بالتالشي عندما ظهر النظام الهيليني المو ّحد لألنشطة الجسمانية في الحكومة األم والتي تتبع إليها باقي الحكومات.أطلقوا على النظام المو ّحد الجديد تسمية التمارين القديمة (.)Antic Gymnastica د.محمود العثمان 2 وفي ذلك العصر (الحقبة الهيلينية) ،كانوا يسمون مجموعة التمارين التي تخدم إعادة التأهيل أو عالج أو وقاية الجسم بالجيمناستيكا (.)Gymnastica إذا ما رجعنا إلى أصل كلمة جيمناستيكا فنجد أنها تنحدر من الكلمة اإلغريقية جيمنوس ( )gymnosوالتي تعني بدقة "عاري" ،حيث نظر اإلغريقيون إلى المالبس على أنها تخرب الجسم وتهدم خصائصه وروابطه عار (دون بجسم ٍ ٍ مع الطبيعة والبيئة المحيطة به.من هذا المنطلق ،كانت بدايات ممارسة الجيمناستيكا تتم مالبس) وكانت تمارس ألغراض عديدة منها العالج وإعادة التأهيل ،ولكنها لم تُمارس على شكل مسابقات وألعاب ،ومع مرور الزمن ،أصبح اإلغريق يس ّمون كل تمرين جسماني وبغض النظر عن نوعية وشكل وأهداف التمرين بالجيمناستيكا.إذا ً نستطيع أن نستنتج مما سبق أن المحتوى الفعلي للجيمناستيكا في ذلك العصر كان يشتمل على الحركات الطبيعية لإلنسان (جري ،قفز ،حركات مصارعة ،رقص ،سباحة) وكان يهدف إلى إنشاء اإلنسان المتناسق والصلب ،إضافةً لذلك ،كانت أهدافه تنصب تحت مفاهيم "الجسم اإلغريقي المثالي" أو بتعبير آخر وكما أسموه هم الكالوكاغاثيا ( )Kalokagathiaوالتي كانت تعني اندماج ووحدة السمو األخالقي مع الجمال الجسماني ،وبتعبير مختصر كانت تعني "توافق الروح مع الجسم". أما في الحضارة الرومانية فكانت مفاهيم التمارين واألنشطة الجسمانية ترتكز على أو تنطلق من نقطتين أو وجهتي نظر ،األولى االستعداد الدقيق والجيد للحرب وللقتال ،والثانية هي ""Mens sana in corpore sano والتي تعني حرفيا ً الروح الصحيحة في الجسم السليم ،والتي تم ترجمتها الحقا ً عن اليونانية "العقل السليم في الجسم السليم".كان أو ل من نادى بهذه المقولة المفكر والقائد الروماني جوفاناليس ( Decimus Junius )Juvenalisوالذي أقر بكل وضوح (شكل )5أن المقولة أو القاعدة التي أطلقها وتبناها ال تعني بشكل حصري أن الروح أو العقل السليم تقطن فقط في الجسم السليم ،لكن كان يؤكد أن الجسم السليم هو المكان المثالي للروح وللعقل السليمين وذلك ألنه الحظ من خالل استكشافاته العملية أن أكثر األشخاص الذين يملكون أجساما ً غير سليمة ،تكون أرواحهم وعقولهم أيضا ً غير سليمة. ال يمكننا أن نتكلم عن اإلمبراطورية الرومانية دون التطرق إلى الطبيب والفيلسوف صاحب الشهرة الفلكية جالن أو جالينوس ( )Claudius Galenusوالذي لم يشتهر فقط كونه كان طبيب (شكل )6المحاربين وطبيب المصارعين في األرينا (مكان النزاالت التي غالبا ً ما كانت تنتهي بالموت) وله كتابات واكتشافات طبية قيمة، بل أيضا ً ألنه أو ل طبيب يكتب عن التمارين وتأثيراتها العالجية في الجسم البشري ،وكانت نظرياته وأبحاثه تعتمد على فكرة أن التمارين الجسمانية هي عنصر أساسي من عناصر الطب العالجي. شكل ( :)6كألو ديوس جالينوس شكل ( :)5ديسيموس يونيوس ( 199-129م) جوفاناليس ( 127-60م) د.محمود العثمان 3 العصور الوسطى (من القرن الخامس حتى القرن السابع عشر) في هذه الحقبة الزمنية ،كان لأليديولوجيات والعقائد الدينية دورا ً رئيسيا ً في وجود حواجز حقيقية بوجه تطور الثقافة البدنية وعلوم األنشطة الجسمانية ،لذلك تراجعت رغبة األفراد في ممارسة التمارين واألنشطة.على الرغم من القوانين واألعراف الصلبة التي سيطرت في ذلك العصر إال أن التطور الفعلي لعلوم األنشطة الجسمانية ومن بينها التمارين لم يتوقف ،حيث بدأت المؤسسات الخاصة بتعليم وتدريب الفرسان بالظهور والتي اختلفت عن سابقاتها (الجيمناستيكا القديمة) بأنها غالبا ً ما ارتبطت بوجود الفارس مع فرسه (العالج بركوب الخيل) وكانت التمارين تُطبق ضمن هذا المنهج.انتشر هذا المنهج في البلدان الغربية بشكل واسع وبدأ يتفرع منه عدة أشكال للتمارين كالرقص مع شريك أو ضمن مجموعة أو الرقص بالسيف أو مع أداة على أنغام محددة وضمن إيقاعات متفق عليها مسبقاً.هدف المنهج الجديد إلى تربية الناشئة على اللياقة والرشاقة العالية وعلى االستعداد البدني.وكان لكتابات واكتشافات دافينشي ( )Leonardo Da Vinciالتي كان معظمها يبحث في علوم التشريح وتأثيرات التمارين والحركات المختلفة على عمل العضالت ووظائفها دورا ً أساسيا ً في تطور هذه العلوم.سعى دافينشي (شكل )7إلى وصف البنية التشريحية للجسم البشري ،وتطرق إلى عمل العضالت وأنواعها ،كذلك أو ضح بشكل مفصل عمل المفاصل والحركات الممكنة في كل مفصل ،وحدد تقريبا ً المدى الحركي الذي يجب أن تتم خالله الحركة.إضافة لذلك ،كان أكثر ما تميزت به أعمال دافينشي أنه كان أو ل من تطرق إلى التناسق والتوافق الجسماني بنا ًء على أسس تشريحية ،وتحدّث عن الجسم المثالي تشريحيا ً وفيزيولوجياً ،وفرق بينه و بين الجسم المثالي االجتماعي والذي يختلف من عصر إلى آخر ،بل ومن عرق بشري آلخر. إضافة إلى دافينشي ،كان ميركوراليس (شكل )8من أكثر الباحثين تأثيرا ً في تطور علوم التمارين واألنشطة صص كتابا ً كامالً لوصف التمارين وشرحها وشرح كيفية تنفيذها ،وذلك من خالل الجسمانية وكان أو ل من خ ّ كتابه "فن التمارين" ( )De Arte Gymnasticaوالذي نادى من خالله باتخاذ التمارين واألنشطة الجسمانية كنمط حياة صحي يومي وذلك بجانب النواحي العالجية والوقائية لها. شكل ( :)8هيرونيموس ميركوراليس شكل ( :)7ليوناردو دافينشي ()1606-1530 ()1519 -1452 د.محمود العثمان 4 العصر الحديث (من القرن السابع عشر حتى الحاضر) في العصر الحديث ،قام العديد من الباحثين بإطالق تسمية التمارين الطبية ( )Medical Gymnasticsعلى مجموعة التمارين المعروفة حتى بدايات العصر الحديث بالجيمناستيكا وذلك ليكون ممكنا تمييزها عن األلعاب الجمبازية ولكي تؤخذ بمفاهيمها المتعددة على أنها أنظمة تمرينية وقائية عالجية ويمكن لجميع األفراد تنفيذها بغض النظر عن التفاوت الصريح في قدراتهم وجاهزيتهم لذلك.أي بدأت التمارين بالرجوع لتكون أحد المواد الرئيسية في المراكز العالجية وفي المؤسسات التعليمية وفي المراكز التدريبية والتأهيلية.ومن أشهر الرواد في مجاالت التمارين وتطويرها كان بستالوزي ( )Johan Henrich Pestalozziالذي ألف كتابا ً تفصيليا ً عن التمارين وكان يُوصف بأنه ال ُمنشئ الرئيسي لنظام التمارين الحرة.اعتمد بستالوزي (شكل )9في نظامه الجديد على تحديد محتوى التمارين وتصنيفها بنا ًء على المدى الحركي للمفاصل التي تحدث الحركة فيها وشدّد على أهمية التمارين التحضيرية التي تسبق األعمال الرئيسي سوا ًء النظرية أو التطبيقية. تقريبا ً بالتزامن مع بستالوزي ،كان لغوتز-موتز ( )Johan Christoph Friedrich Guts-Mutsمؤسس التربية البدنية الحديثة (شكل ،)11دورا ً رئيسيا ً في تحول مفاهيم التمارين من األنماط العشوائية والحركات غير المدروسة إلى نمط التنظيم الدقيق ودراسة آثاره على الجسم البشري بنا ًء على أبحاث علمية مخبرية دقيقة. إضافةً لذلك ،كان غوتز-موتز أو ل من شرح بالتفصيل أهداف التمارين وتأثيراتها متعددة األوجه وحدد بخطوط عريضة تأثيرات كل مجموعة من التمارين في الجسم البشري ،أيضا ً اقترح الوسائل التعليمية المناسبة وحدّد الطرائق التدريسية األكثر مالئمةً لكل نمط من أنماط التمارين. شكل ( :)10يوهان كريستوف هنريك شكل ( :)9يوهان هانريك بستالوزي غوتز-موتز ()1838 -1759 ()1746 -1821 إضافة إلى بستالوزي وغوتز-موتز ،يُعدّ يان األلماني من بين العلماء الذين كان لهم أثرا ً كبيرا ً في ّ تطور مفاهيم التمارين واألنشطة الجسمانية والتربية البدنية الحديثة ،وتمتد آثاره إلى يومنا الحاضر.كان يان األلماني ) ) Friedrich Ludwig Jahnيتبنى نظرية مفادها أن الشباب األلماني الذين يجب أن يكونوا مستعدين د.محمود العثمان 5 لالنخراط في القتال والحرب في أي وقت ،يمكن تجهيزهم وتحضيرهم لذلك من خالل التمارين ( )Gymnasticaوالحركات الجمبازية.قام يان (شكل )11بتخطيط وتأليف نظام تمارين جديد كان له الدور األكثر تأثيرا ً في مفاهيمنا الحاضرة عن التمارين واألنشطة الجسمانية.اختلف النظام الجديد عن سابقه بأن يان قام بحذف المصارعة والسباحة من النظام القديم ،وبدالً منها أضاف تمارين االنضباط والنظام والتمارين الحرة الجديدة وتمارين التوازن والتحكم بالجسم. بالمقابل ،وجد يان انتقادات كثيرة لنظامه الجديد ،وكان أكثر منتقديه ومعارضيه العالم والمعالج السويدي لينغ، حيث كان ينظر إلى نظام يان على أنه نظام عسكري وصارم وال يلبي احتياجات إال طبقة صغيرة من المجتمع وال يمكن تطبيقه عند باقي الطبقات بمختلف أعمارهم وجنسهم.كان لينغ السويدي ()Peer Henrich Ling من العلماء الذين عاصروا يان األلماني ،إال أنه كان من أشد الناقدين لنظامه ووصفه بالعاجز والقاصر.قام لينغ (شكل )12بتأسيس نظام تمارين جديد ما زال معموالً به حتى يومنا الحاضر وما زال المرجع األم في كثير من البرامج التمرينية المتجددة.اعتمد العالم لينغ في نظامه الجديد على أن التمارين لها تأثيرات حيوية على اإلعداد العام للجسم وهذا األمر يجب أن يكون متاحا ً للجميع بغض النظر عن العمر والجنس والحالة الصحية سمه االجتماعية االقتصادية ،ولذلك قام بتأسيس ما يُسمى في وقتنا الحاضر بنظام "التمارين السويدية" والذي ق ّ إلى أربعة مجاالت: )1المجال األول :كان في المؤسسات التعليمة وأسماه النظام التمريني التعليمي، )2المجال الثاني :كان للجنود وللمؤسسات العسكرية، )3المجال الثالث :كان لألطباء وللمرضى (التمارين العالجية والوقائية) )4المجال الرابع :كان للجمال الجسماني والذي كان يعتمد على حركات التناسق والتوافق الجسمي وكان أكثر شيوعا ً وتطبيقا ً عند اإلناث من الذكور. شكل ( :)12بيير هنريك لينغ شكل ( :)11فريديريك لودفيغ يان ()1839-1776 ()1852-1778 د.محمود العثمان 6 طور نظام التمارين األلماني بعد لينع ال بد أن نذكر التربوي النمساوي ادولف سبيس ( )Adolf Spiessالذي ّ (نظام يان) بعدة نقاط أهمها أنه كان أو ل من استخدم أدوات واغراض مع التمارين الجسمانية كاألثقال اليدوية الصغيرة ،وكذلك استخدم اإليقاع الموسيقي لضبط سرعة وتسارع تنفيذ التمارين.باإلضافة إلى النمساوي ادولف (شكل )11ومن بين الكثيرين من الباحثين ،كان للفرنسي فرانسيس دلسارت ()François Delsarte الذي يعتبر رائد الجيمناستيكا الحديثة ورائد الفنون اإليمائية ،حيث كان له تأثيرات هامة في علوم التمارين واألنشطة الجسمية ،وذلك ألنه أعطى العديد من األفكار واالتجاهات التي لم تكون متداولة سابقا ً والتي غيّرت النقاط االرتكازية للجيمناستيكا الحديثة.انطلق ادولف من فكرة أن الصحة والجمال يرتبطان ببعضهما ارتباطا ً وثيقا ً بحيث ال يمكن التقدّم بأحدهما دون اآلخر.من هذا المنطلق ،قام فرانسيس (شكل )11بإنشاء نظام تمريني يعتمد على أشكال الحركات األساسية لإلنسان ،وعلى مجاالته التعبيرية (التعبير عن طريق الحركة). منذ منتصف القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين ،بدأ الباحثون في علوم التمارين وتأثيراتها بتبني أفكار العديد من األطباء وعلى رأسهم الطبيبة األلمانية بيس منسنديك )Bess Mensendieck 1864–1957 ) والتي أجرت أبحاثا ً حول الحركات والتمارين الممكنة في مفاصل الجسم ومدى تأثيراتها على حيوية الجسم ووظائفه. شكل ( :)14فرانسيس دلسارت شكل ( :)13ادولف سبيس ()1871-1811 ()1858-1810 وبدالً من األنماط التمرينية القديمة والتي كانت تتسم بالقوة والصالبة واالنتظام المبالغ فيه (شكل -17-16-15 ،)18أنشأت الطبيبة بيس نظاما ً جديدا ً مرنا ً من التمارين الذي يخدم بالدرجة األولى العمليات العالجية والوقائية، وأيضا ً النشاط البدني والتربية البدنية العالجية والذي ما زالت محتوياتها قائمةً حتى اليوم الحاضر. د.محمود العثمان 7 شكل 15 شكل ()16 شكل ( :)17طالب ثانوية عام 1926 شكل ()18 د.محمود العثمان 8 التعريف منذ القدم ،اهتم الباحثون في مجاالت التمرينات العالجية بإيجاد تعريف شامل لمفهوم التمرينات العالجية ،إال أن: المدى الشاسع لهذه المفاهيم، والعوامل غير المحدودة التي يمكن أن تتدخل في التعريف، واالرتباط المتشابك والمتبادل للتمرينات العالجية مع شتى العلوم والمجاالت. جعل من صياغة هذا التعريف أمرا ً شائكاً ،وظاهريا ً غير ممكنا ً في كثير من الحاالت.بالرغم من ذلك تمتد محاو الت إيجاد التعريف الشامل إلى حقب زمنية بعيدة تصل جذورها إلى نشأة العلوم ذاتها.كمثال فقط ،قام بومان ( )Boumanعام 1967بدراسة مسحية ألكثر من 111مركز عالجي وجامعة عاملة في مجال التمرينات العالجية ،وذلك بهدف الوصول إلى التعريف المنشود.وخرجت نتائج الدراسة بعد تصفيتها ومقارنة نسب التوافق واالختالفات بين التعريفات ،بنحو خمسين تعريف للتمرينات العالجية. اتفقت غالبية المراجع المختصة على اعماد التعريف التالي كتوضيح لمفهوم التمارين العالجية: التمارين العالجية :هي األداء المنظم والمخطط من الحركات الجسدية أو المواقف أو األنشطة البدنية المقصودة لتزويد المريض بالوسائل الالزمة لـ: .1عالج االضطرابات واإلعاقات أو منع (الوقاية من) حدوثها، .2تحسين الوظائف البدنية أو تنميتها أو استعادتها، .3منع (الوقاية من) أو تقليل عوامل الخطر المتعلقة بالصحة، .4تحسين الحالة الصحية العامة ،واللياقة البدنية ،أو الشعور بالرفاه الصحي التام وعدم الشعور بالمرض أو النقص أو العجز. مفاهيم أساسية في التمرينات العالجية تعريف التمرين العالجي لدى مراجعة األدب المختص ،نجد تعاريف متعددة للتمارين العالجية ،إال أن غالبيتها تتفق على أن التمرين العالجي هو" :أداء حركات فاعلة أو منفعلة لغرض استعادة الحالة الصحية للجسم ،أو الحفاظ عليها ،أو تحسينها. نذكر بعض النقاط الهامة التي يجب استيعابها: د.محمود العثمان 9 بالعموم ،نستطيع تصنيف التمارين العالجية بخطوط عريضة إلى نوعين :تمارين التقوية ( )Strengtheningوتمارين التمطيط (.)Stretchingيتم تصميم تمارين التقوية لزيادة القوة التي يمكن أن تولدها العضلة عند االنقباض أو التقلص ،بينما يتم تصميم تمارين اإلطالة والتمطيط لزيادة قدرة األنسجة الرخوة في الجسم على التمدد واالستطالة. للحصول على نتائج ُمرضية من برامج التمارين العالجية أو لتحسين نتائج صحة العضالت والعظام، ال بدّ من أن نخلق نظاما ً متوازنا ً من تمارين التقوية وتمارين اإلطالة ،فعن طريق تقوية العضالت في أجسامنا ،نزيد من قدرتنا على إنتاج وخلق الحركة المناسبة أو المنشودة، قدرتنا على تثبيت المفاصل وجعلها متماسكة، تقليل مخاطر اإلصابة بشكل فعال. بينما عن طريق إطالة العضالت واألنسجة الرخوة األخرى لتصبح أكثر مرونة ،فإننا نسمح بمزيد من الحركة داخل المفاصل وبزيادة قابلية المفصل للتحرك ،وهذا أيضا ً من التدابير الفعالة في منع حدوث اإلصابة. من خالل استعراض النقطتين السابقتين ،يجب أن ننتبه أننا أمام مسألة متعاكسة ظاهريا ً حيث في النقطة األولى نُشدّد على تثبيت المفصل وتماسكه ،بينما في الثانية فنركز على قابلية المفصل للحركة.نبين في النقطة التالية هذه القضية بالتفصيل: هناك عالقة عكسية بين االستقرار والثبات للمفصل مع الحركة وقابلية التحرك له ،مما يعني أنه كلما كان المفصل أكثر مرونة ،كان أقل استقرارا ً وتماسكا ً (ثباتاً) ،حيث وكننتيجة حتمية لعدم التماسك تعرض المفصل غير المستقر للخلع ( )Dislocationأو في أحسن الحاالت والثبات ،يمكن بسهولة ّ لخلع جزئي ( )Subluxationمقارنة مع مفصل ثابت ومتماسك.من ناحية أخرى ،كلما كان المفصل أكثر استقرارا ً وتماسكا ً ،كلما انخفضت القدرة على الحركة وتناقصت قابلية التحرك ،وبالتالي يصبح من السهولة البالغة إجهاد العضلة أو التواء في أربطة المفصل ،أو حتى إحداث كسور إجهادية. أو الً :األسباب األساسية للتمارين العالجية -)1العافية والصحة العامة :واحدة من أكثر األسباب الشائعة التي تجعل شخصا ً ما يختار ممارسة التمارين بشكل عام والتمارين العالجية والرياضات المختلفة بشكل خاص ،وغالبا ً ما يكون الهدف من الممارسة : تحسين الشعور بالنشاط والحيوية طوال اليوم، تقليل التوتروتخفيض مستوى الضغوطات اليومية، د.محمود العثمان 11 تحسين مستويات الطاقة والوقاية من حدوث اإلصابة تحسين القدرة على أداء األنشطة والمهام اليومية. يمكن أن تشتمل فوائد التمارين أيضا ً على خفض خطر اإلصابة بالعديد من األمراض ،بما في ذلك أمراض القلب واألوعية الدموية والسكري وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وهشاشة العظام، التهاب المفاصل والسمنة واالكتئاب وحتى أنواع معينة من السرطان. -)2إعادة التأهيل :عندما يتعرض الجسم ألي شكل من أشكال الرضوض أو األذية أو حتى الصدمة القوية ( ،)Traumaيجب أن يخضع إلى دورة شفائية (عملية عالجية استشفائية) من أجل استعادة الوظيفة الطبيعية للمنطقة المصابة.الصدمة التي تحدث للنسيج الضام مثل األربطة أو األوتار ،وكذلك الصدمة التي تحدث للعظام أو الغضروف ،يمكن معالجتها وتسريع التئامها وشفائها بشكل أفضل عن طريق دمج تمارين اإلطالة والتقوية المختلفة في برنامج تمريني واحد.ت ُعدّ إعادة التأهيل شائعة بشكل كبير جدا ً أيضا ً بعد العمليات واإلجراءات الجراحية وذلك للمساعدة في تسريع عملية الشفاء والعودة للحالة الطبيعية. المعالجون الفيزيائيون متخصصون في معالجة المرضى أو المتضررين والذين لديهم هدف محدد هو االستشفاء واستعادة عمل الجزء المصاب من الجسم إلى حالته الطبيعية. -)3تحسين في العطاء الرياضي أو النشاط البدني :تتضمن الئحة المرضى المراجعين للعالج الفيزيائي العديد من الرياضيين الذين يمارسون نوعا ً محددا ً من الرياضة التنافسية أو الرياضة الترفيهية ويتطلعون إلى تحسين قدراتهم في رياضتهم المختارة من خالل البرامج التمرينية المتخصصة.من خالل تحليل نقاط القوة والضعف للمريض أو الرياضي ومن خالل عدد التكرارات المحددة والمناسبة للحركات التمرينية المتوافقة مع رياضتهم، يمكن للبرنامج التمريني أن يراعي هذه النقاط ويطورها بشكل نموذجي من أجل زيادة الكفاءة ورفع مستوى األداء الرياضي. -)4تنمية القوة :إن الرغبة الشديدة لدى غالبية الناس في أن تصبح أقوى في مهام أو أنشطة معينة ،يمكن أن تُستغل بشكل إيجابي وفعال جدا ً لدى المرضى أيضاً.يمكن تعريف القوة وتطبيقها بطرق مختلفة وكثيرة ،وقد تكون هناك مجموعة متنوعة من األسباب والدوافع وراء رغبة المريض في رفع مستوى قدراته وقوته ،فمثالً (أنواع المرضى): بالنسبة للبعض ،يمكن أن يكون السبب في رفع مستوى القوة هو بناء الثقة وتحسين الشعور بالرفاهية العامة، يمكن أن يكون السبب آلخرين كالحرفين أو الذين يقومون بنشاطات أعمال يدوية (العمال مثالً) االستفادة من زيادة القوة في رفع أداء وتيرة عملهم، د.محمود العثمان 11 في مستويات وبيئات المنافسة ،كالمنافسات األولمبية ،يعتمد جميع الرياضيين المتنافسين على قوتهم النسبية التي كلما زادت كلما كان األداء أفضل.الن الفروقات الجذرية في فئات الوزن التي تفصل بشكل ملحوظ بين المنافسين تجعل القوة المطلقة ليست ذات تأثير أساسي على النتيجة النهائية. -)5تحسين المظهر الجسدي :العديد من المرضى أو المراجعين ،لديهم أهداف تتعلق إما بزيادة الكتلة العضلية أو بتخفيض نسبة الدهون في الجسم ،وغالبا ً ما يكون الهدفان مندمجان.تستفيد رياضة كمال األجسام على هذا المفهوم المتمثل في امتالك عضالت كبيرة ومحددة بوضوح ونسبة منخفضة من دهون الجسم.على الرغم من أن معظم المرضى أو المراجعين لن يطمح أبدا ً للمنافسة الجادة في كمال األجسام ،إال أن لديهم أهداف أصغر وأكثر تواضعاً ،تتجلى في تغيير مظهرهم الجسدي إلى مستوى الرضا الشخصي (الذاتي) عن مظهر الجسم وتركيبه.هنا يجب االنتباه للنقطة التالية: oغالبا ً ما يتم استخدام كلمة شدّ العضلة أو كلمة "توتر" العضلة ( )Muscle Toneعندما يصف المريض األهداف التي لجأ من أجلها إلى مركز العالج الفيزيائي.في عالم التمارين والتمارين العالجية ،يُستخدم مصطلح التوتر لوصف القدرة على رؤية عضالت الجسم السطحية بوضوح وبشكل تمييزي بين العضالت.من الحاجة ال ُمل ّحة التنويه إلى أنه ،ال ينبغي الخلط بينه وبين توتر مصطلح علم الحركة ،والذي يُشير لحالة تقلص العضالت أو قوة أدائها.توصف العديد من التمارين من قبل مختصين وغير مختصين ،بأنها تمارين توترية ( ،)Tonicوالذي يعني أنها ستقلل من دهون الجسم وزيادة الكتلة العضلية في منطقة معينة.هذا التداول المفاهيمي غير صحيح ومن غير الصحي أن نقول أن تمارين معينة فقط هي تمارين توترية ،إذ أن جميع تمارين التقوية تحرق السعرات الحرارية ،مما قد يؤدي إلى إنقاص دهون الجسم وتقويته لدرجة أنها من الممكن أن تسبب تضخم في العضالت ( ،)Hypertrophyإذا وفي هذا السياق ،كل تمرين تقوية هو تمرين توتري. -)6التمارين الهوائية والالهوائية :تعني التمارين الهوائية العمل بوجود كميات كافية من األكسجين دون حصول نقص في ذلك أثناء األداء.مثال على ذلك ،سياقة الدراجة الهوائية الثابتة أو المشي.بينما تعني التمارين الالهوائية العمل مع نقص في األكسجين والذي ينتج عنه تشكل فضالت كيميائية قد تضر باألنسجة الرخوة وخاصة العضالت ،كحمض اللبنيك.غالبا ً ما تُستخدم هذه التمارين لتنمية أداء الجهاز القلبي-التنفسي-الدوراني. ثانياً :األنماط الرئيسية للتمارين والتمارين العالجية عند البدء بأي برنامج تمارين ،من المهم أن يؤخذ في االعتبار أمرين متقاطعين ومرتبطين ببعضهما البعض: األول هو مجموعة العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة ،والثاني النتيجة المرجوة من البرنامج التمريني. د.محمود العثمان 12 ذكرنا سابقا ً العديد من األسباب التي من الممكن أن تجعل اإلنسان يختار البرامج التمرينية ،اآلن سوف نشرح بتفصيل مالئم الطرق المحددة التي يمكن للمعالج اعتمادها في إدارة وهيكلة البرنامج التمريني للمريض ،وذلك بوصف األنماط التمرينية المتاحة وكيفية تطبيقها: -)1التمارين المنفردة أو المنعزلة مقابل التمارين المركبة :يمكن تقسيم تمارين القوة (وطبعا ً باقي أنواع التمارين أيضاً) إلى قسمين متميزين: التمارين المنفردة أو المنعزلة ( :)Isolatedي َّ ُعرف التمرين المنعزل بأنه تعريض مفصل واحد في الحركة للمقاومة أو اإلجهاد بغرض استهداف عضلة أو مجموعة عضلية معينة.على الرغم من احتمال تحفيزه ،يبقى الوسط المحيط بالمفصل ثابتا ً ودون حراك وذلك من أجل استقرار وتماسك الجسم ومع ذلك قد تحدث حركة معينة لكن قليلة جداً.مثال :ثني العضلة ذات الرأسين ( )Bicepsمع استناد القسم الخلفي للذراع على منضدة. التمارين المركبة ) :(Compoundيعرف التمرين المركب بأنه تعريض أكثر من مفصل واحد (غالبا ً مفاصل مشتركة في الحركة) لمقاومة أو إجهاد بغرض استهداف عدد معين من العضالت أو مجموعات معينة من العضالت.يُشار إلى هذه التمارين أحيانًا باسم "أنماط الحركة" ألنها تستطيع محاكاة بعض الحركات اليومية.تميل مجموعات العضالت إلى العمل بشكل تآزري (معاً) من أجل إنشاء حركة أكثر قوة نسبيا ً عند المقارنة مع التمارين المنعزلة.مثال :رفع ثقل بتكنيك رفع األثقال (،)Push-press سمي هذا التمرين بالمركب ألنه يتم خالله حيث يتضمن هذا التمرين القرفصاء وحركة الضغط العلويةُ. استخدام عدة مفاصل ألداء مهمة واحدة مشتركة متمثلة في رفع ثقل لألعلى. هنا يجب التنويه لآلتي :من الشائع عند أكثرية المختصين أن التمارين المنعزلة ستقوم بتحفيز عضلة معينة أو مجموعة عضلية أكثر من التمارين المركبة كونها تُركز عليها وحدها.على الرغم من أن هذا قد يكون صحيحا ً في بعض الحاالت ،إال أنه يجب أال تكون بأي حال من األحوال قاعدة عامة. يعتمد قرار االختيار بين التمارين المنعزلة والتمارين المركبة على أهداف العملية العالجية وأهداف المريض نفسه ،لكن في النهاية ،اختيار مجموعة متنوعة من التمارين المنعزلة والمركبة ستحقق نتائج أفضل مما لو اعتمدنا على نمط واحد فقط من التمارين. -)2التمارين الوظيفية ( :)Functional exercisesتُشير التمارين الوظيفية عادة إلى التحسن في أي نشاط أو مهمة يومية أو رياضة.يجب االنتباه بحذر وانتباه شديدين للنقاط التالية: عندما يكون لدى المريض أو ال ُمراجع أهداف تتضمن القوة والقدرة الوظيفية فمن المهم قبل البدء بالبرنامج تقييم أنواع األنشطة والمهام اليومية والوظائف االعتيادية الروتينية التي يشارك فيها خالل د.محمود العثمان 13 اليوم وبناء عليه يتم تصميم البرنامج وتخطيطه وتنفيذه.على سبيل المثال شخص يعمل في شركة نقل، قد يرغب في تنفيذ برنامج تمريني يرتبط بتقوية عضالت أسفل الظهر واألطراف السفلية من خالل التحسين والتدريب على مختلف أنماط الحركة التي تحاكي الحركات اليومية في الوظيفة. يمكن مساعدة الرياضيين في تحسين أدائهم ورفع مستوى قدراتهم باستخدام أنماط الحركة تتعلق برياضتهم الخاصة وذلك عن طريق صاالت رياضية خاصة بالرياضة ومجهزة بآالت خاصة بما يتناسب والرياضة المختارة. -)3تمارين التثبيت واالستقرار ( :)Stabilization exercisesبالرغم من شيوع تنفيذ التمارين والحركات خالل مفصل واحد أو أكثر من مفصل في نفس الوقت ،ال يجب أن يحدث هذا التنفيذ ضمن ترتيب روتيني من أجل أن يكون فعال.من أجل إدراك ذلك نستعرض النقاط التالية: العضلة مسؤولة عن ثالث مهام :خلق الحركة ،وإبطاء الحركة ،ومنع حدوث الحركة.تُعرف التمارين التي تمنع حدوث الحركة باسم تمارين التثبيت، ُعرف تمرين التثبيت بأنه وضع جهد أو إجهاد على الجسم خالل محاولته (محاولة الجسم) البقاء ثابتا ً ي َّ بال حراك ،وذلك من أجل الحفاظ على هيكلية وسالمة األنسجة ،األمر الذي يجعلها أقوى.بناء عليه، يمكن تسمية تمارين التثبيت أيضا ً بالتمارين الثابتة متساوي األبعاد، تُصنّف عضالت معينة أحيانًا على أنها عضالت تثبيتية ،أو أنها تُصنف بشكل شائع على أنها عضالت تثبيت القوام ( ،)Postural musclesوغالبا ً ما يتم إهمال هذه العضالت أو إجهادها بشكل مفرط في البرامج التمرينية.هذه العضالت تميل إلى أن تكون عميقة نسبيا ً وقصيرة وسميكة وذلك مقارنةً مع العضالت السطحية التي يصنفها الكثيرون على أنها عضالت حركية (.)Mobility musclesكمثال على مجموعة العضالت القوامية يمكننا أن نذكر العضالت المستعرضة الشوكية trans-verso- ) )spinalالمتوضعة في أسفل الظهر ،والتي تُساهم بشكل فعال في ثبات واستقرار العمود الفقاري. على الرغم من أن هذه العضالت لها حركات ناهضة ( )Agonistوحركات مناهضة ( ،)Antagonistإال أنه عادة ً ما تقوم بالعمل بطريقة يوجد فيها حركة قليلة فقط أو حتى معدومة. ال توجد قاعدة محددة غير قابلة للتغيير فيما يتعلق بدور ومهام العضالت ،ولكن هناك بالتأكيد العديد من الحركات الشائعة يمكن أن تملي الدور الذي قد يكون ضروريا ً في موقف معين أو في مجموعة مواقف متشابهة. د.محمود العثمان 14 -)4سلسلة التمارين الحركية المفتوحة مقابل سلسلة التمارين الحركية المغلقة :بمجرد اختيار وتقييم التمرين على أنه إما منعزل أو مركب ،يمكن التقدم ومتابعة التحليل والتقييم أيضا ً لتحديد نمط الحركة التي تحدث في الفضاء.الجسم قادر على إنتاج إما تمارين السلسلة الحركية المفتوحة أو تمارين السلسلة الحركية المغلقة سلسلة التمارين الحركية المفتوحة ( :)Open kinetic chain exercise, OKCEيمكن تعريفها -مثل أي حركة تحدث في الجسم -والتي يكون فيها المرتكز البعيد (عادة اليد أو القدم) يتحرك بحرية تامة، وتكون المقاومة التي ينتجها الجسم أكبر من المقاومة المطبقة على المرتكز البعيد .مثال على) (OKCEهو رفع ثقل من وضعية االستلقاء على الظهر (حركة مركبة) بمساعدة أداة ( )barbell bench pressوفيها يستلقي المريض على منضدة ويقوم بخفض ثقل موضوع على قضيب الحديد (الشكل المجاور) ببطء إلى الصدر ثم يقوم بإنتاج قوة مناهضة أو معاكسة يتم من خاللها دفع الثقل لألعلى بعيدا ً عن الصدر ،وذلك مع إبقاء الجذع ثابتا ً خالل التنفيذ. سلسلة التمارين الحركية المغلقة ( :)Closed kinetic chain exercise, CKCEيمكن تعريفها مثل أي حركة تحدث في الجسم والتي يكون فيها المرتكز البعيد ثابتاً ،ويجب على الجسم أن يتغلب على المقاومة (الجهد) المطبقة عليه من أجل التحرك.مثال على ) (CKCEهو تمرين الضغط (أيضا ً مركب).إنه مشابه جدا ً في التصميم للتمرين السابق ،ولكن يتم تثبيت أيدي المريض على األرض (الشكل المجاور).عندما يطبق المريض القوة باتجاه األسفل ،فإن الجذع والحوض يرتفعان بعيدا ً عن األرض صة". غالبًا ما تتضمن OKCEحركة مفصل المرفق ومفصل الركبة وعادة ما ينتج عنها ما يُسمى "بالقوة القا ّ تُسبب القوة القا ّ صة انزالق عظمة واحدة على طول عظم آخر في المفصل ،وعلى الرغم من أن هذا ما يحدث ضا إنشاء قوة ضغط (القوة العاصرة) التي تُسبب تقريب (تقارب) في أسطح عادة ً ،إال أنه يمكن لـ OKCEأي ً المفاصل. من الممكن إجراء حركات سلسلة تمارين مفتوحة ومغلقة في نفس الوقت.مثال بسيط هو المشي ،حيث أنه أثناء دورة المشي ،تكون قدم الطرف الداعم على األرض ولذلك تكون سلسلة مغلقة بينما تكون قدم الطرف المتأرجح تتحرك في مساحة حرة وبالتالي فهي سلسلة مفتوحة. د.محمود العثمان 15 -)5تمارين مقاومة ثقل الجسم ( :)Body weight resistanceهي أبسط أشكال تمارين المقاومة ألن هذا النوع من التمارين ال يتضمن وال يحتاج تنفيذها لمعدات على اإلطالق ،وبدالً من المعدات واألدوات ،يستخدم المريض وزن الجسم لتطبيق القوة على العضالت المستهدفة.مثال على ذلك ،القرفصاء ،حيث أنه أثناء الجزء المركزي من الحركة ،يجب على المريض التغلب على قوة الجاذبية المطبقة على الجسم من أجل االنتقال من وضعية القرفصاء إلى وضعية الوقوف.في هذه الحالة ،ال تتغلب العضالت العاملة على قوة الجاذبية فحسب، ولكنها تقوم أيضا ً باستقرار وثبات الجذع من أجل توجيه الحركة في االتجاه الصحيح.يحدد الوزن الكلي للجسم مقدار المقاومة التي تحتاجها العضالت المعنية للتغلب عليه (الشكل المجاور). هنا ،من المهم مالحظة أن الجسم يكون دائما ً تحت حالة المقاومة.تُعد تمارين وزن الجسم شائعة بين الرياضيين وفي المراكز العالجية وأيضا ً لدى أولئك األفراد الذين يرغبون في تنمية قوتهم لتحسين وظائفهم اليومية.عندما تكون تمارين معينة مثل القرفصاء لم تعد تستطيع توفير ما يكفي من المقاومة المطلوبة كون المريض أو الرياضي قد أقنها تماماً ،فيمكننا التالعب بتحوير التمرين بطرق مختلفة عديدة كطرق تمارين القوة االنفجارية وتمارين السرعة والقدرة على التحمل ،وتمارين الرشاقة والتوازن والتدريب األحادي الجانب. -)6تمارين البليوماتريك ( )Plyometricأو تمارين القوة االنفجارية ( :)Explosive strengthيتم تعريف البليوماتريك على أنه حركة تكون فيها عضلة أو مجموعة عضالت قد استطالت (تمددت) بشكل سريع ثم بعد ذلك مباشرة تتقلص مركزيا ً بالمدى األقصى ،وعادة ما ينتج عنها أرجحة القدمين (أو اليدين) لتبتعد عن مستوى األرض.عندما تقوم العضالت بالتمدد بسرعة ثم االنقباض بسرعة وشدة عالية ،فسينتج لدينا حركة باليستية ( )Ballisticوالتي تسمح بمستوى عا ٍل جدا ً من انتاج القوة. هذه التقنية التي تستوجب وجود تمدد وانقباض متتاليين، تُعرف أيضا ً باسم دورة التمدد-التقصيري (Stretch- .)shorten cycle كمثال على تمرين البليوماتريك هو السكوات أو القفز لألعلى من القرفصاء (الشكل المجاور).في هذا التمرين ،يقوم المريض بخفض مستوى الجسم بسرعة إلى وضعية القرفصاء ،وبعد ذلك مباشرة د.محمود العثمان 16 وبحركة خاطفة يطبق أقصى قوة تقلص مركزية للقفز في الهواء.وعندما تتغلب القوة المطبقة على العضالت على قوة الجاذبية ،يصبح المريض في الجو بشكل مؤقت.هنا ،يجب أن نطلب من المريض الهبوط بهدوء باستخدام قدرة مفاصل الرجلين على امتصاص القوة بينما يعود الجسم إلى األرض. يمكن إضافة (وأحيانا ً يُنصح) مقاومة خارجية في تمارين البليوماتريك ،مثل األربطة المرنة (المطاطية) أو حتى أو زان.تميل الحركات البليوماترية إلى أن تنتمي إلى سلسلة التمارين الحركية المغلقة ،ولكن بعضها يمكن تصنيفه ضمن سلسلة التمارين الحركية المفتوحة كذلك.على سبيل المثال ،ت ُستخدم الكرات الطبية بشكل شائع الختبار أو لتنمية الجزء العلوي من الجسم واألطراف (الشكل المجاور).تتوفر الكرات الطبية بعدة أحجام وأو زان وتركيبات مختلفة ويمكن أن تساعد المريض على تنمية القوة ،والتنسيق، والقدرة الهوائية.يدمج العديد من المراكز العالجية والعديد من المدربين الرياضيين هذا النوع من التمارين في برامجهم بسبب فوائدها الكثيرة ومتعددة األو جه. -)7تدريب السرعة ( :)Speed trainingيتم تصميم تدريب السرعة لزيادة الحد األقصى لسرعة المريض (نسبياً) أو الرياضي المتعافي الذي يشارك في األلعاب الرياضية التي تتطلب دفعات عالية من الطاقة ضمن وقت قصير ،مثل سباقات المضمار والميدان ،وكرة القدم.يعتمد تنفيذ المهام بشكل سريع أو الجري السريع على القدرة الجسمية في إنتاج تقلصات عضلية سريعة وقوية ومنسقة.إضافة لذلك ،يمكن إجراء تدرييات الجري السريع ( )Sprintبمساعدة أدوات خاصة ،مثل مظلة الركض ،التي توفر المزيد المقاومة (الشكل المجاور). من الشائع بين المختصين في المجال الصحي-الطبي وفي المجال الرياضي ،أن األطراف السفلية هي التي توفر وتُؤ ّمن التسارع والسرعة للجسم.لتصحيح هذه المقولة ،يجب أن نذكر أن موقع مركز الكتلة (مركز جاذبية الجسم) -بعبارة أخرى ،أثقل األجزاء المكونة لوزن الجسم – هي التي تؤثر بشكل مباشر على تسارع وسرعة الجسم.لتأكيد هذا اإلقرار نذكر هنا بعض األرقام كدليل عليه، يمثل الجذع والرأس حوالي ٪51من تسارع اإلنسان ،بينما يساهم كل طرف سفلي حوالي ٪17وكل طرف علوي ،٪5وهذا يعني هذا هو أن الوضع المناسب لقوام الجسم هو أحد مفاتيح تطوير السرعة والحفاظ عليها. وهذا األمر ما يتحتم على المعالج استغالله بدقة متناهية خاصة عند األفراد والمرضى بطيئين الحركة. -)8تدريب التحمل ( :)Endurance trainingهو نوع من التدريب المستخدم لزيادة القدرة الهوائية للجسم من أجل تنمية القدرة على القيام بنشاط حركي وتمارين متكررة تستمر لفترة طويلة من الزمن.إنها طريقة د.محمود العثمان 17 شائعة للتدريب على وجه التحديد في الرياضات أو السباقات التي تتطلب المسافات الطويلة أو األنشطة الترفيهية. غالبية األفراد الذين يشاركون في أنشطة وأحداث محددة ،مثل سباقات الماراثون والترياتلون وسباقات الدراجات الهوائية يلجؤون إلى العالج الفيزيائي وإعادة التأهيل بعد كل مجموعة من الوحدات التدريبية أو بعد السباق نفسه.وهذا بالطبع ال يعني عزل باقي الرياضات واألنشطة التي قد تتضمن أيضا ً التحمل كقدرة أساسية مثل كرة القدم والتنس والتي تتطلب تحمالً عاليا ً وطويل األمد. -)9تدريب الرشاقة وخفة الحركة ( :)Agility trainingغالبًا ما تستخدم تدريبات الرشاقة لتدريب الرياضيين أو المرضى أو أي شخص يرغب في: تحسين توافقه الحركي (،)Coordination واستقبال الحس العميق (،)Proprioception والتوازن الديناميكي (.)Dynamic balance يمكن تعريف تمارين الرشاقة بأنها تمارين تتطلب حركة سريعة جنبا ً إلى جنب مع تغيرات في االتجاه من كامل الجسم.هنا يجب على المعالج أن يقوم بتدريب المريض ذهنيا ً أيضاً ،ألنه سيضطر إلى التفكير والرد بسرعة، باإلضافة إلى تنمية وتدريب ردود الفعل التي ممكن أن يكون لها دور جوهرية في عملية العالج أو التنمية. -)10تدريب التوازن ( :)Balance trainingيوجد للتوازن نوعان رئيسيان يمكن استخدامها في العمليات العالجية أو التدريبية أو حتى إعادة التأهيل ،هما: التوازن الديناميكي ( :)Dynamic balanceيمكن تعريف التوازن الديناميكي على أنه قدرة الفرد على المحافظة على توازن الجسم أثناء الحركة.يمكن رؤية التوازن الديناميكي في تدريبات البليوماتريك ،مثل القفزات لألمام بالحجل وبالتناوب ،والتي يقوم الفرد خاللها بإجراء قفزات متتالية وتبديل الرجل في الهواء مع كل قفزة. التوازن الثابت ( :)Static balanceإذا تم تدريب على التوازن أثناء ثبات أو عدم تحرك الجسم، فيُشار إليه باسم تدريب التوازن الثابت.يمكن تحقيق تدريب التوازن بعدة طرق ،ولكن أبسط مثال على ذلك هومحاولة الوقوف على رجل واحدة لفترة من الزمن.هناك مجموعة متنوعة من األدوات المصممة لتحدي التوازن الثابت (الشكل في فقرة التوازن الثابت). د.محمود العثمان 18 المحاضرة الثانية :الوعي الحركي وعناصر الحركة والمهارة الحركية أن تعلم الحركات والمهارات الحركية األساسية وتنفيذها بفعالية وبشكل صحيح من وجهة نظر بيوميكانيكية، سيكون له تأثيرات حياتية استثنائية في صحة الفرد وفي تطوره ونموه من جهة ،وفي عملية استشفائه وإعادة تأهيله من جهة أخرى.لذلك يُعدّ االهتمام بهذه المهارات وتعليمها وصقلها بالدرجة الالزمة والكافية موضوعا ً منطقيا ً يجب االهتمام به والعمل عليه بشكل جدي وعلى كافة المستويات بدءا من األسرة المعافاة والخالية من األمراض والمتالزمات واالضطرابات حتى أكبر المشافي والمؤسسات المعنية بالمرض وبالمرضى.لكن قبل تبيان هذه المهارات الحركية ووصفها ال بد لنا أن نكون على بينة موحدة فيما يخص المفاهيم الحركية األساسية خاصة تلك التي تتعلق ببنية وبعناصر الحركة والمهارة الحركية والوعي الحركي. أو الً :عناصر الحركة والمهارة الحركية على الرغم من تفاوت عدد عناصر الحركة والمهارة الحركية في المراجع المختلفة إال أن الباحثين أجمعوا على ثالثة عناصر للمهارة الحركية وأ ّكدوا أن هذه العناصر تؤثر تأثيرا مفصليا ً في أداء المهارات الحركية وبالتالي في النتيجة من أدائها ،لذلك يجب أن تؤخذ بعين االعتبار وبشكل دقيق إذا ما أردنا استيعابا ً تاما ً ومفصالً للمهارة الحركية ولتطويرها أو الستخدامها كأداة عالجية ووقائية.هذه العناصر هي أو الً الشخص الذي يؤدي المهارة وثانيا ًالعمل أو المهمة المفروض أداؤها وثالثا ً البيئة التي ستؤدَّى المهارة فيها.كقاعدة عالجية عامة ،نستطيع قر أنه عند تنفيذ أي مهارة حركية يجب اإلجابة بشكل دقيق جدا ً على األسئلة التالية: أن نُ ّ من؟ وتعني من الشخص الذي سيقوم بالمهمة وما خصائصه وحدود قدراته وما هي نوعية الشكوى أو المرض، ماذا؟ وتعني ما العمل أو المهمة المراد تنفيذها (المهارة الحركية) وما مكوناتها وما هو مستوى الدقة المطلوب والهدف المراد تحقيقه، كيف؟ وتعني كيفية أداء الحركة أو المهارة الحركية ومدى تواترها وتسارعها وامتدادها الزمني والفراغي، أين؟ وتعني أين المكان الذي ستنفذ فيه المهمة وما نوع البيئة الحاضنة للمهمة وما مدى صعوبة العوائق فيها أو ما مدى سهولة التنفيذ ضمنها. -1الشخص تلعب الخصائص الفردية دورا هاما في تشكيل مستوى أداء المهارة الحركية وذلك ألن كل شخص يتمتع بقدرات مبدئية (أو لية) وخصائص بدنية وميزات نفسية (لها دور فعال جدا ً في قابلية العالج والشفاء) فريدة تختلف من د.محمود العثمان 19 فرد آلخر ،باإلضافة لذلك تعتبر خبرات التعلم المهاري السابقة والعمر ونوعية ومستوى الدوافع ونوعية ومدى تطور مستوى المرض أو اإلصابة من النقاط المؤثرة في مستوى أداء المهارة الحركية.تتفاعل هذه الميزات مع بعضها البعض بطرق كثيرة ومختلفة لتنتج خبرات وترتيبات فردية متباينة وتغذية راجعة تختلف من شخص آلخر ،األمر الذي من شأنه أن يؤثر في عملية التعلم أو حتى في عمليات االستشفاء أو العالج والوقاية.هذه اإلقرارات تنطبق على اإلنسان المعافى وعلى اإلنسان المريض على ح ٍد سواء. -2العمل (المهمة) تعتبر طبيعة العمل أو المهمة المكون الثاني الذي يشكل مستوى أداء المهارة الحركية حيث تتباين المهام المهارية الحركية المختلفة في أمرين :في األهداف المرجوة من تنفيذ المهارة وفي المتطلبات البدنية والنفسية الملقاة على عاتق الشخص عند تنفيذها.فمثالً يحتاج سياقة الدراجة الهوائية الثابتة إلى عدة مهارات حركية وإلى عدة متطلبات قلبية-وعائية-تنفسية ،لكن تزداد هذه المهارات تعقيدا ً ويرتفع مستوى المتطلبات عندما تتم تحت شروط وظروف مشددة كالسياقة مغمض العينين (عنصرالتوازن وعنصر التواصل البصري) أو السياقة مع وجود مقاومة (عنصر الشدة).بالعموم ،لكل حركة ومهارة حركية متطلبات عضوية ونفسية وحس-إدراكية عالية إال أنها متباينة حسب نوع الحركة والمهارة الحركية ،فمثال عند مرضى التوافق الحركي ( coordination )disordersتتطلب مهارة رمي كرة التنس (أو ما شابهها) من المريض تحديد المسار التي ستتخذه الكرة والسرعة التي يجب أن يرميها بها وبالتالي السرعة التي يجب أن تسير بها الكرة ،وأيضا ً تحديد وصول الكرة إلى الهدف المرسوم من قبل المعالج.من الجهة األخرى ،تتطلب بعض المهارات الحركية المعالجة الدقيقة لألدوات المستخدمة في تنفيذها من أجل األداء الجيد والناجح ،كدحرجة الكرة إلصابة هدف (بولينغ) أو ضرب المسمار في الحائط أو حتى استخدام أداة المساعدة على المشي.هنا يكون التنفيذ والهدف أصعب وأعلى مستوى من سابقه ،لذلك ال نستطيع تقييمه كما في الحاالت العادية).تنبع صعوبة التنفيذ في عند استخدام أداة إلى التالي: يتطلب وجود األداة والتي تعتبر جسم غريب أي ال تنتمي إلى أجزاء الجسم ،حركات جسمانية منسقة وبتوافق حركي عالي المستوى على الرغم من القوى الخارجية الكثيرة التي من الممكن أن تتسبب في انحدار نوعية قدرة التوافق الحركي والتي تُعدّ من األمور التي لها تأثير حاسم ومحوري في نوعية أداء العمل أو المهمة ولها دور رئيسي في إعاقة وتقييد الحركة وتنفيذ المهارة الحركية المطلوبة. -3البيئة البيئة هي المكون الثالث الذي يؤثر في أداء المهارة الحركية حيث تعتبر منطقيا ً المكان الذي ستنفذ فيه الحركة أو المهارة الحركية.من أجل اإللمام بالتأثيرات البيئية على أداء المهارة الحركية ال بد لنا من اإلجابة على تساؤلين اثنين: د.محمود العثمان 21 السؤال األول :أين ستؤدى المهمة الحركية؟ السؤال الثاني :ما هو السياق البيئي ألداء المهارة الحركية؟ حيث أنه يمكن أداء المهارة الحركية في بيئات ( )1يمكن التنبؤ بها وفي بيئات ( )2ال يمكن التنبؤ بها ،وأيضا يمكن تنفيذ المهمة الحركية في ( )3بيئة قريبة (مشابهة) أو في ( )4بيئة مغايرة لبيئة تعليم المهارة أو التدريب عليها.إضافة إلى ذلك يمكن أداء المهارة الحركية في ( )5بيئة ترفيهية أو في ( )6بيئة تنافسية ،كما ويمكن القيام بالمهمة الحركية ( )7وحيدا ً أو ( )8بحضور آخرين سواء كانوا متنافسين أو متفرجين. أما من ناحية البيئة الطبيعية المحيطة فتعتبر العوامل الطبيعية والعوامل الفيزيائية لسياق األداء الحركي من النقاط التي تؤثر في خصائص األداء وجودته )1( ،كاإلضاءة و( )2درجة الحرارة و( )3الرياح و( )4الجاذبية والتي تستطيع أن تُعدّل جوهريا نوعية األداء لمهارات حركية كثيرة وبالتالي في النتيجة المرجوة من أدائها. ثانياً :مفاهيم ومكونات الوعي الحركي يعتبر الوعي الحركي الهدف األسمى من تعليم المهارات الحركية وتنفيذها العالجي والوقائي حيث أنه المرجع األكيد الذي يستند إليه المريض والمعالج عند تنفيذ للمهارات الحركية المختلفة دون أن يعرض نفسه ودون أن يعرض من حوله لألذية ،بل يكتسب المهارات الالزمة التي تخوله للعالج ولالستشفاء وأيضا ً للقيام بأعبائه اليومية اتجاه نفسه واتجاه مجتمعه ويتخذ نمط الحياة الصحي والنشط ويتفاعل مع المؤثرات البيئية بما يتناسب مع أهدافه الخاصة وأهداف المجتمع الذي ينتمي إليه.نُجمل مكونات الوعي الحركي بالتالي: -)1الوعي الجسمي في البدايات كان الهدف األساسي لتفصيل الوعي الجسمي ،معرفة عوامل األمان الالزمة لتنفيذ الحركة أو مجموعة الحركات دون التعرض لألذية أو اإلصابة على أقل تقدير.بعد ذلك أصبح مفهوم الوعي الجسمي أو سع بكثير ،حيث تعدى موضوع اإلصابة ليتطرق إلى كيفية تنفيذ الحركة بالشكل األمثل واالقتصادي وضمن الزمن األقصر حسب اإلمكانات وبما يتناسب مع الهدف من التنفيذ سوا ًء كان هدف تعليمي أو هدف عالجي - وقائي.ليتم استيعاب هذه المفاهيم بشكل دقيق ،نأخذها ضمن نقاط منفصلة.تتلخص هذه النقاط بالتالي: )1األشكال التي يمكن أن يأخذها الجسم أثناء الحركة :يستطيع الجسد البشري بشكل طبيعي وانسيابي أن يأخذ عدة أشكال دون التعرض لألذية ،مثل :طويل وقصير ،عريض ودقيق (نحيل) ،مستقيم ومتعرج (ملتوي) ،ممتد (متمدد) وملتف (متكور) ،متماثل وغير متماثل. )2التوازن أو التحكم بالجسم ثابتاً :يتطلب التوازن من أجزاء الجسم المختلفة أن تدعم وتحمل وزن الجسم أو أن تدعم األجزاء الفاعلة في التوازن وتساهم في تحمل وزن الجسم بحيث أنه من الممكن أن تشارك في الدعم وبنفس الوقت تكون مشاركة في الحركة أو مجموعة الحركات المطلوب تنفيذها. د.محمود العثمان 21 يكون الجسم في وضعية التوازن إذا كان مركز جاذبيته فوق القاعدة الداعمة تماما ،مثال يكون الجسم في وضعية التوازن عند الوقوف عندما يكون مركز جاذبيته (منتصف عظم الحوض) فوق القدمين وفي المنتصف بحيث يتوزع الوزن بالتساوي على جهة اليمين وجهة اليسار.على الرغم من ذلك يذكر المختصون نوعين من مهارة التوازن: التوازن الثابت :يمكن تعريفه بانه قدرة الفرد على السيطرة على إبقاء الجسم في وضعية ثبات وتوازن بينما يقوم بتنفيذ حركة ما.مثال على ذلك الوقوف على منصة التوازن والتقاط غرض، أو ضرب غرض جانبيا ً بكلتا اليدين. من أجل الوصول إلى توازن ثابت ال بد لمركز جاذبية الجسم أن يكون مستقرا فوق القاعدة الداعمة ويكون الجسم في وضعية توازن ثابت ذات مستوى عالي عندما يكون مركز جاذبية الجسم مدعومة من قبل قاعدة عريضة بحيث يكون فوق القاعدة مباشرة أو ضمن مجال ضيق بالقرب منها أو فوقها.وتماما عكس ذلك ،إن وجود قاعدة داعمة ضيقة وعندما يكون مركز جاذبية الجسم بعيدا أو خارج مدى القاعدة الداعمة فإن هذا سيؤثر في التوازن الثابت وسيؤدي إلى حالة عدم التوازن وخلخلة الثبات. التوازن المتحرك :أبسط التعاريف المتداولة عن التوازن المتحرك هو اإلبقاء على حالة توازن الجسم أثناء الحركة.يمكن تنميته من خالل خلق وضعيات تبدو ظاهريا أنها غير ثابتة ليبدأ المريض بالبحث عن التوازن فوق قاعدة داعمة ضيقة وعادة متحركة.مثال على ذلك وضع المريض على عارضة التوازن والطلب منه المشي أو الجري حتى آخرها دون السقوط عنها. وكما هو الحال عند التوازن الثابت ،أيضا يعتبر التوازن المتحرك من المهارات األساسية المطلوبة في كل المهارات الحركية مثل المشي والجري وصعود الدرج وأيضا ً يعدّ مهارة ال غنى عنها في البروتوكوالت العالجية المختلفة. )3انتقال وزن الجسم من جزء آلخر :انتقال وزن الجسم هو تحويل الوزن من الجزء الفاعل في حفظ وضعية التوازن إلى الجزء الداعم لذلك أو إلى جزء لم يكن مشاركا ً بالحركة.معظم المهارات تتطلب تحويل وزن الجسم من جزء آلخر وأحيانا مرات عديدة متعاقبة كمهارة المشي والقفز والحجل وسياقة الدراجة الهوائية الثابتة. )4مرحلة الطيران :هي المدة الزمنية التي يقضيها الجسم في الهواء دون االستناد إلى األرض والتي ت ُميّز الطيران عن تحويل وزن الجسم وكمثال على هذه المرحلة نستطيع أن نذكر مهارة القفز وتسلق الحبال ومهارة التعلّق ومهارة الجري. د.محمود العثمان 22 -)2الوعي الفراغي يُقصد بالوعي الفراغي معرفة وإدراك الفراغ الذي يتحرك الجسم خالله.كثير من المرضى يواجهون مشاكل حقيقة في معرفة أو حتى تقدير المساحات الممكن استخدامها أثناء حركتهم ،وهذه المشكلة قد تكون إحدى تمس أمان المريض والتي من الممكن أن تجعل من المريض نفسه عامل خطر على نفسه وعلى ّ العوامل التي من حوله.أيضا وكما هو الحال عند الوعي الجسمي ،هنا أيضا يجب تبيان عدة نقاط من أجل استيعاب الوعي الفراغي بأبعاده الممكنة.هذه النقاط هي: الفراغ العام والفراغ الشخصي :الفراغ العام (معروف أيضا بتسمية ساحة التنفيذ) هو المساحة الكلية المستخدمة من قبل المريض أو مجموعة المرضى عند تنفيذ الحركة ،أما الفراغ الشخصي فهو المنطقة أو المساحة المحيطة بالمريض بشكل مباشر والتي تتحدد بامتدادات الجسم الطبيعية كالطول والعرض وطول الذراعين. االتجاهات :تشير هذه النقطة إلى الطريق المطلوب عبوره من أجل تنفيذ الحركة سواء كان هذا الطريق: لألعلى أو لألسفل ،لألمام أو للخلف ،لليمين أو لليسار. الدرجات :تبين لنا هذه النقطة عالقة الجسم بسطح األرض أو بالجهاز المستخدم في تنفيذ الحركة وتبيّن عالقة الجسم باالرتفاع الفضائي الذي تنفذ فيه المهارة وتحدد فيما إذا كان هذا االرتفاع عالي أو متوسط أو منخفض. الطرق والممرات :تصف هذه النقطة خطوط أو طرق الحركة والمهارة الحركية في الفضاء وتبين فيما إذا كان هذه الطريق أو الخط مستقيم أم متعرج أم مقوس أو حتى الطرق والخطوط المركبة التي تتألف من إثنين أو أكثر من الطرق والخطوط المذكورة كأن تبدأ الحركة ضمن خط مستقيم ثم تتحول منه إلى خط متعرج وتنتهي بطريق مقوسة. المستويات :يقصد بهذه النقطة تلك الطرق الخاصة التي إما أن تكون دائرية (كحركة الطفل ضمن دائرة) أو عمودية (كالقفز لألعلى) أو أفقية (كالقفز لألمام أو الجري). -)3وعي خاصيات جود?