الفصل الأول - مفاهيم أساسية في مجال التفوق والموهبة والابتكارية PDF
Document Details
Uploaded by LowCostLanthanum4023
جامعة مطروح
Tags
Summary
هذا الفصل الأول يتناول مفاهيم أساسية في مجال التفوق، الموهبة، والابتكارية، يتضمن نظرة تاريخية حول هذه المفاهيم، مع التركيز على أهمية دراسة القدرات العقلية و رعاية الموهوبين من منظور حضاري متعدد.
Full Transcript
# الفصل الأول ## مفاهيم اساسية في مجال التفوق والموهبة والابتكارية ### أولاً - التفوق والموهبة : نظرة تاريخية. - لعل أول من تنبه من القدماء للاهتمام بالقدرات العقلية والموهوبين هم الصينين ، منذ طوروا نظاماً دقيقا لاختيار الأشخاص الموهوبين لتولي بعض الأعمال القيادية في الإمبراطورية الصينية القديم...
# الفصل الأول ## مفاهيم اساسية في مجال التفوق والموهبة والابتكارية ### أولاً - التفوق والموهبة : نظرة تاريخية. - لعل أول من تنبه من القدماء للاهتمام بالقدرات العقلية والموهوبين هم الصينين ، منذ طوروا نظاماً دقيقا لاختيار الأشخاص الموهوبين لتولي بعض الأعمال القيادية في الإمبراطورية الصينية القديمة (زينب شقير ، ١٩٩٩ ) ، وإبان الحضارة اليونانية القديمة في القرن الرابع قبل الميلاد ركز أفلاطون في كتاب الجمهورية علي أهمية الفروق في القدرات العقلية ، كما قد ميز الرجل الذهبي الذي كان يتمتع بذكاء رفيع عن الرجل الفضي والفولاذي والنحاسي ، ورأي أن يوجد الرجل الذهبي لدراسة موضوعات الفلسفة والعلوم ، لأنها موضوعات تتجاوز قدرات الأفراد من الفئات الأخري التي ينبغي توجيههم ليصبحوا جنوداً أو حرقيين ، ويتضح من ذلك أن أفلاطون قد ركز على أهمية انتقاء الأطفال والشـبـاب من ذوي الاستعدادات الخاصة وتعليمهم ، ليقوموا بقيادة الدولة مستقبلا ، وذلك إحساساً منه بضرورة الرعاية التربوية الملائمة لهم للاضطلاع بمهمة هذه القيادة ( عبدالعزيز الشخص ، ۱۹۹۰ : ٢١ ) . - كما اهتم الرومانيون بتدريب الشباب الموهوبين في مجالات متعددة كالقانون والسياسة والعسكرية ، بهدف الاعتماد عليهم في توسيع رقعة الدولة الرومانية وفتوحاتها . - وقد حث الدين الإسلامي الحنيف علي الاهتمام بالموهوبين والمتميزون في الحفظ وسلامة التفكير ، وقوة البديهة ، من حيث إلحاقهم بمجالس العلماء ورعايتهم وإكرامهم من قبل الحكام ، فعلي سبيل المثال كان بيت الحكمة في بغداد الذي أسسه هارون الرشيد ذو شأن عظيم في رعاية العلم والعلماء البارزين. - وفي عهد الدولة العثمانية كان يتم اختيار الأطفال الموهوبين كل عام من كافة أفراد الشعب من قبل لجنة ، حيث يقوم بتوجيه مجموعة من الأسئلة إلي الأطفال المتقدمين تشبه إلى حد كبير تلك التي تنظمها اختبارات الذكاء الحديثة ، وذلك بهدف توفير الأساليب التربوية والتدريسية المناسبة لهم ، ثم تقوم اللجنة بتقسيم الأطفال - الذين يتم اختيارهم إلي مجموعتين تضم احدهما الأطفال المتميزين المهرة ويذهبون للدراسة بالأكاديمية ، بينما تضم المجموعة الثانية الأطفال الأقل تميزاً أو مهارة ويتم إلحاقهم بالأعمال اليدوية أو المهنية كأعمال الحراسة والأعمال الحرفية المختلفة ( عبدالعزيز الشخص ، ۱۹۹۰ : ٢٢ ) . - كما قامت الدولة العثمانية بإجراء أول مسح سكاني في القرن السادس عشر لاكتشاف الموهوبين والمتفوقين في الفلسفة والعلوم والفنون العسكرية بهدف إعدادهم لتولي المناصب القيادية (زينب شقير ، ١٩٩٩ : ١٧٤). - وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر بدا الاهتمام في اليابان برعاية الموهوبين في المجالات المختلفة ، حيث تلقي أبناء النبلاء تعليماً خاصاً يزرع فيهم قيم الولاء والانتماء والخضوع إضافة إلى ذلك فقد أتيحت لأبناء الطبقات الأخري من أفراد الشعب المدارس التي يتلقون فيها تعليمهم. - وفي القرن الثامن عشر بدأ الاهتمام بالموهوبين في الغرب حيث منح جيفرسون الموهوبين والمتفوقين فرصا للتعليم المجاني في الجامعات. - وقد شهد القرن التاسع عشر تطوراً في الفكر الانساني المتعلق بالموهبة حيث سادت أفكار داروين ، وتوماس هكسلي ، وهربرت سبنسر في تقديم مفهوم جديد للموهبة علي اعتبار انها جزء من عملية الانتقاء الطبيعي ، و هكذا يتضح أن اهتمام الحضارات والمجتمعات بالمتفوقين والموهوبين يعد أمراً قديماً ، ومن ثم قد يتساءل البعض متي بدأت الدراسة العلمية المنظمة في هذا المجال ؟ - وقد بدأت الدراسة العلمية في هذا المجال في أواخر القرن التاسع عشر عندما قام جالتون بعدد من الدراسات الشهيرة عن العدقرية و أصولها الوراثية لدي مجموعة من العلماء ورجال القضاء ورجال السياسة ممن حققوا لأنفسهم شهرة واسعة ومركزاً مرموقاً في المجتمع الإنجليزي. - ثم شهد مطلع القرن العشرين اهتماماً متزايداً بالتفوق العقلي ، ورعاية الموهوبين رعاية مـتـمـيـزة ، حيث نبه علماء النفس إلى ضرورة إجراء البحوث والدراسات العلمية ، بهدف الوصول إلي أفضل الوسائل التي تساعد على اكتشافهم وإعداد البرامج التربوية الملائمة لرعايتهم وتنمية قدراتهم العقلية (تهاني منيب ، ٢٠٠٥ : ٨٢). ### ثانياً : التفوق والموهبة والمصطلحات المرتبطة بهما : #### (۱) التفوق والعبقرية : Genius - التفوق واستخدام مصطلح العبقرية في القرن الثامن عشر للدلالة علي ملكة الاختراع التي تمكن الفرد من الوصول إلى اكتشاف فئات جديدة ، ثم تطور استخدامه علي يد جالتون في القرن التاسع عشر للدلالة علي الأفراد الذين ورثوا استعدادات عقلية متميزة تمكنهم من إحراز مكانة مرموقة وشهرة في مجالات الحياة المختلفة . - ويعتبر تيرمان (١٩٢١) من أوائل الباحثين الذين أصلوا مصطلح العبقرية إجرائياً في دراسته الطولية علي الأطفال التي بدأت عام ١٩٢١ ، واستمرت - لمدة حوالي ٣٠ عاماً ، واستخدم فيها نسب الذكاء كمحك للعبقرية (١٤٠) درجة فأكثر ، للتلاميذ في المرحلة الأولي (١٣٥) درجة فأكثر للتلاميذ في المرحلة الثانوية ، وذلك باستخدام اختبار ستنافورد – بينيه (عبدالسلام عبدالغفار ، ١٩٧٧ : ٤٧ ) . - و العبقرية هي القدرة علي التعلم بدرجة تفوق العاديين بكثير أو بإمتياز في الذكاء (محمد نسيم رأفت ، ١٩٧٤ : ٦١ ) أو هي الأداء المتفوق الذي لا يفوقه شئ في الجودة والدقة والخبرة . لذلك فالشخص العبقري هو الشخص الذي يظهر نبوغاً عالياً جداً ، ويأتي بأعمال عبقرية في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع (كمال مرسي ، ١٩٨١ : ٣ ) . - ويمكن القول بأن العباقرة تضم الأفراد الذين يقدمون أعمالاً تتسم بالجدة والدقة - والجودة العالية جداً . حيث يتمتع العباقرة بالموهبة ، والذكاء المرتفع والإبداع الراقي، فهم علي قمة النابغين والمتفوقين . ويشير كمال مرسي (١٩٨١) إلي أن لفظ عبقري بالنسبة للراشد تعني القيام بأعمال فائقة ، أما بالنسبة للطفل فيعد الطفل عبقرياً إذا ما بلغت نسبة ذكائه (١٧٠ درجة ) فأكثر ، بالإضافة إلى ذلك يعتبر الطفل عبقرياً أيضاً إذا ما كان متفوقاً في القدرات الإبداعية والمواهب بدرجة عالية جداً في مجال معين ، أو عدة مجالات ، وتبلغ نسبة ذكائه ما بين (١٣٠ - ١٦٠ ) درجة فأكثر. - ويتفق مع هذا التوجه الشخص والدماطي (١٩٩٢ : ٢٠٠ ) و إن اختلفا بعض الشئ فيعرفان العبقري بأنه الفرد الذي يظهر بوضوح وعلي نحو استثنائي قدرة عقلية عالية ، وليست هناك نسبة ذكاء معينة متفق عليها عالمياً كمؤشر يدل علي هذا المستوي . لكن نسبة الذكاء التي تبلغ ١٥٠ درجة أو أكثر يمكن اعتبارها في معظم الحالات ممثلة لمستوي العبقرية . #### (۲) التفوق والموهبة : - اختلف المبدعون حول تحديد مفهوم الموهبة والتفوق العقلي ، وبالرغم من ذلك اعتقد كثير منهم ضرورة الوصول إلي تعريف محدد كبداية للممارسات التي يجب أن توجه إلي الموهوبين ، واستخدام الأدوات والمقاييس التي تسهل عملية اكتشافهم والطرق التي تنمي قدراتهم . - و تأتي مشكلة تعريف الموهبة والتفوق العقلي من اختلاف الباحثين حول مجالات التفوق التي يعتبرونها هامة في تحديد الموهبة ، فبينما يركز البعض علي - التفوق في القدرات العقلية العامة ، يركز آخرون على القدرات الخاصة أو التحصيل الأكاديمي أو الإبداع، أو بعض الخصائص وسمات الشخصية (القريوتي وآخرون ، ٢٠٠١ : ٣٥٢). - و والموهبة في المعجم الوجيز مأخوذة من الفعل (وهب ) أو إعطاء ومنها الهبة أو البراعة في فن من الفنون (المعجم الوجيز ، ١٩٩٢ : ٦٨٢ ) . - ويشير تورانس (52 : 1975 ) إلى انتشار استخدام الموهبة في أمريكا بمعني التفوق العقلي أحياناً ، مما أدي إلى الربط بين الذكاء والتحصيل، وأحياناً في الابتكار ، لذلك ركز الباحثون علي قدرات الأصالة والمرونة والطلاقة ، كما استخدم مصطلح الموهبة بمعني المواهب الخاصة في مجال الموسيقي أو الفنون أو الآداب وغيرها . - أما بالنسبة لتعريف مكتب التربية الأمريكية للموهبة : فقد قدم مارلاند عام ١٩٧٥ تعريفاً شاملاً مرادفاً للتفوق مشيرا إلى أن الأطفال الموهوبين والمتفوقين هم أولئك الأطفال الذين يتم تحديدهم والتعرف عليهم من قبل أشخاص مهنيين مؤهلين ، والذين لديهم قدرات عالية ، والقادرين علي القيام بأداء عال ، وأنهم الأطفال الذين يحتاجون إلي برامج تربوية وخدمات إضافية علي البرامج التربوية العادية المقدمة لهم في المدرسة ، و ذلك من أجل تحقيق مساهماتهم لأنفسهم وللمجتمع ، كما أن الأطفال القادرين علي الأداء يشملون أولئك الذين يظهرون تحصيلاً مرتفعاً ، أو إمكانات وقدرات في المجالات التالية : - قدرات عقلية عامة - قدرات تحصيل محددة . - إبتكار أو إنتاج ابتكاري. - قدرات قيادية . - فنون بصرية وأدائية - قدرة نفس حركية. - إ - لا أن مكتب التربية الأمريكي قد حذف القدرة النفس حركية واكتفي بالخمس قدرات الأولي (القريوتي وآخرون ، ۲۰۰۱ : ٣٥٣). - و - ويعرف فيليب فيرنون وآخرون (١٩٧٧) Vermont et al الطفل الموهوب أو المتفوق عقلياً هو من يتمتع بمستوي ممتاز أو خارق من حيث الذكاء . - ومن أشهر التعريفات الاصطلاحية للموهبة التعريف الذي طوره العالم رينزولي ۱۹۸۷ ، حيث يؤكد أن الموهبة تتكون من التفاعل بين ثلاث مكونات أساسية هي : - القدرات العقلية - الإبداع . - الالتزام بالمهمة. - ويشير هذا التعريف إلي أن الموهوبين هم الذيم يمتلكون أو لديهم القدرة علي تطوير هذا الترتيب من الخصائص أو السمات واستخدامها في أي مجال من المجالات الإنسانية . وهؤلاء الموهوبون يحتاجون إلي فرص تعليمية وخدمات تربوية لا تتوافر - عادة من خلال الدراسة العادية في المدارس - وقد اهتم العلماء بهذا التعريف لأن أي متفوق أو موهوب لابد وان يستخدم الخصائص الثلاث في أي مجال من المجالات وهي القدرة العقلية العالية ، القدرة الإبداعية العالية ، والدافع القوي للإنجاز والمثابرة . - ويف - يفرق بعض الباحثين بين مفهومي التفوق والموهبة ، حيث يستخدم مصطلح متفوق عندما نكون بصدد الحديث عن التميز العام للفرد سواء كان في الذكاء أو التحصيل الدراسي بصورة عامة بينما يستخدم مصطلح موهوب لوصف الفرد الذي - يظهر مستوي أداء أو استعداد في بعض المجالات التي تحتاج إلي قدرات خاصة سواء كانت علمية أو فنية أو عملية ، وليس من الضروري أن يتميز الفرد بمستوي مرتفع من حيث الذكاء ، بل قد يكون متوسط الذكاء ، ولا يشترط أن يتميز بمستوي تحصيل دراسي مرتفع بصورة ملحوظة بالنسبة لأقرانه (الشخص والسرطاوي ، ١٩٩١ : ١١ - ١٠). - وفي هذا السياق يجب أن يكون واضحاً أن معرفة الفرق بين التفوق والموهبة ليس الهدف النهائي ، بل الأهم هو توفير الخدمات التربوية لمن يظهرون سلوكاً موهوباً أو متفوقاً وهو ما تسعي اليها التربية الخاصة في مجال التفوق. - فضلا عن ذلك فقد شاع أن العالم العربي استخدم كل من المصطلحين بمعني واحد وهو الموهبة (فاروق الروسان ، ١٩٩٦ ) وقد رأي كثيرون أنه لا غني عن التحصيل الدراسي كمعيار للحكم علي التلميذ الموهوب (عبدالعزيز الشخص ، ۱۹۹۰ : ٣٧). - ويب - يبدو أن حامد الفقي (١٩٨٣) قد مهد لهذا الترادف بين المصطلحين حيث أشار إلى العلاقة بين الذكاء والابتكار والتحصيل التي تعتبر محكات أساسية للتعرف علي الطفل الموهوب ، ذلك أن التحصيل يبرهن علي الموهبة وأن فكرة الموهبة قد تركزت فترة من الزمن في مجالات الذاكرة والتحصيل المتميز والتفكير العالي ، وأنها مرتبطة بالأداء المدرسي ) كروبلي (Gropley6:1994). - وفي هذا الصدد يوضح المؤتمر القومي للموهوبين (٢٠٠٠ : ٣ ) أن الطفل الموهوب Gifted Child هو من يمتلك القدرة علي : الأنشطة العلمية والأدبية - والقدرة العقلية العامة ، والتفوق التحصيلي ، والتفوق الرياضي والنفسحركي. - وقد يكون الطفل موهوباً عملياً ، فتظهر موهبته في الربط بين المشاهدات والخبرات السابقة ، وتظهر في القدرات علي الاستنتاج المبني علي المنطق. - أما الطفل الموهوب أدبياً ، فيكون لديه القدرة علي الإلقاء الجيد أو إجادة فن الخطابة أو التعبير الراقي (المعجم الوجيز ، ١٩٩٢ : ٦٨٢ ) . - - ومن جانب آخر يورد عبدالعزيز الشخص و عبدالغفار الدماطي (١٩٩٢ : ٢٠٢) تعريف للمتفوق أو للتفوق العقلي "Gifted بأن هذي يملك قدرة عالية علي نحو غير عادي ، ويشيران إلي أنه ليست هناك نسبة ذكاء معينة متفق عليها عالمياً كمؤشر دالاً علي المستوي العقلي للمتفوق ، ولكن نسبة الذكاء التي تبلغ ١٢٠ درجة أو أكثر قد استخدمت أحياناً كمعيار لذلك. - وفي ضوء ما سبق يمكن عرض لكل من المفاهيم الأربعة الأساسية في مجال الموهبة والتفوق العقلي وهي التفوق العقلي – الموهبة – العبقرية – الإبداع وذلك علي النحو التالي : #### (۲) التفوق العقلى : Gifted - عرف عبدالسلام عبدالغفار ) ١٩٧٧ ، ص ٣) المتفوق عقلياً بأنه من وصل في أدائه إلي مستوي أعلي من مستوي العاديين في مجال من المجالات التي - تعبر عن المستوي العقلي والوظيفي للفرد بشرط أن يكون ذلك المجال موضع تقدير من مستوي العاديين في المجال من المجالات التي يمكن يتض - الجماعة . --- #### Talent :: الموهبة - في أوائل النصف الثاني من القرن العشرين شاع استخدام مصطلح الموهبة ليشير إلى التفوق في الأنشطة والمجالات غير الأكاديمية ، كالقيادة الاجتماعية والمهارات الفنية ، وذلك علي اعتبار أن هذه المجالات ذات أصل وراثي . إلا أن مصطلح الموهبة سرعان ما اشتمل علي كل من يرتفع مستوي أدائه عن مستوي أداء العاديين في المجالات الأكاديمية أو غير الأكاديمية علي حد سواء وذلك بناء علي ما أسفرت عنه نتائج الدراسات من أن الذكاء عامل رئيسي في تكوين الموهبة وفي نموها، بالإضافة إلي ما للتدريب من أثر لا يمكن إنكاره في هذا المجال (عبدالسلام عبدالغفار ، ١٩٧٧ : ٣٣). - وعلي الرغم من ذلك فقد اتجه بعض العلماء والباحثين نـحـو الفـصـل بين مفهومي الموهبة والتفوق من جانب ، والتأكيد علي أن الموهبة هي ارتفاع مستوي - أداء الفرد عن مستوي الأفراد العاديين في مجال معين غير أكاديمي ، و أن الموهبة لا تشترط مستوي ذكاء مرتفع أو مستوي تحصيل مرتفع .. - - قد حدد مصطلح الموهبة لدي عبدالعزيز الشخص والسرطاوي في عام ١٩٩١ لوصف الفرد الذي يظهر مستوي أداء أو استعداد أفضل في بعض المجالات التي تحتاج لقدرات خاصة ، سواء كانت علمية أو فنية أو عملية . وليس من الضروري أن يتميز الفرد بمستوي مرتفع من الذكاء ، بل قد يكون متوسط الذكاء ، ولا يشترط أن - يتميز بمستوي تحصيل دراسي مرتفع بصورة ملحوظة بالنسبة لأقرانه (الشخص ، والسرطاوي ، ١٩٩١ : ١٠ ) . - - ثم قدم كل من عبد العزيز الشخص و عبدالغفار الدماطي عام ١٩٩٢ تعريفاً جديداً لمصطلح الموهبة Talent علي أساس أنه استعداد طبيعي أو قدرة تساعد الفرد علي الوصول إلي مستوي أداء مرتفع في مجال معين ، رغم عدم تميزه بمستوي ذكاء مرتفع بصورة غير علنية (الشخص ، والدماطي ، ١٩٩٢: ٤٣٣ ) . ٦٩ - - وتجدر الإشارة إلي أن التعريف الجديد قد أكد علي الاستعداد الطبيعي للموهبة ، بينما اتفق التعريف الأول والثاني في أن الموهبة تظهر في مستوي أداء أفضل في مجال معين ، وأنه لا يشترط أن يتميز الشخص الموهوب بمستوي ذكاء مرتفع بصورة غير عادية ، بل قد يكون متوسط الذكاء ويظهر موهبته في مجال معين. - ويو - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - – - - –