الفلسفة اليونانية PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
ملخص مُفصّل عن الفلسفة اليونانية، حيث يبحث في تطور الفكر اليوناني، وخصائص الفكر الفلسفي اليوناني في عصره الأول، و المشكلات الكبرى في الفلسفة مثل تفسير العالم الطبيعي، و قضايا الإنسان، و كيف تطوّر الفكر اليوناني و تطوّر عن طريق التحليل النقدي لمفكري اليونان.
Full Transcript
اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﻤ ﻬ ﻴ ﺪ : ان اﻫﻢ ﻓﻜﺮة ﻧﺪرﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ اﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻻﻧﺴﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻗﺎده ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر ﻓﻼﺳﻔ...
اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﻤ ﻬ ﻴ ﺪ : ان اﻫﻢ ﻓﻜﺮة ﻧﺪرﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ اﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻻﻧﺴﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻗﺎده ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎن ﻣﺜﻞ :ﺳﻘﺮاط ،ارﺳﻄﻮ ،اﻓ ﻼﻃﻮن ،ﻫﺆﻻء ﻻ ﻳﺼﺢ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻓﻬﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻻ ﺑﻔﻬﻢ ان ﻟﻬﺎ ﺻﺎﻧﻊ اﻟﺬي ﺻﻨﻌﻬﺎ و اﻟﻌﻠﺔ اﻟﺘﻲ اوﺟﺪﻫﺎ . و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻻﻧﺴﺎن و ﻫﻮ اﻫﻢ ﻛﺎﺋﻨﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻻﺑﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ و ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻮد . ﻛﺎن ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ،اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻳﺒﺪا ﺑﻨﺸﺎة اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻴﻮﻧﺎن ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﻃﺎﻟﻴﺲ )624ـ (546ق م ﺣﺘﻰ ارﺳﻄﻮ و اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ارﺳﻄﻮ . ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﺳﻢ ﻋﻠﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﺑﺪاﻋﺎت اﻻﻧﺴﺎن اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻔﻨﻴﺔ و اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻻدﺑﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ..... ﻓﺎﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮ و ﻳﺘﺎﻣﻞ و ﻳﺒﺪع ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ . ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﺮه اﻻول: ﻟﻘﺪ وﻓﺮ ﺟﻮ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺬي ﻋﺎﺷﻪ اﻟﻔﺮد اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺘﻔﺮغ ﻟﻠﻔﻜﺮ ،وﻧﻘﺪ وﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺮاث اﻻﺳﻄﻮري و اﻟﺪﻳﻨﻲ دون ﺧﻮف ﻣﻦ اي ﺳﻠﻄﺔ . ﻟﻘﺪ ﺳﻴﻄﺮت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ و ﺣﻴﺎة اﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎش ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺘﻲ ﺟﻠﺒﺖ ﻟﻪ اﻟﺜﺮوة و اﻻزدﻫﺎر ، ﻓﻘﺪ ادى ذﻟﻚ اﻟﻰ ﻗﻴﺎم دوﻳﻼت ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ . (1اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ : ا ـ ـ ﻣﺸ ﻜﻠ ﺔ ﺗ ﻔﺴ ﻴ ﺮ اﻟ ﻌ ﺎﻟ ﻢ اﻟ ﻄ ﺒ ﻴ ﻌ ﻲ : ﺗﺴﺎءل اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻻول ﻋﻦ اﺻﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ و اﻻﺳﻄﻮرﻳﺔ .و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣﻜﻮن ﻣﻦ ارﺑﻌﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ :اﻟﻨﺎر اﻟﻬﻮاء اﻟﻤﺎء اﻟﺘﺮاب . ﺣﻴﺚ ﻛﻞ ﻓﻴﻠﺴﻮف ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﺎﺻﺮ ﻫﻮ اﺳﺎس اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻗﺎل اﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﺼﺪر ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ. ب ــ ﻣﺸﻜﻼت وﻗﻀﺎﻳﺎ اﻻﻧﺴﺎن: 1 ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ و ﺗﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﺻﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ و اﺻﻞ اﻟﻮﺟﻮد و ﻣﻌﻨﺎه اﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻻﻧﺴﺎن و ﻗﻀﺎﻳﺎه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺳﻘﺮاط ،واﻓﻼﻃﻮن ،وارﻳﺴﻄﻮ . 1ﻟﻘﺪ ﺗﻤﻴﺰ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ و اﻻﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ اﻟﻨﻘﺪي ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻤﻔﻜﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻳﺨﻀﻊ ﻻي ﺳﻠﻄﺔ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮه و ﺗﺎﻣﻠﻪ . و ﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪت ﻗﺪرة ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎن اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر ﻫﺬا اﻟﻜﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺤﺪودة ﻣﺜﻞ :اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻮن و اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﻮن ،و ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،و اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ .... 2ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ اﻧﻪ ﻻ ﺷﻲء ﻳﺎﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺪم ،ﺣﻴﺚ ﻗ ﺎل اﻓﻼﻃﻮن } ان اﻟﻌﻠﻢ ﺣﺎدث { اي اﺣﺪﺛﻪ ﺳﺒﺐ او ﺻﻨﻌﻪ ﺻﺎﻧﻊ . اﻟ ﻔﻼ ﺳ ﻔ ﺔ اﻟﻴ ﻮ ﻧﺎ ﻧ ﻴ ﻮ ن ( 1اﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻴﻮن :ﻫﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﻜﺮي اﻟﻴﻮﻧﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ، وﻫﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺎﺗﺬة اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺪرﺳﻮن اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻤﺎل ﻻن اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻤﻮل ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ . ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ واﺳﻊ ﺑﺎﺳﺮار اﻟﻠﻐﺔ و اﻟﺒﻼﻏﺔ و ﻛﺎﻧﻮا ﺑﺎرﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﻨﻮن اﻟﺠﺪل و اﻟﺨﻄﺎﺑﺔ . ــ ﻗﺎل اﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻴﻮن ان اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﻧﺴﺒﻴﺔ اي ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ اﻟﻰ اﺧﺮ و ذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺧﺒﺮة اﻻﻧﺴﺎن . ــ ﻳﺮى اﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻴﻮن ان اﻻﻧﺴﺎن ﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎر اﻟﺨﻴﺮ و اﻟﺸﺮ و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻻﺧﺮ ﻓﻤﺎ اراه اﻧﺎ ﺳﻠﻮﻛﺎ ﻓﺎﺿﻼ اﻧﺖ ﺗﺮاه ﺳﻠﻮﻛﺎ ﺷﺮﻳﺮا..... ــ رﺑﻂ اﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻴﻮن اﻟﺸﺮ و اﻟﺨﻴﺮ ﺑﺎﻟﻤﻨﻔﻌﺔ و اﻟﻀﺮر . ــ ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻴﻮن اﺻﻞ اﻟﺤﻀﺎرة ﻫﻮ اﻻﻧﺴﺎن ،ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ و اﻟﺨﺒﺮة ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻻﻧﺴﺎن و اﻟﺤﻀﺎرة ﻣﻦ ﻟﻐﺔ و ﺳﻴﺎﺳﺔ و اﺟﺘﻤﺎع و اﻟﻔﻦ و اﻟﺪﻳﻦ ... ــ ﺗﺴﺎءل اﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻴﻮن ﻋﻦ اﻟﺮق ،ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻪ ام ﻫﻮ اﻣﺮ ﺻﻨﻌﻪ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻴﺠﻴﺐ اﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻲ اﻟﻜﻴﺪاﻣﺎس " ان اﻻﻟﻬﺔ ﻗﺪ ﺧﻠﻘﺖ اﻟﻨﺎس اﺣﺮارا وﻟﻢ ﺗﺨﻠﻘﻬﻢ ﻋﺒﻴﺪا ". و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺮﻓﺾ اﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻴﻮن اﻟﺮق و اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ﻻﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻟﺒﺸﺮ و ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ . 2 ﺳﻘﺮاط 470ــــ 399ق .م اﺣﺘﻞ ﺳﻘﺮاط ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻻﻧﻪ ﻛﺎن اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﺬي ﻋﺎش ﻓﻜﺮه ﻗﻮﻻ و ﻓﻌﻼ ﻣﻊ اﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻻﻧﻪ ﺗﻠﻤﻴﺬ اﻓﻼﻃﻮن ،ﻫﻮ اﻟﺬي ﻋﺒﺮ ﻋﻦ اراﺋﻪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ) ﺑﺎﻟﻤﺤﺎورات اﻟﺴﻘﺮاﻃﻴﺔ ( . ﻟﻘﺪ ﺗﻤﻴﺰ ﺳﻘﺮاط ﺑﺎﻟﺘﻮاﺿﻊ رﻏﻢ ﻗﺪراﺗﻪ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻜﺎن ﻳﻘﻮل ان ﺣﻜﻤﺘﻪ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻣﻊ اﻻﺧﺮﻳﻦ ﻛﺸﻒ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﻤﺎ ادﻋﻮا ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ .و ﻗﺪ ﻛﺎن ﺷﻌﺎره " اﻋﺮف ﻧﻔﺴﻚ " اي ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺴﺎن ان ﻳﺘﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ و ان ﻳﺪرك ﻗﺪراﺗﻪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ . ــ اﺳﺘﻄﺎع ﺳﻘﺮاط ان ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻨﻔﺲ و ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺠﺴﺪ و اﻛﺘﺸﻒ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻠﻨﻔﺲ و اﻋﺘﺒﺮﻫﺎ اﻧﻬﺎ ﺟﻮﻫﺮ ﻣﻤﻴﺰ ﻋﻦ اﻟﺠﺴﻢ اﻟﻤﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻻرﺑﻌﺔ . ــ راى ﺳﻘﺮاط ان وﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻘﻞ اﻧﻤﺎ ﺗﻜﻤﻦ اﻳﻀﺎ ﻓﻲ اداك ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺨﻴﺮ و اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ و ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺳﻠﻮك اﻻﻧﺴﺎن . ــ دﻋﻰ ﺳﻘﺮاط ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻟﻚ اﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ و اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل " :ان اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻋﻠﻢ و اﻟﺮذﻳﻠﺔ ﺟﻬﻞ ".وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻻﻋﻤﺎل اﻟﺸﺮﻳﺮة ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺳﻘﺮاط اﻋﻤﺎل ﻏﻴﺮ ارادﻳﺔ او ﻏﻴﺮ ﻋﺎﻗﻠﺔ . ـــ ﻳﻘﻮل ﺳﻘﺮاط ان " اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻋﻠﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ " اي ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ان ﻧﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻌﻠﻢ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ اﻟﻨﻔﺲ . و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ " اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻋﻠﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ " ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺄﻋﺮف ﻧﻔﺴﻚ . ــ ﻓﺴﻘﺮاط ﻋﻜﺲ اﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻴﻮن ﻳﺮى ان اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻋﻠﻢ و اﻧﻬﺎ ذات ﻗﻮاﻋﺪ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ اﻻﺷﺨﺎص . اﻓﻼﻃﻮن و اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ )428ــ (348 ﺗﻤﻬﻴﺪ :ﺗﻤﻴﺰ اﻓﻼﻃﻮن ﻋﻦ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﻤﻨﻬﺠﻪ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻮار ﻓﻲ ﻣﺤﺎوراﺗﻪ و دروﺳﻪ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺘﻪ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ "اﻻﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ" . ﻟﻘﺪ اﺛﺮ اﻓﻼﻃﻮن ﻓﻲ اﻟﻔﻜﺮ اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ اﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﻮ و ﺗﻠﻤﻴﺪه ارﺳﻄﻮ . اﺷﺘﻬﺮ اﻓﻼﻃﻮن ﺑﺠﻤﻬﻮرﻳﺘﻪ اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ذات اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ و ﻛﺘﺎﺑﻪ ) اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ( اﻟﺬي ﻳﺎﺧﺬ ﺑﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻮاﻗﻊ . 3 ا ﻓ ﻜ ﺎر ه اﻟ ﻔﻠ ﺴ ﻔ ﻴ ﺔ : ﻣﻴﺰ اﻓﻼﻃﻮن ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻻﺷﻴﺎء اي اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺤﺴﻮس و ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﺜﻞ ،اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺤﺴﻮس ﻫﻮ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻣﺎ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﺜﻞ ﻫﻮ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ،ﻫﻮ اﺻﻞ اﻻﺷﻴﺎء ،ﻓﺎﻟﻤﺜﺎل ﻫﻮ اﺻﻞ اﻟﻜﺜﺮة ﻣﺜﻞ اﻻﻧﺴﺎن ،اﻟﺴﻴﺎرات ،ﻓﺎﻟﻤﺜﺎل واﺣﺪ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺠﺮد و اﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺎت ﻣﺘﻌﺪدة . و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺴﺎن اذا اراد ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ و ﻋﻘﻠﻪ اي اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ وﻫﻢ وﻇﻦ اﻟﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ اي ﺑﺎﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ . وﻻ ﻳﺘﻢ ذﻟﻚ اﻻ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺠﺪل اﻟﺬي ﻋﺮﻓﻪ اﻓﻼﻃﻮن ﺑﺎﻧﻪ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﻰ ﻓﻜﺮة ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻓﻜﺮة اي اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺴﻮس اﻟﻰ اﻟﻤﺜﺎل ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت . ﺗﺤﺪث اﻓﻼﻃﻮن ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺎل اﻧﻬﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺛﻼث ﻗﻮى ﻗﻮة اﻟﻌﻘﻞ ﻗﻮة اﻟﻐﻀﺐ و ﻗﻮة اﻟﻐﺮﻳﺰة و ﻫﻲ ﻓﻲ ﺻﺮاع داﺋﻢ .و ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻣﺜﺎل اﻟﻌﺮﺑﺔ ذات ﺟﻮادﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﻘﻮدﻫﺎ ﻗﺎﺋﺪ وﻫﻮ اﻟﻌﻘﻞ . ان اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻫﻲ اﻋﻠﻰ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻻﺧﻼﺋﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻓﻼﻃﻮن ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ان ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻻ ﺑﺘﺤﻜﻢ اﻟﻌﻘﻞ اذا ﻛﺎن ﺣﻜﻴﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻮﺗﻴﻦ ،ﻓﺎذا ﺗﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻐﻀﺐ ﻳﺘﺤﻘﻖ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ و اذا ﺗﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻳﺰة ﺣﻘﻖ اﻟﻌﻔﺔ . ﻓﻤﺜﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻘﺪم اﻓﻼﻃﻮن ﺗﺼﻮره ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﺤﺴﺒﻪ ﻛﻞ ﻓﺮد ﻣﺆﻫﻞ ﻟﻘﻴﺎم ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻪ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻬﻮ ﻳﻤﻴﺰ داﺧﻞ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺛﻼث ﻃﺒﻘﺎت ﻣﺮادﻓﺔ ﻟﻘﻮى اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺬﻛﺮ و ﻫﺬه اﻟﺜﻼث ﻃﺒﻘﺎت ﻫﻲ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻗﻮة اﻟﻌﻘﻞ و ﻃﺒﻘﺔ اﻟﺠﻨﻮد ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻗﻮة اﻟﻐﻀﺐ و ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻤﻨﺘﺠﻴﻦ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻐﺮﻳﺰة. و ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻘﺎت ان ﺗﺘﺤﻠﻰ ﺑﺎﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻓﺎﻟﺤﻜﺎم ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ان ﻳﺘﺼﻔﻮا ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ و اﻟﺠﻨﻮد ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ و اﻟﻤﻨﺘﺠﻮن ﺑﺎﻟﻌﻔﺔ )اﻟﺘﺎﺟﺮ و اﻟﻐﺶ ( اﻓﻜﺎره اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ : ﻣﻦ اﻫﻢ اﻓﻜﺎره اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺗﺒﺮز ﻓﻜﺮة ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻬﻮ ﻳﺮاه ﺷﻴﺌﺎ ﺿﺮورﻳﺎ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ اﻻ ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻻﻗﺘﺼﺎدي داﺧﻞ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ . و ﻳﻘﻮم ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺎس اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻟﺪى اﻻﻓﺮاد ﻓﻜﻞ اﻧﺴﺎن ﻣﻬﻴﺎ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻌﻴﻦ او ﺣﺮﻓﺔ ﻳﺘﻘﻨﻬﺎ اﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﺎذا ﺗﺨﺼﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺼﺒﺢ اﻛﺜﺮ ﻛﻔﺎءة و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﺬا ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي . ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺤﺪث اﻓﻼﻃﻮن ﻋﻦ اﻟﻨﻘﻮد ﻓﻬﻲ ﻓﻲ راﻳﻪ وﺟﺪت ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ اﻟﺘﺒﺎدل و ﻣﻦ اﺟﻞ ﻫﺬا ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﺒﺮرا ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺪﻫﺐ و اﻟﻔﻀﺔ ﻛﻨﻘﻮد . 4 ارﺳﻄﻮ )384ــ (322 ا ﻟ ﺘ ﻮ از ن ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻮ ا ﻗ ﻊ : ﻟﻘﺪ ﺑﻘﻰ ارﺳﻄﻮ ﺗﻠﻤﻴﺬا ﻻﻓﻼﻃﻮن ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ان ﻳﺘﺠﺎوز اﻓﻜﺎر اﺳﺘﺎذه و ﻳﺸﻜﻞ ﻣﻬﺬﺑﺎ ﻓﻠﺴﻔﻴﺎ ﻛﺒﻴﺮا ،ﻛﻤﺎ ﺷﻜﻞ ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ اﺗﺠﻬﺖ ﻧﺤﻮ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ و ذﻟﻚ ﻣﺎ اﻫﻤﻠﻪ اﺳﺘﺎذه . ﻧ ﻈ ﺮ ﻳ ﺘ ﻪ ﻓ ﻲ ا ﻟﻌ ﺎ ﻟ ﻢ و ا ﻟ ﻤﻌ ﺮ ﻓ ﺔ : ﻟﻘﺪ اﻋﻄﻰ ارﺳﻄﻮ اﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﺮى ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻣﺤﻮر اﻻرﺗﻜﺎز ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ و ﻋﻠﻤﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء . ﻗﺎم ارﺳﻄﻮ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎد ﻓﻜﺮة اﻟﺠﺪل ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻔﺴﻄﺎﺋﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻜﺴﺒﻮن ﺣﻮاراﺗﻬﻢ وﻣﺠﺎدﻻﺗﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻻﻟﻔﺎظ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻜﻠﻤﺎت او اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ . ﻛﺎن اﻟﺸﻲء اﻳﺠﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻرﺳﻄﻮ اﻟﺘﻮازن ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻠﻢ اﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻲ و اﻟﻌﻠﻢ اﻻﺳﺘﻘﺮاﺋﻲ ، و ﺟﻌﻞ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﺮاء ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺿﺮورﻳﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس ،ﻓﺎذا ﻛﺎن اﻻﺳﺘﻘﺮاء ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪات و اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت اﻟﺤﺴﻴﺔ ﻓﻼ ﺑﺼﺒﺢ ﻣﻜﺘﻤﻼ اﻻ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺼﺎغ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻗﻴﺎﺳﺎت ،ﻓﺎﻟﻘﻴﺎس ﻫﻮ اﻟﺼﻮرة اﻟﻤﺜﻠﻰ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ارﺳﻄﻮ . ﻳﺮى ارﺳﻄﻮ ان اﻟﺤﻮاس ﻫﻲ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ و ﻇﻮاﻫﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻳﺮى ﻛﺬﻟﻚ ان اﻟﻌﻘﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻬﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻮاﻧﻴﻦ و ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻨﺎ اﻟﺤﻮاس ،و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻛﺪ ارﺳﻄﻮ ان اﻟﺤﻮاس ﺗﺪرك ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺰﺋﻲ اﻣﺎ اﻟﻌﻘﻞ ﻳﺪرك ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﻠﻲ . ﻓﻠ ﺴ ﻔ ﺘﻪ ا ﻟ ﺴ ﻴ ﺎ ﺳ ﻴ ﺔ : ﺑﺪا ارﺳﻄﻮ ﺗﺤﻠﻴﻼﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﻘﺎم ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﺪوﻟﺔ و اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ،اﻣﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﺠﺮد ﻫﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ . وﻣﻦ ﺛﻢ اﻛﺘﺸﻒ ارﺳﻄﻮ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺪوﻟﺔ :اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ . وﻗﻊ ارﺳﻄﻮ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮف اﻻﻧﺴﺎن ﺑﺎﻧﻪ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻮان اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟﻤﻔﻜﺮ ،ﻟﻜﻨﻪ وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﺣﻮل اﻟﺮق ﺣﻴﺚ اﻋﺘﺒﺮ ﺑﺎن ﻫﻨﺎك اﻧﺴﺎن ﻻ ﻳﺼﻠﺢ اﻻ ﻟﻠﺮق و اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ و ﻟﻴﺲ ﻣﺆﻫﻼ اﻻ ﻟﻼﻋﻤﺎل اﻟﻴﺪوﻳﺔ اﻟﺤﻘﻴﺮة و ﻫﻨﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ 5 اﻟﺴﺎﺑﻖ. اﻓﻜﺎره اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ : ﻓﻜﺮة اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎن ﻣﻦ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻌﺒﻴﺪ ﻓﺎﻧﻪ ﺷﻲء ﻣﻜﺮوه ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل " ان اﻟﺮﻗﻴﻖ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻨﻮع اﻻدﻧﻰ و ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﻜﻞ اﻟﻔﺌﺎت اﻻﻗﻞ ﺷﺌﻨﺎ ،ان ﻳﻜﻮن ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ اﻻﺳﻴﺎد ...و اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮق ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺮﻗﻴﻖ و اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻻﻟﻴﻔﺔ ". ﻟﻘﺪ ادان ارﺳﻄﻮ اﻟﺮﺑﺎ او اﻟﻔﺎﺋﺪة ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل " :ان اﺳﻮء ﺷﻲء ﻓﻲ ﻛﺴﺐ اﻟﻨﻘﻮد ﻫﻮ اﻟﺮﺑﺎ ،ﻻن اﻟﻨﻘﻮد ﻗﺼﺪ ﺑﻬﺎ ان ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺒﺎدل ﻻ ان ﺗﺰداد ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻔﺎﺋﺪة ". اﻫﺘﻢ ارﺳﻄﻮ ﺑﺴﺆال ﺟﻮﻫﺮي ﻻ ﻳﺰال ﻣﻄﺮوﺣﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم وﻫﻮ ﻟﻤﺎذا ﺗﻜﻮن ﺑﻌﺾ اﻻﺷﻴﺎء اﻻﻛﺜﺮ اﺳﺘﻌﻤﺎﻻ ﻫﻲ اﻻﻗﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ،ﻋﻠﻰ ان ﺑﻌﺾ اﻻﺷﻴﺎء اﻻﻗﻞ اﺳﺘﻌﻤﺎﻻ ﺗﺴﺘﺤﻮذ او ﺗﻤﺘﻠﻚ اﻛﺒﺮ ﻗﻴﻤﺔ. 6