حقوق الإنسان في الحضارات اليونانية والمصرية PDF

Summary

يقدم هذا المستند لمحة عامة عن حقوق الإنسان في الحضارات القديمة، مثل اليونانية والمصرية، مع التركيز على التطورات والتحديات المرتبطة بهذا المفهوم. كما يغطي الدراسة حقوق الإنسان في الشرائع والأديان السماوية.

Full Transcript

‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‬ ‫ﺃﻭﻻً‪ :‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﻳﻼﺀ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ ﻗﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ‪ ،‬ﺍﺫ ﻳﻌﺪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﺣﺪ ﺍﻋﻈﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ...

‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‬ ‫ﺃﻭﻻً‪ :‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﻳﻼﺀ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ ﻗﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ‪ ،‬ﺍﺫ ﻳﻌﺪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﺣﺪ ﺍﻋﻈﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺳﻮﻓﻮﻛﻠﻴﺲ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ‪ 2500‬ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ‪.‬‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﻗﺮﺕ ﺍﻻﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﻭﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻔﺬﺓ‬ ‫ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻳﻀﺎﻑ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻔﻲ ﻓﻜﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ‪.‬‬ ‫ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ‪ :‬ﻫﻮ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﻳﻤﻨﺢ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬ ‫ ﺍﻻﺭﻗﺎﺀ ﺣﺴﺐ ﺍﺭﺳﻄﻮ ‪ :‬ﻫﻮ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺳﻌﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻭﻓﺮ ﺣﻈﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺍﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﻧﻴﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻭﻳﺤﻈﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﺍﻱ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ‪.‬‬ ‫ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺎ‬ ‫ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ‪ ) :‬ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ( ‪ :‬ﻫﻲ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺛﻢ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻰ ﻣﻠﻜﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ‪.‬‬ ‫ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻳﺘﻀﺢ ﺍﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﺎﻻﺗﻲ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻻﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﺩﺕ ﺑﺎﻷﺧﻮﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺗﺤﺮﺭ‬ ‫ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻗﻴﺔ ‪:‬ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﻳﺮﻯ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻻﺗﺰﺍﻥ ﺳﻤﺘﺎﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ‬ ‫ﻻﻣﺘﻼﻛﻬﺎ ﻭﺍﻥ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻻﻧﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ‪.‬ﻭﺍﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻫﻮ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭ‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺍﺫ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻰ ﻃﺒﻘﺘﻴﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻻﺷﺮﺍﻑ ﻭﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺘﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﻑ‬ ‫ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﻣﻨﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﺤﻖ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﺮﺷﺢ ﺍﻭ ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﻢ ﺗﺠﺮﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻤﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺭﺏ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻛﺤﻖ ﺍﻟﻄﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭﺣﻖ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻛﺎﻟﺮﻗﻴﻖ ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -4‬ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺍﺫ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﻄﺎﻋﻴﺎﺕ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻘﻴﺪﻫﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻼﺳﻞ ﻭﺗﻔﺮﺽ ﺑﺤﻘﻬﻢ ﺍﺷﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻟﻴﻼ ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎً‪ :‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﺿﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺎﻛﻢ ﻣﺼﺮ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻫﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻧﻪ‬ ‫ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻘﺪ ﺧﻀﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻟﻤﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺑﻪ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ‪.‬‬ ‫ﺍﻣﺎ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪ -1‬ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻭﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻋﺪﻡ ﺍﻳﻘﺎﻉ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻟﺔ ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻘﺘﻞ‪.‬‬ ‫ﺍﺧﻨﺎﺗﻮﻥ ‪ :‬ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‬ ‫ﻭﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻓﺮﺍﻋﻨﺔ ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻻﻟﻮﻫﻴﺔ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﺑﻤﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﺍﻱ ﺧﻄﺎ ﻓﻔﺮﻋﻮﻥ ﻣﺜﻼ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻬﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻣﺼﺪﺭﺍ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻭﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻏﺐ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻀﻌﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺴﺘﺨﻒ ﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻭﺻﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎً ‪:‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ‬ ‫ﺗﻌﺪ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻗﺪﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻫﺘﻤﺎﻫﺎ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻔﻲ ﺑﻼﺩ ﺳﻮﻣﺮ‬ ‫ﻇﻬﺮﺕ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬ ‫‪ -1‬ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺗﻮﺿﺤﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻧﻔﺴﻬﻢ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺄﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻣﺎ ﺍﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻱ ﺍﻭﺭﻭ – ﻛﺎﺟﻴﻨﺎ ‪ 2313- 2350‬ﻕ‪.‬ﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺍﺭﺑﻊ ﺍﻟﻮﺍﺡ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻱ ﻓﻘﺪ ﺗﻀﻤﻨﺖ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻨﻊ ﺍﻻﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺣﻖ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻪ ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻭﺭﻧﻤﻮ‬ ‫ﺟﺎﺀﺕ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻭﺭﻧﻤﻮ ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺳﻠﻔﻪ ﺍﻭﺭﻭ – ﻛﺎﺟﻴﻨﺎ ﻭﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ‪ 31‬ﻣﺎﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻪ ﻓﺮﺿﺖ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﻥ ﺑﺄﻱ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺑﺪﻻ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻟﺒﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ‬ ‫ﺩﻭﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺑﻊ ﺍﻟﻮﺍﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﺨﻂ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﺗﻀﻢ ‪ 37‬ﻣﺎﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺗﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺷﺆﻭﻥ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﻗﻴﻖ‪.‬‬ ‫ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﺷﻨﻮﻧﺎ‬ ‫ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻼ ﻻﻣﺎ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻛﺪﻳﺔ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ‪ 61‬ﻣﺎﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ‪.‬‬ ‫ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺣﻤﻮﺭﺍﺑﻲ‬ ‫ﺗﻌﺪ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺣﻤﻮﺭﺍﺑﻲ ﺃﻭﻝ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺨﻂ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻱ ﻭﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ‪282‬‬ ‫ﻣﺎﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺗﻌﺪ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺪ ﺣﻤﻮﺭﺍﺑﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺍﻥ ﺍﻻﻟﻬﺔ ﻫﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ‪.‬‬ ‫ﻋﺎﻟﺠﺖ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺣﻤﻮﺭﺍﺑﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺗﻀﻤﻨﺖ‬ ‫ﻣﻮﺍﺩ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺃﺣﻜﺎﻣﺎً ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻻﺭﺙ ﻭﺍﻟﺘﺒﻨﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﻭﻣﻮﺍﺩ ﺗﺨﺺ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺎﺕ ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ‬ ‫ﺳﻮﻑ ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ‬ ‫ﺍﻭﻻ ‪ :‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ‪ :‬ﺗﻌﺪ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻫﺘﻤﺖ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺍﺿﺎﻓﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻻﻭﺭﺑﻴﺔ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻓﻜﺮﺓ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ‪ ،‬ﺍﺫ ﺍﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻻ ﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺣﺪﺍً‬ ‫ﻓﺎﺻﻼ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ‪ ،‬ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﺳﺲ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺳﻠﻴﻤﺔ ‪.‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺎﺭﺿﺖ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻻﻋﺪﺍﻡ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻗﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺗﺄﺩﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻥ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺩﻳﻨﻲ ﺧﺎﻟﺺ‬ ‫‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ) ﺑﺮﻏﺴﻮﻥ ‪ (1949-1859‬ﺃﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻜﺮﺓ ﻟﻺﺧﺎﺀ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪.‬‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻣﺴﺘﻐﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﺒﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺷﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ‬ ‫ﺁﻧﺬﺍﻙ ‪.‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺐ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺩﻋﺖ ﺍﻟﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺃﻫﻤﻠﺖ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ‪،‬ﺍﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺍﻥ ﺗﻤﻜﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺤﻘﻮﺍ ﺑﺎﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻧﻮﺍﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ‪ :‬ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﺒﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﺪﻋﻴﻦ ﻧﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻛﺬﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻤﻮﺩ ﻭﻟﻢ ﺗﻐﻔﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻟﻔﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺮﻣﺖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﻓﻀﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﺖ‬ ‫‪4‬‬ ‫ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ‪.‬ﻭﺑﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺗﺨﺺ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﻜﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﺑﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ ﻭﻳﻄﺒﻘﻪ‬ ‫ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻪ ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﻓﻀﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺮﻣﻨﺎ ﺑﻨﻲ ﺍﺩﻡ (‬ ‫ﺃﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺮﻫﺎ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻫﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﺯﻟﻴﺔ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺒﺔ ﺍﻭ ﻣﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻭ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻭ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻳﻌﺪ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﺣﻖ ﻣﻘﺪﺱ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻫﺒﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻳﺠﺎﺩﻩ ﺗﺠﺴﻴﺪﺍ ﻟﻘﻮﻟﺔ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﻭ ﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻻﺭﺽ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎﻫﺎ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺃﺣﻴﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ(‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ )ﺹ( ﻓﻲ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺑﻘﻮﻟﺔ ) ﺍﻥ ﺩﻣﺎﺋﻜﻢ ﻭﺍﻋﺮﺍﺿﻜﻢ ﻭﺍﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ‬ ‫ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺷﻬﺮﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ﻫﺬﺍ (‬ ‫ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻘﺪ ﺍﻭﻟﺘﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻘﺮﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻣﺜﻼ ﺳﺎﺩﺕ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺒﺮﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺴﻤﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻰ ﺍﺭﺑﻊ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﻭﻫﻲ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻤﺔ ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﻨﺤﺘﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺤﻘﺘﻬﻢ ﺑﺎﻹﻟﻬﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻃﺒﻘﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻭﺣﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻃﺒﻘﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ‪ :‬ﻭﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻤﻲ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﺸﻮﺩﺭ‪ :‬ﻭﻫﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻭﻫﻢ ﺑﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﻜﻼﺏ ) ﺍﺟﻠﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ (‪.‬‬ ‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ‪ :‬ﻫﻮ ﺣﻖ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻟﻌﺮﻕ ﺍﻭ ﺟﻨﺲ ﺍﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﻭ ﻧﺴﺐ ﺍﻭ ﻃﺒﻘﺔ ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ‬ ‫ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻟﻬﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺗﺄﻛﻴﺪﺍ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ) ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﻭﺍﻧﺜﻰ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ﺷﻌﻮﺑﺎ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﻟﺘﻌﺎﺭﻓﻮﺍ ﺍﻥ ﺍﻛﺮﻣﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺗﻘﺎﻛﻢ(‪.‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﻛﺪﺓ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺹ( ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺍﻥ ﺍﺑﺎﻛﻢ ﻭﺍﺣﺪ‬ ‫ﻛﻠﻜﻢ ﻻﺩﻡ ﻭﺍﺩﻡ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻥ ﺍﻛﺮﻣﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺗﻘﺎﻛﻢ ﻟﻴﺲ ﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺠﻤﻲ ﻭﻻ ﺍﻋﺠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﻻ‬ ‫ﺍﺣﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻴﺾ ﻭﻻ ﺍﺑﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﻤﺮ ﻓﻀﻞ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﺍﻻ ﻫﻞ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻓﺎﺷﻬﺪ(‬ ‫ﺍﻣﺎ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺍﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻨﺼﻪ ) ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻓﻲ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ (‬ ‫ﺣﻖ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ‪ :‬ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻛﺮﺍﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﻛﺪﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻻ ﺍﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ (‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻭ ﺩﻳﻨﻪ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬ ‫ﻓﺎﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﻤﺤﺾ ﺍﺭﺍﺩﺗﻪ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺗﺮﻙ ﺩﻳﻨﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﻛﺪﻩ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ‪ :‬ﺣﻈﻴﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﺫ ﻣﻨﺤﺖ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺍﺳﻮﺓ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﺻﺒﺤﺖ ﻟﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺫﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ‪ ,‬ﻭﺗﺠﺴﺪﺕ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻳﺎ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺑﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺟﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮﺍ‬ ‫ﻭﻧﺴﺎﺀﺍً ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﺍﻻﺭﺣﺎﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺭﻗﻴﺒﺎ( ﺍﻻ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﺍﺫ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻗﻮﺍﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻣﻮﺭ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻛﺎﻷﻧﻔﺎﻕ ﻭﺍﻻﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻻﺳﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪ :‬ﻳﻮﻟﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺄﻛﻴﺪﺍ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺍﻗﺮﺃ ﺑﺄﺳﻢ ﺭﺑﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻖ ﺍﻗﺮﺃ ﻭﺭﺑﻚ ﺍﻻﻛﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ‪.‬‬ ‫ﺣﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻗﺮ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺣﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﻭﻗﻞ ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ‬ ‫ﻓﺴﻴﺮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﻠﻜﻢ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ( ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺪ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﺣﻖ‬ ‫ﺗﻜﻔﻠﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻜﻞ ﻗﺎﺩﺭ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﺑﻪ ﻭﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ‬ ‫ﻭﺍﻥ ﻳﺘﻘﺎﺿﻰ ﺍﺟﺮﺍ ﻋﺎﺩﻻ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻋﻤﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻭ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻭ ﺍﻧﺜﻰ ‪.‬‬ ‫ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ‪ :‬ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺮﻫﺎ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺽ‬ ‫ﺟﻤﻴﻌﺎ ( ﻭﺑﻤﺎ ﺍﻥ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻟﻠﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻻﺭﺽ ( ﻓﺄﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﺍﻻ ﺣﺎﺋﺰﺍ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﺍﻭ ﻣﺴﺘﺨﻠﻔﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﻪ ﻭﻓﻘﺎ‬ ‫ﻟﻠﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻖ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻓﻲ ﻋﻼﻩ ‪.‬ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺨﺪﻡ ﻣﺼﻠﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄﻥ ﺛﻤﺔ ﻗﻴﻮﺩ ﻳﺠﺐ ﻣﺮﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺣﻖ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪ :‬ﺍﻗﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺣﻖ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﺍﻥ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺗﺠﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻭ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺍﻭ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﺍﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻻ ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻷﺧﺮﻳﻦ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﻛﺪﻩ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ )ﺹ( ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﻣﺎ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺴﺒﺎ ﺍﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻩ (‪.‬‬ ‫ﺣﻖ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ‪ :‬ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺭﺽ ‪ ,‬ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﻣﺴﻜﻦ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻭ ﺗﻔﺘﻴﺸﻪ ﺍﻻ ﺑﺮﺿﺎﻩ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻳﺎ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻣﻨﻮﺍ ﻻ‬ ‫ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﺑﻴﻮﺗﺎ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﺄﻧﺴﻮﺍ ﻭﺗﺴﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﺫﻟﻜﻢ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ(‪.‬‬ ‫ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ‪ :‬ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺮﻫﺎ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﺧﺮ ﺳﻮﺍﺀ‬ ‫ﺍﻛﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻠﺪﻩ ﺍﻡ ﺧﺎﺭﺟﻪ ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﻓﺄﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬ ‫ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺍﻻﻣﺔ ) ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ( ﺭﺽ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬ ‫ﺣﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﺤﺎﺟﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺸﻮﺭﺗﻬﻢ ﻭﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ‪.‬‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺗﺪﺭﺝ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﻻﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻗﺪﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻨﺼﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫‪6‬‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ‪.‬‬ ‫ﻭﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫‪.1‬ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﻡ ‪. 1948‬‬ ‫‪.2‬ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪ 1966‬ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺘﻴﻦ ﺩﻭﻟﻴﺘﻴﻦ ﺟﺴﺪﺗﺎ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﻋﻼﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﻫﻲ ‪:‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺝ‪ -‬ﺍﻟﺒﺮﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻟﻤﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﺳﻮﻑ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻭﻻً ‪ ،‬ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺻﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ :1‬ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪ :‬ﺍﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﺴﺐ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻻ ﻋﻨﺪ ﺻﺪﻭﺭ‬ ‫ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ‪ 1948‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺩﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ‪ ،‬ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻰ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ ,‬ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬ ‫ﺗﺮﻳﺪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻳﻨﻌﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻌﻮﺯ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺍﺛﺎﺭ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺟﺪﻻ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺑﺸﺄﻥ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﻋﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻈﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺃﺿﻔﺎﺀ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻻﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻻﻋﻼﻥ‪.‬‬ ‫ﺍﻭﻻ ‪ :‬ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ‪ 7-3-2-1‬ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻱ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻭﺃﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻻﺧﺎﺀ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﺍﺣﺮﺍﺭﺍً ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻧﻬﻢ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ ،‬ﻭﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻥ‬ ‫ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﺿﺪ ﺍﻱ ﺗﻤﻴﻴﺰ‪ ،‬ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﺍﻥ ﻳﻄﺒﻖ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻭ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻭ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺪ‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ‪ ،‬ﺍﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻗﺮﺍﺭ ﺍﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ‬ ‫‪7‬‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻣﺎﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻭﻣﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻱ ﺷﺨﺺ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﺟﻪ ﺣﻖ ﺍﻭ ﺣﺒﺴﻪ ﺍﻭ ﻧﻔﻴﻪ ﺍﻻ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻥ ﻻ‬ ‫ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻰ ﺍﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻭ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻬﻴﻨﺔ ﺍﻭ ﻣﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺍﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺠﻨﺴﻴﺔ‬ ‫ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺿﻢ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺍﻭ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﺳﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻱ ﻗﻴﻮﺩ‬ ‫ﺍﻭ ﻣﻮﺍﻧﻊ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‪ ,‬ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﺘﻤﻠﻚ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﺍﻭ ﺑﺎﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻩ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺮﻳﺔ ﺗﻐﻴﺮ ﺩﻳﺎﻧﺘﻪ ﺍﻭ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺣﻖ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻭﺣﻖ ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻥ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻲ‬ ‫ﻣﺼﺪﺭ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻧﺰﻳﻬﺔ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺗﺠﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﺮﻱ‬ ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﻣﺮﺿﻴﺔ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﺃﺟﺮ ﻣﺴﺎﻭﻱ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻞ ﻟﻪ ﻭﻷﺳﺮﺗﻪ ﻋﻴﺸﺔ ﻻﺋﻘﺔ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭﺣﻖ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻌﻴﺸﺔ‬ ‫ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺘﻪ ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻠﺒﺲ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ‬ ‫ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺰﺍﻣﻴﺎ ﻭﻣﺠﺎﻧﻴﺎ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ ،‬ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻥ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻻﺩﺑﻲ ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺩﻭﻟﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﻼﻥ ‪.‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺍﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﻧﺴﺎﻥ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻣﺎ‬ ‫ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 18‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﻄﺖ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﺻﺒﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ‪،‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﺩﻳﺎﻧﺘﻪ ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﺘﺼﻒ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﻤﻮﻟﻴﺘﻪ ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺘﻪ ‪،‬ﻷﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺣﺮﺑﻴﻦ ﻋﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻦ ﺟﻠﺒﺖ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ‬ ‫ﺍﺣﺰﺍﻧﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻮﺻﻒ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻪ ﺩﻳﺒﺎﺟﺔ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ‪.‬ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﻣﻮﺍﺩﻩ ﻫﻲ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﺫ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺗﻢ ﺍﻳﺮﺍﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ‬ ‫ﺍﺧﺮﻯ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ ‪.‬‬ ‫‪ :2‬ﺍﻟﻌﻬﺪﺍﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺻﺎﻥ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫‪8‬‬ ‫ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺟﻬﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﺎﻡ ‪ 1948‬ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﺑﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪ 1966‬ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺘﺎﻥ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﺎﻡ ‪ 1976‬ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺘﻴﻦ ﻫﻮ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻻﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰﺓ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﺗﻌﺪ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻋﻠﻰ‬ ‫ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺘﻢ ﺍﺧﺬ ﻋﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪:‬‬ ‫‪.1‬ﺍﻋﻼﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ‪ 26‬ﺍﺏ ‪.1789‬‬ ‫ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺪﺙ ﺩﻭﻳﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺃﻋﻠﻦ‬ ‫ﺭﻭﺳﻮ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻫﻮ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺻﻔﺘﻪ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﻻﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻟﻦ ﻳﺠﺪ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻣﻤﻜﻨﺎً‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﺍﺣﺮﺍﺭﺍ ﻭﻣﺘﺴﺎﻭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ‪.‬‬ ‫ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪ :‬ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻨﺎﻗﻪ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ ‪.‬‬ ‫‪.2‬ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ‪1946‬‬ ‫ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻋﻤﺎ ﺳﺒﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻭﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ‬ ‫ﺇﺿﺎﻓﺘﻪ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺣﺮﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺃﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻧﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺍﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﺍﻥ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‬ ‫ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻨﻪ ‪.‬‬ ‫‪.3‬ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﺎﻡ ‪2005‬‬ ‫ﻳﺘﺄﻟﻒ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﺎﻡ ‪ 2005‬ﻣﻦ ﺩﻳﺒﺎﺟﺔ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺍﺭﺑﻊ ﻭﺍﺭﺑﻌﻮﻥ ﻣﺎﺩﺓ ﻣﻮﺯﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ ﺍﺑﻮﺍﺏ ‪،‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻓﺮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ‬ ‫ﻓﻔﻲ ﺍﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻣﺘﺴﺎﻭﻭﻥ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﺴﺒﺐ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻻﺻﻞ ﺍﻭ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻣﻨﺢ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻻﻣﻦ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‬ ‫ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ‪.‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 16‬ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺣﻖ ﻣﻜﻔﻮﻝ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ‪.‬‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻛﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺍﻭ ﺗﻔﺘﻴﺸﻬﺎ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻻ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻭﻭﻓﻘﺎ‬ ‫ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻋﺪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺣﻖ ﻟﻜﻞ ﻋﺮﺍﻗﻲ ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻮﺍﻃﻨﺘﻪ ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻭﺍﺷﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﻣﺒﺪﺃ‬ ‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻬﻢ ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺍﻥ ﻻ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻭﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻻ ﺑﻨﺺ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺃﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪﻩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻗﺘﺮﺍﻓﻪ‬ ‫ﺟﺮﻳﻤﺔ ‪ ،‬ﻭﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﺮﻱﺀ ﺣﺘﻰ ﺗﺜﺒﺖ ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻪ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﺩﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺭﺟﺎﻻً ﺃﻡ ﻧﺴﺎﺀً ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺮﺷﺢ ‪.‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﻖ ﻟﺠﻤﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺣﺮﺓ ﻭﻛﺮﻳﻤﺔ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﻖ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻭ‬ ‫ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻳﻨﻈﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻛﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 23‬ﻭﻫﻲ ﻣﺼﻮﻧﺔ ﻭﻳﺤﻖ ﻟﻠﻤﺎﻟﻚ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﻣﺼﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﺎﺩﻝ‬ ‫ﻭﻳﻨﻈﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﻟﻸﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﺣﺮﻣﺔ‬ ‫ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ‪.‬‬ ‫ﻭﺣﺮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﻋﺪﻡ ﺟﺒﺎﻳﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺣﻈﻴﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ‬ ‫ﻭﺍﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻥ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ ﻭﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﺪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻲ ﺣﻘﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺸﺠﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻸﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺪﻡ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻥ ﺗﺮﻋﻰ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻭﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 43 ، 37‬ﻓﻘﺪ ﺃﻛﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻥ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻣﺼﻮﻧﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ‬ ‫ﺍﻻ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺺ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻻﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ‬ ‫‪10‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻥ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ‬ ‫ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺍﻟﺴﻜﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻭ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ ﺍﻭ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻭﺟﺐ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻳﻨﻈﻢ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ‪.‬‬ ‫ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﺗﻘــﺴﻢ ﺇﻟﻰ ‪:‬‬ ‫‪.1‬ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ‪.‬‬ ‫‪.2‬ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ‪.‬‬ ‫‪.3‬ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‪.‬‬ ‫‪.4‬ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻲ‪.‬‬ ‫ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‬ ‫ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻧﺖ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻵﺗﻲ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ‬ ‫ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺗﻨﻈﻢ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺑﻀﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻭ‬ ‫ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﺗﻤﺘﺎﺯ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺑﺄﻋﻠﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﺍﻋﺪ‬ ‫ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺍﻭ ﻋﺮﻓﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺗﺼﺪﺭﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﺳﻤﻮ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻋﺪ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﺃﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻥ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻮﻟﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺑﺎﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ ‪.‬‬ ‫ﺃﻥ ﺳﻤﻮ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺗﺠﺪ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺍﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺒﻠﻮﺭ‬ ‫ﻛﻤﺒﺪﺃ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺗﻴﻦ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ‪.‬ﻭﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻗﺪ ﺃﻋﻠﻦ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ‬ ‫ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﺎﻡ ‪ ،1787‬ﺣﻴﺚ ﻋﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ‬ ‫‪11‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺒﺮﻣﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺒﻼﺩ ‪.‬ﻭﻳﻠﺰﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ﻋﻤﺎ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺃﻭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ‪.‬‬ ‫ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻭ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﺴﻤﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻫﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺑﻞ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﻣﺜﻼ ﻫﻮ‬ ‫ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻋﺮﻓﻲ ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺪﺳﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺷﺪ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪.‬‬ ‫ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺄﻋﻠﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﻭ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ‪ ,‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺣﻜﺎﻣﺎ ﻭﻣﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄﻥ ﺍﺩﺭﺍﺝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺒﺪﺃ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺗﺒﺎﻋﺎً‪.‬‬ ‫ﺍﻭﻻً ‪ :‬ﻣﺒﺪﺃ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺣﻜﺎﻣﺎً‬ ‫ﻭﻣﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻭﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺆﺩﻭﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﻴﺪ ﺍﻥ‬ ‫ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﻞ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ‬ ‫ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﺩﺍﺓ ﻟﻌﻤﻞ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻞ ﺍﻧﻪ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﻞ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ‪.‬‬ ‫ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺒﺪﺃ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﺪﺓ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺗﻌﻨﻲ‬ ‫ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺘﻴﻦ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ‪ :‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﺍﻱ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺳﻠﺒﻴﺔ ‪ :‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻱ ﺟﻬﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﺗﻤﻠﻚ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎً ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ‪.‬‬ ‫ﺍﻣﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ‪ :‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﺫ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻣﻦ‬ ‫ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺮﺭ ﻋﺪﻡ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻱ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻟﺴﻨﺔ ‪ : 1971‬ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ) ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ( ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﺃﺭﺳﺎﺀ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ )ﻣﻮﻧﺘﺴﻜﻴﻮ( ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ )ﺭﻭﺡ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ(‪.‬ﺳﻨﺔ ‪ 1748‬ﻭﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻧﺠﺎﺣﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻣﻔﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ )ﻫﻮ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻻﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﺩﻱ‬ ‫ﺍﻟﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺘﺤﻜﻤﺔ ﺍﻭ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻳﺔ ﺗﻬﺪﺩ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺸﺄﻥ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻮﻧﺘﺴﻜﻴﻮ ‪ :‬ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺘﻴﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻳﺪ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺍﻧﻌﺪﻣﺖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ‬ ‫ﺟﺎﺋﺮﺓ ﺗﻨﻔﺬﻫﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﻇﺎﻟﻢ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺗﻨﻌﺪﻡ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ‪ ،‬ﻷﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺗﺤﺪﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻃﺎﻏﻴﺎً ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫ﺑﻘﻲ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﻪ ﻣﻮﻧﺘﺴﻴﻜﻴﻮ ﻫﻮﺍ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺍﻭ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪ ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ‬ ‫ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻭﺗﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬ ‫ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ‪ ,‬ﻭﻳﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺼﺎﻉ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪.‬ﻭﺑﻬﺪﻑ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻫﻮ ﺣﺎﺭﺱ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ‪.‬‬ ‫ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻭﻛﻠﺖ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 1958‬ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺣﻖ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﺻﺪﺍﺭﻫﺎ‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻭﻗﺎﺋﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻫﻲ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻻﺣﻘﺔ ﺗﻌﻘﺐ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻃﺮﻳﻘﺘﺎﻥ ﺷﺎﺋﻌﺘﺎﻥ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺳﻮﻑ ﻧﻮﺿﺤﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ‪:‬‬ ‫ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻻ ﻳﺼﺪﺭ ﺃﻱ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ‪ ،‬ﻭﺇﻻ ﻋﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻃﻞ )ﻏﻴﺮ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ( ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎﺋﻪ ‪..‬ﻭﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺘﻴﻦ ‪:‬‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ :‬ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ‪ :‬ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻳﺤﻖ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ )ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ( ﺃﻭ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻋﻮﻯ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﺎ ‪ ،‬ﺑﺤﺠﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺻﺤﺔ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺳﺎﺭﻋﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺇﻟﻐﺎﺋﻪ ‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ :‬ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ‪ :‬ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺩﻋﻮﻯ ﻣﻨﻈﻮﺭﺓ ﺃﺻﻼً ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ )ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ( ﻭﻳﺪﻋﻲ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻏﻴﺮ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺻﺤﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﺻﺪﺭﺕ‬ ‫ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪ :‬ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻣﻴﻦ ﻫﻤﺎ‪-:‬‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ‪ :‬ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺺ ﺟﻬﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ )ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ(‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺃﻭ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺝ ‪ :‬ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺺ ﺟﻬﺘﻴﻦ ﻗﻀﺎﺋﻴﺘﻴﻦ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻳﺘﻮﻟﻰ )ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ( ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻳﺘﻮﻟﻰ‬ ‫)ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ( ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ‪.‬‬ ‫ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ‬ ‫ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ‪،‬ﺳﻮﻑ‬ ‫ﻧﻘﺘﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ‪:‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﺍﻗﺮﺍﺭ ﻣﺒﺪﺃ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﺍﻥ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻫﻮ ﺍﻗﺮﺍﺭﻩ ﻟﻤﺒﺪﺃ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻥ‬ ‫ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺣﻤﻞ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻼ‬ ‫ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﻞ ﺍﻧﻪ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ )ﺹ( ) ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻨﻜﺮﺍً ﻓﻠﻴﻐﻴﺮﻩ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ‬ ‫ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﻪ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ( ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ) ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ( ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺪﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺇﺷﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﻃﻤﺄﻧﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ‪..‬ﻓﻘﺪ ﻋﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻥ ﻳﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﻭ ﻳﻨﻜﻠﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫)ﺹ( ) ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻖ ﻋﻨﺪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺟﺎﺋﺮ (‪.‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ‬ ‫ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻓﺮﺩﺍً ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺍﻭ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻥ ﻳﺘﻨﺼﻞ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻧﻪ ﻏﻴﺮ‬ ‫ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻏﻴﺮﻩ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﺻﺒﺢ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺔ ‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ‪.‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻤﻴﺰﺍﺕ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﻮﻥ ﻭﺑﺨﺎﻟﻘﻪ ﻭﺑﺎﻟﻬﺪﻑ ﺍﻭ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ﻭﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ‬ ‫ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﻝ ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ‬ ‫ﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻭ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻭ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻬﻴﺔ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ ‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﻜﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﺣﺪ‬ ‫ﺗﻌﻄﻴﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻥ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻛﻞ‬ ‫ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻭﺍﻻﻣﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻀﺎﻣﻦ‪.‬‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺑﺎﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﻨﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﻘﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺧﺮﻭﺟﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‪.‬‬ ‫ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻔﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﻡ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ‬ ‫ﺍﻭ ﻧﺴﺦ ﺍﻭ ﺗﻐﻴﺮ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﻨﺪﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻻﻟﻬﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ )ﺹ( ‪.‬‬ ‫ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‬ ‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻳﻌﺪ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻭﻝ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻻﻃﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺗﻘﺮ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻱ ﺍﺷﺎﺭﺓ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ‬ ‫ﻧﻈﺎﻡ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺍﺩﺭﺟﺖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ‬ ‫ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 55‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺘﻴﻦ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺩﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ﻭﺗﻌﻤﻞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﻋﻠﻰ ﻟﻠﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻥ ﻳﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻭ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪.‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﺷﻜﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻫﺎﻣﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻧﻘﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻗﺪ ﺗﺄﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎً ‪ :‬ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ‬ ‫ﺗﻌﺪ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻭﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﻋﻀﺎﺀ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﺎﻭﻱ‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ‪،‬ﻭﺗﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻟﻬﺎ ﺣﻖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻱ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻭ ﺃﻣﺮ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻄﺎﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻥ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﺟﻬﺰﺓ ﻭﺳﻠﻄﺎﺕ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ‬ ‫ﻭﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻭﻟﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺎﻟﻴﻢ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺗﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﻌﺪﺓ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺩﻋﻮﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﻃﻬﺮﺍﻥ ‪.1968‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﻓﻴﻨﺎ ‪.1993‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ :‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻳُﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﻟﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻭﺍﺳﻌﺎً ﺑﺤﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﺠﺴﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 62‬ﻣﻦ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻮﻟﺖ ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﻬﺎ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﻭﺿﻊ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺗﻮﺻﻴﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻷﻣﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻳﻘﺪﻡ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ‬ ‫ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ﻭﺗﻌﺪ ﻟﺠﻨﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﻖ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺸﺄﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﻨﺤﺼﺮ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﻔﺎﻟﺔ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺸﺄﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﻋﺎﻡ ‪1947‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻟ

Use Quizgecko on...
Browser
Browser