العنف المدرسي _ الأسباب وسبل المواجهة PDF
Document Details
Uploaded by SleekOceanWave4249
Al-Jafra University
محمود سعيد الخولي
Tags
Summary
كتاب عن العنف المدرسي يتناول أسبابه ومظاهره وسبل المواجهة. يحتوي على معلومات وافية حول العنف المدرسي، وكذلك نظرة شاملة للمشاكل المرتبطة به.
Full Transcript
# العنف المدرسي ## الفصل الثاني ## العنف المدرسي ### مفهومه - محدداته - دوافعه - أسبابه إن ازدياد انتشار ظاهرة العنف أصبح أمراً مثيراً للدهشة سواء على مستوى العالم أم على مستوى الوطن العربي وباعتبار مصر جزءا من الوطن العربي فقد كان لها نصيب في انتشاره خصوصا في فترة التسعينات بعد انتشار الفضائيا...
# العنف المدرسي ## الفصل الثاني ## العنف المدرسي ### مفهومه - محدداته - دوافعه - أسبابه إن ازدياد انتشار ظاهرة العنف أصبح أمراً مثيراً للدهشة سواء على مستوى العالم أم على مستوى الوطن العربي وباعتبار مصر جزءا من الوطن العربي فقد كان لها نصيب في انتشاره خصوصا في فترة التسعينات بعد انتشار الفضائيات و الإنترنت ، لذلك أصبح من الأهمية مكان تناول ظاهرة العنف المدرسي باعتباره أحد ملامح العنف الذي يؤثر بشكل كبير على استقرار المجتمع وتكوينه ، وذلك لأن ظاهرة العنف تعتبر مشكلة اقتصادية لما ينجم عنه من خسائر مادية كبيرة ويعد أيضاً مشكلة علمية لأنه إذا وجد هذا السلوك العنيف دل على عجز العلم والإنسان عن تقديم فهم واقعي سليم للسلوك الإنساني ، كذلك يعتبر مشكلة مرضية لأنه يعد عرضاً من أعراض المرض الاجتماعي ، وهو مشكلة اجتماعية من حيث كونه مظهراً لسلوك منحرف لدى الفرد ولذلك فقد تناولته المجتمعات بالبحث في جميع المجالات (۱) ففي الولايات المتحدة الأمريكية تم رصد حوالى ٥٩٩٠٠٠ حالة اعتداء لفظى أو جسدى أو كليهما ضد المعلمين خلال أربع سنوات في الفترة ما بين عام (١٩٩٦- (۲۰۰۰) وذكر جيل ديلافون (۱۹۹۵) : ۹ - ۱۰) أن لو وجد العنف الموجود في مدارس أمريكا فى أى بلد آخر لكانت أصداؤه ملأت الدنيا وشغلت الناس ، والحقيقة أن مبدأ العنف في أمريكا ليس مستجداً بل كان ركيزة نشأة هذا البلد من خلال إبادة الشعوب الأصلية في القارة الأمريكية . كما أشار حسین فاید (۲۰۰۳: ۱۹۷) بأن مشكلة الشباب والعنف المدرسي تؤثر على المستوى الكلى للجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية ففي عام ۱۹۹۹ ، قامت وكالات تنفيذ الأحكام القانونية بالولايات المتحدة باعتقال ٢٫٥ مليون تحت عمر ۱۸ سنة وكان الأحداث الصغار يمثلون نسبة ۱۷ ٪ من مجموع الاعتقالات و ١٦ % من مجموع إعتقالات الجرائم العنيفة . (1) أنظر : بدرية العربي محمد الككلي (۲۰۰۵) : مركز بحوث ودراسات المرأة الليبية ، المائدة المستديرة الثانية تحت عنوان ( مفهوم العنف الأسري وأسبابه) ، موقع من الإنترنت . ## العنف المدرسي أسبابه وسبل المواجهة وفي أحدث مسح قامت به مراكز الضبط والوقاية من الأمراض لدى عينة من الطلاب في الفصول الدراسية من ۹ - ۱۲ ، اتضح أن %٦٪ من مجموع الإناث اللاتي تم حصرهن و ٢٨,٦٪ من مجموع الذكور أيضاً حملوا سلاحاً ، وقرر ٣% تقريباً من الإناث و ٥,٣٪ من الذكور أنهم كانوا مهددين ومصابين بسلاح داخل مباني المدرسة ، كما قرر ٩,٨٪ من الإناث و ١٨,٥٪ من الذكور انغماسهم في قتال بدني داخل مباني المدرسة (1) وفي انجلترا تشير شبكة مناصرة ودعم المعلمين على الإنترنت أن ٨٥٠٠٠ معلم ومعلمة تعرضوا للعنف من قبل الطلاب خلال السنتين الماضيتين ، وأن ۲۹۷ معلم ومعلمة حصلوا على أجازة لمدة ثلاثة أيام وأكثر بسبب التعرض للعنف الطلابي، وأن ٥٨٠٠٠ معلم ومعلمة تعرضوا للعنف من قبل أولياء أمور الطلاب خلال السنتين الماضيتين ، وفى اسكوتلندا ارتفع عدد حالات الاعتداء ضد المعلمين من ١٨٩٨ حالة في عام ١٩٩٨م إلى ٤٥٠١ حالة فى عام ۲۰۰۱ ، وفي فرنسا تم تسجيل ۸۲۰۰۷ حالة عنف في المؤسسات التربوية الفرنسية خلال السنة الدراسية ٢٠٠٤ - ٢٠٠٥ ، وتم تسجيل ٦٤ ألف اعتداء على أساتذة سنة ۲۰۰۳ ، كما تم تسجيل ٣٨ جريمة قتل داخل المؤسسات التربوية خلال السنة الدراسية ۲۰۰۱-۲۰۰۲ و فى إسرائيل زاد الاهتمام بموضوع العنف كما في كثير من دول العالم نتيجة زيادة حدة العنف بأشكاله المختلفة تجاه الأطفال والتي وصلت إلى مستويات مقلقة حيث يصعب علينا السيطرة عليها الآن ، وفى إسرائيل بدأ الاهتمام بظاهرة العنف عندما قدمت تمار هوريتس ومنحم أمير عام ۱۹۸۱ بحثاً لوزارة المعارف والثقافة يشيران به إلى ضرورة التصدى لظاهرة العنف المنتشرة في جميع المراحل التعليمية، اتجاه المعلمين والطلاب وممتلكات المدرسة، ولكن في تلك الآونة تم إهمال الموضوع حتى صيف ١٩٨٦ حيث قامت مجموعة من الأحداث بممارسة العديد من أعمال العنف التي على أثرها قررت وزارة المعارف والثقافة تشكيل لجنة لوضع الخطط والتوصيات لكيفية التصدى لهذه الظاهرة ، وقد خلصت اللجنة إلى إصدار منشور عام (1) أنظر : عبد الله محمد الفوزان (۲۰۰۷) : العنف المدرسي الأسباب وسبل المواجهة ] ، صحيفة عكاظ ، العدد ٢١٥١ ، موقع من الإنترنت يمنع استخدام العنف في المدارس ويفرض العقوبات على كل من يستخدم العنف، وكذلك ضرورة إقامة دورات استكمال وإصدار نشرات و كتيبات إرشادية في هذا الموضوع . ولا يختلف الأمر كثيرا في الدول العربية عما يحدث عالمياً، ففي الكويت أجريت دراسة حول العلاقات الاجتماعية في المؤسسة التربوية ، تبين أن طبيعة العلاقة بين المعلم والطالب علاقة سلطوية بنسبة %٧٢,٨٥ في مقابل ٤,٢٦ ٪ علاقة ديمقراطية، تدعم هذه السلطوية نسبة العلاقة الفوضوية التي بلغت ١٧,١٤ ٪ وكذلك نسبة العلاقة اللامبالية التي بلغت ٥,٧١ ، كما أن العلاقة بين الإدارة والطالب تتسم هي الأخرى بالسلطوية بنسبة %٧٤,٢٨% مقابل نسبة علاقة الديمقراطية التي بلغت ٥,٧١%، وهي علاقة منغلقة بنسبة %٩٤,٢٨٪ فضلاً عن كونها علاقة تتسم بطابع الفوضى بنسبة ١٥,٧١ مدعمة باللامبالاة بنسبة ٤,٢٨% ، في حين بلغ انفتاحها نسبة ٥,٧١ . وأما العلاقة بين المتعلمات والمتعلمين فيما بينهم فإنها متوترة شيئاً ما حيث بلغت نسبتها ٥٥,٧١% مقابل نسبة ٤٤,٢٨٪ للعلاقة العادية ، وهذه النسب تبين أن المؤسسة التعليمية متوترة في ذاتها، مما تعد معه منبتاً خصباً للعنف يغذيه نقصان المضمون الاجتماعى للمؤسسة الذى بلغ ٣٨,٥٧٪ مقابل لا اجتماعية المؤسسة البالغ نسبتها ٦١,٤٢٪ ، ومنه فطبيعة المؤسسة التعليمية في بعدها الاجتماعي يزيد من العوامل النفسية والتربوية والاقتصادية والسياسية والعقائدية المغذية للعنف المدرسي بجانب المجالات الطبيعية أو الرمزية أو الخيالية التي ترفد العنف المدرسي بصفة العنف العادي الطبيعي المتزامن مع الحراك الاجتماعي، فالأسرة الأبوية المتسلطة، والمؤسسات الرسمية القمعية التي تتسم بالعنف والتسويف والمماطلة والكذب واللاوعى، ووسائل الإعلام ، والفقر، والأمراض الاجتماعية، كلها تصب في توطين ثقافة العنف عامة والعنف المدرسي خاصة، إلا أن العنف المدرسي يتخذ أفعالاً مادية أو رمزية على الآخر وهو عنف موجب، أو يتخذ أفعالاً مادية أو رمزية على الذات وهو عنف سالب ## العنف المدرسي أسبابه وسبل المواجهة وفي السعودية أزداد معدل العنف المدرسي، ففي دراسة قدمها قسم العلوم الاجتماعية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن المشكلات السلوكية لدى طلاب المراحل التعليمية المختلفة اتضح أن السلوك العدواني (العنف) يمثل نسبة عالية بلغت ٣٥,٨٪ من بين المشكلات السلوكية الأخرى ، ويقول أحد الأخصائيين في علم النفس عن هذه الظاهرة : إن ظاهرة العنف المدرسي عالمية وليست مقصورة على بلد معين وهي ظاهرة معقدة وتدخل فيها عدة عناصر وأسباب منها اجتماعية واقتصادية وسياسية وأسباب عائدة الى نظام التعليم وأنظمة التحفيز الترهيب - الترغيب) وأنظمة التقييم والبيئة المدرسية إلى جانب الخلفية العائلية للطلبة والمدرسين والطاقم التعليمي والعملية الإدارية للمدارس (۱) وفي الجزائر تتفاقم ظاهرة العنف في الوسط المدرسى، الذى يشمل بصفة خاصة العنف الممارس من طرف الطلبة والتلاميذ ضد أساتذتهم ومعلميهم، في مؤشر خطير لتنامي هذه الظاهرة التي تعطى صورة مصغرة عن تراجع أداء المنظومة التربوية الجزائرية، في ظل نزوع الكثير من أبنائها الى العنف الذى لم يكن يحدث في الماضي داخل المؤسسات التعليمية إلا في حالات شاذة ومرتبطة بوقائع معينة لا أكثر ولا أقل . وفي الدراسة التي أعدها الدكتور أحمد حوتى والتي أكد فيها أن العنف ينتقل من الأسرة الى المجتمع ومن المجتمع الى المدرسة، وأثبتت الدراسة أن ٤٩,٥٪ من التلاميذ انتقل اليهم العنف من المجتمع عن طريق صور الإجرام والسرقة والقتل التي باتت مشاهد يومية ألفها المراهقون، كما تؤكد أن نسبة %٣٦٪ من الطلاب أنتقل من الأسرة بسبب التفكك الأسرى، وغياب الرقابة والافتقار إلى الرعاية والأمان العائلي، وأن نسبة %۱۳٫٥ ٪ من المبحوثين انتقل اليهم العنف عن طريق المؤسسات التربوية، حيث تعرض أكثر من %٥٢٪ من الطلاب للسرقة، كما بينت الدراسة أن نسبة ٧٢ % من الطلاب يشاهدون أفلام العنف بعيداً عن رقابة أولياء أمورهم (۲) . . . (1) أنظر : سهام الصالح (۲۰۰۵) : العنف المدرسي يمثل ٣٥,٨٪ من المشاكل السلوكية لدي الشباب ، جريدة العرب الدولية ، العدد ۹۸۰۳ ، موقع من الإنترنت (۲) نسيم لكحل (۲۰۰۷) : ارتفاع مذهل لحوادث العنف داخل المؤسسات التعليمية في الجزائر ، جريدة القبس ، العدد ۱۲۲۳۸ ، موقع من الإنترنت . وفي تونس تم تسجيل ٨٢٦ حالة عنف موجه من بين ٢٠٢٥ حالة كما تم تسجيل و ۲۱۲ حالة عنف متبادل في حين تؤكد نفس الأرقام الرسمية أنه تم تسجيل ١٧٥ حالة عنف دون سلاح أبيض مما يعنى أنه هناك حالات استعمال أسلحة بيضاء لم نعثر لها على رقم يذكر، في حين يتعمد ١٤٧ تلميذا سنوياً حسب أرقام السنة الدراسية ٢٠٠٥-۲۰۰٦ اتلاف أو تدليس وثائق مؤسسته التربوية (1) وفي المؤتمر الدولي التي شاركت فيه ثلاث دول فلسطين والمغرب و اليمن ، بعنوان المدرسة فضاء للحوار والاحترام المتبادل الذى عقد في تونس في الفترة بين ١٤ - ١٦ من أبريل ۲۰۰۵ ، وكانت تلك الدول قد شاركت في مشروع إقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحت عنوان أوقفوا العنف، أبدأوا بالمدرسة ، حيث تم اقتصار المشاركة على طالبين من كل بلد، بحيث شارك كل طالبين من مكتب اليونيسف (۲) في بلده ، حيث أجمع الطلاب الذين شاركوا على ضرورة وجود مدارس آمنة توفر بيئة مواتية للتعلم، ومساهمة المعلمين والإداريين والأقران في ضمان توفير بيئة تعلم لجميع الأطفال. وعرض المؤتمر بعض الحلول المقترحة لظاهرة العنف منها : يجب تنفيذ نظام المعاقبة المعلمين الذين يقترفون العنف ضد الأطفال، ويجب التوصل لحلول لمكافحة العنف بين الطلاب ، يمكن تشكيل لجنة تشاركية للتحكم بالعنف المدرسي داخل كل مدرسة ، يمكن تأسيس النوادي (الرسم والموسيقى ... إلخ) بهدف تحويل العنف إلى إبداع . وتشير الشواهد والملاحظات إلى أن المدرسة المصرية ليست أحسن حظاً من المدارس الغربية والعربية ، حيث انتشرت فيها هى أيضاً صور و أشكال متنوعة من العنف بشكل غير مسبوق ، مما يؤثر على أدائها لرسالتها التربوية والاجتماعية ، وأخطر ما في هذه القضية أنها صادرة عن الطلاب أمل الأمة ومستقبلها ، وعلى الرغم من أن أسباب العنف المدرسي في أمريكا قد تختلف بعض الشيء عنها في مصر ، إلا أن النتيجة واحدة في الحالتين من حيث مخاطر العنف. محمد إبراهيم مجاهد ، ٢٠٠١ : ٢٦٧) . (1) أنظر : صحيفة الشروق (يومية - (تونس) الصادرة يوم ١٣ فيفري ۲۰۰۷ ، موقع من الإنترنت (۲) اليونيسيف : منظمة الأمم المتحدة للطفولة ## العنف المدرسي أسبابه وسبل المواجهة وبالتالي فإن العنف المدرسي ظاهرة عالمية لا يخص المؤسسة التعليمية المصرية وحدها، وإنما نتاج ثقافة عالمية تؤمن بصراع الحضارات والضربات الاستباقية وفق تقاریر مخابراتية مفبركة بوهم وجود عدو داخلى أو خارجي فتاك إلى آخر المقولات والسلوكيات المغذية للعنف العالمى الذى ترفد منه المجتمعات مثل عنف الدولة وعنف الأسرة ، فيجد العنف المدرسي مرجعه فى سياق العنف العام بمختلف وجوهه، غير أنه في ظل منظومة القيم التي سادت المؤسسة التعليمية والمنتظمة في تفعيل ثقافة سلطة المؤسسة والنظام والكفاءة العلمية ضمن إطار حقوقی ضامن لحقوق الأفراد والمؤسسة والنظام التعليمي، وضمن القواعد الاجتماعية المتواطئ عليها بين أفراد المجتمع، بتحصين أخلاقى داعم الموقع المؤسسة الاجتماعي بما يفيد أنها مؤسسة عمومية تتمتع بمصداقية القبول في المجتمع عامة والتعليمي خاصة، وبالإنتاجية العلمية والتطبيقية ذات القيمة المالية والنفعية العامة، وبالمخرج البشرى ذي الكفاءة العالية، وبالتساوى أمامها بين الطبقات الاجتماعية . وانتشار هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة هيأ المناخ للترويج لها على المستوى المؤسسى ، خاصة في المدارس الثانوية والتي أصبحت هذه الظاهرة لافتة للنظر ، فإذا كان من الممكن أن نتصور حدوثها لدى معتادى الإجرام والجهلاء ، فإن الذهول سرعان ما يعترينا عندما تحدث فى دور التربية ومعاقل العلم ، إذ نجد طلبة في مقتبل العمر ، يحملون المطاوى ، والآلات الحادة والزجاجات الحارقة ويعتدون على زملائهم ومدرسيهم بمختلف أنواع العنف والذي أصبح سمة الحوار بينهم في بعض مدارسنا ، مما يؤدى إلى فقدان الأمن داخل هذه المدارس. كوثر إبراهيم رزق ، ۲۰۰۲ : ۱۷۷) . والعنف في المراهقة يظهر بصورة واضحة و يزداد كرد فعل عصبی انفعالی لفشل شخصى أو عند مواجهة الفرد معوقات كثيرة مثل مرض يهدد كيان الأسرة أو انفصال الوالدين أو زواج إحداهما ، وقد تكون نتيجة الفشل الدائم المصاحب والمواجهة للشخصية . وقد يؤدى أى تغير مشين فى حياة المراهق إلى أزمة نفسية وتدمير جهازه النفسي الذي يتحكم في حياته، وتتضخم المشكلة خاصة عند وجود نزعات و دوافع فطرية عدوانية ( فيدفارما ، ٢٠٠٠ : ١٥٧ ) . ! ## العنف المدرسي أسبابه وسبل المواجهة وتزايد العنف المدرسي صار ملحوظاً بالدرجة التي لم يكن من السهل إغفالها أو التغاضى عنها إعلامياً ومجتمعياً ، فقد استفزت الظاهرة الأقلام الصحفية والرأى العام وبرامج الإذاعة والتليفزيون لتناولها عبر الكتابات أو البرامج الإذاعية والتليفزيونية الحوارية والثقافية ..... الخ ، ورغم التزايد المستمر لحجم المشكلة وتداعياتها فإن ردود الفعل التربوية كما يشير السيد سلامة الخميسي (۲۰۰۲ : ۳۸۱) على المستويين الرسمى (۱) ، وغير الرسمى (۲) لم تكن فى مستوى المشكلة على المستويات الإجرائية . وبالتالي فإن العنف المدرسي بمختلف مظاهره وأسبابه يستدعى الدارسة العلمية المتأنية لإيجاد الحلول له، لأنه ينتج أضراراً متنوعة فى الكم والنوع، ويعد من معاول الهدم للنظام الاجتماعى ولقواعده الضابطة له ، كما يعد نسفاً لأداة البناء الاجتماعي والعلمي للإنسان، ونسفاً لمدخل البناء البشرى الإنساني كأساس لكل تنمية بشرية وحجرية، وهي المؤسسة التعليمية، إن انهدام الأداة ستؤدى تبعاً إلى انهدام البناء وهو بناء من نوع خاص لا يستقيم إصلاحه إلا فى ظل القرون لا السنوات، إنه الإنسان الذي يعد ثروة أساسية فى ثورة المعرفة، ومنه فمؤسستنا التعليمية لا بد لها من مراجعة بجانب مراجعة العديد من المؤسسات الاجتماعية ولابد من جعلها مؤسسة علم وسلم وحقوق ، إذا أردنا فعلاً الحد من العنف المدرسي وإلا فإن الممارس في المؤسسة التعليمية سيحولها إلى مولد للعنف الذي لن نجد له حلاً إذا استفحل واستعظم واستأسد أولاً : مفهوم العنف المدرسي • يكاد يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك لاختلاف اهتمامات وتخصصات الباحثين في هذا الصدد فعلماء السياسة يعرفونه بطريقة مختلفة عن علماء الاجتماع ، وهؤلاء بدورهم يختلفون في تعريفهم له عن علماء النفس ، أو علماء (1) أهم ردود الفعل الرسمية التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم المواجهة العنف صدور القرار الوزارى رقم (٥٩١) بشأن منع العنف في المدارس (۲) من أهم ردود الفعل غير الرسمية بعض الدراسات والبحوث (الماجستير - دكتوراه - ترقى ... إلخ) التي عنت بدراسة وبحث هذه المشكلة ولاسيما في كليات التربية وبعض المراكز البحثية المتخصصة كالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية، والمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية . . الجريمة والقانون كما أنه يعرف أحياناً بطريقة تختلف باختلاف الأغراض التي يراد الوصول إليها ، وباختلاف الظروف المحيطة أيضاً ، ويرجع ذلك الاختلاف إلى تعدد الأبعاد و المتغيرات التي تشملها ظاهرة العنف ، وفي هذا الخصوص يقول الفيلسوفان جروندي وفينشتين " ,M. A. Weinstein K. W. Grundy بأنه لا يوجد تعريف دقيق واحد للفظة (عنف) ( حلمى ساری ، ۲۰۰۱ : ٢٥) . فتناول مفهوم العنف بالتعريف يصاحبه ولا شك العديد من الصعوبات التي تكون في محاولات تعريف مفهوم سوسيولوجي ، تلك المتمثلة في اختلاف الرؤى والمنطلقات الفكرية والايديولوجيه لكل باحث حول هذا المفهوم . وعليه نلاحظ أن للعنف العديد من التعريفات التي تعكس موقف الباحثين من القضايا المجتمعية المختلفة ، بل وتعكس أيضاً حدود ومجالات اهتمام المتخصصين في العلوم الاجتماعية والإنسانية إلى اختلاف فروعها ( مأمون محمد سلامة (۱۹۹۳ : ۱۸) . 1 المعنى اللغوى لمفهوم العنف : كلمة عنف في اللغة العربية من الجذر ( ع . ن . (ف) ، ويعرفه ابن منظور (۱۹۹۲ : ٤٢٩) بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به، وهو ضد الرفق ، ويعـرفـهـ الطريحي (۱۹۸۳) : ١٠٤) في مجمعه بأنه الشدة والمشقة، ضد الرفق ، ويعرفه أبو هلال العسكرى ( ١٩٩٤ : ٢٤١) بأنه التشديد في التوصل إلى المطلوب. ويعرفه جابر عبد الحميد جابر، وعلاء الدين كفافى (١٩٩٦ : ٤١٣٨) بأنه العدائية والغضب الشديد عن طريق القوة الجسمية الموجهة نحو الأشخاص أو الممتلكات ، ويعرفه محمد قلعجی (۱۹۸۸ : ۳۲۳) بأنه معالجة الأمور بالشدة والغلظة ، والتعنيف هو التعيير واللوم. وتكاد لا تخرج باقى المعاجم اللغوية عن هذه التعاريف مثل : المعجم الوسيط ، ومعجم أساس البلاغة ومعجم المصباح المنير ، وأشار حسنين توفيق إبراهيم ( ۱۹۹۰ : ٤٠) إلى كلمة (عنف) في اللغة العربية بأنها كل سلوك يتضمن معانى الشدة والقسوة والتوبيخ واللوم والتقريع، وعلى هذا الأساس ، فإن العلف قد يكون سلوكاً فعلياً أو قولياً ، فى حين أشارت الموسوعة العلمية (Universals) أن مفهوم العنف يعنى كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف قولاً أو فعلاً وهو فعل عنيف يجسد القوة المادية أو المعنوية . ! 1 ㅏ ويشتق مفهوم العنف في اللغة الإنجليزية من المصدر To Violate بمعنى ينتهك أو يتعدى . ومن الواضح أن الاشتقاق اللغوى للمفهوم في الإنجليزية والعربية على السواء ينصرف إلى ضرب من السلوك الخارج على المألوف بحيث ينتهك القواعد أو يأخذ الأمور بالشدة والقسوة ( سيد جاب الله السيد، ١٩٩٨ : ٢٥٩) . وعرف قاموس لونج مان (672 : 1983) Longman العنف بأنه : قوة شديدة في الفعل أو الشعور، فالعنف مثل الرياح فهى تهب بقوه شديدة ، وعرف أيضاً قاموس اكسفورد (22) : 1970) Oxford العنف بأنه : ممارسة القوة لإنزال الضرر بالأشخاص أو الممتلكات، وكل فعل أو معاملة تنصف بهذا تعتبر عنفاً ، وكذلك المعاملة التي تميل إلى إحداث ضرر جسماني أو تتداخل في الحرية الشخصية ، ويعرف العنف في القاموس الفرنسي تحت مصطلح Force وهى تعنى القوة ، الطاقة ، العنف ، الصرامة ، القسوة وهي مرادفة للمصطلح Violence ، وإذا بحثنا في أصل كلمة العنف Violence من الناحية التاريخية فسنجد أنها مشتقة من الكلمة اللاتينيية Violocntia وتعنى إظهار عفوياً وغير مراقب للقوة كرد على استخدام القوة المتعمد ( أحمد المجدوب ، ۲۰۰۳ : ۱۲) . ٢- التعريفات النفسية والاجتماعية للعنف : العنف هي واحدة من تلك الكلمات التي يعرفها كل شخص منا، وبالرغم من ذلك فمن الصعب تعريفها، وكما استخدمها السيكولوجيون وأطباء النفس والعقل وعلماء التربية والاجتماع فهى تغطى مدى واسعاً جداً من السلوك الإنساني . إلا أنه يمكننا القول إن العنف هو وسيلة لإلغاء الآخر. ويصبح العنف بهذا المعنى شكلا من أشكال الاستبداد وتهميشاً للآخر وإلغاء دوره أو إلغاء استناداً إلى ضروب الاستغلال والظلم والعدوان والحرمان والطغيان والفقر والتهميش وعدم المساواة . ) محمود محمد مصری ، ۲۰۰۱ : ۲). ونستعرض فيما يلي أهم التعريفات النفسية والاجتماعية للعنف ، و يراعى التسلسل الزمني لتلك التعريفات : فيعرف فيليب برنو وآخرون (۱۹۸۵) : (۱٤۱) العنف بأنه : القوة التي تهاجم مباشرة شخص الآخرين وخبراتهم ( أفراداً أو جماعات ) ، بقصد السيطرة عليهم، بواسطة الموت ، والتدمير والإخضاع أو الهزيمة، بينما عرف محمد أحمد بيومى ! ==End of OCR for page 57== <start_of_image> YC ) 1992: 1997: 103 : 33-32) (1) 1999: 100) (1) 1999 : 100) (1) 1999 : 16) (1) 1993: 36. (1) 1996 : 4138) (1) 1994 : 241) (1) 1983 : 104) (1) 1992 : 429) (1) 2001 : 25) (1) 1997 : 259) (1) 1983 : 672) (1) 1970 : 22) (1) 1993: 551) (1) 1998: 323) (1) 1990 : 40) (1) 2003 : 12) (1) 2001 : 2) (1) 1985 : 141) (1) 2001 : 7) (1) 2001 : 10) (1) 2002 : 9) (1) 2002 : 416) (1) 2005 : 35-36) (1) 2005 : 350) (1) 1997 : 354) (1) 2000 : 157) (1) 2002 : 19) (1) 2002 : 262-264) (1) 2002 : 381) (1) 2003 : 5) (1) 2002 : 177) (1) 2007 : 13) (1) 2007 : 13) (1) 1985 : 1985) (1) 1992 : 100) (1) 2001 : 25) (1) 2002 : 205-206) (1) xx : xxx) (1) 1998 : 82) (1) 1998 : 252) (1) 1999: 4) (1) 2002 : 191) (1) 1990 : 4) (1) 1970 : 104) (1) 1985 : 1985) (