تاريخ المغرب اإلسالمي PDF

Document Details

StatelySweetPea6334

Uploaded by StatelySweetPea6334

جامعة عبد المالك السعدي المدرسة العليا للأساتذة

Tags

Islamic history North African history History of Morocco Islamic empires

Summary

This document covers the history of Islamic Morocco, including various phases of conquest and the establishment of different empires. It also contains details of important figures and events related to the region's history.

Full Transcript

‫تاريخ المغرب اإلسالمي‬ ‫‪1‬‬ ‫أطوار الفتح اإلسالمي‪:‬‬ ‫أحداثها ونتائجها‬...

‫تاريخ المغرب اإلسالمي‬ ‫‪1‬‬ ‫أطوار الفتح اإلسالمي‪:‬‬ ‫أحداثها ونتائجها‬ ‫املرحلة وتاريخها‬ ‫عبد هللا بن سعد بن أبي سرح (والي مصر)‪ :‬بعد أن أذن له الخليفة عثمان بن عفان أعاد فتح طرابلس‪ ،‬ثم دخل إفريقية بعد انتصار املسلمين على البيزنطيين في معركة‬ ‫االستكشافية‪ 82‬سبيطلة ‪ 82‬ه‪.‬‬ ‫تجددت حملة عسكرية أخرى في ‪ 43‬ه‪ ،‬غير أن االضطرابات التي نشأت في املشرق نتيجة الفتنة التي أحدثها مقتل عثمان بن عفان‪ ،‬وخروج معاوية على علي‪ ،‬أوقف التقدم‬ ‫– ‪ 34‬ه‬ ‫باتجاه الغرب‪ ،‬قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في املنطقة بعد توتر العالقة بين األهالي والبيزنطيين‪.‬ففي ‪ 34‬ه وجه حديج الكندي مجموعة من الضربات للبيزنطيين‪ ،‬قبل أن يخلفه‬ ‫عقبة بن نافع الفهري واليا على إفريقية سنة ‪ 45‬ه‪ ،‬وبالتالي بداية الفتح املنظم‪.‬‬ ‫عمل عقبة بن نافع على تأسيس القيروان بعيدا عن الساحل تجنبا لضربات األسطول البيزنطي‪ ،‬وبعيدا عن الجبال لتفادي هجمات األهالي املباغثة‪ ،‬فصارت بذلك مركزا النطالق‬ ‫عمليات الفتح‪.‬‬ ‫نهج عقبة بن نافع سياسة متشددة تجاه خصومه وهو ما لم يرض ي معاوية الذي عزله وعين بدله أبو املهاجر دينار الذي ملك قدرة على استمالة األهالي‪ ،‬ومنهم الزعيم البربري كسيلة‪،‬‬ ‫الفتح املنظم ‪ 05‬وفي واليته تمت محاصرة قرطاج ألول مرة‪.‬‬ ‫أمام إلحاح عقبة على الخليفة األموي يزيد بن معاوية سيتم توليته من جديد على إفريقية‪ ،‬حيث قاد فتوحات في العمق املغربي‪ ،‬قبل أن يغتاله كسيلة في طريق عودته إلى القيروان‪.‬‬ ‫– ‪ 27‬ه‬ ‫تمكن كسيلة من أن يتسيد على إفريقية في ظل فترة فراغ واضطراب سياس ي شهده املشرق نتيجة التمردات على حكم األمويين في بدايته‪ ،‬غير أن وصول عبد امللك بن مروان إلى الحكم‪،‬‬ ‫والقضاء على التمردات في املشرق‪ ،‬سيفتح الباب لعودة العمليات العسكرية في بالد املغرب‪.‬هكذا عين الخليفة األموي زهير بن قيس البلوي الذي أعاد فتح إفريقية واملغرب بعد القضاء‬ ‫على كسيلة وأتباعه‪ ،‬غير أن استشهاده امام البيزنطيين في طريق عودته سنة ‪ 94‬ه‪ ،‬وصراع عبد هللا بن الزبير وعبد امللك بن مروان سيوقف الفتوحات من جديد‪ ،‬لتتجدد بعد ‪ 28‬ه‪.‬‬ ‫ترتبط هذه املرحلة بوالية‪:‬‬ ‫الحسم‬ ‫واستكمال الفتح حسان بن النعمان (‪ 29/28‬ه) الذي كان له دور كبير في نشر اإلسالم بين األهالي وتفقيههم في الدين وتعريب الدواوين واتخاذ عملة عربية موحدة‪.‬ثم من بعده موس ى بن نصير ‪ 44/29‬ه‪،‬‬ ‫‪ 50 – 27‬ه الذي طور صناعة السفن بإفريقية‪ ،‬وعمل على إشراك األهالي في القيادة العسكرية والغنائمن ومنهم طارق بن زياد الذي بدأ فتح األندلس‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الفتوحات االسالمية يف مشال إفريقيا‬ ‫عصر اإلمارات‪:‬‬ ‫خالصات ترتبط باإلمارة‬ ‫املذهب‬ ‫املركز‬ ‫املؤسس‬ ‫اإلمارة‬ ‫أول إمارة مغربية مستقلة‬ ‫السني‬ ‫نكور‬ ‫إمارة بنو صالح (النكور) ‪ 035/371‬صالح بن منصور‬ ‫ه‬ ‫عصبية قبائل مكناسة الزناتيون بزعامة أبي القاسم سمكو بن واسول‬ ‫االخوارج الصفرية‬ ‫سجلماسة‬ ‫بنو مدرار(سجلماسة) ‪ 133/305‬ه عيس ى بن يزيد األسود‬ ‫‪3‬‬ ‫تعاليم إسالمية مختلطة ببدع تستمد عصبيتها من قبيلة مصمودة‪ ،‬ابتداع تعاليم دينية محرفة عن‬ ‫تامسنا‬ ‫بورغواطة (تامسنا) ‪ 007/371‬ه طريف بن صالح‬ ‫اإلسالم وبعض البدع‬ ‫شهدت اشقاقات دينية وسياسية بعد وفاة‬ ‫خوارج إباضية‬ ‫تاهرت‬ ‫بنو رستم (تاهرت) ‪ 752/333‬ه عبد الرحمان الفارس ي‬ ‫التبعﯾة التامة للعباسﯾن‬ ‫السني الحنفي ثم املالكي‬ ‫تونس (إفريقية)‬ ‫األغالبة (إفريقية) ‪ 752/380‬ه ابراهيم بن األغلب‬ ‫أول دولة مغربﯾة سعت لتوحﯾد المغرب وتكوﯾن دولة قوﯾة‪.‬‬ ‫شيعة معتزلية‬ ‫قبيلة أوربة ثم فاس‬ ‫األدارسة (املغرب) ‪ 120/327‬ه إدريس األكبر‬ ‫اإلمارات اإلسالمية يف مشال إفريقيا بعد الفتح اإلسالمي‬ ‫‪4‬‬ ‫عصر الدول الكربى‪:‬‬ ‫خالصات‬ ‫املذهب‬ ‫املركز‬ ‫التأسيس‬ ‫الدولة‬ ‫والعصبية‬ ‫القبلية‬ ‫التأسﯾس‪ :‬توجه ﯾحﯾﻰ بن ابراھﯾم الكدالي للحج‪ ،‬وفي طرﯾق العودة التقﻰ بالشﯾﺦ أبي عمران الفاسي‪ ،‬فأخبره‬ ‫بفساد حال قومه‪ ،‬وطلب منه أن ﯾرسل مع أحد تالمذته لﯾعلمﮭم أمور دﯾنﮭم و دنﯾاھم‪ ،‬فأرشده لعبد هللا بن ﯾاسﯾن )أحد‬ ‫الدعوة الدﯾنﯾة‪:‬عبد هللا‬ ‫شﯾوخ سوس(‪.‬انطلقت الدعوة من الرباط الذي أسسه بن ﯾاسﯾن‪ ،‬معلنا الجﮭاد ضد من رفض الخضوع ألمر هللا ‪...‬إلخ‬ ‫بن ﯾاسﯾن‬ ‫التوسﻊ‪ :‬توحﯾد أغلب اإلمارات المستقلة تحت الحكم المرابطي‪ ،‬والتوسع جنوب وشمال صنﮭاجة‬ ‫المذھب السني‬ ‫القﯾادة‬ ‫العسكرﯾة‪ :‬ﯾحﯾﻰ بن مراكش )أسسﮭا المالكي الصحراء‪،‬والتمكن من السﯾطرة علﻰ أغلب الطرق التجارية الصحراوﯾة‪ ،‬في ھذه األجواء استنجد أمراء الطوائف بﯾوسف بن‬ ‫الدولة المرابطﯾة‬ ‫العصبﯾة تاشفﯾن لتوحﯾد األندلس وحماﯾتﮭا من الزحف المسﯾحي‪ ،‬فعبر ﯾوسف ثالث مرات‪:‬‬ ‫ﯾوسف بن‬ ‫عمراللمتوني‬ ‫ھـ‪541/448‬أو‪460‬‬ ‫ـ العبور األول ‪478 :‬ھـ‪،‬ـ العبور الﺛاني‪479 :‬ھـ‪ ،‬وفﯾه وﻗعت معركة الزالﻗة )الجمعة ‪ 2‬رجب(‬ ‫الصنﮭاجﯾة‬ ‫تاشفﯾن(‬ ‫التوسعات‪:‬‬ ‫ـ العبور الﺛالث‪484/481 :‬ھـ‪ ،‬وفﯾه استقر ﯾوسف باألندلس‪.‬‬ ‫)لمتونة‪ /‬كدالة‪/‬‬ ‫أبوبكر جنوبا‪،‬ﯾوسف‬ ‫الﺿعف‪ :‬من األسباب التي أدت لخراب الدولة المرابطﯾة فرضﮭا لضرائب غﯾر شرعﯾة ) القباالت‪ ،‬التعتﯾب(‪،‬‬ ‫مسوفة(‬ ‫بن تاشفﯾن شماال‬ ‫ومحاربة الدولة للفقﮭاء نظرا لفتواھم المعارضة لطبﯾعة الحكم الفاسد واألخالق الفاسدة بالمجتمع‪ ،‬ناھﯾك عن إحراق‬ ‫كتب اإلمام الغزالي )إحﯾاء علوم الدﯾن( ومعارضة الفقﮭاء للتجدﯾد واالجتهاد‪.‬‬ ‫التأسﯾس‪ :‬بعد عودته من بغداد استغل تشرذم الدولة المرابطﯾة وانشغلﮭا بالقالقل في األندلس‪ ،‬فقام بن‬ ‫المؤسس‪:‬محمد بن‬ ‫تومرت بالدعوة إلﻰ األمر بالمعروف والنﮭي عن المنكر‪ ،‬والدعوة إلﻰ التوحﯾد الحقﯾقي‪ ،‬فتم طرده إلى املغرب األوسط حيث‬ ‫تومرت‬ ‫أسس مسجدا‪ ،‬وبدأ به الدعوة وتكوﯾن فقﮭاء موحدﯾن‪ ،‬وھناك التقﻰ بعبد المؤمن بن علي الكومي واستمرا بﮭذه القرﯾة‬ ‫المذھب‬ ‫)المﮭدي بن تومرت‪/‬‬ ‫إلﻰ حﯾن توفر جو مناسب لدعوته بالمغرب‪ ،‬وبالفعل لقيت دعوته وجداالته أمام الداعمين للمرابطين صدى قويا بين‬ ‫التومرتي‬ ‫إدعاءالمﮭدوﯾة( الذي‬ ‫الدولة الموحدﯾة‬ ‫‪5‬‬ ‫املعارضين‪ ،‬ليتمكن املوحدون في األخير من دخول مراكش سنة ‪ 432‬ه بعد القضاء على حكم املرابطين فيها‪.‬‬ ‫انطلقت الدعوة العصبﯾة‬ ‫درس ببغداد‪.‬‬ ‫‪668/541‬ھـ‬ ‫المصمودﯾة‬ ‫من تنمل‪/‬‬ ‫بعد وفاته تولﻰ‬ ‫الحكم صاحبه عبد العاصمة‪:‬مراكش‬ ‫المؤمن بنعلي الكومي‬ ‫التوسﻊ‪ :‬تم القضاء علﻰ الحكم المرابطي‪ ،‬وتوحﯾد الشمال اإلفرﯾقي‪ ،‬مع مواصلة الجﮭاد في األندلس‪ ،‬ومن‬ ‫مرافقه وصاحبه في‬ ‫ذلك االنتصار الذي حققه ﯾعقوب بن ﯾوسف الملقب بالمنصور في معركة األرك سنة ‪591‬ھـ‪ ،‬وبالتالي تمت عرقلة‬ ‫دعوته باملغرب‬ ‫حركة االسترداد المسﯾحي مرة أخرى‪.‬‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫الﺿعف‪ :‬شكلت ھزﯾمة العقاب سنة ‪609‬ھ ـ ضربت قاسمة في ظﮭر الدولة الموحدﯾة‪ ،‬ليزداد الوضع تأزما‬ ‫بظهور سالطين ضعفاء أواخر الحكم املوحدي‪ ،‬فانقسمت اإلمبراطورية إلى ثالث دول‪ :‬الحفصيون بتونس‪ ،‬بنو عبد الواد‬ ‫الزيانيون بالنصف الغربي للمغرب األوسط‪ ،‬واملرينيون باملغرب األقص ى‪ ،‬إضافة ململكتي بنو هود وبنو األحمر باألندلس‪.‬‬ ‫وقد كان للضرائب املفروضة على البالد املفتوحة عنوة دور في معارضة الحكم املوحدين خاصة مع تفاقم دورات من‬ ‫الجفاف والقحط‪.‬‬ ‫التأسﯾس‪ :‬مع تفكك الموحدﯾن ظﮭرت عدة إمارت ودول‪ ،‬منﮭا إمارة بني مرﯾن بالمغرب األقصﻰ التي استمرت‬ ‫من القرن ‪ 24‬إلى القرن ‪24‬م‪ ،‬ينحدر املرينيون من فبيلة زناتة البربرية والتي استوطنت املناطق الشرقية على الحدود مع‬ ‫العاصمة فاس‬ ‫الدولة المرﯾنﯾة‬ ‫المؤسس‪ :‬عبدالحق )من اختﯾار أبو ترسﯾﺦالمذھب الصحراء‪.‬بعد صوالت وجوالت مع املوحدين استطاع املرينيون في عهد األخوين أبو يحي عبد الحق (‪2842-2833‬م) ثم أبو‬ ‫‪869/668‬ھـ‬ ‫ﯾوسف ﯾعقوب( المالكي‪ ،‬يوسف (‪ 2829-2842‬م) أن يستولو على العديد من املدن‪ ،‬مكناس ‪2833‬م‪ ،‬فاس ‪2832‬م‪ ،‬ومع حلول سنة ‪2894‬م‬ ‫المرﯾني‬ ‫العصبﯾةالزناتﯾة استطاعوا التخلص من آخر املوحدين في مراكش‪.‬شهدت الدولة أوج قوتها في عهد السلطانين أبو الحسن علي (‪-2442‬‬ ‫‪ 2442‬م) الذي استطاع أن يمتد بحدود الدولة إلى املغرب األدنﻰ‪ ،‬ثم ابو عنان فارس (‪ 2442-2442‬م)‪.‬‬ ‫التوسﻊ‪ :‬تجلت قوتﮭم في إعادة إحﯾاء المذھب المالكي‪ ،‬واإلعتناء بالعلم والعلماء والشرفاء‪ ،‬باإلضافة إلى دمجهم‬ ‫لليهود في البنية االجتماعية املغربية وحمايتهم للنصارى‪ ،‬كما ازدهرت في عهدهم بشكل كبير الحياة الفنية واملعمار‪ ،‬فاهتموا ببناء‬ ‫الجوامع واملدارس‪ ،‬عهدهم اكتسب املغرب الكثير من معامله الحضارية الحاليةن وقد كان ذلك مما أكسبهم شرعية‬ ‫‪6‬‬ ‫افتقدوها في الدعوة الدينية‪.‬‬ ‫الﺿعف‪ :‬منذ ھزﯾمة طرﯾف في ‪741‬ھـ‪3105 /‬م‪ ،‬بدأ عﮭد التدھور واالنﮭﯾار لﮭذه الدولة‪ ،‬خاصة بعدما صار يتولى‬ ‫الحكم سالطين حديثي السن وضعفاء‪ ،‬وبداية تدخل وزرائهم اوطاسيين في تدبير شؤون الدولة والحكم‪.‬‬ ‫ھذه الدولة لم ﯾكن لﮭا تارﯾﺦ طوﯾل‪ ،‬أو باع ﯾذكر‪ ،‬فقد اختصر وجودھا علﻰ منطقة فاس‪ ،‬وتزامنت فترة حكمﮭا مع‬ ‫الدولة الوطاسﯾة المؤسس‪ :‬محمد الشﯾﺦ‬ ‫بداﯾة المد اإلﯾبﯾري‪ ،‬وھذا ما أسﮭم في تسرﯾع تدھورھا وانﮭﯾارھا علﻰ ﯾد السعدﯾﯾن‪.‬‬ ‫زناتﯾة‬ ‫فاس‬ ‫م‪1547/1420‬‬ ‫امتدادات دولة املوحدي‬ ‫امتدادات دولة املرابطني‬ ‫‪7‬‬ ‫املغرب يف العصر الوطاسي واالحتالل اإليبريي للسواحل املغربية‬ ‫املغرب يف العصر املريين‬ ‫‪8‬‬ ‫خالصات‬ ‫املركز واهلدف‬ ‫التأسيس‬ ‫الدولة‬ ‫النسب‪ :‬ترجع أصول السعديني إىل آل البيت وحتديدا إىل أشراف ينبع‪ ،‬وينتسبون غلى حممد النفس الزكية ب عبد هللا ب‬ ‫أبو عبد هللا حممد انطلق السعديون م‬ ‫الدولة السعدية‬ ‫القائم أبمر هللا مبباركة منطقة سوس وحتديدا احلس املثىن ب احلس ب علي ب أيب طالب‪ ،‬نزحوا خالل مطلع القرن ‪ 41‬م احلجاز إىل درعة حيث استقروا هناك‪.‬‬ ‫‪4101/4041‬م‬ ‫التﺄسﯾس‪ :‬تزام ظهور السعديني يف القرن ‪41‬م‪ 41/‬ه مع تدهور األوضاع يف املغرب‪ ،‬حيث معظم الثغور الساحلية‬ ‫شيخ الزاوية اجلزولية م أقا وتيدسى بغاية‬ ‫حتقيق هدفني األطلسية واملتوسطية حمتلة م طرف الربتغاليني واإلسبان‪ ،‬كما أن السلطة املركزية للوطاسيني ضعيفة ومشتتة وغري قادرة على‬ ‫حممد مب املبارك‬ ‫توحيد البالد حتت رايتها‪ ،‬كما أن املناوشات والتدخال ت الرتكية مل هتدأ‪.‬يف ظل هذه األوضاع‪ ،‬وأمام تعاظم دور الزوااي يف‬ ‫رئيسيني‪:‬‬ ‫الدرقاو‬ ‫‪ – 4‬حترير الثغور اجملتمع‪ ،‬أقدمت الزاوية اجلزولية يف اجلنوب على دعم مبادرة السعديني شريطة مواصلة اجلهاد وحترير البالد م االحتالل‬ ‫املغربية م يد اإليبريي‪.‬وقد انطلق السعديون بداية م تيدسي‪ ،‬فتمك حممد القائم أبمر هللا (‪ 4041/4011‬م) مث حممد األعرج‬ ‫(‪ 4011/4041‬م) م حترير عدة ثغور ودخول جمموعة م املدن الرئيسية كم راكش ‪ 4050‬وأغادير ‪ 4014‬م بدعم م‬ ‫اإليبرييني‬ ‫‪ – 5‬القضاء على قبائل اجلنوب كبنو معقل والشاابانت وذوي منصور‪ ،‬قبل القضاء على حكم الوطاسيني هنائيا وتوحيد املغرب يف عهد حممد‬ ‫الشيخ (‪ 4001/4011‬م) بعد دخول فاس ‪4001‬م‪.‬‬ ‫الوطاسيني‬ ‫التوسع‪ :‬قبل توحيد املغرب‪ ،‬قام السعديون ابحتالل توات يف اجلنوب الشرقي الصحراوي هبدف استقطاب القوافل التجارية‬ ‫الصحراوية حنو الداخل املغريب‪ ،‬كما دعموا القبائل يف حرهبم ضد الربتغاليني على السواحل األطلسية خاصة يف منطقة أزمور وآسفي‪.‬يف‬ ‫عهد عبد هللا الغالب (‪4011/4001‬م) قام هذا األخري مبواصلة سياسة سلفه يف رفض تدخل األتراك يف املغرب‪ ،‬فاختذ مراكش‬ ‫عاصمة‪ ،‬متيزت فرتة حكمه بتمرد أخويه عبد املالك السعدي مرفوقا أبخيه الصغري أمحد‪ ،‬حيث جلﺄ هذان األخريان إىل استانبول‪ ،‬وملا‬ ‫توىل احلكم حممد املتوكل (‪4011/4011‬م) متك عبد املالك السعدي مدعوما بقوة تركية م دفع املتوكل إىل التنازل ع احلكم والفرار‬ ‫حنو الربتغال‪ ،‬طالبا دعم ملكها الدون سيباستيان إلعادته إىل حكمه‪.‬وقد انتهى صراع العم واب أخيه وتدخل أطراف خارجية إىل معركة‬ ‫وادي املخازن الشهرية ‪181‬ه‪4018/‬م)‪.‬‬ ‫عهد أمحد املنصور الذهيب (‪4111/4018‬م)‪ :‬أكسب انتصار املغرب الساحق يف معركة وادي املخازن (معركة امللوك‬ ‫الثالثة)‪ ،‬شهرة وهيبة بني األمم‪ ،‬وهو ما استثمره كثريا أمحد املنصور يف بناء سياسته الداخلية واخلارجية‪ ،‬واليت شهد املغرب خالل حكمه‬ ‫‪9‬‬ ‫أوجه‪ ،‬وقد قامت ساسة املنصور على ما يلي‪:‬‬ ‫‪.‬إداراي‪ :‬االستفادة م التجربة العثمانية يف بناء دولة مركزية قوية‪.‬‬ ‫‪.‬ماليا واقتصاداي‪ :‬استثمار غنائم وادي املخازن وعائدات مناجم امللح والتجارة الصحراوية سيما بعد محالت السودان الغربيا‬ ‫ليت أعادت حماور التجارة الصحراوية إىل سابق عهدها‪ ،‬إضافة إىل خمتلف أشكال املكوس والضرائب املفروضة على التجارة‪ ،‬وإنعاش‬ ‫االقتصاد االنتاجي ببناء معامل لصناعة السكر وملح البارود وغري ذلك م املبادرات املالية واالقتصادية‪.‬‬ ‫‪.‬عسكراي‪ :‬بناء جيش نظامي حديث اعتمد فيه املنصور على عدة فرق م املغاربة واألندلسيني والعلوج واألتراك‪...‬ابإلضافة‬ ‫إىل اختاذ أسطول حبري قوي‪.‬‬ ‫‪.‬دبلوماسيا‪ :‬اختاذ سياسة حذرة جتاه األتراك واإلسبان وربط عالقات جتارية ودبلوماسية مع دول انشئة كإجنلرتا‪.‬‬ ‫‪.‬الضعف واالهنيار‪ :‬سامهت عدة عوامل يف سقوط دولة السعديين ومنها‪:‬‬ ‫التنافس حول السلطة لدرجة انقسم فيها املغرب إىل مملكتني بني ولدي املنصور‪ :‬مملكة فاس بزعامة املامون‪ ،‬ومملكة مراكش‬ ‫حتت حكم زيدان‪.‬‬ ‫تدخل األتراك يف شؤون احلكم وتراجع وردات السودان م الذهب وعائدات التجارة اخلارجية وهو ما أثر على خزينة الدولة‬ ‫كثريا‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫املغرب بعد تفكك الدولة السعدية‪ :‬الزوااي والسلط‬ ‫بقااي السعديني يف أزمور ومراكش وآسفي‬ ‫‪-‬‬ ‫العلويون‪ :‬متركزوا يف اجلنوب الشرقي م املغرب‪ ،‬وابلضبط بسجلماسة‪ ،‬وهم أسرة شريفة قدمت م ينبع ابحلجاز‪ ،‬التف حوهلم سكان اتفياللت وابيعوهم على تويل أمورهم هناك‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫آل نقسيس‪ :‬حكموا مناطق ممتدة على تطوان‪ ،‬طنجة والعرائش‪ ،‬وهم يف غالبيتهم مم أخرجهم اإلسبان م األندلس يف القرن السادس عشر ميالدي‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫السمالليون‪ :‬متركزوا ابجلنوب الصحراوي يف مناطق اترودانت‪ ،‬أكادير وإيليغ‪...‬أسس السماللية يف املنطقة سيدي أمحد أوموسى قبل أن يواصل ابنه علي السماليل‪ ،‬اتبعت الزاوية السماللية‬ ‫‪-‬‬ ‫الطريقة اجلزولية اليت تنهل م الشاذلية‪ ،‬راقبوا التجارة الصحراوية كما سعوا إىل التوسع على حساب سجلماسة والزاوية الدالئية‪.‬‬ ‫الدالئية‪ :‬انتشرت على نطاق واسع ابملغرب األوسط‪ ،‬اهتمت ابجلانب العلمي والديين يف بدايتها‪.‬مع تويل حممد احلاج أمور الزاوية وتدهور األوضاع يف البالد‪ ،‬بدأت الزاوية يف مواجهة‬ ‫‪-‬‬ ‫السعديني مث اإلمارات األخرى قبل أن تنتهي على يد العلويني بقيادة املوىل الرشيد‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫املغرب بعد سقوط دولة السعديني‬ ‫املغرب يف العصر السعدي‬ ‫‪11‬‬ ‫الع ـ ـ ـلـ ـ ـ ـوي ـ ـ ـ ـ ـ ـون‬ ‫التﺄسيس‪:‬‬ ‫بعد وفاة املوىل الشريف يف ‪4108‬م‪ ،‬قام املوىل الرّشيد ضد أخيه املوىل حاحممّد‪ ،‬واجته بدوره حنو املغرب الشرقي‪ ،‬واعتمد على بين يزانسن لتكوي جيش ا حشراَ َكة قصد تقوية صفوفه وتعزيز مركزه‪َ ،‬‬ ‫وض َم َ‬ ‫بسيطرته على الريف الشرقي التزود ابألسلحة م بعض التجار الفرنسيني‪ ،‬وبعد القضاء على أخيه هنائيا يف سنة ‪4111‬م‪ ،‬أَخد لنفسه البيعة بتافياللت‪ ،‬ومتك بني سنيت ‪4111-4111‬م‪ ،‬م‬ ‫االنتصار على خصومه وإخضاع املغرب عسكراي‪.‬‬ ‫وكان م أبرز العوامل اليت سهلت مهمة موالي رشيد يف توحيد املغرب‪:‬‬ ‫‪.4‬ضعف مقاومة القوى املنافسة له بسبب األزمات الطبيعية اليت عرفها املغرب‪.‬‬ ‫‪.5‬تقلص املبادالت التجارية بني الدالئيني واألوربيني بسبب مشاكل اجلهاد البحري‪ ،‬وثورات سال وفاس وأتباع العياشي ضدهم منذ سنة ‪4111‬م‪.‬‬ ‫‪.1‬تضرر جتارة إمارة السمالليني بسبب التغلغل األوريب بسواحل السودان يف النصف الثاين م القرن ‪41‬م‪.‬‬ ‫وهكذا انتهى الصراع بفوز األشراف ال علويني على الزوااي والكياانت املستقلة‪ ،‬وإعادة توحيد املغرب حتت سلطة مركزية انطالقا م اجلنوب‪.‬وإذا كان املوىل الرشيد هو املؤسس األول لـ الدولة العلوية‪ ،‬فإن‬ ‫خل َفه املوىل امساعيل هو الذي سيضطلع مبهمة توطيد هذه الدولة وتنظيمها‪.‬‬ ‫مالحظات‬ ‫سياسته واجنازاته‬ ‫السلطان‬ ‫املوىل امساعيل أقام املوىل امساعيل دولة مركزية بعدما متك م القضاء على الثورات والتمردات ابلقوة‪ ،‬بذلك متك م توحيد املغرب حتت‬ ‫‪4151/4115‬م احلكم العلوي بصفة هنائية‪ ،‬غضافة إىل التحكم يف مراقبة املعامالت التجارية اخلارجية‪ ،‬وصد األطماع اخلارجية‪.‬‬ ‫أتتى للموىل امساعيل إقامة دولة مركزية قوية م خالل اختاذه لعدة اجراءات وتدابري‪ ،‬أمهها‪:‬‬ ‫‪ -‬أتسيس جيش نظامي خاضع لسلطته تركب م ثالث فرق رئيسية هي‪ :‬عبيد البخاري – قبائل الكيش – الفرق‬ ‫اجملندة م املدن والقبائل‪.‬‬ ‫‪ -‬تنويع الضرائب لضمان موارد مالية قارة خلزينة الدولة‪ ،‬ومنها‪ :‬املكوس‪ ،‬النائبة‪ ،‬األعشار والزكوات‪...‬‬ ‫‪ -‬هيمنة الدولة على عائدات التجارة اخلارجية وموارد اجلهاد البحري‬ ‫‪ -‬احلد م نفوذ الزوااي وتقزمي أدوارها عرب تقريب ودعم الزوااي املوالية والتضييق على الزوااي املعارضة‪ ،‬ومركزة فروعها يف‬ ‫‪12‬‬ ‫فاس لتيسري مراقبتها‪.‬‬ ‫القضاء على التمردات والثورات اليت تستهدف سلطة املخزن اإلمساعيلي‪ ،‬وأمهها مترد اب حمرز يف سوس واحلوز‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫احلد م توسعات أتراك اجلزائر ابلثخوم الشرقية‬ ‫‪-‬‬ ‫مواصلة حترير الثغور احملتلة موازاة مع احلد م عمليات اجلهاد البحري وفتح جسور لتحرير األسرى مع األوروبيني‬ ‫‪-‬‬ ‫ربط عالقات جتارية مع بعض الدول األوروبية خاصة اجنلرتا يف الوقت الذي احنصرت فيه التجارة مع كل م فرنسا‬ ‫‪-‬‬ ‫واسبانيا‪.‬‬ ‫املغرب يف عصر العلويني‬ ‫‪13‬‬ ‫أزمة الثالثني سنة‪:‬‬ ‫بعد وفاة املوىل امساعيل سنة ‪4151‬م دخل املغرب فرتة فراغ سياسي وعدم استقرار يف احلكم امتدت ألكثر م ثالثني سنة م ‪ 4151‬إىل ‪4101‬م‪ ،‬حيث لعب فيها جيش البخاري دورا‬ ‫كبريا يف تدبري احلكم وتعيني السالطني وعزهلم بشكل دوري‪ ،‬كما أهنم ختلوا ع أدوارهم العسكرية ورامت كثري م فرقهم إىل أعمال النهب والسرقة واإلغارة على القبائل يف بعض األحيان‪.‬تزامنت‬ ‫األزمة السياسية وتعاقب اجلفاف وا لكوارث الطبيعية يف البالد‪ ،‬األمر الذي فاقم م تدهو األوضاع االجتماعية واالقتصادية والسياسية عموما‪.‬غري أن املوىل عبد هللا متك يف األخري م تثبيت سلطته‬ ‫ومتهيد احلكم البنه سيدي حممد ب عبد هللا‪.‬‬ ‫فرتة حكم سيدي حممد بن عبد هللا (‪7171/7171‬م)‪:‬‬ ‫مترد اجليش‪ ،‬وعمل على حتطيم ّقو ِته‪ ،‬وأعاد العمل ابلتجنيد القبلّي على‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل اتم؛ مبواجهة اإلضطراابت ال ّداخليّة‪ ،‬وتقوية سلطة ال ّدولة‪ ،‬فﺄهنى ّ‬ ‫مبجرد توليه احلكم عمل على إعادة اإلستقرار‬ ‫جهز احلركات إلخضاع‬ ‫أساس اإلعتماد على العناصر العربيّة واألمازيغيّة‪ ،‬والعبيد املخلصني‪ ،‬وخلق التوازن بينها‪.‬هذا وقام السلطان اجلديد مبنع تعسف الوالة‪ ،‬واحل َّد م زحف القبائل اجلبليّة‪ ،‬كما ّ‬ ‫الزوااي‪ ،‬فدعم املوالية لل ّدولة‪ ،‬وحارب‬ ‫الثائرة منها وتنقيّتها‪ ،‬فﺄعاد بناء القصبات ملراقبة حترك القبائل وصد العدوان على البالد‪.‬فيما خيص مبوقفه م الزوااي‪ ،‬فقد واصل سياسة ج ّده املوىل إمساعيل إزاء ّ‬ ‫املعا ِرضة إلضعافها‪.‬‬ ‫السياسة اخلارجية‪ :‬متيزت بنهج سياسة االنفتاح على التجارة اخلارجية‪ ،‬والتقارب الدبلوماسي حسب ما تقتضيه املصاحل املغربية‪ ،‬حيث عمل على تشجيع املبادالت التجارية مع أورواب‪ ،‬انطالقًا‬ ‫التدهور‬ ‫التوجه التجاري‪ ،‬الرتاجع الكبري الذي شهدته جتارة القوافل الصحراوية‪ ،‬و ّ‬‫م املراسي األطلنتية ‪ ،‬خاصة منها املراسي اجلديدة اليت أسسها هلذا الغرض كمينائي الصويرة وأنفا‪ ،‬وم أهم دوافع هذا ّ‬ ‫الضفة الشرقية هلذا احمليط‪ ،‬ودوره يف الربط التجاري‬ ‫املتواصل لنشاط اجلهاد البحري‪ ،‬يف ظل تطور املبادالت التجارية الدولية عرب احمليط األطلنيت خالل القرن الثام عشر‪ ،‬وتزايد أمهية موقع املغرب على ّ‬ ‫بني أورواب وإفريقيا جنوب الصحراء ‪.‬وقد دفعه لذلك الرغبة يف استثمار موقع املغرب االسرتاتيجي لتغذية خزينة بيت املال مبوارد التجارة اخلارجية‪ ،‬وعدم االرتكاز على اجلباايت الداخلية‪ ،‬ويف هذا اإلطار‬ ‫اهتم أيضا مبواصلة حترير الثغور‪ ،‬وتطوير األسطول‪ ،‬فاصبحت مداخيل اجلمارك متثل ثلث موارد بيت املال‪ ،‬مع مسامهة كبرية مليناء الصويرة يف الرواج التجاري الذي شهده املغرب آنذاك‪.‬‬ ‫فرتة حكم السلطان املوىل سليمان (‪7211/7171‬م)‪:‬‬ ‫واجه املغرب يف بداية حكم املوىل سليمان العديد م األزمات الداخلية اليت تعاظم وقعها بفعل جتدد الصراع حول احلكم بني األمراء حلويل مخس سنوات‪ ،‬األمر الذي مسح بتدخل الزوااي يف‬ ‫الصراع وتعاظم شﺄهنا مرة أخرى‪.‬تزام هذا الوضع الساسي غري املستقر وتعرض البالد لسلسلة م الكوارث الطبيعية‪ ،‬ومنها اجلفاف الذي ضرب بقوة أواخر فرتة حكم السلطان سيدي حممد ب عبد‬ ‫هللا واستمر وقعه وحدوثه يف العهد السليماين‪ ،‬األمر الذي أحلق ضررا ابلغا ابإلنتاج الفالحي وابلتايل ابالقتصاد املغريب املرهون ابلفالحة‪ ،‬فارتفعت األسعار نتيجة تراجع اإلنتاج‪ ،‬لتتضرر الصناعات‬ ‫احلرفية ابملدن‪ ،‬وتضطر العديد م القبائل إىل النزول م اجلبال حنو السهول‪ ،‬األمر الذي جر معه سلسلة م املدافعات بني القبائل حول اجملاالت احليوية‪ ،‬وتدخل املخزن املركزي أكثر م مرة لتﺄديب‬ ‫القبائل‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫م ّكنت االتفاقيات التجارية املربمة بني املغرب وبعض الدول األوربية يف وقت سابق هذه األخرية م احلصول على عدة امتيازات يف السوق املغربية‪ ،‬يف ظل وضع اقتصادي وجتاري غري متكافئ‬ ‫بني الطرفني‪.‬وأمام تزيد الضغوط الفرنسية مث الربيطانية وغريمها م الدول األوربية على املغرب يف خضم فرتات احلروب النابليونية بني فرنسا م جهة وبريطانيا وحلفائها م جهة اثنية‪ ،‬اضطر السلطان‬ ‫املوىل سليمان إىل هنج سياسة احرتازية عزلت املغرب ع حميطه اخلارجي‪.‬وهكذا أقفلت العدي م املراسي اجلديدة يف التجارة اخلارجية األوربية كمراسي اجلديدة‪ ،‬فضالة‪ ،‬أنفا وتطوان‪ ،‬ومت حظر تصدير‬ ‫الع ديد م املنتجات املغربية األساسية اليت ظل املغرب يف حاجة إليها يف فرتة األزمات‪.‬كما مت رفع الرسوم اجلمركية على تصدير البعض منها كالصوف‪ ،‬ورفعها أيضا ابلنسبة لواردات املغرب م الشاي‬ ‫والنب‪ ،‬لضمان زايدة مداخيل بيت املال م التجارة اخلارجية‪ ،‬واحلد م منافسة الس لع األجنبية ملثيلتها م السلع املغربية‪.‬هذا وحظرت الدول األوربية على جتارها الذهاب إىل املغرب بعد تفشي‬ ‫الطاعون‪ ،‬يف الوقت الذي أقدم فيه السلطان على تدمري األسطول وإيقاف نشاط اجلهاد البحري‪ ،‬جتنبا للصراع مع بعض الدول األوربية‪.‬‬ ‫كنتيجة هلذه اإلجراءات االحرتازية‪ ،‬اجته السلطان إىل تنشيط التجارة الصحراوية م جديد‪ ،‬وتركيز التجارة يف ميناء الصويرة‪ ،‬خاصة مع اإلجنليز‪ ،‬غري أن ذلك مل يسمح إبنعاش خزينة الدولة‪،‬‬ ‫خاصة بعد إلغاء اجلهاد البحري واملكوس‪ ،‬غضافة إىل حتويل األوربيني جزء كبريا م التجارة الصحراوية حنو املراكز التجارية على السواحل اإلفريقية الغربية‪.‬وبعدما تضررت القبائل م ثقل األعباء اجلائية‬ ‫املفروضة عليها لتغطية اخلصاص احلاصل اخلزينة‪ ،‬اندلعت العديد م التمردات مدعومة م بعض الزوااي‪ ،‬األمر الذي سيدفع السلطان إىل التنازل ع احلكم الب أخيه املوىل عبد الرمحان ب هشام سنة‬ ‫‪4855‬م‪.‬‬ ‫فرتة حكم املوىل عبد الرمحان بن هشام (‪7277/7211‬م)‪:‬‬ ‫تزامنت فرتة حكم هذا السلطانودخول أوراب مرحلة الرأمسالية الصناعية‪ ،‬حينما تعاظمت وترية الثورة الصناعية‪ ،‬وظهرت نتاجا لذلك جمموعة م القوى األوربية الصناعية اليت تزايدت حاجتها‬ ‫إىل األسواق م أجل تصريف فائض إنتاجها الصناعي وجلب املزيد م املواد األولية‪ ،‬وهو ما دفع هبا إىل التنافس حول مناطق النفوذ وامتالك املستعمرات‪ ،‬بينما كان املغرب يرزح يف حالة م الضعف‬ ‫جعلته حمط أطماع هلذه القوى‪.‬وهكذا سيظل املغرب طيلة النصف الثاين م القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشري ‪ ،‬حمل تنازع بني القوى اإلمربايلية األوربية‪ ،‬ليتعرض بذلك لسلسلة م الضغوط‬ ‫االستعمارية العسكرية والدبلوماسية اليت أثرت على هيبة املخزن املغريب وسيادته كثريا‪ ،‬رغم مباشرة السالطني العلويني جملموعة م اإلصالحات يف امليادي العسكرية‪ ،‬اإلدارية‪ ،‬االقتصادية واملالية‪...‬إخل‪،‬‬ ‫حيث أن فشل هذا اإلصالحات يف األخري‪ ،‬سيعجل بفرض احلماية الفرنسية على املغرب سنة ‪4145‬م‪ ،‬قبل تقسيم البالد الحقا خالل فرتة احلماية‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الضغوط االستعمارية على املغرب ومحاوالت اإلصالح‬ ‫‪ - 7‬الضغوط العسكرية‪:‬‬ ‫متثلت يف التدخل العسكري الفرنسي واإلسباين يف املغرب‪ ،‬فنتيجة ملساعدة املغرب للمقاومة اجلزائرية‪ ،‬تدخلت فرنسا أبسطوهلا وقصفت مدينة طنجة يف السادس م غشت سنة ‪4811‬م‪ ،‬مث‬ ‫مدينة الصويرة يف ‪ 44‬غشت م نفس السنة‪ ،‬ويف ‪ 41‬غشت سنة ‪4811‬م وقعت معركة إيسلي حيث اهنزم اجليش املغريب أمام اجليش الفرنسي‪ ،‬واليت تلخصت أسباهبا يف رغبة فرنسا التوسع انطالقا‬ ‫م اجلزائر على حساب املغرب‪ ،‬ومساندة هذا األخري للمقاومة املسلحة اجلزائرية‪ ،‬أما نتائج هذه املعركة فتمثلت يف عقد معاهدة لال مغنية سنة ‪4810‬م اليت تركت احلدود املغربية اجلزائرية غامضة‬ ‫جنوب مركز “ثنية الساسي” (انحية فكيك)‪ ،‬واستغلت فرنسا هذا الغموض لتحتل يف أواخر ق ‪41‬م أجزاء م الصحراء املغربية الشرقية‪ ،‬ويف سنة ‪4818‬م احتلت إسبانيا اجلزر اجلعفرية ووسعت‬ ‫نفوذها انطالقا م سبتة ومليلية‪ ،‬مما أدى إىل معركة تطوان (‪ )4811-4801‬حيث مت احتالل مدينة تطوان يف ‪ 1‬فرباير‪4811‬م‪ ،‬وأبرم املغرب صلحا مع إسبانيا يوم ‪ 51‬أبريل م نفس السنة‪ ،‬وفق‬ ‫شروط قاسية‪:‬‬ ‫توسيع رقعة االحتالل اإلسباين على حدود سبتة ومليلية _ دفع غرامة مالية ضخمة لألسبان (‪ 51‬مليون رايل _ أتدية جزء م الغرامة ابستفادة األسبان م نصف مداخيل الشهر يف‬ ‫املراسي املغربية‪ _.‬السماح لألسبان ابلصيد يف الشواطئ اجلنوبية‪.‬‬ ‫وقد ترتب ع هزمييت إيسلي وتطوان‪ :‬تراجع االحتياطي النقدي (فضية وذهبية _ استدانة املغرب م اجنلرتا لتعويض الغرامة مقابل التنازل هلا ع ‪ %50‬م رسومه اجلمركية‪ _.‬تراجع هيبة‬ ‫املخزن وتعزيز النفوذ األجنيب ابملغرب‪ _.‬تفاقم احلماايت الفردية ابلبلد‪.‬‬ ‫شكلت إذن هزمييت أيسلي وتطوان بداية مسلسل م النكسات العسكرية‪ ،‬والتدهور االقتصادي‪ ،‬واالقتطاعات الرتابية التدرجيية للمغرب‪ ،‬ومهدت للتغلغل األوريب خالل النصف الثاين م ق‬ ‫‪41‬م‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الضغوط الدبلوماسية واالقتصادية‪:‬‬ ‫هنج املغرب سياسة االحرتاز م أوراب إىل منتصف ق ‪41‬م ابختاذ إجراءات تقلص م التعامل مع األوربيني‪ ،‬لك الدول األوربية عملت على إخراج املغرب م عزلته وذلك بتدخلها‬ ‫العسكري‪ ،‬مث ابحلصول على االمتيازات ع طريق االتفاقيات املربمة‪ ،‬وحتت الضغط والتهديد العسكري‪ ،‬اضطر املخزن إىل مراجعة سياسته التجارية مع أوراب‪ ،‬وأبرم املغرب يف عهد املوىل عبد الرمحان يف‬ ‫‪ 1‬يناير ‪ 4801‬م اتفاقية جتارية مع ابريطانيا‪ ،‬حصلت مبوجبها على امتيازات هامة كحق التجارة والتملك والتنقل داخل املغرب‪ ،‬وختفيض الضرائب على الواردات إىل ‪ %41‬نقدا‪ ،‬ومنح احلماية الفردية‬ ‫للمغاربة‪ ،‬وحصلت إسبانيا على نفس االمتيازات بعد اتفاقية ‪4814‬م‪ ،‬وفرنسا بعد اتفاقية ‪4811‬م‪ ،‬وأصبحت األسواق املغربية مفتوحة أمام املنتجات األوربية مما أدى إىل تدهور اقتصاد املغرب وتضرر‬ ‫احلرفيني بسبب املنافسة‪ ،‬وارتفاع أسعار املواد األولية نتيجة تصديرها إ ىل أوراب‪ ،‬واضطر املخزن إىل إحداث ضرائب جديدة (املكوس) فقامت ثورات ومتردات يف األوساط احلضرية والقروية‪ ،‬ومكنت‬ ‫احلماية الفردية جملموعة م املغاربة احملميني (يهود ومسلمني) م اخلروج ع السلطة احمللية‪ ،‬حيث يتمتعون حبقوقهم كمغاربة وليست عليهم واجبات خمزنية‪ ،‬ومجعوا ثروات هامة وظفوها يف التجارة‬ ‫‪16‬‬ ‫واملضارابت العقارية والقروض بفوائد مرتفعة‪ ،‬ويف شراء األراضي الفالحية‪ ،‬وأصبحوا وسيلة للتوغل االستعماري وإضعاف السلطة املركزية حيث مشلت احلماية الفردية موظفي املخزن وشيوخ الزوااي‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫(الوزاين) والعمال والقواد‪ ،‬بل حىت وزير احلربية (املنبهي) يف بداية ق ‪51‬م‪ ،‬واستفاد اليهود املغاربة م هذه الوضعية وجتنسوا جبنسيات أجنبية‪ ،‬وسامهوا يف األزمة الداخلية‪.‬‬ ‫اإلصالحات التي ﻗام بها املخزن املغربي ملواجهة الضغوط االستعمارية‪:‬‬ ‫‪ - 7‬اإلصالحات اإلدارية واجلبائية والنقدية‪:‬‬ ‫مت إصالح اإلدارة املركزية بتحديد اختصاصات كل وزير‪ ،‬وأصبحت مهمة الصدر األعظم تقتصر على السهر على الشؤون الداخلية واملراسالت الرمسية بني اإلدارة املركزية والعمال والباشوات‬ ‫والقواد‪ ،‬ومت تعيني أمني األمناء ومهمته السهر على جباية الضرائب وتنظيم خمتلف الشؤون املالية‪ ،‬وعلى املستوى اجلهوي مت احلد م نفوذ القواد الكبار بتقسيم مناطق نفوذهم إىل قيادات صغرى‪ ،‬كما مت‬ ‫التقليص م نفوذ الزوااي املتعاملة مع األوربيني‪ ،‬ومت تعميم نظام األجور على موظفي املخزن مركزاي وجهواي‪ ،‬حيث أصبحت رواتبهم قارة‪ ،‬وذلك جتنبا للنهب والتالعب يف مداخيل الدولة‪ ،‬وحىت يتمك‬ ‫املخزن م تسديد القروض األجنبية‪ ،‬لك التقلبات االقتصادية املرتبطة ابجلفاف واألزمات الدورية وتدهور قيمة العملة املغربية ورواج النقود املزورة‪ ،‬دفع املخزن إىل سك عملة فضية جديدة يف عهد‬ ‫احلس األول مسيت بـ “الرايل احلسين”‪ ،‬وحاول املخزن الزايدة يف مداخيل الدولة فﺄحدث ضريبة “املكوس” على األسواق وأبواب املدن‪ ،‬وزاد يف قيمة الرسوم اجلمركية‪ ،‬مما أدى إىل قيام ثورات أشهرها‬ ‫ثورة الدابغني بفاس سنة ‪4811‬م‪.‬‬ ‫‪ - 1‬اإلصالحات العسكرية‪:‬‬ ‫اعتمد املغرب يف إصالحاته العسكرية على األوربيني الذي كانوا يفكرون وخيططون الحتالله‪ ،‬ففي عهد احلس األول (‪ 4811‬ـ ‪ )4811‬مت إرسال بعثات طالبية إىل األكادمييات األوربية‬ ‫لتكوي ضباط مغاربة وتدريبهم على األسلحة احلديثة‪ ،‬وبلغ عدد الضباط املغاربة املتخرجني م أوراب ‪ 481‬ضابطا سنة ‪4881‬م‪ ،‬كما استعان احلس األول بضباط وخرباء فرنسيني وأجنليز قصد‬ ‫تدريب اجليش املغريب‪ ،‬وقام إبنشاء معامل إلنتاج األسلحة يف فاس ومراكش‪ ،‬واقتىن أسلحة م أوراب ومراكب حربية حلراسة السواحل املغربية‪ ،‬وملنع جتارة التهريب‪ ،‬وقد كلفت هذه اإلصالحات نفقات‬ ‫ابهضة أثرت على ميزانية الدولة‪ ،‬حيث عرف امليزان التجاري املغريب عجزا كبريا وصل إىل ‪ 41‬مليون فرنك فرنسي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬حماولة احلد من خطر احلماية الفردية‪:‬‬ ‫تفاقم خطر احلماية الفردية وأصبح يهدد سيادة املخزن وماليته‪ ،‬ودعا احلس األول الدول األوربية إىل تقنينها‪ ،‬فانعقد مؤمتر مدريد سنة ‪4881‬م حققت م خالله الدول األجنبية مكاسب‬ ‫جديدة‪ ،‬حيث متسكت ابالمتيازات اليت ختوهلا هلا اتفاقياهتا السابقة مع املغرب‪ ،‬مثل‪ :‬احلق يف امتالك العقارات واألراضي وإبقاء احلماية الفردية‪ ،‬كما مارست ضغوطا على املغرب للحصول على‬ ‫امتيازات جديدة‪ ،‬لك احلس األول عارضها معتمدا على اقرتاحات العلماء واألمناء وكبار التجار‪ ،‬وبذلك أتزمت أوضاع املغرب على مجيع املستوايت‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫لقد واجهت سياسة اإلصالحات جمموعة م الصعوابت أدت إىل فشلها‪ ،‬كما أدى تدهور األوضاع السياسية بفعل انتشار االنتفاضات والصراع على العرش‪ ،‬إىل استغالل كل م فرنسا‬ ‫وإسبانيا هلذه الوضعية لتفرضا على السلطان عبد احلفيظ معاهدة احلماية‪.‬‬ ‫املغرب تحت نظام الحماية‬ ‫استمر الضغط االستعماري على املغرب يف بداية القرن ‪ ،51‬يف عهد كل م م‪.‬عبد العزيز و م‪.‬عبد احلفيظ‪.‬وتدهور الوضع الداخلي بفعل األزمة املالية والثورات الداخلية‪.‬واتفقت فرنسا مع‬ ‫منافسيها‪ ،‬وفرضت محايتها على املغرب يف ‪.4145‬ووضع املستعمر تنظيمات إدارية مكنته م السيطرة املباشرة على حكم البالد‪ ،‬لكنه واجه مقاومة عنيفة م طرف املغاربة‪.‬‬ ‫‪ – I‬السياق التارخيي العام لفرض احلماية على املغرب‪.‬‬ ‫‪ – 7‬تدهور الوضع الداخلي ابملغرب بني ‪ 7711‬و‪:7771‬‬ ‫حاول م‪.‬عبد العزيز فرض ضريبة الرتتيب ملواجهة األزمة املالية‪ ،‬لكنها وجدت معارضة م طرف األعيان ألهنا عامة‪ ،‬وم طرف العلماء ألهنا غري شرعية‪.‬وجلﺄ م‪.‬عبد العزيز إىل القروض‬ ‫األجنبية للحصول على املال لتنظيم ومواجهة الثورات الداخلية خاصة اليت تزعمها الريسوين واجليالين الزرهوين (بومحارة)‪.‬واستغلت فرنسا سياسة القروض وفرضت ضغوطا جديدة على املغرب مثل مراقبة‬ ‫مداخيله اجلمركية واحلصول على‪ %11‬منها‪.‬‬ ‫وعقدت الدول األوربية مؤمتر اجلزيرة اخلضراء سنة‪ 4111‬للنظر يف املشكلة املغربية نتيجة التنافس االستعماري حول املغرب‪.‬وكانت تنائجه لصاحل فرنسا وإسبانيا‪ ،‬حيث نصت قراراته على‬ ‫إنشاء البنك املخزين املغريب برأمسال أجنيب‪ ،‬وإحداث شرطة ابملوانئ املغربية م طرف اإلسبان والفرنسيني‪ ،‬مما مهد لإلحتالل رغم املعارضة األملانية‪.‬‬ ‫‪ – 1‬حتليل بعض بنود عقد احلماية‪:‬‬ ‫ينص الفصل األول م املعاهدة على أن فرنسا ستقوم مب جموعة م اإلصالحات يف املغرب‪ ،‬ويف جماالت متعددة‪ ،‬لك بشرط أن ترى فرنسا يف ذلك فائدة للمغرب‪.‬وينص الفصل الثاين أبن‬ ‫السلطان يقبل اإلحتالل الفرنسي لتحقيق األم والسكينة‪.‬وأن فرنسا ستقوم حبراسة املغرب برا وحبرا‪ ،‬حىت تتمك م احلصار وليس احلراسة‪.‬وينص الفصل الرابع على أن فرنسا هي اليت تقرتح القوانني‬ ‫اجلديدة وتعدل القدمية وتفرضها ابسم السلطان أو م ينوب عنه‪.‬‬ ‫‪ – II‬أجهزة ومؤسسات نظام احلماية ابملغرب‪.‬‬ ‫‪ – 7‬يف منطقة النفوذ الفرنسي‪:‬‬ ‫‪18‬‬ ‫وضعت فرنسا تنظيمات إدارية جديدة مكنتها م السيطرة الفعلية على حكم املغرب اتركة للسلطان الشؤون الدينية؛ فعلى املستوى املركزي ميثل املقيم العام أعلى سلطة استعمارية يف البالد‬ ‫ممثال للجمهورية الفرنسية‪ ،‬وختضع له عدة مديرايت كاألم الفالحة واملالية والداخلية والربيد وغريها‪.‬وعلى املستوى اجلهوي إحتفظت فرنسا ابلباشوات يف املدن‪ ،‬يراقبهم املراقبون املدنيون‪ ،‬ويف البادية‬ ‫إحتفطت ابلقواد حتت مراقبة ضباط الشؤون األهلية‪.‬‬ ‫‪ – 1‬يف منطقة النفوذ اإلسباين (املنطقة اخلليفية)‪:‬‬ ‫مركزاي ميثل السلطان خليفته حتت سيطرة املندوب السامي اإلسب اين الذي يساعده نوابه على القطاعات املختلفة‪.‬وحمليا إحتفظت إسبانيا ابلقواد يف البادية والباشوات ابملدن حتت مراقبة‬ ‫القنصل والضابط العسكري‪.‬‬ ‫‪ – III‬املقاومة املسلحة ابملغرب مميزاهتا وامتداداهتا‪:‬‬ ‫‪ – 7‬مراحل االحتالل واملقاومة املسلحة‪:‬‬ ‫بدأ احتالل املغرب قبل توقيع معاهدة احلماية يف ‪ 4145‬حيث احتلت فرنسا وجدة وبين يزانس والدار البيضاء والشاوية وجزء م دكالة يف ‪ ،4111‬كما احتلت إسبانيا الريف الشرقي‬ ‫والريف الغريب‪.‬وقاد املقاومة يف الريف حممد أمزاين الذي مت اغتياله يف ‪ ،4145‬ويف اجلنوب الشيخ أمحد اهليبة ب ماء العينني الذي وصل مراكش يف غشت ‪ ،4145‬واهنزم يف معركة سيدي بوعثمان‬ ‫يف شتنرب م نفس السنة‪.‬وما بني ‪ 4145‬و‪ 4141‬احتلت فرنسا ممر اتزة‪ ،‬مث ركزت على احتالل األطلس املتوسط ما بني ‪4141‬و‪ 4151‬حيث لقيت مقاومة قبائل زاين بقيادة حما أو محو الزايين‪.‬‬ ‫مث تدخلت ملساعدة إسبانيا ما بني ‪ 4154‬و‪ 4151‬للقضاء على املقاومة الريفية اليت تزعمها حممد ب عبد الكرمي اخلطايب‪.‬واستمرت املقاومة يف عدة مناطق حىت ‪.4111‬‬ ‫‪ -1‬إمتدادات املقاومة املسلحة‪:‬‬ ‫بعد فشل املقاومة املسلحة بسبب التفوق العسكري الفرنسي واإلسباين‪ ،‬انطلقت مقاومة جديدة ابملدن عقب إصدار سلطات احلماية للظهري الرببري يف ‪ 41‬ماي ‪ ،4111‬وتبنت األسلوب‬ ‫السياسي والدبلوماسي ملواجهة املستعمر‪ ،‬وعرفت ابحلركة الوطنية بعد أتسيس "كتلة العمل الوطين" كﺄول حزب سياسي يف ظل احلماية الفرنسية‪.‬‬ ‫االستغالل االستعماري في عهد الحماية‪.‬‬ ‫وضع املستعمرون االسبان والفرنسيون بعد سيطرهتم على املغرب‪ ،‬آليات إدارية وسياسية إلعطاء الصبغة القانونية للمشاريع اليت ختدم مصاحلهم‪.‬وعمل االستعمار على استغالل خريات املغرب‬ ‫الطبيعية والبشرية‪ ،‬مما أثر على السكان ودفعهم إىل مقاومته‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ - I‬آليات ومظاهر االستغالل االستعماري للمغرب يف عهد احلماية‪.‬‬ ‫‪ - 7‬آليات االستغالل االستعماري للمغرب يف عهد احلماية‪:‬‬ ‫استعمل املستعمر الفرنسي القوة العسكرية للقضاء على املقاومة املغربية‪.‬وأبقى موظفي املخزن يف مناصبهم وسخرهم خلدمة نظام احلماية وحتقيق أهدافه‪ ،‬مثل القواد الكبار كالكالوي‬ ‫واملتوكي‪.‬‬ ‫وسيطر املستعمرون على األراضي اخلصبة بطرق خمتلفة كإصدار جمموعة م الظهائر تنص على جعل أراضي اجلموع حتت وصاية الدولة وكذلك ظهائر تتعلق أبراضي الكيش واألحباس‪.‬ومت‬ ‫إنشاء مصلحة االستيطان اليت قامت بتقسيم األراضي إىل استغالليات وتوزيعها على املعمري الذي تزايد عددهم فشكلوا قاعدة بشرية استيطانية كبرية‪ ،‬تتلقى الدعم العسكري واإلداري‪.‬‬ ‫ووفر املستعمر الرساميل لتمويل مشاريعه الستغالل خمتلف القطاعات االقتصادية‪.‬وتتمثل هذه الرساميل يف الرأمسال اخلاص الذي استثمرته شركات مالية أجنبية مثل البنك املخزن املغريب‬ ‫وبنك ابريس والبلدان املنخفضة كريدي ليوين وغريها م األبناك‪.‬أما الرأمسال العمومي فيتمثل يف مداخيل الضرائب املختلفة اليت حتصل عليها اإلقامة العامة‪ ،‬ومتول هبا مشاريعها املختلفة‬ ‫‪ – 1‬أهم مظاهر االستغالل االستعماري للمغرب يف عهد احلماية‪:‬‬ ‫يف جمال الصناعة‪ :‬عملت سلطات احلماية على استغالل املعادن املتوفرة يف املغرب‪ ،‬فﺄنشﺄت املكتب الشريف للفوسفاط الستغالل فوسفاط خريبكة واليوسفية‪ ،‬كما استغلت شركات متعددة‬ ‫املعادن األخرى املتوفرة‪ ،‬مستغلة اليد العاملة املغربية‪.‬وأقام املستعمر صناعات خفيفة ابملغرب كالنسيج وأكرب شركاته‪ ، S.A.F.T.‬والصناعات الغذائية كصناعة السكر‪.‬وحققت أرابحا هامة لقلة‬ ‫الضرائب وتوفر املواد األولية واليد العاملة‪.‬‬ ‫يف جمال الفالحة‪ :‬انتشرت االستغالليات االستعمارية يف املناطق اخلصبة‪ ،‬ومتيزت ابلتجهيزات العصرية وختصصت يف املزروعات التسويقية املرحبة كاحلوامض واخلضر والفواكه‪.‬وخالل احلرب‬ ‫العاملية الثانية استغلت فرنسا إمكانيات املغرب الفالحية وصادرت أغلب اإلنتاج م السكان لتصديره إىل فرنسا‪ ،‬فعرف املغرب نقصا حادا يف املواد األساسية‪.‬وطبقت فرنسا منذ ‪ 4111‬ما مسي‬ ‫بنظام التموي فعرفت تلك السنة بعام البون‪.‬‬ ‫يف جمال التجارة‪ :‬أنشﺄت سلطات احلماية شبكة م طرق املواصالت لتسهيل تنقل اجلنود وتصدير املواد األولية الفالحية واملعدنية حيث جند أغلب خطوط السكة احلديدية تربط بني املراكز‬ ‫الفالحية واملنجمية واملوانئ‪.‬وكان املغرب يصدر املواد الفالحية واملعدنية ويستورد املواد املصنعة ومواد التجهيز وبعض املواد الغذائية‪.‬وأغلب املبادالت تتم مع فرنسا املستفيد األول‪ ،‬مما جعل امليزان‬ ‫التجاري املغريب عاجزا‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫السياسة الضريبية‪ :‬فرضت سلطات احلماية ضرائب خمتلفة على السكان‪ ،‬ترتفع قيمتها كلما احتاج املستعمر إىل مداخيل جديدة ومنها ضريبة الرتتيب وتؤدى يف البوادي على املزروعات‬ ‫واملواشي واألشجار‪ ،‬وضرائب جديدة ابملدن كالضريبة احلضرية واملهنية وضريبة السكىن ورسوم أخرى على األسواق والنظافة‪ ،‬ابإلضافة إىل االكتتاابت والتربعات اإلجبارية‪ ،‬اليت يسهر على مجعها‬ ‫األشياخ واملقدمون‪.‬‬ ‫‪ - II‬اآلاثر االقتصادية واالجتماعية لإلستغالل االستعماري للمغرب يف عهد احلماية‬ ‫‪ -7‬اآلاثر االقتصادية لإلستغالل االستعماري للمغرب ‪:‬‬ ‫مت ربط اقتصاد املغرب ابلرأمسالية الغربية حيث متت السيطرة على األراضي اخلصبة م طرف املستوطنني الزراعيني‪.‬وحتول اإلنتاج الفالحي حنو التسويق لسد حاجيات املستعمر‪.‬وظهرت يف‬ ‫املغرب صناعات عصرية خفيفة انفست اإلنتاج احمللي التقليدي‪ ،‬فتحولت البالد إىل سوق لتصريف البضائع اإلستعمارية ومورد للمواد األولية الفالحية و املعدنية‪.‬‬ ‫‪ -1‬العواقب اإلجتماعية لإلستغالل االستعماري للمغرب‪:‬‬ ‫وقعت حتوالت عميقة يف بنية اجملتمع املغريب بسبب االستغالل االستعماري حيث تفككت العالقات القبلية يف البادية نتيجة السيطرة على أراضي اجلموع والقبائل املقاومة وجتنيد الشباب‪.‬‬ ‫وفرضت أعمال خمتلفة على السكان كالعمل يف أراضي املعمري والقواد الكبار دون مقابل‪ ،‬ابالضافة إىل دفع الضرائب والغرامات واهلدااي وإعداد احلفالت يف املناسبات‪.‬مع العلم أن إنتاجهم‬ ‫تنافسه املنتجات التسويقية اليت ظهرت يف ضيعات املعمري ‪ ،‬مما دفع بعضهم للهجرة حنو املدن أو اخلارج‪.‬‬ ‫وظهرت طبقة عمالية ابملدن تعمل يف ظروف صعبة مقابل أجور قليلة سواء يف املعامل أو املناجم‪.‬وتدهورت أوضاع التجار الصغار واحلرفيني بسبب الضرائب ومنافسة املنتجات األجنبية‬ ‫للصناعة التقليدية املغربية‪.‬‬ ‫واستفادت فئة م املغاربة اليهود واملسلمني م الوجود االستعماري مثل القواد الكبار ابلبوادي حيث توسعت ممتلكاهتم على حساب الفالحني الصغار‪ ،‬والتجار الوسطاء ابملدن‪ ،‬الذي‬ ‫ارتبطت مصاحلهم مبصاحل االستعمار‪.‬وظهرت فئة برجوازية م أسر يهودية ومسلمة اندجمت يف التيار الرأمسايل ابملدن‪ ،‬قاد أبناؤها احلركة الوطنية‪.‬‬ ‫أدت التنظيمات اإلدارية اليت أحدثها سلطات احلماية إىل السيطرة املباشرة على املغرب‪.‬وأدى االستغالل االستعماري إىل خلق تناقضات اجتماعية جديدة ابملغرب‪.‬وربط اقتصاد البالد‬ ‫ابلرأمسال األجنيب‪.‬وتضرر أغلب السكان مما جعلهم يسامهون يف مقاومة االستعمار طيلة فرتة احلماية‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫مناطق النفوذ االستعماري خالل فترة الحماية‬ ‫مراحل االحتالل العسكري للمغرب‬ ‫‪22‬‬ ‫الكفاح من اجل االستقالل واستكمال الوحدة الترابية‬ ‫سامهت عوامل خمتلفة يف ظهور احلركة الوطنية املغربية‪ ،‬اليت اعتمدت وسائل خمتلفة للمطالبة ابإلصالحات طيلة فرتة ما بني احلربني‪ ،‬وبعدها طالبت بتحقيق االستقالل‪.‬وبفضل ثورة امللك‬ ‫والشعب حصل املغرب على استقالله واسرتجع سيادته على جمموع ترابه‪.‬‬ ‫‪ - I‬نشأة احلركة الوطنية ومطالبتها ابإلصالحات خالل الثالثينات‬ ‫‪ - 7‬ظروف نشأة احلركة الوطنية‪.‬‬ ‫أصدرت فرنسا يف ‪ 41‬ماي ‪ 4111‬الظهري الرببري للفصل بني العرب والرببر وتطبيق سياسة فرق تسد‪.‬وقد نص الظهري على أتسيس احملاكم العرفية للفصل يف القضااي التجارية واملدنية‬ ‫والعقارية واألحوال الشخصية وأمور اإلرث‪ ،‬وتشكيل احملاكم الفرنسية للنظر يف القضااي اجلنائية اليت حتصل يف املناطق الرببرية‪.‬‬ ‫وانطلقت االنتفاضات الشعبية يف املدن والبوادي املغربية تطالب إبلغاء الظهري الرببري‪.‬وبرزت خنبة مثقفة أغلبها يف املدن تبنت التنظيم السياسي والعمل الوطين‪ ،‬فﺄسست كتلة العمل الوطين‬ ‫سنة ‪ 4111‬مث انقسمت سنة ‪ 4111‬إىل احلركة الوطنية لتحقيق اإلصالحات بزعامة عالل الفاسي واحلركة القومية املغربية بقيادة حممد ب احلس الوزاين‪.‬‬ ‫كما ظهر ابملنطقة اخلليفية اخلاضعة للحماية االسبانية حزب اإلصالح الوطين سنة ‪ 4111‬بزعامة عبد اخلالق الطريس وحزب الوحدة املغربية سنة ‪ 4111‬بقيادة حممد املكي الناصري‪.‬‬ ‫وأتسست اجلرائد مثل املغرب الكبري بباريس ‪ 4115‬وجريدة عمل الشعب بفاس ‪ ، 4111‬تصدران ابلفرنسية ألن سلطات احلماية منعت إصدار اجلرائد العربية‪.‬وبدأ االحتفال بعيد العرش يف‬ ‫‪ 48‬نونرب ‪ 4111‬لتوطيد االتصال بني السلطان واحلركة الوطنية‪.‬‬ ‫‪ -1‬أهم املطالب اإلصالحية للحركة الوطنية خالل الثالثينات‪.‬‬ ‫قامت كتلة العمل الوطين سنة ‪ 4111‬بتقدمي وثيقة املطالبة ابإلصالحات للسلطات الفرنسية حتت إسم "مطالب الشعب املغريب"‪.‬ومتت املطالبة إبلغاء اإلدارة الفرنسية املباشرة وأتسيس جملس‬ ‫وطين وإلغاء وسائل التعذيب‪ ،‬وابملساواة يف أداء الضرائب ومحاية الصناعة التقليدية م املنافسة اخلارجية وإلغاء الرسوم بني املناطق املغربية وتكوي تعاونيات فالحية‪.‬ويف امليدان االجتماعي متت املطالبة‬ ‫إبجبارية التعليم االبتدائي وحماربة األمية وحماربة البطالة وبناء املستشفيات والعمل ‪ 8‬ساعات يف اليوم فقط‪.‬‬ ‫وبعد رفض هذه املطالب‪ ،‬قدمت الكتلة مطالب أخرى سنة ‪ ،4111‬مع وصول اجلبهة الشعبية االشرتاكية إىل احلكم بفرنسا‪.‬ومشلت حرية الصحافة والتنقل والتجمعات وأتسيس اجلمعيات‬ ‫واملدارس وإصالح القضاء وختفيض الضرائب وغريها م املطالب حتت إسم " املطالب املستعجلة للشعب املغريب"‪ ،‬لكنها مل تلقى استجابة م سلطات احلمايتني الفرنسية واالسبانية‪ ،‬فانتقل عمل احلركة‬ ‫الوطنية م املطالبة ابإلصالحات إىل املطالبة ابالستقالل‪ ،‬مستفيدة م ظروف احلرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪ - II‬تطور احلركة الوطنية ومطالبها بني ‪ 7737‬و ‪.7771‬‬ ‫‪ – 7‬ظروف تطور مطالب املغرب من اجل االستقالل‪.‬‬ ‫استفادت احلركة الوطنية م الظروف الدولية اجلديدة كهزمية فرنسا أمام النازية ونزول قوات احللفاء ابملغرب يف ‪ 4115‬ومؤمتر الدار البيضاء "مؤمتر أنفا " ‪ 4111‬بني حممد اخلامس وروزفلت‬ ‫وتشرشيل‪.‬وبرزت املطالبة ابالستقالل يف تقدمي "وثيقة املطالبة ابالستقالل" يف ‪ 44‬يناير ‪ 4111‬م طرف قادة احلركة الوطنية إىل اإلقامة العامة‪.‬وأاثر هذا احلدث احلماس الوطين‪ ،‬فقامت سلطات‬ ‫احلماية ابضطهاد السكان واعتقال بعض زعماء األحزاب الوطنية‪ ،‬اليت اختذت أمساء جديدة مثل احلزب الوطين الذي أصبح حيمل إسم حزب االستقالل منذ ‪ ،4111‬وحزب الشورى واالستقالل الذي‬ ‫أسسه يف ‪ 4111‬أعضاء احلركة القومية‪.‬واحلزب الشيوعي الذي اندى ابلكفاح املسلح وحق تقرير املصري‪.‬وانضل العمال املغاربة يف إطار " االحتاد العام للنقاابت املتحدة ابملغرب "‪.‬وقاموا بعدة‬ ‫إضراابت أشهرها إضراب عمال الفوسفاط مبناجم اخريبكة سنة ‪.4118‬وأسس حممد ب عبد الكرمي اخلطايب " جلنة حترير املغرب العريب " يف مصر بتنسيق مع قادة احلركات الوطنية ابملغرب العريب‪.‬‬ ‫وجتلى نضال السلطان حممد اخلامس الذي ميثل القيادة العليا للحركة الوطنية يف مطالبته احلكومة الفرنسية بوضع حد لنظام احلماية‪ ،‬خالل رحلته إىل فرنسا سنة ‪ ،4110‬ويف رحلته إىل طنجة‬ ‫سنة ‪ ، 4111‬حيث أكد يف خطابه على وحدة املغرب الرتابية حتت سلطة ملكه الشرعية‪ ،‬وأن مستقبل املغرب مرتبط ابإلسالم واجلامعة العربية اليت أتسست يف ‪.4110‬ويف سنة ‪ 4101‬قدم‬ ‫السلطان مذكرة لفرنسا هتدف إىل جتاوز مشكلة اإلصالحات لتحقيق االستقالل‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ثورة امللك والشعب لتحقيق االستقالل‪:‬‬ ‫بعد فشل اإلقامة العامة يف فك االرتباط احلاصل بني السلطان والتنظيمات السياسية‪ ،‬استغلت يف سنة ‪ 4105‬فرصة قيام مظاهرات ابملدن املغربية احتجاجا على اغتيال الزعيم النقايب‬ ‫التونسي فرحات حشاد‪،‬لتقوم ابعتقال الزعماء السياسيني ومنع األحزاب والصحف‪.‬وإطالق النار على املتظاهري ‪.‬‬ ‫وعملت فرنسا مبساعدة القواد الكبار وزعماء الطرق الدينية " الكالوي وعبد احلي الكتاين " على عزل السلطان حممد بن يوسف وتعيني أحد أفراد أسرته حممد بن عرفة‪.‬ويف ‪ 51‬غشت‬ ‫‪ 4101‬ليلة عيد األضحى‪ ،‬مت نفي حممد اخلامس وأسرته إىل جزيرة كورسيكا مث إىل جزيرة مدغشقر‪.‬ومل يعرتف املغاربة ابلسلطان اجلديد‪.‬وبدأت املرحلة الثانية م املقامة املسلحة السرية‪ ،‬وتشكلت‬ ‫النواة األوىل جليش التحرير‪.‬واستهدف املقاومون اغتيال اب عرفة مرتني‪ ،‬كما استهدفوا اغتيال الباشا الكالوي‪ ،‬إضافة إىل ختريب املنشآت االستعمارية‪.‬‬ ‫‪ - III‬مراحل استقالل املغرب واستكمال وحدته الرتابية‪.‬‬ ‫‪ - 7‬استقالل املغرب‪:‬‬ ‫‪24‬‬ ‫حصل املغرب على أتييد اجلامعة العربية وحركة دول عدم االحنياز‪ ،‬لرفع قضية املغرب إىل األمم املتحدة‪ ،‬مما دفع السلطات الفرنسية إىل التفاوض مع السلطان وقادة احلركة الوطنية مبدينة إيكس‬ ‫ليبان ‪.Aix les Bains‬وانتهت املفاوضات بعودة السلطان حممد اخلامس إىل املغرب يف ‪ 41‬نونرب ‪ ،4100‬وتوقيع اتفاقية االستقالل يف ‪ 5‬مارس ‪ 4101‬مع فرنسا‪ ،‬مث اتفاقية يف أبريل مع إسبانيا‪.‬‬ ‫‪ - 1‬استكمال الوحدته الرتابية‪:‬‬ ‫لتحقيق الوحدة الرتابية اسرتجع املغرب منطقة طنجة يف‪ 29‬اكتوبر ‪ 4101‬ومت إلغاء النظام الدويل‪.‬واسرتجع إقليم طرفاية يف ‪41‬ابريل ‪ 4108‬بعد مفاوضات سلمية وطويلة مع إسبانيا‪.‬‬ ‫وإقليم سيدي افين يف ‪11‬يونيو ‪ 4111‬بعد الزايرة اليت قام هبا امللك احلس الثاين إىل مدريد حيث اقنع اإلسبان بضرورة تنفيذ قرار األمم املتحدة الذي أقر عودة سيدي افين إىل املغرب‪.‬‬ ‫وبعد إصرار اسبانيا على االستمرار يف استعمار املناطق اجلنوبية املغربية‪،‬عرض املغرب قضيته على حمكمة العدل الدولية‪ ،‬وأصدرت حكمها يوم ‪41‬اكتوبر‪ 4110‬الذي أكد على وجود روابط‬ ‫البيعة بني القبائل الصحراوية وسلطان املغرب‪.‬ويف ‪ 1‬نونرب‪ 4110‬كانت املسرية اخلضراء حنو مناطق الساقية احلمراء‪.‬ويف ‪ 41‬غشت ‪ 4111‬اسرتجع املغرب وادي الذهب‪.‬وبقيت سبتة ومليلية واجلزر‬ ‫اجلعفرية بيد اإلسبان‪.‬‬ ‫واجه الغاربة االحتالل األجنيب بطرق خمتلفة متثلت يف املقاومة املسلحة والنضال السياسي‪.‬وقدموا تضحيات جسيمة للحصول على االستقالل‪.‬‬ ‫مراحل استكمال الوحدة الرتابية يف املغرب بعد االستقالل‬ ‫‪25‬‬ ‫املصـ ـ ـ ـ ـ ـادر‪:‬‬ ‫الفتح اإلسالمي‪:‬‬ ‫أغلب المصادر رواﯾات شفوﯾة لم تدون إال في الفترة المتﺄخرة‪ ،‬ولم ﯾكن ذلك التدوﯾن إال من طرف الفقهاء بغرض تحدﯾد الوضعية القانونية لألراضي المفتوحة‪.‬‬ ‫‪ -‬رواﯾات المؤرخ المصري ابن عبد الحكم )فتوح إفرﯾقﯾا واألندلس( ‪ /‬الدباغ )معالم اإلﯾمان( ‪ /‬المالكي )رﯾاض النفوس( ‪ /‬القﯾرواني )تارﯾخ إفرﯾقﯾة والمغرب( ‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫عصر اإلمارات‪:‬‬ ‫ابن حوقل )صورة األرض( ‪ /‬ابن خرذابة )المسالك والممالك( ‪ /‬ابن الصغﯾر )أخبار األئمة الرستمﯾن( ‪ /‬ابن زكرﯾاء بن أي بكر )كتاب سﯾر األئمة وأخبارھم( ‪ /‬أبو العرب تمﯾم )طبقات علماء‬ ‫إفرﯾقﯾة وتونس( ‪ /‬البالذري )فتوح البلدان( ‪ /‬المقدسي البشاري ) أحسن التقاسم في معرفة األقالﯾم( ‪ /‬القاضي النعمان ) رسالة افتتاح الدعوة( ‪ /‬قدامة بن جعفر )كتاب الخراج ‪ :‬ذﯾل على كتاب‬ ‫المسالك والممالك البن خرداذبة( ‪ /‬الﯾعقوبي أحمد )كتاب البلدان( ‪...‬إلخ‬ ‫عصر الدول‪:‬‬ ‫ابن أبي زرع الفاسي )األنﯾس المطرب بروض القرطاس في تارﯾخ المغرب ومدﯾنة فاس( ‪ /‬ابن األثﯾر )الكامل في التارﯾخ( ‪ /‬ابن الخطﯾب لسان الدﯾن )اإلحاطة في أخبار غرناطة( ‪ /‬ابن حﯾان‬ ‫)المقتبس في تارﯾخ بلد األندلس( ‪ /‬ابن خلدون عبد الرحمان )كتاب العبر‪ ،‬ودﯾوان المبتدأ والخبر‪ ،‬في تارﯾخ العرب والعجم والبربر‪ ،‬ومن عاصرھم من ذوي السلطان األكبر( ‪ /‬ابن عذاري المراكشي‬ ‫)البﯾان المغرب في أخبار األندلس والمغرب( ‪ /‬ابن عبد المنعم الحمﯾري )الروض المعطار في خبر األقطار( ‪ /‬الشرﯾف اإلدرﯾسي )نزھة المشتاق في اختراق األفاق( ‪ /‬أبو عب?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser