الوحدة السادسة: النظام الاقتصادي الإسلامي PDF

Document Details

SlickAzurite

Uploaded by SlickAzurite

جامعة الزرقاء - كلية الشريعة

Tags

النظام الاقتصادي الإسلامي الاقتصاد الإسلامي الاقتصاد الاسلام

Summary

هذه الوثيقة هي ملخص لمحاضرات عن النظام الاقتصادي الإسلامي. تغطي المحاضرات مبادئ النظام الاقتصادي في الإسلام، وتناقش العلاقات الاقتصادية، وأهمية الالتزام بالعقيدة الإسلامية في هذا المجال.

Full Transcript

## الوحدة السادسة: النظام الاقتصادي الإسلامي ### المحاضرة الثامنة والعشرون **النظام الاقتصادي في الإسلام** نضع بين يدي أبنائنا الطلاب بعد أن حاولنا جهدنا أن نبسط لهم هذه المادة، وتأخذ شكلا يسهل فيه على الطالب أن يستوعب الأفكار ويرجع إليها وقت الحاجة، ويواكب ما يحدث في هذا العصر من تطورات يعيش آم...

## الوحدة السادسة: النظام الاقتصادي الإسلامي ### المحاضرة الثامنة والعشرون **النظام الاقتصادي في الإسلام** نضع بين يدي أبنائنا الطلاب بعد أن حاولنا جهدنا أن نبسط لهم هذه المادة، وتأخذ شكلا يسهل فيه على الطالب أن يستوعب الأفكار ويرجع إليها وقت الحاجة، ويواكب ما يحدث في هذا العصر من تطورات يعيش آمالها وآلامها، ويصبح قادراً على تحسس الدواء ووضع الخطط التي ترقي بالأمة إلى مستوى المسؤولية التي حملها الله لها . وحديثنا عن النظام الاقتصادي الإسلامي يحمل في حناياه ما يبين أن فيه الخير العميم للبشرية جمعاء فهو يحقق للفطرة مطلبها من العدل والحق، وللإنسانية الشمول والكمال، لأنه نظام رباني. فالإنسان يبذل جهداً كبيراً للحصول على وسائل العيش من مطعم وملبس ومسكن .. وهذا الجهد الذي يبذله الإنسان من طرفه ضروري لتوفير وسائل العيش للآخرين، فالإنسان لا يستطيع العيش بمفرده ولا يستطيع تأمين حاجياته من دون الاستعانة بالآخرين، وهذا النشاط الإنساني بشكل عام هو ما يطلق عليه اسم النشاط الاقتصادي. ولما كان الإنسان يعيش في مجتمع يتنازع الأفراد فيه الحقوق والواجبات لذلك كان لا بد من نظام يرتضيه أفراد المجتمع تبين فيه قواعد النظام الاقتصادي وأحكامه، تبين معالمه وخصائصه . والإسلام جاء شاملاً لجميع جوانب الحياة، وكان فيه للاقتصاد القسط الوافر، فكتب الاقتصاد سواء أكانت مستقلة أم مندرجة في كتب الفقه الإسلامي، فقد بينت العلاقات الاقتصادية فيما يخص المعاملات والأموال، فهناك عقود معاوضات رسمت المنهج الاقتصادي في المبادلات المالية من بيع وشراء وإجارة، واستصناع، وسلم ... وعقود تبرعات: هبة، وصية عارية وعقود توثيقات: حوالة، كفالة. ... 189 ### المحاضرة التاسعة والعشرون **اقتصاد يرتبط بالعقيدة** العقيدة الإسلامية هي الأساس الفكري الذي يوجه المسلم في حياته، فهي تحديد علاقة الإنسان بالله خالق الكون وبالكون، وتبين الغاية التي من أجلها وجد هذا الإنسان وتوضح الوسائل التي توصله إلى هذه الغاية، فالإنسان - في ضوء العقيدة الإسلامية - خلق من خلق الله فضله على سائر مخلوقاته إلا من اصطفى ورزقه في البر والبحر. قال تعالى في كتابه العزيز: * * وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) (سورة الإسراء الآية: (70) فالإنسان خلق لعبادة الله تعالى، ولا يبلغ درجة العبودية الحقة: إلا بالخضوع الاختياري المطلق لله رب العالمين، الخضوع الذي ينقاد له الإنسان وجداناً وسلوكاً ونشاطا، ومنه النشاط الاقتصادي على نحو ما فضله الله تعالى وشرعه، وبهذا الاعتبار نجد أن النظام الاقتصادي في الإسلام يعمل مع غيره من أنظمة الإسلام، ليسهل سبيل الوصول إلى الغاية التي خلق من أجلها الإنسان إلا وهي عبادة الله تعالى التي تزكى النفس، وتوصل إلى الظفر بالحياة الطيبة والسعادة في الدنيا والآخرة. وللارتباط بالعقيدة أثر نفسي بالغ فإذا استحضر المسلم في ذهنه الأساس الفكري للنظام الاقتصادي الإسلامي تعرف على مركزه الحقيقي في الدنيا وغايته منها، وبالتالي سيقبل بنفس راضية الالتزام بالضوابط والتشريعات التي وضعها الإسلام في المجال الاقتصادي، وسينطلق في تنفيذ هذه الضوابط والتشريعات فتؤتي ثمار الاقتصاد أكلها في واقع الحياة، تحقق للإنسان غايته التي خلق من أجلها. 192 ### المحاضرة الثلاثون **نظام فطري اعتدالا وتوازنا** خلق الله الإنسان على جملة من الميول والرغائب فطرت نفس الإنسان عليها، يستحيل على الإنسان أن يبدلها أو يستأصلها يغيرها ، وإن كان يمكن تهذيبها إذا انحرفت، وتقويهما أن حادت عن جادة الصواب، فاليد من شأنها أن تكتب، والرجل يمشي الإنسان عليها، فتحويل عضو إلى مهمة أخرى أمر مخالف للفطرة، وكذلك غرست في نفس الإنسان شيم أي نظام يصادمها ويناقضها ، لا يمكن أن يأتي بخير ولا تتهيأ له فرص الدوام والبقاء. والنظام الاقتصادي في الإسلام راعى الجانب الفطري في الإنسان، فعندما يتعامل الفرد وفق هذا النظام يجده قريبا إلى فطرته، فيقبل على التعامل معه من غير صدود أو إكراه ومن مظاهر مراعاة الفطرة في النظام الاقتصادي في الإسلام ما يلي: **أولا: الإقرار بحق الملكية:** فالإنسان مفطور على حب التملك، وقد أثبت القرآن الكريم ذلك، قال تعالى: وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمَّا ( سورة الفجر الآية (20) فجاء الإسلام ليقر هذا الحق ويبيح الملكية في أوسع صورها ، وإذا قيدها أخذ بالاعتبار حق الفرد والمجتمع على السواء، وأباح للأفراد من عمل ما لا يضرون بأنفسهم أو مجتمعهم. وهذا الجانب لا نجده يرعى حق الرعاية في الأنظمة الوضعية سواء أكانت تعتبر المجتمع سيد الاقتصاد أم الفرد أم المؤسسات ففي الدولة كالصين لما أرجعت ملكية المعامل إلى العمال ارتفعت وتيرة الإنتاج إلى أضعاف مضاعفة مما كان عليه، وحال الاتحاد السوفياتي القديم أنبأ عن فشل ذريع، وسياسة التمييز العنصري لأرباب المال ضد الملونين في الغرب أظهر ما هو أدهى وأمر. 198 ### المحاضرة الثانية والثلاثون **مفهوم العماء وكرامة العمال** **أول : مفهوم العماء في الإسلام :** يشمل المفهوم الإسلامي للعمل كل جهد أو فعالية مشروعية تبذل في مقابل كسب سواء أكان أجرة أم ربحاً، ويضم هذا المفهوم كل نشاط وعمل مادي أو معنوي أو مؤلف منهما معاً يعد عملاً، فأفراد المجتمع من رئيس الدولة ( خليفة) إلى العاملة جميعاً عمال فالموظف والتاجر المهندس والطبيب والمعلم كل هؤلاء عمال البسيط هم في الدولة الإسلامية. أما المذاهب الوضعية في الاقتصاد فقد جعلوا مفهوم العمل مقصوراً على الإنتاج الذي تقدمه فئة من المجتمع مجردة من رأس المال فالعمال يأتون في مقابل أصحاب رؤوس أموال وأصحاب مهن حرة، والإنتاج الذي يعنون هو الإنتاج المادي دون الإنتاج الفني والعلمي. وقد ورد هذا المعنى في الحديث، فالعمل هو الجهد اليدوي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده ) (1) . واستعمل لفظ العمل للوظائف والولايات التي تكلف بها الدولة ولاتها وموظفيها فنجد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستو في الحساب على العمال (الولاة) ويحاسبهم على المستخرج والمصروف كما جاء في الصحيحين عن أبي حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعمل رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا أهدي لي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هذا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه - منه شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله فإن كان بعيراً له رغاء، وإن أنت 207 ### المحاضرة الثالثة و الثلاثون **الملكية وأنواعها وقيودها وواجباتها** **أولاً: مفهوم الملكية:** تعني الملكية في الشرعية الإسلامية: حيازة الأموال من مصادرها المشروعة حيازة تخول صاحبها حق التصرف في المال كيفما شاء على الوجه الذي يرتضيه صاحب المال الحقيقي. والنظرة الإسلامية للملكية نظرة تنبع من العقيدة التي تغرس في نفس المسلم أن هذا الكون وما فيه كله لله تعالى : الأرض، السماء، والإنسان، والحيوان، والنبات، والجماد هي مال الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة المائدة الآية : (120) وإذا سمح الله تعالى للإنسان أن يملك فإنما سمح له على وجه الإعارة قال تعالى في كتابه العزيز: عَامِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ) (سور الحديد الآية : 7) ومصير مال الإنسان أن ينتقل منه في الحياة أو ينزع منه كلياً بالموت قال تعالى : مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢) (سورة الرحمن الآية: 26 - 27) أن الذي يخالط قناعة المسلم هو أن المال عارية مستردة وملكه فيه آيل إلى الزوال. ألا أن التعامل بالدنيا حين حيازة الملكية يتم التصرف بها على أنها ملك حقيقي معتبر مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً خُذْ مِنْ لذلك أضاف الله الأموال لأصحابها مثل قوله تعالى: شرعاً، تُطَهَرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكن لهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ (سورة (١٠٣) (٢٤) التوبة الآية (103) وقال تعالى في محكم تنزيله : وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ) 215 ### المحاضرة الرابعة والثلاثون **التعامل غير الشرعي والبنك الإسلامي** **أولا: التعاملء غير الشرعي الريال :** بحث الربا في هذا العصر من أهم الواجبات وألزم التكلفات التي توجب علينا أن نبينه في هذا العصر بعد أن عم بلاؤه وانتشر ضرره في العالم حتى أكفهر وجه العالم وأخذت المنهجية الوضعية الجائزة تتطاول بعنقها مقابل شريعة الحق والعدل التي تنصف الضعيف، والمضمور، وتحفظ رونق الحياة للجميع، ومن المؤسف أن هناك من المسلمين من انجر وراء الدعاية، فاسترخص دينه في نفسه وابتدر الفتوى بجواز الرياء وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يقول : (( ليأتين على الناس زمان لا يبقى أحد ألا أكل الربا فإن لم يأكله أصابه بخاره)) (1) . .1 تعريف الريا: تعرف في اللغة على أنها الزيادة والنماء)) (2) . وفي الاصطلاح يعرف الربا : بأنه عبارة عن فضل المال لا يقابله عوض في معارضة مال بمال ) (3) ، وهو ما يسمى اليوم بالفائدة فهو زيادة مشروطة ومحددة سلفاً على مال المقترض خلال فترة زمنية معينة. **2 القرآن والربا** ورد تحريم الربا في القرآن على مراحل متعددة فيها حكم جليلة، فهي تصنف واقع المشركين وتزوير الكتابيين لأحكام الله تعالى، وتثبيت الحكم الأزلي للربا لا يبطله عدل عادل ولا جور جائر، ولا ظلم جاهل. **المرحلة الأولى:** كانت في مكة المكرمة. ذكر فيها القرآن أن الربا من الظلم الاقتصادي الذي يمحق البركة وينشر الحقد والكراهية بين الناس، قال تعالى: وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّنَ الْيَرْبُوا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُوا عِندَ اللَّهِ وَمَا نَنْتُم مِّن كَوْمَ تُرِيدُونَ رَةِ اللَّهِ فَأُولَيكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (سورة الروم الآية: (3) . **المرحلة الثانية:** تستنكر على أهل الكتاب أكل الربا، وهذه المرحلة كانت في المدينة المنورة، فأكل الربا أحد أسباب تحريم الله عليهم كثيراً من الطيبات التي أحلها الله لهم، قال تعالى: ﴿ فَيُظَاهِ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوْا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا الْكَفِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) (سورة النساء الآيتان: 160 - 161). وهذا التحريم لم يزل مدونا إلى الآن ألا أنه يحتالون على النصوص ويلوون أعناقهم فيقولون: الربا محرم بين اليهود أما مع غير اليهودي فيجوز. جاء في التوراة: ((إذا أقرضت مالاً لأحد من أبناء شعبي فلا تقف منه موقف الدائن ولا تطلب منه ريحاً )1(())مالك( وفي الإنجيل جاء : ((إذا أقرضتم لمن تنتظرون منه المكافأة فأي يعرف لكم، ولكن افعلوا الخيرات وأقرضوا غير منتظرين عائدتها ، يكون ثوابكم جزيلاً) (2) . وأجمعت كلمة رجال الكنيسة على حرمة الربا، فالمرابي يجمع من حيث لم ييذر، ويحصد من حيث لم يزرع . قال سكوبار : (( إن من يقول أن الربا ليس معصية يعد ملحداً خارجاً عن الدين)) ، ويقول الأب يوني: ((إن) المرابين يفقدون شرفهم في الحياة الدنيا وليسوا أهلاً للتكفين بعد موتهم ) (3) . (1) سفر الخروج الإصحاح 22 ف 252 ، وانظر اللاوين 25 / 35 227 35 2) لوقا ص 6 ف / 34 و( 132 – 131 / 3 3) انظر فقه السنة( ==End of OCR for page 39== <start_of_image> YC2

Use Quizgecko on...
Browser
Browser