سيرة الإمام الحسين (ع)-التلخيص PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This document is a summary of the life and times of Imam Hussain (ع), and analyses his interactions with the historical figures of his time. It details the political and social climate, explaining the Imam's perspective on the events and actions of those around him, highlighting the conflicts inherent in that period.
Full Transcript
**الدرس ۸ - مالمح عصر اإلمام الحسين )ع(** مهد إنحراف السقيفة واالستيالء غير المشروع على منصب الخالفة إلى أن يستولي تح ول الخالفة اإلسالمية بالتدريج إلى ملك عضوض يتوارثه شرار الطلقاء على الحكم و الخلق. لقد عاصر اإلمام الحسين )ع( بعد استشهاد أخيه اإلمام الحسن )ع( عشر سنوات من حكم معاوية الذي كش...
**الدرس ۸ - مالمح عصر اإلمام الحسين )ع(** مهد إنحراف السقيفة واالستيالء غير المشروع على منصب الخالفة إلى أن يستولي تح ول الخالفة اإلسالمية بالتدريج إلى ملك عضوض يتوارثه شرار الطلقاء على الحكم و الخلق. لقد عاصر اإلمام الحسين )ع( بعد استشهاد أخيه اإلمام الحسن )ع( عشر سنوات من حكم معاوية الذي كشف واقع أهدافه بكل صراحة بعد إبرام وثيقة الصلح مع اإلمام الحسن )ع( ولخصها في ح ب السيطرة على الحكم. كان معاوية يتد رج في تنفيذ المخطط األموي الذي أفصح عنه أبوسفيان حين تولى يعثمان منصب الحكم إذ اعتبر خالفة النب )ص( كرة يتالعب بها صبيان بني أمية. منهج معاوية لهدم اإلسالم -- ص91 لهدم اإلسالم وإعادة الجاهل ية إلى المجتمع اإلسالمي ش ~كل\ معاوية\ مخططا~^ً^ ~متكامال~ً باسم اإلسالم وخالفة الرسول )ص( وإمرة المؤمنين. أش ~د\ خطورة\ بعد\ توقيع\ وثيقة\ \ بدأ\ تنفيذ\ المخطط\ في\ عهد\ اإلمام\ علي\ )ع(\ ،\ و\ اتخذ\ أبعادا~ً الصلح مع اإلمام الحسن )ع(. تلت ص ~ور\ اإلمام\ الباقر\ )ع(\ تلك\ المأساة\ الدامية\ بأقصر\ عبارة\ وأدقها\ حين\ قال:\ \"فق~ شيعت نا بكل بلدة، وقطعت األيدي واألرجل على الظ نة، \...( كان في طليعة الضحايا ثلة من الصحابة األبرار أمثال: حجر بن عدي وجماعته ورشيد الهجري، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وأوفى بن حصن، وسواهم كثير. اشتمل مخطط معاوية على الخطوات التالية:.1 إشاعة اإلرهاب والتصفية الجسد ية و التنكيل واالضطهاد لكل القوى المعارضة للحكم األموي. ومما أوصى معاوية أحد قادة جيوشه: فاقتل من لقيته ممن ليس هو على رب األموال، فإ ن حرب األموالمثل رأيك، واخرب ك ^ل\ ما\ مررت\ به\ من\ القرى\ واح^ شبيه بالقتل وهو أوجع للقلب. ~للسياسة\ المنحرفة\ من\ تحقيق\ أهدافها\ السوداء،\.2\ إغداق\ األموال\ لشراء\ الضمائر\ تمكينا~ً ~وقد\ تم\ فعال~^ً^ شراء نوعين من الناس: أ ـ الوعاظ والمحدثو ن فقاموا ب افتراء األحاديث الكاذبة ونسبتها إلى الرسول )ص( للنيل من علي )ع( وأهل بيته قاطبة. ب - الوجوه االجتماعية التي يخشى من تحركها ضد الحكم األموي، ومنها إرسال معاوية إلى مالك بن هبيرة السكوني ألف درهم حين بلغه استياؤه من قتل الصحابي الج ليل حجر بن عدي وأصحابه ف تخلى عن عزمه على التح رك بوجه الظلم والفساد. ~.3\ المضايقة\ االقتصادية\ وأسلوب\ التجويع،\ وهو\ أكثر\ األساليب\ األموية\ تأثيرا~^ً^ ~سلبيا~^ً^ في نفس ية األمة المسلمة بإذاللها وإشاعة المسكنة في نفوس أبنائها طيلة العشرين سنة التي صفا الج و معاوية فيها )٤١ إلى ٦٠هـ(. فقد كتب إلى والته في جميع السياسي ل ~َ~م ْن قامت عليه البينة أنه يحب عل ~يا~^ً\ وأهل\ بيته\ فامحوه\ من\ الديواناألمصار:\ انظروا^واسقطوا عطاءه ورزقه..4 العمل على تمزيق أواصر األمة اإلسالمية بإثارة الروح القومية والقبلية واإلقليمية ب إثارة الضغائن بين القبائل العربية وإشغالها بالصراعات الجانبية فيما بينها، كالصراع الذي نشب بين قيس ومضر، وأهل اليمن والمدينة، وبين قبائل العراق فيما بينها، وإثارة العنصرية عند العرب ضد المسلمين من غير العرب )الموالي(..5 اغتيال اإلمام السبط الحسن بن علي )ع( بالرغم من أنه كان قد تعهد بأن ال يبغي له وال ألخيه الغوائل..6 فرض البيعة لولده )يزيد ( المعلن بفسقه وتحكيمه في رقاب المسلمين تحت ظالل ~الفا~^ً^ الكبت واالضطهاد واإلغراء والترغيب، خ للوثيقة التي تقضي أن يكون الحسن )ع( خليفة للمسلمين بعد موت معاوية، فإن كان الحسن هو اآلخر قد رحل إلى ر به يومها فالحسين ولى األمر من بعده. تبلور واقع االنحراف الذي خططت له السياسة األموية حينما سيطر يزيد على زمام الحكم فعادت الجاهل ية ولكن في ثوب جديد وبشكل صريح. ~َ~م يزيد الج ~و\ التربوي\ الذي\ يوف~ ره اإلسالم عادة ألبنائه؛ وكان يغلب عليه طابع الشذوذ َع ^د^فــي شـتى أفكاره وممارساته ومشاعره، و كان يمارس على مسمع ومرأى من كثير من المسلمين في بالد الشام، اللهو الماجن واللعب الخليع وشرب الخمر ومنادمة الفتيات والغناء، بـل كان يلبس كالبه أساور الذهب. كان ليزيد قرد يجعله بين يديه ويك نيه أباقيس ويقول: هذا شيخ من بني إسرائيل أصاب خطيئة ف مسخ وكان يسقيه النبيذ ويضحك مما يصنع، وكان يحمله على أتان وخشبة ويرسلها مع الخيل. كان يزيد صاحب طرب وجوارح وكالب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد، وذلك بعد قتل الحسين )ع (، فأقبل على ساقيه فقال: أسقني شربة تروي مشاشي.. ثم مل فاسق مثلها ابن زياد صاحب الس ر واألمانة عندي.. ولتسديد مغنمي وجهادي غلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستعملت المالهي، وأظهر الناس شرب الشراب. ~ \ توف~ ي الحسن )ع( فاتجه الناس إلى الحسين )ع( وقرروا البيعة له وخلع حكومة ~معاوية.\ بينما\ قرر\ معاوية\ أن\ ينصب\ ابنه\ يزيدا~^ً^ خليفة على المسلمين من بعده، فأثار هذا ~الشخصيات\ اإلسالمية\ البارزة\ كالحسين\ بنالقرار\ الرأي\ العام\ اإلسالمي\ وخصوصا~ً علي )ع(، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبدهللا بن الزبير، وعبدهللا بن عمر. مواقف تأريخ ية مع برة عن المواجهة و الرفض للمخطط األموي -ص:97 ~-\ في\ سنة\ خمسين\ ف~ تحت قوهستان عنوة،ً وفيها دعا معاوية أهل الشام إلى البيعة ول ول من عهد بالخالفة البنه، وأبوالية العهد من بعده البنه يزيد، فبايعوه، وهو أ من عهد بها في صحته. ثم أنه كتب إلى مروان بالمدينة أن يأخذ البيعة، فخطب س ~نة\ أبي\ بكرمروان\ فقال:\ إن\ أمير\ المؤمنين\ رأى\ أن\ يستخلف\ عليكم\ ولده\ يزيدا~ً وعمر، فقام عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فقال: بل سنة كسرى وقيصر، إن أبابكر وعمر لم يجعالها في أوالدهما، وال في أحد من أهل بيتهما. \- حج معاوية سنة إحدى وخمسين وأخذ البيعة البنه يزيد مرة ثانة ، فبعث إلى ابن عمر وقال: أما بعد يا ابن عمر، إنك كنت تح دثني أنك ال تح ب أن تبيت ليلة سوداء ليس عليك فيها أمير، وإ ني أحذرك أن تشق عصا المسلمين أو تسعى في فساد ذات بينهم. فقال ابن عمر: أما بعد فإ نه قد كان قبلك خلفاء لهم أبناء ليس ابنك بخير من أبنائهم، فلم يروا في أبائهم ما رأيت في إبنك، ولكنهم اختاروا المسلمين حيث علموا الخيار، وأنك تحذرني أن أشق عصا المسلمين، ولم أكن ألفعل وإ نما أنا رجل من المسلمين، فإذا اجتمعوا على أمر فإ نما أنا رجل منهم. \- أرسل معاوية إلى ابن أبي بكر: إنك لو وددت إ نا وكلناك في أمر ابنك إلى هللا، وإنا عد نها عليك جذعة وهللا ال نفعل، وهللا لتر دن هذا األمر شورى في المسلمين، أو لن ت()أي كما بدأ. كل \- أرسل معاوية إلى ابن الزبير : يا ابن الزبير، إنما أنت ثعلب رواغ ما خرج من حجر دخل في آخر، وأنك عمدت إلى هذين الرجلين فنفخت في مناخرهما، ل َ^ت\ اإلمارة\ فاعتزلها،\ وحملتهما\ على\ غير\ رأيهما.\ فقال\ ابن\ الزبير:\ إن\ كنت\ قد^ ~َمل~ْ^َوهل\ ابنك\ فلنبايعه،\ أرأيت\ إذا\ بايعنا\ إبنك\ معك\ أليكما\ نسمع\ ونطيع؟\ ال\ تجتمع\ البيعة^ م ~لكما\ أبدا.~ً رغم معارضة ابن عمر وابن أبي بكر وابن الزبير، إال أن معاوية قال: إنا وجدنا أحاديث الناس ذات َعوار، زعموا أ ن ابن عمر وابن أبي بكر وابن الزبير لن يبايعوا ~يزيدا،\ وقد\ سمعوا\ وأطاعوا\ وبايعوا\ له.\ فقال\ أهل\ الشام:\ وهللا\ ال\ نرضى\ حتى\ يبايعوا\ له~ ً على رؤوس األشهاد، وإال ضربنا أعناقهم. فقال: سبحان هللا ما أسرع الناس إلى قريش بالشر، ال أسمع هذه المقالة من أحد منكم بعد اليوم، ثم نزل. فقال الناس: بايع ابن عمر وابن أبي بكر واب ن الزبير، وهم يقولون: ال وهللا ما بايعنا، فيقول الناس: بلى. هكذا وقفت األمة على عتبة تأريخ جديد من حياتها، وأصبحت أمام خيارين: - إما أن تتبنى سياسة الرفض القاطع للواقع الذي فرض عليها مهما كان الثمن. - أو القبول بسياسة األمر الواقع، حيث عليها أن تتنازل عن رسالتها وس ر عظمتها وعنوان ع زتها في الحياة. **الدرس 9 - منهج اإلمام الحسين )ع(** **بعد استشهاد اإلمام الحسن )ع(** لم يسكت اإلمام الحسين )ع( بعد إبرام الصلح مع معاوية، بل كان يتحرك وفق مسؤوليته تجاه ~مة\ جدهشريعة\ ربه\ وأ\ )ص(\ بصفته\ وريث\ النبوة\ ـ\ بعد\ أخيه\ اإلمام\ الحسن\ )ع(\ -\ مراعياً~ ~للمحافظة\ على\ ثمرة\ جهود\ الرسول\ الكريملمدى\ تدهورها\ وساعيا~^ً^~ظروف\ األمة\ ومراقبا~ً وصحابته األبرار. **ويمكن تلخيص نشاطات الحسين )ع( في هذه الفترة فيما يلي:**.1 مواجهة معاوية وبيعة يزي د أعلن اإلمام الحسين )ع( رفضه القاطع لبيعة يزيد بعدما قرر معاوية أن يسافر إلى ~يثرب\ ليتول\ )ع(\ وعبدهللا\ بن\ عباس،~ ى بنفسه إقناع المعارضين وبعد أن اجتمع باإلمام فقال اإلمام )ع(: »\... وهيهات هيهات يا معاوية!! ففضح الصب ح فحمة الدجى، وبهرت الشمس أنوار السرج، ،\... وفهم ت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله، وسياسته ألمة محمد ~أو\ تنعت\ غائبا،~^ً^ ،\... فخذ ليزيد )ص( تريد أن توهم الناس في يزيد كأنك تص ~ف\ محجوبا~ً فيما أخذ به من استقرائه الكالب المهارشة عند التحارش والحمام السبق ألترابه ن، ~والقيان\ ذوات\ المعازف،\ وضروب\ المالهي،\ تجده\ ناصرا،\ ودع\ عنك\ ما\ تحاول،\ فما~ ً أغناك أن تلقى هللا بوزر هذا الخلق بأكثر م ما أنت القيه، \...( ذهل معاوية من خطاب اإلمام )ع( ، وضاقت عليه جميع السبل فقال البن عباس: ما هذا يا ابن عباس؟ فقال ابن ع باس: لعمر هللا إ نها لذ ر ية رسول هللا )ص( وأحد أصحاب الكساء ومن البيت المطهر، فاسأله عما تريد فإ ~ن\ لك\ في\ الناس\ مقنعا~^ً^ حتى يحكم هللا بأمره وهو خير الحاكمين. اتسم موقف اإلمام الحسين )ع( مع معاوية بالش ~دة\ والصرامة،\ وأخذ\ يدعو\ المسلمين\ علنا~ً إلى مقاومة معاوية، ويحذرهم من سياسته الهدامة التي تحمل شارات الدمار إلى اإلسالم..2 محاولة جمع كلمة األمة واالستجابة لحركة الجماهير أخذت الوفود تترى على اإلمام، من جميع األقطار اإلسالمية ، تستغيث به نتيجة الظلم والجور الذي ح ل بها، وتطلب منه القيام بإنقاذها من اإلضطهاد. نقلت العيون في يثرب إلى السلطة المحلية تج مع الناس واختالفهم على اإلمام )ع(، وكان الوالي مروان بن الحكم، ففزع من ذلك وكتب إلى معاوية: أما بعد فقد كثر ~اختالف\ الناس\ إلى\ الحسين،\ وهللا،\ إني\ ألرى\ لكم\ منه\ يوما~^ً^ ~عصيبا.~ً اضطرب معاوية من تح ~رك\ اإلمام\ فكتب\ إليه\ رسالة~^ً^ يهدده فيها ي : أما بعد، فقد أنهَ^يت\ إل^ ْن كْر َ~ك،~^َ^عنك أمور، \... فال تحملنـي عـلـى قطيعتك واإلساءة إليك، فإنك متى ت ْن كْر ني أ ق هللا يا حسين في شق عصا األمة، وأن تر دهم في فتنة.ومتى تَ كْدني أ ك د َك، فات.3 فضح جرائم معاوية لرسالته يح مله فيها مسؤوليات كتب اإلمام )ع( إلى معاوية مذ كرةً ~خطيرة\ كانت\ جوابا~ً جميع ما وقع في البالد من سفك الدماء وفقدان األمن وتعريض األمة لألزمات، وت عد من أروع الوثائق الرسمية التي حفلت بذكر األحداث التي صدرت من معاوية، وهذا نصها: »أما بعد، بلغني كتابك تذكر فيه أنه انتهت إليك ع ني أمور أنت عنها راغب وأنا بغيرها عندك جدير، وإن الحسنات ال يهدي لها وال يس دد إليها إال هللا تعالى. أما ما ذكرت أنه رقى إليك عني فإ ~نه\ إنما\ رقاه\ إليك\ الم~ القون الم شاؤون بالنميمة، المف رقون ~بين\ الجمع،\ وكذب\ الغاوون،\ ما\ أردت\ لك\ حربا\ في~ ^ً^ ~وال\ عليك\ خالفا،~^ً^ وإ ني ألخشى هللا ترك ذلك منك، ومن اإلعذار فيه إليك وإلى أوليائك القاسطين حزب الظلمة. ألس َت القاتل حجر بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم، ،\... أولست قاتل عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول هللا )ص( العبد الصالح ته ^ه^~َ~م الذي أبلته العبادة فنحل جسمه واصفر لونه؟ فقتلته بعدما أمنته وأعطيته ما لو ف العصم لنزلت من رؤوس الجبال. أولست بمدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف، فزعمت أنـه ابـن أبيك؟ وقد قال رسول هللا )ص(: )الولد للفراش وللعاهر ~تعمدا\ ،\...\ ولقد\ نقضت\ عهدك\ بقتل\ هؤالء\ النفر~ ^ً^ الحجر(، فتركت سنة رسول هللا )ص( ، الذين قتلتهم بعد الصلح واأليمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قد قاتلوا أو قَتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إال لذكرهم فضلنا وتعظيمهم ح قنا، \... «. ال توجد وثيقة سياسية في ذلك العهد عرضت لعبث السلطة وسجلت الجرائم التي ارتكبها معاوية غير هذه الوثيقة، وهي صرخة في وجه الظلم واالستبداد..4 استعادة حق مضيع كان معاوية ينفق أكثر أموال الدولة على تدعيم ملكه وتقوية مركز بني أمية السياسي واالجتماعي. وكان اإلمام الحسين )ع( يشجب هذه السياسية، ويرى ضرورة إنقاذ ~أساس\ شرعي،\ وال\ يقوم\ إ~ ال األموال من معاوية الذي يفتقد حكمه ألي على القمع والتزييف واإلغراء. استولى اإلمام )ع( على أموال لخزينة دمش اجتازت على يثرب من اليمن، وو زعها على المحتاجين، وكتب إلى معاوية: من الحسين بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان، أما إليك لتودعها خـزائــنبعد فإ ~ن\ عيرا~^ً^ م ~رت\ بنا\ من\ اليمن\ تحمل\ ماال~^ً^ و ~حلال~^ً^ ~وعنبرا~^ً^ ~وطيبا~ً دمشق وتع ل بها بعد النهل بني أبيك، وإ ني احتجتها فأخذتها، والسالم« ~فكتب\ له\ معاو\ ية\ مهددا:~^ً^ ،\... ولك ني قد ظننت يا ابن أخي أ ن في رأسك نزوةً وبودي أن يكون ذلك في زماني، فأعرف لك قدرك وأتجاوز عن ذلك، ولك ني وهللا أتخ وف أن تبتلى بمن ال ينظرك فواق ناقة. د ل اإلمام الحسين )ع( بعمله على أ ن الخليفة غير الشرعي ليس من حقه أن يتصرف بأموال المسلمين، وأ ن ذلك من حقوق الحاكم الشرعي، والحاكم الشرعي هو اإلمام الحسين )ع( نفسه الذي ينفق أموال بيت المال وفق المعايير اإلسالمية. ~بخالفة\ معاوية\ إذ\ لم\ يصفه\ بأمير\ المؤمنين\ كما\ \ أكد\ )ع(\ في\ رسالته\ أنه\ ال\ يعترف\ رسميا~ً كان يصفه اآلخرون. حاول معاوية االلتفاف على موقف اإلمام فوصف نفسه في رسالته الجوابية بأمير المؤمنين ووالي المسلمين ولكنه فشل في محاولته تلك، فقد بات موقف اإلمام الحسين ~بين\ الصواب\ والخطأ\ للمسلمين\ على\ مدى\ التأريخ،\ في\ حين\ لم\ يعتبر\ إسالميا~^ً^~)ع(\ معيارا~ً المسلمون موقف معاوية سوى أنه تشويه للحقيقة وتضليل للرأي العام..5 تذكير األمة بمسؤوليتها ~ \ عقد\ اإلمام\ )ع(\ مؤتمرا~^ً^ ~سياسيا~^ً^ ~عاما~^ً^ ~دعا\ فيه\ جمهورا~^ً^ ~غفيرا~^ً^ ممن شهد موسم الحج من وتح ^دث\ بما\ أل\ بعترة\ النبي^ م المهاجرين واألنصار والتابعين وغيرهم من سائر المسلمين، )ص( وشيعتهم من المحن واإلحن والتي ص بها عليهم معاوية، وما اتخذه من اإلجراءات المش ددة في إخفاء فضائلهم، وألزم )ع( الحاضرين بإذاعة ذلك بين المسلمين. كان هذا المؤ تمر يتض من اإلعداد لوضع مستقبلي كان قد خطط له اإلمام الحسين )ع(. رو ى سليم بن قيس عن هذا المؤتمر: إ نه لما كان قبل موت معاوية بسنة حج الحسين ي وعبدهللا بن ع ^باس\ وعبدهللا\ بن\ جعفر،\ فجمع\ الحسين\ بني\ هاشم\ ونساءهمبن\ عل^ومواليهم ومن ح ~ج\ من\ األنصار\ ممن\ يعرفهم\ الحسين\ وأهل\ بيته،\ ثم\ أرسل\ رسال~^ً^ وقال ~لهم:\ ال\ تدعوا\ أحدا\ )ص(\ المعروفين\ بالصالح\ والنسك~ ^ً^ ح ج العام من أصحاب رسول هللا إال إجمعوهم لي، فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادق وعامتهم ~من\ التابعين\ ونحو\ من\ مائتي\ رجــل\ مـن\ أصحاب\ النبي\ )ص(\ ،\ فقام\ فيهم\ خطيبا~^ً^ فحمد هللا وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإن هذا الطاغية ـ يعني معاوية - قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم، \.... ~أنزله\ هللا\ في\ علي\ بن\ أبي\ طالب\ خاصة\ وفي\ أهل\ بيته\ من\ القرآن \ لم\ يدع\ اإلمام\ )ع(\ شيئا~ً وال على لسان نبيه إال ناشدهم فيه، وكانوا يقولون اللهم نعم قد سمعنا وشهدنا. وكان مما قال )ع(: أتعلمون أ ن عل ي - أنشدكم هللا بن أبي طالب كان أخا رسول هللا حين آخي بين أصحابه فآخي بينه وبين نفسه، وقال: أنت أخى وأنا أخوك فى الدنيا واآلخرة. - أنشدكم هل تعلمون أ ن رسول هللا اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه ثم ابتنى فيه م س د ك ل با ٍب شارع إلىعشرة منازل تسعة له، وجعل عاشرها في وسطها ألبي، ث ~م\ فقال:\ ما\ أنا\ سددت\ أبوابكم\ وفتحت\ بابه،~ ~م\ في\ ذلك\ من\ تكل~ المسجد غير بابه؟ فتكل ولكن هللا أمرني بس د أبوابكم وفتح بابه، ثم نهى الناس أن يناموا في المسجد غيره. - أتعلمون أن عمر بن الخطاب حرص على كوة قدر عينه يدعها في منزله إلى ~أمرني\ أن\ أبني\ مسجدا~^ً^ ~طاهرا~^ً^ المسجد فأبى رسول هللا )ص( ، و قال: إ ن هللا ال يسكنه غيري وغير أخي وبنيه. \- أتعلمون أن رسول هللا قال في غزوة تبوك: أنت م ني بمنزلة هارون من موسى، وأنت ولي كل مؤمن بعدي؟ \- أتعلمون أن رسول هللا قضى بينه وبين جعفر وزيد فقال: يا علي أنت مني وأنا منك ي ك ^ل\ مؤمن\ بعديوأنت\ ول\.^- أتعلمون أن رسول هللا ف ضله على جعفر وحمزة حين قال لفاطمة )ع(: ز وجت ك خير ~أهل\ بيتي\ أقدمهم\ سلما~^ً^ ~وأعظمهم\ حلما~^ً^ ~وأكثرهم\ علما~^ً^؟ \- أتعلمون أن رسول هللا )ص( قال : أنا سيد ولد آدم، وأخي علي سيد العرب، وفاطمة سيدة نساء أهل الج نة، والحسن والحسين إبناي سيدا شباب أهل الجنة؟ **الدرسان 10 و 11 - هجرة اإلمام الحسين )ع( إلى مكة المكرمة** لما استشهد اإلمام الحسن )ع( تحركت الشيعة بالعراق وكتبوا إلى الحسين )ع( في خلع معاوية والبيعة له، فامتنع عليهم وذكر أ ~ن\ بينه\ وبين\ معاوية\ عهدا~^ً^ ~وعقدا~^ً^ ال يجوز له نقضه حتى تمضي المدة فإذا مات معاوية نظر في ذلك. ف بعده ولده يزيد، كتب لما مات معاوية منتصف رجب سنة ستين من الهجرة وتخل يزيد إلى ابن عمه الوليد بن عتبة والي المدينة مع مولى لمعاوية يقال له ابن أبي زريق يأمره بأخذ البيعة على أهلها وخاصة على الحسين )ع( وال يرخص له في التأخر عن ذلك ويقول: إن أبى عليك فاضرب عنقه وابعث إلى برأسه. كان معاوية قبل وفاته قد حذر يزيد من أربعة: الحسين بن علي وعبدهللا الزبير وعبدهللا بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وال سيما من الحسين وابن الزبير. أما ابن الزبير ~فهرب\ إلى\ مكة\ وأرسل\ الوليد\ خلفه\ واحدا~^ً^ ~وثمانين\ راكبا~^ً^ فلم يدركوه وكان ابن عمر بمكة. أحضر الوليد مروان بن الحكم واستشاره في أمر الحسين )ع(، فقال: إنه ال يقبل، ولو ~كنت\ مكانك\ لضربت\ عن\ قه،\ فقال\ الوليد:\ ليتني\ لم\ أك\ شيئا~^ً^ ~مذكورا.~^ً^ ثم بعث إلى الحسين )ع( في الليل فاستدعاه فعرف الحسين )ع( الذي أراد فدعا بجماعة من أهل بيته ~ومواليه\ وكانوا\ ثالثين\ رجال~^ً^ وأمرهم بحمل السالح وقال لهم: إ ن الوليد قد استدعاني في ~فني\ فيه\ أمرا~^ً^~هذا\ الوقت\ ولست\ آمن\ أن\ يكل\ ال\ أجيبه\ إليه\ وهو\ غير\ مأمون\ فكونوا\ معي~ فإذا دخلت فاجلسوا على الباب فإن سمعتم صوتي قد عال فادخلوا عليه لتمنعوه ع ني. ^ص\ منه\ بوجه^ رد الحسين )ع( أن يصارح الوليد باالمتناع من البيعة وأراد التخل لم ي سلمي، فو رى عن مراده وقال: إني أراك ال تقنع ببيعتي س ~را~^ً^ حت ~ى\ أبايعه\ جهرا~^ً^ فيعرف ذلك الناس، فقال له الوليد: أجل، فقال الحسين )ع( تصبح وترى رأيك في ذلك، فقال له الوليد انصرف على اسم هللا حتى تأتينا مع جماعة الناس. ~ \ قال\ مروان\ وهللا\ لئن\ فارقك\ الحسين\ الساعة\ ولم\ يبايع\ ال\ قدرت\ منه\ على\ مثلها\ أبدا~^ً^ حتى تكثر القتلى بينكم وبينه ولكن احبس الرجل فال يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه. لما اسمع الحسين )ع( هذه المجابهة القاسية من مروان الو زغ ابن الوزغ صارحهما ~حينئذ\ باالمتناع\ من\ البيعة\ وأنه\ ال\ يمكن\ أن\ يبايع\ ليزيد\ أبدا\ )ع(\ عند\ ذلك\ ،~^ً^ فوثب الحسين وقال لمروان: ويلي عليك يا ابن الزرقاء أنت تأمر بضرب عنقي؟! كذبت وهللا ولؤمت. ثم أقبل الحسين )ع( على الوليد فقال: أ يها األمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وم ختلف المالئكة بنا فتح هللا وبنا ختم ويزيد فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق، ومثلي ال يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخالفة والبيعة، ثم خرج يتهادى بين مواليه. لما بلغ يزيد ما صنع الوليد عزله عن المدينة ووالها عمرو بن سعيد بن العاص األشدق فقدمها في رمضان. أقام الحسين )ع( في منزله تلك الليلة وهي ليلة السبت لثالث بقين من رجب سنة ستين فلما أصبح خرج من منزله يستمع األخبار، فلقيه مروان فقال له: يــا أباعبدهللا إني لك ناصح فأطعني ترشد، فقال الحسين )ع( وما ذاك، قل حتى أسمع. فقال مروان: إ ني آمرك ببيعة يزيد بن معاوية فإ نه خير لك في دينك ودنياك. فقال الحسين )ع(: إنا هلل وإنا إليه راجعون وعلى اإلسالم السالم إذ قد بليت األمة براع مثل يزيد. وطال الحديث بينه وبين مروان حتى انصرف وهو غضبان. لما كان آخر نهار السبت بعث الوليد الرجال إلى الحسين )ع( ليحضر فيبايع فقال لهـم ~أصبحوا\ ثم\ ترون\ ونرى\ فكف~ حوا عليه فخرج في الحسين )ع( وا تلك الليلة عنه ولم يل ~نحو\ مكة.تلك\ الليلة\ وقيل\ في\ غداتها\ وهي\ ليلة\ األحد\ ليومين\ بقيا\ من\ رجب\ متوجها~ً ي ولس ت وهللا أ ^دخر\ النصيحة^ ي وأع ^زهم\ عل \ قال\ ابن\ الحنفية:\ يا\ أخي\ أنت\ أحب\ الناس\ إل^ألحد من الخلق، تنح ببيعتك عن يزيد وعن األمصار ما استطعت ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، ،\... أخرج إلى مكة فإن اطمأنت بك الدار بها فذاك وإن تكن األخرى خرجت إلى بالد اليمن فإ ~نهم\ أنصار\ جدك\ وأبيك\ وهم\ أرأف\ الناس\ وأرقهم\ قلوبا~ً ~وأوسع\ الناس\ بالدا\ شعف\ الجبال\ وجزت\ من~ ^ً^ ~فإن\ اطمأنت\ بك\ الدار\ وإ~ ال لحقت بالرمال و بلد إلى بلد حتى تنظر ما يؤول إليه أمر الناس ويحكم هللا بيننا وبين القوم الفاسقين فإنك ~تكون\ رأيا~^ً^ ~حين\ تستقبل\ األمر\ استقباال~^ً^ أصوب ما. فقال الحسين )ع(: يا أخي وهللا لو لم يكن في الدنيا ملجأ وال مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية. ~وأما\ أنت\ يا\ أخي\ فال\ عليك\ أن\ تقيم\ بالمدينة\ فتكون\ لي\ عينا~^ً^ ثم قال )ع(: عليهم ال تخفي ~عني\ شيئا\ رهم.~ ^ً^ من أمو اجتمعت نساء عبد المطلب للنياحة، ف مشى فيهن الحسين ) ع( فقال: أنشدكن هللا أن تبدين هذا األمر معصية هلل ولرسوله، فقلن: فلمن نستبقي النياحة والبكاء؟ فهو عندنا كيوم مات فيه رسول هللا )ص( وعلي وفاطمة والحسن ورقية وزينب وأم كلثوم، جعلنا هللا فداك من الموت يا حبيب األبرار من أهل القبور. مضى )ع( في جوف الليل إلى قبر أ مه فودعها ثم مضى إلى قبر أخيه الحسن )ع( ففعل كذلك. خرج معه )ع( بنو أخيه وإخوته وجل أهل بيته إال محمد بن الحنيفة وعبدهللا بن جعفر. ~يترقب\ قال\ رب \ خرج\ )ع(\ من\ المدينة\ في\ جوف\ الليل\ وهو\ يقرأ:\ )فخرج\ منها\ خائفا~ً نجني من القوم الظالمين (. لزم الطريق األعظم فقال له أهل بيته لو تن كبت الطريق األعظم كما فعل ابن الزبير كيال يلحقك الطلب، فقال: ال وهللا ال أفارقه حتى يقضي هللا ما هو قاض. لقَيه عبدهللا بن مطيع فقال جعلت فداك أين تريد؟ قال: أما اآلن فمكة، وأما بعد فإ ني أستخير هللا. قال: خار هللا لك وجعلنا فداك، فإذا أتيت مكة فإياك أن تقرب الكوفة فإ نها بلدة مشؤومة بها قتل أبوك و خذل فيها أخوك واغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه، الزم الحرم فأنت س ~يد\ العرب\ ال\ يعدل\ بك\ أهل\ الحجاز\ أحدا~^ً^ ويتداعى إليك الناس من كل ^ن\ بعدك.^~َرق~ جانب ال تفارق الحرم فداك ع مي وخالي، فوهللا لئن هلكت لن ست دخول اإلمام الحسين )ع( مكة المكرمة -ص :114 دخ ل )ع( مكة يوم الجمعة لثالث مضين من شعبان )أي في اليوم الرابع( سنة ٦٠ هجرية ، ودخلها وهو يقرأ: )ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء أقام بمكة باقي شعبان وشهر رمضان وش ~واال~^ً^ السبيل(. و وذا القعدة وثماني لـيـال مـن ذي الحجة. ي أقبل الناس في مكة يختلفون إليه )ع(، وابن الزبير بها قد لزم جانب الكعبة يصل عندها عامة النهار ويطوف ويأتـي الحسين ) ع( فيمن يأتيه اليومين المتواليين وبين ك ل يوم مرة، وال يزال يشير على الحسين )ع( بالرأي وهو أثقل خلق هللا عل ى ابن الزبير ألنه قد علم أ ~ن\ أهل\ الحجاز\ ال\ يبايعونه\ ما\ دام\ الحسين\ )ع\ (\ باقيا~^ً^ في البلد و أن الحسين )ع( أطوع في الناس منه وأج ل. دعوة أهل الكوفة واإلعالن عن االستعداد للبيعة -ص:114 لما بلغ أهل الكوفة موت معاوية وامتناع الحسين )ع( من البيعة ارجفوا بيزيد وعقد اجتماع في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، فخطب في هم: إنكم قد علمتم بأ ن معاوية قد هلك وصار إلى ربه وقدم على عمله وقد قعد في موضعه ابنه يزيد، وهذا الحسين بن ~علي\ قد\ خالفه\ وصار\ إلى\ مكة\ هاربا\ نتم\ شيعته\ وشيعة\ أبيه~ ^ً^ من طواغيت آل أبي سفيان وأ من قبله، وقد احتاج إلى نصرتكم اليوم فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عد وه فاكتبوا إليه، وإن خفتم الوهن والفشل فال تغ روا الرجل من نفسه. قالوا: بل نقاتل عد وه ونقتل أنفسنا دونه. ~ \ أرسلوا\ وفدا~^ً^ مع أب ي عبدهللا الجدلى وكتبو ا إليه معهم )بسم هللا الرحمن الرحيم ، للحسين ي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن ش ^داد\ البجلي\ وحبيب\ بنبن\ عل^مظاهر وعبدهللا بن وال وشيعته من المؤمنين والمسلمين، سالم عليك أما بعد فالحمد هلل الذي قصم عد وك وعدو أبيك من قبل، ،\... وإ نه ليس علينا إمام غيرك فأقبل لعل هللا يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير في قصر اإلمارة ولسنا نجتمع معه في جمعة وال نخرج معه إلى عيد ولو قد بلغنا أنك أقبلت أخرجناه حت ى يلحق بالشام إن شاء هللا(. ثم لبثوا يومين وأنفذوا قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبدهللا بن شداد األرحبي وعمارة بن عبد هللا السلولي إلى الحسين )ع( ومعهم نحو مائة وخمسين صفحة من الرجل واإلثنين واألربعة وهو مع ذلك يتأنى وال يجيبهم، فورد عليه في يوم واحد ستمائة كتاب وتواترت الكتب حتى اجتمع عنده إثنا عشر ألف كتاب. ثم لبثوا يومين آخرين وس رحوا إليه هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد هللا الحنفي وكانا آخر الرسل وكتبوا إليه: )بسم هللا الرحمن الرحيم ، للحسين بن علي مـن شيعته من المؤمنين والمسلمين أما بعد فح يهال فإ ن الناس ينتظرونك ال رأي لهم غيرك فالعجل العجل ثم العجل العجل والسالم(. رسول الحسين )ع( إلى الكوفة -ص:115 كتب اإلمام الحسين )ع( مع هاني بن هاني وسعيد بن عبداللـه: بسم الرحمن الرحيم من ^ي^ ~ي\ إلى\ المأل\ من\ المؤمنين\ والمسلمين\ أما\ بعد\ فإن\ هانيا~^ً^ ~وسعيدا~^ً\ قدما\ علالحسين\ بن\ عل^بكتبكم وكانا آخر من قدم علي من رسلكم وقد فهمت ك ل الذي اقتصصتم وذكرتم، ~كم\ أنه\ ليس\ علينا\ إمام\ فأقبل\ لعل\ هللا\ يجمعنا\ بك\ على\ الحق\ والهدىومقالة\ جل\ ،\ وأنا\ باعث~ إليكم أخي وابن ع مي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأ ت في كتبكم إن شاء هللا تعالى فلعمري ما اإلمام إال الحاكم بالكتاب القائمفإ ~ني\ أقدم\ إليكم\ وشيكا~ً بالقسط الدائن بدين الحق الحابس نفسه على ذلك هلل والسالم. دعا الحسين )ع( ابن عمه مسلم بن عقيل، وقيل إ نه كـتـب مـعـه جــواب كتبهم فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي ورجلين آخرين وأمره بالتقوى وكتمان أمره واللطف فإن رأى الناس مجتمعين مستوسقين عجل إليه بذلك، فأقبل مسلم )رحمه( حتى أتى المدينة واستأجر دليلين من قيس فأقبال به يتنكبان الطريق وأصابهما عطش شديد فعجزا عن ~ى\ سنن\ الطريق\ ومات\ الدليالن\ عطشا~^ً^ السير فاومئا له إل. دخل مسلم الكوفة فنزل دار المختار وأقبل الناس يبايعونه، وكان ي قرأ عليهم كتاب الحسين )ع( وهم يبكون، فكتب إلى الحسين )ع(: أما بعد فإ ن الرائد ال يكذب أهله وإ ن ~جميع\ أهل\ الكوفة\ معك\ وقد\ بايعني\ منهم\ ثمانية\ عشر\ ألفا~^ً^ فعجل اإلقبال حين تقرأ كتابي هذا والسالم. ~ \ علم\ النعمان\ بن\ بشير\ »وكان\ واليا~^ً^ على الكوفة« بمكان مسلم، ف خطب في الناس وحذرهم الفتنة، فقام إليه عبدهللا بن مسلم بن سعيد الحضرمي حليف بني أمية فقال له: إنه ال ي ص لح ما ترى إال الغشم إ ن هذا الذي أنت عليه رأي المستضعفين، فقال له ي من أن أكون من األع زين فيب إلُّ^النعمان\ أن\ أكون\ من\ المستضعفين\ في\ طاعة\ هللا\ أح^معصية هللا. المستشار المسيحي ليزيد -ص117 ~ينفذ \ كتب\ عبدهللا\ بن\ مسلم\ إلى\ يزيد:\ إن\ كان\ لك\ في\ الكوفة\ حاجة\ فابعث\ إليها\ رجال~^ً^ ~قويا~ً أمرك ويعمل مثل عملك في عد وك فإ ن النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضع ف. و كتب عمارة بن الوليد بن عقبة وعمر بن سعد إلى يزيد بنحو ذلك. ~ \ دعا\ يزيد\ مستشاره\ سرجون\ الرومي\ مولى\ معاوية\ )وكان\ سرجون\ مستوليا~^ً\ على\ معاوية^ ~ي\ على\ الكوفة\ وكان\ يزيد\ عاتبا~^ً^ على عبيدهللا بن زياد وهوفي حياته( واستشاره فيمن يول ~بوالية\ الكوفة\ ومات\ قبليومئذ\ وال\ على\ البصرة\ وكان\ معاوية\ قد\ كتب\ البن\ زياد\ عهدا~ً ~شر\ لك\ معاوية،\ ما\ كنت\ آخذا\.\ قال:\ هذا~ ^ً^ إنفاذه، فقال سرجون ليزيد: لو ن برأيه؟ قال: بلى ^عهده\ لعبيد\ هللا\ على\ الكوفة.\ فض^ م يزيد البصرة والكوفة إلى عبيد هللا وكتب إليه بعهده ي شيعتي من أهل الكوفة وسيره مع مسلم بن عمرو الباهلي: أ ما بعد فإ ^نه\ كتب\ إل^يخبرونني أن ابن عقيل فيها يجمع الجموع ليش ق عصا المسلمين، فسر حين تقرأ كتابي هذا حت ى تأتي الكوفة فتطلب ابن عقيل طلب الخرزة حتى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه والسالم. كتاب الحسين )ع( إلى أهل البصرة -ص:117 وكتب الحسين )ع( إلى رؤساء األخماس بالبصرة وإلى أشرافها مع ذراع السدوسي ومع مولى للحسين )ع( اسمه سليمان ويك نى أبا رزين، فكتب إلى مـالك بـن مسـمـع البكري واألحنف بن قيس ويزيد بن مسعود النهشلي والمنذر بن الجارود العبدي ومسعود بن عمر األزدي بنسخة مواحدة: أما بعد فإ ن هللا اصطفى محمد هللا )ص( على خلقه وأكرمه بنب وته واختاره لرسالته ث قبضه هللا إليه وقد نصح لعباده وبل ا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأح ~ق~ غ ما أرسل به وك ن الناس بمقامه ،\...، وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب وأ نا أدعوكم إلى كتاب هللا وس نة نب يه، ميتت وإ ن البدعة قد أحييت فإن تجيبوا دعوتي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل ة قد أ فإ ن الس ن الرشاد. الكوفة قبل ورود الحسين )ع( إليها موقف زعماء البصرة من دعوة الحسين )ع( - ص:118 لم يستجب لطلب الحسين )ع( إال يزيد بن مسعود النهشلي، وجمع بني تميم وبني حنظلة وبني سعد، و قال لهم: يا بني تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم؟ ~فقالوا:\ بخ\ بخ\ أنت\ وهللا\ فقرة\ الظهر\ ورأس\ الفخر\ حللت\ في\ الشرف\ وسطا~^ً^ وتقدمت فيه ~فرطا.~^ً^ قال فإ ~ني\ قد\ جمعتكم\ ألمر\ أريد\ أن\ أشاوركم\ فيه\ وأستعين\ بكم\ عليه،\ فقالوا:\ إذا~ً وهللا نمنحك النصيحة ونجهد لك الرأي، فقل نسمع. ~فقال:\ إن\ معاوية\ قد\ مات\ فأهون\ به\ وهللا\ هالكا~^ً^ ~ومفقودا،~^ً^ أال وإ نه قد انكسر بـاب الجور واإلثم وتضعضعت أركان الظلم، ،\... وهذا الحسين بـن عـلـي ابـن رسـول هللا )ص( ذو الشرف األصيل والرأي األثيل له فضل ال يوصف وعلم ال ينزف، ،\... وقد كان صخر بن قيس )وهو األحنف ( انخزل بكم يوم الجمل فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول هللا )ص( ونصرته، وهللا ال يق ~صر\ أحد\ عن\ نصرته\ إ~ ال أورثه هللا تعالى الذل في ولده والقلة في عشيرته وها أنا ذا قد لبست للحرب المتها وا ~درعت\ لها\ بدرعها،\ من\ لم~ ي قتل يمت ومن َيهرب لم َيفت فأحسنوا رحمكم هللا ر د الجواب. قال بنو حنظلة: أبا خالد نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك إن رميت بنا أصبت وإن غزوت بنا فتحت، إذا شئت فافعل. ^ \ قال\ بنو\ سعد\ بن\ يزيد:\ أم^ هلنا نراجع الرأي فنأتيك برأينا. و تكلم بنو عامر بـن تـمـيـم وأعربوا عن استجابتهم ألمره. ~ \ كتب\ يزيد\ بن\ مسعود\ إلى\ الحسين\ )ع(\ جوابه\ مبديا~^ً^ فيه استعداده للنصرة وقرأ الحسين كتابه ودعا له باألمن يوم الخوف واالرواء يوم العطش األكبر، ولكن لما تج هز للخروج لنصرة سيده الحسين )ع( بلغه قتله فجزع من انقطاعه عنه. كتب األحنف بن قيس للحسين )ع( : أما بعد فاصبر إن وعد هللا حق وال يستخف نك الذين ال يوقنون. أما المنذر بن الجارود فإ نه جاء بالكتاب والرسول إلى عبيد هللا بن زياد في عشية الليلة التي يريد ابن زياد أن يذهب في صبيحتها إلى الكوفة. فأخذ عبيدهللا الرسول فصلبه، ثم خطب الناس وتوعدهم على الخالف وخرج من البصرة واستخلف أخاه عثمان عليها. ابن زياد يتدارك الوضع في الكوفة -ص:120 ~ \ أقبل\ ابن\ زياد\ من\ جهة\ البادية\ مما\ يلي\ النجف،\ و\ دخل\ الكوفة\ ليال~^ً\ في\ ز^ ^ي\ أهل\ الحجاز^ ~م\ فظنوا\ أنه\ الحسين،\ فقالت\ امرأة\ هللا\ أكبر\ ابن\ رسول\ هللا~ وعليه عمامة سوداء وهو متلث ~بك\ يا\ ابن\ رسول\ هللا\ قدمت\ خير\ مقدم\ إنا\ معك\ أكثر\ )ص(\ فتصايح\ الناس\ وقالوا:\ مرحبا~ً ~من\ أربعين\ ألفا~^ً^. كشف عبدهللا بن مسلم الباهلي عـن هو ~يته\ قائال:~^ً^ تأ خروا، هذا األمير عبيدهللا بن زياد، ^عبيدهللا\ فتساقط\ القوم\ ووط^ ~ْى\ بعضهم\ بعضا~^ً\ من\ فحسر\ اللثام\ عن\ وجهه\ وقال:\ أنــا^التزاحم. ~ \ دخل\ ابن\ زياد\ القصر\ ليال،~^ً^ ولما أصبح خطب وتوعد الن اس بالعقوبة للعاصي واإلحسان للمطيع منهم. مسلم يأبى اغتيال ابن زياد -ص:120 ~َ~و ع ده الناس خرج من دار المختار إلى لما سمع مسلم بن عقيل بخبر مجيء عبيد هللا وت^َ^دار هاني بن عروة في جوف الليل. أخذ أنصار مسلم يختلفون إليه على تست ر، وأل ح عبيد هللا في طلبه. جاء عبيد هللا لعيادة شريك بن الحارث الهمداني في دار هاني، وأمر شريك مسلم بن عقيل بأن يقتل عبيد هللا إذا جلس عنده، ونهاه هاني. ولما أراد الخروج تعلقت به امرأة لهاني وبكت في وجهه وناشدته هللا أن يفعل )أي لم ترد أن يقتله في دارها(، وخرج ابن زياد، ومات شريك من مرضه ذلك. ابن زياد يكتشف مخبأ مسلم وأصحابه -ص:120 له اسمه معقل ودفع إليه أربعة آالف درهم عمد ابن زياد إلى التج ~سس\ فدعا\ غالما~ً وأمره بحسن التوصل إلى أصحاب مسلم وأن يدفع إليهم المال ليستعينوا به ويظهر لهم أنه منهم من أهل حمص فجاء إلى مسلم بن عوسج ة فاغتر بكالمه وأدخله على مسلم بن عقيل فأخبر ابن زياد بكل ما أراد. ~ \ بلغ\ الذين\ بايعوا\ مسلما~^ً^ خمسة وعشرين ألف رجل فعزم على الخروج، فقال هانئ ال تعجل، وخاف هانئ عبيدهللا على نفسه فانقطع عن مجلسه وتمارض. دعا ابن زياد محمد بن األشعث وح سان بن أسماء بن خارجة وعمرو بن الح جاج وكان هانئ متز ~وجا\ ،\ فقال\ لهم:\ مـا\ يـمنـع\ هـانيـا~^ً^ ~مـن~ ^ً^ الزبيدي رويحة بنت عمرو هذا زيارتنا؟ قالوا: إنه مريض، قال: بلغني أنه بريء وأنه يجلس على باب داره فالقوه نا فإ ني ال أحب أن يفسد عندي مثله من أشرافو ~مروه\ أن\ ال\ يدع\ ما\ عليه\ من\ حق~ العرب. فأتوه وقالوا: ما يمنعك من لقاء األمير؟ فإ نه قد ذكرك، قال: المرض، قالوا: بلغه أنك برئت، وأقسموا عليه أن يذهب معهم فذهب، ولم يكن ح سان يعلم بشيء م ما ~به.كان،\ وكان\ محمد\ بن\ األشعث\ عالما~ً ~يعتقل\ هانيا\ -\ ص:121~ ^ً^ ابن زياد فلما دخل هاني على ابن زياد فقال له: ايه يا هانئ ما هذه األمور التي تر بص في دارك ألمير المؤمنين وعا مة المسلمين؟ جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له يالجموع والسالح في الدور حولك وظننت أ ^ن\ ذلك\ يخفى\ عل\ ؟\ فأنكر\ هانئ\ أن\ يكون\ قد^ ~فعل،\ فدعا\ ابن\ زياد\ معقال.~^ً^ ~فعلم\ هانئ\ أنه\ كان\ عينا~^ً^ عليهم فسقط في يده ساعة ثم راجعته ~إلى\ منزله\ وإنما\ جاءه\ يسأله\ النزولنفسه\ وجعل\ يعتذر\ إلى\ ابن\ زياد\ بأنه\ ما\ دعا\ مسلما~ً فاستحيا من ر ده وداخله من ذلك ذمام وأنه يذهب اآلن فيخرجه، فقال ابن زياد: وهللا ال تفارقني حتى تأت يني به فقال: ال وهللا ال أجيئك به، أجيئك بضيفي تقتله؟! وخال به مسلم بن عمرو الباهلي ليقنعه بأن يأتي به فأبى، فقال ابن زياد واللـه لتأتيني به ~تكثر\ البارقة\ حول\ دارك،\ فقال:\ والهفاه\ عليك!أو\ ألضر\ بن\ عنقك،\ قال:\ إذا\ أبالبارقة~ ً تخوفني؟ وهانئ يظ ن أ ن عشيرته سيمنعونه، ثم قال: ادنوه م ني فاستعرض وجهه بالقضيب حتى كسر أنفه وشق حاجبه ونثر لحم جبينه وخ ده على لحيته وسالت الدماء على ثيابه ووجهه ولحيته و كسر القضيب. وضرب هانئ يده على قائم سيف شرطي ^وجاذبه\ الشرطي\ ومنعه،\ فقال\ عبيدهللا:\ أحرور^ ي سائر اليوم؟ قد ح ل دمك، ج ^روه^ وه فألقوه في بـيـت مـن بـيـوت الدار وأغلقوا عليه بابه وجعلوا عليه َ^ح^ ~َ~ر فج ~ر\ سا.~ً فقام إليه ح سان بن خارجة فقال: أر سل غدر سائر اليوم؟! أمرتنا أن نجيئك بالرجل حتى إذا جئناك به فعلت به هذا، فقال عبيد هللا وإنك لهاهنا فأمر به ف ضرب وت عتع وأجلس ناحية. فقال محمد بن األشعث: رضينا بما رأى األمير، لنا كان أم علينا إنما األمير مؤدب. وبلغ عمرو بن الحجاج أ ~ن\ هانيا~^ً^ قد قتل فأقبل في مذحج حتى أحاط بالقصر فقال ابن زياد لشريح القاضي ادخل على صاحبهم فانظر إليه ثم أعلمهم أنه حي ففعل فقالوا: أما إذا لم يقتل فالحمد هلل وانصرفوا. خروج مسلم في الكوفة - ص:123 أرسل مسلم إلى القصر من يأتيه بخبر هانئ فل ما أخبر أنه ضرب و حبس، قــال لمناديه: نا د يا منصور أمت، وكان ذلك شعارهم، فنادى، فاجتمع إليه أربعة آالف كانوا في الدور حوله ـ وقيل ثمانية عشر ألف رجل - فسار إلى ابن زياد فما نزل ابن زياد حتى ~دخلت\ النظارة\ المسجد\ يقولون:\ جاء\ ابن\ عقيل\ فدخل\ عبيدهللا\ القصر\ مسرعا~^ً^ وأغلق أبوابه. ع بأ أصحابه ميمنة وميسرة ووقف هو في القلب وأقبل نحو القصر وتداعى الناس واجتمعوا حتى امتأل المسجد والسوق وضاق بعبيد هللا أم ره، وبعث إلى وجوه أهل ~الكوفة\ فجمعهم\ عنده\ وليس\ معه\ إال\ ثالثون\ رجال~^ً^ من الشرطة من ~وعشرون\ رجال~ً ^ته\ وجعل^ ~َ~من في القصر مع ابن زياد ي شرفون على أصحاب مسلم أشراف الناس وخا ^ص^وأصحاب مسلم يرمونهم بالحجارة ويشتمونهم ويفترون عـلـى عبيد هللا وأمه وأبيه. ~ \ دعا\ ابن\ زياد\ كثير\ بن\ شهاب\ وأمره\ أن\ يخرج\ فيمن\ أطاعه\ من\ مذحج\ ويخذ~ ل الناس عن ابن عقيل ويخ وفهم، وأمر مح مد بن األشعث أن يخرج فيمن أطاعه إلى كندة وحضرموت فيرفع راية أمان وأمر جماعة من األشراف بمثل ذلك وحبس باقي وجوه ~إليهم\ لقلة\ من\ معه.الناس\ عنده\ استيحاشا~ً تكاثر الناس مع ابن عقيل حتى المساء وأم رهم شديد، وأمر ابن زياد من عنده من الطاعة الزيادة والكرامة ويخ وفوا أهل األشراف أن يشرفوا على الناس في م نوا أه َل ل الناس ويخ و المعصية الحرمان والعقوبة، وجعل كثير يخذ فهم بأجناد الشام فأخذوا يتف رقون، وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها فتقو ل: انصرف، الناس يكفونك، ويجيء ~يأتيك\ أهل\ الشام\ فما\ تصنع\ بالحرب؟الرجل\ إلى\ ابنه\ وأخيه\ ويقول:\ غدا~ً ى المغرب وما ثم أمسى ابن عقيل في خمسمائة فلما اختلط الظالم جعلوا يتف رقون فصل ~معه\ إال\ ثالثون\ نفسا\ ومعه\ عشرة\ أنفس\ فخرج\ من~ ^ً^ ~فتوجه\ نحو\ باب\ المسجد\ فلم\ يبلغه\ إ~ ال الباب فإذا ليس معه أحد. مضى مسلم على وجهه متل ~ددا~^ً^ في أزقة الكوفة حتى أتى باب امرأة اسمها )طوعة( ولها م عليها ابن عقيل فر ~دت~ ولد اسمه بالل كان قد خرج مع الناس وأ مه قائمة تنتظره فسل م خرجت فقالت يا عبد هللا ألمعليه السالم وطلب منها ماء فسقته وجلس، ودخلت ث م تشرب أعادت مثل ذلك فسكت، فقالت: ؟ قال: بلى قالت فاذهب إلى أهلك فسكت، ث سبحان هللا يا عبد هللا قم عافاك هللا إلى أهلك فإ نه ال يصلح لك الجلوس على بابي وال أحله لك. ي أج ^ر \ قام\ مسلم\ وقال\ لطوعة:\ يا\ أمة\ هللا\ ما\ لي\ في\ المصر\ أهل\ وال\ عشيرة،\ فهل\ لك\ ف^~ومعروف\ ولعل\ يوم؟\ قالت:\ وما\ ذاك؟\ قال:\ أنا\ مسلم\ بن\ عقيل\ قالت:\ أنت~ ي مكافيك بعد ال مسلم؟ قال: نعم، قالت: أدخل فدخل إلى بيت في دارها غير الذي تكون فيه وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش، وجاء ابنها فرآها تكثر الدخول في البيت والخروج منه فاستراب بذلك ولم يزل بها حتى أخبرته. لما تفرق الناس من حول القصر، خرج عبيدهللا بأصحابه إلى المسجد ونادى مناديه ة من رجـل مـن الشرط والعرفاء والمناكب والمقاتلة صل برئت الذ م ى العتمة إال في ~ى\ بهم\ وأقام\ الحرس\ خلفه\ ث~ فامتأل المسجد من الناس فصل م المسجد صعد المنبر وقال: إ ن ابن عقيل السفيه الجاهل قد أتى ما رأيتم من الخالف والشقاق فبرئت ذمة هللا من رجل وجدناه في داره، ومن جاء به فله د يته، اتقوا هللا عباد هللا وال تجعلوا على أنفسكم ~سبيال،~^ً^ يا حصين بن تميم - وهو صاحب شرطته ـ ثكلتك أمك إن ضاع باب من سكك الكوفة وخرج هذا الرجل ولم تأتني به وقد سلطت ~ك\ على\ دور\ أهل\ الكوفة\ ثم\ دخل~ القصر. في الصباح جلس عبيدهللا مجلسه وأذن للناس فدخلوا عليه وأقبل محمد بن األشعث فقال بمن ال يستغ ش وال ي ت ~هم،\ وأقعده\ إلى\ جنبه،\ وجاء\ ابن\ تلك\ المرأة\ فأخبر\ عبد\ له:\ مرحبا~ً الرحمن بن محمد بن األشعث بمكان مسلم من أ مه، وكانت أمه أم ولد لألشعث بن قيس ~فأعتقها\ وتزوجها\ أسيد\ الحضرمي\ فولدت\ له\ بالال~^ً^ فبين بالل وأوالد األشعث عالقة ~بسبب\ تلك\ المرأة،\ فجاء\ عبد\ الرحمن\ فأخبر\ أباه\ سرا\ ب\ ن\ ز\ ياد~ ^ً^ وهو عند ابن زياد فعرف ا ~سراره\ فبعث\ معه\ سبعين\ رجال~^ً^ حتى أتوا الدار التي فيها مسلم. ا سمع مسلم وقع حوافر الخيل وأصوات الرجال علم أنه قد أتي فخرج إليهم بسيفه ل م واقتحموا عليه الدار فش د عليهم يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من الدار ثم عادوا إليه فش ~د\ عليهم\ كذلك\ فأخرجهم\ مرارا\ م\ جماعة\ واختلف\ هو\ وبكر\ بن\ حمران~ ^ً^ وقتل منه ضربتين فضرب بكر فم مسلم فقطع شفته العليا وأسرع السيف في السفلى وفصلت له ثنيتاه، وضربه مسلم في رأسه ضربة منكرة وث ناه بأخرى على حبل العاتق كادت تطلع إلى جوفه. أشرف الجند على مسلم من فوق البيوت يرمونه بالحجارة ويلهبون النار فى أطنان القصب ويلقونها عليه، فلما رأى ذلك قال أك ل ما أرى من األجالب لقتل مسلم بن عقيل ~الموت\ الذي\ ليس\ عنه\ محيص،\ فخرج\ عليهم\ مصلتا\ ة~ ^ً^ ~سيفا~^ً^ يا نفس اخرجي إلى في الس ك ~األشعث\ لك\ األمان\ وهو\ يقاتلهم\ ويتمثل:~ فقاتلهم فناداه ابن ~ئا~ً أقسمت ال أقتل إال حـرا \... وإن رأيت الموت شي نكر أو أخلط البارد سخنا م ا أخاف أن أكذب أو أ ا \... ~ر~ َغ ر ~ٍ~ق شرار د شعاع الشمس فاستق را \... كل امرىء يوم مال أضربكم وال أخاف ض را غ ر وكان قد أثخن بالحجارة وعجز عن القتال قال له ابن األشعث: إ نك ال ت كذب وال ت فأسند ظهره إلى جنب تلك الدار وأعاد عليه ابن األشعث لك األمان. وقيل: إنهم تكاثروا ~خذ\ أسيرا~^ً^ و حمل عليه بعد أن أثخن بالجراح فطعنه رجل من خلفه فخ ر إلى األرض فأ على بغلة وانتزع ابن األشعث سيفه وسالحه. عند ذلك يئس مسلم من نفسه ودمعت عيناه وبكى، فقيل له: إن الذي يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثلما نزل بك لم يبك، فقال: وهللا ما لنفسي بكيت وال لها من القتل ~ي\ أرثي\ وإن\ كنت\ لم\ أحب\ لها\ طرفة\ عين\ تلفا،~ َ ولكنني أبكي ألهلي المقبلين إل ، أبكي لحسين وآل حسين، ثم قال البن األشعث هل عندك خير؟ تستطيع أن تبعث من عندك ~رجال~^ً^ ~على\ لساني\ يبلغ\ حسينا\ إال\ وقد\ خرج\ اليوم\ أو\ هو\ خارج\ غدا~^ً^ ~وأهل~ ^ً^؟ فإ ني ال أراه بيته، ويقول له إ ن ابن عقيل بعثني إليك وهو أسير في أيدي القوم ال يرى أنه ي مسي حتى ي قتَل وهو يقول لك: ارجع فداك أبي وأ مي بأهل بيتك وال يغررك أهل الكوفة فإ نهم أصحاب أبيك الذي كان يتم نى فراقهم بالموت أو القتل. قال ابن األشعث: وهللا ألفعلن - وكذب.- وجيء به إلى باب القصر وقد اشت د به ~العطش\ وعلى\ الباب\ ق~ ~ة\ فيها\ ماء\ باردل\ ،\ فقال:\ اسقوني\ من\ هذا\ الماء،\ فقال\ له\ مسلم\ بن~ عمرو الباهلي: أتراها؟ ما أبردها! ال وهللا ال تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم، ظك وأقسى قلبك! أنت يا ومنعهم أن يسقوه، فقال له ابن عقيل: ألمك الثكل ما أجفاك وأف ابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم م ني. ة عليها منديل وقدح فص ~ب\ فيه\ ماء،\ وقال\ له:~ ~لله\ فأتاه\ بق~ ~ \ أرسل\ عمرو\ بن\ حريث\ غالما~ً ~ما\ شرب\ امتأل\ القدح\ دما~^ً^~اشرب\ فأخذ\ كل\ من\ فمه\ فال\ يقدر\ أن\ يشرب،\ فعل\ ذلك\ مرة\ أو~ مرتين فلما ذهب في الثالث ليشرب سقطت ثناياه في القدح، فقال: الحمد هلل لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته. مسلم يتح دى كبرياء ابن زياد -ص:126 سل مت أم لم تسل ^م\ عليه\ باإلمرة،\ فقال\ له\ الح^ ~َر\ أدخل\ مسلم\ على\ ابن\ زياد\ فلم\ يسل\ سي:\ م\ على\ األمير،~ ~فقال:\ اسكت\ ويحك!\ وهللا\ ما\ هو\ لي\ بأمير،\ فقال\ ابن\ زياد:\ ال\ عليك\ سل\ م~ فإ نك مقتول، قال: إن قتلتني فلقد قتل من هو شر منك من هو خي ر م ني. قال: قتلني هللا إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في اإلسالم. فقال: أما إ ^نك\ أحق^ ~َ~^من\ أحدث\ في\ اإلسالم\ ما^ وقبح ال ثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة ألحد أولى بها م لم يكن، وإنك ال تدع سوء القتلة منك. أقبل ابن زياد على مسلم يشتمه ويشتم عل ~يا~^ً^ ~والحسن\ والحسين\ وعقيال.~^ً^ فقال له مسلم: أنت وأبوك أحق بالشتيمة فاقض ما أنت قاض يا عدو هللا. قال ابن زياد: اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه ثم أتبعوه جسده، ف صعد بـه وهو فضرب عنقه وأتبع رأ سه ج ث تَه. يك ب ي على رسولهر ويستغفر هللا وي س بحه وي ~صل\ )ص(~ شفع ابن األشعث في هاني فوعده ابن زياد ثم بدا له فأمر بهاني بعد قتل مسلم فقال: أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه فأخرجوه وهو مكتوف فجعل يقول وامذحجاه وال م جذب يده فنزعها من الكتاف ووثبوا إليه فش ~دوه\ وثاقا~^ً^ وضربه مولىمذحج لي اليوم ث تركي لعبيد هللا بن زياد يقال له رشيد فقتله. كان خروج مسلم في الكوفة يوم الثالثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية وقتله يوم األربعاء يوم عرفة لتسع خلون منه. أمر ابن زياد بجثة مسلم وهانئ فصلبتا بالكناسة وبعث برأسيهما إلى يزيد بن معاوية وأخبره بأمرهما فأعاد يزيد الجواب إليه يشكره على فعله وسطوته ويقول له: قد بلغني أ ~ن\ حسينا~^ً^ قد سار إلى الكوفة فـضـع المناظر والمسالح واحبس على الظ نة وخذ على التهمة واكتب إلي في كل ما يحدث. **الدرسان ۱۲ و ۱۳ - حركة اإلمام الحسين من مكة إلى العراق** كان يزيد بن معاوية قد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص من المدينة إلى مكة في عسكر ~هم\ فحج\ بالناس\ وأوصاه\ بقبض\ الحسين~ عظيم وواله أمر الموسم وأ مره على الحا ج كل ~)ع(\ سرا~^ً^ وإن لم يتمكن منه يقتله غيلة، وأمره أن يناجز الحسين )ع( القتال إن هو ناجزه. ل ما كان يوم التروية قدم عمرو بن سعيد إلى مكة في جند كثيف فل ما علم الحسين )ع( بذلك عزم على التوجه إلى العراق وكان قد أحرم بالحج وقد وصله قبل ذلك كتاب مسلم بن عقيل ببيعة أهل الكوفة له فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وقصر من شعره وأح ل من إحرام الحج وجعلها عمرة مفردة؛ ألنه لم يتمكن من إتمام الحج مخافة أن يقبض عليه، فخرج من مكة يوم الثالثاء وقيل: يوم األربعاء يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجة. فكان الناس يخرجون إلى منى والحسين )ع( خارج إلى العراق. ى هللا خطب الحسين )ع( في أصحابه: »الحمد هلل وما شاء هللا وال قوة إال باهلل وصل ~ينا\ أجور\ الصابرين،\ لنعلى\ رسوله\ رضا\ هللا\ رضانا\ أهل\ البيت\ نصبر\ على\ بالئه\ ويوف~ ر بهم عينه وي ~نجز~ تشذ عن رسول هللا لحمته بل هي مجموعة له في حظيرة القدس تق ُّ ~بهم\ وعده،\ من\ كان\ باذال~^ً^ فــينـا مهجته على لقاء هللا نفسه فليرحل معنا فإ ~نيوموطنا~ً ~إن\ شاء\ هللا\ تعالى.راحل\ مصبحا~ً جاءه أبوبكر عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي فنهاه عن الخروج ~:\ جزاك\ هللا\ خيرا~^ً^ إلى العراق فقال له الحسين )ع( يا ابن عم قد اجتهدت رأيك ومهما يقض هللا يكن. جاءه عبدهللا بن ع ~باس\ فنهاه\ عن\ الخروج\ أيضا~^ً^ فقال أستخير هللا وأنظر ما يكون. ثم أتاه مرة ثانية فأعاد عليه النهي وقال: إن أَبي َ~ت\ إ~ ال الخروج فاخرج إلى اليمن، فقال الحسين ^)ع(:\ يا\ ابن\ ع^ م إني وهللا ألعلم أنك ناصح مشفق وقد أزمعت وأجمعت المسير. م خشي أن يتهمه فقال : لو أقمت لما خالفنا جاءه عبدهللا بن الزبير فأشار عليه بالعراق ث عليك، فلما خرج ابن الزبير قال الحسين )ع(: إن هذا ليس شيء أحب إليه من أن أخرج من الحجاز. جاءه عبدهللا بن عمر فأشار عليه بصلح أهل الضالل وحذره من القتل والقتال فقال له: يا أباعبد الرحمن أما علمت أ ن من هوان الدنيا على هللا أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل؟ أما تعلم أ ن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع ~نبيا~^ً^ الفجر إلى طلوع الشمس سبعين ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم ^يصنعوا\ شيئا\ ل\ هللا\ عليهم\ بل\ أخذهم\ بعد\ ذلك\ أخذ\ عزي^~ٍز\ ذي\ انتقام؟\ اتق\ هللا\ يا~ ^ً^ فلم يع ج أباعبد الرحمن وال تدعن نصرتي. كان الحسين )ع( يقول: وأيم هللا لو كنت في جحر ها مة من هذه الهوام الستخرجوني ي كما اعتدت اليهود في السبت. وهللا ال ي َدعوني حتى حتى يقتلوني وهللا ليعتد ن عل ~هم\ حتى\ يكونوا~ ط هللا عليهم من ي ذليستخرجوا هذه العلقة من جوفي فإذا فعلوا ذلك سل أذل من فرام المرأة. )هامش: الفرام خرقة الحيض(. جاءه محمد بن الحنفية في الليلة التي أراد الحسين )ع( الخروج في صبيحتها عن مكة فقال له: يا أخي إ ن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خف ت أن يكون حالك كحال من مضى فإن رأيت أن تقيم فإ نك أع ز من بالحرم وأمنعه. فقال: يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت. فقال له ابن الحنفية: فإن خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر فإنك أمنع الناس به، وال يقدر عليك أحد، فقال )ع(: أنظر فيما قلت. ل ما كان السحر إرتحل الحسين )ع( فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه فأخذ بزمام ناقته ـ وقد ~ركبها\ ـ\ فقال:\ يا\ أخي\ ألم\ تعدني\ النظر\ فيما\ سألتك؟\ فما\ حــداك\ عـلـى\ الـخــروج\ عاجال~^ً^؟ قال: أتاني رسول هللا )ص( بعدما فارقتك فقال: يا حسين أخرج فإ ن هللا شاء أن يراك ~قتيال.~^ً^ فقال محمد ابن الحنف ية: إنا هلل وإنا إليه راجعون. فما معنى حملك هؤالء النسوة ~ن\ يراهن\ سبايا\ فسلم\ عليه~ معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟! فقال: إ ن هللا قد شاء أ ومضى. سمع عبدهللا بن عمر بخروجه فق ~دم\ راحلته\ وخرج\ خلفه\ مسرعا~^ً^ فأدركه في بعض ~المنازل\ فقال:\ أين\ تريد\ يا\ ابن\ رسول\ هللا؟\ قال:\ العراق،\ قال:\ مهال~^ً^ ك ارجع إلى حرم ج د فأبى الحسين )ع( ، فلما رأى ابن عمر إباءه قال: يا أباعبدهللا اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول هللا )ص( يقبله منك فكشف الحسين )ع( عن سرته فقبلها ابن عمر ~ثالثا~^ً^ وبكى وقال: استودعك هللا يا أبا عبدهللا فإنك مقتول في وجهك هذا. مالحقة السلطة لإلمام الحسين )ع( -ص :132 لما خرج الحسين )ع( من مكة اعترضته رسل عمرو بن سعيد بن العاص أمير الحجاز من قبل يزيد، عليهم أخوه يحيى بن سعيد لير دوه، فأبى عليهم وتدافع الفريقان ~وتضاربوا\ بالسياط\ ثم\ امتنع\ عليهم\ الحسين\ )ع(\ وأصحابه\ امتناعا~^ً^ ~شديدا~^ً^ ومضى الحسين )ع( على وجهه فبادروا وقالوا: يا حسين أال تتقي هللا؟! تخرج من الجماعة وتف رق بين هذه األمة ؟ فقال : لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون. ~ \ عن\ علي\ بن\ الحسين\ )ع(\ قال:\ خرجنا\ مع\ الحسين\ )ع(\ فما\ نزل\ منزال~^ً^ وال ارتحل منه إال ذكر يحي ى بن زكريا وقتله. كتب عمرو بن سعيد وهو والي المدينة بأمر يزيد إلى الحسين )ع( فلما قرأ الكتاب تمثل بهذا البيت: يزرك عد و نك كاش ^ح\ أو\ يلو^ ~َ~م فإن ال تزر أرض العدو وتأتــه \... ~تحمل\ هدية\ قد\ بعث\ بها\ بحير\ بـن \ سار\ الحسين\ )ع(\ حتى\ مر\ بالتنعيم\ فلقي\ هناك\ عيرا~ً ريسان الحميري عامل اليمن إلى يزيد بن معاوية وعليها الورس والحلل فأخذ )ع( ~َ~من أح ^ب\ أن\ ينطلق\ معنا\ إلى\ العراق^ ~َ~وفَيناه كراه وأحس ^نا\ الهدية\ وقال\ ألصحاب\ الجمال:^معه صحبته، ومن أحب أن يفارقنا أعطيناه كراه بقدر ما قطع من الطريق، فمضى معه قوم وامتنع آخرون. ثم سار )ع( حتى أتى الصفاح فلقيه الفرزدق الشاعر، قال الفرزدق: حججت بأ مي سنة ~ستين\ فبينما\ أنا\ أسوق\ بعيرها\ حتى\ دخلت\ الحرم\ إذ\ لقيت\ الحسين\ )ع(\ خارجا~^ً\ من\ مكة^ معه أسيافه وأتراسه. فقلت: لمن هذا القطار؟ فقيل ل مت عليه لحسين بن علي، فأتيته وسل وقلت له: أعطاك هللا سؤلك وأ ملك فيما تح ب بأبي أنت وأمي يا ابن رسول هللا ما ~أعجلك\ عن\ الحج؟\ فقال:\ لو\ لم\ أعجل\ أل~ خذت. ثم قال لي: من أنت؟ قلت: رجل من العرب )و في ر و اي ة: من العراق( فال وهللا ما فتشني عن أكثر من ذلك، ثم قال لي: أخبرني عن الناس خلفك ؟ فقلت: الخبير سألت قلوب الناس معك وأسيافهم عليك، والقضاء ينزل من السماء وهللا يفعل ما يشاء. فقال )ع(: صدقت هلل األمر من قبل ومن بعد وك ل يوم ر بنا هو في شأن إن نزل القضاء بما نح ب فنحمد هللا على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد )وفي رواية: فلم يعتد( من كان الحق نيته والتقوى سيرته. فقلت له: أجل بلغك هللا ما تح ب وكفاك ما تحذر وسألته عن أشياء من نذور ومناسك فأخبرني بها وح رك راحلته، وقال السالم عليك. كتاب األمان من أمير المدينة -ص:134 يقسم ألحق عبدهللا بن جعفر الحسين )ع( بابنيه عون ومح ~مد\ وكتب\ على\ أيديهما\ كتابا~ً عليه فيه بالرجوع ويقول: إ ني مشفق عليك من هذا الوجه أن يكون فيه هالكك وإن هلكت اليوم طفئ نور األرض فإنك علم المهتدين. ~ \ صار\ عبدهللا\ إلى\ عمرو\ بن\ سعيد\ أمير\ المدينة\ فسأله\ أن\ يكتب\ للحسين\ )ع(\ أمانا~^ً^ ويم نيه ^ال\ ر\ والصلة،\ فكتب\ له\ وأنفذه\ مع\ أخيه\ يحيى\ بن\ سعيد،\ فلحقه\ يحيى\ وعبدهللا\ بن\ جعفر^ ب وجهدا به في الرجوع، فقال: إني رأيت رسول هللا )ص( في المنام وأمرني بما أنا ~ماض\ له.\ فقال\ له:\ فما\ تلك\ الرؤيا،\ قال:\ ما\ حدثت\ بها\ أحدا~^ً^ وما أنا مح ~دث\ بها\ أحدا~^ً^ حتى بلزومهألقى ربي عزوجل، فل ~ما\ أيس\ منه\ عبدهللا\ بن\ جعفر\ أمر\ ابنيه\ عونا~^ً^ ~ومحمدا~ً والمسير معه والجهاد دونه ورجع هو إلى مكة. ~ \ سار\ الحسين\ )ع(\ نحو\ العراق\ مسرعا~^ً^ ال يلوي على شيء حتى بلغ وادي العقيق فنزل ذات عرق فلقيه رجل من بني أسد يس ~مى\ بشر\ بن\ غالب\ واردا~^ً^ من العراق فسأله عن ~فت\ القلوب\ معك\ والسيوف\ مع\ بني\ أمية\ فقال:\ صدق\ أخو\ بني\ أسد\ إن\ هللا~ أهلها، فقال: خل يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. اإلمام )ع( يخبر أهل الكوفة بتوجهه إليهم - ص:134 إلى جماعة من أهل الكوفة لما بلغ الحسين )ع( إلى الحاجز من بطن الر ~مة\ كتب\ كتابا~ً منهم سليمان بن صرد الخزاعي والمس يب بن نَ َجَبة )وقيل ابن نج ية( ورفاعة بن ش داد وغيرهم وأرسله مع قيس بن مسهر الصيداوي، وذلك قبل أن ي خَبر بقتل مسلم يقول فيه: »بسم هللا الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين، سالم عليكم فإ ني أحمد إليكم هللا الذي ال إله إال هو )أما بعد( فإن كتاب مسلم بن عقيل ~جاءني\ يخبرني\ فيه\ بحسن\ رأيكم\ واجتماع\ ملئكم\ على\ نصرنا\ والطلب\ بحقنا\ سألت\ هللا\ أن~ يحسن لنا الصنيع وأن يثيبكم على ذلك أعظم األجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثالثاء لثمان مضين من ذي الح جة يوم التروية فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في ^وا\ فإني\ قاد^ م أمركم وج د عليكم في أيامي هذه إن شاء هللا تعالى والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته«. وكان مسلم بن عقيل قد كتب إليه قبل أن يقتل بسبع وعشرين ليلة. اعتقال رسول الحسين )ع( وقتله -ص:135 ل ما بلغ ابن زياد مسير الحسين )ع( من مكة إلى الكوفة ب أخذ ما بين واقصة إلى طريق ~عون\ أحدا\ ،\ وبعث\ الحصين\ بن\ تميم~ ^ً^ الشام إلى طريق البصرة فال ي َد يلج وال أحد يخرج صاحب شرطته حتى نزل القادسية ونظم الخيل ما بين القادسية إلى خفان وما بين القادسية إلى القطقطانة وإلى جبل لعلع. لما انتهى قيس إلى القادسية اعترضه الحصين ابن تميم ليفت شه فأخرج قيس الكتاب وخرقه فحمله الحصين إلى ابن زياد، فقال له: من أنت؟ قال أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنه. قال: فلماذا خرقت الكتاب؟ قال لئال تعلم ما فيه قال وم من الكتاب وإلى من؟ قال: من الحسين إلى جماعة من أهل الكوفة ال أعرف أسماءهم فغضب ابن زياد وقال: وهللا ال تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤالء القوم أو تصعد ~الحسين\ بن\ علي\ وأباه\ وأخاه\ وإال\ ق\.\ فقال\ قيس~ ط المنبر فتس ب ~إربا~^ً^عتك إربا : أ ~ما\ القوم~ ً فال أخبرك بأسمائهم وأ ما س ب الحسين وأبيه وأخيه فأفعل )وكان قصده أن يبلغ رسالة الح سين )ع( إلى أهل الكوفة(. ى على النبي )ص( وأكثر من الترحم على صعد قيس المنبر فحمد هللا وأثنى عليه وصل علي والحسن والحسين ولعن عبيد هللا بن زياد وأباه ولعن عتاة أمية ثم قال: أي ها الناس إ ن هذا الحسين بن علي خير خلق هللا ابن فاطمة بنت رسول هللا )ص( وأنــا رسوله إليكم وقد خلفته بالحاجر فأجيبوه. فأمر به ابن زياد فرمي من أعلى القصر فتقطع فمات. م قرأ ) فمنهم من بلغ الحسين )ع( قتله فاسترجع واستعبر بالبكاء ولم يملك دمعته، ثـ ~اللهمقضى\ نحبه\ ومنهم\ من\ ينتظر\ وما\ بدلوا\ تبديال~^ً^(، ثم قال: جعل هللا له الج ~نة\ ثوابا~ً ~عتنا\ منزال~^ً^ ~كريما~^ً^ اجعل لنا ولشي واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك إنك على ك ل شيٍء قدير. أقبل الحسين )ع( من الحاجر حتى انتهى إلى ماء من مياه العرب فإذا عليه عبدهللا بن مطيع العدوي وهو نازل به فلما رأى الحسين )ع( قام إليه فقال: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول هللا ما أقدمك ؟! واحتمله فأنزله، فقال له الحسين )ع( : كان من موت معاوية ما قد بلغك فكتب إلي أهل العراق يدعونني إلى أنفسهم. فقال له عبدهللا: أذكرك هللا يا ابن رسول هللا وحرمة اإلسالم أن تنتهك، أنشدك هللا في حرمة قريش، أنشدك هللا في حرمة ~ن\ قتلوك\ ال\ يهابوا\ بعدك\ أحدا~ً لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتل ~نك\ ولئ~ العرب، فوهللا ~أبدا،~^ً^ وهللا إنها لحرمة اإلسالم ت نتهك وحرمة قريش وحرمة العرب، فال تفعل وال تأت الكوفة وال تع رض نفسك لبن ي أمية. التحاق زهير بن القين بركب اإلمام )ع( -ص :136 أقبل الحسين )ع( ال يشعر بشيء حتى لقي األعراب فسألهم، فقالوا: ال وهللا ما ندري غير أ نا ال نستطيع أن نلج وال نخرج فسار تلقاء وجهه، وكان زهير بن القين البجلي قد ح ج في تلك السنة وكان عثمان ~يا~^ً^ فلما رجع من الحج جمعه الطريق مع الحسين )ع(. ح دث جماعة من فزارة وبجيلة قالوا: كنا مع زهير بن القين حين أقبلنا من مكة فك نا نساير الحسين )ع( فلم يكن شيء أبغض إلينا من أن نسير معه في مكان واحد أو ننزل سار الحسين تخلف زهير بن القين وإذا نزل الحسين تق ~دم~ معه في منزل واحد، فإذا ~زهير\ فنزلنا\ يوما~^ً^ ~في\ منزل\ لم\ نجد\ بدا~^ً^ من أن ننزل معه فيه فنزل هو في جانب ونزلنا في جانب آخر فبينا نحن جلوس نتغدى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين )ع( حتى م ثم دخل فقال: يا زهير إن أبا عبدهللا بعثني إليسل ك لتأتيه، فطرح ك ~ل\ إنسان\ منا\ ما\ في~ يده كأ ن على رؤوسنا الطير كراهة أن يذهب زهير إلى الحسين )ع(. قال أبو مخنف: فحدثتني دلهم بنت عمرو وهي امرأة زهير قالت: فقلت له: اللـه! أيبعث م انصرفت،إليك ابن رسول هللا ثم ال تأتيه؟! سبحان هللا لو أتيته فسمعت من كالمه! ث ~فأتاه\ زهير\ على\ كره\ فما\ لبث\ أن\ جاء\ مستبشرا~^ً^ قد أشرق وجهه فأمر بفسطاطه وثقله ورحله فح ول إلى الحسين )ع( ثم قال المرأته أنت طالق الحقي بأهلك فإ ني ال أحب أن يصيبك بسببي إال خير، وقد عزم ت على صحبة الحسين )ع(. وقال ألصحابه : من أح ب منكم أن يت بعني وإال فهو آخر العهد م ~ن\ :\ إنا\ غزونا\ بلنجري\ إني\ سأحدثكم\ حديثا\ -~ ً وهي بلدة ببالد الخزر ـ ففتح اللـه عـلينا ـ وأصبنا غنائم ففرحنا فقال لنا سلمان بقتالكم معهم م ~مالفارسي:\ إذا\ أدركتم\ قتال\ شباب\ آل\ محمد\ فكونوا\ أشد\ فرحا\ ا\ أصبتم\ من~ ً الغنائم، فأما أنا فأستودكم هللا، ولزم الحسين )ع(. في الثعلب ية -ص:137 نزل الحسين )ع( الخزيم ~ية\ و\ أقام\ بها\ يوما~^ً^ وليلة ثم سار حتى نزل الثعلب ية فبات بها فلما ~م\ عليه،\ ث~ ة األزدي قد أتاه فسل م أصبح إذا برجل من أهل الكوفة يك نى أبا ه ر قال: يا ابن رسول هللا ما الذي أخرجك عن حرم هللا وحرم جدك محمد )ص( ؟ فقال الحسين )ع( : ويحك يا أبا هرة إ ن بني أمية أخذوا مالي فصبرت وشتموا عــرضـي فصبرت وطلبوا ~دمي\ فهربت\ وأيم\ هللا\ لتقتلني\ الفئة\ الباغية\ وليلبسهم\ هللا\ ذال~^ً^ ~شامال~^ً^ ~وسيفا~^ً^ ~قاطعا~^ً^ وليسلط ن هم حتى يكونوا أذ ~لعليهم\ من\ يذل\ من\ قوم\ سبأ\ إذ\ ملكتهم\ امرأة\ فحكمت\ في\ أموالهم~ ودمائهم. نبأ مقتل مسلم و هاني - ص:138 روى عبدهللا بن سليم والمذري بن المشمعل األسديان قاال: لما قضينا ح جنا لم يكن لنا همة إال اللحاق بالحسين )ع( لننظر ما يكون من أمره فأقبلنا ترقل بنا ناقتانا مسرعين حتى لحقناه بزرود فلما دنونا منه إذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأى الحسين )ع( فوقف الحسين كأنه يريده ثم تركه ومضى، فقال أحدنا لصاح به: إذهب بنا إلى هذا لنسأله فإ ن عنده خبر الكوفة فمضينا إليه فقلنا: م من الرجل؟ قال م قلنا له أخبرنا عن الناس من ورائك، قال: لم أخرج منأسدي قلنا له ونحن أسديان. ث الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل وهاني بـن عــروة ورأيتهما يـجـ ران بأرجلهما في ~فسايرناه\ حتى\ نزل\ الثعلبية\ ممسيا\ :~ ^ً^ السوق. فأقبلنا حت ى لحقنا الحسين )ع( ، فجئنا فقلنا له إن شئت ح درحمك هللا إ ن عندنا خبرا ثناك عالنية وإن شئت س ~را،~^ً^ ~فنظر\ إلينا\ وإلى~ ً م قال: ما دون هؤالء س ر، فقلنا له: رأيت الراكب الذي استقبلته عش ية أمس؟أصحابه ث قال: نعم وقد أردت مسألته، فقلنا قد وهللا استبرأنا لك خبره وكفيناك مسألته، وهو امرؤ منا ذو رأي وصدق وعقل، وأنه حدثنا أنه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم وهانئ ورآهما يج ران في السوق بأرجلهما، فقال: إنا هلل وإنا إليه راجعون رحمة هللا عليهما، ير ~دد\ ذلك\ مرارا\ سك\ وأهل\ بيتك\ إال\ انصرفت\ من\ مكانك\ هذا\ ،~^ً^ فقلنا له: ننشدك هللا في نف فإ نه ليس لك بالكوفة ناصر وال شيعة، بل نتخ وف أن يكونوا عليك، فنظر إلى بني عقيل فقال: ما ترون فقد قتل مسلم؟ فقالوا: وهللا ال نرجع حتى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق، فأقبل علينا الحسين )ع( وقال: ال خير في العيش بعد هؤالء، فعلمنا أنه قد عزم رأيه على المسير، فقلنا له: خار هللا لك، فقال: رحمكما هللا، وارتج الموضع بالبكاء لقتل مسلم بن عقيل وسالت الدموع عليه ك ل مسيل. لما كان السحر قال )ع( لفتيانه وغلمانه: أكثروا من الماء فاستقوا وأكثروا، وكان ال ^بعه^ ~َ~من عليه، ثم ارتحلوا فسار حتى انتهى إلى زبالة فأتاه بها خبر عبدهللا يم ~ر\ بماء\ إ~ ال ات بن بقطر )وقيل: يقطر( وهو أخو الحسين )ع( من الرضاعة. رسول الحسين )ع( يتحدى ابن زياد - ص:139 س رح الحسين )ع( عبدهللا بن بقطر إلى مسلم بن عقيل من الطريق وهو ال يعلم بقتله فأخذته خيل الحصين فس يره من القادسية إلى ابن زياد فقال له ابن زياد: اصعد فوق القصر والعن ^الكذاب\ ابن\ الكذاب،\ ث\ )ع(\ ولعن^ م انزل حتى أرى فيك رأيي، فصعد فأعلم الناس بقدوم الحسين ابن زياد وأباه فألقاه من القصر فتكسرت عظامه وبقي به رمق فأت اه عبد الملك بن عمير اللخمي قاضي الكوفة فذبحه بمديته، فعيب عليه فقال: أردت أن أريحه. تف رق الناس عن الحسين )ع( -ص:139 ~ \ لما\ بلغ\ الحسين\ )ع(\ خبر\ عبدهللا\ ب\ ن\ بقطر\ أخرج\ إلى\ الناس\ كتابا~^ً^ فقرأه عليهم وفيه: بسم الرحمن الرحيم. أما بعد فإ نه قد أتاني خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبدهللا بن بقطر وقد َخذَلنا شيعتنا فمن أحب منكم االنصراف فلينصرف فـي غـيـر حرج ليس عليه ذمام. فتف ~رق\ الناس\ عنه\ وأخذوا\ يمينا~^ً^ ~وشماال~^ً^ حتى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة ونفر يسير م من انض موا إليه، وكان اجتمع إليه مدة مقامه ~َ~م بمكة نفر من أهل الحجاز ونفر من أهل البصرة، وإ ^نما\ فعل\ ذلك\ لعلمه\ بأن\ أكثر\ ن^ات بعوه إنما ات بعوه ~ظنا\ منهم\ أنه\ يقدم\ بلدا~^ً^ قد استقامت له طاعة أهله ف َ^ك^ ~ره\ أن\ يسيروا\.~ ^ً^معه إال وهم يعلمون ما يقدمون عليه وقد علم أنه إذا ب ين لهم لم يصحبه إال من يريد مواساته والموت معه. ~م\ عليه\ وقال:\ يا\ ابن\ رسول\ هللا\ کيف\ ترکن\ إلى~ لقيه الفرزدق بعدما رجع من الح ج فسل أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته فاستعبر الحسين )ع( هللا مسلما اته ورضوانه أما إ ~نه~ ً باكيا، ثم قال رحم فلقد صار إلى روح هللا وريحانه وتح ~ي~ ً قد قضى ما عليه وبقي ما علينا وأنشأ يقول: لئن تكن الدنيا تع د نفيسة \... فإن ثواب هللا أعلى وأنب ل وإن تكن األبدان للموت أنشئت \... فقتل امرىء بالسيف في هللا أفضل ~وإن\ تكن\ األرزاق\ قسما\ را~^ً^ ~\...\ فقلة\ حرص\ المرء\ في\ السعي\ أجمل~ ^ً^ مق د وإن تكن األموال للترك جمعها \... فما بال مترو ٍك به المرء يبخل؟ لما كان وقت السحر أمر الحسين )ع( أصحابه فاستقوا ما ًء وأكثروا ثم سار من زبالة م لوذان فسأله: أين حتى م ر ببطن العقبة فنزل عليها فلقيه شيخ من بني عكرمة وهـو عـ تريد؟ فقال له الحسين )ع( : الكوفة، فقال الشيخ: أنشدك هللا لما انصرفت فوهللا ما تقدم إال على األس نة وحد السيوف، وإ ن هؤالء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتل ~وو~ ~طأوا\ لك\ األشياء\ فقدمت\ عليهم\ كان\ ذلك\ رأيا،~^ً^ فأ ما على هذا الحال التي تذكر فإ ني ال ي أرى لك أن تفعل، فقال له الحسين )ع( الرأي ولك ^ن\ هللا:\ يا\ عبدهللا\ ليس\ يخفى\ عـلـ^تعالى ال ي غلب على أمره، ث )ع(: وهللا ال ي َ^دعوني\ حتى\ يستخرجوا\ هذه\ العلقة\ من^ م قال هم حتى يكونوا أذ ~ل\ من\ فرق\ األمة.~ ط هللا عليهم من يذلجوفي فإذا فعلوا سل ثم سار )ع( حتى نزل شراف، فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا. اإلمام الحسين )ع( يلتقي بالح ر - ص:141 ثم سار حتى انتصف النهار، فبينا هو يسير إذ ك بر رجل من أصحابه، فقال الحسين )ع(: هللا أكبر، لم ك برت؟ قال: رأيت النخل فقال له جماعة من أصحابه: وهللا إ ن هذا المكان ما رأينا به نخلة قط، فقال لهم الحسين )ع( فما ترونه؟ قالوا: نراه وهللا أس نة الرماح وآذان الخيل، قال: وأنا وهللا أرى ذلك، ثم قال )ع(: ما لنا ملجأ نلجأ إليه فنجعله في ظهورنا ونستقبل القوم بوجه واحد؟ فقالوا له: بلى هذا ذو حسم وهو جبل إلى جنبك فمل إليه عن يسارك فإن سبقت إليه فهو كما تريد، فأخذ إليه ذات اليسار وملنا معه فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل فتبي ناها وعدلنا عن الطريق فل ما رأونا عدلنا عدلوا إليها كأ ن أس نتهم اليعاسيب وكأن راياتهم أجنحة الطير فاستبقنا إلى ذي حسم فسبقناهم إليه وذلك على مرحلتين من الكوفة، وأمر الحسين )ع( بأبنيته ف ضربت. كرم ومروءة -ص:141 جاء القوم زهاء ألف فارس مع الح ر بن يزيد التميمي حتى وقف هو وخيله مقابل والحسين وأصحابه معت مون متقل الحسين في ح ر الظهيرة، دون أسيافهم فقال الحسين ~أي\ اسقوها\ قليال،~^ً)ع(\ لفتيانه:\ اسقوا\ القوم\ وأرووهم\ من\ الماء\ و^ ~َ~ر ~شفوا\ الخيل\ ترشيفا~ً أوفأقبلوا يملؤون القصاع والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس فاذا ع ~ب\ فيها\ ثالثا~ً ~أو\ خمسا~^ً^ ~عزلت\ عنه\ وسقوا\ آخر\ حتى\ سقوها\ عن\ آخرها.\ وقال\ الحسينأربعا\ )ع(~ ً للحر: ألنا أم علينا؟ فقال: بل عليك يا أبا عبدهللا، فقال الحسين )ع(: ال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم. قال علي بن الطعان المحاربي: كنت مع الحــر يــومنذ فجئت في آخـر مـن جـاء مـن أصحابه، فلما رأى الحسين )ع( ما بي وبفرسي من العطش قال إنخ الراوية، والراوية ~ما\ شربت~ عندي السقاء ثم قال يا ابن األخ انخ الجمل فأنخته، فقال: اشرب، فجعلت كل سال الماء من السقاء، فقال الحسين )ع(: إخنث السقاء أي اعطفه فلم أدر كيف أفعل، فقام فخنه بيده فشربت وسقيت فرسي. كان مجيء الحر من القادس ية، وكان عبيد هللا بن زياد بعث الحصين بن تميم وأمره أن ينزل القادسية ويق دم الح ر بين يديه في ألف فارس يستقبل بهم الحسين فلم يزل الح ر للحموافقا سين حت ى حضرت صالة الظهر، فأمر الحسين )ع( الح ~جاج\ بن\ مسروق\ أن~ ً يؤذن فل ~ما\ حضرت\ اإلقامة\ خرج\ الحسين\ )ع(\ في\ إزار\ ورداء\ ونعلين،\ فحمد\ هللا\ وأثنى~ عليه ث آتكم حت ^ى\ أتتني\ كتبكم\ وقدمت^ م قال: أيها الناس! إ نها معذرة إلى هللا وإليكم إ ني لم عل م علينا فإ ^نه\ ليس\ لنا\ إمام\ لعل\ هللا\ أن\ يجمعنا\ بك\ على\ الهدى\ والحق^ ي رسلكم أن أق ^د^فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما أطمئ ن إليه من عهودكم ومواثيقكم وإن لم تفعلوا وكنتم لقدومي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم فسكتوا فقال للمؤذن أقم فأقام الصالة. اإلمام الحسين )ع( يصلي بالح ر وأصحابه - ص :142 ~ي~ ي أنت ونصل قال الحسين )ع( للح ر: أتريد أن تصلي بأصحابك؟ قال: ال، بل تصل ~بصالتك،\ فصل\ )ع(\ ثم\ دخل\ مضربه\ فاجتمع\ إليه\ أصحابه.~ ى بهم الحسين انصرف الحــر إلى مكانه الذي كان فيه، و دخل خيمة قد ضربت له واجتمع إليه جماعة من أصحابه وعاد الباقون إلى صفهم الذي كانوا فيه و أخذ كل رجل منهم بعنان دا ^بته^ ها. وجلس في ظل ل ما كان وقت العصر أمر الحسين )ع( أن يتهيأوا للرحيل ففعلوا ثم أمر مناديه فنادى بالعصر وأقام، فاستقدم الحسين )ع( م وانصرف إليهم بوجهه، فحمد وقام فصلى ثم سل ^هللا\ وأثنى\ عليه\ ث^ م قال: أما بعد أيها الناس فإنكم إن تتقوا هللا وتعرفوا الحق ألهله يكن أرضى هلل عنكم ونحن أهل بيت مح مد أولى بوالية هذا األمر عليكم من هؤالء الم دعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان وإن أبيتم إال الكراهية لنا والجهل بحقنا ي رسلكم انصرفت عنكم. وكان رأيكم اآلن غير ما أتتني به كتبكم وقدمت به عـلـ فقال له الح ر: أنا وهللا ما أدري ما هذه الكتب والرسل التي تذ كر، فقال الحسين )ع( يلبعض أصحابه يا عقبة بن سمعان أخرج الخ ر َ^ج\ فأخرج\ ْين\ اللذين\ فيهما\ كتبهم\ إل^~خرجين\ مملوئين\ صحفا\ نا\ لسنا\ من\ ?