محاضرة الأسبوع التاسع PDF

‫مساق السيرة النبوية‬ ‫فصل الخريف ‪2024‬‬ ‫الدكتور يونس الفياض‬ ‫‪[email protected]‬‬  ‫النبوة وبدء الوحي‬ ‫ عمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند بدء الوحي كان يبلغ من العمر حوالي األربعين‬...

‫مساق السيرة النبوية‬ ‫فصل الخريف ‪2024‬‬ ‫الدكتور يونس الفياض‬ ‫‪[email protected]‬‬  ‫النبوة وبدء الوحي‬ ‫ عمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند بدء الوحي كان يبلغ من العمر حوالي األربعين‬ ‫عاًم ا‪.‬‬ ‫ ‪ -‬النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان يخلو ويعتزل ويتحنث بغار حراء قرب مكة شهر‬ ‫كامل كل سنة ليتأمل ويتفكر بما يراه حوله من مظاهر اإلبداع في الكون‪.‬‬ ‫ وأول شي يفعله بعد رجوعه يطوف بالبيت الحرام سبًع ا قبل أن يعود إلى بيته‪.‬‬ ‫ ‪ -‬في إحدى الليالي من أواخر شهر رمضان وهي ليلة اإلثنين‪ ،‬يأتي إليه المالك جبريل‬ ‫ويأمره بقراءة بعض اآليات التي بدأت بـ "اقرأ باسم ربك الذي خلق"‪.‬‬  ‫النبوة و بدء الوحي‬ ‫ رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غار حراء يرجف فؤاده وأخبر‬ ‫خديجة"زملوني زملوني" ثم أخبرها بما حدث وقال " لقد خشيت على‬ ‫نفسي" فقالت له ‪ " :‬كال والله ما يخزيك الله أبًدا‪ ،‬إنك لتصل الرحم‪،‬‬ ‫وتحمل الَكَّل ‪ ،‬وتكسب المعدوم‪،‬وتعين على نوائب الحق"‪.‬‬  ‫فترة فتور وانقطاع الوحي‬ ‫ ومضت أيام وراء أيام من دون أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه‬ ‫السالم‪ ،‬فحزن لذلك حزنًا شديدًا‪ ،‬وانتقل من حال الخوف إلى حال الحزن‪.‬‬ ‫ واختلف علماء السيرة في مدة انقطاع جبريل عليه السالم عن النبي صلى الله‬ ‫عليه وسلم بعد اللقاء األول في غار حراء‪ ،‬فمن قائل إنها كانت أيامًا‪ ،‬وقيل إنها‬ ‫كانت ستة أشهر‪ ،‬وقيل إن األقرب إلى الصواب هو ما روى عن ابن عباس أن فترة‬ ‫انقطاع الوحي كانت أربعين يومًا‪.‬‬  ‫أول المؤمنين برسالته‬ ‫ خديجة بنت خويلد ‪ :‬أول من آمن به من النساء‪.‬‬ ‫ ثم علي بن أبي طالب ‪ :‬أول من آمن به من الصبيان‪.‬‬ ‫ ثم زيد بن حارثة ‪ :‬ثاني من آمن به من الصبيان وهو غالم خديجة الذي‬ ‫وهبته للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون خادًما له‪.‬‬ ‫ ثم أبو بكر الصديق‪ :‬أول من آمن به من الرجال‪.‬‬ ‫ الزبير بن العوام ‪ ،‬وعبدالرحمن بن عوف ‪ ،‬واألرقم ابن أبي األرقم ‪:‬‬ ‫أول من آمن به من الشباب بفضل دعوة أبو بكر الصديق لهم‪.‬‬ ‫ عدد المسلمون األوائل لم يتجاوز عددهم األربعين‪ ،‬وكان من ضمنهم‬ ‫حمزة بن عبدالمطلب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين‪.‬‬  ‫مراحل الدعوة‬ ‫ المرحلة السرية ‪ :‬استمرت ‪ 3‬سنين وكانت في دار األرقم بن أبي األرقم التي كان النبي محمد يجتمع فيها مع أوائل المسلمين في‬ ‫مكة المكرمة أثناء بداية دعوته‪.‬كانت آنذاك الدعوة إلى اإلسالم سرية‪ُ ،‬يعّلمهم النبي أسس اإلسالم والقرآن‪.‬‬ ‫ المرحلة الجهرية ‪:‬‬ ‫َأْل‬ ‫َأ‬ ‫بدأت الدعوة الجهرية بنزول قول الله ‪-‬تعالى‪َ( :-‬و نِذْر َعِش يَر َتَك ا ْقَر ِبيَن ) وقوله تعالى ‪":‬واصدع بما تؤمر وأعرض‬ ‫عن المشركين " فما كان من قريش إاّل أن تصّدت لتلك الدعوة‪ ،‬وبدأت ُتعارضها بكّل ما تملكه من األساليب؛ إذ‬ ‫لجأت إلى التهديد‪ ،‬والتخويف‪ ،‬والتذليل‪ ،‬وغيرها‪ ،‬ومع ذلك ثبت رسول الله على دعوته‪.‬واستمّر الجهر بالدعوة إلى‬ ‫حين الهجرة إلى المدينة الُمنَّورة‪.‬‬ ‫ َصِعَد الَّنبُّي صَّلى اللُه عليه وسَّلم عَلى الَّصَفا‪َ ،‬فَجَعَل ُيَناِدي‪ :‬يا َبِني ِفْهٍر‪ ،‬يا َبِني َعِدٍّي ‪ِ-‬لُبُطوِن ُقَر ْيٍش ‪ -‬حَّتى اْج َتَمُعوا‪،‬‬ ‫َأ‬ ‫َفَجَعَل الَّر ُج ُل إَذا َلْم َيْس َتِطْع أْن َيْخ ُر َج أْر َس َل َر سواًل ِلَيْنُظَر ما ُهَو‪َ ،‬فَج اَء أبو َلَهٍب وُقَر ْيٌش ‪َ ،‬فقاَل ‪ :‬أَر ْيَتُكْم لو أْخ َبْر ُتُكْم‬ ‫أَّن َخ ْياًل بالَواِدي ُتِريُد أْن ُتِغيَر عَلْيُكم؛ أُكْنُتْم ُمَصِّدِقَّي ؟ قالوا‪َ :‬نَعْم ‪ ،‬ما َج َّر ْبَنا َعَلْيَك إاَّل ِصْدًقَأا‪ ،‬قاَل ‪ :‬فإِّني َنِذيٌر َلَأُكْم بْيَن‬ ‫َيَدْي َعَذاٍب َش ِديٍد‪َ ،‬فقاَل أبو َلَهٍب ‪َ :‬تًّبا لَك َس اِئَر الَيوِم‪ ،‬أِلهذا َج َمْعَتَنا؟! َفَنَز َلْت ‪َ{ :‬تَّبْت َيَدا ِبي َلَهٍب َوَتَّب * َما ْغَنى َعْنُه‬ ‫َماُلُه َوَما َكَس َب }‪.‬‬  ‫الفوائد والعبر‬ ‫ أوًال‪ :‬أن مبنى النبوة على االختيار واالصطفاء الرباني‪ ،‬قال تعالى"الله‬ ‫أعلم حيث يجعل رسالته"‪.‬‬ ‫ ثانًيا‪ :‬للعلم مكانة عظيمة في اإلسالم‪،‬بدليل ابتداء الوحي بقوله‬ ‫تعالى‪":‬اقرأ باسم ربك الذي خلق"‪.‬‬ ‫ ثالًثا‪:‬المجتمع العربي قبل اإلسالم كان على وعي عميق بأهمية الفضائل‬ ‫الخلقية‪ ،‬فكان يحترم المتصفين بها‪ ،‬كما فعلت السيدة خديجة عندما‬ ‫أثنت على النبي صلى الله عليه وسلم عند رجوعه من غار حراء‪.‬‬ ‫ رابًعا‪ :‬أن للعرب قبل اإلسالم معرفة بما بين األديان من وحدة مصدرها‬ ‫وكيفية نزول الوحي بها‪ ،‬كما فعلت خديجة عندما أخذت النبي محمد‬ ‫إلى ورقة بن نوفل‪.‬‬  ‫الفوائد والعبر‬ ‫ خامًس ا‪ :‬االسالم دين الدعوة السلمية‪ ،‬يعتمد اإلقناع‬ ‫وتزكية األنفس وتهذيب األخالق‪.‬‬ ‫ سادًس ا‪ :‬أهمية التفاؤل في تحقيق النجاح‪ ،‬فقد كان‬ ‫النبي موقًنا بنجاحه في دعوته‪.‬‬ ‫المحاضرة الثانية‬  ‫الهجرة األولى إلى الحبشة‬ ‫ كانت الهجرة للحبشة في السنة الخامسة من البعثة‪ ،‬وكانت‬ ‫أول هجرة في اإلسالم‪ ،‬وذلك بعد أن اشتّد أذى المشركين‬ ‫بالمسلمين‪ ،‬فحّثهم النبي على الذهاب للحبشة لوجود‬ ‫النجاشي الملك العادل فيها‪ ،‬فكان أهل الحبشة وملكهم على‬ ‫دين سماوي ‪.‬‬ ‫ خرج ‪ 11‬رجًال و‪ 4‬نسوة من صحابة النبي صلى لله عليه وسلم‬ ‫‪ ،‬على رأسهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت محمد صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫ بقي الصحابة في الحبشة قرابة ‪ 4‬أشهر‪ ،‬ثم سمعوا بإسالم‬ ‫أهل مكة‪ ،‬وعندما رجعوا وجدوا أّنها شائعة‪ ،‬فدخل بعضهم مكة‬  ‫الهجرة الثانية إلى الحبشة‬ ‫ أحداث الهجرة الثانية إلى الحبشة كانت في أواخر العام‬ ‫العاشر وبداية العام الحادي عشر من البعثة‪.‬‬ ‫ وقد كانت قريش قد ضاعفت أذاها على المسلمين‬ ‫الممتحنين في دينهم وأنفسهم؛ فأمرهم النبّي صلى الله‬ ‫عليه وسلم مجّددًا بالخروج إلى الحبشة؛ فخرج نحو ‪83‬‬ ‫رجًال و‪ 11‬امرأة‪ ،‬وكان من الرجال جعفر بن أبي طالب‬ ‫وزوجته أسماء بن عميس‪.‬‬ ‫ قصة النجاشي مع جعفر بن أبي طالب ‪ :‬قراءة من صفحة‬ ‫‪. 174 – 173‬‬  ‫الخروج إلى الطائف‬ ‫ في السنة العاشرة بعد البعثة ‪ :‬توفى عمه أبو طالب وزوجته خديجة‪،‬‬ ‫وكان بين وفاتها شهر و‪ 5‬أيام‪ ،‬وسمي هذا العام بعام الحزن‪.‬‬ ‫ ضاقت مكة على رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬بعد إيذاء أهلها‬ ‫لها‪ ،‬فَش َر ع في الذهاب إلى الطائف عَّلُه يجد من ينُصُر ه هناك من قبيلة‬ ‫ثقيف‪ ،‬وكان ذلك في شهر شّوال من السنة العاشرِة للبعثة‪ ،‬واصطحب‬ ‫معه مواله زيد بن حارثة ‪-‬رضي الله عنه‪ ،-‬ولما وصل ‪-‬صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ -‬إلى الطائف أخذ يدعوهم إلى اإلسالم وإلى دعوة الحّق‪ ،‬فلم يَنل‬ ‫منهم سوى التكذيب واإلنكار‪.‬‬ ‫ بل قّلبوا عليه قومهم فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أصابوا قدماه‪،‬‬ ‫فتلّطخ حذاءه بالدماء‪ ،‬وجعل مواله زيد يدفع عنه أذاهم حتى ُش َّج رأسه‪،‬‬ ‫فتوجها إلى سور بستاٍن لشيبة وُعتبة ابنا ربيعة يحتمون به‪،‬وقد لقي‬ ‫غالما في البستان اسمه عداس وهو من نينوى وقد أسلم‪ ،‬فكره رسول‬  ‫دعاء الرسول في الطائف‬ ‫ بعدما اشتّد أذى أهل الطائف على رسول الله ‪-‬صلى الله‬ ‫عليهم وسلم‪ -‬رفع يديه ودعا بهذا الدعاء‪:‬‬ ‫ (اللهَّم إليك أشكو َضْعَف قَّوتي‪ ،‬وقلَة حيلتي‪ ،‬وهواني على‬ ‫الناِس ‪ ،‬يا أرَح َم الراحِميَن ‪ ،‬أنت َر ُّب المستضَعِفيَن ‪ ،‬وأنت رِّبي‪،‬‬ ‫إلى َمن َتِكُلني؟ إلى بعيٍد َيتجَّهُمني‪ ،‬أو إلى عدٍّو مَّلْكَتُه أمري؟!‬ ‫ُأ‬ ‫إن لم يُكْن بك غَضٌب علَّي فال بالي‪ ،‬غيَر أن عافيَتك هي أوَس ُع‬ ‫لي‪ ،‬أُعوُذ بنوِر وجِهك الذي أشَر قْت له الُّظلماُت ‪ ،‬وصَلح عليه‬ ‫أمُر الُّدنيا واآلخرِة‪ ،‬أن َيِح َّل علَّي غَضُبك‪ ،‬أو أن َينِزَل بي‬ ‫سَخ ُطك‪ ،‬لك الُعْتبى حتى ترضى‪ ،‬وال حوَل وال قَّوَة إال بك‬  ‫حادثة اإلسراء والمعراج‬ ‫ حدثت معجزة اإلسراء والمعراج‪ :‬بعد األذى اللي لقيه النبي صلى الله‬ ‫عليه وسلم في مكة والمدينة‪ ،‬فكانت في ليلة السابع والعشرين من‬ ‫شهر رجب من السنة الثانّية عشرة للبعثة‪.‬‬ ‫الغاية من الرحلة ‪ :‬تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم والتأكيد على رفعة‬ ‫منزلته عند ربه ‪ ،‬وعلى عظم قدره عند إخوانه األنبياء والمرسلين‪.‬‬ ‫ا اَّل ي َأ‬ ‫اًل‬ ‫َل‬ ‫ْس َر ٰى ِبَعْبِدِه ْي ِّم َن‬ ‫ دليل اإلسراء ‪ :‬قال تعالى ‪ُ :‬س ْبَح َن ِذ‬ ‫َل‬ ‫َّل‬ ‫ِد اَأْل‬ ‫َي‬ ‫ِلُن‬ ‫ْو ُه ِر ُه‬ ‫َح‬ ‫ا‬‫َن‬‫ْك‬ ‫َر‬‫ا‬‫َب‬ ‫ي‬ ‫ِذ‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫َص‬ ‫ْق‬ ‫اْلَم ْس ِج ِد اْلَح َر اِم ِإَلى اْلَم ْس ِج‬ ‫ِم ْن آَياِتَناۚ ِإَّنُه ُه َو الَّس ِم يُع اْلَبِص يُر (‪.)1‬‬ ‫ دليل المعراج ‪ :‬قال تعالى‪َ :‬و ُه َو ِباُأْلُف ِق اَأْلْعَلٰى (‪)7‬‬ ‫ُثَّم َدَنا َف َتَدَّلٰى (‪َ )8‬ف َكاَن َق اَب َق ْو َس ْيِن َأْو َأْدَنٰى ‪.‬‬ ‫العبر والفوائد‬ ‫ أواًل ‪:‬‬ ‫ ثانًيا‪:‬‬ ‫العبر والفوائد‬