كتاب الدراسات الإسلامية الفقه 1 مسارات ثالث ثانوي 1445 PDF
Document Details
Uploaded by AdvantageousWilliamsite
1445
null
فريق من املتخ�ص�صني
Tags
Summary
This textbook provides a comprehensive introduction to Islamic jurisprudence (Fiqh) for third-year secondary school students in Saudi Arabia. The book covers topics related to family law, transactions, and criminal law from an Islamic perspective.
Full Transcript
قـــ��ررت وزارة الـــتــعـــلـــيـ��م تــــدريــ�س ه��ذا الكــ��تاب وطـــ��بعه عـ��لى نـفــقـتـ��ها التعليم الثانوي-نظام امل�سارات ال�سنة الثالثة قام بالت�أليف واملراجعة فريق من املتخ�ص�صني طبعة 2023 - 1445 ح وزارة التعليم 1444 ،هـ فهر�سة مكتبة الملك فهد الوطنية �أثناء ال...
قـــ��ررت وزارة الـــتــعـــلـــيـ��م تــــدريــ�س ه��ذا الكــ��تاب وطـــ��بعه عـ��لى نـفــقـتـ��ها التعليم الثانوي-نظام امل�سارات ال�سنة الثالثة قام بالت�أليف واملراجعة فريق من املتخ�ص�صني طبعة 2023 - 1445 ح وزارة التعليم 1444 ،هـ فهر�سة مكتبة الملك فهد الوطنية �أثناء الن�شر وزارة التعليم الفقه - 1التعليم الثانوي -نظام الم�سارات -ال�سنة الثالثة /وزارة التعليم -.الريا�ض ١٤٤٤ ،هـ � 154ص ؛ �25.5 * 21سم ردمك 4 :ـ 356ـ 511ـ 603ـ 978 1ـ ـ الفقه اإلإ�سالمي ـ تعليم 2ـ ـ التعليم الثانوي ـ ال�سعودية -كتب درا�سية �أ .العنوان 1444 /4978 ديوي 250 ,7 رقم اإلإيداع1444 /4978 : ردمك 4 :ـ 356ـ 511ـ 603ـ 978 حقوق الطبع والن�شر حمفوظة لوزارة التعليم www.moe.gov.sa ﻣﻮاد إﺛﺮاﺋﻴﺔ وداﻋﻤﺔ ﻋﻠﻰ "ﻣﻨﺼﺔ ﻋﻴﻦ اﺛﺮاﺋﻴﺔ" ien.edu.sa أﻋﺰاءﻧﺎ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ واﻟﻤﻌﻠﻤﺎت ،واﻟﻄﻼب واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ،وأوﻟﻴﺎء اﻣﻮر ،وﻛﻞ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ: ﻳﺴﻌﺪﻧﺎ ﺗﻮاﺻﻠﻜﻢ؛ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺪرﺳﻲ ،وﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺗﻜﻢ ﻣﺤﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ. fb.ien.edu.sa حقوق طباعة ونرش واستخدام هذا الكتاب وما يرتبط به من حمتوى تعليمي أو إثرائي أو داعم حمفوظة مجي ًعا لوزارة التعليم باململكة العربية السعودية، و ُيمنَع من ًعا باتًا بيعه أو نسخه أو التربع به أو استخدامه أو إعادة طباعته أو إنتاجه أو مسحه ضوئ ًيا أو أي جزء منه بأي شكل وأية وسيلة كانت ،ويقترص استخدامه عىل املدارس التابعة للوزارة واملرخصة باستخدامه فقط. مقدمة في الفقه1 احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعني، أما بعد: فبني يديك ــ أخي الطالب وأختي الطالبة ـــ (كتاب الفقه )1للطالب املقرر لنظام املسارات ،وهو كتاب يقرب إليك األحكام الشرعية املتعلقة بفقه األسرة ،واملعامالت الشرعية ،واجلنايات في الشريعة اإلسالمية ،مع مقدمة في معنى الفقه وأهميته واملوقف من خالف العلماء -رحمهم اهلل تعالى.- وبقدر علمك وعملك باألحكام التي تدرسها ،ودعوتك إليها وتعليمها لآلخرين ،تكون بإذن اهلل تعالى ممن خيرا يفقهه في الدين»(،)1 أراد اهلل بهم اخلير وسعادة الدارين؛ حيث أخبرنا رسولنا الكرمي أن« :من يرد اهلل به ً َّ امرءا سمع منا حدي ًثا فحفظه حتى وبشر من ب ّلغ شريعته ،ودعا له بأن يرزقه اهلل البهجة بقوله « :نضر اهلل ً ()2 يبلغه غيره ،فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ،ورب حامل فقه ليس بفقيه» . طالبا ً نشطا داخل الصف؛ تشارك وقد يسر اهلل تعالى صياغة موضوعات هذا املقرر بطريقة تتيح لك أن تكون ً في الدرس بفاعلية وروح متوثبة ،مطبقًا ملا ميكن تطبيقه داخل الصف أو املدرسة ،وتشارك في حل النشاطات وفهما واستيعا ًبا للدرس ،وتنمي لديك املهارات املتنوعة؛ كما تعينك صياغة املقرر علما ً والتمارين التي تزيدك ً اجلديدة على البحث عن املعلومة بنفسك؛ مع مساعدتك في البحث عنها من خالل بعض املوجهات أو إرشاد معلمك املبارك؛ كما تعينك على التعاون مع زمالئك في إثراء املادة ونفع اآلخرين ،وقبل ذلك وبعده تعينك -إن شاء اهلل تعالى -في متثل األحكام الشرعية في حياتك ،وتقربك إلى ربك وخالقك؛ مما يقودك بإذن اهلل لسعادة الدنيا ونعيم اآلخرة. وقد راعينا في هذا املؤلف اجلديد ما يأتي: ً أواًل :تنوع العرض للمادة الدراسية؛ ليسهل عليك فهمها ،وتتمكن من استيعابها بيسر وسهولة. تعلما وتطبيقًا وكتابة ،وبح ًثا عن املعلومة ،واستنباطً ا لها؛ من خالل ثانيا :احلرص على مشاركتك في الدرس؛ ً ً أنشطة تعليمية وفراغات داخل احملتوى تركت لتكتبها بأسلوبك ،وتضرب عليها أمثلة من واقع حياتك ومعايشتك، ثم تعرضها على معلمك للتأكد من مدى صحة ما توصلت إليه. ومن َّ ثال ًثا :تنمية مهارات التعلم والتفكير التي لديك؛ من خالل مساحات للتفكير تتيح لك التمرن على االستنباط وضرب األمثلة واملشاركة الفاعلة ،مع توجيه معلمك ،وعنايته بك. راب ًعا :تنمية مهارة التعاون؛ من خالل األنشطة والتمرينات املشتركة مع زميلك أو مجموعتك؛ للتوصل من خالل ذلك إلى املعلومة باالشتراك مع زمالئك في الصف. وقد ُحددت لكل وحدة في الكتاب أهداف ووضعت في مدخل الوحدة؛ من أجل أن تتأملها وتسعى لتحقيقها ،فبقدر قربك من حتقيق األهداف تكون استفادتك من الكتاب كبيرة ،ومثمرة. والذي نؤمله أن يكون الكتاب داف ًعا لك لالرتقاء في مدارج العلم والهداية ،وانطالقة خلير عظيم ترى أثره في حياتك ومجتمعك وأمتك. بارك اهلل فيك ،وجعلك قرة عني لوالديك ،نافع ًا لدينك ووطنك ،وحفظك من كل مكروه. ، ( )1رواه البخاري برقم ( )71ومسلم برقم (.)1037 ( )2رواه الترمذي برقم (.)2656 الفهر�س المحتوى الوحدة األأولى :مقدمة في الفقه در�س ( :)1تعريف الفقه ون�ش�أته ومدار�سه در�س (�:)2أ�سباب خالف العلماء در�س (:)3الفتوى واال�ستفتاء الوحدة الثانية� :أحكام النكاح در�س (:)4األأ�سـ ـ ـ ــرة در�س (:)5معايير اختيار الزوجين در�س (:)6عقد النكاح در�س (:)7المحرمات من الن�ساء در�س (:)8ال�شروط في النكاح در�س (:)9األأنكحة المحرمة در�س (:)10الخطبة (:)11ال�صداق (المهر) در�س َّ در�س (:)12وليمة ال ُعر�س در�س (:)13تحديد الن�سل وتنظيمه الوحدة الثالثة :الفُرقة الزوجية ومـا يتعــلق بـها ،وبع�ض الحقوق األأ�سرية ال�صفحة 7 8 16 21 25 26 28 30 35 40 42 44 47 50 52 55 در�س (:)14الطالق در�س (:)15الخلع در�س (:)16العدة در�س (:)17النفقات در�س (:)18الر�ضاع 71 الوحدة الرابعة :البيع 76 در�س (:)19البيع در�س (�:)20أق�سام البيع در�س (�:)21شروط البيع در�س (:)22وقت البيع ومكانه در�س (:)23قب�ض المبيع در�س (:)24البيع ب�شرط البراءة 77 87 الوحدة الخام�سة :البيوع المحرمة 91 در�س (�:)25أ�سباب الك�سب المح َّرم ال�سبب األأول :الظلم در�س (:)26ال�سبب الثاني :الربا 92 56 63 65 68 80 82 84 85 96 المحتوى ال�صفحة در�س ( :)27قاعدة ربا البيوع وال�صرف در�س ( :)28عقد ال�صرف در�س ( :)29بيع العينة در�س ( :)30التورق در�س ( :)31ال�سبب الثالث :الغرر 108 الوحدة ال�ساد�سة :اإلإجارة 115 در�س ( :)32عقد اإلإجارة 116 الوحدة ال�سابعة :الم�سابقات واللقطة 125 در�س ( :)33الم�سابقات در�س ( :)34اللقطة 126 132 الوحدة الثامنة :الجنايات 139 در�س ( :)35الجنايات در�س ( :)36النوع األأول :القتل العمد در�س ( :)37النوع الثاني :القتل �شبه العمد در�س ( :)38النوع الثالث :القتل الخط�أ در�س ( :)39الجناية على ما دون النف�س 140 103 105 106 107 141 146 148 150 الوحدة األأوىل مقدمة يف الفقه يتوقع منك بعد درا�سة هذه الوحدة �أن: وا�صطالحا. ُ -1ت َع ِّرف الفقه لغة ً -2تفرق بني الفقه وغريه من العلوم. -3تذكر نبذة خمت�صرة عن ن�ش�أة الفقه يف حدود ع�شرة �أ�سطر. تفرق بني الفقه وال�شريعة.-4تفرق -5تذكر م�صدر الفقه وا�ستمداده. -6تف�سر �أ�سباب ظهور املدار�س الفقهية. تعلل كرثة اعتماد �أهل املدينة على اآلآثار بعك�س �أهل العراق.-7تعلل تتحدث بطالقة عن ن�ش�أة املذاهب األأربعة.-8تتحدث تف�صل القول يف �أ�سباب اخلالف بني العلماء.تف�ص ّ -9 حُتدد املوقف ال�سليم من اخلالف بني العلماء.ُ -10حُت تكون اجتاهً ا �إيجاب ًيا جتاه االجتهادات األأخرى؛ �إذا كانت م�ستندة على دليل �شرعي.-11تكون حتذر من الفتيا بغري علم.-12حتذر قدرهم. -13حترتم ميا وحدي ًثا و ُت ّ -حترتم علماء األأمة قد ً تعريف الفقه ون�ش�أته ومدار�سه الدر�س 1 تعريف الفقه (،)1 قال اهلل تعالى: ويقول النا�س :فالن ال يفقه �شي ًئا. يمكنك من خالل ما تقدم( )2التعرف على معنى الفقه في اللغة العربية ،فما هو؟ .......................................................................................... �أما المراد بالفقه في ا�صطالح الفقهاء فيمكنك معرفته بترتيب الكلمات اآلآتية: من األأحكام التف�صيلية معرفة ال�شرعية �أدلتها العملية .......................................................................................... معنى التعريف ومحترزاته تعرف على معنى التعريف ومحترزاته ،و�أكمل الجدول ح�سب فهمك: العبارة من التعريف األأحكام ال�شرعية معناها ما يخرج ب�سببها األأحكام الم�ستفادة من ال�شرع ال من العقل والتجربة ونحوهما. األأحكام غير ال�شرعية كاألأحكام الم�ستفادة من العقل �أوالتجربة مثل علم اللغة ،والطب ،والهـند�سـة ،و....................... و .......................و................................. (� )1سورة الن�ساء اآلآية .78 ( )2ويمكن الرجوع �إلى معاجم اللغة ومنها :القامو�س المحيط للفيروز �آبادي ،ول�سان العرب البن منظور. 8 العملية �أدلتها التف�صيلية المتعلقة ب�أفعال الجوارح، مث��ل :ال�ص�الاة ،والح��ج، و...................... و....................... و....................... األأح��كام االعتقادي��ة مث��ل م��ا يتعل��ق ب�أ�س��ماء اهلل و�صفاتـ��ه و......................... و........................... و........................ �أدل��ة كل م�س���ألة بعينه��ا ،مث��ل: �آي��ة الو�ض��وء تدل عل��ى فرو�ض الو�ضوء ،ومث��ل...............: ............................... ............................... ............................... ............... يخرج عنه �أمران: األأول :العل��م الم�أخوذ عن غير األأدلة ،كعلم المقلد فهو لي���س بفقيه. والثان��ي :األأدل��ة اإلإجمالي��ة ،و هي :الق��ر�آن وال�س��نة واإلإجماع والقيـ ـ��ا�س ،وحجيته��ا وطرق داللتها على األأحكام ال�ش��رعية ال تدر�س في علم الفقه؛ �إنما تدر�س في علم �أ�صول الفقه المتعلق باألأدلة اإلإجمالية. ن�ش�أة علم الفقه يتلقون الفقه من النبي كان ال�صحابة �إذا لم يعرفوا حكم م�س�ألة معينة �س�ألوا عنها النبي مبا�شرة� ،إما من القر�آن �أو مما يذكره لهم النبي فيخبرهم النبي بحكمها. من األأحاديث ،وكانوا �إذا وردت عليهم م�س�ألة ينظرون في القر�آن الكريم وال�سنة النبوية؛ ف�إن وجدوا و�أما بعد وفاة النبي فكان ال�صحابة بع�ضا عن ال�سنة في ذلك ،ف�إن لم يجدوا حكم الم�س�ألة فيهما �أو في �أحدهما حكموا به ،ولم يلتفتوا �إلى غيره ،وكان ي�س�أل بع�ضهم ً ن�صا من ال�سنة ت�شاوروا في حكم الم�س�ألة ،واجتهدوا فيها بح�سب ما لديهم من األأ�صول ال�شرعية ،وقد يقي�سونها على ن�ص عندهم ًّ عندهم ,وقد يجمعون على حكم الم�س�ألة ك�إجماعهم على قتال مانعي الزكاة ،وقد يختلفون في حكم الم�س�ألة كاختالفهم في ميراث الجد مع اإلإخوة (.)1 جدا و�إخوه ،فهل اإلإخوة مع وجود الجد يرثون �أو ال يرثون؟ ( )1هذه الم�س�ألة من م�سائل الفرائ�ض؛ وهي :لو مات �شخ�ص وترك ً 9 بين ال�شريعة والفقه ال�شريعة ال�ش��ريعة هي دين اهلل تعالى الذي ي�ش��مل العقائد واألأحكام واألأخالق واآلآداب الم�س��تمدة من الكتاب وال�س��نة ،و�أما الفقه فهو األأحكام الم�س��تفادة من اجتهاد الفقهاء في التعرف على األأحكام العملية من األأدلة ال�شرعية. مر الت�شريع اإلإ�سالمي والفقه في خم�سة �أدوار ،هي: -1الدور األأول :وهو الت�شريع في عهد الر�سول وفي عهد ال�صحابة . العقائد وال�سلوك واألأخالق الفقه األأحكام التي �أ�صاب فيها المجتهدون. الفقه األأحكام التي �أخط�أ فيها المجتهدون. -2الدور الثاني :وهو دور ت�أ�سي�س الفقه ويبد�أ من �سنة 41هـ حتى �سنة 132هـ. -3ال��دور الثال��ث :وه��و دور نه�ضة الفق��ه وتدوينه ،وجعله عل ًما مثل �س��ائر العلوم وت�أ�سي���س المذاهب وتدوين الحدي��ث وفيه ظهر األأئمة العظام �أ�صحاب المذاهب المدونة� ،أبو حنيفة ،ومالك ،وال�شافعي ،و�أحمد . -4الدور الرابع :وهو دور التقليد والتقليل من االجتهاد ،وهذا بعد ا�ستقرار المذاهب الفقهية ،وفيه عكف النا�س على المذاهب األأربعة المعروفة عند �أهل ال�سنة درا�سة وفه ًما. -5الدور الخام�س :وهو دور الرجوع �إلى فتح باب االجتهاد ألأهله الم�ؤهلين ،و�إثبات �أن ال�شريعة اإلإ�سالمية �صالحة لكل زمان ومكان �إلى يوم القيامة. ا�س��تخرج مم��ا م�ض��ى الم�ص��ادر الت��ي كان يعتمده��ا ال�صحاب��ة بعدهم. في التعرف عل��ى األأحكام ال�ش��رعية ،وهي م�ص��ادر الفقه لمن ...................................................................................................................... /1 ...................................................................................................................... /2 ...................................................................................................................... /3 ...................................................................................................................... /4 10 مدار�س الفقه و�أ�سباب ظهورها في ن�شر العلم ،وتفقيه النا�س ودعوتهم ،وانت�شروا في �أنحاء األأر�ض يبلغون دين اهلل تعالى، بعد وفاة النبي اجتهد ال�صحابة فانت�شر العلم في األأم�صار اإلإ�سالمية ،فكان للعلم حوا�ضر كثيرة ينهل منها المتعلمون؛ من �أهمها: .1المدينة النبوية :وفيها الخلفاء األأربعة ،وعائ�شة وعبداهلل بن عمر وزيد بن ثابت وغيرهم . .2مكة المكرمة :وفيها عبداهلل بن عبا�س . .3الكـوفـة :وفيها عبداهلل بن م�سعود و�أبو مو�سى و�سلمان ،ثم انتقل �إليها علي . .4الب�صرة :وفيها �أن�س وجابر . .5ال�شام :وفيها معاذ و�أبو الدرداء ومعاوية . .6م�صر :وفيها عمرو بن العا�ص وابنه عبداهلل . 11 وف��ي �أواخ��ر الق��رن األأول الهج��ري وبداية الق��رن الثاني ،ب��د�أت اآلآراء الفقهية تتجه نحو تكوين مدر�س��تين كبيرتين؛ ل��كل منهما منهج تخت�ص به عن األأخرى ،وهاتان المدر�ستان هما: المدر�سة األأولى :مدر�سة األأثر :وت�سمى مدر�س��ة المدينة ،وهي بالحجاز ،و�سبب هذه الت�س��مية :اعتماده��ا عل��ى األأحادي��ث واآلآث��ار غال ًبا؛ ب�س��بب كثرتها عندهم ،ولقلة الم�سائل الحادثة ف��ي المجتمع الحجازي ذلك الوقت، واجتنابهم الم�س��ائل الفقهية المفرو�ضة غير الواقع��ة ،ولي���س معن��ى ذلك �أنه��م ال ينظرون في الر�أي؛ ولكن غلب عليهم النظر في اآلآثار. ومن �أ�شهر علماء هذه المدر�سة: فقهاء المدينة ال�س��بعة� :س��عيد بن الم�س��يب، وعبي��داهلل ب��ن عبد اهلل بن عتبة بن م�س��عود، والقا�سم بـ��ن محمد بن �أبي بكر ،وخارجة بن زيد ،و�أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن ه�شام ،و�سليمان بن ي�سار ،وعروة بن الزبير. المدر�سة الثانية :مدر�سة الر�أي :وت�سمى مدر�س��ة الكوف��ة ،وه��ي بالع��راق ،و�س��بب هذه الت�س��مية� :أن �أه��ل الع��راق كث��ر عنده��م ذل��ك الوق��ت األأخ��ذ بال��ر�أي وذل��ك لكثرة الم�س��ائل الحادث��ة عنده��م وقل��ة األأحادي��ث بالن�س��بة لم��ا عن��د �أه��ل الحجاز ،فلذل��ك احتاج��وا �إلى ا�س��تنباط األأح��كام م��ن الن�صو���ص القر�آني��ة، واألأحاديث التي كانت عندهم بالنظر والت�أمل، حتى كثر ذلك عندهم ف�سموا �أهل الر�أي. ومن �أ�شهر علماء هذه المدر�سة: علقم��ة النخع��ي ،وم�س��روق اله ْمدان��ي ،و�ش��ريح القا�ضي ،و�إبراهيم النخعي. /1بم تعلل كثرة األأحاديث عند �أهل الحجاز في الزمن األأول ،وقلتها عند �أهل العراق؟ .............................................................................................................................. .............................................................................................................................. ................................................................................................................................ 12 /2بالرجوع �إلى م�صادر التعلم المختلفة؛ اكتب ترجمة موجزة عن �أحد األأعالم المذكورين في �إحدى المدر�س��تين ،على �أن تت�ضمن الترجمة المعالم البارزة في حياته ،وموقفًا من مواقفه التي فيها القدوة والعبرة. ................................................................................................................................. ................................................................................................................................. ................................................................................................................................. ................................................................................................................................. ظهور المذاهب المتبوعة قب��ل منت�ص��ف الق��رن الثان��ي الهجري وم��ا بعده �إلى منت�صف الق��رن الثالث ،برز في الفق��ه عدد من العلماء الذين ا�س��تفادوا ممن قبلهم ،فالتف حولهم الطالب ،ورجع النا�س �إليهم في الفتوى ،وكان لهم تالميذ جمعوا �أقوالهم ودونوا مذاهبهم. وكان من �أ�شهرهم :األأئمة األأربعة الذين تن�سب �إليهم المذاهب الم�شهورة الباقية �إلى يومنا هذا� :أبو حنيفة النعمان بن ثابت ،ومالك بن �أن�س ،ومحمد بن �إدري�س ال�شافعي ،و�أحمد بن حنبل . وكان ممن ا�شتهر في تلك الفترة� :سفيان الثوري ،و�سفيان بن عيينة ،واألأوزاعي ،والليث بن �سعد ،و�إ�سحاق بن راهويه ،وداود الظاهري. المذاهب األأربعة � ً أواًل :مذهب الحنفية ورث علم �أهل الكوفة �إبراهيم النخعي ،ثم حماد بن �أبي �سليمان �شيخ اإلإمام �أبي حنيفة النعمان بن ثابت (ت ،)150ثم انتهى علم مدر�سة �أهل الر�أي �إلى �أبي حنيفة ،واجتمع عليه الطالب وا�ستفادوا منه ،واهتم بتفريع الم�سائل ،وا�شتهر عندهم الفقه االفترا�ضي، فكانت الم�س�ألة تطرح في مجل�س �أبي حنيفة ،فيقال� :أر�أيت �إن كان كذا وكذا فما الحكم؟ فيجيب عنها �أبو حنيفة ويناق�شه الطالب في ذلك ويحاورونه. وكان من طالب �أبي حنيفة� :أبو يو�سف يعقوب بن �إبراهيم ،تولى رئا�سة الق�ضاء في �أيام الر�شيد فن�شر مذهب �أبي حنيفة في الكوفة وغيرها. 13 ثان ًيا :مذهب المالكية ا�شتهر في المدينة الفقهاء ال�سبعة ،ثم �أتى بعدهم اإلإمام مالك بن �أن�س (ت )179فانتهى �إليه علم �أهل المدينة ،و�صار هو المرجع في الحديث وفي الفتوى بالمدينة ،ورحل �إليه طالب العلم من كل مكان ،ثم تفرق ه�ؤالء الطالب ـ الذين �أ�صبحوا فيما بعد علماء ـ ون�شروا علم مالك خا�صة في م�صر والمغرب اإلإ�سالمي. ثال ًثا :مذهب ال�شافعية في منت�صف القرن الثاني ولد اإلإمام محمد بن �إدري�س ال�شافعي (ت ،)204وتتلمذ على علماء �أجالء كان منهم اإلإمام مالك ،كما �أنه أي�ضا على محمد بن الح�سن تلميذ اإلإمام �أبي حنيفة ،وجمع بين فقه المدر�ستين ولكنه �إلى مذهب �أهل المدينة �أقرب ،ون�شر تتلمذ � ً علمه في العراق وتتلمذ عليه جمع غفير ،ثم انتقل �إلى م�صر وتغ ّيرت بع�ض اجتهاداته في م�صر عنها في العراق ،ولهذا �سميت �آرا�ؤه في العراق بمذهبه القديم ،وفي م�صر بالمذهب الجديد. راب ًعا :مذهب الحنابلة ن�ش�أ اإلإمام �أحمد بن محمد بن حنبل ( ت ،)241وطلب العلم في بغداد ،ورحل في طلب العلم ،واهتم بجمع الحديث ونقد الرواة، وكان من �شيوخ اإلإمام �أحمد اإلإمام ال�شافعي ،فا�ستفاد منه في الر�أي وفي معرفة بع�ض المباحث المتعلقة بعلم الحديث كالنا�سخ والمن�سوخ ،ثم جل�س اإلإمام �أحمد لنفع النا�س ون�شر العلم ،فانت�شر مذهبه في العراق ،خا�صة في عهد المتوكل ،الذي رفع المحنة عن العلماء في م�س�ألة القول بخلق القر�آن. هكذا ظهرت المذاهب األأرب�ع��ة ،وانت�شرت في األأق�ط��ار ،وه ��ؤالء األأئمة و�إن اختلفوا في بع�ض األأحكام ال�شرعية� ،إال �أنهم متفقون في �أ�صول الدين والحمد هلل. 14 بالرجوع �إلى م�صادر التعلم المختلفة ،اذكر كتا ًبا في فقه كل مذهب من المذاهب األأربعة ،مع ذكر م�ؤلفه. /1من كتب الحنفية......................................................................................................: /2من كتب المالكية.......................................................................................................: /3من كتب ال�شافعية......................................................................................................: /4من كتب الحنابلة.......................................................................................................: 15 �أ�سباب خالف العلماء الدر�س 2 قال تعالى في ق�صة حكم داود و�سليمان في الحرث عندما قال تعالى﴿ :ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﴾(. )1 فالحق كان مع �سليمان ،ومع ذلك قال اهلل عنهما ﴿ :ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﴾. فالعلماء المجتهدون رحمهم اهلل لم يتكلموا بالهوى ،بل كانوا يجتهدون في بيان �أحكام ال�شريعة بح�سب ما بلغهم من األأدلة ،وبح�سب ما فهموه منها ،وقد يتفقون فيما بينهم ،وقد يختلفون في بع�ض األأحيان. والخالف بين العلماء يعود �إلى �أ�سباب كثيرة كلها دائرة حول بحثهم عن الحق وتطلبهم بيان ال�شريعة، ف��كل واح��د منه��م �إما �أن يكون م�صي ًبا محمو ًدا فله �أجران� ،أو مخط ًئ��ا معذو ًرا فله �أجر واحد،كما قال النبي �« :إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم �أ�صاب فله �أجران ،و�إذا حكم فاجتهد ثم �أخط�أ فله �أجر» (.)2 حين يلتقي الم�سلم بغير الم�سلم ،قد يجري بينهما حوا ٌر حول الدين والمعتقد .ف�إذا لقيت �أحدهم يو ًما و�س�ألك� :أنتم تزعمون �أن األأحكام ال�شرعية من عند اهلل تعالى ،و�أن القر�آن وال�سنة محفوظان ال يتطرق �إليها التحريف ،ومع هذا نجدكم تقولون �أخط�أ العالم الفالني ،وتقولون:هذا القول �ضعيف؛ مع �أنه موجود في كتبكم الفقهية. بالتعاون مع مجموعتك فكر في �إجابة �سديدة عن �شبهته؛ مدع ًما قولك بما يكون �سب ًبا لرجوعه عن مقولته ،واكتب ملخ�ص ما تو�صلتم �إليه. ................................................................................................ ................................................................................................ ................................................................................................ (� )1سورة األأنبياء اآلآيتان.79 -78 : ( )2رواه البخاري برقم( ،)7352وم�سلم برقم(.)1716 16 �أهم �أ�سباب خالف العلماء ما ي�أتي: ال�س��بب األأول :كون العالم لم ي�س��مع بهذا الدليل ،مثال ذلك :بلغ عائ�ش��ة � أن عبد اهلل بن عمرو ي�أمر الن�ساء �إذا اغت�سلن �أن ينق�ضن ر�ؤو�سهن فقالت يا عج ًبا البن عمرو هذا ي�أمر الن�ساء �إذا اغت�س��لن �أن ينق�ضن ر�ؤو�س��هن� ،أفال ي�أمرهن �أن يحلقن ر�ؤو�س��هن؟ لقد كنت �أغت�س��ل ()1 �أنا ور�سول اهلل من �إناء واحد ،وال �أزيد على �أن �أفرغ على ر�أ�سي ثالث �إفراغات. �صحيحا عند عال��م� ،ضعيفًا عند العالم اآلآخر حيث لم ال�س��بب الثان��ي :يبل��غ الحديث عالمين لكنه يكون ً يبلغ��ه ب�س��ند �صحي��ح ،مث��ال ذلك :حدي��ث ا ْل ِعي َن ِة ال��ذي رواه ابن عمر قال� :س��معت ر�س ــول اهلل يقول�« :إذا تبايعتم بال ِع ْي َن ِة ( ،)2و�أخذتم �أذناب البقر � ...س ّلط اهلل عليكم ذ َّاَّل ال ينزعه حتى ترجعوا �إلى دينكم»( ،)3هذا الحديث لم يعمل به ال�شافعي ل�ضعفه عنده ،وعمل به الجمهور؛ ألأن له طر ًقا تقويه ،وقد ع�ضدته في تحريم ا ْل ِعي َن ِة. بع�ض اآلآثار عن ال�صحابة ال�س��بب الثال��ث :يبل��غ الحدي��ث العال��م ويعلم �أنه �صحيح لكن يظنه من�س��وخً ا واآلآخ��ر بخالف ذلك ،مثال ذل��ك :اختلف العلماء في حكم الحجامة لل�صائم هل تفطر �أم ال؟ فمن قال� :إنها ال تفطر ا�ستدل بحديث ابن عبا�س في ال�صحيح �أن النبي احتجم وهو محرم واحتجم وهو �صائم ،ومن قال� :إنها تفطر ا�ستدل بحديث� :أفطر الحاجم والمحجوم، ومن األأجوبة التي �أجابوا بها عن حديث ابن عبا���س قالوا� :إن الحديث من�س��وخ ،ولم ي�س�� ِّلم لهم اآلآخرون ب�أن الحديث من�سوخ. معار�ضا بحديث �آخر ،مثال ذلك :خالف العلماء في م�س�ألة ال�سبب الرابع :يبلغ العالم الحديث ويعلم �أنه غير من�سوخ لكن يعتبره ً ا�س��تقبال القبل��ة وا�س��تدبارها �أثن��اء ق�ضاء الحاجة ،فمنهم من قال� :إن اال�س��تدبار واال�س��تقبال منه��ي عنه مطلقًا، ومنهم من قال :منهي عن اال�ستقبال دون اال�ستدبار ،ومنهم من قال :منهي عن اال�ستدبار في الف�ضاء دون البنيان، و�سبب ذلك �أن النبي قال�« :إذا �أتيتم الغائط فال ت�ستقبلوا القبلة وال ت�س ـ��تدبروها ولكن �شـ ـ��رقوا �أو غــربـ ـ��وا» (،)4 جال�س��ا لحاجته م�س��تقبل ال�ش��ام م�ستدبر وروى ابن عمر � أنه رقـ��ى على بيت �أختـ��ه حف�صة فوج ـ��د النبي ً القبل��ة ( ،)5فه��ذان الحديث��ان ظاهرهما التعار�ض ،ولهذا اختلف �أهل العلم في حكم هذه الم�س���ألة. ( )2ا ْل ِعي َن ُة هي� :أن يبيع �سلع ًة بثمن م�ؤجل ،ثم ي�شتريها من الذي �أخذها ب�أق َّل من الثمن ً حااًل ( )1رواه م�سلم برقم ( .)331 ( )4رواه البخاري برقم ( ،)394وم�سلم برقم(.)264 ( )3رواه �أبو داود برقم ( .)3462 ( )5رواه البخاري برقم ( ،)148وم�سلم برقم (.)266 17 بالتعاون مع مجموعتك؛ فكر في �أكثر من طريقة تجمع فيها بين الحديثين في الم�س�ألة ال�سابقة. الطريقة األأولى للجمع بين الحديثين: �أن يكون النهي عن اال�ستقبال واال�ستدبار في الف�ضاء خارج البنيان ،وحديث ابن عمر يدل على الجواز داخل البيوت. الطريقة الثانية للجمع بين الحديثين: .................................................................................................................................. .................................................................................................................................. .................................................................................................................................. الطريقة الثالثة للجمع بين الحديثين: ................................................................................................................................. ................................................................................................................................. ................................................................................................................................. ال�سبب الخام�س :اختالفهم في تف�سير لفظ الدليل ،وذلك لكون اللفظ م�شتر ًكا �أو ً مجماًل �أو ألأي �سبب �آخر ،كاختالف الفقهاء في م�س المر�أة هل ينق�ض الو�ضوء �أو ال ينق�ض الو�ضوء ،ب�سبب اختالفهم في تف�سير قوله تعالى في �آية الو�ضوء: ﴿ ﭴ ﭵ ﭶ﴾( ،)1فمن ف�سرها بمجرد اللم�س قال :هو ينق�ض الو�ضوء ،ومن ف�سرها بالجماع قال: اللم�س ال ينق�ض الو�ضوء. ال�سبب ال�ساد�س :اختالفهم في قاعدة �أو م�س�ألة �أ�صولية مما ي�ؤدي �إلى الخالف في بع�ض األأحكام ،وذلك كاختالف �أهل العلم في االحتجاج بقول ال�صحابي �أو فعله �إذا كان في م�س�ألة ال يدخلها االجتهاد ولم يخالفه �صحابي �آخر هل هو حجة �أم ال. مثال ذلك :فعل ابن عمر في رفع يديه في التكبيرات على الجنازة ( ،)2ولكن بع�ض العلماء لم يختر هذا الحكم؛ ألأنه ال يعمل بهذا النوع من األأدلة. (� )1سورة المائدة اآلآية.6 : 18 ( )2رواه ابن �أبي �شيبة في الم�صنف برقم ( )11380ب�سند �صحيح. ال�سبب ال�سابع� :أن بع�ض العلماء يفهم من الحديث �شي ًئا ،ويفهم غيره منه �شي ًئا �آخر ،ومثاله حديث ذي اليدين �أن النبي �صلى بهم �إحدى �صالتي الع�شي ف�سلم من ركعتين ،فلما �أخبروه �صلى الركعتين الباقيتين ،ثم �سلم ثم �سجد �سجدتين ()1 بعد ال�سالم. ف�أخذ منه بع�ض العلماء �أن �سجود ال�سهو يكون بعد ال�سالم �إذا �سلم من نق�ص في �صالته ،ف�إنه يتمها ثم ي�سجد لل�سهو بعد ال�سالم ،وفهم منه �آخرون �أن �سجود ال�سهو يكون بعد ال�سالم �إذا زاد في �صالته �سه ًوا ،وذلك ألأنه في هذا الحديث زاد ال�صالة على النبي وال�سالم من ال�صالة ،فقالوا:كل زيادة �سه ًوا فال�سجود لها بعد ال�سالم. ال�سبب الثامن� :أن ال يكون في الم�س�ألة ن�ص ،فيجتهد العلماء في ا�ستنباط حكمها من بع�ض الن�صو�ص والقواعد ال�شرعية؛ فيختلف اجتهادهم ،ومن ذلك اختالف العلماء المعا�صرين في حكم اإلإجارة المنتهية بالتمليك؛ بنا ًء على خالفهم في تنزيلها على الن�صو�ص والقواعد ال�شرعية الموقف من خالف العلماء الخالف في بع�ض الم�س��ائل من طبيعة الب�ش��ر الختالفهم في الفهم والعلم ،وقد �س��بق لك درا�س��ة بع�ض �أ�س��باب الخالف بين العلماء، ولكن ما موقفنا من هذا الخالف؟ � ً أواًل :يج��ب احت��رام العلم��اء و�إجاللهم؛المخط��ئ منه��م والم�صي��ب ،وال يبي��ح خط���أ بع���ض األأئم��ة المجتهدي��ن التع��دي عليه��م والطع��ن فيه��م وانتقا�صه��م ،فه��ذا م��ا �أدى �إلي��ه اجته��اده ،وه��و مع��ذور ف��ي ذل��ك م�أج��ور ،فع��ن عم��رو ب��ن العا���ص �أن��ه �س��مع ر�س��ول اهلل يق��ول�« :إذا حك��م الحاك��م فاجته��د ث��م �أ�ص��اب فل��ه �أج��ران ،و�إذاحك��م فاجته��د ثم �أخط�أ فله �أجر»( ،)2وقد �س��بق لك درا�س��ة �أ�س��باب الخالف بين العلماء وهي �أعذار ،كما �أن بع�ض األأحكام التي ترى هذا العالم قد �أخط�أ فيها قد تكون �صوا ًبا في حقيقة األأمر ،والخط�أ هو ما عندك. ثان ًي��ا :األأئم��ة المجته��دون متفق��ون في �أ�صول ال�ش��ريعة ،و�إنما خالفهم في فروعه��ا؛ كما وقع في بع�ض الم�س��ائل المتعلقة بال�صالة والحج والبيع ونحوها. ثال ًث��ا :وق��وع الخط���أ من بع�ض العلماء يدل على �أن التعظيم يكون للن�صو�ص ال�ش��رعية ال لألأ�ش��خا�ص ،ف��كل ي�ؤخذ من قوله ويرد �إال محمدا . ً راب ًعا :ال يجوز لنا التع�صب لقول �أحد من العلماء ونحن نعلم �أن الحق مع العالم اآلآخر ،فالعالم الذي �أخط�أ معذور م�أجور ،ولكن ال يعني ذلك �أن نتابعه على خطئه �أو نتع�صب له ،ونلوي الن�صو�ص من �أجل ت�صحيح قوله. ( )1رواه البخاري ( ،)482وم�سلم برقم (.)573 ( )2تقدم تخريجه �ص.16 19 /1بالتعاون مع مجموعتك بين الفوائد التي ن�ستفيدها من معرفة �أ�سباب الخالف بين العلماء. ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... /2ا�ستخل�ص مما �سبق �أهم �أ�سباب خالف العلماء ً ممثاًل بمثال واحد على كل �سبب. ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... /3على �ضوء درا�ستك ألأ�سباب الخالف بين العلماء ،ح ّدد الموقف ال�سليم من هذا ِ الخالف. ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... ..................................................................................................................................... 20 الدر�س 3 الفتوى واال�ستفتاء يج��ب عل��ى م��ن لي���س بعال��م �أن ي�س���أل �أه��ل العل��م فيم��ا �أ�ش��كل علي��ه م��ن �أم��ر دين��ه؛ لقول��ه تعال��ى﴿:ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ()1 ﭟ ﭠ﴾ . و�إذا اختل��ف �أه��ل العل��م في م�س���ألة معينة فعند ذلك �إن ا�س��تطاع �أن ينظر ف��ي �أدلة كل قول ،وكانت عنده ق��درة على الترجيح بين األأقوال فيجتهد في معرفة الراجح من األأقوال� ،أما �إن لم يكن م�س��تطي ًعا فيقلد من يثق في علمه ودينه ـ كما يفعل المري�ض يبحث عن م��ن يث��ق ف��ي طبه و�أمانته ،وال يجوز له �أن يتبع اله��وى فينتقي من األأقوال ما يوافق هواه ،لقوله تعالى ﴿ :ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ()2 ﰆ ﰇﰈ﴾ . تعظي ُم �ش� ِأن ال ُف ْت َيا كان ال�س��لف رحمه��م اهلل يتحا�ش��ون ال ُف ْت َي��ا وي��و ّدون �أن غيرهم يكفيه��م �إياها ،وما ذلك �إال لعظم خ�ش��يتهم من اهلل �س��بحانه وتعال��ى وكم��ال علمهم بالكتاب وال�س��نة ،فقد قال اهلل تعال��ى﴿ :ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ()3 ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ﴾ . وع��ن عب��داهلل ب��ن عم��رو � ،أن النب��ي ق��ال� «:إن اهلل ال يقب�ض العلم انتزاع��ا ينتزع��ه م��ن العب��اد ،ولكن يقب�ض العل��م بقب�ض العلماء ،حت��ى �إذا لم يبق ً ()4 ؤو�سا ً جهااًل ،ف�سئلوا ف�أفتوا بغير علم ،ف�ضلوا و�أ�ضلوا» . عال ًما اتخذ النا�س ر� ً قال عبد الرحمن بن �أبي ليلى� :أدركت مئ ًة وع�شرين من األأن�صار من �أ�صحاب ر�س��ول اهلل ي�س���أل �أحدهم عن الم�س�ألة ،فيرد هذا �إلى هذا ،وهذا �إلى هذا ،حتى يرجع �إلى األأول. معلومة �إثرائية رج�اًلا من قرية ذك��ر ابن الج��وزي عن بع�ض �ش��يوخه �أنه �أفتى ً بينه وبينها �أربعة فرا�س��خ ،فلما ذهب الرجل تفكر ال�شيخ فعلم �أن��ه �أخط���أ ،فم�ش��ى �إل��ى الرج��ل ف�أعلمه �أن��ه �أخط�أ ،ف��كان بعد في قوة �أم�شي �أربعة ذلك �إذا �س��ئل عن م�س���ألة توقف ،وقال :ما ّ فرا�سخ. و�سئل ال�شعبي عن �شيء فقال :ال �أدري فقيل له� :أما ت�ستحي من قولك ال �أدري و�أنت فقيه العراق؟ قال :لكن المالئكة لم ت�ستح حين قالت: ﴿ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ﴾ (.)5 (� )1سورة النحل اآلآية.43 : (� )3سورة األأعراف اآلآية.33 : (� )5سورة البقرة اآلآية.32 : (� )2سورة �ص اآلآية.26 : ( )4رواه البخاري برقم ( ،)100وم�سلم برقم (.)2673 21 وقال �أبو حنيفة :من تكلم في �شيء من العلم وتقلده وهو يظن �أن اهلل عز وجل ال ي�س�أله عنه :كيف �أفتيت في دين اهلل؟ فقد �سهلت وعلي الوزر. عليه نف�سه ودينه .وقال :ولوال ال َف َرق من اهلل �أن ي�ضيع العلم ما �أفتيت � ً أحدا ،يكون لهم المهن�أَّ ، وكان اإلإمام مالك يكثر من قول :ال �أدري ،و�سئل عن ثمان و�أربعين م�س�ألة فقال في اثنتين وثالثين منها:ال �أدري ،و�سئل عن م�س�ألة فقال :ال �أدري ،فقيل :هي م�س�ألة خفيفة �سهلة ،فغ�ضب وقال :لي�س في العلم �شيء خفيف. و�سئل ال�شافعي عن م�س�ألة فلم يجب ،فقيل له ،فقال :حتى �أدري �إن الف�ضل في ال�سكوت �أو في الجواب. وعن األأثرم� :سمعت �أحمد بن حنبل يكثر �أن يقول :ال �أدري ،وذلك فيما عرف األأقاويل فيه. بالتعاون مع مجموعتك ،ت�أمل في الن�صو�ص واآلآثار ال�سابقة وا�ستنتج منها �آداب الفتوى. ............................................................................................................. ............................................................................................................. ............................................................................................................. ............................................................................................................. ............................................................................................................. ............................................................................................................. ............................................................................................................. ............................................................................................................. .......................................