كتاب الدراسات الإسلامية الفقه 1 مسارات ثالث ثانوي 1445 PDF

Document Details

AdvantageousWilliamsite

Uploaded by AdvantageousWilliamsite

1445

null

فريق من املتخ�ص�صني

Tags

Islamic jurisprudence Islamic law Textbook Saudi Arabia

Summary

This textbook provides a comprehensive introduction to Islamic jurisprudence (Fiqh) for third-year secondary school students in Saudi Arabia. The book covers topics related to family law, transactions, and criminal law from an Islamic perspective.

Full Transcript

‫قـــ��ررت وزارة الـــتــعـــلـــيـ��م تــــدريــ�س‬ ‫ه��ذا الكــ��تاب وطـــ��بعه عـ��لى نـفــقـتـ��ها‬ ‫التعليم الثانوي‪-‬نظام امل�سارات‬ ‫ال�سنة الثالثة‬ ‫قام بالت�أليف واملراجعة‬ ‫فريق من املتخ�ص�صني‬ ‫طبعة ‪2023 - 1445‬‬ ‫ح وزارة التعليم‪ 1444 ،‬هـ‬ ‫فهر�سة مكتبة الملك فهد الوطنية �أثناء ال...

‫قـــ��ررت وزارة الـــتــعـــلـــيـ��م تــــدريــ�س‬ ‫ه��ذا الكــ��تاب وطـــ��بعه عـ��لى نـفــقـتـ��ها‬ ‫التعليم الثانوي‪-‬نظام امل�سارات‬ ‫ال�سنة الثالثة‬ ‫قام بالت�أليف واملراجعة‬ ‫فريق من املتخ�ص�صني‬ ‫طبعة ‪2023 - 1445‬‬ ‫ح وزارة التعليم‪ 1444 ،‬هـ‬ ‫فهر�سة مكتبة الملك فهد الوطنية �أثناء الن�شر‬ ‫وزارة التعليم‬ ‫الفقه ‪ - 1‬التعليم الثانوي ‪ -‬نظام الم�سارات ‪ -‬ال�سنة الثالثة‬ ‫‪ /‬وزارة التعليم ‪ -.‬الريا�ض ‪ ١٤٤٤ ،‬هـ‬ ‫‪� 154‬ص ؛ ‪�25.5 * 21‬سم‬ ‫ردمك‪ 4 :‬ـ ‪ 356‬ـ ‪ 511‬ـ ‪ 603‬ـ ‪978‬‬ ‫‪1‬ـ ـ الفقه اإلإ�سالمي ـ تعليم ‪2‬ـ ـ التعليم الثانوي ـ ال�سعودية ‪ -‬كتب‬ ‫درا�سية �أ‪ .‬العنوان‬ ‫‪1444 /4978‬‬ ‫ ‬ ‫ديوي ‪250 ,7‬‬ ‫رقم اإلإيداع‪1444 /4978 :‬‬ ‫ردمك‪ 4 :‬ـ ‪ 356‬ـ ‪ 511‬ـ ‪ 603‬ـ ‪978‬‬ ‫حقوق الطبع والن�شر حمفوظة لوزارة التعليم‬ ‫‪www.moe.gov.sa‬‬ ‫ﻣﻮاد إﺛﺮاﺋﻴﺔ وداﻋﻤﺔ ﻋﻠﻰ "ﻣﻨﺼﺔ ﻋﻴﻦ اﺛﺮاﺋﻴﺔ"‬ ‫‪ien.edu.sa‬‬ ‫أﻋﺰاءﻧﺎ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ واﻟﻤﻌﻠﻤﺎت‪ ،‬واﻟﻄﻼب واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت‪ ،‬وأوﻟﻴﺎء اﻣﻮر‪ ،‬وﻛﻞ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪:‬‬ ‫ﻳﺴﻌﺪﻧﺎ ﺗﻮاﺻﻠﻜﻢ؛ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺪرﺳﻲ‪ ،‬وﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺗﻜﻢ ﻣﺤﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ‪.‬‬ ‫‪fb.ien.edu.sa‬‬ ‫حقوق طباعة ونرش واستخدام هذا الكتاب وما يرتبط به من حمتوى تعليمي أو إثرائي أو داعم حمفوظة مجي ًعا لوزارة التعليم باململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫و ُيمنَع من ًعا باتًا بيعه أو نسخه أو التربع به أو استخدامه أو إعادة طباعته أو إنتاجه أو مسحه ضوئ ًيا أو أي جزء منه بأي شكل وأية وسيلة كانت‪ ،‬ويقترص‬ ‫استخدامه عىل املدارس التابعة للوزارة واملرخصة باستخدامه فقط‪.‬‬ ‫مقدمة في‬ ‫الفقه‪1‬‬ ‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعني‪،‬‬ ‫أما بعد‪:‬‬ ‫فبني يديك ــ أخي الطالب وأختي الطالبة ـــ (كتاب الفقه ‪ )1‬للطالب املقرر لنظام املسارات‪ ،‬وهو كتاب يقرب‬ ‫إليك األحكام الشرعية املتعلقة بفقه األسرة‪ ،‬واملعامالت الشرعية‪ ،‬واجلنايات في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مع مقدمة في‬ ‫معنى الفقه وأهميته واملوقف من خالف العلماء ‪-‬رحمهم اهلل تعالى‪.-‬‬ ‫وبقدر علمك وعملك باألحكام التي تدرسها‪ ،‬ودعوتك إليها وتعليمها لآلخرين‪ ،‬تكون بإذن اهلل تعالى ممن‬ ‫خيرا يفقهه في الدين»(‪،)1‬‬ ‫أراد اهلل بهم اخلير وسعادة الدارين؛ حيث أخبرنا رسولنا الكرمي أن‪« :‬من يرد اهلل به ً‬ ‫َّ‬ ‫امرءا سمع منا حدي ًثا فحفظه حتى‬ ‫وبشر من ب ّلغ شريعته‪ ،‬ودعا له‬ ‫بأن يرزقه اهلل البهجة بقوله ‪« :‬نضر اهلل ً‬ ‫(‪)2‬‬ ‫يبلغه غيره‪ ،‬فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه‪ ،‬ورب حامل فقه ليس بفقيه» ‪.‬‬ ‫طالبا ً‬ ‫نشطا داخل الصف؛ تشارك‬ ‫وقد يسر اهلل تعالى صياغة موضوعات هذا املقرر بطريقة تتيح لك أن تكون ً‬ ‫في الدرس بفاعلية وروح متوثبة‪ ،‬مطبقًا ملا ميكن تطبيقه داخل الصف أو املدرسة‪ ،‬وتشارك في حل النشاطات‬ ‫وفهما واستيعا ًبا للدرس‪ ،‬وتنمي لديك املهارات املتنوعة؛ كما تعينك صياغة املقرر‬ ‫علما ً‬ ‫والتمارين التي تزيدك ً‬ ‫اجلديدة على البحث عن املعلومة بنفسك؛ مع مساعدتك في البحث عنها من خالل بعض املوجهات أو إرشاد‬ ‫معلمك املبارك؛ كما تعينك على التعاون مع زمالئك في إثراء املادة ونفع اآلخرين‪ ،‬وقبل ذلك وبعده تعينك ‪-‬إن‬ ‫شاء اهلل تعالى‪ -‬في متثل األحكام الشرعية في حياتك‪ ،‬وتقربك إلى ربك وخالقك؛ مما يقودك بإذن اهلل لسعادة‬ ‫الدنيا ونعيم اآلخرة‪.‬‬ ‫وقد راعينا في هذا املؤلف اجلديد ما يأتي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أواًل‪ :‬تنوع العرض للمادة الدراسية؛ ليسهل عليك فهمها‪ ،‬وتتمكن من استيعابها بيسر وسهولة‪.‬‬ ‫تعلما وتطبيقًا وكتابة‪ ،‬وبح ًثا عن املعلومة‪ ،‬واستنباطً ا لها؛ من خالل‬ ‫ثانيا‪ :‬احلرص على مشاركتك في الدرس؛ ً‬ ‫ً‬ ‫أنشطة تعليمية وفراغات داخل احملتوى تركت لتكتبها بأسلوبك‪ ،‬وتضرب عليها أمثلة من واقع حياتك ومعايشتك‪،‬‬ ‫ثم تعرضها على معلمك للتأكد من مدى صحة ما توصلت إليه‪.‬‬ ‫ومن َّ‬ ‫ثال ًثا‪ :‬تنمية مهارات التعلم والتفكير التي لديك؛ من خالل مساحات للتفكير تتيح لك التمرن على االستنباط‬ ‫وضرب األمثلة واملشاركة الفاعلة‪ ،‬مع توجيه معلمك‪ ،‬وعنايته بك‪.‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬تنمية مهارة التعاون؛ من خالل األنشطة والتمرينات املشتركة مع زميلك أو مجموعتك؛ للتوصل من خالل‬ ‫ذلك إلى املعلومة باالشتراك مع زمالئك في الصف‪.‬‬ ‫وقد ُحددت لكل وحدة في الكتاب أهداف ووضعت في مدخل الوحدة؛ من أجل أن تتأملها وتسعى‬ ‫لتحقيقها‪ ،‬فبقدر قربك من حتقيق األهداف تكون استفادتك من الكتاب كبيرة‪ ،‬ومثمرة‪.‬‬ ‫والذي نؤمله أن يكون الكتاب داف ًعا لك لالرتقاء في مدارج العلم والهداية‪ ،‬وانطالقة خلير عظيم ترى أثره في‬ ‫حياتك ومجتمعك وأمتك‪.‬‬ ‫بارك اهلل فيك‪ ،‬وجعلك قرة عني لوالديك‪ ،‬نافع ًا لدينك ووطنك‪ ،‬وحفظك من كل مكروه‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري برقم (‪ )71‬ومسلم برقم (‪.)1037‬‬ ‫(‪ )2‬رواه الترمذي برقم (‪.)2656‬‬ ‫الفهر�س‬ ‫المحتوى‬ ‫الوحدة األأولى‪ :‬مقدمة في الفقه‬ ‫در�س (‪ :)1‬تعريف الفقه ون�ش�أته ومدار�سه‬ ‫در�س (‪�:)2‬أ�سباب خالف العلماء‬ ‫در�س (‪:)3‬الفتوى واال�ستفتاء‬ ‫الوحدة الثانية‪� :‬أحكام النكاح‬ ‫در�س (‪:)4‬األأ�سـ ـ ـ ــرة‬ ‫در�س (‪:)5‬معايير اختيار الزوجين‬ ‫در�س (‪:)6‬عقد النكاح‬ ‫در�س (‪:)7‬المحرمات من الن�ساء‬ ‫در�س (‪:)8‬ال�شروط في النكاح‬ ‫در�س (‪:)9‬األأنكحة المحرمة‬ ‫در�س (‪:)10‬الخطبة‬ ‫(‪:)11‬ال�صداق (المهر)‬ ‫در�س‬ ‫َّ‬ ‫در�س (‪:)12‬وليمة ال ُعر�س‬ ‫در�س (‪:)13‬تحديد الن�سل وتنظيمه‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬الفُرقة الزوجية ومـا يتعــلق بـها‪ ،‬وبع�ض الحقوق األأ�سرية‬ ‫ال�صفحة‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪55‬‬ ‫در�س (‪:)14‬الطالق‬ ‫در�س (‪:)15‬الخلع‬ ‫در�س (‪:)16‬العدة‬ ‫در�س (‪:)17‬النفقات‬ ‫در�س (‪:)18‬الر�ضاع‬ ‫‪71‬‬ ‫الوحدة الرابعة ‪ :‬البيع‬ ‫‪76‬‬ ‫در�س (‪:)19‬البيع‬ ‫در�س (‪�:)20‬أق�سام البيع‬ ‫در�س (‪�:)21‬شروط البيع‬ ‫در�س (‪:)22‬وقت البيع ومكانه‬ ‫در�س (‪:)23‬قب�ض المبيع‬ ‫در�س (‪:)24‬البيع ب�شرط البراءة‬ ‫‪77‬‬ ‫‪87‬‬ ‫الوحدة الخام�سة ‪ :‬البيوع المحرمة‬ ‫‪91‬‬ ‫در�س (‪�:)25‬أ�سباب الك�سب المح َّرم‬ ‫ال�سبب األأول‪ :‬الظلم‬ ‫در�س (‪:)26‬ال�سبب الثاني‪ :‬الربا‬ ‫‪92‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪96‬‬ ‫المحتوى‬ ‫ال�صفحة‬ ‫در�س (‪ :)27‬قاعدة ربا البيوع وال�صرف‬ ‫در�س (‪ :)28‬عقد ال�صرف‬ ‫در�س (‪ :)29‬بيع العينة‬ ‫در�س (‪ :)30‬التورق‬ ‫در�س (‪ :)31‬ال�سبب الثالث‪ :‬الغرر‬ ‫‪108‬‬ ‫الوحدة ال�ساد�سة ‪ :‬اإلإجارة‬ ‫‪115‬‬ ‫در�س (‪ :)32‬عقد اإلإجارة‬ ‫‪116‬‬ ‫الوحدة ال�سابعة ‪ :‬الم�سابقات واللقطة‬ ‫‪125‬‬ ‫در�س (‪ :)33‬الم�سابقات‬ ‫در�س (‪ :)34‬اللقطة‬ ‫‪126‬‬ ‫‪132‬‬ ‫الوحدة الثامنة ‪ :‬الجنايات‬ ‫‪139‬‬ ‫در�س (‪ :)35‬الجنايات‬ ‫در�س (‪ :)36‬النوع األأول‪ :‬القتل العمد‬ ‫در�س (‪ :)37‬النوع الثاني‪ :‬القتل �شبه العمد‬ ‫در�س (‪ :)38‬النوع الثالث‪ :‬القتل الخط�أ‬ ‫در�س (‪ :)39‬الجناية على ما دون النف�س‬ ‫‪140‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪150‬‬ ‫الوحدة األأوىل‬ ‫مقدمة يف الفقه‬ ‫يتوقع منك بعد درا�سة هذه الوحدة �أن‪:‬‬ ‫وا�صطالحا‪.‬‬ ‫‪ُ -1‬ت َع ِّرف الفقه لغة‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬تفرق بني الفقه وغريه من العلوم‪.‬‬ ‫‪ -3‬تذكر نبذة خمت�صرة عن ن�ش�أة الفقه يف حدود ع�شرة �أ�سطر‪.‬‬ ‫تفرق بني الفقه وال�شريعة‪.‬‬‫‪-4‬تفرق‬ ‫‪ -5‬تذكر م�صدر الفقه وا�ستمداده‪.‬‬ ‫‪ -6‬تف�سر �أ�سباب ظهور املدار�س الفقهية‪.‬‬ ‫تعلل كرثة اعتماد �أهل املدينة على اآلآثار بعك�س �أهل العراق‪.‬‬‫‪-7‬تعلل‬ ‫تتحدث بطالقة عن ن�ش�أة املذاهب األأربعة‪.‬‬‫‪-8‬تتحدث‬ ‫تف�صل القول يف �أ�سباب اخلالف بني العلماء‪.‬‬‫تف�ص‬ ‫‪ّ -9‬‬ ‫حُتدد املوقف ال�سليم من اخلالف بني العلماء‪.‬‬‫‪ُ -10‬حُت‬ ‫تكون اجتاهً ا �إيجاب ًيا جتاه االجتهادات األأخرى؛ �إذا كانت م�ستندة على دليل �شرعي‪.‬‬‫‪-11‬تكون‬ ‫حتذر من الفتيا بغري علم‪.‬‬‫‪-12‬حتذر‬ ‫قدرهم‪.‬‬ ‫‪-13‬حترتم‬ ‫ميا وحدي ًثا و ُت ّ‬ ‫‪-‬حترتم علماء األأمة قد ً‬ ‫تعريف الفقه ون�ش�أته ومدار�سه‬ ‫الدر�س‬ ‫‪1‬‬ ‫تعريف الفقه‬ ‫(‪،)1‬‬ ‫قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫ويقول النا�س‪ :‬فالن ال يفقه �شي ًئا‪.‬‬ ‫يمكنك من خالل ما تقدم(‪ )2‬التعرف على معنى الفقه في اللغة العربية‪ ،‬فما هو؟‬ ‫‪..........................................................................................‬‬ ‫�أما المراد بالفقه في ا�صطالح الفقهاء فيمكنك معرفته بترتيب الكلمات اآلآتية‪:‬‬ ‫من‬ ‫األأحكام‬ ‫التف�صيلية‬ ‫معرفة‬ ‫ال�شرعية‬ ‫�أدلتها‬ ‫العملية‬ ‫‪..........................................................................................‬‬ ‫معنى التعريف ومحترزاته‬ ‫تعرف على معنى التعريف ومحترزاته‪ ،‬و�أكمل الجدول ح�سب فهمك‪:‬‬ ‫العبارة من التعريف‬ ‫األأحكام ال�شرعية‬ ‫معناها‬ ‫ما يخرج ب�سببها‬ ‫األأحكام الم�ستفادة‬ ‫من ال�شرع ال من العقل‬ ‫والتجربة ونحوهما‪.‬‬ ‫األأحكام غير ال�شرعية كاألأحكام الم�ستفادة من العقل �أوالتجربة مثل علم‬ ‫اللغة‪ ،‬والطب‪ ،‬والهـند�سـة‪ ،‬و‪.......................‬‬ ‫و‪ .......................‬و‪.................................‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الن�ساء اآلآية ‪.78‬‬ ‫(‪ )2‬ويمكن الرجوع �إلى معاجم اللغة ومنها‪ :‬القامو�س المحيط للفيروز �آبادي‪ ،‬ول�سان العرب البن منظور‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العملية‬ ‫�أدلتها التف�صيلية‬ ‫المتعلقة ب�أفعال الجوارح‪،‬‬ ‫مث��ل‪ :‬ال�ص�الاة‪ ،‬والح��ج‪،‬‬ ‫و‪......................‬‬ ‫و‪.......................‬‬ ‫و‪.......................‬‬ ‫األأح��كام االعتقادي��ة مث��ل م��ا يتعل��ق ب�أ�س��ماء اهلل و�صفاتـ��ه‬ ‫و‪.........................‬‬ ‫و‪...........................‬‬ ‫و‪........................‬‬ ‫�أدل��ة كل م�س���ألة بعينه��ا‪ ،‬مث��ل‪:‬‬ ‫�آي��ة الو�ض��وء تدل عل��ى فرو�ض‬ ‫الو�ضوء‪ ،‬ومث��ل‪...............:‬‬ ‫‪...............................‬‬ ‫‪...............................‬‬ ‫‪...............................‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫يخرج عنه �أمران‪:‬‬ ‫األأول‪ :‬العل��م الم�أخوذ عن غير األأدلة‪ ،‬كعلم المقلد فهو لي���س‬ ‫بفقيه‪.‬‬ ‫والثان��ي‪ :‬األأدل��ة اإلإجمالي��ة‪ ،‬و هي‪ :‬الق��ر�آن وال�س��نة واإلإجماع‬ ‫والقيـ ـ��ا�س‪ ،‬وحجيته��ا وطرق داللتها على األأحكام ال�ش��رعية ال‬ ‫تدر�س في علم الفقه؛ �إنما تدر�س في علم �أ�صول الفقه المتعلق‬ ‫باألأدلة اإلإجمالية‪.‬‬ ‫ن�ش�أة علم الفقه‬ ‫يتلقون الفقه من النبي‬ ‫كان ال�صحابة‬ ‫�إذا لم يعرفوا حكم م�س�ألة معينة �س�ألوا عنها النبي‬ ‫مبا�شرة‪� ،‬إما من القر�آن �أو مما يذكره لهم النبي‬ ‫فيخبرهم النبي بحكمها‪.‬‬ ‫من األأحاديث‪ ،‬وكانوا‬ ‫�إذا وردت عليهم م�س�ألة ينظرون في القر�آن الكريم وال�سنة النبوية؛ ف�إن وجدوا‬ ‫و�أما بعد وفاة النبي فكان ال�صحابة‬ ‫بع�ضا عن ال�سنة في ذلك‪ ،‬ف�إن لم يجدوا‬ ‫حكم الم�س�ألة فيهما �أو في �أحدهما حكموا به‪ ،‬ولم يلتفتوا �إلى غيره‪ ،‬وكان ي�س�أل بع�ضهم ً‬ ‫ن�صا من ال�سنة ت�شاوروا في حكم الم�س�ألة‪ ،‬واجتهدوا فيها بح�سب ما لديهم من األأ�صول ال�شرعية‪ ،‬وقد يقي�سونها على ن�ص‬ ‫عندهم ًّ‬ ‫عندهم‪ ,‬وقد يجمعون على حكم الم�س�ألة ك�إجماعهم على قتال مانعي الزكاة‪ ،‬وقد يختلفون في حكم الم�س�ألة كاختالفهم في ميراث‬ ‫الجد مع اإلإخوة (‪.)1‬‬ ‫جدا و�إخوه‪ ،‬فهل اإلإخوة مع وجود الجد يرثون �أو ال يرثون؟‬ ‫(‪ )1‬هذه الم�س�ألة من م�سائل الفرائ�ض؛ وهي‪ :‬لو مات �شخ�ص وترك ً‬ ‫‪9‬‬ ‫بين ال�شريعة والفقه‬ ‫ال�شريعة‬ ‫ال�ش��ريعة هي دين اهلل تعالى الذي ي�ش��مل العقائد واألأحكام واألأخالق واآلآداب الم�س��تمدة‬ ‫من الكتاب وال�س��نة‪ ،‬و�أما الفقه فهو األأحكام الم�س��تفادة من اجتهاد الفقهاء في التعرف على‬ ‫األأحكام العملية من األأدلة ال�شرعية‪.‬‬ ‫مر الت�شريع اإلإ�سالمي والفقه في خم�سة �أدوار‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪-1‬الدور األأول‪ :‬وهو الت�شريع في عهد الر�سول‬ ‫وفي عهد ال�صحابة ‪.‬‬ ‫العقائد وال�سلوك واألأخالق‬ ‫الفقه‬ ‫األأحكام التي �أ�صاب‬ ‫فيها المجتهدون‪.‬‬ ‫الفقه‬ ‫األأحكام‬ ‫التي �أخط�أ فيها‬ ‫المجتهدون‪.‬‬ ‫‪-2‬الدور الثاني‪ :‬وهو دور ت�أ�سي�س الفقه ويبد�أ من �سنة ‪41‬هـ حتى �سنة ‪132‬هـ‪.‬‬ ‫‪-3‬ال��دور الثال��ث‪ :‬وه��و دور نه�ضة الفق��ه وتدوينه‪ ،‬وجعله عل ًما مثل �س��ائر العلوم وت�أ�سي���س المذاهب وتدوين الحدي��ث وفيه ظهر األأئمة‬ ‫العظام �أ�صحاب المذاهب المدونة‪� ،‬أبو حنيفة‪ ،‬ومالك‪ ،‬وال�شافعي‪ ،‬و�أحمد ‪.‬‬ ‫‪-4‬الدور الرابع‪ :‬وهو دور التقليد والتقليل من االجتهاد‪ ،‬وهذا بعد ا�ستقرار المذاهب الفقهية‪ ،‬وفيه عكف النا�س على المذاهب األأربعة‬ ‫المعروفة عند �أهل ال�سنة درا�سة وفه ًما‪.‬‬ ‫‪-5‬الدور الخام�س‪ :‬وهو دور الرجوع �إلى فتح باب االجتهاد ألأهله الم�ؤهلين‪ ،‬و�إثبات �أن ال�شريعة اإلإ�سالمية �صالحة لكل زمان ومكان �إلى‬ ‫يوم القيامة‪.‬‬ ‫ا�س��تخرج مم��ا م�ض��ى الم�ص��ادر الت��ي كان يعتمده��ا ال�صحاب��ة‬ ‫بعدهم‪.‬‬ ‫في التعرف عل��ى األأحكام ال�ش��رعية‪ ،‬وهي م�ص��ادر الفقه لمن‬ ‫‪...................................................................................................................... /1‬‬ ‫‪...................................................................................................................... /2‬‬ ‫‪...................................................................................................................... /3‬‬ ‫‪...................................................................................................................... /4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مدار�س الفقه و�أ�سباب ظهورها‬ ‫في ن�شر العلم‪ ،‬وتفقيه النا�س ودعوتهم‪ ،‬وانت�شروا في �أنحاء األأر�ض يبلغون دين اهلل تعالى‪،‬‬ ‫بعد وفاة النبي اجتهد ال�صحابة‬ ‫فانت�شر العلم في األأم�صار اإلإ�سالمية‪ ،‬فكان للعلم حوا�ضر كثيرة ينهل منها المتعلمون؛ من �أهمها‪:‬‬ ‫‪ .1‬المدينة النبوية‪ :‬وفيها الخلفاء األأربعة‪ ،‬وعائ�شة وعبداهلل بن عمر وزيد بن ثابت وغيرهم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .2‬مكة المكرمة‪ :‬وفيها عبداهلل بن عبا�س ‪.‬‬ ‫‪ .3‬الكـوفـة‪ :‬وفيها عبداهلل بن م�سعود و�أبو مو�سى و�سلمان‬ ‫‪ ،‬ثم انتقل �إليها علي ‪.‬‬ ‫‪ .4‬الب�صرة‪ :‬وفيها �أن�س وجابر ‪.‬‬ ‫‪ .5‬ال�شام‪ :‬وفيها معاذ و�أبو الدرداء ومعاوية‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .6‬م�صر‪ :‬وفيها عمرو بن العا�ص وابنه عبداهلل ‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫وف��ي �أواخ��ر الق��رن األأول الهج��ري وبداية الق��رن الثاني‪ ،‬ب��د�أت اآلآراء الفقهية تتجه نحو تكوين مدر�س��تين كبيرتين؛ ل��كل منهما منهج‬ ‫تخت�ص به عن األأخرى‪ ،‬وهاتان المدر�ستان هما‪:‬‬ ‫المدر�سة األأولى‪ :‬مدر�سة األأثر‪ :‬وت�سمى‬ ‫مدر�س��ة المدينة‪ ،‬وهي بالحجاز‪ ،‬و�سبب هذه‬ ‫الت�س��مية‪ :‬اعتماده��ا عل��ى األأحادي��ث واآلآث��ار‬ ‫غال ًبا؛ ب�س��بب كثرتها عندهم‪ ،‬ولقلة الم�سائل‬ ‫الحادثة ف��ي المجتمع الحجازي ذلك الوقت‪،‬‬ ‫واجتنابهم الم�س��ائل الفقهية المفرو�ضة غير‬ ‫الواقع��ة‪ ،‬ولي���س معن��ى ذلك �أنه��م ال ينظرون‬ ‫في الر�أي؛ ولكن غلب عليهم النظر في اآلآثار‪.‬‬ ‫ومن �أ�شهر علماء هذه المدر�سة‪:‬‬ ‫فقهاء المدينة ال�س��بعة‪� :‬س��عيد بن الم�س��يب‪،‬‬ ‫وعبي��داهلل ب��ن عبد اهلل بن عتبة بن م�س��عود‪،‬‬ ‫والقا�سم بـ��ن محمد بن �أبي بكر‪ ،‬وخارجة بن‬ ‫زيد‪ ،‬و�أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن‬ ‫ه�شام‪ ،‬و�سليمان بن ي�سار‪ ،‬وعروة بن الزبير‪.‬‬ ‫المدر�سة الثانية‪ :‬مدر�سة الر�أي‪ :‬وت�سمى‬ ‫مدر�س��ة الكوف��ة‪ ،‬وه��ي بالع��راق‪ ،‬و�س��بب هذه‬ ‫الت�س��مية‪� :‬أن �أه��ل الع��راق كث��ر عنده��م ذل��ك‬ ‫الوق��ت األأخ��ذ بال��ر�أي وذل��ك لكثرة الم�س��ائل‬ ‫الحادث��ة عنده��م وقل��ة األأحادي��ث بالن�س��بة‬ ‫لم��ا عن��د �أه��ل الحجاز‪ ،‬فلذل��ك احتاج��وا �إلى‬ ‫ا�س��تنباط األأح��كام م��ن الن�صو���ص القر�آني��ة‪،‬‬ ‫واألأحاديث التي كانت عندهم بالنظر والت�أمل‪،‬‬ ‫حتى كثر ذلك عندهم ف�سموا �أهل الر�أي‪.‬‬ ‫ومن �أ�شهر علماء هذه المدر�سة‪:‬‬ ‫علقم��ة النخع��ي‪ ،‬وم�س��روق اله ْمدان��ي‪ ،‬و�ش��ريح‬ ‫القا�ضي‪ ،‬و�إبراهيم النخعي‪.‬‬ ‫‪ /1‬بم تعلل كثرة األأحاديث عند �أهل الحجاز في الزمن األأول‪ ،‬وقلتها عند �أهل العراق؟‬ ‫‪..............................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................................................‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ /2‬بالرجوع �إلى م�صادر التعلم المختلفة؛ اكتب ترجمة موجزة عن �أحد األأعالم المذكورين في �إحدى المدر�س��تين‪ ،‬على‬ ‫�أن تت�ضمن الترجمة المعالم البارزة في حياته‪ ،‬وموقفًا من مواقفه التي فيها القدوة والعبرة‪.‬‬ ‫‪.................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................‬‬ ‫ظهور المذاهب المتبوعة‬ ‫قب��ل منت�ص��ف الق��رن الثان��ي الهجري وم��ا بعده �إلى منت�صف الق��رن الثالث‪ ،‬برز في الفق��ه عدد من العلماء الذين ا�س��تفادوا ممن‬ ‫قبلهم‪ ،‬فالتف حولهم الطالب‪ ،‬ورجع النا�س �إليهم في الفتوى‪ ،‬وكان لهم تالميذ جمعوا �أقوالهم ودونوا مذاهبهم‪.‬‬ ‫وكان من �أ�شهرهم‪ :‬األأئمة األأربعة الذين تن�سب �إليهم المذاهب الم�شهورة الباقية �إلى يومنا هذا‪� :‬أبو حنيفة النعمان بن ثابت‪ ،‬ومالك بن‬ ‫�أن�س‪ ،‬ومحمد بن �إدري�س ال�شافعي‪ ،‬و�أحمد بن حنبل ‪.‬‬ ‫وكان ممن ا�شتهر في تلك الفترة‪� :‬سفيان الثوري‪ ،‬و�سفيان بن عيينة‪ ،‬واألأوزاعي‪ ،‬والليث بن �سعد‪ ،‬و�إ�سحاق بن راهويه‪ ،‬وداود‬ ‫الظاهري‪.‬‬ ‫المذاهب األأربعة‬ ‫� ً‬ ‫أواًل‪ :‬مذهب الحنفية‬ ‫ورث علم �أهل الكوفة �إبراهيم النخعي‪ ،‬ثم حماد بن �أبي �سليمان �شيخ اإلإمام �أبي حنيفة النعمان بن ثابت (ت ‪ ،)150‬ثم انتهى علم‬ ‫مدر�سة �أهل الر�أي �إلى �أبي حنيفة‪ ،‬واجتمع عليه الطالب وا�ستفادوا منه‪ ،‬واهتم بتفريع الم�سائل‪ ،‬وا�شتهر عندهم الفقه االفترا�ضي‪،‬‬ ‫فكانت الم�س�ألة تطرح في مجل�س �أبي حنيفة‪ ،‬فيقال‪� :‬أر�أيت �إن كان كذا وكذا فما الحكم؟ فيجيب عنها �أبو حنيفة ويناق�شه الطالب في‬ ‫ذلك ويحاورونه‪.‬‬ ‫وكان من طالب �أبي حنيفة‪� :‬أبو يو�سف يعقوب بن �إبراهيم‪ ،‬تولى رئا�سة الق�ضاء في �أيام الر�شيد فن�شر مذهب �أبي حنيفة في‬ ‫الكوفة وغيرها‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬مذهب المالكية‬ ‫ا�شتهر في المدينة الفقهاء ال�سبعة‪ ،‬ثم �أتى بعدهم اإلإمام مالك بن �أن�س (ت‪ )179‬فانتهى �إليه علم �أهل المدينة‪ ،‬و�صار هو المرجع‬ ‫في الحديث وفي الفتوى بالمدينة‪ ،‬ورحل �إليه طالب العلم من كل مكان‪ ،‬ثم تفرق ه�ؤالء الطالب ـ الذين �أ�صبحوا فيما بعد علماء ـ‬ ‫ون�شروا علم مالك خا�صة في م�صر والمغرب اإلإ�سالمي‪.‬‬ ‫ثال ًثا‪ :‬مذهب ال�شافعية‬ ‫في منت�صف القرن الثاني ولد اإلإمام محمد بن �إدري�س ال�شافعي (ت‪ ،)204‬وتتلمذ على علماء �أجالء كان منهم اإلإمام مالك‪ ،‬كما �أنه‬ ‫أي�ضا على محمد بن الح�سن تلميذ اإلإمام �أبي حنيفة‪ ،‬وجمع بين فقه المدر�ستين ولكنه �إلى مذهب �أهل المدينة �أقرب‪ ،‬ون�شر‬ ‫تتلمذ � ً‬ ‫علمه في العراق وتتلمذ عليه جمع غفير‪ ،‬ثم انتقل �إلى م�صر وتغ ّيرت بع�ض اجتهاداته في م�صر عنها في العراق‪ ،‬ولهذا �سميت �آرا�ؤه‬ ‫في العراق بمذهبه القديم‪ ،‬وفي م�صر بالمذهب الجديد‪.‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬مذهب الحنابلة‬ ‫ن�ش�أ اإلإمام �أحمد بن محمد بن حنبل ( ت‪ ،)241‬وطلب العلم في بغداد‪ ،‬ورحل في طلب العلم‪ ،‬واهتم بجمع الحديث ونقد الرواة‪،‬‬ ‫وكان من �شيوخ اإلإمام �أحمد اإلإمام ال�شافعي‪ ،‬فا�ستفاد منه في الر�أي وفي معرفة بع�ض المباحث المتعلقة بعلم الحديث كالنا�سخ‬ ‫والمن�سوخ‪ ،‬ثم جل�س اإلإمام �أحمد لنفع النا�س ون�شر العلم‪ ،‬فانت�شر مذهبه في العراق‪ ،‬خا�صة في عهد المتوكل‪ ،‬الذي رفع المحنة عن‬ ‫العلماء في م�س�ألة القول بخلق القر�آن‪.‬‬ ‫هكذا ظهرت المذاهب األأرب�ع��ة‪ ،‬وانت�شرت في األأق�ط��ار‪ ،‬وه ��ؤالء األأئمة و�إن اختلفوا في‬ ‫بع�ض األأحكام ال�شرعية‪� ،‬إال �أنهم متفقون في �أ�صول الدين والحمد هلل‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫بالرجوع �إلى م�صادر التعلم المختلفة‪ ،‬اذكر كتا ًبا في فقه كل مذهب من المذاهب األأربعة‪ ،‬مع ذكر م�ؤلفه‪.‬‬ ‫‪ /1‬من كتب الحنفية‪......................................................................................................:‬‬ ‫‪/2‬من كتب المالكية‪.......................................................................................................:‬‬ ‫‪/3‬من كتب ال�شافعية‪......................................................................................................:‬‬ ‫‪/4‬من كتب الحنابلة‪.......................................................................................................:‬‬ ‫‪15‬‬ ‫�أ�سباب خالف العلماء‬ ‫الدر�س‬ ‫‪2‬‬ ‫قال تعالى في ق�صة حكم داود و�سليمان ‪ ‬في الحرث عندما قال تعالى‪﴿ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬ ‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﴾(‪. )1‬‬ ‫فالحق كان مع �سليمان ‪ ،‬ومع ذلك قال اهلل عنهما‪ ﴿ :‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﴾‪.‬‬ ‫فالعلماء المجتهدون رحمهم اهلل لم يتكلموا بالهوى‪ ،‬بل كانوا يجتهدون في بيان �أحكام ال�شريعة بح�سب‬ ‫ما بلغهم من األأدلة‪ ،‬وبح�سب ما فهموه منها‪ ،‬وقد يتفقون فيما بينهم‪ ،‬وقد يختلفون في بع�ض األأحيان‪.‬‬ ‫والخالف بين العلماء يعود �إلى �أ�سباب كثيرة كلها دائرة حول بحثهم عن الحق وتطلبهم بيان ال�شريعة‪،‬‬ ‫ف��كل واح��د منه��م �إما �أن يكون م�صي ًبا محمو ًدا فله �أجران‪� ،‬أو مخط ًئ��ا معذو ًرا فله �أجر واحد‪،‬كما قال‬ ‫النبي ‪�« :‬إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم �أ�صاب فله �أجران‪ ،‬و�إذا حكم فاجتهد ثم �أخط�أ فله �أجر» (‪.)2‬‬ ‫حين يلتقي الم�سلم بغير الم�سلم‪ ،‬قد يجري بينهما حوا ٌر حول الدين والمعتقد‪ .‬ف�إذا لقيت �أحدهم يو ًما و�س�ألك‪� :‬أنتم تزعمون �أن‬ ‫األأحكام ال�شرعية من عند اهلل تعالى‪ ،‬و�أن القر�آن وال�سنة محفوظان ال يتطرق �إليها التحريف‪ ،‬ومع هذا نجدكم تقولون �أخط�أ العالم‬ ‫الفالني‪ ،‬وتقولون‪:‬هذا القول �ضعيف؛ مع �أنه موجود في كتبكم الفقهية‪.‬‬ ‫بالتعاون مع مجموعتك فكر في �إجابة �سديدة عن �شبهته؛ مدع ًما قولك بما يكون �سب ًبا لرجوعه عن مقولته‪ ،‬واكتب ملخ�ص‬ ‫ما تو�صلتم �إليه‪.‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬ ‫‪................................................................................................‬‬ ‫(‪� )1‬سورة األأنبياء اآلآيتان‪.79 -78 :‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري برقم(‪ ،)7352‬وم�سلم برقم(‪.)1716‬‬ ‫‪16‬‬ ‫�أهم �أ�سباب خالف العلماء ما ي�أتي‪:‬‬ ‫ال�س��بب األأول‪ :‬كون العالم لم ي�س��مع بهذا الدليل‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬بلغ عائ�ش��ة ‪� ‬أن عبد اهلل بن عمرو ‪‬‬ ‫ي�أمر الن�ساء �إذا اغت�سلن �أن ينق�ضن ر�ؤو�سهن فقالت يا عج ًبا البن عمرو هذا ي�أمر الن�ساء‬ ‫�إذا اغت�س��لن �أن ينق�ضن ر�ؤو�س��هن‪� ،‬أفال ي�أمرهن �أن يحلقن ر�ؤو�س��هن؟ لقد كنت �أغت�س��ل‬ ‫(‪)1‬‬ ‫�أنا ور�سول اهلل من �إناء واحد‪ ،‬وال �أزيد على �أن �أفرغ على ر�أ�سي ثالث �إفراغات‪.‬‬ ‫�صحيحا عند عال��م‪� ،‬ضعيفًا عند العالم اآلآخر حيث لم‬ ‫ال�س��بب الثان��ي‪ :‬يبل��غ الحديث عالمين لكنه يكون‬ ‫ً‬ ‫يبلغ��ه ب�س��ند �صحي��ح‪ ،‬مث��ال ذلك‪ :‬حدي��ث ا ْل ِعي َن ِة ال��ذي رواه ابن عمر ‪ ‬قال‪� :‬س��معت‬ ‫ر�س ــول اهلل يقول‪�« :‬إذا تبايعتم بال ِع ْي َن ِة (‪ ،)2‬و�أخذتم �أذناب البقر ‪� ...‬س ّلط اهلل عليكم ذ َّاَّل ال ينزعه حتى ترجعوا‬ ‫�إلى دينكم»(‪ ،)3‬هذا الحديث لم يعمل به ال�شافعي ل�ضعفه عنده‪ ،‬وعمل به الجمهور؛ ألأن له طر ًقا تقويه‪ ،‬وقد ع�ضدته‬ ‫في تحريم ا ْل ِعي َن ِة‪.‬‬ ‫بع�ض اآلآثار عن ال�صحابة‬ ‫ال�س��بب الثال��ث‪ :‬يبل��غ الحدي��ث العال��م ويعلم �أنه �صحيح لكن يظنه من�س��وخً ا واآلآخ��ر بخالف ذلك‪ ،‬مثال ذل��ك‪ :‬اختلف العلماء في‬ ‫حكم الحجامة لل�صائم هل تفطر �أم ال؟ فمن قال‪� :‬إنها ال تفطر ا�ستدل بحديث ابن عبا�س ‪ ‬في ال�صحيح �أن‬ ‫النبي احتجم وهو محرم واحتجم وهو �صائم‪ ،‬ومن قال‪� :‬إنها تفطر ا�ستدل بحديث‪� :‬أفطر الحاجم والمحجوم‪،‬‬ ‫ومن األأجوبة التي �أجابوا بها عن حديث ابن عبا���س ‪ ‬قالوا‪� :‬إن الحديث من�س��وخ‪ ،‬ولم ي�س�� ِّلم لهم اآلآخرون ب�أن‬ ‫الحديث من�سوخ‪.‬‬ ‫معار�ضا بحديث �آخر‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬خالف العلماء في م�س�ألة‬ ‫ال�سبب الرابع‪ :‬يبلغ العالم الحديث ويعلم �أنه غير من�سوخ لكن يعتبره‬ ‫ً‬ ‫ا�س��تقبال القبل��ة وا�س��تدبارها �أثن��اء ق�ضاء الحاجة‪ ،‬فمنهم من قال‪� :‬إن اال�س��تدبار واال�س��تقبال منه��ي عنه مطلقًا‪،‬‬ ‫ومنهم من قال‪ :‬منهي عن اال�ستقبال دون اال�ستدبار‪ ،‬ومنهم من قال‪ :‬منهي عن اال�ستدبار في الف�ضاء دون البنيان‪،‬‬ ‫و�سبب ذلك �أن النبي قال‪�« :‬إذا �أتيتم الغائط فال ت�ستقبلوا القبلة وال ت�س ـ��تدبروها ولكن �شـ ـ��رقوا �أو غــربـ ـ��وا» (‪،)4‬‬ ‫جال�س��ا لحاجته م�س��تقبل ال�ش��ام م�ستدبر‬ ‫وروى ابن عمر ‪� ‬أنه رقـ��ى على بيت �أختـ��ه حف�صة فوج ـ��د النبي‬ ‫ً‬ ‫القبل��ة (‪ ،)5‬فه��ذان الحديث��ان ظاهرهما التعار�ض‪ ،‬ولهذا اختلف �أهل العلم في حكم هذه الم�س���ألة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ا ْل ِعي َن ُة هي‪� :‬أن يبيع �سلع ًة بثمن م�ؤجل‪ ،‬ثم ي�شتريها من الذي �أخذها ب�أق َّل من الثمن ً‬ ‫حااًل‬ ‫(‪ )1‬رواه م�سلم برقم (‪ .)331‬‬ ‫(‪ )4‬رواه البخاري برقم (‪ ،)394‬وم�سلم برقم(‪.)264‬‬ ‫(‪ )3‬رواه �أبو داود برقم (‪ .)3462‬‬ ‫(‪ )5‬رواه البخاري برقم (‪ ،)148‬وم�سلم برقم (‪.)266‬‬ ‫‪17‬‬ ‫بالتعاون مع مجموعتك؛ فكر في �أكثر من طريقة تجمع فيها بين الحديثين في الم�س�ألة ال�سابقة‪.‬‬ ‫الطريقة األأولى للجمع بين الحديثين‪:‬‬ ‫�أن يكون النهي عن اال�ستقبال واال�ستدبار في الف�ضاء خارج البنيان‪ ،‬وحديث ابن عمر يدل على الجواز داخل البيوت‪.‬‬ ‫الطريقة الثانية للجمع بين الحديثين‪:‬‬ ‫‪..................................................................................................................................‬‬ ‫‪..................................................................................................................................‬‬ ‫‪..................................................................................................................................‬‬ ‫الطريقة الثالثة للجمع بين الحديثين‪:‬‬ ‫‪.................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................‬‬ ‫‪.................................................................................................................................‬‬ ‫ال�سبب الخام�س‪ :‬اختالفهم في تف�سير لفظ الدليل‪ ،‬وذلك لكون اللفظ م�شتر ًكا �أو ً‬ ‫مجماًل �أو ألأي �سبب �آخر‪ ،‬كاختالف الفقهاء في‬ ‫م�س المر�أة هل ينق�ض الو�ضوء �أو ال ينق�ض الو�ضوء‪ ،‬ب�سبب اختالفهم في تف�سير قوله تعالى في �آية الو�ضوء‪:‬‬ ‫﴿ ﭴ ﭵ ﭶ﴾(‪ ،)1‬فمن ف�سرها بمجرد اللم�س قال‪ :‬هو ينق�ض الو�ضوء‪ ،‬ومن ف�سرها بالجماع قال‪:‬‬ ‫اللم�س ال ينق�ض الو�ضوء‪.‬‬ ‫ال�سبب ال�ساد�س‪ :‬اختالفهم في قاعدة �أو م�س�ألة �أ�صولية مما ي�ؤدي �إلى الخالف في بع�ض األأحكام‪ ،‬وذلك كاختالف �أهل العلم‬ ‫في االحتجاج بقول ال�صحابي �أو فعله �إذا كان في م�س�ألة ال يدخلها االجتهاد ولم يخالفه �صحابي �آخر هل هو‬ ‫حجة �أم ال‪.‬‬ ‫مثال ذلك‪ :‬فعل ابن عمر ‪ ‬في رفع يديه في التكبيرات على الجنازة (‪ ،)2‬ولكن بع�ض العلماء لم يختر هذا‬ ‫الحكم؛ ألأنه ال يعمل بهذا النوع من األأدلة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )1‬سورة المائدة اآلآية‪.6 :‬‬ ‫‪18‬‬ ‫(‪ )2‬رواه ابن �أبي �شيبة في الم�صنف برقم (‪ )11380‬ب�سند �صحيح‪.‬‬ ‫ال�سبب ال�سابع‪� :‬أن بع�ض العلماء يفهم من الحديث �شي ًئا‪ ،‬ويفهم غيره منه �شي ًئا �آخر‪ ،‬ومثاله حديث ذي اليدين �أن النبي �صلى‬ ‫بهم �إحدى �صالتي الع�شي ف�سلم من ركعتين‪ ،‬فلما �أخبروه �صلى الركعتين الباقيتين‪ ،‬ثم �سلم ثم �سجد �سجدتين‬ ‫(‪)1‬‬ ‫بعد ال�سالم‪.‬‬ ‫ف�أخذ منه بع�ض العلماء �أن �سجود ال�سهو يكون بعد ال�سالم �إذا �سلم من نق�ص في �صالته‪ ،‬ف�إنه يتمها ثم ي�سجد‬ ‫لل�سهو بعد ال�سالم‪ ،‬وفهم منه �آخرون �أن �سجود ال�سهو يكون بعد ال�سالم �إذا زاد في �صالته �سه ًوا‪ ،‬وذلك ألأنه‬ ‫في هذا الحديث زاد ال�صالة على النبي وال�سالم من ال�صالة‪ ،‬فقالوا‪:‬كل زيادة �سه ًوا فال�سجود لها بعد‬ ‫ال�سالم‪.‬‬ ‫ال�سبب الثامن‪� :‬أن ال يكون في الم�س�ألة ن�ص‪ ،‬فيجتهد العلماء في ا�ستنباط حكمها من بع�ض الن�صو�ص والقواعد ال�شرعية؛‬ ‫فيختلف اجتهادهم‪ ،‬ومن ذلك اختالف العلماء المعا�صرين في حكم اإلإجارة المنتهية بالتمليك؛ بنا ًء على خالفهم في‬ ‫تنزيلها على الن�صو�ص والقواعد ال�شرعية‬ ‫الموقف من خالف العلماء‬ ‫الخالف في بع�ض الم�س��ائل من طبيعة الب�ش��ر الختالفهم في الفهم والعلم‪ ،‬وقد �س��بق لك درا�س��ة بع�ض �أ�س��باب الخالف بين العلماء‪،‬‬ ‫ولكن ما موقفنا من هذا الخالف؟‬ ‫� ً‬ ‫أواًل‪ :‬يج��ب احت��رام العلم��اء و�إجاللهم؛المخط��ئ منه��م والم�صي��ب‪ ،‬وال يبي��ح خط���أ بع���ض األأئم��ة المجتهدي��ن التع��دي‬ ‫عليه��م والطع��ن فيه��م وانتقا�صه��م‪ ،‬فه��ذا م��ا �أدى �إلي��ه اجته��اده‪ ،‬وه��و مع��ذور ف��ي ذل��ك م�أج��ور‪ ،‬فع��ن عم��رو ب��ن‬ ‫العا���ص �أن��ه �س��مع ر�س��ول اهلل يق��ول‪�« :‬إذا حك��م الحاك��م فاجته��د ث��م �أ�ص��اب فل��ه �أج��ران‪ ،‬و�إذاحك��م فاجته��د‬ ‫ثم �أخط�أ فله �أجر»(‪ ،)2‬وقد �س��بق لك درا�س��ة �أ�س��باب الخالف بين العلماء وهي �أعذار‪ ،‬كما �أن بع�ض األأحكام التي ترى هذا العالم‬ ‫قد �أخط�أ فيها قد تكون �صوا ًبا في حقيقة األأمر‪ ،‬والخط�أ هو ما عندك‪.‬‬ ‫ثان ًي��ا‪ :‬األأئم��ة المجته��دون متفق��ون في �أ�صول ال�ش��ريعة‪ ،‬و�إنما خالفهم في فروعه��ا؛ كما وقع في بع�ض الم�س��ائل المتعلقة بال�صالة‬ ‫والحج والبيع ونحوها‪.‬‬ ‫ثال ًث��ا‪ :‬وق��وع الخط���أ من بع�ض العلماء يدل على �أن التعظيم يكون للن�صو�ص ال�ش��رعية ال لألأ�ش��خا�ص‪ ،‬ف��كل ي�ؤخذ من قوله ويرد �إال‬ ‫محمدا ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫راب ًعا‪ :‬ال يجوز لنا التع�صب لقول �أحد من العلماء ونحن نعلم �أن الحق مع العالم اآلآخر‪ ،‬فالعالم الذي �أخط�أ معذور م�أجور‪ ،‬ولكن ال‬ ‫يعني ذلك �أن نتابعه على خطئه �أو نتع�صب له‪ ،‬ونلوي الن�صو�ص من �أجل ت�صحيح قوله‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)482‬وم�سلم برقم (‪.)573‬‬ ‫(‪ )2‬تقدم تخريجه �ص‪.16‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ /1‬بالتعاون مع مجموعتك بين الفوائد التي ن�ستفيدها من معرفة �أ�سباب الخالف بين العلماء‪.‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪ /2‬ا�ستخل�ص مما �سبق �أهم �أ�سباب خالف العلماء ً‬ ‫ممثاًل بمثال واحد على كل �سبب‪.‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪ /3‬على �ضوء درا�ستك ألأ�سباب الخالف بين العلماء‪ ،‬ح ّدد الموقف ال�سليم من هذا ِ‬ ‫الخالف‪.‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الدر�س‬ ‫‪3‬‬ ‫الفتوى واال�ستفتاء‬ ‫يج��ب عل��ى م��ن لي���س بعال��م �أن ي�س���أل �أه��ل العل��م فيم��ا �أ�ش��كل علي��ه م��ن �أم��ر دين��ه؛ لقول��ه تعال��ى‪﴿:‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ﭟ ﭠ﴾ ‪.‬‬ ‫و�إذا اختل��ف �أه��ل العل��م في م�س���ألة معينة فعند ذلك �إن ا�س��تطاع �أن ينظر ف��ي �أدلة كل قول‪ ،‬وكانت عنده ق��درة على الترجيح بين‬ ‫األأقوال فيجتهد في معرفة الراجح من األأقوال‪� ،‬أما �إن لم يكن م�س��تطي ًعا فيقلد من يثق في علمه ودينه ـ كما يفعل المري�ض يبحث عن‬ ‫م��ن يث��ق ف��ي طبه و�أمانته‪ ،‬وال يجوز له �أن يتبع اله��وى فينتقي من األأقوال ما يوافق هواه‪ ،‬لقوله تعالى‪ ﴿ :‬ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ﰆ ﰇﰈ﴾ ‪.‬‬ ‫تعظي ُم �ش� ِأن ال ُف ْت َيا‬ ‫كان ال�س��لف رحمه��م اهلل يتحا�ش��ون ال ُف ْت َي��ا وي��و ّدون �أن غيرهم يكفيه��م �إياها‪ ،‬وما ذلك �إال لعظم خ�ش��يتهم من اهلل �س��بحانه‬ ‫وتعال��ى وكم��ال علمهم بالكتاب وال�س��نة‪ ،‬فقد قال اهلل تعال��ى‪﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ﴾ ‪.‬‬ ‫وع��ن عب��داهلل ب��ن عم��رو ‪� ،‬أن النب��ي ق��ال‪� «:‬إن اهلل ال يقب�ض العلم‬ ‫انتزاع��ا ينتزع��ه م��ن العب��اد‪ ،‬ولكن يقب�ض العل��م بقب�ض العلماء‪ ،‬حت��ى �إذا لم يبق‬ ‫ً‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ؤو�سا ً‬ ‫جهااًل‪ ،‬ف�سئلوا ف�أفتوا بغير علم‪ ،‬ف�ضلوا و�أ�ضلوا» ‪.‬‬ ‫عال ًما اتخذ النا�س ر� ً‬ ‫قال عبد الرحمن بن �أبي ليلى‪� :‬أدركت مئ ًة وع�شرين من األأن�صار من �أ�صحاب‬ ‫ر�س��ول اهلل ي�س���أل �أحدهم عن الم�س�ألة‪ ،‬فيرد هذا �إلى هذا‪ ،‬وهذا �إلى هذا‪ ،‬حتى‬ ‫يرجع �إلى األأول‪.‬‬ ‫معلومة �إثرائية‬ ‫رج�اًلا من قرية‬ ‫ذك��ر ابن الج��وزي عن بع�ض �ش��يوخه �أنه �أفتى ً‬ ‫بينه وبينها �أربعة فرا�س��خ‪ ،‬فلما ذهب الرجل تفكر ال�شيخ فعلم‬ ‫�أن��ه �أخط���أ‪ ،‬فم�ش��ى �إل��ى الرج��ل ف�أعلمه �أن��ه �أخط�أ‪ ،‬ف��كان بعد‬ ‫في قوة �أم�شي �أربعة‬ ‫ذلك �إذا �س��ئل عن م�س���ألة توقف‪ ،‬وقال‪ :‬ما ّ‬ ‫فرا�سخ‪.‬‬ ‫و�سئل ال�شعبي عن �شيء فقال‪ :‬ال �أدري فقيل له‪� :‬أما ت�ستحي من قولك ال �أدري و�أنت فقيه العراق؟ قال‪ :‬لكن المالئكة لم ت�ستح حين قالت‪:‬‬ ‫﴿ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ﴾ (‪.)5‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )1‬سورة النحل اآلآية‪.43 :‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )3‬سورة األأعراف اآلآية‪.33 :‬‬ ‫(‪� )5‬سورة البقرة اآلآية‪.32 :‬‬ ‫(‪� )2‬سورة �ص اآلآية‪.26 :‬‬ ‫(‪ )4‬رواه البخاري برقم (‪ ،)100‬وم�سلم برقم (‪.)2673‬‬ ‫‪21‬‬ ‫وقال �أبو حنيفة‪ :‬من تكلم في �شيء من العلم وتقلده وهو يظن �أن اهلل عز وجل ال ي�س�أله عنه‪ :‬كيف �أفتيت في دين اهلل؟ فقد �سهلت‬ ‫وعلي الوزر‪.‬‬ ‫عليه نف�سه ودينه‪ .‬وقال‪ :‬ولوال ال َف َرق من اهلل �أن ي�ضيع العلم ما �أفتيت � ً‬ ‫أحدا‪ ،‬يكون لهم المهن�أ‪َّ ،‬‬ ‫وكان اإلإمام مالك يكثر من قول‪ :‬ال �أدري‪ ،‬و�سئل عن ثمان و�أربعين م�س�ألة فقال في اثنتين وثالثين منها‪:‬ال �أدري‪ ،‬و�سئل عن م�س�ألة‬ ‫فقال‪ :‬ال �أدري‪ ،‬فقيل‪ :‬هي م�س�ألة خفيفة �سهلة‪ ،‬فغ�ضب وقال‪ :‬لي�س في العلم �شيء خفيف‪.‬‬ ‫و�سئل ال�شافعي عن م�س�ألة فلم يجب‪ ،‬فقيل له‪ ،‬فقال‪ :‬حتى �أدري �إن الف�ضل في ال�سكوت �أو في الجواب‪.‬‬ ‫وعن األأثرم‪� :‬سمعت �أحمد بن حنبل يكثر �أن يقول‪ :‬ال �أدري‪ ،‬وذلك فيما عرف األأقاويل فيه‪.‬‬ ‫بالتعاون مع مجموعتك‪ ،‬ت�أمل في الن�صو�ص واآلآثار ال�سابقة وا�ستنتج منها �آداب الفتوى‪.‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫‪.......................................

Use Quizgecko on...
Browser
Browser