العلوم الإسلامية 2 - الصف الحادي عشر - الفصل الدراسي الثاني PDF

Document Details

Uploaded by Deleted User

د‪ /‬مبارك بن سيف الهاشمي , د‪ /‬أحمد بن يحيى الكندي , خـميس بن سايسي بوزكي , خـميس بن حممـد الجرادي , أحمد بن نا

Tags

islamic_studies islam islamic_book

Summary

This is an Islamic studies textbook for 11th grade, second semester. It covers topics in Aqeedah (belief) and Fiqh (Islamic jurisprudence). The book includes lessons on the Day of Judgment, death, the afterlife, and Islamic law, with details on various topics.

Full Transcript

1 islamic Book-2 MZ.indd 1 3/4/14 1:13 PM 2 islamic Book-2 MZ.indd 2 3/4/14 1:13 PM 3 islamic Book-2 MZ.indd 3 3/4/14 1:13 PM ‫العلوم الإ سالمية (‪)2‬‬...

1 islamic Book-2 MZ.indd 1 3/4/14 1:13 PM 2 islamic Book-2 MZ.indd 2 3/4/14 1:13 PM 3 islamic Book-2 MZ.indd 3 3/4/14 1:13 PM ‫العلوم الإ سالمية (‪)2‬‬ ‫(العقيــــدة ــ الفـــــــــقة)‬ ‫ال صــف احلــــادي ع شــــر‬ ‫الف صل الدرا سي الثاين‬ ‫ أُلف هذا الكتاب مبوجب القرار الديواين رقم (‪)2009/27‬‬ ‫ت أليـــــــــف ‪:‬‬ ‫ أ‪.‬د‪ /‬مبارك بن سيف الها شمي‬ ‫ د‪.‬أحمد بن يـحـيى الكــــندي‬ ‫ خـمي س بن سـا سي بــوزكــــي‬ ‫ خـمي س بن حممـــد اجلــــــرادي‬ ‫ أحمـد بن نـــا رص الـــــــــنريي‬ ‫ت صميم و إخراج ‪:‬‬ ‫الفا ضل‪ /‬جا سم بن حممد بن علي الزدجايل‬ ‫ إ شـــــــــــراف ‪:‬‬ ‫ إدارة ال ش ؤون التعليمية والتدريب‬ ‫جميع حقوق الطبع والن رش والتوزيع حمفوظة لديوان البالط ال سلطاين‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 4‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ 5 islamic Book-2 MZ.indd 5 3/4/14 1:13 PM ‫ال صفحة‬ ‫الـعـقـيــــدة‬ ‫الوحدة الأوىل ‪ :‬الإميان باليوم الآخر (بداية الرحلة)‬ ‫‪14‬‬ ‫الدر س الأول ‪ :‬اليوم الآخر ( أهميته ومراحله و آثاره)‬ ‫‪20‬‬ ‫الدر س الثاين ‪ :‬املوت‬ ‫‪25‬‬ ‫الدر س الثالث ‪ :‬حياة الربزخ‬ ‫‪29‬‬ ‫الدر س الرابع ‪ :‬ال ساعة و أ شراطها‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬الإميان باليوم الآخر ( يف طريق الرحلة)‬ ‫‪34‬‬ ‫الدر س اخلام س ‪ :‬البعث‬ ‫‪39‬‬ ‫الدر س ال ساد س ‪ :‬احل شر و احل ساب‬ ‫‪45‬‬ ‫الدر س ال سابع ‪ :‬امليزان‬ ‫‪51‬‬ ‫الدر س الثامن ‪ :‬ال صراط‬ ‫‪56‬‬ ‫الدر س التا سع ‪ :‬ال شفاعة‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬الإميان باليوم الآخر ( نهاية الرحلة)‬ ‫‪65‬‬ ‫الدر س العا شر ‪ :‬الوعد والوعيد‬ ‫‪70‬‬ ‫الدر س احلادي ع شر ‪ :‬اجلنة والنار‬ ‫‪74‬‬ ‫الدر س الثاين ع شر ‪ :‬الذنوب ‪ :‬الكبائر وال صغائر‬ ‫‪79‬‬ ‫الدر س الثالث ع شر ‪ :‬خلود أهل الكبائر فـي النار‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬خلود أهل الكبائر يف النار‬ ‫‪90‬‬ ‫الدر س الرابع ع شر ‪ :‬مفهوم التوبة وحكمها‬ ‫‪95‬‬ ‫الدر س اخلام س ع شر ‪ :‬شروط التوبة و آثارها‬ ‫الوحدة اخلام سة‪ :‬و سائط تنمية الأخالق وو سائلها‬ ‫‪102‬‬ ‫الدر س ال ساد س ع شر ‪ :‬تكوين الأخالق وو سائطها‬ ‫‪109‬‬ ‫الدر س ال سابع ع شر ‪ :‬تنمية الأخالق وو سائلها‬ ‫‪6‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 6‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫ال صفحة‬ ‫الـفـقـــــــه‬ ‫الوحدة الأوىل‪ :‬ما يرتتب على الطالق‪.‬‬ ‫‪117‬‬ ‫الدر س الثامن ع شر ‪ :‬العدة‬ ‫‪121‬‬ ‫الدر س التا سع ع شر ‪ :‬الرجعة‬ ‫‪126‬‬ ‫الدر س الع شرون ‪ :‬حقوق املطلقة‬ ‫‪131‬‬ ‫الدر س الواحد والع شرون‪ :‬حقوق الأوالد بعد طالق الأبوين‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬الرتكات‪(.‬الأهداف التعليمية)‬ ‫‪137‬‬ ‫الدر س الثاين والع شرون ‪ :‬الرتكة‬ ‫‪141‬‬ ‫الدر س الثالث والع شرون ‪ :‬املرياث‬ ‫‪146‬‬ ‫الدر س الرابع والع شرون ‪ :‬أ صحاب الفرو ض من الرجال‬ ‫‪151‬‬ ‫الدر س اخلام س والع شرون ‪ :‬أ صحاب الفرو ض من الن ساء‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬البيوع املحرمة‪(.‬الأهداف التعليمية)‬ ‫‪160‬‬ ‫الدر س ال ساد س والع شرون ‪ :‬الربا‬ ‫‪166‬‬ ‫الدر س ال سابع والع شرون ‪ :‬بيوع الذرائع‬ ‫‪170‬‬ ‫الدر س الثامن والع شرون ‪:‬بيوع ال ضرر‬ ‫‪175‬‬ ‫الدر س التا سع والع شرون ‪ :‬بيوع الغرر‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬من صور التعاون يف املعامالت املالية يف الإ سالم‬ ‫‪179‬‬ ‫الدر س الثالثون ‪ :‬الوديعة‬ ‫‪184‬‬ ‫الدر س الواحد والثالثون ‪ :‬الكفالة‬ ‫‪190‬‬ ‫الدر س الثاين والثالثون ‪ :‬احلوالة‬ ‫‪194‬‬ ‫الدر س الثالث والثالثون ‪ :‬القر ض‬ ‫‪200‬‬ ‫املراجع وامل صادر‬ ‫‪7‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 7‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫تقدمي‬ ‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وال صالة وال سالم على أ شرف املر سلني‪ ،‬سيدنا‬ ‫حممد وعلى آله و صحبه ومن تبعهم ب إح سان إىل يوم الدين ‪..‬وبعد ‪،،‬‬ ‫فمنذ إ شراقة فجر النه ضة املباركة على عمان‪ ،‬أدرك صاحب اجلاللة‬ ‫ال سلطان قابو س بن سعيد املعظم ـ حفظه اهلل ورعاه ـ بنظرته الثاقبة وحكمته‬ ‫الر صينة‪ ،‬أن بناء الوطن ال يتحقق إال من خالل إعداد وت أهيل الإن سان العماين‬ ‫القادر على حمل امل س ؤوليات اجل سام التي يقت ضيها هذا البناء‪ ،‬و أن الإعداد ال‬ ‫يتم إال بالعلم‪ ،‬الذي أ صبح فـي ع صرنا احلا ضر م صدر القوة واملنعة وال شموخ‬ ‫لكل دولة‪.‬‬ ‫ولتحقيق الغايات املرجوة من التعليم ر أى جاللته ـ أبقاه اهلل ـ أن يكون‬ ‫النظام التعليمي وا ضح الأهداف‪ ،‬وحمدد املعامل‪ ،‬فتكرم بر سم املبادىء الأ سا سية‬ ‫التي يقوم عليها‪ ،‬واملتمثلة فـي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬توفـري فر ص التعليم لكل أبناء الوطن‪.‬‬ ‫‪ -2‬االنفتاح على الرتاث الإن ساين‪ ،‬والأخذ ب أحدث النظريات التي تو صل إليها‬ ‫العامل فـي جمال التعليم‪.‬‬ ‫‪ -3‬احلفاظ على الرتاث العماين الأ صيل‪ ،‬بقيمه الفا ضلة‪ ،‬وعاداته‪ ،‬ومثله النبيلة‪،‬‬ ‫واالعتزاز والتم سك به‪.‬‬ ‫‪ -4‬التنوع فـي النظام التعليمي حتى يزود املجتمع بكل ما يحتاجه من كوادر فـي‬ ‫خمتلف أوجه احلياة‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 8‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫وفـي هذا الإطار مت إن شاء معاهد العلوم الإ سالمية‪ ،‬لت سهم بدورها فـي‬ ‫تن شئة أبناء الوطن تن شئة قومية‪ ،‬أ سا سها التّو سع فـي درا سة العلوم الإ سالمية‬ ‫واللغة العربية‪ ،‬بجانب درا سة العلوم الع صرية الأخرى كافة‪.‬‬ ‫ومبا أن املناهج مبفهومها الوا سع العري ض‪ ،‬الذي يت ضمن املحتوى‪ ،‬وطرق‬ ‫التنفـيذ‪ ،‬و أ ساليب التقومي‪ ،‬هي الو سيلة لرتجمة الأهداف التعليمية إىل واقع‬ ‫ملمو س فـي حياة الطالب‪ ،‬وملا كانت املرحلة تتطلب املزيد من الدرا سة‪ ،‬بهدف‬ ‫التطوير‪ ،‬فقد مت ت شكيل جلنة لتطوير املناهج الدرا سية ملعاهد العلوم الإ سالمية‪،‬‬ ‫وذلك لتطوير هذه املناهج وجتديدها تلبية للفل سفة التي ر سمها ح ضرة صاحب‬ ‫اجلاللة ال سلطان املعظم لهذه املعاهد‪ ،‬فت ؤدي بطبيعة احلال إىل إ شباع حاجة‬ ‫الطالب‪ ،‬لتحقيق ذاته‪ ،‬وتنمية قدراته‪ ،‬و إمكاناته‪ ،‬وفتح املجال أمامه للم شاركة فـي‬ ‫الن شاطات املختلفة التي ير سمها املنهج‪.‬‬ ‫من أجل ذلك ت ضافرت تلك اجلهود لإعداد املقررات الدرا سية ل صفوف معاهد‬ ‫العلوم الإ سالمية املختلفة‪ ،‬وها هي بني يدي املعلم والطالب‪ ،‬واملهتم بالفكر الرتبوي‪،‬‬ ‫ليعملوا على ا ستمرارية االرتقاء بها‪ ،‬نه ًال مما حوته من معارف ومهارات وقيم نافعة‬ ‫ومفـيدة‪.‬‬ ‫فلكل من أ سهم بفكره‪ ،‬ووظف قلمه‪ ،‬وعمل بخربته‪ ،‬جزيل ال شكر والتقدير‪.‬‬ ‫ن س أل املوىل جلت قدرته أن يوفق اجلميع خلدمة وطننا احلبيب و أبنائه الأوفـياء‪.‬‬ ‫واهلل من وراء الق صد ‪،،‬‬ ‫مركز ال سلطان قابو س العايل للثقافة والعلوم‬ ‫‪9‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 9‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫املقدمة‬ ‫يج َع ْل َل ُه ِع َو ًجا‪ ،‬ومل َيت َِّخ ْذ َ ص ِاح َب ًة وال ولدً ا‪ ،‬و ْمل َي ُكنْ‬ ‫َاب ومل ْ‬ ‫الكت َ‬‫احل ْم ُد هلل ا َّل ِذي أ ْنزَ َل على َع ْب ِد ِه ِ‬ ‫وكب ُه َت ْكبيرْ ً ا‪ ،‬اللهم صل على سيدنا حممد عدد خلقك‬ ‫ول ِمن ال ُّذ ِّل‪ ،‬رِّ ْ‬‫َل ُه َ شر ْي ٌك يف املُ ْل ِك‪ ،‬و ْمل َي ُكنْ َل ُه يِ ٌّ‬ ‫ور ضا نف سك وزنة عر شك ومداد كلمات‪ ،‬اللهم أحيينا على سنته‪ ،‬وتوفنا على ملته‪ ،‬واح شرنا يف زمرته‪,‬‬ ‫وارزقنا شفاعته‪ ,‬و أوردنا حو ضه‪ ,‬اللهم صل عليه وعلى آله و صحبه ومن تبعهم ب إح سان إىل يوم الدين‪،‬‬ ‫وبعد‪..‬‬ ‫بف ضل اهلل تعاىل مت إعداد كتاب العلوم الإ سالمية (‪( )2‬العقيدة والفقه) املقرر لطالب الف صل‬ ‫الدرا سي الثاين يف ال صف احلادي ع شر مبعاهد العلوم الإ سالمية مبركز ال سلطان قابو س العايل‬ ‫للثقافة والعلوم‪.‬وقد بذل أع ضاء اللجنة جهدهم يف جمع و صياغة مو ضوعات هذا الكتاب ليخرج إىل‬ ‫الأ ساتذة املعلمني والطالب املتعلمني وغريهم من طالب العلم والباحثني عن املعرفة‪ ،‬بهذا الرتتيب‬ ‫الدقيق واملنهج املنظم‪ ،‬آملني أن يفتح لهم جماالت أو سع من العلوم واملعارف الإ سالمية‪ ،‬تر شدهم إىل‬ ‫احلق يف االعتقاد‪ ،‬و إىل اخلري وال سعادة يف العمل وال سلوك‪ ،‬وتدفعهم إىل البحث عن أمور دينهم ليعبدوا‬ ‫اهلل حق عبادته من غري جهل وال تق صري‪ ،‬وترقى بهم يف سبل املعرفة ومناهج البحث العلمي‪ ،‬وي سهموا‬ ‫يف خدمة دينهم ونه ضة وطنهم‪ ،‬وكرامة أمتهم‪ ،‬ويدفعهم إىل إ صالح معا شهم يف الدنيا وفالحهم يف‬ ‫معادهم عند اهلل يوم القيامة‪.‬‬ ‫وقد تناول هذا الكتاب مو ضوعات جديدة عر ضها ب أ سلوب مي سر ومبنهج علمي تربوي راق‪ ،‬يراعي‬ ‫قدرات الطالب والتكاليف العلمية املطالب بها يف مرحلته العمرية والتعليمية‪ ،‬واعتربته شريكا ي ساهم‬ ‫يف البناء املعريف؛ حيث تركت له م ساحة يعمل فيها بفكره وجهده أو بالتعاون مع أ ستاذه أو زمالئه من‬ ‫ أجل الو صول إىل بع ض مو ضوعات الدر س و أهدافه‪ ،‬إ ضافة إىل الأن شطة والتقومي يف آخر الدر س من‬ ‫ أجل ضبط وتر سيخ بع ض حمتوى الدر س‪ ،‬فجاء حمتوى الكتاب يف جمالني مهمني يف العلوم الإ سالمية‬ ‫هما‪ :‬العقيدة والفقه‪ ،‬واحتوى كل جمال على عدد من الوحدات التعليمية يندرج حتت كل وحدة عدد‬ ‫من الدرو س فجاءت اًأول‪ :‬مو ضوعات العقيدة الإ سالمية‪ ،‬و شكلت يف أربع وحدات درا سية‪ ،‬إ ضافة إىل‬ ‫وحدة خام سة يف الأخالق الإ سالمية‪ ،‬ثم جاءت ثان ًيا‪ :‬مو ضوعات الفقه الإ سالمي‪ ،‬و شكلت يف أربع‬ ‫نظمت تلك الوحدات مبنهجية متكاملة و صياغة علمية تنا سب م ستوى الدار سني‬ ‫وحدات درا سية‪ ،‬وقد ِّ‬ ‫يف هذه املرحلة‪ ،‬منطلقني من قاعدة الثوابت يف أ صول الدين الإ سالمي‪ ،‬حيث أن العقيدة الإ سالمية هي‬ ‫الأ سا س يف هذا الدين‪ ،‬وهي أ صل لكل عمل يقوم به امل سلم من علم وعمل‪ ،‬و أن صالح املجتمع و سعادة‬ ‫الفرد تتوقف على صحة إميانه و سالمة تفكريه‪ ،‬و أن جميع صنوف العبادات من أقوال و أفعال يتوقف‬ ‫قبولها عند اهلل على قدر مطابقتها للأوامر الإلهية وان سجامها مع ال ضوابط ال شرعية‪ ،‬وعلى امل سلم‬ ‫‪10‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 10‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫عامة واملتعلم خا صة أن يحذر من اجلهل ب أمور دينه‪ ،‬ف إن اجلهل بالدين يقود إىل مزالق الغلو والتطرف‬ ‫الذي سي ؤدي ب صاحبه إىل ال ضعف الفكري‪ ،‬والتقليد الأعمى‪ ،‬واالنحراف ال سلوكي والأخالقي‪ ،‬وال سقوط يف‬ ‫الأوهام والأباطيل‪.‬‬ ‫وعند ت أليف هذا الكتاب روعي يف منهجيته عدة أمور منها‪:‬‬ ‫ الو ضعية التخ ص صية لطالب املعاهد الإ سالمية مبركز ال سلطان قابو س العايل للثقافة والعلوم‪.‬‬ ‫ تنوع أ ساليب طرح املادة العلمية يف الكتاب لتتنا سب مع التطور املعريف العاملي يف إعداد املناهج الدرا سية‪،‬‬ ‫ومع ما يتنا سب و أعمار الطالب وم ستواهم التح صيلي‪.‬‬ ‫ ت ضمن الكتاب جملة من القواعد العلمية والفوائد التعليمية التي يجب أن تر سخ يف ذهن الطالب؛‬ ‫لأنها مت س حياته اليومية وحاجته لإ صالح عبادته و سلوكه‪ ،‬وتقوم عليها عالقته باهلل والكون واحلياة‬ ‫والإن سان‪.‬‬ ‫ إثراء الكتاب بالأن شطة البنائية امل صاحبة للدرو س‪ ،‬وكذلك الأن شطة التقوميية اخلتامية ال صفية منها‬ ‫وغري ال صفية؛ ليفتح أمام الطالب أبوا ًبا وا سعة من العلوم واملعارف من خالل ن شاطهم يف البحث العلمي‪.‬‬ ‫و أملنا من املعلمني الأفا ضل أن يحظى الكتاب بعنايتهم‪ ،‬فبهم يحقق الكتاب ر سالته عند املتعلمني إذا‬ ‫ أح سن املعلم شرح وبيان منهج الكتاب‪ ،‬وا ستخدم الو سائل والأ ساليب التعليمية احلديثة لتو صيل املعلومة‪،‬‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫ توظيف الو سائل التعليمية امل ساندة‪.‬‬ ‫ ا ستثمار جميع الأن شطة البنائية‪.‬‬ ‫ إثراء مادة الكتاب بالرجوع إىل املراجع واملكتبات العلمية‪.‬‬ ‫ تخ ص ص املعلم يف مو ضوع الكتاب ميكنه من حتقيق ر سالة الكتاب إىل نفو س الطالب‪.‬‬ ‫و أملنا من أبنائنا الطالب القيام بواجباتهم يف طلب العلم‪ ،‬والإخال ص يف التح صيل العلمي‪ ،‬واال ستقامة‬ ‫الأخالقية‪ ،‬وذلك من خالل االلتزام باخلطوات الآتية‪:‬‬ ‫ الإقبال على العلم بنية خال صة ورغبة كاملة وحر ص على اكت ساب الف ضائل الآداب العالية‪.‬‬ ‫وا ستنتاجا وتطبي ًقا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ بذل اجلهد واالهتمام مبادة الكتاب درا س ًة وفه ًما‬ ‫ التحلي بالأدب الرفيع امللتزم مببادئ الدين احلنيف وقيم املواطنة ال صادقة‪.‬‬ ‫ املحافظة على قيم الأمن النف سي واالجتماعي وال سالم العاملي‪.‬‬ ‫ امل ساهمة يف بناء وطنه و أمته مبا متليه عليه عقيدته ال صحيحة‪ ،‬و إميانه العميق ب أن الأوطان تبنى بالعلم‬ ‫واملعرفة‪.‬‬ ‫امل ؤلفون‬ ‫‪11‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 11‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ islamic Book-2 MZ.indd 12 3/4/14 1:13 PM ‫الوحدة الأوىل‬ ‫الإميان باليوم الآخر (بداية الرحلة)‬ ‫ أهداف الوحدة‬ ‫يتوقع من الطالب بنهاية الوحدة أن‪:‬‬ ‫وال ساعة‪ ،‬والقيامة‪.‬‬ ‫‪.1‬يتع َّرف على مفاهيم املوت‪ ،‬والربزخ‪َّ ،‬‬ ‫‪.2‬يفهم مراحل رحلة الإن سان بني املوت‪ ،‬والربزخ‪ ،‬وال ساعة‪.‬‬ ‫‪.3‬ي ؤمن ب أن املوت والربزخ وال ساعة حق واجب الإميان بها‪.‬‬ ‫‪.4‬يحقق أثر الإميان بهذه املعتقدات يف جتنب الكبائر‪ ،‬وفعل اخلريات‪ ،‬وتهذيب ال سلوك‪.‬‬ ‫‪.5‬يتقوى اخلوف عنده من اهلل ‪ b‬باالتعاظ باملوت والربزخ‪.‬‬ ‫‪.6‬ميتلك مهارة ح سن اال ستدالل على هذه املعتقدات من القر آن وال سنة‪.‬‬ ‫‪.7‬يقوي ملكته يف فهم الن صو ص وتوظيفها يف ت صحيح املعتقدات‪.‬‬ ‫‪.8‬يح سن التعبري عن الق ضايا العقدية املقررة كتابة وم شافهة‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 13‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫اليوم الآخر ( أهميته ومراحله و آثاره)‬ ‫الدر س ا أ‬ ‫لول‬ ‫يف إحدى ال صحف اليومية س ألوا مرة طالبًا ح صل على املركز الأول يف امتحان شهادة‬ ‫الدبلوم العام‪ :‬مبَ نلت هذا التفوق؟ ف أجاب بقوله‪ :‬إن حلظة االمتحان مل تغادر خميلتي أثناء‬ ‫العام الدرا سي‪.‬‬ ‫مفهوم اليوم الآخر‬ ‫هو ذلك اليوم الذي يبد أ بفناء الكون‪ ،‬ويبعث النَّا س فيه بعد موتهم‪ ،‬ويحا سبون فيه على‬ ‫ما ق َّدموا من أعمال يف احلياة الدنيا‪ ،‬ويُ َجازون عليها‪ ،‬فاجلنة ملن آمن وعمل صا ًحلا‪ ،‬والنار‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ ۡ َ َ ۡ ُ ُ َّ ُ َ ۡ َ ٗ ّ رُ َ ۡ ْ َ ۡ َ ٰ َ‬ ‫ملن كفر و أ ساء‪.‬قال اهلل ‪ } :b‬يومئ ِ ٖذ يصدر ٱنلاس أشتاتا ل ِيوا أعملهم ‪ ٦‬فمن‬ ‫شا يَ َرهُۥ ‪ ( { ٨‬الزلزلة )‪.‬‬ ‫يا يَ َرهُۥ ‪َ ٧‬و َمن َي ۡع َم ۡل م ِۡث َق َال َذ َّرة ٖ رَ ّٗ‬ ‫َي ۡع َم ۡل م ِۡث َق َال َذ َّرة َخ رۡ ٗ‬ ‫ٍ‬ ‫‪1‬‬ ‫ناق ش زمالئك يف الأمور التي تعينكم على ا ستح ضار الآخرة واجتياز امتحانها‪.‬‬ ‫حكم الإميان باليوم الآخر‬ ‫الإميان باليوم الآخر ركن من أركان الإميان و أ صل من أ صول الدين‪ ،‬ال ي صح إميان امل سلم‬ ‫وال ي ستقيم إال بالت صديق اجلازم واليقني القاطع بحقيقة اليوم الآخر دون شك وال‬ ‫ريب؛ لأن ال شك يف حقيقة اليوم الآخر أو إنكارها أو التكذيب بها يع ُّد كفرا باهلل ‪،b‬‬ ‫َ َ ۡ َ َّ‬ ‫َ يۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ۡ ُ ۡ هَّ َ َ َ ٰٓ َ‬ ‫خ ِر فقد ضل‬ ‫لئِكتِهِۦ َوك ُتبِهِۦ َو ُر ُسلِهِۦ وٱلوم ٱٓأۡل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫قال تعاىل‪ } :‬ومن يكفر بِٱللِ وم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٰ َ َّ هَّ َ ُ َ حۡ َ ُّ َ َّ ُ ُ يۡ‬ ‫َض َل ٰ َ اۢل بَع ً‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ۥ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ٱل‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ٱلل‬ ‫ن‬ ‫أ‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِك‬ ‫ل‬‫ذ‬ ‫}‬ ‫‪:‬‬ ‫‪b‬‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫‪)١٣٦‬‬ ‫(الن ساء‪:‬‬ ‫{‬ ‫‪١٣٦‬‬ ‫ا‬‫يد‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َّ َّ َ َ َ َ ‪ ٞ‬اَّ َ ۡ َ َ َ َ َّ هَّ َ َ ۡ َ ُ‬ ‫‪ٞ‬‬ ‫ۡ َ ۡ ىَ ٰ َ َ َّ ُ لَىَ ٰ لُ ّ يَ ۡ َ‬ ‫ك شءٖ ق ِدير ‪ ٦‬وأن ٱلساعة ءاتِية ل ريب فِيها وأن ٱلل يبعث‬ ‫ٱلموت وأنهۥ ع ِ‬ ‫ُۡ‬ ‫َمن يِف ٱلق ُبورِ ‪( { ٧‬احلج‪ ،) ٧–٦ :‬فيجب على كل م سلم الإميان باليوم الآخر‪ ،‬كما‬ ‫يجب اال ستعداد له بفعل الطاعات واالبتعاد عن املحرمات‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 14‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫مقدمتا اليوم الآخر‬ ‫ي سبق أحداث اليوم الآخر مقدمتان اثنتان‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ٌ ىَ‬ ‫ٓ‬ ‫‪ -1‬حياة الربزخ ‪ :‬قال اهلل ‪َ } :b‬ومِن َو َرائ ِ ِهم بَ ۡر َزخ إ ِ ٰل يَ ۡو ِم ُي ۡب َعثون { ( امل ؤمنون ‪)100 :‬‬ ‫وهي ج رس بني حياتني ميتد من بعد موت الإن سان إىل ما قبل يوم القيامة‪.‬ووردت يف‬ ‫ت َس نَ َّ‬‫َ اَ حَ ۡ‬ ‫ب‬ ‫القر آن الكرمي إ شارات عن حياة الربزخ كالكالم عن ال شهداء يف قوله ‪ } :b‬ول‬ ‫هَّ َ ۡ َ ٰ َ ۢ َ ۡ َ ۡ َ ٓ ٌ َ َ ّ ۡ ُ ۡ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ذَّ َ ُ ُ ْ‬ ‫يل ٱللِ أموتا ۚ بل أحياء عِند رب ِ ِهم يرزقون{ آل عمران(‪ ،)169‬أما‬ ‫ٱلِين قتِلوا يِف سب ِ ِ‬ ‫ أحاديث النبي ‪ g‬فكثرية يف و صف حياة الربزخ‪ ،‬منها ما رواه َع ْب ُد اللهَّ ِ بْ ُن ُع َم ٍر َر ِ ضي اللهَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ ض َع َل ْي ِه َم ْق َع ُد ُه بِالْ َغ َدا ِة َوالْ َع ِ ش ِّي‬ ‫ات ُع ِر َ‬ ‫ال‪ (( :‬إِ َّن أَ َح َد ُك ْم إِذَا َم َ‬‫ول اللهَّ ِ ‪َ g‬ق َ‬ ‫َع ْن ُه َما أَ َّن َر ُ س َ‬ ‫َال‪َ :‬ه َذا‬ ‫ إِنْ َكانَ ِم ْن أَ ْه ِل الجْ َنَّ ِة َف ِم ْن أَ ْه ِل الجْ َنَّ ِة‪َ ،‬و إِنْ َكانَ ِم ْن أَ ْه ِل النَّا ِر َف ِم ْن أَ ْه ِل النَّا ِر‪َ ،‬فيُق ُ‬ ‫َم ْق َع ُد َك َحتَّى يَ ْب َعثَ َك اهللُ يَ ْو َم الْ ِقيَا َم ِة))‪.‬‬ ‫‪ -2‬عالمات ال ساعة الكربى ‪ :‬وهي جمموعة من الظواهر والأحداث يدل وقوعها على قرب‬ ‫ت إ َذا فُت َ‬ ‫ح ۡ‬ ‫َ ىَّ‬ ‫ت‬ ‫وقوع يوم القيامة‪ ،‬ومنها ما أ شار إليه القر آن الكرمي يف قوله ‪ } :b‬ح ٰٓ ِ ِ‬ ‫َ ۡ رَ َ َ ۡ َ ۡ ُ حۡ َ ُّ َ َ َ َ ٰ َ ٌ‬ ‫َ ۡ ُ ُ َ َ ۡ ُ ُ َ ُ ّ لُ ّ َ َ َ ُ َ‬ ‫خصة‬ ‫سلون ‪ ٩٦‬وٱقتب ٱلوعد ٱلق فإِذا يِه ش ِ‬ ‫ك حد ٖ‬ ‫ب ين ِ‬ ‫يأجوج ومأجوج وهم مِن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ َ ّ ۡ َ ٰ َ َ ۡ ُ َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ۡ َ ٰ ُ ذَّ َ َ َ ُ ْ َ َ ۡ َ َ َ ۡ ُ‬ ‫ٰ‬ ‫أبصر ٱلِين كفروا يٰويلنا قد كنا يِف غفلةٖ مِن هذا بل كنا ظل ِ ِمني ‪ ( {٩٧‬الأنبياء)‬ ‫مراحل الآخرة‬ ‫لليوم الآخر أحداث ق سمت إىل خم س مراحل‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬النفخة الأوىل يف ال صور‪ :‬وتكون بها إماتة الأحياء من جميع املخلوقات‪ ،‬فيفنى بهذه‬ ‫النفخة الإن س واجلن واملالئكة واحليوانات والطيور واحل رشات وغريها من املخلوقات‪،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫وال يبقى إال العزيز اجلبار ‪ ،b‬وهذه النفخة هي نفخة ال صعق‪ ،‬قال ‪َ } :b‬ونفِخ يِف‬ ‫ُ‬ ‫ۡرض إ اَّل َمن َشا ٓ َء هَّ ُ‬‫أۡ َ‬ ‫ٱللۖ ُث َّم نُ ِف َخ فِيهِ أ ۡخ َرىٰ‬ ‫ت ومن يِف ٱل ِ ِ‬‫ِ‬ ‫ٱلصور فَ َص ِع َق َمن ف َّ‬ ‫ٱلس َم ٰ َو ٰ َ َ‬ ‫يِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ ۡ َ ‪َ ُ ُ َ ٞ‬‬ ‫ون { (الزمر‪ ،)68 :‬يُ صاحب هذه املرحلة تغيرُّ النظام الكوين القائم‪،‬‬ ‫فإِذا هم قِيام ينظر‬ ‫‪15‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 15‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫َ ُ‬ ‫وتتبدل سننه ومعامله من خالل ظواهر متعددة‪ ،‬منها‪ :‬تُ َزل َزل الأر ض وتُ َدك‪ } :‬يَ ۡو َم ت ۡر ُجف‬ ‫جۡ َ ُ َ ٗ َّ اً‬ ‫أۡ َ ُ َ جۡ َ ُ َ اَ َ‬ ‫ٱلبال كثِيبا م ِهيل { (املزمل‪ ،)14:‬تُ سيرَّ اجلبال وتُ ْن َ سف‪:‬‬ ‫ت ِ‬ ‫ٱلبال وكن ِ‬ ‫ٱلۡرض و ِ‬ ‫حارُ‬‫ِإَوذا بۡٱل َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫رَ‬ ‫ۡ‬ ‫جۡ َ ُ َ اَ َ‬ ‫} َو ُس ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫فجر البحار وتُ َ س َّجر‪} :‬‬ ‫ٱلبال فكنت سابا { (النب أ ‪ ،)20:‬تُ َّ‬ ‫ت ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫رِ‬ ‫بۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف ِّج َر ۡت { (االنفطار ‪ِ } ،)3 :‬إَوذا ٱل ِ َح ُار ُس ِّج َر ۡت { (التكوير ‪ ،)6:‬تَتَ َ شقَّق ال سماء ومتور‪:‬‬ ‫‪ٞ‬‬ ‫ه يَ ۡو َمئ ِ ٖذ َواه َِية { (احلاقة ‪ ،)16:‬تُك َّور ال شم س وتُ ْك َ سف‪:‬‬ ‫ٱلس َما ٓ ُء فَ يِ َ‬ ‫ت َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫} َوٱنشق ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫} إِذا ٱلش ۡم ُس ك ّوِ َر ۡت { (التكوير‪.)1:‬إىل غري ذلك من العالمات التي ت شري إىل اختالل‬ ‫نظام الكون القائم‪.‬‬ ‫‪ -2‬النفخة الثانية يف ال صور‪ :‬وهي مرحلة بعث النَّا س من مراقدهم‪ ،‬و إحيائهم بعد موتهم‪،‬‬ ‫وقيامهم بعد سكونهم‪ ،‬وقد بيَّنت آيات الكتاب العزيز هذه املرحلة من ذلك قوله ‪:b‬‬ ‫ىَ ٰ َ ّ ۡ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ ُ ّ َ أۡ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫} َون ِفخ يِف ٱلصورِ فإِذا هم مِن ٱلجد ِ‬ ‫اث إِل رب ِ ِهم ين ِسلون { (ي س ‪ ،)51:‬وقوله تعاىل‪:‬‬ ‫‪ٞ‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ ۡ َ َ َ َّ ُ أۡ َ ُ َ ۡ ُ ۡ َ اٗ َ ٰ َ َ رۡ ٌ َ َ‬ ‫سري { (ق ‪.)44:‬‬ ‫} يوم تشقق ٱلۡرض عنهم رِساع ۚ ذل ِك حش علينا ي ِ‬ ‫ََ َُ‬ ‫َ َ رَ ۡ َ‬ ‫شنٰ ُه ۡم فل ۡم نغاد ِۡر‬ ‫‪ -3‬احل رش‪ :‬وهو مرحلة جمع اخلالئق يف موقف واحد‪ ،‬قال ‪ } :b‬وح‬ ‫ُۡ ۡ َ َٗ‬ ‫مِنهم أحدا { (الكهف ‪.)47:‬‬ ‫َ ُ ُ ْ‬ ‫‪ -4‬احل ساب‪ :‬وهو مرحلة عر ض الأعمال على النَّا س و س ؤالهم عنها‪ ،‬قال اهلل ‪ }:b‬وع ِرضوا‬ ‫لَىَ ٰ َ ّ َ َ ّٗ َّ َ ۡ ۡ ُ ُ َ َ َ َ َ ۡ َ ٰ ُ ۡ َ َّ َ َ َّ َ ۡ َ َ ۡ ُ ۡ َ َّ جَّ ۡ َ َ َ ُ‬ ‫جئتمونا كما خلقنكم أول مرة ۚ ِۢ بل زعمتم ألن نعل لكم‬ ‫ع ربِك صفا لقد ِ‬ ‫ُ ُ َ َ َ‬ ‫تى ٱل ۡ ُم ۡجرم َ‬ ‫ِني ُم ۡشفق َ‬ ‫ني م َِّما فِيهِ َو َيقولون ي ٰ َو ۡيل َت َنا َما ِل‬ ‫ض َع ۡٱلك َِتٰ ُ‬ ‫ب َف رَ َ‬ ‫َّ ٗ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫م ۡوعِدا ‪َ ٤٨‬و ُو ِ‬ ‫َ َ ۡ َ اَ ُ َ ُ َ َ ٗ َ اَ َ َ ً اَّ ٓ َ ۡ َ ٰ َ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ ٗ َ اَ‬ ‫اضاۗ ول‬ ‫ب ل يغادِر ص ِغرية ول كبِرية إِل أحصىها ۚ ووجدوا ما ع ِملوا ح رِ‬ ‫هٰذا ٱلكِتٰ ِ‬ ‫َ ۡ ُ َ ُّ َ َ َ ٗ‬ ‫يظلِم ربك أحدا ‪( { ٤٩‬الكهف ‪.)49-48 :‬‬ ‫للفجار‪ ،‬قال اهلل‬ ‫‪ -5‬اجلزاء‪ :‬هو مرحلة تت ضمن النعيم وال سعادة للأبرار‪ ،‬أو العذاب وال شقاء َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ۡ ُ َّ َ َ‬ ‫َّ أۡ َ ۡ َ َ َ َ‬ ‫يم ‪( { ١٤‬االنفطار ‪.)14-13:‬‬ ‫ح ٖ‬ ‫‪ } :b‬إِن ٱلبرار ل يِف نعِ ٖ‬ ‫يم ‪ِ ١٣‬إَون ٱلفجار ل يِف ج ِ‬ ‫و سنتناول هذه املراحل ب شيء من التف صيل يف الدرو س القادمة‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 16‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫عناية القر آن الكرمي باليوم الآخر‬ ‫خا صا باحلديث عن اليوم الآخر‪ ،‬ومتثلت‬ ‫عني القر آن الكرمي عناية بالغة‪ ،‬واهتم اهتما ًما ً‬ ‫عنايته من خالل ما ي أتي‪:‬‬ ‫كمۡ‬ ‫‪ُ َ ُ ُ ْ ُّ َ ُ َ َّ ۡ َ ۡ َّ f‬‬ ‫‪ -1‬الربط بني الإميان باليوم الآخر والإميان باهلل ‪ ،b‬قال ‪ } :‬ليس ٱل رِب أن تولوا وجوه‬ ‫ب‬ ‫ٰ‬ ‫َ ۡ َ َ ٰٓ َ َ ۡ َ‬ ‫ِت‬ ‫ك‬ ‫ٱل‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ك‬ ‫ئ‬‫ل‬ ‫م‬ ‫ٱل‬‫و‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ٱٓأۡل‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ٱللِ َو يۡٱلَ ۡ‬ ‫و‬ ‫َ َ ٰ َّ ۡ َّ َ ۡ َ َ َ هَّ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ام‬ ‫ء‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ٱل‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫َ َۡ ۡ‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ٱل‬‫و‬ ‫ق‬ ‫َ َ ۡ َ رۡ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ق ِبل ٱلم ِ ِ‬ ‫ش‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫ۡ ُ ۡ ىَ ٰ َ يۡ َ َ ٰ ىَ ٰ َ ۡ َ َ‬ ‫َ َّ ّ َ َ َ ىَ ۡ َ َ لَىَ ٰ ُ ّ َ‬ ‫يل‬ ‫وٱنلب ِ ِي‍ۧن وءات ٱلمال ع حبِهِۦ ذوِي ٱلقرب وٱلتم وٱلمسكِني وٱبن ٱلسب ِ ِ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ ٰ َ َ َ ىَ َّ َ ٰ َ َ ۡ ُ ُ َ َ ۡ ۡ َ َ ٰ َ ُ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ني َ‬ ‫ٱلسآئل ِ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫اب وأقام ٱلصلوة وءات ٱلزكوة وٱلموفون بِعه ِدهِم إِذا عهد ۖوا‬ ‫ق‬ ‫يِ ِ ِ‬‫ٱلر‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫و ِ‬ ‫ك ُهمُ‬ ‫بۡ َ ۡ َ ٓ ِ َ رَّ َّ ٓ ِ َ َ بۡ َ ۡ ُ ْ َ ٰٓ َ ذَّ َ َ َ ُ ۖ ْ َ ُ ْ َ ٰٓ َ‬ ‫ٱلصٰب َ‬ ‫َ َّ‬ ‫س أولئِك ٱلِين صدقوا وأول ِئ‬ ‫حني ٱلأ ِ ۗ‬ ‫ين يِف ٱلأساء وٱلضاء و ِ‬ ‫ِرِ‬ ‫و‬ ‫ۡ ُ َّ ُ َ‬ ‫ون{ (البقرة‪.)177:‬يف هذه الآية الكرمية تظهر عناية القر آن بالإميان باليوم الآخر‬ ‫ٱلمتق‬ ‫حيث ذ ُِكر بعد الإميان باهلل ‪ b‬وقبل الإميان مبالئكته وكتبه و أنبيائه‪.‬‬ ‫‪ -2‬الإكثار من التذكري به‪ ،‬وعر ض م شاهده‪ ،‬وتف صيل أحداثه؛ فالذي يقر أ القر آن الكرمي‬ ‫يلحظ أنَّه ال تكاد تخلو سورة من سور القر آن الكرمي من إنذار النا س باليوم الآخر‪،‬‬ ‫والدعوة إىل اال ستعداد له‪.‬‬ ‫‪ -3‬أطلق القر آن على اليوم الآخر أ سماء كثرية ومتع ِّددة‪ ،‬ومن هذه الأ سماء‪ :‬يوم القيامة‪،‬‬ ‫يوم الدين‪ ،‬يوم البعث‪ ،‬يوم احل ساب‪ ،‬يوم التالق‪ ،‬يوم اخلروج‪ ،‬يوم احل رسة‪ ،‬يوم اجلمع‪،‬‬ ‫يوم التغابن‪ ،‬يوم التناد‪ ،‬الدار الآخرة‪ ،‬احلياة الآخرة‪ ،‬ال ساعة‪ ،‬الآزفة‪ ،‬الطا َّمة الكربى‪،‬‬ ‫ال صاخة‪ ،‬احلاقَّة‪ ،‬الغا شية‪ ،‬الواقعة‪ ،‬القارعة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪2‬‬ ‫ما سر كل هذه العناية القر آنية باليوم الآخر؟‬ ‫‪17‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 17‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫الآثار الرتبوية للإميان باليوم الآخر‬ ‫ إن الإن سان الذي ي ؤمن أن الدنيا دار ابتالء وامتحان‪ ،‬و أن متاعها زائل‪ ،‬و أن كل متعة‬ ‫تفوته يف الدنيا اً‬ ‫امتثال لأمر اهلل وطاعته يعو ضه اهلل تعاىل عنها يف الآخرة متا ًعا أعلى و أحق‬ ‫و أبقى‪ ،‬و أن كل جمانبة لأمر اهلل وطاعته من أجل متاع الدنيا يجازى عليه يف الآخرة عذابًا‬ ‫لي س يف طاقة الب رش احتماله‪ ،‬ف إن ذلك يعك س آثا ًرا تربوية عظيمة على حياة النا س أفرا ًدا‬ ‫وجماعات‪ ،‬من تلك الآثار ما ي أتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال شعور الدائم برقابة اهلل ‪ :b‬مما يولد احلذر من الإقدام على ما ال ير ضي اهلل ‪b‬؛ لأ َّن‬ ‫املراقب هلل ‪ b‬يعلم أن أعماله حت صى‪ ،‬و سي س أل عنها يوم القيامة؛ فهو يف يقظة دائمة ال‬ ‫يغفل عن حما سبة النف س‪.‬‬ ‫‪ -2‬الإخال ص يف العمل‪ :‬فال يكون عمل امل ؤمن ترقبًا ملكاف أة أو شكراً ينتظرهما من النَّا س‪،‬‬ ‫و سواء عليه أ شكر النَّا س أم مل ي شكروا‪ ،‬أقابلوه بالإح سان أم بالعقوق‪ ،‬ف إنَّه يعمل لوجه‬ ‫اً‬ ‫امتثال لقوله ‪:b‬‬ ‫اهلل ‪ ،b‬وابتغاء مر ضاته‪ ،‬وانتظا ًرا حل سن العاقبة يف احلياة الأبدية‪،‬‬ ‫اَ ُ ُ‬ ‫ٓ‬ ‫ُ‬ ‫ِنك ۡم َج َزا ٗء َول شك ً‬ ‫ٱللِ ل نُر ُ‬ ‫اَ‬ ‫َ ُ ۡ ُ ُ ۡ َ ۡ هَّ‬ ‫َّ‬ ‫ورا { (الإن سان ‪.)9:‬‬ ‫يد م‬ ‫ِ‬ ‫} إِنما نط ِعمكم ل ِوجهِ‬ ‫‪ -3‬ال سعي احلثيث إىل التحلي بالقيم والف ضائل وتقدمي الت ضحيات‪ :‬وذلك من خالل الأعمال‬ ‫ال صاحلة التي يقدمها امل ؤمن بالآخرة‪ ،‬ولذلك جتد أن القر آن الكرمي يربط بني الإميان بهذا‬ ‫اليوم العظـيم والعمـل ال صـالح باعتـباره موجهـًا ل سلوك الإن سان نحو اخلري قال اهلل ‪:b‬‬ ‫ٱلز َك ٰوةَ َولَمۡ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ ٰ َ َ َ ىَ‬ ‫هَّ يۡ‬ ‫هَّ‬ ‫َّ َ َ ۡ ُ ُ َ َ‬ ‫ات َّ‬ ‫خ ِر وأقام ٱلصلوة وء‬ ‫ج َد ٱللِ َم ۡن َء َام َن بِٱللِ َوٱلَ ۡو ِم ٱٓأۡل ِ‬ ‫ٰ‬ ‫} إِنما يعمر م ِ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫خَ ۡ َ اَّ هَّ َ َ َ ىَ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ ۡ‬ ‫يش إِل ٱللۖ فع ٰٓ‬ ‫س أو ٰٓلئِك أن يكونوا مِن ٱلمهت ِدين { (التوبة ‪.)18:‬‬ ‫‪ -4‬تربية امل ؤمن نف سه على الثبات أمام دوافع النف س ونداءات الغريزة‪ :‬وهذا يجعله صاحب‬ ‫عزمية صلبة متنعه من تلبية غرائزه بطرق غري م رشوعة واخلو ض يف الفواح ش واملوبقات؛‬ ‫‪18‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 18‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫لأنَّه ي ؤمن مبا أع َّده اهلل للع صاة والكافرين من العذاب املهني‪ ،‬وبالتايل يت سامى بنف سه فيوجه‬ ‫طاقاته آنذاك إىل الإ صالح يف الأر ض ون رش الف ضيلة‪.‬‬ ‫‪ -5‬العي ش باطمئنان ور ضا‪ :‬فيتمتع بال سكينة والقناعة و أمثالها من امل شاعر التي هي أ سا س‬ ‫نظرا لالطمئنان إىل عدالة اهلل ‪ b‬املطلقة ورحمته وكرمه‪.‬‬ ‫احلياة الإن سانية؛ ً‬ ‫‪ -6‬ال صرب‪ :‬فيتحمل االبتالءات التي ت صيبه‪ ،‬ويواجه امل صائب وال شدائد بالر ضا‪.‬‬ ‫‪ -7‬شكر النِّعم‪ :‬وذلك بالنظر إىل أن النِّعم نوع من االبتالء الذي سي س أل عنه العبد يوم القيامة‪،‬‬ ‫وبالتايل يجب عليه ا ستخدامها فيما يعود عليه وعلى غريه باخلري‪.‬‬ ‫‪ -8‬الر ضا والقناعة‪ :‬فال يتح رس على ما فات من الدنيا‪ ،‬وال يطمع فيها على ح ساب املبادئ والقيم‪.‬‬ ‫أول‪ :‬ضع عالمة (‪ )4‬إمام العبارة ال صحيحة‪ ،‬و صحح مو ضع اخلط أ إذا كانت‬ ‫ اً‬ ‫العبارة غري صحيحة فيما ي أتي‪:‬‬ ‫‪.1‬إذا آمن الإن سان باهلل ‪ b‬ومل ي ؤمن باليوم الآخر فهو يف عداد امل سلمني‪.‬‬ ‫‪.2‬تكون إماتة الأحياء من جميع املخلوقات بالنفخة الأوىل‪.‬‬ ‫‪.3‬تعدَّد أ سماء اليوم الآخر دليل على أهميته عند اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫‪.4‬يقت صر اال ستعداد لليوم الآخر على الإميان بحدوثه‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬د ِّلل على عناية القر آن الكرمي باليوم الآخر‪.‬‬ ‫ثال ًثا‪ :‬للإميان باليوم الآخر أثار عظيمة‪ِّ ،‬‬ ‫و ضحها‪.‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬صف صورة املجتمع الذي ال ي ؤمن أفراده باليوم الآخر‪.‬‬ ‫خام سً ا‪ :‬وردت أ سماء عديدة لليوم الآخر يف القر آن الكرمي‪ ،‬ارجع إىل أ سمائه التي‬ ‫ذكرت يف الدر س‪ ،‬واكتب تقريرًا ي شتمل على كل ا سم من هذه الأ سماء‪،‬‬ ‫مبي ًنا معناه مع ذكر آية واحدة ورد فيها‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 19‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫املـــــــــــــــوت‬ ‫الدر س الثاين‬ ‫ أقبل أبو بكر يوم وفاة النبي ‪ g‬فدخل عليه وهو مغ شى بثوب‪ ،‬فك شف عن وجهه‪ ،‬ثم‬ ‫هلل اَل يَ ْج َم ُع اهللُ َع َل ْي َك َم ْوتَتَينْ ِ أَ َّما المْ َ ْوتَ ُة الَّ ِتي‬ ‫أكب عليه فقبله وبكى‪ ،‬ثم قال‪ِ ( :‬ب أَبِي أَنْ َت َو أُ ِّمي وا ِ‬ ‫ َّ‬ ‫ُك ِتبَ ْت َع َل ْي َك َفق َْد ُمتَّ َها)‪ ،‬ثم خرج على النا س فقال‪ َ ( :‬أ َّما بَ ْع ُد َف َم ْن َكانَ ِم ْن ُك ْم يَ ْعبُ ُد محُ َ َّم ًدا َ ص َّلى‬ ‫وت) (‪.)1‬‬ ‫ات َو َم ْن َكانَ ِم ْن ُك ْم يَ ْعبُ ُد اهللَ َف إِ َّن اهللَ َح ٌّي اَل يمَ ُ ُ‬‫اهللُ َع َل ْي ِه َو َ س َّل َم َف إِ َّن محُ َ َّم ًدا َق ْد َم َ‬ ‫‪1‬‬ ‫ناق ش هذه الق صة ودالالتها وما ت ستفيده منها‪.‬‬ ‫املوت (مفهومه وحكمه)‬ ‫مات احلي ميوت موتًا‪ :‬فارقته احلياة؛ فاملوت هو مفارقة الروح للج سد‪.‬ويجب الإميان‬ ‫كك ُم ٱل ۡ َم ۡوتُ‬ ‫ُّ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ََۡ َ َ ُ ُ ْ‬ ‫مفر منه إطال ًقا‪ ،‬قال اهلل ‪ } :b‬أينما تكونوا يدرِ‬ ‫ب أن املوت ح ٌّق‪ ،‬و أَنَّ ُه ال َّ‬ ‫َ‬ ‫وج ُّمش َّي َدةٖۗ { الن ساء (‪ ،)٧٨‬و أن ال تخليد حلي مطلقًا إال اهلل‪ ،‬قال اهلل تعاىل ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َول َ ۡو ُك ُ‬ ‫نت ۡم ف بُ‬ ‫ٖ‬ ‫يِ‬ ‫ح ٱلِي اَل َي ُم ُ‬ ‫ذَّ‬ ‫لَىَ‬ ‫} َوتَ َو لَّ ۡك ع ۡٱل يَ ّ‬ ‫وت { الفرقان (‪.)٥٨‬‬ ‫ِ‬ ‫يعدُّ املوت طب ًّيا بتوقف التنف س وتوقف ضربات القلب عند امليت‪.‬‬ ‫حقائق غيبية عن املوت‬ ‫هناك عدد من احلقائق الغيبية تتعلق باملوت‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫َ ٓ‬ ‫َ َ ُ َ ّ َ هَّ ُ َ ۡ‬ ‫ٱلل نف ًسا إِذا َجا َء‬ ‫خر‬‫‪ -1‬ال ميلك ُّأي خملوق تقدمي الأجل أو ت أخريه‪ ،‬قال اهلل ‪ } :b‬ولن يؤ ِ‬ ‫َ َ ُ َ َ هَّ ُ َ ُ ۢ َ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫أجلها ۚ وٱلل خبِري بِما تعملون { املنافقون (‪.)11‬‬ ‫‪.1‬البخاري‪ ،‬ال صحيح‪ ،‬باب مر ض النبي ‪.)4187( 1618/4 ،g‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 20‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫ِندهُۥ‬‫ٱلل ع َ‬ ‫‪ -2‬مع إمياننا بحقيقة املوت إال أننا ن ؤمن أنه غيبي من حيث وقته‪ ،‬قال اهلل ‪ } :b‬إ َّن هَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ۡ ‪ٗ َ ُ ۡ َ َ َّ ٞ‬‬ ‫ۡ‬ ‫أۡ َ ۡ َ ِ َ َ َ‬ ‫ۡ ُ َّ َ َ ُ زَ ّ ُ ۡ َ َ ۡ َ‬ ‫سب غداۖ‬ ‫نل ٱلغ ۡيث َو َيعل ُم َما يِف ٱلرحامۖ وما تدرِي نفس ماذا تك ِ‬ ‫عِلم ٱلساعةِ وي ِ‬ ‫َ ُ ُ َّ هَّ َ َ ٌ َ‬ ‫َۡ ُ َ ّ َ‬ ‫ۢ‬ ‫ُ‬ ‫ۡرض تموتۚ إِن ٱلل علِيم خبِري { لقمان (‪.)34‬‬ ‫س بِأ ِي أ ٖ‬ ‫َو َما تَ ۡدري نف ۢ‬ ‫ِ‬ ‫ََۡ ُ َ َ‬ ‫سَلونك َع ِن‬ ‫‪ -3‬كيفية خروج الروح ف أمر الروح مما أ ست أثر اهلل بعلمه ؛ قال اهلل تعاىل‪ } :‬وي ‍ٔ‬ ‫ُ ُّ ُ ۡ َ ۡ َ ّ َ َ ٓ ُ ُ ّ َ ۡ ۡ اَّ َ اٗ‬ ‫ُّ‬ ‫وحۖ ق ِل ٱلروح مِن أم ِر ر يِب وما أوت ِيتم مِن ٱلعِل ِم إِل قلِيل { الإ سراء (‪.)٨٥‬‬ ‫ٱلر ِ‬ ‫حنيَ‬ ‫َ‬ ‫هَّ ُ َ َ َ ىَّ أْ َ ُ‬ ‫‪ -4‬الذي ن ؤمن به أن اهلل ب أمره وعلمه قب ض الروح‪ ،‬قال اهلل ‪ } :b‬الل يتوف النفس ِ‬ ‫َ َ َ َ ُ ْ ُ َّ َ ىَ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ُ ْ ُ أْ ُ ْ‬ ‫َّ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫سك ال يِت قض عليها الموت وير ِسل الخرى‬ ‫َم ْوت َِها َوال يِت ل ْم ت ُمت يِف منامِها فيم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ آَ َ ّ َ ْ َ َ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ىَ َ‬ ‫ات ل ِقو ٍم يتفكرون { الزمر (‪ ،)42‬لكن اهلل و َّك َل ملك‬ ‫ُ‬ ‫ىًّ‬ ‫إِل أج ٍل مسم إِن يِف ذل ِك لي ٍ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ۡ َ َ َ َّ ٰ ُ َّ َ ُ ۡ َ ۡ ذَّ‬ ‫ت ٱلِي ُو لِك بِك ۡم ث َّم‬ ‫املوت بقب ض الأرواح‪ ،‬قال اهلل ‪ } :b‬قل يتوفىكم ملك ٱلمو ِ‬ ‫ُ َۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ىَ‬ ‫إ ِ ٰل َر ّبِك ۡم ت ۡر َج ُعون { ال سجدة (‪ ،)11‬ولهذا امللك معينون‪ ،‬قال اهلل ‪َ } :b‬وه َو ٱلقاه ُِر‬ ‫ت تَ َو َّف ۡت ُه ُر ُسلُ َنا َو ُهمۡ‬ ‫ك ُم ٱل ۡ َم ۡو ُ‬‫َ ُ ۡ ُ َ َ ۡ ُ ۡ َ َ َ ً َ ىَّ ٰٓ َ َ ٓ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ف ۡوق ع َِبادِهِۖۦ وير ِسل عليكم حفظة حت إِذا جاء أحد‬ ‫اَ ُ َ ّ ُ َ‬ ‫ون { الأنعام (‪ ،)61‬أما كيفية قب ض الروح ف أمر غيبي ال يعلمه إال اهلل‪.‬‬ ‫ل يف ِرط‬ ‫‪2‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هَّ ُ َ َ ىَّ أْ َ‬ ‫يقول اهلل ‪ } :b‬الل يت َوف النفس ِحني موت ِها { الزمر (‪ ،)٤٢‬ويقول ‪:b‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ َ َ َ َّ ُ َّ َ ُ ْ َ ْ ذَّ‬ ‫كم { ال سجدة (‪.)11‬ناق ش اجلمع‬ ‫ت الِي ُو لِك ِب‬ ‫} قل يتوفاكم ملك المو ِ‬ ‫بني مفهوم الآيتني‪.‬‬ ‫من ِح َكم املوت‬ ‫َ َ‬ ‫ذَّ‬ ‫اقت ضت حكمة اهلل تعاىل اختبار العباد بفتنة املوت واحلياة؛ قال تعاىل‪ } :‬ٱلِي خل َق‬ ‫ۡ َ ۡ َ َ حۡ َ َ ٰ َ َ ۡ ُ َ ُ ۡ َ ُّ ُ ۡ َ ۡ َ ُ َ َ اٗ‬ ‫ٱلموت وٱليوة يِلبلوكم أيكم أحسن عمل ۚ { امللك (‪ ،)2‬وعلى من سي صيبه املوت أن ي ِع َّد‬ ‫ُ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 21‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫العدة ملا يفيده بعد مماته من صالح العمل‪ ،‬وال ينبغي له أن ي س ِّوف في صري كمن قال اهلل فيه‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ ََۡ‬ ‫ٗ‬ ‫ٰ‬ ‫ََ ّٓ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ىَّ َ َ ٓ َ َ َ َ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ َ َ‬ ‫} ح ٰٓ‬ ‫ت{‬ ‫ون ‪ ٩٩‬لع يِل أعمل صلِحا فِيما ترك ۚ‬ ‫جع ِ‬ ‫ب ٱر ِ‬ ‫ت إِذا جاء أحدهم ٱلموت قال ر ِ‬ ‫(امل ؤمنون ‪ ،)100-99:‬ومن حكم املوت إتاحة فر صة احلياة دومنا بطر فلو كان الب رش خالدين يف‬ ‫كبريا؛ فقد‬ ‫الدنيا لزاد بطرهم‪ ،‬وما أمكن قيادهم وتهذيبهم‪ ،‬وقد ع ّد النبي ‪ g‬املوت ً‬ ‫واعظا ً‬ ‫قال ‪ (( :g‬كفى باملوت ً‬ ‫واعظا))‪)1(.‬‬ ‫ سكرات الـموت‬ ‫ٱل ّق َذٰل َِك َما ُك َ‬‫حۡ‬ ‫َ َ َٓ ۡ َ ۡ َُ ۡ‬ ‫نت م ِۡن ُه‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫للموت شدة و سكرات‪ ،‬قال تعاىل‪ }:‬وجاءت سكرة ٱل ِ ِ ِ ۖ‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫حَ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تِيد { (ق ‪ ،)١٩:‬وهي " تكون على الأو ِلياء والأعداء والأنبياء فمن دونهم إالَّ من أراد اهلل‬‫َ‬ ‫ أن يُخفِّف عنه" (‪ ، )2‬فالأنبياء والأولياء يلحقهم ذلك تكميلاً لف ضائلهم ورف ًعا لدرجاتهم‪،‬‬ ‫قدح من ماءٍ‪،‬‬ ‫ت صف ال سيدة عائ شة ر ضي اهلل عنها حلظات موت النبي ‪ ( :g‬وكان عنده ٌ‬ ‫اللهم ِأعنِّي على سكرات املوت))‪،‬‬ ‫دخ ُل ي َده يف القدح‪َّ ،‬ثم مي سح وج َهه باملاء‪ ،‬ويقول‪َّ (( :‬‬ ‫فيُ ِ‬ ‫ل سكرات))‪ ،‬حتى قب ض ومالت يده) (‪،)3‬‬ ‫ٍ‬ ‫قالت‪ :‬وجعل يقول‪ (( :‬ال إله إال اهلل إ َّن للموت‬ ‫خ صه بي رس قب ض روحه وبرفق؛‬ ‫ووجود ال سكرات ال يعار ض تكرمي اهلل تعاىل للم ؤمن ب أن َّ‬ ‫ٱد ُخلُوا ْ جۡ َ‬ ‫ٱل َّن َة بماَ‬ ‫ذَّ َ َ َ َ َّ ٰ ُ ُ ۡ َ َ ٰٓ َ ُ َ ّ َ َ ُ ُ َ َ َ ٰ ٌ َ َ ۡ ُ ُ ۡ‬ ‫قال اهلل تعاىل‪ } :‬ٱلِين تتوفىهم ٱلملئِكة طيِبِني يقولون سلم عليكم‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُۡ ََُۡ َ‬ ‫ون { (النحل ‪ ،)٣٢:‬و أما الكافر والعا صي فنزع روحه ب شدة وهوان؛ قال اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫كنتم تعمل‬ ‫وه ُه ۡم َوأَ ۡد َب ٰ َر ُه ۡم َو ُذوقُوا ْ َع َذابَ‬ ‫َ َ ۡ َ َ ٰٓ ۡ َ َ َ ىَّ ذَّ َ َ َ ُ ْ ۡ َ َ ٰٓ َ ُ َ رۡ ُ َ ُ ُ َ‬ ‫ضبون وج‬ ‫} ولو ترى إِذ يتوف ٱلِين كفروا ٱلملئِكة ي ِ‬ ‫يق { (الأنفال ‪ ،)50:‬وي ؤيد عدم التعار ض بني ال سكرات وي رس أخذ روح امل ؤمن ما ورد‬ ‫ر‬ ‫حۡ َ‬ ‫ٱل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ س‬‫ س الْ َق ْت ِل إِ اَّل َك َما يَجِ ُد أَ َح ُد ُك ْم ِم ْن َم ِّ‬‫ال ش ِهي ُد ِم ْن َم ِّ‬ ‫يف ال شهيد فقد قال النبي ‪َ (( :g‬ما يَجِ ُد َّ‬ ‫الْق َْر َ ص ِة)) (‪ ،)4‬وكل ذلك يدعو إىل ال سعي حل سن اخلامتة‪.‬‬ ‫‪.1‬البيهقي‪ ،‬شعب الإميان‪ ،‬الزهد وق صر الأمل‪.)10556( 353/7 ،‬‬ ‫‪.2‬ال ساملي عبداهلل بن حميد‪ ،‬معارج الآمال‪.13/6 ،‬‬ ‫‪.3‬البخاري‪ ،‬ال صحيح‪ ،‬باب مر ض ش النبي ‪.)4184( 1616/4 ،g‬‬ ‫‪.4‬الرتمذي‪ ،‬ال سنن‪ ،‬اجلهاد‪ ،‬باب ‪ 26‬ما جاء يف ف ضل املرابط‪.)1668( 190/4 ،‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 22‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫املوت سر إلهي ي صعب على الب شر إدراكه‪ ،‬ولكنه ق ضاء من اهلل وقدر ال جمال‬ ‫ۡ‬ ‫فيه الختيار الب شر‪ ،‬وهو مما اخت ص اهلل بعلمه‪ ،‬قال تعاىل‪ } :‬إ َّن هَّ َ‬ ‫ٱلل ع َ‬ ‫ِندهُۥ عِل ُم‬ ‫ِ‬ ‫َ ۡ ‪ۡ َ َ َّ ٞ‬‬ ‫ۡ‬ ‫أۡ َ ۡ َ ِ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ ُ زَ ّ ُ ۡ َ َ ۡ َ‬ ‫نل ٱلغ ۡيث َو َيعل ُم َما يِف ٱلرحامۖ وما تدرِي نفس ماذا تك ِ‬ ‫سبُ‬ ‫ٱلساعةِ وي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يم َخب ُ‬ ‫ري ۢ { (لقمان‪.)34:‬وقد‬‫ِ‬ ‫وتۚ إ َّن هَّ َ‬ ‫ٱلل َعل ِ ٌ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ۡرض تم ِ‬ ‫َغ ٗداۖ َو َما تَ ۡدري َن ۡف ُ ۢ‬ ‫س بِأ ِّي أ ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ أعطى اهلل جماال للنف س ت ستويف فيه كل ما كتب لها قبل موتها إذ قال النبي ‪:g‬‬ ‫(( لن متوت نف س حتى ت ستوفى رزقها)) ‪)1(.‬‬ ‫املوت والتوبة‬ ‫ما يهمنا من العالقة هنا غلق باب التوبة وقت املوت للعبد‪ ،‬فعند غرغرة املوت أي ترددها‬ ‫ُ َ‬ ‫ٱتل ۡو َب ُة ل ذَِّل َ‬ ‫ِين َي ۡع َملون‬ ‫ت َّ‬ ‫َۡ‬ ‫يف احللق حال االحت ضار يقفل باب التوبة‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪َ } :‬ولي َس ِ‬ ‫ون َو ُه ۡم ُك َّفار ٌۚ‬ ‫َ ىَّ ٰٓ َ َ رَ َ َ َ َ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ َ َ ّ ُ ۡ ُ ۡ َ َ اَ ذَّ َ َ ُ ُ َ‬ ‫َّ ّ‬ ‫ات حت إِذا حض أحدهم ٱلموت قال إ ِ يِن تبت ٱلَٰٔـن ول ٱلِين يموت‬ ‫ٱلس ِ َ‍ٔ‬ ‫ي ِ‬ ‫ٗ‬ ‫َُْ َ َ ۡ َ ۡ َ َُ ۡ َ َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫أو ٰٓلئِك أعتدنا لهم عذابا أ يِلما { (الن ساء‪ ،)١٨:‬وقال الر سول ‪ (( :‬إِ َّن اهلل يَقْبَ ُل تَ ْوبَ َة الْ َع ْب ِد‬ ‫‪g‬‬ ‫َما لمَ ْ يُ َغ ْر ِغ ْر) (‪.)2‬‬ ‫ذكر املوت و أثره‬ ‫حث النبي ‪ g‬على ذلك بقوله‪ (( :‬أكرثوا‬ ‫ندب للم سلم ذكر املوت خالل حياته‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ذكر هادم اللذات املوت)) (‪ ،)3‬ولذكر املوت فوائد ع َّدة أهمها‪:‬‬ ‫ يحث على التوبة واال ستعداد للموت قبل نزوله‪ ،‬ويق رص الأمل يف طول البقاء‪ ،‬مبا يعالج‬ ‫ أ سباب الغفلة‪.‬‬ ‫‪.1‬البيهقي‪ ،‬شعب الإميان‪.67/2 ،‬‬ ‫‪.2‬الرتمذي‪ ،‬ال سنن‪ ،‬ف ضل التوبة واال ستغفار‪.)3537( 547/5 ،‬‬ ‫‪.3‬الرتمذي‪ ،‬ال سنن‪ ،‬الزهد‪ ،‬باب ‪.)2460( 639/4 ،26‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 23‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫ يرغّب يف الآخرة ويحث على مزيد من الطاعة‪ ،‬ويه ّون على العبد م صائب الدنيا‪.‬‬ ‫ يرقق القلوب ويدمع الأعني‪ ،‬ويقوي بواعث الدين‪ ،‬ويدعو إىل التوا ضع وترك الكرب‬ ‫والظلم‪ ،‬ويبعث على ال سماحة وح سن اخللق‪.‬‬ ‫ يوجب عد ًدا من احلقوق على الأحياء نحو ميتهم‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تذ َّكر مع زمالئك حقوق امليت كما سبق أن عرفتها يف درو س الفقه‪.‬‬ ‫ أوال‪ :‬اخرت الإجابة من بني البدائل املعطاة فيما ي أتي‪:‬‬ ‫الإميان باملوت يعد‪:‬‬ ‫جـ‪.‬مباحا‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ب‪.‬مندوبا‪.‬‬ ‫ أ‪.‬واجبا‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دلل على كون املوت غيب ًيا من حيث وقته وكيفيته‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬للموت حِ َكم متعددة اذكر بع ضً ا منها‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬علل ما ي أتي‪:‬‬ ‫ أ‪.‬املوت أحد أبواب غلق التوبة‪.‬‬ ‫ب‪.‬لذكر املوت فوائد عك س ما يظن ال ّنا س أ َّنه يوقع القنوط‪.‬‬ ‫خام سا‪ :‬اذكر أهم آثار تذ ُّكر املوت على الإن سان‪.‬‬ ‫توظف در س املوت يف حما ضرة تلقيها على زمالئك؟‬ ‫ ساد سا‪ :‬كيف ميكنك أن ِّ‬ ‫‪24‬‬ ‫‪islamic Book-2 MZ.indd 24‬‬ ‫‪3/4/14 1:13 PM‬‬ ‫حيــــــاة البـــــرزخ‬ ‫الدر س الثالث‬ ‫ن َّظم طالب املعهد الإ سالمي ندوة حوارية ا ستدعوا لها اثنني من م شايخ العلم؛ للتحاور‬ ‫معهما حول حياة الربزخ‪ ،‬وقد أدار احلوار أحد أ ساتذة املعهد‪.‬‬ ‫أرحب بال شيخني سامل و سعيد شاكرا م شاركتهما‪ ،‬و أ شكر الطلبة على اهتمامهم‬ ‫مدير الندوة‪ِّ :‬‬ ‫بالعلم وحر صهم عليه‪ ،‬و أحيل الكلمة لل شيخ سامل لبيان مفهوم الربزخ‪.‬‬ ‫ني كل شيئني‪،‬‬ ‫ال شيخ سامل‪ :‬الربزخ لغة هو‪ :‬احلاجز بني َ ش ْيئني‪ ،‬وقال أبو عبيد‪ :‬الربزخ ما ب َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ بۡ َ ۡ َ ۡ َ ٰ َ َ ۡ ‪ٞ َ ُ ٞ‬‬ ‫ات َو َهٰ َذا م ِۡل ٌح أ َج ‪ٞ‬‬ ‫ُ ذَّ‬ ‫اج‬ ‫ىل‪َ } :‬وه َو ٱلِي مرج ٱلحري ِن هذا عذب فر‬ ‫ومنه َقوله تَ َعا َ‬ ‫حَّ ۡ‬ ‫ح ۡج ٗرا م ُ‬ ‫ٗ‬ ‫َۡ‬ ‫َ‬ ‫ورا { (الفرقان ‪ ،)٥٣:‬وا صطالحا‪ :‬املدة التي بني‬ ‫ج ٗ‬ ‫َو َج َعل بَين ُه َما بَ ۡر َزخا َو ِ‬ ‫َ َ َ ۡ ُ َ اَّ ٓ‬ ‫ٗ‬ ‫ٰ‬ ‫ََ ّٓ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫ت كل ۚ‬ ‫املوت ونفخة البعث بالربزخ‪.‬قال اهلل تعاىل‪ } :‬لع يِل أعمل صلِحا فِيما ترك ۚ‬ ‫َّ َ لَ َ ٌ ُ َ َ ٓ ُ َ َ َ َ ٓ َ ۡ َ ٌ ىَ ٰ َ ۡ ِ ُ ۡ َ ُ َ‬ ‫إِنها كِمة هو قائِلهاۖ ومِن ورائ ِ ِهم برزخ إِل يوم يبعثون { (امل ؤمنون ‪.)١٠٠:‬‬ ‫الربزخ‪ « :‬احلائل بني ال شيئني‪ ،‬ويعبرَّ به عن عامل املثال‪ ،‬أعني احلاجز من الأج سام‬ ‫الكثيفة وعامل الأرواح املجردة‪ ،‬أعني الدنيا والآخرة»‪)1(.‬‬ ‫ال شيخ سعيد‪ :‬و أ ضيف على ما قاله أخي أن الربزخ ت شمل املدفون يف القرب‪ ،‬وغريق البحر‪،‬‬ ‫ومن كان يف صحراء‪ ،‬أو بطون ال سباع واحليتان‪ ،‬أو املحروق‪.‬‬ ‫نظرا لتنوع حماور احلياة الربزخية إذ ت شمل ضغطة القرب‪ ،‬وعذابه‪ ،‬و س ؤال‬ ‫مدير الندوة‪ً :‬‬ ‫امللكني‪ ،‬ونعيم امل ؤمن‪.‬نرتك املجال لل شيخ سعيد ليحدثنا عن عذاب القرب‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ار ُي ۡع َرضون‬ ‫ال شيخ سعيد‪ :‬وردت الأدلة الكثرية املثبتة لعذاب القرب(‪ )2‬منها قوله تعاىل‪ } :‬ٱنلَّ ُ‬ ‫َ َ ۡ َ ُ ُ ّٗ َ َ ّٗ َ َ ۡ َ َ ُ ُ َّ َ ُ َ ۡ ُ ٓ ْ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َّ ۡ َ َ‬ ‫اب {‬ ‫خلوا ءال ف ِرعون أشد ٱلعذ ِ‬ ‫شيا ۚ ويوم تقوم ٱلساعة أد ِ‬ ‫عليها غدوا وع ِ‬ ‫ارا فَلَ ۡم جَي ُدوا ْ لَهمُ‬ ‫خلُوا ْ نَ ٗ‬ ‫ّ َّ َ ٓ ۡ ُ ۡ ُ ْ َ ُ ۡ‬ ‫(غافر ‪ ،)٤٦:‬و َقوله تَ َعا َ‬ ‫ِ‬ ‫ىل‪ } :‬مِما خ ِطئَٰـت ِ ِهم أغ ِرقوا فأد ِ‬ ‫ٗ‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser