خلاصة الثقافة الإسلامية 2023 PDF

Summary

This document is a summary of Islamic culture in 2023. It explores different aspects of Islamic culture and its impact on individuals and society. The document also touches upon various concepts associated with Islamic culture.

Full Transcript

‫المقدمة‬ ‫الحمد هلل الذي بعث في األميين رسوال منهم ‪ ،‬يتلوا عليهم آياته ‪ ،‬ويزكيهم ‪ ،‬ويعلمهم الكتاب‬ ‫والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضالل مبين ‪ ،‬ثم الصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى اله‬ ‫وصحبه وسلم ‪ ،‬الذي بعث معلما‪ ،‬وانطلق من معين الوحي ومنهجه معلما ألصحابه ‪،‬‬ ‫ومست...

‫المقدمة‬ ‫الحمد هلل الذي بعث في األميين رسوال منهم ‪ ،‬يتلوا عليهم آياته ‪ ،‬ويزكيهم ‪ ،‬ويعلمهم الكتاب‬ ‫والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضالل مبين ‪ ،‬ثم الصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى اله‬ ‫وصحبه وسلم ‪ ،‬الذي بعث معلما‪ ،‬وانطلق من معين الوحي ومنهجه معلما ألصحابه ‪،‬‬ ‫ومستخدما لكل الطرق التي عرض لها القران‪ ،‬وثبت تعميق الثقافة اإلسالمية في شتى‬ ‫مجاالتها علي أصحابه رضوان هللا عليهم‪.‬‬ ‫فإن للثقافة اإلسالمية دورا ً عظيم األهمية بالغ األثر في تحديد معالم الشخصية اإلسالمية لدي‬ ‫الفرد ولدي المجتمع تلك الشخصية التي تتسم بسمات القوة والهيبة والمجد والرفعة والنبيل‬ ‫والكرامة واالتزان وااليجابية وتؤهل المسلم ألن يقوم بدوره في تشيد بناء الحضارة اإلنسانية‬ ‫وتعينه على اإلسهام في النهضة العلمية والتقنية ذلك ألن مهمة المسلم في اإلصالح والتهذيب‬ ‫و التربية والتعليم تجعله في مقام السيادة والريادة واإلمامة والقيادة لسائر أمم العالم وشعوب‬ ‫األرض وتحمله رسالة هللا إلي البشرية جمعاء ‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫وتهدف مادة الثقافة اإلسالمية إلى‪- :‬‬ ‫‪ -‬إعطاء الطالب فكرة عن الثقافة اإلسالمية باعتبارها شخصية األمة‬ ‫وهويتها ‪.‬‬ ‫‪-‬تزويد الطالب بمعرفة عالقة الثقافة مع غيرها من المصطلحات مثل‪:‬‬ ‫الحضارة والمدنية والعلم ‪.‬‬ ‫‪ -‬التعرف على وظيفة الثقافة نحو الفرد والمجتمع والبشر‪.‬‬ ‫‪ -‬التعرف على أصول الثقافة اإلسالمية ومصادرها‪.‬‬ ‫‪ -‬التعرف على بعض القضايا الثقافية كاإلسالم والمرأة والجهاد‬ ‫والقومية والتحرر الفكري‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫الثقافة اصطالحا‬ ‫إن ظهور مصطلح الثقافة وشيوعه في اإلستعمال ‪،‬حديث في لغتنا‬ ‫وكتاباتنا إذ اليتجاوز بدايات القرن العشرين‪ ،‬ولم يكن له استخدام في‬ ‫التراث األدبي‬ ‫او الفقهي أو الكالمي أو الفلسفي أو الصوفي اوالعلمي لحضارتنا‬ ‫العربية االسالمية ودخل المصطلح الى أدبياتنا من خالل ترجمة‬ ‫ماكتب في العلوم االنسانية باللغات األجنبية الى اللغة العربية ومن‬ ‫خالل النقل عن الغربيين وتقليد ما يتجزونه من اعمال في مجال‬ ‫البحث المرتبطة بالثقافة‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫تابع‬ ‫وقد تطور استعمال مصطلح الثقافة تطورا كبيرا لداللة العلوم اإلنسانية كعلوم الدين واللغة‬ ‫واألداب ‪،‬وكذلك العلوم غيرالعلمية وغير الطبيعية ‪ ،‬وفي عصر النهضة األوربية أصبح اللفظ‬ ‫يدل على األداب والفنون‪.‬‬ ‫واليوم‪ -‬بعد شيوع مصطلح الثقافة في استخدام في اكثر من مجال‪ -‬من الصعب أن يجد االنسان‬ ‫تعريفا جامعا متفقا عليه للثقافة ألسباب اآلتية‪-:‬‬ ‫‪ -1‬إختالف تحصص واهتمام من يعرف الثقافة‪،‬فعالم اإلجتماع حين يعرفها يعطيها معنى يختلف‬ ‫عن المعنى الذي يعطيه لها عالم السياسة أو اإلقتصاد أوالنفس أو التربية‪.‬‬ ‫‪ -2‬اختالف المدارس الفكرية واإلتجاهات الثقافية العالمية حول تعريف الثقافة‪.‬‬ ‫وقد أشار مالك بن نبي مدرستين هما‪-:‬‬ ‫‪ -1‬المدرسة الرأسمالية (الغربية) وتقول الثقافة إنعكاس لفلسفة الفرد والنظرة اليه‬ ‫‪ -2‬المدرسة الشرقية ذات جذور الماركسية التي ترى ان الثقافة هي انعكاس فلسفة المجتمع‬ ‫والنظرة اليه‬ ‫وقد ضمن هذا الكاتب مدرسة ثالثة هي المدرسة االسالمية (الشرقية والغربية) وتقول الثقافة‬ ‫هي انعكاسا لتصور االسالم للفرد والمجتمع في آن واحد‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫تابع‬ ‫وقد استخدمت أثناء المناقشة بعض التعريفات التي تتخذ مكانها بين‬ ‫مفهومين متعارضين ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬أولهما مفهوم عام مستمد من اإلنتربولوجيا الثقافية(علم اإلنسان)‬ ‫ويشير كل ما أضافه االنسان الى الطبيعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬ثانيهما‪ :‬مفهوم ضيق الى درجة أن بعض الباحثين وصفه بأنه ثقافة‬ ‫الثقافة‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫أبرز المفاهيم الشائعة للثقافة بمعناها العام‪-:‬‬ ‫تعريفات علماء والباحثين الغربيين‪ -:‬ظهرت فكرة الثقافة على يد العالم‬ ‫اإلنجليزي إدوارد تايلور في كتابه الثقافة البدائية عام ‪1871‬م ويعد‬ ‫تعريفه للثقافة من أقدم التعريفات التي وضعت لها فيقول كل ما‬ ‫يكتسبها االنسان من المعرفة والعقيدة والفن واألخالق والقانون والعادة‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫‪ -‬كلبارتريك يقول كل ما صنعته يد االنسان وعقله من أشياء ومظاهر‬ ‫في البيئة االجتماعية‪ -‬كل ما اخترعه االنسان – مااكتشفه وكان له دور‬ ‫في العملية االجتماعية ومعنى هذا أن الثقافة تشمل اللغة والعادات‪.‬‬ ‫‪ -‬هنري الوست الثقافة بانها مجموعة األفكار والعادات الموروثة التي‬ ‫يتكون فيها مبدأخلقي ألمة ما‪.‬ويؤمن أصحابها بصحتها وتنشأ منها‬ ‫عقلية خاصة بتلك األمة تمتاز عن سواها‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫تابع‬ ‫‪ -‬أرنست باكر الثقافة بأنها دخيرة مشتركة ألمة من األمم تجمعت لها‬ ‫وانتقلت من جيل الى آخر خالل تاريخ طويل‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريفات العلماء والباحثين المسلمين‪-:‬‬ ‫‪ -‬مالك بن نبي الثقافة بأنها مجموعة من الصفات الخلقية والقيم‬ ‫االجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ والدته‪ ،‬وتصبح الشعوريا العالقة‬ ‫التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه‪.‬‬ ‫‪ -‬محمد فاروق النبهاني‪ :‬ويعرف الثقافة بأنها مجموعة من المعارف‬ ‫التي تسهم في تكوين رؤية اإلنسانيةلإلنسانوتؤدي دورها في سصياغة‬ ‫معالم شخصية الذاتيةوأفكارهوقيمهوسلوكياته‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫ويمكن القول ان أبرز المفاهيم الشائعة للثقافة‬ ‫بمعناها العام التي عكستها التعريفات السابقة عند‬ ‫العلماء الغربيين‬ ‫‪ -1‬تراث األمة المنقولة جيال بعد جيل‪.‬‬ ‫‪ -2‬أفكار األمة ومفاهيمها وعاداتهاولغتها وتقاليدها‪.‬‬ ‫‪ -3‬كل المقومات التي يكتسبها اإلنسان كعضو في جماعة‪.‬‬ ‫‪ -4‬طرائق الحياة بجوانبها المادية والفكرية‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫أما أبرز المفاهيم التي عكستها تعريفات العلماء‬ ‫والباحثين المسلمين فهي‪-:‬‬ ‫‪ -1‬المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه وشخصيته‪.‬‬ ‫‪ -2‬نظرية في السلوك أكثر منها نظرية في المعرفة‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإللمام من كل علم بطرف دون التعمق في دراسة علم من العلوم‪.‬‬ ‫‪ -4‬طريقة الحياة التي يعيشها الناس وفقا للفكر الذي يدينون به في‬ ‫جوانبها المادية والمعنوية‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫األسبوع الثاني‬ ‫الثقافة اإلسالمية‪:‬‬ ‫تعريفها وموضوعاتها‬ ‫ووظائفها‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫المحاضرة الثانية ‪:‬‬ ‫تعريف الثقافة اإلسالمية‪:‬‬ ‫الثقافة اإلسالمية هي الثقافة الخاصة باإلسالم والقائمة عليه‪ ،‬وقد ق ّدم الباحثون‬ ‫والكاتبون للثقافة اإلسالمية تعريفات عديدة أبرزها‪:‬‬ ‫‪ -‬هي إدراك المفاهيم اإلسالمية الصحيحة لجوانب الحياة المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -‬الفهم العام للحياة بشؤونها المختلفة من منظور إسالمي‪.‬‬ ‫‪-‬هي طريقة الحياة التي يعيشها المسلمون في جميع مجاالت الحياة وفقا لوجهة نظر‬ ‫اإلسالم وتصوراته سواء في المجال المادي الذي يسمى بالمدنية أو المجال الروحي‬ ‫او الفكري الذي يعرف بالحضارة‪.‬‬ ‫‪ -‬المفاهيم الصحيحة عن هللا والكون واإلنسان والحياة‪ ،‬عن هللا الخالق‪ ،‬وعن الكون‬ ‫كمسخر إلنتفاع اإلنساني‪ ،‬وعن اإلنسان كمستخلف في األرض الستعمار الكون‬ ‫ومسؤول عن تصرفاته الحسنة والسيئة وعن الحياة كمجال للعمل اإلنساني على‬ ‫أسس إسالمي‪.‬‬ ‫‪ -‬تشمل العقيدة ونظم الحياة المنبثقة عنها واللغة العربية هي التي أداة فهم النصوص‬ ‫الشرعية وكذلك تمثل الثقافة االسالمية العلم والعمل باالسالم والفكر والسلوك القائم‬ ‫على تعاليمه وأحكامه هذا التعريف هو الذي نميل اليه‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫موضوعات الثقافة اإلسالمية‪:‬‬ ‫والقرآن الكريم هو األصل الجامع لإلسالم‪ ،‬ومن القرآن نعرف أن اإلسالم يتكون من عقيدة‬ ‫وشريعة‬ ‫‪ -‬العقيدة هي أول ما يطلب من اإلنسان اإليمان به‪.‬‬ ‫‪ -‬أما الشريعة فهي األحكام التي شرعها هللا حتى يعمل اإلنسان بها لتنظيم عالقته باهلل وعالقته‬ ‫بأخيه المسلم‪ ،‬عالقته بأخيه اإلنسان وعالقته بالحياة‪ ،‬ومع أن العقيدة والشريعة تكاليف‬ ‫ربانية اال أن موضوع العقيدة هو تصديق ماجاء من عندهللا ‪ ،‬وموضوع الشريعة هو العمل‬ ‫بماجاء من عندهللا سبحانه وتعالى ومن يتفحص ما‬ ‫حاء به اإلسالم يجد ثالثة أقسام‪-:‬‬ ‫‪ -1‬المبادئ األخالقية‪ :‬موضوعها كل ما ينبغي أن يكون عليه اإلنسان من الصفات التي من‬ ‫شأنها أن ينتج منها صدور األعمال الخيرية (كالوفاء واألمانةوالعدل واالحسان والتعاون‬ ‫‪،‬والعفو والمسامحة والتحابب والتآلف والغاية من هذه المبادئ نشر الفضيلة واالبتعاد عن‬ ‫الرذيلة والعمل على ايجاد مجتمع االنساني الميثالي الواقعي‪)..‬‬ ‫‪-2‬األحكام العملية‪ :‬وموضوعها كل ما يصدر عن اإلنسان من أعمال سواء كانت عبادة أم‬ ‫معاملة مثل الصالت والزكات والجهاد والصوم والبيوع والجنايات والغاية منهاتنظيم شؤون‬ ‫المجتمع اإلنساني والعلم الذي يتكفل بيان هذه األحكام هو علم الفقه‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫‪-3‬األصول اإلعتقادية‪ :‬موضوعها يتعلق العقائد الدينية المتعلقة باهلل سبحانه‬ ‫وتعالي وصفاته وأفعاله‪.‬وعلم الذي يبحث في هذا هو (علم أصول الدين)‬ ‫‪،‬والغاية منها اثبات العقائد الدينية وارشاد المؤمنين بإيضاح الحجة لهم والزام‬ ‫المعاندين بإقامة الحجة عليهم‪ ،‬وحفظ قواعد الدين عن شبهات المبطلين‪.‬‬ ‫وقد قسمت األحكام الفقهية إلى سبعة مواضيع‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإلحكام المتعلقة بعبادة هللا تعالى من صالة وصيام وغيرها وتسمى العبادات‪.‬‬ ‫‪ -2‬األحكام المتعلقة باألسرة كالنكاح والطالق وتسمى األحوال الشخصية ‪.‬‬ ‫‪-3‬األحكام المتعلقة بأفعال الناس وتعاملهم بعضهم مع بعض وتسمى المعامالت ‪.‬‬ ‫‪ -4‬األحكام المتعلقة بسلطة الحاكمة على الرعية‪ ،‬ويسمي بها بعض الفقهاء‬ ‫(األحكام السلطانية)‪.‬‬ ‫‪ -5‬األحكام المتعلقة بعقاب المجرمين وضبط النظام الداخلي بين الناس وتسمى‬ ‫(العقوبات)‬ ‫‪-6‬األحكام التي تنظم عالقة الدولة اإلسالمية بالدول األخرى وتسمى (الحقوق الدولية)‬ ‫‪ -7‬األحكام المتعلقة باألخالق والحشمة والمحاسن والمساوئ وتسمى (اآلداب)‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫وظيفة الثقافة اإلسالمية‬ ‫الثقافة اإلسالمية لها وظائف تؤهلها بقيام أعمال جليلة ومن أهمها‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬وظيفة الثقافة اإلسالمية نحو المسلم‪:‬‬ ‫‪ -1‬تنمية إدراك المسلم ووعيه ومفاهيم اإلسالم المتصلة بجوانب الحياة المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مساعدة المسلم على فهم دينه فهما واضحا ال لبس فيه وال غموض‪.‬‬ ‫‪ -3‬توجيه سلوك المسلم في الحياة وفقا لمفاهيم اإلسالم وأحكامه‪.‬‬ ‫‪ -4‬تنظيم عالقات المسلم وتحديد واجباته نحو نفسه ونحو ربه ونحو اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ -5‬طبع شخصية المسلم بطابع الشخصية اإلسالمية المستقلة فكرا وسلوكا وانتماءا‪.‬‬ ‫‪ -6‬توعية المسلم بمنطلقات الحياة السعيدة المستقرة من خالل محافظته على التوازن بين‬ ‫الحياة الفردية والجماعية‪ ،‬وبين المادة والروح‪ ،‬وبين الدنيا والدين بعيدا عن الخصومات‬ ‫والمنازعات والصراعات‪.‬‬ ‫‪ -7‬تأهيل المسلم ليقوم بدوره في تشييد بناء الحضارة اإلنسانية واإلسهام في النهضة العلمية‬ ‫والتقنية‪.‬‬ ‫‪ -8‬تحسين عقل المسلم وفكره ضد الغزو الفكري بأساليبه الخبيثة الذي تتبناه الحضارة‬ ‫الغربية والهادف إلى تمنيع الشخصية اإلسالمية‪ ،‬وإبعاد الثقافة اإلسالمية عن التأثير في‬ ‫سلوكه وحياته‪.‬‬ ‫‪ -9‬إيجاد القناعة واليقين لدى المسلم بصالحية اإلسالم لكل زمان ومكان‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫ثانيا‪:‬وظيفة الثقافة اإلسالمية نحو األمة‪.‬‬ ‫‪ -1‬المحافظة على شخصية األمة اإلسالمية واستقاللها الثقافي‪.‬‬ ‫‪ -2‬وضع األمة اإلسالمية في موضع القيادة والزعامة بين سائر األمم والشعوب‪.‬‬ ‫‪ -3‬بيان االزدهار الحضاري لألمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ -4‬تأكيد فضل األمة اإلسالمية على الغرب‪.‬‬ ‫‪ -5‬توثيق الصلة بين حاضر األمة اإلسالمية وماضيها ومستقبلها‪.‬‬ ‫‪ -6‬بيان األدواء (األمراض) التي حلت باألمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫أهم عوامل الضعف المسلمين التي ترجع إلى أنفسهم‪.‬‬ ‫‪ -1‬بعد المسلمين عن كتاب هللا وسنة رسوله‪ ،‬وسوء فهمهم لإلسالم‪.‬‬ ‫‪ -2‬تعطيل حدود هللا وأحكامه عن التطبيق والتنفيذ في الحياة‪.‬‬ ‫‪ -3‬التهاون في إقامة شعائر هللا إلى حد استهانة البعض بها‪.‬‬ ‫‪ -4‬االفتتان باألنظمة الغربية واالحتكام إليها بدال من األنظمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ -5‬الشعور االنهزامي الذي وسوس لبعض المسلمين أن ما عند الغربيين أفضل في القيم‬ ‫والمثل والتخلق والتعامل‪.‬‬ ‫‪ -6‬الفرقة التي تمزق أوصال المسلمين وانفصال عرى الوحدة والمحبة بينهم‪.‬‬ ‫‪ -7‬التخلف في مضمار التقدم العلمي واالعتماد على الغرب في استيراد التكنولوجيا‬ ‫ومستلزمات الحياة‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫ثالثا‪ :‬وظيفة الثقافة اإلسالمية نحو الجنس البشري‪.‬‬ ‫‪ -1‬التعرف بخواء الثقافة الغربية وإفالسها‪،‬أورثت الثقافة الغربية االنسان عندها‬ ‫االنحراف الخلقي والضياع الذاتي والفراغ الروحي ‪،‬وقد ولدذلك عذابا نفسيا‬ ‫في سريرة الغرب وشخصيته المضطربة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكشف عن واقع اإلنسان المعاصر وما يتخبطه في من تيه وضياع‪.‬‬ ‫‪ -3‬التأكيد أن الثقافة اإلسالمية هي الدواء يقول برناردو ” انه لن ينتعش العالم من‬ ‫كبوته إال لذا أخذ بتعاليم الديانة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ -4‬تحرير البشر من عبودية البشر‪:‬تعمل الثقافة االسالمية على تكريم االنسان‬ ‫وحفظ حقوقه وترفض الشريعة االسالمية التمييز العنصري بكل أشكاله‪،‬‬ ‫وتجعل مقاييس الكرامة لبني البشر التقوى والعمل الصالح‪.‬‬ ‫‪ -5‬نشر العدل واألمن والسالم في العالم‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬ ‫عالقة الثقافة اإلسالمية بغيرها من‬ ‫المسميات‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫المحاضرة الثالثة‪ :‬عالقة الثقافة اإلسالمية بغيرها من المسميات‬ ‫عالقة الثقافة اإلسالمية بغيرها من المسميات والثمرة المترتبة على‬ ‫ذلك‬ ‫هناك مصطلحات ومسميات ترتبط بالثقافة بنوع من العالقة مثل ‪:‬‬ ‫الحضارة‪ ،‬المدنية‪ ،‬العلم‪ ،‬فما عالقة الثقافة اإلسالمية بهذه المسميات‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬العالقة مابين الثقافة والحضارة‪:‬‬ ‫تعريف الحضارة لغة‪.‬‬ ‫الحضارة في اللغة هي اإلقامة في الحضر‪ ،‬والحاضرة هي المدن‬ ‫والقرى والريف وهي عكس البداوة التي تعني التنقل في البوادي‪،‬‬ ‫وعدم االستقرار‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫مفهوم الحضارة اصطالحا‬ ‫يمكن أن نعرف الحضارة بأنها «مجموعة قيم وأفكار وأخالقيات‬ ‫ومبادئ ومعتقدات تنبثق عنها جملة من النظم والتقاليد واألعراف‬ ‫والسلوكيات المختلفة التي تتجسد في مجتمع أو مجموعة من‬ ‫المجتمعات في مرحلة زمنية معينة»‪.‬‬ ‫وأبسط ما يمكن أن يقال في الحضارة أنها« مجموعة المفاهيم النابعة‬ ‫من وجهة نظر أمة من األمم إلى مجاالت الحياة المختلفة»‪.‬‬ ‫ويمكن تلخيص العالقة بين الثقافة والحضارة بالقول أن الثقافة أعم من‬ ‫الحضارة ‪ ،‬وأن الحضارة من المفاهيم التي رسمتها الثقافة على‬ ‫اعتبار أن الثقافة تمثل فكر األمة ووجهة نظرها ‪ ،‬وبذلك تكون‬ ‫الحضارة هي الوجه الفكري أو المعنوي للثقافة‪.‬‬ ‫ ‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫الثمرة المترتبة على عالقة الثقافة والحضارة‪.‬‬ ‫‪ -1‬إدراك العالقة بين الثقافة والحضارة بشكل محدد وواضح‪ ،‬لما لهذا‬ ‫اإلدراك من أهمية أكاديمية‪ ،‬وفكرية وإنسانية ترتبط بواقع الصراع‬ ‫الفكري‪ ،‬وصميم حياة اإلنسان وهمومه المعاصرة‪ ،‬التي تكثفت‬ ‫واتسعت عبر األزمة الحضارية الراهنة التي يعاني العالم منها اليوم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تحديد موقفنا من ثقافة األمم األخرى وحضارتها‪ ،‬ما الممكن أخذه‬ ‫منها؟ وما الممكن تركه؟‪ ،‬ولما كانت ثقافة وحضارة األمم األخرى‬ ‫ترتبط بفكرها ومفاهيمها في الحياة‪ ،‬وهذه مغايرة لفكرنا ومفاهيمنا‬ ‫في الحياة فإن موقفنا من التعامل معها ينبغي أن يكون واضحا بينا‪،‬‬ ‫حذرا ومدروسا ‪ ،‬يجنبنا الخلط بين المفاهيم والتشويش الفكري‪.‬‬ ‫‪ -3‬إدراك تكامل المظاهر الثقافية المادية والمعنوية في إنشاء النظم‬ ‫االجتماعية التي تعد الثقافة قلبها النابض‪ ،‬وبنيانها األساسي‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫عالقة الثقافة بالمدنية‪:‬‬ ‫المدنية في اللغة هي‪ :‬العيش في المدينة ‪ ،‬وبناء المدن والتخلق بأخالق‬ ‫أهل المدنية‪.‬‬ ‫المدنية اصطالحا‪ :‬هي األشكال المادية المحسوسة التي تستعمل في‬ ‫الشؤون الحياتية المختلفة‪.‬‬ ‫أقسام المدنية‪-:‬‬ ‫‪ -1‬المدنية العامة‪ :‬هي الناشئة عن العلم وتطبيقاته في الحياة مثل‬ ‫األدوات واآلالت والصناعات بأنواعها المتعددة‪.‬‬ ‫وحكم اإلسالم فيها أنه يجوز للمسلمين أخذها بدون قيود؛ ألنها ليست‬ ‫مرتبطة بفكر معين مخالف لإلسالم‪ ،‬إنما هي ناشئة عن العلم‬ ‫وقوانينه ‪ ،‬فهي عالمية ال يراعى شيء في أخذها‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫تابع‬ ‫‪ -2‬المدنية الخاصة هي الناشئة عن العلم وتطبيقاته في الحياة إال أنها‬ ‫خاصة بأمة معينة تمثل فكرها ووجهة نظرها فأي صناعة تحمل‬ ‫عالمة أو إشارة خاصة تمثل فكر األمة التي تنتجها مثل المالبس‬ ‫التي تحمل النجمة السداسية‪ ،‬او المجوهرات التي تحمل الصليب‪.‬‬ ‫وحكم اإلسالم فيها أنه ال يجوز للمسلمين أخذها ألنها مرتبطة بفكر‬ ‫ووجهة نظر مخالفة لفكر ووجهة نظر اإلسالم‪.‬‬ ‫ويمكن توضيح عالقة الثقافة بالمدنية بالقول أن المدنية تمثل التطبيق‬ ‫المادي للثقافة أي الوجه المادي لها‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫العالقة بين الحضارة والمدنية‬ ‫‪ -1‬أن المدنية ليست مرتبطة بفكرة أمة معينة‪ ،‬وإنما تنبثق عن قوانين‬ ‫العلوم المختلفة‪.‬أما الحضارة فترتبط بفكر األمة ووجهة نظرها‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن المدنية تمثل وسائل األمة في تحقيق غاياتها‪.‬أما الحضارة فتمثل‬ ‫غايات األمة ‪ ،‬ويالحظ من هذا الفرق أن الحضارة تتحكم في المدنية‬ ‫وتوجهها الوجهة التي تريدها‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن المدنية تقبل االنتقال من أمة إلى أمة ‪ ،‬أما الحضارة فال تقبل‬ ‫االنتقال‪ ،‬بمعنى أنه ال يجوز ألمة أن تستوردها من أمة أخرى‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫خالصة عامة للعالقة بين الثقافة والحضارة والمدنية‪:‬‬ ‫في ضوء مناقشتنا السابقة للعالقة بين الثقافة والحضارة والمدنية‬ ‫نخلص ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الثقافة أعم وأشمل من الحضارة والمدنية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحضارة تمثل الوجه الفكري من الثقافة في حين أن المدنية تمثل‬ ‫المادي أو التطبيق المادي للثقافة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحضارة تمثل غايات األمة‪ ،‬والمدنية تمثل وسائل األمة وتحقيق‬ ‫غاياتها‪.‬ولهذا فالحضارة هي األصل الذي يتحكم في المدنية‪،‬‬ ‫ويوجهها الوجهة التي تريدها إما إلى خير أو إلى شر حسب فكر‬ ‫األمة ووجهة نظرها‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫الثمرة المترتبة على عالقة الثقافة بالمدنية‪:‬‬ ‫‪ -1‬تجنب الخلط بين المفاهيم‪ ،‬وما يترتب علها من تشويش واضطراب‬ ‫فكري لدى بعض المسلمين‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحديد موقفنا من التعامل مع المدنية الغربية وفقا لما يحدده‬ ‫اإلسالم‪ ،‬فنأخذ المدنية العامة ؛ ألن الحكمة ضالة المؤمن‪ ،‬وندع‬ ‫المدنية الخاصة التي تمثل وجهة نظر الغرب ومفاهيمه في الحياة‪،‬‬ ‫وهي مخالفة لوجهة نظر اإلسالم وتصوره ومفاهيمه‪.‬‬ ‫‪ -3‬إدراك تميز الثقافة إلسالمية في رسمها لمفاهيم الحضارة اإلسالمية‬ ‫بناءا على تصور اإلسالم ومفاهيمه‪ ،‬وتوجيهها للمدنية اإلسالمية‬ ‫وجهة خيرة بناءا لصالح اإلنسانية‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫عالقة الثقافة بالعلم‬ ‫العلم لغة‪:‬‬ ‫أصل العلم من الفعل علم ‪ ،‬ويطلق على المعرفة واإلخبار‪ ،‬يقال علمت‬ ‫الشيء اي عرفته‪.‬وأعلمني باألمر اي أخبرني‪.‬‬ ‫وكان العلم في الماضي يطلق على أية معرفة منظمة دون تفريق سواء‬ ‫كانت معرفة ثقافية كعلم الفقه واللغة والتفسير أم معرفة علمية كعلم‬ ‫الكمياء والفيزياء‪.‬‬ ‫العلم اصطالحيا‪.‬‬ ‫هو المعرفة التي تؤخذ عن طريق المالحظة والتجربة واالستنتاج كعلم‬ ‫الفيزياء والكمياء والطب وسائر العلوم التجريبية‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫الثمرة المترتبة على عالقة الثقافة بالعلم‪:‬‬ ‫‪ -1‬تحديد موقف المسلمين من التعامل مع ثقافة أوروبا وعلمها‪ ،‬والقضاء‬ ‫بالتالي على مواقف الحيرة والتخبط التي تنتاب الكثيرين منهم حول هذا‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعامل مع المعرفة الثقافية األوروبية بحذر ووفق شرط وقيود وضوابط‬ ‫النها تحمل أفكار ومفاهيم والغرب المخالفة لإلسالم وفيها كثير من الدس‬ ‫والتحريف وخاصة في العلوم اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪ -3‬إدراك دور العلوم والمعارف اإلسالمية في بناء الثقافة اإلسالمية‪،‬‬ ‫وتشكيل شخصية اإلنسان المسلم‪ ،‬وتمييز هوية األمة اإلسالمية بين‬ ‫األمم‪.‬‬ ‫‪ -4‬إدراك تميز الثقافة اإلسالمية عن غيرها ‪ ،‬بتكامل المعرفة الثقافية‬ ‫والمعرفة العلمية فيها وتشكيلها وحدة المعرفة اإلسالمية التي تنسجم مع‬ ‫وحدة التصور اإلسالمي‪ ،‬وسعيها الهادف إلى تحقيق العبودية هلل وترقية‬ ‫حال األمة وازدهارها على مر العصور‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ Classification: Internal ‫داخلي‬ Classification: Internal ‫داخلي‬ Classification: Internal ‫داخلي‬ Classification: Internal ‫داخلي‬ Classification: Internal ‫داخلي‬ ‫األسبوع الرابع‬ ‫أصول الثقافة اإلسالمية ومصادرها‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫المحاضرة الرابعة‪ :‬مصادر الثقافة اإلسالمية‬ ‫بعد أن بينا المفهوم العام للثقافة اإلسالمية ‪...‬البد أن نبين مصادر هذه‬ ‫الثقافة لتمييزها عن غيرها من الثقافات العالمية األخرى وهذه المصادر‬ ‫هي‪:‬‬ ‫‪ -‬القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ -‬السنة النبوية‪.‬‬ ‫‪ -‬الفكر اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪ -‬الخبرات البشرية النافعة‪.‬‬ ‫المصدر األول‪ :‬القرآن الكريم‪:‬‬ ‫تعريفه وأسماؤه‪:‬‬ ‫القرآن لغة ‪ :‬مصدر مشتق من الفعل "قرأ" بمعنى تال وسمي به المقروء‪،‬‬ ‫وهو أرجح اآلراء وأقواها‪.‬فالقرآن في اللغة مصدر مرادف للقراءة ومنه‬ ‫علَ ْينَا َج ْمعَهُ َوقُ ْرآنَهُ ﴿‪ ﴾١٧‬سورة القيامة‪.‬ويطلق لفظ‬ ‫قوله تعالى ﴿ ِإ َّن َ‬ ‫القرآن على مجموعه وعلى كل آية من آياته‪ ،‬فيقال لمن قرأ التنزيل كله‬ ‫قرآنا وكذلك يقال لمن قرأ آية واحدة أنه قرأ قرآنا‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫القرآن اصطالحا‪:‬‬ ‫هو «كالم هللا المعجز المنزل على خاتم األنبياء والمرسلين محمد صلى‬ ‫هللا عليه وسلم بوساطة األمين جبريل‪ ،‬المنقول إلينا بالتواتر المتعبد‬ ‫بتالوته المبدوء بسورة الفاتحة المختتم بسورة الناس المحفوظ بين‬ ‫دفتي المصحف»‪.‬‬ ‫ولقد سماه هللا تعالى بأسماء كثيرة أهمها‪:‬‬ ‫ي أ َ ْق َو ُم﴿‪ ﴾9‬سورة اإلسراء‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫آن‬ ‫َ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫‪ -1‬القرآن‪ِ ﴿ :‬إ َّن َه ٰـذَا‬ ‫‪ -2‬الكتاب‪﴿ :‬لَقَ ْد أَنزَ ْلنَا ِإلَ ْي ُك ْم ِكتَابًا ِفي ِه ِذ ْك ُر ُك ْم أَفَ َال ت َ ْع ِقلُو َن ﴿‪ ﴾١٠‬سورة‬ ‫األنبياء‬ ‫ار ٌك أَنزَ ْلنَاهُ ﴿‪ ﴾٥٠‬سورة األنبياء‬ ‫﴿و َه ٰـذَا ِذ ْك ٌر ُّمبَ َ‬ ‫‪ -3‬الذكر‪َ :‬‬ ‫يرا‬ ‫ون ِل ْلعَالَ ِم َ‬ ‫ين نَ ِذ ً‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫ع ْب ِد ِه ِليَ ُك َ‬ ‫ان َ‬‫ار َك الَّ ِذي ن ََّز َل ْالفُ ْرقَ َ‬ ‫‪ -4‬الفرقان‪ ﴿:‬تَبَ َ‬ ‫﴿‪ ﴾١‬سورة الفرقان‬ ‫ين ﴿‪ ﴾١٩٢‬سورة الشعراء ‬ ‫ب ْالعَالَ ِم َ‬ ‫نزي ُل َر ّ ِ‬ ‫‪ -5‬التنزيل‪َ ﴿ :‬و ِإنَّهُ لَت َ ِ‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫تابع‬ ‫وقد غلب على أسمائه – القرآن والكتاب‪ -‬إشارة إلى ضرورة حفظه‬ ‫بالصدور وفي السطور وإلى أن من حقه علينا العناية بحفظه في‬ ‫الموضعين ال في موضع واحد في الصدور أو في السطور‪.‬‬ ‫ولقد وصف القرآن بأوصاف كثيرة‪ ،‬ويعد كل وصف معنى من معانيه‬ ‫وأهمها‪ :‬نور‪ ،‬ومبارك‪ ،‬وشفاء‪ ،‬وهدى‪ ،‬ورحمة‪ ،‬وبشير‪ ،‬ونذير‪.‬‬ ‫ نزول القرآن‪:‬‬ ‫بدأ نزول القرآن في السابع عشر من رمضان سنة ثالث عشرة قبل الهجرة‬ ‫ش ْه ُر‬ ‫ألربعين سنة خلت من حياة النبي صلى هللا عليه وسلم قال تعالى﴿ َ‬ ‫ت ِ ّمنَ ْال ُه َد ٰى َو ْالفُ ْرقَ ِ‬ ‫ان‬ ‫آن ُهدًى ِلّلنَّ ِ‬ ‫اس َوبَ ِيّنَا ٍ‬ ‫ضانَ الَّ ِذي أ ُ ِ‬ ‫نز َل فِي ِه ْالقُ ْر ُ‬ ‫َر َم َ‬ ‫﴿‪ ﴾١٨٥‬سورة البقرة ‪.‬‬ ‫وكان الرسول يتلقاه سماعا من الوحي جبريل‪ ،‬الذي كان يدارسه شفويا في‬ ‫كل رمضان جميع ما نزل من القرآن مرة واحدة وقبل وفاته دارسه إياه‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫وتنزيل القرآن له ثالث معان ذكرها العلماء‪:‬‬ ‫آن َّم ِجي ٌد ﴿‪﴾٢١‬‬ ‫التنزيل األول‪ :‬إلى اللوح المحفوظ لقوله﴿ بَ ْل ُه َو قُ ْر ٌ‬ ‫التنزيل الثاني‪ :‬من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا لقوله‬ ‫ار َك ٍة‬‫نز ْلنَا ُه فِي لَ ْيلَ ِة ا ْلقَ ْد ِر ﴿‪﴾١‬وقوله‪ِ ﴿ :‬إنَّا أَنزَ ْلنَاهُ فِي لَ ْيلَ ٍة ُّمبَ َ‬ ‫تعالى‪ِ ﴿ :‬إنَّا أ َ َ‬ ‫ِإنَّا ُكنَّا ُمن ِذ ِرينَ ﴿‪﴾٣‬وأيد ذلك حديث ابن عباس رضي هللا عنهما (أُنزل‬ ‫القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر)‬ ‫التنزيل الثالث ‪:‬نزوله منجما "مفرقا" بحسب الحوادث من بيت العزة في‬ ‫السماء الدنيا بواسطة الوحي جبريل األمين على قلب محمد رسول هللا‬ ‫ب ْالعَالَ ِمينَ ﴿‪﴾١٩٢‬‬ ‫نزي ُل َر ّ ِ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم لقوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ِإنَّهُ لَت َ ِ‬ ‫ين ﴿‪﴾١٩٣‬‬ ‫الرو ُح ْاأل َ ِم ُ‬ ‫نَزَ َل ِب ِه ُّ‬ ‫ واستمر نزول القرآن على النبي (ص) ثالثة وعشرين عاما‪ ،‬انقسمت إلى‬ ‫فترتين‪:‬‬ ‫ األولى‪ :‬الفترة المكية‪ ،‬ومدتها ثالث عشرة سنة نزل خاللها ما يقرب ثلثي‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬الفترة المدنية وهي ما نزل بعد الهجرة ومدتها عشر سنوات نزل ‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫فيها ما يقرب ثلث القرآن تقريبا‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ وأول ما نزل من القرآن اآليات األولى من سورة العلق‪﴿ :‬ا ْق َرأْ ِبا ْس ِم‬ ‫ق ﴿‪﴾٢‬وآخر آية نزلت على‬ ‫علَ ٍ‬ ‫ان ِم ْن َ‬ ‫س َ‬ ‫اإلن َ‬‫َر ِبّ َك الَّ ِذي َخلَقَ ﴿‪َ ﴾١‬خلَقَ ْ ِ‬ ‫َّللا ۖ ث ُ َّم ت ُ َوفَّ ٰى ُك ُّل نَ ْف ٍس َّما‬ ‫ون ِفي ِه ِإلَى َّ ِ‬ ‫الراجح﴿ َواتَّقُوا يَ ْو ًما ت ُ ْر َجعُ َ‬ ‫ظلَ ُمون ﴿البقرة ‪ ﴾281 -‬نزلت قبل وفاة الرسول بتسع‬ ‫ت َو ُه ْم َال يُ ْ‬ ‫سبَ ْ‬ ‫َك َ‬ ‫ليال فقط وبنزول هذه اآلية انقطع الوحي فكان آخر اتصال السماء‬ ‫باألرض‪.‬‬ ‫ نزول القرآن منجما والحكمة من ذلك‪:‬‬ ‫ نزل القرآن منجما أي مفرقا لقوله تعالى ﴿ َوقَا َل الَّ ِذي َن َكفَ ُروا لَ ْو َال‬ ‫ت ِب ِه فُ َؤا َد َك َو َرت َّ ْلنَاهُ ت َ ْر ِت ً‬ ‫يال‬ ‫اح َدة ً َك ٰذَ ِل َك ِلنُث َ ِبّ َ‬‫آن ُج ْملَةً َو ِ‬‫علَ ْي ِه ْالقُ ْر ُ‬ ‫نُ ِ ّز َل َ‬ ‫﴿‪ ﴾٣٢‬وكان ذلك ليجيب عن وقائع الصحابة وال يفاجئهم بتعاليمه‬ ‫وتشريعاته فكان ينزل بحسب الحاجة وقد صح نزول عشر آيات‬ ‫جملة واحدة كما في حادثة "اإلفك" وصح نزول آية واحدة " غير‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫أولى الضرر" (النساء ‪)95‬‬ ‫الحكمة من نزوله منجما‪:‬‬ ‫‪ -1‬تثبيت قلب الرسول أمام أذي قريش ورعاية له من هللا تعالى‪ ،‬فقد كانت‬ ‫اآلية تنزل على الرسول "تسلية" له وشحذا لهمته للمضي في طريق‬ ‫الدعوة مهما اعترضه من مصاعب‪ ،‬مما كان له أثر قوي في تخفيف‬ ‫الشدائد واآلالم عن عليه الصالة والسالم‪.‬‬ ‫‪ -2‬التلطف بالنبي صلى هللا عليه وسلم عند نزول الوحي لماله من قوة‬ ‫يال ﴿‪﴾٥‬وقوله لَ ْو أَنزَ ْلنَا َه ٰـذَا‬‫علَي َْك قَ ْو ًال ث َ ِق ً‬‫سنُ ْل ِقي َ‬ ‫وهيبة لقوله تعالى﴿ ِإنَّا َ‬ ‫عا ِ ّم ْن َخ ْشيَ ِة اللَّـ ِه ﴿‪ ﴾٢١‬ولقد‬ ‫ْالقُ ْرآنَ َ‬ ‫علَ ٰى َجبَ ٍل لَّ َرأ َ ْيتَهُ خَا ِشعًا ُّمت َ َ‬ ‫ص ِ ّد ً‬ ‫أوضحت السيدة عائشة رحمها هللا‪ -‬حال الرسول حين كان ينزل عليه‬ ‫القرآن وما يالقيه من شدة حتى تصبب جبين النبي صلي هللا عليه وسلم‬ ‫بالعرق في اليوم شديد البرد‪.‬‬ ‫‪ -3‬التدرج في تشريع األحكام ذلك أن القرآن بمنهجه الجديد حرم أمورا‬ ‫اعتادها العرب وفرض أخرى لم يألفوها‪ ،‬فكان التدرج أمرا حكيما لتثبيت‬ ‫دعائم اإليمان في نفوسهم ومثال التدرج في تحريم الخمر‪ ،‬والتدرج في‬ ‫فرض العبادات التي بدأها بالصالة قبل الهجرة وختمها بالحج بالسنة‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -4‬تسهيل حفظه وفهمه على المسلمين‪ ،‬فمن المعلوم أن العرب أمة‬ ‫أمية "ال يقرؤن وال يكتبون" فكان ال بد من نزوله مفرقا ليسهل‬ ‫حفظه في الصدور ألنهم كانوا يعتمدون على ذاكرتهم غالبا لندرة‬ ‫أدوات الكتابة باإلضافة لندرة الكاتبين‪.‬‬ ‫‪ -5‬مسايرة الحوادث والوقائع والتنبيه عليها في حينها ألن ذلك أوقع في‬ ‫النفس وأثبت وأدعى إلى أخذ العبرة عن طريق "الدرس العملي" وهو‬ ‫أسلوب تعتمد عليه أحدث األساليب التربوية في التعليم‪ ،‬فكلما حدث جديد‬ ‫نزل فيه قرآن‪.‬‬ ‫‪ -6‬تأكيد وجه من وجوه اإلعجاز في القرآن ‪ ،‬فمع أنه نزل مفرقا َ على مدى‬ ‫ثالث وعشرين عاما ً‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫أمثلة نزول القرآن في الحوادث‪-:‬‬ ‫ وأخرج الشيخان عن عمر قال‪ :‬وافقت ربي في ثالث‪ ،‬قلت‪ :‬يا‬ ‫رسول هللا لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت‪َ ) :‬وات َّ ِخذُواْ ِمن‬ ‫صلًّى(‪.‬وقلت‪ :‬يا رسول هللا يدخل على نسائك البر‬ ‫يم ُم َ‬‫َّمقَ ِام ِإب َْرا ِه َ‬ ‫والفاجر فلو أمرتهن يحتجبن فنزلت آية الحجاب‪ ،‬واجتمع نساء النبي‬ ‫صلى هللا عليه وسلم في الغيرة فقلت )عسى ربه إن طلقكن أن يبدله‬ ‫أزواجا ً خيرا ً منكن( فنزلت كذلك‪.‬‬ ‫ وأخرج مسلم عن عمر قال‪ :‬وافقت ربي في ثالث في الحجاب وفي‬ ‫أساري بدر وفي مقام إبراهيم ففي هذا الحديث خصلة رابعة‪ ،‬وفي‬ ‫التهذيب للنووي‪ :‬نزل القرآن بموافقته في أسرى بدر وفي الحجاب‬ ‫وفي مقام إبراهيم وفي تحريم الخمر فزاد خصلة خامسة‪ ،‬وحديثها‬ ‫في السنن ومستدرك الحاكم أنه قال‪ :‬اللهم بين لنا في الخمر بيانا‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫شافيا فأنزل هللا تحريمها‪.‬‬ ‫جمع القرآن وكتابته‬ ‫أوال‪ :‬جمع القرآن في عهد النبوة‬ ‫ جمع القرآن بمعنى حفظه‪:‬‬ ‫ كان النبي صلى هللا عليه وسلم سيد الحفاظ وأول ال ُج ّماع‪ ،‬يترقب نزول الوحي‬ ‫فيحفظه ويفهمه ويعلمه الصحابة ‪ ،‬وكان لهم فيه أسوة حسنة‪ ،‬وأشهر الحفاظ في‬ ‫الصحابة " عبد هللا بن مسعود‪ ،‬سالم بن معقل‪ ،‬معاذ بن جبل‪ ،‬وأبي بن كعب‪،‬‬ ‫وزيد بن ثابت‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫ جمع القرآن بمعنى كتابته‪:‬‬ ‫ اتخذ النبي صلى هللا عليه وسلم كتابا للوحي من الصحابة أشهرهم علي ومعاوية‬ ‫وأبي بن كعب وزيد بن ثابت الذين كانوا يكتبون ما ينزل من القرآن بأمر من‬ ‫الرسول على قطع الجلد والرقاع والعظم‪.‬‬ ‫وبذلك وجد زمن النبي صلى هللا عليه وسلم نسختان للقرآن‪ ،‬نسخة شفوية مقروءة ‬ ‫محفوظة بالصدور مرتبة على ترتيب المصحف اليوم بإرشاد من النبي صلى هللا‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬والنسخة الثانية محفوظة مكتوبة اآليات على الرقاع والحجارة‬ ‫والجلود غير مرتبة السور‪ ،‬إال أنها جامعة لآليات مرتبة‪ ،‬وهذا الجمع هو الجمع‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫األول‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬جمع القرآن في عهد الخلفاء الراشدين‪.‬‬ ‫جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق – رضي هللا عنه‪: -‬‬ ‫كان أبو بكر أول من جمع القرآن في مصحف واحد مرتب اآليات‬ ‫والسور ‪ ،‬وكان ذلك بعد "موقعة اليمامة" إحدى حروب الردة سنة‬ ‫‪ 12‬للهجرة‪ ،‬ففي تلك الموقعة استشهد ‪ 70‬من حفظة القرآن الكريم‬ ‫من الصحابة ‪ ،‬فزع ذلك عمربن الخطاب وفزع إلى أبي بكر‪،‬‬ ‫واقترح عليه جمع القرآن في مصحف واحد‪ ،‬مخافة ضياعه‬ ‫فاستحسن أبوبكر الفكرة بعد دراستها‪ ،‬وكلف زيد بن ثابت بهذه‬ ‫المهمة الصعبة‪ ،‬وبذلك وجد مصحف مرتب اآليات والسور على‬ ‫األحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم‬ ‫ويرى بعض العلماء أن تسمية القرآن بالمصحف نشأت منذ ذلك الحين‬ ‫بهذا الجمع المسمى " الجمع الثاني"‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫خطة زيد بن ثابت في جمع القرآن‬ ‫اعتمد زيد في جمعه للقرآن الكريم على أمرين هما‪:‬‬ ‫ ‪ -1‬ما حفظ في صدور الصحابة‪.‬‬ ‫ ‪ -2‬ما كتب بين يدي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫ وقد رسم زيد ومعه كبار الصحابة من حفظة القرآن الكريم خطة‬ ‫حكيمة جمع النسخة المحفوظة للقرآن الكريم التي كانت مفرقة في الرقاع‬ ‫والجلود والعظام‪ ،‬وذلك باستدعاء كتاب الوحي الذين كتبوها‪ ،‬وسماع‬ ‫شهاداتهم أمام الصحابة بأنهم كتبوا بين يدي رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬وكان كتبة الوحي يأتون بالشهود على أنهم كتبوا هذه اآليات بين‬ ‫يدي رسول هللا وهو يمليها عليهم‪ ،‬ثم يعد زيد ومن معه من الصحابة‬ ‫كتابتها مرتبة في سورها حسب ترتيب النسخة الشفوية التي كان يتلوها‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأصحابه رضوان هللا عليهم‪.‬‬ ‫ فجمع القرآن كله مرتبة آياته في سورها وضم بعضها إلى بعض في‬ ‫مصحف واحد حفظ عند أبي بكر رضي هللا عنه‪ ،‬وبعد وفاته حفظ عند‬ ‫عمر رضي هللا عنه‪ ،‬وبعد وفاته حفظ عن بيت أم المؤمنين حفصة‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫رضي هللا عنها‪.‬‬ ‫أسباب اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن‪:‬‬ ‫كان من كتبة الوحي زمن النبي صلى هللا عليه وسلم وحفظته‪.‬‬ ‫ ‬ ‫كان معروفا بذكائه وضبطه وإتقانه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫كان معروفا بأمانته وصدقه وتقواه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫كان شابا قويا لديه القدرة على العمل الشاق الذي يتطلبه هذا العمل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫شهد العرضة األخيرة للقرآن وهو السبب الذي امتاز به زيد عن بقية‬ ‫ ‬ ‫الصحابة‪.‬‬ ‫مزايا مصحف أبي بكر – رضي هللا عنه‪-‬‬ ‫ ‬ ‫التحري الدقيق التام والتثبت السلمي (خطة زيد في جمع القرآن)‬ ‫ ‬ ‫مرتب اآليات والسور‪.‬‬ ‫ ‬ ‫لم يسجل في المصحف إال ما ثبت عدم نسخ تالوته‪.‬‬ ‫ ‬ ‫إجماع األمة عليه وتواتر ما سجل به من اآليات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫شموله لألحرف السبعة التي نزل بها القرآن ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫فوائد جمع القرآن في عهد أبي بكر ‪.‬‬ ‫جمع القطع المتفرقة التي كتب عليها القرآن وعدم ضياعها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫تجديد كتابتها في صحف مجتمعة صالحة لالحتفاظ بها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫المحافظة على اتصال السند الكتابي باألخذ عن الصحف التي كتبت زمن‬ ‫ ‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫أسباب عدم جمع القرآن في زمن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬ ‫ ‬ ‫لم ينزل القرآن مرة واحدة وإنما نزل مفرقا وال يمكن جمعه قبل أن‬ ‫ ‬ ‫يتكامل نزوله‪.‬‬ ‫بعض اآليات المنزلة كانت تنسخ بآيات أخرى فال يمكن والحالة هذا‬ ‫ ‬ ‫جمعها‪.‬‬ ‫قصر المدة بين نزول آخر الوحي وبين وفاة الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه‬ ‫ ‬ ‫وسلم‪ -‬وهي تسع ليال وال يمكن جمعه في هذه الليالي المحدودة‪.‬‬ ‫لم يوجد من دواعي الجمع ما وجد في زمن أبي بكر ‪ ،‬فقد كان المسلمون‬ ‫ ‬ ‫بخير والقراء كثيرون‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان –رضي هللا عنه‪-‬‬ ‫ اتسعت الفتوحات اإلسالمية في عهد عثمان وازدادت معرفة المسلمين‬ ‫بالبالد المفتوحة واشتهرت في كل بلد منها قراءة الصحابي الذي جاء‬ ‫إليها وعلم أهلها القرآن‪ ،‬فأهل الشام يقرأون بقراءة "أبي بن كعب" وأهل‬ ‫العراق بقراءة "عبد هللا بن مسعود" وغيرهم بقراءة "أبي موسى‬ ‫األشعري" وكان بينهم اختالف في وجوه القراءة – بنزول القرآن على‬ ‫سبعة أحرف‪ -‬حتى كاد األمر يصل إلى النزاع وانشقاق وكاد بعضهم‬ ‫يكفر بعض‪ ،‬و أو شكت الفتنة أن تقع بين المسلمين التي لمسها الصحابي‬ ‫"حذيفة بن اليمان" أثناء اشتراكه في غزوات أرمينيه وأدربيجان ‪ ،‬إذ‬ ‫رأي اختالفا كبيرا في وجوه القراء حتى إن بعض القراءات كان يشوبها‬ ‫اللحن والخطأ ‪ ،‬حينئذ فزع إلى عثمان وأخبر بما رأي ‪.‬‬ ‫ وكان عثمان –رضي هللا عنه‪ -‬تناهى إليه شيء ذلك فأكبر من الصحابة‬ ‫هذا األمر؛ مخافة أن ينجم عنه التحريف والتبديل‪،‬فأجمع الناس على‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫قرآءة واحدة‪.‬‬ ‫خطة عثمان بن عفان في جمع القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ أرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها ثم نرسلها إليك‬ ‫ففعلت‪ ،‬ثم أمر زيد بن ثابت‪ ،‬وعبد هللا بن زبير‪ ،‬وعبد الرحمن بن حارث‬ ‫بن هاشم بنسخها في المصاحف‪.‬‬ ‫وقال للقرشين الثالثة إذا اختلفتم أنت وزيد‪-‬وهو أنصار‪ -‬في شيء‬ ‫ ‬ ‫فاكتبوا بلسان قريش فإنما نزل بلسانها‪ ،‬ففعلوا حتى انتهوا‪ ،‬ثم أرسل إلى‬ ‫كل بلد إسالمي بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواها أن يحرق وهذا‬ ‫الجمع هو –الجمع الثالث‪ -‬وكان سنة ‪25‬هجرية‪.‬‬ ‫ الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي هللا عنهما‪.‬‬ ‫ نستنتج مما سبق أن جمع أبي بكر يختلف عن جمع عثمان فالباعث لدى‬ ‫أبي بكر خشية الضياع بذهاب حفظته بعد أن استحر القتل بالقراء‪.‬‬ ‫ أما الباعث عن عثمان فهو مخافة التبديل والتحريف واختالف وجوه‬ ‫القراءة‪.‬‬ ‫أما الكيفية فقد كان جمع أبي ابكر نقال لما كان مفرقا في الرقع في ‬ ‫مصحف واحد مرتب اآليات والسور مشتمال على األحرف السبعة‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫وجمع عثمان كان نسخا للقرآن على ‪.‬حرف واحد من الحروف السبعة‬ ‫وهو حرف قريش‪ ،‬حتى يجمع المسلمون على قراءة واحدة أما عدد‬ ‫الصحف التي نسخت زمن عثمان فقيل أنها أربعة أو خمسة والراجح‬ ‫صن القرآن من‬ ‫أنها سبعة‪ ،‬وبهذا الجمع قطع عثمان دابر الفتنة وح ّ‬ ‫أن يتطرق إليه شيء من الزيادة أو التحريف على مر العصور‬ ‫ون ﴿‪﴾٩‬‬ ‫ظ َ‬‫مصداقا لقوله تعالى﴿ إنَّا ن َْح ُن ن ََّز ْلنَا ال ِذّ ْك َر َو ِإنَّا لَهُ لَ َحا ِف ُ‬ ‫‪ -‬ترتيب السور واأليات قسم العلماء الى ثالثة أقوال‪:‬‬ ‫‪ -1‬األول‪ :‬ترتيب أمرها الرسول صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬الثاني‪ :‬ترتيب اجتهادي‪ ،‬فهو من اجتهاد الصحابة وعملهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬الثالث‪ :‬ترتيب توقيفي فيما عدا سوتي االنفال والتوبةفهما باجتهاد‬ ‫عثمان بن عفان وهوقول االمام البيهقي‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫نهج كتابة القرآن في الجمع العثماني‬ ‫ ‬ ‫كتبت اللجنة مصاحف متعددة‪ ،‬بالمنهج اآلتي‪:‬‬ ‫جردوا المصاحف كلها من النقط والشكل من أولها إلى آخرها‪ ،‬وحدوا رسمها فيما يلي‪:‬‬ ‫ين} [الفاتحة‪.]5:‬‬ ‫َّاك نَ ْست َ ِع ُ‬ ‫َّاك نَ ْعبُ ُد َو ِإي َ‬ ‫ أ‪ -‬الكلمات التي ال تقرأ إال بوجه واحد‪ ،‬نحو { ِإي َ‬ ‫ب‪ -‬الكلمات التي تقرأ بأكثر من وجه‪ ،‬وكتابتها برسم واحد توافق قراءتها بوجوه‬ ‫مختلفة‪ ،‬موافقة حقيقة وصريحة‪ ،‬ويساعد على ذلك تجردها من النقط والشكل‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫{يكذبون} بالتخفيف‪ ،‬وبالتشديد‪ ،‬و{فتبينوا}‪ ،‬و{فتثبتوا}‪{ ،‬ننشرها} بالزاي المنقوطة أو‬ ‫بالراء المهملة‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬الكلمات التي تقرأ بأكثر من وجه‪ ،‬وكتابتها برسم واحد توافق قراءتها بوجوه‬ ‫واحتماال نحو‪{ :‬ملك} بحذف األلف وبإثباتها‪ ،‬حيث تحذف األلف‬ ‫ً‬ ‫تقديرا‬ ‫ً‬ ‫مختلفة‪،‬‬ ‫اختصارا لكثرة ورودها فيها‪ ،‬وهي ال‬ ‫ً‬ ‫وبإثباتها‪ ،‬حيث تحذف األلف من كلمات كثيرة‬ ‫تقرأ إال بوجه واحد‪ ،‬نحو‪{ :‬هللا}‪{ ،‬الرحمن}‪{ ،‬العلمين}‪.‬ففي مثل الكلمات واألمثلة‬ ‫المذكورة أعاله كان رسمها واحدًا دون اختالف‪.‬‬ ‫ أما الكلمات التي ال يدل رسمها على أكثر من قراءة فإنهم كانوا يرسمونها في بعض‬ ‫المصاحف برسم يدل على قراءة‪ ،‬وفي بعض آخر برسم آخر يدل على قراءة ثانية‪،‬‬ ‫صى} بالتضعيف و{أوصى} بالهمز‪ ،‬وكذلك قراءة {ت َ ْج ِري ت َ ْحت َ َها ْاأل َ ْن َه ُ‬ ‫ار}‬ ‫كقراءة { َو َّ‬ ‫[التوبة‪ ،]100:‬بحذف لفظ‪( :‬من) قبل (تحتها)‪ ،‬أو بزيادتها‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫المصدر الثاني‪ :‬السنة النبوية‪.‬‬ ‫ القرآن الكريم هو المصدر األول من مصادر الثقافة اإلسالمية وهو‬ ‫دستور األمة إلحتوائه على المقاصد واألساسيات‪ ،‬قلّت فيه التفاصيل‬ ‫والجزئيات؛ ولما كان الدين اإلسالمي للعالمين كافة على اختالف‬ ‫أألزمان واألحوال‪ ،‬فقد اقتضت حكمة هللا تعالى أن يعهد بمهمة‬ ‫البيان والتفصيل إلى نبيه المصطفى الذي اختاره من جنس البشر‬ ‫ليكون قادرا على التعامل معهم‪.‬‬ ‫وال ِ ّم ْن ُه ْم يَتْلُو َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتِ ِه‬ ‫س ً‬ ‫ث فِي ْاأل ُ ِ ّم ِيّ َ‬ ‫ين َر ُ‬ ‫ قال تعالى‪ُ ﴿ :‬ه َو الَّ ِذي بَعَ َ‬ ‫ض َال ٍل‬‫اب َو ْال ِح ْك َمةَ َو ِإن َكانُوا ِمن قَ ْب ُل لَ ِفي َ‬ ‫َويُزَ ِ ّكي ِه ْم َويُعَ ِلّ ُم ُه ُم ْال ِكت َ َ‬ ‫ين ﴿‪.﴾٢‬‬ ‫ُّم ِب ٍ‬ ‫والحكمة في اآلية تعني السنة النبوية‪ ،‬لذا تعد السنة النبوية هي ‬ ‫المصدر الثاني من مصادر الثقافة اإلسالمية كونها مبينة للمصدر‬ ‫األول‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫نتائج الجمع في العهد العثماني وفوائده‬ ‫من أكبر نتائج جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي هللا عنه‪:‬‬ ‫‪ -1‬القضاء على الفرقة والخالف بين المسلمين في وجوه قراءة القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ -2‬اتحاد األمة على مصحف واحد‪ ،‬بصورة نهائية يوثق فيه ويعتمد عليه‪.‬‬ ‫‪ -3‬تعرف كثير من الصحابة ‪-‬ألول مرة‪ -‬على وجوه وآيات متعددة منسوخة‬ ‫التالوة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تعرف كثير منهم على وجوه ثابتة من األحرف السبعة لقراءة القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ -5‬توزيع المصاحف المجمع عليها رسميًا من قبل أمير المؤمنين وخليفة‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫‪ -6‬اعتماد األمة هذه المصاحف والتمسك بالقراءة بما يوافق رسمها وكتابتها‪.‬‬ ‫‪ -7‬الخالص من الصحف والمصاحف التي لم تكن لها صفة رسمية وجماعية‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫تعريف السنة‪:‬‬ ‫السنة لغة‪ :‬تطلق في اللغة على معان كثيرة منها الطريقة المسلوكة‪ ،‬والطبيعة المعتادة‪ ،‬كما تدور‬ ‫ ‬ ‫على معاني الجريان‪ ،‬واالطراد والصقل واإلحداد‪.‬‬ ‫وأما في االصطالح الشرعي ‪ ،‬فهي عند المحدثين ما صدر عن النبي صلى هللا عليه وسلم من‬ ‫ ‬ ‫قول أو فعل أو تقرير‪ ،‬أو صفة خلقية أو خلقية‪.‬‬ ‫والسنة بأنواعها مصدر مهم من مصادر الثقافة اإلسالمية‪ ،‬ولقد حث النبي صلى هللا عليه وسلم على‬ ‫ ‬ ‫فهم السنة وافهامها فقال‪ :‬عن العرباض بن سارية رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬وعظنا رسول هللا صلى هللا‬ ‫عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب‪ ،‬وذرفت منها العيون‪ ،‬فقلنا يا رسول هللا؛ كأنها موعظة‬ ‫فأوصنا‪ ،‬قال‪« :‬أوصيكم بتقوى هللا والسمع والطاعة‪ ،‬وإن تأمر عليكم عبد‪ ،‬وإنه من يعش‬ ‫ِ‬ ‫مودع‪،‬‬ ‫منكم فسيرى اختالفا ً كثيراً؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين‪ ،‬عضوا عليها‬ ‫بالنواجذ‪ ،‬وإياكم ومحدثات األمور‪ ،‬فإن كل بدعة ضاللة»‪.‬وألهميتها عنى بها المسلمون األوائل‬ ‫عناية فائقة للمحافظة عليها من التحريف والدس‪ ،‬فوضعوا لذلك علوم الحديث‪ ،‬وأهمها علم الجرح‬ ‫والتعديل‪ ،‬وعلم رجال الحديث‪ ،‬وبذلوا جهودا عظيمة في الحفاظ عليها وجمعها في كتب ومصنفات‬ ‫أهمها الكتب الستة "صحيح البخاري‪ ،‬وصحيح مسلم‪،‬وسنن الترمذي‪ ،‬وسنن أبي داود‪ ،‬وسنن ابن‬ ‫ماجه‪ ،‬وسنن النسائي"‪.‬‬ ‫والحديث أعم من السنة في المفهوم‪ ،‬إذ أنه يزيد على السنة في تناوله لكل ما صدر عن النبي صلى‬ ‫ ‬ ‫هللا عليه وسلم حتى ولو كان منسوخا ليس عليه العمل‪ ،‬ويتناول صفات النبي صلى هللا عليه وسلم‬ ‫الخلقية وعاداته وأخالقه‪ ،‬وما يميل إليه من الطعام والشراب‪ ،‬وكل ما له عالقة بعصر النبوة‪ ،‬وبهذا‬ ‫قيل إن الحديث أعم من السنة‪" ،‬فكل سنة حديث وليس كل حديث سنة"‪ ،‬والسنة في غاية الحديث‬ ‫وثمرته‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫منزلة السنة النبوية من القرآن الكريم وعالقتها به‬ ‫تقدم أن أشرنا إلى أن مهمة الرسول صلى هللا عليه وسلم األساسية التبليغ والبيان‪ ،‬يقول عز‬ ‫سالَتَهُ َو َّ‬ ‫َّللاُ‬ ‫سو ُل بَ ِلّ ْغ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك َو ِإ ْن لَ ْم ت َ ْفعَ ْل فَ َما بَلَّ ْغ َ‬ ‫ت ِر َ‬ ‫من قائل‪ ﴿ :‬يَا أَيُّ َها َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫َّللا ال يَ ْه ِدي ْالقَ ْو َم ْال َكا ِف ِرينَ ﴾ [المائدة‪.]67 :‬‬ ‫ص ُم َك ِمنَ النَّ ِ‬ ‫اس ِإ َّن َّ َ‬ ‫يَ ْع ِ‬ ‫ويقول جل جالله عن المهمة األخرى لرسوله‪َ ﴿ :‬وأ َ ْنزَ ْلنَا ِإلَي َْك ال ِذّ ْك َر ِلت ُبَ ِيّنَ ِللنَّ ِ‬ ‫اس َما نُ ِ ّز َل‬ ‫ِإلَ ْي ِه ْم َولَعَلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ﴾ [النحل‪]44 :‬‬ ‫لذا فكل ما قاله رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أو فعله يحمل على هاتين المهمتين‪ ،‬وتفصيل‬ ‫ذلك في الحاالت التالية‪:‬‬ ‫ لقرآن والسنة النبوية هما مصدرا اإلسالم وأحكامه ويمكن توضيح العالقة بينهما على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫ ‪ -1‬السنة مؤكدة لما جاء في القرآن الكريم‪ ،‬فهي قد تثبت حكما ثبت بالقرآن‪ ،‬فتكون‬ ‫مؤيدة مؤكدة له‪ ،‬أي أحكامها موافقة ألحكام القرآن‪ ،‬ويظهر ذلك غالبا في أحكام كثيرة‬ ‫من صالة وزكاة وصوم وحج‪ ،‬والمثال الذي يوضح هذه العالقة حديث رسول هللا صلى‬ ‫هللا عليه وسلم "بني اإلسالم على خمس شهادة أن ال إله إال هللا‪ "...‬فهذا الحديث مؤكد‬ ‫لقول هللا تعالى "وأقيموا الصالة وآتو الزكاة " كما يؤكد آيات أخرى في القرآن‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫تابع‬ ‫ ‪ -2‬السنة بيان آليات القرآن الكريم وتفصيل ألحكامه‪ ،‬فآيات القرآن‬ ‫الكريم جاءت في أكثرها عامة مجملة‪،‬لكن دور السنة منها البيان‬ ‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم‬ ‫والتفصيل‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َما آتَا ُك ُم َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫اس َما نُ ِ ّز َل ِإلَ ْي ِه ْم‬ ‫﴿وأَنزَ ْلنَا ِإلَي َْك ال ِذّ ْك َر ِلتُبَ ِيّنَ ِللنَّ ِ‬ ‫ع ْنهُ فَانت َ ُهوا ﴿‪﴾٧‬وقوله تعالى َ‬ ‫َ‬ ‫﴿‪ ﴾٤٤‬وفي توضيح هذه العالقة بين السنة والقرآن الكريم ‪ ،‬أثر عن اإلمام‬ ‫الشافعي‪-‬رحمه هللا‪ -‬أنه قال‪" :‬القرآن وعاء والسنة غطاءه‪ " ،‬ومعنى‬ ‫عبارته هذه أنه كما يكشف الغطاء عن محتويات اإلناء ‪ ،‬فإن السنة هي‬ ‫الكاشفة عن محتويات القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫ ‪ -3‬يقول عبد العزيز الخولي ‪ ":‬فالقرآن الكريم أمر بالصالة وبين أنها‬ ‫مؤقتة (لها أوقات) فبينت السنة أوقاتها وعدد ركعات كل منها وصفتها‪،‬‬ ‫وما يبطلها‪ ،‬وأمر القرآن بالزكاة‪ ،‬وبينت السنة أوقاتها ونصبها‬ ‫ومقاديرها‪ ،‬واألموال التي تخرج منها‪...‬الخ" قال صلى هللا عليه وسلم‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫(صلوا كما رأيتموني أصلى)‪ ،‬وقال "خذوا عني مناسككم"‪.‬‬ ‫تابع‬ ‫– ‪ -4‬السنة تشرع أحكاما لم يذكرها القرآن الكريم أو سكت عنها بمعنى أنه لم‬ ‫يوجبها أو ينفها‪ ،‬وذلك ألن السنة في قوة القرآن الكريم من حيث التشريع‪ ،‬فكما‬ ‫أن النص القرآني يحرم ويحلل‪ ،‬فإن الحديث الصحيح يقيد التحليل أو التحريم‪،‬‬ ‫ومن األمثلة التي توضح هذه العالقة بين السنة والقرآن الكريم‪ ،‬أن القرآن الكريم‬ ‫قد ذكر الالئي ال يجوز الزواج منهن من النساء‪ ،‬ولم يذكر زواج المرأة على‬ ‫عمتها أو خالتها‪ ،‬ولكن السنة نصت على حرمة زواج المرأة على عمتها أو‬ ‫خالتها‪ ،‬ولم يذكر القرآن من بين محرمات الذبائح الطيور الجارحة‪ ،‬وال‬ ‫الحيوانات المفترسة‪.‬‬ ‫ ‪-5‬ولكن السنة ذكرتها‪ ،‬ونصت على حرمتها‪ ،‬ومن األحكام األخرى التي‬ ‫تثبت شرعيتها بالسنة زكاة الفطر‪ ،‬وصالة الوتر‪ ،‬وتأكيد ألهمية السنة‬ ‫عز وج ّل‬‫ودورها ربط هللا طاعة الرسول صلى هللا عليه وسلم بطاعته ّ‬ ‫شرطا مهما لها قال تعالى‪( :‬يائها الذين ءامنو أطيعوا هللا وأطيعوا‬ ‫الرسول وأولو األمر منكم)‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫المصدر الثالث‪ :‬الفكر والتراث اإلسالمي‪:‬‬ ‫ الفكر اإلسالمي هو التصور الناشئ عن استجابة األمة اإلسالمية لمبادىء‬ ‫اإلسالم وتشريعاته ‪ ،‬هذا االستجابة التي أخرجتهم من الظلمات إلى النور‬ ‫ومن الضاللة الى الخيرة و الهدى والرشد ومن الجهل والخمول إلى‬ ‫العلم والحركة الواعية الناشطة التزاما بقوله تعالى ‪ ﴿ :‬يا أيها الَّذِينَ آ َمنُوا‬ ‫عا ُك ْم ِل َما يُ ْح ِيي ُك ْم ﴿‪ ﴾٢٤‬سورة األنفال ‪.‬إن‬ ‫سو ِل ِإذَا َد َ‬ ‫ا ْست َ ِجيبُوا ِللَّـ ِه َو ِل َّ‬ ‫لر ُ‬ ‫استجابة المسلمين لمبادئ اإلسالم أعطتهم صورة واضحة واسعة للمعنى‬ ‫كون الفكر‬ ‫الدقيق عن "الكون والحياة واإلنسان" هذا المعنى الذي ّ‬ ‫اإلسالمي الذي لم يكن نتيجة تطور اجتماعي أو اقتصادي او عسكري‪،‬‬ ‫وإنما هو نعمة كبيرة أنعم هللا بها على البشر‪ ،‬فكان دور اإلنسان في هذا‬ ‫الفكر هو التلقي واألخذ ثم الوعي والفقه ومن ثم العطاء والبذل‪.‬‬ ‫أما التراث اإلسالمي فهو "كل ما خلفه السلف من المسلمين من عادات ‬ ‫وتقاليد وأعراف وقيم واتجاهات وأفكار ومفاهيم وسلوك وأنماط معيشية‬ ‫وأساليب حياة في كل عصر من العصور اإلسالمية ابتدءا من عصر‬ ‫الرسول صلى هللا عليه وسلم وما تبعه من عصور وإلى يومنا هذا وحتى‬ ‫يرث هللا األرض وما عليها"‪.‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫المصدر الرابع‪ :‬الخبرات البشرية النافعة‪.‬‬ ‫ويقصد بها العلوم والمعارف التي توصلت إليها البشرية‪ ،‬مما يخدم المجتمع اإلنساني‬ ‫جراء تراكم الخبرات إما بالبحوث واالكتشاف وإما باألسلوب التجريبي أو‬ ‫بالتطور واإلضافة في جميع مجاالت الحياة‪.‬‬ ‫واإلسالم كما هو معلوم بالضرورة أول من دعى إلى طلب العلم وحث المجتمع‬ ‫البشري على طلبه والعلم بمفهومه الحديث هو‪ :‬مادة لبناء المعرفة وطريقة‬ ‫للتفكير والبحث يجمع بين الجانب المعرفي والجانب السلوكي‪.‬كما أن اإلسالم‬ ‫أول من استعمل األسلوب التجريبي في دراسة الظواهر‪ ،‬وانطالقا من هذه الدعوة‬ ‫وضع المسلمون األسس العلمية التجريبة التي قامت عليها الحضارة العالمية‬ ‫الحديثة‬ ‫موقف اإلسالم من الخبرات البشرية‪:‬‬ ‫من المعروف أن الخبرات البشرية نتيجة طبيعية إما للعلم وإما لممارسة الحياة‪ ،‬وأن‬ ‫العلم قرين لدعوة اإلسالم ألنه يؤدي إلى كسب المعرفة والخبرة التي تدعم‬ ‫استمرارية المجتمع اإلسالمي قال تعالى ‪ ﴿ :‬يَ ْرفَ ِع اللَّـهُ الَّ ِذينَ آ َمنُوا ِمن ُك ْم َوالَّذِينَ‬ ‫ير ﴿‪ ﴾١١‬امتثاال لهذا المفهوم أقبل‬ ‫أُوتُوا ْال ِع ْل َم َد َر َجا ٍ‬ ‫ت َواللَّـهُ ِب َما ت َ ْع َملُونَ َخ ِب ٌ‬ ‫المسلمون على العلم أينما وجد‪.‬‬ ‫ ‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫تابع‬ ‫ وفي ظل الدولة اإلسالمية ازدهر العلم باختالط العرب المسلمين بأبناء‬ ‫الشعوب األخرى من ورثة الحضارات القديمة‪ ،‬وما لديهم من خبرا‬ ‫ومعارف فلم يجد مسلم أي غضاضة في االستفادة منها بعد فهمها وطبعها‬ ‫بالطابع اإلسالمي الخاص‪ ،‬فظهرت أعظم حضارة عرفها العالم ألنها‬ ‫جمعت بين معارف الدنيا وتوجيهات الدين‪..‬‬ ‫ ويجب العلم هنا أن الخبرات البشرية ليست جميعها نافعة ‪ ،‬فمنها النافع‬ ‫ومنها الضار والمسلم كما وصفه النبي صلى هللا عليه وسلم "كيس فظن"‬ ‫ال يأخذ إال ما ينفعه ويعود بالخير على األمة اإلسالمية ويضمن سعادتها‬ ‫في الدارين‪ ،‬وبالمقابل يرفض الخبرات التي ال غاية منها وال نفع‪ ،‬مثلما‬ ‫يرفض العلم الذي يأتي بالدمار الشامل للجماعة اإلنسانية مثل استخدامه‬ ‫في الحروب والتجارب العلمية المدمرة‪.‬‬ ‫ وخالصة القول فإن الخبرات البشرية والعلوم النافعة مصدر هام من‬ ‫مصادر الثقافة اإلسالمية؛ ألن الحكمة هي ضالة المؤمن حيثما وجدها‬ ‫أخذها طالما ال تتعارض مع المفاهيم والقيم اإلسالمية‪,‬‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫مقومات الثقافة اإلسالمية وأهم معالمها‬ ‫المقومات هي األمور ماهية الثقافة عليها وتتكامل بها فالمقوم من القوام وقوام‬ ‫ ‬ ‫األمر مالكه الذي يقوم به‪.‬‬ ‫وهذه المقومات هي ( الدين ‪ ،‬واللغة‪ ،‬والتاريخ اإلسالمي‪ ،‬ووحدة الفكر)‬ ‫ ‬ ‫أوال‪ :‬الدين‪:‬‬ ‫ ‬ ‫فالتدين طبيعة ثابتة في النفس‪ ،‬وهي ضمان لقيام التعامل بين الناس على قواعد‬ ‫ ‬ ‫العادلة واإلنصاف فهي فطرة إنسانية وأساس التعامل االجتماعي القوي الذي‬ ‫يحفظه الثقافة‪.‬‬ ‫الدين اإلسالمي‪:‬‬ ‫ ‬ ‫هو اإليمان باألسس الفكرية لإلسالم‪ ،‬والتصديق المطلق باهلل تعالى والمالئكة‬ ‫ ‬ ‫وبالرسل وبالكتب‪ ،‬وبالحياة األخرى‪ ،‬بالقدر والنطق بالشهادتين واإلقبال على‬ ‫العبادات من صالة وصيام وزكاة وحج واالمتناع عن المحرمات‪.‬‬ ‫ويبلغ الدين الكمال بأعلى مراتب اإليمان الذي بينه رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫ ‬ ‫وسلم في تعريف اإلحسان " أن تعبد هللا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"‬ ‫إذن ع َد الدين من المقومات األساسية للثقافة اإلسالمية‪ ،‬ألنه يطبع هويتها‬ ‫داخلي ‪Classification: Internal‬‬ ‫ويميزها عن غيرها من الثقافات‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اللغة العربية‪.‬‬ ‫اللغة هي وسيلة التخاطب والتفاهم بين الناس‪ ،‬وهي القوة التي ظهرت بها مواهب‬ ‫ ‬ ‫اإلنسان العقلية‪ ،‬وهي التي أوصلت اإلنسان إلى الرقي االجتماعي‪.‬‬ ‫وتطلق على القوة الناطقة وعلى األلفاظ واألصوات التي يعبر بها المتكلم عما‬ ‫ ‬ ‫يخالج نفسه من المعاني اآلتية إليه من اإلحساس والشعور وقوة التركيز‪.‬‬ ‫واللغة العربية العام الرئيس الذي تقوم عليه الثقافة اإلسالمية ‪ ،‬ألنها أداة‬ ‫ ‬ ‫التخاطب وألنها اللغة التي نزل بها مصدر الثقافة األول "القرآن الكريم" لذا فإنه‬ ‫من الصعب بل من المستحيل هذا الثقافة فهما وافيا دون اإللمام باللغة العربية‬ ‫فراءة وكتابة ومحادثة‪ ،‬وإلى اللغة يعود الفضل في وحدة األمة العربية وإبراز‬ ‫هويتها وشخصيتها‪.‬‬ ‫وتمتاز اللغة العربية بمزايا عديدة منها‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser