خصائص الحقوق وخصائص حقوق الإنسان PDF

Summary

This document discusses the characteristics of rights and human rights. It explores concepts like the nature of rights, their connection to legal systems, and the universality of human rights. The document examines the core principles of human rights.

Full Transcript

# المطلب الثاني ## خصائص الحق يتميز الحق بعدة خصائص أهمها اتصافه بالشرعية حيث يعترف به القانون من خلال السلطة والمكنة والقدرة التى تتقرر لصاحب الحق ، كما أنه لابد من إسناد الحق إلى شخص ينتفع به ، ويرد الحق على قيمة معينة مادية أو معنوية ، ويتميز الحق بالاستئثار والاختصاص الذي يتمتع به صاحب الحق عن...

# المطلب الثاني ## خصائص الحق يتميز الحق بعدة خصائص أهمها اتصافه بالشرعية حيث يعترف به القانون من خلال السلطة والمكنة والقدرة التى تتقرر لصاحب الحق ، كما أنه لابد من إسناد الحق إلى شخص ينتفع به ، ويرد الحق على قيمة معينة مادية أو معنوية ، ويتميز الحق بالاستئثار والاختصاص الذي يتمتع به صاحب الحق عن ممارسته لهذا الحق . **وتُولى بيان خصائص الحق على النحو الآتى:** **أولا : تطابق الحق مع قواعد النظام القانوني (شرعية الحق)** يعبر الحق عن سلطة يعترف بها القانون وهو ما يؤكد شرعية الحق وتطابقه مع قواعد النظام القانوني ، وبالتالي يكون الحق حجة على الكافة سواء كانت تستند شرعيته إلى نص قانوني أو حكم قضائى أو إلى اتفاق ، ويترتب على ذلك تمتع صاحب الحق بالحماية القانونية اللازمة لحقه وذلك من خلال اللجوء إلى القضاء للمطالبة بهذه الحماية وهذا يؤكد أن الحق والقانون وجهان لشيء واحد وبالتالي يمكن القول بأن العلاقة بين الحق والقانون علاقة الوسيلة بالغاية لأنها علاقة لا تنفصم فاحترام الحق ووجوده لا يكون إلا من خلال تنظيم قانوني . **ثانيا : إسناد الحق إلى الشخص صاحبه (الشخص الطبيعي أو المعنوي)** يتعين أن يكون للحق صاحب وهو الشخص الذى ويسند إليه الحق، وهذا الشخص قد يكون إنسانا طبيعيا، وقد يكون شخص اعتباري أى معنوي، وفيما يتعلق بحق الشخص الطبيعي فهو الذي يكتسب الحق أو يتحمل بالالتزام لأنه مركز التنظيم القانوني في المجتمع الذى يعيش فيه، حيث يتمتع بهذه الميزة منذ تمام ولادته حيا وحتى وفاته، أما الشخص المعنوي . **ثالثا : ورود الحق على قيمة معينة مادية أو معنوية :** يرد الحق على قيمة معينة قد تكون هذه القيمة مادية كالأموال المادية العقارات أو المنقولات، وقد تكون القيمة عملا أو امتناع عن أداء عمل ، وقد تكون القيمة معنوية كالإنتاج الفكري، وقد تكون القيمة أدبية لصيقة بشخص الإنسان كحريته وشرفه وسلامة جسده وهذه الحقوق لا تزول عن صاحبها ويترتب على ذلك أنها لا تصلح محلا للتصرف ولا يرد عليها تقادم، ولا تنتقل إلى الورثة بعد وفاة صاحبها، كما أنها غير قابلة للحجز عليها لأنها حقوق غير مالية. **رابعا : استئثار صاحب الحق واختصاصه بالقيمة محل الحق** يتمتع صاحب الحق بالاستئثار والسلطة والاختصاص على حقه، حيث تختلف هذه السلطات التي يتمتع بها صاحب الحق حسب الحق ونوعه ففي بعض الحقوق يتمتع صاحبها بحق الاستغلال والاستعمال والتصرف مثل حق الملكية، وهناك حقوق تتجسد سلطات صاحب الحق فيها في القدرة على التصرف في الحق بالتنازل عنه أو نقله إلى غيره مثل حق الدائنية، وهناك حقوق أخرى تتقيد سلطات صاحب الحق حيث يكون التزام الغير حيالها هو عدم المساس بها والإساءة إليها مثل الحقوق المعنوية والأدبية وتتميز سلطة الاستئثار والاختصاص بالحق بأنها ليست مطلقة، لأنها تستمد قيمتها القانونية من القاعدة الموضوعية التي تحدد مداها في علاقاتها بالحقوق الأخرى للأفراد والجماعة. # المبحث الرابع ## خصائص حقوق الإنسان نظرًا للطبيعة الخاصة لحقوق الإنسان لأنها حقوق أخلاقية رفيعة المستوى يمتلكها الإنسان لأنه إنسان لذا فإنها تتميز بالعديد من الخصائص التي تنفرد بها عن سائر أنواع الحقوق الأخرى ، وأهم خصائص حقوق الإنسان أنها : **أولا : حقوق الإنسان طبيعية :** من أهم خصائص حقوق الإنسان أنها حقوق طبيعية تستند إلى القانون الطبيعي وليس البشر ، فهى ليست منحة من رئيس أو ملك أو قرار صادر من سلطة أو جهة ، وإنما هي حقوق من الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان قبل خلقه تكريمًا للإنسان وإعلاء لشأنه لعمارة الكون ، لكى يكون الإنسان خليفته في الأرض فهي حقوق يمتلكها المرء ببساطة لأنه إنسان ، لذا فهى حقوق أخلاقية رفيعة المستوى وبالتالي فتوجد حقوق الإنسان قبل وجود الإنسان وتشمله قبل أن يولد وبعد ولادته وأثناء حياته وحتى بعد مماته ، لذا فهي حقوق أصيلة وغير مقتبسة أو منقولة من أى نموذج وضعى تخرج عن دائرة التعامل ، وغير قابلة للتقويم نقدًا لأنها حقوق سامية ومصدرها الأساسي والأول هو الدين . **ثانيًا : حقوق الإنسان عالمية :** لما كانت حقوق الإنسان طبيعية لأن مصدرها الأول القانون الطبيعي فهي عامة وشاملة وذلك لعدم اقتصارها على مكان معين وغير مقيدة بزمان معين . أو أشخاص محددين دون غيرهم ، وهو ما يعرف بعالمية حقوق الإنسان أى وجوب تطبيق حقوق الإنسان على كافة المجتمعات الإنسانية ولدى كافة الشعوب والأمم في جميع أنحاء العالم ، لتمتع الجميع بحقوق الإنسان على قدم المساواة وبالتالي يتم التمسك بحقوق الإنسان عالميًا بواسطة كل البشر . وتعنى عالمية حقوق الإنسان تمتع الأفراد بها في أى وقت دون تمييز لأنها حقوق أصلية تثبت للإنسان بوصفه إنسانًا ، بغض النظر عن جنسيته أو عقيدته أو ديانته ، أو مركزه الاجتماعي والقانوني كما أنها حقوق لا يختص بها مجتمع دون آخر ورغم ذلك لا يمكن تجاهل خصوصية الطبيعة البشرية والتي تأتي من خصوصية الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية لكل مجتمع حيث تتأثر طبيعة المخلوق البشرى بهذه الظروف وبناءًا عليها تتأثر وتتحدد مفاهيم وأشكال حقوق الإنسان . **ثالثًا : حقوق الإنسان لازمة وغير قابلة للتنازل عنها أو الإسقاط :** لا يمكن التنازل عن حقوق الإنسان أو اسقاطها لأنها حقوق لازمة لابد منها ، ويعنى التنازل أو الإسقاط عن الحق ازالته وإعدامه وذلك بانتقاله من حالة الوجود إلى عدم الوجود حيث يختلف التنازل والإزالة عن النقل لأن الأول يعنى عدم وجود مستحق أو مالك يتم إزالة الحق إليه بخلاف الثانى حيث يتم النقل لآخر أو آخرين وبالتالي فإنه تتعدد وتتنوع وسائل حماية حقوق الإنسان على المستويات الداخلية والخارجية تأكيدًا على لزوم هذه الحقوق . **رابعا : حقوق الإنسان ثابتة لا تتغير :** لما كانت حقوق الإنسان عامة فى الزمان والمكان لكونها حقوق عالمية فلابد من استقرارها واستمرارها وثابتها حيث لا تقبل التغيير والتبديل بتغيير الزمان ، أو الأحوال والظروف لأن المصالح المتعلقة بهذه الحقوق ثابتة غير متغيرة لأنها ضرورية ، وأساسية للإنسان كالحق في الحياة ، والحق في سلامة الجسد ، والحق **خامسا : حقوق الإنسان مقيدة وليست مطلقة :** لما كان الإنسان كائن اجتماعي بطبعة ، وبالتالي لا يستطيع أن يعيش بمفرده منعزلا عن المجتمع والجماعات بل أنه فى بداية حياة الإنسان بعد ولادته يكون عاجزا وغير قادر على الحياة استقلالا وبالتالي في أمس الحاجة إلى الآخرين الذين يعتمد عليهم حتى يصل إلى سن الرشد ، كما أنه بعد أن يصير رجلا لا يستطيع ممارسة حياته بمفرده إلا مع الآخرين ، لذا فلا يمكن القول بأن حقوق الإنسان مطلقة ، وإنما هي حقوق مقيدة ، لأن هذه الجماعات من البشر لهم جميعًا مصالح وحقوق متبادلة ومشتركة ، وبالتالي إذا كان للإنسان حقوق يطالب غيره بها ويستوفيها منه ، ويفرض عليه احترامها وعدم المساس بها ، فإنه بالمقابل يكون لذلك الغير حقوق تجاهه يطلبه بها ويستوفيها منه ، وهذا يقتضى احترامها ، لأن ما هو واجب على إنسان هو حق لغيره ، فحرية الفرد يجب أن تنتهى حيث تبدأ حريات الآخرين ، وعلى الإنسان أن يتنازل عن جزء من حرياته وحقوقه فى مقابل عدم حرمان الآخرين من حرياتهم وحقوقهم. وبالتالي فإن حقوق الإنسان ليست مطلقة إنما هى مقيدة بالواجبات المقابلة لهذه الحقوق ، لأن الحق والواجب صنوان متلازمان ، لا ينفعك أحدهما عن الآخر ، وتقييد الحقوق الإنسانية وعدم إطلاقها لا يمكن اعتباره تقليل من شأن الإنسان أو إهانته والإساءة إليه ، كما أنه لا يشكل اعتداء على حقوق الإنسان وحرياته ، أو انتقاص منها ، وإنما يؤدى هذا التقييد إلى أحداث التوازن العادل بين الحقوق والواجبات بما يحقق المساواة بين الأفراد جميعًا وبالتالي تتحقق كل غايات حقوق الإنسان .

Use Quizgecko on...
Browser
Browser