Document Details

IFAAD

Uploaded by IFAAD

King Saud bin Abdulaziz University for Health Sciences

2023

A group of faculty members from King Saud University for Health Sciences

Tags

medical ethics health professional ethics islamic medicine professional conduct

Summary

This is an ethics textbook for health professionals, focusing on ethical medical practices and Islamic perspectives on healthcare. It discusses various ethical situations in medicine, Islamic concepts on health and medical decisions.

Full Transcript

‫أخالقيات املهن الصحية‬ ‫منهج تدريس ي‬ ‫‪ETHC 201‬‬ ‫قسم العلوم اإلنسانية‬ ‫إعداد‪:‬‬ ‫نخبة من أعضاء هيئة تدريس املادة من جامعة امللك سعود للعلوم الصحية‬ ‫‪2023‬‬ ‫‪1‬‬ ‫املوضوعات‬ ‫‪ ‬مقدمة يف أخالقيات املهنة‪.‬‬ ‫‪ ‬أخالقيات املمارس الصحي جتاه (نفسه‪ ،‬مهنته‪ ،‬جمتمعه‪ ،‬الفريق الصحي‪ ،‬املرضى)‬...

‫أخالقيات املهن الصحية‬ ‫منهج تدريس ي‬ ‫‪ETHC 201‬‬ ‫قسم العلوم اإلنسانية‬ ‫إعداد‪:‬‬ ‫نخبة من أعضاء هيئة تدريس املادة من جامعة امللك سعود للعلوم الصحية‬ ‫‪2023‬‬ ‫‪1‬‬ ‫املوضوعات‬ ‫‪ ‬مقدمة يف أخالقيات املهنة‪.‬‬ ‫‪ ‬أخالقيات املمارس الصحي جتاه (نفسه‪ ،‬مهنته‪ ،‬جمتمعه‪ ،‬الفريق الصحي‪ ،‬املرضى)‬ ‫‪ ‬األسرار الطبية اإلذن الطيب‪.‬‬ ‫‪ ‬املسؤولية الطبية‪.‬‬ ‫‪ ‬الطب النبوي‪ ،‬والطب عند املسلمني‪.‬‬ ‫‪ ‬مقاصد الشريعة وصلتها ابجلانب الصحي‪.‬‬ ‫‪ ‬األحكام املتعلقة بطهارة وصالة وصيام املريض والفريق الصحي‪.‬‬ ‫‪ ‬عمليات التجميل‪.‬‬ ‫‪ ‬اختيار جنس اجلنني‪ ،‬واإلجهاض‪.‬‬ ‫‪ ‬األحكام املتعلقة ابالحتضار والوفاة الدماغية وتشريح جثث املوتى‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬ ‫مقدمة‬ ‫احلمد هلل والصالة السالم على رسول هللا نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني ‪..‬وبعد‪.‬‬ ‫فه ذذنا م ذذنه تدريس ذذي للمتطل ذذب الدراس ذذي يف للي ذذة العل ذذوم وامله ذذن الص ذذحية يف السذ ذنة الثاني ذذة مل ذذادة‬ ‫أخالقيات املهن الصحية‪ ،‬قام إبعداده جمموعة من األساتنة يف الكلية من مدرسي املادة‪.‬‬ ‫وقد جاء العمل يف أربعة عشر وحدة تدريسية تضمنت عناصر رئيسية أربع‪:‬‬ ‫‪.1‬أبرز اجلوانب األخالقية يف املهنة الصحية‪.‬‬ ‫‪.2‬أبرز اجلوانب املهارية يف أعمال املمارس الصحي‪.‬‬ ‫‪.3‬أبرز اجلوانب القانونية املتعلقة أبعمال املمارس الصحي‪.‬‬ ‫‪.4‬أبرز املسائل الفقهية الصحية‪.‬‬ ‫ويهدف املنه يف لل وحدة منه‪ ،‬إىل إثراء الطالب ابحلصيلة العلمية واألخالقية‪.‬‬ ‫وهللا نسأل أن يكون هنا العمل خالصا لوجهه‪ ،‬حمققا اهلدف املرجو منه‪.‬‬ ‫واحلمد هلل أوال وآخرا‪،،،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫األهداف العامة‪:‬‬ ‫ملنهج أخالقيات املهن الصحية‪.‬‬ ‫‪.1‬أن يعرف املمارس الصحي الضوابط الشرعية للمهنة الطبية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫أن يعي املمارس الصحي أمهية ترسيخ أخالقيات مزاولة املهن الصحية‪.‬‬ ‫أن يدرك املمارس الصحي ِعظم املسؤولية اليت حتملها‪.‬‬ ‫أن يعرف املمارس الصحي واجباته جتاه جمتمعه وأمته‪ ،‬وزمالئه ‪ ،‬ومرضاه‪.‬‬ ‫أن يعرف املمارس أمهية أسرار املرضى والواجب جتاهها‪.‬‬ ‫‪.6‬أن يدرك املمارس الطيب أمهية اإلذن الطيب والقواعد املهنية املرتبطة به‪.‬‬ ‫‪.7‬أن يتعرف املمارس الصحي على األخطاء الطبية‪ ،‬واملسائل املتعلقة هبما‪.‬‬ ‫‪.8‬أن يدرك املمارس الصحي اآلاثر املرتتبة على إثبات اخلطأ الطيب‪.‬‬ ‫‪.9‬أن يعرف املمارس الطيب أنواع احلقوق الصحية اليت لفلتها الشريعة اإلسالمية لإلنسان‪.‬‬ ‫‪.10‬أن يتعرف املمارس الصحي على بعض علماء الطب املسلمني ‪.‬‬ ‫‪.11‬أن يعدد املمارس الصحي أقسام الطب النبوي ‪.‬‬ ‫‪.12‬أن يسعى املمارس الصحي ملعرفة أهم املسائل الفقهية املتعلقة بعباداته وعبادات املرضى ‪.‬‬ ‫‪.13‬أن يلم املمارس الصحي أببرز األحكام املتعلقة ابإلجهاض‪.‬‬ ‫‪.14‬أن يتعرف املمارس الصحي على الضوابط الشرعية يف العمليات التجميلية ‪.‬‬ ‫‪.15‬أن يلم املمارس الصحي أببرز األحكام املتعلقة ابختيار جنس اجلنني ‪.‬‬ ‫‪.16‬أن يتعرف املمارس الصحي على احلاالت اليت جيوز فيها نزع أجهزة اإلنعاش عن املرضى ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫مفهوم األخالق والعمل واملهنة‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬تعريف األخالق‪:‬‬ ‫األخالق‪ :‬هي‪" :‬حال النفس‪ ،‬هبا يفعل اإلنسان أفعاله بال روية وال اختيار"‪.‬‬ ‫واخللق قد يكون غريزة وطبعا‪ ،‬وقد ال يكون إال ابلرايضة واالجتهاد‬ ‫ومن خالل ما سبق ميكن القول أبن األخالق يف اإلسالم هي‪( :‬جمموعة الصفات والقواعذد الذواردة‬ ‫يف النصوص الشرعية‪ ،‬اليت تنظم حياة اإلنسان من حيث عالقته بغريه)‪.‬‬ ‫اثنياً‪ :‬تعريفف العمفل‪ :‬هذو اجلهذد املبذنول فكذراي أو بذدنيا لتحقيذق منفعذة دنيويذة مشذروعة لانذت أو‬ ‫ممنوعة‪.‬‬ ‫اثلثاً‪ :‬تعريف املهنة‪ :‬جمموعة من األعمال تتطلب مهارات معينة يؤديهذا الفذرد مذن خذالل ممارسذات‬ ‫تدريبية‪.‬‬ ‫وأخالقيات املهنة ابملعىن الشفامل هفي‪ :‬التصذرفات املشذروعة الذيت تصذدر عذن اإلنسذان أثنذاء دديتذه‬ ‫لعمل معني‪.‬‬ ‫منزلة األخالق يف اإلسالم‪.‬‬ ‫مكذارم األخذذالق يف اإلسذالم ضذذرورة اجتماعيذذة تعذني علذذى تاسذ ا تمعذات و تعاوهنذذا‪ ،‬وقذذد وردت‬ ‫نصذ ذذوص لثذ ذذرية تذ ذذدعو إىل تعميذ ذذق أواص ذذر اعبذ ذذة والتعذ ذذاون يف ا تمعذ ذذات اإلس ذذالمية‪ ،‬مهمذ ذذا بلغ ذ ذت تل ذ ذ‬ ‫ا تمعذذات مذذن التقذذدم العلمذذي والتقذذي‪ ،‬فبذذدون األخذذالق القيمذذة ألي علذذم وفذذن‪ ،‬وم ذن األدلذذة الشذذرعية يف‬ ‫منزلة األخالق‪:‬‬ ‫من القرآن الكرمي‪:‬‬ ‫ني (‪ )10‬امهلذذا ٍز لم لشذ ٍ‬ ‫قذذال تعذذاىل حمذذنرا مذذن األخذذالق النميمذذه وأهلهذذا‪ ( :‬اوال تُ ِطذذع ُلذ لذل حذ لذال ٍ‬ ‫ف لم ِه ذ ٍ‬ ‫ذاء‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫لاع لِكل اخ كِري ُم كعتا ٍد أاثِي ٍم (‪ )12‬عُتُ ٍل باذ كع اد َٰاذلِ ا ازنِي ٍم (‪. })13‬سورة ‪ :‬القلم ‪.١٣ -١٠‬‬ ‫بِنا ِمي ٍم (‪ )11‬لمن ٍ‬ ‫من السنة ‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫قال النيب صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬إمنا بعثت ألتم مكارم األخالق ) صححه األلباين‪.‬‬ ‫ولأن جوهر اإلسالم ُمجع يف هنا املقصد العظيم ‪.‬‬ ‫وقال أيضا‪ (:‬ألمل املؤمنني إمياان أحسنهم خلقا ) أخرجه الرتمني وقال‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬ ‫وابألخالق الفاضلة يتنزل املسلم منزلة ال يتنزهلا غريه ‪.‬قال صلى هللا عليه وسلم‪ (:‬إن املؤمن ليدرك‬ ‫حبسذن خلقذه درجذة الصذائم القذائم ) أخرجذه أبذو داود ‪ ،‬قذال األلبذاين‪ :‬صذحيح ‪.‬علذى أن حسذن اخللذق ال‬ ‫يغي عن توحيد هللا تعاىل وفروض العبادات ألنه ال يتحقق اإلميان املنلور يف احلديث إذا مل يكذن صذاحبه‬ ‫مؤداي للفرائض ‪.‬‬ ‫وقد جاءت السنة ابلرتهيب من اخللق السيء يف حديث ميثل ننارة لكل من ساء خلقه‪ :‬عن أيب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رهذ اذم لذذه وال امتاذذاع‪،‬‬ ‫هريذذرة ‪-‬رضذذي هللا عنذذه‪ -‬مرفوعذذا‪« :‬أتذذدرون مذذن املفلذذس » قذذالوا‪ :‬املُكفلذذس فينذذا مذذن ال د ا‬ ‫فقال‪« :‬إن املفلس من أميت من أييت يوم القيامة بصالة وصيام وزلاة‪ ،‬وأييت وقذد اَذتا ام هذنا‪ ،‬وقذنف هذنا‪،‬‬ ‫وس اف ا دم هنا‪ ،‬وضرب هذنا‪ ،‬فيعطذى هذنا مذن حسذناته‪ ،‬وهذنا مذن حسذناته‪ ،‬فذإن فنيذت‬ ‫وألل مال هنا‪ ،‬ا‬ ‫ِح يف النار ‪.‬رواه مسلم‪.‬‬ ‫ضى ما عليه‪ ،‬أخن من خطاايهم فاطُِر ك‬ ‫حسناته قبل أن يذُ كق ا‬ ‫حت عليه‪ ،‬مث طُر ا‬ ‫مصادر األخالق اإلسالمية‪:‬‬ ‫ميكننا أن نُذرجع األخالق يف اإلسالم إىل مصدرين رئيسيني‪:‬‬ ‫املصففدر األول‪ :‬القففرآن الكففرمي‪.‬وقذذد جذذاءت آايت القذذرآن الكذذرة داعيذذة إىل مكذذارم األخذالق فذذال‬ ‫اّللا اأيك ُمذ ُذر‬ ‫ختلذذو سذذورة مذذن الذذدعوة واإلَذذادة قكذذارم األخذذالق‪ ،‬و مذذن ذلذ مذذا جذذاء يف قذذول هللا تعذذاىل‪{ :‬إِ لن ل‬ ‫اإلحس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ان اوإِيتا ِاء ِذي الك ُق كراَب اوياذكنذ اهى اع ِن الك اف كح اشا ِء اوالك ُمكن اك ِر اوالكباذ كغ ِي ياعِظُ ُك كم لا اعل ُك كم تا ان لل ُرو ان } سورة‬ ‫ابلك اع كدل او ك ك ا‬ ‫النحل‪.‬‬ ‫لمذذا أن هنذذاك نصوصذذا قرآنيذذة لثذذرية‪ ،‬ذلذذرت صذذفات مهمذذة وقواعذذد ومبذذاد أساسذذية‪ ،‬ذذدف إىل‬ ‫تنظيم حياة اإلنسان مذن حيذث عالقتذه بغذريه‪ ،‬لمذا تبذني هذنه النصذوص ارتبذاأل املذنه األخالقذي ابلعقيذدة‬ ‫اّللِ‬ ‫والعب ذ ذ ذذادة واملع ذ ذ ذذامالت وغريه ذ ذ ذذا‪.‬ب ذ ذ ذذل إن اعائِ اشذ ذ ذ ذةا –رض ذ ذ ذذي هللا عنه ذ ذ ذذا‪ -‬س ذ ذ ذذْلت اع ذ ذ ذذن خلُذ ذ ذ ِذق رس ذ ذ ذ ِ‬ ‫ذول ل‬ ‫ك ُ اُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‪ ":‬الا ان اخ كل ُقهُ الك ُق كرآ ان " رواه مسلم‪.‬‬ ‫فاذ اقالا ك‬ ‫‪6‬‬ ‫املصففدر الثففا ‪ :‬السففنة النةويففة ‪ :‬السذذنة النبويذذة والشذذمائل اعمديذذة املعذذني الذذني ال ينضذذب ملذذنه‬ ‫اّللُ اعلاكي ِذه او اسذل ام‪ -‬يف القذرآن الكذرة‪ ،‬آبيذة جامعذة‬ ‫صلى ل‬ ‫األخالق‪،‬ليف ال وقد وصف هللا عز وجل نبيه ‪ -‬ا‬ ‫{وإِنل ا لا اعلاى ُخلُ ٍق اع ِظي ٍم} سورة القلم‪.‬‬ ‫آية "اخلُلُق" قعناه االصطالحي‪ :‬وهي قوله تعاىل‪ :‬ا‬ ‫املصدر الثالث‪ :‬داللة العقل السليم‪ ،‬والتجارب اإلنسانية النافعة‪.‬من مصادر األخالق العقذل‬ ‫ليب ‪ ،‬أنه‬ ‫السليم فهو يدعو اإلنسان إىل مكارم األخالق‪ ،‬ويرَده إىل اجتناب الرذائل‪ ،‬وقد ورد اع ِن النِ ِ‬ ‫اجل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهلِيل ذ ِذة ِخي ذذارُهم ِيف ا ِإل كس ذ ِ‬ ‫ذالم‪ ،‬إِذاا فاذ ُق ُهذ ذوا» أخرج ذذه البيهق ذذي يف َ ذذعب‬ ‫ذارُه كم ِيف كا‬ ‫ا ُ ك‬ ‫ذاس ام اع ذذاد ُن‪ ،‬خيا ذ ُ‬ ‫قا اال‪":‬النل ذ ُ‬ ‫اإلميان‪ ،‬وإسناده صحيح على َرأل الشيخني‪.‬‬ ‫أقسام األخفالق‪:‬‬ ‫‪ -1‬أخالق فطرية‪:‬‬ ‫وهي اليت فُطر عليها اإلنسذان وخلقهذا هللا فيذه‪ ،‬وقذد دلذت أحاديذث لثذرية علذى أن مذن األخذالق مذا‬ ‫ه ذذو فط ذذري‪ ،‬يتفاض ذذل ب ذذه الن ذذاس يف أص ذذل تك ذذوينهم الفط ذذري‪ ،‬وم ذذن ذلذ ذ قص ذذة املن ذذنر األَذ ذ ‪ ،‬وج ذذاء يف‬ ‫احلديث‪( :‬ملا قدمنا املدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يذد النذيب‬ ‫ورجلذه قذال وانتظذر املنذنر األَذ‬ ‫حىت أتى عيبته فلبس ثوبيه مث أتى النيب فقال له إن في خلتني حيبهما هللا احللم واألانة قال اي رسذول‬ ‫هللا أان أختلق هبما أم هللا جبلي عليهما قال بل هللا جبل عليهما قال احلمد هلل الني جبلذي علذى خلتذني‬ ‫حيبهما هللا ورسوله)) رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬أخالق مكتسةة‪:‬‬ ‫ومذذن األخذذالق مذذا هذذو مكتس ذذب ميكذذن حتصذذيله ابلذذتعلم والتعذذود علي ذذه‪ ،‬لمذذا دل علذذى ذل ذ ق ذذول‬ ‫اّللِ ‪":‬إِلمنذاا الكعِكلذذم ِابلذتذلعل ِم‪ ،‬وإِلمنذاذا كِ‬ ‫ذري يذُ كعطاذذهُ‪ ،‬اوامذ كذن ياذتلذ ِذق ال لشذلر يُوقاذذهُ"‬ ‫لحل ِم‪ ،‬امذ كذن ياذتا احذلرْ ك‬ ‫الر ُسذ ُ‬ ‫ذول ل‬ ‫احل كلذ ُذم ِابلذت ا‬ ‫ُ ا ا‬ ‫اخلذا ك ا‬ ‫ا‬ ‫أخرجذذه الط ذإباين إبسذذناد صذذححه األلبذذاين يف صذذحيح اجلذذامع‪.‬فبإمكذذان أي إنسذذان أن يكتسذذب الفضذذائل‬ ‫واألخالق‪ ،‬وذل ابلرتبية املقرتنة ابإلرادة والقيم‪.‬‬ ‫ضوابط ممارسة املهنة يف اإلسالم‪:‬‬ ‫الضففابط األول‪ :‬أن يكففون العمففل مشففروعاً‪.‬واإلابحذذة ابملعذذو الواسذذع للكلمذذة هذذي عذذدم التعذذارض‬ ‫‪7‬‬ ‫مع الشرع‪.‬‬ ‫الضابط الثا ‪ :‬تنظيم العمل املهين‪.‬عقد العمذل هذو َذريعة املتعاقذدين‪ ،‬وإبذرام عقذد العمذل ضذرورة‬ ‫تفرضذها يف لثذري مذن األحيذان أطذراف العمذل املهذي يف توثيذق مذذا اتفقذوا عليذه لتابذة لقولذه تعذاىل‪ {:‬ااي أايذ اهذذا‬ ‫الذ ِذنين آمنُذوا أاوفُذوا ِابلكع ُقذ ِ‬ ‫ذود} املائذذدة ‪.1‬وقذذال النلذِذيب صذذلى هللا عليذذه وسلم‪":‬الكمسذذلِمو ان علاذذى َُ ذر ِ‬ ‫وط ِه كم"رواه‬ ‫ل‬ ‫ُك ُ ا‬ ‫ُ‬ ‫ا ا ك‬ ‫ُ‬ ‫الرتمني إبسناد صححه األلباين‪.‬‬ ‫الضابط الثالث‪ :‬االلتزام ابملنهج األخالقي‪.‬ونعي ابملنه األخالقي اتباع سبيل اخلري‪ ،‬وهي على‬ ‫س ذذبيل املث ذذال‪-1 :‬الق ذذوة ‪-2.‬اإلخ ذذالص ‪-3.‬األمان ذذة ‪-4.‬الرقاب ذذة الناتي ذذة ‪-5.‬الق ذذدوة احلس ذذنة ‪-6.‬‬ ‫االلتزام ابلقوانني واألنظمة‪.‬‬ ‫وسائل ترسيخ أخالقيات املهنة‪:‬‬ ‫أبرز الوسائل لرتسيخ أخالقيات املهنة ما يلي‪:‬‬ ‫اّللا الأانل ا تاذ اذراهُ فاذِإ كن‬ ‫‪ -1‬تنمية الرقابة الذاتية‪ :‬أبن يرتقي اإلنسان إىل درجة اإلحسان‪ « :‬أا كن تاذ كعبُ اد ل‬ ‫املك تا ُك كن تاذاراهُ فاِإنلهُ ياذار ااك » رواه البخاري‪.‬‬ ‫إن الرقابة الناتية هي الذيت لانذت تذدفع أمذري املذؤمنني عمذر بذن اخلطذاب ‪-‬رضذي هللا عنذه‪ -‬لتفقذد‬ ‫رعيته يف مسرياته الليلية املشهورة يف املدينة املنورة‪.‬‬ ‫إن الرقابة الناتية هي اليت لانت ترقى إبميذان ذلذ الراعذي الذني مذر بذه عبذدهللا بذن عمذر وطلذب‬ ‫منذذه أن يذذنبح لذذه َذذاة ويعطيذذه ابذذن عمذذر لنهذذا‪ ،‬فاعتذذنر الراعذذي أبن مذذواله مل أيذن لذذه‪ ،‬فقذذال لذذه ابذذن عمذذر‬ ‫خيتإبه‪ :‬إذا سأل موالك عنها قل له‪ :‬أللها النئب‪ ،‬فقال الراعي ‪ :‬فأين هللا !‪.‬‬ ‫‪ -2‬تصحيح الفهم الديين والوطين للوظيفة‪ :‬البد أن يستشعر املوظف أنه وهو يف عمله إمنذا هذو‬ ‫ِ‬ ‫يف عبادة هلل تعاىل‪{ :‬قُل إِ لن ص االِيت ونُس ِكي واكحمياي ومماا ِايت ِلّللِ ر ِ‬ ‫ني} سورة األنعام‪.‬‬ ‫ب الك اعالام ا‬ ‫ا‬ ‫ك ا ا ُ ا ا اا‬ ‫‪-3‬القففدو احلسففنة يف العمففل‪ :‬فالقذذدوة احلسذذنة ذات جذذدوْ يف غذذرس القذذيم اإلجيايبذذة يف العمذذل‪،‬‬ ‫فلقد لان الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قدوة حسنة ومثل أعلى ألصحابه‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ذت ذذريلم‪ ،‬فذذإن أحسذذنت‬ ‫ذت علذذيكم ولسذ ُ‬ ‫وقذذد ثبذذت عذذن أيب بكذذر ‪-‬رضذذي هللا عنذذه‪ -‬أنذذه قذذال‪( :‬وليذ ُ‬ ‫فأعينوين‪ ،‬وإن أسذأت ِ‬ ‫فقومذوين)‪.‬ولذان عمذر بذن اخلطذاب ‪-‬رضذي هللا عنذه‪ -‬مثذال علذى القذدوة ألصذحابه‬ ‫يف امليذذدان العملذذي‪ ،‬وملذذا مذذات قيذذل‪( :‬لقذذد أتعبذذت اخللفذذاء بعذذدك اي عمذذر)‪.‬وإذا نظذذر املوظفذون إىل مذذديرهم‬ ‫وهو خ ٍال من أخالق العمل فسيدرجون على نفس املنوال‪ ،‬فذاملوظف يتذأثر سذلبا وإجيذااب قذن يتخذنه قذدوة‬ ‫له‪.‬‬ ‫‪ -4‬عمففل لففوائح أخالقيففة وتعميمهففا علف املفوظفني‪ :‬قذذد تصذذدر بعذذض املمارسذذات غذذري األخالقيذذة‬ ‫تنت عن ضعف يف فهم األخالقيات الوظيفية‪ ،‬وعدم معرفذة بضذوابط وقذيم املهنذة لذنا البذد لكذل مهنذة مذن‬ ‫إعادة صياغة أخالقيا ا‪ ،‬منطلقة من الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتعميمها على موظفيها‪.‬‬ ‫‪ -5‬املتابع ف فة والتقيف ففيم املسف ففتمر‪ :‬وق ذذد ل ذذان عم ذذر ‪-‬رض ذذي هللا عن ذذه‪ -‬يس ذذأل الرعي ذذة‪( :‬أرأي ذذتم إذا‬ ‫ذت قضذيت مذا علذي قذالوا‪ :‬نعذم‪.‬قذال‪ :‬ال حذىت أنظذر‬ ‫استعملت عليكم خري من أعلذم مث أمرتذه ابلعذدل ألن ُ‬ ‫يف عمله‪ِ ،‬‬ ‫أعمل قا أمرته أم ال)‪.‬‬ ‫‪ -6‬استعمال الوسائل اإلعالمية لرتسيخ أخالقيات املهنة‪.‬‬ ‫‪ -7‬تعزيز مةدأ شرف العمل‪ :‬وأن لل وظيفة هلا َرفها ومكانتها‪.‬‬ ‫‪ -8‬نشر مثر االلتزام األخالقي املهين‪ :‬وذل من خالل ما يلي‪:‬‬ ‫ القضاء على البطالة املقنعة (الغري منتجة) واحلد من هدر املوارد‪.‬‬‫‪ -‬احلث على اجلد واإلبتكار‪.‬‬ ‫ تطوير قدرات املوظف ومهاراته‪.‬‬‫عقةات تطةيق أخالقيات املهنة‪:‬‬ ‫يالحظ يف العقةات أهنا عكس كل ما يرسخ األخالقيات‪.‬‬ ‫ول لِ‬ ‫* غياب القدو احلسنة ‪.‬قال هللا سبحانه وتعاىل‪{ :‬لااق كد الا ان لا ُكم ِيف رس ِ‬ ‫ُس اوةٌ اح اسناةٌ لِ ام كن‬ ‫اّلل أ ك‬ ‫ك اُ‬ ‫‪9‬‬ ‫اّللا الثِريا}‪.‬‬ ‫اّللا اوالكياذ كوام كاآل ِخار اوذا الار ل‬ ‫الا ان ياذ كر ُجو ل‬ ‫فقذذد جعذذل هللا القذذدوة احلسذذنة الرسذذل والصذذاحلني مذذن عبذذاده‪ ،‬وعذذدم التفائذذه إبن ذزال الكتذذب علذذيهم‪،‬‬ ‫فأرسل الرسل‪ ،‬وقص على املؤمنني قصصهم وعذرض سذري م مث أمذر ابتبذاعهم‪ ،‬واالقتذداء هبذم‪ ،‬فقذال تعذاىل‪:‬‬ ‫{أولْ النين هدْ هللا‪ ،‬فبهداهم اقتده} سورة األنعام‪.‬‬ ‫احلس الديين والوطين‪ :‬وتغليب املصلحة الشخصية عل املصلحة العامة‪.‬‬ ‫* ضعف ّ‬ ‫* عدم وضوح‪ ،‬أو تفعيل النظام‪.‬ففي أخالقيذات املهنذة‪ ،‬قذد تتذوافر اللذوائح واألنظمذة لكنهذا تتسذم‬ ‫يف بعضها بعدم الوضوح‪ ،‬وابلتايل تفسريها تفسريا خاطْا‪.‬‬ ‫* فقففدان روح التفففاهم بففني املسفففول واملففوظفني‪.‬جيذذب أن تسذذود روح التفذذاهم بذذني أف ذراد الفريذذق‬ ‫والتعاون املثمذر‪.‬واعتبذار االخذتالف‬ ‫وليس للتشاحن‪.‬‬ ‫الذرأي ظذاهرة صذحية تذؤدْ إىل االبتكذار والوصذول ألفكذار جديذدة‬ ‫* عدم تطةيق العقوابت‪.‬فمن أمن العقوبة أساء األدب‪ ،‬والعقوبة ال تذراد لذنا ا‪ ،‬بذل لتقذوة سذلوك‬ ‫األفراد واملسؤولني املنحرف‪ ،‬وإعطاء اآلخرين صورة عن اجلدية يف تطبيق النظام‪.‬‬ ‫أثفر األخالق عل الفرد و اجملتمع‪:‬‬ ‫‪ -1‬التساب اإلنسان مرضاه هللا وثوابه‪.‬‬ ‫‪ -2‬أنه سبب لدخول اجلنة‪.‬‬ ‫‪ -3‬التساب قوة اإلرادة والسلوك القوة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬زايدة اإلنتاج‪ ،‬واحرتام النظام‪ ،‬وحتمل املسؤولية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬الشعور ابلراحة والطمأنينة‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫أخالقيات املمارس الصحي‬ ‫من هو املمارس الصحي‬ ‫هذذو مذذن يقذذدم أو يشذذارك يف تقذذدة الرعايذذة الصذذحية املباَذذرة للم ذريض س ذواء ألذذان ذل ذ يف َ ذكل‬ ‫خدم ذذة تشخيص ذذية أو عالجي ذذة أو دهيلي ذذة ذات الت ذذأثري عل ذذى احلال ذذة الص ذذحية‪ ،‬ويش ذذمل األطب ذذاء‪ ،‬وأطب ذذاء‬ ‫األس ذ ذ ذذنان‪ ،‬والص ذ ذ ذذيادلة‪ ،‬واملمرض ذ ذ ذذني‪ ،‬و الفني ذ ذ ذذني الص ذ ذ ذذحيني‪ ،‬ويش ذ ذ ذذمل ل ذ ذ ذذنل األخص ذ ذ ذذائيني النفس ذ ذ ذذيني‬ ‫واالجتماعيني‪ ،‬وأخصائي التغنية والصحة العامة‪ ،‬واإلسعاف‪ ،‬والتمذريض‪ ،‬واملعلوماتيذة الصذحية‪ ،‬ولذل مذن‬ ‫يعمل يف ا ال الصحي‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬أخالق املمارس الصحي مع نفسه‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإلخالص واستشعار العةودية هلل تعاىل يف ممارسة املهنة الصحية‪.‬‬ ‫مم ذذا يتص ذذف ب ذذه املم ذذارس الص ذذحي إخ ذذالص الني ذذة هلل تع ذذاىل‪ ،‬واستش ذذعار مراقب ذذة هللا ل ذذه‪ ،‬واستحض ذذار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذكي واكحميذاي وممذاا ِذايت ِلّللِ ر ِ‬ ‫العبوديذذة لذذه سذذبحانه ‪ ،‬قذذال هللا عذذز وجذذل ‪ ﴿ :‬قُذذل إِ لن ا ِ‬ ‫ني ﴾‬ ‫ب الك اعذذالام ا‬ ‫ا‬ ‫صذ اذاليت اونُ ُسذ ا ا ا ا‬ ‫ك‬ ‫سورة األنعام ‪.162‬‬ ‫‪ -2‬التحلي مبكارم األخالق‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫ الصدق‪ :‬وهو صفة أساسية من صفات املؤمن قال تعاىل‪ (:‬اي أيهذا الذنين آمنذوا اتقذو هللا ولونذوا‬‫مع الصذادقني) ‪ :‬التوبذة‪ ،119 :‬والصذدق لذيس صذدق الكلمذة فحسذب‪ ،‬بذل صذدق النيذة‪ ،‬وصذدق العمذل‬ ‫واألداء أيضا‪ ،‬فهو يشمل العالقات اإلنسانية للها‪.‬‬ ‫ األمانفة والنزاهفة‪ :‬املمذارس الصذحي مذؤتن علذذى األرواح واألعذراض‪ ،‬فذال بذد أن يتصذف ابألمانذذة‬‫وأن يؤديها على وجهها الصحيح‪ ،‬ومن األمانة اعافظة على أسرار املرضى‪.‬‬ ‫ التواضع واحرتام اآلخرين‪ :‬على املمارس الصحي أن يكون متواضعا فال يتكإب على مرضاة أو‬‫حيتقرهم‪ ،‬وأن يقبل احلق ممن أتى به‪ ،‬وأن حيذرتم لذل مذن يتعامذل معذه مذن مرضذى أو أوليذائهم‪ ،‬قذال ‪-‬صذلى‬ ‫‪11‬‬ ‫هللا عليه وسلم‪( :‬ال يدخل اجلنة من لان يف قلبه مثقال ذرة من لإب) رواه مسلم‪.‬‬ ‫ الصففو واحللففم‪ :‬يتعامذذل املمذذارس الصذذحي مذذع نوعيذذات ئتلفذذة مذذن فْذذات ا تمذذع‪ ،‬ويتطلذذب ذلذ‬‫منذذه قذذدرا لب ذريا مذذن الصذذإب وسذذعة الصذذدر‪ ،‬وحتمذذل تصذذرفات املرضذذى‪ ،‬ويعذذنر ضذذيق بعض ذهم بسذذبب املذذرض‬ ‫واألمل‪ ،‬وال يقصر يف إعطائه حقه الكامل من الرعاية ‪.‬‬ ‫اثنياً‪ :‬أخالق املمارس الصحي مع املرض ‪:‬‬ ‫‪ -1‬العطف واحملةة‪ :‬فال يقول ما يوهن املريض أو يوقعه يف اليأس ويراعي التأثري النفسي‪.‬‬ ‫‪ -2‬الةعففد عففن تق فرات األمففور‪ :‬لالنميمذذة‪ ،‬واهلمذذز‪ ،‬واللمذذز‪ ،‬ولثذذرة الكذذالم‪ ،‬والذذتلفظ أبلف ذاظ غذذري‬ ‫مقبولة‪ ،‬وخاصة أثناء أدائه لواجبه‪.‬‬ ‫‪ -3‬طمأنة املريض‪ :‬وأن يستخدم مهاراته يف ختفيف مصاب املريض‪ ،‬عمذال بقذول الرسذول ‪-‬صذلى‬ ‫هللا عليذذه وسذذلم‪( :-‬يسذذروا وال تعسذذروا بشذذروا وال تنفذذروا )‪.‬متفذذق عليذه‪.‬ومذذن ذلذ القيذذام قذذا‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫ التفاعذذل اإلجيذذايب مذذع مشذذاعر امل ذريض وأحاسيس ذه وتصذذحيح تصذذوراته جتذذاه امل ذرض والع ذالج‪،‬‬‫وإعطائه الوقت الكايف الستيعاب ما يقال له والتعبري عن مشاعره جتاه املرض والعالج‪.‬‬ ‫ تنلري املريض أبن املرض ابتالء من هللا وأن فيه تكفريا ورمحة مع اختيذار األسذلوب والوقذت‬‫املناسبني ‪.‬‬ ‫‪ -‬الدعاء للمريض مما يساعده على حتمل املرض و تطييب نفسه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬حتقيق مصلحة املريض وحفظ حقوقه‪ :‬ويتضح ذل يف ما أييت‪:‬‬ ‫ االقتصذذار يف إجذراء الفحوصذذات الطبيذذة ووصذذف الذذدواء أو إجذراء العمليذذات علذذى مذذا تتطلبذذه‬‫حالة املريض ‪.‬‬ ‫ املساواة يف املعاملة بني مجيع املرضى وعدم التفريق بينهم يف الرعاية الطبية ‪.‬‬‫‪ -‬االمتناع عن استخدام طرق تشخيصية أو عالجية غري معرتف هبا علميا‪.‬‬ ‫ إحالة املريض إىل طبيب آخر ئتص بنوع مرضه أو لديه وسائل ألثر فعاليذة إذا اسذتدعت‬‫‪12‬‬ ‫حالة املريض ذل ‪.‬‬ ‫ احرتام رغبة املذريض يف االنتقذال إىل ممذارس صذحي آخذر أو يف احلصذول علذى التقريذر الطذيب‬‫الالزم أو املعلومات املدونة يف سجله الطيب ‪.‬‬ ‫‪ -‬االستمرار يف تقدة الرعاية الطبية املناسبة للمريض مهما طالت مدة مرضه ‪.‬‬ ‫اثلثاً‪ :‬أخالق املمارس الصحي مع اجملتمع‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون قدوة ألفراد جمتمعه يف دينه ودنياه بعيدا عن الشبهات ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يذذدرك أن ا تمذذع والبيْذذة عوامذذل مهمذذه يف صذذحة الفذذرد وأن يسذذاعد ا تمذذع يف التعامذذل مذذع‬ ‫مسببات املرض البيْة واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يذدرك مسذؤوليته يف تعزيذز املسذاواة بذني افذراد ا تمذع لالسذتفاده مذن املذوارد الصذحية واعافظذذة‬ ‫عليها واستخدامها ابلطريقة املثلى‪.‬‬ ‫‪ -4‬التفاعل مع وسائل اإلعالم من أجل توفري املعلومات الصحيحة للمجتمع‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن يسذذهم قذذدر االسذذتطاعة يف دراسذذة املشذذكالت الصذذحية علذذى مسذذتوْ ا تمذذع واقذرتاح احللذذول‬ ‫املناسبة هلا مثل التدخني واملخدرات وحوادث الطرق واألمراض املعدية وغريها‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬أخالق املمارس الصحي مع زمالء املهنة‪:‬‬ ‫‪ -1‬حس ذذن التص ذذرف م ذذع زمالئ ذذه ومع ذذاملتهم لم ذذا حي ذذب أن يع ذذاملوه‪.‬ق ذذال الن ذذيب ‪-‬ص ذذلى هللا علي ذذه‬ ‫وسلم‪( :-‬ال يؤمن أحدلم حىت حيب ألخيه ما حيب لنفسه) متفق عليه‪.‬‬ ‫‪ -2‬جتنذذب النقذذد املباَذذر للزميذذل‪ ،‬أمذذا النقذذد العلمذذي املنهجذذي النزيذذه فذذال يذذتم أمذذام املرضذذى‪ ،‬بذذل يف مذذا‬ ‫بينهما‪ ،‬أو يف اللقاءات العلمية واملؤترات الطبية وا الت العلمية‪.‬‬ ‫‪ -3‬بنل الوسع يف إفادة املمارسني الصحيني‪ ،‬قا ميل من خإبة ومعلومات ومهارات‪.‬‬ ‫‪ -4‬إذا علذذم املمذذارس الصذذحي مذذن حذذال أحذذد زمالئ ذذه مذذا مذذن َذذأنه التذذأثري علذذى سذذالمة ممارس ذذته‬ ‫الطبية‪ ،‬أو غلب على ظنه حصول ضرر للمريض من قبله لزمذه الرفذع بذنل اجلهذة املختصذة‬ ‫‪13‬‬ ‫للنظر يف األمر واختاذ القرار املناسب؛ ألن ذل من مقتضيات األمانة‪.‬‬ ‫جاء يف نظام مزاولة املهن الصحية (املادة الرابعة والعشرون)‪:‬‬ ‫(جيذذب أن تقذذوم العالقذذات بذذني املمذذارس الصذذحي وغذذريه مذذن املمارسذذني الصذذحيني‪ ،‬علذذى أسذذاس مذذن‬ ‫التعاون‪ ،‬والثقة املتبادلة‪.‬وحيضر على املمارس الصذحي الكيذد لزميلذه‪ ،‬أو االنتقذاص مذن مكانتذه العلميذة أو‬ ‫األدبية أو ترديد اإلَاعات الذيت تسذيء إليذه‪ ،‬لمذا حيضذر عليذه مذع حماولذة اجتذناب املرضذى الذنين يعذاجلون‬ ‫لدْ زميله او العاملني معه أو صرفهم عنه بطريق مباَر أو غري مباَر)‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬أخالق املمارس الصحي جتاه الفريق الصحي‪:‬‬ ‫‪ -1‬عالقة املمارس الصحي برؤسائه‪:‬‬ ‫يف بعذذض الدراسذذات النفسذذية الذذيت أجريذذت‪ ،‬وجذذد أن العالقذذة الناجحذذة بذذني الذرئيس واملذذرسوس‬ ‫تضذذفي علذذى حيذذاة املذذرسوس قذذدرا لبذريا مذذن الرضذى‪ ،‬أمذذا العالقذذة السذذيْة فإهنذذا قذذد تذذؤثر سذذلبيا‬ ‫علذذى حياتذذه قذذا يف ذلذ عالقاتذذه األسذرية‪.‬وإىل جانذذب الذذدعامات الذذثالث (اعبذذة واالحذرتام‬ ‫والتعاون) هناك رلائز أخرْ هلنه العالقة‪:‬‬ ‫ أن ي ذذدرس املم ذذارس الص ذذحي اخلريط ذذة اإلداري ذذة يف اجله ذذاز ال ذذني يعم ذذل في ذذه‪ ،‬ه ذذنه املعرف ذذة‬‫ضرورية لتجنب سوْ التفاهم‪ ،‬واحتمال التصادم مع رئيسه‪.‬‬ ‫ أن يراعي االلتزام ط السلطة‪ ،‬وأن ال يتجاوز رئيسه املباَذر إىل مذن هذو أعلذى منذه‪ ،‬إال يف‬‫حالة الضرورة القصوْ اليت يسذتنفن فيهذا لذل الوسذائل املتاحذة‪.‬هذنا التجذاوز –لذو حذدث–‬ ‫سيكون من أهم أسباب االحتكاك الغري حممود بني املرسوس ورئيسه‪.‬‬ ‫ إذا اختلف املرسوس يف وجهة نظره مذع رئيسذه‪ ،‬فمذن حقذه أن يعذإب عذن وجهذة نظذره بوضذوح‬‫وأمانة وموضوعية‪ ،‬فهنا أدعى إىل أن يكتسذب احذرتام رئيسذه‪.‬علذى أنذه مذن احلكمذة قكذان‬ ‫أن يراعي يف هنه املصارحة أمرين‪:‬‬ ‫األمر األول‪ :‬أن يعإب عن اختالفه يف وجهة النظر مع رئيسه يف جلسة خاصة بينهما‪ ،‬وأن‬ ‫ال يعلن عن هنا االختالف أمام املأل – ما استطاع إىل ذل سبيال – هنا التصرف حرْ‬ ‫‪14‬‬ ‫أبن يُبقذي حبذذال الذذود موصذولة بينهمذذا‪ ،‬مذذع مذذا قذذد يكذذون بينهمذذا مذذن اخذذتالف يف وجهذذات‬ ‫النظر‪.‬‬ ‫األمر الثا ‪ :‬أن يدرك أن الرئيس هو الني ميل القرار النهائي‪.‬فإذا ما اختلفذت وجهذات‬ ‫النظر‪ ،‬لان من حق الرئيس أن يصدر القرار النهائي وأن يتحمل مسؤوليته‪.‬‬ ‫‪ -2‬عالقة املمارس الصحي مبرؤوسيه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬علذذى ال ذرئيس أن يضذذع مذذع مرسوسذذه األهذذداف املطلذذوب حتقيقهذذا‪.‬وللمذذا لانذذت ه ذنه األهذذداف‬ ‫واضحة وحمددة‪ ،‬وقابلة للقياس‪ ،‬ومرتبطة جبدول زمي‪ ،‬لانت أدعى إىل التحقيق‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تشذذيجع مرسوسذذه للمذذا أحسذذن عملذذه‪ ،‬أو أدْ مذذا عليذذه مذذن واجبذذات إبتقذذان‪.‬والتشذذجيع أدبيذذا‬ ‫لان أو ماداي جيعل املرسوس أَد محاسا يف عمله‪ ،‬وألثر والء لرئيسه‪.‬‬ ‫ت‪ -‬مشارلة الرئيس ملرسوسه يف وضع األهداف‪ ،‬وخطة العمل‪ ،‬أدعى النتماء املرسوس لعمله‪.‬‬ ‫ث‪ -‬لل ذرئيس أن يف ذذوض م ذذا يذ ذراه مناس ذذبا م ذذن ص ذذالحياته ملرسوس ذذه‪.‬والتف ذذويض أح ذذد عناص ذذر اإلدارة‬ ‫اجليدة‪َ ،‬ريطة أن يصاحبه أمران‪:‬‬ ‫أوهلما‪ :‬أن يدرب الرئيس مرسوسه على القيام بعمله‪.‬‬ ‫واثنيهما‪ :‬أن يتابع ويقيم ما يقوم به مرسوسه‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫القانون الطيب (األسرار الطةية – اإلذن الطيب)‪:‬‬ ‫األسرار الطةية‬ ‫السر يف اللغة‪ :‬يدل على إخفاء الشيء وعدم إظهاره‪.‬‬ ‫ويف االصففطالح‪ :‬لذذل مذذا يفضذذي بذذه اإلنسذذان إىل آخذذر مسذذتكتما إايه‪ ،‬ويشذذمل مذذا حفذذت بذذه قذرائن‬ ‫دالذذة علذذى طلذذب الكتمذذان أو إذا لذذان العذذرف يقضذذي بكتمانذذه‪ ،‬لمذذا يشذذمل خصوصذذيات اإلنسذذان وعيوبذذه‬ ‫اليت يكره أن يطلع عليها الناس‪.‬‬ ‫ويعرف السر الطيب أبنفه‪ :‬لذل مذا يعرفذه املمذارس الصذحي أثنذاء ممارسذته مهنتذه أو بسذببها ولذان يف‬ ‫إفشائه ضرر لشخص أو لعائلته‪.‬‬ ‫والقاعففد يف التعامففل مففع سففر املففريض أن يعلففم املمففارس الصففحي‪ :‬أنذذه لذذوال قسذذوة املذذرض وَذذدة‬ ‫وطأتذذه علذذى امل ذريض ومعذذاانة آالمذذه ملذذا ابح بشذذيء مذذن هذذنه األس ذرار للممذذارس الصذذحي‪ ،‬فذذإن لث ذريا مذذن‬ ‫املرض ذذى يع ذذرض هل ذذم عل ذذل يكتموهن ذذا ع ذذن آابئهذذم وأهل ذذيهم‪ ،‬وي ذذنلروهنا للمم ذذارس الص ذذحي أم ذذال يف الرعاي ذذة‬ ‫الصحية املقدمة هلم‪.‬‬ ‫أنواع األسرار وحكمها‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬ما أمر الشرع بكتمانه وعدم إذاعته‪.‬‬ ‫احلكففم‪ :‬حيذذرم إفشذذاسه ملذذا يرتتذذب عليذذه مذذن ضذذرر ديذذي أو دنيذذوي‪.‬ومذذن ذل ذ ‪ :‬مذذا جيذذري بذذني الرجذذل‬ ‫وامرأته حال املعاَرة من أمور االستمتاع‪.‬‬ ‫الذذدليل‪ :‬قذذول الرسذذول ‪( :‬إن مذذن َذذر النذذاس عنذذد هللا منزلذذة يذذوم القيامذذة الرجذذل يفضذذي إىل امرأتذذه‬ ‫وتفضي إليه‪ ،‬مث ينشر سرها) رواه مسلم‪.‬‬ ‫اثنياً‪ :‬ما يريد اإلنسان عمله مما تدعو املصلحة إىل كتمانه‪.‬‬ ‫احلكم‪ :‬ال يذرتبط بذه حكذم تكليفذي‪ ،‬فلإلنسذان أن يتحذدث عذن مشذاريعه املسذتقبلية مذثال ومذا يعتذزم‬ ‫القيام به‪ ،‬وليس عليه يف ذل حرج‪.‬‬ ‫اثلثاً‪ :‬ما يةلغ اإلنسان من األمور اليت يطلفب صفاحةها كتماهنفا‪ ،‬سفواء طلفب ذلف صفراحة‪ ،‬أو‬ ‫بداللة احلال أبن يتعمد احلديث عنها حال اإلنفراد مثالً‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫احلكفم‪ :‬حذرام إفشذذاسه ابتفذاق الفقهذذاء‪ ،‬سذواء تضذمن ضذذررا أو مل يتضذمن؛ ألن هذنا مذذن قبيذل حفذذظ‬ ‫العهد وهو لالوديعة اليت جيب حفظها‪.‬‬ ‫الففدليل‪ :‬قذذال تعذذاىل‪{ :‬اي أيهذذا الذذنين آمنذوا ال ختون ذوا هللا والرسذذول وختون ذوا أمذذاانتكم وأنذذتم تعلمذذون}‬ ‫سورة األنفال آية ‪.27‬وقد مسى النيب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬السر أمانة‪ ،‬عذن جذابر بذن عبذدهللا ‪-‬رضذي‬ ‫قذذال‪( :‬إذا حذذدث الرجذذل ابحلذذديث مث التفذذت فهذذي أمانذذة) رواه أبذذوداود‪،‬‬ ‫هللا عنهمذذا‪ -‬أن رسذذول هللا‬ ‫وحسنىه األلباين يف السلسلة الصحيحة‪.‬‬ ‫يسذذتثو مذذن ذلذ مذذا إذا ترتذذب علذذى اإلفشذذاء مصذذلحة للميذذت فيكذذون اإلفشذذاء مباح ذا أو مسذذتحبا‪،‬‬ ‫لأن يكون تزلية للميت وثناء عليه أو لشف منقبة أو عمل صاحل‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬ما كان األصل إخفاءه واطلع عليفه شفخب بسفةب مهنفه‪.‬كفاطالع املمفارس الصفحي أو‬ ‫القاضي أو املفيت أو احملامي عل أسرار من يتعامل معهم‪.‬وهو تور حديثنا‪.‬‬ ‫احلكم الشرعي لةعض املسائل اليت هلا عالقة مةاشر ابلسر الطيب وتشرتك معه يف احلكم‪،‬‬ ‫وذل عل النحو التايل‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬الغيةة‪:‬‬ ‫وهذذي حمرمذذة بقذذول هللا تعذذاىل‪{ :‬وال يغتذذب بعضذذكم بعضذذا أحيذذب أحذذدلم أن أيلذذل حل ذم أخيذذه ميتذذا‬ ‫فكرهتموه} سورة احلجرات آية ‪.12‬‬ ‫ضابطها يف قوله‪(( :‬أتدرون ما الغيبة قالوا‪ :‬هللا ورسوله أعلذم‪ ،‬قذال‪ :‬ذلذرك‬ ‫وقد بني رسول هللا‬ ‫أخاك قا يكره‪.‬قال‪ :‬أفرأيت إن لان فيه ما أقول قال‪ :‬إن لان فيه ما تقول فقد اغتبته‪ ،‬وإن مل يكن فيه‬ ‫ما تقول فقد هبته)) رواه مسلم‪.‬‬ ‫فنلر اإلنسان لغريه بشيء يكرهه – ولو لان فيه – هو الغيبة‪.‬‬ ‫إذا فاألصذذل أن الكذذالم قذذا يكرهذذه املتحذذدث عنذذه ح ذرام‪ ،‬وهذذنا يشذذمل عيذذوب اإلنسذذان البدنيذذة‪ ،‬أو‬ ‫اخللقية‪.‬‬ ‫اثنياً‪ :‬النميمة‪:‬‬ ‫وهذي‪ :‬نقذذل الكذذالم علذذى وجذذه التحذريا‪ ،‬أو اإلفسذذاد بذذني النذذاس وهذذي مذذن األمذذور اعرمذذة‪ ،‬قذذال عليذذه‬ ‫الصالة والسالم‪( :‬ال يدخل اجلنة قتات) رواه البخاري‪.‬والقتات هو النمام‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اثنياً‪ :‬حترمي نشر السر‪ :‬وقد سةقت أدلته‪.‬‬ ‫ملخب ما سةق‪ :‬أن إفشاء السر تفرم يف األصفل‪ ،‬ويفزداد التحفرمي إن تضفمن إفسفاداً أو ذكفراً‬ ‫لعيب‪.‬‬ ‫وإذا لذذان هذذنا احلكذذم يتعلذذق ابألس ذرار بصذذفة عامذذة فممذذا ال َ ذ فيذذه أن األس ذرار الذذيت يطلذذع عليهذذا‬ ‫املمارس الصحي إفشاسها أَد حرمه‪.‬وفيما يلي بعض املسائل املتعلقة ابألسرار الطةية‪:‬‬ ‫املسففألة األوىل‪ :‬يتألذذد وجذذوب لتمذذان السذذر يف حذذق املمذذارس الصذذحي‪ ،‬فمذذن حذذق املذريض عليذذه أن‬ ‫اليبوح أبي معلومات عنه سذواء وصذلت إليذه تلذ األسذرار عذن طريذق القذول أو رآهذا املمذارس الصذحي أو‬ ‫استنتجها مذن حالتذه‪ ،‬وذلذ أن ثقذة املذريض يف املعاجلذه هذي أسذاس التعامذل بينهمذا‪ ،‬دليذل ذلذ أن حفذظ‬ ‫السر من حفظ األمانة وقد قال تعاىل‪{:‬والنين هم ألماان م وعهدهم راعون} سورة املؤمنون آية ‪.8‬‬ ‫املسألة الثانية‪ :‬ا هول الني ال ينلر امسه وال وصف له مييزه عن غذريه ومل تكذن قرينذة الكذالم تذدل‬ ‫على عليه‪ ،‬ال يكون الكالم عنه غيبة‪ ،‬فمن أخذإب أنذه رأْ َخصذا ومل يعينذه‪ ،‬فإنذه ال يكذون مفشذيا لسذره؛‬ ‫ألن ا هذذول لذذيس لذذه غيبذذة لعذذدم حصذذول الضذذرر عليذذه ابإلخبذذار عنذذه‪.‬دليلذه قذذول الرسذذول‪ (( : :‬امذذا ااب ُل‬ ‫أاقك ذذوٍام قاذذالُوا الذ انا والذ انا لا ِكذ ِذي أُصذذلِي وأ ااانم وأاصذذوم وأُفك ِطذذر وأاتاذذزلوج النِسذذاء فامذذن ر ِ‬ ‫ذب اعذ كذن ُسذن ِ‬ ‫س ِمذ ِذي))‬ ‫ذي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ف‬ ‫ليت‬ ‫ذ‬ ‫غ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ا ا ُا ُ ُا ُا ا ُ ا ا اكا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫املسففألة الثالثففة‪ :‬إذا أذن امل ذريض إبفشذذاء َذذيء خيصذذه‪ ،‬فإنذذه جيذذوز إفشذذاسه؛ ألن احل ذق لذذه وقذذد تن ذازل‬ ‫عنه‪ ،‬إال إذا لان إفشاسه يتضمن التعرض حلق هللا تعاىل أو حلق إنسان آخر‪.‬‬ ‫فحق هللا تعاىل‪ :‬لما لو تضمن رميه ببعض الفواحا أو الدعوة إىل الفساد والرذائل‪.‬‬ ‫وأما حق اإلنسان‪ :‬فكما لو تعلق األمر بشخص اثلث فإن له حقا يف لتمان السر أيضا‪.‬‬ ‫املسألة الرابعة‪ :‬استثناءات تبيح لشف السر (مىت يةاح إفشاء السر؟)‪:‬‬ ‫جيذذوز إفشذذاء السذذر إذا تضذذمن درء مفسذذدة عامذذة‪ ،‬أو جلذذب مصذذلحة عامذذة‪.‬ويقذذع الرتجذذيح حبسذذب‬ ‫االجتهاد املصلحي يف مسألة درء املفسدة عن الفرد‪.‬‬ ‫ولعل من أوضح أمثلة هنا الباب ما طبقه علماء احلديث من الكشف عن أحوال الرواة من أحوال‬ ‫مل يقله‪.‬‬ ‫تبني فسق الراوي أو قلة دينه أو ضعف حفظه‪ ،‬وهنا لدفع مفسدة نسبة حديث للنيب‬ ‫وتطبيقا لنل فإنه يباح للممارس الصحي لشف السر إذا لان عدم اإلفشذاء يتضذمن ضذررا يلحذق‬ ‫‪18‬‬ ‫اب تمع‪ ،‬أو يضر بفرد منه ضررا ألإب من ضرر صاحب السر‪.‬‬ ‫وطريق تقدير املفسدة والضرر يرجع للنظام املنصوص عليه والسياسة الشرعية يف ذل ‪.‬‬ ‫وتطةيقاً لذل نذكر بعض األمثلة اليت يةاح فيها للممارس الصحي كشف السر وهي‪:‬‬ ‫‪.1‬إذا لذذان أحذذد الذذزوجني مصذذااب قذذرض جنسذذي معذذد (ينتقذذل ابملباَذذرة) فإنذذه جيذب إبذذال الطذذرف‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫‪.2‬إذا ل ذذان امل ذذريض غ ذذري الئ ذذق بعم ذذل مع ذذني لاملص ذذاب ابالض ذذطراابت العص ذذبية أوض ذ ذعف الرسي ذ ذة‬ ‫الشديد‪ ،‬فال بد من إبال جهة عمله – فيما لو لان سائقا مثال‪.-‬‬ ‫‪.3‬إذا علم بقرب حدوث جرمية فتبلغ اجلهة املختصة بنل ‪.‬‬ ‫‪.4‬إذا علم بوجود مرض معد سا ٍر‪.‬‬ ‫‪.5‬عنذذد الكشذذف الطذذيب قبذذل الذذزواج‪ ،‬إذا تبذذني عذذدم توافذذق أحذذد ال ذزوجني مذذع اآلخذذر فذذال ب ذد مذذن‬ ‫إبالغه‪.‬‬ ‫‪.6‬إذا اعتقد أن وفاة قد حصلت نتيجة جرمية‪.‬‬ ‫‪.7‬إذا دعي للشهادة يف اعكمة؛ لقوله تعاىل‪{:‬ومن يكتمها فإنه آمث قلبه} سورة البقرة ‪.283‬‬ ‫تنةيه‪:‬‬ ‫أسذوة حسذنة‪ ،‬إذ مل‬ ‫البد مذن التنبذه إىل اسذتعمال أحسذن األلفذاظ يف التعبذري‪ ،‬ولنذا يف رسذول هللا‬ ‫يكن فاحشا وال متفحشا‪ ،‬فيتلفظ أو يكتب الطبيب العبارة املؤدية للغرض‪.‬‬ ‫فكلمذذة (غذذري الئذذق) تكفذذي يف اإلخبذذار عذذن حالذذة املتقذذدم لعمذذل مذذثال دون ذلذذر تفاصذذيل املذذرض‪،‬‬ ‫ولذذنل أن (املذريض مصذذاب قذذرض ينتقذذل ابالتصذذال اجلنسذذي) يكفذذي عذذن تسذذمية املذذرض‪ ،‬و(عذذدم التوافذذق‬ ‫بني الزوجني) لنل يؤدي الغرض دون احلاجة لنلر اسم الداء‪.‬‬ ‫الفئات املنوط هبا حفظ السرية‪:‬‬ ‫اختلف املنظمون حول من هو املكلف حبفظ السر الطيب‪:‬‬ ‫فذذنهب بعضذذهم إىل أن ذل ذ منذذوأل بكذذل مذذن ميذذارس األعمذذال الطبيذذة املهنيذذة لاألطبذذاء والصذذيادلة‬ ‫واملمرضني‪.‬‬ ‫يف حذ ذذني ذهذ ذذب اجتذ ذذاه آخذ ذذر إىل أن ذل ذ ذ يشذ ذذمل مجيذ ذذع العذ ذذاملني يف ا ذ ذذال الصذ ذذحي‪ ،‬لاألطبذ ذذاء‬ ‫والصيادلة واملمرضني ولل من اطلع عليه بسبب مهنته لموظفي السجالت الطبية أو أخصذائي املختذإبات‬ ‫‪19‬‬ ‫واألَعة أو التغنية أو أي فرد من غريهم‪.‬ويرتب على إفشاء السر قيام املسْولية جتاه أي واحد منهم‪.‬‬ ‫واالجتففاه الثففا هففو األقففرب للصففحة وبففذل أخففذ املففنظم السففعود حيففث تففنب املففاد احلاديففة‬ ‫والعشففرون مففن نظففام مزاولففة املهففن الصففحية علف أنففه‪" :‬جيففب علف املمففارس الصفحي أن يفافظ علف‬ ‫األسرار اليت علم هبا عن طريق مهنته"‪.‬‬ ‫وقد بينت املادة األوىل من النظام املشار إليه أعاله املقصود ابملمارس الصحي حبيث يشمل التايل‪:‬‬ ‫"لذذل مذذن يذذرخص لذذه قزاولذذة املهذذن الصذذحية الذذيت تشذذمل الفْذذات اآلتيذذة‪ :‬األطبذذاء البش ذريني‪ ،‬وأطبذذاء‬ ‫األسذ ذذنان‪ ،‬والصذ ذذيادلة األخصذ ذذائيني‪ ،‬والفنيذ ذذني الصذ ذذحيني يف (األَذ ذذعة‪ ،‬والتم ذ ذريض‪ ،‬والتخذ ذذدير‪ ،‬واملختذ ذذإب‪،‬‬ ‫والصذذيدلة‪ ،‬والبص ذرايت‪ ،‬والوابئيذذات‪ ،‬واألط ذراف الصذذناعية‪ ،‬والعذذالج الطبيعذذي‪ ،‬ورعايذذة األسذذنان وترليبهذذا‪،‬‬ ‫والتصذذوير الطبقذذي‪ ،‬والعذذالج النذذووي‪ ،‬وأجهذذزة الليذذزر‪ ،‬والعمليذذات‪ ،‬واألخصذذائيني النفسذذيني واالجتمذذاعيني‬ ‫وأخص ذذائي التغني ذذة والص ذذحة العام ذذة‪ ،‬والقبال ذذة‪ ،‬واإلس ذذعاف‪ ،‬ومعاجل ذذة النط ذذق والس ذذمع‪ ،‬والتأهي ذذل احل ذذريف‪،‬‬ ‫والعالج احلريف‪ ،‬والفيزايء الطبية‪ ،‬وغري ذل من املهن الصحية األخرْ اليت يتم االتفذاق عليهذا بذني وزيذري‬ ‫الصحة واخلدمة املدنية واهليْة السعودية للتخصصات الصحية"‪.‬‬ ‫عقوبة إفشاء السر الطيب‪:‬‬ ‫نذذص الفقهذذاء علذذى أن املمذذارس الصذذحي الذذني يفشذذي أسذرار مرضذذاه يكذذون عرضذذة للعقوبذذة الدنيويذذة‪،‬‬ ‫حيذذث اعتذذإب هذذنا السذذلوك مذذن املمذذارس الصذذحي مذذن اجلذرائم التعزيريذذة الذذيت مل يذذرد فيهذذا عقوبذذة مذذن الشذذارع‪،‬‬ ‫ويعود حتديد العقوبة فيها إىل اإلمام أو القاضي ليجتهد فيما يكون مناسبا ورادعا لكل جرمية‪ ،‬فقد تكون‬ ‫ابلزجر والتوبيخ أو احلبس أو اجللد أو التعزير ابملال أو العزل من الوظيفة‪.‬‬ ‫فالشذذارع حينمذذا تذذرك حتديذذد عقوبذذة اجل ذرائم التعزيريذذة لإلمذذام مل يرتلهذذا لعذذدم أمهيتهذذا إمنذذا تذذرك لإلمذذام‬ ‫حتديدها؛ ألن اجلرمية وأثرها ختتلف إبختالف األَخاص واألعراف والظروف واألزمنة‪.‬‬ ‫ويف النظام فإن املنظم السعودي أوجب على املمارس الصحي حفظ األسرار اليت يطلع عليها حبكم‬ ‫عملذذه‪ ،‬وورد يف املذذادة الثانيذذة والثالثذذون ال ذنص علذذى العقذذوابت التأديبيذذة الذذيت جيذذوز إيقاعهذذا علذذى املم ذارس‬ ‫الصحي حال املخالفه املهنية وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإلننار‪.‬‬ ‫‪ -2‬غرامة مالية ال تتجاوز عشرة آالف رايل‪.‬‬ ‫‪ -3‬إلغذاء الرتخذيص قزاولذة املهنذة الصذذحية وَذطب االسذم مذن سذذجل املذرخص هلذم‪ ،‬ويف حالذة إلغذذاء‬ ‫‪20‬‬ ‫الرتخذذيص‪ ،‬ال جيذذوز التقذذدم بطلذذب تذذرخيص جديذذد إال بعذذد انقضذذاء سذذنتني علذذى األقذذل مذذن‬ ‫اتريخ صدور قرار اإللغاء‪.‬‬ ‫األسرار الطةية يف النظام السعود ‪:‬‬ ‫نصت املادة احلادية والعشرون على أنه‪:‬‬ ‫"جيذذب علذذى املمذذارس الصذذحي أن حيذذافظ علذذى األس ذرار الذذيت علذذم هبذذا عذذن طريذذق مهنتذذه وال جي ذوز لذذه‬ ‫إفشاسها إال يف األحوال اآلتية‪:‬‬ ‫‪.1‬إذا لان اإلفشاء مقصودا به‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اإلبذذال عذذن حالذذة وفذذاة انمجذذة عذذن حذذادث جنذذائي أو احليلولذذة دون ارتكذذاب جرميذذة‪ ،‬وال جيذذوز‬ ‫اإلفشاء يف هنه احلالة إال للجهة الرمسية املختصة‪.‬‬ ‫مرض سا ٍر أو ٍ‬ ‫اإلبال عن ٍ‬ ‫معد‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫دف ذذع املم ذذارس ال ذذام وجه ذذه إلي ذذه امل ذريض أو ذووه يتعل ذذق بكفايت ذذه‪ ،‬أو بكيفي ذذة ممارس ذذته‬ ‫ت‪-‬‬ ‫املهنة‪.‬‬ ‫‪.2‬إذ وافق صاحب السر لتابة على إفشائه أو لان اإلفشاء لنوي املريض مفيدا لعالجه‪.‬‬ ‫‪.3‬إذا صدر له أمر بنل من جهة قضائية"‪.‬‬ ‫وق ذذد بين ذذت الالئح ذذة التنفيني ذذة للنظ ذذام أبن حتدي ذذد األم ذراض الس ذذارية ل ذذنل األم ذراض الش ذذائعة غ ذذري‬ ‫املعدية يصدر بقرار من وزير الصحة‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫اإلذن الطيب‪.‬‬ ‫اإلذن يف اللغة‪ :‬اإلابحة‪.‬‬ ‫اإلذن الطيب اصطالحاً‪ :‬موافقة املريض أو وليه على اإلجراءات الطبية الالزمة لعالجه‪.‬‬ ‫حاالت اشرتاط إذن املريض‪:‬‬ ‫إذا أراد الطبيب عالج املريض فهل يشرتأل أذن هنا املريض‬ ‫ال خيلو األمر من حالتني‪:‬‬ ‫احلالة األوىل‪ :‬أن يكون املريض مشذرفا علذى اهلذالك‪ ،‬وال ميكذن أخذن إذنذه‪ ،‬وميكذن معاجلتذه‪ ،‬وحيتمذل‬ ‫بقاسه حيا بسبب هنه املعاجلة‪.‬لمثل حوادث السيارات اليت يغمى فيها علذى السذائق وال يوجذد أحذد مذن‬ ‫أوليائه‪ ،‬وحالته تستدعي سرعة العالج حفظا حلياته‪.‬‬ ‫احلكم يف هذه احلالة‪ :‬جيب مباَرة العالج دون استْنان وذل إلنقاذه من املوت‪.‬‬ ‫الففدليل‪ :‬قولذذه‬ ‫‪(( :‬ال ضذذرر وال ض ذرار)) رواه ابذذن ماجذذه إبسذذناد علذذى َذذرأل البخذذاري ومسذذلم‪.‬‬ ‫ووجه الداللة‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن ترك عالج املريض إذا مل يتمكن مذن أخذن إذنذه‪ ،‬أو إذن وليذه فيذه ضذرر عظذيم قذد يذؤدي إىل‬ ‫اهلالك فيكون ممنوعا‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن إنقاذ حياة املريض يف هذنه احلالذة فذرض عذني علذى الطبيذب مذادام قذادرا عليذه‪ ،‬وعذدم قيامذه‬ ‫ابملعاجلة هو ضرار على املصاب‪ ،‬واحلديث جاء إبزالة الضرر والضرار‪.‬‬ ‫احلالة الثانية‪ :‬أال يكون املريض مشرفا علذى اهلذالك ففذي هذنه احلالذة اتفذق الفقهذاء علذى عذدم جذواز‬ ‫تطبيب املريض إال بعد أخن إذنه‪ ،‬فإن خالف ذل وطببه ضمن الطبيب يف هنه احلالة‪.‬‬ ‫بيان النب النظامي يف اإلذن الطيب‪:‬‬ ‫نذذص نظذذام مزاولذذة مهنذذة الطذذب البشذذري السذذعودي يف املذذادة ( ‪ ) 21‬أبنذذه يشذذرتأل تذدخل الطبيذذب أو‬ ‫اجل ذراح إذن امل ذريض أو قوافقذذة مذذن ميثلذذه وعلذذى هذذنا فإنذذه إذا تذذدخل الطبيذذب أو اجل ذراح ب ذدون إذن املذذريض‬ ‫وبذذدون ضذذرورة توجذذب االستشذذفاء حقذذت عليذذه املسذذؤولية اجلزائيذذة خلذذروج عملذذه مذذن دائذذرة اإلابحذذة إىل جمذذال‬ ‫التعدي‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ونصذذت املذذادة ‪ – 1 – 21‬ل ‪ :‬علذذى أن تؤخذذن موافقذذة املذريض البذذالغ العاقذذل س ذواء لذذان رجذذال أو‬ ‫امرأة‪ ،‬أو من ميثله إذا لان ال يعتد إبرادته قبل القيام ابلعمل الطيب أو اجلراحي‪ ،‬وذل تشذيا مذع مضذمون‬ ‫خطاب املقام السامي رقذم ‪ / 2428 / 4‬م‪ ،‬واتريذخ ‪ 1404 / 7 / 29‬ه ذ‪ ،‬املبذي علذى قذرار هيْذة لبذار‬ ‫العلماء رقم ‪ 119‬واتريخ ‪ 1404 / 5 / 26‬هذ لما نصت املادة ‪ – 2 – 21‬ل على أنه‪ :‬يتعني علذى‬ ‫الطبيذذب أن يقذ ِذدم الشذذرح الكذذايف للم ذريض أو ويل أمذذره عذذن طبيعذذة العمذذل الطذذيب أو اجلراحذذي الذذني ينذذوي‬ ‫القيام‪.‬‬ ‫أقسام اإلذن الطيب‪:‬‬ ‫ولألذن الطيب أنواع متعدد العتةارات خمتلفة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬أنواع اإلذن ابعتةار موضوعه‪ ،‬وينقسم إىل ‪:‬‬ ‫القسم األول‪ :‬اإلذن املقيد (اخلاص)‪ :‬وفيه يفوض املريض الطبيب إبجراء طيب حمدد‪.‬‬ ‫مثاله‪ :‬اخلتان‪ ،‬أو جراحة استْصال اللوزتني‪ ،‬أو عالج ورم‪.‬‬ ‫احلكم يف هذا القسم‪ :‬أنه األصل‪ ،‬وال إَكال يف جوازه َذرعا مذادام صذادرا مذن صذاحب احلذق يف‬ ‫اإلذن وهو املريض‪ ،‬أو من وليه إن مل يكن املريض أهال لإلذن‪.‬‬ ‫القسففم الثففا ‪ :‬اإلذن املطلففق (العففام)‪ :‬وفيذذه يفذذوض امل ذريض الطبيذذب ابإلج ذراء الطذذيب الذذني يكذذون‬ ‫مناسبا دون تقييد‪ ،‬وذل لقوله‪( :‬أذنت ل بعالجي حسب ما تستدعي حاليت)‪.‬‬ ‫وهنا النوع من اإلذن يطلبه األطباء يف حالة خوفهم من وجذود أمذراض حتتذاج إىل جراحذة مفاجْذة مل‬ ‫يكن يعلم عنها املريض بل وال الطبيب إال بعد مباَرة العمل اجلراحي‪.‬فيحتاأل الطبيب أبخذن هذنا النذوع‬ ‫من اإلذن املطلق لكي يستطيع املعاجلة دون تردد أو خوف من املسؤولية‪.‬‬ ‫مثال ففه‪ :‬أن يك ذذون الطبيذذب قذذد ُح ذدد ل ذذه اإلذن ابستْصذذال الزائذذدة الدوديذذة م ذذثال فيجذذد نفسذذه أم ذذام‬ ‫سرطان يف البطن أو محل خارج الرحم‪.‬‬ ‫وإذا بذذدأ الطبيذذب اجل ذراح العمليذذة إبذن مقيذذد (خذذاص)‪ ،‬مث وجذذد نفسذذه مضذذطرا إىل إج ذراء جراحذذي‬ ‫آخر‪ ،‬فإن لان ويل أمر املذريض حاضذرا أخذن اإلذن منذه‪ ،‬وإال نظذر اجلذراح يف احلالذة‪ ،‬فذإن لانذت ال حتتمذل‬ ‫التأجيذذل‪ ،‬أو لذذان يف ترلهذذا خطذذر علذذى حيذذاة امل ذريض جذذاز لذذه إتذذام اجلراحذذة قذذا ي ذراه مناسذذبا دون انتظذذار‬ ‫اإلذن؛ ألن األذن هنا متعذر‪ ،‬ودرءا ملفسدة هالك املريض فيجوز إجراء العملية بال إذن يف هنه احلالة‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫لكففن ‪..‬إذا وجففد الطةيففب أن حالففة امل فريض حتتمففل التأجيففل فهففل لففه أن جي فر هففذه العمليففة‬ ‫اجلراحية اليت مل أيذن هبا املريض؟‬ ‫األوضح هنا جواز إجذراء العمليذة يف هذنه احلالذة لكذن بشذرأل‪ :‬أن يكذون مقيذدا قذا إذا لذان سذيرتتب‬ ‫علذذى ترلهذذا خطذذر حمقذذق أو غالذذب يف املسذذتقبل‪ ،‬ولذذيس جمذذرد املسذذو الطذذيب؛ ألن ج ذواز إج ذراء مثذذل هذذنه‬ ‫العملية بدون إذن املريض إمنا لان علذى خذالف األصذل وهذو وجذوب إذن املذريض فذال يتجذاوز بذه حذاالت‬ ‫اخلطر اعتملة‪ ،‬سدا لنريعة التساهل والتوسع يف إجراء مثل هنه العمليات‪.‬‬ ‫اثنياً‪ :‬أنواع اإلذن ابعتةار صيغته ينقسم إىل ‪:‬‬ ‫القس ففم األول‪ :‬اإلذن الش فففو ‪ :‬هنذذاك مذذن املعاجل ذذات مذذاال حيتذذاج إىل إذن مكتذذوب فيكتفذذى في ذذه‬ ‫ابإلذن الشفوي‪ ،‬لعدم خطورة هنه الفحوصات واملعاجلات على جسم املريض يف العادة‪.‬‬ ‫أمثلة ذل ‪ :‬التحاليل‪ ،‬واألَعة العادية اليت ليس فيها أي تدخل يف جسم املريض‪ ،‬وخلذع األسذنان‪،‬‬ ‫وحنوها مما يتم يف العيادة دون احلاجة إىل دخول املستشفى أو إعطاء املخدر العام أو النصفي‪.‬‬ ‫القسم الثا ‪ :‬اإلذن املكتوب‪ :‬يرْ بعض الباحثني أن اإلذن املكتوب من املريض البالغ العاقل أو‬ ‫إذن ويل املريض القاصر أو ا نون أو املغمى عليه ينبغي احلصول عليه يف احلاالت التالية‪:‬‬ ‫‪.1‬أي عملية جراحية ما عدا خلع األسنان ومعاجلة الفم اليت يف العيذادة ودون احلاجذة لذدخول‬ ‫املستشفى أو إعطاء املخدر‪.‬‬ ‫‪.2‬إعطاء أي ئدر وخاصة إذا لان التخدير عاما أو نصفيا‪.‬‬ ‫‪.3‬إجراء فحوصات فيها تذدخل يف جسذم املذريض‪ ،‬مثذل املنذاظري للجهذاز اهلضذمي أو البذويل أو‬ ‫التناسلي‪ ،‬وأخن عينه من الكبد أو الكلذى أو األمعذاء أو الذرئتني‪ ،‬والقسذطرة لشذرايني القلذب‬ ‫أو غريها من األوعية الدموية‪.‬‬ ‫‪.4‬إجراء أي عالج ليماوي ملعاجلة السرطان أو عالج ابإلَعاع‪.‬‬ ‫‪.5‬تصوير املريض ابآللة التصويرية أو الفيديو وخاصة إذا لان التصوير يشمل الوجه أما تصوير‬ ‫العمليات اجلراحية أو غريها اليت ال توضح الوجه الني يستدل به على الشخص فال حتتاج‬ ‫إىل إذن‪.‬‬ ‫‪.6‬إذن امل ذ ذ ذريض يف االس ذ ذذتفادة مذ ذ ذذن األنس ذ ذذجة ال ذ ذذيت ال إزالتهذ ذ ذذا أثن ذ ذذاء عمليذ ذ ذذة أو بعذ ذ ذذد والدة‪،‬‬ ‫‪24‬‬ ‫لاالستفادة من املشيمة (يف اخلذالاي اجلنعيذة) أو مذن السذقط الذني نذزل ميتذا السذتعماله يف‬ ‫زرع األعضاء‪ ،‬أو حتنيطه ووضعه يف حملول (الفورمالني) لدراسته وتعليم طلبة الطذب ليتعرفذوا‬ ‫على أنواع األمراض‪.‬‬ ‫وال حاجذذة لذذإلذن يف األنسذذجة واإلف ذرازات الذذيت قذذد تشذذكل خط ذرا علذذى الصذذحة العامذذة‪ ،‬والذذيت جيذذب‬ ‫التخلص منها فينبغي االلتزام ابإلجراءات اليت تفرضها األنظمة الصحية يف هنه احلالة‪.‬‬ ‫من ال يعتو إذنه‪:‬‬ ‫األول‪ :‬الصغري‪ :‬إذا عاجل الطبيب صبيا إبذنه أو إبذن غري وليه‪ ،‬فأصابه َيء بسبب هذنه املعاجلذة‬ ‫فهو ضامن؛ وذل ألن الصيب ليس له أهلية اإلذن ابملعاجلة‪ ،‬فال بد من إذن وليه‪.‬‬ ‫الثففا ‪ :‬فاقففد الففوعي‪ :‬سذواء لذذان ذلذ فقذذداان مؤقتذذا بنذذوم أو مذذرض أو دواء أو حادثذة أو سذذكر أو‬ ‫ختذذدير‪ ،‬أو فقذذداان دائمذذا بسذذبب مذذرض مذذن األمذراض‪.‬لعمذذوم احلذذديث‪(( :‬رفذذع القلذذم عذن ثالثذذة‪ :‬عذذن النذذائم‬ ‫حىت يستيقظ‪ ،‬وعن ا نون‪ -‬حىت يإبأ‪ ،‬وعن الصيب حىت يكإب)) رواه أبوداود قال ابن تيمية‪ :‬تلقذت األمذة‬ ‫هنا احلديث ابلقبول‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬اجملنون‪ :‬سواء ألان اجلنون وفقدان اإلدراك والعقل دائما أو مؤقتا‪ ،‬للحديث السابق‪.‬‬ ‫إذن ويل املريض‪:‬‬ ‫وحتته مسألتان‪:‬‬ ‫املس ففألة األوىل‪ :‬اعتب ذذار إذن األولي ذذاء‪ :‬م ذذن حكم ذذة الشذ ذريعة أهن ذذا اعت ذذإبت الوالي ذذة عل ذذى الغ ذذري عن ذذد‬ ‫االحتياج إليها لما يف حال السفيه والصيب وا نون‪ ،‬فإن هؤالء ال حيسنون التصرف ألنفسهم إما ابلكليذة‬ ‫أو ال حيسنونه على حنو مرضي‪.‬‬ ‫املسألة الثانية‪ :‬ترتيب األولياء يف اإلذن‪ :‬يكون ترتيب األولياء يف اإلذن حبسب قرابتهم من املريض‬ ‫فاألقرب أوىل من األبعد‪ ،‬فاألبناء أحق القرابة؛ ألن التعصيب ابلبنوة مقدم على غريه‪.‬‬ ‫والرتتيب يف أحقية اإلذن بعد ذل راجع إىل الرتتيب يف اإلرث وهو مبي على قوة التعصيب‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫القانون الطيب‪:‬‬ ‫املسفولية الطةية‪.‬‬ ‫تعريف املسئوولية الطةية‪:‬‬ ‫تعرف املسْوولية بوجهٍ عام أبهنا‪ :‬حالة الشخص الني ارتكب أمرا يستوجب املؤاخنة بعدم تنفين‬ ‫أو ترك ما التزم به‪.‬‬ ‫مشروعية املسفولية‪:‬‬ ‫وردت نصذذوص لثذذرية تب ذني مشذذروعية املسذذؤولية‪ ،‬فمذذن الكتذذاب يقذذول هللا سذذبحانه وتع ذاىل‪{ :‬وج ذزاء‬ ‫س ذذيْة س ذذيْة مثله ذذا}‪.‬س ذذورة الش ذذورْ‪.‬وقول ذذه تع ذذاىل‪{ :‬وإن ع ذذاقبتم فع ذذاقبوا قث ذذل م ذذا عُ ذذوقبتم ب ذذه}‪.‬س ذذورة‬ ‫النحذذل‪.126‬ويقذذول سذذبحانه وتعذذاىل‪{ :‬لذذل نفذذس قذذا لسذذبت رهينذذة}‪.‬سذذورة املذذدثر‪.38‬ومذذن السذذنة مذذا‬ ‫روْ أن رسول هللا‬ ‫قال‪(( :‬ال ضرر وال ضرار)) رواه مال يف املوطأ إبسناد على َرأل مسلم‪.‬‬ ‫أركان حتمل املسئوولية الطةية‪:‬‬ ‫ال تقوم املسْوولية على املمارس الصحي عن اخلطأ الطيب املهي إال إذا توفرت فيها أرلان املسْوولية‬ ‫الثالثة وهي‪:‬‬ ‫‪.1‬اخلطأ أو اإلمهال‪.‬‬ ‫‪.2‬حدوث الضرر‪.‬وهو "ما يؤذي الشخص من نواحي مادية ومعنوية"‪.‬‬ ‫‪.3‬العالقة السببية أو الرابطة السببية بني اخلطأ والضرر‪.‬‬ ‫موجةات املسئولية الطةية‪:‬‬ ‫على سبيل املثال ال احلصر يكون املمارس الصحي حمال للمساءلة إذا ارتكب إحدْ التصرفات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ -1‬العمد ‪ /‬لأن يقوم الطبيب على تعمد قطع جزء من املريض ليس حمل العالج واإلذن فيه‪،‬‬ ‫فما يرتتب على القطع وسرايته مضمون‪ ،‬أو أن يقدم الطبيب على أمر حمظور يفضي إىل هالك املريض‬ ‫أو أحد أعضائه ويكون قصده من هنا العمل إيناء املريض وهنه تعتإب من قبل جناية العمد اليت توجب‬ ‫القصاص‪.‬‬ ‫‪-2‬اجلهل ‪ /‬يعتإب اجلهل من أَنع موجبات املسْوولية الطبية بعد العمد‪ ،‬وذل‬ ‫أن املمارس‬ ‫الصحي اجلاهل قد أقدم على نفوس املرضى وأرواحهم قا فيه تغرير وئاطرة‪ ،‬لما أن املتطبب مل حيصل‬ ‫على أذن من املريض بعالجه‪ ،‬وبنل يكون املتطبب قد مجع بني أمرين حمرمني‪ ،‬يكفي واحد منهما يف‬ ‫تضمينه ومعاقبته‪.‬‬ ‫‪-3‬خمالفة أصول املهنة الطةية ‪ /‬جيب اتباع األصول املتبعة واملتعارف عليها يف مهنة الطب‪ ،‬فإذا‬ ‫لان التصرف مطابقا لألصول العلمية وبنل املمارس الصحي العناية املفروضة علية جتاه املريض فال‬ ‫مسؤولية عليه‪ ،‬أما إذا خرج املمارس الصحي يف ممارسته عن هنه األصول فإنه يكون مسؤوال عن ما‬ ‫يرتتب على ذل من ضرر‪.‬‬ ‫‪-4‬اخلطأ ‪ /‬وذل لأن خيطيء املمارس الصحي يف تشخيص املرض؛ لعدم قدرته علميا أو عدم‬ ‫استعماله وسائل التشخيص املعروفة لالسماعة والفحوصات املخإبية‪...‬اخل‪ ،‬أو أن خيطيء الطبيب يف‬ ‫وصف الدواء أو يقدر احلاجة إلجراء عملية جراحية مث يتبني بعد العمل اجلراحي أن املريض لان يف غو‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫أنواع املسفولية اليت تقع عل املمارس الصحي‪:‬‬ ‫املسْوولية اليت تقع على املمارس الصحي بسبب أفعاله تنقسم إىل ثالثة أنواع‪ ،‬املسْولية املدنية‬ ‫واجلزائية والتأديبية‪ ،‬وبيان ذل فيما يلي‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬املسفولية املدنية‪:‬‬ ‫تعرف املسْوولية املدنية أبهنا‪ :‬إخالل الشخص ابلتزام يقع على عاتقه قوجب القانون (النظام)‪.‬‬ ‫وينت عن هنا اإلخالل ضرر لشخص آخر‪ ،‬وهنا الضرر يتطلب التعويض جلإبه‪.‬وينشأ االلتزام‬ ‫يف عمل املمارس الصحي من القوانني املنظمة ملهنة الطب إضافة إىل العقد الطيب بينه وبني املريض‪،‬‬ ‫حيث يلتزم املمارس الصحي ببنل العناية الطبية املطلوبة وتقدة العالج الالزم للمريض‪.‬فإذا ارتكب‬ ‫‪27‬‬ ‫املمارس الصحي أي خطأ طيب ونت عنه ضرر للمريض فإنه يرتتب على ذل قيام املسْوولية املدنية على‬ ‫املمارس الصحي‪ ،‬ويلتزم املمارس الصحي جبإب الضرر عن طريق التعويض املادي‪.‬‬ ‫اثنياً‪ -‬املسفولية اجلزائية‪:‬‬ ‫وتقوم املسْوولية اجلزائية على املمارس الصحي عند ارتكابه أحد األفعال اليت تشكل جرمية يف‬ ‫النظام‪ ،‬مثل‪ :‬جرمية اإلجهاض غري املشروع‪ ،‬وجرمية تعمد الضرر ابملريض وجرمية االمتناع عن تقدة‬ ‫العالج واإلسعاف يف حاالت الضرورة وغريها‪.‬وابإلضافة إىل اجلرائم العامة واليت يتم العقاب عليها وفقا‬ ‫ألحكام الشريعة‪ ،‬فقد نص نظام مزاولة املهن الصحية يف املادة (‪ )28‬على ما يلي‪" :‬مع عدم اإلخالل‬ ‫أبي عقوبة أَد منصوص عليها يف أنظمة أخرْ‪ ،‬يعاقب ابلسجن مدة ال تتجاوز ستة أَهر‪ ،‬وبغرامة ال‬ ‫تزيد على مائة ألف رايل‪ ،‬أو إبحدْ هاتني العقوبتني‪ ،‬لل من‪:‬‬ ‫‪.1‬زاول املهن الصحية دون ترخيص‪.‬‬ ‫‪.2‬قدم بياانت غري مطابقة للحقيقة‪ ،‬أو استعمل طرقا غري مشروعة لان من نتيجتها منحه‬ ‫ترخيصا قزاولة املهن الصحية ‪.‬‬ ‫‪.3‬استعمل وسيلة من وسائل الدعاية‪ ،‬يكون من َأهنا محل اجلمهور على االعتقاد أبحقيته‬ ‫يف مزاولة املهن الصحية خالفا للحقيقة ‪.‬‬ ‫‪.4‬انتحل لنفسه لقبا من األلقاب اليت تطلق عادة على مزاويل املهن الصحية‪.‬‬ ‫‪.5‬وجدت لديه آالت أو معدات مما يستعمل عادة يف مزاولة املهن الصحية‪ ،‬دون أن يكون‬ ‫مرخصا له قزاولة تل املهن أو دون أن يتوافر لديه سبب مشروع حلياز ا ‪.‬‬ ‫‪.6‬امتنع عن عالج مريض دون سبب مقبول ‪.‬‬ ‫‪.7‬اتجر ابألعضاء البشرية‪ ،‬أو قام بعملية زراعة عضو بشري مع علمه أبنه ال احلصول عليه‬ ‫عن طريق املتاجرة"‪.‬‬ ‫اثلثاً‪ -‬املسفولية التأديةية‪:‬‬ ‫وهي املساءلة عن إخالل املمارس الصحي بسلوله املهي الني نصت عليه أخالق وآداب املهنة‬ ‫من الصدق واإلخالص وغريها‪ ،‬وقد نصت املادة احلادية والثالثون على ما يلي‪" :‬مع عدم اإلخالل‬ ‫‪28‬‬ ‫أبحكام املسْولية اجلزائية أو املدنية‪ ،‬يكون املمارس الصحي حمال للمساءلة التأديبية‪ ،‬إذا أخل أبحد‬ ‫واجباته املنصوص عليها يف هنا النظام‪ ،‬أو خالف أصول مهنته‪ ،‬أو لان يف تصرفه ما يعد خروجا على‬ ‫مقتضيات مهنته أو آداهبا" ونص النظام على عدد من العقوابت التأديبية يف املادة (‪ )32‬وهنه‬ ‫العقوابت هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإلننار‪.‬‬ ‫‪ -2‬غرامة مالية ال تتجاوز عشرة آالف رايل ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إلغاء الرتخيص قزاولة املهنة الصحية وَطب االسم من سجل املرخص هلم ‪.‬‬ ‫املسفولية الناجتة عن عمل اآلخرين‪:‬‬ ‫من املعتاد أنه يتوىل عالج املريض عدد من األطباء املقيمني واملعاونني واملمرضني واملمرضات‬ ‫والفنيني‪ ،‬وأن نتيجة املعاجلة مرتبطة إىل حد لبري حبسن عمل هؤالء مجيعا‪ ،‬فإذا أساء التصرف أحد‬ ‫هؤالء وجنم عن ذل ضرر ما للمريض فمن هو املسؤول عن ذل ‪.‬‬ ‫قضى الشرع أن حيمل لل إنسان وزره وأن يسأل لل واحد عن خطْه‪ ،‬وعلى هنا تكون املسؤولية‬ ‫واقعة على املقصر أو املخطئ أو املهمل املتسبب ابلضرر وذل تطبيقا للقاعدة املنصوص عليها يف جملة‬ ‫األحكام العدلية مادة ‪" : 90‬إذا اجتمعت مباَرة الضرر مع املتسبب فيه فاملسْول هو املباَر‪ ،‬ما مل‬ ‫يكن املتسبب أويل ابملسْولية منه"‪.‬‬ ‫إال إذا لان الشخص الني نسب إليه اإلمهال مرتبطا مباَرة برئيس الفريق الطيب فإنه الرئيس‬ ‫يكون مسؤوال مسؤولية تضامنية عن أفعال مرسوسيه إذا أخطأ يف توجيههم أو الرقابة عليهم‪.‬‬ ‫لما أن املنشأة الصحية سواء لانت حكومية أو أهلية تكون مسؤولة عن األضرار اليت قد تصيب‬ ‫املريض إذا قصرت يف التزاما ا‪ ،‬أو أصدرت تعليمات تسببت ابلضرر للمريض‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫آاثر ثةوت املسفولية الطةية‬ ‫آاثر ثةوت املسفولية الطةية‪:‬‬ ‫يرتتب على ثبوت املسؤولية على املمارس الصحي واحد أو ألثر من اآلاثر التالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الضمان‪ :‬وهو املبلغ املايل لالدية واألرش‪ ،‬ويلزم هبا املمارس الصحي حال اخلطأ‪،‬‬ ‫لاألخطاء اليت تكون عن تقصري وإمهال وقلة احرتاز‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التعزير‪ :‬وهي العقوبة غري املقدرة من الشارع ويقدرها ويل األمر (القاضي)‪.‬فإذا ثبت أن‬ ‫املمارس الصحي ارتكب أي نوع من االعتداء أو التجاوز فإنه يعزر جسداي أو ماليا أو‬ ‫معنواي‪ ،‬ومن ذل منعه من املمارسة الطبية سواءُ بشكل دائم أو مؤقت‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الكفار ‪ :‬وهي صيام َهرين متتابعني‪ ،‬وذل يف حال قتل اخلطأ‪.‬‬ ‫د‪-‬‬ ‫القصاص‪ :‬وذل يف حالة القتل العمد‪.‬‬ ‫انتفاء املسئولية الطةية‪:‬‬ ‫يُشرتأل النتفاء املسؤولية عن املمارس الصحي الني أدْ عمله إىل نتائ ضارة ابملريض ما يلي‪:‬‬ ‫‪.1‬أن يكون ماهراً يف عمله‪ ،‬وللمهارة أوصاف وَروأل مشددة ال تتوفر إال يف من أُيت من‬ ‫علم الطب الشيء الكثري وحتقق له من التدريب واخلإبة القدر الوفري‪.‬‬ ‫‪.2‬أال تتعدى يد املمارس الصحي إىل عضو صحيح فيتلفه وهو ما يعإب عنه الفقهاء‬ ‫بذ‪":‬عدم جتاوز املوضع"‪.‬‬ ‫‪.3‬أن يكون اخلطأ الذ حدث من املمارس الصحي غري فاحش‪ ،‬أما إذا لان اخلطأ‬ ‫فاحشا (اخلطأ اجلسيم) فإن املمارس الصحي يكون مسؤوال مسؤولية جنائية‪.‬‬ ‫‪.4‬أن يكون عالجه للمريض إبذنه أو أذن وليه أو وصيه وأن يكون هنا اإلذن صرحيا‬ ‫ودون قسر أو إلراه‪ ،‬يستثو من ذل حالتان‪:‬‬ ‫احلالة األوىل‪ :‬وهي احلاالت اخلطرة اليت دد حياة املريض ابملوت‪ ،‬أو دد بتلف عضو من‬ ‫أعضائه‪ ،‬ويكون فيها فاقدا للوعي أو أن حالته النفسية ال تسمح أبخن إذنه‪ ،‬وال يكون وليه حاضرا‬ ‫ألخن اإلذن‪.‬ويدخل ضمن هنه احلالة أيضا فيما لو لان املريض ئدرا من أجل عملية معينة‪ ،‬وقد تبني‬ ‫‪30‬‬ ‫أثناء املداخلة اجلراحية أن الواجب حيتم إجراء عملية أخرْ ضرورية بنفس الوقت‪.‬‬ ‫احلالة الثانية‪ :‬احلاالت اليت تقتضيها املصلحة العامة‪ ،‬لاألمراض املعدية اليت دد ا تمع ابنتشار‬ ‫الوابء (لالكوروان)‪ ،‬فيجوز يف هنه احلالة للسلطات الصحية أن جتإب فردا أو مجاعة من الناس على‬ ‫العالج أو تعاطي وسيلة من وسائل الوقاية ما دام يف ذل مصلحة مشروعة للمجتمع‪.‬‬ ‫التحقيق واحملاكمة‪:‬‬ ‫يف اتريذخ ‪1444/05/10‬ه ذ املوافذق ‪2022/ 12/04‬م أعلنذت وزارتذا العذدل والصحذة عذن‬ ‫التمذال انتقذال اختصاصذات اهليْذات الصحيذة الشذرعية مذن وزارة الصحذة إلذى القضذاء العذام‪.‬‬ ‫االختصاصات املنتقلة‪:‬‬ ‫‪ ‬األخطاء املهنية الصحية املتعلقة ابحلق اخلاص لالدية والتعويض واألرش ‪.‬‬ ‫‪ ‬األخطاء املهنيذة الصحيذة التذي ينتذ عنهذا وفذاة‪ ،‬أو تلذف عضذو مذن اجلسذد‪ ،‬أو فقذد منفعتذه‬ ‫أو بعضهذا ولذذو لذذم يكذذن هنذذاك دعذذوْ ابحلذذق اخلذذاص‪.‬‬ ‫‪ ‬النظذر فذي مسذؤولية املؤسسذات الصحيذة اخلاصذة عذن األخطاء الطبيذة املهنيذة‪ ،‬التذي ترفذع هبذا‬ ‫مطالبذة ابحلذذق اخلذذاص أو العذذام‪.‬‬ ‫االستعدادت العدلية‪:‬‬ ‫‪ ‬دوائر متخصصة‪.‬‬ ‫‪ ‬تكليف عدد من القضاة تدريب ودهيل القضاة وأعواهنم‪.‬‬ ‫‪ ‬توفري اخلإبة الطبية ابلتنسيق مع اهليْة السعودية للتخصصات الصحية‪.‬‬ ‫‪ ‬توفري الرتمجة لغري الناطقني ابلعربية عإب مرلز الرتمجة املوحد‪.‬‬ ‫الضماانت املتوفر ‪:‬‬ ‫‪ ‬حق طلب خبري ‪.‬‬ ‫‪ ‬حق تبادل املنلرات إلكرتونيا‪.‬‬ ‫‪ ‬حق املرافعة أمام القضاء ‪.‬‬ ‫‪ ‬حق االستْناف والنقض ‪.‬‬ ‫‪ ‬احلياد وسرعة البت يف القضااي‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫خطوات رفع الشكوى بعد االنتقال‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬تقذدم الشذكوْ إلذى املرفذق الصحذي الذني وقذع فيذه اخلطذأ أو الشذؤون الصحيذة ذات العالقة‬ ‫التابذع هلذا املنشذأة التذي وقعذت فيهذا املخالفذة أو اخلطذأ الطبذي‪.‬‬ ‫اثنيا‪ :‬تنظر جلنة من اخلإباء املختصني يف الشكوْ إلبداء الرأي الطيب ‪.‬‬ ‫اثلثا ‪ :‬تعرض اللجنة التسوية الودية على األطراف املتخاصمة ‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬عند تعنر التسوية حتال الشكوْ إلكرتونيا للقضاء وتنظر عن بعد ‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬صدور احلكم‪.‬‬ ‫احملاكم اليت تنظر الدعاوى يف األخطاء الطةية‪:‬‬ ‫تنظذر دعذاوْ األخطاء الطبيذة فذي اعكمذة العامذة ابلريذاض عبذر ‪ 8‬دوائذر قضائيذة تؤلذف لل منهذا‬ ‫مذن ثالثة قضذاة‪ ،‬ودائرتيذن قضائيتيذن فذي حمكمذة االستْناف قنطقذة الريذاض تؤلذف لل منهذا مذن ثالثة‬ ‫قضذاة‪ ،‬وختتذص ابلنظذذر فذذي االعرتاض علذذى األحكام والق ذرارات الص ذادرة مذذن الدوائذذر املعنيذذة بنظذذر دعذذاوْ‬ ‫األخطاء املهنيذذة الصحيذة‪ ،‬وتسذمى وفقا لتسلسذل الدوائذر احلقوقيذة فذي اعكمذة‪.‬‬ ‫إلزامية التعويض املاد (‪:)41‬‬ ‫يكون االَرتاك يف التأمني التعاوين ضد األخطاء املهنية الطبية إلزاميا على مجيع األطباء وأطباء‬ ‫األسنان العاملني يف املؤسسات الصحية العامة واخلاصة‪.‬وتضمن هنه املؤسسات واملنشآت سداد‬ ‫التعويضات اليت يصدر هبا حكم هنائي على اتبعيها إذا مل تتوافر تغطية دمينية أو مل تكف‪ ،‬وهلا حق‬ ‫الرجوع على اعكوم عليه فيما دفعته عنه‪.‬‬ ‫وميكن أن يشمل هنا التأمني التعاوين اإللزامي فْات أخرْ من املمارسني الصحيني‪ ،‬وذل بقرار‬ ‫من جملس الوزراء بناء على اقرتاح وزير الصحة‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫مقاصد الشريعة وصلتها ابجلانب الصحي‪.‬‬ ‫تعريف املقاصد‪ :‬معو املقاصد الشرعية يدور حول الغاايت واألهداف واملآالت اليت قصدها‬ ‫واضع الشرع احلكيم لتحقيق سعادة اإلنسان ومصلحته يف الدارين الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫املقصد األول‪ :‬حفظ النفس‪:‬‬ ‫وهو حق اثبت َرعا لكل إنسان‪ ،‬سواء لان مسلما أو لافرا‪ ،‬من أي جنسية أو عرق‪.‬‬ ‫وجيب على ٍ‬ ‫لل من االفراد وا تمع والدولة محاية هنا احلق من لل اعتداء‪ ،‬مع وجوب تسخري‬ ‫الوسائل الالزمة لتأمينه من الغناء والدواء واألمن ا تمعي أو األمن الفكري أو السلولي‪.‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ٱحلاق) سورة االنعام‪.‬‬ ‫ٱّللُ إِالل بِ ك‬ ‫س ٱلِىت احلرام ل‬ ‫ا‬ ‫{والا تاذ كقتُذلُواك ٱلنلذ كف ا‬ ‫حفظ النفس وصلته ابلطب‪:‬‬ ‫شرع اإلسالم التداو ‪ :‬ملا فيه من حفظ النفس وجعله واجبا على الشخص‪ ،‬إذا لان ترله يفضي‬ ‫إىل تلف نفسه‪ ،‬أو أحد أعضائه‪ ،‬أو عجزه أو لان املرض ينتقل ضرره إىل غريه لاألمراض املعدية‪.‬‬ ‫مشروعية الفحب الطيب قةل الزواج‪ :‬ملا له من الفوائد العديدة مثل‪ :‬معرفة األنيميا والتشوهات‬ ‫واألمراض الوراثية واألمراض املعدية ورفع احلرج عن األسر اليت ترغب يف زواج أوالدها‪.‬‬ ‫املقصد الثا ‪ :‬حفظ الدين‪:‬‬ ‫ينطلق الدين اإلسالمي يف مسألة حق حرية االعتقاد أو حرية الدين من‪ :‬قوله تعاىل‪{ :‬ال إِ كلر ااه ِ‬ ‫ا‬ ‫ني ٱلر كَ ُد ِم ان ٱلكغاي) سورة البقرة‪.‬‬ ‫ٱلدي ِن قاد تذلبا ل ا‬ ‫حفظ الدين وصلته ابلعمل الصحي‪:‬‬ ‫وهنا املقصد خيص الصحة اجلسدية والعقلية ويظهر ذل فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬حفظ العبادات‪ :‬فالعالج الطيب يسهم مباَرة يف حفظ العبادات عن طريق احلفاظ على‬ ‫الصحة اجليدة مما يعطي العابد الطاقة اجلسدية والعقلية الالزمة للقيام قسؤوليات العبادات األساسية اليت‬ ‫تعتمد على الطاقة اجلسدية هي الصالة والصوم واحل ‪ ،‬واجلسد الضعيف ال يتمكن من أداء هنه‬ ‫‪33‬‬ ‫العبادات على ألمل وجه ولنل الصحة املتوازنة ضرورية لفهم العقائد ودرء الفهم اخلاطئ‪.‬‬ ‫‪-2‬حترة التداوي عن طريق السحر والشعوذة والتمائم اليت ال فائدة طبية منها؛ ألهنا من الشرك‬ ‫والتعلق بغري هللا ويف حترميها حفظ للدين‪.‬‬ ‫املقصد الثالث‪ :‬حفظ العقل‪.‬‬ ‫العقل هو مناأل التكليف‪ ،‬وبه فضل هللا اإلنسان على بقية أنواع املخلوقات لنا حرصت الشريعة‬ ‫اإلسالمية عليه‪ ،‬فال نكاد جند دين احرتم العقل وأعطاه دوره احلقيقي مثل الدين اإلسالمي‪ ،‬فأمر‬ ‫ابحلفاظ عليه‪ ،‬وهنى عما ينهبه من مسكرات ومخور وغريها وأمره قا يقويه ويوسع مدارله ابلتفكر‬ ‫والتدبر والعلم‪.‬‬ ‫ومينح دين اإلسالم حق حرية التعةري ابعتباره مما يدخل يف احلرية الفكرية اليت هي نتاج العقل‬ ‫الني احرتمه الدين اإلسالمي بل أمر ابحلفاظ عليه وذل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬ ‫ويإبز ذل يف عدم اإلنكار على اإلنسان مباَرة يف بعض األمور اليت يطلبها أو يعرضها‪.‬فعن أيب‬ ‫النيب فقال‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬ائنن يل ابلزان !‪ ،‬فأقبل القوم عليه فزجروه‪،‬‬ ‫أمامة قال‪( :‬إن فىت َااب أتى ل‬ ‫وقالوا‪ :‬مه مه‪ ،‬فقال‬ ‫‪(( :‬ادنه))‪ ،‬فدان منه قريبا‪ ،‬قال‪ :‬فجلس‪ ،‬قال‬ ‫اّلل فداك‪ ،‬قال‬ ‫اّلل‪ ،‬جعلي ل‬ ‫ول‬ ‫‪(( :‬وال الناس حيبونه ألمها م))‪ ،‬قال‬ ‫‪(( :‬أحتبه ألم ))‪ ،‬قال‪ :‬ال‬ ‫‪(( :‬أفتحبه البنت ))‪ ،‬قال‪ :‬ال‬ ‫‪(( :‬وال الناس حيبونه لبنا م))‪ ،‬قال‬ ‫‪(( :‬أفتحبه‬ ‫اّلل فداك‪ ،‬قال‬ ‫اّلل جعلي ل‬ ‫اّلل‪ ،‬اي رسول ل‬ ‫ول‬ ‫اّلل فداك‪ ،‬قال ‪(( :‬وال الناس حيبونه ألخوا م))‪ ،‬قال‬ ‫اّلل‪ ،‬جعلي ل‬ ‫ألخت ))‪ ,‬قال‪ :‬ال و ل‬ ‫اّلل فداك‪ ،‬قال ‪(( :‬وال الناس حيبونه لعما م))‪ ،‬قال‬ ‫اّلل‪ ،‬جعلي ل‬ ‫((أفتحبه لعمت )) قال‪ :‬ال و ل‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪(( :‬وال الناس حيبونه خلاال م)) قال‪ :‬فوضع‬ ‫اّلل فداك‪ ،‬قال‬ ‫اّلل جعلي ل‬ ‫((أفتحبه خلالت ))‪ ,‬قال‪ :‬ال و ل‬ ‫يده عليه وقال ‪(( :‬اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه‪ ،‬وح ِ‬ ‫ص كن كفر اجه))‪ ،‬فلم يكن بعد ذل الفىت يلتفت إىل‬ ‫ا‬ ‫َيء)" رواه أمحد وصححه األلباين‪.‬‬ ‫فالشاهد يف هنا الدليل أن النيب هنا أاتح الفرصة للشاب إببداء رأيه ومل ميارس أي نوع من‬ ‫الزجر لما فعل القوم احلاضرين‪ ،‬بل أ?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser