الرعاية الاجتماعية (نظرة واقعية) PDF
Document Details
Uploaded by FineLookingJadeite4168
جامعة سوهاج
Tags
Summary
ملخص لهذا المستند هو دراسة حول مفهوم الرعاية الاجتماعية من جانبها التطبيقي على أنها نسق أو نظام أو تنظيم هادف لعدة أنشطة مستهدفة داخل المجتمع. يغطي المستند التعريفات، الخدمات، الأهمية، والأهداف المختلفة للرعاية الاجتماعية. كما يتناول خصائص الرعاية الاجتماعية كخدمة منظمة وقيمة أخلاقية.
Full Transcript
# الفصل الأول ## الرعاية الاجتماعية (نظرة واقعية) ### التعريفات #### أولا : مفهوم الرعاية الاجتماعية : - يعتبر مفهوم الرعاية الاجتماعية من المفاهيم المركبة والإجرائية في نفس الوقت. - وبصفة عامة ينظر إلى الرعاية الاجتماعية من جانبها التطبيقي على اعتبار أنها نسق أو نظام أو تنظيم هادف لعدة أنشطة م...
# الفصل الأول ## الرعاية الاجتماعية (نظرة واقعية) ### التعريفات #### أولا : مفهوم الرعاية الاجتماعية : - يعتبر مفهوم الرعاية الاجتماعية من المفاهيم المركبة والإجرائية في نفس الوقت. - وبصفة عامة ينظر إلى الرعاية الاجتماعية من جانبها التطبيقي على اعتبار أنها نسق أو نظام أو تنظيم هادف لعدة أنشطة مستهدفة داخل المجتمع. - ويقوم المجتمع على توفيرها للتدخل في مواقف محددة. - أو هي مجموعة من السياسات والبرامج التى تواجه أو تقابل المشكلات الاجتماعية أو تعمل على إشباع العديد من الحاجات الاجتماعية في المجتمع بهدف تحسين ظروف الحياة والحد من المخاطر التى يمكن يواجهها الإنسان في المجتمع. #### _مجموعة_ #### أما الرعاية بمعنى _Welfare_ فيقصد بها الخدمات الاجتماعية المنظمة التي تهدف إلى تحسين أحوال فئة أو جماعة. #### وتشير الرعاية الاجتماعية بمعنى _Social Welfare_ إلى نسق منظم من الخدمات الاجتماعية والمؤسسات التي يرمى إلى ### الخدمات - مساعدة الأفراد والجماعات للوصول إلى مستويات ملائمة للمعيشة والصحة. - كما يهدف إلى قيام علاقات اجتماعية سوية بين الأفراد. - تنمية قدراتهم وتحسين الحياة الإنسانية بما يتفق مع حاجات المجتمع. ### 2 تخلق برامج الرعاية الى - ١٤ - - مساعدة الأفراد والجماعات للوصول إلى مستويات ملائمة للمعيشة والصحة. - كما يهدف إلى قيام علاقات اجتماعية سوية بين الأفراد. - وتنمية قدراتهم وتحسين الحياة الإنسانية بما يتفق مع حاجات المجتمع (٢) . - تختلف برامج الرعاية الاجتماعية من دولة لأخرى، وفقاً لما يسود بكل دولة من نظم سياسية ومذاهب أيديولوجية أو ميراث ثقافي ومستويات اجتماعية واقتصادية . - بيد أنها في جميع الأحوال تسعى إلى توفير الحماية الاجتماعية " للأفراد والمجتمع ، وتحقيق تصوره للعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة ، ولذلك لا تتجه هذه البرامج وجهة علاجية ، تقوم على المشكلات وأشكال المعاناة التى يتعرض لها الأفراد في التعامل مع المجتمع فقط ، وإنما تتجه وجهة وقائية لحماية الأفراد من التعرض للمشكلات والمعاناة أو الأخطار التي قد تهدد استقرارهم الاجتماعي ، وكذلك تعمل على تنمية أشكال الرعاية القائمة وتوسيع نطاقها وزيادة كفاءتها وتطويرها أيضا (4) - كما تعرف الرعاية الاجتماعية في الإطار التقليدي بأنها " تلك الجهود الفردية التلقائية التي يقوم بها الإنسان لمساعدة أخيه الإنسان عند - كما تعرف الرعاية الاجتماعية التقليدية بأنها عملية مؤقتة يتم من خلالها تقديم المساعدات المالية أو العينية لتلك الفئات العاجزة عجز كلى أو جزئي دائم أو مؤقت (1) - ويركز مفهوم الرعاية الاجتماعية الحديثة على ما يلي : - إشباع الاحتياجات الإنسانية إلى أقصى درجة ممكنة وليس مجرد الإحسان للفقراء. - التعاون المنظم بين الدولة والقطاعات الأخرى فى تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية على أن يكون الأساس فى تقديم المساعدة هي الدولة وليس الأفراد القادرين - أن يتم ذلك من خلال المؤسسات المعنية أو المختصة بتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية (1) - كما يوجد العديد من التعريفات الأخرى للرعاية الاجتماعية - " الرعاية الاجتماعية نسق منظم من الخدمات والأجهزة التى يتم إعدادها لمساعدة الأفراد والجماعات على تحقيق مستويات مناسبة للصحة والمعيشة والتدعيم العلاقات الشخصية والاجتماعية بما يمكنهم من تنمية قدراتهم وتحسين مستوى حياتهم بما يتمشى مع احتياجاتهم ومجتمعاتهم " . (فريد لاندر) - " هى مجموعة من الخدمات والبرامج التي تقدمها الدولة نحو فئات معينة من الأفراد أو الجماعات ممن يحتاجون إلى ضروريات الحياة الأساسية أو يحتاجون إلى الحماية سواء كانوا أفراداً أو أسراً ، وخاصة من يشكل سلوكهم تهديدا لرفاهية المجتمع " . (ليندامن) - " هى تنظيم يهدف إلى مساعدة الإنسان على مقابلة احتياجاته الذاتية والاجتماعية ، ويقوم هذا التنظيم على أساس تقديم الرعاية عن طريق الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية " . (عبد المنعم شوقي) - " هى هذا الكل من الجهود والخدمات والبرامج المنظمة الحكومية والأهلية والدولية والتي تساعد هؤلاء الذين عجزوا عن إشباع حاجاتهم الضرورية للنمو والتفاعل الإيجابي معا في نطاق النظم الاجتماعية القائمة لتحقيق أقصى تكيف ممكن مع البيئة الاجتماعية .." (أحمد كمال أحمد) - " هى كافة الجهود التي تقدمها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتخفيف حدة الفقر أو الألم عن الناس المحتاجين للمساعدة أو غير القادرين على إشباع حاجاتهم الأساسية بجهودهم الذاتية أو بمساعدة أسرهم " . (روبرت موريس) - " يعرف كل من Wilensky & Lebeaux الرعاية الاجتماعية بأنها " كل التنظيمات والأجهزة والبرامج ذات التنظيم الرسمي ، والتي تعمل من أجل الوصول إلى تطوير الظروف الاقتصادية والصحية لسكان المجتمع أو جزء منهم " . (والتسكي وليبو) - هذا ويشير نفس الكاتبان إلى أن مفهوم الرعاية الاجتماعية يتضمن اتجاهان أساسيان خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهما العلاجي والاتجاه المؤسسي. - الاتجاه الأول (العلاجي) يقوم على أساس أن نظم الرعاية الاجتماعية يجب أن تمارس دورها عندما تعجز الأنساق الطبيعية للمساعدة ، ويقصد بالأنساق الطبيعية هنا النظام الأسرى والنظام الاقتصادي " نظام السوق Market " عندما تفشل عن القيام بوظائفها في إمداد الأفراد بالمساعدة . - الاتجاه الثاني (المؤسسي) فعلى العكس من الاتجاه الأول - لا يقدم فى حالة العجز ، أو الكوارث كعلاج - إنما ينظر للرعاية الاجتماعية باعتبارها وظائف أساسية وطبيعية عادية للمجتمع الصناعي الحديث - "يشير " ماكس سيبورين Max Siporin " إلى أن مفهوم الرعاية الاجتماعية يمثل نسقا مركبا من النظم الاجتماعية ، وهو يتضمن إطاراً من المهن والأعمال التي تهتم بمساعدة الناس ، ويتضمن مختلف أنواع الخدمات الموجهة المقابلة الحاجات ، وتهدف إلى تحسين المستوى المعيشى والوصول إلى الاستقرار الاجتماعي وإحداث التغيير الاجتماعى وتدعيم وتقوية الضبط الاجتماعي تحقيقا لرفاهية الناس في المجتمع ... (ماكس سيبورين) ### ثانيا : أهمية الرعاية الاجتماعية في المجتمع (1) : - تدعيم التضامن الاجتماعي في المجتمع. - تجنب المجتمعات الصراعات والحسد الاجتماعي . - قوة المجتمع تدعمها قوة أبنائه ، فالمجتمع القوى هو من تخلص من عناصر الضعف والعجز في الشريحة العظمى من أبنائه. - تدعيم لكافة المقدسات الدينية . - تثبت مشاعر الطمأنينة في نفوس المواطنين وخاصة عند الأزمات المفاجئة والنكبات الطارئة . - الرعاية الاجتماعية أداة لتدعيم العلاقة السياسية بين الحاكم والمحكوم. - ظاهرة حضارية تتمثل إقراراً بقيمة الإنسان حتى عند الحاجة والعجز. - تجنب المجتمع مخاطر انسياق آخرون إلى الجريمة والتسول والتمرد والعصيان - صيغة لتعميق أيديولوجية المجتمع ، رأسمالية كانت أو اشتراكية أو دينية . - تفسح مجالا خصباً للبحث العلمي في ماهية الإنسان وخاصة عند العجز أو القصور أو الفاقة . - تدعم الإمكانات البشرية للتنمية الاجتماعية للمجتمع وخاصة العناصر القادرة على العطاء والإنتاج والإبداع والابتكار - تخفيف معاناة الإنسان فى مجتمعه عملية تجمع بين القيمة الإنسانية المجردة والقيم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ### ثالثا : أهداف الرعاية الاجتماعية : هناك العديد من الأهداف التى تسعى الرعاية الاجتماعية إلى تحقيقها - ١ الأهداف العلاجية - ٢ الأهداف الوقائية - ٣ الأهداف الإنشائية أو التنموية #### 1 - الأهداف العلاجية : - تهذف إلى علاج مشكلات الأفراد التي يعانون فيها والتعرف على الأسباب التى أدت إليها والعمل على التخطيط للتخفيف من حدة هذه المشكلات - تتمثل هذه الأهداف في : - التعامل المباشر مع احتياجات جميع الفئات والعمل على إشباعها بقدر الإمكان - التعامل مع الفئات الأكثر احتياجاً ومساعدتها على تخطى المشكلات التي تواجهها - استثمار قدرات الإنسان والتغلب على ما يواجهه من مشكلات - تدخل الحكومة للقضاء على البطالة وكل ما من شأنه أن يعوق الأنساق عن إشباع احتياجاته - التدخل السريع لمواجهة الأزمات التى يمكن أن يعاني منها سكان المجتمع والتدخل للتخلص من آثار المشكلات الطارئة #### 2 - الأهداف الوقائية : - تشمل كافة الجهود والخدمات التي تبذل للتعرف على أكثر المناطق احتياجاً والمعوقات التي تواجه الأفراد والجماعات المختلفة داخل المجتمع. - تتمثل في : - إزالة أى معوقات تحول بين الإنسان وإشباعه لحاجاته في الإطار المشروع . - إعداد برامج للتوعية بين إدارة الحياة بشكل لا يترتب عليه تعطل الإنسان أو إضعاف قدراته أو إهدار قدراته المادية . - الاهتمام ببرامج التأهيل الاجتماعي والمهني لأفراد المجتمع المحتاجين للمساعدة - مشاركة الفرد بنفسه في مواجهة مشكلاته وتعلم حرفة أو مهنة تساعده على مواجهة مشكلاته - المساهمة فى استثمار وقت المواطنين ومساعدتهم على حسن استثمار الموارد المتاحة - تنمية الروح الإنتاجية والاعتماد على الذات وإكساب المواطنين الاتجاهات الإيجابية ووقاية الأفراد من الانحراف ودعم إحساسهم بالانتماء للمجتمع . #### 3 - الأهداف الإنشائية أو التنموية : - تعنى المساهمة في إيجاد رأى عام لتحمل المسئولية وتقليل الفاقد المادى والبشرى فى تقديم الرعاية الاجتماعية - وتقوم بدور دافع نحو التعاون والمشاركة والتكيف مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، كما نتجه تلك الأهداف نحو الإبعاد الثقافية والاجتماعية لرفع مستواها لدى المواطنين - تتمثل تلك الأهداف في : - الاهتمام ببرامج التأهيل المهني لأفراد المجتمع . - الاعتماد على استثمار قدرات الأفراد في مشروعات تنموية تدر عليهم عائداً يعتمدون عليه في المعيشة . - دفع جميع الفئات القادرة على العمل إلى الإنتاج وإكسابهم حرفة معينة وتعليمهم المهارات اللازمة لذلك - قيام المجتمع بتوفير المؤسسات التأهيلية والاجتماعية والإيوائية المساعدة المحتاجين إلى الرعاية الاجتماعية . - توعية المجتمع بأهمية تقديم المساعدة سواء بالتبرع المادي أو بالمجهود التطوعي وبرامج الرعاية الاجتماعية سواء كانت أهلية أو حكومية - الإسهام في صياغة وتنمية سياسة الرعاية الاجتماعية في المجتمع في مجالاتها المتعددة واستحداث التشريعات المناسبة لذلك والمساهمة في التقييم المستمر لهذه السياسات - وبصفة عامة فقد حدد ميثاق العمل الاجتماعى سنة ۱۹۷۳ مجموعة من الأهداف التي تسعى للرعاية الاجتماعية لتحقيقها ومن أهمها : - رفع معدلات الدخل القومى بإضطراد وتحقيق أكبر قدر من العدالة في توزيع الدخل وذلك كقاعدة للتنمية الاجتماعية . - توفير فرص العمل لكل مواطن بما يتناسب مع استعداداته وقدراته وما حصل عليه من علم وخبرة ، وأن تتاح له حرية اختيار هذا العمل . - توفير الرعاية الصحية الكاملة من الناحيتين الوقائية والعلاجية لكل مواطن . - توفير فرص التعليم بالمجان لكل مواطن في جميع المراحل حسب استعداداته ، وتخليص المواطن من الأمية التي تعوق تقدمه ، وإتاحة فرص الثقافة والتعليم المستمر له . - توفير وسائل الرعاية والحماية للطفولة وحسن تنشئتها بالإيمان والعلم والخلق ، وتمكينها من تحمل مسئوليات الحياة في المستقبل - إتاحة الفرص للشباب للمشاركة الإيجابية في تطور مجتمعه بما يدعم إعداده مبكراً لتحمل مسئولياته المستقبلية في جميع المجالات . - تأمين كل مواطن ضد العجز والشيخوخة والبطالة والمرض وفقد العائل. - تأهيل المعوقين جسمياً وحسياً وعقلياً تأهيلا مهنيا سليما - توفير الحد الأدنى للمعيشة لكل مواطن بما يؤمن المطالب الأساسية للحياة - توفير المسكن الملائم بمقابل مناسب لكل مواطن ، وعلى الأخص لذوى الدخل المحدود ، وأصحاب الأسر كبيرة الحجم . - الأخذ بوسائل الدفاع الاجتماعية فى الوقاية من الانحراف وعلاج المنحرفين . - تحقيق التكافل الاجتماعي بين الجميع وخاصة فيما يتعلق بتوفير الإغاثة في حالات الكوارث والنكبات العامة . ### رابعا : خصائص الرعاية الاجتماعية : - في ضوء التعريفات السابقة التي تناولت مفهوم الرعاية الاجتماعية من شتى الجوانب يمكن لنا توضيح أهم سمات وخصائص الرعاية الاجتماعية في الآتي (1) : #### 1- الرعاية الاجتماعية خدمات منظمة : - وهذا يعنى أن هذه الرعاية تخضع للتنظيم الرسمي فنجد أن برامجها أصبحت تقدم من خلال تنظيمات اجتماعية ينشبتها المجتمع كاستجابة لمقابلة احتياجاته المختلفة . - وهذه التنظيمات لها بناؤها ولها وظائفها كما أن لها نظام يشتمل على مجموعة من القواعد والأحكام التي تنظم هذه الخدمات وفق حدود بين القائم بالمساعدة وطالب الخدمة ، وفى هذا ضمان الاستمرارية هذه الخدمات وإتاحة الفرصة لجميع الأفراد الذين ينطبق عليهم شروط الحصول على هذه الخدمات للحصول عليها دون أن يؤثر على ذلك علاقات القرابة أو الصداقة التى كانت تميز نظام الإحسان الفردى أو خدمات الرعاية المتبادلة - فعلى الرغم من أن الإحسان الفردى ساهم في التخفيف من حدة المشكلات الاجتماعية وخاصة مشكلة الفقر إلا أنه لا يخضع للتنظيم ، كما أن فكرة المساعدات المتبادلة التي تقوم على العلاقات الأسرية أو الصداقة لا تدخل في نطاق مفهوم الرعاية الاجتماعية المعاصرة ، لأن هذه المساعدة تتأثر بالروابط الشخصية - ويمكن القول بأن الرعاية الاجتماعية حديثا تتضمن كافة الجهود التي تبذل التوفير الخدمات والبرامج الإشباع احتياجات الإنسان بكافة صورها . - وبذلك فإن الرعاية الاجتماعية تشعل مجهودات توفير برامج وخدمات ليشبع الإنسان حاجاته المتنوعة ، كما تشمل أيضا نظام هذا الإشباع وتنظيماته، المنظمات أو المؤسسات التي تقوم بتوفير تلك الخدمات ، وتشمل أيضا التشريعات التي تكفل تحقيق هذه الخدمات كتشريعات العمل والطفولة والأسرة والتأمين الاجتماعي . - وعلى ذلك يمكن اعتبار الرعاية الاجتماعية خدمات منظمة ومسألة طبيعية ووظيفة مشروعة لابد وأن تمارس في كافة المجتمعات الحديثة بهدف مساعدة الأفراد على إشباع كافة الحاجات التي تتطلبها الحياة لتحقيق التكيف الاجتماعي . #### 2 - الرعاية الاجتماعية قيمة أخلاقية : - فهي قيمة أخلاقية مجردة استمدت وجودها من القيم الروحية والإنسانية التي قامت على أساس مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان . ولذا فهي ضرورة اجتماعية وظاهرة اجتماعية من خلق الوجود الاجتماعي ذاته، تنشأ حتما في أي مجتمع إنساني ومن التفاعل المتمى بين أفراده . - وهذا يعنى أن الفكرة الأساسية للرعاية الاجتماعية هي الأساس الأخلاقي المثاني الذي يؤكد على قيم الحرية والعدالة الاجتماعية #### 3 - الرعاية الاجتماعية مسئولية اجتماعية يكفلها المجتمع : - وهذا يعنى أن مسئولية الرعاية الاجتماعية تقع ضمن مسئوليات المجتمع ككل في كل شكل من أشكال التنظيمات سواء كانت هذه التنظيمات حكومية أو تنظيمات اجتماعية أهلية ، وإن كانت هذه التنظيمات الحكومية والأهلية تكمل كل منهما الآخر لتحقيق أهداف الرعاية الاجتماعية وتوفيرها لسكان المجتمع . - وهذا يؤكد مدى إدراك المجتمع لمسئولياته تجاه إشباع احتياجات أفراده ومواجهة المشكلات التى تعترضهم كمسئولية أساسية لهذا المجتمع . #### 4 - الرعاية الاجتماعية تتميز بالشمول والتكامل : - وتعتمد هذه الخاصية على اساس النظرة إلى الحاجات الإنسانية ، الحاجات الإنسانية متعددة ومتنوعة ومترابطة ، ولذلك فإن مقابلة البعض منها وإغفال البعض الآخر يشكل قصوراً فى برامج الرعاية الاجتماعية لأنه يترتب عليه ظهور العديد من المشكلات ، لذلك فإن برامج الرعاية الاجتماعية تتعدد وتتنوع أيضا، حتى يمكن مقابلة احتياجات الإنسان المتعددة والمتنوعة - كما أن الشمول يعنى أن برامج الرعاية الاجتماعية لا تقتصر على فئات دون أخرى وإلا عجزت عن تحقيق أهدافها ، فرعاية الأطفال دون أسرهم مهما كانت قوة البرامج والخدمات التى تقدم لهؤلاء الأطفال تصبح عديمة الجدوى إن ظلت أسرهم دون رعاية ، لذا فإن برامج الرعاية الاجتماعية تقدم لكافة فئات السكان فى المجتمع كما تمتد لتشمل كافة المناطق الجغرافية فيه . #### -5 - الرعاية الاجتماعية تستبعد دوافع الربح والكسب المادى : - إن صور وبرامج الرعاية الاجتماعية تستهدف تحقيق إشباع الحاجات الإنسانية مما يؤدى إلى تنمية واستثمار الموارد البشرية فهي شكل من أشكال الاستثمار ، وبالرغم من ذلك فإنها بمثابة حق من حقوق الأفراد يحصلون عليها دون مقابل مادى من المجتمع الذي يعيشون فيه . - ولا يعنى ذلك أن برامج الرعاية الاجتماعية خدمات استهلاكية فقط وإنما تعتبر ذات مردود اجتماعی و اقتصادی ، ذلك لأن صور وبرامج الرعاية الاجتماعية تستهدف تحقيق إشباع الحاجات الإنسانية والإقلال من حدة المشكلات مما يترتب عليه تنمية الموارد البشرية وبذلك فهي شكل من أشكال الاستثمار بعيد المدى والذى نلاحظ نتائجه في تحسين الأحوال المعيشية ومواجهة الخلل والأمراض الاجتماعية - وبذلك فإننا نستبعد من أوجه الرعاية الاجتماعية تلك الخدمات والسلع التي تنتج من المشروعات الاقتصادية ويتم تبادلها أو شرائها عن طريق الأفراد ذلك أن خدمات الرعاية الاجتماعية تقدم للمواطنين غير القادرين بدون مقابل أو بمقابل رمزى أو بتكلفتها الحقيقية #### 1- الرعاية الاجتماعية تهتم بالحاجات الإنسانية المباشرة : - تعتبر الرعاية الاجتماعية في المجتمعات المعاصرة من الحقوق الأساسية فهى حق من حقوق الإنسان التى تتمثل فى مجموعة المشروعات والبرامج والخدمات الاجتماعية المباشرة التى تهتم بإشباع الاحتياجات الإنسانية مهما تعددت تلك الاحتياجات سواء كانت حاجات جسمية و نفسية أو عقلية أو اجتماعية أو ترويحية .. إلخ . - وبذلك يجب أن نوضح الفرق بين الرعاية الاجتماعية والرعاية العامة، فالخدمات التى تهتم أساسا بالمطالب الضرورية اللازمة للمجتمع والتي يكون لها تأثير غير مباشر على الأفراد كخدمات الدفاع والأمن وتوفير المياه الصالحة للشرب نجد أنها خدمات تعبر عن اهتمامات عامة فى المجتمع كله فهى صورة من صور الرعاية العامة بينما توفير مسكن للحدث المشرد وتوفير وجبة غذائية للجائع وبعض المشروعات والبرامج الترويحية للأطفال أو الشباب وغيرهم يمكن أن تدخل ضمن برامج الرعاية الاجتماعية #### 2 - الرعاية الاجتماعية ذات أهداف علاجية ووقائية وإنمائية : - تعتبر خدمات الرعاية الاجتماعية خدمات مقصودة تختلف عن تلك الخدمات أو المساعدات المتبادلة بين أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو الأقارب في المجتمع ، وبذلك فهى تهدف إلى تحقيق أهداف علاجية ووقائية وإنمائية - والرعاية الاجتماعية فى مواجهتها لمعالجة المشكلات الاجتماعية التي توجد في المجتمع تتسم بالاتجاه العلاجي ، وفى مواجهتها لمقابلة الاحتياجات الإنسانية من خلال برامج تهدف إلى وقاية الأفراد من الوقوع في المشكلات فهي تتسم بالاتجاه الوقائي كما أنها تسمى لتحقيق أهداف إنمائية من خلال تنمية قدرات الأفراد وحسن استثمارها - وبالرغم من أن برامج الرعاية الاجتماعية قد تختلف من مجتمع إلى آخر إلا أنها يجب أن تركز دائما وتسعى إلى تحقيق الأهداف الوقائية والإنشائية بالإضافة إلى الاهتمام بالجوانب العلاجية ، وهذا هو الاتجاه المعاصر الحديث للرعاية الاجتماعية #### 8 - الرعاية الاجتماعية تعنى بالعوامل الطبيعية والبيئية : - فالرعاية الاجتماعية فى المجتمع المعاصر تهتم بالعوامل الطبيعية والبيئية وتقويمها وبذل المجهودات المركزة لإخضاعها لخدمة الإنسان واستغلال الموارد المناسبة والكافية لمساعدة أكبر عدد من المواطنين ، وبذلك أصبحت الرعاية الاجتماعية جزءاً هاماً في حياة الإنسان . #### 9 - الرعاية الاجتماعية المعاصرة تتميز بأنها أصبحت حقاً من حقوق الإنسان : - وهذا يعنى أن الرعاية الاجتماعية لم تعد منحة أو هبة تقدمها الحكومات لأفرادها أو الهيئات التي يسيطر عليها فى الغالب الأغنياء ولكنها أصبحت حقاً لجميع المواطنين يمكنهم الحصول عليها ولهم الحق في المطالبة بتوفير برامجها خاصة بعد أن أقرت المواثيق العالمية أحقية المواطنين في أي مجتمع من المجتمعات في الحصول على خدمات الرعاية الاجتماعية كحق للمواطنين كما أقرته أيضا الدساتير والمواثيق في كل دول العالم . #### 10 - يمارس الرعاية الاجتماعية متخصصون مهنيون في كافة مجالات الخدمات المختلفة: - تتعدد خدمات الرعاية الاجتماعية التى يكفلها المجتمع وبذلك تتعدد التخصصات التى تشارك فى تقديمها كالطبيب البشرى والنفسى والأخصائي الاجتماعى والمدرب والمدرس والموجه .. إلخ ، يعاونهم في ذلك أجهزة إدارية وفنية للمعاونة في توصيل خدماتهم إلى مستحقيها مع الوضع في الاعتبار التكامل والتنسيق بين جهود تلك التخصصات لتحقيق رعاية متكاملة للمواطنين ### خامسا : مجالات الرعاية الاجتماعية (١٢) : - تتعدد وتتنوع مجالات الرعاية الاجتماعية وفقاً لنوعية الخدمات التي تقدمها لكافة الفئات المختلفة ، ومن أهم مجالات الرعاية الاجتماعية ما يلي : #### 1 - الرعاية الصحية : - وهى عبارة عن الجهود والخدمات والبرامج التي تستهدف رفع المستوى الصحى للمواطنين وتتضمن هذه الجهود ما يلى : - توفير خدمات الرعاية الصحية الوقائية ويشتمل ذلك على نشر التثقيف الصحى بين المواطنين وتوفير خدمات رعاية الأمومة والطفوية - توفير خدمات الرعاية الصحية العلاجية ويشمل ذلك العمل على إنشاء المستشفيات والعيادات المتخصصة والمستوصفات والوحدات الصحية وتوفير الدواء بسعر مناسب والفحص الدورى للمواطنين وعلاج المتوطنة وغيرها من الخدمات العلاجية #### 2 - الرعاية التعليمية : - وهى مجموع الجهود والبرامج والخدمات التي تبذل في المجتمع وتستهدف رفع المستوى التعليمى للمواطنين فى المجتمع ومحاولة القضاء على الأمية وتبدأ الرعاية التعليمية بمراحل ما قبل المدرسة وتمتد حتى التخرج من الجامعة ذلك بجانب الرعاية الثقافية للمواطنين جميعاً واعتبار تكافؤ الفرص في التعليم حسب قدرات الشخص واستعداداته مبدأ اساسياً - وتتضمن الرعاية التعليمية ما يلى : - إنشاء المدارس الحكومية على مختلف أنواعها ومراحلها - توفير المعلمين الأكفاء وتدريبهم والإشراف عليهم . - اعتبار التعليم حتى المرحلة الابتدائية تعليماً إجبارياً - تطوير المناهج باستمرار لتطوير العملية التعليمية . - توفير فرص التعليم بالمجان حتى التخرج من الجامعة - تشجيع المواطنين على التعليم . - نشر الكتب الثقافية بأسعار مناسبة - توفير سائر الخدمات الأخرى المساعدة للعمليات التعليمية كالمدن الجامعية ووسائل مواصلات للطلاب ودعم الكتاب الجامعي والتغذية لطلاب الجامعات بأسعار رمزية . - توفير خدمات رعاية الطلاب في مختلف مراحل التعليم - تزويد المؤسسات التعليمية بالأنشطة المختلفة #### 3 - الرعاية فى مجال العمل : - ويقصد بها مجموعة الجهود والخدمات والبرامج التي تستهدف توفير فرص العمل للمواطنين ورعايتهم أثناء العمل ، وتشمل هذه الجهود ما يلي : - توفير فرص العمل المناسبة للمواطنين حسب تعليمهم واستعداداتهم وقدراتهم . - إنشاء مراكز التدريب المهني المختلفة - توفير مشروعات إنتاجية صغيرة للشباب - النهوض بمستوى العاملين عن طريق البرامج التدريبية المختلفة - توفير الخدمات الأخرى للعاملين كالخدمات الصحية والإسكانية والترويحية وغيرها - رعاية العاملين وأسرهم عند المرض أو العجز أو الوفاة #### 4 - الرعاية فى مجال الإسكان : - ويقصد بها مجموعة الجهود والخدمات والبرامج التى تستهدف تهيئة وتوفير الإسكان المناسب للمواطنين في المجتمع وتتضمن هذه الجمع - توفير المسكن الصحى المناسب لدخول المواطنين - إنشاء المدن الجديدة - توفير المساكن بأسعار اقتصادية وتمليكها للمواطنين - إعطاء قروض من بنك الإسكان للراغبين في البناء - توفير مستلزمات البناء للمواطنين #### 5 - الرعاية في مجال المرافق والمواصلات : - ويقصد بها مجموعة الجهود والخدمات والبرامج التي تستهدف تهيئة وتوفير المرافق المختلفة من ماء وكهرباء وصرف صحى للمواطن بجانب توفير وسائل المواصلات والاتصالات المناسبة وتشمل هذه الجهود : - توصيل الكهرباء للمرافق بسعر مناسب - توصيل المياه النقية لكل مواطن - التوسع فى مشروعات الصرف الصحى - توفير وسائل المواصلات المختلفة ودعمها - إنشاء شبكات الطرق والكبارى والأنفاق وصيانتها #### 6 - الرعاية فى مجال الترفيه وشغل أوقات الفراغ : - ويقصد بها مجموعة الجهود والخدمات والبرامج التي تستهدف الترفيه عن المواطنين في المجتمع وشغل أوقاتهم بما يفيدهم ويفيد مجتمعهم وتشمل - إنشاء مراكز الشباب والأندية الاجتماعية والثقافية والرياضية . - توفير وإنشاء الحدائق العامة والمتنزهات . - توفير وإنشاء دور السينما والمسارح . - التوجيه السليم للمواطنين من خلال الندوات والمحاضرات الثقافية - إقامة المعسكرات الشبابية والترفيهية ومعسكرات العمل . - توفير الكتب والمكتبات الثقافية العامة بسعر مناسب #### 7 - الرعاية في مجال الأمن والعدالة : - ويقصد بها مجموعة الجهود التى تستهدف حماية أمن المواطن وشعوره بالأمان وضمان حصوله على حقوقه وتتضمن هذه الجهود ما يلى : - دعم الأمن بتوفير رجل الأمن المدرب وإنشاء مراكز الشرطة - دعم وإنشاء المحاكم بدرجاتها المختلفة - ضمان حصول كل مواطن على حقوقه بطريق قانونی معروف #### 8 - رعاية الفئات الخاصة : - ويقصد بها مجموعة الجهود والخدمات والبرامج التي تثبت رعاية الفئات التى تعتبر خاصة في المجتمع مثل - المعوقين بمختلف أنواع الإعاقة - الأطفال - المرأة - الأحداث ### سادسا : نماذج الرعاية الاجتماعية (١٣) - يوجد العديد من نماذج الرعاية الاجتماعية ولكننا سوف نركز على محاولة كل من " ويلنسكى وليبو Wilensky & Lebeaux " الذي قدم نموذجين للرعاية الاجتماعية وهما : #### النموذج الأول : النموذج العلاجى فى الرعاية الاجتماعية : - على الرغم من أن الرعاية الاجتماعية المعاصرة قد جاءت مغايرة عن نماذج الإحسان وأساليبه تلك النماذج التي سادت في الماضي إلا أن نموذج الرعاية الاختيارية العلاجية يعد الأصل فى كل نظم الرعاية المعاصرة ، حيث ظهر لتحقيق وظيفة النجدة والإسعاف السريع في المجتمع في حالات الكوارث والأزمات التى تنشأ لأسباب متعددة تجعل الفرد عاجز عن إشباع حاجاته وحل مشكلاته - وهذا يعنى أن خدمات الرعاية الاجتماعية وفق هذا النموذج تقدم فقط عندما تعجز الأنظمة الأساسية فى المجتمع عن إشباع حاجات الفرد وخصوصا عند عجز النظام الأسرى ونظام السوق وبنية الأنظمة الأخرى عن الوفاء بإشباع احتياجات الفرد ، وبمعنى آخر لن تعمل وسائل وأدوات الرعاية الاجتماعية بفاعلية إلا عندما كل الآليات الاجتماعية الأخرى ذات العلاقة بإشباع احتياجات الفرد - وبذلك يقع النموذج العلاجي المؤقت في إطار فكرة الإحسان والمساعدة التطوعية الاختيارية الموجهة بدوافع الخير لنجدة المحتاجين - ومن أهم خصائص هذا النموذج : - خدماته ذات صفة علاجية تستهدف علاج مواقف طارئة أو المساهمة في تكييف الأفراد أو الجماعات مع الظروف القائمة . - خدماته طارئة وليست ضمن البناء الاجتماعي الطبيعي في المجتمع فهي لا تقدم إلا عند الحاجة إليها عندما تظهر ظروف طарье في المجتمع تستدعى تقديمها تعجز في أي نظام اجتماعي مثل الأسرة أو النظام الاقتصادية . - لا تقدم لكل المواطنين بل إلى فئات خاصة وخاصة فئات المعوقين بمختلف صور الإعاقة - غالباً ما تقدم عن طريق السلطة المحلية ، ولذا فهي مختلفة من منطقة محلية إلى أخرى داخل المجتمع الواحد طبقاً لظروف إمكانيات كل منطقة . - يغلب على خدماتها الطابع المادى حيث تعنى في المقام الأول بتقديم مختلف المساعدات المالية والاقتصادية التى تعين المحتاج على مواجهة ظروفه الطارئة . #### النموذج الثاني : النموذج المؤسسى في الرعاية الاجتماعية : - ويتركز هذا النموذج فى أفكاره على مبدأ أساسي يتضمن الرعاية الاجتماعية ببرامجها وأنشطتها حق ووظيفة شرعية في المجتمع الحديث أما من حيث الحق فإنها حق المواطن بحيث يوفر المجتمع لكل أفراده الإمكانات والوسائل التي تمكنه من إشباع حاجاته الأساسية وعلى الأقل تأمين فرص الحصول على الموارد التي تمكنه من إشباع تلك الاحتياجات ، وبذلك تنتقى صفة الإحسان عن برامج الرعاية الاجتماعية ، وقد ترتب على ازدهار فكرة هذا النموذج تزايد الدعوة لتدخل الدولة وتحملها لمسئولية توفير خدمات الرعاية الاجتماعية للمواطنين وهو ما يعرف باسم دولة الرعاية الاجتماعية والتى وجدت تطبيقا واسع النطاق في المجتمعات الصناعية الرأسمالية في غرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية قبل أن ينتصف القرن العشرون وتحديداً في بداية العقد الرابع منه - ومن أهم خصائص الرعاية الاجتماعية في هذا النموذج : - خدماته دائمة تمثل جزءاً أساسياً في البناء الاجتماعي للمجتمع وليست خدمات طارئة تظهر فى حالة عجز إحدى الأنظمة المجتمعية عن إشباع احتياجات الأفراد . - تقدم لكل الفئات في المجتمع وليست لفئة خاصة أو الأفراد معينين - وظيفة طبيعية يمارسها المجتمع المساعدة الأفراد والجماعات والمجتمعات على تحسين وظائفها الاجتماعية . - تستهدف تحقيق أهداف وقائية وإنمائية بجانب الأهداف العلاجية . - وفي إطار هذين النموذجين فإنه يمكن القول بأن هناك تحولات أساسية طرأت على الرعاية الاجتماعية المعاصرة يمكن تبيانها في النقاط الآتية : - تحول مفهوم الرعاية الاجتماعية من الوظيفة الاحتياطية أو المؤفقة إلى الوظيفة الثابتة أو الإنمائية أى من النموذج العلاجي إلى النموذج المؤسسي وذلك في معظم المجتمعات - التحول من مفهوم الرعاية الاجتماعية كمجرد صدقة إلى اعتبارها حل من الحقوق الأساسية التي يكفلها المجتمع للمواطن - التحول من الحد الأبنى للرعاية إلى الحد الأعلى لها ، فبدلا من الاقتصار على توفير الحد الأدنى من الموارد والخدمات للفئات المحتاجة فإن المجتمعات تسعى إلى توفير - الحد الأقصى والتمكن من الرعاية للمواطنين في المجتمع. - التحول من إصلاح الفرد إلى الإصلاح الاجتماعي فبدأ من النظر إلى المشاكل باعتبار مسيبها قصور في الأفراد تحول النظر إليها من خلال محيطها الاجتماعي وعلى ذلك فإن الإصلاح يتجه إلى المجتمع أكثر من الفرد - التحول من التخصيص إلى التعميم أى أنها أصبحت تلبي الاحتياجات العامة للمواطنين جميعا - التحول من مسئولية القطاع الأهلى عين توفير الرعاية - إلى القطاع الحكومي أى مسئولية الدولة بأجهزتها الحديثة عن رعاية المواطنين وتأمينهم في حاضرهم ومستقبلهم مع عدم إعمال مسئولية القطاع الأهلى في هذا الصدد - التحول من رعاية الفقراء إلى دولة الرعاية التي تعمل على إشباع الاحتياجات المادية والاجتماعية لكل المواطنين في المجتمع بهدف تحقيقه الرفاهية للمجتمع ككل ### وهنا يمكن أن نحدد محتوى نظام الرعاية الاجتماعية في عدة نماذج أو نساق للتدخل هى (١٤) : #### 1 ) تحليل وتخطيط سياسة الرعاية الاجتماعية #### (ب) برامج الأمن الاقتصادى ( الإعاقة الاقتصادية ) ###### Income Maintenance Programs #### ( ج) برامج الخدمات الاجتماعية #### ( د ) إدارة الرعاية الاجتماعية #### (هـ) العمل الاجتماعي الفعل الاجتماعي ###### Social Action #### أولا : تحليل وتخطيط سياسة الرعاية الاجتماعية : - تشير هذه العملية إلى تخطيط أو تطوير التشريعات الاجتماعية وتنظيم الحقوق الخاصة بالرعاية الاجتماعية الأهلية منها أو الحكومية ، ويمكن أن يطلق على هذه العملية التخطيط الاجتماعى S. Planning أو الهندسة الاجتماعية S .Engineering. أو تنظيم وتخطيط المجتمع Community Organization and Planning ، وهى عملية تتضمن صياغة وتصميم الخطط