المحاضرة الخامسة: المدخل إلى التربية الخاصة: الإعاقة السمعية PDF

Summary

تقدم هذه المحاضرة الخامسة لمحة عامة عن الإعاقة السمعية، وتغطي جوانبها الوظيفية والطبيبة والتربوية. تناولت أنواع فقدان السمع ومستوياته ومفهومه. بالإضافة إلى ذلك، شرحت المحاضرة تركيب الأذن ووظائفها.

Full Transcript

# المحاضرة الخامسة: المدخل إلى التربية الخاصة: الإعاقة السمعية ## مقدمة "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" صدق الله العظيم. وهذا يدل على أهمية حاسة السمع باعتبارها من أهم الحواس عند الإنسان ، لأنها تساعده على سماع الأصوات والكلمات التي ينطق بها الأخرين من حوله ، وتعلم اللغة السائدة...

# المحاضرة الخامسة: المدخل إلى التربية الخاصة: الإعاقة السمعية ## مقدمة "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" صدق الله العظيم. وهذا يدل على أهمية حاسة السمع باعتبارها من أهم الحواس عند الإنسان ، لأنها تساعده على سماع الأصوات والكلمات التي ينطق بها الأخرين من حوله ، وتعلم اللغة السائدة في مجتمعه حتى يستطيع التواصل مع الأخرين. وأي قصور ينتاب حاسة السمع يؤثر على الأداء الوظيفي الخاص بها، سواء تمثل القصور في ضعف أو فقد السمع ، مما يترك أثره السلبي على جوانب شخصية الفرد من الناحية العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية واللغوية ويدفعه لتعلم طرق وأساليب تواصل جديدة تجعله يتغلب جزئيا على الأثار الناجمة عنها. ## مفهوم الإعاقة السمعية تتعدد مستويات الإعاقة السمعية من الضعف السمعي البسيط إلى الشديد جدا إلى الصمم ، وتتعدد تعريفاتها بناء على المنظور الذي يتم تناولها من خلاله. ## الإعاقة السمعية من المنظور الوظيفي تنقسم وفق هذا المنظور إلى قسمين هما: 1. **الصمم قبل اللغوي**: يعتبر الصمم قبل لغوي إذا حدثت الإعاقة مبكرا في حياة الطفل قبل تطور الكلام واللغة لديه ، مما yجعله غير قادر على اکتساب الكلام واللغة بطريقة طبيعية. - يعتمد اكتساب الطفل للكلام على سماعه للأخرين وتقليده لهم هم يتحدثون. - وهذا النوع من الصمم لا يعطي الطفل الفرصة كي يتعلم اللغة والكلام لأنه لم يسمعه من قبل, وبذلك يكون مضطرا لتعلم أساليب التواصل اليدوية مثل لغة الإشارة والهجاء الإصبعي. 2. **الصمم بعد اللغوي**: يحدث هذا النوع من الصمم بعد أن تكون المهارات اللغوية والكلامية قد تطورت لدى الطفل ، وقد يحدث هذا الصمم فجأة أو تدريجي على مدى فترة زمنية طويلة ، ويعرف بالصمم المكتسب ويحدث في الطفولة بعد الخامسة من عمر الطفل واكتسابه للغة ، وقد يحدث في أي مرحلة عمرية لاحقة ، وقد يفقد الفرد جانب كبير من كلامه الذي يكون قد اكتسبه سابقا بسبب عدم قدرته على سماع هذا الكلام الأمر الذي يفرض عليه تعلم لغة الشفاة بجانب لغة الإشارة. ## الإعاقة السمعية من المنظور الفسيولوجي يتم تصنيف الإعاقة السمعية وفق هذا المنظور إلى عدة فئات تتراوح بين الفقد السمعي البسيط جدا حتى الفقد السمعي الشديد جدا، وهي كالتالي: 1. **فقد سمعي ضعيف أو بسيط جدا**: تتراوح خلاله درجات فقد السمع بين 25-40 ديسبل ، والفرد الذي يعاني من هذا النوع يعتبر في فئة بينية تفصل بين الأفراد ذوي السمع العادي وأقرانهم ذوي السمع الثقيل ، ولا يوجد صعوبة لدى هؤلاء في تعلم اللغة والكلام بشكل عام. 2. **فقد سمع بسيط**: تتراوح درجته بين 41-55 ديسبل ، ويعاني الأفراد في هذه الفئة من بعض الصعوبات التي تحول دون سماعهم لما يدور حولهم من أحاديث خاصة في حلـة انخفاض الصوت. 3. **فقد سمع متوسط**: تتراوح درجة فقد السمع لهذا النوع من 56 - 70 ديسبل ، ويعاني أفراده من درجة أكبر من صعوبات التواصل تجعلهم من الضروري استخدامهم ... 4. **فقد سمع شديد**: تتراوح درجة الفقد السمعي فيه بين 71-90 ديسبل ، وأفراد هذه الفئة غير قادرين على سماع الأصوات أو المؤثرات الصوتية المختلفة حتى ولو كانت قريبة ، الأمر الذي يتطلب حصولهم على برامج خاصة ليتمكنوا من تعلم الكلام واللغة ، ويعتبر هؤلاء الأفراد صم من وجهة النظر التربوية. 5. **فقد سمع شديد جدا**: وتزيد فيه درجة فقد السمع عن 90 ديسبل مما يجعل أفراد tهذه الفئة غير قادرين مطلقا على تعلم اللغة سواء عن طريق الاعتماد على أذانهم أو عن طريق استخدام المعينات السمعية المختلفة ، ويلجأون إلى تعلم لغة الإشارة والتهجي الإصبعي للتواصل . ## الإعاقة السمعية من المنظور الطبي ويركز على طبيعة القصور أو الخلل الذي يلحق بالجهاز السمعي بصفة عامة بعد إجراء التشخيص اللازم لذلك مما يتضح معه إذا كان القصور السمعي توصيلي أو حس عصبي أو يجمع بين الاثنين أو يعود إلى مركز الإبصار بالمخ. - **فقد السمع التوصيلي**: يعتبر فقد السمع توصيلي إذا كانت هناك مشكلة في توصيل الصوت من الأذن الخارجية والوسطى إلى الأذن الداخلية مما يؤثر على السمع ، وهو من النوع المؤقت ، وغالبا ما يتم علاجه من خلال التدخل الطبي الجراحي. - **فقد السمع الحس عصبي**: يسمى فقد السمع حس عصبي إذا نتج عن تلف في القوقعة بالإذن الداخلية أو في المسارات العصبية للعصب السمعي إلى المخ ، أو في مركز السمع بالمخ، وهو من النوع الدائم . وقد يكون الطفل مولود به او مكتسب من البيئة بعد الولادة ، وينتج هذا النوع من الصمم عن التقدم في السن أو التعرض لضوضاء شديدة ، وقد لا يفيد التدخل الطبي أو الجراحي في مثل هذه الحالات. - **فقد السمع المركب ( المختلط)**: ويعتبر فقد السمع مركب إذا حدث تداخل بين الأسباب السابقة لتجمع بذلك بين النوعين السابقين ، وهو الأمر الذي يجعل من الصعب علاج هذه الحالة لأنه إذا تم علاج فقد السمع التوصيلي فإنه يصعب علاج فد السمع ... - **فقد السمع المركزي**: يحدث نتيجة حدوث اضطراب أو تلف في مركز السمع بالمخ مما يجعل الفرد غير قادر على سماع الأصوات أو المؤثرات الصوتية المختلفة على الرغم من أن جهازه السمعي قد يكون سليم ، وهذا النوع من الأنواع التي يصعب علاجها. ## الإعاقة السمعية من المنظور التربوي تنقسم الإعاقة السمعية من المنظور التربوي إلى قسمين هما: 1. **الصم**: وهم الأفراد الذين يعانون من عجز سمعي يزيد عن 70 ديسبل مما يجعلهم غير قادرين على مباشرة الكلام وفهم اللغة المنطوقة. ولا يمكنهم اكتساب المعلومات اللغوية حتى مع استخدامهم للمعينات السمعية، وبالتالي هم في حاجة إلى تعلم أساليب بديلة للتواصل لا تتطلب السمع أو اللغة. 2. **ضعاف أو ثقيلو السمع**: وهم الأفراد الذين يعانون من قصور في حاسة السمع يتراح في درجته بين 25 إلى أقل من 70 ديسبل وهو الأمر الذي لا يعوق من الناحية الوظيفية قدرتهم على اكتساب المعلومات اللغوية المختلفة سواء عن طريق أذانهم أو عن طريق استخدام المعينات السمعية ، حيث يكون لديهم بقايا سمع. ## تركيب الأذن الأذن هي عضو السمع في الإنسان ومن خلالها يستطيع الإنسان سماع مايدور حوله من أصوات وأحاديث ، وبهذه الطريقة يكتسب الإنسان اللغة، وأي قصور ينتاب الجهاز السمعي للإنسان يجعله غير قادر على استخدام اللغة. - **هذا وتتكون الأذن من ثلاثة أجزاء هي**: 1. **الأذن الخارجية**: وتتكون م: صيوان الأذن ، والقناة السمعية ، وغشاء الطبلة. 2. **الأذن الوسطى**: وتتكون م: المطرقة ، والسندان، والركاب ، وقناة استاكيوس. 3. **الأذن الداخلية**: وتتكون م: - القوقعة ، والدهليز ، والعصب السمعي ، والعصب الوجهي. ### *أولًا: الأذن الخارجية* - **صيوان الأذن**: عبارة عن مادة غضروفية بها قليل من الدم ويعمل كبوق - الاستقبال وتجميع الموجات الصوتية. ### *ثانيًا: الأذن الوسطى* - **تعادل مقاومة الهواء في قناة الأذن، وتتكون من**: - **المطرقة**: تتصل بالطبقة الداخلية لغشاء الطبلة ، وعندما يهتز الجزأ العلوي المرتخي من الطبلة مستجيبا للصوت تهتز معه المطرقة أيضا. - **السندان**: يرتبط بالمطرقة ويهتز باهتزازها ويرتبط بأعلى بالعظم الركابي والذي يهتز مع اهتزاز السندان أيضا. - **قناة استاكيوس**: تربط الأذن الوسطى بالأنف والبلعوم وتفتح عند البلع أو الكحة حتى يتعادل الضغط الداخلى مع الضغط الخارجي على جانبي غشاء الطبلة. ### *ثالثًا: الأذن الداخلية* - وتتحول فيها الطاقة الحركية إلى موجات صوتية عند الغشاء القاعدي وعبر العصب السمعي الثامن إلى المخ حتى تصل إلى القشرة المخية. - **القوقعة**: هي جزاً من الأذن الداخلية وتعتبر عضو الحس. - **الدهليز**: يوجد به قنوات صغيرة ودقيقة أفقية وأمامية وخلفية وشبه دائرية ترسل إشارات للمخ. - **العصب السمعي (الثامن)**: ينقل المعلومات من القوقعة والتيه إلى المخ. ### **كيفية حدوث ألية السمع** - عند دخول الموجات الصوتية إلى القناة السمعية فإنها تصطدم بالطبلة فتهتز ثم تنتقل الموجات الصوتية إلى العظيمات الصغيرة ( المطرقة والسندان والركاب ، ثم الأذن الداخلية ، ويؤدي هذا الاهتزاز إلى حركة السائل الموجود بالقوقعة فيتغير الضغط ويعمل على إثارة الغشاء القاعدي الذي يرتكز عليه عضو كورتي فيحرك الخلايا الشعرية الحسية خلال العصب السمعي والتي ترسل بدورها نبضات اهتزازية للمخ فيحدث السمع. - **الهريز**: هو مقدار التردد بالنسبة للصوت في الثانية الواحدة. ## تستطيع أذن الإنسان العادي أن تلتقط الأصوات التي يتراوح مدى ذبذبتها بين 100-8000 هرتز - **الديسبل**: هو وحدة قياس شدة الصوت. ## فقد السمع وصعوبات التواصل 1. **فقد السمع التوصيلي**: ينشأ من المشكلات التي قد تحدث في عملية توصيل الصوت من الأذن الخارجية والوسطى إلى الأذن الداخلية مما يؤثر على حدة السمع وغالبا ماتكون تلك المشكلات مؤقتة وقابلة للعلاج. 2. **فقد السمع الحس عصبي**: وينتج عن حدوث تلف للمستقبلات الحسية الموجودة في الأذن الداخلية أو في المسارات العصبية للعصب السمعي للمخ أو في مراكز السمع بالمخ . وهذا من النوع الدائم وقد يولد به الطفل وقد يحدث أثناء الولادة بسبب نقص الأكسجين أو الحصبة الألمانية ، ويعتبر فقد السمع حس عصبي. إذا نتج عن تلف في القوقعة في الأذن الداخلية أو في العصب السمعي. 3. **فقد السمع المختلط أو المركب**: وهو تداخل بين فقد السمع التوصيلي وفقد السمع الحس عصبي ، وهو من النوع الذي يصعب علاجه لأننا إذا عالجنا فقد السمع التوصيلي فإننا لن نستطيع علاج فقد السمع الحس عصبي. 4. **فقد السمع المركزي**: ويحدث نتيجة حدوث اضطراب في مركز السمع بالمخ أو حدوث تلف به، في حين يكون الجهاز السمعي بأكمله سليم ، ولكن لا يستطيع الفرد سماع الأصوات أوتمييزها أو تفسيرها، وهو من النوع الذي يصعب علاجه. ## هذا ويؤدي فقد السمع إلى ثلاثة أنواع من صعوبات التواصل. وهي: - صعوبة سماع الأصوات المنخفضة - - صعوبة سماع الحروف الساكنة - - صعوبة فهم الحديث عند حدوث ضوضاء ( فقد التركيز) ## أسباب الإعاقة السمعية - **عوامل قبل الولادة**: مثل الأسباب الوراثية والتشوهات الخلقية ونقص اليود -1- والحصبة الألمانية. - **عوامل أثناء الولادة**: مثل نقص الأكسجين والصدمات التي تؤدي إلى نزيف في -2- المخ ومرض اليرقان. - **عوامل بعد الولادة وتنقسم الى مجموعتين ، الأولى مثل الإصابة بالحصبة -** الألمانية والتهاب الغدة النكفية والالتهاب السحائي والتهاب الأذن الوسطي وصدمات الدماغ. والثانية من بداية مرحلة البلوغ وما بعدها وتشمل التعرض للضوضاء الشديدة والتقدم في السن وصدمات الدماغ. ## العامل الريزيسي RH factor ينتج عن اختلاف فصيلة دم الأم عن فصيلة دم الجنين ، حيث تتكون نتيجة لذلك أجسام مضادة عند الطفل. وإذا كان هذا العامل سالب لدى الأم وموجب لدى الأب يكون موجب عند الطفل، وهو ما يعنى اختلاف فصيلة دم الأم عن الجنين ، وبالتالي تتكون أجسام مضادة في الدم لدى الأم أثناء الحمل تعمل على تدمير خلايا الدم الحمراء للجنين مما يؤثر بالسلب على خلايا المخ. ### مرض اليرقان ( الصفراء). يصيب نسبة كبيرة من الأطفال العاديين والمبتسرين ويؤدي إلى اصفرار الجلد والعينين بسبب تراكم مادة البليروبين التي تنتج من تدمير خلايا الدم الحمراء ويتحول الهيموجلوبين إلى بليروبين. وزيادة هذه المادة في الدم تعمل على تلف خلايا المخ مما يؤدي الى الصمم قبل اللغوي. ## الهربز هو عدوى فيروسية حادة تصيب الجلد وتظهر على شكل بقع حمراء عليه نتيجة التهاب أوعية دموية صغيرة وتكون هذه البقع على هيئة بثور مملوءة بسائل. ## مرض منيير: هو مرض يصيب الشباب ويؤدي إلى حدوث زيادة في ضغط السائل في الأذن مما ينتج عنه عدة أعراض مرضية مثل الدوار والطنين في الأذن أو الرأس ، ولا يوجد حتى الأن علاج محدد للشفاء منه. ## تقييم السمع - يمكن للفرد أن يطمئن على سمعه من خلال الإجابة على عدة تساؤلات - هل يبدو للفرد أن الأخرين يتحدثون بصوت منخفض على غير العادة - - هل يشعر بالغضب أو الإرهاق أو الانفعال عند قيامه بمكالمة طويلة مع أحد الأشخاص - هل ينسى بعض الكلمات المفتاحية في الجملة التي يستمع اليها - - هل يجد صعوبة في الحديث مع أحد الأشخاص في الزحام - - هل الضوضاء تجعله عصبي أثناء حديثه مع الأخرين - هل يجد صعوبة في سماع صوت الجرس او التليفون - هل يرفع صوت الراديو أو التليفزيون فوق المعتاد عند سماعه لأي منهما كل هذه تساؤلات لابد أن يجيب عليها الفرد بواقعية حتى يمكن معرفة إذا كانت هناك صعوبات سمعية عنده من عدمها حتي يمكن معالجتها بشكل سليم.

Use Quizgecko on...
Browser
Browser