أعلام الأدب التركي الحديث والمعاصر PDF

Summary

يُقدم هذا البحث ملخصًا لأعلام الأدب التركي الحديث والمعاصر، مُركزاً على حياة ونتاج بعض الشعراء التركيين. يغطي البحث تفاصيل عن حياة أحمد هاشم ويحيى كمال بياتلى، ويركز على العوامل التي أثرت في أعمالهم الأدبية.

Full Transcript

# أعلام الأدب التركي الحديث والمعاصر ## اللغات الشرقية وآدابها - المستوى السابع ### . الشاعر التركي (أحمد هاشم) #### حياته: - ولد في بغداد عام ١٨٨٣م. ابن السيد عارف حكمت الألوسي و عائلة الألوسي خرج منها رجال علم و ادارة ، فجده المفسر الشهير أبي ثناء الألوسي - لم يحظ بتعليم منتظم في المرحلة الاب...

# أعلام الأدب التركي الحديث والمعاصر ## اللغات الشرقية وآدابها - المستوى السابع ### . الشاعر التركي (أحمد هاشم) #### حياته: - ولد في بغداد عام ١٨٨٣م. ابن السيد عارف حكمت الألوسي و عائلة الألوسي خرج منها رجال علم و ادارة ، فجده المفسر الشهير أبي ثناء الألوسي - لم يحظ بتعليم منتظم في المرحلة الابتدائية بسبب تنقل والده بين مناطق مختلفة بصفته متصرفا ) حاكم محلي ) . توفيت والدته وهو في الثامنة من عمره - ارتحل مع ابوه إلى استانبول في الثانية عشر من عمره والتحق بمدرسة ( نمونه تراقيا) ١٨٩٥-١٨٩٦ بهدف تقوية لغته التركية. و بعد عام التحق بالمدرسة الثانوية ( سلطانية ) في غالطه سراي - يكتب شريف خلوصي أحد المهتمين بشأن الأدب التركي عن تلك المرحلة : " بأنه اظهر ميلا للرياضيات أكثر من اهتمامه بالأدب ولكن توجهت اهتماماته للأدب وقرض الشعر بعد قراءته " انطولوجيا الشعر المعاصر " بالفرنسية للمؤلفين ( فان بيفر ) ( بول لوتود ) ... و من بين زملائه المغرمين بالأدب في المدرسة السلطانية ) عزت مليح ( " - ولقد كان لمدرس الأدب في المدرسة السلطانية السيد " أحمد حكمت دور في نمو ذائقته الأدبية و حسه الشعري و دفعه إلى الاطلاع على الأدب الفرنسي عاما و الشعر خاصة ### ٤. الشاعر التركي يحيى كمال بياتلى #### حياته : - ولد في "أسكب" (البلقان) في عام ١٨٨٤ . إسمه الحقيقي هو "آغاه كمال" . بعد إتمام المرحلة الإبتدائية ، درس في إعداديتي " أسكب " و"سالونيك". - في سنته الإعداية الأخيرة أرسله أبوه إلى "إستانبول" (۱۹۰۲) بسبب سوء علاقته مع زوجة أبيه . حاول أقرباؤه في "إستانبول" أن يدخلوه في ثانوية غالطة سراى أو "روبرت "كوليج" (المعهد الأمريكى ، لكنهم أخفقوا في مساعيهم، فهرب إلى باريس بعد ان تورط في علاقة مع تيار "الأتراك" الشباب" وفقاً لتعبيره الخاص ، وذلك في عام ( ۱۹۰۳ ) . كانت لديه ، مثل شباب جيله ميول تغريبية ، على الرغم من جهله باللغة الفرنسية ، واقتصار معرفته بالغرب على ما استقاه من الكتب المترجمة . تعرف في باريس على المفكرين والساسة والأدباء الأتراك المشهورين ، وأقام صداقات . كان بين أصدقائه المقربين : الدكتور ناظم ) وهو من أبرز قادة جمعية الإتحاد والترقى ) ، والشاعر حسين سيرت وسامي باشا زادة سزائى ) وهم من جماعة الأتراك الشباب ) ، إضافة إلى كل من الدكتور شفيق حسني (١٨٨٧ - ١٩٥٩) الذي إشتهر بقيادته لعدد من المنظمات الاشتراكية قبل إعلان الجمهورية وبعده . وأخيراً عبد الحق حامد. - لم يشترك يحيى كمال في أي عمل سياسى ولا انتسب إلى أية منظمات سياسية. - تعلم الفرنسية في "ميوكوليج" وهى مدرسة داخلية ، ثم سجل في "المدرسة الحرة للعلوم السياسية" حيث درس التاريخ على يد "ألبير سوريل" الذي عرّفه لنا بالقول أنه ليس فقط باحثاً سياسياً ، بل مربياً أيضاً. بتأثير من أستاذه بدأ العمل على دراسة التاريخ العثماني - التركى ، ومن جهة أخرى انكب على دراسة كبار الشعراء الفرنسيين أمثال هوجو وبودلير وفيرلين ومالارميه ورامبو ، باحثاً عن وجوه القصور في أعمال الشعراء الأتراك المغتربين الذين تأثر بهم حين كان في "إستانبول" من أمثال حامد وتوفيق فكرت وجناب شهاب الدين وفقاً لما يحكيه أحد أصدقائه المقربين "عبد الحق "حامد" فقد كان التعرف على الشعراء ذائعي الصيت إحدى هوايات يحيى كمال . ذات مرة سافر إلى لندن لهدف رؤية حامد ، وكان فخوراً لأنه تعرف على جان موروا . - في السنوات التي أمضاها يحيى كمال في باريس (۱۹۰۳ - ۱۹۱۲) شهدت الحركتان الاشتراكية والنقابية في أوربا تطورات سريعة . فقد إزداد نفوذ الطبقة العاملة وإزدادت فعاليتها وفعالية منظماتها السياسية في إنجلترا وألمانيا والنمسا والدول الإسكندنافية . الحالة نفسها شهدتها فرنسا حيث لدى الحزب الاشتراكى (۲۲) جريدة على رأسها "لومانتيه" و (۳۷) مقعداً في البرلمان المفكرون والكتاب الاشتراكيون كانوا فى زخم جعلهم يهيمنون على الحياة الفكرية. المظاهرات التي نظمتها المنظمات العمالية ، قوبلت بالتأييد والحماس في أوساط البورجوازية الصغيرة - يقول يحيى كمال : أنه عندما غادر "إستانبول" كانت في ذهنه إعتراضات قوية على الدين . وتخبرنا مذكراته بأن الحركة العمالية والاشتراكية التي كانت تنمو بإطراد قد إتثارت حماسته ، لنقرأ : "إزداد ابتعادي عن الدين في باريس . كان عام (١٩٠٤) في باريس هو العام الذي تفاقم فيه العداء للكنيسة والدين، واندفع تيار الاستراكية مثل هبوب عاصفة هوجاء . كنت أشارك في الاجتماعات الجماهيرية والمظاهرات ، وأسمع النشيد الوطني في الشوارع ، فيمتلئ قلبي بحب الإنسانية وتدمع عيناى، وأصغى بحرارة إلى خطابات جوريس وبريزانس ومالاتو والفوضوى الألماني سيباستيان فاور . إزدادت ميولى الثورية والمعادية للدين يوماً بعد يوم ، فأصبحت قارئاً متحمساً لجريدة "الأزمنة الحديثة" التي كان يصدرها جان غريف، وتلميذاً مغالياً من تلامذته، تلعثمت بأبيات من الشعر في هذا المناخ الفكرى وفي طراز جديد، قرأها الدكتور عبد الله جودت وأعجبته كثيراً . أحببت فيكتور هيغو ، ولأنه كان ملائماً جداً لأفكارى فى تلك المرحلة ، فقد أتاح لى فهم شعره ، دخول الرومانسية من أسهل أبوابها ، حماستي الثورية استمرت حتى عام (١٩٠٥) ثم أخذت تنطفئ أسلمت نفسي لعبث باريس ومباهجها - عندما عاد إلى "إستانبول" (۱۹۱۲) بعد تسع سنوات قضاها في باريس، كان قد مضى على إعلان المشروطية أربع سنوات ، واستلمت السلطة فرقة الاتحاد والترقى التي كان بين قادتها العديد من أصدقائه ممن عرفهم في باريس، عمل في تلك المرحلة مدرساً للأدب والتاريخ في ثانوية "دار الشفقة" ومدرساً للتاريخ في مدرسة الواعظين" ، ولم يقترب من السياسة. بل أنه نأى بنفسه لفترة من الوقت حتى عن منظمات مثل المنتدى التركى مما يمكن إعتبارها منظمات رديفة لحزب السلطة . في نصوص كتبها لاحقاً سوف يشرح أسباب موقفه هذا كما يلي : " لم أكن تركياً مغالياً ، كنت قد صحوت من الحلم الطوراني الذي داعب مخيلة كل تركى أخذته النزعة القومية التركية ، ونضجت بما يكفى لعقلنة أهوائنا القديمة مثل وحدة العرق والعودة إلى جذورنا النقية ، وأصبحت قانعاً بقومية تركية ضمن الحدود السياسية لوطننا في ذلك الوقت . إعتبرت ما قبل ألف عام هو ما قبل التاريخ ، وأصبحت ميالاً إلى نزعة قومية تركية ذات مقاييس أصغر تقوم على حدود الأرض التي جمعتنا في الأناضول وروملي ( القسم الأوربي من تركيا الحالية ) منذ ألف عام . بتعابير ذلك الزمن كنت أرغب بتركية عثمانية - كانت النزعة القومية التركية ، بعد حرب البلقان ، تعيش سنة من الغليان والحماسة فى إستانبول ، كانت المنتديات والجمعيات والمدارس والمجلات تغلى وتفور كما لو كانت في مرحلة التأسيس. لقد عشت بمنأى عن كل هذه الحركات إلى درجة أن بعض الشبّان اعتبروني معارضاً لتلك الحركات. - بعد فترة إنضم يحيى كمال لتلك الحركات التي أتي على ذكرها على أنها "منتديات وجمعيات ومدارس ومجلات ، فاشتهر بمحاضراته وأحاديثه التي لا تنطوى على تعارضات أساسية مع المناخ الفكرى السائد ، والتي ألقاها في كل من "جمعية "المعرفة" و "المنتدى "التركي" حيث لاقى الحب والقبول لعل هذا التقارب يفسر لنا تعيينه مدرساً في دار الفنون (الجامعة) بتوجيه خاص من ضيا كوك آلب الذي كان واحداً من راسمى سياسيات فرقة الاتحاد والترقي في ميادين الفكر والأدب والتعليم (١٩١٥) - إستسلم أمام إلحاح ضيا كوك آلب فأصدر مع كل من أحمد رفيق ومحمد فؤاد كوبريلي "المجلة الجديدة على أمل أن تكون حرة، مستقلة عن المؤثرات السياسية من أى نوع كان، ونشر فيها ثمانية قصائد تحت عنوان: "صفحات مكتشفة بين شهرى مارس و ابريل لعام ۱۹۱۸م . لم يبد أي اعتراض على استيلاء طلعت بك (من قادة الاتحاد والترقى بصورة تدريجية على إدارة المجلة - خرجت الإمبراطورية العثمانية من الحرب العالمية الأولى مهزومة . في السنوات التالية التي أطلق عليها التاريخ السياسي إسم "عهد الهدنة" نفى الإنجليز العديد من المفكرين والأدباء إلى جزيرة مالطة . قسم آخر من المثقفين إعتقلتهم الحكومة المتعاونة مع المحتلين الأوربيون ، في حين إنضم قسم ثالث إلى خدمة تلك الحكومة . أما القسم الأخير فقد انتقل إلى الأناضول ، قبل الاحتلال وبعده لينضم إلى حرب الاستقلال - أما يحيى كمال فلم يعش أية من التجارب المذكورة. فلا هو نفى إلى مالطة ولا انتقل إلى الأناضول ، ولا تعرض للاعتقال ، ولا ناصر الحكومات المتعاونة . لقد تابع تدريسه في دار الفنون ونشر قصائده المستمدة من المشاعر الفردية في مجلات : "المجلة الكبيرة" و "المجلة الأدبية" و" الشاعر" و" النديم" (۱۹۱۹) - بعد ذلك ، في الأيام اللاحقة على " نصر إينونو الثاني" ، نشر مقالات سياسية في جريدتي "إلى الأمام" و "توحيد الأفكار" طرح فيها أفكاراً مؤيدة لحرب الاستقلال . وعندما انتقلت الجيوش اليونانية إلى الهجوم المعاكس ، توقف عننشر تلك الأفكار وسافر خارج البلاد بين (۳۰) يونيه ١٩٢١ إلى ٩ مارس ۱۹۲۲) ، ثم عاد إلى نشر مقالات ذات طابع قومى فى صيف (۱۹۲۲) . بعد تحرير ازمير إضطر عدد من مدرسى الجامعة ممن وقفوا ضد الحركة القومية إلى ترك مناصبهم من أمثال على كمال ورضا توفيق وجناب شهاب الدين ، فتم تعيين يحيى كمال مكان هذا الأخير من قبل الحكومة الأخيرة في الدولة العثمانية في ٢٠ سبتمبر ۱۹۲۲م. - في أواخر عام ۱۹۲۲ م انتقل شاعرنا إلى أنقرة حيث شغل لفترة رئاسة تحرير جريدة "سيادة الأمة التي سيصبح إسمها فيما بعد "الأمة" كناطق رسمى لحزب الشعب الجمهورى بقيادة عصمت إينونو . ذهب إلى لوزان ضمن الوفد الذي سيقود مفاوضات السلام . بعد عودته من لوزان إنتخب نائباً في مجلس الأمة عن مدينة أورفة (۱۹۲۳ - ١٩٢٦) . عين سفيراً في وارسو (١٩٢٦) ثم مدرید (۱۹۲۹). بقى سنوات طويلة نائباً في البرلمان عن تكيرداغ (١٩٣٥- ١٩٤٢) وعن إستانبول (١٩٤٣ - ١٩٤٦) . عمل مستشاراً للشؤون الفنية في حزب الشعب الجمهورى ، ثم سفيراً في الباكستان ، أحيل للتقاعد (١٩٤٩) وافته المنية في عام (١٩٥٨) فى مستشفى جراح باشا في إستانبول #### حياته الأدبية: - بدأت ميول يحيى كمال الأدبية في شبابه المبكر في مدينة "أسكب" حيث قرأ فى تلك الفترة أعمال ضيا باشا ونامق كمال ورجائي زاده أكرم وعبد الحق حامد والمعلم ناجي ، وكان العالم الشعرى لهذا الأخير هو الأقرب إلى قلبه . جرّب مختلف قوالب الوزن العروضي ، وأرسل بعضاً من تجاربه إلى مجلات تصدر فى إستانبول . عندما كان يدرس فى إعدادية سالونيك واتته الفرصة لمتابعة مجلة ثروت" "فنون" التى تعرّف من خلالها على شعراء زمانه الجديد ، وعندما جاء إلى إستانبول (۱۹۰۲) قرأ "الربابة المكسورة" لتوفيق فكرت وتأثر بها . في هذه المرحلة نشر عدداً من القصائد في مجلتي "المعلومات" و"الارتقاء" . في الفترة الأولى من حياته في باريس التي عكف فيها على تعلم الفرنسية ، اطلع على الأدب الفرنسى من خلال الكتب التي قراها وأمسيات الشعر التي حضرها، الأمر الذى سرّع من قطيعته مع الذائقة الجمالية لتيار الأدب الجديد . و كان يرى كتابات شعراء تيار الأدب الجديد باعتبارها "ساذجة تفتقد إلى الذوق والحرارة والجذور والبراعة ، تستظل بظل الشعر الفرنسي" ، وبدأ يدرس إمكانيات خلق لغة شعرية جديدة - أمضى فترة من الزمن في قراءة أعمال فيكتور هوجو ، إلى أن تعرف على شعر شارل بوديلر الذى يعتبر من رواد الشعر الفرنسى الحديث. عمله المعنون أزهار الشر" كان لا يزال يمارس تأثيراً كبيراً على الرغم من صدوره في عام ١٨٥٧م . كان شعر بوديلر يفتح آفاقاً جديدة أمام أبرز شعراء المذهب الرمزي أمثال مالارميه (١٨٤٢ - (۱۸۹۸) وبول فيرلين (١٨٤٤ - ١٨٩٦) ورامبو (١٨٥٤ – ۱۸۹۱) . استغرق يحيى كمال فرة طويلة في عالم بوديلر الشعرى بحساسيته العميقة وغنى ابتكاراته ، واطلع على مسار حياته وسعى إلى اكتشاف العلاقة بين شعره وحياته . ثم تورط في فيرلين الذي أحبه " بحمى مرضية" على حد تعبيره - في بحثه عما وجده في شعر فيرلين، عند كبار الشعراء الأتراك ، أراد يحيى كمال أن يحدد في أعمالهم الخصائص التي تميز لغة الشعر عن لغة النثر ، فراح يقرأ أعمال فضولى" و "باقى" من زاوية نظر منطقه اللغوى الخاص، ساعياً إلى تقييمها وفقاً لهذا المنطق . فى نصه المعنون "حول الأدب" كتب يحيى كمال يقول : "على المبدع الذي سيعبر عن لغة أمة من الأمم أن يعرف بل ويتمثل جميع المراحل التي مرت بها تلك اللغة عبر تاريخها الطويل وتابع يقول مقتربا من مالارميه : " ثمة في كل لغة كلمة تدل على الشعر. هذه الكلمة إذن تعبّر عن فن لا يشبه إلا ذاته " ###### الشعر عند يحيى كمال و رأي الشعراء في إنتاجه : - في هذه الفترة كان يحيى كمال قد خفف وتيرته في الكتابة بالقياس إلى شبابه المبكر ، حتى أنه أصبح يتهيب من نشر قصائده ، فكان يضعها جانباً خشية حاجتها إلى مزيد من المراجعة والتنقيح . في الفترة الأولى لمجيئه إلى إستانبول كان يتلو قصائده على مسامع أصدقائه . تلك القصائد حفزت إهتماماً في الوسط الأدبى وأدت إلى صدور بعض الأحكام على شخصيته الشعرية . - نقرأ في كتاب ( قالوا ( لروشان أشرف الذي جمع فيه حوارات أجراها مع رجالات الأدب البارزين ما قاله سليمان نظيف : "رأيت مئة واثنين وسبعين بيتاً شعرياً ليحيى كمال ، منها فقط واحد وستين بيتاً مكتملاً قرأتها وأثارت إعجابي . ثمة آخرين يصفقون لشعرية يحيى كمال بحماسة وحب بلا حدود على الرغم من عدم إطلاعهم على تلك الأبيات " - أما أحمد هاشم فعبر عن رأيه في يحى كمال قائلا : "معه يحصل أدبنا على الضوء والهواء . إن الفن العظيم هو تجنب ضروب المغالاة والانفعالات هو أن تحس كثيراً وتخبئ كثيراً وأن تحرك الكلمات بقوة الجديرة بالنساء .. و خفية وارتعاشات في العمق. هذا هو عالم يحيى كمال الإبداعي" - زادت من الأحكام المماثلة على شعر يحيى كمال ، إلى جانب أنها قدمت النماذج الأولى لمفهوم جديد للشعر إلى أوساط جديدة من القراء لاقت مديحاً مماثلاً لقصائده التي نشرها لاحقاً في مجلات : "المجلة الأدبية" (۱۹۱۹) ، و"الشاعر والمجلة الكبيرة والنديم" (۱۹۱۹) و "درگاه" (۱۹۲۱ – ۱۹۲۲). قصيدة "الصوت" بصورة خاصة اعتبرت إحدى القصائد الرائدة في شعرنا المعاصر - نشر يحيى كمال في هذه الفترة مقالات فكرية وأدبية في مجلات : "الخبر الأدبي" و " درگاه " و "إلى الأمام" و "توحيد الأفكار" . وعندما انتقل إلى بر الأناضول عمل لفترة رئيساً لتحرير جريدة " سيادة الأمة " - نشر يحيى كمال قصائده في مجلات : "فوتوماغازين" و "الإنسان" و "الأكاديمية" ( ١٩٤٠ - ١٩٤٢) و "إستانبول" (1943 - ١٩٤٤) و"العائلة" ( ١٩٤٧ - ١٩٤٨) و"الصالون" ( ١٩٤٧ - ١٩٤٨) و "الحياة" "المصورة" ( ١٩٥٢ – ١٩٥٣) و"الحياة" (١٩٥٦ – ١٩٥٧) - ، وفي جرائد : اقشام وجمهوريت وحريت بين عامي ١٩٥٦ – ١٩٥٧ وبعد وفاته قامت هيئة تابعة لمؤسسة يحيى كمال بجمع قصائده في ثلاثة دواوين بناء على توصيته الشخصية ###### أهم ديوان بين الثلاثة دواوين هو المعنون بـ "سماؤنا الخاصة " حيث يحتوى الكتاب على (۸۰) قصيدة مكتوبة بلغة تركية قريبة من لغة الدارجة التي يسميها الشاعر في مذكراته "اللغة البيضاء" . ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام وفقاً للموضوعات القصائد ، وبصرف النظر عن تاريخ نشرها في الجرائد والمجلات ، وذلك وفقاً لمخطط كان قد أعده بنفسه قبل وفاته . يضم القسم الأول المعنون "سماؤنا الخاصة" قصائده الإستانبولية التى اشتغل فيها على موضوعات تاريخية، ويضم القسم الثاني المعنون "فكرة الطريق" قصائد تتعلق موضوعاتها بالطبيعة وفلسفة الموت والحياة . أما القسم الثالث : " الوصال" فيضم عموماً قصائد الحب . - من الممكن دراسة قصائد يحيى كمال في ديوانه "سماؤنا الخاصة" بتقسيمها إلى مجموعات وفقاً لموضوعاتها التاريخ، إستانبول، الطبيعة ، الحب، الموت والحياة ، الذكريات .. وهكذا ( بالفعل نرى قصائد ديوانه هذا تتيح بسماتها العامة تقسيماً من هذا النوع ، ولكن علينا ألا ننسى وجود مشتركات بارزة بين قصائد الكتاب والتي اعتاد الدارسون على دراستها وفقاً للتقسيم المذكور. نلاحظ على سبيل المثال أن قصيدة يتمتع فيها الموضوع التاريخي بأفكاره ومشاعره الوزن الراجح ، لا تخلو من انطباعات عن الطبيعة ، في حين نحد في قصيدة موضوعها استانبول ابياتاً بل مقاطع عديدة تتناول الحب أو الذكريات. - لذلك يصبح أكثر دقة القول بأن شعر يحيى كمال يتحرك من حيث المضون على محورين أساسين : 1. قصائد المشاعر الفردية التي تنطلق من حقيقة الـ "أنا" 2. قصائد المشاعر الاجتماعية التى تسقى مادتها من العادات والاعراف ومن حقائق الماضي

Use Quizgecko on...
Browser
Browser