Arabic Past Paper - Islamic Civilization PDF
Document Details
Uploaded by EminentTroll
University
Tags
Summary
The document outlines definitions of civilization, culture, and civilization. It also provides an overview of the origin and development of human civilization, with a focus on the Islamic civilization and the factors that contribute to its formation. The document further explores several important historical and economic aspects that are crucial for building a civilization.
Full Transcript
الموضوع األول :الحضارة ،نشأتها ،وعوامل تكوينها -1تعريف الحضارة: هي التحقيق األمثللل للتطور والتقل و والنمو في جميع المجللا ا المللاواللل والعلميللل ،ومللا بنقثق عنه...
الموضوع األول :الحضارة ،نشأتها ،وعوامل تكوينها -1تعريف الحضارة: هي التحقيق األمثللل للتطور والتقل و والنمو في جميع المجللا ا المللاواللل والعلميللل ،ومللا بنقثق عنهللا م شللللاوح الحياة الفكريل والثقافيل ،وتتحقق بسللللياوة العقل على اوط الطقيعل ،وعلى نوازع اإلنسللللاح ،وهي ثمرة التعاوح اإلنساني كله. -2تعريف الثقافل: هي أسلوب حياة به ف إلى الوصول إلى الكمال الشامل ع طريق العقل والعلم ،بأحس ما اق مه الفكر اإلنساني م إب اع ،مما باوي إلى تطور البشريل ورايها.وهي: أ -أسلوب حضاري يحرك اإلنسان عبر القيم والمبادئ واألخالق. ب -سيادة العقل عن طريق العلوم النقلية والتجريبية ج -مصدر الرقي اإلنساني ،ودليل مستواه. -3تعريف الم نيل: هي تحقيق الراي في المجا ا الماوال والعمرانيل بفضللللل النشللللان اإلنسللللاني الواعي ،والهاوف ،والمنظم، وتع ملكاً للبشريل كلها. -4تعريف الحضارة اإلسالميل: هي ما حققه المسلموح م تق و وتطور ونمو في جميع المجا ا الماوال والعلميل ،وما بنقثق عنها م شاوح الحياة الفكريل والثقافيل منذ ب اال ال عوة اإلسالميل وحتى الوات الحاضر. من خالل تحليل مضمون التعريفات األربعة يمكن القول: -1تعد الثقافة الجانب المعنوي للحضارة ،وتمثل القيم والمبادئ واألخالق التي تقوم عليها الحضارة. -2تعد المدنية هي الجانب المادي والعلمي والعمراني للحضارة ،وتمثل خالصة ما أنتجه العقل البشري من إبداع. 1 -3تعد الحضااارة رمرة الجهود التي بهلها اإلنسااان في ساابيل التطور والتقدم والرخاء ،فهي عملية مسااتمرة، تضمن سبل الحياة والعيش المادية لإلنسان ،وتحفظ الجنس البشري. -5نشأة الحضارة اإلنسانيل والمراحل التي مرا بها: يمكن لمن يتتبع تاريخ الحضارة اإلنسانية أن يالحظ أنها مرت بمراحل تاريخية ،رالث ،هي: مرحلل النشأة: أ- تق أ بخلق آوو وحواء ،واسااتخالفهما في األر ،حيب بدأت قصااة إعمار األر ،وتنتهي باختراع الكتابل في األلف الرابعل اقل الميالو ،ومن أهم سماتها: -1كان عقل اإلنس ااان وتفكيره في ههه المرحلة بدائياً مطواعاً ،ولم يعرف االس ااتقرار في بدايتها ،وعاا حياة التنقل والترحال ،وسكن الكهوف والمغاور ،واعتمد في حياته على الصيد ،والتقاط الثمار. الدورة الزراعية ،األمر الهي تطلب االساتقرار ،وبناء -2في وقت الحق ،ومع تطور عقل اإلنساان ،اكتشا البيوت ،وتدجين السا اوائم ،فتهرت المس ااتوطنات الحض ااارية األولى في التاريخ اإلنس اااني على السا اواحل، الصالحة للزراعة ،والمناخ المناسب. وعلى ضفاف األنهار ،بفضل توفر المياه العهبة ،واألر -3اكتملت مجاالت النشا اااط االقتصا ااادي اإلنسا اااني في ههه المرحلة ( الزراعة ،الحرفة ،التجارة) فقد تطلب العمل في الزراعة ،اسا ااتخدام األدوات الالزمة للحرارة ،وجني المحاصا اايل ،فتهرت الحرفة ،وأدت الحاجة إلى تبادل المنتج الزراعي مع المنتج الحرفي ،وبيع الفائض من اإلنتاج إلى ظهور التجارة( المقايضة). -4في أواخر ههه المرحلة ،تطورت المسااتوطنات الحضااارية ،وتحولت إلى مدن وحواضاار ،وبلدات ،تشااكلت منها المجتمعات ،وزادت احتياجات الناس ومش ااكالتهم ،األمر الهي اس ااتدعى ظهور األنتمة الس ااياس ااية، وتشكيل الدول. مرحلل التطور: ب- تق أ هذه المرحلل باختراع الكتابل في األلف الرابعل اقل الميالو ،وتنتهي بمبعث نقينا محم ب عق هللا، صلى هللا عليه وسلم سنل ( 12ق هل610 /و ) .ومن أهم سمات ههه المرحلة: 2 -1بدأت تتهر المراكز الحض ا ا ا ا ا ا ااارية الكبرد في العالم القديم ،فكانت الحض ا ا ا ا ا ا ااارة اليونانية ،والحض ا ا ا ا ا ا ااارة األتروس ااكية ،والحض ااارة الرومانية في أوروبا ،وحض ااارة مص اار الفرعونية في إفريقيا ،والحض ااارة الص ااينية والحض ا ا ا ااارة الهندية ،والحض ا ا ا ااارة الفارس ا ا ا ااية ،وحض ا ا ا ااارات بالد الرافدين (الس ا ا ا ااومرية ،األكادية ،الكلدانية، اآلشا ا ااورية) وحضا ا ااارات بالد الشا ا ااام (الفينقية ،الكنعانية ،اآلرامية ،التدمرية ،النبطية) وحضا ا ااارات الجزيرة العربية (دلمون ،ماجان ،اليمن ،عاد ،رمود )....في آسيا. -2نش ا ا ا ا ا ا اطاات الحرذااة العمرانيااة في هااهه المرحلااة ،وتطورت الماادن ،وباادأ بناااء القصا ا ا ا ا ا ااور والمعااابااد والقالع والحصون. -3شااهدت ههه المرحلة وضااع أعسااس العلوم واآلداب والمعارف اإلنسااانية ،وبدأ دوران عجلة التطور والتقدم الحضاري إلى األمام ،بفضل ما قدمه العلماء من إنتاج علمي ومعرفي. -4بدأت العالقات الدولية السااياسااية واالقتصااادية ،وعملية التمازج الحضاااري بين المراكز الحضااارية ،وأخه اإلنتاج الحضا اااري طابعاً عالمياً ،فكل حضا ااارة من ههه الحضا ااارات أخهت العلوم والمعارف عن يرها، وساهم علماؤها في تطويرها خدم ًة لمجتمعاتهم وللبشرية ذلها. وبفضاال ذلك شااهدت الحضااارة اإلنسااانية نقالت نوعية خالل مساايرة تطورها ،وذانت الحضااارة اإلنسااانية على موعد مع أهم مرحلة في تاريخها بدأت مع ظهور نبي الهدد ودين الحق محمد بن عبد هللا ،ص ا االى هللا عليه وسلم ،في مكة المكرمة واشراقة نور اإلسالم على جزيرة العرب والعالم ذله في العصور الوسطى. ج -مرحلل ا زوهار في عصر اإلعمار العربي اإلسالمي: تق أ هذه المرحلل بمبعث الرسول ،صلى هللا عليه وسلم ،عاو 12ق.هلللللللللل610 /و ،وتنتهي بسقون بغ او على ب المغول والتتار عاو 656هل1258 /و ،ومن أهم سماتها: -1س ا ااطع في ههه المرحلة نور اإلس ا ااالم في بالد العرب ،وامتد إلى بالد الغال(فرنس ا ااا) رباً ،وهلى الهند والصين شرقاً ،بفضل الفتوحات اإلسالمية الكبرد في العصرين الراشدي واألموي. -2شهدت وضع أسس النتم( السياسية ،واالقتصادية ،واالجتماعية ،والفكرية والثقافية ،والقضائية )..في الحضارة اإلسالمية. 3 -3شااهدت تشااكيل أكبر وأرقى مرذز حضاااري عرفته اإلنسااانية في تاريخها ،اص ا ع طلت على تسااميته باساام الحضارة العربية اإلسالمية ،بفضل ما قدمته األمة اإلسالمية من إنتاج علمي ومعرفي ومدني. -6عوامل تكوي الحضارة: ترتبط عملية البناء والتكوين الحضا اااري ،بمجموعه من العوامل التي يعدها المؤرخون شا ااروطاً أسا اااسا ااية لبناء الحضارة ،وفي ما يأتي أهمها: -1العامل السياسي: يعد العامل السياسي من أهم عوامل التكوين الحضاري ،ويتمثل بوجود النتام السياسي بسلطاته الثالث( التشريعية ،والتنفيهية ،والقضائية) التي تقوم بواجباتها ،وأهمها: -1س ا ا اان األنتمة والقوانين والتشا ا ا اريعات من قبل الس ا ا االطة التشا ا ا اريعية ،من أجل تنتيم العالقات بين أبناء المجتمع ،في جميع المجاالت ،حتى يتمكن الناس من أن يعيش ا ا ا ا ا ا اوا حياتهم الطبيعية ،في ظل سا ا ا ا ا ا اايادة القانون. -2قيادة الدولة والمجتمع ،من قبل السا ا ا االطة التنفيهية ،في عملية التطور والتقدم والنمو ،فهي التي تضا ا ا ااع الخطط والبرامج التنموية ،وتمولها ،وتعشرف على تنفيهها ،واستثمارها ،وتوظيف مواردها في عملية البناء الحضاري. -3الحفاظ على حقوق الناس ،وتطبيق مبدأ العدل والمساواة بينهم ،وضمان حالة الهدوء والطمأنينة الالزمة لعملية التطور والتقدم الحضاري ،وههه من مهام السلطات الثالث( التشريعية ،والتنفيهية ،والقضائية). -4الحفاظ على حالة األمن واالسااتقرار في الدولة والمجتمع من الداخل( الش ارطة واألجهزة األمنية) وحماية حدود البالد من أي اعتداء خارجي(الجيش والقوات المس ا ا االحة).وص ا ا اايانة المكتس ا ا اابات الحض ا ا ااارية التي تحققها األمة.إذ ال يمكن للدول والمجتمعات أن تتطور وتتقدم ،إال في ظل األمن واالستقرار. 4 -2العامل ا اتصاوي: ال يقل العامل االقتصا ا ا ااادي أهمية عن العامل السا ا ا ااياسا ا ا ااي ،في عملية التكوين الحضا ا ا اااري ،وتتهر ههه األهمية في: -1توفر الموارد االقتصا ا ا ا ا ااادية( الزراعية ،الخامات والموارد الطبيعية )......إذ ال يمكن ألي مجتمع من المجتمعات البشا ا ا ارية ،أو دولة من الدول أن تؤدي رس ا ا ااالتها الحض ا ا ااارية ،وتس ا ا ااهم في عملية التطور والتقدم التي تعيشها البشرية من دونها. -2قوة رأس المال الالزم لعملية التطور والتقدم والنمو ،والهي يبدأ بالعمل أوالً بفكرة إنشا ا ا ا ا ا اااء مشا ا ا ا ا ا ااروع انتاجي ،رم توظيف الفائض من رأس المال الناتج عن اس ااتثمار المش ااروع في تطوير المش ااروع نفسا اه وتوسا ا ا اايعه ،رم في إنشا ا ا اااء مشا ا ا اااريع إنتاجية أخرد ،تسا ا ا اااهم بدورها في تأمين األموال الالزمة لعملية التطور في إطارها العام والواسااع ،وهها ما يساامى "عملية التغهية الراجعة" ناهيك عن األهمية الكبرد للمال في حياة العلماء والمبدعين القائمين على عملية البناء والتطور الحضاري. م هنا رذز الرس ااول ،ص االى هللا عليه وس االم ،على وض ااع أس ااس النتام االقتص ااادي بالتوازي مع وض ااع أسا ااس النتام السا ااياسا ااي في الدولة اإلسا ااالمية في المدينة المنورة ،ليكون مسا ااؤوالً عن تنتيم دخل الدولة اإلسالمية وتوظيفه في عملية التكوين الحضاري لألمة اإلسالمية. -3العامل الثقافي: لهها العامل أهميته الخاصة ،ألنه يرتبط مباشرة بقضية االستعداد النفسي من عدمه لتولي عملية التكوين الحضاري ،إذ يجب أن يسبق عملية التكوين الحضاري ما يأتي: في معالجة مشااكالتهم(. -1تبني فكر سااياسااي موحد ،يجتمع عليه أبناء األمة ،بحيب يمكن أن يوظ وهها ما يسمى العقيدة السياسية لألمة). -2سيادة جملة من الروابط المشترذة التي تمنت األمة شخصيتها الحضارية المميزة ،منها: -اللغة التي يتحدث بها أبناء األمة. -التاريخ المشترك ،ووحدة المصير. 5 -العرق ،أو القومية. -العادات ،والتقاليد ،المتأصلة تاريخياً. -4العامل ال بني واألخالاي: تقرز أهميل العامل ال بني واألخالاي م خالل: -1عي َعد المسؤول األول عن إقامة وتنتيم العالقات بين أفراد المجتمع الواحد. -2يعد الدين ،بما جاء به من قيم ومبادئ وأخالق ،عامل ضبط وتوجيه للسلوك اإلنساني. -3تحرير العقل البشا ا ااري وهعادة تشا ا ااكيله( الههنية) والبناء الفكري والثقافي لإلنسا ا ااان ،حتى ينطلق من جااديااد في مسا ا ا ا ا ا اايرة إنجاااز وعطاااء ال تتوق ،ألن عمليااة التكوين الحضا ا ا ا ا ا ا اااري في أي مجتمع من المجتمعات تتطلب التغيير الفكري على المستود القيمي واألخالقي والثقافي. م هنا نسللتطيع أح نفهم لماذا رذز الرس ااول ،ص االى هللا عليه وس االم ،منه بداية الدعوة اإلس ااالمية على مس ا ا ااألة إعادة بناء اإلنس ا ا ااان على القواعد واألس ا ا ااس الدينية واألخالقية ،فبناء الحض ا ا ااارة يتطلب أوالً بناء اإلنسان القادر على أن يبني نفسه ومجتمعه في الوقت نفسه ،وبالدرجة نفسها. -5العامل الجغرافي: عي َعد العامل الجغرافي من العوامل المهمة في عملية التكوين الحض ا اااري ،الس ا اايما في العص ا ااور التاريخية القديمة والوسطى ،ويتهر دوره من خالل: -1إن البية المراكز الحضااارية القديمة في العالم نشااأت على الس اواحل ،وعلى ضاافاف األنهار ،حيب الصا ا ا ااالحة للزراعة ،مياه الري والشا ا ا اارب ،المناخ تتوفر الشا ا ا ااروط الالزمة للحياة واالسا ا ا ااتقرار(األر المعتدل.)... -2حاجة الدول الدائمة إلى امتالك حدود ش ا ا اااط ية تس ا ا اااعد في عملية التنقل عبر البحار والمحيطات، وتع َسخر لتنشيط حرذة التجارة ،مع العالم الخارجي. م هنا نسللتطيع أح نفهم البعد االس ااتراتيجي لحرذة الفتوحات اإلس ااالمية الكبرد في المرحلة األولى في العصار ال ارشادي ،على الجبهات العراقية والشاامية والمصارية واالتصاال بعالم البحر المتوساط الهي يربط 6 بين القارات الثالث آسيا وهفريقيا وأوروبا ،وفي المرحلة الثانية في العصر األموي ،حيب وصلت الجيوا اإلسالمية إلى األندلس رباً ،وهلى الصين شرقاً. األبعاو الحضاريل: .1رؤيل اإلسالو للكوح واإلنساح والحياة إن اإلسا ااالم قد نتر إلى الحياة نترة جدية ملؤها الشا ااعور بالمس ا ا ولية ،وتوجيه الدوافع ،وعندما عرضا اانا نترة اإلسالم إلى اإلنسان رأينا أن للحياة مبدأين ،أولهما عندما خلق هللا آدم من طين ،رم سواه ونفخ فيه َن َي عكو َن َم َع َج َم ععو َن ،إال إُبل َ يس أََبى أ ُ من روحه ،وأمر المالئكة أن تسا ا ا ا ا ااجد له{ َ :ف َس ا ا ا ا ا ا َج َد اُل َمالئ َك عة عذل عه ُم أ ُ ين[ }الحجر].31-3٠ /15 : الساجد َ ومنه مبدأ الحياة البشرية األول ميز هللا هها الجنس عن المالئكة ،وسائر المخلوقات بميزتين: الميزة األولى :العلم والعقل ،واإلرادة واالختيار ،والتمييز بين الخير والشر. والميزة الثاانياة :أناه مخلوق من طين رم من دم ولحم ،وأناه تبعاا لاهلاك مجبول على الشا ا ا ا ا ا ااهوات والادوافع الغريزية ،وما يتفرع عنها من الجهل وسفك الدماء ،واإلفساد والخسران ،والهلع ،والجزع ،والطمع. .2العالااا بي األفراو والجماعاا وال ول والتعامل مع اآلخر اوعقولعوا للناس من مبادئ العالقات الواض ااحة في دين اإلس ااالم الدعوة إلى حس اان التعايش مع الناس َ وذم من وذ ُم في الدين َوَل ُم عي ُخر عج ع ين َل ُم عيَقاتلع ع اك عم هللاع َعن اله َ عح ُس ا اًنال قالبقرة ]83 :وحسا اان الجوار االَ َي ُن َه ع ينل قالممتحنة8 : طوا إَل ُيه ُم إن هللاَ عيحب اُل عمُقسط َ دَيارعذ ُم أَن تََبر ع وه ُم َوتعُقس ع ومن خالل التعارف والمعايش ا ا ا ا ااة تتبين للناس محاس ا ا ا ا اان الدين وأهدافه.الحرية العقدية أو االعتقادية وعلى مر تاريخ األمة؛ فإن أهل الديانة األخرد في الدولة اإلسا ا ا ا ا ا ااالمية ممنوحون حرية التدين بال اال إ ُك َراه التضييق وال القسوة بل بالرفق والتسامت ،وال أحد يجبر بالقوة على اعتناق دين اإلسالم ألنه َ في الدينل. 7 وتفتت عالمية الرسااالة اإلسااالمية أبوابها وترحب بالعالقات بمجاالتها المختلفة وتعقد المعاهدات وفق المبادئ اإلس ااالمية الس اامحة.وهها نبي الرحمة عليه الص ااالة والس ااالم ذان من هديه :م ارس االة ملوك زمانه ،وبعب الوفود إلى اآلفاق ،وفي أيام مكة يرد عليه الص ا ا ا ا ااالة والس ا ا ا ا ااالم مواس ا ا ا ا اام الحج انتهاز الفرص لتأس اايس العالقات مع الوفود وتوس اايع دائرة تبلي الدعوة إلى عموم الناس ،وذها حاول إيجاد النجدة من أهل الطائ ،وعلى صا ا ا ا ااعيد المسا ا ا ا ااتود الخارجي نرد توجيهه عليه الصا ا ا ا ااالة والسا ا ا ا ااالم الحبشة فإن فيها مليكاً ال يتل عنده ألصحابه بالخروج من مكة إلى الحبشة ”:لو خرجتم إلى أر أحد ،وهي أر صدق حتى يجعل هللا لكم فرجاً” وهها الصانيع يؤذد على مدد التعاون الدولى الهد فكر فيه صالى هللا عليه وسالم في تلك التروف الصعبة.رم لما قدم – عليه الصالة والسالم -المدينة بادر في أوليات اهتمامه إلى وضع الدستور: الوريقة الشااهيرة با ا ا ا ا ا ا اا(صااحيفة المدينة) التى عقدها مع ير المساالمين اليهود و يرهم ،وتضاامنت تلك الوريقة بنودا تفص ا ا االية عدة ،تمثل النتام اإلس ا ا ااالمي في بيان الواجبات األسا ا ا ااس ا ا ااية ،وحفظ الحقوق المجتمع.وبهااها الواقع التاااريخي االجتماااعيااة ،ورعااايااة المصا ا ا ا ا ا ا ااالت المشا ا ا ا ا ا ااترذااة بين جميع طوائ اإلسالمي يتبين بأن اإلسالم قد سبق األمم في إنشاء أصول ومبادئ تبنى عليها العالقات مع الدول والجماعات واألفراد. .3واجباا الفرو نحو األسرة والمجتمع. يج ااب على المواطن أن يس ا ا ا ا ا ا ا اااهم بك اال ط اااقت ااه في تق اادم البالد وتنميته ااا والعم اال على بن ااائه ااا العلمي واالقتصااادي والسااياسااي ،على أن يشااارك ذل شااخو في خدمة وطنه ،إن المسااؤولية االجتماعية هي إحدد القنوات التي تدعم المصا ا ا ا ا االحة العامة للمجتمع والدولة ،يجب أن يكون ذل شا ا ا ا ا ااخو مسا ا ا ا ا ااؤوالً اجتماعياً ،والمسؤولية االجتماعية جزء من المسؤولية العامة ،والفرد مسؤول عن نفسه وعن المجموعة ،والمس ا ااؤولية االجتماعية ض ا اارورية للمص ا االحة العامة ،فالتوحد مع الجماعة يدفع الفرد الى بهل جهده التعاون وااللتزام والتضااامن واالحترام والحب والديمقراطية في من أجل إعالء مكانتها ،المسااؤولية تفر العالج والمشارذة الجادة وهي عالقة الرحم بين األفراد في مجتمع واحد ،رم الشا ا ا ااعور بالمسا ا ا ااؤولية االجتماعية هو شا ا ا ااعور نبيل نتجاوز من خالله الش ا ااكليات لتحقيق قدس ا ااية الواجب .واحدة من أعلى مس ا ااؤولياتنا ذأفراد هي االنخراط 8 مع أنفساانا ومع اآلخرين ومع مجتمعنا بروم مسااؤولة.يضاامن هها االلتزام وجود جسااور متينة بيننا وبين المجتمع الهي ننتمي إلياه ويحمال هويتهم .وهي عوامل ال تؤدي إال إلى ش ا ا ا ا ا ا الال المجتمع وخلق فجوة عميقة في شكله وعلى جميع المستويات وفي جميع المجاالت التي تعززه. ************** الموضوع الثاني: أو ً :مصاور الحضارة اإلسالميل -1القرآح الكريم: تعريف القرآح الكريم: هو كالو هللا تعالى ووحيه ،المنزل بلسلللاح عربي على خاتم األنقياء والمرسللللي محم ،صللللى هللا عليه الم َتح ط بإعجازه. وسلم ،المكتوب في المصحف ،المنقول عنه بالتواتر ،المتعق بتالوتهُ ، القرآح الكريم وسللتور المسلللمي وكتاب ه اال للناس أجمعي ،وهو المصل ر األول للحضللارة اإلسللالميل، ألنه: 9 عي َعد القرآن الكريم المص ا ا ا ا اادر األول للتشا ا ا ا ا اريع اإللهي ،واألص ا ا ا ا اادق تص ا ا ا ا ااوي اًر لإللوهية ،والكون ،والحياة، -1 واإلنسا ااان ،والمرجع الهي الهي اعتمد عليه النبي ،صا االى هللا عليه وسا االم في بناء األمة اإلسا ااالمية أول مرة (.أمة محمد ،صلى هللا عليه وسلم). عي َعد القرآن الكريم المص اادر اإللهي األول للقيم والمبادئ واألخالق التي تض اابط س االوك اإلنس ااان المس االم -2 والمجتمع اإلسالمي واألمة اإلسالمية ،وعلى قاعدة ههه القيم تَم بناء المجتمع اإلسالمي ،على يد النبي، صلى هللا عليه وسلم ،وعنتمت العالقة بين الناس على مستود الفرد والمجتمع والدولة. َهيأَ القرآن للعقلية اإلنس ا ااانية من خالل العقيدة المناخ الحر للتفكير واإلبداع ،وحض على العلم والمعرفة، -3 لهلك أبدع علماء المسلمين (العربي واألعجمي ،األبيض واألسود) في ما أنتجوا من فكر وعلم في جميع مجاالت العلم والمعرفة عي َعد القرآن الكريم المص ا ا اادر األول للنتم الس ا ا ااياس ا ا ااية ،واالقتص ا ا ااادية ،واالجتماعية ،والقض ا ا ااائية ،والفكرية -4 والثقافية ،في الحضارة اإلسالمية ،ووفق ماجاء به ،طبق النبي صلى هللا عليه وسلم والمسلمون من بعده نترية الحكم والسياسة واإلدارة. يقدر القرآن الكريم في خطابه الجانب العقلي ،والجانب العاطفي لدد اإلنسان ،وحب المسلم على التفكير -5 الصحيت ،وحضه على التفكر بما تزخر به النفس والعالم المحيط به. العلوم والمعارف التي يتوصا ا ا ا ا ا اال إليها اإلنسا ا ا ا ا ا ااان ،وبين اإليمان ،وجعل يربط القرآن الكريم بين مختل -6 التحليل والتحريم وفق ما يرض ا ا ا ا ا ااي هللا تعالى ،على قاعدة فائدة هها اإلنس ا ا ا ا ا ااان من عدمها.مثال (تحريم السالم النووي). -2السنل النقويل الشريفل: تعريف السنل: تقرير ،أو صف ٍل خلقيل مقصوو ٍ فعل ،أو اول ،أو ٍ ٍ هي كل ما ص ر ع النقي ،صلى هللا عليه وسلم م بها التشريع ،م مبعثه ،وحتى وفاته. تنقسم السنة إلى رالرة أقسام: 10 أ -السنل القوليل :هي األحاوبث التي ص را ع النقي ،صلى هللا عليه وسلم في مناسباا مختلفل، وألغراض متع وة ،وتضم األحاوبث الق سيل ،واألحاوبث النقويل. مثال على الحديب القدسي :عن أبي ذر الغفاري ،رضي هللا عنه ،عن النبي ،صلى هللا عليه وسلم ،فيما رود عن هللا ،تبارك وتعالى ،أنه قال":يا عبادي ،إني حرمت التلم على نفسا ا ا ا ا ااي ،وجعلته بينكم محرماً، فال تتالموا ،يا عبادي ،ذلكم ض ا ااال إال من هديته ،فاس ا ااتهدوني أهديكم" ].ص ا ااحيت مس ا االم ،ج ،12ص . [455 ب -السنل الفعليل :هي ما ص ر ع النقي ،صلى هللا عليه وسلم م أفعال. ج -السلللنل التقريريل :هي سلللكوا النقي ،صللللى هللا عليه وسللللم ،ع إنكار فعل ،أو اول صللل ر في حضرته ،أو في غيقته ،فعلم به ،فأاره. السنل النقويل هي المص ر الثاني للحضارة اإلسالميل بع القرآح الكريم ،ألنها: -1تع َعد الساانة النبوية المصاادر الثاني للتش اريع اإلسااالمي ،بعد القرآن الكريم ،نتمت عالقة اإلنسااان المساالم مع نفسه ،ومع اآلخرين ،على قاعدة الشريعة اإلسالمية. -2تع َعد الس اانة النبوية المص اادر الثاني للقيم والمبادئ واألخالق التي قام المجتمع اإلس ااالمي على أس اااس ااها، فهي المصدر الثاني لبناء العالقات اإلجتماعية وتنتيمها في المجتمع اإلسالمي. -3تع َعد الس ا اانة النبوية الشا ا اريفة البيان النتري والتطبيق العملي لما جاء في القرآن الكريم ،في جميع نواحي الحياة ،التي تهم الفرد والمجتمع اإلسالميين. -4علم النبي ،صا االى هللا عليه وسا االم ،المسا االمين أصا ااول دينهم ودنياهم ،وجاءت أقواله وأفعاله تطبيقاًعملي ًا لما أراد منهم أن يتعلموه.وربى جيالً أَنش ا ا ااأ أم ًة لتقي اإلس ا ا ااالم وتحميه ،عرفت باس ا ا اام "أمة محمد" وذان قدوتهم الحساانة ،وعلى هديه ووفق ساانته سااار األولون ،وعلى يده تعلم المساالمون أصااول الدين ،والعقيدة والمعامالت. -5أقام الرس ا ااول ،ص ا االى هللا عليه وس ا االم ،الدولة اإلس ا ااالمية في المدينة المنورة ،ووض ا ااع اللبنات األولى لجميع النتم( الس ا ااياس ا ااية ،واالقتص ا ااادية ،واالجتماعية ،والفكرية والثقافية ،والقض ا ااائية) في الحض ا ااارة 11 اإلسااالمية ،وعلم الصااحابة أصااول الحكم والسااياسااة ،وفن الحرب وقواعده واسااتراتيجيته ،ورقافة الساالم والحوار والمسالمة. -6يتهر دور السنة النبوية الشريفة ذمصدر للحضارة اإلسالمية في: أ -تقديم المعرفة النترية لما جاء به الدين اإلسالمي. ب -تطبيق ما جاء به الدين اإلسالمي ،وذيف يجب أن يكون السلوك الصحيت لإلنسان المسلم. من هنا نستطيع أن نعرف سر اهتمام المسلمين الكبير بتدوين السنة النبوية المطهرة ،حتى ظهرت كتب ومؤلفات وأعمال موسا ا ااوعية ضا ا ااخمة تعنى بها ،لدرجة أنه ما من نبي من األنبياء أو رسا ا ااول من الرسل دونت سنته ذما عدونت سنة نبينا محمد ،صلى هللا عليه وسلم -3المصاور المكتوبل(الوثائق ،والمخطوطاا): أ -الوثائق :وتتضمن: -1الق اررات واألوامر والفرمانات الصا ا ااادرة عن السا ا االطات السا ا ااياسا ا ااية واإلدارية والقضا ا ااائية في الدولة اإلسالمية ،عبر العصور اإلسالمية. -2الرس ا ا ا ااائل المتبادلة بين الخلفاء والوالة داخل الدولة اإلس ا ا ا ااالمية ،والم ارس ا ا ا ااالت مع الدول األخرد، باإلضافة إلى سجالت الدواوين. -3المعاهدات واالتفاقات الموقعة بين الدولة اإلسالمية من جهة ،والدول األخرد من جهة رانية. وتعد ههه الورائق من األص ا ا ااول ،وهي المص ا ا ااادر األولى واألهم لد ارس ا ا ااة الحض ا ا ااارة اإلس ا ا ااالمية في محطاتها التاريخية المختلفة ،ال ساايما د ارسااة النتم السااياسااية ،واالقتصااادية ،والقضااائية في الحضااارة اإلسالمية. ب -الكتب والمخطوطاا: هي ما ذتبه العلماء المس ا ا االمون في جميع مجاالت العلم والمعرفة ،وتش ا ا اامل العلوم التجريبية (الطب، الصاايدلة ،الفيزياء ،الكيمياء ،الرياضاايات ،الفلك ،الهندسااة )...والعلوم النقلية( األدب ،الفقه ،التاريخ، الجغرافيا ،الفلسفة.).... 12 وقد أبدع علماء المسلمين في ذتابة التاريخ ،وألفوا مخطوطات ذثيرة ومتنوعة ،يمكن تقسيمها إلى: -1المخطوطاا التاريخيل الموسوعيل: وهي المؤلفات التي َعَن ُت بالتاريخ العام ،وتتضا ا ا ا ا ا اامن تدوين أحداث التاريخ القديم وتاريخ العصا ا ا ا ا ا ااور اإلسالمية ،ومنها: -تاريخ األمم والملوك( تاريخ الطبري) لمحمد بن جرير الطبري. -البداية والنهاية البن ذثير ،إسماعيل بن عمر. -الكامل في التاريخ البن األرير ،علي بن محمد. -مروج الههب ومعادن الجوهر للمسعودي ،علي بن الحسين. -العبر وديوان المبتدأ والخبر(تاريخ ابن خلدون) لعبد الرحمن بن خلدون. -2الكتب المتخصصل: وهي الكتب التي عنى مؤلفوها بدراسة: -تاريخ مدينة من المدن ،مثل (تاريخ حلب ،تاريخ الموصل ،تاريخ دمشق ،تاريخ بغداد .)... -إقليم من األقاااليم ،مثاال (تاااريخ خ ارسا ا ا ا ا ا ا ااان ،تاااريخ فااارس ،تاااريخ بالد الشا ا ا ا ا ا ا ااام ،تاااريخ الجزيرة العربية.).... -دولة من الدول ،مثل (تاريخ دولة اليعاربة ،تاريخ عمان ،تحفة األعيان بس اايرة أهل عمان ،تاريخ مصر ،تاريخ الدولة األموية ،تاريخ الدولة العباسية ،تاريخ الدولة األيوبية.)..... تم والقوانين. -ما أعرخ للن ع -3كتب السير والتراجم: وهي المخطوطات التي تؤرخ لألعالم وسيرهم ،وتقسم إلى قسمين: أ -كتب األعالو والسير والتراجم الموسوعيل ،ومنها: -سير أعالم النبالء للههبي ،محمد بن أحمد بن عثمان. -تاريخ دمشق البن عساكر ،علي بن الحسن بن هبة هللا . 13 -تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ،أحمد بن علي بن رابت. -وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان ،البن خلكان ،أحمد بن محمد. كتب األعالو والسير والتراجم التخصصيل ،وفيها تراجم للصحابل والتابعي ،منها: ب- -أسد الغابة في معرفة الصحابة ،البن األرير ،علي بن محمد. -اإلصابة في تمييز الصحابة ،البن حجر العسقالني ،أحمد بن علي. بن عبد هللا -االستيعاب في معرفة األصحاب ،البن عبد البر القرطبي ،يوس -الطبقات الكبرد ،البن سعد ،محمد بن سعد بن منيع. -4كتب المعاجم الجغرافيل وكتب الرحالل: من المعاجم الجغرافية :وهي التي يترجم فيها لألقاليم ،والمناطق ،والمدن ،والقرد ،والبلدات ،والسااهول والجبال ،والصحارد ،واألنهار ،والبحيرات ،والبحار ،والمحيطات....ومنها: -معجم البلدان ،لياقوت بن عبد هللا الحموي. طار ،لمحمد بن عبد المنعم الحميري. ط عار في َخَبر األَُق َ -الرُو ع الم ُع َ -المسالك والممالك ،البن خرداذبة ،عبيد هللا بن عبد هللا . -ذتب الرحالة ،وهي الكتب والمخطوطات التي وضا ا ا ااعها الرحالة الهين تنقلوا بين المدن واألقاليم، وعنت بدراسة أحوال الناس ومدنهم ونتمهم وحياتهم السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،ومنها: -رحلة ابن بطوطة ،لمحمد بن بطوطة. -رحلة المقدسي ،محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي. -رحلة ابن حوقل ،لمحمد بن حوقل. البُلخي. -رحلة البلخي ،أحمد بن سهل ،أبو زيد َ -رحلة المسعودي ،لعلي بن الحسين المسعودي. -رحلة اليعقوبي ،أحمد بن إسحاق اليعقوبي. -رحلة ابن جبير ،لمحمد بن جبير األندلسي. 14 -5المصاور األثريل: ترذه المس االمون من آرار من بالد األندلس رباً إلى الهند والص ااين ش اارقاً ،عبر العص ااور هي ذل ما ع اإلسالمية ،وأهمها: -1المدن التي أقيمت في العصا ا ااور اإلسا ا ااالمية( البص ا ا ارة ،الكوفة ،الفسا ا ااطاط ،الجابية ،القيروان، التوس َعات التي جرت على المدن األخرد ،واألسوار والبوابات.... واسط ،سامراء )...و ُ -2القص ااور ،الخانات ،القالع والحص ااون ،وذهلك المس اااجد التي تععد مراكز اإلش ااعاع الحض ااارية األولى ،بدءاً من المسجد النبوي الهي بناه الرسول عليه الصالة والسالم في المدينة المنورة. -3الس االم والعتاد الهي اسااتخدمه المساالمون و يرهم عبر العصااور اإلسااالمية :الساايوف ،والرمام بأنواعها ومسمياتها المختلفة ،الدروع ،ال عخ َوعذ والبيضات... -4العملة والمسااكوذات ،ومنها :الدراهم الكسااروية ،الدراهم الحميرية ،الدراهم األحدية التي تعساامى" الدراهم المكروهة".الدينار العربي ،الدينار البيزنطي. ثانياً :أسس الحضارة اإلسالمية وأركانها: )1الموارد االقتصادية: يعد توفر الموارد االقتصادية شرطا ً أساسيا ً لعملية التطور والتقدم الحضاري ،وركن أساسي من أركانها، إذ ال يمكن تنفيذ المشاريع بكافة أشكالها وأنواعها من دون المال ،فهو عصب الحياة ،والفقر ال يساعد على قيام الحضارة ،إذ أنه يشغل الناس بالبحث عن وسائل العيش ،وال يبقي شيئا ً من القوة لديهم لتسخيرها في عملية التطور والبناء الحضاري ،فهو قصور في القدرات اإلنسانية وقصور في األداء اإلنساني. 15 وفي هذا اإلطار ،دعا اإلسالم الناس إلى اعتماد الرؤية السببية للظواهر واألشياء من أجل الوصول إلى رؤية عقلية للكون ،فأمر اإلنسان المسلم أن ينظر إلى حركة اإلنسان عبر التاريخ ،واعتماد الحجة في الوصول إلى النتائج الصحيحة القائمة على التجريب والتمحيص والموازنة ،وربط بين اإليمان واإلبداع والكشف ،وبين تحقيق مستوى مادي عا ِل من خالل تسخير طاقات القل والعلم لتأمين حاجاته ومتطلباته وتسخير الموارد المالية التي تتراكم بنتيجة عمله ونشاطه في تمويل المزيد من مشاريع التطور والتقدم في جميع مجاالت الحياة. )2النظام السياسي: فالنظام السياسي ومؤسساته السياسية واإلدارية والقضائية واالجتماعية التي تقوم بالتخطيط واإلشراف والتنفيذ ،هو النظام المسؤول عن ضمان حالة األمن واالستقرار ،وهو أيضا ً النظام الذي يشعر الناس في ظل األمان والطمأنينة ويبعدهم عن جو القلق واالضطراب هو القادر على توفير شروط التطور ومقوماته ،ويمكن المجتمع من أن يأخذ بأسباب الحضارة ،فعملية التقدم والتطور الحضاري مستحيلة في ظل الفوضى والحروب والصراعات السياسية. )3التقاليد والقيم المبادئ األخالقية: فهي المسؤولة عن زيادة الروابط بين أفراد المجتمع واألمة وتقويتها ،وتكريس وحدتها وصونها ،مما يمكنها من صنع حضارتها وتطويرها وازدهارها ،وفي هذا اإلطار يبرز دور العقيدة الدينية ،فقد غرس اإلسالم القيم األخالقية والروحية ،وأقر التقاليد التي تقوي روابط العالقات اإلنسانية ،وحرر العقل اإلنساني ،وأعاد صياغته وفق قواعد أساسها القيم األخالقية لينطلق ويبتكر من جديد وينجز ويعمل، وجعله قادرا ً على اإلبداع واالنجاز الحضاري بما يقدمه من برنامج عمل ومنهاج حياة في كافة مجاالت المدنية والثقافية ،إذا ج اء اإلسالم بالقيم واألخالق الحميدة وغرسها في النفس اإلنسانية ليبني حضارة استمدت كينونتها وذاتيتها من مكوناته وقيمه وخصائصه وتوجيهاته. 16 )4مواكبة مسيرة التطور والتقدم العلمي ،والبحث العلمي: يتضمن هذا الركن الجانب العلمي والفكري للحضارة ،وله الدور الرئيس في عملية التقدم والتطور الحضاري بمظهريه الثقافي والمدني ،وال يكون التقدم إال بالتحصيل العلمي والمعرفي ومواكبة مسيرة البحث العلمي وتتبع ما يقدمه العلماء من جديد ،وال يمكن الحصول لى ذلك إال بالنشاط والحركة.والمعرفة هي التي تنقل اإلنسان في عملية التطور الحضاري إلى درجات أعلى ومراتب أرقى ،وبفضلها وصلت الحضارة اإلنسانية إلى درجة عالية من التقدم في الحقبة المعاصرة. وفي هذا اإلطار يجب االعتراف بأن الفضل في النجاحات الكبيرة التي حققتها الحضارة اإلنسانية يعود بالدرجة األولي إلى التجربة والبحث العلمي ،وسعى اإلنسان المستمر كي يهيئ لنفسه وسائل التقدم والرقي وتأمين حاجاته ومتطلباته المعيشية.من هنا كان العلم شعار اإلسالم ،وفطرة هللا تعالى في اإلنسان. والعلم ليس غاية في ذاته ،بل هو وسيلة لتطوير حياة اإلنسان والحفاظ عليها ،وخالفة اإلنسان في عمارة األرض وترقيتها ،ولكي يقوم اإلنسان المسلم بحق الخالفة وعمارة األرض وترقيتها كامالً البد له من أن يعد نفسه إعدادا ً علميا ً صحيحاً ،وأن يكون قادرا ً على االستخدام األمثل للعلم والمعرفة اإلنسانية وتنظيمها وصياغتها وفق نسق علمي ومنطقي ومعرفي ،وتسخيرها لخدمة الحضارة اإلنسانية. 17 ثالثاً :مقوماا الحضارة اإلسالميل تعريف المقوماا: هي المرتكزاا التي اقوو عليها وجوهر الحضارة اإلسالميل ،وهي :ال ب اإلسالمي ،واللغل العربيل ،والتاريخ اإلسالمي ،والتميز اإلسالمي. ال ب اإلسالمي: -1 -تعريف ال ب : ال ب هو العقي ة التي تحض على األخالق الحمي ة والسلوك ا جتماعي الحس ،وهو حاجل وضرورة امك لإلنسللللللاح ا سللللللتغناء عنها ،و امك لفكرة ال ب أح تتالشللللللى ،ألنها أراى ميول اجتماعيل النفس وأسمى عواطفها. ط التعامل بين أبناء المجتمع ،على أسا ا اااس العدالة واإلنصا ا اااف ،فهو أسا ا اااس البناء بفضا ا اال الدين عيضا ا ااب ع االجتماعي القوي ،ألنه يربط معتنقيه برباط المحبة والرحمة. الدين فطرة في النفس اإلنسااانية ،فكل إنسااان يشااعر بحاجة إلى خالق سااوي يلجأع إليه ،ال ساايما في حاله ضعفه وضيقه. -تعريف ال ب اإلسالمي: هو العقي ة اإلامانيل التي أنزلها هللا تعالى على سللللللي نا محم ،صلللللللى هللا عليه وسلللللللم ،ويقوو على اإلاماح المطلق باهلل تعالى ،ومالئكته ،وكتبه ،ورسلللللللللله ،واليوو اآلخر ،والقضلللللللللاء والق ر ،والنطق بالشهاوتي ،وإاامل الصالة ،وإبتاء الزكاة ،وصوو رمضاح ،وحج القيت م استطاع إليه سقيال. يعد الدين اإلسااالمي النتام العام الهي يحكم الحياة ،ويتضاامن اإليمان واالعتقاد بالعقل والقلب ،والساالوك في الواقع ،والمصدر األول للتشريع اإللهي. 18 الدين اإلسا ا ا ااالمي هو منهج هللا تعالى لتوجيه حياة اإلنسا ا ا ااان وتنتيمها ،وهو دين عالمي أنزله هللا تعالى اك للبشر أجمعين.قال تعالى (إ ْح ُه َو إ ذ ْكٌر لْل َعاَلمي َ )[سورة ك ،اآلال ،]87وقال تعالىَ ( :و َما أَْر َسْلَن َ إ َر ْح َم ًل لْل َعاَلمي َ ) )[سورة األنقياء ،اآلال ..]107 إن الدين عند هللا هو اإلسالم ،وهو الدين العالمي الهي ال يقبل هللا تعالى يره ،والنتام العالمي الهي ال يقبل هللا من أحد نتام يره(.إح ال ب َ عْن َ َّللا ْاإل ْس َال ُو)[سورة آل عمراح ،اآلال .]19 ويعد اإلسالم بتصوره الشامل لإللوهية والكون والحياة اإلنسان ،المقوم الرئيس للحضارة اإلسالمية ،في جميع المجاالت السياسية واالقتصادية والمالية واالجتماعية والثقافية . اللغل العربيل: -2 -تعريف اللغل: هي األلفاظ واألصلللللللواا التي اعقر بها المتكلم عما ب ور في سلللللللاحل تفكيره ،فهي وسللللللليلل التخاطب والتفاهم بي الناس ،واألواة التي اعقر بها اإلنساح ع مواهبه العقليل. تع اللغل العربيل واح ة م أهم مقوماا الحضارة اإلسالميل ،ألنها: -1لغة القرآن الكريم ،المصدر اإللهي األول للحضارة اإلسالمية. ومغربها. -2لغة النبي ،صلى هللا عليه وسلم ،والعرب الهين نشروا اإلسالم في مشرق األر -3لغ ًة الدين والفكر والثقافة اإلسالمية. -4لغة العلوم واآلداب والمعاف والمنجزات العلمية اإلسالمية تتمتع اللغل العربيل بميزاا ع ب ة منها: أ-هي لغة الفصاحة والبال ة والمرونة واالشتقاق اللغوي. ب -نى معجمها واستجابتها لمتطلبات التجديد والتعريب ،وقابليتها للتطور ومواكبة العصر. تأتي أهميل اللغل العربيل م خالل ما اأتي: ارتباطها باإلسالم ومصادره وتشريعاته ،فهي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتشريع اإلسالمي. -1 وبفضل هها االرتباط ستبقى حتى قيام الساعة. 19 أهميتها بالنسبة للمسلمين ألنها لغة الدين والثقافة اإلسالمية. -2 ظهور الدعوات العتمادها عالمياً ألنها قادرة على التوليد واالشتقاق. -3 التاريخ اإلسالمي: -3 تعريف التاريخ: هو علم ببحللث في أحوال السللللللللللابقي بللا عتمللاو على مللا خلفوه م وثللائق ،ومخطوطللاا ،وآثللار، ووراستها ،وتحقيقها ،وتحليلها ،وكسب المعرفل ع طريقها. اعٌّ التاريخ اإلسالمي أح مقوماا الحضارة اإلسالميل ،ألنه: -1يدرس سيرة الرسول ،صلى هللا عليه وسلم ،وأصحابه رضي هللا عليهم. -2يقدم ص ااورة ص ااادقة عن الفتوحات اإلس ااالمية ،ويبين أرر تعاليم اإلس ااالم وأخالق المس االمين في سكان البالد المفتوحة. -3ينقل صورة صادقة عن المسلمين حكاماً ومحكومين عبر التاريخ ،بمتهريها اإليجابي والسلبي. -4يسهم في صيا ة الشخصية المميزة لألمة اإلسالمية ،على قاعدة تقديم القدوة الحسنة. التميز اإلسالمي: -4 ليس المقصااود بالتميز هنا أن يرد المساالم نفسااه أفضاال من اآلخرين ،ألن ذلك يتناقض مع وحدة الخلق التي أقرها الدي اإلسالمي ،وبالتالي ينبسق التميز اإلسالمي من: -1تميز العقيدة اإلس ا ا ااالمية ،التي تجعل المس ا ا االم ممي اًز في ذل ما يص ا ا اادر عنه على مس ا ا ااتود القول والسلوك. -2تميز الفكر والثقافة اإلس ا ااالمية بحكم ذونها إلهية المص ا اادر ،عالمية الطابع ،تقوم على االعتدال والتوازن ،وتشكل عامل جهب للمخالفين من ير المسلمين واحترامها وتبنيها. -3تميز اإلنسااان المساالم الهي يعمل بجد وهخالص ،لتعصااان مقومات وجود األمة ،عندما يسااتشااعر بتميزه الهي منحته إياه عقيدته. 20 م هنا نسلللتطيع أح نفهم لماذا تميز صا ااحابة رسا ااول هللا ،صا االى هللا عليه وسا االم ،ورض ا اوان هللا عليهم عن يرهم من الهين جاؤوا قبلهم والهين جاؤوا بعدهم من البشر في رفع راية الدين ،ونشر ذلمة الحق في مشرق ومغربهااا ،والااهي يعود في واقع األمر إلى تميزهم في ذاال شا ا ا ا ا ا اايء ،حتى في اناادفاااعهم لطلااب علوم األر دينهم. الموضوع الثالث :القيم في الحضارة اإلسالميل تعريف القيم: هي األسس التي اقوو عليها كل ما اص ر ع الفرو والمجتمع م أاوال وأفعال ماوال ومعنويل ،فهي عنصر ضبط وتوجيه للسلوك اإلنساني . القيم في الحضارة اإلسالمية إلهية المصدر ،لهلك فإنها ال تنفصل عن التشريع ،وهي رابتة ال تتغير ،ألن حولها األفراد والجماعات والمجتمعات. القيم في اإلسالم حقائق قطعية ،وليست آراء ووجهات نتر يختل -1الحريل: -تعريف الحريل: 21 هي الخالص م عوامل الضغط والتسلط واإلكراه ،وم مثالب اللاو والخسل ،وأح بتمتع اإلنساح بإراوته، ويتصرف بعقله وتفكيره في ح وو الشرائع واألنظمل والقواني . -أسس الحريل في اإلسالو: الحرية في اإلسالم مبدأ إلهي ،تبتدئ من حيب يستفيد الفرد ،وتنتهي حين يبدأ ضرر اآلخرين ،فهي قيمة فردية وعالقة اجتماعية. تقوو حريل اإلنساح في الشريعل اإلسالميل على أساس عقي ة التوحي ،وتنطلق م اواع وأسس ثابتل هي: -2العبودية هلل تعالى ،والطاعة الكاملة هلل ،والتحرر من ذافة أشكال العبودية لغيره تعالى. -3رضا هللا تعالى ،وتطبيق القيم والمبادئ واألخالق اإلسالمية في التعامل مع الناس. -4مسؤولية اإلنسان أمام هللا تعالى ،فاهلل تعالى يراقبه ،ويعلم ما في نفسه ،وهو مسؤول أمامه عن سلوذه وأعماله. -أنواع الحريل: حرص الدين اإلسالمي على تحقيق الحرية لإلنسان ،ألنها أهم القيم اإلنسانية ،فهي فطرة هللا التي فطر الناس عليها ،وهي شرط مهم لتحقيق اإلرادة ،ألن اإلرادة ال تتحقق إال في جو الحرية الكاملة الواعية. وتنقسم الحرية في اإلسالم إلى أنواع ،هي: -1حريل التفكير: تعريف التفكير: هو النشان العقلي الهاوف ،والواعي ،والمنظم ،والمرح ،لتفسير الظواهر باستخ او المالحظل ال قيقل، ووضع الفرضياا ،واجراء التجارب ،للتوصل إلى القواني والنظرياا ،والتوصل إلى حلول ثابتل للمشكالا. حرية التفكير هبة من هللا تعالى لإلنسان ،وحق من حقوقه ،وهو خطوة سابقة للعمل ،وعملية مستمرة لتحقيق عملية التطور والتقدم. 22 جعل اإلسالم التفكير واجباً من واجبات اإلنسان ،ودعاه إلى التفكير وهعمال العقل في مجاالت العلم والمعرفة وموا هلل َم ْثَنى َوُفَرَاوط ثُم َت َت َفكُروا) قسورة سبآ ،اآلية المختلفة.قال تعالىُ ( :ا ْل إن َما أَعظُ ُك ْم ب َواح َ ٍة ۖ أ ْ َح َتُق ُ .]46 خلق هللا تعالى لإلنسان عقالً وبص اًر وسمعاً ،وأعطاه ملكات ،ودعاه إلى أن التفكير بنفسه والعالم المحيط به. اح مم ُخل َق).قسورة الطارق ،اآلية .]75وقال تعالىُ ( :ال اْن ُ ظُروا َما َذا في الس َم َاواا ظر ْاإل ْن َس ُ قال تعالىَ (:فْلَيْن ُ َو ْاألَْرض).قسورة يونس ،اآلية .]1٠1إنها دعوة إلى الحكمة والعلم وتشغيل العقل . انطالقاً من حرص اإلسالم على حرية التفكير أكد على ضرورة أن يكون االعتقاد بالدين الحنيف بالتفكير وهعمال العقل ،ألن العقيدة ما عقد عليه العقل والقلب عن طريق الجزم ،وألنها اقتناع داخلي وعمل باطني. اه في ال ب ۖ َا ْ َتَقي َ الر ْش ُ م َ اْل َغي)[.سورة البقرة ،اآلال .]256وقال عز وجلَ ( :وَل ْو قال تعالى َ(:إ ْكَر َ يعا ۖ أَ َفأَْن َت ُت ْكرُه الن َ اس َحتى َا ُكوُنوا ُم ْامني َ )[.سورة بونس ،اآلال اء َرب َك َآل َم َ َم ْ في ْاألَْرض ُكل ُه ْم َجم ً َش َ .]99 إذاً ،حتى الهداية يجب أن تكون بتشغيل العقل وبالدليل والحجة ،لهلك على اإلنسان أن يبهل الجهد ويعمل بحرية حتى يطور نفسه ومجتمعه واإلنسانية ذلها. يحترم اإلسالم العقل والعقالء ،وجعل التفكير بالقضايا الكبيرة في األمة من مهمة العلماء ،وأهل االختصاص، ال لعامة الناس ،ألن التفكير المطلوب هو التفكير الهي يخدم الصالت العام. -2حريل القول (حريل التعقير): تعريف حريل القول: هي حق إب اء الرأي والترشيح لشغل المناصب السياسيل ،وإوارة شاوح ال ولل والمجتمع ،وحق ا نتخاب، وحق النق القناء ،وتق ام النصح للحكاو . تتضمن حرية القول الحرية السياسية انطالقاً ألن اإلسالم يحب على الشورد في شؤون السياسة والحكم.وقال ورط َب ْيَن ُه ْم)[.سورة َمُرُه ْم ُش َ تعالىَ ( :و َشاوْرُه ْم في ْاأل َْمر)[.سورة آل عمراح ،اآلال ،]159وقال عز وجلَ ( :وأ ْ الشورط ،اآلال .]38وذان رسول هللا ،صلى هللا عليه وسلم ،يشاور أصحابه في القضايا التي تهم الدولة 23 والمجتمع اإلسالمي ،السيما ما يتصل منها بالحروب مع العدو ،بالر م من أن هللا تعالى أ ناه عن رأيهم بالوحي. فالغاية من الشورد السعي وراء الحق وعدم االستبداد بالرأي ،وقد تكرس هها الحق في عهد الدولة اإلسالمية في العصر الراشدي. أعطى اإلسالم حرية التعبير ،وضبطها بضوابط عدم إيهاء اآلخرين ،فمن حق اإلنسان المسلم أن يعبر عن رأيه ووجهة نتره فيضوء األخالق والقيم والمصالت العامة ،والنتام العام للدولة. -3حريل التملك وكسب الرزق: -تعريف الملكيل: هي حيازة اإلنساح األشياء ووح غيره ،وتخويله شرعاً با نتفاع منها ،والتصرف بها وح ه ،استثما اًر ،وبيع ًا، اء ،وتوريثاً. وشر ً -الملكيل الخاصل في اإلسالو: شجع اإلسالم على العمل وذسب الرزق ،وجعل الملكية الخاصة حقاً للمسلم ،ونعم ًة للرجل الصالت الهي يتصرف بالمال في طاعة هللا تعالى وخدمة األمة.لكنه وضع لها ضوابط وأكد على ضرورة التوفيق بين المصلحة العامة والخاصة. اإلسالم من الملكية وذسب الرزق من ذون المال عصب الحياة ،إذ جعل الحصول على المال ينبع موق الحالل عبادة ،وأكد أن المال وسيلة ال اية. يعود السبب في تشريع اإلسالم لحرية التملك وذسب الرزق ،وجعلها حقاً من حقوق اإلنسان المسلم وحرياته، إلى أن اإلنسان يحب التملك بالفطرة التي تشكل دافعاً قوياً للعمل وذسب المال . -الملكيل العامل وتنظيم العالااا بينها وبي الملكيل الخاصل: -تعريف الملكيل العامل: هي حيازة ال ولل للماسساا والمشاريع والمرافق العامل ،وتكوح ملكاً للمجتمع كله ،وتوظف في خ مل أبنائه (المعامل ،المصانع ،األنهار ،الطرق ،الجسور ،المراعي ،أراضي الوقف .)...... 24 نت اًر ألهمية الملكية العامة بالنسبة للدولة والمجتمع ،فقد حرص اإلسالم على حمايتها ونتم العالقة بينها وبين الملكية الخاصة من خالل جملة من القيود والضوابط المباشرة و ير المباشرة. -1القيوو والضوابط المباشرة: -1جواز تحديد الملكية بحد أقصى ضماناً لتطبيق العدالة في توزيع الثروة. -2محاربة االحتكار وتحريمه ،ألنه يؤدي إلى زيادة األسعار وظلم الناس. -3إلزام المالك باستثمار ملكه ،ألن فيه فائدة له ولألمة. -2القيوو والضوابط غير المباشرة: -1االعتدال في اإلنفاق وتحريم التبهير ،والبخل. -2تحريم ذنز األموال ،وترك اإلنفاق في سبيل هللا تعالى. -3تحريم امتالك األشياء الضارة( ،األموال المحرمة ،الخمر ،الميتة ،الخنزير). الزذاة باعتبارها تؤخه من أموال خاصة ،وتصبت عامة . -4فر -3الع ل: أ -الع ل: ب -تعريف الع ل :هو المماثلل والمساواة ،وإعطاء كل ذي حق حقه ،وفق التشريع ،وأح امتلك اإلنساح م الحق مثلما امتلك األخر م الحق ،وأح امتلك م القوة مثلما امتلك اآلخر م القوة. يعد العدل من أهم القيم التي جاء بها الدين اإلسالمي ،وأمر بتطبيقها ،فهو قيمة إلهية ،يجب على اإلنسان أن يأخه بها ،وأن توجه سلوذه قوالً وعمالً. يتحقق العدل في اإلسالم على مستويين ،هما: -1الع ل اإللهي: العدل صفة من صفات اله تعالى ،ويتحقق في: -1ع ل هللا تعالى في الت بير: 25 عدل هللا تعالى في تدبير أمر خلقه ،بما في ذلك تقسيم األرزاق بينهم ،وما على اإلنسان إال أن يسعى، وأن يتوذل على هللا تعالى ،وأن ال يتواكل ،فاهلل سبحانه وتعالى منزه عن التلم. -2ع ل هللا تعالى في التق بر: كل شيء من تقدير هللا تعالى ،إال أفعال اإلنسان ،فهو الهي يقدر أفعاله بنفسه ،فقد ذرمه هللا تعالى بنعمة العقل واإلرادة ،وبين له سواء السبيل ،من هنا جاءت مسؤولية ذل إنسان عن أفعاله أمام هللا تبارك وتعالى. -3ع ل هللا تعالى في إرسال األنباء والرسل ،ليكوا حجل هلل على خلقه: فكل نبي أو رسول جاء بعقيدة وشريعه ،واكتملت العقائد بعقيدة التوحيد اإلسالمية واكتملت الشرائع بالشريعة اإلسالمية ،فال جريمة إال بنو شرعي وال عقوبة إال بنو شرعي. وبهها يتكامل عدل هللا تعالى ،مع العدل بين الناس. الع ل بي الناس: ب- في الوقت الهي جعل هللا تعالى العدل قاعدة تعامله مع خلقه ،خعله أيضاً قاعدة راسخة للتعامل بين الناس ،وجعل حب العدل فطرة في النفس اإلنسانية. تتحدد متاهر تطبيق مبدأ العدل بين الناس ،من خالل: -1الع ل في الحكم والسياسل: جعل اإلسالم العدل أساس الملك ،فبالعدل يدوم الحكم ،وبالتلم والجور يدول. حالة فعلى الحاكم أن يدير شؤون الدولة والمجتمع بالعدل ،وأن يرفع التلم عن الناس ،وأن يفر من األمن واالستقرار ،فيعمل الناس بإخالص،األمر الهي يؤدي إلى تطور المجتمع وتقدمه. -2الع ل في القضاء: يقوم العدل في اإلسالم على أساس الحق اإلنساني ،بصرف النتر عن اللون أو العرق ،أو اللغة ،أو الدين ،وجعله نتاماً شامالً للحياة. 26 إذ يقتضي العدل في اإلسالم أن يكون جميع البشر متساوين أمام شرع هللا تعالى ،الهي يعطي ذل ذي حق حقه ،وأن يكونوا متساوين حتى في المعامالت اإلجرائية في المحاكم ،ويجب أن يطبق العدل على جميع الناس. -3الع ل في الحقوق والواجباا والمعامالا: العدل قيمة إلية راسخة ،عبنيت عليها العالقات بين الناس ،ويشمل العدل هنا إعطاء الحقوق وأداء الواجبات ،وتحمل المسؤوليات.إذ ال حقوق من دون أداء والواجبات ،وال أداء للواجبات من دون إعطاء الحقوق ،فاعطاء الحقوق تترتب عل