Arabic Past Paper - Islamic Civilization PDF

Summary

The document outlines definitions of civilization, culture, and civilization. It also provides an overview of the origin and development of human civilization, with a focus on the Islamic civilization and the factors that contribute to its formation. The document further explores several important historical and economic aspects that are crucial for building a civilization.

Full Transcript

‫الموضوع األول‪ :‬الحضارة‪ ،‬نشأتها‪ ،‬وعوامل تكوينها‬ ‫‪ -1‬تعريف الحضارة‪:‬‬ ‫هي التحقيق األمثللل للتطور والتقل و والنمو في جميع المجللا ا المللاواللل والعلميللل‪ ،‬ومللا بنقثق عنه...

‫الموضوع األول‪ :‬الحضارة‪ ،‬نشأتها‪ ،‬وعوامل تكوينها‬ ‫‪ -1‬تعريف الحضارة‪:‬‬ ‫هي التحقيق األمثللل للتطور والتقل و والنمو في جميع المجللا ا المللاواللل والعلميللل‪ ،‬ومللا بنقثق عنهللا م‬ ‫شللللاوح الحياة الفكريل والثقافيل‪ ،‬وتتحقق بسللللياوة العقل على اوط الطقيعل‪ ،‬وعلى نوازع اإلنسللللاح‪ ،‬وهي‬ ‫ثمرة التعاوح اإلنساني كله‪.‬‬ ‫‪ -2‬تعريف الثقافل‪:‬‬ ‫هي أسلوب حياة به ف إلى الوصول إلى الكمال الشامل ع طريق العقل والعلم‪ ،‬بأحس ما اق مه الفكر‬ ‫اإلنساني م إب اع‪ ،‬مما باوي إلى تطور البشريل ورايها‪.‬وهي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أسلوب حضاري يحرك اإلنسان عبر القيم والمبادئ واألخالق‪.‬‬ ‫ب‪ -‬سيادة العقل عن طريق العلوم النقلية والتجريبية‬ ‫ج‪ -‬مصدر الرقي اإلنساني‪ ،‬ودليل مستواه‪.‬‬ ‫‪ -3‬تعريف الم نيل‪:‬‬ ‫هي تحقيق الراي في المجا ا الماوال والعمرانيل بفضللللل النشللللان اإلنسللللاني الواعي‪ ،‬والهاوف‪ ،‬والمنظم‪،‬‬ ‫وتع ملكاً للبشريل كلها‪.‬‬ ‫‪ -4‬تعريف الحضارة اإلسالميل‪:‬‬ ‫هي ما حققه المسلموح م تق و وتطور ونمو في جميع المجا ا الماوال والعلميل‪ ،‬وما بنقثق عنها م‬ ‫شاوح الحياة الفكريل والثقافيل منذ ب اال ال عوة اإلسالميل وحتى الوات الحاضر‪.‬‬ ‫من خالل تحليل مضمون التعريفات األربعة يمكن القول‪:‬‬ ‫‪ -1‬تعد الثقافة الجانب المعنوي للحضارة‪ ،‬وتمثل القيم والمبادئ واألخالق التي تقوم عليها الحضارة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تعد المدنية هي الجانب المادي والعلمي والعمراني للحضارة‪ ،‬وتمثل خالصة ما أنتجه العقل البشري‬ ‫من إبداع‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -3‬تعد الحضااارة رمرة الجهود التي بهلها اإلنسااان في ساابيل التطور والتقدم والرخاء‪ ،‬فهي عملية مسااتمرة‪،‬‬ ‫تضمن سبل الحياة والعيش المادية لإلنسان‪ ،‬وتحفظ الجنس البشري‪.‬‬ ‫‪ -5‬نشأة الحضارة اإلنسانيل والمراحل التي مرا بها‪:‬‬ ‫يمكن لمن يتتبع تاريخ الحضارة اإلنسانية أن يالحظ أنها مرت بمراحل تاريخية‪ ،‬رالث‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫مرحلل النشأة‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫تق أ بخلق آوو وحواء‪ ،‬واسااتخالفهما في األر ‪ ،‬حيب بدأت قصااة إعمار األر ‪ ،‬وتنتهي باختراع الكتابل‬ ‫في األلف الرابعل اقل الميالو‪ ،‬ومن أهم سماتها‪:‬‬ ‫‪ -1‬كان عقل اإلنس ااان وتفكيره في ههه المرحلة بدائياً مطواعاً‪ ،‬ولم يعرف االس ااتقرار في بدايتها‪ ،‬وعاا حياة‬ ‫التنقل والترحال‪ ،‬وسكن الكهوف والمغاور‪ ،‬واعتمد في حياته على الصيد‪ ،‬والتقاط الثمار‪.‬‬ ‫الدورة الزراعية‪ ،‬األمر الهي تطلب االساتقرار‪ ،‬وبناء‬ ‫‪ -2‬في وقت الحق‪ ،‬ومع تطور عقل اإلنساان‪ ،‬اكتشا‬ ‫البيوت‪ ،‬وتدجين السا اوائم‪ ،‬فتهرت المس ااتوطنات الحض ااارية األولى في التاريخ اإلنس اااني على السا اواحل‪،‬‬ ‫الصالحة للزراعة‪ ،‬والمناخ المناسب‪.‬‬ ‫وعلى ضفاف األنهار‪ ،‬بفضل توفر المياه العهبة‪ ،‬واألر‬ ‫‪ -3‬اكتملت مجاالت النشا اااط االقتصا ااادي اإلنسا اااني في ههه المرحلة ( الزراعة‪ ،‬الحرفة‪ ،‬التجارة) فقد تطلب‬ ‫العمل في الزراعة‪ ،‬اسا ااتخدام األدوات الالزمة للحرارة‪ ،‬وجني المحاصا اايل‪ ،‬فتهرت الحرفة‪ ،‬وأدت الحاجة‬ ‫إلى تبادل المنتج الزراعي مع المنتج الحرفي‪ ،‬وبيع الفائض من اإلنتاج إلى ظهور التجارة( المقايضة)‪.‬‬ ‫‪ -4‬في أواخر ههه المرحلة‪ ،‬تطورت المسااتوطنات الحضااارية‪ ،‬وتحولت إلى مدن وحواضاار‪ ،‬وبلدات‪ ،‬تشااكلت‬ ‫منها المجتمعات‪ ،‬وزادت احتياجات الناس ومش ااكالتهم‪ ،‬األمر الهي اس ااتدعى ظهور األنتمة الس ااياس ااية‪،‬‬ ‫وتشكيل الدول‪.‬‬ ‫مرحلل التطور‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫تق أ هذه المرحلل باختراع الكتابل في األلف الرابعل اقل الميالو‪ ،‬وتنتهي بمبعث نقينا محم ب عق هللا‪،‬‬ ‫صلى هللا عليه وسلم سنل (‪ 12‬ق هل‪610 /‬و ) ‪.‬ومن أهم سمات ههه المرحلة‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -1‬بدأت تتهر المراكز الحض ا ا ا ا ا ا ااارية الكبرد في العالم القديم‪ ،‬فكانت الحض ا ا ا ا ا ا ااارة اليونانية‪ ،‬والحض ا ا ا ا ا ا ااارة‬ ‫األتروس ااكية‪ ،‬والحض ااارة الرومانية في أوروبا‪ ،‬وحض ااارة مص اار الفرعونية في إفريقيا‪ ،‬والحض ااارة الص ااينية‬ ‫والحض ا ا ا ااارة الهندية‪ ،‬والحض ا ا ا ااارة الفارس ا ا ا ااية‪ ،‬وحض ا ا ا ااارات بالد الرافدين (الس ا ا ا ااومرية‪ ،‬األكادية‪ ،‬الكلدانية‪،‬‬ ‫اآلشا ا ااورية) وحضا ا ااارات بالد الشا ا ااام (الفينقية‪ ،‬الكنعانية‪ ،‬اآلرامية‪ ،‬التدمرية‪ ،‬النبطية) وحضا ا ااارات الجزيرة‬ ‫العربية (دلمون‪ ،‬ماجان‪ ،‬اليمن‪ ،‬عاد‪ ،‬رمود‪ )....‬في آسيا‪.‬‬ ‫‪ -2‬نش ا ا ا ا ا ا اطاات الحرذااة العمرانيااة في هااهه المرحلااة‪ ،‬وتطورت الماادن‪ ،‬وباادأ بناااء القصا ا ا ا ا ا ااور والمعااابااد والقالع‬ ‫والحصون‪.‬‬ ‫‪ -3‬شااهدت ههه المرحلة وضااع أعسااس العلوم واآلداب والمعارف اإلنسااانية‪ ،‬وبدأ دوران عجلة التطور والتقدم‬ ‫الحضاري إلى األمام‪ ،‬بفضل ما قدمه العلماء من إنتاج علمي ومعرفي‪.‬‬ ‫‪ -4‬بدأت العالقات الدولية السااياسااية واالقتصااادية‪ ،‬وعملية التمازج الحضاااري بين المراكز الحضااارية‪ ،‬وأخه‬ ‫اإلنتاج الحضا اااري طابعاً عالمياً‪ ،‬فكل حضا ااارة من ههه الحضا ااارات أخهت العلوم والمعارف عن يرها‪،‬‬ ‫وساهم علماؤها في تطويرها خدم ًة لمجتمعاتهم وللبشرية ذلها‪.‬‬ ‫وبفضاال ذلك شااهدت الحضااارة اإلنسااانية نقالت نوعية خالل مساايرة تطورها‪ ،‬وذانت الحضااارة اإلنسااانية على‬ ‫موعد مع أهم مرحلة في تاريخها بدأت مع ظهور نبي الهدد ودين الحق محمد بن عبد هللا‪ ،‬ص ا االى هللا عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬في مكة المكرمة واشراقة نور اإلسالم على جزيرة العرب والعالم ذله في العصور الوسطى‪.‬‬ ‫ج‪ -‬مرحلل ا زوهار في عصر اإلعمار العربي اإلسالمي‪:‬‬ ‫تق أ هذه المرحلل بمبعث الرسول‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬عاو ‪12‬ق‪.‬هلللللللللل‪610 /‬و‪ ،‬وتنتهي بسقون بغ او‬ ‫على ب المغول والتتار عاو ‪656‬هل‪1258 /‬و‪ ،‬ومن أهم سماتها‪:‬‬ ‫‪ -1‬س ا ااطع في ههه المرحلة نور اإلس ا ااالم في بالد العرب‪ ،‬وامتد إلى بالد الغال(فرنس ا ااا) رباً‪ ،‬وهلى الهند‬ ‫والصين شرقاً‪ ،‬بفضل الفتوحات اإلسالمية الكبرد في العصرين الراشدي واألموي‪.‬‬ ‫‪ -2‬شهدت وضع أسس النتم( السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والفكرية والثقافية‪ ،‬والقضائية‪ )..‬في‬ ‫الحضارة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ -3‬شااهدت تشااكيل أكبر وأرقى مرذز حضاااري عرفته اإلنسااانية في تاريخها‪ ،‬اص ا ع‬ ‫طلت على تسااميته باساام‬ ‫الحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬بفضل ما قدمته األمة اإلسالمية من إنتاج علمي ومعرفي ومدني‪.‬‬ ‫‪ -6‬عوامل تكوي الحضارة‪:‬‬ ‫ترتبط عملية البناء والتكوين الحضا اااري‪ ،‬بمجموعه من العوامل التي يعدها المؤرخون شا ااروطاً أسا اااسا ااية لبناء‬ ‫الحضارة‪ ،‬وفي ما يأتي أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬العامل السياسي‪:‬‬ ‫يعد العامل السياسي من أهم عوامل التكوين الحضاري‪ ،‬ويتمثل بوجود النتام السياسي بسلطاته الثالث(‬ ‫التشريعية‪ ،‬والتنفيهية‪ ،‬والقضائية) التي تقوم بواجباتها‪ ،‬وأهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬س ا ا اان األنتمة والقوانين والتشا ا ا اريعات من قبل الس ا ا االطة التشا ا ا اريعية‪ ،‬من أجل تنتيم العالقات بين أبناء‬ ‫المجتمع‪ ،‬في جميع المجاالت‪ ،‬حتى يتمكن الناس من أن يعيش ا ا ا ا ا ا اوا حياتهم الطبيعية‪ ،‬في ظل سا ا ا ا ا ا اايادة‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫‪ -2‬قيادة الدولة والمجتمع‪ ،‬من قبل السا ا ا االطة التنفيهية‪ ،‬في عملية التطور والتقدم والنمو‪ ،‬فهي التي تضا ا ا ااع‬ ‫الخطط والبرامج التنموية‪ ،‬وتمولها‪ ،‬وتعشرف على تنفيهها‪ ،‬واستثمارها‪ ،‬وتوظيف مواردها في عملية البناء‬ ‫الحضاري‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحفاظ على حقوق الناس‪ ،‬وتطبيق مبدأ العدل والمساواة بينهم‪ ،‬وضمان حالة الهدوء والطمأنينة الالزمة‬ ‫لعملية التطور والتقدم الحضاري‪ ،‬وههه من مهام السلطات الثالث( التشريعية‪ ،‬والتنفيهية‪ ،‬والقضائية)‪.‬‬ ‫‪ -4‬الحفاظ على حالة األمن واالسااتقرار في الدولة والمجتمع من الداخل( الش ارطة واألجهزة األمنية) وحماية‬ ‫حدود البالد من أي اعتداء خارجي(الجيش والقوات المس ا ا االحة)‪.‬وص ا ا اايانة المكتس ا ا اابات الحض ا ا ااارية التي‬ ‫تحققها األمة‪.‬إذ ال يمكن للدول والمجتمعات أن تتطور وتتقدم‪ ،‬إال في ظل األمن واالستقرار‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ -2‬العامل ا اتصاوي‪:‬‬ ‫ال يقل العامل االقتصا ا ا ااادي أهمية عن العامل السا ا ا ااياسا ا ا ااي‪ ،‬في عملية التكوين الحضا ا ا اااري‪ ،‬وتتهر ههه‬ ‫األهمية في‪:‬‬ ‫‪ -1‬توفر الموارد االقتصا ا ا ا ا ااادية( الزراعية‪ ،‬الخامات والموارد الطبيعية‪ )......‬إذ ال يمكن ألي مجتمع من‬ ‫المجتمعات البشا ا ا ارية‪ ،‬أو دولة من الدول أن تؤدي رس ا ا ااالتها الحض ا ا ااارية‪ ،‬وتس ا ا ااهم في عملية التطور‬ ‫والتقدم التي تعيشها البشرية من دونها‪.‬‬ ‫‪ -2‬قوة رأس المال الالزم لعملية التطور والتقدم والنمو‪ ،‬والهي يبدأ بالعمل أوالً بفكرة إنشا ا ا ا ا ا اااء مشا ا ا ا ا ا ااروع‬ ‫انتاجي‪ ،‬رم توظيف الفائض من رأس المال الناتج عن اس ااتثمار المش ااروع في تطوير المش ااروع نفسا اه‬ ‫وتوسا ا ا اايعه‪ ،‬رم في إنشا ا ا اااء مشا ا ا اااريع إنتاجية أخرد‪ ،‬تسا ا ا اااهم بدورها في تأمين األموال الالزمة لعملية‬ ‫التطور في إطارها العام والواسااع‪ ،‬وهها ما يساامى "عملية التغهية الراجعة" ناهيك عن األهمية الكبرد‬ ‫للمال في حياة العلماء والمبدعين القائمين على عملية البناء والتطور الحضاري‪.‬‬ ‫م هنا رذز الرس ااول‪ ،‬ص االى هللا عليه وس االم‪ ،‬على وض ااع أس ااس النتام االقتص ااادي بالتوازي مع وض ااع‬ ‫أسا ااس النتام السا ااياسا ااي في الدولة اإلسا ااالمية في المدينة المنورة‪ ،‬ليكون مسا ااؤوالً عن تنتيم دخل الدولة‬ ‫اإلسالمية وتوظيفه في عملية التكوين الحضاري لألمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ -3‬العامل الثقافي‪:‬‬ ‫لهها العامل أهميته الخاصة‪ ،‬ألنه يرتبط مباشرة بقضية االستعداد النفسي من عدمه لتولي عملية التكوين‬ ‫الحضاري‪ ،‬إذ يجب أن يسبق عملية التكوين الحضاري ما يأتي‪:‬‬ ‫في معالجة مشااكالتهم‪(.‬‬ ‫‪ -1‬تبني فكر سااياسااي موحد‪ ،‬يجتمع عليه أبناء األمة‪ ،‬بحيب يمكن أن يوظ‬ ‫وهها ما يسمى العقيدة السياسية لألمة)‪.‬‬ ‫‪ -2‬سيادة جملة من الروابط المشترذة التي تمنت األمة شخصيتها الحضارية المميزة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ -‬اللغة التي يتحدث بها أبناء األمة‪.‬‬ ‫‪ -‬التاريخ المشترك‪ ،‬ووحدة المصير‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ -‬العرق‪ ،‬أو القومية‪.‬‬ ‫‪ -‬العادات‪ ،‬والتقاليد‪ ،‬المتأصلة تاريخياً‪.‬‬ ‫‪ -4‬العامل ال بني واألخالاي‪:‬‬ ‫تقرز أهميل العامل ال بني واألخالاي م خالل‪:‬‬ ‫‪ -1‬عي َعد المسؤول األول عن إقامة وتنتيم العالقات بين أفراد المجتمع الواحد‪.‬‬ ‫‪ -2‬يعد الدين‪ ،‬بما جاء به من قيم ومبادئ وأخالق‪ ،‬عامل ضبط وتوجيه للسلوك اإلنساني‪.‬‬ ‫‪ -3‬تحرير العقل البشا ا ااري وهعادة تشا ا ااكيله( الههنية) والبناء الفكري والثقافي لإلنسا ا ااان‪ ،‬حتى ينطلق من‬ ‫جااديااد في مسا ا ا ا ا ا اايرة إنجاااز وعطاااء ال تتوق ‪ ،‬ألن عمليااة التكوين الحضا ا ا ا ا ا ا اااري في أي مجتمع من‬ ‫المجتمعات تتطلب التغيير الفكري على المستود القيمي واألخالقي والثقافي‪.‬‬ ‫م هنا نسللتطيع أح نفهم لماذا رذز الرس ااول‪ ،‬ص االى هللا عليه وس االم‪ ،‬منه بداية الدعوة اإلس ااالمية على‬ ‫مس ا ا ااألة إعادة بناء اإلنس ا ا ااان على القواعد واألس ا ا ااس الدينية واألخالقية‪ ،‬فبناء الحض ا ا ااارة يتطلب أوالً بناء‬ ‫اإلنسان القادر على أن يبني نفسه ومجتمعه في الوقت نفسه‪ ،‬وبالدرجة نفسها‪.‬‬ ‫‪ -5‬العامل الجغرافي‪:‬‬ ‫عي َعد العامل الجغرافي من العوامل المهمة في عملية التكوين الحض ا اااري‪ ،‬الس ا اايما في العص ا ااور التاريخية‬ ‫القديمة والوسطى‪ ،‬ويتهر دوره من خالل‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن البية المراكز الحضااارية القديمة في العالم نشااأت على الس اواحل‪ ،‬وعلى ضاافاف األنهار‪ ،‬حيب‬ ‫الصا ا ا ااالحة للزراعة‪ ،‬مياه الري والشا ا ا اارب‪ ،‬المناخ‬ ‫تتوفر الشا ا ا ااروط الالزمة للحياة واالسا ا ا ااتقرار(األر‬ ‫المعتدل‪.)...‬‬ ‫‪ -2‬حاجة الدول الدائمة إلى امتالك حدود ش ا ا اااط ية تس ا ا اااعد في عملية التنقل عبر البحار والمحيطات‪،‬‬ ‫وتع َسخر لتنشيط حرذة التجارة‪ ،‬مع العالم الخارجي‪.‬‬ ‫م هنا نسللتطيع أح نفهم البعد االس ااتراتيجي لحرذة الفتوحات اإلس ااالمية الكبرد في المرحلة األولى في‬ ‫العصار ال ارشادي‪ ،‬على الجبهات العراقية والشاامية والمصارية واالتصاال بعالم البحر المتوساط الهي يربط‬ ‫‪6‬‬ ‫بين القارات الثالث آسيا وهفريقيا وأوروبا‪ ،‬وفي المرحلة الثانية في العصر األموي‪ ،‬حيب وصلت الجيوا‬ ‫اإلسالمية إلى األندلس رباً‪ ،‬وهلى الصين شرقاً‪.‬‬ ‫األبعاو الحضاريل‪:‬‬ ‫‪.1‬رؤيل اإلسالو للكوح واإلنساح والحياة‬ ‫إن اإلسا ااالم قد نتر إلى الحياة نترة جدية ملؤها الشا ااعور بالمس ا ا ولية‪ ،‬وتوجيه الدوافع‪ ،‬وعندما عرضا اانا‬ ‫نترة اإلسالم إلى اإلنسان رأينا أن للحياة مبدأين‪ ،‬أولهما عندما خلق هللا آدم من طين‪ ،‬رم سواه ونفخ فيه‬ ‫َن َي عكو َن َم َع‬ ‫َج َم ععو َن‪ ،‬إال إُبل َ‬ ‫يس أََبى أ ُ‬ ‫من روحه‪ ،‬وأمر المالئكة أن تسا ا ا ا ا ااجد له{ ‪َ :‬ف َس ا ا ا ا ا ا َج َد اُل َمالئ َك عة عذل عه ُم أ ُ‬ ‫ين[ }الحجر‪].31-3٠ /15 :‬‬ ‫الساجد َ‬ ‫ومنه مبدأ الحياة البشرية األول ميز هللا هها الجنس عن المالئكة‪ ،‬وسائر المخلوقات بميزتين‪:‬‬ ‫الميزة األولى ‪:‬العلم والعقل‪ ،‬واإلرادة واالختيار‪ ،‬والتمييز بين الخير والشر‪.‬‬ ‫والميزة الثاانياة ‪:‬أناه مخلوق من طين رم من دم ولحم‪ ،‬وأناه تبعاا لاهلاك مجبول على الشا ا ا ا ا ا ااهوات والادوافع‬ ‫الغريزية‪ ،‬وما يتفرع عنها من الجهل وسفك الدماء‪ ،‬واإلفساد والخسران‪ ،‬والهلع‪ ،‬والجزع‪ ،‬والطمع‪.‬‬ ‫‪.2‬العالااا بي األفراو والجماعاا وال ول والتعامل مع اآلخر‬ ‫اوعقولعوا للناس‬ ‫من مبادئ العالقات الواض ااحة في دين اإلس ااالم الدعوة إلى حس اان التعايش مع الناس َ‬ ‫ ‬ ‫وذم من‬ ‫وذ ُم في الدين َوَل ُم عي ُخر عج ع‬ ‫ين َل ُم عيَقاتلع ع‬ ‫اك عم هللاع َعن اله َ‬ ‫عح ُس ا اًنال قالبقرة‪ ]83 :‬وحسا اان الجوار االَ َي ُن َه ع‬ ‫ينل قالممتحنة‪8 :‬‬ ‫طوا إَل ُيه ُم إن هللاَ عيحب اُل عمُقسط َ‬ ‫دَيارعذ ُم أَن تََبر ع‬ ‫وه ُم َوتعُقس ع‬ ‫ومن خالل التعارف والمعايش ا ا ا ا ااة تتبين للناس محاس ا ا ا ا اان الدين وأهدافه‪.‬الحرية العقدية أو االعتقادية‬ ‫ ‬ ‫وعلى مر تاريخ األمة؛ فإن أهل الديانة األخرد في الدولة اإلسا ا ا ا ا ا ااالمية ممنوحون حرية التدين بال‬ ‫اال إ ُك َراه‬ ‫التضييق وال القسوة بل بالرفق والتسامت‪ ،‬وال أحد يجبر بالقوة على اعتناق دين اإلسالم ألنه َ‬ ‫في الدينل‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫وتفتت عالمية الرسااالة اإلسااالمية أبوابها وترحب بالعالقات بمجاالتها المختلفة وتعقد المعاهدات وفق‬ ‫ ‬ ‫المبادئ اإلس ااالمية الس اامحة‪.‬وهها نبي الرحمة عليه الص ااالة والس ااالم ذان من هديه‪ :‬م ارس االة ملوك‬ ‫زمانه‪ ،‬وبعب الوفود إلى اآلفاق‪ ،‬وفي أيام مكة يرد عليه الص ا ا ا ا ااالة والس ا ا ا ا ااالم مواس ا ا ا ا اام الحج انتهاز‬ ‫الفرص لتأس اايس العالقات مع الوفود وتوس اايع دائرة تبلي الدعوة إلى عموم الناس‪ ،‬وذها حاول إيجاد‬ ‫النجدة من أهل الطائ ‪ ،‬وعلى صا ا ا ا ااعيد المسا ا ا ا ااتود الخارجي نرد توجيهه عليه الصا ا ا ا ااالة والسا ا ا ا ااالم‬ ‫الحبشة فإن فيها مليكاً ال يتل عنده‬ ‫ألصحابه بالخروج من مكة إلى الحبشة‪ ”:‬لو خرجتم إلى أر‬ ‫أحد‪ ،‬وهي أر صدق حتى يجعل هللا لكم فرجاً”‬ ‫وهها الصانيع يؤذد على مدد التعاون الدولى الهد فكر فيه صالى هللا عليه وسالم في تلك التروف‬ ‫ ‬ ‫الصعبة‪.‬رم لما قدم – عليه الصالة والسالم‪ -‬المدينة بادر في أوليات اهتمامه إلى وضع الدستور‪:‬‬ ‫الوريقة الشااهيرة با ا ا ا ا ا ا اا(صااحيفة المدينة) التى عقدها مع ير المساالمين اليهود و يرهم‪ ،‬وتضاامنت تلك‬ ‫الوريقة بنودا تفص ا ا االية عدة‪ ،‬تمثل النتام اإلس ا ا ااالمي في بيان الواجبات األسا ا ا ااس ا ا ااية‪ ،‬وحفظ الحقوق‬ ‫المجتمع‪.‬وبهااها الواقع التاااريخي‬ ‫االجتماااعيااة‪ ،‬ورعااايااة المصا ا ا ا ا ا ا ااالت المشا ا ا ا ا ا ااترذااة بين جميع طوائ‬ ‫اإلسالمي يتبين بأن اإلسالم قد سبق األمم في إنشاء أصول ومبادئ تبنى عليها العالقات مع الدول‬ ‫والجماعات واألفراد‪.‬‬ ‫‪.3‬واجباا الفرو نحو األسرة والمجتمع‪.‬‬ ‫يج ااب على المواطن أن يس ا ا ا ا ا ا ا اااهم بك اال ط اااقت ااه في تق اادم البالد وتنميته ااا والعم اال على بن ااائه ااا العلمي‬ ‫واالقتصااادي والسااياسااي ‪ ،‬على أن يشااارك ذل شااخو في خدمة وطنه ‪ ،‬إن المسااؤولية االجتماعية هي‬ ‫إحدد القنوات التي تدعم المصا ا ا ا ا االحة العامة للمجتمع والدولة ‪ ،‬يجب أن يكون ذل شا ا ا ا ا ااخو مسا ا ا ا ا ااؤوالً‬ ‫اجتماعياً ‪ ،‬والمسؤولية االجتماعية جزء من المسؤولية العامة ‪ ،‬والفرد مسؤول عن نفسه وعن المجموعة‬ ‫‪ ،‬والمس ا ااؤولية االجتماعية ض ا اارورية للمص ا االحة العامة ‪ ،‬فالتوحد مع الجماعة يدفع الفرد الى بهل جهده‬ ‫التعاون وااللتزام والتضااامن واالحترام والحب والديمقراطية في‬ ‫من أجل إعالء مكانتها‪ ،‬المسااؤولية تفر‬ ‫العالج والمشارذة الجادة‬ ‫وهي عالقة الرحم بين األفراد في مجتمع واحد ‪ ،‬رم الشا ا ا ااعور بالمسا ا ا ااؤولية االجتماعية هو شا ا ا ااعور نبيل‬ ‫نتجاوز من خالله الش ا ااكليات لتحقيق قدس ا ااية الواجب ‪.‬واحدة من أعلى مس ا ااؤولياتنا ذأفراد هي االنخراط‬ ‫‪8‬‬ ‫مع أنفساانا ومع اآلخرين ومع مجتمعنا بروم مسااؤولة‪.‬يضاامن هها االلتزام وجود جسااور متينة بيننا وبين‬ ‫المجتمع الهي ننتمي إلياه ويحمال هويتهم ‪.‬وهي عوامل ال تؤدي إال إلى ش ا ا ا ا ا ا الال المجتمع وخلق فجوة‬ ‫عميقة في شكله وعلى جميع المستويات وفي جميع المجاالت التي تعززه‪.‬‬ ‫**************‬ ‫الموضوع الثاني‪:‬‬ ‫أو ً‪ :‬مصاور الحضارة اإلسالميل‬ ‫‪ -1‬القرآح الكريم‪:‬‬ ‫تعريف القرآح الكريم‪:‬‬ ‫هو كالو هللا تعالى ووحيه‪ ،‬المنزل بلسلللاح عربي على خاتم األنقياء والمرسللللي محم ‪ ،‬صللللى هللا عليه‬ ‫الم َتح ط بإعجازه‪.‬‬ ‫وسلم‪ ،‬المكتوب في المصحف‪ ،‬المنقول عنه بالتواتر‪ ،‬المتعق بتالوته‪ُ ،‬‬ ‫القرآح الكريم وسللتور المسلللمي وكتاب ه اال للناس أجمعي ‪ ،‬وهو المصل ر األول للحضللارة اإلسللالميل‪،‬‬ ‫ألنه‪:‬‬ ‫‪9‬‬ ‫عي َعد القرآن الكريم المص ا ا ا ا اادر األول للتشا ا ا ا ا اريع اإللهي‪ ،‬واألص ا ا ا ا اادق تص ا ا ا ا ااوي اًر لإللوهية‪ ،‬والكون‪ ،‬والحياة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫واإلنسا ااان‪ ،‬والمرجع الهي الهي اعتمد عليه النبي‪ ،‬صا االى هللا عليه وسا االم في بناء األمة اإلسا ااالمية أول‬ ‫مرة‪ (.‬أمة محمد‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم)‪.‬‬ ‫عي َعد القرآن الكريم المص اادر اإللهي األول للقيم والمبادئ واألخالق التي تض اابط س االوك اإلنس ااان المس االم‬ ‫‪-2‬‬ ‫والمجتمع اإلسالمي واألمة اإلسالمية‪ ،‬وعلى قاعدة ههه القيم تَم بناء المجتمع اإلسالمي‪ ،‬على يد النبي‪،‬‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وعنتمت العالقة بين الناس على مستود الفرد والمجتمع والدولة‪.‬‬ ‫َهيأَ القرآن للعقلية اإلنس ا ااانية من خالل العقيدة المناخ الحر للتفكير واإلبداع‪ ،‬وحض على العلم والمعرفة‪،‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫لهلك أبدع علماء المسلمين (العربي واألعجمي‪ ،‬األبيض واألسود) في ما أنتجوا من فكر وعلم في جميع‬ ‫مجاالت العلم والمعرفة‬ ‫عي َعد القرآن الكريم المص ا ا اادر األول للنتم الس ا ا ااياس ا ا ااية‪ ،‬واالقتص ا ا ااادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والقض ا ا ااائية‪ ،‬والفكرية‬ ‫‪-4‬‬ ‫والثقافية‪ ،‬في الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ووفق ماجاء به‪ ،‬طبق النبي صلى هللا عليه وسلم والمسلمون من بعده‬ ‫نترية الحكم والسياسة واإلدارة‪.‬‬ ‫يقدر القرآن الكريم في خطابه الجانب العقلي‪ ،‬والجانب العاطفي لدد اإلنسان‪ ،‬وحب المسلم على التفكير‬ ‫‪-5‬‬ ‫الصحيت‪ ،‬وحضه على التفكر بما تزخر به النفس والعالم المحيط به‪.‬‬ ‫العلوم والمعارف التي يتوصا ا ا ا ا ا اال إليها اإلنسا ا ا ا ا ا ااان‪ ،‬وبين اإليمان‪ ،‬وجعل‬ ‫يربط القرآن الكريم بين مختل‬ ‫‪-6‬‬ ‫التحليل والتحريم وفق ما يرض ا ا ا ا ا ااي هللا تعالى‪ ،‬على قاعدة فائدة هها اإلنس ا ا ا ا ا ااان من عدمها‪.‬مثال (تحريم‬ ‫السالم النووي)‪.‬‬ ‫‪ -2‬السنل النقويل الشريفل‪:‬‬ ‫تعريف السنل‪:‬‬ ‫تقرير‪ ،‬أو صف ٍل خلقيل مقصوو‬ ‫ٍ‬ ‫فعل‪ ،‬أو‬ ‫اول‪ ،‬أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫هي كل ما ص ر ع النقي‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم م‬ ‫بها التشريع‪ ،‬م مبعثه‪ ،‬وحتى وفاته‪.‬‬ ‫تنقسم السنة إلى رالرة أقسام‪:‬‬ ‫‪10‬‬ ‫أ‪ -‬السنل القوليل‪ :‬هي األحاوبث التي ص را ع النقي‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم في مناسباا مختلفل‪،‬‬ ‫وألغراض متع وة‪ ،‬وتضم األحاوبث الق سيل‪ ،‬واألحاوبث النقويل‪.‬‬ ‫مثال على الحديب القدسي‪ :‬عن أبي ذر الغفاري‪ ،‬رضي هللا عنه‪ ،‬عن النبي‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فيما‬ ‫رود عن هللا‪ ،‬تبارك وتعالى‪ ،‬أنه قال‪":‬يا عبادي‪ ،‬إني حرمت التلم على نفسا ا ا ا ا ااي‪ ،‬وجعلته بينكم محرماً‪،‬‬ ‫فال تتالموا‪ ،‬يا عبادي‪ ،‬ذلكم ض ا ااال إال من هديته‪ ،‬فاس ا ااتهدوني أهديكم"‪ ].‬ص ا ااحيت مس ا االم‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‬ ‫‪. [455‬‬ ‫ب‪ -‬السنل الفعليل‪ :‬هي ما ص ر ع النقي‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم م أفعال‪.‬‬ ‫ج‪ -‬السلللنل التقريريل‪ :‬هي سلللكوا النقي‪ ،‬صللللى هللا عليه وسللللم‪ ،‬ع إنكار فعل‪ ،‬أو اول صللل ر في‬ ‫حضرته‪ ،‬أو في غيقته‪ ،‬فعلم به‪ ،‬فأاره‪.‬‬ ‫السنل النقويل هي المص ر الثاني للحضارة اإلسالميل بع القرآح الكريم‪ ،‬ألنها‪:‬‬ ‫‪ -1‬تع َعد الساانة النبوية المصاادر الثاني للتش اريع اإلسااالمي‪ ،‬بعد القرآن الكريم‪ ،‬نتمت عالقة اإلنسااان المساالم‬ ‫مع نفسه‪ ،‬ومع اآلخرين‪ ،‬على قاعدة الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تع َعد الس اانة النبوية المص اادر الثاني للقيم والمبادئ واألخالق التي قام المجتمع اإلس ااالمي على أس اااس ااها‪،‬‬ ‫فهي المصدر الثاني لبناء العالقات اإلجتماعية وتنتيمها في المجتمع اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪ -3‬تع َعد الس ا اانة النبوية الشا ا اريفة البيان النتري والتطبيق العملي لما جاء في القرآن الكريم‪ ،‬في جميع نواحي‬ ‫الحياة‪ ،‬التي تهم الفرد والمجتمع اإلسالميين‪.‬‬ ‫‪ -4‬علم النبي‪ ،‬صا االى هللا عليه وسا االم‪ ،‬المسا االمين أصا ااول دينهم ودنياهم‪ ،‬وجاءت أقواله وأفعاله تطبيقاًعملي ًا‬ ‫لما أراد منهم أن يتعلموه‪.‬وربى جيالً أَنش ا ا ااأ أم ًة لتقي اإلس ا ا ااالم وتحميه‪ ،‬عرفت باس ا ا اام "أمة محمد" وذان‬ ‫قدوتهم الحساانة‪ ،‬وعلى هديه ووفق ساانته سااار األولون‪ ،‬وعلى يده تعلم المساالمون أصااول الدين‪ ،‬والعقيدة‬ ‫والمعامالت‪.‬‬ ‫‪-5‬أقام الرس ا ااول‪ ،‬ص ا االى هللا عليه وس ا االم‪ ،‬الدولة اإلس ا ااالمية في المدينة المنورة‪ ،‬ووض ا ااع اللبنات األولى‬ ‫لجميع النتم( الس ا ااياس ا ااية‪ ،‬واالقتص ا ااادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والفكرية والثقافية‪ ،‬والقض ا ااائية) في الحض ا ااارة‬ ‫‪11‬‬ ‫اإلسااالمية‪ ،‬وعلم الصااحابة أصااول الحكم والسااياسااة‪ ،‬وفن الحرب وقواعده واسااتراتيجيته‪ ،‬ورقافة الساالم‬ ‫والحوار والمسالمة‪.‬‬ ‫‪ -6‬يتهر دور السنة النبوية الشريفة ذمصدر للحضارة اإلسالمية في‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تقديم المعرفة النترية لما جاء به الدين اإلسالمي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تطبيق ما جاء به الدين اإلسالمي‪ ،‬وذيف يجب أن يكون السلوك الصحيت لإلنسان المسلم‪.‬‬ ‫من هنا نستطيع أن نعرف سر اهتمام المسلمين الكبير بتدوين السنة النبوية المطهرة‪ ،‬حتى ظهرت‬ ‫كتب ومؤلفات وأعمال موسا ا ااوعية ضا ا ااخمة تعنى بها‪ ،‬لدرجة أنه ما من نبي من األنبياء أو رسا ا ااول‬ ‫من الرسل دونت سنته ذما عدونت سنة نبينا محمد‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‬ ‫‪ -3‬المصاور المكتوبل(الوثائق‪ ،‬والمخطوطاا)‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الوثائق‪ :‬وتتضمن‪:‬‬ ‫‪ -1‬الق اررات واألوامر والفرمانات الصا ا ااادرة عن السا ا االطات السا ا ااياسا ا ااية واإلدارية والقضا ا ااائية في الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬عبر العصور اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الرس ا ا ا ااائل المتبادلة بين الخلفاء والوالة داخل الدولة اإلس ا ا ا ااالمية‪ ،‬والم ارس ا ا ا ااالت مع الدول األخرد‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى سجالت الدواوين‪.‬‬ ‫‪ -3‬المعاهدات واالتفاقات الموقعة بين الدولة اإلسالمية من جهة‪ ،‬والدول األخرد من جهة رانية‪.‬‬ ‫وتعد ههه الورائق من األص ا ا ااول‪ ،‬وهي المص ا ا ااادر األولى واألهم لد ارس ا ا ااة الحض ا ا ااارة اإلس ا ا ااالمية في‬ ‫محطاتها التاريخية المختلفة‪ ،‬ال ساايما د ارسااة النتم السااياسااية‪ ،‬واالقتصااادية‪ ،‬والقضااائية في الحضااارة‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الكتب والمخطوطاا‪:‬‬ ‫هي ما ذتبه العلماء المس ا ا االمون في جميع مجاالت العلم والمعرفة‪ ،‬وتش ا ا اامل العلوم التجريبية (الطب‪،‬‬ ‫الصاايدلة‪ ،‬الفيزياء‪ ،‬الكيمياء‪ ،‬الرياضاايات‪ ،‬الفلك‪ ،‬الهندسااة‪ )...‬والعلوم النقلية( األدب‪ ،‬الفقه‪ ،‬التاريخ‪،‬‬ ‫الجغرافيا‪ ،‬الفلسفة‪.)....‬‬ ‫‪12‬‬ ‫وقد أبدع علماء المسلمين في ذتابة التاريخ‪ ،‬وألفوا مخطوطات ذثيرة ومتنوعة‪ ،‬يمكن تقسيمها إلى‪:‬‬ ‫‪ -1‬المخطوطاا التاريخيل الموسوعيل‪:‬‬ ‫وهي المؤلفات التي َعَن ُت بالتاريخ العام‪ ،‬وتتضا ا ا ا ا ا اامن تدوين أحداث التاريخ القديم وتاريخ العصا ا ا ا ا ا ااور‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ -‬تاريخ األمم والملوك( تاريخ الطبري) لمحمد بن جرير الطبري‪.‬‬ ‫‪ -‬البداية والنهاية البن ذثير‪ ،‬إسماعيل بن عمر‪.‬‬ ‫‪ -‬الكامل في التاريخ البن األرير‪ ،‬علي بن محمد‪.‬‬ ‫‪ -‬مروج الههب ومعادن الجوهر للمسعودي‪ ،‬علي بن الحسين‪.‬‬ ‫‪ -‬العبر وديوان المبتدأ والخبر(تاريخ ابن خلدون) لعبد الرحمن بن خلدون‪.‬‬ ‫‪-2‬الكتب المتخصصل‪:‬‬ ‫وهي الكتب التي عنى مؤلفوها بدراسة‪:‬‬ ‫‪ -‬تاريخ مدينة من المدن‪ ،‬مثل (تاريخ حلب‪ ،‬تاريخ الموصل‪ ،‬تاريخ دمشق‪ ،‬تاريخ بغداد ‪.)...‬‬ ‫‪ -‬إقليم من األقاااليم‪ ،‬مثاال (تاااريخ خ ارسا ا ا ا ا ا ا ااان‪ ،‬تاااريخ فااارس‪ ،‬تاااريخ بالد الشا ا ا ا ا ا ا ااام‪ ،‬تاااريخ الجزيرة‬ ‫العربية‪.)....‬‬ ‫‪ -‬دولة من الدول‪ ،‬مثل (تاريخ دولة اليعاربة‪ ،‬تاريخ عمان‪ ،‬تحفة األعيان بس اايرة أهل عمان‪ ،‬تاريخ‬ ‫مصر‪ ،‬تاريخ الدولة األموية‪ ،‬تاريخ الدولة العباسية‪ ،‬تاريخ الدولة األيوبية‪.).....‬‬ ‫تم والقوانين‪.‬‬ ‫‪ -‬ما أعرخ للن ع‬ ‫‪ -3‬كتب السير والتراجم‪:‬‬ ‫وهي المخطوطات التي تؤرخ لألعالم وسيرهم‪ ،‬وتقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫أ‪ -‬كتب األعالو والسير والتراجم الموسوعيل‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ -‬سير أعالم النبالء للههبي‪ ،‬محمد بن أحمد بن عثمان‪.‬‬ ‫‪ -‬تاريخ دمشق البن عساكر‪ ،‬علي بن الحسن بن هبة هللا ‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ -‬تاريخ بغداد للخطيب البغدادي‪ ،‬أحمد بن علي بن رابت‪.‬‬ ‫‪ -‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬البن خلكان‪ ،‬أحمد بن محمد‪.‬‬ ‫كتب األعالو والسير والتراجم التخصصيل‪ ،‬وفيها تراجم للصحابل والتابعي ‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫‪ -‬أسد الغابة في معرفة الصحابة‪ ،‬البن األرير‪ ،‬علي بن محمد‪.‬‬ ‫‪ -‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬البن حجر العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي‪.‬‬ ‫بن عبد هللا‬ ‫‪ -‬االستيعاب في معرفة األصحاب‪ ،‬البن عبد البر القرطبي‪ ،‬يوس‬ ‫‪ -‬الطبقات الكبرد‪ ،‬البن سعد‪ ،‬محمد بن سعد بن منيع‪.‬‬ ‫‪ -4‬كتب المعاجم الجغرافيل وكتب الرحالل‪:‬‬ ‫من المعاجم الجغرافية‪ :‬وهي التي يترجم فيها لألقاليم‪ ،‬والمناطق‪ ،‬والمدن‪ ،‬والقرد‪ ،‬والبلدات‪ ،‬والسااهول‬ ‫والجبال‪ ،‬والصحارد‪ ،‬واألنهار‪ ،‬والبحيرات‪ ،‬والبحار‪ ،‬والمحيطات‪....‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ -‬معجم البلدان‪ ،‬لياقوت بن عبد هللا الحموي‪.‬‬ ‫طار‪ ،‬لمحمد بن عبد المنعم الحميري‪.‬‬ ‫ط عار في َخَبر األَُق َ‬ ‫‪ -‬الرُو ع الم ُع َ‬ ‫‪ -‬المسالك والممالك‪ ،‬البن خرداذبة‪ ،‬عبيد هللا بن عبد هللا ‪.‬‬ ‫‪ -‬ذتب الرحالة‪ ،‬وهي الكتب والمخطوطات التي وضا ا ا ااعها الرحالة الهين تنقلوا بين المدن واألقاليم‪،‬‬ ‫وعنت بدراسة أحوال الناس ومدنهم ونتمهم وحياتهم السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ -‬رحلة ابن بطوطة‪ ،‬لمحمد بن بطوطة‪.‬‬ ‫‪ -‬رحلة المقدسي‪ ،‬محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي‪.‬‬ ‫‪ -‬رحلة ابن حوقل‪ ،‬لمحمد بن حوقل‪.‬‬ ‫البُلخي‪.‬‬ ‫‪ -‬رحلة البلخي‪ ،‬أحمد بن سهل‪ ،‬أبو زيد َ‬ ‫‪ -‬رحلة المسعودي‪ ،‬لعلي بن الحسين المسعودي‪.‬‬ ‫‪ -‬رحلة اليعقوبي‪ ،‬أحمد بن إسحاق اليعقوبي‪.‬‬ ‫‪ -‬رحلة ابن جبير‪ ،‬لمحمد بن جبير األندلسي‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ -5‬المصاور األثريل‪:‬‬ ‫ترذه المس االمون من آرار من بالد األندلس رباً إلى الهند والص ااين ش اارقاً‪ ،‬عبر العص ااور‬ ‫هي ذل ما ع‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وأهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬المدن التي أقيمت في العصا ا ااور اإلسا ا ااالمية( البص ا ا ارة‪ ،‬الكوفة‪ ،‬الفسا ا ااطاط‪ ،‬الجابية‪ ،‬القيروان‪،‬‬ ‫التوس َعات التي جرت على المدن األخرد‪ ،‬واألسوار والبوابات‪....‬‬ ‫واسط‪ ،‬سامراء‪ )...‬و ُ‬ ‫‪ -2‬القص ااور‪ ،‬الخانات‪ ،‬القالع والحص ااون‪ ،‬وذهلك المس اااجد التي تععد مراكز اإلش ااعاع الحض ااارية‬ ‫األولى‪ ،‬بدءاً من المسجد النبوي الهي بناه الرسول عليه الصالة والسالم في المدينة المنورة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الس االم والعتاد الهي اسااتخدمه المساالمون و يرهم عبر العصااور اإلسااالمية‪ :‬الساايوف‪ ،‬والرمام‬ ‫بأنواعها ومسمياتها المختلفة‪ ،‬الدروع‪ ،‬ال عخ َوعذ والبيضات‪...‬‬ ‫‪ -4‬العملة والمسااكوذات‪ ،‬ومنها‪ :‬الدراهم الكسااروية‪ ،‬الدراهم الحميرية‪ ،‬الدراهم األحدية التي تعساامى"‬ ‫الدراهم المكروهة"‪.‬الدينار العربي‪ ،‬الدينار البيزنطي‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أسس الحضارة اإلسالمية وأركانها‪:‬‬ ‫‪ )1‬الموارد االقتصادية‪:‬‬ ‫يعد توفر الموارد االقتصادية شرطا ً أساسيا ً لعملية التطور والتقدم الحضاري‪ ،‬وركن أساسي من أركانها‪،‬‬ ‫إذ ال يمكن تنفيذ المشاريع بكافة أشكالها وأنواعها من دون المال‪ ،‬فهو عصب الحياة‪ ،‬والفقر ال يساعد‬ ‫على قيام الحضارة‪ ،‬إذ أنه يشغل الناس بالبحث عن وسائل العيش‪ ،‬وال يبقي شيئا ً من القوة لديهم لتسخيرها‬ ‫في عملية التطور والبناء الحضاري‪ ،‬فهو قصور في القدرات اإلنسانية وقصور في األداء اإلنساني‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬دعا اإلسالم الناس إلى اعتماد الرؤية السببية للظواهر واألشياء من أجل الوصول إلى‬ ‫رؤية عقلية للكون‪ ،‬فأمر اإلنسان المسلم أن ينظر إلى حركة اإلنسان عبر التاريخ‪ ،‬واعتماد الحجة في‬ ‫الوصول إلى النتائج الصحيحة القائمة على التجريب والتمحيص والموازنة‪ ،‬وربط بين اإليمان واإلبداع‬ ‫والكشف‪ ،‬وبين تحقيق مستوى مادي عا ِل من خالل تسخير طاقات القل والعلم لتأمين حاجاته ومتطلباته‬ ‫وتسخير الموارد المالية التي تتراكم بنتيجة عمله ونشاطه في تمويل المزيد من مشاريع التطور والتقدم‬ ‫في جميع مجاالت الحياة‪.‬‬ ‫‪ )2‬النظام السياسي‪:‬‬ ‫فالنظام السياسي ومؤسساته السياسية واإلدارية والقضائية واالجتماعية التي تقوم بالتخطيط واإلشراف‬ ‫والتنفيذ‪ ،‬هو النظام المسؤول عن ضمان حالة األمن واالستقرار‪ ،‬وهو أيضا ً النظام الذي يشعر الناس في‬ ‫ظل األمان والطمأنينة ويبعدهم عن جو القلق واالضطراب هو القادر على توفير شروط التطور‬ ‫ومقوماته‪ ،‬ويمكن المجتمع من أن يأخذ بأسباب الحضارة‪ ،‬فعملية التقدم والتطور الحضاري مستحيلة في‬ ‫ظل الفوضى والحروب والصراعات السياسية‪.‬‬ ‫‪ )3‬التقاليد والقيم المبادئ األخالقية‪:‬‬ ‫فهي المسؤولة عن زيادة الروابط بين أفراد المجتمع واألمة وتقويتها‪ ،‬وتكريس وحدتها وصونها‪ ،‬مما‬ ‫يمكنها من صنع حضارتها وتطويرها وازدهارها‪ ،‬وفي هذا اإلطار يبرز دور العقيدة الدينية‪ ،‬فقد غرس‬ ‫اإلسالم القيم األخالقية والروحية‪ ،‬وأقر التقاليد التي تقوي روابط العالقات اإلنسانية‪ ،‬وحرر العقل‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وأعاد صياغته وفق قواعد أساسها القيم األخالقية لينطلق ويبتكر من جديد وينجز ويعمل‪،‬‬ ‫وجعله قادرا ً على اإلبداع واالنجاز الحضاري بما يقدمه من برنامج عمل ومنهاج حياة في كافة مجاالت‬ ‫المدنية والثقافية‪ ،‬إذا ج اء اإلسالم بالقيم واألخالق الحميدة وغرسها في النفس اإلنسانية ليبني حضارة‬ ‫استمدت كينونتها وذاتيتها من مكوناته وقيمه وخصائصه وتوجيهاته‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ )4‬مواكبة مسيرة التطور والتقدم العلمي‪ ،‬والبحث العلمي‪:‬‬ ‫يتضمن هذا الركن الجانب العلمي والفكري للحضارة‪ ،‬وله الدور الرئيس في عملية التقدم والتطور‬ ‫الحضاري بمظهريه الثقافي والمدني‪ ،‬وال يكون التقدم إال بالتحصيل العلمي والمعرفي ومواكبة مسيرة‬ ‫البحث العلمي وتتبع ما يقدمه العلماء من جديد‪ ،‬وال يمكن الحصول لى ذلك إال بالنشاط والحركة‪.‬والمعرفة‬ ‫هي التي تنقل اإلنسان في عملية التطور الحضاري إلى درجات أعلى ومراتب أرقى‪ ،‬وبفضلها وصلت‬ ‫الحضارة اإلنسانية إلى درجة عالية من التقدم في الحقبة المعاصرة‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار يجب االعتراف بأن الفضل في النجاحات الكبيرة التي حققتها الحضارة اإلنسانية يعود‬ ‫بالدرجة األولي إلى التجربة والبحث العلمي‪ ،‬وسعى اإلنسان المستمر كي يهيئ لنفسه وسائل التقدم‬ ‫والرقي وتأمين حاجاته ومتطلباته المعيشية‪.‬من هنا كان العلم شعار اإلسالم‪ ،‬وفطرة هللا تعالى في‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫والعلم ليس غاية في ذاته‪ ،‬بل هو وسيلة لتطوير حياة اإلنسان والحفاظ عليها‪ ،‬وخالفة اإلنسان في عمارة‬ ‫األرض وترقيتها‪ ،‬ولكي يقوم اإلنسان المسلم بحق الخالفة وعمارة األرض وترقيتها كامالً البد له من‬ ‫أن يعد نفسه إعدادا ً علميا ً صحيحاً‪ ،‬وأن يكون قادرا ً على االستخدام األمثل للعلم والمعرفة اإلنسانية‬ ‫وتنظيمها وصياغتها وفق نسق علمي ومنطقي ومعرفي‪ ،‬وتسخيرها لخدمة الحضارة اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬مقوماا الحضارة اإلسالميل‬ ‫تعريف المقوماا‪:‬‬ ‫هي المرتكزاا التي اقوو عليها وجوهر الحضارة اإلسالميل‪ ،‬وهي‪ :‬ال ب اإلسالمي‪ ،‬واللغل العربيل‪ ،‬والتاريخ‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬والتميز اإلسالمي‪.‬‬ ‫ال ب اإلسالمي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪ -‬تعريف ال ب ‪:‬‬ ‫ال ب هو العقي ة التي تحض على األخالق الحمي ة والسلوك ا جتماعي الحس ‪ ،‬وهو حاجل وضرورة‬ ‫امك لإلنسللللللاح ا سللللللتغناء عنها‪ ،‬و امك لفكرة ال ب أح تتالشللللللى‪ ،‬ألنها أراى ميول‬ ‫اجتماعيل‬ ‫النفس وأسمى عواطفها‪.‬‬ ‫ط التعامل بين أبناء المجتمع‪ ،‬على أسا ا اااس العدالة واإلنصا ا اااف‪ ،‬فهو أسا ا اااس البناء‬ ‫بفضا ا اال الدين عيضا ا ااب ع‬ ‫االجتماعي القوي‪ ،‬ألنه يربط معتنقيه برباط المحبة والرحمة‪.‬‬ ‫الدين فطرة في النفس اإلنسااانية‪ ،‬فكل إنسااان يشااعر بحاجة إلى خالق سااوي يلجأع إليه‪ ،‬ال ساايما في حاله‬ ‫ضعفه وضيقه‪.‬‬ ‫‪ -‬تعريف ال ب اإلسالمي‪:‬‬ ‫هو العقي ة اإلامانيل التي أنزلها هللا تعالى على سللللللي نا محم ‪ ،‬صلللللللى هللا عليه وسلللللللم‪ ،‬ويقوو على‬ ‫اإلاماح المطلق باهلل تعالى‪ ،‬ومالئكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسلللللللللله‪ ،‬واليوو اآلخر‪ ،‬والقضلللللللللاء والق ر‪ ،‬والنطق‬ ‫بالشهاوتي ‪ ،‬وإاامل الصالة‪ ،‬وإبتاء الزكاة‪ ،‬وصوو رمضاح‪ ،‬وحج القيت م استطاع إليه سقيال‪.‬‬ ‫يعد الدين اإلسااالمي النتام العام الهي يحكم الحياة‪ ،‬ويتضاامن اإليمان واالعتقاد بالعقل والقلب‪ ،‬والساالوك‬ ‫في الواقع‪ ،‬والمصدر األول للتشريع اإللهي‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الدين اإلسا ا ا ااالمي هو منهج هللا تعالى لتوجيه حياة اإلنسا ا ا ااان وتنتيمها‪ ،‬وهو دين عالمي أنزله هللا تعالى‬ ‫اك‬ ‫للبشر أجمعين‪.‬قال تعالى (إ ْح ُه َو إ ذ ْكٌر لْل َعاَلمي َ )[سورة ك ‪ ،‬اآلال ‪ ،]87‬وقال تعالى‪َ ( :‬و َما أَْر َسْلَن َ‬ ‫إ َر ْح َم ًل لْل َعاَلمي َ ) )[سورة األنقياء ‪ ،‬اآلال ‪..]107‬‬ ‫إن الدين عند هللا هو اإلسالم‪ ،‬وهو الدين العالمي الهي ال يقبل هللا تعالى يره‪ ،‬والنتام العالمي الهي ال‬ ‫يقبل هللا من أحد نتام يره‪(.‬إح ال ب َ عْن َ َّللا ْاإل ْس َال ُو)[سورة آل عمراح ‪ ،‬اآلال ‪.]19‬‬ ‫ويعد اإلسالم بتصوره الشامل لإللوهية والكون والحياة اإلنسان‪ ،‬المقوم الرئيس للحضارة اإلسالمية‪ ،‬في‬ ‫جميع المجاالت السياسية واالقتصادية والمالية واالجتماعية والثقافية ‪.‬‬ ‫اللغل العربيل‪:‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪ -‬تعريف اللغل‪:‬‬ ‫هي األلفاظ واألصلللللللواا التي اعقر بها المتكلم عما ب ور في سلللللللاحل تفكيره‪ ،‬فهي وسللللللليلل التخاطب‬ ‫والتفاهم بي الناس‪ ،‬واألواة التي اعقر بها اإلنساح ع مواهبه العقليل‪.‬‬ ‫تع اللغل العربيل واح ة م أهم مقوماا الحضارة اإلسالميل‪ ،‬ألنها‪:‬‬ ‫‪ -1‬لغة القرآن الكريم‪ ،‬المصدر اإللهي األول للحضارة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ومغربها‪.‬‬ ‫‪ -2‬لغة النبي‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬والعرب الهين نشروا اإلسالم في مشرق األر‬ ‫‪ -3‬لغ ًة الدين والفكر والثقافة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪ -4‬لغة العلوم واآلداب والمعاف والمنجزات العلمية اإلسالمية‬ ‫تتمتع اللغل العربيل بميزاا ع ب ة منها‪:‬‬ ‫أ‪-‬هي لغة الفصاحة والبال ة والمرونة واالشتقاق اللغوي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬نى معجمها واستجابتها لمتطلبات التجديد والتعريب‪ ،‬وقابليتها للتطور ومواكبة العصر‪.‬‬ ‫تأتي أهميل اللغل العربيل م خالل ما اأتي‪:‬‬ ‫ارتباطها باإلسالم ومصادره وتشريعاته‪ ،‬فهي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتشريع اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫وبفضل هها االرتباط ستبقى حتى قيام الساعة‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أهميتها بالنسبة للمسلمين ألنها لغة الدين والثقافة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫ظهور الدعوات العتمادها عالمياً ألنها قادرة على التوليد واالشتقاق‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫التاريخ اإلسالمي‪:‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫تعريف التاريخ‪:‬‬ ‫هو علم ببحللث في أحوال السللللللللللابقي بللا عتمللاو على مللا خلفوه م وثللائق‪ ،‬ومخطوطللاا‪ ،‬وآثللار‪،‬‬ ‫ووراستها‪ ،‬وتحقيقها‪ ،‬وتحليلها‪ ،‬وكسب المعرفل ع طريقها‪.‬‬ ‫اعٌّ التاريخ اإلسالمي أح مقوماا الحضارة اإلسالميل‪ ،‬ألنه‪:‬‬ ‫‪ -1‬يدرس سيرة الرسول‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأصحابه رضي هللا عليهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬يقدم ص ااورة ص ااادقة عن الفتوحات اإلس ااالمية‪ ،‬ويبين أرر تعاليم اإلس ااالم وأخالق المس االمين في‬ ‫سكان البالد المفتوحة‪.‬‬ ‫‪ -3‬ينقل صورة صادقة عن المسلمين حكاماً ومحكومين عبر التاريخ‪ ،‬بمتهريها اإليجابي والسلبي‪.‬‬ ‫‪ -4‬يسهم في صيا ة الشخصية المميزة لألمة اإلسالمية‪ ،‬على قاعدة تقديم القدوة الحسنة‪.‬‬ ‫التميز اإلسالمي‪:‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫ليس المقصااود بالتميز هنا أن يرد المساالم نفسااه أفضاال من اآلخرين‪ ،‬ألن ذلك يتناقض مع وحدة الخلق‬ ‫التي أقرها الدي اإلسالمي‪ ،‬وبالتالي ينبسق التميز اإلسالمي من‪:‬‬ ‫‪ -1‬تميز العقيدة اإلس ا ا ااالمية‪ ،‬التي تجعل المس ا ا االم ممي اًز في ذل ما يص ا ا اادر عنه على مس ا ا ااتود القول‬ ‫والسلوك‪.‬‬ ‫‪ -2‬تميز الفكر والثقافة اإلس ا ااالمية بحكم ذونها إلهية المص ا اادر‪ ،‬عالمية الطابع‪ ،‬تقوم على االعتدال‬ ‫والتوازن‪ ،‬وتشكل عامل جهب للمخالفين من ير المسلمين واحترامها وتبنيها‪.‬‬ ‫‪ -3‬تميز اإلنسااان المساالم الهي يعمل بجد وهخالص‪ ،‬لتعصااان مقومات وجود األمة‪ ،‬عندما يسااتشااعر‬ ‫بتميزه الهي منحته إياه عقيدته‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫م هنا نسلللتطيع أح نفهم لماذا تميز صا ااحابة رسا ااول هللا‪ ،‬صا االى هللا عليه وسا االم‪ ،‬ورض ا اوان هللا عليهم عن‬ ‫يرهم من الهين جاؤوا قبلهم والهين جاؤوا بعدهم من البشر في رفع راية الدين‪ ،‬ونشر ذلمة الحق في مشرق‬ ‫ومغربهااا‪ ،‬والااهي يعود في واقع األمر إلى تميزهم في ذاال شا ا ا ا ا ا اايء‪ ،‬حتى في اناادفاااعهم لطلااب علوم‬ ‫األر‬ ‫دينهم‪.‬‬ ‫الموضوع الثالث‪ :‬القيم في الحضارة اإلسالميل‬ ‫تعريف القيم‪:‬‬ ‫هي األسس التي اقوو عليها كل ما اص ر ع الفرو والمجتمع م أاوال وأفعال ماوال ومعنويل‪ ،‬فهي‬ ‫عنصر ضبط وتوجيه للسلوك اإلنساني ‪.‬‬ ‫القيم في الحضارة اإلسالمية إلهية المصدر‪ ،‬لهلك فإنها ال تنفصل عن التشريع‪ ،‬وهي رابتة ال تتغير‪ ،‬ألن‬ ‫حولها األفراد والجماعات والمجتمعات‪.‬‬ ‫القيم في اإلسالم حقائق قطعية‪ ،‬وليست آراء ووجهات نتر يختل‬ ‫‪-1‬الحريل‪:‬‬ ‫‪ -‬تعريف الحريل‪:‬‬ ‫‪21‬‬ ‫هي الخالص م عوامل الضغط والتسلط واإلكراه‪ ،‬وم مثالب اللاو والخسل‪ ،‬وأح بتمتع اإلنساح بإراوته‪،‬‬ ‫ويتصرف بعقله وتفكيره في ح وو الشرائع واألنظمل والقواني ‪.‬‬ ‫‪ -‬أسس الحريل في اإلسالو‪:‬‬ ‫الحرية في اإلسالم مبدأ إلهي‪ ،‬تبتدئ من حيب يستفيد الفرد‪ ،‬وتنتهي حين يبدأ ضرر اآلخرين‪ ،‬فهي قيمة‬ ‫فردية وعالقة اجتماعية‪.‬‬ ‫تقوو حريل اإلنساح في الشريعل اإلسالميل على أساس عقي ة التوحي ‪ ،‬وتنطلق م اواع وأسس ثابتل‬ ‫هي‪:‬‬ ‫‪ -2‬العبودية هلل تعالى‪ ،‬والطاعة الكاملة هلل‪ ،‬والتحرر من ذافة أشكال العبودية لغيره تعالى‪.‬‬ ‫‪ -3‬رضا هللا تعالى‪ ،‬وتطبيق القيم والمبادئ واألخالق اإلسالمية في التعامل مع الناس‪.‬‬ ‫‪ -4‬مسؤولية اإلنسان أمام هللا تعالى‪ ،‬فاهلل تعالى يراقبه‪ ،‬ويعلم ما في نفسه‪ ،‬وهو مسؤول أمامه عن سلوذه‬ ‫وأعماله‪.‬‬ ‫‪ -‬أنواع الحريل‪:‬‬ ‫حرص الدين اإلسالمي على تحقيق الحرية لإلنسان‪ ،‬ألنها أهم القيم اإلنسانية‪ ،‬فهي فطرة هللا التي فطر الناس‬ ‫عليها‪ ،‬وهي شرط مهم لتحقيق اإلرادة‪ ،‬ألن اإلرادة ال تتحقق إال في جو الحرية الكاملة الواعية‪.‬‬ ‫وتنقسم الحرية في اإلسالم إلى أنواع‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬حريل التفكير‪:‬‬ ‫تعريف التفكير‪:‬‬ ‫هو النشان العقلي الهاوف‪ ،‬والواعي‪ ،‬والمنظم‪ ،‬والمرح‪ ،‬لتفسير الظواهر باستخ او المالحظل ال قيقل‪،‬‬ ‫ووضع الفرضياا‪ ،‬واجراء التجارب‪ ،‬للتوصل إلى القواني والنظرياا‪ ،‬والتوصل إلى حلول ثابتل للمشكالا‪.‬‬ ‫حرية التفكير هبة من هللا تعالى لإلنسان‪ ،‬وحق من حقوقه‪ ،‬وهو خطوة سابقة للعمل‪ ،‬وعملية مستمرة لتحقيق‬ ‫عملية التطور والتقدم‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫جعل اإلسالم التفكير واجباً من واجبات اإلنسان‪ ،‬ودعاه إلى التفكير وهعمال العقل في مجاالت العلم والمعرفة‬ ‫وموا هلل َم ْثَنى َوُفَرَاوط ثُم َت َت َفكُروا) قسورة سبآ ‪ ،‬اآلية‬ ‫المختلفة‪.‬قال تعالى‪ُ ( :‬ا ْل إن َما أَعظُ ُك ْم ب َواح َ ٍة ۖ أ ْ‬ ‫َح َتُق ُ‬ ‫‪.]46‬‬ ‫خلق هللا تعالى لإلنسان عقالً وبص اًر وسمعاً‪ ،‬وأعطاه ملكات‪ ،‬ودعاه إلى أن التفكير بنفسه والعالم المحيط به‪.‬‬ ‫اح مم ُخل َق)‪.‬قسورة الطارق‪ ،‬اآلية ‪.]75‬وقال تعالى‪ُ ( :‬ال اْن ُ‬ ‫ظُروا َما َذا في الس َم َاواا‬ ‫ظر ْاإل ْن َس ُ‬ ‫قال تعالى‪َ (:‬فْلَيْن ُ‬ ‫َو ْاألَْرض)‪.‬قسورة يونس‪ ،‬اآلية ‪.]1٠1‬إنها دعوة إلى الحكمة والعلم وتشغيل العقل ‪.‬‬ ‫انطالقاً من حرص اإلسالم على حرية التفكير أكد على ضرورة أن يكون االعتقاد بالدين الحنيف بالتفكير‬ ‫وهعمال العقل‪ ،‬ألن العقيدة ما عقد عليه العقل والقلب عن طريق الجزم‪ ،‬وألنها اقتناع داخلي وعمل باطني‪.‬‬ ‫اه في ال ب ۖ َا ْ َتَقي َ الر ْش ُ م َ اْل َغي)‪[.‬سورة البقرة‪ ،‬اآلال ‪.]256‬وقال عز وجل‪َ ( :‬وَل ْو‬ ‫قال تعالى‪ َ(:‬إ ْكَر َ‬ ‫يعا ۖ أَ َفأَْن َت ُت ْكرُه الن َ‬ ‫اس َحتى َا ُكوُنوا ُم ْامني َ )‪[.‬سورة بونس ‪ ،‬اآلال‬ ‫اء َرب َك َآل َم َ َم ْ في ْاألَْرض ُكل ُه ْم َجم ً‬ ‫َش َ‬ ‫‪.]99‬‬ ‫إذاً‪ ،‬حتى الهداية يجب أن تكون بتشغيل العقل وبالدليل والحجة‪ ،‬لهلك على اإلنسان أن يبهل الجهد ويعمل‬ ‫بحرية حتى يطور نفسه ومجتمعه واإلنسانية ذلها‪.‬‬ ‫يحترم اإلسالم العقل والعقالء‪ ،‬وجعل التفكير بالقضايا الكبيرة في األمة من مهمة العلماء‪ ،‬وأهل االختصاص‪،‬‬ ‫ال لعامة الناس‪ ،‬ألن التفكير المطلوب هو التفكير الهي يخدم الصالت العام‪.‬‬ ‫‪ -2‬حريل القول (حريل التعقير)‪:‬‬ ‫تعريف حريل القول‪:‬‬ ‫هي حق إب اء الرأي والترشيح لشغل المناصب السياسيل‪ ،‬وإوارة شاوح ال ولل والمجتمع‪ ،‬وحق ا نتخاب‪،‬‬ ‫وحق النق القناء‪ ،‬وتق ام النصح للحكاو ‪.‬‬ ‫تتضمن حرية القول الحرية السياسية انطالقاً ألن اإلسالم يحب على الشورد في شؤون السياسة والحكم‪.‬وقال‬ ‫ورط َب ْيَن ُه ْم)‪[.‬سورة‬ ‫َمُرُه ْم ُش َ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬و َشاوْرُه ْم في ْاأل َْمر)‪[.‬سورة آل عمراح‪ ،‬اآلال ‪ ،]159‬وقال عز وجل‪َ ( :‬وأ ْ‬ ‫الشورط‪ ،‬اآلال ‪.]38‬وذان رسول هللا‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬يشاور أصحابه في القضايا التي تهم الدولة‬ ‫‪23‬‬ ‫والمجتمع اإلسالمي‪ ،‬السيما ما يتصل منها بالحروب مع العدو‪ ،‬بالر م من أن هللا تعالى أ ناه عن رأيهم‬ ‫بالوحي‪.‬‬ ‫فالغاية من الشورد السعي وراء الحق وعدم االستبداد بالرأي‪ ،‬وقد تكرس هها الحق في عهد الدولة اإلسالمية‬ ‫في العصر الراشدي‪.‬‬ ‫أعطى اإلسالم حرية التعبير‪ ،‬وضبطها بضوابط عدم إيهاء اآلخرين‪ ،‬فمن حق اإلنسان المسلم أن يعبر عن‬ ‫رأيه ووجهة نتره فيضوء األخالق والقيم والمصالت العامة‪ ،‬والنتام العام للدولة‪.‬‬ ‫‪ -3‬حريل التملك وكسب الرزق‪:‬‬ ‫‪ -‬تعريف الملكيل‪:‬‬ ‫هي حيازة اإلنساح األشياء ووح غيره‪ ،‬وتخويله شرعاً با نتفاع منها‪ ،‬والتصرف بها وح ه‪ ،‬استثما اًر‪ ،‬وبيع ًا‪،‬‬ ‫اء‪ ،‬وتوريثاً‪.‬‬ ‫وشر ً‬ ‫‪ -‬الملكيل الخاصل في اإلسالو‪:‬‬ ‫شجع اإلسالم على العمل وذسب الرزق‪ ،‬وجعل الملكية الخاصة حقاً للمسلم‪ ،‬ونعم ًة للرجل الصالت الهي‬ ‫يتصرف بالمال في طاعة هللا تعالى وخدمة األمة‪.‬لكنه وضع لها ضوابط وأكد على ضرورة التوفيق بين‬ ‫المصلحة العامة والخاصة‪.‬‬ ‫اإلسالم من الملكية وذسب الرزق من ذون المال عصب الحياة‪ ،‬إذ جعل الحصول على المال‬ ‫ينبع موق‬ ‫الحالل عبادة‪ ،‬وأكد أن المال وسيلة ال اية‪.‬‬ ‫يعود السبب في تشريع اإلسالم لحرية التملك وذسب الرزق‪ ،‬وجعلها حقاً من حقوق اإلنسان المسلم وحرياته‪،‬‬ ‫إلى أن اإلنسان يحب التملك بالفطرة التي تشكل دافعاً قوياً للعمل وذسب المال ‪.‬‬ ‫‪ -‬الملكيل العامل وتنظيم العالااا بينها وبي الملكيل الخاصل‪:‬‬ ‫‪ -‬تعريف الملكيل العامل‪:‬‬ ‫هي حيازة ال ولل للماسساا والمشاريع والمرافق العامل‪ ،‬وتكوح ملكاً للمجتمع كله‪ ،‬وتوظف في خ مل‬ ‫أبنائه (المعامل‪ ،‬المصانع‪ ،‬األنهار‪ ،‬الطرق‪ ،‬الجسور‪ ،‬المراعي‪ ،‬أراضي الوقف ‪.)......‬‬ ‫‪24‬‬ ‫نت اًر ألهمية الملكية العامة بالنسبة للدولة والمجتمع‪ ،‬فقد حرص اإلسالم على حمايتها ونتم العالقة بينها‬ ‫وبين الملكية الخاصة من خالل جملة من القيود والضوابط المباشرة و ير المباشرة‪.‬‬ ‫‪ -1‬القيوو والضوابط المباشرة‪:‬‬ ‫‪ -1‬جواز تحديد الملكية بحد أقصى ضماناً لتطبيق العدالة في توزيع الثروة‪.‬‬ ‫‪ -2‬محاربة االحتكار وتحريمه‪ ،‬ألنه يؤدي إلى زيادة األسعار وظلم الناس‪.‬‬ ‫‪ -3‬إلزام المالك باستثمار ملكه‪ ،‬ألن فيه فائدة له ولألمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬القيوو والضوابط غير المباشرة‪:‬‬ ‫‪ -1‬االعتدال في اإلنفاق وتحريم التبهير‪ ،‬والبخل‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحريم ذنز األموال‪ ،‬وترك اإلنفاق في سبيل هللا تعالى‪.‬‬ ‫‪ -3‬تحريم امتالك األشياء الضارة‪( ،‬األموال المحرمة‪ ،‬الخمر‪ ،‬الميتة‪ ،‬الخنزير)‪.‬‬ ‫الزذاة باعتبارها تؤخه من أموال خاصة‪ ،‬وتصبت عامة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬فر‬ ‫‪-3‬الع ل‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الع ل‪:‬‬ ‫ب‪ -‬تعريف الع ل‪ :‬هو المماثلل والمساواة‪ ،‬وإعطاء كل ذي حق حقه‪ ،‬وفق التشريع‪ ،‬وأح امتلك اإلنساح‬ ‫م الحق مثلما امتلك األخر م الحق‪ ،‬وأح امتلك م القوة مثلما امتلك اآلخر م القوة‪.‬‬ ‫يعد العدل من أهم القيم التي جاء بها الدين اإلسالمي‪ ،‬وأمر بتطبيقها‪ ،‬فهو قيمة إلهية‪ ،‬يجب على اإلنسان‬ ‫أن يأخه بها‪ ،‬وأن توجه سلوذه قوالً وعمالً‪.‬‬ ‫يتحقق العدل في اإلسالم على مستويين‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫‪-1‬الع ل اإللهي‪:‬‬ ‫العدل صفة من صفات اله تعالى‪ ،‬ويتحقق في‪:‬‬ ‫‪ -1‬ع ل هللا تعالى في الت بير‪:‬‬ ‫‪25‬‬ ‫عدل هللا تعالى في تدبير أمر خلقه‪ ،‬بما في ذلك تقسيم األرزاق بينهم‪ ،‬وما على اإلنسان إال أن يسعى‪،‬‬ ‫وأن يتوذل على هللا تعالى‪ ،‬وأن ال يتواكل‪ ،‬فاهلل سبحانه وتعالى منزه عن التلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬ع ل هللا تعالى في التق بر‪:‬‬ ‫كل شيء من تقدير هللا تعالى‪ ،‬إال أفعال اإلنسان‪ ،‬فهو الهي يقدر أفعاله بنفسه‪ ،‬فقد ذرمه هللا تعالى‬ ‫بنعمة العقل واإلرادة‪ ،‬وبين له سواء السبيل‪ ،‬من هنا جاءت مسؤولية ذل إنسان عن أفعاله أمام هللا‬ ‫تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫‪ -3‬ع ل هللا تعالى في إرسال األنباء والرسل‪ ،‬ليكوا حجل هلل على خلقه‪:‬‬ ‫فكل نبي أو رسول جاء بعقيدة وشريعه‪ ،‬واكتملت العقائد بعقيدة التوحيد اإلسالمية واكتملت الشرائع‬ ‫بالشريعة اإلسالمية‪ ،‬فال جريمة إال بنو شرعي وال عقوبة إال بنو شرعي‪.‬‬ ‫وبهها يتكامل عدل هللا تعالى‪ ،‬مع العدل بين الناس‪.‬‬ ‫الع ل بي الناس‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫في الوقت الهي جعل هللا تعالى العدل قاعدة تعامله مع خلقه‪ ،‬خعله أيضاً قاعدة راسخة للتعامل بين‬ ‫الناس‪ ،‬وجعل حب العدل فطرة في النفس اإلنسانية‪.‬‬ ‫تتحدد متاهر تطبيق مبدأ العدل بين الناس‪ ،‬من خالل‪:‬‬ ‫‪ -1‬الع ل في الحكم والسياسل‪:‬‬ ‫جعل اإلسالم العدل أساس الملك‪ ،‬فبالعدل يدوم الحكم‪ ،‬وبالتلم والجور يدول‪.‬‬ ‫حالة‬ ‫فعلى الحاكم أن يدير شؤون الدولة والمجتمع بالعدل‪ ،‬وأن يرفع التلم عن الناس‪ ،‬وأن يفر‬ ‫من األمن واالستقرار‪ ،‬فيعمل الناس بإخالص‪،‬األمر الهي يؤدي إلى تطور المجتمع وتقدمه‪.‬‬ ‫‪-2‬الع ل في القضاء‪:‬‬ ‫يقوم العدل في اإلسالم على أساس الحق اإلنساني‪ ،‬بصرف النتر عن اللون أو العرق‪ ،‬أو اللغة‪ ،‬أو‬ ‫الدين‪ ،‬وجعله نتاماً شامالً للحياة‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫إذ يقتضي العدل في اإلسالم أن يكون جميع البشر متساوين أمام شرع هللا تعالى‪ ،‬الهي يعطي ذل‬ ‫ذي حق حقه‪ ،‬وأن يكونوا متساوين حتى في المعامالت اإلجرائية في المحاكم‪ ،‬ويجب أن يطبق العدل‬ ‫على جميع الناس‪.‬‬ ‫‪ -3‬الع ل في الحقوق والواجباا والمعامالا‪:‬‬ ‫العدل قيمة إلية راسخة‪ ،‬عبنيت عليها العالقات بين الناس‪ ،‬ويشمل العدل هنا إعطاء الحقوق وأداء‬ ‫الواجبات‪ ،‬وتحمل المسؤوليات‪.‬إذ ال حقوق من دون أداء والواجبات‪ ،‬وال أداء للواجبات من دون إعطاء‬ ‫الحقوق‪ ،‬فاعطاء الحقوق تترتب عل

Use Quizgecko on...
Browser
Browser