مقدمة في الثقافة الوطنية والمدنية الأردنية PDF

‫مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية‬ ‫تمهيد‪:‬‬ ‫ومقّومات لسّكّانه وللدول والكيانات التي نشأت على أرضه‪ ،‬وبالمقابل فرض‬...

‫مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية‬ ‫تمهيد‪:‬‬ ‫ومقّومات لسّكّانه وللدول والكيانات التي نشأت على أرضه‪ ،‬وبالمقابل فرض‬ ‫جغرافّي فريد‪ ،‬أسهم في توفير ميزات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن بموقع‬ ‫يتمتع‬ ‫ّ‬ ‫األردّن في التأثير على مالمح الشخصية‬ ‫تحديات واجهتها تلك الكيانات التي وجدت على األرض األردنية التي نعرفها اليوم‪.‬وقد أسهمت جغرافيا‬ ‫ّ‬ ‫لألردّن‪ ،‬وعلى خصائص سّكّانه واقتصاده ومالمحه العمرانية‪.‬‬ ‫الحضارية‬ ‫الجغرافي وحدوده السياســ ّية ومســاحة رقعته األرض ّية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لألردن‪ ،‬من خالل تحديد موقعه‬ ‫بأهم األبعــاد الجغراف ّية‬ ‫ويتناول هــذا الفصل التعريف ّ‬ ‫الضوء على الوحدات التضاريس ّية‬ ‫الجيوسياســي وسط إقليم يمتاز باالضطراب وعدم االســتقرار‪ ،‬ويلقي الفصل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردن‬ ‫ويســتعرض أهم ّية موقع‬ ‫ّ‬ ‫األردن المناخ ّية وانعكاســاتها على‬ ‫بأهم خصائص‬ ‫ويعرف الفصل ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردن وآثارها في اإلنســان والعمران والنشــاطات االقتصاد ّيــة‪ّ.‬‬ ‫األرض ّية في‬ ‫والتنوع الحيوي والطبيعي فيــه‪ ،‬وما تفرضه هذه الحقائق‬ ‫ّ‬ ‫النباتي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خصائــص المكان‪ ،‬من حيث‪ :‬الجفــاف‪ ،‬وتحدّ ي وفرة المياه‪ ،‬وتواضع غطائــه‬ ‫ّ‬ ‫األردن‬ ‫ّ‬ ‫لألردن وســماتها على ســكّانه من تحدّ يات مرتبطة بوحداته الطبيع ّية وتضاريســه وظروفه المناخ ّية‪.‬و ُيختتَم الفصل ببســط ثراء‬ ‫الجغراف ّية‬ ‫التاريخي باستعراض مختصر لنماذج من المدن والمواقع األردنية والحضارات التي تعاقبت عليها وآثارها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الحضاري وعمقه‬ ‫ّ‬ ‫أواًل‪ :‬الموقع الجغرافّيّ والحدود السياس ّّية‬ ‫ا‬ ‫ألّي دولة عن طبيعة المكان الذي يتشــّكّل داخل حدودها السياســ ّّية‪ ،‬وما يعطيه من منح ومــوارد وخصائص إيجاب ّّية أو ما‬ ‫الجغرافّي ّ‬ ‫ّ‬ ‫يع بـّر الموقع‬ ‫يفرضه من تحّدّ يات وانعكاســات سلب ّّية‪ ،‬إضافة إلى مدى إشــرافه على البحر ومناطق النفوذ وطبيعة جواره‪ ،‬وأهم ّّية ذلك من الناحية الجيوسياس ّّية‪.‬‬ ‫مقّومات الدولة الطبيع ّّية وما يترّتّب‬ ‫الجغرافّي من العناصر األساســ ّّية التي تحّدّ د أهم ّّية الدولة اســتراتيجًّيًا وخصائصها الطبيع ّّية‪ ،‬وهو من ّ‬ ‫ّ‬ ‫والموقع‬ ‫الجغرافّي صفة ثابتة‪ ،‬ولك ّّن قيمته السياســ ّّية واالستراتيج ّّية ُُعرضة للتغ ّّير بتغ ّّير ظروف‬ ‫ّ‬ ‫عليها من خصائص إيجاب ّّية أو ســلب ّّية‪ ،‬كما ُُي ََعّدّ موقع الدولة‬ ‫الدولة االقتصاد ّّية والسياس ّّية‪.‬‬ ‫شرقي ّ‬ ‫خط غرينتش‪.‬ولهذا الموقع‬ ‫ّ‬ ‫شمالي دائرة (خط) االستواء‪ ،‬وبين خ ّطي طول (‪)39° - 34°‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردن بين دائرتي عرض (‪)33° - 29°‬‬ ‫فلك ًّيا‪ ،‬يقع‬ ‫الفلكي تأثير مباشر في خصائص المناخ وما يرتبط بها من ظواهر أخرى‪ ،‬س ُيشار إليها الح ًقا؛ فأقاليم العالم المناخ ّية تتحدّ د وف ًقا للدوائر العرض ّية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لألردن‪.‬‬ ‫·أستنتج أهمية الموقع الفلكي‬ ‫ّ‬ ‫لألردن في خصائص المناخ فيه‪.‬‬ ‫·أناقش أثر الموقع الفلكي‬ ‫العربّي‪ ،‬بين بق ّّية دول بالد الشام والعراق شمااًلا ودول شبه الجزيرة‬ ‫ّ‬ ‫الجغرافّي دول المشــرق‬ ‫ّ‬ ‫يتوّســط في موقعه‬ ‫ّ‬ ‫فاألردّن ّ‬ ‫أ ّّما من الناحية الجغراف ّّية‪،‬‬ ‫العربــّي والدول العرب ّّية األفريق ّّية؛ إذ تلتقي‬ ‫ّ‬ ‫المائّي الوحيد‪ ،‬نقطة اّتّصال بين دول المشــرق‬ ‫ّ‬ ‫ممّره‬ ‫العرب ّّية جنو ًًبا‪ ،‬كما ُُي ََعّدّ إشــرافه على خليج العقبة؛ ّ‬ ‫الغربّي‪ ،‬ومصر تم ّّثل ّبّوابة الدول العرب ّّية‬ ‫ّ‬ ‫الشرقّي لخليج العقبة مع حدود جمهور ّّية مصر العرب ّّية على الخليج من الجانب‬ ‫ّ‬ ‫حدوده المائ ّّية على الجانب‬ ‫الجغرافّي ُُي ََعّدّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن‬ ‫اآلســيوّي؛ بل لن يكون من المبالغة القول ّ‬ ‫إّن موقع‬ ‫ّ‬ ‫العربّي‬ ‫ّ‬ ‫تماّس لها مع الدول العرب ّّية في الجناح‬ ‫األفريقّي ونقطة ّ‬ ‫ّ‬ ‫في الجناح‬ ‫موق ًًعا متوســ ًًطا لدول العالم كما ُتُظهر ذلك في خريطة العالم السياس ّّية‪.‬ويلتقي بحدود بحر ّّية مع حدود جمهور ّّية مصر البحر ّّية في خليج العقبة في‬ ‫الغربّي من أراضيه (كما سبقت اإلشارة إليه)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الجنوبّي‬ ‫ّ‬ ‫الجزء‬ ‫‪9‬‬  ‫الجغرافّي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫موقع المملكة األردنية الهاشم ّّية‬ ‫الجغرافّي المم ّّيز وما له من أصالة أكســبته أهم ّّية بالغة بوصفه حلقة وصل بين األقطــار على مدى التاريخ‪ ،‬وهو موقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن هذا الموقع‬ ‫ويــرث‬ ‫الفعلّي ومن موارده؛ فقد كان ‪-‬وال يزال‪ -‬حلقة وصل إقليم ّّية لتجارة العبور العرب ّّية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫باألردّن أكبر من حجمه‬ ‫متوّسط يجعل الّدّ ور المنوط‬ ‫ّ‬ ‫طول الحدود األردنية‪:‬‬ ‫كيلومترا‪ ،‬تتشارك‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫األردن بنســبة جوار عالية مع الدول العربية‪ ،‬ويبلغ طول الحدود األردنية الحال ّية (‪)1635‬‬ ‫يتمتّع‬ ‫كيلومترا مع الجمهورية العرب ّية السور ّية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كيلومترا مع المملكة العرب ّية السعود ّية‪ ،‬وبـ (‪)375‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫األردن بـ (‪)744‬‬ ‫فيها‬ ‫كيلومترا مع‬ ‫ً‬ ‫كيلومترا مع فلســطين التاريخ ّيــة؛ منها (‪)97‬‬ ‫ً‬ ‫كيلومترا مع جمهور ّية العراق‪ ،‬وبـ (‪)335‬‬ ‫ً‬ ‫وبـــ (‪)181‬‬ ‫كيلومترا مع الخط األخضر ‪( 1948‬األراضي الفلسطين ّية المحت ّلة)‪ ،‬كما يبلغ طول الحدود‬ ‫ً‬ ‫الضفة الغرب ّية و (‪)238‬‬ ‫كيلومترا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫األردنية البحر ّية على خليج العقبة (‪)26‬‬ ‫ّ‬ ‫األردّن بالنســبة إلــى مســاحته إلــى زيــادة األعبــاء االقتصاد ي ـّة الالزمــة لتوفيــر البنيــة التحت يـّة والخدمــات‪ ،‬مثــل‪:‬‬ ‫ويــؤدي طــول حــدود‬ ‫المــواصالت والكهربــاء والمــاء‪ ،‬واعتمــاد اســتراتيج ّّية خا ص ـّة فــي الدفــاع العســكري وتكاليــف تأميــن الحــدود ضــّدّ التهريــب واإلدخــال غيــر‬ ‫للسـّلع أو للمــخّدّ رات‪.‬‬ ‫المــشروع ـ‬ ‫‪10‬‬ ‫مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية‬ ‫الجغرافّي وحدوده السياس ّّية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األردّن‬ ‫ّ‬ ‫موقع‬ ‫ّ‬ ‫األردن المرتبة الخامسة‬ ‫ّ‬ ‫األردن (‪)89,342‬كم‪ ،²‬و ُت َعدّ بذلك دولة متوسطة المســاحة وفق التصنيف العالمي لمساحة الدول‪ ،‬ويحتل‬ ‫وتبلغ مســاحة‬ ‫أن المساحة الكبيرة للدول تعطيها ميزات سياس ّية وعم ًقا استراتيج ًّيا واحتمال ّية أكبر لوفرة الثروات‬ ‫شك في ّ‬ ‫عشرة بين الدول العربية في المساحة‪.‬وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردن به‪.‬‬ ‫والخامات المعدن ّية والموارد األرض ّية‪ ،‬التي تسهم في قوة الدولة اقتصاد ًّيا وسياس ًّيا‪ ،‬وهو ما ال يتمتع‬ ‫ّ‬ ‫األردن على األمان والبقاء من خالل‬ ‫ّ‬ ‫األردن من منظور (سياسات الدول الصغيرة) من خالل عدة جوانب رئيسة؛ إذ يركّز‬ ‫ويمكن النظر إلى سياســة‬ ‫مستقر‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫عقد تحالفات قوية مع دول أكبر‪ ،‬مثل الواليات المتحدة ودول الخليج؛ لضمان األمن واالســتقرار السياسي واالقتصادي في إقليم غير‬ ‫ّ‬ ‫األردن بشــكل كبير على المساعدات االقتصادية الدولية واالستثمارات األجنبية لدعم اقتصاده‪،‬‬ ‫سيما مع محدودية موارده االقتصادية‪.‬كما يعتمد‬ ‫ّ‬ ‫األردن كذلك سياســة خارجية حذرة ومتوازنة؛ للحفاظ على عالقات جيدة مع الدول‬ ‫مركزا تجار ًّيا في المنطقة‪.‬ويتبع‬ ‫باإلضافــة إلى دوره بوصفه ً‬ ‫التنوع اإلثني‬ ‫أيضا على سياســات داخلية شــاملة لضمان االســتقرار السياسي في ظل ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردن ً‬ ‫الغربية والعربية وتجنّب النزاعات اإلقليمية‪.‬ويعتمد‬ ‫ّ‬ ‫األردن مرونة في التعامل مع‬ ‫وأخيرا‪ُ ،‬يظهــر‬ ‫ً‬ ‫والدينــي وقضايا الالجئين؛ مما يضمن مشــاركة مختلف الفئات في الحياة السياســية واالجتماعية‪.‬‬ ‫األزمات اإلقليمية والدولية‪ ،‬مما يمكّنه من التك ّيف مع التغيرات السريعة في البيئة السياسية واالقتصادية‪.‬‬ ‫‪11‬‬  ‫قضية للنقاش‪:‬‬ ‫أعباء اقتصادية وأمنية متعددة‪ ،‬ويفرض بعض القيود على سياساته الداخلية‬ ‫األردن وطول حدوده السياسية ِ‬ ‫وصغَر مساحته‬ ‫ّ‬ ‫يفرض شكل‬ ‫ً‬ ‫والخارجية‪ ،‬أحدّ د بعض هذه اآلثار‪.‬‬ ‫لألردّن (نعمة أم نقمة)‬ ‫ّ‬ ‫ثانًيً ا‪ :‬الجغرافيا السياسية‬ ‫مركًزا‬ ‫ّ‬ ‫لألردّن إيجابًّيّا من خالل عدة جوانب؛ فهو يتوســط ثالث قارات (آســيا‪ ،‬وأفريقيا‪ ،‬وأوروبا)‪ ،‬مما يجعله ً‬ ‫يمكن النظر إلى الموقع الجغرافي‬ ‫دوًرا فاعاًلا في الشــؤون‬ ‫اســتراتيجًّيًا للنقل والتجــارة اإلقليمية والدولية‪ ،‬وهذا بدوره يعزز اقتصاده ويزيد االســتثمارات األجنبية فيه‪ ،‬كما يتيح له ً‬ ‫ّ‬ ‫األردّن موارد‬ ‫السياسية والدبلوماسية في الشــرق األوسط؛ بفضل عالقاته الجيدة مع العديد من الدول العربية والغربية‪.‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمتلك‬ ‫ّ‬ ‫األردّن من أكبر الدول المنتجة والمصدرة لها على مستوى العالم‪.‬‬ ‫طبيعية مهمة مثل الفوسفات والبوتاس‪ ،‬التي ُُي ََعّدّ‬ ‫األردن‪ ،‬حيث يمتلك البلد احتياطيات تقدَّ ر بحوالي (‪ )1.5‬مليار طن‪.‬يتم استخراج‬ ‫ّ‬ ‫ُي َعدّ الفوسفات من الموارد االستراتيجية الرئيسة في‬ ‫رئيسا للصادرات األردنية إلى‬ ‫مصدرا ً‬ ‫ً‬ ‫حوالي (‪ )7‬ماليين طن من الفوسفات سنو ًّيا‪ ،‬مما يجعله من أكبر المنتجين عالم ًّيا‪ُ.‬ت َعدّ الفوسفات‬ ‫أســواق عالمية متعددة‪ ،‬مثل‪ :‬الهند‪ ،‬والصين‪ ،‬والواليات المتحدة‪ ،‬واالتحاد األوروبي؛ مما يسهم في تعزيز االقتصاد الوطني‪ ،‬وتشغيل‬ ‫العمالة‪ ،‬وتحفيز االستثمارات في الصناعات التحويلية المرتبطة بالفوسفات‪ ،‬مثل‪ :‬صناعة األسمدة‪ ،‬والمواد الكيميائية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األردن العديد من المواقع الســياحية المهمة‪ ،‬مثــل‪ :‬البحر الميت‪ ،‬والبتــرا‪ ،‬والمواقع األثرية في جرش وعمــان وأم قيس‪ ،‬والقصور‬ ‫كما يضــم‬ ‫الصحراوية‪ ،‬وأم الجمال‪ ،‬وعجلون‪ ،‬وقلعة الكرك‪ ،‬التي خ ّلفتها الحضارات السابقة التي تعاقبت على األرض األردنية‪ ،‬و ُت َعدّ وجهة سياحية عالمية؛‬ ‫ّ‬ ‫لألردن فرصــة لتنمية قطاعات متعددة‪ ،‬مثل‪ :‬الســياحة‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والطاقة‬ ‫التنــوع الطبيعي والجغرافي‬ ‫ّ‬ ‫مما يعزز قطاع الســياحة األردني‪.‬ويمنح‬ ‫المتجددة‪ ،‬وخاصة الطاقة الشمسية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األردن لعام ‪ 2023‬نحو (‪ )3320‬منشــأة‪ ،‬ويعمل في القطاع السياحي أكثر من (‪)54‬‬ ‫إحصائيات ســياحية‪ :‬بلغ عدد المنشــآت السياحية في‬ ‫ّ‬ ‫األردن أكثر من (‪ )3.6‬ماليين سائح دولي عام ‪.2023‬‬ ‫ألف عامل‪ ،‬وبلغ حجم الدخل السياحي أكثر من (‪ )3.5‬مليارات دينار أردني‪ ،‬واستقبل‬ ‫األردّن السياسـ ّّية عــن مشــكلة كبــرى‪ ،‬وهــي‪ :‬مواجهتــه المباشــرة مــع الكيــان المحتـ ّـّل لألراضــي الفلســطين ّّية‬ ‫ّ‬ ‫ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬تنبــئ خريطــة‬ ‫ّ‬ ‫األردّن بتحدياتــه االقتصاد ي ـّة مــن جهــة‬ ‫ـكرّي غيــر المتكافــئ بيــن‬ ‫بأطــول حــدود لدولــة عرب يـّة مــع هــذا الكيــان‪.‬وفــي ضــوء الــوزن العسـ ّ‬ ‫ودولــة الكيــان المدعومــة اقتصاد ي ــا وعســكرًّيّ ا وسياسـًّيًا مــن الــدول الغرب يــة وعلــى رأســها الواليــات المتحــدة األمريك يــة والمملكــة المتحــدة‬ ‫ّ‬ ‫األردّن نفقــات دفــاع تفــوق طاقتــه بأكثــر مــن نصــف اإلنفــاق العــام لعقــود؛ األمــر‬ ‫ومعظــم الــدول األوروب يــة مــن جهــة ثانيــة‪ ،‬فقــد تح م ـّل‬ ‫‪12‬‬ ‫مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية‬ ‫ـّي ومواجهتــه المباشــرة‬ ‫ّ‬ ‫األردّن الجيوسياسـ ّ‬ ‫الــذي انعكــس ســل ًًبا علــى خطــط التنميــة االقتصاد ي ــة التــي تحتــاج إليهــا الدولــة‪.‬وألهميــة موقــع‬ ‫وتحّملــه أعبــاء اســتضافة الالجئيــن عبــر تاريــخ النضــال العربــي‬ ‫ّ‬ ‫مــع دولــة الكيــان ورعايتــه المقدســات اإلسالم يــة والمســيح ّّية فــي القــدس‬ ‫اإلســرائيلي كان لزا م ـًا علــى الــدول العرب يــة دعمــه اقتصاد ي ــا وماد ي ــا‪ ،‬بوصــف ذلــك نو ع ـًا مــن الواجــب القومــي‪.‬‬ ‫الّصراع العربي اإلسرائيلي‪ ،‬وما‬ ‫ّ‬ ‫األردّن بهذا الموقع االســتراتيجي أهم ّّية كبرى في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬من خالل القرب الجغرافي من ّ‬ ‫ويشــّكّل‬ ‫والتحّوالت االســتراتيج ّّية واألزمات اإلقليم ّّية والدول ّّية التي تؤ ّّثر في‬ ‫ّ‬ ‫يســّمى بدول الطوق‪ ،‬واألحداث في العراق وســور ّّية‪.‬وتنعكس المتغ ّّيرات‬ ‫ّ‬ ‫األردّن الجيوسياسي‪ ،‬كما تؤ ّّثر في رسم سياساته الداخل ّّية والخارج ّّية بالتوازي مع الموروث الثقيل من القضايا‬ ‫ّ‬ ‫المنطقة بصورة مباشــرة على موقع‬ ‫والمل ّّفات التاريخ ّّية والحضار ّّية المصاحبة لها منذ القدم‪ ،‬وفي أولوياتها القض ّّية الفلسطين ّّية‪.‬‬ ‫الحلول المقترحة‬ ‫التحدي‬ ‫ّ‬ ‫األردن بأطول حــدود لدولة‬ ‫·اشــتراك‬ ‫ّ‬ ‫المحتــل لألراضي‬ ‫عربية مــع الكيان‬ ‫الفلسطين ّية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األردن في منطقة مضطربة ومتأزمة في دفعه فاتورة أمن ّية وكلفة باهظة الثمن؛ فعلى حدوده الشمال ّية األزمة السور ّية والحرب الدائرة‬ ‫وقد أسهم وقوع‬ ‫وتحمله األعباء االقتصاد ّية واالجتماع ّية المترتّبة على اســتضافة الالجئين الســوريين بحكم الحدود والقرب الجغرافي‪ ،‬أما‬ ‫ّ‬ ‫هناك منذ عام ‪2011‬م‪،‬‬ ‫والضم واحتالل األراضي‪.‬‬ ‫والتوسع ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫محتل ال تزال تشغله الجغرافيا من زاوية الهيمنة‬ ‫من الغرب فأطول حدود مع كيان‬ ‫ّ‬ ‫األردن‬ ‫ّ‬ ‫األردن‪ ،‬فقد أ ّدت العديد من حركات الهجرة من‬ ‫المقومات التي فرضتها الجغرافيا السياســ ّية على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردن الديموغراف ّية إحدى‬ ‫و ُت َعدّ تركيبة‬ ‫ّ‬ ‫األردن في تقاطع طرق بين منطقتين‬ ‫رئيسا في تشكيل هيكل الدولة الديموغرافي واالقتصادي والسياسي‪.‬ويعزى ذلك إلى وجود‬ ‫دورا ً‬ ‫وإليه وعبره ً‬ ‫وأخيرا من سور ّية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من مناطق عدم االســتقرار والنزاعات الطويلة؛ مما جعله وجهة للعديد من موجات الهجرة القسر ّية من فلسطين ولبنان والعراق‬ ‫األردن بحكم موقعــه الجغرافي ّ‬ ‫بكل الحروب التي خاضها العرب مع إســرائيل‪ ،‬والحرب األهل ّية في لبنــان‪ ،‬والغزو العراقي للكويت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فقــد تأ ّثر‬ ‫ّ‬ ‫األردن‪.‬‬ ‫والحرب األميرك ّية على العراق‪ ،‬وتداعيات الربيع العربي التي أ ّدت بمجملها إلى حصول موجات تهجير كبيرة لالجئين إلى‬ ‫وقد عملت الجغرافيا السياســ ّّية األردنية على ََخ ْْلق عالقة عضو ّّية مع المســألة الفلســطين ّّية‪ ،‬وجعلت منها جز ًًءا من حــزام األمن العربي المواجه‬ ‫إلسرائيل‪ ،‬ثم لفتت إليها أنظار الدول الكبرى‪ ،‬وتحديًدً ا الواليات المتحدة األمريكية وروسيا‪ ،‬وهذا األمر جعلها طر ًًفا في ّ‬ ‫أّي مشروع لتسوية القض ّّية‬ ‫الَحظ‬ ‫الّصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬وعليه؛ ّ‬ ‫فإّن واقع الجغرافيا األردنية جعل األردن دولة مواجهة‪ ،‬وهذا يفاقم تحدياته األمن ّّية؛ إذ ُُي َ‬ ‫الفلســطين ّّية ّ‬ ‫وحّل ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن األمن ّّية مع جيرانه باالعتدال والتوازن‪.‬‬ ‫اّتّسام سياسات‬ ‫أن الموقع من األرض المحت ّلة ومن القض ّية الفلســطين ّية ومشــكلة الالجئين والتحديات االقتصاد ّية تفرض قيو ًدا على القرارات‬ ‫شــك فيه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومما ال‬ ‫ديموغرافي‬ ‫ّ‬ ‫عسكري دائم وواقع‬ ‫ّ‬ ‫جيوسياسي مضطرب وحالة دفاع‬ ‫ّ‬ ‫كاألردن في ّ‬ ‫ظل واقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردن؛ فالقرارات التي تتّخذها دولة‬ ‫السياس ّية التي يتّخذها‬ ‫داخلي يفرض تحدّ ياته االقتصاد ّية واالجتماع ّية والسياس ّية ليست مكافئة لقرارات تتّخذها دولة تبعد آالف األميال عن المواجهة المباشرة مع الكيان‬ ‫ّ‬ ‫واالقتصادي المشار إليه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والديموغرافي‬ ‫ّ‬ ‫السياسي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المحتل وال تعاني الواقع‬ ‫‪13‬‬ ‫نمّوه لُتُكَتَب‬ ‫يستمّر ّ‬ ‫ّ‬ ‫حّي ينبغي أن‬ ‫عضوّي ّ‬ ‫ّ‬ ‫المستقّرة في الجغراف ّّية السياس ّّية وعلم الجيوبولتيك مبادئ راتزل التي تفيد بأن (الدولة كائن‬ ‫ّ‬ ‫ومن المبادئ‬ ‫تدهوُر الدولة وفناؤها)‪.‬وهي مبادئ تتش ّّبث بها دولة الكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫النمّو وتو ّّقف كان معنى ذلك‬ ‫له الحياة‪ ،‬فإذا تع ّّثر ّ‬ ‫علم الجيوبوليتك (‪ :)Geopolitics‬هو العلم الذي يدرس تأثير الجغرافيا (الطبيعية والبشــرية) على السياسة والعالقات الدولية‪.‬يركّز هذا‬ ‫العلم على كيفية تأثير الموقع الجغرافي‪ ،‬والموارد الطبيعية‪ ،‬والمســاحات األرضية والبحرية‪ ،‬والعوامل الديموغرافية‪ ،‬والمناخ‪ ،‬والتضاريس‬ ‫على القرارات السياسية واالســتراتيجية للدول‪.‬و ُي َعدّ علم الجيوبوليتك أداة مهمة لفهم الديناميكيات السياسية الدولية والصراعات والتعاون‬ ‫بين الدول‪ ،‬وتحليلها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األردّن السياسـ ّّية باعتبــاره دولــة شــبه قار ي ــة؛ بطــول مفــرط لحــدوده البر ي ــة‬ ‫أشــرنا فــي مــا ســبق إلــى حقيقــة جغراف يــة أفصحــت عنهــا خريطــة‬ ‫(‪ )1635‬كيلومتـ ًـًرا‪ ،‬ومــا يقابلهــا مــن (‪ )26‬كيلومتـ ًـًرا فقــط كحــدود بحر ي ــة علــى خليــج العقبــة المفتــوح علــى البحــر األحمــر‪.‬ورغــم القصــر‬ ‫دوًرا حيو ي ــا فــي االقتصــاد األردنــي واقتصــاد بعــض الــدول المجــاورة‪ ،‬وقــد ازدادت‬ ‫الواضــح فــي طــول الحــدود البحر ي ــة فقــد أ ّّدت وتــؤدي ً‬ ‫ّ‬ ‫األردّن يســتخدم فيهــا موانــئ يافــا وحيفــا دون‬ ‫ـرّي الوحيــد بعــد احــتالل فلســطين التــي كان‬ ‫تلــك األهم يــة لخليــج العقبــة بوصفــه المنفــذ البحـ ّ‬ ‫حواجــز أو رســوم‪.‬وبعــد االعتمــاد علــى الترانزيــت عبــر األراضــي الســور ّّية واللبنان يـّة باســتخدام موانئهــا لمــّدّ ة مــن الزمــن قبــل حــدوث‬ ‫األردّن الوحيــد المطـ ّـّل علــى الميــاه المفتوحــة علــى فتــرات متباينــة لتلبيــة‬ ‫ّ‬ ‫بعــض الخالفــات السياس ـ ّّية‪ ،‬جــرى توســيع المينــاء وتطويــر ثغــر‬ ‫زيــادة الطلــب علــى االســتيراد والتصديــر وتجــارة الترانزيــت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫واألردّن والكيــان اإلســرائيلي‬ ‫مهــّم فــي الجغرافيــا السياســ ّّية بيــن دول مصــر والســعود ّّية‬ ‫ّ‬ ‫ومــن الناحيــة الجيوسياســ ّّية‪ ،‬لخليــج العقبــة دور‬ ‫المحتــل لألراضــي الفلســطينية؛ لقربــه مــن حقــول النفــط العرب يـّة‪ ،‬ووجــود مضائــق تيــران التــي أعطتــه أهم يـّة اســتراتيج ّّية؛ ّ‬ ‫ألّن الســيطرة‬ ‫علــى هــذه الممــرات يو ث ــر فــي حركــة المــرور فــي هــذا الخليــج‪ ،‬وقــد بــرزت تلــك األهم يــة مــن خالل ال ص ـّراع العربـ ّ‬ ‫ـّي اإلســرائيلي‪.‬و ُُيبــدي‬ ‫مح ّّللــون ّ‬ ‫تخّو ف ـًا كبيـ ًـًرا مــن إقــدام إســرائيل علــى شـ ّ‬ ‫ـّق قنــاة مائ يـّة جديــدة (قنــاة بــن غوريــون) تربــط مينــاء أشــدود علــى البحــر المتو س ـّط‬ ‫بحّر ي ـّة عبــر هــذه الميــاه‬ ‫بمينــاء إيالت علــى خليــج العقبــة‪ ،‬وتســتطيع الســفن التــي ستســتخدم هــذه القنــاة (إن جــرى إنشــاؤها) التحـ ّـّرك ّ‬ ‫الدول يــة‪ ،‬وهــو مــا يم ثــل خطـ ًـًرا بال غ ـًا علــى قنــاة الســويس المصر ي ــة التــي ســتفقد جــز ًًءا كبيـ ًـًرا مــن عمالئهــا وإيراداتهــا‪ ،‬خا ص ـّة فــي ظـ ّـّل مــا‬ ‫ممّريــن مائ ّّييــن بـداًلا مــن ممـ ّـّر‬ ‫ـتتفّوق فيهــا القنــاة الجديــدة (المحتملــة) علــى قنــاة الســويس‪ ،‬مــن مثــل احتوائهــا علــى ّ‬ ‫ُُيشــاع عــن ميــزات سـ ّ‬ ‫ـّوف‪ ،‬تغ يــر تبع يــة جــزر تيــران وصنافيــر مــن جمهور ي ــة مصــر العرب يــة إلــى المملكــة‬ ‫واحــد‪ ،‬كمــا فــي قنــاة الســويس‪.‬ويســهم فــي ذلــك التخـ ّ‬ ‫العرب يــة الســعود ّّية‪ ،‬وف ق ـًا التفاق يــة تعييــن الحــدود البحر ي ــة المشــتركة بيــن البلديــن فــي نيســان ‪ ،2016‬التــي جعلــت هــذه الميــاه أو جــز ًًءا كبيـ ًـًرا‬ ‫منهــا ميا ه ـًا دول يــة تســمح بالمالحــة الحـ ّـّرة دون تد خ ـّل ّ‬ ‫أّي طــرف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األردّن الجيوسياسـ ّّية دور فــي االنــزالق فــي منطقــة متو ت ــرة بســبب األزمــات العديــدة التــي شــهدتها بعــض دول الجــوار‪،‬‬ ‫وختا م ـًا‪ ،‬كان لعناصــر‬ ‫العربــّي اإلســرائيلي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بالّصــراع‬ ‫ّ‬ ‫األردّن ومصالحــه واســتقراره الداخلــي‪ ،‬بــد ًًءا ّ‬ ‫التــي كان لهــا تداعيــات مباشــرة وغيــر مباشــرة علــى أمــن‬ ‫ّ‬ ‫األردّن تاريخ ي ــا مــن أداء أدوار إقليم يــة مه م ـّة‪،‬‬ ‫ـروًرا باحــتالل العــراق‪ ،‬وانتهــا ًًء باألزمــة الســور ّّية القائمــة حتــى اآلن؛ فقــد مّكّنــت الجغرافيــا‬ ‫ومـ ً‬ ‫‪14‬‬ ‫مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية‬ ‫أدواًرا رئيســة علــى صانعــي القــرار‬ ‫ً‬ ‫الّرغــم مــن مســاحته الصغيــرة وإمكاناتــه المتواضعــة ومــوارده الطبيع يــة المحــدودة‪ ،‬بــل وفرضــت‬ ‫علــى ّ‬ ‫السياســي‪.‬وقــد أثبــت النظــام األردنــي قدرتــه علــى التفاعــل مــع الضغــوط المحل يـّة والعرب يـّة والدول يـّة ولــو نس ـبًّيًا‪ ،‬واســتيعاب المطالــب‬ ‫واالســتجابة لبعضهــا‪ ،‬والمحافظــة علــى بقــاء الدولــة األردنيــة ثابتــة وقو ي ــة تحــت قيــادة األســرة الهاشــم ّّية‪.‬ويلخــص الجــدول اآلتــي بع ض ـًا‬ ‫ّ‬ ‫لألردّن؛ إذ يمكــن النظــر إلــى الموقــع كنعمــة أو نقمــة‪.‬‬ ‫مــن إيجابيــات وســلبيات الموقــع الجيوسياســي‬ ‫لألردّن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الجدول (‪ :)1‬بعض القضايا اإليجابية والسلبية المرتبطة بالموقع الجيوسياسي‬ ‫السلبيات‬ ‫اإليجابيات‬ ‫الجانب‬ ‫·عرضة للصراعات اإلقليمية وعدم االستقرار‪.‬‬ ‫جســر بين آســيا وأفريقيا وأوروبا‪ :‬مركز‬ ‫ٌ‬ ‫·‬ ‫الموقع االستراتيجي‬ ‫·االعتماد الكبير على التعــاون اإلقليمي ألجل طرق‬ ‫للتجارة والتبادل الثقافي‪.‬‬ ‫التجارة واالستقرار االقتصادي‪.‬‬ ‫يســهل طرق‬ ‫ّ‬ ‫·الوصول إلى البحر األحمر‪:‬‬ ‫التجارة البحرية‪.‬‬ ‫·الضغط للحفــاظ على عالقات متوازنــة مع القوى‬ ‫·استقرار نسبي في منطقة متق ّلبة‪.‬‬ ‫االستقرار السياسي‬ ‫اإلقليمية والعالمية المتصارعة‪.‬‬ ‫·شريك موثوق إقليم ًّيا ودول ًّيا‪.‬‬ ‫·تحديات داخليــة ناتجة عن الضغــوط االقتصادية‬ ‫وتد ّفق الالجئين‪.‬‬ ‫·عالقات متوتّرة مع بعض الجيــران تؤثر في التجارة‬ ‫·عالقات سلمية مع معظم الدول المجاورة‪.‬‬ ‫العالقات الدبلوماسية‬ ‫واألمن‪.‬‬ ‫·محدودية الموارد الطبيعية‪ ،‬مما يتطلب االعتماد على‬ ‫·جــذب االســتثمارات األجنبيــة بفضل‬ ‫الفرص االقتصادية‬ ‫الواردات‪.‬‬ ‫االستقرار‪.‬‬ ‫·تحديات اقتصادية ناتجة عن عدم االستقرار السياسي‬ ‫·إمكانيات سياحية بفضل المواقع التاريخية‬ ‫في الدول المجاورة‪.‬‬ ‫والثقافية‪.‬‬ ‫المتطرفــة والصراعات‬ ‫ّ‬ ‫·تهديــدات من الجماعــات‬ ‫·جهاز أمني قوي‪.‬‬ ‫األمن‬ ‫اإلقليمية‪.‬‬ ‫·المشــاركة الفاعلــة في مبــادرات حفظ‬ ‫·تكاليــف أمنيــة مرتفعة تشــكل عب ًئا علــى الموارد‬ ‫السالم واألمن اإلقليمي‪.‬‬ ‫الوطنية؛ بســبب الوقوع في إقليم غير مستقر وبسبب‬ ‫طول الحدود‪.‬‬ ‫·الضغــط على المــوارد والبنية التحتيــة نتيجة تد ّفق‬ ‫·استضافة عدد كبير من الالجئين‪ ،‬مما ُيظهر‬ ‫الدور اإلنساني‬ ‫الالجئين‪.‬‬ ‫كبيرا‪.‬‬ ‫دورا إنسان ًّيا ً‬ ‫ً‬ ‫تعرض المواقع الثقافية والتاريخية للصراعات‬ ‫·خطر ّ‬ ‫·تراث ثقافي غني وأهمية تاريخية‪.‬‬ ‫الثقافة والتاريخ‬ ‫اإلقليمية‪.‬‬ ‫‪15‬‬  ‫قضية للنقاش‪:‬‬ ‫األردن االستراتيجي وأثره في رسم سياساته الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫موقع‬ ‫ً‬ ‫ثالًثا‪ :‬أشكال سطح األرض (التضاريس)‬ ‫األردّن‪ ،‬وبمرور الزمن أصبحت ُتُل ََفظ (أوردان)‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(األردّن) جوردان (‪ )Jordan‬من (جور) و(دان)‪ ،‬وهما الرافدان الشماليان لنهر‬ ‫بداية‪ ،‬تتأ ّّلف كلمة‬ ‫ّ‬ ‫لألردّن هو (يوردانيم)‬ ‫ّ‬ ‫(األردّن)‪ ،‬وهي كلمة تعني‪( :‬الشــّدّ ة والغلبة)‪.‬واالســم اإلغريقــي‬ ‫ّ‬ ‫و(أردّن)‪.‬وقــد أطلق العرب على هذه المنطقة اســم‬ ‫(‪ )Jordanem‬و(جوردن) (‪ ،)Jordan‬ومعناها‪ :‬المنحدر أو الســحيق‪.‬وهذه المعاني تشــير إلى طبيعة المنطقة من الناحية الجغرافية؛ إذ تّتّســم‬ ‫طبيعتها بالوعورة وشّدّ ة انحداراتها‪ ،‬كما سيرد تفصيله‪.‬‬ ‫األردن من الناحية الطبيعية‪ -‬بالرغم من مســاحته الصغيرة نسب ًّيا‪ -‬لوحة فسيفسائ ّية تعكس ّ‬ ‫تنو ًعا جيولوج ًّيا وتضاريس ًّيا ومناخ ًّيا؛ وما يرتبط بها‬ ‫ّ‬ ‫ُي َعدّ‬ ‫ً‬ ‫شــكاًل شــريط ًّيا من الشــمال إلى الجنوب؛ تتبلور من خاللها شخصيات‬ ‫تنوع حيوي ونباتي‪ ،‬يكاد يكون متطاب ًقا على هيئة أقاليم متمايزة تأخذ‬ ‫من ّ‬ ‫وتتجســد هذه الشخصيات اإلقليمية تضاريس ًّيا في ثالثة أقاليم طبيعية رئيســة‪ ،‬تبدأ بتصدّ ع غوري (األخدود األردني) يم ّثل الجزء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لألردن‪،‬‬ ‫إقليم ّية‬ ‫ً‬ ‫شمااًل إلى رأس خليج العقبة جنو ًبا لمسافة تقدّ ر‬ ‫ّ‬ ‫األردن‬ ‫مصب نهر اليرموك في نهر‬ ‫ّ‬ ‫الغربي من األراضي األردنية‪ ،‬ويمتدّ على شكل شريط ض ّيق من‬ ‫مترا دون‬ ‫ّ‬ ‫األردن والبحر الميت ووادي عربة‪ ،‬ويتراوح منســوب منطقــة األخدود ما بين (‪ً )437‬‬ ‫ليضم بذلك أراضي غور‬ ‫ّ‬ ‫كيلومترا؛‬ ‫ً‬ ‫بنحــو (‪) 370‬‬ ‫مستوى سطح البحر عند شاطئ البحر الم ّيت إلى منسوب (‪ً )220‬‬ ‫مترا فوق مستوى سطح البحر في منتصف وادي عربة‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬وتنحدر منها إلى الغور‬ ‫ّ‬ ‫األردن تقع سلســلة من المرتفعات الجبلية التي تمتدّ من الشمال إلى الجنوب ً‬ ‫وإلى الشــرق من األخدود الغوري في‬ ‫وتشوهها بفعل النحت المائي العنيف الذي ينحدر إلى‬ ‫ّ‬ ‫أودية مائ ّية دائمة الجريان أو أودية تفيض بمائها وقت المطر‪ ،‬أســهمت في تعقيد الطبوغرافيا‬ ‫الغور من جبال تربو ارتفاعاتها على (‪ )700‬متر في الشــمال إلى أكثر من (‪ )1700‬متر في الجنوب‪ّ.‬‬ ‫وتطل سلسلة المرتفعات الجبل ّية األردنية شر ًقا‬ ‫ّ‬ ‫األردن‪.‬‬ ‫األردن الشرق ّية والجنوب ّية يم ّثل ّ‬ ‫الصحراء األردنية‪ ،‬التي تشكّل نحو (‪ )80%‬من مساحة‬ ‫ّ‬ ‫على إقليم صحراوي يمتدّ إلى ما وراء حدود‬ ‫‪1.‬األخدود األردني‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫األردن جز ًءا من الصدع اآلســيوي ‪-‬األفريقي الذي يمتــدّ بطول يزيد على (‪)6000‬‬ ‫يم ّثــل األخــدود األردني (‪ )Jordan Rift Valley‬في غرب‬ ‫كيلومترا (كما سبقت اإلشارة إلى ذلك) من‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫األردن بطول (‪)370‬‬ ‫ً‬ ‫شــمااًل إلى ســواحل موزنبيق جنو ًبا‪.‬ويمتدّ وادي‬ ‫كيلومتر من بحر إيجة في تركيا‬ ‫ً‬ ‫شمااًل إلى نحو سبعة‬ ‫كيلومترا ويضيق عند نهايته‬ ‫ً‬ ‫شكاًل إهليج ًّيا؛ إذ يتّسع عرضه على ّ‬ ‫خط عرض أريحا إلى نحو (‪)35‬‬ ‫الشمال إلى الجنوب‪ ،‬ويأخذ ً‬ ‫كيلومترات‪ ،‬وفي الجنوب شمال العقبة يضيق لنحو خمسة كيلومترات فقط‪.‬‬ ‫تفسر نشأة األغوار بوجود مجموعة‬ ‫وقد تباينت وجهات نظر الباحثين في أسباب نشأة هذه الحفرة الصدع ّية‪ ،‬ما بين قائل بنظر ّية الحركة العمود ّية التي ّ‬ ‫ومتدرجة بحيث تؤدي مجموعة هذه‬ ‫ّ‬ ‫األردن في اتجاه شــمال ‪ -‬جنوب‪ ،‬أدى ّ‬ ‫كل صدع منها إلى عمل ّية خفض صغيرة‬ ‫ّ‬ ‫من الصدوع المتوازية لغور‬ ‫تحرك جزء‬ ‫صحة نظر ّية الحركة األفق ّية التي تقوم على أساس ّ‬ ‫عرف جيولوج ًّيا باسم األغوار‪ ،‬وما بين من يرى ّ‬ ‫الصدوع على جانبي االنهدام إلى ما ُي َ‬ ‫من األرض أفق ًّيا بالنســبة إلى جزء آخر ثابت‪ ،‬وما يحدث نتيجة لذلك من إزاحة جانبية بين نقطتين بينهما مســافة أفق ّية كانتا في األصل نقطة واحدة‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية‬ ‫تحرك هو وجزيرة العرب وســور ّية والعراق نحو‬ ‫ّ‬ ‫األردن قد ّ‬ ‫الصدع إلى األمــام أو الخلف‪ ،‬وتب ًعا لهذه النظر ّية ّ‬ ‫فإن‬ ‫وهــذه الحركة تكون على طول ّ‬ ‫الشــمال والشمال الشرقي بالنسبة إلى سيناء وفلسطين ولبنان وغرب سورية مسافة تقارب (‪ )107‬كيلومترات‪ ،‬بمعنى ّ‬ ‫أن الصفيحة العرب ّية اآلسيو ّية‬ ‫الغوري؛ وهي النظر ّية األكثر َق ً‬ ‫بواًل بين أوساط الجيولوجيين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الصدع‬ ‫ً‬ ‫شمااًل بالنسبة إلى صفيحة شبه جزيرة سيناء مخ ّلفة هذا ّ‬ ‫تحركت‬ ‫قد ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن في الشمال‪،‬‬ ‫وبالّرغم من تشــابه ال س ـّمات الجغراف ّّية العامة ألراضي األخدود األردني تظهر فيه ثالثة أقاليم فرع ّّية متمايزة؛ تتأ ّّلف من وادي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردن‪ ،‬الممتدّ ة من‬ ‫ّ‬ ‫األردن وهي المنطقة التي يجري فيها نهر‬ ‫وحوض البحر الم ّيت في الوســط‪ ،‬ووادي عربة في الجنوب‪ ،‬ففي الشمال يقع وادي‬ ‫ويتكون من ثالثة‬ ‫ّ‬ ‫كيلومترا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫األردن لنحو (‪)97‬‬ ‫ّ‬ ‫األردن‪ ،‬ويمتدّ نهــر‬ ‫ّ‬ ‫األردن باليرموك إلى البحر الم ّيت والمعروفة محل ًّيا باســم غور‬ ‫نقطة التقاء نهر‬ ‫ونهر ِي اليرموك والزرقاء واألودية‬ ‫روافد‪ ،‬هي‪ :‬بانياس من ســوريا‪ ،‬واللدان من شــمالي فلســطين‪ ،‬وحاصباني من لبنان‪ ،‬ويتغذى من بحيرة طبريا َ‬ ‫ليصب في البحر الم ّيت عند منسوب (‪ً )-437‬‬ ‫مترا (دون‬ ‫ّ‬ ‫الجانب ّية على طول ض ّفتي النهر‪.‬ويبدأ الجريان من بحيرة طبريا عند منسوب (‪ً )-212‬‬ ‫مترا‪،‬‬ ‫مستوى سطح البحر)‪.‬‬ ‫طولّي من الشــمال إلى الجنوب؛ فإلى الشرق من مجرى نهر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن إلى ثالث مناطق تضاريســ ّّية متمايزة تأخذ شكل امتداد‬ ‫وُتُق س ـَم منطقة وادي‬ ‫الفيضّي‬ ‫ّ‬ ‫الّسهل‬ ‫تعّرجات النهر في هذه المنطقة‪.‬ويلي ّ‬ ‫المســّمى (منطقة الزور)‪ ،‬ويبلغ اّتّساعه نحو اثنين كيلومتر‪ ،‬وتكثر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن يقع سهله الفيضي‪،‬‬ ‫مكّونة من تالل جير ّّية بارتفاع يصل إلى (‪ً )60‬‬ ‫متًرا فوق‬ ‫تســّمى (الكتار)‪ ،‬وهي منطقة من األراضي الرديئة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن (الزور) من الشــرق منطقة‬ ‫لنهر‬ ‫األرضّي‬ ‫ّ‬ ‫وخلّوها من النباتات نتيجة لوعورة سطحها‪ ،‬وارتفاع نسبة الملوحة فيها‪.‬أما الشكل‬ ‫ّ‬ ‫مســتوى النهر‪ ،‬وال تصلح للزراعة‪ ،‬وتمتاز بانحدارها‪،‬‬ ‫األردّن شر ًًقا والَكَتار غر ًًبا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن فهو ســهل الغور‪ ،‬الذي يمتّدّ من ال ش ـّمال إلى الجنوب‪ ،‬وينحصر بين المرتفعات الجبل ّّية لوادي‬ ‫الثالث في وادي‬ ‫رئيًسا للمنتجات الزراع ّّية في‬ ‫مصدًرا ً‬ ‫ً‬ ‫ويتكّون ســهل الغور من تربة خصبة نقلتها المياه الجارية من المرتفعات الجبل ّّية الشــرق ّّية‪.‬و ُُي ََعّدّ ســهل الغور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن مــن الخضار والحمضيــات؛ ما يجعله‬ ‫نظًرا‬ ‫ّ‬ ‫األردّن‪.‬ويمتاز الغــور بالدفء ً‬ ‫ســ ّّلة غذاء‬ ‫إلى انخفاض منسوبه عن مستوى سطح البحر؛‬ ‫صالًحا للزراعة خالل فصل الشــتاء؛‬ ‫ً‬ ‫ما يجعله‬ ‫ّ‬ ‫لألردّن‪.‬و ُُت ََعّدّ‬ ‫مما يزيد من أهميته االقتصاد ي ـّة‬ ‫الزراعــة في الغور زراعــة مرو ي ـّة بالمياه التي‬ ‫ُتُج ََلب من نهــر اليرموك عبر قناة الملك عبدالله‬ ‫(قناة الغور الشــرق ّّية ساب ًًقا)‪ ،‬وغيرها من مصادر‬ ‫المياه‪ ،‬مثل ســّدّ الملــك طالل المقام على نهر‬ ‫الزرقاء‪.‬‬ ‫األغوار الشمالية‪.‬‬ ‫قضية للنقاش‪:‬‬ ‫لألردن‪ ،‬وتوفير فرص العمل‪ ،‬ودور الصادرات الزراعية‬ ‫ّ‬ ‫األردن ودوره في تحقيق األمن الغذائــي‬ ‫ّ‬ ‫األهميــة االقتصادية للزراعة في غور‬ ‫في تحسين الميزان التجاري‪.‬‬ ‫‪17‬‬  ‫األرضي الثاني في األخدود األردني‪ ،‬وهو أخفض بقعة في العالم‪ ،‬ويمتدّ من ّ‬ ‫الشــمال إلى الجنوب بطول‬ ‫ّ‬ ‫أما حوض البحر الم ّيت فيم ّثل الشــكل‬ ‫كيلومترا‪.‬ويمتاز البحر الم ّيت بملوحته العالية التي ُت َعدّ األشــدّ في العالم؛ إذ تزيد على (‪ )30%‬عند‬ ‫ً‬ ‫كيلومترا وعرض يتراوح بين (‪)16 - 10‬‬ ‫ً‬ ‫(‪)75‬‬ ‫ويتعرض منسوبه إلى االنخفاض باستمرار نتيجة عوامل طبيع ّية تتم ّثل في تذبذب كميات األمطار وانخفاضها من عام آلخر وارتفاع درجة‬ ‫ّ‬ ‫الســطح‪.‬‬ ‫ّبخر نتيجة الحرارة المرتفعة‪ ،‬وإلى عوامل بشــر ّية تتم ّثل في إقامة العديد من ّ‬ ‫السدود على األودية النهر ّية المفضية إليه وإنشاء قناة الملك عبدالله‬ ‫الت ّ‬ ‫األردن لألراضي المحت ّلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلسرائيلي مياه نهر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردن‪ ،‬وإلى تحويل الكيان‬ ‫في‬ ‫ّ‬ ‫األردن؛ إذ يســتقبل أكثر من مليون سائح من األجانب‬ ‫مقومات الســياحة العالجية في‬ ‫للبحر الميت أهمية كبيرة في الســياحة‪ ،‬و ُي َعدّ من أهم ّ‬ ‫بخواص مياهه العالجية‪ ،‬وأقيمت على شــاطئه العديد من الفنادق بسعة تزيد على‬ ‫ّ‬ ‫والمحليين ســنو ًّيا‪ ،‬الذين يقصدونه لالســتجمام والتمتّع‬ ‫(‪ )3000‬غرفة فندقية‪.‬ويســتضيف البحر الميت العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدوليــة‪ ،‬بما في ذلك المنتدى االقتصادي العالمي‪.‬و ُت َعدّ‬ ‫مهما لجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم‪.‬‬ ‫هذه الفعاليات ً‬ ‫عاماًل ًّ‬ ‫البحر الميت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شــمااًل إلى خليج العقبة جنو ًبا‪.‬وهو منطقة تمتدّ‬ ‫األرضي الثالث لألخدود األردني‪ ،‬الذي يمتدّ من جنوب البحر الم ّيت‬ ‫ّ‬ ‫ويم ّثل وادي عربة الشــكل‬ ‫األردن شــر ًقا وهضبة النّقب غر ًبا‪ ،‬وفيه اتجاهان لالنحــدار؛ حيث يبدأ من ارتفاع (‪ً )437‬‬ ‫مترا دون‬ ‫ّ‬ ‫كيلومترا بين مرتفعات ّ‬ ‫الشــراة في‬ ‫ً‬ ‫لنحو (‪)170‬‬ ‫ثم يعود لالنخفاض تدريج ًّيا حتى يصل إلى منسوب‬ ‫مســتوى البحر عن البحر الم ّيت إلى ارتفاع (‪ً )220‬‬ ‫مترا فوق مستوى سطح البحر في منتصفه‪ّ ،‬‬ ‫البحر عند شــاطئ خليج العقبة‪.‬وقد كانت هنالك مشروعات مقترحة إلنشاء قناة البحرين (األحمر ‪ -‬الم ّيت) لرفع منسوب مياه البحر الم ّيت التي‬ ‫بضخ (‪ )100‬مليون متر مك ّعب من المياه ســنو ًّيا‪ ،‬وإقامة مح ّطة لتحلية المياه‪ ،‬إضافة إلى مشــاريع زراع ّية وسياح ّية على طول‬ ‫تتراجع باســتمرار‪ّ ،‬‬ ‫المنطقة‪ ،‬لك ّن هذا المشروع واجه تحدّ يات مال ّية وسياس ّية وبيئ ّية‪.‬‬ ‫قضية للنقاش‪:‬‬ ‫يتعرض منســوب البحر الميت لالنخفاض سنو ًّيا‪.‬أح ّلل أسباب انخفاض منسوب البحر الميت‪ ،‬وانعكاساتها البيئية واالقتصادية على‬ ‫ّ‬ ‫األردن‪ ،‬والحلول المقترحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪18‬‬ ‫مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية‬ ‫وادي عربة‪.‬‬ ‫·أفكّر‪ :‬كيف يمكن التغ ّلب على التحديات التي تواجه مشروع قناة البحرين؟‬ ‫‪ 2.‬المرتفعات الجبل ّية‪:‬‬ ‫األردن‪ ،‬وتتكون من مجموعة من الهضاب تتخ ّللها السالســل ِ‬ ‫والقمم‬ ‫ّ‬ ‫التضاريســي الثاني فــي‬ ‫تم ّثــل المرتفعات الجبل ّية (‪ )Highlands‬اإلقليم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫شــمااًل إلى الحدود األردنية السعود ّية جنو ًبا‪ ،‬بمحاذاة منطقة األغوار األردنية شر ًقا‪ ،‬ويبلغ‬ ‫والقباب الجبل ّية‪.‬وتمتدّ هذه المرتفعات من نهر اليرموك‬ ‫الصحراو ّية‪ ،‬في‬ ‫متوســط ارتفاعها نحو (‪ً )1200‬‬ ‫مترا فوق مستوى سطح البحر‪.‬تنحدر هذه المرتفعات الجبل ّية تدريج ًّيا نحو الشرق لتتصل بالهضبة ّ‬ ‫األرضي األكثر أهم ّية في‬ ‫ّ‬ ‫األردن في الغرب‪.‬ويمكن القول ّ‬ ‫إن المرتفعات الجبل ّية هي الشــكل‬ ‫ّ‬ ‫حين ّ‬ ‫أن الجزء األعظم منها ينحدر بشــدّ ة نحو وادي‬ ‫األردن‪ ،‬رغم ّ‬ ‫أن مساحتها ال تزيد على (‪ )12%‬من مساحة المملكة؛ فمن الناحية الطبيع ّية تمتاز بارتفاع معدّ الت أمطارها‪ ،‬واعتدال درجات الحرارة‬ ‫ّ‬ ‫أهم المناطق الزراع ّية‪،‬‬ ‫(خاصة المطر ّية أو البعل ّية) إلى جانب الغابات المنتشــرة فيها؛ لذا ُت َعدّ من ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيهــا‪ ،‬واحتوائها على تربة خصبة صالحة للزراعة‬ ‫ّ‬ ‫األردن‪ ،‬فهي مناطق جاذبة للسكّان ومعظم النشاطات االقتصاد ّية‪.‬‬ ‫تضم معظم المدن والمناطق السكن ّية في‬ ‫كما ّ‬ ‫وتضّم تلك المرتفعات من الشــمال إلــى الجنوب جبال‬ ‫ّ‬ ‫عجلون‪ ،‬وجبال البلقاء‪ ،‬وجبال مؤاب‪ ،‬وجبال ّ‬ ‫الّشراة‪.‬أما‬ ‫جبال عجلون فتمتّدّ من نهر اليرموك شمااًلا إلى نهر الزرقاء‬ ‫كيلومتًرا‪ ،‬ويبلغ متوســط ارتفاعها نحو‬ ‫ً‬ ‫جنو ًًبا بطول (‪)60‬‬ ‫(‪ً )850‬‬ ‫متًرا فوق مستوى ســطح البحر‪.‬ويتباين سطحها‬ ‫بين هضاب سهل ّّية يبلغ ارتفاعها ما بين (‪ )600 - 400‬متر‬ ‫في الشــمال‪ ،‬كسهول إربد‪ ،‬وبين جبال عجلون التي يصل‬ ‫ارتفاعها إلى نحو (‪ )1200‬متر‪ ،‬وتمتاز بانحدارها الشديد‪،‬‬ ‫وتقطعهــا بعض األوديــة المائ ّّية‪ ،‬منهــا‪ :‬وادي الشاللة‪،‬‬ ‫مرتفعات عجلون‪.‬‬ ‫ووادي العرب‪ ،‬ووادي اليابــس‪ ،‬ووادي زقالب‪ ،‬ووادي‬ ‫كفرنجة‪.‬‬ ‫‪19‬‬  ‫وإلى الجنــوب من جبال عجلون تقع جبــال البلقاء التي‬ ‫تمتّدّ بين نهر الزرقاء شــمااًلا ووادي حسبان جنو ًًبا بطول‬ ‫كيلومتًرا‪ ،‬ويصل أقصى ارتفاع لها إلى (‪ً )1113‬‬ ‫متًرا‬ ‫ً‬ ‫(‪)40‬‬ ‫في منطقه زي شــمال مدينة الســلط‪.‬وتمتاز هذه الجبال‬ ‫عّمان‪،‬‬ ‫بوجود عدد من السهول‪ ،‬مثل‪ :‬سهل البقعة‪ ،‬وسهل ّ‬ ‫وأهم األودية فيها‪ :‬وادي ارميمين‪ ،‬ووادي شعيب‪ ،‬ووادي‬ ‫الكفرين‪.‬‬ ‫وادي شعيب في محافظة البلقاء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األردّن تمتّدّ جبال مؤاب من وادي حســبان‬ ‫وفي وســط‬ ‫كيلومتًرا‪ ،‬وهي‬ ‫ً‬ ‫شمااًلا إلى وادي الحسا جنو ًًبا بطول (‪)90‬‬ ‫هضبة يتراوح معّدّ ل ارتفاعها ما بين (‪ً )750‬‬ ‫متًرا في الجزء‬ ‫الشــمالي و(‪ )1305‬أمتار في الجزء الجنوبي‪ ،‬أ ّّما األجزاء‬ ‫الوسطى منها فينبسط فيها ســطح األرض؛ حيث تتشكل‬ ‫الســهول وتقوم عليها القرى والمدن المحيطة باألراضي‬ ‫يصّب‬ ‫ّ‬ ‫أهّم معالمها‪ :‬وادي الموجب الذي‬ ‫الزراع ّّية‪ ،‬ومن ّ‬ ‫فــي البحر الم ّّيت‪ ،‬والذي يم ّّثل ظاهــرة جيومورفولوج ّّية‬ ‫فريدة ناجمة عن اختالف مناسيب حوض الوادي‪ ،‬ويم ّّثل‬ ‫محمية الموجب‪.‬‬ ‫وجهة سياح ّّية لعشاق سياحة المغامرة‪.‬‬ ‫الّشراة بين وادي الحسا شمااًلا ورأس‬ ‫وأخيًرا‪ ،‬تمتّدّ جبال ّ‬ ‫ً‬ ‫النقب جنو ًًبا بطــول (‪ )105‬كيلومترات‪ ،‬وهي أكثر جبال‬ ‫ّ‬ ‫األردّن ارتفا ًًعا‪ ،‬وتنحدر مرتفعات ّ‬ ‫الّشراة بشّدّ ة نحو وادي‬ ‫عربة في الغرب‪ ،‬وأشــهر ِِقمم جبالهــا جبل مبرك بارتفاع‬ ‫متــًرا‪ ،‬وجبــل هارون بارتفــاع (‪ً 1336‬‬ ‫)متًرا في‬ ‫(‪ً )1734‬‬ ‫الجنــوب الغربي من البترا‪ ،‬وتوجد ق م ـّة جبل ر ّّم بارتفاع‬ ‫(‪ً 1754‬‬ ‫)متًرا في هضبة حســمى بمنطقة معان‪ ،‬ويعّدّ جبل‬ ‫األردّن بارتفاع (‪ً 1854‬‬ ‫)متًرا‬ ‫ّ‬ ‫قّمة جبل ّّية في‬ ‫أ ّّم الدامي أعلى ّ‬ ‫وادي ر ّّم‪.‬‬ ‫عن مستوى سطح البحر على الحدود األردنية السعود ّّية‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية‬ ‫رئيًسا للمياه‬ ‫مصدًرا ً‬ ‫ً‬ ‫عنصًرا حيوًّيً ا في النسيج االقتصادي والبيئي والثقافي للبالد‪.‬و ُُت ََعّدّ هذه المناطق‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫األردّن‬ ‫تشــّكّل سلســلة المرتفعات الجبلية في‬ ‫العذبة‪ ،‬إذ تســهم في تزويد األودية واألنهار بالمياه الجوفية والمطرية الالزمة للزراعة واالستخدام البشري‪.‬وتتميز المرتفعات بتضاريسها المناسبة‬ ‫والتربة الخصبة‪ ،‬مما يجعلها موطًنًا لزراعة الفواكه والخضروات‪ ،‬وتســهم في توفير مصادر غذائية مهمة للسّكّان‪.‬و ُُت ََعّدّ وجهة سياحية مميزة بفضل‬ ‫دوًرا أساسًّيّا‬ ‫ّ‬ ‫األردّن‪.‬وتؤدي ً‬ ‫ويعّزز من قطاع السياحة في‬ ‫مناظرها الطبيعية الخالبة والمواقع األثرية المهمة مثل جرش وعجلون‪ ،‬مما يجذب السياح ّ‬ ‫وأخيًرا‪ ،‬تحتضن‬ ‫ً‬ ‫التنّوع البيولوجي والبيئي في البالد‪ ،‬فهي ُُت ع ـَّدّ موطًنًا للكثير من النباتات والحيوانات البرية المهَّدَ دة باالنقراض‪.‬‬ ‫فــي الحفاظ على ّ‬ ‫ّ‬ ‫لألردّن والحفاظ على التراث الثقافي للبالد‪.‬‬ ‫الُهوية الثقافية‬ ‫متنّوعة‪ ،‬مما يسهم في إثراء ُ‬ ‫المرتفعات الجبلية مجتمعات محلية ذات ثقافات وتقاليد ّ‬ ‫والتنوع الحيوي‬ ‫ّ‬ ‫دورا في الحفاظ على البيئة والتوازن البيئي‬ ‫ّ‬ ‫األردن أهمية اقتصادية زراعية وســياحية كبيرة‪ ،‬كما أن لها ً‬ ‫للمرتفعات الجبلية في‬ ‫النباتي والحيواني‪.‬‬ ‫والصحراء األردنية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 3.‬البادية‬ ‫ّ‬ ‫األردّن إلى‬ ‫والّصحراء الشــرق ّّية فــي‬ ‫تقع هضبــة البادية ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردّن‪ ،‬وتشّكّل نحو‬ ‫الشــرق من المرتفعات الجبل ّّية في‬ ‫ّ‬ ‫األردّن‪ ،‬و ُُت ََعّدّ جز ًًءا من بادية الشام‪،‬‬ ‫(‪ )80%‬من مســاحة‬ ‫ويصل متو س ــط ارتفاعها إلى نحو (‪ً )550‬‬ ‫متًرا‪ ،‬مع وجود‬ ‫الّسالســل الجبل ّّية في األجزاء الجنوب يـّة الغرب ّّية‪،‬‬ ‫بعض ّ‬ ‫الّصحراء‬ ‫وبخاّصة جنوبي معان‪.‬ويمكن تقسيم البادية أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫األردنية تب ًًعا إلــى خصائصها الطبيع ّّية المتمايزة إلى‪ :‬بادية‬ ‫الَح ّّرة األردنية‪.‬‬ ‫َ‬