تطبيقات الفكر التربوي PDF - 2024/2025

Document Details

PremierAntigorite5678

Uploaded by PremierAntigorite5678

كلية التربية

2025

د / أمل على محمود سلطان، د/هناء فرغلي على محمود، د/أسماء صالح محمد فرغلي

Tags

educational thought educational application pedagogy education

Summary

هذه وثيقة لمحاضرات في تطبيقات الفكر التربوي لطلاب الدبلومة، وتقدم نظرة عامة على أصول التربية، والفلسفة، والنظريات، وتتناول أهمية دراسة هذه الموضوعات في تحسين الممارسات المهنية.

Full Transcript

‫كلية التربية‬ ‫قسم أصول التربية‬ ‫محاضـــــــــرات فـي‬ ‫تطبيقات الفكــــــــر التربوي‬ ‫لطالب الدبلومة العامة‬ ‫إعــدإد‬ ‫د‪ /‬أمل على محمود سلطان‬ ‫د‪/‬هناء فرغلي على محمود‬ ‫د‪/‬أسماء صالح محمد فرغلي‬...

‫كلية التربية‬ ‫قسم أصول التربية‬ ‫محاضـــــــــرات فـي‬ ‫تطبيقات الفكــــــــر التربوي‬ ‫لطالب الدبلومة العامة‬ ‫إعــدإد‬ ‫د‪ /‬أمل على محمود سلطان‬ ‫د‪/‬هناء فرغلي على محمود‬ ‫د‪/‬أسماء صالح محمد فرغلي‬ ‫‪2025/2024‬‬ ‫‪1‬‬ ‫توصيف مختصر لمقرر تطبيقات الفكر التربوى‬ ‫‪ ‬التوصيف المختصر للمقرر‪:‬‬ ‫المتطلب السابق‬ ‫طبيعة المقرر‬ ‫طبيعة الساعات‬ ‫عدد‬ ‫اسم المقرر الدراسي‬ ‫رقم المقرر ورمزه‬ ‫والمسار والفصل‬ ‫الساعات‬ ‫ال يوجد‬ ‫إجباري كل‬ ‫(‪)-( )-‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تطبيقات الفكر التربوى‬ ‫‪FOED211‬‬ ‫عملى تدريب‬ ‫المسارات‬ ‫نظري‬ ‫‪ ‬أهداف المقرر‪:‬‬ ‫يهدف هذا المقرر إلى‪ :‬إكساب الكالب المعلم مهارة تأصيل الممارسات والتطبيقات التعليمية‬ ‫في مجاالت العمل التربوي وردها إلى أصولها من المقوالت الفلسفية والنظريات العملية‬ ‫واالستراتيجيات‪ ،‬وتعميق معارفه؛ بما ينعكس على أداءاته وادواره المهنية المحققة للجدارات‪.‬‬ ‫‪ ‬موضوعات المقرر‪:‬‬ ‫تتضمن موضوعات المقرر‪ ،‬أهمية دراسة أصول التربية؛ لتحسين الممارسات المهنية مثل‪:‬‬ ‫فلسفة األهداف التعليمية‪ ،‬فلسفة التدريس وأخالقياته‪ ،‬تنظيم التعليم وتشعيبه‪ ،‬فلسفة العقاب والثواب‪.‬‬ ‫‪ ‬أهمية المقرر‪:‬‬ ‫تنبع أهمية المقرر من دوره في إتاحة الفرص للطالب المعلم لرد الممارسات التعليمية‬ ‫والتطبيقات إلى أصولها‪ ،‬وتقييم مدى اتساقها معها‪ ،‬وما إذا كانت بحاجة إلى تقويم وتصويب وتعديل‬ ‫أم ال‪.‬‬ ‫‪ ‬استراتيجيات التدريس المقترحة‪:‬‬ ‫الحوار والمناقشة‪ ،‬وحل المشكالت‪ ،‬المشروعات التعليمية‪ ،‬التعلم التعاوني‪ ،‬التعلم المختلط‪،‬‬ ‫الع صف الذهني‪ ،‬لعب األدوار‪ ،‬وغيرها من الطرائق واالستراتيجيات المناسبة التي تحقق التكامل بين‬ ‫فروع المعرفة‪ ،‬واإلسهام في بناء الفكر البيني للطالب‪.‬‬ ‫‪ ‬أساليب التقييم المقترحة‪:‬‬ ‫االختبارات التحريرية التحصيلية‪ ،‬البورتفليو‪ ،‬الملف اإللكتروني للطالب‪ ،‬التقارير الذاتية‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫أصول التربـيــــــــــة‬ ‫‪3‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫أصول التربيـــــــــــــــــــــــة‬ ‫‪ -‬مـقـدمـة‬ ‫‪ -‬التربية (مفهومها‪ -‬نشأتها‪ -‬خصائصها‪ -‬ضرورتها)‬ ‫‪ -‬مفهوم أصول التربية‬ ‫‪ -‬أهمية دراسة أصول التربية‬ ‫‪ -‬أصول التربية‬ ‫أوال ‪ :‬األصول االجتماعية والثقافية للتربية‬ ‫ثانيا ‪ :‬األصول التاريخية للتربية‬ ‫ثالثا‪ :‬األصول الفلسفية للتربية‬ ‫رابعا ‪ :‬األصول النفسية للتربية‬ ‫خامسا ‪ :‬األصول السياسية للتربية‬ ‫سادسا ‪ :‬األصول االقتصادية للتربية‬ ‫‪4‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫أصول التربيــــــــــــــــــــــــة‬ ‫مـقـدمـة‪:‬‬ ‫ظهرررت التربيررة مررع ظهررور اإلنسرران علرري وجرره األره واررعوره بكيانرره باعتبرراره فررردا فرري جماعررة مررن‬ ‫الجماعررات كاألسررة أو القبيلررة وبرردأت فرري وسررط ملررح بالكائنررات الحيررة المختلفررة وكرران البررد لرره مررن الرردخول فرري‬ ‫تنافس مع مختلف هذه الكائنات من أجل أن يحافظ علي بقراء حياتره واسرتمرارها مسرت ال قرواه الجسردية للت لرب‬ ‫علي كل ما يواجهه من مشكالت وقد أدرك أنه متميز عن باقي المخلوقات الحية وأنه متفوق عليهرا وأن عليره‬ ‫أن يست ل هذا التميز والتفوق بعقلره لتحسرين ظرروف حياتره وكران أول اريء سرخر لره عقلره وأفكراره هرو القردرة‬ ‫علرري مالحظررة الظ رواهر الطبي يررة المحيطررة برره للعمررل علرري اإلفررادة منهررا فرري حياترره وبررذل برردأت تتكررون لديرره‬ ‫المع ررارف والمعلوم ررات والخبر ررات المختلف ررة الت رري أخ ررذت ت رروفر ل رره م ررع م رررور ال ررزمن كيفي ررات جدي رردة وم ررن ه ررذا‬ ‫المنطلق يمكن القول أن تفاعل اإلنسان كان مستم ار مع بيئته التي أصبحت مدرسته األولى إذ كان ينهل منها‬ ‫المعرفة ويتعلم مهامه ويمارسها وهذا التفاعل المستمر بينه وبين بيئته هو ما نسميه " التربيرة التري هري الحيراة‬ ‫نفسها " ولذا تتسم التربية بأنها عملية إنسانية تختص باإلنسان وحده دون سائر المخلوقات لما ميزه هللا بالعقل‬ ‫والذكاء والقدرة علي إدراك العالقات واستخالص النتائج وتأويلها فالفرد يمكنه أن يتعلم وينقل ويضيف ويحذف‬ ‫وي ير ويصحح فيما يتعلمه ‪.‬‬ ‫معنى التربية‪:‬‬ ‫ترجع التربية فى أصلها الل وى إلى الفعل (ربا – يربو) أى نما وزاد‪ ،‬ويتضمن عملية النمو والزيادة‪،‬‬ ‫وبالنسبة لإلنسان يكون هذا النمو فى جسمه وعقله وخلقه‪..‬الخ‪ ،‬أى أن المقصود بعملية التربية هو تنمية‬ ‫البشر وبناءهم‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫وقد عرف "دوركايم" التربية بأنها اإلجراء الذى يمارسه األجيال األكبر سنا على األجيال التى لم تستعد‬ ‫بعد للحياة االجتماعية‪ ،‬وهدف التربية هوتنمية الجوانب الجسمية والعقلية والخلقية للطفل والتى يتطلبها منه‬ ‫كل من المجتمع والبيئة التى أعد من أجلها‪.‬‬ ‫ويرى "جون ديوى" أن التربية نمو إلى ما هو أحسن بالنسبة للفرد والجماعة‪ ،‬وفى رأيه أنه ليست هناك‬ ‫أهداف ثابتة للتربية‪.‬‬ ‫والتربية فى اإلسالم تعنى‪ :‬بلوغ الكمال بالتدريج‪ ،‬ويقصد بالكمال هنا كمال الجسم والعقل والخلق‪.‬‬ ‫كما يعرف بيج وتوماس ‪ Page & Thomas‬عملية التربية بأنها‪ :‬العملية االجتماعية التى يخضع‬ ‫ليحققوا كفاءتهم االجتماعية وأقصى نموهم‬ ‫األفراد من خاللها لتأثيرات بيئة أو وسط منتقى ومضبوط وذل‬ ‫الفردى‪.‬‬ ‫وقد يتم ذل داخل المدرسة أو فى أى مكان أو بأى اكل آخر‪ ،‬إذن التربية ال تنحصر فقط فى التأثيرات‬ ‫التى يمارسها (الكبار) عن قصد على (الص ار) فى المجتمع‪ ،‬ولكنها تشمل جميع (الخبرات) التى يتعره‬ ‫لها الفرد فى مواقف الحياة‪.‬‬ ‫وتقوم التربية بتنمية الشخصية اإلنسانية ليتحقق خير اإلنسان وخير المجتمع وخير اإلنسانية كلها‪،‬‬ ‫والتربية يجب أال تتوقف عند إعداد الفرد للحياة‪ ،‬وإنما يجب أن تكون هى الحياة نفسها‪ ،‬بل يجب أن تصل إلى أكثر‬ ‫من ذل إلى أعماق الفرد نفسه‪ ،‬والتربية بهذا المعنى تؤدى إلى تنمية جسمية وعقلية واجتماعية ووجدانية‪.‬‬ ‫والتربية ليست علما بحتا مستقال عن غيره من العلوم‪ ،‬بل إنها ميدان تطبيقى متداخل التفاعالت‪ ،‬متشاب‬ ‫العالقات‪ ،‬يهدف إلى إعداد الفرد للحياة‪.‬‬ ‫مفاهيم التربية‪:‬‬ ‫اختالف مفاهيم التربية‪:‬‬ ‫تعددت تعاريف التربية واختلفت‪ ،‬حيث تعتبر التربية من أهم تنظيمات المجتمع يشترك فيها جميع أفراد‬ ‫المجتمع وجميع مؤسساته وهيئاته‪ ،‬له اتصاله المباار أو غير المباار بالتربية‪ ،‬ولذا تختلف نظرة كل واحد‬ ‫منهم متأث ار فى نظرته إليها بموقعه الثقافى وبوظيفته‪ ،‬ووجوده وسط عوامل مت يرة ولكل ثقافته الخاصة‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫واختالف مفاهيم التربية أمر طبيعى نتيجة لالرتباط الوثيق بين التربية والمجتمع الذى توجد فيه وتقوم‬ ‫بوظيفتها‪ ،‬فتختلف التربية من مجتمع آلخر نظ ار الختالف المجتمعات فى المكان وفى األنماط (زراعى‪،‬‬ ‫صناعى‪... ،‬الخ) مما يؤدى إلى اختالف مفاهيم التربية‪.‬‬ ‫وبما أن لكل عصر من العصور التاريخية سماته الخاصة‪ ،‬والتى تتميز بعلوم ومعارف وثقافة تختلف‬ ‫من عصر إلى عصر فى نفس المجتمع‪ ،‬لذا فإن مفهوم التربية وأهدافها تختلف عند المصريين القدماء عنه‬ ‫لدى المصريين المعاصرين‪ ،‬كما يختلف مفهوم التربية عند المجتمعات المتقدمة عنه عند المجتمعات النامية‪.‬‬ ‫وكلما ظهر اكتشاف جديد أو علم جديد أثر فى مفهوم التربية وأهدافها‪ ،‬حيث يؤدى إلى ظهور مفهوم‬ ‫جديد له سمات جديدة – فقد تأثر مفهوم التربية وأهدافها‪ ،‬بظهور علم النفس كعلم جديد – وقد أدى هذا إلى‬ ‫تعدد مفاهيم التربية‪.‬‬ ‫شروط المفهوم الجيد للتربية‪:‬‬ ‫أدى تعدد مفاهيم التربية إلى حدوث مشكالت تتصل بالنظام التعليمى وعدم مالءمته للواقع الثقافى‪،‬‬ ‫ولكى تتضح عملية التربية وضوحا كافيا يجب مراعاة القواعد المنطقية فى تحديد مفهوم التربية حتى تتضح‬ ‫سمات التربية ومجالها وتخصصها بما يميزها عن سائر العمليات االجتماعية األخرى‪ ،‬وهناك اروط معينة‬ ‫يتصف بها المفهوم الجيد‪.‬وهذه الشروط هى‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أن يكون سلوكا واق يا‪ :‬بمعنى أنه يجب أن يحدد األنشطة المطلوبة طبقا للمالحظة والتجريب‪ ،‬ومحققا‬ ‫لروح المنهج العلمى القائم على االختبار‪.‬‬ ‫‪ – 2‬أن يكون مراعيا لقواعد المنطق‪ :‬من حيث التخصيص والمنع‪ ،‬أى يخص العملية التربوية بما يميزها عن‬ ‫غيرها من العمليات االجتماعية األخرى‪.‬‬ ‫‪ – 3‬أن يراعى مت يرات العصر ومتطلباته وسماته‪ :‬ومن أهم خصائص العصر‪ ،‬الشمولية والتكاملية‬ ‫والتخصص الدقيق‪.‬‬ ‫لذا فإن مفهوم التربية يجب أن يتميز بأن يكون‪:‬‬ ‫‪ -‬اامال جميع جوانب الشخصية‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ -‬متكامال‪ ،‬بمعنى أن يراعى التكامل بين هذه الجوانب‪.‬‬ ‫‪ -‬يراعى التوازن الدقيق بين جوانب الشخصية‪.‬‬ ‫‪ -‬يراعى الفروق الفردية بين الشخصيات فى مجموعها‪.‬‬ ‫‪ -‬يراعى االستم اررية فى التربية‪.‬‬ ‫وي تميز عصرنا هذا بالسرعة الشديدة والت ير المضطرد‪ ،‬ولذا فإنه من الصعب تحديد مفهوم اامل للتربية‬ ‫تراعى فيه هذه الشروط‪ ،‬ومن األفضل أن يحدد المفهوم أهدافا غائية بعيدة للتربية‪ ،‬على أن تترك األهداف‬ ‫القريبة والسريعة لظروف المجتمع الذى تت ير سريعا‪.‬‬ ‫ومن مفاهيم التربية‪:‬‬ ‫المفهوم األول‪" :‬التربية عملية إعداد العقل السليم فى الجسم السليم"‬ ‫ويعتبر هذا المفهوم من أقدم المفاهيم التربوية‪ ،‬وتلتزم به التربية التقليدية‪ ،‬وجاء نتيجة العتقاد البعض أن‬ ‫المعرفة هى موضوع التربية‪ ،‬وأن سلوك اإلنسان يأتى عن طريق معرفته‪ ،‬وقد لفت هذا المفهوم النظر إلى‬ ‫الصلة بين الجسم والعقل مما جعل العلماء يستفيدون من هذا العالقة مما كان له أثر طيب فى مسار الفكر‬ ‫التربوى‪ ،‬كما وضح أن هناك أث ار للعقل فى الجسم وأث ار للجسم فى العقل مما أدى إلى فهم طبيعة العملية‬ ‫التربوية‪.‬‬ ‫وساهم هذا المفهوم فى تنمية العقل عن طريق المواد الدراسية النظرية ذات الطبيعة العقلية‪ ،‬ألن التفكير‬ ‫السليم والتفوق العقلى هما مصدر السلوك الطيب وأساس النمو األفضل لإلنسان كما اهتم هذا المفهوم أيضا‬ ‫بالرياضة البدنية ‪ ،‬وكان هذا المفهوم جزئيا قاص ار حيث أنه لم يهتم بجميع جوانب الشخصية اإلنسانية‪ ،‬ولم‬ ‫يهتم بالمجتمع أو بالتطبيق العملى‪.‬‬ ‫المفهوم الثانى‪" :‬التربية عملية حفظ التراث الثقافى ونقله من جيل إلى جيل"‬ ‫وقد ساعد هذا المفهوم فى أن يحافظ على المجتمع واستمرار ثقافته وحضارته‪ ،‬بعد أن تنوعت فروع‬ ‫المعرفة وأوجه النشاط اإلنسانى‪ ،‬فأصبحت التربية طبقا لهذا المفهوم عبارة عن ممر تنتقل بواسطته الثقافة‬ ‫والتراث الحضارى من الجيل القديم إلى الجيل الجديد ضمانا لحفظه ومنعا من اندثاره‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫وقد اعتبر هذا المفهوم أن عقل اإلنسان عبارة عن وعاء لنقل التراث الثقافى‪ ،‬لذا اقتصر على االهتمام‬ ‫بالحفظ واالستظهار‪ ،‬مما يؤدى إلى تكوين نماذج بشرية متشابهة دون مراعاة للفروق الفردية‪ ،‬كما يؤدى إلى‬ ‫جمود الثقافة وإهمال االبتكار والتجديد‪ ،‬وإهمال التطور العلمى والت ير الثقافى حيث أن الت ير عملية مستمرة‬ ‫فى المجتمعات لمواجهة الحاجات الجديدة لإلنسان‪ ،‬كما أهمل هذا المفهوم العالقة بين الفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫المفهوم الثالث‪" :‬التربية عملية تهدف إلى تكيف الفرد مع المجتمع"‬ ‫اهتم هذا المفهوم باإلنسان كفرد داخل مجتمع والبد أن يتكيف مع البيئة المادية واالجتماعية التى يوجد‬ ‫فيها‪ ،‬ومن الضرورى أن يقوم الكبار بنقل قيم وعادات المجتمع إلى الص ار لمساعدتهم على أن ي يشوا فى‬ ‫تكيف مع المجتمع ويخضعوا لقيمه وعاداته وتقاليده‪ ،‬وبذل تتحدد سلوكياتهم‪.‬‬ ‫ووظيفة التربية تقديم المواد الدراسية التى تحقق تكيف الفرد مع المجتمع من خالل تثبيت القيم واألفكار‬ ‫الجديدة التى ترغبها والتى تؤدى إلى تعديل أنماط السلوك‪.‬‬ ‫وقد تجاهل هذا المفهوم ظروف الص ار وقدراتهم‪ ،‬وأهمل ميولهم وإمكانياتهم وبهذا تعتبر التربية غير‬ ‫صالحة‪ ،‬كما اتضح غموه مفهوم التكيف‪ ،‬بمعنى هل التكيف هو التعايش مع المجتمع أيا كان سلبى أم‬ ‫إيجابى؟ أم الخروج لتطويره ودفعه لألمام؟‬ ‫المفهوم الرابع‪ ":‬التربية عملية استغالل الذكاء اإلنسانى"‬ ‫أكدت بحوث علم النفس وجود ظاهرة الذكاء اإلنسانى وإمكانية قياس القدرات واالستعدادات الفردية‬ ‫بطريقة علمية تجريبية‪ ،‬كما أكدت األبحاث والتجارب وجود ظاهرة الفروق الفردية بمعنى تفاوت األفراد فى‬ ‫نسب ذكائهم حسب نوع هذا الذكاء (ميكانيكى – نظرى مجرد) ويصبح الهدف العام للتربية هو تنمية ذكاء‬ ‫التالميذ والتربية الصحيحة هى التى تطلق الطاقات والقدرات الكافية وتنميها لدى األفراد حتى تصل إلى درجة‬ ‫النضج التى يمكن أن يست لها الفرد والمجتمع فى إقامة حياة أفضل‪.‬‬ ‫أى أن التربية عملية استكشاف للذكاء‪ ،‬حيث أن الثروة العقلية (الذكاء) أهم ما فى المجتمع ومن‬ ‫الضرورى است الله وتوجيهه الوجهة الصالحة للفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫وقد قصر هذا المفهوم التربية على الناحية التعليمية فقط‪ ،‬ولم يتعره لبقية جوانب الشخصية اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المفهوم الخامس‪" :‬التربية عملية استثمار أى عملية اقتصادية"‬ ‫نتيجة للعالقة بين التربية وبين االقتصاد‪ ،‬حاول االقتصاديون قياس مدى إسهام التربية فى النمو‬ ‫االقتصادى‪ ،‬فلم تعد التربية من الخدمات التى توفرها الدولة ألفرادها‪ ،‬ولكنها أصبحت عملية استثمارية بمعنى‬ ‫أن هناك عائدا منتظ ار من إنفاق األموال على األجيال الجديدة فى دور التعليم‪ ،‬كما أصبحت التربية المورد‬ ‫الرئيسى لالست ثمار فى أى دولة‪ ،‬والتعليم الجيد يعد أفضل أنواع االستثمار‪ ،‬وأصبحت وظيفة التربية هى‬ ‫استثمار أموال المجتمع فى تخريج أفراد قادرين على اإلنتاج االقتصادى وتطوير المجتمع وفقا للتطور‬ ‫التكنولوجى السريع‪ ،‬وقد أغفل هذا المفهوم جوانب الشخصية اإلنسانية التى تنميها التربية وأكد فقط على‬ ‫الجانب االقتصادى للتربية ولإلنسان‪ ،‬وبالرغم من أهمية هذا الجانب فى حياة اإلنسان إال أنه ليس كل اح‬ ‫فى حياته‪.‬‬ ‫المفهوم السادس‪" :‬التربية هى الخبرة التى تؤدى إلى مزيد من كسب الخبرة"‬ ‫جاء هذا المفهوم من التربية التقدمية التى أكدت أن الخبرة الشخصية الذاتية المباارة اثبت من الخبرة‬ ‫ال ير مباارة حيث يكون المتعلم نشط‪ ،‬فعال يتعلم بذاته وليس سلبيا‪ ،‬ويقصد بمفهوم الخبرة أنها "تعتبر نوعا‬ ‫من المحتوى الحياتى كما يراه الفرد اإلنسانى عن اعور وإدراك عندما يكون فى تفاعل إيجابى فعال مع‬ ‫بيئته"‪.‬‬ ‫وعندما يمر الفرد اإلنسانى بخبرات متعددة فإنها قد تؤثر فيما يستقبله بعد ذل من خبرات ومواقف حياتية‪،‬‬ ‫والخبرة المربية هى التى يمر بها اإلنسان فيتعلم منها ويتأثر بها وتؤثر فيمايستقبله من خبرات ومواقف وتساهم فى‬ ‫توجيه اخصيته لينمو نموا سليما فى االمجتمع‪.‬‬ ‫والتربية الصحيحة هى التى تكسب المتعلم مهارة التعلم الذاتى‪ ،‬حيث أن التعلم والممارسة مطلوبين طوال‬ ‫الحياة وال تقتصر على فترة دون أخرى‪ ،‬والتربية ليست إعدادا للحياة ولكنها هى الحياة نفسها‪.‬‬ ‫ولم ينظر هذا المفهوم إلى المعرفة نظرة امولية‪ ،‬وأهمل التراث الثقافى للمجتمع حيث يجعل العملية التربوية‬ ‫خاضعة لهوى المتعلم‪ ،‬بالرغم من أن الخبرة المباارة ال تصلح لدراسة كل اح كما أن المتعلم ال يستطيع الوصول‬ ‫بالتجريب إلى جميع أنواع المعرفة‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫المفهوم السابع‪" :‬التربية تنمية الشخصية المتكاملة والمتوازنة"‬ ‫وسمى هذا المفهوم الشامل للتربية‪ ،‬واعتبر هذا المفهوم أن المتعلم ال يأتى إلى المدرسة بجزئية واحدة‬ ‫فقط دون بقية األجزاء وإنما يأتى متكامال‪ ،‬تتفاعل جميع جوانبه مع بعضها فى الموقف التعليمى‪ ،‬ومع‬ ‫المجتمع المحيط فهو يتشكل ككل‪.‬‬ ‫لذا فإن التربية فى هذا المفهوم ليست غاية لكنها وسيلة إلى بلوغ اح هو الشخصية المتكاملة والمتوازنة‪،‬‬ ‫فالتربية ليست تنمية لجانب على حساب الجوانب األخرى‪ ،‬وإنما تنظر إلى اإلنسان باعتباره كال متكامال له‬ ‫أبعاده وله جوانبه المحددة والتى يشملها هذا المفهوم وهى‪:‬‬ ‫الجانب الجسمى – الجانب العقلى – الجانب الروحى – الجانب الوجدانى – الجانب األخالقى – الجانب‬ ‫االجتماعى – الجانب الجمالى‪.‬‬ ‫ووظيفة التربية هى تنمية هذه الجوانب فى تكامل وتوازن‪ ،‬بحيث يتكامل بعضها مع بعض وتتوازن بحيث‬ ‫ال يط ى االهتمام بجانب على حساب جانب آخر من اخصية المتعلم‪.‬‬ ‫وفى هذا المفهوم موضوع التربية هو اإلنسان ككل بجميع جوانب اخصيته وقيمه ومهاراته واتجاهاته‬ ‫وميوله‪ ،‬ثم تأتى المعرفة والمواد الدراسية فى سبيل تنمية اإلنسان كفرد ي يش وينمو داخل المجتمع والتربية‬ ‫هى وسيلة المجتمع لتكوين سلوكيات األفراد وفقا لثقافة المجتمع‪ ،‬وبذا يتمثل المجتمع فى األفراد يعش وينمو‬ ‫ويستمر فيهم‪ ،‬وبهذا تتضح أهمية عناية التربية باإلنسان الفرد من جميع جوانبه‪.‬‬ ‫فالتربية إذن تهتم باإلنسان كفرد له فرديته‪ ،‬التى هى بداية العمل التربوى من أجل تنميته المتكاملة‪ ،‬كما‬ ‫تنظر إلى اإلنسان من الناحية االجتماعية حيث أنه عضو فى مجتمع له ثقافته‪ ،‬وذل فى تكامل وتوازن بين‬ ‫المدرسة وغيرها من المؤسسات االجتماعية‪ ،‬التى تعمل كلها فى سبيل الوصول لهذا الهدف‪.‬‬ ‫وعلى ذل فإن التربية تحدث فى جميع مواقف الحياة الحقيقية‪ ،‬ويجب أن تكون وظيفية ذات صلة ببيئة‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫وبهذا نجد أن هذا المفهوم قد تميز بعدة مميزات منها‪:‬‬ ‫‪ – 1‬امول كل جوانب الشخصية اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ – 2‬تحقيق التوازن الدقيق بين جوانب الشخصية المختلفة‪.‬‬ ‫‪ – 3‬تحقيق التوازن بين الفرد والمجتمع‪ ،‬حيث أن الفرد جزءا من المجتمع يعمل لصالحه‪.‬‬ ‫‪ – 4‬يدعو إلى استم اررية التربية مدى الحياة‪.‬‬ ‫‪ – 5‬تحقيق أهداف التربية يتم بتعاون األفراد والمؤسسات االجتماعية المختلفة‪.‬‬ ‫‪ – 6‬يهتم بالناحية السلوكية الواق ية التى تترجم الجانب النظرى إلى سلوكيات‪.‬‬ ‫وبذل نجد أن هذا المفهوم قد حقق معظم اروط المفهوم الجيد للتربية‪ ،‬لذا فإنه يعد افضل مفاهيم التربية‬ ‫حتى اآلن‪.‬‬ ‫نشأة التربية وتطورها‪:‬‬ ‫وجدت التربية منذ وجد اإلنسان على سطح األره‪ ،‬فكانت التربية مرادفة للحياة نفسها‪ ،‬وكان كل فرد منذ‬ ‫نشأته يكتسب تدريجيا أساليب السلوك الفردية للحياة عن طريق التفاعل مع البيئة واالحتكاك بها‪ ،‬وكانت الحياة‬ ‫بسيطة ومباارة‪ ،‬ولم يكن للتربية وجهة معقودة‪ ،‬وكانت تقوم على أساس التقليد والمحاكاة‪ ،‬فكان الطفل يصاحب والده‬ ‫أينما ذهب بحثا عن طعام أو صيد‪ ،‬فيتعلم منه كيف يحصل على الطعام وكيف ينجو من األخطار‪ ،‬فالولد كان‬ ‫يشترك فى األنشطة الخاصة بحرفة أبيه ويقلده فيما يقوم به من أعمال‪ ،‬وكانت الفتاة تتعلم من األم فى المنزل وسائل‬ ‫إدارة المنزل وتنظيمه عن طريق التقليد والممارسة‪ ،‬وعلى ذل كانت األسرة فى المجتمعات البدائية تقوم بتدريب‬ ‫أبنائها على العادات التى تقبلها الجماعة‪.‬‬ ‫ومع دوران الحياة البسيط لم يكن الكبار فى المجتمع على وعى بعملية التعليم وكان األطفال بدورهم‬ ‫يعون بعض األمور دون إدراك بعملية التعلم‪.‬‬ ‫وعندما بدأت الحياة االجتماعية فى التعقد‪ ،‬وتراكم التراث الثقافى بما يشمله من معارف ومهارات وأفكار‪،‬‬ ‫أصبح من الصعب التعلم عن طريق التقليد والمحاكاة أو الممارسة ثم اتخذ اإلنسان الل ة كأداة أساسية فى‬ ‫التفكير والتعاون االجتماعى‪.‬‬ ‫وبظهور الكتابة بدأ اإلنسان فى تسجيل الحقائق والخبرات والمعلومات الخاصة بجميع ائون الحياة‪،‬‬ ‫وأصبحت ثقافة األجيال السابقة ضرورية لتربية الجيل الحاضر‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ثم قامت األسرة بوظيفة تربوية جديدة وهى االهتمام بالتعليم كعملية مقصودة‪ ،‬وكان يقوم بها اآلباء واألمهات‬ ‫واألقرباء‪ ،‬وكبار أفراد األسرة أو العشيرة نحو ص ارها‪ ،‬حتى ال تضيع خبرات الجماعة التى كان معظمها يتركز فيما‬ ‫يتصل بالنواحى الدينية‪.‬‬ ‫واستمرت تربية الص ار تتم عن طريق المشاركة فى حياة الجماعة عدة قرون‪ ،‬وبالرغم من تراكم‬ ‫المعارف والمهارات‪ ،‬وزيادة االهتمام بعملية التعلم‪ ،‬إال أن األسرة ظلت تضطلع بجميع الوظائف حيث لم يكن‬ ‫هناك أى تخصص‪ ،‬واستمرت األسرة وحدها فى تحمل مسئوليات تربية أبنائها وإعدادهم للحياة‪ ،‬وبتقدم أساليب‬ ‫الحياة‪ ،‬وأنواع المعرفة أخذ المجتمع ينتزع من األسرة هذه الوظيفة تدريجيا‪ ،‬وتم إنشاء مؤسسات خاصة للقيام‬ ‫بها كالمدارس والمعاهد ثم الجامعات‪..‬الخ‪ ،‬وأنشأ إدارات وهيئات لإلاراف عليها مثل و ازرة التربية والتعليم‪.‬‬ ‫وفى ا لوقت الحاضر تخلت األسرة عن كثير من مسئولياتها التربوية نتيجة للتقدم والتطور‪ ،‬وأسندت‬ ‫لمؤسسات اجتماعية أخرى كدور الحضانة‪ ،‬والمدارس‪ ،‬والمؤسسات الدينية‪ ،‬ومع ذل فمازالت األسرة عامال من‬ ‫أهم عوامل التربية ووسائطها‪.‬‬ ‫وتعتبر المدرسة هى المؤسسة المتخصصة فى تربية النشء بعد أن قامت األسرة من قبل بدورها فى‬ ‫تنشئتهم االجتماعية‪.‬‬ ‫وقد مرت المدرسة بأطوار متتالية حتى أصبحت كما هى اآلن‪ ،‬وحينئذ تم رصد األموال وأعد المعلمون‬ ‫واإلداريون والفنيون‪ ،‬والمتخصصون فى ائون التربية‪ ،‬ووسائل التعليم‪ ،‬ووضعت لتنظيمها القوانين واللوائح‬ ‫والق اررات‪.‬‬ ‫وهنا تقترن التربية بالمدرسة كمؤسسة اجتماعية تعنى بالنشء وتعدهم للحياة ويعرف هذا بالتربية‬ ‫المدرسية (المقصودة) فى حين أن التربية التى تستخدم وسائط أخرى غير المدرسة تعرف بالتربية الالمدرسية‬ ‫(غير المقصودة) وهذه الوسائط تتعدد وتتنوع فى أساليبها ودرجة تأثيرها فى تربية الفرد‪.‬‬ ‫وقد مرت التربية بتطورات هامة على مر العصور‪ ،‬وكان هذا التطور نتيجة التحوالت االجتماعية من‬ ‫جانب واتساع النظرة العلمية إلى ميدان التربية من جانب آخر ومن هذه التطورات‪:‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ – 1‬انتقال التربية من مرحلة الجهود المبعثرة غير المنظمة عندما كانت مسئولية األسرة وغيرها من قطاعات‬ ‫المجتمع‪ ،‬إلى مرحلة الجهود المنظمة التى يتم التخطيط من أجلها وتصدر بشأنها القوانين والتشريعات‬ ‫التى تنظمها وترسى قواعدها‪ ،‬فظهرت المدرسة كمؤسسة تربوية رسمية‪ ،‬كما ظهر إلى جانب األسرة‬ ‫المؤسسات الدينية والعسكرية واالقتصادية‪.‬‬ ‫‪ – 2‬انتقلت التربية من مرحلة تعليم القلة والصفوة إلى تعليم جماهير الشعب‪ ،‬فقد كانت تقتصر فى الماضى‬ ‫على فئة من الناس قادرة اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬أما اآلن فقد أصبحت التربية حقا لكل إنسان‪.‬‬ ‫‪ – 3‬انتقلت التربية من كونها عملية تعليمية تقليدية تعنى بالحفظ واالستظهار إلى كونها عملية ثقافية دينامية‬ ‫تعنى باإلنسان عناية ااملة من جميع جوانب الشخصية‪.‬‬ ‫‪ – 4‬انتقلت التربية من كونها عملية مرحلية تنتهى عند مرحلة تعليمية معينة أو زمن معين إلى كونها عملية‬ ‫مستمرة مدى حياة اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ – 5‬انتقلت التربية من كونها عملية يقوم بها أى فرد (مهنة من ال مهنة له) إلى كونها عملية مهنية تتطلب اإلعداد‬ ‫والمران قبل ممارستها‪ ،‬وهكذا تتزايد النظرة إلى التربية كمهنة لها احترامها‪.‬‬ ‫الفرق بين التربية والتعليم‪:‬‬ ‫يتم الخلط كثي ار بين التربية والتعليم وقد يرجع ذل إلى ترجمة كلمة ‪ Education‬عن اإلنجليزية‪ ،‬فهى‬ ‫تترجم أحيانا على أنها تربية وأحيانا أخرى على أنها تعليم‪.‬‬ ‫وتتضمن التربية بمعناها الواسع كل عملية تساعد على تشكيل الفرد اإلنسان جسميا وعقليا وخلقيا‪،‬‬ ‫باستثناء ما قد يتدخل فى هذا التشكيل من عمليات تكوينية أو وراثية‪ ،‬وهى بهذا المعنى تعنى التنشئة‬ ‫االجتماعية المتكاملة للفرد‪.‬‬ ‫وتعنى التربية بمعناها الضيق غرس المعلومات والمهارات المعرفية من خالل مؤسسات معينة أنشئت لهذا‬ ‫ال ره كالمدارس مثال‪ ،‬وهى بهذا المعنى تصبح مرادفة للتعليم‪ ،‬أى أن التعليم جانب جزئى من جوانب التربية‬ ‫يقتصر على تنمية الجانب العقلى والمعرفى‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫والتربية إذن عملية ت يير مستمرة ال تقف عند مرحلة زمنية معينة من عمر اإلنسان بل ينب ى أن تتم‬ ‫التربية بالنسبة للفرد فى أى وقت من عمره‪ ،‬وفى أى مكان داخل البيئة التى ي يش فيها‪ ،‬لذا فالتربية ال تتم‬ ‫داخل المدرسة فقط ولكن – كما سبق – يمكن أن تتم داخل جميع األنظمة والمؤسسات االجتماعية التى‬ ‫ي ي ش فيها اإلنسان‪ ،‬أى أن التربية تتم خالل مواقف الحياة المختلفة‪ ،‬سواء منها ما كان داخل المدرسة أو‬ ‫خارجها‪.‬‬ ‫وبهذا المعنى يمكن أن يكون المعلم فى العملية التربوية معلما أو زميال أو أبا أو أما‪ ،‬أو أى اخص من‬ ‫األاخاص فى المجتمع يشارك فى تحقيق أهداف العملية التربوية مهما كان عمله‪.‬‬ ‫أى أن العمل التربوى يمكن أن يساهم فيه الجميع الوالدان أو األقارب أو األصدقاء أو رجال اإلعالم ‪...‬‬ ‫الخ كما أن العمل التربوى يمكن أن يتم فى أى مكان مثل المدرسة أو المنزل أو النادى أو أجهزة اإلعالم‪.‬‬ ‫أما التعليم فهو جزء من العملية التربوية ينب ى أن يتوفر له معلم وتلميذ ويحث المعلم التلميذ على التعلم‪،‬‬ ‫أى أن التعليم نوع من النشاط طرفاه معلم وتلميذ‪ ،‬يتفاعالن بهدف نقل معارف معينة أو التدريب وزيادة‬ ‫المهارة على اح معين‪ ،‬وعندما تنتقل هذه المعارف إلى التلميذ أو عندما تزيد مهارة التلميذ يتحقق الهدف من‬ ‫يكون التعلم قد تم ويتم التعليم عادة فى المدرسة‪ ،‬ويكون معنى المدرسة فى هذه‬ ‫الموقف التعليمى‪ ،‬وبذل‬ ‫الحالة المكان الذى يوجد فيه المعلم والتلميذ والمادة الدراسية والرغبة فى إتمام التعلم‪ ،‬وحين تتوفر هذه‬ ‫العناصر يتم التعليم داخل المبنى المدرسى أو فى المنزل أو فى الرحلة على اعتبار أن المادة التعليمية‬ ‫عنصر أساسى من عناصر الموقف التعليمى‪.‬‬ ‫وعلى ذل فالتربية أامل وأعم من التعليم‪ ،‬فهو مفردة من مفردات العملية التربوية فالتربية تشتمل على‪:‬‬ ‫التعليم – التعلم – المعرفة – المهارة – القيم – العادات‪...‬الخ‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن التعليم وسيلة تقود للتربية وليس بالضرورة تحدثها‪ ،‬والتعليم عملية قصدية ترتبط بمكان وزمان‪ ،‬لكن‬ ‫التربية يمكن أن تحدث فى أى مكان وتحت أى ظروف‪ ،‬وللتعليم قوانين تحدثه وتنظمه‪.‬‬ ‫واألهداف التربوية كذل أعم وأامل من األهداف التعليمية‪..‬‬ ‫فاألولى‪ :‬تنصب على أوضاع التربية ونواحيها فى المجتمع بصفة عامة‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫والثانية‪ :‬تختص بما يدور فى العملية التعليمية‪ ،‬وما ينب ى تحقيقه بالنسبة للتعليم المدرسى أو النظامى‬ ‫كأحد وسائط التربية فى المجتمع‪.‬‬ ‫خصائص عملية التربية‪:‬‬ ‫يقوم المجتمع اإلنسانى بعملية التربية كضرورة من أجل فائدة الفرد وفائدة المجتمع‪ ،‬وهناك مؤسسات تقوم‬ ‫بهذه المهمة‪ ،‬والعملية التربوية ذات عالقة بكل من الفرد والمجتمع والثقافة‪ ،‬وهناك خصائص تميز العملية‬ ‫التربوية تستمدها من واقع عالقاتها المختلفة‪ ،‬ومن هذه الخصائص‪:‬‬ ‫‪ – 1‬التربية عملية إنسانية‪:‬‬ ‫فالتربية عملية تشكيل أفراد إنسانيين‪ ،‬فهى ال تتم إال على أفراد إنسانيين‪ ،‬وعن طريق أفراد إنسانيين أى‬ ‫أن المعلم إنسان والمتعلم إنسان فالتربية نتاج التفاعل اإلنسانى ‪ ،‬أى تفاعل اإلنسان مع بيئته الطبي ية‬ ‫واالجتماعية‪.‬‬ ‫والمهارات التى يكتسبها الحيوان عن طريق التعليم أو التدريب ال يمكن أن تسمى تربية‪ ،‬ألنها ليست‬ ‫جزءا من ثقافة‪ ،‬وال يستطيع الحيوان أن ينقلها بنفسه إلى جيل آخر‪.‬‬ ‫ولم يستطع اإلنسان البدائى أن يتعلم مباارة من الطبيعة إال بعد اختراع الل ة التى مكنته من أن يكون‬ ‫ثقافة ينقلها عبر األجيال‪ ،‬فالمجتمع اإلنسانى يتميز عن غيره من المجتمعات غير اإلنسانية بعملية التعلم‬ ‫عن طريق انتقال الخبرة باالتصال الل وى واستخدام الرموز والتفكير وإدراك العالقات والتصور‪ ،‬وهذه الميزة‬ ‫ينفرد بها اإلنسان‪ ،‬كما أن اإلنسان ال يستطيع أن ي يش ويتعلم فى بيئة خالية من آثار الكبار وثقافتهم حيث‬ ‫ينقل الكبار خبراتهم إلى الص ار‪.‬‬ ‫‪ – 2‬التربية عملية اجتماعية‪:‬‬ ‫فالتربية ال تتم فى فراغ وإنما يلزم لحدوثها مجتمع إنسانى‪ ،‬ووجود المجتمع اإلنسانى هو الذى حتم وجود العملية‬ ‫التربوية‪ ،‬وغاية التربية فى النهاية إعداد الفرد للحياة االجتماعية‪ ،‬حيث تقوم التربية بتحويل الفرد من كائن حى‬ ‫بيولوجى إلى إنسان اجتماعى ليصبح فردا صالحا فى المجتمع يستطيع أن يسهم بأسلوب إيجابى فى المجتمع الذى‬ ‫‪16‬‬ ‫ي يش فيه‪ ،‬فالتربية حلقة تصل بين الفرد وبين المجتمع‪ ،‬ولكل مجتمع نظامه وأهدافه‪ ،‬والتربية هى أداة المجتمع‬ ‫لتنشئة أفراده تنشئة تضمن تكيفهم مع هذا النظام وتبصرهم بهذه األهداف‪.‬‬ ‫‪ – 3‬التربية عملية مستمرة‪:‬‬ ‫إذا كا نت التربية عملية تشكيل األفراد اإلنسانيين‪ ،‬فإن هذا التشكيل يحدث طوال حياة اإلنسان‪ ،‬ويختلف‬ ‫عمق هذا التشكيل من مرحلة إلى أخرى‪ ،‬فيكون أكثر عمقا فى مرحلتى الطفولة والمراهقة – وهى المرحلة‬ ‫التى تتركز فيها العملية التعليمية – ولكنه يستمر حتى نهاية حياة الفرد‪.‬‬ ‫وباعتبار التربية عملية اكتساب خبرات‪ ،‬فإن اإلنسان يستمر فى اكتساب هذه الخبرات مادام مستم ار فى‬ ‫تفاعله مع المجتمع‪ ،‬وأصبح مفهوم التربية المستمرة من المفاهيم التى تحتمها الظروف المت يرة التى تمر بها‬ ‫المجتمعات الحديثة‪ ،‬لذا أصبحت التربية مدى الحياة حيث ال ينقطع الفرد عن التعلم بعد انتهائه من المراحل‬ ‫التعليمية‪ ،‬ولكنه يستمر فى التعلم من خالل وسائط التربية األخرى الموجودة فى المجتمع‪.‬‬ ‫‪ – 4‬التربية عملية نشاط‪:‬‬ ‫فالتربية ليست عملية وراثية ‪ ،‬ولكنها عملية اكتساب خبرات نتيجة تفاعل الفرد مع البيئة المحيطة به‪،‬‬ ‫والبد أن ينشط الفرد للحصول على هذه الخبرات‪ ،‬إذن البد أن يحدث نشاط من المعلم والمتعلم حتى تتم‬ ‫عملية التربية‪ ،‬وكلما نشط الفرد للحصول على الخبرة‪ ،‬كلما زاد عمق هذه الخبرة‪ ،‬وكلما كان أثرها أقوى على‬ ‫سلوكه‪ ،‬وهذا ما أكدته نظرية التربية عن طريق النشاط‪.‬‬ ‫‪ – 5‬التربية عملية نمو‪:‬‬ ‫تعمل التربية على نمو الفرد اإلنسان نموا متكامال من جميع جوانب الشخصية المختلفة‪ :‬الجسمى‬ ‫والعقلى والروحى والوجدانى واألخالقى واالجتماعى والجمالى‪ ،‬وتهدف التربية إلى تنمية القوى والطاقات‬ ‫الموجودة فى الفرد بما يحقق صالح الفرد وصالح الجماعة‪ ،‬ثم إكسابه قيم وعادات واتجاهات المجتمع وطرق‬ ‫التفكير الصالحة التى تؤدى إلى نمو اخصيته بحيث يصبح أكثر قدرة وكفاءة بحيث يساهم فى نقل التراث‬ ‫الثقافى وتنقيته وتنميته‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ونمو األفراد يحقق نموا اامال فى المجتمع من جميع نواحيه االقتصادية‪ ،‬السياسية‪ ،‬االجتماعية‪...‬الخ‪،‬‬ ‫تنمية متوازنة‪ ،‬كما يؤدى إلى النمو الثقافى المتكامل‪،‬حيث أن التربية عملية نمو متكامل للفرد والمجتمع‬ ‫والثقافة‪ ،‬فهد التربية هو النمو وكل نمو يؤدى إلى مزيد من النمو‪ ،‬فالنمو عملية مستمرة والتربية أيضا عملية‬ ‫مستمرة‪.‬‬ ‫‪ – 6‬التربية عملية تغير مستمر‪:‬‬ ‫تحدث التربية ت ي ار فى سلوكيات األفراد باعتبارهم أعضاء فى المجتمع بما يؤدى إلى سعادتهم وسعادة‬ ‫مجتمعهم‪ ،‬وقد تت ير هذه السعادة بت ير الزمن‪.‬‬ ‫والتربية السليمة تتم فى أى موقف‪ ،‬ال ترتبط بزمان معين أو بمكان محدد‪ ،‬فهى تتم فى أى موقف من‬ ‫مواقف الحياة فى أى مرحلة من مراحل عمر اإلنسان‪.‬‬ ‫واإلنسان باعتباره موضوع التربية ومحور اهتمامها يت ير فسيولوجيا بمرور الزمن‪ ،‬وتحدث التربية ت ي ار‬ ‫مستم ار فى قدرات وإمكانات اإلنسان‪ ،‬وقد تتشكل التربية بحيث تتمشى مع الت يرات الحادثة فى اإلنسان لكى‬ ‫تستطيع التأثير عليه‪.‬‬ ‫وحيث أن المجتمع يتكون من أفراد فإنه يت ير بت يرهم‪ ،‬كما تت ير متطلبات المجتمع من أفراده من وقت‬ ‫آلخر مما يتطلب ت ير األهداف التربوية‪.‬‬ ‫والثقافة باعتبارها أحد موضوعات التربية تت ير باستمرار بت ير األفراد‪ ،‬بما يضيفونه إليها من تجديد‬ ‫وتطوير‪ ،‬وما يعدلونه أو يحذفونه منها‪.‬‬ ‫لذا فإن من أهم خصائص العملية التربوية الت ير المستمر الذى يحدث كنتيجة للت ير الحادث فى كل‬ ‫من الفرد والمجتمع والثقافة‪.‬‬ ‫ضرورة التربية ‪:‬‬ ‫يمكن لنا تبين ما هي عليه التربية من ضرورة‪ ،‬من خالل النقاط التالية‪:‬‬ ‫‪ – 1‬استمرار المجتمعات وتجددها‪:‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ألمحنررا إلرري اررح مررن هررذا فرري الجررزء السررابق‪ ،‬ونزيررد عليرره برردعوت إلرري أن تتأمررل بعررض الفررروق الترري‬ ‫تمي ررز المجتمع ررات اإلنس ررانية ع ررن التجمع ررات الحيواني ررة‪ ،‬فس رروف تج ررد أن المجتمع ررات اإلنس ررانية تح رررص عل ررى‬ ‫اسررتمرارها وتجررددها‪ ،‬وال يكررون ذلر باسررتمرار أفرادهررا ككائنررات بيولوجيررة‪ ،‬ولكررن عررن طريررق اسررتمرار مررا يميزهررا‬ ‫ويجمررع بررين أفرادهررا مررن خصررائص وقرريم وعررادات وتقاليررد وأفكررار وعلرروم ونظررم واتجاهررات‪.‬أمررا فرري التجمعررات‬ ‫الحيوانيررة‪ ،‬فقررد ال يحترراج األمررر من ر إلرري جهررد كبيررر فرري مالحظررة أن كررل جيررل يكرررر مررا كرران عليرره الجيررل‬ ‫السابق‪ ،‬حتى لتمر قرون وسلوك كل حيوان يتطابق تمام التطابق مع سلوك مثيله في عصور سابقة‪.‬‬ ‫ولعل أبرز ما يكمن وراء هذا‪ ،‬هو ما وهبه المولى عز وجل لإلنسان من "عقل" يستطيع أن يحفظ ما‬ ‫يصرل إليره فرري ذاكرتره‪ ،‬ووهبرره مرن مرونررة وقردرة علررى الرتعلم بحيررث يسرتفيد مررن هرذا الررذي سربق أن مررر بره مررن‬ ‫خب ررة فرري التعامررل فيمررا يلررى مررن وقررائع وخب ررات‪ ،‬فررإذا بيومرره يجررح أفضررل مررن أمسرره‪ ،‬ويحرردث تطررور وتقرردم‬ ‫ملحوظين‪.‬‬ ‫ومن هنا لم يكن للتجمعات الحيوانية أى ترراث يمكرن أن تنقلره األجيرال السرابقة لألجيرال الالحقرة‪ ،‬فرإذا‬ ‫قمنا بتدريب حيوان كالكلب مرثال تردريبات معينرة نتيجرة لمثيررات معينرة‪ ،‬كمرا نررى فري تردريبات الحيوانرات التري‬ ‫نراها في "السيرك"‪ ،‬فإن هذا الكلب ال يستطيع أن ينقل هذا التدريب إلي أبنائه‪ ،‬وكان علينا أن نعلم أبناءه هذا‬ ‫العمل‪ ،‬إذا أردنا ذل ‪ ،‬على تكرار األجيال‪.‬‬ ‫فالحيرراة اإلنس ررانية إذن تتج رردد وتنم ررو ويض ررطرد تق رردمها ع ررن طري ررق نق ررل التررراث الثق ررافي م ررن األجي ررال‬ ‫السررابقة إلرري األجيررال الالحقررة‪ ،‬ويقرروم كررل جيررل إنسرراني باإلضررافة إليرره والحررذف منرره والت ييررر فيرره والتصررحيح‬ ‫والتطوير‪ ،‬ونظرة إلري الحضرارة اإلنسرانية التري ي يشرها اإلنسران فري الوقرت الحاضرر تعطينرا فكررة واضرحة عرن‬ ‫التراث اإلنسانى المتراكم الذي نستمتع به والذى انتقل إليها عبر آالف السنين من جيل إلي جيل‪.‬‬ ‫وتتضرح أهميرة النقرل الثقرافي إذا مرا افترضرنا أن جماعرة مرن الجماعرات اإلنسرانية اسرتطاع مرره مرن‬ ‫األم رراه أن يقضررى علررى جميررع أف رراد الجيررل الكبيررر فيهررا تاركررا الجيررل الجديررد وهررو ال ي رزال فرري طررور فرديترره‬ ‫البيولوجية‪ ،‬ينتج عن ذل أن يبدأ الجيل الجديد من حيث بدأ الجنس البشرى كله ويمر في الحضارة اإلنسرانية‬ ‫مبتدئا بالبداية األولى‪.‬ومن حسرن الحرظ أن أعمرار األفرراد اإلنسرانيين متداخلرة فيمرا بينهرا‪ ،‬فرال يمروت جيرل إال‬ ‫‪19‬‬ ‫ويكررون هنرراك جيررل آخررر فرري دور التكرروين‪ ،‬وجيررل ثالررث فرري دور التنشررئة األولررى‪ ،‬وهكررذا نجررد أن المجتمعررات‬ ‫اإلنسررانية علررى أسرراس هررذا التررداخل فرري األعمررار ال تواجرره مشرركلة مرروت أف رراد جيررل منهررا دفعررة واحرردة وبررال‬ ‫استثناء‪.‬‬ ‫وإذا كرران هررذا النقررل الثقررافي ضرررورة اجتماعيررة لبقرراء المجتمعررات واسررتمرارها‪ ،‬فالتربيررة هرري وسرريلة هررذا‬ ‫النقررل‪ ،‬ونقصررد هنررا التربيررة بمعناهررا العررام‪ ،‬أي بررالمعنى الررذي يجعررل منهررا العمليررة الترري يسررتطيع بهررا األفرراد أن‬ ‫يكتسرربوا أنماطررا مررن السررلوك تيسررر لهررم التعامررل مررع أف رراد المجتمررع الررذي ي يشررون فيرره‪ ،‬وبررذل تكررون التربيررة‬ ‫ضرورة اجتماعية ال مناص عنها‪ ،‬إذ بدونها تذبل المجتمعات وتضمحل‪ ،‬وقد تنوى وتمحى من الوجود‪.‬‬ ‫‪ – 2‬بناء مجتمع المعرفة‪:‬‬ ‫فللتربية دور خطير وهام في هذا السباق الدائر بين األمم من عالمنا المعاصر من أجل التقدم العلمى‬ ‫واالقتصادى‪ ،‬والتفوق السياسى والعسكرى‪.‬‬ ‫وتفسررير ذل ر أن قرروة أيررة دولررة ال تقرراس فقررط بمررا تملكرره مررن أدوات وأسررلحة حربيررة متفوقررة‪ ،‬وأسرراليب‬ ‫تكنولوجية وإيديولوجية متماسكة‪ ،‬وإنما تقاس في الدرجة األولرى بمرا تملكره مرن قروة بشررية واعيرة مدربرة‪ ،‬تكرون‬ ‫مصررد ار مسررتم ار لإلنترراج الس رريع والمررتقن‪ ،‬ولالبتكررار والتجديررد‪ ،‬وللتنظرريم والتنسرريق‪ ،‬وللتطرروير والت ييررر‪ ،‬فررالقوة‬ ‫العسركرية والتفرروق العلمررى والتماسر السياسررى‪ ،‬كلهرا رهررن بمررا يتروافر ألفرراد المجتمرع مررن معرفررة ووعررى ومهررارة‬ ‫وتنظيم‪ ،‬وكلها من نتائج التعليم – بهذا المعنى – فري االرتفراع بمسرتوى األمرم مرن مسرتوى إلري مسرتوى أفضرل‬ ‫وأعلى‪ ،‬وفي تحقيق اإلنجازات الوطنية في أقل وقت ممكن‪ ،‬وفي إسقاط عوامل التخلف وإحرالل مقومرات القروة‬ ‫مكانها‪.‬ولعل مثال بعض المجتمعرات اآلسريوية‪ ،‬مثرل ماليزيرا‪ ،‬وكوريرا الجنوبيرة‪ ،‬والصرين‪ ،‬والهنرد‪ ،‬يعتبرر أكبرر‬ ‫برهان على الدور الذي يمكن أن يل به التعليم في كل هرذا‪ ،‬فقرد اسرتطاعت هرذه الردول‪ ،‬فري خرالل فتررة قصريرة‬ ‫أن تستبدل بالضرعف قروة‪ ،‬وبرالتخلف تقردما‪ ،‬وبالتفكر تماسركا‪ ،‬وكران التعلريم مرن أدواتهرا الرئيسرية فري كرل هرذه‬ ‫العمليات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ومررن المسررلمات أيضررا أن التقرردم الصررناعى واالقتصررادى وإزديرراد المعرفررة اإلنسررانية الترري كشررفت كثي ر ار‬ ‫عن قدرة اإلنسران علرى الت ييرر‪ ،‬قرد جعلرت النراس يفطنرون تمامرا إلري أن الجهرل هرو ألرد أعرداء اإلنسرانية‪ ،‬وأنره‬ ‫‪20‬‬ ‫أاررد بررالء مررن الفقررر والمررره اللررذين يترتبرران فرري أكثررر األح روال عنرره‪ ،‬ومررن ثررم أصرربحت المدرسررة اليرروم عرردة‬ ‫الجماعررة وسررالحها فرري محاربررة األدواء الترري تشرركو منهررا اإلنسررانية‪ ،‬والوسرريلة الفعالررة الترري اصرطنعتها أيررة أمررة‬ ‫للنهوه والتقدم‪.‬ولسنا بحاجة إلي التردليل علرى ذلر مررة أخررى‪ ،‬فهرذه حقيقرة واضرحة تشرير إليهرا أمثلرة كثيررة‬ ‫مثل نهضة اليابان وألمانيا‪ ،‬بعد فترة وجيزة من انتهاء الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيرث دمررت تلر الحررب الكثيرر‬ ‫من مقومات الدولتين‪ ،‬لكنهما استطاعتا أن تنهضا في أقل زمن ممكن‪.‬‬ ‫‪ – 3‬الحفاظ على هوية المجتمع‪:‬‬ ‫فعندما نتحدث عن التربية كضرورة لبقاء المجتمعات واسرتمرارها وتطورهرا وإنمائهرا‪ ،‬فإنره ينب رى عليهرا‬ ‫أن نلقى الضوء على أهمية الردور الرذي يمكرن أن تقروم بره التربيرة فري الحفراي علرى هويرة المجتمرع واخصريته‬ ‫الترري تكونررت نتيجررة ترراريخ طويررل مررن األحررداث الفكريررة والثقافيررة والعلميررة واالجتماعيررة‪ ،‬فهويررة المجتمررع هرري‬ ‫حضارته وعقيدته وعاداتره وتقليرده وقيمره األخالقيرة وفنونره وآدابره وعلومره مجتمعرة‪ ،‬لرذل فرإن المحافظرة علرى‬ ‫هوية المجتمع ونقلها من جيل إلي جيل تصبح مطلبا أساسيا في حياة المجتمعات تساهم التربية في تحقيقه‪.‬‬ ‫ويؤكر ررد علمر رراء األجنر رراس أن هوير ررة المجتمر ررع ال يرثهر ررا اإلنسر رران كمر ررا ير رررث صر ررفاته البيولوجير ررة مر ررن‬ ‫الكروموزومررات والخاليررا والجينررات‪ ،‬فهويررة المجتمررع وت ارثرره تتكونرران علررى مررر الترراريخ مررن تراكمررات الحضررارات‬ ‫المتعاقبة واألحداث التاريخية التي عاارها المجتمرع منرذ مئرات السرنين‪ ،‬بجانرب هرذا‪ ،‬فرإن هويرة المجتمرع تنتقرل‬ ‫من جيل إلري جيرل آخرر عرن طريرق أبنائره‪ ،‬وإذا أهمرل أبنراء المجتمرع الواحرد فري نقرل ت ارثره مرن جيرل إلري جيرل‬ ‫فإن هويته يصيبها الهزال‪ ،‬ثرم تردريجيا تفقرد تلر الهويرة قوتهرا وحيويتهرا فري حيراة المجتمرع‪ ،‬ومرن هرذا المنطلرق‬ ‫يمكننا أن نطرح سؤالين هامين لكى تحدد إجابتها مسئولية التربيرة والردور الرذي ينب رى أن تقروم بره فري الحفراي‬ ‫على هوية المجتمع وتراثه‪.‬‬ ‫األول هررو‪ :‬هررل الحفرراي علررى هويررة المجتمررع وت ارثرره يرردخل ضررمن المسررئوليات التررى تتحملهررا التربيررة‬ ‫وتعنى بها؟‬ ‫تقتضى اإلجابة علرى هرذا السرؤال أن نؤكرد علرى الفرضرية التري طرحهرا "جران جراك روسرو" (‪– 19.5‬‬ ‫‪ ).198‬المفكررر والفيلسرروف الفرنسررى الحررائز لجررائزة نوبررل لررألدب‪ ،‬وهرري أن اإلنسرران صررانع تاريخرره‪ ،‬وأن إرادة‬ ‫‪21‬‬ ‫األمم هي التي تبنى حضاراتها وهويتها‪ ،‬ومن هرذه الفرضرية يمكننرا القرول برأن اإلنسران هرو الرذي ينقرل أحرداث‬ ‫تاريخه ويحمل حضارته من جيل إلي آخر‪ ،‬ومن ثم فرإن التربيرة إذا أحسرن توجيههرا تصربح األداة الفعالرة التري‬ ‫عررن طريررق التعلرريم المنررتظم يمكررن لهررا نقررل ت رراث المجتمررع وهويترره وغرسررهما فرري حيرراة الم رواطنين عررن طريررق‬ ‫المدارس والمعاهد والجامعات وغيرها من المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫والسؤال الثاني هو‪ :‬ما دامت التربية مسئولة ضمنا عن نقل ترراث المجتمرع والحرافظ علرى هويتره‪ ،‬فمرا‬ ‫هي الخطوات التي تتبعها التربية لتحقيق ذل ؟‬ ‫هنرراك أربررع خط روات يمكررن اتباعهررا وهرري‪ :‬أوال‪ ،‬أنرره ينب ررى علررى المربررى أن يتعرررف علررى واقررع هويررة‬ ‫المجتمرع وت ارثرره الفكرررى والحضررارى حترى يمكنرره أن يوجرره الدارسررين توجيهررا صرحيحا إلرري كيفيررة التمسر بهويررة‬ ‫مجتمعهم والعمل على الحفاي علرى ترراثهم‪ ،‬وثانيرا‪ ،‬أن تتكيرف التربيرة بهويرة المجتمرع‪ ،‬وتعرد المرواطنين لعمليرة‬ ‫التطبي ررع االجتم رراعى‪ ،‬فهوي ررة المجتم ررع وت ارث رره يعتبر رران ارف رردين ه ررامين ف رري تحدي ررد البر ررامج والمن رراهج والخط ررط‬ ‫التعليميررة‪ ،‬وثالثررا‪ :‬أن تعمررل التربيررة علررى البحررث ف ري الطرررق والوسررائل العمليررة الترري يمكررن عررن طريقهررا تعرررف‬ ‫ال رردارس عل ررى هوي ررة وتر رراث المجتم ررع والعم ررل عل ررى المحافظ ررة علي رره‪ ،‬ورابع ررا‪ ،‬أن تتع رراون الم رردارس والمعاه ررد‬ ‫والجامعات مع المؤسسات االجتماعية واإلعالمية الحكومية منها واألهلية للمساهمة في توطيد أركان المجتمع‬ ‫في حياة المواطنين‪.‬‬ ‫‪ – 4‬دورها في الضبط االجتماعى‪:‬‬ ‫وللتربيرة دورهرا فري أكثرر العمليرات االجتماعيرة ضررورة وخطرورة‪ ،‬أال وهري عمليرة الضربط االجتمراعى‪،‬‬ ‫ويقصررد بالضرربط االجتمرراعى مررا تضررعه الجماعررة مررن معررايير وقيررود وتنظيمررات تطبررق علررى جميررع األفرراد مررن‬ ‫أج ررل أن تض ررمن للجمي ررع ممارس ررة حريت رره دون أن يض ررر بحري ررة اآلخر ررين‪ ،‬ويظ ررن كثي رررون أن الض رربط ين ررافي‬ ‫الحري ررة‪ ،‬وأن الف رررد يتمت ررع بالحري ررة بالنس رربة الت رري يختف رري فيه ررا الض رربط‪ ،‬لك ررن الحقيق ررة تق ررول عك ررس ذلر ر ‪ ،‬ألن‬ ‫التصرف بحرية مطلقة دون ضربط ال برد أن يرؤدى فري النهايرة إلري أن تختفري هرذه الحريرة‪ ،‬ألن المنطرق الرذي‬ ‫سرروف يسررود هررو أن تكررون الحريررة لألقرروى‪ ،‬وكررل قرروى لرره مررن هررو أقرروى منرره‪ ،‬ممررا يمكررن أن يكررون المجتمررع‬ ‫محكوما بنفس القانون الذي يحكم ال ابة ال البشر‪ ،‬وإذا كانت هناك "قوانين" متعرددة المجراالت واألغرراه مرن‬ ‫‪22‬‬ ‫أجل الضبط االجتماعى‪ ،‬فكلها جميعا يمكن أن تسرمى بالضربط الخرارجى‪ ،‬أي النراتج عرن خروف أو طمرع فري‬ ‫قوة خارج اإلنسان‪ ،‬وهذا الضبط الخارجى‪ ،‬على أهميته وضررورته‪ ،‬ال يكفري وحرده‪ ،‬إذ ال برد مرن الوجره اآلخرر‬ ‫للضبط أال وهو الضبط الداخلى‪ ،‬عندما يكون الوازع نابعا من قناعات الفرد وضميره‪ ،‬وفي هذا المجال بصرفة‬ ‫خاصة تبرز التربية كأحد أهم القوى فاعلية عندما تعتمد على الدين خاصة‪.‬‬ ‫وينظر علماء االجتماع إلي التربية باعتبارها نمطا رئيسيا من أنماط الضبط االجتمراعي فري المجتمرع‬ ‫المعاصر‪ ،‬ويرجع هذا إلي ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ -‬أن التعل رريم الرس ررمي ف رري المجتمع ررات المعاصر ررة يه ررتم بتوص رريل المعرف ررة المنظم ررة‪ ،‬وتزوي ررد الف رررد بالمه ررارات‬ ‫والخبرات العملية التي تسراعد علرى رفرع مها ارتره‪ ،‬بحيرث يسرتطيع أن يحقرق توقعرات الردور مرن اراغليه‪ ،‬أو أن‬ ‫يحق ررق لنفس رره توقعات رره (الت رري تحكمه ررا تطلعات رره م ررن ار ر ل ال رردور)‪ ،‬وب ررذل تمكن رره قدرت رره عل ررى تحقي ررق أهداف رره‬ ‫وطموحاته من ا له للدور باتباع وسائل رسمية دون اللجوء لوسائل أخرى غير مشروعة‪.‬‬ ‫‪ -‬كما أن التربية تساعد على تنظيم السلوك بتلقين الفرد توقعات المجتمع السلوكية منره‪ ،‬وغررس قريم المجتمرع‬ ‫ومعاييره واتجاهاته لدى األفراد‪ ،‬ويتحقق ذل على مستوى وسائل التربية عامة‪ ،‬وعلرى مسرتوى التعلريم الرسرمى‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫‪ -‬كما أنه نتيجة إلاراف المجتمعات وسيطرتها علرى نسرق التربيرة الرسرمى فري معظرم المجتمعرات المعاصررة‪،‬‬ ‫فقد أصبحت اإلدارة المركزية للمجتمع تتحكم في مضمون المعرفة والمنراهج وطررق التردريس وتحديرد الوظرائف‬ ‫المرتبطررة برردور المرردرس والجامعررة والمرردرس واختيررار الم ارجررع الد ارسررية وتحديررد مضررمون المعرفررة الترري تقرردم‬ ‫للتلميذ‪ ،‬سواء كان المضمون علميا أو أخالقيا‪ ،‬وقد ساعد ذل على جعل التعليم الرسمى أداة فعالة فري تزويرد‬ ‫األف رراد بررالقيم والمعررايير المسررتحدثة‪ ،‬والترري تناسررب المعررارف والمعلومررات الجديرردة‪ ،‬إضررافة إلرري تلقينرره الثقافررة‬ ‫المتوارثة‪ ،‬وهرذا مرا يمكرن مرن حرل التناقضرات وصرور التروتر التري يمكرن أن يتعرره لهرا التلميرذ خرالل م ارحرل‬ ‫تنشئته‪ ،‬والتي تترك أثرها على سلوكه‪ ،‬وبذل تهيح التربية الرسمية الظروف لدعم عوامل الضبط االجتماعى‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪ – 5‬ضرورتها للنهوض الحضارى وترقى المجتمع‪:‬‬ ‫‪ -‬ذل أن تاريخ األمم والشرعوب يبرين لنرا بجرالء أن المجتمعرات التري أولرت اهتمامرا كبير ار بالتربيرة كرأداة فعالرة‬ ‫في بناء حضراراتها‪ ،‬وترسريخ ثقافاتهرا‪ ،‬بمرا فري ذلر مختلرف العلروم والفنرون واآلداب بهرا‪ ،‬هري تلر المجتمعرات‬ ‫التي انتعشت فيها الحضارات وبل ت ذروتها من العطاء الفكرى واالجتماعى والعلمى‪ ،‬وعلى سبيل المثال فرإن‬ ‫اهتمام الدولرة بالتربيرة وترسريخها فري حيراة المرواطنين بهرا كران مرن أوائرل األسرباب التري نتجرت عنهرا حضرارات‬ ‫مصررر القديمررة وحضررارات بابررل وآاررور‪ ،‬واليونرران والرومرران وغيرهررا مررن الحضررارات القديمررة‪ ،‬وأوضررح مررن هررذا‬ ‫مثاال‪ ،‬ما حدث للحضارة اإلسالمية‪ ،‬حيث كان لحث اإلسالم‪ ،‬وفقا لنصوص القررآن الكرريم‪ ،‬وأحاديرث الرسرول‬ ‫صررلى هللا عليرره وسررلم‪ ،‬علررى طلررب العلررم وإتقانرره‪ ،‬وفررتح آفاقرره ومجاالترره المختلفررة‪ ،‬وتيسررير سرربل طلبرره‪ ،‬وترروفير‬ ‫مقومات العدل فيه وتكافؤ الفررص‪.‬أبلرا األثرر فري نمرو الحضرارة اإلسرالمية واسرتمرارها قرونرا طويلرة‪ ،‬وتأثيرهرا‬ ‫البالا في نشأة الحضارة ال ربية منذ عصر النهضة األوربى‪.‬‬ ‫وال يخفرري علينررا مررا للتربيررة مررن أثررر فعررال فرري تقرردم الرردول ال ربيررة فكريررا وعلميررا وصررناعيا واقتصرراديا‬ ‫واجتماعيا من القرن الثالث عشر‪ ،‬عندما أزاحت عن كاهلها تخلف القرون الوسطى وتقدمت إلي األمام بقيادة‬ ‫العديد من المفكرين والعلمراء مثرل روجرر بيكرون‪ ،‬وفرانسريس بيكرون‪ ،‬وديكرارت‪ ،‬وجراليليو‪ ،‬وإسرحق نيروتن‪ ،‬وآدم‬ ‫سميث‪ ،‬وغيرهم‪.‬ثم توالت انتصارات الدول ال ربية العلمية والتقنية في الدخول إلي عصر النهضة‪ ،‬ثرم عصرر‬ ‫التنوير‪ ،‬وبعدها عصر الثورة الصناعية‪ ،‬ثم يليها عصر التكنولوجيا واألقمرار الصرناعية والحاسروب‪ ،‬ومرا كران‬ ‫للدول ال ربية أن تتقدم بهذه الخطوات السريعة نحو االزدهار االقتصادى والتطور الصناعى والتقنى لوال الدور‬ ‫الكبير الرذي قامرت بره التربيرة فري إعرداد المجتمعرات المتعلمرة التري ينبثرق منهرا العلمراء والمفكررون فري مختلرف‬ ‫العلوم والفنون واآلداب‪.‬‬ ‫عل ررى أن النه رروه الحض ررارى والتق رردم االجتم رراعى ال يح رردثا ف رري ظ ررل أي تعل رريم‪ ،‬وف رري ظ ررل أي ظ ررروف‪ ،‬مم ررا‬ ‫توضحه النقاط التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬أن المجتمع يتقدم ويتطور إذا ما وفرت الدولة التعليم لكل مواطن فيها‪.‬‬ ‫‪ -‬أن التعليم يسهم في تطور المجتمع وتقدمه إذا أمنت الدولة مبدأ تكافؤ الفرص لمواطنيها‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪ -‬أن التعليم يعمل على تقدم المجتمع إذا ارتبط بمتطلبات خطط التنمية وإعداد القوى البشرية العاملة فيه‪.‬‬ ‫‪ -‬أن التعليم يؤدى دو ار فعاال في تقدم المجتمع إذا تنوعت أهدافه ومناهجه ومحتوياته حسب احتياجات الدولة‬ ‫من تعليم عام وصناعى وزراعى وتجارى‪.‬‬ ‫‪ -‬أن التعليم يصبح قوة دافعة لتقدم المجتمع إذا ما استجاب إلي الجديد والتحديث واالبتكار فري مختلرف فرروع‬ ‫الخبرة والمعرفة العلمية والتكنولوجية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية‪.‬‬ ‫‪ -6‬دور التربية في صنع المستقبل وتوجيهه‪:‬‬ ‫ومررن المعررروف أن التالميررذ الررذين يلتحقررون بررالتعليم برردءا مررن الصررف األول االبترردائي‪ ،‬يجرردون الرردنيا‬ ‫التى يخرجون إليها بعد انتهاء مراحل تعلريمهم المختلفرة قرد ت يررت كليرة عمرا كانرت عليره وقتمرا دخلروا المدرسرة‬ ‫لول مرة‪ ،‬مما يجعل من المحتم علي التربية ان تعد هؤالء األبناء كي يحسنوا التعامرل مرع مت يررات المسرتقبل‪،‬‬ ‫بما تنقله إليهم مرن معرارف ومعلومرات وتبثرة فريهم مرن قريم واتجاهرات وتردربهم عليره مرن مهرارات‪ ،‬بحيرث تتسرم‬ ‫كل هذه الجوانب بالحركية والمعاصرة والمرونة وسرعة االستجابة لما يحدت من ت يرات‪.‬‬ ‫وهري ال تقررف عنررد إعررداد األفرراد لحسررن التعامررل مررع المسررتقبل فحسررب‪ ،‬بررل إنهررا تسررهم فرري تشرركيل هررذا‬ ‫المستقبل وصنعه‪ ،‬وذل عن طريق عمليات التطوير والتجديد لجوانب وميادين المعرفة المختلفة‪.‬‬ ‫وعلرري هررذا يمكررن أن نؤكررد علرري عضرروية العالقررة بررين التعلرريم والمسررتقبل‪ ،‬أي أن التعلرريم بل ررة البحررث‬ ‫العلمري عامررل مسررتقل‪ ،‬وعامررل تررابع فرري الوقررت نفسرره‪ ،‬ولهررذا تظهررر الفررروق بررين تعلرريم يقرروم علرري وعرري بأهميررة‬ ‫المسررتقبل وبنوعيترره‪ ،‬وتعلرريم يرردور حررول نفسرره دون وضرروح فكرررى بشررأن دوره فرري تقريررر سررلوك األف رراد وحيرراة‬ ‫المجتمع‪ ،‬فرالتعليم للمسرتقبل يعنرى ضررورة وجرود فلسرفة واضرحة تحررك التعلريم مرن داخلره كمرا تحررك العالقرات‬ ‫بينه وبين قطاعات العمل المختلفة‪ ،‬ثم إن وجود هذه الفلسفة يعنى ضرورة األخرذ برالتخطيط‪ ،‬وهرو الرذي يعنرى‬ ‫بنظم حركة التعليم ويدفعها إلي أمام ليؤثر في المستقبل ويشكله‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ومرن هنرا يحترل التعلريم مكانره هامرة فري اهتمرام عالمنرا المعاصرر بعرد أن صرارت "المسرتقبلية" بعردا مرن األبعراد‬ ‫الهامة في نظر المجتمعات إلى نفسها وبعد أن ذاعت األساليب العلمية فى دراسة المستقبل والرتحكم فيره وبعرد‬ ‫أن اتضحت العالقة الوثيقة بين التعلم والتقدم‪.‬‬ ‫أصول التربية‪:‬‬ ‫تستند التربية إلي أصول مستمدة من العلوم التي تفيد في فهم جوانبها المختلفرة مثرل علرم الرنفس وعلرم‬ ‫االجتماع والتاريخ وعلم السياسة وعلم االقتصاد والفلسفة وعلم الحياة فالتربية لها أصولها االجتماعية والثقافية‬ ‫المستمدة من علم االجتماع وعلم االنثروبولوجيا وهي األصول التي حولت التربية من عملية فردية إلي عمليرة‬ ‫اجتماعية ثقافية ذل أن المدخل إلي فهم التربية ينب ي أن يقوم علري الد ارسرة العضروية برين الفررد وبيئتره التري‬ ‫تعني غيره من األفراد وما ي يشون فيه من أنظمة وعالقات وقيم وتقاليد ومفاهيم فالتربية ال يمكن تصورها في‬ ‫فراغ إذ تستمد مقوماتها من المجتمع الذي تعمل فيه كما أنها تهدف إلري تحويرل الفررد مرن مرواطن برالقوة بحكرم‬ ‫مولده في المجتمع إلي مواطن بالفعل يفهم دوره االجتماعي ومسئولياته وسط الجماعرة التري ينتمري إليهرا وهري‬ ‫تحرردث بطريقررة مبااررة فهرري تحرردث فرري المدرسررة وفرري المنررزل وفرري غيرررهم مررن المنظمررات والمؤسسررات وهررذه(‬ ‫التربية ) وسيلة الستمرار الثقافة مهما كران الطرابع العرام لهرذه الثقافرة ودرجرة تطورهرا حيرث أن الثقافرة ال تولرد‬ ‫مررع األف رراد وال تنتقررل إلرريهم بيولوجيررا كمررا هررو الحررال بالنسرربة للررون الشررعر أو البش ررة وإنمررا يكتسرربونها بررالتعلم‬ ‫والتدريب والممارسة في دوائر الحياة االجتماعية التي ي يشون منذ مولدهم ‪.‬‬ ‫ما دامت أصرول التربيرة تعنري جرذور النظريرات التربويرة التري تصردر عنهرا ومنابعهرا التري تنبثرق منهرا ومرا‬ ‫دامررت هررذه الجررذور متعررددة ومتنوعررة بتعرردد صررالت التربيررة لكثيررر مررن الررنظم االجتماعيررة وبتعرردد العلرروم الترري‬ ‫تعتمد عليها كان والبد وأن تتعدد هذه األصول وتتنوع وتختلف ذل ألن هذه المنابع أو الجذور يمكن إرجاعها‬ ‫إلرري أفكررار فلسررفية أو أوضرراع اقتصررادية أو اجتماعيررة أو أحررداث تاريخيررة أو ت ي ررات ثقافيررة ومررن ثررم يمكررن‬ ‫الحررديث عررن أصررول فلس ررفية للتربيررة وأصررول اقتص ررادية وأصررول اجتماعيررة وأص ررول تاريخيررة وثقافيررة وإداري ررة‬ ‫وسياسررية ونفسررية وغيرهررا كمررا وأنهررا تختلررف فرري محتواهررا ومضررمونها برراختالف المجتمعررات وبرراختالف الحقررب‬ ‫والعصور الزمنية فهي مت يرة ومتطورة بت ير الزمان والمكان ‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫مفهوم أصول التربية‪:‬‬ ‫تعتبر العلوم التربوية والنفسية فرعا من فروع العلوم اإلنسانية التي تبحث في اإلنسان وعالقاتره ببيئتره‬ ‫الخارجيررة وتضررم العلرروم التربويررة مختلررف المعررارف الخاصررة بظرراهرة تنشررئة اإلنسرران كمررا تبحررث العلرروم النفسررية‬ ‫اإلنسرران مررن ناحيررة خصائصرره النفسررية والعقليررة وقررد تبحررث لزيررادة المعرفررة باإلنسرران الظ رواهر النفسررية مختلررف‬ ‫الكائنات الحية وتقسم العلوم التربوية إلي أقسام وفروع مختلفرة كرل فررع منهرا يبحرث جانبرا مرن جوانرب الظراهرة‬ ‫الخاصة بالنمو اإلنسراني وأهرم هرذه الفرروع هرو فررع األصرول أعنري أصرول التربيرة وترأتي هرذه األهميرة مرن أنره‬ ‫وفلسفة التربية هما حركة الوصل بين التربية كنظام وبين ثقافرة المجتمرع وفلسرفته ثرم ترأتي بقيرة الفرروع بعردها‬ ‫وإن كان نفس القدر من األهمية ينصب علي التربية مقارنة وتاريخ التربية ألنهم هما الميدانان اللذان يعكسان‬ ‫التطبيقررات التربويررة فرري األنظمررة التعليميررة سرواء كانررت معاصررة أو ماضررية ثررم تررأتي بقيررة المرواد التربويررة الترري‬ ‫تطبق ما تتوصل إليه أصول التربية ‪.‬‬ ‫وبــذلت تعــرف أصــول التربيــة بأنهــا " ذلر العلررم الررذي يهررتم بد ارسرة األصررول أو األسررس الترري يبنرري‬ ‫عليهررا تطبيررق تربرروي سررليم ثررم أنهررا الد ارسررة الترري تهرردف إلررى تزويررد الطالررب أو الرردارس بمجموعررة النظريررات‬ ‫والحقررائق والقروانين الترري توجرره العمررل التربرروي التطبيقرري ومصررادر هررذه النظريررات والقروانين قررد تكررون الفلسررفات‬ ‫المختلفة أو األديان أو القيم االجتماعية أو نتائج التجريب في علم النفس واالجتماع وغيرها من فروع المعرفة‬ ‫المختلفة ‪.‬‬ ‫كمررا تعرررف أيضررا أصررول التربيررة علرري أنهررا القواعررد واألسررس والمبررادت والنظريررات والمسررلمات واالفت ارضررات‬ ‫والحقائق التي يقوم عليها أي نظام تربوي أو هي الجذور والمنابع التري تنبثرق منهرا األفكرار والنظريرات والممارسرات‬ ‫التربوية ‪.‬‬ ‫كما أن أصول التربية تعني بالقواعد واألسس التي تحكم عمل المؤسسات التربوية المختلفة وما تقدمره‬ ‫من خبرات تربوية من إقامة منهج تربوي مناسب أو تنظيم للسلم التعليم أو اقترراح إدارة تربويرة سرليمة أو تخطريط تربروي‬ ‫ناجح أو طريقة تدريسية ذات كفاءة عالية أو وضع نظام جديد للتقويم ‪.‬‬ ‫أهمية دراسة أصول التربية ‪:‬‬ ‫إن قروة التعلريم التررى هري قرروة المج

Use Quizgecko on...
Browser
Browser