مفهوم التنمية - تعدد المقاربات PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
يتناول هذا المستند مفهوم التنمية، وتعدد المقاربات المستخدمة في دراستها، والتقسيمات الكبرى للعالم وفق خريطة التنمية. يغطي مفهوم التنمية الاقتصادية، والتنمية البشرية، واستراتيجيات التنمية في العالم الثالث. ويقدم نظريات عامة مفسرة لتباين مستويات التنمية البشرية.
Full Transcript
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ – ﺗﻌﺪد اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت ،اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ – ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ « اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎت :اﻷوﻟﻰ ﺑﺎك ﻋﻠﻮم رﻳﺎﺿﻴﺔ « دروس اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ :اﻟﺪورة اﻷوﻟﻰ « ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ – ﺗﻌﺪد اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت، اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﻜﺒ...
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ – ﺗﻌﺪد اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت ،اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ – ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ « اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎت :اﻷوﻟﻰ ﺑﺎك ﻋﻠﻮم رﻳﺎﺿﻴﺔ « دروس اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ :اﻟﺪورة اﻷوﻟﻰ « ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ – ﺗﻌﺪد اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت، اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ – ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﻤﻬﻴﺪ إﺷﻜﺎﻟﻲ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﻘﻮة اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻛﻌﻨﺼﺮ ﻣﻨﺘﺞ إﻟﻰ اﻻرﺗﻜﺎز ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻤﺤﻮر وﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺗﻢ ﻇﻬﺮ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ؟ وﻣﺎ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻬﺎ وﻣﻘﺎرﺑﺎﺗﻬﺎ؟ وﻣﺎ اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ وﻓﻖ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﻔﺴﺮة ﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ؟ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﺗﻄﻮره ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺮز ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ أوﻻ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،وﻳﻌﻨﻲ: اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺴﺐ ﺑﻠﺪا ﻣﻌﻴﻨﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬاﺗﻲ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ. ﺗﺤﺴﻦ ﺣﻴﺎة اﻷﻓﺮاد وزﻳﺎدة درﺟﺎت إﺷﺒﺎع ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻬﻢ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. ﺗﺮﺷﻴﺪ اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻤﻮارد اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺣﺴﻦ ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺎﺋﺪاﺗﻬﺎ. وﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن 20م اﻧﺘﻘﻞ اﻟﻤﻔﻬﻮم إﻟﻰ ﺣﻘﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺈدﺧﺎل اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ إﻟﻰ ﻋﺪة دول ﺧﺎرج أورﺑﺎ ،ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ اﻟﻤﻔﻬﻮم إﻟﻰ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎﻟﻤﺠﺎل اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ،ﺛﻢ اﻟﻤﺠﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻓﺎﻷﻓﺮاد )اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ(. ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻫﻮ ﻧﻤﻮ وﺗﻄﻮر أﺣﺠﺎم ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺪاﺧﻴﻞ ،ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺗﺤﺴﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌﻴﺸﺔ اﻟﻔﺮد وﺣﺪوث ﺗﻐﻴﺮات ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ )ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹﻧﺘﺎج(. ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺗﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺤﻮرا ﻟﻬﺎ دون أن ﺗﻐﻔﻞ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻦ وﺿﻊ اﻷﻓﺮاد داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﺗﻬﻴﺊ ﻇﺮوف ﻋﻴﺸﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ. ﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮدي. ﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ. ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻴﺎة أﻃﻮل. ﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ. اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻤﺪرس. وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﻄﻮرات واﻟﺘﺤﻮﻻت ذات اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻜﻤﻴﺔ )اﻹﻧﺘﺎج( ،واﻟﻨﻮﻋﻴﺔ )ﺗﺤﺴﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻷﻓﺮاد( ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ. اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻴﻦ ﺗﻨﻤﻮﻳﺘﻴﻦ ﻫﻤﺎ: اﻗﺘﺼﺎد ﻣﻤﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺬات ﻣﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮق اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ. اﻗﺘﺼﺎد ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮق اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،وﻳﻘﻮم ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ. ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ :وﺗﻌﺘﻤﺪ ﻣﺆﺷﺮات اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺨﺎم واﻟﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮدي وﻧﻮع وﺑﻨﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد. ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ :وﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺷﺮات اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ :ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻔﻘﺮ واﻷﻣﻴﺔ واﻟـﺘﺄﻃﻴﺮ اﻟﻄﺒﻲ. ﻣﻘﺎرﺑﺔ دﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ :وﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻋﺪة ﻣﺆﺷﺮات ،ﻣﻨﻬﺎ :ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻮﻻدات واﻟﻮﻓﻴﺎت واﻟﺘﻜﺎﺛﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ :ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻄﻮر اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ )اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ(. ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﻴﺌﻴﺔ :اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺒﻴﺌﻲ ﻓﻲ ﻣﺨﻄﻄﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ. وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺆﺷﺮات اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ اﻟﺘﺮاﺑﻂ اﻟﻮﺛﻴﻖ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ إذا ﺗﻢ إﻏﻔﺎل اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺈﺣﺪاﻫﺎ. اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ وﻓﻖ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،وﻋﻮاﻣﻞ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ: ﻣﻌﺪل اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺨﺎم :وﻫﻮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ أﻧﺘﺞ داﺧﻞ ﺑﻠﺪ ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺜﻼث ﺧﻼل ﻣﺪة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﻨﺔ ،وﻫﻮ أﻫﻢ ﻣﺆﺷﺮ ﻟﻘﻴﺎس درﺟﺔ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،ﻓﺤﺴﺐ ﻫﺬا اﻟﻤﺆﺷﺮ ﻓﻘﻄﺎع اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﻔﻼﺣﺔ. ﻣﻌﺪل ﺣﺼﺔ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺨﺎم أو ﻣﻌﺪل اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮدي :وﻫﻮ ﺣﺎﺻﻞ ﻗﺴﻤﺔ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺨﺎم ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ،وﺣﺴﺐ ﻫﺬا اﻟﻤﺆﺷﺮ ﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت: دول ﻗﻮﻳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ وذات ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻟﻤﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ودول أورﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﻴﺎﺑﺎن وأﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ. دول أورﺑﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻲ. اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﺸﺮق آﺳﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻧﻤﻮا اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﻴﺮة )دول اﻟﺘﻨﻴﻨﺎت :ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻃﺎﻳﻮان ،ﻫﻮﻧﻎ ﻛﻮﻧﻎ ،ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة(. اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻔﻬﻮم ﻣﺆﺷﺮ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻫﻮ :ﻣﺆﺷﺮ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻟﻘﻴﺎس ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت أﺳﺎﺳﻴﺔ: ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ :وﻳﺸﻤﻞ أﻣﺪ اﻟﺤﻴﺎة ،وﻧﺴﺒﺔ وﻓﻴﺎت اﻷﻃﻔﺎل. اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ :وﻳﺤﺪد ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﺴﺒﺘﻲ اﻟﺘﻤﺪرس واﻷﻣﻴﺔ. ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮدي :اﻟﺬي ﻳﺴﺎوي ﺣﺎﺻﻞ ﻗﺴﻤﺔ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺨﺎم ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن. وﺑﺤﺴﺐ ﻫﺬا اﻟﻤﺆﺷﺮ )اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ( ﺗﺼﻨﻒ أﻳﻀﺎ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت: (I DH 0, 800 دول ﺑﻤﺴﺘﻮى ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺮﺗﻔﻊ )أﻛﺜﺮ ﻣﻦ (I DH 0, 800 دول ﺑﻤﺴﺘﻮى ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺘﻮﺳﻂ )ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 0, 500و (I DH 0, 500 دول ﺑﻤﺴﺘﻮى ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺿﻌﻴﻒ )أﻗﻞ ﻣﻦ وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺆﺷﺮي اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ: دول اﻟﺸﻤﺎل :وﻫﻲ اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ واﻟﻤﺘﻄﻮرة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ. دول اﻟﺠﻨﻮب :وﻫﻲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ وذات اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮﻳﻌﻲ )اﻟﻤﺼﺪرة ﻟﻠﺒﺘﺮول( أو اﻟﺴﺎﺋﺮة ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﻤﻮ. ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﺴﺮة ﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ذو أﺳﺎس ﻃﺒﻴﻌﻲ :ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ ﺗﻘﺪم أو ﺗﺨﻠﻒ اﻟﺪول )ﻣﻨﺎخ ﻣﻌﺘﺪل ،ﻣﻨﺎخ ﺣﺎر(. ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻴﺒﺮاﻟﻲ :ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻟﻤﺮور ﺑﻤﺮاﺣﻞ اﻟﻨﻤﻮ ،وﻳﺮﺑﻂ اﻟﺘﺨﻠﻒ ﺑﺄﺳﺒﺎب داﺧﻠﻴﺔ )ﻋﻘﻠﻴﺎت ﻗﺪﻳﻤﺔ ،ﺿﻌﻒ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر(. ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎرﻛﺴﻲ :ﻳﺮﺑﻂ اﻟﺘﺨﻠﻒ ﺑﻌﻮاﻣﻞ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﻼﻣﺘﻜﺎﻓﺊ اﻟﻤﻮروث ﻋﻨﻪ. ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺟﻐﺮاﻓﻲ :ﻳﺮﺟﻊ اﻟﺘﺨﻠﻒ إﻟﻰ ﻋﻮاﻣﻞ داﺧﻠﻴﺔ وﺧﺎرﺟﻴﺔ. ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺧﺎص ﺑﻤﺴﺘﻮى اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ دول اﻟﺠﻨﻮب )ﻣﺜﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ( اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ اﻟﺴﺮﻳﻊ ،وﻓﺘﻮة ﻫﺮم اﻷﻋﻤﺎر. ﺑﻂء وﺗﻴﺮة اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﺳﺘﻔﺤﺎل اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﺿﻌﻒ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎﻟﺢ أﻣﺎم اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﺴﺎد اﻹداري ،و ﺿﻌﻒ ﻛﻔﺎءة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،وﻋﺪم ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،وﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، وﺗﻀﻴﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻳﺘﻔﺎوت ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺑﻴﻦ دول اﻟﺸﻤﺎل ودول اﻟﺠﻨﻮب ،اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺒﺬل اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﻨﻤﻮي ﻟﺸﻌﻮﺑﻬﺎ.