تعليقات الشيخ صالح العصيمي على القواعد الأربع PDF

‫تعليقات الشيخ صال ــح بـن عبدالل ّه العُ َصيـ ْمِي‬ ‫على القواعـ ِد األربـع‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١‬‬  ‫﷽‬ ‫أسأل ال الكري ربّ العرش العظيم أن يتوالّك...

‫تعليقات الشيخ صال ــح بـن عبدالل ّه العُ َصيـ ْمِي‬ ‫على القواعـ ِد األربـع‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١‬‬  ‫﷽‬ ‫أسأل ال الكري ربّ العرش العظيم أن يتوالّك ف الدنيا واآلخرة‪ ,‬وأن يجعلك مبارَكـًا أينما كنت‪ ,‬وأن‬ ‫يجعلك ممّن إذا أُعطيَ شكر‪ ,‬وإذا ابتُلي صبر‪ ,‬وإذا أذنب استغفر‪ ,‬فإنّ هؤالء الثالث عنوان السعادة‪.‬‬ ‫📌 ابتدأ املصنف ‪-‬رحمه ال‪ -‬رسالته بالبسملة مقتصرًا عليها اتباعًا للسّنة فيما استفتح به النبي ﷺ رسائله إلى امللوك‪,‬‬ ‫والتصانيف جتري مجراها‪.‬‬ ‫ثم دعا ملَنْ يقرؤها بثالث دعوات جامعة‪:‬‬ ‫" أن يتواله ال ف الدنيا واآلخرة; فيكونَ وليّه ال‪.‬‬ ‫📎 والوليّ من أسماء ال احلُسنى‪ ,‬ومعناه‪ :‬املتصرف ف خلقه عامة بتدبيرهم‪ ,‬وف املؤمني خاصة مبا ينفعهم ف الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫‪ $‬أن يجعله مباركًا أينما كان‪ ,‬أي‪ :‬سببًا لكثرة اخلير ودوامه‪.‬‬ ‫‪ %‬أن يجعله ممَِنْ إذا أُعطي شكر‪ ,‬وإذا ابتُلي صبر‪ ,‬وإذا أذنب استغفر‪ ,‬وعدﱠهن املصنف عنوان السعادة‪.‬‬ ‫📎 وعنوان الشيء‪ :‬ما يدل عليه‪ ,‬ومنه عنوان الكتاب والسكن عَلَمًا ملِا يدلّ عليهما;‬ ‫فعنوان الكتاب هو‪ :‬اسمه‪ ,‬وعنوان السكن هو‪ :‬موضع السكنى‪.‬‬ ‫📎 والسعادة هي‪ :‬احلال املالئمة للعبد‪.‬‬ ‫👈 والعبد مُقلﱠب بي ثالثة أحوال‪ :‬نعمةٍ واصلة‪ ,‬ومصيبةٍ فاصلة‪ ,‬وسيئةٍ حاصلة;‬ ‫وهو مأمور‪ 🔹 :‬عند نزول النعمة بشكرها‪.‬‬ ‫🔹 وعند وقوع املصيبة‪ :‬بالصبر عليها‪.‬‬ ‫🔹 وعند مُقارفة السيّئة‪ :‬باالستغفار والتّوبة منها‪.‬‬ ‫💡 فمَنْ امتثل املأمور به ف هذه األحوال صار سعيدًا‪ ,‬وهذا معنى كونِهنﱠ عنوانًا للسّعادة‪.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢‬‬  ‫اعلم أرشدك ال لطاعته‪ :‬أن احلنيفيّة ملّة إبراهيم‪ :‬أن تعبد ال وحده مخلصـًا له الدين‪,‬‬ ‫وبذلك أمر ال جميع الناس وخلقهم لها‪,‬‬ ‫كما قال تعالى }وَمَا خَلَقْتُ اجلِْنﱠ وَاإلِْنسَ إِالﱠ لِيَعْبُدُونِِ﴾]الذاريات‪.[56:‬‬ ‫📌 ذكر املصنف ‪-‬رحمه ال‪ -‬أن احلنيفية مِلّةُ إبراهيم ‪-‬عليه السالم‪ ,-‬مبيّنًا حقيقتها بقولٍ جامع تندرج فيه معانيها الشرعية‪.‬‬ ‫📎 فإن احلنيفية ف الشرع لها معنيان‪ " :‬عامٌّ‪ :‬وهو اإلسالم‬ ‫‪ $‬خاصﱞ‪ :‬وهو اإلقبال على ال بالتوحيد‪ ,‬والزِمُه املَيْلُ عن كلّ ما سواه‪.‬‬ ‫📖 واملذكور ف قول املصنف‪» :‬أن تعبد ال مخلصًا له الدين« هو مقصود احلنيفية‪ ,‬ولُبّها احملقّقُ وَصْفَها اجلامع للمعنَيَيِْ معًا‪.‬‬ ‫👈 وهي دِينُ األنبياء جميعًا‪ ,‬فال تختصّ بإبراهيم عليه الصالة والسالم‪ ,‬ووقع ف كالم املصنّف نِسبتُها إليه تبَعًا ملِا ف القرآن‪.‬‬ ‫👈 وموجِبُ نِسبتها إليه ثالثة أمور‪:‬‬ ‫🔹 أن الذين بُعث فيهم نبيّنا ﷺ كانوا يذكرون أنّهم من ذريﱠة إبراهيم‪ ,‬وأنهم على دينه;‬ ‫فأجدر بهم أن يكونوا مثله حُنَفاء لِّ غيرَ مشركي به‪.‬‬ ‫🔹 أن ال جعل إبراهيم إمامًا ملَِنْ بعده من األنبياء بخالف من تَقَدﱠمه; فلم يجعل أحدًا منهم إمامًا ملَنْ بعده من األنبياء‪.‬‬ ‫ذكره ابن جرير ف تفسيره‪.‬‬ ‫🔹 أنّ إبراهيم بلغ الغاية ف حتقيق احلنيفيّة حتّى نزل من ربّه ف مرتبة اخلُلّة‪ ,‬ولم يُشاركه سوى نييّنا ﷺ‪,‬‬ ‫وابراهيم والدٌ‪ ,‬ونبييّنا ﷺ وَلَدٌ; فالنسبة إلى اجلَدّ أولى مِن النسبة إلى الذّرّية‪.‬‬ ‫📌 والناس جميعًا مأمورون بعبادة ال التي هي مقصود احلنيفية‪ ,‬ومخلوقون ألجلها‪,‬‬ ‫والدليل قوله تعالى‪} :‬وَمَا خَلَقْتُ اجلِْنﱠ وَاإلِْنسَ إِالﱠ لِيَعْبُدُونِ{ ]الذاريات[‪.‬‬ ‫" صريح نَصّها املبيّ أن الناس مخلوقون للعبادة‪.‬‬ ‫👈 وداللة اآلية على املسألتي من جهتي‪:‬‬ ‫‪ $‬الزِمُ لفظها املبيّ أنهم مأمورون بها‪ ,‬فما خُلِقوا ألجْله فهم مأمورون بفعله‪.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٣‬‬  ‫فإذا عرفت أنّ ال خلقك لعبادته فاعلم‪ :‬أنّ العبادة ال تسمّى عبادة إال مع التوحيد‪,‬‬ ‫كما أنّ الصالة ال تسمّى صالة إال مع الطهارة‪,‬‬ ‫📌 ملا قرر املصنف ‪-‬رحمه ال‪ -‬أن حكمة خلقنا هي عبادة ال بيَّ أنﱠ عبادته ال تُسمى عبادة إال مع التوحيد‪,‬‬ ‫فمَنْ زعم أنه يعبد ال وهو غير موحد له فال اعتداد بعبادته وهو كاذب ف دعواه‪.‬‬ ‫🖊 وعبادة ال لها معنيان ف الشرع‪:‬‬ ‫" عام; وهو‪ :‬امتثال خطاب الشرع املقترن باحلب واخلضوع‪.‬‬ ‫‪ $‬خاص; وهو‪ :‬التوحيد‪.‬‬ ‫🖊 والتوحيد له معنيان شرعًا‪:‬‬ ‫" عام; وهو‪ :‬إفراد ال بحقّه‪,‬‬ ‫‪ $‬خاص; وهو‪ :‬إفراد ال بالعبادة‪.‬‬ ‫🔸وحق ف اإلرادة والطلب‪,‬‬ ‫🔸 حقّ ف املعرفة واإلثبات‪,‬‬ ‫📎 وحقّ ال نوعان‪:‬‬ ‫📎 وينشأ من هذين احلقي أنﱠ الواجبَ ل ف توحيده ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫🔹وتوحيد ف األسماء والصفات‪.‬‬ ‫🔹وتوحيد ف األلوهية‪,‬‬ ‫🔹 توحيد ف الربوبية‪,‬‬ ‫📌 والعبادة والتوحيد أصالن عظيمان تتحقّقُ صِلَتُهما اتفاقًا وافتراقًا بحسب املعنى املنظور إليه; فلهما حاالن‪:‬‬ ‫👈 احلال األولى‪ :‬اتفاقهما إذا نُظِرَ إلى إرادة التقرب; أي‪ :‬قصد القلب إلى العمل تقرّبًا إلى ال فيكونان حينئذٍ‪ :‬متحدين ف‬ ‫املسمى; فكل عبادة يُتقرﱠب بها إلى ال توحيد له‪ ,‬وهذا معنى قول املصنف‪» :‬فاعلم أن العبادة ال تُسمى عبادة إال مع التوحيد«‪.‬‬ ‫👈 واحلال الثانية‪ :‬افتراقهما إذا نُظِر إلى األعمال املتقرﱠب بها‪ ,‬أي‪ :‬آحاد القُرَب التي جتُعَل ل‪ ,‬فإنّ التوحيد يكون فرداً مِن أفرادها‪.‬‬ ‫💎 فالتوحيد والعبادة يتّفِقان ف إرادة التقرب‪ ,‬ويفترقان فيما به إلى ال يُتقرﱠب‪💎.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٤‬‬  ‫فإذا دخل الشرك ف العبادة فسدتْ كاحلدَث إذا دخل ف الطهارة‪.‬‬ ‫فإذا عرفتَ أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من اخلالدين ف النار‪.‬‬ ‫عرفتَ أنّ أهمّ ما عليك‪ :‬معرفة ذلك‪ ,‬لعلّ ال أن يخلّصك من هذه الشﱠبَكة‪ ,‬وهي الشرك بال الذي قال ال تعالى فيه‪:‬‬ ‫}إِنﱠ الﱠَ الَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ملَِنْ يَشَاءُ﴾]النساء‪,[116:‬‬ ‫📌 نبّه املصنف إلى مُفْسِدِ العبادة األعظم وهو‪ :‬الشرك‪.‬‬ ‫🖊 والشرك شرعًا له معنيان‪:‬‬ ‫" عام; وهو‪ :‬جعْل شيء من حق ال لغيره‪.‬‬ ‫‪ $‬خاص; وهو‪ :‬جعْل شيء من العبادة لغير ال‪.‬‬ ‫🖊 وأثرُ الشرك إذا دخل العبادة يختلف باعتبار قدره; فإنه نوعان‪:‬‬ ‫" الشرك األكبر; وهو‪ :‬جعْل شيء من حق ال لغيره يزول به أصل اإلميان‪.‬‬ ‫‪ $‬الشرك األصغر; وهو‪ :‬جعْل شيء من حق ال لغيره يزول به كمال اإلميان‪.‬‬ ‫📎 والفرق بينهما يرجع إلى مُتعلﱠقِ )احلقّ(‪ ,‬ومنزلتِهِ من اإلميان فيما يزيل منه;‬ ‫👈 فما أزال أصل اإلميان فهو‪ :‬شرك أكبر‪,‬‬ ‫👈وما أزال كمال اإلميان فهو‪ :‬شرك أصغر‪.‬‬ ‫واملقصود منه ف قول املصنف‪» :‬فإذا دخل الشرك ف العبادة فسدت« هو الشرك األكبر‪,‬‬ ‫لقوله‪» :‬فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من اخلالدين ف النار«‪.‬‬ ‫🖊 وجناسة الشرك أعظم النجاسات‪ ,‬وكما يُؤمر العبد بدفع النجاسة الظاهرة عنه‪ -‬عند إرادة الصالة ‪-‬ف بدنه‪,‬‬ ‫وثوبه‪ ,‬والبقعة التي يصلي عليها فإنه يُؤمر بتطهير أعماله كلها من الشرك ألنه غير مغفور له‪.‬‬ ‫🖊 وتقدّم أن قوله تعالى‪} :‬إِنﱠ الﱠَ ال يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ ملَِن يَشاءُ{ ]النساء‪ [48:‬اآلية‪,‬‬ ‫عامة ف الشرك كله ‪-‬ف أصح القولي‪ -‬ألن الفعل املضارع »يُشرَك« يُؤوﱠل مع »أَنْ« مصدرًا تقديره »شركًا«‬ ‫فيقع نكرة ف سياق نفي‪ ,‬والنّكرات ف سياق النفي توجب العموم ف كالم العرب‪.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٥‬‬  ‫وذلك مبعرفة أربع قواعد ذكرها ال تعالى ف كتابه‪.‬‬ ‫📌 مما يعي العبدَ على معرفة الشرك ليحذره‪ :‬معرفة أربع قواعد ذكرها ال ف كتابه تُبيّ حال املشركي الذين بُعث فيهم النبي ﷺ وما‬ ‫كان يدعوهم إليه‪ ,‬وتتضح بها حقيقة الشرك‪ ,‬ويتميز بها دين املسلمي عن دين املشركي وهي القواعد التي ذكرها املصنف ف هـذه الرسالة‪.‬‬ ‫💡 فغاية هذه القواعد‪ :‬هي التفريق بي دين املسلمي ودين املشركي‪ ,‬ومردها إلى أمرين‪:‬‬ ‫" معرفة الدين الذي جاء به النبي ﷺ‪.‬‬ ‫‪ $‬معرفة حال املشركي الذين بُعث فيهم‪.‬‬ ‫👈 واستمداد تلك القواعد عند املصنف من القرآن الكري‪ ,‬وما فيها من أدلة السّنة تابع له‪.‬‬ ‫👈 واملراد بالقاعدة ف هذا املوضع أعمّ من إطالق الفقهاء‪ ,‬فهي ألصق مبعناها اللغوي;‬ ‫📎 فمعناها لغةً‪ :‬األساس‪ ,‬فكل واحدة منها تعد أساسًا من أسس الدين‪ ,‬وأصالً من أصوله‪.‬‬ ‫👈 فوعاؤها اجلامع‪ :‬قواعد الشريعة‪.‬‬ ‫ويجوز إرادة املعنى االصطالحي; فتكون قواعد للتوحيد‪ ,‬لكنّ األظهر إرادة املصنف املعنى األوّل‪.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٦‬‬  ‫القاعدة األولى‪:‬‬ ‫أن تعلم أنّ الكفّار الذين قاتلهم رسول ال ﷺ يُقِرّون بأنّ ال تعالى هو اخلالِق املدبّر‪ ,‬وأنّ ذلك لم يُدْخِلْهم ف اإلسالم‪ ,‬والدليل‪:‬‬ ‫قوله تعالى}قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السﱠمَاءِ وَاألَْرْضِ أَمﱠنْ ميَْلِكُ السﱠمْعَ وَاألَْبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ احلَْيﱠ مِنْ املَْيّتِ وَيُخْرِجُ املَْيّتَ مِنْ احلَْيّ وَمَنْ يُدَبّرُ‬ ‫األَْمْرَ فَسَيَقُولُونَ الﱠُ فَقُلْ أَفَالَ تَتﱠقُونَ{]يونس‪.[31:‬‬ ‫📌 مقصود هذه القاعدة‪ :‬بيان شيئي‪:‬‬ ‫" أن الكفار الذين قاتلهم رسول ال ﷺ مُقرّون بتوحيد الربوبية‪ ,‬وهو إفراد ال ف ذاته وأفعاله‪,‬‬ ‫📎 وأشار إليه بقوله‪» :‬مقرون بأن ال تعالى هو اخلالق املدبر« ألن اخللق والتدبير من أعظم أفعال الربوبية‪.‬‬ ‫‪ $‬أن إقرارهم بتوحيد الربوبية فقط لم يدخلهم اإلسالم‪ ,‬ولم يعصم دماءهم; ألن النبي ﷺ أثبت لهم وصف الكفر وقاتلهم‪,‬‬ ‫فلو كانوا بإقرارهم بالربوبية مسلمي ملا طالبهم باإلسالم وقاتلهم عليه‪.‬‬ ‫📖 واستدل على ما ذكره بقوله تعالى‪}:‬قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السﱠماءِ وَاألَرضِ{ ]يونس‪ [31:‬اآلية‪ ,...‬وهي دالة على األمرين معًا;‬ ‫👈 فأما داللتها على األمر األول‪ :‬فهو إقرارهم بأن الرﱠزْقَ وَاملِْلْكَ والتدبير كله ل‪ ,‬إذ يقرون فيقولون‪} :‬الﱠُ{‪.‬‬ ‫👈 وأما داللتها على األمر الثاني‪ :‬فهو ف إنكار ال عليهم عبادة غيره; إذ قال‪} :‬فَقُل أَفَال تَتﱠقونَ{‬ ‫أي‪ :‬فقل لهم ‪-‬إقامةً للحجة عليهم‪ :-‬أفال تتقون ربكم فتخلصون له العبادة?!‬ ‫💎 فمطالبتهم بتوحيد األلوهية برهان عدم انتفاعهم مبا آمنوا به من الربوبية‪.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٧‬‬  ‫القاعدة الثانية‪:‬‬ ‫أنّهم يقولون‪ :‬ما دعوناهم وتوجّهنا إليهم إال لطلب القُرْبة والشفاعة‪,‬‬ ‫فدليل القُربة قوله تعالى }وَالﱠذِينَ اتﱠخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِالﱠ لِيُقَرّبُونَا إِلَى الﱠِ زُلْفَى إِنﱠ الﱠَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِ مَا هُمْ فِيهِ‬ ‫يَخْتَلِفُونَ إِنﱠ الﱠَ الَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفﱠارٌ{]الزمر‪.[3:‬‬ ‫ودليل الشفاعة قوله تعالى‪}:‬وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الﱠِ مَا الَ يَضُرّهُمْ وَالَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُالَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ الﱠِ{]يونس‪, [18:‬‬ ‫📌 مقصود هذه القاعدة‪ :‬بيان أن احلامل للمشركي على دعوة غير ال والتوجه إليه شيئان‪:‬‬ ‫" طلب القربة‪ ,‬والدليل قوله تعالى‪} :‬وَالﱠذينَ اتﱠخَذوا مِن دونِهِ أَولِياءَ ما نَعبُدُهُم إِالّ لِيُقَرّبونا إِلَى الﱠِ زُلفى{ ]الزمر‪.[٣ :‬‬ ‫‪ $‬طلب الشفاعة‪ ,‬والدليل قوله تعالى‪} :‬وَيَعبُدونَ مِن دونِ الﱠِ ما ال يَضُرّهُم وَال يَنفَعُهُم وَيَقولونَ هؤُالءِ شُفَعاؤُنا عِندَ الﱠِ{‪.‬‬ ‫🖊 والفرق بي طلبهم القربة وطلبهم الشفاعة‪:‬‬ ‫🔸أنهم يبتغون بالقربة إحراز الرفعة والكماالت‪,‬‬ ‫🔸 ويبتغون بالشفاعة دفع النقائص املعيبات‪.‬‬ ‫📌 وقد أبطل ال ما ابتغوْه من القربة والشفاعة;‬ ‫🔹 فأما طلب القربة باتخاذهم األولياء فأبطله ال بنفي وجودهم‪ ,‬كما قال تعالى مخبرًا عن حالِهِم وقالِهِم‪:‬‬ ‫}وَالﱠذينَ اتﱠخَذوا مِن دونِهِ أَولِياءَ ما نَعبُدُهُم إِالّ لِيُقَرّبونا إِلَى الﱠِ زُلفى{ ]الزمر‪,[٣ :‬‬ ‫فأكذبهم ال بقوله‪} :‬إِنﱠ الﱠَ ال يَهدي مَن هُوَ كاذِبٌ كَفّارٌ{‪.‬‬ ‫📎 والولي املنفي عن ال هو الولي الناصر‪ ,‬امّا الولي املنصور فهو ثابت ف غير آية‪.‬‬ ‫🔹 وأما الشفاعة التي يطلبون من آلهتهم فأبطلها ال بأربعة مسالك‪:‬‬ ‫" نفي وقوع الشفاعة من آلهتهم‪ ,‬قال ال تعالى‪} :‬وَلَم يَكُن لَهُم مِن شُرَكائِهِم شُفَعاءُ وَكانوا بِشُرَكائِهِم كافِرينَ{ ]الروم‪[١٣ :‬‬ ‫‪ $‬نفي ملك آلهتهم الشفاعة‪ ,‬وحتقيق أنها ل وحده‪ ,‬كما قال ال تعالى‪} :‬قُل لﱠِ الشﱠفاعَةُ جَميعًاَ{ ]الزمر‪.[٤٤ :‬‬ ‫‪ %‬امتناع شفاعة الشفعاء إال من بعد إذن ال ورضاه‪ ,‬كما قال ال تعالى‪} :‬وَال تَنفَعُ الشﱠفاعَةُ عِندَهُ إِالّ ملَِن أَذِنَ لَه{ ]سبأ‪,[٢٣ :‬‬ ‫وقال‪} :‬وَكَم مِن مَلَكٍ فِ السﱠماواتِ ال تُغني شَفاعَتُهُم شَيئًا إِالّ مِن بَعدِ أَن يَأذَنَ الﱠُ ملَِن يَشاءُ وَيَرضى{ ]النجم‪.[٢٦ :‬‬ ‫‪ -‬إبطال انتفاع الكافرين بشفاعة الشافعي‪ ,‬قال ال تعالى‪} :‬فَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعيَ{ ]املدثر‪.[٤٨ :‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٨‬‬  ‫والشفاعة شفاعتان‪ :‬شفاعة منفيّة وشفاعة مثبَتة‪:‬‬ ‫فالشفاعة املنفيّة ما كانت تٌطلب من غير ال فيما ال يقدر عليه إالّ ال‪ ,‬والدليل‪ :‬قوله تعالى }يَا أَيّهَا الﱠذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا ممِﱠا رَزَقْنَاكُمْ‬ ‫مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ الَ بَيْعٌ فِيهِ وَالَ خُلﱠةٌ وَالَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظﱠاملُِونَ{]البقرة‪.[254:‬‬ ‫والشفاعة املثبَتة هي‪ :‬التي تُطلب من ال‪ ,‬والشّافع مُكْرَمٌ بالشفاعة‪ ,‬واملشفوع له‪ :‬من رضيَ الُ قوله وعمله بعد اإلذن‬ ‫كما قال تعالى‪} :‬مَنْ ذَا الﱠذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِالﱠ بِإِذْنِهِ{]البقرة‪.[255:‬‬ ‫📌 والشفاعة التي يذكرها املتكلمون ف أبواب االعتقاد يريدون بها الشفاعة عند ال‪.‬‬ ‫🖊 وتعريفها شرعًا هي‪ :‬سؤال الشافع الَ حصول نفع للمشفوع له‪,‬‬ ‫🖊 والنفع يتضمن جلب خير له أو دفع شرّ عنه‪,‬‬ ‫وهي نوعان‪:‬‬ ‫" شفاعة منفية‪ ,‬وهي التي نفاها ال عز وجلّ‪ ,‬وحقيقتها‪ :‬الشفاعة اخلالية من إذن ال ورضاه‪ ,‬وهي نوعان‪:‬‬ ‫🔹 املنفية عن الشافع‪ ,‬ومنها املنفية عن آلهة املشركي‪.‬‬ ‫🔹املنفية عن املشفوع له‪ ,‬كالشفاعة املنفية عن الكافر‪.‬‬ ‫📖وذكر املصنف قوله تعالى‪} :‬يا أَيّهَا الﱠذينَ آمَنوا أَنفِقوا ممِّا رَزَقناكُم{ اآلية دليالً على الشفاعة املنفية للتصريح بنفيها ف قوله‪:‬‬ ‫}وَال شَفاعَة{‪.‬‬ ‫‪ $‬شفاعة مثبتة‪ :‬وهي التي أثبتها ال ملَِنْ شاء‪ ,‬وحقيقتها‪ :‬الشفاعة املشتملة على إذن ال ورضاه‪ ,‬وهي كذلك نوعان‪:‬‬ ‫🔹املثبتة للشافع‪ ,‬ومنها‪ :‬شفاعة نبينا ﷺ‪.‬‬ ‫🔹 املثبتة للمشفوع له‪ ,‬ومنها‪ :‬الشفاعة ألهل الكبائر من هٰذه األمة‪.‬‬ ‫📖 وذكر املصنف قوله تعالى‪}:‬مَن ذَا الﱠذي يَشفَعُ عِندَهُ إِالّ بِإِذنِه{ دليالً على الشفاعة املثبتة للتصريح بإثباتها ف قوله‪:‬‬ ‫}إِالّ بِإِذنِه{‪ ,‬فمعنى اآلية‪ :‬ال أحد يشفع عند ال إال بإذنه‪.‬‬ ‫📖 والفرق بي الشفاعة املثبتة والشفاعة املنفية‪ :‬هو املذكور ف قول املصنف‪» :‬ما كانت تُطلَب من غير ال فيما ال يقدر عليه إال ال«‬ ‫وقوله‪» :‬والشفاعة املثبتة هي التي تُطلَب من ال«‪.‬‬ ‫📌 ومدار النفي واإلثبات ف الشفاعة على أمرين‪ :‬إذن ال ورضاه; فمع النفي يكونان مانعي منها‪ ,‬ومع اإلثبات يكونان شرطي لها‪.‬‬ ‫📖 والشافع مُكرَم بالشفاعة كما قال املصنّف‪ ,‬فال متفضّل عليه بها إكراما له‪.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٩‬‬  ‫القاعدة الثالثة‪:‬‬ ‫أنّ الـنـبـي ﷺ ظـهـر عـلـى أُنـاسٍ مـتـفـرّقـي ف عـبـاداتـهـم مـنـهـم مَـن يـعـبُـد املـالئـكـة‪ ,‬ومـنـهـم مـن يـعـبـد األنـبـيـاء والـصـاحلـي‪ ,‬ومـنـهـم مـن يـعـبـد األشـجـار‬ ‫واألحجار‪ ,‬ومنهم مَن يعبد الشمس والقمر‪ ,‬وقاتلهم رسول ال ﷺ ولم يفرّق بينهم‪.‬‬ ‫والدليل قوله تعالى‪} :‬وَقَاتِلُوهُمْ حَتﱠى الَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِﱠِ{]األنفال‪.[39 :‬‬ ‫ودلـيـل الـشـمـس والـقـمـر قـولـه تـعـالـى‪} :‬وَمِـنْ آيَـاتِـهِ الـلﱠـيْـلُ وَالـنﱠـهَـارُ وَالـشﱠـمْـسُ وَالْـقَـمَـرُ الَ تَـسْـجُـدُوا لِـلـشﱠـمْـسِ وَالَ لِـلْـقَـمَـرِ وَاسـجُـدوا لﱠِ الﱠـذي خَـلَـقَـهُـنﱠ إِن‬ ‫كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدونَ{]فصلت‪.[37:‬‬ ‫ودليل املالئكة قوله تعالى‪} :‬وَالَ يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتﱠخِذُوا املَْالَئِكَةَ وَالنﱠبِيّيَ أَرْبَابًا{]آل عمران‪.[80:‬‬ ‫ودلـيـل األنـبـيـاء قـولـه تـعـالـى‪} :‬وَإِذْ قَـالَ الﱠُ يَـا عِـيـسَـى ابْـنَ مَـرْيَ أَأَنـتَ قُـلْـتَ لِـلـنﱠـاسِ اتﱠـخِـذُونِـي وَأُمّـي إِلَـهَـيِْ مِـنْ دُونِ الﱠِ قَـالَ سُـبْـحَـانَـكَ مَـا يَـكُـونُ لِـي أَنْ‬ ‫أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقﱟ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِ نَفْسِي وَالَ أَعْلَمُ مَا فِ نَفْسِكَ إِنﱠكَ أَنْتَ عَالﱠمُ الْغُيُوبِ{]املائدة‪.[116:‬‬ ‫ودل ـيــل ال ـصــاحلــي قــولــه ت ـعــالــى‪}:‬أُوْلَ ـئِ ـكَ الﱠ ـذِي ـنَ يَ ـدْعُــونَ يَ ـبْ ـتَ ـغُــونَ إِلَــى رَبّ ـهِ ـمْ الْ ـوَسِ ـي ـلَ ـةَ أَيّ ـهُ ـمْ أَقْ ـرَبُ وَيَ ـرْجُــونَ رَحْ ـمَ ـتَ ـهُ وَيَ ـخَــافُــونَ عَ ـذَابَ ـهُ‪{...‬‬ ‫اآلية]اإلسراء‪.[57:‬‬ ‫ودليل األشجار واألحجار قوله تعالى‪} :‬أَفَرَأَيْتُمْ الالﱠتَ وَالْعُزﱠى)‪(19‬وَمَنَاةَ الثﱠالِثَةَ األُْخْرَى{]النجم‪.[20-19:‬‬ ‫وحـديـث أبـي واقـدٍ الـلـيـثـي ‪ -‬رضـي ال عـنـه ‪ -‬قـال‪ :‬خـرجـنـا مـع الـنـبـي ﷺ إلـى حُـنـي ونـحـنُ حـدثـاء عـهـدٍ بـكـفـر‪ ,‬ولـلـمـشـركـي سـدرة يـعـكـفـون‬ ‫عـنـدهـا ويـنـوطـون بـهـا أسـلـحـتـهـم يـقـال لـهـا‪ :‬ذات أنـواط‪ ,‬فـمـررنـا بـسـدرة فـقـلـنـا‪ :‬يـا رسـول ال إجـعـل لـنـا ذات أنـواط كـمـا لـهـم ذات أنـواط‪...‬‬ ‫احلديث‪.‬‬ ‫📌مقصود هذه القاعدة‪ :‬بيان أن مناط الكفر‪ :‬عبادة غير ال دون نظر إلى منزلة املعبود‪,‬‬ ‫💎 فمَنْ يعبد النبي والولي وامللك هو كمَنْ يعبد الشجر واحلجر وأجرام الفلك‪,‬‬ ‫👈 فـالـنـبـي ﷺ ظـهـر عـلـى أنـاس مـن الـكـفـار مـتـفـرقـي ف عـبـاداتـهـم ‪-‬أي‪ :‬مـتـفـرقـي فـيـهـا مـن جـهـة مـألـوهـاتـهـم الـتـي يـعـبـدون‪ ;-‬فـأُقـيـم‬ ‫املصدر »عباداتهم« مقام اسم املفعول »معبوداتهم« للداللة على ثبوت معنى العبادة املراد واستقراره‪.‬‬ ‫📖 ويبينه قول املصنف‪» :‬منهم مَنْ يعبد املالئكة‪ ,‬ومنهم مَنْ يعبد األنبياء والصاحلي‪ «..‬إلى آخر ما ذكر‪.‬‬ ‫📌 وقـد قـاتـلـهـم رسـول ال ﷺ وأكـفـرهـم ولـم يـفـرق بـيـنـهـم ألنـهـم ‪-‬وإن اخـتـلـفـوا ف مـعـبـوداتـهـم‪ -‬فـقـد اجـتـمـعـوا ف مـوجـب الـكـفـر وهـو‬ ‫عبادة غير ال‪ ,‬فال يختص التكفير والقتال مبَنْ عبد األصنام; فكل مَنْ عبد غير ال فهو حقيق بالتكفير والقتال‪.‬‬ ‫📖 والدليل ‪-‬كما قال املصنف‪ -‬قوله تعالى‪} :‬وَقَاتِلُوهُمْ حَتﱠى الَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِﱠِ{ ]األنفال‪;[39:‬‬ ‫🔺وأصل الدين‪ :‬توحيد ال‪.‬‬ ‫🔺فأعظم الفتنة‪ :‬عبادة غير ال‪,‬‬ ‫وقد ذكر املصنف أدلة ما قرره من تفرق معبوداتهم;‬ ‫👈 فإن قوله‪» :‬ودليل الشمس والقمر« ونظائره يريد به دليل وقوع عبادتها من دون ال‪.‬‬ ‫👈 وجـمـيـع أدلـة ذلـك مـن الـقـرآن سـوى أحـد دلـيـلـي عـبـادة األشـجـار واألحـجـار وهـو حـديـث أبـي واقـد الـلـيـثـي ‪-‬رضـي ال عـنـه‪ -‬قـال‪:‬‬ ‫»خرجنا مع النبي ﷺ إلي حني ونحن حدثاء عهد بكفر‪.«..‬احلديث‪.‬رواه الترمذي وإسناده صحيح‪.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٠‬‬  ‫القاعدة الرابعة‪:‬‬ ‫أنّ مشركي زماننا أغلظ شركـًا من األوّلي‪ ,‬ألنّ األوّلي يُشركون ف الرخاء ويُخلصون ف الشدّة‪,‬‬ ‫ومشركوا زماننا شركهم دائم; ف الرخاء والشدّة‪.‬‬ ‫والدليل قوله تعالى‪} :‬فَإِذَا رَكِبُوا فِ الْفُلْكِ دَعَوْا الﱠَ مُخْلِصِيَ لَهُ الدّينَ فَلَمﱠا جنَﱠاهُمْ إِلَى الْبَرّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ{]العنكبوت‪.[65:‬‬ ‫📌 مقصود هذه القاعدة‪ :‬بيان غِلَظ شرْك أهل زمانه فمَنْ بعدهم من املتأخرين‪ ,‬وأنهم أغلظ شركًا من األولي‪.‬‬ ‫👈 ومنفعة تقرير غِلَظه‪ :‬حتقيق أنهم بتلك احلال التي هم عليها أولى بالتكفير والقتال من املشركي األولي;‬ ‫وهو املصرح به عند املصنف ف كتابه اآلخر »كشف الشبهات«‪.‬‬ ‫📖 وذِكْره املشركي لتعيي الكفر الذي وُصفوا به قبل ف قول املصنف‪» :‬أن الكفار الذين قاتلهم رسول ال ﷺ«‬ ‫فهم كفروا بالشرك‪.‬‬ ‫📌 ومجموع األدلة الشرعية والوقائع القدرية يدل على أن شرْك املتأخرين أغلظ من شرك األولي من اثني عشر وجهًا‪:‬‬ ‫" الوجه األول‪:‬‬ ‫🔸 أن األولي يشركون ف الرخاء ويخلصون ف الشّدة‪,‬‬ ‫🔹 أما املتأخرون فيشركون ف الرخاء والشّدة‪,‬‬ ‫📖 ذكر هذا الوجه املصنف هنا ف القواعد األربع وف كشف الشبهات أيضًا‪ ,‬وجعل دليله اآلية املذكورة من سورة العنكبوت‪ ,‬فركوب‬ ‫البحر ف الفلك ‪-‬وهو السفينة‪ -‬حال شِدﱠة ; المتالء قلوبهم باخلوف‪ ,‬وهم فيها مخلصون يدعون ال وحده‪ ,‬فإذا صاروا إلى البر وكانوا ف‬ ‫رخاء أشركوا بال ودعوا معه غيره‪ ,‬وذكره بعد املصنف جماعة منهم حفيداه سليمان بن عبد ال‪ ,‬وعبد الرﱠحمن بن حسن‪ ,‬وعبد ال أبا‬ ‫بُطَيْ‪ ,‬وسليمان بن سِحْمَان‪.‬‬ ‫‪ $‬الوجه الثاني‪:‬‬ ‫🔸 أن األولي كانوا يدعون مع ال خلقًا مقربي من األنبياء واملالئكة والصاحلي‪ ,‬أو يدعون أشجارًا وأحجارًا ليست عاصية‪,‬‬ ‫🔹 وهؤالء املتأخرون يدعون مع ال الفسّاق والفجّار‪.‬‬ ‫📖 ذكر هذا الوجه املصنف أيضًا ف كشف الشبهات‪.‬‬ ‫وبيّ حتقق وقوعه‪ :‬عَصْرِيّهُ محمد بن إسماعيل األمير الصنعاني ف »تطهير االعتقاد«‪.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١١‬‬  ‫‪ %‬الوجه الثالث‪:‬‬ ‫🔸 أن األولي يعتقدون أن ما هم عليه مخالف دعوة األنبياء والرسل‪ ,‬فإنهم قالوا‪}:‬أَجَعَلَ اآللِهَةَ إِلهًا واحِدًا إِنﱠ هذا لَشَيءٌ عُجابٌ{‪.‬‬ ‫🔹 أما املتأخرون‪ :‬فإنهم يدّعون أن فعْلهم موافق دعوة األنبياء والرسل‪.‬‬ ‫📖 ذكر معنى هذا الوجه عبد اللطيف بن عبد الرﱠحمن ف رده على داود بن جَرْجِيس‪ ,‬وذكره كذلك تلميذه سليمان بن سِحْمَان‪.‬‬ ‫‪ -‬الوجه الرابع‪:‬‬ ‫🔸 أن املشركي األولي كانوا ال يشركون بال ف شيء من امللك والتصرف الكلي العام; بل كانوا يقولون‪ :‬ف تلبيتهم‪» :‬لبيك اللهم‬ ‫لبيك‪ ,‬لبيك ال شريك لك لبيك‪ ,‬إال شريكًا هو لك متلكه وما ملك«‪.‬‬ ‫🔹 أما املتأخرون‪ :‬فجعلوا ملَنْ يعظمونه ملكًا وتصرفًا ف الكون‪ ,‬وقصدوهم على أن لهم تدبير العالم وما يجري فيه‪ ,‬وهذا شرك لم تعرفه‬ ‫اجلاهلية األولى‪.‬‬ ‫📖 ذكر معنى هذا الوجه عبد ال بن فيصل ابن سعود‪.‬‬ ‫‪ /‬الوجه اخلامس‪:‬‬ ‫🔹 أن كثيرًا من املتأخرين قصدوا معبوداتهم من دون ال على جهة االستقالل‪.‬‬ ‫🔸 أما األولون‪ :‬فقصدوا معبوداتهم لِتُقِرّبَهُمْ إلى ال فهي عندهم شفعاء ووسائط بخالف حال مَنْ تأخّر‪ ,‬وإن زعموا خالفه‪.‬‬ ‫‪ 0‬الوجه السادس‪:‬‬ ‫🔸 أن عامة شرْك األولي ف األلوهية‪ ,‬وهو ف غيرها قليل‪.‬‬ ‫🔹 أما املتأخرون‪ :‬فشرْكهم كثير ف األلوهية والربوبية‪ ,‬واألسماء والصفات جميعًا‪.‬‬ ‫‪ 1‬الوجه السابع‪:‬‬ ‫🔹 أن املتأخرين يزعمون أن قصد الصاحلي ودعاءهم والتوجه إليهم من حقهم‪ ,‬وأن ترْكه جفاء لهم وإزراء بهم‪.‬‬ ‫🔸 ولم يكن األولون يذكرون هذا‪.‬‬ ‫‪ 2‬الوجه الثامن‪:‬‬ ‫🔸 أن املشركي األولي كانوا مقرين بشرْكهم‪ ,‬كما ف تلبيتهم املذكورة آنفًا‪ ,‬ويسمون رغبتهم إلى مُعَظﱠمِيهم عبادة‪.‬‬ ‫🔹 أما املتأخرون‪ :‬فيزعمون أنهم بربهم ال يشركون‪ ,‬ويسمون رغبتهم إلى مُعَظﱠمِيهم‪ :‬محبة‪ ,‬وهم ف زعمهم كاذبون‪.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٢‬‬  ‫‪ 3‬الوجه التاسع‪:‬‬ ‫🔸 أن املشركي األولي كانوا يرجون آلهتهم ف قضاء حوائج الدنيا فقط كردّ غائب ووجدان مفقود‪ ,‬وال يجعلونهم عُدّة ليوم الدين‬ ‫إلنكارهم البعث أو اعتقادهم أن لهم عند ال بعد البعث حُظْوَة عنده أي رتبةً ومقاما‪.‬‬ ‫🔹 أما املتأخرون‪ :‬فيريدون من معظﱠميهم قضاء حوائج الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫📖 ذكر معنى هذا الوجه حمد بن ناصر بن مُعَمﱠر ‪-‬رحمه ال‪.-‬‬ ‫‪ " 4‬الوجه العاشر‪:‬‬ ‫🔸 أن املشركي األولي كانوا يعظمون ال وشعائره; فكانوا يعظمون اليمي بال‪ ,‬ويعيذون مَنْ عاذ بال وببيته‪ ,‬ويعتقدون أن البيت‬ ‫احلرام أعظم من بيوت أصنامهم‪.‬‬ ‫🔹 أما املتأخرون‪ :‬فإن أحدهم يقسم بال كاذبًا‪ ,‬وال يقسم مبعظﱠمه كاذبًا‪ ,‬وال يعيذون مَنْ عاذ بال وببيته‪ ,‬ويعيذون مَنْ عاذ مبعظﱠمهم‬ ‫أو بتربته‪ ,‬ويعتقدون أن العكوف ف املَشَاهِد أعظم من العكوف ف املساجد‪ ,‬وأكثرهم يعتقد أن االستغاثة مبعظّمه عند قبره أنفع وأجنع من‬ ‫االستغاثة بال ف املسجد‪.‬‬ ‫📖 وهذا الوجه مستفاد من كالم متفرق للعالمة سليمان بن عبد ال ف تيسير العزيز احلميد‪ ,‬وبعضه ف كالم ابن تيمية احلفيد‪,‬‬ ‫واملصنّف‪ ,‬والصنعاني‪ ,‬وحمد بن ناصر بن مُعَمﱠر‪ ,‬وعبد العزيز بن حُصَيّ‪ ,‬وعبد اللطيف بن عبد الرﱠحمن بن حسن ‪-‬رحمهم ال‪.-‬‬ ‫" " الوجه احلادي عشر‪:‬‬ ‫🔸 أن املشركي األولي لم يكونوا يطلبون من آلهتهم كل ما يُطلب من الرّحمن‪ ,‬فلهم مطالب يطلبونها من ال وحده‪.‬‬ ‫🔹 أما املتأخّرون فعكسوا األمر; يطلبون من آلهتهم كل ما يُطلب من الرحمن‪ ,‬ولهم مطالب ال يطلبونها إالّ من آلهتهم‪.‬‬ ‫📖 ذكر معنى هذا الوجه ابن تيمية‪.‬‬ ‫‪ " $‬الوجه الثاني عشر‪:‬‬ ‫🔹 أن املشركي املتأخّرين فيهم من يزعم أنّ ال يتجلّى ف صور معبوداتهم من اخمللوقات‪ ,‬ويقولون‪ :‬نعبدهم ألن ال ظهر ف صورهم‪.‬‬ ‫🔸 ولم يكن األوّلون يقولون‪ :‬إنّ ال يتجلّى ف صور خلقه‪.‬‬ ‫📖 ذكر معناه ابن تيمية احلفيد‪ ,‬نقله عنه صاحبه ابن القيّم‪.‬‬ ‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٣‬‬